المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &&لبيد بن ربيعة &&



maryom2009
28/08/2012, 07:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا و حبيبنا و قدوتنا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين





إليكم ما قاله الصحابي الجليل الشاعر / لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وأرضاه في مواضع وجبال من ديار قبيلته بني عامر بن صعصعة أسلاف قبيلة ( سبيع الغلباء )


ولبيد بن ربيعة العامري شاعرٌ جاهلي من فحول الشعراء وأحد أصحاب المعلقات السبع الشهيرة أدركَ الاسلام وأسلم فحسُنَ اسلامه رضي الله عنه وأرضاه .


والمتتبع لقصائد شاعرنا لبيد العامري يجده دائماً يكثر من ذكر الديار وما فيها من جبال ٍوأودية وغيرها


ولقد ورد في قصائده أسماء مواضع وجبال مشهورة في ديار قبيلته سبيع أهل الوديان ( بني عامر بن صعصعة ) مثل الكور وسفيرة والغيام وبرام وسلي وغيرها


وقبل أن نذكر هذ القصائد دعونا نتعرف أولا ً على شاعرنا وشيئا من أخباره










http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/11346171418.jpg (http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/11346171418.jpg)















اسمه ونسبه :



هو / لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية . وينتهي نسبه عند مُضَر .


أبوه جواد كريم لـُقـبَ : بربيعة َ الممقترين ، وأمه تامرة بنت زنباع العبسية ، احدى بنات جذيمة بن رواحة .


واسم لبيد مشتق من قولنا لبد بالمكان اذا مكث به وأقام ، ولم يُذكر أن له وَلَداً سوى بنتين ، وله أخ أكبر منه ضرساً اسمه : ( أربد )





من هوازن أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية،عمه ملاعب الأسنة وأبوه ربيعة بن مالك والمكنى *بربيعة المقترن* لكرمه.


من أهل عالية نجد، مدح بعض ملوك الغساسنة مثل: عمرو بن جبلة وجبلة بن الحارث.


أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسلما، ولذا يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم.


وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات.








لبيد بن ربيعة - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة (http://go.3roos.com/zu0e844o9yt)




الصحابي الجليل الشاعر لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وأرضاه - منتدى السادة الأشراف (http://go.3roos.com/j4venruybkv)








نشأته :




نشأ شاعرنا لبيد يتيما ًعلى أثر مقتل والده يوم ذي علق فتـكـفــّـله أعمامه ، وكان اذّاك يبلغ التاسعة من عمره ، ولقي لديهم من الرخاء والسعة في العيش ما لم يتوقعه لنفسه .



ولم يدم له ذلك حيث وقع بين أسرتين من بني عامر خلاف شتت شملهما .


وحينما بلغ لبيد من سن الشباب ذروة ًاندفع الى مجالسة الملوك ومنادمتهم حبا ًبما هم فيه وطموحا ًلنيل حظوة لديهم ، فكان أول من قصد / النعمان بن المنذر وله في مجالسته قصص نقلتها كتب الأدب .



ويبدو أن لبيدا ًفي هذه الفترة من شبابه كان مقبلا ًعلى ملذات الحياة ، يصيب منها ما أراد الى أن ظهر الاسلام فقد تبدلت حياته رأسا ًعلى عقب وكان مـمـّــن خف للاسلام ، فدخل فيه وناصره وهاجر وحَسُن اسلامه .


ويذكر / أبو فرج الأصفهاني في كتابه الأغاني أن لبيدا ًكان ممن عُمّرُوا طويلا ً ،


فيقال : أنه عُمّرَ مائة وخمسا ًوأربعين سنة .



أما وفاته ،



فقيل : انه توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ،


وقيل : بل توفي في آخر عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه .


ويقال : أن لبيدا ًهجر في آخر عمره الشعر الى القرآن الكريم ، فيروي ابن سلام في طبقاته قائلا:ً كتب عمر الى عامله أن سَـل لبيدا ًوالأغلب ما أحدثا من الشعر في الاسلام ؟ فقال الأغلب : أرجزا ً سألت أم قصـيدا . فقد سألت هينا ًموجودا .


وقال لبيد : قد أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران .



وقد عاش لبيد بن ربيعة أربعين ومئة سنة (١4٠)






http://www.ansab-online.com/phpBB2/showthread.php?15267-((-%E1%C8%ED%CF-%C8%E4-%D1%C8%ED%DA%C9-%C7%E1%DA%C7%E3%D1%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5 (http://go.3roos.com/7e60u25mjci-((-%E1%C8%ED%CF-%C8%E4-%D1%C8%ED%DA%C9-%C7%E1%DA%C7%E3%D1%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5)-))

maryom2009
28/08/2012, 08:18 PM
في الجاهلية




وفد أبو براء ملاعب الأسنة -وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي،


وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، -وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل.



فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرؤوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً،


ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.



وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً.


فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.


فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.


فلما أصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود.




فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:





يا رب هيجاً هي خير من دعه ***** أكل يوم هامتي مقزعه




نـحـن بــني أم البنيـن الأربـعــه
= سـيـوف حَـزّ وجـفـان مـتـرعـه



نحن خيار عـامر بن صـعـصـعــة
= الضاربون الهام تحت الخيضعــه



والمطعـمون الجـفـنة المـدعـدعــه
= مـهـلا ًأبيت الـلعـن لا تـأكـل مـعـه



إن اســتـه مــــن بــرص مـلــمـعّــه
= وإنــه يــدخــل فــيـهــا إصبـــعــــه



يدخــلها حــتـى يـــواري أشـجـعــه
= كــأنـه يـطـلـب شـيـئـا ً ضــيّــعــــــه








فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم.


فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره.


فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.


وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال.


فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك.








في الأسلام



استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية)

في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام.

أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ لبيد (سورة البقرة)

وقال عندما انتهى " منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً."

عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضها لبيد.

حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض راتب الشاعر، ذكره لبيد أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن لبيد توفي قبل أن يصل المبلغ الكوفة.







لبيد بن ربيعة - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة (http://go.3roos.com/zu0e844o9yt)

maryom2009
28/08/2012, 09:02 PM
حياته






عاش لبيد في قومه عيشة السادة ، يكرم الضيف ويهرع للنجدة وينظم في الفخر والوصف والحكم ، مترفعاً عن التكسب بشعره . نحا في حكمه نحواً زهدياً وقال في الوصف والغزل من دون ان يفحش .



كان له أخ من أمه يدعى أربد ، وفد على النبي بصحبة عامر بن طفيل ليغدرا به فمات الاول بصاعقة والثاني بداء الطاعون .


وقد فجع لبيد بمقتل أخيه فرثاه شعراً فيه الكثير من النظرة الحكمية التي تتصدى لمصير الانسان والتأمل بالحياة والموت ، مستسلماً عبرها لارادة الخالق .



لم ينظم لبيد في الاسلام الا بيتاً واحداً . معظم شعره المعدود نُظم في الجاهلية .


عد من أصحاب المعلقات السبع ، وكان آخر أصحاب المعلقات .


جرى في شعره مجرى سواه من الجاهليين إلا انه عدّل في موضوعات القصائد ومطالعها ، فأحل المطلع الحكمي الزهدي محل الاطلال والغزل وما اليهما .



وكان يجمع في قصيدة واحدة الحِكم العامة والفخر والوصف الصحراوي .


وليس في فخر لبيد خصائص بارزة، بل انه ينساق فيه انسياقاً تقليدياً ، بالرغم من حماسه وانفعاله .


أما وصفه فيلمّ فيه بالناقة والبقرة الوحشية والظّليم والعقاب .


ويمتاز فيه بالدقة والتجزيء واعتماد الصورة الحسية . كما انه يفيض احياناً ببعض الفلذات الوجدانية التي تخلع على موصوفه صفة انسانية وتحيي النبات والجماد .




رثاؤه الحِكمي تطغى عليه روح القرآن الكريم حيث تلتقي معانيه مع آياته وتعاليمه وتنظر نظرته الى الخلق والعالم والاستدلال على وجود الله من خلال مظاهر الطبيعة .



غير انه أضفى على تلك المعاني جواً رثائياً ينزع فيه من موت اخيه الى تفحص الدنيا وآمالها .



للبيد في اسلوبه الشعري نهجان :


النهج الصحراوي البدوي والنهج الغنائي .


في النهج الاول تتجهم ألفاظه وتخشوشن ويعروها الجفاف .


وهذا النهج يغلب على الموضوعات الوصفية .


أما النهج الغنائي فتطغو عليه الرقة في الالفاظ والدعة في العبارة والاسلوب الشجي ، وهويغلب على حكمه وآرائه ورثائياته .




ذكره أبو الفرج الأصفهاني في “الأغاني” بقوله:


((هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر.




وكان يقال لأ بيه ربيع المقترين لجوده وسخائه. وقتلته بنو أسد في الحرب التي كانت بينهم وبين قومهم وقومه.



وعمه أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، سمي بذلك لقول أوس بن حجر فيه:



فلا عب أطراف الأسنة عامر


فراح له حظ الكتيبة أجمـع



وأم لبيد تامرة بنت زنباع العبسية، إحدى بنات جذيمة بن رواحة.



ولبيد أحد شعراء الجاهلية المعدودين فيها والمخضرمين ممن أدرك الإسلام، وهو من أشراف الشعراء المجيدين الفرسان القاء المعمرين،


يقال إنه عمر مائة وخمساً وأربعين سنة.



أخبرني بخبره في عمره أحمد بن عبد العزيزي الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة عن عبد الله بن محمد بن حكيم.


وأخبرني الحسن بن علي قال: حدثنا ابن مهرويه قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد، عن علي بن الصباح، عن ابن الكلبي، وعن علي بن المسور عن الأصمعي، وعن رجالٍ ذكرهم، منهم أبو اليقظان وابن دأب، وابن جعدبة، والوقاصي.




أن لبيد بن ربيعة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني كلاب بعد وفاة أخيه أربد وعامر بن الطفيل، فأسلم وهاجر وحسن إسلامه،


ونزل الكوفة أيام عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فأقام بها.


ومات بها هناك في آخر خلافة معاوية، فكان عمره مائةً وخمساً وأربعين سنة، منها تسعون سنةً في الجاهلية، وبقيتها في الإسلام.



قال عمر بن شبة في خبره: فحدثني عبد الله بن محمد بن حكيم أن لبيداً قال حين بلغ سبعاً وسبعين سنة:





قامت تشكى إلي النفس مجهشةً


وقد حملتك سبعاً بعد سبعينـا


فإن تزادي ثلاثاً تبلغـي أمـلاً


وفي الثلاث وفاء للثمانـينـا




فلما بلغ التسعين قال:



كأني وقد جاوزت عشرين حجةً


خلعت بها عن منكبـي ردائيا



فلما بلغ مائةً وعشراً قال:



أليس في مائةٍ قد عاشها رجل


وفي تكامل عشرٍ بعدها عمر



فلما جاوزها قال:



ولقد سئمت من الحاة وطولها


وسؤال هذا الناس كيف لبيد


غلب الرجال وكان غير مغلبٍ


دهر طـويل دائم مـمـدود


يوماً أرى يأتي علـي ولـيلة


وكلاهما بعد المضاء يعـود


وأراه يأتي مثل يوم لـقـيتـه


لم ينتقص وضعفت وهو يزيد



أخبرني محمد بن دريد قال حدثنا أبو حاتم السجستاني قال حدثنا الأصمعي قال: وفد عامل بن مالكٍ ملاعب الأسنة،


وكان يكنى أبا البراء، في رهطٍ من بني جعفر، ومعه لبيد بن ربيعة، ومالك بن جعفر، وعامر بن مالكٍ عم لبيد، على النعمان،


فوجدوا عنده الربيع بن زيادٍ العبسي وأمه فاطمة بنت الخرشب، وكان الربيع نديماً للنعمان مع رجلٍ من تجار الشام يقال له زرجون بن توفيل ،


وكان حريفاً للنعمان يبايعه ، وكان أديباً حسن الحديث والندام، فاستخفه النعمان،


وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي: متطبب كان له، وإلى الربيع بن زياد فخلا بهم، فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خرجوا من عنده خلا به الربيع فطعن فيهم وذكر معايبهم، وكانت بنو جعفر له أعداء ، فلم يزل بالنعمان حتى صده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه جفاءً،


وقد كان يكرمهم ويقربهم، فخرجوا غضاباً ولبيد متخلف في رحالهم يحفظ متعاعهم، ويغدوا بإبلهم كل صباحٍ يرعاها، فأتاهم ذات ليلةٍ وهم يتذكرون أمر الربيع، فسألهم عنه فكتموه، فقال: والله لا حفظت لكم متاعاً، ولا سرحت لكم بعيراً أو تخبروني فيم أنتم؟



وكانت أم لبيدٍ يتيمةً في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك وصد عنا وجهه.


فقال لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بيني وبينه فأزجره عنكم بقول ممض لا يلتفت إليه النعمان أبداً؟ فقالوا: وهل عندك شيء؟ قال: نعم.



قالوا: فإنا نبلوك. قال: وما ذاك؟ قالوا: تشتم هذه البقلة – وقدامهم بقلة دقيقة القضبان، قليلة الورق، لاصقة بالأرض، تدعى التربة – فقال: هذه التربة التي لا تذكي ناراً ولا تؤهل داراً، ولا وتسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، أقبح البقول مرعى، وأقصرها فرعاً، وأشدها شاسع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع، فالقوا بي أخا عبس، أرده عنكم بتعس، وأتركه من أمره في لبس.



قالوا: نصبح ونرى فيك رأينا فقال عامر: انظروا إلى غلامكم هذا – يعني لبيداً – فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، إنما هو يتكلم بما جاء على لسانه، وإن رأيتموه ساهراً فهو صاحبه.


فرمقوه فوجدوه وقد ركب رحلاً وهو يكدم وسطه حتى أصبح، فقالوا: أنت والله صاحبه.


فعمدوا إليه فحلقوا رأسه وتركوا ذؤابته، وألبسوه حلة ثم غدا معهم وأدخلوه على النعمان، فوجدوه يتغدى ومعه الربيع بن زيادٍ، وهما يأكلان لا ثلث لهما، والدار والمجالس مملوءة من الوفود، فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه،


وقد كان أمرهم تقارب، فذكروا الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع بن زياد في كلامهم، فقال لبيد في ذلك:




أكل يومٍ هامتـي مـقـزعـه


يا رب هيجاهي خير من دعه


نحن بني أم البـنـين الأربـعة


سيوف حزوجفان مـتـرعـه


نحن خيار عامر بن صعصـعة


الضاربون الهام تحت الخيضعة


والمطمعون الجفنة المدعدعـه


مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معـه


إن استه من برص ملـمـعـه


وإنه يدخل فيهـا إصـبـعـه


يدخلها حتى يواري أشجـعـه


كأنه يطلـب شـيئاً ضـيعـه



فرفع النعمان يده من الطعام وقال: خبثت والله علي طعامي يا غلام؛ وما رأيت كاليوم.


فأثبل الربيع على النعمان فقال: كذب والله ابن الفاعلة ، ولقد فعلت بأمه كذا.


فقال له لبيد: مثلك فعل ذلك بربيبة أهلة والقريبة من أهله، وإن أمي من نساءٍ لم يكن فواعل ما ذكرت.


وقضى النعمان حوائج الجعفريين، ومضى من وقته وصرفهم، ومضى الربيع بن زياد إلى منزله من وقته، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه، وأمره بالا نصراف إلى أهله، فكتب إليه الربيع: إني قد عرفت أنه قد وقع في صدرك ما قال لبيد، وإني لست بارحاً حتى تبعث إلي من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال لبيد.



فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على رد ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك.


فلحق بأهله ثم أرسل إلى النعمان بأبيات شعر قالها، وهي:




لئن رحلت جمال لا إلـى سـعةٍ


ما مثلها سعة عرضاً ولا طـولا


بحيث لو وردت لخم بأجمعـهـا


لم يعدلوا ريشةً من ريش سمويلا


ترعى الروائم أحرار البقول بهـا


لا مثل رعيكم ملحاً وغـسـويلا


فاثبت بأرضك بعدي واخل متكئاً


مع النطاسي طوراً وابن توفيلا




فأجابه النعمان بقوله:



شرد برحلك عـنـي حـيث شـئت ولا


تكثر علـي ودع عـنـك الأبـاطـيلا


فقد ذكرت بـشـيءٍ لـسـت نـاسـيه


ما جاورت مصر أهل الشام والـنـيلا


فما انتفاؤك منه بـعـد مـا جـزعـت


هوج المطي به نحو ابـن سـمـويلا


قد قـيل ذلـك إن حـقـا وإن كـذبـاً


فما اعـتـذارك مـن قـول إذا قـيلا


فالحق بـحـيث رأيت الأرض واسـعةً


فانشر بها الطرف إن عرضاً وإن طولا




قال: وقال لبيد يهجو الربيع بن زياد – ويزعمون أنها مصنوعة. قال:




ربيع لا يسقك نحوي سـائق


فتطلب الأ ذحال والحقـائق


ويعلم المعيا به والـسـابـق


ما أنت إن ضم عليك المازق


إلا كشيءٍ عاقـه الـعـوائق


إنك حاسٍ حـسـوةً فـذائق


لا بد أن يغمز منك العـاتـق


غمزاً ترى أنك منـه ذارق


إنك شيخ خـائن مـنـافـق


بالمخزيات ظاهر مطابـق




كان يخفي بعض شعره ثم أظهره وكان لبيد يقول الشعر ويقول: لا تظهروه، حتى قال:
عفت الديار محلها فمقامها



وذكر ما صنع الربيع بن زياد، وضمرة بن ضمرة .



ومن حضرهم من وجوه الناس، فقال لهم لبيد حينئذٍ: أظهروها.







يتبع


http://ar.al-hakawati.net/2011/12/28/%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%af-%d8%a8%d9%86-%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1%d9%8a/ (http://go.3roos.com/5kfecvc8bkz)

maryom2009
28/08/2012, 09:05 PM
قال الأصمعي في تفسير قوله: الخيضعة، أصله الخضعة بغير ياء، يعني الجلبة والأصوات، فزاد فيها الياء.


وقال في قوله بالمخزيات ظاهر مطابق: يقال طابق الدابة، إذا وضع يديه ثم رفعهما فوضع مكانهما رجليه، وكذلك إذا كان يطأ في شوك. والمأزق: المضيق. والنازق: الخفيف.



