تعالوا نعمل زوووووم المرة دي على أحد صفات ابن آدم

صفة موجودة في ناس كتير للأسف

انهم ممكن يكونوا بيغيروا آراءهم - معتقداتهم - أفكارهم - مبادئهم

بناءا على

" رغباتهم و شهواتهم "



الصفة دي موجودة من قديم الأزل



تعالوا نعمل زووم :

نبدأ بقوم سيدنا نوح

قوم سيدنا نوح كانوا ناس مؤمنة بربنا

موحدة

و لما اتوفى بعض منهم

راح الشيطان للناس المتبقية منهم و قالهم

الناس اللي ماتت دي كانت ناس طيبة

معقول هتخالوا الذكريات الجميلة دي تروح

لازم نعمل حاجة و نفتكرهم بيها

عشان لما همتنا في العبادة تقل أول ما نشوفهم تعلى همتنا تاني

ما تيجي نعملهم تماثيل !

لا لا ما تروحوش بعيد احنا مش هنعبدهم

احنا هنفتكر عبادة ربنا بيهم !

و سمعوا الكلام و بنوا التماثيل و توالت الأجيال و انتهى الأمر بهم

بيعبدوا التماثيل " الأصنام "

و كانوا بيعبدوا الأصنام ليزدادوا قربا من الله عز و جل يعني لم ينكروا وجود ربنا سبحانه و تعالى

فأرسل الله إليهم سيدنا نوح

و قالهم

قال تعالى :

لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
﴿الأعراف: ٥٩﴾

و بدأ معهم سيدنا نوح رحلة من الدعوة شاقة جدا

كانوا بيصموا آذانهم و يغطوا رؤوسهم بثيابهم

مش عايزين يسمعوا ! عايزين نعيش زي ما احنا كدا !

قال تعالى :

وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴿نوح: ٢٢﴾


مش مجرد مكر عادي و لا حيل عادية

و قال تعالى في وصف حالهم:

وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿٢٣﴾

و ما وقفوش بس لغاية هنا في المكر و الإصرار

بل اتهموا سيدنا نوح انه هو في ضلال مبين !

قال تعالى :

لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥٩﴾ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٦٠﴾


فرد عليهم سيدنا نوح رد في غاية المنطق

قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦١﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٢﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٦٣﴾

سيدنا نوح بيقولهم أنا رسول ليكم من ربكم اللي خلقكم

ربنا يعلم ما يصلح لكم و لا يصلح لكم

فاتبعوني لعلكم ترحمون

فلما أصروا على ضلالهم أغرقهم الله

و توالت تلك القصص في التاريخ

مع الأنبياء و الرسل

سلاسل من العناد و التكذيب لرسل الله

يلحقها هلاك و تعذيب من الله لهم

رسالة من الله إلى جميع الأمم

قال تعالى :

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ
﴿الأنبياء: ٢٥﴾


فتتكبر الأمم فيعذبها الله

إلى أن جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

النبي صلى الله عليه وسلم حين البعثة كان بيطلق عليه في قومه

" الصادق الأمين "

كان لقبه بلا نزاع

و فجأة ...

دعاهم للتوحيد

فأصبح لقبه

" الساحر - الكذاب - المجنون - الشاعر -الكاهن "

و هو أصدق من صدق صلى الله عليه وسلم

هذا هو حال صنف من أصناف بني آدم

تغيير المباديء و الأفكار و المعتقدات بناءا على الرغبات و الشهوات ...

نعوذ بالله أن نكون من هذا الصنف



الصنف دا - اللي هما أصحاب الشهوات و البدع و الانحرافات المتبعي الأهواء - لما تيجي تواجههم بالحقيقة

أول حاجة يعملوها " يعنونوك "

يعني يدوك عنوان أو لقب

لأنك مخالف لأهواءهم عشان يعلموا عليك

زي ما سيدنا نوح وصف بالضلال

و النبي صلى الله عليه وسلم أطلق عليه ألقاب كتير

و دا عشان " يحذروا " الناس منك

خالي بالك دا " إسلامي" بشتى أنواع الفئات

سلفي - وهابي - متطرف

المهم

انه بيتكلم في الدين كتير

و تلاقي الناس خدت العنوان و اللقب و بدئت تحذر الناس منه

خالي بالك دا سلفي !!!

سلفي !! إوعى تسمعه

دا متطرف !! و الناس مش فاهمة يعني ايه سلفي و أصل الحكاية إيه أو الناس دي أصلا بتقول ايه

المهم

إنك اتعنونت يا ناصح !

و طبعا الهدف هو اضلال الناس عن الحقيقة

زي ما كان الكفار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يدخل حد يقولوله إوعى تيجي جنب محمد دا شاعر و كاهن و مجنون و هيصيبك شيء إذا قابلته أو سمعت كلامه

و يبدؤوا يستخدوا فزاعات الألقاب

و لكن دين الله ينتشر رغم أنوف الحاقدين !

دلوقتي تيجي تكلم حد أو تنصحه في الدين و تقوله يا حبيبي في الله كدا ما ينفعش ربنا قال و النبي صلى الله عليه وسلم قال

يقولك بس يا سلفي يا متطرف !

و نبدأ الخناقة على اللقب و يُترك الموضوع جانبا !

عايزين نعمل زووم على



معركة الألقاب و التحزب و المسميات و إلقاء التهم و السلام !

