روابط قد تهمك :
فساتين العروس | تسريحات | تنظيم الاعراس | زخرفة | عالم حواء


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 31

الموضوع: فدوى طوقان

  1. #16
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    هنا في جوانحي الخافقة
    هنا ملء مهجتي العاشقة
    نما أمل العمر يا شاعري
    تغذيه لهفي الحارقة
    و ترويه أشواقي الدفقة
    و راحت مع الأمل المسعد
    ترف بقلبي رؤى الموعد
    و حلم اللقاء ،لقاء الغد
    و كنت أقول لقلبي اللهيف :
    و راحت مع الأمل المسعد
    ترف بقلبي رؤى الموعد
    و حلم اللقاء ، لقاء الغد
    وكنت أقول لقلبي اللهيف :
    رويدك يا قلبي ، ماذ دهاك
    رويدك ، أي جنون عراك
    وأي اصطخاب وأي اندفاع
    وكأنك مستقبل في عراك
    تصارع فيه انتظار السنين !
    رويدك زعزعت صدري الضعيف
    بهذا الخفوق القويّ الضعيف
    بهذا الوثوب، بهذا الصراع
    وكنت أقول لأشواقه :
    تحملت دهراً عذاب الفراق
    وأنت على ظمأ واحتراق
    فما بالك اليوم لا تصبرين
    فما وقف الفلك الدائر
    ولا اليوم ليس له آخر
    مساء و يمضي و يأتي الغد يجمعنا الموعد
    ونلقاه ، أوّاه كم تهدرين
    رويدك عصفت بأضلاعه
    وقطّعت أنفاسي الواهيه
    ورحت بأشواقي الجامحات
    أشق السحاب وأطوي السما
    ورائي تموت ليالي العذاب
    أمامي ترفّ مجالي الهناء
    ونفسي سكرى بحلم اللقاء
    تشعشع من فرح باللقاء
    فكنت أحس بها تتألق في روعة .. في سنىً .. في بهاء ..
    تذرّ على الكون أنوارها
    وتغمره ببحار الضياء ..
    فما كنت أعلم هل أنا ذاتي ، أم أنا نجم يجوب الفضاء !! أفي الحب قوّة خلق تحيل نفوس الحبين كيف تشاء ؟
    ترى ما الهوى ؟ أهو روح الحياة ؟ ترى ما الهوى ؟ أهو سر البقاء
    أتعرف ما هو ؟ قل لي ، لا ، لا تقل لي ودع سرّه في انطواء
    فسحر الهوى هو هذا الغموض وسحر الهوى هو هذا الخفاء
    كفافي بأن الهوى قد أحال فراغ حياتي غنىً وامتلاء
    وإني وإياك قصة حبّ
    يخلّدها الشعر رغم الفناء !
    وكان الغد الحلو يا شاعري
    تنسمت في جوّه الناضر
    شذى الموعد المقبل الساحر
    وقلبي في نزق ثائر
    يعدّ خطى الزمن السائر
    ويرقص في خفة الطائر ..
    وأقبلت .. روح هوى خافقاً
    يلاقيه دربٌ ويطويه درب
    أحث خطاي وملء كياني
    رؤى لاهثات وشعر وحب
    وهل أنا إلا ّخيال يشبّ
    وهل أنا إلاّ شعورٌ وقلب
    وكان يصوّر قلبي اللقاء
    وماسيجيء .. وما سيكون !
    وكيف ستلقى العيون العيون
    وكيف سيصرخ فيها النداء
    نداء الحنين .. نداء السنين
    فنخنقه تحت خفض الجفون
    وكيف سترجف أشواقنا
    وكيف سترعش كفٌ بكف
    وقلبي وقلبيك معتنقان
    على راحتنا بشوق ولهف !!
    كطيرين راحا معاً يلهثان انبهارا ، وفرط اختلاج ورفّ.
    فيا لخيالات حرمانيه!
    ويا لخرافة ميعاديه!
    فما كنت أعلم شاعري
    بأن يد القدر الجانيه
    تلوح لي برؤى المستحيل
    وتصنع منهنّ حلمي الجميل
    لتحكم ضربتها القاسية
    وتلهو بمأساتي الدّاميه . .
    فها أنا بالدار ، ماذا ؟ فراغٌ يمد ووحشة صمت كئيب
    وقفل ثقيل ، يعض على الباب كالوحش ، أبكم لا يستجيب
    تمثّل لي قدراً راصداً
    يحدّ جني بجمود رهيب
    تراجعت ، أين أنا ؟ أين أنت ؟ فواحيرتي في المكان الغريب
    ويا صعقة الروح ؛ ماذا ؟ ضللت طريقي ، وغمّت عليّ الدروب
    فما كانت الدرب درب اللقاء ولا كانت الدار دار الحبيب !
    وأحسست في أفق روحي ظلاماً وأحسست في غور قلبي دويّا
    دوّي فراديس حلم اللقاء تنهار فيه وتهوي هويا !!
    وأطرقت . . يعقد يأسي المرير سحابة دمع ٍعلى مقلتيا
    . . . . . . .
    هناك على شاطىء كم حواك
    و كم ضم من ذكريات هواك
    تململ قلبي فوق الرمال
    يعانق ذرّاتها في ابتهال
    و أجهشت في وله ضارع
    و قد بتّ من يأسي الفاجع
    أفتش عن عالمي الضائع !!
    هنا و انتهت قصة الموعد
    و لا شيء من أملي في يدي
    سوى غصص اليقظة القاسية
    تبدّد أحلام أشواقيه
    و تنقض وحشية ضارية
    على قلبي التائه المجهد!!

