المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر الفرزدق



اللؤلؤه المك
09/09/2012, 09:35 AM
الفرزدق (38هـ / 658م - 110هـ / 728م) شاعر من العصر الأموي وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه ومعناها الرغيف، ولد الفرزدق في كاظمة في قومه من بني تميم، اشتهر بشعر المدح والفخر وشعر الهجاء.


المصدر
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اللؤلؤه المك
09/09/2012, 09:42 AM
اسمه ونسبه
هو أبو فراس ، همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الدارمي التميمي.




النشأة

ولد الفرزدق عام 38 للهجرة في كاظمة (الكويت حاليا) وقد سمي بالفرزدق لضخامة وتجهم وجهه. ومعنى الفرزدق، هو الرغيف و واحدته فَرَزْدَقَة، وأصل الكلمة بالفارسية "پَرازدَه" ("پَرازدَگ")[1]. ويعد الفرزدق من شعراء الطبقة الأولى، وهو وأبوه قثراء ومن نبلاء قومه وسادتهم بنو تميم ومن أكثر الشعراء، يقال أنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، وجده صعصعة كان محيي الموؤودات وهن البنات التي كانت تدفن قبل الإسلام في الجاهلية. كان الفرزدق كثير الهجاء، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر حيث تبادل الهجاء هو وجرير طيلة نصف قرن حتى توفي ورثاه جرير. تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم.
كان جرير والفرزدق أصدقاء قريبين من بعضهم البعض الا في الشعر. فكان الناس يرونهم يمشون في الأسواق مع بعضهم البعض ولكن عندما يأتي الشعر فكل منهم له طريقته وعداوته للآخر، انتهى تبادل الهجاء بينه وبين جرير عند وفاة الفرزدق وعند وفاته رثاه في قصيدته المشهوره.


المصدر
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة







http://forums.3roos.com/aroos/red/buttons/reputation.gif

اللؤلؤه المك
09/09/2012, 07:52 PM
الفرزدق.. شاعر الفخر والهجاء



نظم جميع أنواع الشعر
من مدح وهجاء وفخر وغيرها وكان أكثر شعره في الفخر فكان دائم التفاخر بنسبه وشرف أجداده وآبائه، لقب بالفرزدق نظراً لجهامة وجهه وغلظته ويقال أن لفظ الفرزدق يطلق على العجين أو الرغيف الضخم، عرف الفرزدق بكونه شريف في قومه عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.



له العديد من الأخبار مع كل من جرير والأخطل وله العديد من المهاجاة معهم، كما عرف عن الفرزدق حبه لآل البيت ومدحه لهم وكانت له عدد من المواقف لنصرتهم ومما قاله فيهم:




مُـقَـدَّمٌ بَـعـدَ ذِكـرِ اللَهِ ذِكرُهُمُ ***** فـي كُـلِّ بِـدءٍ وَمَختومٌ بِهِ الكلم

إن عُدّ أهل التقى كانوا أئمتهم*****أو قيل من خير خلق الله قيل همُ


لا يستطيع جواد بعد غايتهـم***** ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت***** والأسد أسد الشّرى والرأي محتدم

لا ينقص العسر بسطا من أكفهم*****سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا

يُـسـتَـدفَعُ الشَرُّ وَالبَلوى iiبِحُبِّهِمُ ***** وَيُـسـتَـرَبُّ بِـهِ الإِحسانُ iiوَالنِعَمُ






كان الفرزدق يعيش حياته بين الأمراء والولاة متنقلا بين الهجاء والمدح فأحياناً يهجوهم وأحياناً أخرى يمدحهم، فعمل على العيش في الحياة كما يحلو له فقضى عمره ينهل من ملذاتها وترفها.
توفى عام 110هـ - 728م في بادية البصرة.

مما قاله في التفاخر وتحدى به جرير



مِـنّا الَّذي اِختيرَ الرِجالَ iiسَماحَةً ***** وَخَـيراً إِذا هَبَّ الرِياحُ iiالزَعازِعُ

وَمِنّا الَّذي أَعطى الرَسولُ عَطِيَّةً ***** أُسـارى تَـميمٍ وَالعُيونُ iiدَوامِعُ

وَمِنّا الَّذي يُعطي المِئينَ وَيَشتَري ***** الـغَوالي وَيَعلو فَضلُهُ مَن iiيُدافِعُ

وَمِـنّـا خَطيبٌ لا يُعابُ iiوَحامِلٌ ***** أَغَـرُّ إِذا اِلـتَفَّت عَلَيهِ iiالمَجامِعُ

وَمِـنّـا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَغالِبٌ ***** وَعَـمروٌ وَمِنّا حاجِبٌ iiوَالأَقارِعُ

وَمِـنّا غَداةَ الرَوعِ فِتيانُ iiغارَةٍ ***** إِذا مَتَعَت تَحتَ الزُجاجِ iiالأَشاجِعُ

وَمِنّا الَّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجا ***** لِـنَـجرانَ حَتّى صَبَّحَتها iiالنَزائِعُ

أولَـئِـكَ آبـائي فَجِئني iiبِمِثلِهِم ***** إِذا جَـمَـعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ

نَـمَوني فَأَشرَفتُ العَلايَةَ فَوقَكُم ***** بُـحـورٍ وَمِـنّا حامِلونَ iiوَدافِعُ