نسخت من كتاب مروي عن أبي الحكم قال: حدثني العلاء بن عبد الله الموقع قال: اجتمع عند الوليد بن عقبة سماره وهو أمير الكوفة وفيهم لبيد، فسأل لبيداً عما كان بينه وبين الربيع بن زيادٍ عند النعمان،


فقال له لبيد: هذا كان من أمر الجاهلية وقد جاء الله بالإسلام. فقال له: عزمت عليك – وكانوا يرون لعزمة الأمير حقا – فجعل يحدثهم، فحسده رجل من غني فقال: ما علمنا بهذا. قال: أجل با أبن أخي، لم يدرك أبوك مثل ذلك،

وكان أبوك ممن لم يشهد تلك المشاهد فيحدثك.


أخبرني عمي قال حدثنا الكراني قال حدثني العمري قال: حدثني الهيثم عن ابن عياش عن محمد بن المنتشر قال: لم يسمع من لبيد فخره في الإسلام غير يوم واحد،

فإنه كان في رحبة غني مستلقياً على ظهره قد سجى نفسه بثوبه،

إذا أقبل شاب من غني فقال: قبح الله طفيلاً حيث يقول:



جزى الله عنا جعفراً حيث أشرفت

بنا نعلنا في الواطـين فـزلـت

أبوا أن يملونـا ولـو أن أمـنـا

تلاقي الذي يلقون منا لـمـلـت

فذو المال موفور وكل معصـبٍ

إلى حجرات أدفـأت وأظـلـت

وقالت هلموا الدار حتى تبـينـوا

وتنجلي الغماء عمـا تـجـلـت


ليت شعري ما الذي رأى من بني جعفرٍ حيث يقول هذا فيهم؟ قال: فكشف لبيد الثوب عن وجهه وقال: يا ابن أخي، إنك أدركت الناس وقد جعلت لهم شرطة يرعون بعضهم عن بعض، ودار رزق تخرج الخادم بجرابها فتأتي برزق أهلها، وبيت مال يأخذون منه أعطيتهم، ولو أدركت طفيلاً يوم يقول هذا لم تلمه.


ثم استلقى وهو يقول: أستغفر الله. فلم يزل يقول: أستغفر الله؛ حتى قام.


أخبرني إسماعيل بن يونس قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا محمد بن حكيم، عن خالد بن سعيد قال: قال مر لبيد بالكوفة على مجلس بني نهد وهو يتوكأ على محجن له فبعثوا إليه رسولاً يسأله عن أشعر العرب، فسأله فقال: الملك الضليل ذو القروح.


فرجع فأخبرهم فقالوا: هذا امرؤ القيس. ثم رجع إليه فسأله: ثم من؟ فقال له: الغلام المقتول من بني بكر.

فرجع فأخبرهم فقالوا: هذا طرفة. ثم رجع فسأله ثم من؟ قال: ثم صاحب المحجن، يعنى نفسه أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني أبو عبيدة قال: لم يقل لبيد في الإسلام إلا سلام واحداً، وهو:


الحمد لله إذا لم ياتني أجـلـي

حتى لبست من الإسلام سربالا


أخبرني أحمد قال: أخبرني عمي قال: حدثني محمد بن عباد بن حبيب المهلبي قال: حدثنا نصر بن دأب عن دواد بن أبي هند عن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة: أن استنشد من قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام.

فأرسل إلى الأغلب الراجز العجلي، فقال له: أنشدني. فقال:


أرجزاً تريد أم قصـيدا

لقد طلبت هيناً موجودا


ثم أرسل إلى لبيدٍ فقال: أنشدني. فقال: إن شئت ما عفي عنه – يعني الجاهلية – فقال: لا، أنشدني ما قلت في الإسلام.

فانطلق فكتب سورة البقرة في صحيفةٍ ثم أتى بها وقال: أيدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر.


فكتب بذلك المغيرة إلى عمر، فنقص من عطاء الأغلب خمسمائةٍ وجعلها في عطاء لبيد، فكان عطاؤه ألفين وخمسمائة، فكتب الأغلب: يا أمير المؤمنين أتنقص عطائي أن أطعتك؟! فرد عليه خمسائة وأقر عطاء لبيد على ألفين وخمسمائة.


قال أبو زيد: وأراد معاوية أن ينقصه من عطائه لما ولي الخلافة، وقال: هذان الفودان- يعني الألفين – فما بال العلاوة؟ يعني الخمسمائة.

فقال له لبيد: إنما أنا هامة اليوم أو غد، فأعرني اسمها ، فلعلي لا أقبضها أبداً فتبقى لك العلاوة والفودان .

فرق له وترك عطاءه على حاله، فمات ولم يقبضه.


وقال عمر بن شبة في خبره الذي ذكره عن عبد الله بن محمد بن حكيم. وأخبرني به إبراهيم بن أيوب عن عبد الله بن مسلم قالا: كان لبيد من جوداء العرب ، وكان قد آلى في الجاهلية أن لا تهب صبا إلآ أطعم،


وكان له جفنتان يغدو بهما ويروح في كل يوم على مسجد قومه فيطعمهم، فهبت الصبا يوماً والوليد بن عقبة على الكوفة، فصعد الوليد المنبر فخطب الناس ثم قال:

إن أخاكم لبيد بن ربيعة قد نذر في الجاهلية ألا تهب صباً إلا أطعم، وهذا يوم من أيامه، وقد هبت صباً فأعينوه، وأنا أول من فعل.

ثم نزل عن المنبر فأرسل إليه بمائة بكرة،

وكتب إليه بأبياتٍ قالها:


أرى الجزار يشحذ شفرتـيه

إذا هبت رياح أبي عقـيل

أشم الأنف أصيد عـامـري

طويل الباع كالسيف الصقيل

وفى ابن الجعفري بحلفتـيه

على العلات والمال القلـيل

بنحر الكوم إذ سحبت علـيه

ذيول صباً تجاوب بالأصيل


فلما بلغت أبياته لبيداً قال لآبنته: أجيبيه، فلعمري لقد عشت برهةً وما أعيا بجواب شاعر.

فقالت ابنته:



إذا هبت رياح أبي عـقـيلٍ

دعونا عند هبتهـا الـولـيدا

أشم الأنف أروع عبشـمـيا

أعان على مروءته لـبـيدا

بأمثال الهضاب كأن ركـبـاً

عليها من بني حام قـعـودا

أبا وهبٍ جزاك اللـه خـيراً

نحرناها فأطعمنا الـثـريدا

فعد إن الكريم لـه مـعـاد

وظني يا ابن أروى أن تعودا

فقال لها لبيد: أحسنت لولا أنك استطعمته.

فقالت: إن الملوك لا يستحيا من مسألتهم. فقال: وأنت يا بنية في هذه أشعر.


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::



والآن إليكم القصائد التي ذكر فيها شاعرنا لبيد بن ربيعة المواضع والجبال المشهورة في ديار قبيلته سُبيع العامرية ( بنو عامر بن صعصعة ) .




1_ وادي الـغـضـا : يقول لبيد بن ربيعة العامري :


وَدَوكــُم غـَضَــا الوادي فلم تـَـكُ دِمنة ٌ
= وَلا تِـرة ٌ يَسعى بــهــا المــُـتَذكـّــرُ


أجـِـــدكـُـمُ لم تــَـمنــَـعـوا الدّهرَ تـَـلعة ً
= كـما مَنـَعَت عُرض الحجاز ِ مـُـبَـشّـــر ُ


يقول الشاعر / مغيب بن شجاع الملحي السبيعي :


إن حدّرن يم الركا . والرصـاوي
= وإن سـنـّـدن وادي الـغـضـا مــا ردنا

يـــا رب لا تقطع رجــاة الشـفــاوي
= جــعــل الرجــا يـنــقــاد فــي ما أتمنا


2_ ضـلـفـع : يقول لبيد بن ربيعة :


وكـُـلاف ٌوضَـلـفـَع ٌوبَـــــضـيـــع ٌ
= والـّـــذي فـَـوق َخـُــبـّـة ٍ، تـِـيـمـَارُ

والـنـّـجـُوم ُالتي تــَــتابــَـع ُباللـّيـــ
= ــل وفـيهـا ذاتَ الـيـمـيـن ِازو ِرار ُ



3_ سـلـي : يقول لبيد بن ربيعة :


كأن نـِــعـَاجا ًمِن هــَـجــائـِـن ِعـَارف ٍ
= عـَـليها وآرامَ السّـلـِي ّالــخــَواذ ِلا

جَعـَـلن حـِراجَ الــقـُرنَــتَـين ِوَنَاعــِـتا
= يَمـِـينا ًونـَــكـّـبن َالـبـَـدي ّشَمائـِلا



4_ الــغــريــف : يقول لبيد بن ربيعة العامري :


فـجـَـازَيـتـُـها مـــا عُــرّيــَت وتأبـّدَت
= وكانـَت تـُـسامي بالـغـَريـف ِالجَـمائلا

وَوَلـّى كـنـَصــل ِالسيف يـَبرُق مـَتـنـُه ُ
= على كـل ّإجريـّـا يـَـشـُـق ُالــخـَـمـَائِلا



يقول عائض بن محمد الغثيمي السبيعي :



يـــــا غرسة الغريف يضرب بــك المثل
= شقر ًجرايــدهــا تلاعــب عــذوقــهـــا

ارسي لنا يــــا غرسة ٍفـــي ذرا الجبل
= مــاهــا قــراح وكــنزها فــي عروقهــا

يلعب لها القمري بشوق ٍمــــن الطرب
= وتطلع لها شمس الضحى من شروقها



ويقول الشاعر محمد بن عباد آل علي السبيعي :



يـــا ســعـــد روّحـــونـــا لـلـغـــريـــــف
= ديــــــرة اللــي مــــواقـفـهــم تـشـتاف

ديــرة ٍ يــا عــلـّـهـا وبـــل الـخـــريف
= مــن صــدوق الــوســـامـي يــوم زاف




5_ الأغـر ، وقـف ، سـلي ، ضـلـفـع ، تـدوم ، الوديـان ( وادي سبيع ، وادي المياه ) : يقول لبيد العامري :




لـِـهـِـنـد ٍبــأعــــلام الأغـَـرّ رُسـُـــومُ
= إلــــى أُحـُد ٍكــــــأنـّهـُـن ّوُشـُـــومُ

فـَـوَقـف ٍفـــــأكـــنـــــافِ ضـَـلــفـــع ٍ
= تـَـرَبـّـعُ فـِـيهِ تـــَارة ًوَتــُـقـِـيـــــــمُ

بـمـا تـَـحـُـلُ الواديـَين ِكـِـلـيــهــمـــا
= زنانـِـيرُ فـيـهـا مــســكــن ٌفــتــدومُ




6_ الحـنـو : يقول لبيد بن ربيعة َالعامري :



والـصـّـعـبُ ذو القرنين أصـبـَـحَ ثــاويــا ً
= بــِـالــحـِـنـو ِفــي جـَـدث ٍأ ُمـَـيـمَ مـُـقيــم ِ

وَنـَـزَعـنَ مــن داودَ أحـــــسـَـنَ صـُـنـعـِـه ِ
= ولــقــَـد يــَـكـــــونُ بــِـقــُـوّة ٍونــَـــعـــــيـــم ِ



7_ سـفـيـرة و الـغــيـام : يقول لبيد بن ربيعة العامري :


بـَـكـَـتــنـَـا أرضـُـنـَـا لـــمـَـا ظـَــعـَـنـّـا
= وحـَـيـّـتـنـا سـُـفـَـيـرَة ُوالــغـَـيـَـام
ُ
مـَـحـَـل ُّالـحـي ِّإذ أمـسـَوا جـمـيـعـا ً
= فـأمـسـَـى الــيـــومَ لـيـس بــِـه أنـَـامُ




يقول : عائض الغثيمي المديري :


ولا بــكــر الــوســمــي وهــبــت الــصـبــا
= تــلــقـى الـغـيـام إخــيـامـنا فــي طــروقــهــا




8_ واســط ، بــرام ، وديــان ســبـيـع : يقول لبيد بن ربيعة َالعامري ّ:



أقــــوَى وَعــُـــري َواســِـــط ٌ فـَــــبـَـــرَامُ
= مِـــــــــن أهــــلـِــهِ فــَـصـُـوَائـق ٌفـَــخـِــزامُ

فــالــواديــان ِفــكــل ُّمــَـغـنــًـى مــِـنــهـُـمُ
= وعــلـى الــمــيــَــاه ِمــَـحــَــاضـِـر ٌوَخـِـيـامُ



يقول : مسلط بن عجيان الملحي :


تــسـرح مــــن واســط لــيـا أصـبـحـت
= تـحــط خـــشــم الــذيـــب عــنــد ايــســارهـــا


تــاخـذ مـن عــقـلـة الــنـيـب شـــربــــه
= والــعــصــر يـــم الـــخــنـق مـــحــدارهـــــا



ويقول : الشاعر شباب بن باتل رحمه الله :



وضــلـع ٍ عـلـى مــنـكـبـك الأيــمـن بــرامـــا
= ورايــان والــقــيـسان بــانــت قــــبــعــهـا


ثـــــم إنــتــحـى مــع ســكــة ٍبــانــحــطـامــــا
= لـوادي الــنـخــيـل اللـي بـدت لـه رزعـهــا




يقول الشاعر : عارف بن ثامر بن هليمه :



يــا زيــن ريــح الــنـفـل لا فــاحــت زهــوره
= مــا بـيـن تــيــن وبــــرام وذيــك الأقـذالي

عــسـاك يـا دارهــم بــالــغــيــث مــمــطــورة
= دايـــــم مــثــانـيـك والــوديــان ســــيـّــالـــــي




http://www.ansab-online.com/phpBB2/showthread.php?15267-((-%E1%C8%ED%CF-%C8%E4-%D1%C8%ED%DA%C9-%C7%E1%DA%C7%E3%D1%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5 (http://go.3roos.com/7e60u25mjci-((-%E1%C8%ED%CF-%C8%E4-%D1%C8%ED%DA%C9-%C7%E1%DA%C7%E3%D1%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5)-))


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::







أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن عمران الضبي قال: حدثني القاسم بن يعلي عن المفضل الضبي قال: قدم الفرزدق فمر بمسجد بني أقيصر، وعليه رجل ينشد قول لبيد:



وجلا السيول عن الطلول كأنها

زبر تجد متونها أقـلامـهـا


فسجد الفرزدق فقيل له: ما هذا يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن، وأنا أعرف سجدة الشعر.



:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::





فسجد الفرزدق لله شكرا فقيل له : ما هذا ؟ فقال : سجدت لأن بعض أشعار العرب تستحق شكر المنعم على إنعامه !! رضي الله عن / لبيد بن ربيعه العامري وأرضاه .


وكان قصد الفرزدق من السجدة هو الشكر لله على سماع مثل هذا البيت والعصور الأولى من الاسلام وما قبلها كان الشعر مثل السلاح وهو إعجاز لغوي لم تعرفه أي أمة من أمم العالم غير العرب .


وعندما سئل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن أصدق كلمة قالتها العرب قال : قول لبيد :


" ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ . "


ومن أشهر أبياته رضي الله عنه وأرضاه البيت الشهير الذي هجر الشعر بعد أن قاله وهو :



الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
= حتى كساني من الإسلام سربالا


وكذلك بيت الحكمه الشهير :


ما عاتب المرة الكريم كنفسه
= والمرء يصلحه الجليس الصالح



ولو رجعنا لشطر البيت أعلاه الذي ذكره المصطفى عليه الصلاة والسلام وهي قصيده كامله تمتاز بالنصح في الدين وفعلا كما قال : وهذه بعض أبياتها :


وما البر إلا مضراتٌ من التقى
= وما المال إلا عارياتٌ ودائع

وما الناس إلا عاملان فعامـلٌ
= يبترُ ما يبني وآخر رافعُ

فمنهم سعيّـدٌ آخذٌ بنصيبـه
= ومنهم شقيٌ بالمعيشة قانعُ

ألا كل شئ ما خلا الله باطل
= وكل نعيم لا محالة زائلُ




وهناك ملاحظة شرعيه على البيت الاخير فعندما قال / لبيد بن ربيعه العامري رضي الله عنه وأرضاه : ( ألا كل شئ ماخلا الله باطل ) أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : له الرسول صلى الله عليه وسلم ( صدقت ورب الكعبة ) فلما قال : ( وكل نعيم لامحالة زائل ) قال : له الرسول صلى الله عليه وسلم ( كذبت ورب الكعبة إلا نعيم الجنة لايزول ) منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




http://www.ansab-online.com/phpBB2/showthread.php?15267-((-%E1%C8%ED%CF-%C8%E4-%D1%C8%ED%DA%C9-%C7%E1%DA%C7%E3%D1%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5 (http://go.3roos.com/7e60u25mjci-((-%E1%C8%ED%CF-%C8%E4-%D1%C8%ED%DA%C9-%C7%E1%DA%C7%E3%D1%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5)-))





:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::



لبيد بن ربيعة العامري - الحكواتي (http://forums.3roos.com/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fgo.3roos.com%2F5kfecvc8bkz)

maryom2009
29/08/2012, 02:48 PM
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عمار قال: حدثنا يعقوب الثقفي، وابن عياش، وسمعر بن كدام، كلهم عن عبد الملك بن عمير قال: أخبرني من أرسله القراء الأشراف –


قال الهيثم: فقلت لابن عياش: من القراء الأشراف؟ قال: سليمان بن صرد الخزاعي، والمسيب بن نجبة الفزاري ، وخالد بن عرفطة الزهري، ومسروق بن الأجدع الهمداني،



وهانئ بن عروة المرادي – إلى ربيعة وهو في المسجد، وفي يده محجن فقلت: يا أبا عقيل، إخوانك يقرونك السلام ويقولون: أي العرب أشعر؟ قال: الملك الضليل ذو القروح.




فردوني إليه وقالوا: ومن ذو القروح؟ قال: امرؤ القيس. فأعدوني إليه وقالوا: ثم من؟ قال: الغلام ابن ثمان عشرة سنة. فردوني إليه فقلت: ومن هو؟ فقال: طرفة.


فردوني إليه فقلت: ثم من؟ قال: صاح المحجن حيث يقول:




إن تقوى ربنا خير نـفـل


وبإذن الله ريثي وعجـل


أحمد الـلـه ولا نـد لـه


بيديه الخير ما شاء فعـل


من هداه سبل الخير اهندى


ناعم البال ومن شاء أضل



يعني نفسه. ثم قال: أستغفر الله.



أخبرني إسماعيل بن يونس الشعبي قال: حدثنا عمر بن شبة عن ابن البواب قال: جلس المعتصم يوماً للشراب،



فعناه عض المغنين قوله:



وبنو العباس لا بأتون لا


وعلى ألسنهم خفت نعم


زينت أحلامهم أحسابها


وكذاك الحلم زين للكرم



فقال: ما أعرف هذا الشعر، فلمن هو؟ قيل: للبيد. فقال: وما للبيد وبني العباس؟ قال المغني: إينما قال:




وبنو الديان لا يأتون


فجعلته وبنو العباس. فاستحسن فعله ووصله.