  2. #17
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    بجسمي قفقفة و انخذال
    فيا نار زيدي لظى و اشتعال
    و مدّي يجوّي دفيء الجناح
    فللبرد عربدة و اجتياح
    و أما تسعين احتدام النضال
    نضال العواصف فوق الجبال
    وأنت اعصفي ، واملئي ليلني
    بدفء بهدّيء من رعدتي
    فحولي يدب صقيع الشتاء
    فبثّي الحرارة في غرفتي
    ألا يا إبنة الأعصر البائدة
    ألا قدّست روحك الخالدة
    ثبي وازفري ، ننضنضي والهبي
    بلى ، هكذا ، هكذا واسربي
    بروحك في عزلتي الهامدة
    وفي قلب جدرانها الباردة
    بلى ، هكذا عانقي ذاتية
    بموجة أنفاسك الدافيه
    أحسّ بقرب لظاك الحبيب
    شعوراً غريب
    خفياً كألغازك الخافيه
    فها أنا أطفىء مصباحيه
    وأعنو لغمرة إحساسيه
    فتحملني نحو ماضٍ سحيق
    وأرنو هناك لطيف رقيق
    لطيف طفولتي الفانيه
    بأيامها المرة القاسية
    وإذ أنا يا نار شيء صغير
    يفتش عن نبع حب كبير
    سدّي ، ويظل لقىً مهملا
    فيمضي الي
    رؤاه ، وفي أفقهنّ يطير
    وإذ انت دنيا غموض تلوح
    لعين خيالي الطليق السبوح
    فكنت رفيقة أوهاميه
    ومسرح أحلام يقظاتيه
    وادفع نحوك جسماً وروح
    وأخشع قرب لظاك الجموح
    وأمضي ، وفيّ انجذاب عميق
    أحدّق مأخوذة بالحريق
    وأرقب في سكرة وانذهال
    جموح الظلال
    ترجرج فوق الجدار العتيق
    وألمح خلف اشتعال الحطب
    وقد شبّ في ثورة والتهب
    خيالا لدوحٍ قديم وريف
    نمته الحياة بغابٍ كثيف
    قد ازدحمت في حشاه الحقب
    . . . وكنت إخال كأن اللهب
    تعانق فيه ضياء القمر
    ولون الغروب ، ولون السحر
    وكل شعاع على الدوح مر
    وظل عبر
    قد ارتدّ في اللهب المستعر
    وفي سبحاتي بدنيا الأوار
    تباغتني حزمة من شرار
    قد انقذفت من فم الموقد
    تؤزّ ؛ فأرسل فيها يدي
    هنا وهناك بشوقٍ مثار
    لأخطف تلك النجوم الصغار
    فكانت تروغ وتركض في
    مداها ، وسرعان ما تختفي
    وأسأل نفسي : أين يغيب
    شرار اللهيب
    وهل تحزن النار إذ ينطفي
    وها أنا يا نار لو تعلمين
    فتاة طوت حزمةً من سنين
    وما زلت رغم العهود الطوال
    تثيرين فيها جموح الخيال
    وحين تفورين أو تزفرين
    كأنك نفسٌ تقاسي الحنين
    أغوص الى عمق أغواريه
    أجوس عوالمها القاسيه
    فألمس فيها أواراً غريب!
    وما من لهب !
    أوار شعوري وإحساسيه!
    أمن عنصر النار أعماقيه؟
    أروحك يا نار بي ثاويه
    فما هذه العاطفات الحرار
    لها في الجوانح أيّ استعار
    وما هذه اللهفة العاتيه
    تشب فتلهب خلجاتيه
    وتعكس وهجاً على مقلتيّه
    وتلفح لفحاً على شفتيّه
    وهذا الحنين ، وهذا القلق
    وهذي الحرق
    كأن بذاتي ّ ناراً خفيّه!
    مضى الليل غير هزيع قصير
    و أنت همدت كأهل القبور
    و حبّات جمرك بعد اتّقاد
    خبت و استحالت تلول رماد
    أتخمد مثلك نار شعوري
    غدا ، و تؤول لهذا المصير ؟
    أيغشى أواري رماد السنين ؟
    أيهمد قلبي كما تهمدين ؟
    لماذا ؟ أتدرين ؟ أم أنت مثلي
    أسيرة جهل
    أجيبي أجيبي، أما تسمعين ؟!

