ما للقلوب ذوت .. وكنّ غيارى ... وغدت عقول المصلحين حيارى

ما للمكارم شُرّد ٌ موءودةٌ ... في غربةٍ تتجرّع الصبّارا

والشعر أجهش و اعتلته صبابةٌ ... فكأن فوق عروقه منشارا

يا أخت فاطمة البتول تلبّثي ... يا بنت من ملأ الحياة فخارا

يا أخت زينب .. والمصائبُ جمّةٌ ... ومُصاب قومي فيك ليس يُجارى

أسماء شقّت في الإله نطاقها ... فلأي أمرٍ قد شققتِ خمارا

ورباطة الخنساء نبراسٌ ، فهل ... ربيّتِ في درب الصلاح صغارا

والأمّ جزّت للجهاد ضفارها ... فلمن مسختِ الرأس والأظفارا

و سخت لأمتها بمهجة قلبها ... و بنت صروح المكرمات منارا

ماذا دها الجلباب يا بنت التقى ... ما للحجاب عن الحمى يتوارى

أختاه: " قَرْن" شعاركن ، فما لها ... تستطرق الأسواق ليلَ نهارا

أسواق بيعٍ ؟! أم معارض فتنةٍ ... أعراضنا بمزادها تتبارى

هل أنتِ بنت الطهر أم شيطانةٌ ... خرّاجةٌ تستجلب الأوزارا

ماذا التغنج يا فتاة بمشيةٍ ... تسبي العقول ، وتهتك الأستارا

فلمن بذلتِ اليوم أغلى سلعةٍ ... و لمن عصيتِ الواحد القهّارا

تستلهثين أسافلاً جُرْب الخُطا ... مثل الكلاب إذا استشطن سُعارا

عجبا لقلبك حين جاهر بالردى ... و رمى الفضيلة طائعا مختارا !!

ما هذه العين الخؤون وكحلها ... يُغري العيون و يلفت الأنظارا

ما هذه ا لساق المسجّاة التي ... شطّت عن النهج القويم مزارا

و لمن نمصتِ ، وللنوامص لعنةٌ ... ولمن قلبتِ الهُدْب و الأشفارا

ولمن تطيبتي ، و طيبُك فتنةٌ ... و لمن حملتِ الهاتف السيّارا

ولمن شددت الخصر والكتفين ما ... راعيتِ لا سوراً و لا آثارا

كم معقلٍ للطهر خرّ مجندلا ... والزهو يحدو جيشكِ الجرّارا

هذي دعايات السلام ترددت ... وأرى سلاحك قد تأجج نارا !!

أين السلام، وللعداوة جحفلٌ ... وقد ارتديت "الجينز" و "البسطارا"

و جعلتِ أنوار الهُدى رجعيّةً ... و نبذت أردية السنا استهتارا

أصبحت قنبلةً مفخخة العُرى ... نسفت جسورا و اعتلت أسوارا

فاصطدن ما قد صدن من مهج الملا ... ووقعن في شرك الفساد أُسارى

وحصدن بين الناس عُقبى خسّةٍ ... ولدى القيامة خيبةً و خسارا

أوليس يا أختاه في أسلافنا ... مثلٌ يشّع نضارة ووقارا

يخفين أطراف البنان تحشّما ... يا من سللتِ الصارم البتّارا

وينرن بالآيات أروقة الدُّجى ... الساجدات بأدمع أسحارا

حوريّة الراعي ، و قرّة عينه ... ترعى العهود ، وتحفظ الأسرارا

القاصرات الطرف خشية واحدٍ ... يغضضن عن درب الخنا الأبصارا

نعم النساء لدينهن مدارسٌ ... وعلى رضا الله الكريم غيارى

مُتع الحياة، وفي الجنان كواعبٌ ... حورٌ مع أزواجهنّ عذارى

أختاه.. يا أختاه : إنّي ناصحٌ ... يخشى عليك الذئب و الجزّارا

إن العدو و إن تأنق سمتُه ... يهدي الرذيلة و الأذى و النارا

يبغونها عوجا و أنتِ وسيلةٌ ... فاستغفري من ذنبك استغفارا

يشدون بالحبِّ المزيّف خدعةً ... و استدبروا الآياتِ و الأذكارا

مردوا على حبّ النفاق، وزيّفوا ... وجه الردى واستعمروا الأفكارا

وتلقفوا الحسن المدلل بالمُنى ... و استأجروا بضريحه القيثارا

ودعوك حسناء الوجود فألحقوكِ ... العارَ واقتطفوا جناكِ سكارى

القاتلون المكرمات ضحى ، وما ... يرجون لله ا لعظيم و قارا

أُختاه: هل للقبر من منجا إذا ... عُقدت لسانُك حيرةً و صغارا

أُختاه: عودي للإله و أبشري ... فالله خيرٌ نصرةً و جوارا

آن الأوان.. فحطّمي طوق الهوى ... فكي القيود وغسّلي الأوزارا

سيري على نهج النبوة حرّةً ... في درب من بلغوا المُنى أحرارا

ورِدِي الجنان بعزْمةٍ و توكّلٍ ... و سهام ليلٍ تدفعُ الأقدارا

أخت العفاف: وأنتِ آية عزّنا ... فبأي آيات الهدى نتمارى

يا نصف أمتنا ومعقل مجدنا ... يا أمَّ أمتنا ندىً و دِثارا

أنتِ الحراثة والرعاية و الحيا ... و الحسنُ أنتِ سكينةً و وقارا

لا تُنبت الجدباءُ أعنابا ، و لا ... نجني من الصخر الأصمِّ ثمارا

والحصنُ لايختال في وجه العدا ... و النار تحت سقوفهِ تتوارى

أنتِ الصلاح .. وأنتِ أسُ بنائنا ... و وصيّة الشرع الحكيم مرارا

إنّ البناء و إن تطاول سمكه ... لو شيكَ في أركانهِ لانهارا


................ شعر: صالح علي العمري