بِـهِم أَعتَلي ما حَمَّلَتني iiمُجاشِعٌ ***** وَأَصـرَعُ أَقـراني الَّذينَ أُصارِعُ











ومن قصائده في الفخر أيضا



إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى iiلَنا ***** بَـيـتـاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ iiوَأَطوَلُ

بَـيتاً بَناهُ لَنا المَليكُ وَما iiبَنى ***** حَـكَـمُ الـسَماءُ فَإِنَّهُ لا يُنقَلُ

بَـيـتـاً زُرارَةُ مُحتَبٍ iiبِفِنائِهِ ***** وَمُجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ iiنَهشَلُ

يَلِجونَ بَيتَ مُجاشِعٍ وَإِذا اِحتَبوا ***** بَـرَزوا كَـأَنَّهُمُ الجِبالُ iiالمُثَّلُ

لا يَـحـتَبي بِفِناءِ بَيتِكَ iiمِثلُهُم ***** أَبَـداً إِذا عُـدَّ الـفَعالُ الأَفضَلُ

اللؤلؤه المك
09/09/2012, 08:02 PM
قوَّة شعره :

قالت العرب : لو لم يكن شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب .
واختلف العلماء في شعر الفرزدق وجرير وأيهما أشعر ، لكن أكثرهم يقدِّم شعر الفرزدق حتى الشاعر جرير يفضله على نفسه .
قال الجاحظ : إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعراً لم يسمع بمثله فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق ، فإنك لا ترى شاعراً قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره .
وهجا هشام بن عبد الملك الأموي ، عندما أمر بحبسه في منطقة عسفان بين مكة والمدينة ، لأنه مدح وأثنى على الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في موسم الحج :
أَيحسَـبُنِي بين المَدينةِ والتِيليها قُلوبُ النَّاسِ يَهوي منيبُهَايُقَلِّبُ رأساً لم يَكُن رأسَ سَيِّدٍعيناً لَهُ حَولاء بَادَ عُيُوبُـهَا
فبعث إليه هشام على أثر ذلك ، وأطلق سراحه .

في مدح الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام )

حجّ هشام بن عبد الملك ، فلم يقدر على استلام الحجر من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه وطاف به أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) ، وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة ، بين عينيه ثفنة السجود ، فجعل يطوف ، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس حتّى يستلمه هيبة له .
فقال شامي : من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أعرفه ـ لئلاّ يرغب فيه أهل الشام ـ فقال الفرزدق وكان حاضراً : لكنّي أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟
فأنشأ قصيدته المشهورة :

يا سائلي أين حلّ الجـود والكـرمعندي بيان إذا طلا بـه قدمـواهـذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه والبيت يعرفه والحـلّ والحـرمهـذا ابن خيـر عبـاد الله كلّهـمهذا التقيّ النقيّ الطاهـر العلـمهـذا الذي أحمـد المختـار والدهصلّى عليه إلهي ما جرى القلـملو يعلم الرّكن من قد جـاء يلثمـهلخرّ يلثم منـه ما وطـى القـدمهـذا علـي رسـول الله والــدهأمسـت بنور هـداه تهتدي الأممهذا ابن سـيّدة النسـوان فاطمـةوابن الوصـي الذي في سيفه نقمإذا رأتـه قريـش قـال قائلهــاإلى مكارم هـذا ينتهـي الكـرميكـاد يمسـكه عرفـان راحتـهركن الحطيم إذا ما جـاء يسـتلموليـس قولك مـن هذا بضـائرهالعرب تعرف من أنكرت و العجميُنمى إلى ذروة العزّ التي قصرتعن نيلها عرب الإسـلام والعجميُغضي حياءً ويُغضـى من مهابتهفمـا يكلّــم إلاّ حيـن يبتسـمينجاب نور الدجى عن نور غرّتهكالشمس ينجاب عن إشراقها الظلمبكفّـه خيـزران ريحـه عبـقمـن كف أروع في عرنينه شممما قـال لا قطّ إلاّ فـي تشـهّدهلولا التشـهّد كانـت لاؤه نعـممشـتقّة من رسـول الله نبعتـهطابت عناصـره والخيم والشيمحمّال أثقـال أقـوام إذا فدحـواحلو الشـمائل تحلو عنـده نعمإن قال قال بما يهوى جميعهـموإن تكلّـم يومـاً زانـه الكلمهذا ابن فاطمـة إن كنت جاهلهبجدّه أنبيـاء الله قـد ختمـواالله فضّـله قدمــاً وشــرّفهجرى بذاك لـه في لوحه القلممن جدّه دان فضل الأنبياء لـهوفضل أُمّتـه دانت لهـا الأُممعمّ البريّة بالإحسان وانقشـعتعنها العمايـة والإملاق والظلمكلتا يديـه غياث عـمّ نفعهمـايستو كفان ولا يعروهمـا عدمسـهل الخليقة لا تخشى بوادرهيزينه خصلتان الحلمُ والكـرملا يخلف الوعد ميموناً نقيبتـهرحب الفناء أريب حين يُعترممن معشر حبّهم دين وبغضهمكفر وقربهم منجى ومعتصـم
فغضب هشام ومنع جائزته وقال : ألا قلت فينا مثلها ؟ قال : هات جدّاً كجدّه وأباً كأبيه وأُمّاً كأمّه حتّى أقول فيكم مثلها ، فحبسوه بعُسفان بين مكة والمدينة .


