عيد’’ وللجرحِ عيد’’ في موازينـي *** أكـادُ أسمعـه همسـاً يناجينـي
عيد’’ أيخفقُ قلبي فيكَ منشرحـاً *** وكـلُّ أرصدتـي دمـع’’ يغَطِّينـي
سئمتُ أنسجُ أفراحـاً مـزوَّرةً ** مـن زيفهـا الواقـعُ الدّامـي يُعَرِّينـي
ياعيد عذراً فهمِّي لايغادرني *** فـأيُّ سلـوى وحـالُ القـدس يُشقيني ؟!
أخي هناك شظايا الموت حلوته *** يغفو على القصفِ مابيـن الصلاتيـنِ
يلهو مع الكربِ حتى قد حسبتهمـا *** نفسيـن ماافترقـا مثـل الشقيقيـنِ
آهٍ على صرخة الاسـلام أسمعهـا *** تمـوت خنقـاً بأفـواهِ الملايينِ
كأنها لم تكن بالأمس صادحـةً ** يهتـزُّ مـن هولهـا عـرشُ السلاطيـنِ
بُنَيَّ خالدَ لاتجتـر أقنعتـي *** كفـاك طعنـاً فبعـض الطعـنِ يكفينـي
يابهجةَ الروح أنت الآن تسأليني *** عن الشهيـدِ وعـن حـرق البساتيـنِ
بنيَّ خالد كم في الأرض من وطنٍ *** فيـه الطفولـة قربـان السكاكيـن
ياأجمل العمر إنّ الخوف يسكنني *** عليـكَ مـن زمـنٍ هـشِّ القوانيـنِ
لم يبقَ أمن’’ وإن نامت جوانحنا *** أين السكينةُ فـي عصـرِ الطواحيـنِ
قم ياصغيري وسَلِّم للكرى جسداً *** كالفجرِ في الطهرِ كالأغصانِ في اللينِ
واترك أباكَ وقد أبكته سيَّـدة’’ * ** قاسـت بمفردهـا عيـشَ الأمَرَّيـنِ
صاحت ولازلتُ مذهـولاً لصيحتهـا *** وامسلمـاهُ ! وياأمجـادَ حطِّيـنِ
فهل تلامسُ أسماعاً وقد زَحَفَت * منهـا الرمـالُ وأريـاح الخماسيـنِ !!!!
لقد رمت طلقة القناص أسرتها ** جهرا وقهرا بتهديفٍ وتنشينِ
فرّت فلم يبقَ من أطلال منزلها * سوى ركامٍ وأشلاء الفساتينِ
ومصحف’’ دنّس الارهابُ حرمته ** كادت تمور له سبعُ الأراضينِ
وبقعة’’ من دم الأحباب مشرقة’’ ** أزكى وأطهرُ من كل الرياحين!
آهٍ وآهٍ وآهٍ لاتفارقني ** عليك ياأمة الاسلام تطويني !
ياأمتي وانشقاق الصفِّ يؤلمني ** كفاكِ رقصاً على عزف الشياطينِ !
وناصري ثورة الأقصى فقد بهرت ** بعزمها نظراتِ الروس والصينِ
من ذا سيستر أعراضاً مهتَّكةْ ** غير الدماءِ وصولاتُ الميادينِ ؟؟!
وقوة’’ ترهب الأعداء سطوتها ** تُعَدُّ في حسن تدريبٍ وتموينِ
ضاقت فلسطين ذرعاً في مصائبها ** تنام تصحو على قتلٍ وتكفينِ
عاث اليهود فسادا في قداستها ** على مسامع واشنطن وبرلينِ
وهيئة الأمم العمياء مافتئت ** تكيل في حكمها ظلماً بكيلينِ !
أسمت مذابح شارون وزمرته ** حقَّ الدفاع فسحقاً للقوانينِ !!
ومن يدافع عن أنفسٍ وعن وطنٍ ** يُرمى ويقذف في سبٍّ وتلعينِ ؟!
يصنفوه مع الارهاب ويحهمُ ** أيحكمون على ظنٍّ وتخمينِ ؟؟!!
فأين أنتم دعاةَ العدل من أُسَرٍ ** غزت منازلها قطعانُ توطينِ
وشرَّدوا أهلَها في كل ناحيةٍ *** بامر شارون جاءوا وابن يامينِ
حتى المزارع لم تسلم نظارتها ** أضحت كما طللٍ من منزلٍ طيني !
أصحابها قد رأوا النيران تحرقها ** يامجلسَ الأمن ماذنب المساكينِ ؟؟!!
للهِ درُّ شهيدٍ مات منفجراً ** يقول يانارُ للفردوسِ زُفِّيني !
انقض فوق ملاهي الدعرِ محتسبا ** الروح في زمرة الغرِّ الميامينِ
شبل’’ يقول الى الدنيا برمَّتها ** الارض أرضي فمن عنها سيقصيني ؟
ربيت تحت سماها فوق تربتها ** تظلُّ في مهجتي في عمق تكويني
أموت مفتديا برّاق مشرقها ** لاخوف يحجبني لاقصف يلغيني !
بنيَّ خالد يكفيني اذا غَرُبت ** شمسي وأوشك هذا الكون يرميني
أني أراك فيحلو المرُّ من زمني ** ويسقط الغيث في شتى مياديني
آهٍ بنيَّ وأنت الآن تسألني ** وقطرة الدمع من عينيك تؤذيني
هل الحجارة كالحلوى لحاملها ** وهل ستنفذ أحجارُ الدكاكينِ ؟؟!!
ياأبيض القلب تبكيني وتضحكني ** وربما ضحِك’’ للدمع يسقيني !!
فإن هي تُشترى الأحجار ياولدي ** حاشا تكون بأموالِ الثعابينِ !!!
لكنها صفقة’’ ماخاب تاجرها ** أرباحها من دم الطفل الفلسطيني !!!
شعر/ حمدان بن سالم