  3. #18
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    يا مصر ، حلم ساحر الألوان ، رافق كل عمري
    كم داعبت روحي رؤاه فرفّ روحي خلف صدري
    حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر
    أن اجتلي هذا الحمى . . . واضمه قلباً وعين. .
    واليوم ، في حلم أنا ، أم يقظةٍ ، أم بين بين !؟
    صدحت بقلبي إذ وطئت ثراك أنغامٌ سواحر
    فكأنما في قلبي المأخوذ غنّى الف طائر
    وغرقت في أمواج إحساسٍ بعيد الغور فائر
    أأنا هنا ؟ في مصر ، في الوادي النبيل ؟!
    أأنا هنا في النيل ، في الأهرام ، في ظل النخيل ؟!
    وتلفتت عيناي في دهشٍ ، وفي لهف غريب . .
    ماذا ؟ هنا الدنيا الخلوب تثير أهواء القلوب . .
    ماذا ؟ هنا نار الحياة تؤجّ صارخة اللهيب . .
    في كل مجلىً فتنةٌ رقصت ، وسحرٌ مدّ ظلّه
    ماذا ؟ أمصرٌ أم رؤى أسطورةٍ من ألف ليله!؟
    كيف اتجهت تجاوبٌ وصدىً لموسيقى الوجود
    في النيل يعزف لحنة الأبدي للشط السعيد
    في وشوشات النسمة المعطار ، في النخل الميود
    حتى النجوم هنا أحسّ لهنّ الحاناً شجيّه
    حتى السحاب أخاله تحدوه موسيقى خفيّه
    يا مصر ، بي عطش الى فرح الحياة . . الى الصفاء . .
    يا مصر ، نحن هناك أمواتٌ بمقبرة الشقاء
    لا يطمئن بنا قرارٌ . . . لا يعانقنا رجاء . . .
    لا شيء إلا ضحكة الهزء المرير على المباسم !
    كالضحكة الخرساء قد يبست على فك الجماجم!!
    نفسي مصدّعة . . فضميني لأنسى فيك نفسي
    قست الحياة وأترعت بمرارة الآلام كأسي
    والظلمة السوداء مطبقة على روحي وحسي
    فاحني عليّ وزوّديني من مفاتنك الجميله . . .
    هي نهزة لم أدر كيف سخت بها الدنيا البخيله !
    يا ليتني يا مصر نجم في سمائك يخفق
    يا ليتني في نيلك الأزليّ موجٌ يدفق
    يا ليتني لغزٌ ، أبو الهول احتواه ، مغلق . . .
    تهوى وتنسق الدهور مواكباً ، وأنا هنا
    بعض خفيٌ من كيانك لست أدرك ما أنا !!
    يا مصر حلم ساحر الألوان رافق كل عمري
    كم داعبت روحي رؤاه ، فرف روحي خاف صدري
    حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر
    أن أجتلي هذا الحمى وأضمّه قلباً وعين
    واليوم في حلم أنا ؟ أم يقظة ؟ أم بين بين ؟!

  4. #19
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    في الليل ، إذ تهبط روح الظلام
    مرسلة فيه الرؤى الهائمة
    يطيف بي في يقظتي الحالمه
    طيف ولكن ما له شكل
    يحضنه جفني ، ولا ظلّ
    وإنما بحسّي الملهم
    أعيه شيئاً ملغزاً مبهم
    كأنما طلسمه الليل
    وكلما رفعت في وحدتي
    له مصابيحي انزوى في القتام
    في الليل ، اذ تنعس روح الوجود
    يخطفني شيء وراء الفضاء
    كأنما تحملني في الخفاء
    ضبابة تسير في تيه
    لا لمعة تجلو دياجيه
    لكن روحاً غير منظور
    وإراده دوني ألف ديجور
    أحسّه في لا تناهي المدى
    يشّدني الى بعيد بعيد
    في الليل إذ تخشع روح السكون
    أسمع في الهدأة صوتاً غريب
    صوتاً له طعم ولون رطيب
    طعم ، ولكن غير أرضي
    لون ، ولكن غير مرئي
    طيب ، ولكن . .
    لا ، فما أدري
    ما كنهه ، كأنما يسري
    من عالم هناك غيبيّ
    تظل روحي وهي مأخوذة
    تصغي اليه من وراء الدجون
    ما أنت يا من في ظلال الليال
    احسّه ملء حنايا الوجود
    في الأرض ، في الأثير في اللاحدود
    في قلب قلبي في سماواتي
    هلاّ توضّحت لآفاقي ؟!
    هلاّ تجسّدت لأشواقي ؟!
    هلاّ ؟
    ولكن كيف ؟
    هيهات
    فأنت مثل الغيب ما تنجلي
    يا لغز . . يا حقيقة كالخيال !

  5. #20
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    كنت على الدنيا سؤالا شريد
    في الغيهب المسدول
    جوابه استتر
    وكنت لي إشراق نور جديد
    من عتمة المجهول
    أطلعه قدر
    دار به الفلك
    ودار مرتين . .
    حتى انتهى إلي
    إشعاعه الفريد
    وانقشع الحلك
    وفي انتفاضتين
    وجدت في يدي
    جوابي الفقيد
    يا انت ، يا أنت القريب البعيد
    لا تذكر الأفول
    روحك يستعر
    الكون لي ولك
    لنا ، لشاعرين
    رغم المدى القصي
    ضمّتها وجود !!