الشاعر أبو فراس الفرزدق


ينظم في ذكر الموت

ألم تـر أن الناس مات كبيـرهموقد كان قبـل البعث بعـث محمدِولم يغن عنـه عيش سبعين حجةوسـتين لمـا بـات غير موسـدِإلى حفرة غبـراء يكـره وردهاسـوى أنها مثـوى وضيـع وسيدِولو كان طوال العمر يخلد واحداًويدفـع عنـه عيـب عمرو ممردِلكان الذي راحـوا بـه يحملونهمقيمـاً ولكـن ليـس حـي بمخلدِنروح ونغـدو والحتوف إمامنـايضعن لنا حتف الردى كل مرصدِوقد قال لـي ماذا تعـد لما ترىفقيـه إذا مـا قـال غيـر مفنـدِفقلت لـه أعددت للبعـث والذيأرى بـه أنّــي شـهيد بأحمـدِوأن لا إله غيـر ربّي هـو الذييميت ويحيي يـوم بعث وموعـدِوهذا الذي أعددت لا شيء غيرهوإن قلت لي أكثر من الخير وازددِفقال لقد أعصـمت بالخيـر كلّهتمسـك بهـذا يـا فرزدق ترشـدِ

توفّي الشاعر أبو فراس الفرزدق عام 110 هـ بمدينة البصرة في العراق

اللؤلؤه المك
09/09/2012, 08:13 PM
الفرزدق وقصيدته في مدح الإمام زين العابدين عليه السّلام
حسن معتوق
ما زال الأدب العربي يزهو ويفخر بنخبةٍ من الشعراء، اقترن ذكرهم بقصيدة من القصائد رائعة عصماء، نظَمَها قائلُها وأجاد في صياغتها، فتمثلت موقفاً مهماً في حياة ناظمها. من بين تلك القصائد بائية الكميت بن زيد الأسدي، وميمية الفرزدق، وتائية دعبل الخزاعي، ورائية التهامي، ودالية المعري وغيرها من القصائد التي انتشرت وذاعت على ألسنة الناس، وما زالت تنفح الأدب بعطر الفن والجمال.
هذه القصائد كُتِب لها الخلود، لأنها جاءت تعبيراً عن الروح الإنسانية، وما يتضمّن فيها من صدق العاطفة، وجمال الذوق، وسمو الخيال.. وهي في الوقت نفسه، صورة عن إبداع الشاعر فيما نسج من رؤى أو عبّر عن حقيقة يرسم أبعادَها الخيال، ويرفدها الوجدان، ويمد في لحمتها وسداها روعة التصوير، وجمال التعبير، وحرارة الموقف..
إن قصيدة عاشت أكثر من عشرة قرون ونيف، لهي حَرِيّة بالثناء والتقدير. ولم تكن ميمية الفرزدق إلاّ واحدة من عيون الشعر العربي والإسلامي، التي تضمّنت سجلاً لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال.
إنَّ ناظمها، همّام بن غالب التميمي، أبو فراس، الشهير بالفرزدق ( 19 هـ ـ 110 هـ )، شاعر من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللّغة، كان يقال: لولا شعره لذهب ثلث لغة العرب، ونصف أخبار الناس. وكان شريفاً في قومه، عزيز الجانب (1).
وُلد في البصرة سنة 19 هـ، وأقام مع والده في البادية، وكانت البصرة حاضرة الأدب والعلم والبيان آنذاك، فروّاه والده الشعر حتّى ظهرت ملكته فيه وهو غلام، فجاء به في يفاعته إلى الإمام علي عليه السّلام في حدود سنة 36هـ، وأخبره أنه شاعر، فقال له الإمام عليه السّلام: « عِلّمْه القرآنَ فهو أنفع له »، فلم ينظم شعراً حتى حفظ القرآن. وقيل إنه قيّد نفسه وآلى على نفسه أن لا يفكّ القيد حتّى يحفظ كتاب الله، فيبرّ بقسمه.
وكان والد الفرزدق وأجداده رؤساءَ عشيرتهم، لهم مناقب مشهورة، ومحامد مأثورة في الكرم والمجد. منها أن جدّه صعصعة كان عظيم القدر في الجاهلية، حيث افتدى الموؤودات من تميم، وكان من عادات بعض قبائل العرب أن تئد بناتها اتقاء العار والفاقة، فلما ظهر الإسلام منع ذلك بشدة. يقول الفرزدق مفتخراً بجده:

وجدّي الذي منع الوائداتوأحيا الوئيد فلـم يَوأدِ (2)

نبوغه وشهرته

كان لكلام الإمام علي عليه السّلام وقع كبير في نفسه، فحفظ القرآن وروى بعض الحديث، كما أنه التقى في فترة شهرته بالإمام الحسين عليه السّلام، وجرى بينهما حديث مشهور تناقله الرواة. لقد نهل من معين البادية لغة، واكتسب شفافية في المشاعر، وقبس عن الأئمّة منهجاً وعقيدة أهّلته للنبوغ، « فخرج إذ ذاك إلى الميدان الرحيب، كامل العدة من الروح العظيمة البليغة، والذكاء البدوي الحضري. وما كادت تظهر بوادر نبوغه حتّى أحاطه المنافسون بالنقد والهجاء، فمشى معهم في هذه السبيل حتّى غلبهم وبزّهم جميعاً » (3).