وكان يعجب بشعر لبيد فقال: من منكم يروي قوله:



بلينا وما تبلى النجوم الطوالع



فقال بعض الجلساء: أنا . فقال: أنشدنيها. فأنشد:



بلينا وما تبلى النجوم الطوالـع


وتبقى الجبال بعدنا والمصانـع


وقد كنت في أكناف جار مضنةٍ


ففارقني جار بـأريد نـافـع




فبكى المعتصم حتى جرت دموعه، وترحم على المأمون، وقال: هكذا كان رحمة الله عليه! ثم اندفع وهو ينشد باقيها ويقول:





فلا جزع إن فرق الدهر بـينـنـا


فكل امرىء يوماً له الدهر فاجـع


وما الناس إلا كالـديار وأهـلـهـا


بها يوم حلوها وبـعـد بـلا قـع


ويمضون أرسالاً ونخلف بعـدهـم


كما ضم إحدى الراحتين الأصابـع


وما المرء إلا كالشهـاب وضـوئه


يحور رماداً بعد إذ هـو سـاطـع


وما البر إلا مضمرات من التـقـى


ومـا الـمـال إلا عـاريات ودائع


أليس ورائي إن تراخت مـنـيتـي


لزوم العصا تحنى عليها الأصابـع


أخبر أخبار القرون التي مـضـت


أدب كأني كلمـا قـمـت راكـع


فأصبحت مثل السيف أخلق جفـنـه


تقادم عهد القين والنصل قـاطـع


فلا تبعدن إن الـمـنـية مـوعـد


علينا فدانٍ للـطـلـوع وطـالـع


أعـاذل مـا يدريك إلا تـظـنــياً


إذا رحل الفتيان من هـو راجـع


أتجزع مما أحدث الدهر بالـفـتـى


وأي كريم لم تصـبـه الـقـوارع


لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى


ولا زاجرات الطير ما الله صانـع



قال: فعجبنا والله من حسن ألفاظه، وصحة إنشاده، وجودة اختياره.




أخبرني الحسين بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه.



وحدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال : كان عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، فتفكر يوماً في نفسه فقال: والله ما ينبغي لمسلمٍ أن يكون آمناً في جوار كافر ورسول الله صلى الله عليه وسلم خائف.



فجاء إلى الوليد بن المغيرة فقال له: أحب أن تبرأ من جواري.



قال: لعله رابك ريب. قال: لا، ولكن أحب أن تفعل. فقال: فاذهب بنا حتى أبرأ منك حيث أجرتك .


فخرج معه إلى المسجد الحرام فلما وقف على جماعة قريش قال لهم: هذا ابن مظعونٍ قد كنت أجرته ثم سألني أن أبرأ منه، أكذاك يا عثمان؟ قال: نعم. قال: اشهدوا أني منه بريء.




قال: وجماعة يتحدثون من قريش معهم لبيد بن ربيعة ينشدهم، فجلس عثمان مع القوم فأنشدهم لبيد:



ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل



فقال له عثمان: صدقت. فقال لبيد:



وكل نعيم لا محالة زائل



فقال عثمان: كذبت. فلم يدر القوم ما عنى.


فأشار بعضهم إلى لبيد أن يعيد، فأعاد فصدقه في النصف الأول وكذبه في الآخر، لأن نعيم الجنة لا يزول.


فقال لبيد: يا معشر قريش، ما كان مثل هذا يكون في مجالسكم.



فقالم أبي بن خلف أو ابنه فلطم وجه عثمان، فقال له قائل: لقد كنت في منعةٍ من هذا بالأمس. فقال له: ما أحوج عيني هذه الصحيحة إلى أن يصيبها ما أصاب الأخرى في الله.




أخبرني محمد بن الزبان قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قال: حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج يأمره بإشحاص الشعبي إليه، فأشخصه فألزمه ولده، وأمر بتخريجهم ومذاكرتهم،



قال: فدعاني يوماً في علته التي مات فيها فغص بلقعةٍ وأنا بين يديه، فتساند طويلاً ثم قال: أصبحت كما قال الشاعر:



كأني وقد جاوزت سبعـين حـجة


خلعت بها عنـي عـذار لـجـام


إذا ما رآني الناس قالوا ألـم يكـن


شديد محال البطش غـير كـهـام


رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى


وكيف يمن يرمـى ولـيس بـرام


ولو أنني أرمى بـسـهـم رأيتـه


ولكنني أرمـي بـغـير سـهـام




فقال الشعبي: فقالت: إنا لله، استلم الرجل والله للموت! فقلت: أصلحك الله،


ولكن مثلك ما قال لبيد:



باتت تشكى إلي الموت مجهشةً


وقد حملتك سبعاً بعد سبعينـا


فإن تزادي ثلاثاً تبلغـي أمـلاً


وفي الثلاث وفاء للثمانـينـا



فعاش إلى أن بلغ تسعين سنة فقال :



كأني وقد جاوزت تسعين حجةً


خلعت بها عن منكبـي ردائيا



فعاش إلى أن بلغ مائة وعشر سنين فقال:




أليس في مائةٍ قد عاشها رجل


وفي تكامل عشرٍ بعدها عمر



فعاش إلى أن بلغ مائةً وعشرين سنة فقال:



ولقد سئمت من الحياة وطولها


وسؤال هذا الناس كيف لبـيد


غلب الرجال وكان غير مغلبٍ


دهـر جـديد دائم مـمـدود


يوم أرى يأتي عـلـيه ولـيلة


وكلاهما بعد المضاء يعـود



ففرح وساتبشر وقال: ما أرى بأساً، وقد وجدت خفاً .


وأمر لي بأربعة الآف درهم، فقبضتها وخرجت، فما بلغت الباب حتى سمعت الواعية عليه.



وغنى في هذه الأبيات التي أولها:



غلب الرجال وكا غير مغلبٍ




عمر الوادي خفيف رملٍ مطلقٍ بالوسطى عن عمرو.



أخبرني الحسن بن علي قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدثنا هارون بن مسلم عن العمري عن الهيثم بن عدي عن حمادٍ الراوية قال: نظر النابغة الذبياني إلى لبيد بن ربيعة وهو صبي، مع أعمامه على باب النعمان بن المنذر، فسأل عنه فنسب له، فقال له: يا غلام، إن عينيك لعينا شاعرٍ، أفتقرض من الشعر شيئاً؟ قال: نعم يا عم.


قال: فأنشدني شيئاً مما قلته. فأنشده قوله:



ألم تربع على الدمن الخوالي



فقال له: يا غلام، أنت أشعر بني عامر، زدني يا بني. فأنشده:



طلل لخولة بالرسيس قديم



فضرب بيديه إلى جنبيه وقال: أذهب فأنت أشعر من قيس كلها، أو قال: هوزان كلها.


وأخبرني بهذا الخبر عمي قال: حدثنا العمري عن لقيط عن أبيه، وحماد الرواية عن عبد الله بن قتادة المحاربي قال: كنت مع النابغة بباب النعمان بن المنذر،



فقال لي النابغة: هل رأيت لبيد بن ربيعة فيمن حضر؟ قلت: نعم قال: أيهم أشعر؟ قلت: الفتى الذي رأيت من حاله كيت وكيت.


فقال: اجلس بنا حتى يخرج إلينا. قال: فجلسنا فلما خرج قال له النابغة: إلي يا ابن أخي.


فأتاه فقال: إنشدني. فأنشده قوله:



ألم تلمم على الدمن الخوالي


لسلمى بالمذانب فالقفـال




فقال له النابغة: أنت أشعر بني عامر، زدني. فأنشده:



طلل لخولة بالرسيس قديم


فبعاقلٍ فلأنعمين رسوم



فقال له: أنت أشعر هوازن، زدني. فأنشده قوله:



عفت الديار محلها فمقامها


بمنى تأبد غولها فرجامها



فقال له النابغة: اذهب فأنت أشعر العرب.



أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم، عن خالد بن سعيد، أن لبيداً لما حضرته الوفاة قال لابن أخيه ولم يكن له ولد ذكر: يا بني، إن أباك لم يمت ولكنه فني. فإذا طعموا فقل لهم فليحضروا جنازة أخيهم.



ثم أنشد قوله:



وإذا دفنت أباك فـاج


عل فوقه خشباً وطنيا


وسقائفا صـمـا روا


سيها يسددن الغصونا


ليقين حر الوجه سـف


ساف التراب ولن يقينا




قال: وهذه الأبيات من قصيدةٍ طويلة.



وقد ذكر يونس أن لابن سريجٍ لحناً في أبياتٍ من قصيدة لبيدٍ هذه، ولم يجنسه.



أبني هل أبـصـرت أع
مامي بني أم البـنـينـا
وأبي الـذي كـان الأرا
مل في الشتاء له قطينـا
وأبا شـريك والـمـنـا
زل في المضيق إذا لقينا
ما إن رأيت ولا سـمـع
ت بمثلهم في العالمينـا
فبقيت بـعـدهـم وكـن
ت بطول صحبتهم ضنينا
دعني وما ملكـت يمـي
ني إن سددت بها الشؤونا
وافعل بمالـك مـا بـدا
لك مستعاناً أو معـينـا





قال: وقال لابنتيه حين احتضر ، وفيه غناء:




تمنى ابنتاي أن يعيش أبـوهـمـا
وهل أنا إلا من ربيعة أو مضـر
فإن حان يوماً أن يموت أبوكـمـا
فلا تخمشا وجها ولا تحلقا شعـر
وقولا هو المرء الذي لا حلـيفـه
أضاع، ولا خان الصديق ولا غدر
إلى الحولثم اسم السلام عليكـمـا
ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتـذر




في هذه الأبيات هزج خفيف مطلق في مجرى الوسطى.



وذكر الهشامي إنه لإسحاق. وذكر أحمد بن يحيى أنه لإبراهيم.



قال: فكانت ابنتاه تلبسان ثيابهما في كل يوم، ثم تأتيان مجلس بني جعفر بن كلاب فترثيانه ولا تعولان، فأقاما على ذلك حولاً ثم انصرفتا.



سألناه الجزيل فما تـأبـى
فأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنـا
فأحسن ثم عدت له فعادا
مراراً ما دنوت إلـيه إلا
تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا



الشعر لزياد الأعجم، والغناء لشارية، خفيف رمل بالبنصر مطلق.





المرجع: أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير / كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني









لبيد بن ربيعة العامري - الحكواتي (http://forums.3roos.com/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fgo.3roos.com%2F5kfecvc8bkz)









له قصائد:..




وَلَدَتْ بَنُو حُرْثانَ فَرْخَ مُحَرِّقٍ


طَافَتْ أُسَيْماءُ بالرِّحَالِ فَقَدْ


أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ


قَضِّ اللُّبانَة َ لا أبَا لكَ واذْهَبِ


حَمِدْتُ اللّهَ، واللّهُ الحَميدُ (http://go.3roos.com/vp0z5khpb6j)


قُضِيَ الأُمورُ وأُنْجِزَ المَوعودُ (http://go.3roos.com/odv83tg5eda)


ما إنْ تعرّي المنونُ منْ أحدِ (http://go.3roos.com/ogydkrwalvp)


مَنْ كانَ مِنّي جاهلاً أوْ مغمّراً (http://go.3roos.com/klk87z92lyg)


أعاذلَ قُومي فاعذلي الآنَ أوْ ذَري (http://go.3roos.com/9v0ref0ifz2)


إنّما يحفظُ التّقى الأبرارُ (http://go.3roos.com/g4bx4blo4vc)


تَمَنّى ابنَتَايَ أنْ يَعيشَ أبُوهُما (http://go.3roos.com/ds9g4crsi3q)


بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ


يا مَيَّ قُومي في المَآتِمِ وَانْدُبي


ألَمْ تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالي


كُبَيْشَة ُ حَلَّتْ بَعْدَ عَهْدِكَ عاقلا


لِلّهِ نافِلَة ُ الأجَلِّ الأفْضَلِ


ألا تَسْألانِ المَرْءَ ماذا يُحَاوِلُ (http://go.3roos.com/twvy9ghx8n5)


إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيرُ نَفَلْ


طَلَل لخولة َ بالرُّسيسِ قديمُ


أقْوَى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرَامُ


لهندٍ بأعلامِ الأغَرِّ رسُومُ






لبيد بن ربيعة العامري - الحكواتي (http://go.3roos.com/5kfecvc8bkz)

maryom2009
29/08/2012, 09:23 PM
موقف لبيد بن ربيعة من الفصاحة القرآنية






لبيد بن ربيعة :





المعلقات السبع هى عيون الشعر العربى فى الجاهلية ، وأصحابها استمرت شهرتهم قرونا طوالا .



وهم : إمرؤ القيس والحارث بن حلزة وزهير بن أبى سلمى وطرفة بن العبد وعمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد ولبيد بن ربيعة .



تميز لبيد بن ربيعة العامرى من بينهم بنبوغه المبكر وفروسيته وكونه سيدا كريما بين قومه، ثم إنّه أدرك الاسلام وعاش فيه حوالى منتصف عمره المديد ، واستقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حتى مات فيها .




ويروى أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد قومه بنى جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، فأسلم وحسن إسلامه .



وهو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‏.‏ وكنيته أبو عقيل .



ووصفه الرواة بأنه كان شريفاً في الجاهلية والإسلام ، وكان قد نذر ألا تهب ريح الصبا إلا نحر وأطعم الناس .


طول عمره كان مبعث الدهشة والعجب ، مع اختلافهم فى موعد وفاته .






ذكاؤه وعبقريته منذ صغره




من هذه الرواية نعرف ذكاءه المبكر وجرأته ونبوغه فى الشعر .



وفد كبار قومه على ملك المناذرة (النعمان بن المنذر) وكان معهم لبيد غلاما مراهقا يخدمهم .



فى هذا الوقت كان نديم النعمان بن المنذر هو الربيع بن زياد العبسى ، الذى كان صاحب تأثير كبير على الأمير وصاحب خلوته ومشورته .



وكان هذا الرجل كارها لقوم لبيد ( بنو جعفر بن كلاب بن صعصعة )، لا يدّخر وسعا فى الكيد لهم عند الملك النعمان بن المنذر.



دخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، وكان ( لبيد ) في رحالهم يحفظ أمتعتهم، وإبلهم ، فوجدهم يتذاكرون أمر عدوهم الربيع بن زيّاد العبسى وكيف أفسد علاقتهم بالملك .




وسألهم لبيد عن الأمر فرفضوا أن يخبروه بالأمر لأن عدوهم الربيع بن زيّاد العبسى هو خال لبيد ، وهو الذى قام بتربية أم لبيد فى كنفه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.




فقالوا له: خالك الربيع بن زيّاد العبسى قد غلبنا على الملك، وصدّ عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممضّ، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً.



فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء؟ قال: نعم، فامتحنوا فصاحته فى الوصف والهجاء فأجاد ، فصحبوه معهم فى لقاء الملك النعمان بن المنذر.



دخلوا عليه وعنده وفود العرب ، وكان الربيع بن زيّاد العبسى يأكل مع الملك ، ليس معه غيره، فلما فرغ من الغداء أذن لقوم لبيد بالكلام فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترضهم خصمهم الربيع كالعادة ، فتصدى له لبيد .




قام لبيد يرتجز شعرا يخاطب الملك ويفخر بقومه ، قال لبيد :





يا رب هيجاً هي خير من دعه
أكل يوم هامتي مقزعه
نحن بنو أم البنين الأربعه
ومن خيار عامر بن صعصعه
المطعمون الجفنة المدعدعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه




ثم وجّه خطابه للنعمان بن المنذر يقول له :




يا واهب الخير الكثير من سعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه
يخبر عن هذا خبير فاسمعه




ويهجو خاله الربيع بن زياد العبسى هجاءا مقذعا ، يتهمه بأن ( إسته ) مصابة بالبرص ، والاست هو مؤخرة الانسان ، وفتحة الشرج ، ويطلب من الملك ألّا يأكل مع الربيع لهذا السبب ، لأن الربيع يدخل إصبعه فى إسته حتى يصل الى أمعائه :





مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
إن استه من برص ملمعه
وإنه يدخل فيها إصبعه
يدخلها حتى يواري أشجعه
كأنما يطلب شيئاً أطعمه.



فلما فرغ لبيد من إنشاده التفت الملك النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه وقد إستقذره ، فقال: أكذا أنت؟ قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم.


فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. أصبح موقف الربيع حرجا ، فلا يستطيع التعرى أمام وفود العرب ليؤكد براءة مؤخرته من البرص فيكون اضحوكة ومثلة للعرب جميعا ،


ولا يستطيع السكوت على الاهانة ، فاضطر فى الدفاع عن نفسه بالوقوع فى سقطة هائلة ، هى الطعن فى ( أم لبيد )


فقال للملك : أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد يرد عليه : أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت الملام فى فعل هذا بيتيمة في حجره.!!


فأفحمه .


فقطع الملك علاقته بالربيع وأمره بالانصراف إلى أهله. وكتب إليه الربيع يعرض عليه أن يتعرّى ليؤكد براءة إسته من البرص ، فرفض النعمان وقال له : إلحق بأهلك .



لبيد شاعرا


نبغ لبيد فى شعره ، واكتسب شهرة فى قومه وفى محيط القبائل العربية شاعرا وفارسا .


وكان يقول الشعر السهل الممتنع كما جاء فى قصته مع النعمان بن المنذر ، كما كان يقول الشعر الجزل الفخم الذى يحتفل به العرب ويرونه الأعلى درجة فى الفصاحة .


وربما تتميز معلقة لبيد بهذه الجزالة عن غيرها من المعلقات خفيفة الوقع .



يقول لبيد فى مقدمة معلقته :



عفت الديار محلها فمقامها***** منى تأبّد غولها فرجامها


فمدافع الريان عرى رسمها***** خلقا كما ضمن الوحى سلامها


دمن تجرّم بعد عهد أنيسها***** حجج خلون حلالها وحرامها


رزقت مرابيه النجوم وصابها***** ودق الرواعد جودها فرهامها


من كل سارية وغاد مدجن***** وعشية متجاوب إرزامها


فعلا فروع الأيهقان وأطفلت *****بالجهلتين ظباؤها ونعامها


والعين ساكنة على أطلائها***** عوذا تأجل بالفضاء بهامها


وجلا السيول عن الطلول كأنها***** زبر تجد متونها أقلامها









آية القرآن أو معجزة القرآن :






1 ـ أسلم لبيد وهو فى قمة شهرته وعطائه الشعرى . وباسلامه إعتزل الشعر منبهرا بالقرآن ، وقد قال أكثر أهل الأخبار‏:‏ إن لبيداً لم يقل شعراً منذ أسلم‏.‏


وقيل إنه لم يقل بعد إسلامه إلا قوله‏:‏ الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى اكتسيت من الإسلام سربالا . وقال له عمر بن الخطاب يوماً‏:‏ يا أبا عقيل أنشدني شيئاً من شعرك‏.‏ فقال‏:‏ ما كنت لأقول شعراً بعد أن علمني الله البقرة وآل عمران .






