في المجالس الاجتماعية وعلى صفحات الجرائد والمجلات والأنترنت وعلى طاولات بحث الندوات الإذاعية والتلفزيونية تجد الناس في هذه الأيام يشتكون غول الطلاق الذي أصبح كابوساً يهدد بخراب البيوت العامرة، ويشتت شمل العوائل التي اجتمعت على الود والمحبة. ولم يسلم من هذا الخراب الاجتماعي حتى الشباب المتزوجون حديثاً، فقد أصبحنا كثيراً ما نرى ونسمع أن فلاناً من الناس طلق عروسه حتى قبل انتهاء شهر العسل، لأسباب تافهة ومضحكة!
ولنا أن نسأل هل من تعود أن يغير موديل هاتفه النقال ونوع سيارته كل موسم جديد، سيصبر على نموذج واحد من النساء طوال العمر؟! أم أنه الفراغ والخواء والملل والثراء والبذخ الذي هبط فجأة من باب كريم؟
إن كانت للفقر حسنة وحيدة فهي أنه يجعل الإنسان يحافظ على علاقته الزوجية. فأكثر الزيجات نجاحاً وإعماراً وتعميراً هي زيجات البسطاء من الناس فلا يهتمون لمسببات واهية مثل عدم الانسجام بين الطرفين أو الفوارق الاجتماعية والثقافية أو لون العيون والشعر و. . . و. . . وغيرها من مسببات الطلاق في هذه الأيام، اللهم إلا أن كان الزواج يعني عند بعض الناس مجرد نزوة عابرة أو لعبة أطفال حلوة قصيرة الأمد، وليس مشروع حياة مشتركة مثمرة وطويلة الأمد.