  6. #21
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    أي لحن مسلسل رقراق
    راح ينساب في مدى الآفاق
    أيقظ الكون حين منبثق الفجر على غمرةٍ من الأشواق
    وإذا الحب ملء هذا الوجود الرحب يسري في روعة وانطلاق
    وإذا الكائنات يغرقها الوجد الإلهيّ في سنى الاشراق !
    السموات من حنين ووجدٍ
    خاشعات خلف الغيوم الرقاق
    والجبال الشّماء تشخص نحو الله سكرى في ذهلة المشتاق
    وندى الفجر في الرياض الحوالي
    أدمع الشوق رقرقت في المآقي
    كلّ ما في الوجود من روعة اسم الله في نشوةٍ وفي استغراق !
    أي لحن مخلّد سرمديّ
    من لحون الآزال و الآباد
    أي لحن قد صيّر الكون أغرودة حب رخيمة الإنشاد
    يا لهذا النشيد تنطلق الأرواح فيه من ربقة الأجساد
    يا لهذا النشيد أوغل في أعماق ذاتي محطّماً أصفادي
    يا لقيدي الارضيّ يسحقه اللحن ويذروه حفنةً من رماد
    وإذا الروح في تجرده يسمو مشعّاً كالكوكب الوقّاد
    عانق اللحن مصعداً وتوارى يتخطى شواسع الأبعاد
    غارقاً في صفائه ، قد تغشّته غواشي غيبوبةٍ وامتداد
    كلّما رنّ في السكون صدى تسبيحة الله رائع الترديد
    و سرت في الأثير الطهر و أوغلن في الفضاء البعيد
    أهطعت أنفس و ذابت قلوب
    يزهيها الفناء في المبعود !
    و تسامىالشعور يلهب فيها
    خلجات الأيمان و التمجيد
    يا لهذا الصفاء ..يا لتجّلي الله .. يا روعة الجلال الفريد!
    لكأني بالكون يهتف : يا رب ، و يمضي مستغرقاً في الشرود
    لكأني أحسّ و شك اتصالي .. لكأني أشم عطر الخلود!
    أنا يا رب ّ قطرة منك تاهت
    فوق أرض الشقاء و التنكيد
    فمتى أهتدي الىمنبعي الأسمى و أفنى في فيضه المنشود
    ضاق روحي بالأرض ،بالأسر ،بالقيد ،فحرر روحي و فك قيودي
    ضمني ، ضمني ،فقد طال انفصالي ،و طال بي تشريدي

  7. #22
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    من وراء الجدران
    بنته يد الظلم سجناً رهيباً
    لوأد البريئات أمثاليه
    وكرّت دهور عليه وما زال يمثل كاللعنة الباقيه
    وقفت بجدرانه العابسات
    وقد عفّرت بتراب القرون
    وصحت بها : يا بنات الظلام
    ويا بدعه الظلم والظالمين
    لعنت ؛ احجبي نور حريتي
    وسدّي عليّ رحاب الفضاء
    ولكن قلبي هذا المغرّد
    لن تطفئي فيه روح الغناء
    فقلبي يد الله صاغته لحناً
    تدفقّ من عمق نبع الحياه
    ورغم شموخك يا مجرمات
    يرنّ على كل أفق صداه
    لعنت ؛ اختفي كل حلم ينضر قلبي ويغذوه عطراً ونور
    فأحلام قلبي لن تنتهي
    ولو حجبته زوايا القبور !
    وإني وإن أوثقتني لديك
    بألف وثاق أكفّ الغباء ..
    فلي من خيالي وفنّي ودنياي ألف جناح وألف سماه
    ألا كم براعم قلبي نمتها
    لديك هنا لعنات القدر
    ذوت تحت أصفادها وانحلت
    على ذاتها أملأ منتحر
    كما انحطم الناي واللحن فيه
    حبيس فما رفّ يوماً بفم
    كذلك كانت تموت وفيها
    نشيد الحياة حبيس النغم
    وكانت تموت وفي قلبها
    خيال الغدير وصوت الخرير
    وأنت هنا كالألى شيّدوك
    أنانيةٌ مات فيك الشعور
    لعنت ، سواي أمامك تعنو
    وتخرسها غضبات الطغاه
    ولكن مثلي ستبقى برغمك
    بنت الطبيعة ،بنت الحياه!
    أغني ولو سحقني القيود
    أغاريد نفسي وأشواقها
    تبارك لحني أمي الحياة
    فلحني من عمق أعماقها