2 ـ فى هذا الوقت عرف العرب من إعجاز القرآن أو ( آية القرآن ) نوعا واحدا فقط ، هو إعجازه فى الفصاحة . ليس مثل القرآن فى فصاحته وفى سهولته ، فى بساطته وفى تعمقه .


يستطيع الشخص العادى أن يفهم منه ما يتيح له الهداية ، كما يجد الباحث فيه مجالات للتعمق يكتشف بها كل مرة أنه لا يزال على ساحل المعرفة القرآنية ، وأبحاثنا التى بالمئات تثبت هذا ،


وفى كل بحث أكتبه أزداد إيمانا بالقرآن وأزداد تأكدا بقلة ما أعرف من القرآن .


هذا ما يقوله الباحث ،أما الجهلاء فهم سعداء بجهلهم ويسعد بهم جهلهم.


شهدت اللغة العربية طوال تاريخها تغيرات هائلة فى انتشارها فى العالم وفى تفاعلها مع الحضارات واللغات الأخرى .


عاشت فيها ألفاظا وماتت ألفاظا أخرى ، واستحدثت فيها مصطلحات و توارت فيها مصطلحات أخرى ، وفى كل الأحوال يظل القرآن الكريم مقروءا ومفهوما مع تغير اللغة العربية وتغير العصور والثقافات .


يكفى فى فصاحته أنه الكتاب الوحيد الذى يحاول ( المفسرون)(تفسيره ) فيكون كلامهم غامضا ومبهما ومتناقضا ويظل القرآن فوق (تفسيرهم) وتخريفهم غير محتاج اليه .


لو عبرنا حاجز الزمن واستحضرنا الصحابة وتكلمنا معهم فلن يفهموا كلامنا ولن نفهم كلامهم .


ولكننا نحن وهم لا نرى صعوبة فى فهم القرآن . ولو تخطينا حاجز المكان ـ وقد تخطيناه الآن ـ وتكلم مصرى مع مغربى فستكون اللهجة عائقا فى التواصل بينهما ،


ولكن لو قراءا القرآن فسيزول العائق اللغوى . ولن نذهب بعيدا ..إعد قراءة الأبيات الأولى من معلقة لبيد ..هل تستطيع فهمها ؟



من هنا سجد لبيد للقرآن واكتفى به ..





3 ـ ولقد تحدّى ربا العزة العرب بالاتيان بمثل القرآن حديثا فعجزوا "أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لّا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ )(الطور 33 : 34 ).



أى ردّا على قولهم بأن القرآن من صنع محمد ومن نظمه جاء التحدى لهم بالاتيان بمثله طالما يقدر محمد على تأليف القرآن .



واستمروا فى نفس الاتهام للقرآن بأنه من صنع محمد فجاءهم التحدى بالاتيان بعشر سور مثل القرآن من افترائهم



"أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)(هود13: 14)



فعجزوا أيضا واستمروا فى نفس الاتهام ، فجاءهم التحدى بأن يأتوا بسورة واحدة من مثل : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( يونس 38 )



أو بسورة واحدة من شخص مثل محمد عليه السلام : ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) ( البقرة 23 /24 ) .




وفى التكرار هنا إعجاز خفى فى تكرار اللفظ واختلاف المعنى المراد .


وفى النهاية يؤكد رب العزة إستحالة أن يأتى الجن والانس معا بمثيل للقرآن ، لأنه لا مثيل للقرآن : (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا )(الاسراء 88 : 89 ).





4 ـ إعجازات القرآن لا تنتهى ، هناك الاعجاز التاريخى بذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة ، وآثارهم ، وبذكر أحداث تاريخية تنبأ بها القرآن ،



وهناك إشارات لحقائق علمية جاءت صياغتها إعجازا فى حد ذاتها ، وهناك إعجاز جديد تتلاحق فيه الاكتشافات هو الاعجاز الرقمى والعددى ،



وسيأتى إعجاز جديد بتحقق علامات الساعة التى نبّأ بها القرآن


وأخبر بحدوثها قبيل قيام الساعة (حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ)(يونس 24)



(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل 82)



(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً)(الكهف: ـ 99 )



(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ )



(الأنبياء 96 ). ثم سيجسّد حديث القرآن عن احداث الساعة والقيامة واليوم الآخر .


وعندها لن ينفع الندم .!!









أحمد صبحى منصور - موقف لبيد بن ربيعة من الفصاحة القرآنية (http://go.3roos.com/9hjl0e8azyb)

maryom2009
30/08/2012, 08:45 PM
معلقة لبيد بن ربيعة







ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا _ بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا




فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا _ خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا




دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا _ حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا




رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا _ وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا




مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ _ وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا




فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ _ بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا




وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا _ عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا




وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا _ زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا




أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا _ كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا




فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيْفَ سُؤَالُنَا _ صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا









شرح أبيات المعلقة






عفا لازم ومتعد ، يقال : عفت الريح المنزل وعفا المنزل نفسه عفوا وعفاء ، وهو في البيت لازم ، المحل من الديار : ما حل فيه لأيام معدودة ، والمقام منها ما طالت إقامته به ، منى : موضع يحمى ضرية غير منى الحرم ، ومنى ينصرف ولا ينصرف يذكر ويؤنث ، تأبد : توحش وكذلك أبد يؤبد يأبد أبودا ، الغول والرجام : جبلان معروفان . ومنه قول أوس بن حجر : زعمتم أن غولا والرجام لكم ومنعجا فاذكروا فالأمر مشترك يقول : عفت ديار الأحباب وانمحت منازلهم ماكان منها للحلول دون الإقامة وما كان منا للإقامة ، وهذه الديار كانت بالموضع المسمى منى ، وقد توحشت الديار الغولية والديار الرجامية منها لارتحال قطانها واحتمال . سكانها ، والكناية في غولها ورجامها راجعة إلى الديار ، قوله : تأبد غولها ، أي ديار غولها ورجامها . فحذف المضاف


المدافع : أماكن يندفع عنها الماء من الربى والأخياف ، والواحد مدفع ، الريان : جبل معروف . ومنه قول جرير : ياحبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كنا التعرية : مصدر عريته فعري وتعرى ، الوحي : الكتابة ، والفعل وحى يحي والحي الكتاب ، والجمع الوحي ، السلام : الحجارة ، والواحد سلمة بكسر اللام ، فمدفع معطوف على قوله غولها يقول : توحشت الديار الغولية والرجامية ، وتوحشت مدافع جبل الريان لارتحال الأحباب منها واحتمال الجيران عنها. ثم قال : وقد توحشت وغيرت رسوم هذه الديار فعريت خلقا وإنما عرتها السيول ولم تنمح بطول الزمان فكأنه كتاب ضمن حجرا ، شبه بقاء الآثار لعدة أيام ببقاء الكتاب في الحجر ، ونصب خلقا على الحال ، والعامل فيه عري ، والمضمر الذي أضيف اليه سلام عائد إلى الوحي




التجرم : التكمل والانقطاع ، يقال ، تجرمت السنة وسنة مجرمة أي مكملة ، العهد ، اللقاء ، والفعل عهد يعهد ، الحجج : جمع حجة وهي السنة . وأراد بالحرام الأشهر الحرم ، وبالحلال أشهر الحل ، الخلو : المضي ومنه الأمم الخالية ، ومنه قوله عز وجل "وقد خلت القرون من قبلي" يقول : هي آثار ديار قد تمت وكملت وانقطعت إذ بعد عهد سكانها بها سنون مضت أشهر الحرم وأشهر الحل منها ، وتحرير المعنى : قد مضت بعد ارتحالهم عنها سنون بكمالها ، خلون : المضمر فيه راجع إلى الحجج ، وحلالها بدل من الحجج ، وحرامها معطوف عليها ، والسنة لا تعدو أشهر الحرم وأشهر الحل ، فعبر عن مضي السنة بمضيهما




مرابيع النجوم : الأنواء الربيعية وهي المنازل التي تحلها الشمس فصل الربيع ، الواحد مرباع ، الصوب : الإصابة ، يقال : صابه أمر كذا وأصابه بمعنى ، الودق : المطر ، وقد ودقت السماء تدق ودقا إذا أمطرت الجود : المطر التام العام ، وقال ابن الأنباري : هو المطر الذي يرضي أهله وقد جاد يجوده جودا فهو جود ، الرواعد : ذوات الرعد من السحاب ، واحدتها راعدة ، الرهام والرهم : جمع رهمة وهي المطرة التي فيها لين يقول : رزقت الديار والدمن أمطار الأنواء الربيعية فأمرعت وأعشبت وأصابها مطر ذوات الرعود من السحائب ما كان منه عاما بالغا مرضيا أهله وما كان منه لينا سهلا . وتحرير المعنى : أن تلك الديار ممرعة معشبة لترادف الأمطار المختلفة عليها ونزاهتها




السارية : السحابة الماطرة ليلا ، والجمع السواري ، المدجن : الملبس آفاق السماء بظلامه لفرط كثافته ، والدجن إلباس الغيم آفاق السماء ، وقد أدحن الغيم ، الإرزام : التصويت ، وقد أرزمت الناقة إذا رغت ، والأسم الرزمة ، ثم فسر تلك الأمطار فقال : هي كل مطر سحابة سارية ومطر سحاب غاد يلبس آفاق السماء بكثافته وتراكمه وسحابة عشية تتجاوب أصواتها ، أي كأن وعودها تتجاوب ، جمع لها أمطار السنة لأن أمطار الشتاء أكثرها يقع ليلا ، وأمطار الربيع يقع أكثرها غداة وأمطار الصيف يقع أكثرها عشيا . كذا زعم مفسرو هذا البيت


الأيهقان : بفتح الهاء وضمها : ضرب من النبت وهو الجرجير البري ، أطفلت أي صارت ذوات الأطفال ، المجلهتان : جانبا الوادي : ثم أخبر عن إخصاب الديار وأعشابها فقال : علت بها فروع هذا الضرب من النبت وأصبحت الظباء والنعام ذوات أطفال بجانبي وادي هذه الديار ، قوله : ظباؤها ونعامها ، يريد وأطفلت ظباؤها وباضت نعامها ، لأن النعام تبيض ولا تلد الأطفال ، ولكنه عطف النعام على الظباء في الظاهر لزوال اللبس . ومثله قول الشاعر: إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا أي وكحلن العيون ، وقوله الآخر: تراه كأن الله يجدع أنفه وعينيه أن مولاه صار له وفر أي ويفقأ عينيه ، وقول الآخر : ياليت زوجك قد غدا منقلدا سيفا ورمحا أي وحاملا رمحا ، تضبط نظائر ما ذكرنا ، وزعم كثير من الأئمة النحويين والكوفيين أن هذا المذهب سائغ في كل موضع ، ولوح أبو الحسن الأخفش إلى أن المعول فيه على السماع


العين : واسعات العيون ، الطلا : ولد الوحش حين يولد إلى أن يأتي عليه شهر ، والجمع الأطلاء ، ويستعار لولد الإنسان وغيره ، العوذ : الحديثات النتاج ، الواحدة عائذ ، مثل عائط وعوط ، وحائل وحول ، وبازل وبزل ، وفاره وفره ، وجمع الفاعل على فعل قليل معول فيه على الحفظ ، الاجل أجلا ، الفضاء : الصحراء ، البهام : أولاد الضأن اذا انفردت ، وإذا اختلطت بأولاد الضأن أولاد الماعز قيل للجمع بهام ، وإذا انفردت أولاد العز من أولاد الضأن لم تكن بهاما ، وبقر الوحش بمنزلة الضأن ، وشاة الجبل بمنزلة المعز عند العرب ، وواحدة البهام بهم ، وواحد البهم بهمة ، ويجمع البهام على البهمات يقول : والبقر الواسعات العيون قد سكنت وأقامت على أولادها ترضها حال كونها حديثات النتاج وأولادها تصير قطيعا في تلك الصحراء فالمعنى من هذا الكلام : أنها صارت مغنى الوحش بعد كونها مغنى الإنس . ونصب عوذا على الحال من العين
جلا : كشف ، يجلو جلاء ، وجلوت العروس جلوة من ذلك ، وجلوت السيف جلاء صقلته ، منه أيضا ، السيول : جمع سيل مثل بيت بيوت ، شيخ وشيوخ ، الطلول : جمع الطلل ، الزبر : جمع زبور وهو الكتاب ، والزبر الكتابة ، والزبور فعول بمعنى المفعول بمنزلة الركوب والحلوب بمعنى المركوب والمحلوب ، الإجداد والتجديد واحد يقول : وكشفت السيول عن أطلال الديار فأظهرتها بعد ستر التراب إياها ، فكأن الديار كتب تجدد الأقلام كتابتها .. فشبه الشاعر كشف السيول عن الأطلال التي غطاها التراب بتجديد الكتاب سطور الكتاب الدارس ، وظهور الأطلال بعد دروسها بظهور السطور بعد دروسها ، وأقلام مضافة إلى ضمير زبر ، وأسم كان ضمير الطلول




الرجع الترديد والتجديد ، وهو من قولهم : رجعته أرجعته رجعا فرجع يرجع رجوعا . وقد فسرنا الواشمة ، الاسفاف : الذر ، وهو من قولهم : سف زيد السويق وغيره يسفه سفا النؤور : ما يتخذ من دخان السراج والنار ، وقيل : النيلج ، الكفف : جمع كفة وهي الدارات ، وكل شيئ مستدير كفة ، بكسر الكاف ، وجمعها كفف ، وكل مستطيل كفة بضمها ، والجمع كفف ، كذا حكى الأئمة ، تعرض وأعرض : ظهر ولاح ، الوشام : جمع وشم ، شبه ظهور الأطلال بعد دروسها بتجديد الكتابة وتجديد الوشم يقول : كأنها زبر أو ترديد واشمة وشما قد ذرت نؤورها في دارات ظهر الوشام فوقها فأعادتها كما تعيد السيول الأطلال إلى ما كانت عليه ، فجعل إظهار السيل الأطلال كإظهار الواشمة الوشم ، وجعل دروسها كدروس الوشم ، نؤورها اسم ما لم يسم فاعله ، وكففا هو المفعول الثاني بقي على انتصابه بعد إسناد الفعل إلى المفعول ، وشامها : فاعل تعرض وقد أضيف إلى ضمير الواشمة



الصم : الصلاب ، والواحد أصم والواحدة صماء ، خوالد : بواق ، يبين : بان يبين بيانا ، وأبان قد يكون بمعنى أظهر ويكون بمعنى ظهر ، وكذلك بين وتبين بالتضعيف قد يكون بمعنى ظهر وقد يكون بمعنى عرف واستبان كذلك ، فالأول لازم والأربعة الباقية قد تكون لازمة وقد تكون متعدية ، وقولهم : بين الصبح لذي عينين ، أي ظهر فهو هنا لازم ويروى في البيت : ما يبين كلامها وما يبين ، بفتح الياء وضمها ، وهما هنا بمعنى ظهر يقول : فوقفت أسأل الطلول عن قطانها وسكانها ، ثم قال وكيف سؤالنا حجارة صلابا بواقي لا يظهر كلامها ،

أي كيف يجدي هذا السؤال على صاحبه وكيف ينتفع به السائل ؟ لوح إلى أن الداعي إلى هذا السؤال فرط الكلف والشغف وغاية الوله ، وهذا مستحب في النسيب والمرئية لأن الهوى والمصيبة يدلهان صاحبهما



http://www.dafatiri.com/vb/dafatir180363-2 (http://go.3roos.com/wlhpi33ttb9)

maryom2009
30/08/2012, 09:00 PM
مناسبة القصيدة :



عفت الديار محلها فمقامها




معلقة لبيد، كما قال الزوزني، هي الرابعة في المعلقات، لم ينظمها لأمر أو لحادثة وإنما نظمها بدافع نفسي، فمثّل بها، في تصويره أخلاقه ومآتيه، الحياة البدوية الساذجة والبدوي الأبي النفس العالي الهمة.



بدأها بوصف الديار المقفرة والأطلال البالية وما فعلت فيها الأمطار، وتخلّص إلى الغزل وذكر نوار وبُعد مقرّها، ثم إلى وصف ناقته فشبهها بسحابة حمراء خالية من الماء تدفعها الريح فتنطلق سريعة، وبأتان وحشية نشيطة، وببقرة افترس السبع ولدها، وصوّر العراك الذي وقع بينها وبين الكلاب التي طاردتها تصويراً قصصياً جميلاً.



ووصف ناقته هو أهم قسم في معلّقته، ثم تحوّل إلى وصف نفسه وما فيها من هدوء واضطراب، ووصف لهوه وشربه الخمر وبطشه وسرعة جواده وكرمه، وانتهى بمدح قومه والفخر بكرمهم وأمانتهم، فكان مجيداً في تشبيهاته القصصية صادقاً في عاطفته.



وقد أظهر في وصفه مقدرة نادرة في دقته وإسهابه والإحاطة بجميع صور الموصوف. وهو يتفوق على زملائه أصحاب المعلقات بإثارة تذكارات الديار القديمة وتحديد المحلاّت في أثناء السفر حتى ليمكن دارس شعره أن يعيّن بالاستناد إلى بعض قصائده دليل رحلة من قلب بادية العرب إلى الخليج الفارسي.




تحتل المعلقة، كما قال التبريزي، مرتبة الصدارة في ديوان لبيد من حيث دلالتها على شاعريته قبل الإسلام.


وهي السابعة بين معلقات معاصريه، وتقع في حدود التسعين بيتاً.




ومن أهم أغراضها:




وصف الأطلال وآثار الديار، الإشفاق لرحيل الأحبة والتغزل بالمرأة المحبوبة، العناية بوصف الناقة والافتتان في تشبيهها تارة بالغمامة الحمراء وتارة بالبقرة الوحشية، الخلوص ثانية من الوصف إلى الغزل والفخر، وفي معلقته وصف للّهو والخمر وتطرق إلى نعت الفرس والتغني بالفروسية والكرم.