مكانته الشعرية

كان مقدماً على أقرانه ومعاصريه عند أكثر أهل العلم واللّغة والشعر. قال أبو الفرج الأصفهاني: « من كان يميل إلى جودة الشعر وفخامته، وشدة أسره، فليقدّم الفرزدق ».
وحين سأل الحجاجُ قتيبةَ بن مسلم عن أشعر شعراء الوقت، فقال: « الفرزدق أفخرهم ».
ومن الأدلة على نبوغه المبكّر في الشعر أنه دخل وهو غلام يافع على سعيد بن العاص وأنشده والحطيئةُ حاضر:

نرى الغرَّ الحجاحجَ من قريشٍإذا ما الأمرُ في الحدثـانِ آلاقياماً ينظـرون إلـى سعيـدٍكأنهـمُ يَـرَون بـه الهـلالا
فقال الحطيئة: « هذا واللهِ الشعر لا ما تعلل به نفسك منذ اليوم، يا غلام أدركتَ مَن قَبلك، وسبقتَ مَن بَعدك ».
وجاء في كتاب الحيوان للجاحظ: « إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعراً لم يُسمَع بمثله، فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق، فإنك لا ترى شاعراً قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره ». وله من بديع النظم:

والشيب ينهض في الشباب كأنهليلٌ يصيـح بجانبَيهِ نهـارُ (4)


مواقفه الجريئة مع الحكّام

كان الفرزدق يمتاز بقوة الشخصية والجرأة، إلى كونه شاعراً مطبوعاً على الثورة والتمرد، وهو معتز بنفسه يملأ كيانَه الفخر، ويهتز عزة وأريحية. فمِن ذلك أنه حضر يوماً عند سليمان بن عبدالملك الأموي، وهو يومئذٍ حاكم، فقال سليمان للفرزدق: أنشدني شيئاً. وإنما أراد سليمان أن ينشده مدحاً له، فأنشده في مدح أبيه غالب، والد الفرزدق:

وركبٍ، كأن الريح تُطلّب عندهملها ترةً (5) من جذبها بالعصائبِسروا يخبطون الليل وهو يلفّهـمإلى شُعَبِ الأكوار ذاتِ الحقائـبِإذا آنسـوا نـاراً يقولـون إنهـاوقد خضرت أيديهمُ (6) نارَ غالبِ
فغضب سليمان. ومن اعتداده بنفسه أنه كان لا ينشد الولاة والأمراء إلاّ جالساً، ولم يكن الفرزدق حينما مدح بعض الأمويين طلباً للجِدة (7) أو اتقاءً للأذى، مُستلَبَ الإرادة خوّار الهمّة، بل كثيراً ما كان يوجِّه سهام شعره ويفوِّقها دونما خوف أو وجل إلى الحكّام أنفسهم، حينما يشعر بالضيم يلحقه.

ولاؤه وعقيدته

كان الفرزدق موالياً لأهل البيت عليهم السّلام، مناصراً لعلي وأبنائه عليهم السّلام، مجاهراً بحبّه لهم، وإذا مدحهم تدفق شعره عاطفة وحماسة، فلا نرى فيه أثراً لتكلّف المادح المتكسّب، وخير دليل على صدق موالاته آل البيت عليهم السّلام، قصيدته في زين العابدين علي بن الحسين عليه السّلام، وهي من أبلغ الشعر وأخلصه عاطفة. يقول ابن خَلِّكان في أعيانه: « وتُنسَب إلى الفرزدق مكرمة يرجى له بها الجنّة ». وهي أنه لما حج هشام بن عبدالملك، فطاف وجَهِد أن يصل إلى الحجر ليستلمه، فلم يقدر عليه من كثرة الزحام، فنُصِب له منبر وجلس عليه، ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام. وفيما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، وكان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً، فطاف بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر، تنحّى له الناس، وانشقت له الصفوف، ومكّنته من استلام الحجر، فقال رجل من أهل الشام: منْ هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟! فقال هشام: لا أعرفه ( مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ). وكان الفرزدق الشاعر حاضراً، فقال: أنا أعرفُه! فقال الشاميّ: مَن هذا يا أبا فراس ؟ فقال الفرزدق وأطلق قصيدته الشهيرة العصماء (8).