  8. #23
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    ها أنا وحدي في ثنايا الجبل
    كأنني أسطورة تائهة
    تهمسها الريح بإذن السفوح
    ها أنا والفضاء حولي غزل
    والكون عشق ، ورؤى والهه
    وأنت قلبي وعيني روح
    يومىء لي نحو غدٍ أخضر
    يغفو الشذا في دربه المزهر
    ها انا وحدي ومعي صبوتي
    ترف في صدري بألفي جناح
    وانت سر في كياني استتر
    وكلما هتفت من فرحتي
    اسأل : ما أنت ؟ سمعت الرياح
    تقول لي في مثل همس القدر
    إنك يا حبي نشيد الخلود
    وإنني صداك عبر الوجود
    وتعتريني نفضة من شعور
    بغبطة تملأ أحنائيه
    كأنها لحن مضيء النغم
    فأنثني أحفر فوق الصخور
    إسمك في نشوة إحساسيه
    وأشبع الأحرف لثماً وشم
    والفرح الكبير يا حبي
    تهدر موسيقاه في قلبي
    وترتمي عيناي في مرتمى
    أفق بعيد حال ما بيننا
    وكلما أشخص روحي تراك
    أحسّ عينيك وما فيهما
    من وهج يطفر منه السّنى
    حولي تشعّان بنجوى هواك
    نارهما السوداء كالصاعقة
    تنقضّ من نظرتك الحارقة
    وأرسل ((الآوف)) غناء حنون
    يسيل من روحي وأوصالي
    فتنتشي ((بالأوف)) حتى السفوح
    لحن هوىً ، مرتعشٌ بالحنين
    سمعته يوماً (( بعيبال)) . .
    إذ أنت في السفع غريب الجروح !
    فبات وهو اليوم أغنيتي
    يحملني اليك في وحدتي
    هل نلتقي ؟ أواه ؛ هذي أنا
    سوسنة فتّح أكمامها
    دفء الهوى والأمل المشرق
    تلوي بها الريح ، وتبقى هنا
    تستودع السفوح أحلامها
    وأنت عطر مسكر يعبق
    في دمها . . أوّاه هذي أنا
    وحدي هنا في السفح وحدي هنا !!

  9. #24
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    هاضه الوهن ، وأعياه الألم
    وسطا الضعف عليه والسقم
    خاشع الأطراف من إعيائه
    ما به يقلب كفّاً أو قدم
    متداعٍ جسمه ، منخذلٌ ، لجّت الحمى عليه فاضطرم
    ساكن الأوصال إلا بصراً
    زائغاً ، يطرف حيناً ، ويجم
    ابن سبع برّح اليتيم به
    رحمة الله له نضو يتم
    كسرت من طرفه مسكنةٌ
    لبست هيأته منذ انفطم
    وا حناناه لأمٍ أيّمٍ
    طوت النفس على خوف وغم
    فنضت عنها الثياب السود ؛ لا
    لا تظنوا جرحها الدامي التأم
    بل لدفع الشؤم عن واحدها
    يا لقلب الأم إن أشعر هم !
    وبدت في اليبض من أثوابها
    من رأى إحدى حمامات الحرم
    عطفت من رحمة تحضنه
    إنما دنيا اليتامى حضن أم
    ومضت تمسح بالكف على
    جبهةٍ رهن اشتعال وضرم
    ولقد تندى فتخضّل له
    وفرة ٌ مثل الظلام المدلهم
    نظر الطفل اليها صامتاً
    وبعينيه حديث وكلم . . .
    ليت شعري ، ما به ؟ ما يبتغي
    أبنفس الطفل سؤلٌ مكتتم ؟
    لو أراد النجم لاحتالت له
    كل سؤل هيّن ، مهما عظم
    وحنت تسأل عن طلبته
    فرنت عين له ، وافترّ فم . .
    قال : يا أمي . واسأليه رجعةً
    فلكم يفرح قلبي لو قدم !
    لا تسل عن جرحها كيف مضى
    من هنا أو من هنا ينزف دم
    ضمّت الطفل اليها بيدٍ
    وبأخرى مسحت دمعاً سجم
    عزّ ما يطلبه ، يا رحمتا
    كيف تأتي برفات ورمم !؟
    قلّب البؤس على أوجهه
    لن ترى كاليتيم بؤساً محتكم
    ينشأ الطفل ولا ركن له
    ركنه من صغر السن انهدم
    خائضاً في لجج العيش على
    ضعفه ، والعيش بحر محتدم
    تائهاً في ظلمٍ ما تنتهي
    حائراً يخبط في تلك الظلم
    ليس في الدنيا ولا في ناسها
    فهو يحيا في وجود كالعدم

  10. #25
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    (( الى روح ابراهيم))
    آه يا قبر ، هنا كم طاف روحي
    هائماً حولك كالطير الذبيح
    أو ما أبصرته دامي الجروح
    يتنزّى فرط تبريحٍ ويأس
    مرهقاً مما يعنّيه الحنين
    وهنا يا قبره أشوق نفسي
    يا لأشواق على تربك حبس
    وهنا قبلة أحلامي وهجسي
    قرّبتني الدار ، أو طال نزوحي
    فخيالي بك رهنٌ كل حين
    إن نأى بي البعد ردّتني اليك
    لاعجات ما تني وجداً عليك
    لست تدري أي دنيا في يديك
    من حنان وبشاشاتٍ وأنسٍ
    يا قلبي ! أصبحت في الهامدين
    آه يا قبراً له إشعاع نور
    لا أرى أجمل منه في القبور !
    فيك دنياي ، وفي قلبي الكبير
    مأتم ما انفكّ مذ بات لديك
    قائماً يأخذ منه بالوتين
    وإذا ينزف دمع المقل
    يجهش القلب أسىً ما يأتلي
    نادباً عندك أغلى أمل
    باكياً فيك نصيري وظهيري
    ساكباً من ذوبه غير ضنين
    أوحش السامر من ذاك السمير
    غير أصداء فؤادٍ وشعور
    نغم أفعم أمواج الأثير
    بالاماني والهوى والغزل
    وترامى بين أحضان السنين
    زهرة عطّرت الدنيا بنشر
    ثم مالت بين أحلام وشعر
    وذوت عن عمر للزهر نضر
    هكذا تنفذ أعمار الزهور
    و الشذا باقٍ بروح العابرين
    كلما أشرق في الليل القمر
    مترعاً بالنور أعصاب الزهر
    أظلمت نفسي و هاجتني الذكر
    كيف غيّبتك في ظلمة قبر
    كيف أسلمتك للترب المهين
    وإذا ران على الدنيا هجود
    وغفا فيها شقيٌّ وسعيد
    لم يزل يهتف بي صوتٌ بعيد
    من وراء الغيب وافى وظهر
    ومضى يهمس همس العاتبين
    عتبه أخذي بأسباب البقاء
    أتملّى من وجودٍ وضياء
    وعديل الروح في وادي الفناء
    السّنى ضنّ عليه والوجود
    فهو بالحرمان لم يبرح رهين
    أيها الهاتف من خلف الغيوب
    ما ترى نبع حياتي في نضوب ؟
    لم أزل أضرب في عيش جديب
    موحشٍ كالقفر ، موصول الشقاء
    منذ أمسى نجمه في الآفلين
    أين إبراهيم مني ، أين أين؟!
    حبة القلب ونور الناظرين
    أنا من عيشٍ وموت بين بين
    فلعل الحين موفٍ عن قريب
    يمسح الجرح والآم الحنين