وقد بدأ لبيد معلقته بوصف الديار المقفرة والأطلال الدارسة، على غرار سائر الجاهليين، ذاكراً السيول والأعشاب والوحوش، متخلصاً إلى العزل، وذكر حبيبته نُوار، وبُعد مقرّها، والهودج الذي ظعنت فيه، دون أن يصف دقائق جمالها، وجزئيات ملامحها، كسائر الجاهليين.



ثم يعرض لناقته، فيشبّهها بالسحابة الحمراء، الخالية من الماء، تدفعها الريح، فتنطلق سريعة، وبأتان وحشيّة نشيطة، وببقرة افترس السبع ولدها، وصوّر العراك بينها وبين الكلاب التي طاردتها، ثم تحوّل إلى نفسه وما يجيش فيها من هدوء واضطراب، وميل للّهو والمجون، وحبّ لشرب الخمرة، مفتخراً ببطشه وسرعة جواده وكرمه، منتهياً بمدح قومه، والفخر بأمانتهم وكرمهم.





ولبيد ينحو في شعره منحى تقليدياً عاماً، ويجري في قصيدته على سُنّة يستقطب لها انفعالاته الداخلية والخارجية، فيصف ما شاهده وما سمعه، ويعبر عما أدركه وعاناه في حدود حسِيّة، يستقرئ بها الأحداث والمظاهر،



ويفيد منها في تمثل أفكاره وخواطره بغلوائها الانفعالية، وسورتها المثالية. إلا أن المعنى مرهون في معلّقته، للحادثة والظاهرة، لا يستقطبهما استقطاباً عموديّاً، نافذاً، بل ينقاد فيهما إلى السرد الذي يضفي على القصيدة جو القصة المتجهمة التي تتعثر بأعراضها وجزئياتها،




ويركد عبرها الانفعال وينحسر، إذ يتشعب وتتكاثر سبله، ويسفح ذاته في الانعطافات والالتواءات الواقعية الجافية الجارية على سجيّتها، النازعة إلى الخارج، لتستكمل غاية الحسّ.





ولئن جرى لبيد مجرى سواه في وصف ناقته وتشبيهها بالبقرة الوحشية، إلا أنه خطر بفلذة عميقة الوجدانية، عرض فيها لتلك البهيمة من الداخل، ممثلاً بها مصيراً إنسانياً فاجعاً،


وتنازعاً عنيفاًن ممزقاً بين حتميتي الحياة والموت، وسائر عواطف الحنان والخوف والحنين والضياع. فالبقرة التي ضيّعت فريرها، تنتبذ ركناً مُوحشاً،


بعد أن تكاثر عليها هطول المطر، دون انقطاع، وقد أحاطت الظلمة العمياء بكل شيء، ولم يبق من أثر للحياة في تلك الظلمة المدلهمّة، إلا عيناها اللتان تلتمعان ببريق الرعب واليأس.




والشاعر لم يصف البقرة بذلك الوصف، إلا كتعبير غامض في نفسه عن تجربة الصراع في العالم بين الأحياء والقدر المسلّط عليهم. وضياع الفرير والتشرد في أثره تحت وابل المطر،



رمز الإنسان الذي يعدو وراء نفسه في ظلمة الحياة، وقد أحاطت به المصائب، وانصب عليه سيل القدر.




وبعد أن تُنفق البقرة سبعة أيام كاملة هالعة في طلب فريرها، دون أن تجد له أثراً، يطالعها الموتُ في أنياب كلاب الصيد التي تصرع منها اثنين، وتنجو بنفسها، خارجة من شدق الرّدى.



والشاعر يفصح، عبر ذلك كله، عن نظرة تشاؤميّة في الحياة، كأنما يخيّل إليه أن الإنسان فاقد الحريّة، تائه في مفازة المصير، يعدو وراء غاية لا يعثر عليها، تصيبه المصائب ويتربّص به الموت، يراوده مراودة فاجعة، ويبقي في جنبه أثر الدّماء، وفي نفسه طعم الرّعب.




وقد خرج لبيد بذلك، عن سرب الشعراء واضطرابه بقبضة القدر في موضوع واقعي، خارجي، فجعل للظاهرة بُعدين من خلال البعد الواحد، وحرّكها بحركة مأساوية، قلّما عهدناها عند سواه.




ونقع في المعلقة على نبذة أخرى من الوصف الوجداني المتصل بالأتان وفحلها الذي يرمز إلى الغيرة الغريزية الوحشية المشبوبة بحمّى الأنثى، الهالعة عليها هلعاً مُفجعاً.




يشبّه لبيد ناقته بأتان أشرقت أطباؤها باللّبن، وقد حملت تولباً غيّره وأهزله طرد الفحول وصدّهم عن أنثاه وزجرها أمامه زجراً شديداً ليبعدها عن منافسيه في الآكام العالية.



وقد تشكك بها لشدّة عصيانها له في حال وحامها. وإذا أقاما في موضع الثلبوت، جعل يصْعَد إلى المراقب، ينظر إلى أعلامها، مستطلعاً السُّبل، خائفاً، مذعوراً من الصيادين الذين يتربصون به،



ولشدة غيرته على أنثاه، لبث مقيماً في معتزله، طيلة الشتاء، حتى إذا قدم الربيع وعزّ عليه الماء، جعل يجتزئ، أي يكتفي بالرّطب عن الماء، معانياً التصرّد والظمأ، مُؤثراً إياهما على العودة بأنثاه إلى القطيع الذي تنافسه فحوله عليها، إلا أن الربيع يتصرّم، ويقبل الصيف،


فيجف العشب ويقسر على مغادرة مقامه وورود الماء، يسوق أنثاه أمامه، جزعاً عليها، وتريُّباً من تخلّفها عنه.




وهذه المقطوعة الوصفية، تحفل بالرّموز الإنسانية المتقمِّصة في تصرّف ذلك الحيوان الغريزي الأصم. فالفحل يحرص غاية الحرص على أنثاه ويلوب عليها، ويقاتل من دونها، فيما تبدو هي مسيّرة بغريزة الأنثى.


ويبدو الفحل، كالجاهلي، منعماً بالفرديّة وحب الاستئثار، يدافع عن كرامة عرضه، تعروه منه الهموم المضنية وشهوة الوحدة والتفرّد والانقطاع عن العالم.



ولقد خلع الشاعر على ذلك الفحل من نفسيّة العربي الحريص على عرضه ونفسيّة الإنسان عامة، الذي تلتهب نفسه ويزداد أوارها بازدياد شعلة الحب فيها.




لذلك نرى الشّقاء والقنوط مخيمين على أجواء ذلك المقطع من المعلّقة، كما أن الخوف من الموت، والبؤس في التشبث بالحياة يطالعنا في وجه ذلك الفحل القائم على المرقبة وفي خلده هاجس الخوف من الصياد، كما كان يملأ خلده، هاجس الخوف من الفحول، فيما كان يحيا عبر القطيع.




ولعل لبيداً، في إحساسه التشاؤمي العام الذي ينتظم نظرته إلى الكون، وقَّع الأحداث ذلك التوقيع الفاجع الشديد التوتر، مشيراً بذلك إلى أنه لا خلاص للإنسان من نفسه،



ومما طبع فيها من رغبات متناقضة، لا تتحقق إحداها حتى تفجعه بأخرى. لا خلاص له، أكان مقيماً في الناس، يدفع عن نفسه أذاهم، أم متوحِّداً من دونهم، يعاني الوحشة والظمأ والخوف من الهلاك،



فكأن جحيم الإنسان في نفسه، يعدو هارباً منه، فيما هو يلحق به ويقتفي أثره. وقلّما نقع في الشعر الجاهلي على بؤس فاجع، صامت، أبكم، متآكل، كبؤس ذلك الفحل الذي يترجّح بين العار والكبرياء والهزيمة والقتال، ولا يجد لنفسه سبيلاً ينجيه إلا الفرار الذي لا يعتم أن يطالعه بوحدة أشد قسوة وتجهماً.



ولقد خص العربي، من دون سواه، بإحساس عميق بفرديته والتفاخر بامتلاك ما لا قبل لسواه به. كما أن أخذه بالجانب الإيجابي من الحياة وإيثاره للقيم وجزعه من العار وامتناعه على الذل،




كان أهم باعث لتجاربه الشعرية، يفصح عنها، مباشرة بالفخر والغزل والهجاء والمدح، وبصورة قاتمة في بعض النماذج الوصفيّة التي يحولها إلى رموز أساسية للتعبير عن سويدائه القانطة وتجاربه المهزومة تحت وطأة القدر المحتوم المتسلّط عليه من نفسه ومن العوامل الخارجية.





ماذا قال المستشرقون عن معلقة لبيد:





اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث، وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف عليها وسبر غور معانيها،



وفي هذا السياق ننقل لكم ما ورد عن معلقة لبيد في عمل رائد قام بترجمته صلاح صلاح من تأليف ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت.







ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:





أشارت ليدي آن بلنت وأشار فلفريد شافن بلنت عن معلقة لبيد- التي استخدم فيها البحر الطويل- في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين أنها ارتبطت بحكاية مثيرة حدثت له عندما كان صبياً ومسافراً مع بني جعفر،



فقد وفد أبو براء ملاعب الأسنة- وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام،


على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون - يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان،



وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم،


فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً،


ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.




وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً.



فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة- لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة- فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.




فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.




فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره،


والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم،



فقام لبيد يرتجز، ويقول:





أكل يوم هامتي مقزعه ******
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)




http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)



يا رب هيجاً هي خير من دعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)







ومن خيار عامر بن صعصعه*****
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)

http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
نحن بنو أم البنين الأربعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)





والضاربون الهام تحت الخيضعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
*****
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
المطعمون الجفنة المدعدعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)





إليك جاوزنا بلاداً مسبعه *****
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)

http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
يا واهب الخير الكثير من سعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)





يخبر عن هذا خيبر فاسمعه*****
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)

http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)





إن استه من برص ملمعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
******
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
وإنه يدخل فيها إصبعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)





كأنما يطلب شيئاً أطعمه *****
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)

http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)
يدخلها حتى يواري أشجعه
http://www.almuallaqat.com/icons/pixel.gif (http://go.3roos.com/ki9pldhlmap)










فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي.


فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره. فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا.


وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.




وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال.


فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك.




يبدو أن لبيد نظم معلقته بعد هذه القصة إذ أنها تتضمن تلميحات لما حدث في الحيرة ويظهر شبابية نبرتها أنها تعود إلى لغة حديث بدو تلك الأيام.


ربما ليس في المعلقات من وصف يضاهي هذه في وصف بقر الوحش أو الظبي، حيوان نادر لا يوجد إلا في النفود.


هذا وحده دليل على أنها نظمت في صباه في الصحراء.




http://www.almuallaqat.com/poemDescription.do?poemId=336 (http://go.3roos.com/e2nd9wtu4qq)


http://www.dhifaaf.com/vb/showthread.php?t=853 (http://go.3roos.com/yyn4xk4a3ia)

maryom2009
31/08/2012, 08:56 PM
الاعجاز العددي لمعلقة لبيد بن ربيعة



اماالاعجاز العددي لهذه القصيدة فهو كثير جدا ووفير للغاية ولكن سناتي ببعض الامثلة فقط لعلها تكون كافية .

فمثلا اهم ما يميز هذه القصيدة انها تتكون من 88 بيتا وهذا الرقم يقبل القسمة على 11 فيعطينا 8 (اي ان 88 ÷8=11) وبذلك سيصبح معنا اهم رقمين في هذه القصيدة وهم 11 و 8 ولنرى المعجزة الاولى في هذه القصيدة ماذا تقول فلو نظرنا الى االبيت الاول من هذه القصيدة سنجد انه يتكون من 8 كلمات هكذا





عفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا ******* بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا



عَفَتِ
الدِّيَارُ
مَحَلُّهَا
فَمُقَامها


بِمِنَىً
تَأَبَّـدَ
غَوْلُهَا
فَرِجَامها
1
2
3
4


5
6
7
8




ولو نظرنا الى اخر بيت في القصيدة سنجد انه يتكون من 11 كلمة هكذا





وَهُمُ الْعَشِيرَةُ أَنْ يُبَطِّىءَ حَاسِدٌ *******أَوْ أَنْ يَمِيلَ مَعَ الْعَدُوِّ لِئَامُهَا




وَهُمُ
الْعَشِيرَةُ
أَنْ
يُبَطِّىءَ
حَاسِدٌ
أَوْ
أَنْ
يَمِيلَ
مَعَ
الْعَدُوِّ
لِئَامها
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11





اليست هذه معجزة ؟ فلو اخذنا مجموع كلمات البيت الاول وهو (8) وضربناه في مجموع كلمات البيت الاخير وهو (11) سيخرج لنا الرقم (88) وهو مجموع ابيات القصيدة !

اليست هذه معجزة واضحة بكل المقاييس ؟ لكن المعجزات لم ولن تنتهي عند هذا الحد !

فلو اخذنا مثلا اسم لبيد بحساب الجمل سنجد انه 46 هكذا ل30 ب2 ي10 د4 المجموع 46 العجيب والغريب اننا لو اخذنا قافية القصيدة سنجد انها 46 ايضا هكذا م40 ه5 ا1 المجموع 46 فكيف حدث هذا التطابق والاغرب والاعجب اننا لو جمعنا مجموع لبيد مع مجموع القافية (46+ 46) = 92 ثم نجمع (2+9)=11 ليعود هذا الرقم للظهور مرة اخرى ، ولو اخذنا الرقم 46 الذي اشترك فيه اسم لبيد مع القافية ثم جمعنا معه عدد حروف لبيد مع القافية وهي 7 حروف سيكون كالتالي (46+7)=53 =(3+5)=8 ليعود ايضا الرقم 8 مرة فاذا ضربناه في النتيجة السابقة وهي 11 هكذا ( 8×11=88) وهو مجموع ابيات القصيدة ! اما هواة ومحبي الرقم 19 فاقول لهم لو اخذنا حساب الجمل لكامل القصيدة فسيكون الرقم هو (586784) فلو قسمنا هذا الرقم الى جزءين سيكون الجزء الاول هو (586) ومجموعه 19 هكذا (6+8+5= 19) والجزء الثاني هو ( 784) ومجموعه ايضا 19 هكذا (4+8+7=19) فانظر الى هذا التوازن العجيب !


والاغرب من ذلك اننا لو جمعنا الرقمين هكذا (19+19= 38) فلو جمعنا ال3 مع ال8 سيكون الناتج 11 ايضا ! فما رأيكم بهذه الغرائب والمعجزات العددية لهذه القصيدة ؟ لكن هذه الاعجازات لم تنتهي بعد فلو اخذنا مجموع القصيدة الكلي بحساب الجمل وهو (586784) (5+8+6+7+8+4= 38 (3+8=11 ومجموع لبيد بن ربيعة =بحساب الجمل هو 385 لو اخذنا الرقم 3 ووضعناه تحت ال 85 (وهي طريقة معروفة في علم الجفر) سيكون الناتج 88 هكذا (3+85=88 ) وهو مجموع ابيات القصيدة فسبحان الله على هذة المعجزات العددية !

اما هواة الاحرف النورانية وهم يقصدون بها الاحرف الواردة في اوائل السور ، فاهدي لهم هذه الطريقة وهي اننا لو جمعنا الحروف التي في اوائل الابيات مع حذف المكرر سنجد انها 18 حرف وهي ( ا ب ت ح خ د ر ز ش ص ع غ ف ق ل م و ي ) والحروف الحمراء هي التي وردت في اوائل السور ، فسبحان الله سنجد ان الحروف النورانية 9 والاخري 9 ايضا ، اليس هذا غريبا ؟

وعلى الجانب الاخر فأن الحروف التي لم تأتي في اول القصيدة هي 10 حروف وهي (ث ج ذ س ض ط ظ ك ن ه ) لا حظ ايضا ان الحروف النورانية 5 والاخرى 5 ايضا
فكيف حدث هذا التوافق العجيب ؟

ليس ذلك فحسب بل حتى لو عدلنا اسم لبيد بن ربيعة الى لبيد ابن ربيع على وزن (عيسى ابن مريم ) سيكون حساب لبيد ابن ربيعة هو 386 وحساب مجموع القصيدة هو ( 586784) فلو قمنا بجمع الرقم الا ول هكذا ( 3+8+6=17)= 1+7=8 والرقم الثاني سيكون مجموعه هكذا (5+8+6+7+8+4= 38 (3+8=11 لو ضربنا الناتج الاول في الثاني ( 8×11=88 وهو مجموع ابيات القصيدة .

وهكذا فان القصيدة لا تتوقف عن اعطاء المعجزات العددية علما باني اختصرت لعدم الاطالة فقط ولو قسمت القصيدة الى 11 قسم فستخرج لنا معجزات عددية لا حصرلها اما لو اخذتها بيتا بيتا كما يفعل دعاة الاعجاز مع القران فهم ياخذونه اية اية فلو اخذت القصيدة بيتا بيتا فسيخرج لنا من المعجزات العددية ما تحير فيه العقول علما بأني اتحفظ تماما على كلمة معجزات واعجازات عددية التي يطلقونها لان هذه النتائج لا تخرج عن كونها خواص عددية وخواص حرفية ، لكنهم اردو ان يبهرونا بتسمية الاعجاز العددي ،

ولذلك علينا الحذر كل الحذر من الزج بالقرأن الكريم في هذه الامور التي لا طائل من وراءها كما اني انصح هولاء الباحثين عن خواص الارقام بالتوقف عن هذا الهراء وعدم اغراق انفسهم في بحور الاعداد والارقام والحروف ،

وما عليهم سوى ان يجرو تجاربهم على اي نص حتى ولو كان اغنية لأحد المطربين وسيجدون ان فيها اعجازات عددية وحرفية قائمة بذاتها




الاعجاز العددي لمعلقة لبيد بن ربيعة (http://go.3roos.com/43zec8x3jxr)

maryom2009
02/09/2012, 09:00 PM
معلقته





كان لبيد إذا قال شعراً قال لنفسه:لا تظهره، ولكن عندما قال:






ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا******بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا


بدأ بإظهاره.



