إن كان على البعادِ من أهواهُ
ما يذكرنا فكيف ما أنساهُ
قد دان به القلوبُ والأفواهُ
قد أحسنَ لا إلهَ إلا اللهُ
إن كان على البعادِ من أهواهُ
ما يذكرنا فكيف ما أنساهُ
قد دان به القلوبُ والأفواهُ
قد أحسنَ لا إلهَ إلا اللهُ
أفدى الرشأ الذي إذا أبصرني
يهتزّ يَهُشّ ينثني يقتلني
بدرٌ بلحاظِ بانِهِ بلبلني
كالبدر كذا أذوب كلما كلّمني
أهوى قمراً سهامُهُ عيناهُ
ما شوّش عزمَ خاطري إلا هو
روحي تَلِفَت ومهجتي تهواه
قلبي أبداً يقول يا هو يا هو
كيف أتوب يا أخي من سُكّر كأرجوان
ليس من التراب بل مَعصَرُه بلا مكان
خطّ على كؤوسها كتابةً شارحةً
يامَنُ مَن يشربها من الممات والهوان
من تبريز نبعه منبته ويَنعُه
فهي غليه جانبٌ وجانبٌ إلى الجنان
العشق يقول لي تزيّن
الزينة عندنا تيقّن
لا تنظُر غيرنا فتعمى
لا تله عن اليقين بالظن
لا عيش لخائف كئيب
لا تبرح عندنا فتأمن
من كنت هواه كيف يهلك
من كنت مناه كيف يحزن
العقلُ رسولنا إليكم
ذاك حسنٌ ونحن أحسن
أَخشوشنُ بالبلا وأَرضى
فالهجر من البلاء أَخشن
من رام إلى العلا عروجاً
هذا سبب إليه يركن
يا مضطربا تعال وافلح
في مسكننا ونعم مسكن
ما أطيبَ ما ألذّ ما أحلانا
كنا مهجاً ولم نكن أبدانا
إن شاء بنا كرامةً مولانا
يعفو ويعيدنا كما أبدانا
العين لفقدكم كثير العَبرات
والقلب لذكركم كثير الحسرات
هل يرجع من زماننا ما قد مات
هيهات وهل يعود وقت هيهات
لو كان أقلّ هذه الأشواق
للشمسِ لأذهِلَت عن الإشراق
لو قُسّمَ ذا الهوى على العشّاقِ
العُشرُ لهم ولي جميعُ الباقي
ما الفخرُ بقينة ولا شُربِ مدام
الفخر لمن يطعن في يوم زِحام
من يبذل روحَهُ بسيفٍ وسهام
يستأهل أن يقعد والناسُ قيام