  11. #26
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    أين الغناء العذب يا طائري
    تسبق فيه كلّ شادٍ طروب
    وأين أفراح الصبّا الزاخر
    باللهو ، أم أين المراح الدؤوب
    مالك تلقي نظرة الحائر
    يريد يستجلي خفايا الغيوب ؟
    وما الذي في قلبك الشاعر
    قل لي ، فإن البثّ يشفي القلوب
    ما ترى حولك همس الورق
    يسكبه في أذن الجدول
    كأنه نجوى محبٍ سرق
    هنيهةً من غفلة العذ ّل
    والزّهر الرفاف إما عبق
    عبيره يسري مع الشمأل
    وهذه الدنيا ، وهذا الألق
    فمتّع النفس ولا تهمل
    بين الفراشات وزهر الربيع
    هيمنة الصبّ ، إذا يعتب
    ويح الفرشات ، هواها خدوع
    تلهو بهذا ، و بذا تلعب
    كم توهم الزهر هيام الولوع
    و قلبها يا طائري قلّب
    فيها إلى التبديل طبع نزوع
    و الطبع غلاّب فما يغلب
    وهذه الوردة ذات الرّواء
    كم تشتهي لحنك في حبها
    بلبلها اليوم إليها أفاء
    وأرسل العطر إلى قلبها
    وفيّ لها ، تلقى الوفاء
    أجمل ما تهداه من صحبها
    غنّّ ومتّعها بهذا الصفاء
    أو ، لا، فلن تنجو من عتبها
    سوا عجبي ! صمتك رهيب
    يا طائري ، ضمّن معنى الحذر
    ترمي بلحظ الصقر نحو الدروب
    كأنما أنذرت منها بشر
    ما تأتلي ترقب كالمستريب
    أشعر من حوليه وشك الخطر
    أقعى ، على أهبته للوثوب ،
    في كبرياء تتحدّى القدر!
    ماذا أرى ؟ هذاك (بومٌ) غريب
    منطلق ، حبهم المحيا ، وقاح
    يحوم في الروضة حوماً مريب
    غدوّه متّهم .. والرواح
    يطلّ من عينيه قلب جديب
    لكنه أرعن ، فيه جماح
    اقتحم الباب اقتحام الغصوب
    وجاس في الروض طليق الجناح !
    عيناه إذ ر أرأتا جمرتان
    قد شبّتا ، ما تطمعان الكرى
    عن وكرك المطول لا تحسران
    تطلّعاً يا طائري منكراً ..
    أشرع منقاراً كحد السنان
    مضاؤه ، ملتوياً أحمرا
    ومخلباً يصرع قلب الأمان
    يا ضيعة الوكر وقد أشهرا
    ما شأن ذيّاك الدعيّ الدخيل
    في الروض ، والروض حماك الحبيب
    وكيف يغدو مستباحا ذليل
    أو غرضاً يرمي بسهمٍ غريب
    أغضيت عن روضك دهراً طويل
    يا طائري ، مغرىً بحلم كذوب
    واليوم تصحو عن خيالٍ جميل
    مضى مع السّحرة ، غبّ الهبوب !
    أنفض جناحيك من الرقدة
    يا طائري ، أخشى عليك المصير
    لا تمكن (البوم ) من الروضة
    أرى لذاك (البوم ) شأناً خطير
    أضبّ اليوم للوكر على شرّة
    فيما أراه ، وأذى مستطير
    عليك بالحذر ، فكم غفلة
    يؤخذ منها المرء أخذاً نكير
    ويلك ، لا تأمن غريب الديار
    فخلفه من مثله معشر
    يا طائري ، إنّ وراء البحار
    مثل عديد الذرّ لو تنظر
    تربّصوا في لهفة وانتظار
    ودبّروا للأمر ما دبّروا . .
    تحفزهم تلك الأماني الكبار
    وأنت أنت المطمع الأكبر