اللؤلؤه المك
09/09/2012, 08:28 PM
رثاء جرير للفرزدق

لعمري لقد أشجى تميماً وهدها ***** على نكبات الدهر موت الفرزدق

عشية راحوا للفراق بنعشه ***** إلى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ

لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي ***** إلى كل نجم في السماء محلقِ

ثوى حامل الأثقال عن كل مُغرمٍ ***** ودامغ شيطان الغشوم السملقِ

عماد تميم كلها ولسانها ***** وناطقها البذاخ في كل منطقِ

فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالبٍ ***** لجارٍ وعانٍ في السلاسل موثقِ

ومن ليتيم بعد موت ابن غالب ***** وأم عيال ساغبين ودردقِ

ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما ***** يداه ويشفي صدر حران مُحنَقِ

وكم من دمٍ غالٍ تحمل ثقله ***** وكان حمولاً في وفاءٍ ومصدقِ

وكم حصن جبار هُمامٍ وسوقةٍ ***** إذا ما أتى أبوابه لم تغلق

تفتح أبواب الملوك لوجهه ***** بغير حجاب دونه أو تملُقِ

لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثوى ***** فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشرقِ

فتىً عاش يبني المجد تسعين حجةً ***** وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي

فما مات حتى لم يُخلف وراءه ***** بحية وادٍ صولةً غير مصعقِ

اللؤلؤه المك
10/09/2012, 05:08 PM
قصيدة الفرزدق

هـذا الـذي تـعرف البطحاءُ وطأتَه *****والـبيتُ يَـعرِفه والـحلُّ والـحرمُ

هـذا ابـنُ خـيرِ عـبادِ الله كـلِّهمُ *****هـذا الـتقيُّ الـنقيُّ الـطاهرُ العَلَمُ

هـذا آبـنُ فـاطمةٍ إن كنتَ جاهِلَهُ *****بـجَـدِّه أنـبـياءُ الله قـد خُـتِموا

هــذا عـلـيٌّ رسـول الله والـدُه *****أمـسَتْ بـنور هـداه تـهتدي الأممُ

إذا رأتــه قـريـشٌ قـال قـائلها *****إلـى مـكارمِ هـذا يـنتهي الـكرمُ

يـكـاد يُـمـسكه عـرفانَ راحـته *****ركـنُ الـحطيم إذا ما جاء يستلمُ

الله شــرّفـه قِـدْمـاً وعـظّـمه *****جـرى بـذاك لـه فـي لوحِه القلمُ

يُـنمى إلـى ذُروة العزّ التي قصُرَتْ ***** عـن نـيلها عـربُ الإسلامِ والعجمُ

مـشتقّةٌ مـن رسول الله نبعتُه ***** طـابت مغارسه والخيم

والشيمُيـنشقّ ثـوبُ الدجى عن نور غُرّته ****كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظُّلمُ

يُـغضي حـياءً ويُغضى من مهابته *****فـمـا يُـكـلّمُ إلاّ حـيـن يـبتسمُ

مـا قـال لا قـطُّ إلاّ فـي تـشهده *****لـولا الـتشهد كـانت لاؤُه نَعمُ

عـمّ الـبريةَ بـالإحسان فـانقشعت *****عـنها الغياهبُ والإملاقُ والألمُ

كـلـتا يـديه غـياثٌ عـمّ نـفعُهُما *****يُـستوكَفانِ ولا يَـعْروهما عَدَمُ

سـهل الـخليقة لا تُـخشى بـوادره *****يَـزينه اثـنانِ: حُسنُ الخُلْقِ والكرمُ

لا يُـخلف الـوعدَ مـيمونٌ نـقيبتُهُ *****رحب الفِناء، أريب حين يعتزمُ

حـمّـال أثـقالِ أقـوامٍ إذا فُـدِحوا *****حُـلْوُ الـشمائل تـحلو عـنده نِـعَمُ

هـم الـغيوث إذا مـا أزمـة أزمَتْوا *****لأُسـدُ أسـدُ الشَّرى والبأس مُحتدِمُ

لا يُـنقص الـعسرُ بـسطاً من أكفّه *****مُسـيانَ ذلـك إن أثْـرَوا وإن عَدِموا

أبـى لـهم أن يـحل الـذمُّ ساحتَهم *****خـيم كـريم وأيـدٍ بـالندى هـضمُ

مِـنْ مـعشرٍ حـبُّهم دِيـنٌ وبغضُهمُ *****كـفرٌ، وقـربُهمُ مـنجى ومُـعتصَمُ

مُـقـدَّم بـعـدَ ذِكْـر الله ذِكـرُهمُ *****فـي كـل بـدء ومـختومٌ بـه الكَلِمُ

إن عُـدّ أهـلُ الـتقى كـانوا أئمتَهم***** أو قيل مَنْ خيرُ أهل الأرض قيل: هُمُ

لا يـسـتطيع جـوادٌ بـعد غـايتهم *****ولا يُـدانـيهمُ قــوم وإن كـرموا

مَـنْ يـعرفِ الله يـعرفْ أوّلـيةَ *****ذافـالدينُ مِـن بـيت هـذا ناله الأممُ

ولـيس قـولُك مَـنْ هذا ؟ بضائره *****الـعُرْبُ تـعرف مَنْ أنكرتَ والعجمُ

فلما سمع هشام هذه القصيدة، غضب وحبس الفرزدق، فأنفذ إليه الإمام علي بن الحسين عليه السّلام عشرين ألف درهم، فردّها وقال: مدحتُكم لله تعالى لا للعطاء، فقال الإمام عليه السّلام: إنّا أهل البيت، إذا وهبنا شيئاً لا نستعيده، فقَبِلها (16). وعندما حبس هشام الشاعرَ بين المدينة ومكة، قال:

أتحبسُني بين المدينـة والتـ ي *****إليها قلوب الناس يهوي مُنيبُها
تُقلّب رأساً لم يكن رأسَ سيـدٍ *****وعينٌ له حولاءُ بادٍ عيوبُهـا!

