يتميز المسلم بين سائر الكائنات بأنه يعرف كيف يتعامل مع الكون، لأنّهما - المسلم والكون- يشتركان في عبادة الله.. والتسبيح بحمده .. يتأثر أحدهما بالآخر، فإن عصى ابن آدم ربه، ارتعدت الأرضُ بأسىً، و دمعت السحب بغضب، وإن هتف المؤمن "لبيك" تجاوب معه مدّ صوته من حجر أو شجر.
و للكون مواسمٌ يتقرب فيها المؤمن لمولاه ، ومنها شتاؤنا هذا. فحين تعصف الريح ، و يقصِف الرعد ، ويلمع البرق ، و المزن بين طلّ و وابل .. يكون الناس بين لاهٍ غافل ، أو ملتحفٍ نائم ، أو مرتعدٍ قائم ، أو متحدثٍ يقول" مُطِرنا بنوء كذا و كذا". هنا يتميز المسلم ، فيحسّ بالرهبة " فقد رأى قومٌ العذاب فقالوا هذا عارضٌ ممطرنا" ، ويناجي مولاه (اللهم إن أسألك من خير هذه الريح ، و خير مافيها، وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شر هذه الريح ، و شر مافيها، وشر ما أرسلت به) (سبحان من يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته) ( اللهم صيّبا نافعا، مُطِرنا بفضل الله و رحمته)
وفي اللحظات التي تُفتحُ فيها أبواب السماء بالرحمات يرفعُ يديه طالبا حاجته في وقت استجابة الدعاء:
ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، و في الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار.
"والشتاء ايضا غنيمة المسلم يستفيد من طول ليله في الصلاة والقيام والدعاء ومن قصر نهاره في الأكثار من الصيام "
منقووول