و أيا كان اللقب إذا كان يشمل التوحيد و عبادة الله وحده كما أمرنا ربنا سبحانه و تعالى و زي ما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نقبل هذا اللقب

لذلك نصيحة من القلب :

إذا لقيت ما هو ينتمي إلى الدين " الإسلام "

و قد تم عنوته و إلقاء التهم عليه و أصبح يهاجم بشراسة

تراجع إلى الوراء

و حاول تفهم الناس دي بتقول ايه و بتتكلم على ايه

العبرة ليست باللقب و لكن العبرة بما يحويه اللقب من منهج

فإن كان المنهج صحيح فاللقب ساعتها مقبول

يعني ايه الكلام دا ؟؟

تخيل نفسك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم



و دخلت مكة و إذا بأبي جهل بيحذرك من النبي صلى الله عليه وسلم و اختار أشد الألقاب نفورا عشان انت ماتسمعش كلام النبي صلى الله عليه وسلم

فقدامك أكتر من حل :

1- تثق في أبي جهل لأنه أكثر قوة إعلاميا و صيتا في المكان و بناءا على قوته الإعلامية و نفوذه و ثروته فهو موثوق فيه كلامه ليس محل للنقاش

2- تاخد جنب محايد لأنك مش عارف هل هو على الحق والا النبي صلى الله عليه وسلم هو على الحق

3- تخبط على باب النبي صلى الله عليه وسلم و تسمع ما جاء به فإن وجدته خيرا
الكلام فيه نفع الدنيا و الآخرة ليك اتبعته

و القصة دي حدثت بالفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :

كان في صحابي اسمه طفيل بن عمرو و كان فصيح و معروف عنه براعته في الشعر

فذهب إلى مكة و أول ما دخل " اصطادوه " إياك و محمد بيقول كلام فيه سحر

" يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، وقد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه ، وبين الرجل وبين أخيه ، وبين الرجل وبين زوجته ، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا "

و فعلا خاف طفيل و كان بيسد آذانه عشان يسمعش كلام النبي صلى الله عليه وسلم و لكن دين الله ينتشر و ينتصر و يصل لمن أراد الله أن يصل إليه

فطفيل كان في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم و سادد ودنه و لكنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم و هو بيصلي و يتلو القرآن

قال : فسمعت كلاما حسنا قال : فقلت في نفسي : واثكل أمي ، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته

و هو دا موضوعنا اعرض الكلام على قلبك و ما يرضاه دينك و شوف الكلام بيقول ايه قبل سماع الاتهامات و العنونة و الألقاب

قال : فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعته ، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه ، فقلت : يا محمد ، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا ، للذي قالوا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك ، ، فسمعته قولا حسنا ، فاعرض علي أمرك .

قال : فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ، وتلا علي القرآن ، فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ، ولا أمرا أعدل منه . قال : فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت : يا نبي الله ، إني امرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم ، وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال : اللهم اجعل له آية

و أكيد و بلا شك طفيل هو الفائز لأنه اتبع الدين الحق " الإسلام " و دا لأنه لم يكتفي بالاستماع للإعلام الفاسد أو الرأي دون الرأي الآخر و راح شاف النبي صلى الله عليه وسلم و سمعه بيقول ايه

إذا انت مكان طفيل

هتعمل ايه ؟؟؟



احنا أشبه بالمرحلة دي حاليا

إعلام كبير أعد العدة و استخدم نفوذه و حيله

أو عرض الرأي و لم يعرض الرأي الآخر
" عشان الناس ما تزعلش و تقول حرية الرأي"

و بناءا على الاختيارات اللي فوق ناوي تعمل ايه

بيقولوا السلفيين والوهابيين و .. إلخ

وكمان يضربوا أمثله هنبقى زي ايران هنبقى زي العراق .. ويجيبوا امثله فشلت في تطبيق الدين !

وكمان ده مش جديد .. اي حد يحبوا يسقطوه يطلعوا عليه مسميات ..

هضرب مثال على اللعب بالالفاظ دون الدخول في تفاصيل ..

وقت الاستفتاء كان الي بيقولوا نعم يقولوا نعم للاستقرار .. عشان يجذبوا الناس .. والي بيقولوا لأ كانوا يقولوا لا للترقيعات لا عشان دم الشهداء ميروحش هدر ..

مع ان الموضوع ابسط من كده بكتير ..

ففكرة اللعب بالالفاظ بتتحكم تحكم شديد في بناء فكرة الانسان عن الي قدامه .. لكن لازم قبل ما نبني فكرة سطحية نسأل الاول عن التفاصيل .. والافضل نسمعها من أهلها مش من حد تاني ..

انا في الموضوع هنا مش هدافع عن أي مفهوم

و لكن دعوة إلى تجريد الحقائق و البعد عن " العنونة "

أو الألقاب

يعني العبرة مش بالإسم انا كذا و انا كذا قد ما انا متبع المنهج الفلاني

و لا منهج يجب أن نتبعه إلا منهج واحد بس

اللي جاء به خير الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم

و عاش عليه خير القرون الصحابة

و بالعكس كانت الأمة الإسلامية أقوى أمة باتباعها هذا المنهج

الموضوع هنا دعوة لنرقى بالفكر و نبعد كل البعد عن المسميات و التحزب

و نشوف الحاجة صح تحت العدسة

و ان وافق المنهج كلام حبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم اتبعناه مهما كان اللقب و مهما كان المسمى

و لنبتعد عن فزاعات الألقاب و العناوين ....

اسمع بقلبك و اختار ما يرضاه دينك و اللي تحب تقابل ربنا بيه يوم أن تلقاه و ابتعد عن الأحكام السطحية و ارتقي بفكرك ...