  12. #27
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    أيها الشرق ، أي نور جديد
    لاح في عتمة الليالي السود
    لف شمّ الجبال والسهل والحزن ، وهام الربى ورمل البيد
    وإذا أنت يفتح النور عينك ، فتصحو على الضياء الوليد
    وتمطيت من طويل خمودٍ ومسحت الجفون بعد هجود
    وتطلعت في حماك ، حمى الأمجاد ، ربع العروبة الممدود
    عجباً ! أين أين ما وطّدوه
    من صروحٍ شمٍ وملك عتيد
    وتلمست يا أبا الصيد فيه
    أوجه الغرّ من بينك الصيد
    الميا من بواقي ((المثنى))
    و((المعنّى )) في فيلق ((ابن الوليد))
    تتساقى الحتوف دون حماها
    وتهزّ السيوف تحت البنود
    وإذا أنت لا ترى غير عانٍ
    وطليحٍ مجرّحٍ ، وشهيد
    البنون البنون صرعى الرزايا
    يا قلب الأبوّة المفؤود !
    يا لها الله صرخةً منك دوّت
    في شعاب وأغورٍ ونجودٍ
    يا لها صرخةً أهابت فأحيت
    عزماتٍ وطوّحت بقيود
    نفخت في بنيك ، فانطلق العاني ، وهبّ الكابي ، وحيّ المودي
    وتداعوا من ههنا وهنا ، وانتظموا تحت بندك المعقود
    ما تراهم تسايلوا بين عينيك خفاقاً ، من قاهم ونجيد
    نفروا نفرة الأبيّ وقد ضيم ، وهبّوا بعزمه المشدود
    بعث الهامدون ، آمنت بالبعث ، بآيات يومه المشهود !
    يا بني الشرق ، يمّن الله يوماً
    قمتم فيه من هوان القعود
    أتم الطيبون ، صيّابة العرب ، حماة الحمى ، بقايا الجدود
    هو ذا العيد أقبل اليوم محدوّ اً بروح في بردتيه جديد
    فيه شيء من اعتزاز قديم
    عرفته له خوالي العهود
    يوم لعرب مقعد في النجوم الزهر ، يزهو بركنه الموطود
    في فؤاد القدس الجريح اهتزاز
    لكم رغم جدّه المنكود
    انثنى ، موجعاً على الجرح يشدو
    ويحيّي أفراحكم في العيد
    قام يزجي لكم عذارى القوافي
    راقصاتٍ موقّعات النشيد
    قدّس الشعر ، إنما الشعر أنّات شقيّ أو أغنيات سعيد!

  13. #28
    عروس برونزية
    تاريخ التسجيل
    13/01/2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,784
    يا وطني ، مالك يخني على
    روحك معنى الموت ، معنى العدم
    أمضّك الجرح الذي خانه
    أسأته في المأزق المحتدم
    جرحك ؛ ما أعمق أغواره
    كم يتنزّى تحت ناب الألم
    أين الألى استصرختم ضارعاً
    تحسبهم ذراك والمعتصم
    ما بالهم قد حال من دونهم
    ودون مأساتك حسٌ أصم
    قلبّت فيهم طرف مستنجد
    فعزّك المندفع المقتحم . . .
    واخلجتا ! حتّام أهواؤهم
    تغرقهم في لجّها الملتطم!!
    هم الأنانيون . . قد أغلقوا
    قلوبهم دون البلاء الملم
    لا روح يستنهض من عزمهم
    لا نخوة تحفزهم ، لا همم !
    أحنوا رقاب الذل ، يا ضعفهم
    واستسلموا للقادر المحتكم
    يا هذه الأقدار لا ترحمي
    فرائس الضعف ، بقايا الرمم
    بالمعول المحموم أهوي على
    تلك الجذوع الناخرات الحطم
    كوني أتياً عارماً واجرفي
    كل ضعيف الروح ، واهي القدم
    كوني كما شئت ، لظىً يغتلي
    أو عاصفاً يقذف حمر الحمم
    واكتسحي أنقاض هذا الحمى
    من كل ركن خائرٍ . . منهدم
    اكتسحيها وانفضي أمّتي ممّا
    علاها من رماد القدم !
    ستنجلي الغمرة يا موطني
    ويمسح الفجر غواشي الظلم
    والأمل الظامىء مهما ذوى
    لسوف يروى بلهيب ودم
    فالجوهر الكامن في أمتي
    ما يأتلي يحمل معنى الضرم
    هو الشباب الحر ، ذخر الحمى
    اليقظ المستوفز المنتقم
    غلّوا جناحيه وقالوا : انطلق
    وشارف الأفق وجز بالقمم
    واستنهضوه لاقتحام اللظى . .
    والقيد ، ياللقيد ، يدمي القدم
    لكن للثأر غداً هبّةً
    جارفة الهول ، عصوفاً عمم
    فالضربة الصماء قد ألهبت
    في كل حرٍ جذوةً تضطرم
    لن يقعد الأحرار عن ثأرهم
    وفي دم الأحرار تغلي النقم !
    مع لاجئة في العيد
    أختاه ، هذا العيد رفّ سناه في روح الوجود
    وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيد
    وأراك مابين الخيام قبعت تمثالا شقيا
    متهالكاً ، يطوي وراء جموده ألماً عتيّا
    يرنو الى اللاشيء . . منسرحاً مع الافق البعيد
    أختاه ، مالك إن نظرت الى الجموع العابرين
    ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفين . .
    من كل راقصة الخطي كادت بنشوتها تطير
    العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرور
    أطرقت واجمة كأنك صورة الألم الدفين ؟
    أختاه ، أيّ الذكريات طغت عليك بفيضها
    وتدّفعت صوراً تثيرك في تلاحق نبضها
    حتى طفا منها سحاب مظلم في مقلتيك
    يهمي دموعاً أو مضت وترجرجت في وجنتيك
    يا للدموع البيض ! ماذا خلف رعشة ومضها؟
    أترى ذكرت مباهج الاعياد في (يافا) الجميلة ؟
    أهفت بقلبك ذكريات العيد أيام الطفوله؟
    اذ أنت كالحسون تنطلقين في زهوٍ غرير
    والعقدة الحمراء قد رفّت على الرأس الصغير
    والشعر منسدلٌ على الكتفين ، الجديلة ؟
    إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيب
    تتراكضين مع اللّدات بموكب فرح طروب
    طوراً الى ارجوحة نصبت هناك على الرمال
    طوراً الى ظل المغارس في كنوز البرتقال
    والعيد يملأ جوّكن بروحه المرح اللعوب ؟
    واليوم ؛ ماذا اليوم غير الذكريات ونارها ؟
    واليوم ، ماذا غير قصة بؤسكنّ وعارها
    لا الدار دارٌ ، لا ، ولا كالأمس ، هذا العيد عيد
    هل يعرف الأعياد أو أفراحها روحٌ طريد
    عان ، تقلبّه الحياة على جحيم قفارها ؟
    أختاه ، هذا العيد عيد المترفين الهانئين
    عيد الألى بقصورهم وبروحهم متنعمين
    عيد الألى لا العار حرّكهم ، ولا ذلّ المصير
    فكأنهم جثث هناك بال حياة او شعور
    أختاه ، لا تبكي ، فهذا العيد عيد الميّتين!