قالها لبيد للشاعر النابغة الذبياني عندما رأى عليه علامات الشاعريه فقال له:"يا غلام إن عينيك لعينا شاعر أنشدني" فانشده أثنتين فقال له:زدني فأنشده المعلقة فقال له النابغة:أذهب فأنت أشعر العرب،



وفي رواية أشعر هوازن. وعلى ذلك لبيد نظم معلقته وأساسها الطلول ومنتصفها وصف الخمرة والمحبوبه وأخرها كان على الكرم والفخر،,هي:





عفتِ الديارُ محلُّها فمُقامُهَا *****بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا

فمدافعُ الرَّيَّانِ عرِّيَ رسْمُها*****خلقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

دمِنٌ تَجَرَّمَ بعدَ عَهْدِ أنِيسِهَا*****حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وحَرَامُهَا

رزقَتْ مرابيعَ النُّجومِ وصابَهَا*****ودقُ الرواعدِ جوْدُهَا فرهامُها

منْ كلِّ سَارِيَة ٍ وغادٍ مُدْجِنٍ*****وعشيَّة ٍ متجاوبٍ إرْزامُهَا

فَعَلا فُرُوعُ الأيْهُقَانِ وَأطْفَلَتْ*****بالجلهتين ظباؤهَا ونعامُها

والعينُ ساكِنة ٌ على أطْلائِها*****عُوذاً تَأجَّلُ بالفضَاءِ بِهَامُها

وجَلا السُّيولُ عن الطّلُولِ كأنّها*****زبرٌ تجِدُّ متونَها أقْلامُها

أوْ رَجْعُ واشِمة ٍ أُسِفَّ نَؤورُهَا*****كففاً تعرَّضَ فوقَهنَّ وشامُها

فوقفتُ أسْألُهَا ، وكيفَ سُؤالُنَا*****صُمّاً خوالدَ ما يُبينُ كلامُها

عرِيتْ وكان بها الجميعُ فأبكرُوا*****منها وَغُودرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُها

شاقتكَ ظُعْنُ الحيِّ حينَ تحمّلُوا*****فتكنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُها

من كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ*****زوْجٌ عليه كلَّة ٌ وفرامُهَا

زُجَلاً كأنَّ نِعَاجَ تُوضِحَ فَوْقَهَا*****وظِباءَ وجرَة َ عُطَّفاً آرَامُهَا

حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كأنها*****أجْزَاعُ بِيشة َ أثْلُهَا وَرُضَامُهَا

بلْ ما تذكرُ منْ نوارَ وقد نأتْ*****وَتَقَطَّعَتْ أسْبَابُهَا وَرِمَامُهَا

مُرِّيَّة ٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَاوَرَتْ******أهْلَ الحِجَازِ فأيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا

بمشارقِ الجبلين أو بِمُحَجَّرٍ*****فَتَضَمَّنَ� �ْهَا فَرْدَة ٌ فَرُخَامُهَا

فَصُوَائقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّة ٌ*****فيها وحافُ القَهْرِ أوْ طِلْخامُهَا

فاقطعْ لُبانَة َ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ*****ولَشرُّ واصلِ خُلَّة ٍ صَرَّامُها

واحبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وصرمُهُ*****باقٍ إذا ضلعَتْ وزاغَ قوامُهَا

بِطَليحِ أسْفَارٍ تَرَكْنَ بقيَّة ً*****منها فأحنقَ صُلْبُها وسنامُها

وإذا تغالى لحمُها وتحسَّرتْ*****وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدَامُهَا

فلها هبابٌ في الزِّمامِ كأنَّها*****صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَهَامُها

أو ملمِعٌ وسقَتْ لأحقبَ لاحَهُ*****طَرْدُ الفُحول وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا

يعلوُ بها حدبُ الإكامِ مسحَّجٌ*****قَد رابَهُ عصيانُهَا ووحَامُها

بأحِزَّة ِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَا*****قَفْر المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُهَا

حتى إذا سَلَخَا جُمَادَى ستَّة ً*****جَزءاً فطالَ صِيامُهُ وَصِيَامُها

رَجَعَا بأمرهما إلى ذي مِرَّة ٍ*****حصدٍ، ونجحُ صريمة ٍ إبرامُهَا

ورمى دوابرَهَا السَّفَا وتهيَّجَتْ*****ريحُ المصايِفِ سَوْمُهَا وسِهامُهَا

فتنازعا سَبِطاً يطيرُ ظلالُهُ*****كدخانِ مُشْعَلة ٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا

مشمُولة ٍ غلِثَتْ بنابتِ عرْفَجٍ*****كَدُخَانِ نارٍ سَاطِعٍ أسْنَامُها

فمضى وَقَدَّمَهَا وكانتْ عادة ً*****منه إذا هِيَ عَرَّدَتْ إقدامُها

فتوسَّطا عرضَ السَّريَّ وصدَّعا*****مسجورة ً متجاوراً قُلاَّمُهَا

محفوفة ً وسطَ اليراعِ يُظِلُّها*****مِنه مُصَرَّعُ غَابة ٍ وقِيامُها

أفَتِلْكَ أم وحْشِيَّة ٌ مسبوعَة ٌ*****خذلتْ وهادية ُ الصِّوارِ قِوَامُها

خَنْساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فلمْ يَرِمْ*****عرضَ الشَّقائِقِ طوفُها وبغامُها

لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ*****غُبْسٌ كواسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُها

صَادَفْنَ منها غِرَّة ً فَأصَبْنَهَا*****إنَّ المنايا لا تطيشُ سهامُهَا

باتَتْ وَأسْبَلَ واكفٌ من ديمة ٍ*****يروِي الخمائلَ دائماً تسجامُها

يعدُو طريقة َ متنِهَا متواتِرٌ*****في ليلة ٍ كَفَرَ النُّجومَ غَمَامُهَا

تجتافُ أصْلاً قالِصاً متنبّذاً*****بعجوبِ أنْقاءٍ يميلُ هُيَامُها

وتُضيءُ في وَجْهِ الظلام مُنِيرة ً*****كجمانَة ِ البحريِّ سُلَّ نظامُها

حتى إذا انحسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ*****بكرتْ تزلُّ عن الثَّرَى أزْلامُها

عَلِهَتْ تَرّدَّدُ في نِهاءِ صَعَائِدٍ*****سَبْعاً تُؤاماً كاملاً أيَّامُها

حتى إذا يَئسَتْ وأسْحَقَ حَالِقٌ*****لم يُبلهِ إرْضاعُها وفِطَامُها

وتوجسَّتْ رزَّ الأنيسِ فَرَاعَها*****عن ظهرِ غَيْبٍ، والأنيسُ سَقَامُها

فَغَدَتْ كلا الفَرجَينِ تَحْسَبُ أنَّهُ*****مَولى المخافة خلفُها وأمامُها

حتى إذا يئسَ الرُّماة ُ وأرْسَلُوا*****غضفاً دواجنَ قافلاً أعْصامُها

فَلَحِقْنَ واعتكرتْ لها مَدْرِيَّة ٌ*****كالسَّمهريَّة ِ حَدَّهَا وتَمَامُهَا

لِتذَودَهُنَّ وَأيقنتْ إن لم تَذُدْ*****أن قد أحمَّ مع الحتوفِ حمامُها

فتقصدَتْ منها كَسابِ فضُرِّجتْ*****بدمٍ وغودرَ في المَكَرِّ سُخَامُها

فبتلْكَ إذْ رقَصَ اللوامعُ بالضُّحى*****واجتابَ أردية َ السَّرَابِ إكامُها

أقضي اللُّبانة َ لا أفرِّطُ ريبة ً*****أو أن يلومَ بحاجة ٍ لُوَّامُهَا

أوَلم تكنْ تدري نَوَارُ بأنَّني*****وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُها

تَرَّاكُ أمكنة ٍ إذا لم أرْضَهَا*****أوْ يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها

بل أنتِ لا تدرين كم مِنْ ليلة ٍ*****طَلْقٍ لذيذٍ لَهْوُها ونِدَامُها

قَد بِتُّ سامِرَها، وغَاية تاجرٍ*****وافيتُ إذ رُفِعَتْ وَعَزَّ مُدَامُها

أُغْلي السِّباءَ بكلِّ أدْكَنَ عاتقٍ*****أو جَوْنَة ٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها

بصَبوحِ صافية ٍ وجذبِ كرينة ٍ*****بموَتَّرٍ تأتالُهُ إبهامُهَا

بادرتُ حاجتَها الدّجاجَ بسحرَة ٍ*****لأعَلَّ منها حينَ هبّ نيامُها

وغداة ِ ريحٍ قَدْ وزعتُ وَقَرَّة ٍ*****إذ أصْبَحَتْ بيدِ الشَّمالِ زمامُها

ولقَد حميْتُ الحيَّ تحملُ شِكَّتي*****فرطٌ، وشاحي إذْ غدوتُ لجامُها

فعَلوتُ مرتقباً عَلى ذي هَبْوَة ٍ*****حَرِجٍ إلى أعلامِهِنَّ قَتَامُها

حتى إذا ألْقَتْ يداً في كافرٍ*****وَأجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُها

أسْهلْتُ وانتصَبتْ كجذع منيفَة ٍ*****جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دونها جُرَّامُها

رَفَّعْتُهَا طَرَدَ النَّعامِ وَشَلَّهُ*****حتى إذا سَخِنَتْ وَخَفَّ عظامُها

قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وَأسْبَلَ نَحْرُهَا*****وابتلَّ من زَبَدِ الحمِيمِ حِزَامُهَا

تَرْقَى وَتَطَعْنُ في العِنَانِ وتَنْتَحي*****وِرْدَ الحمَامة إذ أجَدَّ حَمَامُها

وكثيرة ٍ غُرَباؤهَا مَجْهُولَة ٍ*****ترجَى نوافِلُها ويخْشَى ذامُها

غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولِ كأنَّهَا *****جنُّ البديِّ رواسياً أقدامُها

أنكرتُ باطلَها وَبُؤْتُ بحقِّها*****عندي، ولم يَفْخَرْ عليَّ كرامُها

وَجزَورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحتفِها*****بِمَغَالِقٍ مُتَشَابهٍ أجسامُها

أدعُو بهنَّ لعاقِرِ أوْ مطفِلٍ*****بذلَتْ لجيرانِ الجميعِ لحامُها

فالضيفُ والجارُ الجنيبُ كأنّما*****هبَطَا تبالَة َ مخصِباً أهْضَامُها

تأوِي إلى الأطْنابِ كلُّ رذيَّة ٍ*****مِثْلُ البَلِيّة ِ قَالصٌ أهدَامُها

ويكلّلُونَ إذا الرياحُ تناوحَتْ*****خُلُجاً تمدُّ شوارعاً أيْتَامُها

إنّا إذا التقتِ المجَامِعُ لم يَزَلْ *****منّا لِزَازُ عظيمة ٍ جَشّامُها

وَمُقَسِّمٌ يُعْطِي العشيرة َ حَقَّهَا*****وَمُغَذْمِرٌ لحقوقِها هَضَّامُها

فضلاً، وذو كرمٍ يعينُ على النَّدى*****سمحٌ كسُوبُ رغائبٍ غنّامُها

مِنْ معشرٍ سنَّتْ لهمْ آباؤهُمْ*****ولكلِّ قومٍ سُنَّة ٌ وإمامُهَا

لا يَطبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم*****إِذ لا يَميلُ مَعَ الهَوى أَحلامُها

فاقْنَعْ بما قَسَمَ المليكُ فإنّمَا*****قسمَ الخلائقَ بينَنا علاَّمُها

وإذا الأمانة ُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ*****أوْفَى بأوْفَرِ حَظِّنَا قَسّامُهَا

فبنى لنا بيتاً رفيعاً سمكُهُ *****فَسَما إليه كَهْلُهَا وَغُلامُها

وَهُمُ السُّعَاة ُ إذا العشيرة ُ أُفْظِعَتْ*****وهمُ فوارِسُهَا وَهمْ حُكّامُها

وهمُ رَبيعٌ للمُجَاورِ فيهمُ*****والمرملاتِ إذا تطاولَ عَامُها

وَهُمُ العَشيرة ُ أنْ يُبَطِّىء َ حاسدٌ*****أو أن يميلَ معَ العدوِّ لئامُها





http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A8 %D9%8A%D8%B9%D8%A9 (http://go.3roos.com/awy543ypewq)


http://www.zahran.org/vb/zahran289.html (http://go.3roos.com/h7dcf5229b3)








وقفة مع معلقة لبيد بن ربيعة



من شعراء الجاهليين: لبيد بن ربيعة ، و لبيد بن ربيعة يختلف عن بقية الشعراء الجاهليين أصحاب المعلقات؛ لفارق عظيم وهو أنه أدرك الإسلام، فأسلم،

أما الأعشى فقد أدرك الإسلام -كما سيأتي- لكنه لم يسلم،

أما لبيد فقد من الله عليه بالإسلام وهو القائل: الحمد لله الذي لم يأتني أجلي إلا وقد كسيت من الإسلام سربالا هذا لبيد من المعمرين، حتى قيل: إنه مل من طول حياته، وأن الناس كلما قابلوه،

قالوا له: كيف أنت؟ كيف حالك؟ ما أخبارك؟ ولهذا قال: ولقد سئمت من الحياة وطولها وسؤال هذا الناس كيف لبيد؟ قال في مطلع معلقته: عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها

وله فيها بيت خالد في تصوير فني بديع: وجلا السيول عن الطلول كأنها زبراً تجد متونها أقلامها ويزعم أهل الأدب والرواة الإخباريون أن الفرزدق الشاعر الأموي الشهير مر ذات يوم على مسجد لبني زريق في البصرة أو في الكوفة،

فلما مر سمع منشداً ينشد الشعر والناس حوله، فأتى المنشد على قول لبيد : وجلا السيول عن الطلول كأنها زبراً تجد متونها أقلامها فخر الفرزدق ساجداً، وتعجب الناس، فلما رفع رأسه قالوا: يا أبا فراس ما هذا؟ قال: أنتم تسجدون لجيد القرآن وأنا أسجد لجيد الشعر،

والمعنى أن هذا البيت فيه صورة بديعة تبين اتصال الجاهليين عموماً بالبيئة وأثرها في شعرهم، وفي لبيد أكثر وصفاً، وله في معلقته أبيات جميلة جداً، لكن المقام لا يتسع للإطالة في حقه أكثر من غيره.



http://go.3roos.com/s99cvdwkou5

maryom2009
08/09/2012, 03:14 PM
ديوان الشاعر : لبيد بن ربيعة العامري




عدد القصائد : 54







وَلَدَتْ بَنُو حُرْثانَ فَرْخَ مُحَرِّقٍ







وَلَدَتْ بَنُو حُرْثانَ فَرْخَ مُحَرِّقٍ*****بِلوَى الوَضيعة ِ مُرْتجَ الأبوابِ


لا تَسقني بيديكَ إنْ لمِ ألتمسْ*****نَعَمَ الضُّجُوعِ بِغارَة ٍ أسْرابِ


تهدي أواثلهنَ كُلُّ طمرّة ٍ*****جَرْداءَ مِثْلَ هِرَاوَة ِ الأعْزابِ


ومُقطَّعٍ حلقَ الرّحالة ِ سابحٍ*****ما إنْ يَجُودُ لِوَافِدٍ بِخِطَابِ


يَخرُجْنَ من خللِ الغُبارِ عَوابساً*****تَحْتَ العَجاجَة ِ في الغُبارِ الكَابي


وإذا الأسِنَّة ُ أُشْرِعَتْ لنُحورِها*****أبدينَ حَدَّ نَواجِذِ الأنْيابِ


يَحْمِلْنَ فِتْيانَ الوَغَى مِنْ جَعفرٍ*****شُعْثاً كأنَّهُمُ أُسُودُ الغابِ


وَمُدَجَّجينَ تَرى المغاوِلَ وَسْطَهمْ*****وذُبابَ كُلِّ مُهنَّدٍ قِرضابِ


يَرْعَوْنَ مُنْخرِقَ اللديدِ كأنَّهُمْ*****في العزِّ أسرَة ُ حاجِبٍ وشِهَابِ


أبَني كِلابٍ كَيفَ تُنْفَى جَعْفَرٌ*****وبَنُو ضُبَيْنَة َ حاضِرُو الأجبابِ


قَتلوا ابنَ عُروة َ ثمَّ لَطُّوا دُونَهُ*****حتى نُحاكِمَهُمْ إلى جَوَّابِ


بَينَ ابنِ قُطْرَة َ وابنِ هاتِكٍ عَرْشِهِ


قَومٌ لَهُمْ عرفتْ معدٌّ فضلها*****والحَقُّ يَعرِفُهُ ذَوُو الألْبَابِ






طَافَتْ أُسَيْماءُ بالرِّحَالِ فَقَدْ


طَافَتْ أُسَيْماءُ بالرِّحَالِ فَقَدْ*****هَيَّجَ مِنِّي خَيالُها طَرَبَا

إحْدَى بَني جَعْفَرٍ بأرْضِهِمِ*****لمْ تُمْسِ مِنِّي نَوْباً وَلا قُرُبَا

لَمْ أخْشَ عُلْوِيَّة ً يَمَانِيَة ً*****وكَمْ قَطَعْنا مِنْ عَرْعَرٍ شُعَبَا

جاوزنَ فلجاً فالحَزْنَ يُدْلِجـ*****ـنَ بالليلِ ومِنْ رَملِ عالجٍ كُشُبَا

مِنْ بَعدِ ما جاوَزَتْ شَقائِقَ فالدّهـ*****ـنَا وَغُلْبَ الصُّمَانِ والخُشُبَا

فصَدَّهُمْ مَنطِقُ الدَّجاجِ عنِ العَهـ*****ـدِ وضَرْبُ النّاقُوسِ فاجْتُنِبَا

هَلْ يُبْلِغَنِّي دِيارَها حَرَجٌ*****وَجْناءُ تَفْري النَّجَاءَ والخَبَبَا

كأنَّهَا بِالغُمَيْرِ مُمْرِيَة ٌ*****تَبْعي بكُثْمَانَ جُؤذَراً عَطِبَا

قَدْ آثَرَتْ فِرْقَة َ البُغَاءِ وَقَدْ*****كانت تُراعي مُلمعاً شببا

أتِيكَ أمْ سَمْحَجٌ تَخَيَّرَها*****عِلْجٌ تَسَرَّى نحَائِصاً شُسُبَا

فاختارَ مِنها مِثلَ الخَريدة ِ لا*****تَأمَنُ مِنْهُ الحِذارَ والعَطَبَا

فلا تؤولُ إذا يؤولُ ولا*****تقرُبُ منهُ إذا هوَ اقتربَا

فَهو كَدَلْوِ البَحريِّ أسْلَمَهَا الـ*****ـعَقْدُ وخانَتْ آذانُهَا الكَرَبَا

فَهو كَقِدْحِ المنيحِ أحْوَذَهُ القَا*****نِصُ يَنْفي عَنْ مَتْنِهِ العَقَبَا

يا هلْ تَرَى البَرْقَ بِتُّ أرْقُبُهُ*****يُزْجي حَبِيّاً إذا خَبَا ثَقَبَا

قَعَدْتُ وَحْدي لَهُ ؛ وَقَالَ أبُو*****لَيلى : مَتى يَغْتَمِِنْ فَقَدْ دأبَا

كأنَّ فِيهِ لَمّا ارتَفقْتُ لَهُ*****رَيْطاً ومِرباعَ غانِمٍ لَجِبَا

ففَجادَ رَهواً إلى مداخِلَ فالصحْـ*****ـرة ِ أمستْ نِعاجُهُ عُصَبَا

فَحَدَّرَ العُصْمَ مِنْ عَمَايَة َ للسّهْـ*****ـلِ وَقضَّى بصاحَة َ الأرَبا

فَالماء يَجْلُو مُتُونَهُنَّ كَمَا*****يجلو التّلاميذُ لُؤلؤاً قَشِبَا

لاقَى البَديُّ الكِلابَ فاعْتَلَجَا*****مَوْجُ أتِيَّيْهِمَا لِمَنْ غلبَا

فَدَعْدَعَا سُرَّة َ الرَّكَاءِ كَمَا*****دعدعَ ساقي الأعاجمِ الغربَا

فكُلُّ وادٍ هَدَّتْ حَوَالِبُهُ*****يَقْذِفُ خُضْرَ الدَّباءِ فالخُشُبَا

مالَتْ بهِ نَحْوَها الجَنُوبُ مَعاً*****ثمَّ ازْدَهَتْهُ الشَّمالُ فانقلبَا

فقُلْتُ صَابَ الأعْراضَ رَيِّقُهُ*****يَسْقي بلاداً قَد أمْحَلَتْ حِقَبَا

لِتَرْعَ مِنْ نَبْتِهِ أُسَيْمُ إذَا*****أنْبَتَ حُرَّ البُقُولِ والعُشُبَا

وَلْيَرْعَهُ قَوْمُهَا فَإنَّهُمُ*****من خَيرِ حيٍّ عَلِمتهمْ حسبَا

قَوْمي بَنُو عامِرٍ وَإنْ نَطَقَ الـ*****ـأعْداءُ فيهِمْ مَناطِقاً كَذبَا

بمِثْلِهِمْ يُجْبَهُ المُناطِحُ ذو العـِ*****ـزّ وَيُعْطي المُحافِظُ الجَنَبَا





أصْبَحْتُ أمْشي بَعْدَ سَلْمى بن مالكٍ



أصْبَحْتُ أمْشي بَعْدَ سَلْمى بن مالكٍ*****وبَعْدَ أبي قَيسٍ وعُرْوَة َ كالأجَبّ

يضجُّ إذا ظلُّ الغُرابِ دَنا لَهُ*****حِذاراً على باقي السَّنَاسِنِ والعَصَبْ

وَبَعدَ أبي عمرٍو وذي الفضْلِ عامِرٍ*****وبَعدَ المُرَجَّى عُرْوَة َ الخَيرِ للكُرَبْ