ولكن هشاماً أطلقه خوفاً من لسانه
يقول السيّد الأمين في أعيانه: « هذه القصيدة قلّما يخلو منها ومن خبرها كتابُ أدب أو تاريخ، قديماً وحديثاً، وذلك لأن قصيدته تتعلق بفضل إمام من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، له مكانته بين المسلمين، وقد شهد له بالفضل محبّوه وخصومه، وقد حفظها التاريخ لطرافتها ودلالتها على جرأة عظيمة، وقوة جنان وإقدام من الفرزدق، فجابه هشاماً بما جابهه، مجاهراً بالحق أمام شخص يُخاف ويُرجى، وهو شاعر يأمل الجوائز من بني أميّة، فآثر دينه على دُنياه صدعاً بالحق » (18).[/BACKGROUND]

اللؤلؤه المك
11/09/2012, 10:15 AM
الفرزدق وجرير وآل البيت
نظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح، مدح الخلفاء الأمويين بالشام، و آل البيت. كان معاصرا لأخطللجرير الشاعر أيضا، وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسدا وكرها، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق، لجرير في الفرزدق رثاء جميل.
كانت للفرزدق مواقف محمودة في الذود عن آل البيت. وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا. وجاء في كتاب الموجز في الشعر العربي للشاعرالعراقي فالح الحجية الكيلاني انه لقب بالفرزدق لجهامة ووجوم في وجهه يكاد لايفارقه مدح قومه وفخر بهم ويتميز شعره بقوة الأسلوب والجودة الشعرية وقد ادخل في الشعرالعربي الكثير من الالفاظ الغريبة وبرع في المدح والفخر والهجاء والوصف) يقول أهل اللغة:




http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/20px-Cquote2.png (http://go.3roos.com/c32bmq437yl)





لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية




http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6b/Cquote1.png/20px-Cquote1.png (http://go.3roos.com/4cgd6od42sq)






كان مقدما في الشعراء، وصريحا جريء، يتجلى ذلك عندما يعود له الفضل في أحياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت. من قوله:


إذا مت فابكيني بما أنا أهله*****فكل جميل قلته فيّ يصدقو

كم قائل مات الفرزدق والندى*****وقائلة مات الندى والفرزدق

اللؤلؤه المك
14/09/2012, 05:48 AM
له قصائد في الحذر ومنها:
وأطلس عسال وما كان صاحبا*****دعوت بناري موهنا فأتانيفلما دنا قلت ادن دونك*****إني وإياك في زادي لمشتركان كان جد الفرزدق يشتري المؤودات في الجاهلية ثم أسلم أبوه بعد ظهور الإسلام. تربى الفرزدق في البادية فاستمد منها فصاحته وطلاقة لسانه. وكان من فخر الفرزدق وهجاؤه لي جرير ما يلي من الأبيات :

إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا*****بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُبَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ ومَا بَنى*****حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُبَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ*****وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُيَلِجُونَ بَيتَ مُجاشعٍ وَإذا احتبوْا *****بزُوا كَأنّهُمُ الجِبَالُ المُثّلُلا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ*****أبداً إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُمِنْ عِزِّهمْ جَحَرَتْ كُلَيبٌ بَيتَها*****زَرْباً كَأنّهُمُ لَدَيْهِ القُمّلُضَرَبتْ عَليكَ العنكَبوتُ بنَسْجِها*****وَقَضَى عَلَيكَ بهِ الكِتابُ المُنْزلُأينَ الّذِينَ بِهمْ تُسَامي دارماً*****أمْ مَنّ إلى سَلَفَيْ طُهَيّةَ تَجعَلُيَمْشُونَ في حَلَقِ الحَديدِ كما مَشتْ*****جُرْبُ الجِمالِ بها الكُحَيلُ المُشعَلُوَالمانِعُونَ، إذا النّساءُ تَرَادَفَتْ،*****حَذَرَ السِّبَاءِ جِمَالُهَا لا تُرْحَلُيَحمي، إذا اختُرِطَ السّيوفُ، نِساءنا*****ضَرْبٌ تَخِرّ لَهُ السّوَاعِدُ أرْعَلُوَمُعَصَّبٍ بِالتّاجِ يَخْفِقُ فَوْقَهُ*****خِرَقُ المُلُوكِ لَهُ خَميسٌ جَحفلُمَلِكٌ تَسُوقُ لَهُ الرّمَاحَ أكُفُّنَا،*****مِنْهُ نَعُلّ صُدُورَهُنّ وَنُنْهِلُقَدْ مَاتَ في أسَلاتِنَا*****أوْ عَضَّهُ عَضْبٌ بِرَوْنَقِهِ المُلُوكُ تُقَتَّلُوَلَنا قُرَاسِيَةٌ تَظَلّ خَوَاضِعاً مِنْهُ*****مَخافَتَهُ، القُرُومُ البُزّلُمُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ لَهُ عَادِيّةٌ فيها*****الفَرَاقِدُ وَالسِّماكُ الأعْزَلُضَخمُ المَناكِبِ تحتَ شَجْرِ شؤونِهِ*****نابٌ إذا ضَغَمَ الفُحْولَةَ مِقْصَلُوَإذا دَعَوْتُ بَني فُقَيْمٍ جَاءَني مَجْرٌ*****لَهُ العدَدُ الذي لا يُعدَلُوَإذا الرّبائِعُ جَاءَني دُفّاعُهَا مَوْجاً*****كَأنّهُمُ الجَرَادُ المُرْسَلُهذا وفي عَدَوِيّتي جُرْثُومَةٌ*****صَعْبٌ مَناكِبُها، نِيافٌ، عَيطَلُوإذا البَرَاجِمُ بالقُرُومِ تخاطَرُوا حَوْلي *****بأغْلَبَ عِزُّهُ لا يُنْزَلُوإذا بَذَخْتُ وَرَايَتي يَمْشِي بهَا******سُفيانُ أو عُدُسُ الفَعالِ وَجَندَلُالأكْثَروُنَ إذا يُعَدّ حَصَاهُمُ*****والأكْرَمُونَ إذا يُعَدّ الأوّلُوَزَحَلْتَ عَن عَتَبِ الطّرِيقِ*****وَلم تجدْ قَدَماكَ حَيثُ تَقُومُ، سُدَّ المَنقَلُإنّ الزّحَامَ لغَيرِكُمْ، فَتَحَيّنُوا*****وِرْدَ العَشِيّ، إلَيْهِ يَخْلُو المَنهَلُحُلَلُ المُلُوكِ لِبَاسُنَا في أهْلِنَا*****وَالسّابِغَاتِ إلى الوَغَى نَتَسَرْبَلُأحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً*****وَتَخَالُنَا جِنّاً، إذا مَا نَجْهَلُفادْفَعْ بكَفّكَ، إنْ أرَدْتَ بِنَاءنا*****ثَهْلانَ ذا الهَضَباتِ هل يَتَحَلحلُوأنَا ابنُ حَنظَلَةَ الأغَرُّ*****وَإنّني في آلِ ضَبّةَ، لَلْمُعَمُّ المُخْوَلُفَرْعانِ قَدْ بَلَغَ السّماءَ ذُراهُمار*****وَإلَيهِما مِنْ كلّ خَوْفٍ يُعْقَلُفَلَئِنْ فَخَرْتُ بِهمْ لِمثْلِ قَديِمِهِم*****أعْلُوا الحُزُونَ بِهِ وَلا أتَسَهّلُزَيْدُ الفَوارِسِ وَابنُ زَيْدٍ منهُمُ*****وأبُو قَبِيصَةَ وَالرّئيسُ الأوّلُأوْصَى عَشِيّةَ حِينَ فَارَقَ رَهْطَه*****عندَ الشّهادَةِ وَالصّحيفَةِ، دَغفَلُإنّ ابنَ ضَبّةَ كانَ خَيراً وَالِداً*****وَأتَمُّ في حَسَبِ الكهرَامِ وأفضَلُمِمّنْ يَكُونُ بَنُو كُلَيْبٍ رَهْطَهُ*****أوْ مَنْ يَكُونُ إلَيْهِمُ يَتَخَوّلُوَهُمُ على ابنِ مُزَيْقِيَاءَ تَنَازَلُوا*****والخَيلُ بَينَ عَجاجَتَيها القَسطَلُوَهُمُ الذينَ على الأمِيلِ تَدارَكُوا*****نَعَماً يُشَلُّ إلى الرّئيسِ وَيُعكَلُوَمُحْرِّقاً صَفَدُوا إلَيْهِ يَمِينَهُ*****بِصِفادَ مُقْتَسَرٍ، أخُوهُ مُكَبَّلُمَلِكَانِ يَوْمَ بزَاخَةٍ قَتَلُوهُمَا*****وَكِلاهُمَ� � تَاجٌ عَلَيْهِ مُكَلَّلُوَهُمُ الذِينَ عَلَوْا عَمَارَةَ*****ضَرْبَةً فَوْهَاءَ، فَوْقَ شُؤونِهِ لا تُوصَلُوَهُمُ، إذا اقتَسَمَ الأكابِرُ*****رَدَّهُمْ وَافٍ لضَبّةَ، وَالرّكَابُ تُشَلَّلُجَارٌ، إذا غَدَرَ اللّئَامُ*****وَفَى بِهِ حَسَبٌ، وَدَعْوَةُ مَاجِدٍ لا يُخذَلُوَعَشِيّةَ الجَمَلِ المُجَلَّلِ ضَارَبُوا*****ضَرْباً شُؤونُ فَرَاشِهِ تَتَزَيّلُيا ابن المَرَاغَةِ! أيْنَ خَالُكَ؟