  14. #29
    مراقبة أركان البيت والمطبخ ومشرفة ركن الأزياء ، عضو فريق التطوير بالمنتدى الصورة الرمزية ماذا اقول
    تاريخ التسجيل
    16/04/2008
    الدولة
    فلسطين واعيش في ليبيا
    المشاركات
    59,436
    قصيدة حمزة

    للشاعرة : فدوى طوقان

    كان حمزة

    واحداً من بلدتي كالآخرين

    طيباً يأكل خبزه

    بيد الكدح كقومي البسطاء الطيبينْ



    قال لي حين التقينا ذات يوم

    وأنا أخبط في تيهِ الهزيمة :

    اصمدي ، لا تضعفي يا بنةَ عمي

    هذه الأرضُ التي تحصدها نارُ الجريمة

    والتي تنكمشُ اليوم بحزنٍ وسكوتْ

    هذه الأرض سيبقى

    قلبُها المغدورُ حياً لا يموتْ

  15. #30
    مراقبة أركان البيت والمطبخ ومشرفة ركن الأزياء ، عضو فريق التطوير بالمنتدى الصورة الرمزية ماذا اقول
    تاريخ التسجيل
    16/04/2008
    الدولة
    فلسطين واعيش في ليبيا
    المشاركات
    59,436
    لن أبكي


    "إلى شعراء المقاومة في الأرض المحتلة منذ عشرين

    عاماً .. هدية لقاء في حيفا" (4 / 3 / 1968)
    للشاعرة : فدوى طوقان



    على أبوابِ يافا يا أحِبائي

    وفي فوضى حُطامِ الدُّورِ ، بين الرَّدْمِ والشَّوْكِ

    وقفْتُ وقلتُ للعينين :

    يا عينين قِفا نبكِ

    على أطلالِ مَنْ رحلوا وفاتوها

    تُنادي مَنْ بناها الدارْ

    وتَنعى مَنْ بناها الدارْ

    وأنَّ القلبُ مُنسحقاً

    وقال القلبُ :

    (ما فَعَلَتْ بِكِ الأيامُ يا دارُ ؟

    وأينَ القاطنونَ هُنا ؟

    وهلْ جاءَتْكِ بعدَ النأي ، هل جاءَتْكِ أخبارُ ؟

    هُنا كانوا ، هُنا حلموا

    هُنا رَسموا مشاريعَ الغدِ الآتي

    فأينَ الحُلْمُ والآتي ؟ وأيْنَ هُمُو ؟

    وأيْنَ هُمُو ؟)

    ولمْ ينطِقُ حُطامُ الدارْ

    ولمْ ينطِقْ هُناك سوى غيابِهِمُو

    وصمْت الصَّمْت والهِجرانْ

    وكان هُناكَ جمعُ البومِ والأشباحِ

    غريبَ الوجهِ واليدِ واللسانِ ، وكان

    يُحوِّمُ في حواشيها

    يمدُّ أُصُولَه فيها

    وكانَ الآمِرَ الناهي

    وكانَ ... وكانْ ...

    وغُصَّ القلبُ بالأحزان

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. المعلم..0الاستاذ) بين احمد شوقي وابراهيم طوقان
    بواسطة عابر سبيل في المنتدى الواحة الأدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28/12/2004, 12:28 PM