وبعدَ طفيلٍ ذي الفعالِ تعلقَتْ*****بهِ ذاتُ ظُفْرٍ لا تُوَرَّعُ باللَّجَبْ

وبَعدَ أبي حَيّانَ يَوْمَ حَمُومَة ٍ*****أُتِيحَ لَهُ زَأوٌ فأُزْلِقَ عَنْ رَتَبْ

ألَمْ تَرَ فيما يَذكُرُ النَاسُ أنّني*****ذكرْتُ أبا لَيلى فأصبَحْتُ ذا أرَبْ

فهوَّنَ ما ألْقَى وإنْ كُنْتُ مُثبتاً*****يَقيني بأنْ لا حيَّ يَنجو من العَطَبْ




أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ



أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ******وقد جرّبتْ لوْ تقتدي بالمجربِ


وكائنْ رأيتُ مِنْ ملوكٍ وسوقة ٍ******وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ


وسانَيْتُ مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتُهُ*****عليهِ السّموطُ عابسٍ متغضّبِ


وفارَقْتُهُ والوُدُّ بَيني وبَينَهُ******بحسنِ الثناءِ منْ وراءِ المغيّبِ


وَأبّنْتُ مِنْ فَقْدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّة ٍ******وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومن أبِ


فبانُوا ولمْ يحدثْ عليَّ سبيلهُمْ*****سوَى أمَلي فيما أمامي ومرغبي


فَأيَّ أوَانٍ لا تَجِئْني مَنِيَّتي*****بقَصْدٍ مِنَ المَعْرُوفِ لا أتَعَجَّبِ



فلستُ بركنٍ منْ أَبانٍ وصاحة ٍ*****
وَلا الخالداتِ مِنْ سُوَاجٍ وغُرَّبِ



قضيتُ لباناتٍ وسليتُ حاجة ً*****ونفسُ الفتى رهنٌ بقمرة ِ مؤربِ


وفيتانِ صدقٍ قد غَدوتُ عليهمُ*****بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ


بمجتزفٍ جونٍ كأَنَّ خفاءَهُ*****قَرَا حَبَشِيٍّ في السَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ


إذا أرْسَلَتْ كَفُّ الوَليدِ كِعامَهُ*****يمجُّ سلافاً منْ رحيقٍ معطّبِ


فمَهْما نَغِضْ مِنْهُ فإنَّ ضَمَانَهُ*****على طَيّبِ الأرْدانِ غَيرِ مُسَبَّبِ


جميلِ الأَسى فِيما أتى الدهرُ دونَهُ*****كريمِ الثَّنا حُلْوِ الشّمائلِ مُعجِبِ


تَرَاهُ رَخيَّ البَالِ إنْ تَلْقَ تَلْقَهُ*****كريماً وما يذهبْ بهِ الدهرُ يذهبِ


يشبِّي ثناءً منْ كريمٍ وقولهُ*****ألا انعمْ على حسنِ التحية ِ واشربِ


لدنْ أنْ دعا ديكُ الصباحِ بسحرة ٍ*****إلى قَدْرِ وِرْدِ الخامِسِ المُتَأوِّبِ


من المُسْبِلينَ الرَّيْطَ لَذٍّ كأنَّمَا*****تشرَّبَ ضاحي جلدِه لونَ مذهبِ


وعانٍ فككتُ الكبلَ عنه، وسدفة ٍ*****سريتُ، وأصحابي هديتُ بكوكبِ


سريتُ بهمْ حتّى تغيَّبَ نجمهمْ*****وقال النَّعُوسُ : نَوَّرَ الصُّبحُ فاذهبِ


فلَمْ أُسْدِ ما أرْعَى وتَبْلٍ رَدَدْتُهُ*****وأنجَحْتُ بَعدَ اللّهِ من خيرِ مَطْلَبِ


وَدَعوَة ِ مَرْهُوبٍ أجَبتُ ، وطَعْنَة ٍ******رفعتُ بها أصواتَ نوحٍ مسلَّبِ


وغيثٍ بدكاكٍ يزنُ وهادهُ*****نباتٌ كوشي العبقريِّ المخلَّبِ


أَربَّتْ عليهِ كلُّ وطفاءَ جونة ٍ*****هَتُوفٍ متى يُنزِفْ لها الوَبلُ تسكُبِ



بذي بَهْجَة ٍ كَنَّ المَقانِبُ صَوْبَهُ



جلاهُ طلوعُ الشمسِ لمّا هبطتهُ*****وأشرَفتُ من قُضفانِهِ فوْقَ مَرْقَبِ


وصُحْمٍ صِيامٍ بَينَ صَمْدٍ ورَجْلة ٍ******وبيضٍ تؤامٍ بينَ ميثٍ ومذنبِ


بسرتُ نداهُ لم تسرّبْ وحوشهُ*****بغربٍ كجذعِ الهاجريِّ المشذَّبِ


بمطردٍ جلسٍ علتهُ طريقة ٌ*****لسَمْكِ عِظامٍ عُرِّضَتْ لمْ تُنَصَّبِ


إذا ما نأى منّي براحٌ نفضتُهُ*****وإنْ يدنُ مني الغيبُ ألجمْ فأركبِ


رفيع اللبانِ مطمئنّاً عذارهُ*****على خدِّ منحوضِ الغرارينِ صلَّبِ


فلمّا تغشَّى كلَّ ثغرٍ ظلامُهُ*****وألْقَتْ يَداً في كافِرٍ مُسْيَ مَغرِبِ


تجافيتُ عنهُ واتقاني عنانُهُ*****بشدٍّ منَ التّقريبِ عَجْلانَ مُلهَبِ


رضاكَ فإنْ تضربْ إذا مارَ عطفهُ*****يَزِدْكَ وإنْ تَقْنَعْ بذلكَ يَدْأبِ


هَوِيَّ غُدافٍ هَيَّجَتْهُ جَنُوبُهُ*****حثيثٍ إلى أذراءِ طلحٍ وتنضبُ


فأصبحَ يذريني إذا ما احتثثتهُ*****بأزواج معلولٍ منَ الدّلوٍ معشبِ


وَيَوْمٍ هَوَادي أمْرِهِ لِشَمَالِهِ*****يهتكُ أخطالَ الطرافِ المطنّبِ


يُنيخُ المَخاضَ البُرْكَ والشَّمسُ حيَّة***** ٌإذا ذكيتْ نيرانُها لمْ تلهبِ


ذعرتُ قلاصَ الثلجِ تحتَ ظلالهِ*****بمَثْنَى الأيادي والمنيحِ المُعَقَّبِ


وناجِيَة ٍ أنْعَلْتُها وابْتَذَلْتُها*****إذا ما اسْجَهَرَّ الآلُ في كلّ سَبسَبِ


فَكَلَّفْتُها وَهْماً فآبَتْ رَكِيَّة ً*****طليحاً كألْواحِ الغَبيطِ المُذَأأبِ


متى ما أشأ أسْمَعْ عِراراً بِقَفْرَة ٍ*****تجيبُ زماراً كاليَراعِ المثقّبِ


وخصْمٍ قيامٍ بالعَراءِ كأنَّهُمْ*****قرومٌ غيارى كُلَّ أزْهرَ مُصعبِ


علا المسكَ والدّيباج فوقَ نحورهمْ*****فَراشُ المَسيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ


نَشِينُ صِحَاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ*****بعوجِ السّراء عندَ بابٍ محجبِ


شَهِدتُ فلَمْ تَنْجَحْ كَواذِبُ قوْلهم*****لَدَيَّ ولمْ أحفِلْ ثَنا كلِّ مِشْغَبِ


أصدرتهمْ شتّى كأنَّ قسيهُمْ*****قرون صوارٍ ساقطٍ متلغّبِ


فإن يُسهِلوا فالسَّهلُ حظّي وَطُرْقتي******وإنْ يحزنوا أركبْ بهم كلَّ مركَبِ




قَضِّ اللُّبانَة َ لا أبَا لكَ واذْهَبِ



قَضِّ اللُّبانَة َ لا أبَا لكَ واذْهَبِ*****وَالَحَقْ بأُسْرَتِكَ الكِرامِ الغُيَّبِ


ذهبَ الذينَ يعاشُ في أكنافهمْ*****وبَقيتُ في خَلفٍ كجِلدِ الأجرَبِ


يتأكلونَ مغالة ً وخيانة ً*****ويُعَابُ قائِلُهُمْ وإنْ لم يَشْغَبِ


يا أَرْبدَ الخيرِ الكريمَ جدودُهُ*****خليتني أمشي بقرنٍ أغضبِ


لولا الإلهُ سعيُ صاحبِ حميرٍ*****وتَعَرُّضي في كلِّ جَوْنٍ مُصْعَبِ


لتقيّظتْ علكَ الحجازِ مقيمة ً*****فجنوبَ ناصفة ٍ لقاحُ الحوأَبِ


ولقدْ دخلتُ على خميرَ بيتهُ*****متنكراً في ملكِهِ كالأغلبِ


فأجازَني مِنْهُ بِطِرْسٍ ناطِقٍ*****وبكلِّ أطْلَسَ جَوْبُهُ في المنكِبِ


إنَّ الرزية َ لا رزية َ مثلُهَا*****فقدانُ كلِّ أخٍ كضوْء الكوكَبِ













طربَ الفؤادُ وليتهُ لمْ يطربِ
طربَ الفؤادُ وليتهُ لمْ يطربِ*****










وعَناهُ ذِكْرَى خُلَّة ٍ لَمْ تَصْقَبِ


سَفهاً وَلَوْ أنّي أطَعْتُ عَواذِلي*****
فيما يُشِرْنَ بهِ بسَفْحِ المِذْنَبِ


لزجرْتُ قَلْباً لا يَريعُ لزاجِرٍ*****
إنَّ الغويَّ إذا نهي لمْ يعتبِ


فتعزَّ عنْ هذا وقلْ في غيرِهِ*****
واذكرْ شمائلَ مِنْ أخيكَ المنجبِ


يا أربدَ الخيرِ الكريمَ جدودهُ*****
أفرَدتَني أمْشي بقَرْنٍ أعْضَبِ


إنَّ الرزية َ لا رزيّة َ مثلهَا*****
فقدانُ كلِّ أخٍ كضوءِ الكوكبِ


ذهبَ الذينَ يعاشُ في أكنافهمْ*****
وبَقيتُ في خَلْفٍ كجِلدِ الأجرَبِ


لا ينفعون ولا يرجى خيرهم*****
وَيُعاَبُ قائِلُهُمْ وإن لَمْ يَشْغَبِ


ولقدْ أراني تارة ً منْ جعفرٍ*****
في مثلِ غيثِ الوابلِ المتحلّبِ


مِنْ كُلِّ كَهْلٍ كالسِّنَانِ وسَيِّدٍ*****
صعبِ المقادة ِ كالفنيقِ المصعبِ


منْ معشرٍ سنّتْ لهمْ آباؤهمْ*****
والعزُّ قدْ يأتي بغيرِ تطلبِ


قبرَى عظاميَ بعدَ لحميَ فقدُهم*****
والدَّهرُ إنْ عاتَبْتُ لَيسَ بمُعْتِبِ




هَلْ تَعرِفُ الدَّارَ بسَفْحِ الشَّرْبَبَهْ



هَلْ تَعرِفُ الدَّارَ بسَفْحِ الشَّرْبَبَهْ*****
مِن قُلَلِ الشِّحرِ فذاتِ العُنظُبَهْ


جرّتْ عليها، أنْ خوتْ من أهلِها،*****
أذيالَها كلُّ عصوفٍ حصبهْ


يممنَ أعداداً بلبنَى أوْ أجَا*****
مضفدعاتٌ كلُّها مطحلبهْ



. أرْوَى الأناويضَ وأرْوَى مِذنَبَهْ






فبِتْنا حَيْثُ أمْسِيْنَأ قَريباً



فبِتْنا حَيْثُ أمْسِيْنَأ قَريباً*****
على جسداءَ تنبحُنا الكليبُ


نقلنَا سبيهمْ صرماً فصرماً*****
إلى صِرْمٍ كَما نُقِلَ النّصِيبُ


غضبْنا للذي لاقتْ نفيلٌ*****
وخيرُ الطالبي الترة ِ الغضوبُ


جَلَبْنَا الخَيْلَ سائِلَة ً عِجافاً*****
منَ الضُّمرينِ يخبِطُها الضّريبُ





حَمِدْتُ اللّهَ، واللّهُ الحَميدُ


حَمِدْتُ اللّهَ، واللّهُ الحَميدُ*****وللهِ المؤثلُ والعديدُ

فإنَّ اللّهَ نافِلَة ٌ تُقاهُ*****وَلا يَأتالُها إلاَّ سَعِيدُ

ولَستُ كمَا يَقولُ أبو حُفَيْدٍ*****وَلا نَدْمانُهُ الرِّخْوُ البَليدُ

فعَمّي ابنُ الحَيَا وأبُو شُرَيْحٍ*****وعمّي خالدٌ حزمٌ وجودُ

وجدّي فارسُ الرعشاءِ منهمْ*****رئيسٌ لا أسَرُّ وَلا سَنيدُ

وَشارَفَ في قُرَى الأرْيافِ خَالي*****وأُعطيَ فوقَ ما يعطَى الوفودُ

وَجَدْتُ أبي رَبيعاً لليَتامَى*****وللأضيافِ إذْ حُبَّ الفئيدُ

وخالي خديمٌ وأبو زهيرٍ*****وزنباعٌ ومولاهمْ أسيدُ

وقيسٌ رهطُ آل أبي أُسيمٍ*****فإنْ قايستَ فانظرْ ما تفيدُ

أُولئِكَ أُسْرَتي فاجْمَعْ إليَهِمْ*****فمَا في شُعْبَتَيْكَ لَهُمْ نَدِيدُ






قُضِيَ الأُمورُ وأُنْجِزَ المَوعودُ



قُضِيَ الأُمورُ وأُنْجِزَ المَوعودُ*****
واللهُ ربّي ماجدٌ محمودُ


ولهُ الفواضلُ والنوافلُ والعلا*****
ولَهُ أثيثُ الخَيرِ والمَعْدُودُ


ولقد بلتْ إرمٌ وعادٌ كيدهُ*****
ولقد بلتهُ بعدَ ذاكَ ثمودُ


خَلُّوا ثِيابَهُمُ على عَوْراتِهِمْ*****
فهُمُ بأفنِيَة ِ البُيُوتِ هُمُودُ


ولقد سئمتُ منَ الحياة ِ وطولِها*****
وسؤالِ هذا الناسِ كيفَ لبيدُ


وغَنيتُ سَبتاً قبلَ مُجرَى داحسٍ*****
لوْ كانَ للنَّفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ


وشهدتُ أنجية َ الأفاقة ِ عالياً*****
كعبي، وأردافُ الملوكِ شهودُ


وأبُوكِ بسرٌ لا يفندُ عمرهُ*****
وإلى بِلى ً ما يُرْجَعَنَّ جَديدُ


غَلَبَ العَزاءَ وكُنتُ غيرَ مُغَلَّبٍ*****
دَهْرٌ طَويلٌ دائِمٌ مَمدُودُ


يومٌ إذا يأتي عليَّ وليلة ٌ*****
وكِلاهُما بَعْدَ المَضاء يَعُودُ


وأراهُ يأتي مثْلَ يَوْمِ لَقِيتُهُ*****
لم ينصرمُ وضعفتُ وهوَ شديدُ


وحَمَيتُ قَوْمي إذْ دَعَتني عامِرٌ*****
وتقدمتْ يومَ الغبيطِ وفودُ


وتَداكأتْ أركانُ كلِّ قَبيلَة ٍ*****
وفَوارِسُ الملكِ الهُمامِ تَذودُ


أكرَمتُ عِرْضي أن يُنالَ بنَجْوَة ٍ*****
إنَّ البريء منَ الهناتِ سعيدُ


ما إنْ أهابُ إذا السُّرادِقُ غَمَّهُ*****
قرعُ القسيُّ وأرعشَ الرّعديدُ





ما إنْ تعرّي المنونُ منْ أحدِ



ما إنْ تعرّي المنونُ منْ أحدِ******
لا والدٍ مشفقٍ ولا ولدِ


أخشَى على أربدَ الحتوفَ وَلا******
أرْهَبُ نوءَ السِّماكِ والأسدِ


فَجَّعَني الرَّعدُ والصَّواعِقُ بالـ*****
فارِسِ يومَ الكريهة ِ النّجدِ


الحاربِ الجابر الحريبَ إذا******
جاء نكيباً وإنْ يعدْ يعدِ


يَعْفُو عَلى الجَهْدِ والسّؤالِ كما******
أُنزلَ صوبُ الربيعِ ذي الرّصدِ


لمْ يبلغِ العينَ كلَّ نهمتِها******
لَيلَة َ تُمسي الجِيادُ كالقِدَدِ


كُلُّ بَني حُرَّة ٍ مَصِيرُهُمُ*****
قُلٌّ وإنْ أكثَرْتَ مِنَ العَدَدِ


إنْ يغبطُوا يهبطُوا وإنْ أمرُوا*****
يَوْماً يَصِيرُوا للهُلْكِ والنَّكَدِ


يا عَينُ هّلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ*****
قمْنا وقامَ الخصومُ في كبدِ