*****إنّني خالي حُبيشٌ ذو الفَعالِ الأفضَلُخالي الذي غَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهمْ*****وإلَيْهِ كَانَ حِبَاءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُإنّا لَنَضرِبُ رَأسَ كُلّ قَبِيلَةٍ*****وأَبُوكَ خَلْفَ أتَانِهِ يَتَقَمّلُوَشُغِلتَ عن حَسبِ الكِرَامِ وَما بَنَوا*****إنّ اللّئيمِ عَنِ المَكَارِمِ يُشْغَلُإنّ الّتي فُقِئَتْ بِهَا أبْصَارُكُمْ*****وَهي التي دَمَغَتْ أباكَ، الفَيصَلُوَهَبَ القَصَائدَ لي النّوابغُ******إذْ مَضَوْا، وَأبُو يَزِيدَ وَذو القُرُوحِ وَجَرْوَلُوَالفَحْلُ عَلقَمَةُ الذي كانَتْ لَهُ*****حُلَلُ المُلُوكِ كَلامُهُ لا يُنحَلُوَأخو بَني قَيْسٍ، وَهُنّ قَتَلْنَهُ*****وَمُهَلْهِلُ الشّعَرَاءِ ذاكَ الأوّلُوَالأعْشَيانِ، كِلاهُمَا، وَمُرَقِّشٌ*****وَأخُو قُضَاعَةَ قَوْلُهُ يُتَمَثّلُوَأخُو بَني أسَدٍ عَبِيدٌ، إذْ مَضَى*****وَأبُو دُؤادٍ قَوْلُهُ يُتَنَحّلُوَابْنَا أبي سُلْمَى زُهَيْرٌ وَابْنُهُ*****وَابنُ الفُرَيعَةِ حِينَ جَدّ المِقْوَلُوَالجَعْفَرِيُّ ، وَكَانَ بِشْرٌ قَبْلَهُ*****لي من قَصائِدِهِ الكِتابُ المُجمَلُوَلَقَدْ وَرِثْتُ لآلِ أوْسٍ مَنْطِقاً*****كَالسّمّ خالَطَ جانِبَيْهِ الحَنْظَلُوَالحارِثيُّ، أخُو الحِمَاسِ، وَرِثْتُهُ صَدْعاً*****كما صَدَعَ الصَّفاةَ المِعْوَلُيَصْدَعنَ ضَاحيَةَ الصَّفا عن مَتنِها*****وَلَهُنّ مِنْ جَبَلَيْ عَمايَةَ أثْقَلُدَفَعُوا إليّ كِتابَهُنّ وَصِيّةً*****فَوَرِثْتُهُنّ كَأنّهُنّ الجَنْدَلُفِيهِنَّ شَارَكَني المُسَأوِرُ بَعْدَهُمْ*****وأخُو هَوَازِنَ وَالشّآمي الأخطَلُوَبَنُو غُدانَةَ يُحْلِبُونَ*****وَلَمْ يكُنْ خَيْلي يَقُومُ لها اللّئِيمُ الأعْزَلُفَلَيَبْرُكَنْ، يا حِقَّ، إنْ لمْ تَنتهوا*****مِنْ مَالِكيَّ على غُدانَةَ كَلكَلُإنّ استرَاقَكَ يا جَرِيرُ قَصَائِدِي*****مِثْلُ ادِّعَاءِ سِوَى أبِيكَ تَنَقَّلُوابنُ المَرَاغَةِ يَدَّعي مِنْ دارِمٍ*****وَالعَبْدُ غَيرَ أبِيه قَدْ يَتَنَحّلُلَيْسَ الكِرامُ بناحِليكَ أبَاهُمُ*****حتى تُرَدّ إلى عَطيّةَ تُعْتَلُوَزَعَمْتَ أنّكَ قَدْ رَضِيتَ بما بَنى*****فَاصْبِرْ فما لكَ، عَن أبيكَ، مُحَوَّلُوَلَئِنْ رَغِبتَ سوى أبيكَ لتَرْجِعَنْ*****عَبْداً إلَيْهِ، كَأنّ أنْفَكَ دُمَّلُأزْرَى بجَرْيِكَ أنّ أُمّكَ لمْ تَكُنْ*****إلاّ اللّئِيمَ مِنَ الفُحْولَةِ تُفحَلُقَبَحَ الإلَهُ مَقَرّةً في بَطْنِهَا*****مِنْهَا خَرَجْتَ وَكُنتَ فيها تُحمَلُوإذا بَكَيْتَ على أُمَامَةَ*****فاستَمعْ قَوْلاً يَعُمّ، وَتَارَةً يُتَنَخّلُأسألْتَني عنْ حُبْوَتي ما بَالُها*****فياسألْ إلى خَبَرِي وَعَمّا تَسْألُفاللّؤمُ يَمْنَعُ مِنْكُمُ أنْ تَحْتَبُوا*****والعِزُّ يَمْنَعُ حُبْوَتي لا تُحْلَلُوالله أثْبَتَهَا، وَعِزٌّ لَمْ يَزَلْ*****مُقْعَنْسِساً، وَأبِيك، ما يَتَحوّلُجَبَلي أعَزُّ، إذا الحْرُوبُ تكَشّفَتْ*****مِمّا بَنى لَكَ وَالِداكَ وَأفْضَلُإني ارْتَفَعْتُ عَلَيْكَ كُلَّ ثَنِيّةٍ*****وَعَلَوْتُ فَوْقَ بَني كُلَيبٍ من عَلُهَلاّ سَألْتَ بَني غُدانَةَ ما رَأوْا*****حَيْثُ الأتَانُ إلى عُمُودِكَ تُرْحَلُكَسَرَتْ ثَنِيّتَكَ الأتَانُ، فَشاهِدٌ*****مِنْها بِفِيكَ مُبَيَّنٌ مُستَقْبَل[/BACKGROUND]