وعَينِ هَلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ******
ألوتْ رياحُ الشّتاء بالعضدِ


فأصبحتْ لاقحاً مصرمة ً******
حينَ تَقَضَّتْ غَوابِرُ المُدَدِ


إنْ يَشْغَبُوا لا يُبَالِ شَغْبَهُمُ*****
أوْ يَقْصِدوا في الحُكومِ يَقْتَصِدِ


حُلْوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ*****
مُرٌّ لَطيفُ الأحْشاءِ والكَبِدِ


الباعِثُ النَّوْحَ في مآتِمِهِ*****
مِثْلَ الظِّبَاء الأبْكارِ بالجَرَدِ




لنْ تفنيَا خيراتِ أرْ


لنْ تفنيَا خيراتِ أرْ*****بدَ فابكِيَا حتّى يعودَا

قُولا هُوَ البَطَلُ المُحَا*****مي حِينَ يُكْسَوْنَ الحَديدَا

وَيَصُدُّ عَنَّا الظّالِميـ*****ـنَ إذا لَقِينَا القَوْمَ صِيدَا

فاعتاقهُ ريْبُ البريّـ*****ـة ِ إذْ رَأى أنْ لا خُلُودَا

فَثَوَى ولَم يُوجَعْ ، ولَمْ*****يُوصَبْ ، وكانَ هُوَ الفَقِيدا






http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=289&start=0 (http://go.3roos.com/9op3f27evmt)

maryom2009
10/09/2012, 11:20 PM
راحَ القطينُ بهَجْرٍ بَعدَما ابتَكَرُوا






راحَ القطينُ بهَجْرٍ بَعدَما ابتَكَرُوا*****فَما تُواصِلُهُ سلمَى ومَا تذَرُ

مَنْأى الفَرُورِ فَما يأتي المُريدَ ومَا*****يَسلُو الصدودَ إذا ما كانَ يقتدرُ

كأنَّ أظْعانَهُمْ في الصُّبْحِ غادِيَة ً*****طَلحُ السَّلائلِ وَسطَ الرَّوْضِ أوْ عُشَرُ

أو باردُ الصَّيفِ مسجورٌ، مزارعُهُ*****سُودُ الذوائِبِ مما متعتْ هَجرُ

جَعلٌ قصارٌ وعيدانٌ ينوءُ بِهِ*****منَ الكوافِرِ مكمومٌ ومهتصرُ

يَشربَنَ رفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرَة ٍ*****فكُلُّها كارِعٌ في الماء مُغْتَمِرُ

بينَ الصفَّا وخليجِ العَينِ ساكنة ٌ*****غُلْبٌ سواجدُ لم يدخُلْ بها الحَصَرُ

وَفي الحُدوجِ عَرُوبٌ غَيرُ فاحِشَة ٍ*****رَيّا الرَّوادِفِ يَعشَى دُونَها البَصَرُ

كأنَّ فاها إذا ما الليلُ ألْبَسهَا*****سَيابَة ٌ ما بِها عَيْبٌ ولا أثَرُ

قالتْ غداة َ انتَجَيْنا عندَ جارَتها:*****أنتَ الذي كنتَ، لوْلا الشّيبُ وَالكِبرُ

فقلت: ليسَ بَياضُ الرَّأسِ من كِبرٍ*****لوْ تَعلمينَ، وعندَ العالِمِ الخَبرُ

لوْ كانَ غيري، سليمى ، اليومَ غيرهُ*****وقعُ الحوادِثِ، إلى الصارمُ الذَّكرُ

ما يمنعُ الليلُ مِنّي ما هَممْتُ بِهِ*****وَلا أحارُ إذا ما اعتادَني السَّفَرُ

إنَي أُقاسي خُطوباً ما يَقُومُ لَهَا*****إلاَّ الكِرامُ على أمْثالِها الصُّبُرُ

مِن فَقدِ مولى ً تَصُورُ الحيَّ جَفنَتُهُ*****أوْ رُزْء مالٍ، ورُزْءُ المالِ يُجْتَبَرُ

والنِّيبُ، إنْ تَعْرُ مِنّي رمَّة ً خَلَقاً*****بَعْدَ المَمَاتِ، فإنّي كنت أثَّئِرُ

وَلا أضِنُّ بمَعروفِ السَّنَامِ إذا*****كانَ القُتارُ كَما يُستروَحُ القُطُرُ

ولا أقولُ إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ*****يا وَيْحَ نفسيَ ممّا أحدَثَ القدَرُ

وَلا أضِلُّ بأصْحابٍ هَدَيْتُهُمُ*****إذا المُعَبَّدُ في الظّلْماء يَنتَشِرُ

وأُرْبِحُ التَّجْرَ إن عَزَّتْ فِضالُهُمُ*****حتى يعودَ، سليمى ، حولهُ نفرُ

غَرْبُ المَصَبَّة ِ مَحْمُودٌ مَصَارِعُهُ*****لاهي النهارِ لسيرِ الليلِ محتقرُ

يروي قوامحَ قبلَ الليلِ صادقة ً*****أشبَاهَ جِنٍّ عَلَيها الرَّيْطُ والأُزُرُ

إنْ يُتْلِفوا يُخلِفوا في كلِّ مَنْقَصًة ٍ*****ما أتلفوا، لابتغاء الحمدِ، أوْ عَقَرُوا

نُعطي حُقوقاً على الأحسابِ ضامِنة ً*****حَتّى يُنَوِّرَ في قُرْيانِهِ الزَّهَرُ

وأقطَعُ الخَرْقَ قد بادَتْ مَعَالِمُهُ*****فمَا يُحسُّ بهِ عينٌ ولا أثَرُ

بِجَسْرَة ٍ تَنْجُلُ الظُّرَّانَ ناجِيَة َ*****إذا توقَّدَ في الدَّيمومة ِ الظُّرَرُ

كأنّهَا بَعْدَما أفْنَيْتُ جُبْلتها*****خَنْساءُ مَسْبُوعَة ٌ قَد فاتَها بَقَرُ

تَنْجُو نَجَاءَ ظَلِيمِ الجَوِّ أفْزَعَهُ****ريحُ الشَّمَالِ وشَفّانٌ لها دِرَرُ

باتَت إلى دَفِّ أرْطاة ٍ تحفِّرهُ*****في نَفْسها من حَبيبٍ فاقِدٍ ذكرُ

إذا اطمَأنَّتْ قليلاً بَعدَما حَفَرَتْ*****لا تطمئنُّ إلى أرطاتِها الحفَرُ

تبني بيوتاً على قَفْرٍ يهدِّمُها*****جَعْدُ الثّرَى مُصْعَبٌ في دَفّه زَوَرُ

لَيْلَتَها كُلَّها حتى إذا حَسَرَتْ*****عَنها النّجومُ، وكادَ الصُّبحُ يَنسَفِرُ

غَدَتْ على عَجَلٍ، والنّفسُ خائفَة ٌ*****وآيَة ٌ مِنْ غُدُوٍّ الخائِفِ البُكَرُ

لاقَتْ أخَا قَنَصٍ يَسْعَى بأكْلُبِهِ*****شَئْنَ البَنانِ لدَيْهِ أكلُبٌ جُسُرُ

وَلَّتْ فَأدْرَكَها أُولَى سَوَابِقِها*****فأقْبَلَتْ ما بِها رَوْعٌ وَلا بَهَرُ

فقاتَلَتْ في ظِلالِ الرَّوْعِ واعتكَرَتْ*****إنَّ المُحاميَ بَعدَ الرَّوْعِ يَعْتَكِرُ






وَلمْ تَحْمَ عَبدُ اللّهِ، لا درَّ دَرُّها،





وَلمْ تَحْمَ عَبدُ اللّهِ، لا درَّ دَرُّها،*****على خيرِ قَتْلاها، ولم تَحْمَ جَعفرُ


ولمْ تَحْمَ أولادُ الضِّبابِ كأنَّمَا*****تُساقُ بِهِمْ وَسْطَ الصَّريمَة ِ أَبكُرُ


وَدَوْكُمْ غَضَا الوادي فلم تَكُ دِمنة ٌ*****وَلا ترة ٌ يسعَى بها المتذكِّرُ


أجِدَّكُمُ لمْ تَمْنَعُوا الدَّهرَ تَلْعَة ً*****كما منعتْ عرضَ الحجازِ مبشّرُ


لَوَشْكانَ ماأعطَيتني القَوْمَ عَنْوَة ً*****هيَ السُّنَّة ُ الشَّنْعاءُ والطّعْنُ يَظْأرُ


لشتانَ حربٌ أوْ تبوءُوا بخزية ٍ****وَقد يَقبَلُ الضَّيمَ الذَّليلُ المُسَيَّرُ








يا بشرُ بشرَ بني إيادٍ أيّكُمْ





يا بشرُ بشرَ بني إيادٍ أيّكُمْ*****
أدّى أريكة َ يومَ هضبِ الأجشرِ


يَتَرادَفُ الولدانُ فَوْقَ فَقَارِها*****
بِنِهَا الرّدافِ إلى أسنة ِ محضرِ


جاءَتْ على قتبٍ وعدلِ مزادَة ٍ*****
وأَرَحْتُمُوها مِنْ علاجِ الأيْصَرِ





أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/9op3f27evmt)

maryom2009
11/09/2012, 01:13 PM
مَنْ كانَ مِنّي جاهلاً أوْ مغمّراً




مَنْ كانَ مِنّي جاهلاً أوْ مغمّراً*****
فَما كانَ بدعاً منْ بلائيَ عامرُ


ألِفْتُكَ حتّى أخْمَرَ القوْمُ ظِنَّة ً*****
عليَّ بنُو أُمِّ البنينَ الأكابِرُ


ودافعتُ عنكَ الصّيدَ مِن آلِ دارمٍ*****
ومِنهُمْ قَبيلٌ في السُّرادِقِ فاخِرُ


فقيمٌ وعبدُ اللهِ في عزِّ نهشلٍ*****
بِثَيْتَلَ، كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ


فذدتُ معدّأً والعبادَ وطيئاً*****
وكَلباً كَمَا ذِيدَ الخِماسُ البَوَاكِرُ


على حينَ مَنْ تَلْبَثْ عَلَيهِ ذَنُوبُهُ*****
يجدْ فقدَها، وفي الذنابِ تداثرُ


وسُقْتُ رَبِيعاً بالفنَاءِ كأنّهُ*****
قريعُ هجانٍ يبتغي منْ يخاطرُ


فأفحمتهُ حتّى استكانَ كأنّهُ*****
قريحُ سلالٍ يكتفُ المشيَ فاترُ


ويومَ ظعنتمْ فاصْمعدّتْ وفودكُمْ*****
بأجمادِ فاثورٍ كريمٌ مصابرُ


ويَوْمَ مَنَعْتُ الحَيَّ أنْ يَتَفَرَّقُوا*****
ينجرانَ، فقري ذلك اليومَ فاقِرُ


ويوماً بصحراءِ الغبيطِ وشاهِدي الـ*****
ـمُلُوكُ وأرْدافُ المُلوكِ العَراعِرُ


وفي كلِّ يومٍ ذي حفاظٍ بلوتَني*****
فقمتُ مقاماً لم تقمهُ العَواوِرُ


ليَ النصرُ منهمْ والولاءُ عليكمُ*****
وما كنتُ فَقْعاً أنْبَتَتْهُ القَرَاقِرُ


وأنتَ فَقيرٌ لمْ تُبَدَّلْ خَلِيفَة ً*****
سِوايَ، وَلمْ يَلْحَقْ بَنُوكَ الأصاغرُ


فقلتُ ازدجرْ أحناءَ طيرِكَ واعلمنْ*****
بأنّكَ إنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ عاثِرُ


وإنَّ هوانَ الجَارِ للجَارِ مُؤلِمٌ*****
وفاقرة ٌ تأوي إليْها الفواقِرُ


فأصْبَحْتَ أنَّى تأتِها تَبْتَئِسْ بِها*****
كلا مرْكبيْها تحتَ رِجليك شاجرُ


فإنْ تَتَقَدَّمْ تَغْشَ منها مُقَدَّماً*****
عظيماً وإنْ أخرتَ فالكفلِ فاجِرُ


وما يكُ منْ شيءٍ فقدْ رُعتَ روعة ً*****
أبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ


فلوْ كانَ مولايَ أمرأً ذا حفيظة ٍ*****
إذاً زفَّ راعي البهمِ والبهمُ نافِرُ


فَلا تبغيني إنْ أخذتَ وسيقة ً*****
منَ الأرْضِ إلاَّ حيثُ تُبغى الجعافرُ


أُولئِكَ أدْنَى لي وَلاءً ونَصْرُهُمْ*****
قَريبٌ، إذا ما صَدَّ عَنّي المَعَاشِرُ


متى تَعْدُ أفْراسي وَرَاءَ وَسِيقَتي*****
يَصِرْ مَعْقِلَ الحَقِّ الذي هوَ صَائِرُ


فجمَّعتُها بعدَ الشتاتِ فأصبحتْ*****
لدَى ابنِ أسيدٍ مؤنقاتٌ خناجرُ








أعاذلَ قُومي فاعذلي الآنَ أوْ ذَري






أعاذلَ قُومي فاعذلي الآنَ أوْ ذَري*****فلستُ وإنْ أقصرتِ عنّي بمقصرِ


أعاذِلَ لا واللهِ ما منْ سلامة ٍ*****وَلَوْ أشفقتْ نَفْسُ الشّحيحِ المُثمِّرِ


أقي العِرْضَ بالمَالِ التِّلادِ وأشْتَري*****بهِ الحَمدَ إنَّ الطّالبَ الحمدَ مُشترِي


وكَمْ مُشترٍ من مالِهِ حُسنَ صِيِتهِ*****لأيّامِهِ في كُلِّ مَبْدى ً ومَحْضَرِ


أُباهي بهِ الأكفاءَ في كلِّ مَوْطِنٍ*****وأقضي فُرُوضَ الصَّالحينَ وَأقْتَرِي


فإمّا تريني اليومَ عندكِ سالِماً*****فلستُ بأحْيا مِنْ كلابٍ وجعفرِ


وَلا منْ أبي جزءٍ وجاريْ حمومة ٍ*****قَتيلِهِمَا والشّارِبِ المُتَقَطِّرِ


ولا الأحْوَصينِ في لَيالٍ تتابعَا*****وَلا صاحبِ البَّراضِ غيرِ المغمَّرِ


وَلا مِنْ رَبيعِ المقترينَ رزئْتُهُ*****بذي علقٍ فاقنيْ حياءَكِ واصْبرِي


وقيسِ بنِ جزءٍ يومَ نادى صحابهُ*****فعاجُوا عليهِ من سواهمَ ضمَّرِ


طوتْهُ المَنَايَا فوقَ جرداءَ شطبة ٍ*****تَدِفُّ دَفيفَ الرَّائحِ المُتَمَطِّرِ


فباتَ وَأسْرَى القَوْمُ آخِرَ لَيلِهِمْ*****وما كانَ وقّافاً بدارِ معصّرِ


وبالفُورَة ِ الحَرَّابُ ذو الفَضْلِ عامِرٌ*****فَنِعْمَ ضِياءُ الطّارِقِ المُتَنَوِّرِ


ونِعْمَ مُنَاخُ الجارِ حَلَّ بِبَيْتِهِ*****إذا ما الكعابُ أصبحتْ لم تسترِ


ومَنْ كانَ أهلَ الجودِ والحزْمِ والندى****عُبَيْدَة ُ والحامي لَدَى كلِّ محْجَرِ


وَسَلْمَى ، وسَلمَى أهلُ جودٍ ونائلٍ*****متى يدعُ مولاهُ إلى النصرِ ينصرِ


وبَيْتُ طُفَيْلٍ بالجُنَيْنَة ِ ثاوِياً*****وبَيتُ سُهَيْلٍ قد علِمتِ بصَوْءَرِ


فلمْ أرَ يوْماً كانَ أكثرَ باكياً*****وحسناءَ قامتْ عن طرافٍ مجوّرِ


تَبُلُّ خُمُوشَ الوَجهِ كلُّ كريمَة ٍ*****عَوانٍ وبِكْرٍ تَحْتَ قَرٍّ مُخَدَّرِ


وبالجرِّ مِنْ شرقيِّ حرسٍ مُحاربٌ*****شُجاعٌ وذو عَقْدٍ منَ القَوْمِ مُحتَرِ


شهابُ حُروُبٍ لا تَزالُ جِيادُهُ*****عَصائبَ رهْواً كالقَطا المُتَبَكِّرِ


وصاحبُ ملحوبٍ فجعنَا بيومهِ*****وعندَ الرّداعِ بيتُ آخرَ كوثرِ


أُولئِكَ فابكي لا أبَا لَكِ وانْدُبي*****أبَا حازِمٍ في كُلِّ يَوْمٍ مُذَكَّرِ


فشَيَّعَهُمْ حَمْدٌ وزانَتْ قُبورَهُمْ*****سرارة ُ ريحانٍ بقاعٍ منوّرِ


وشمطَ بني ماءِ السماءِ ومردَهُمْ*****فهَل بَعْدَهُمْ مِنْ خالدٍ أوْ مُعَمَّرِ


وَمَنْ فادَ مِن إخوانِهِمْ وبَنيهِمِ*****كهولٌ وشبّانٌ كجنّة ِ عبقرِ


مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السّبيلِ عَلَيهِمِ*****بهيٌّ منَ السّلاّفِ ليسَ بحيدرِ


فكائِنْ رَأيْتُ مِنْ بَهاءٍ ومَنْظَرٍ*****ومفتحِ قيدٍ للأسيرِ المكفّرِ


وكائنْ رأيْتُ منْ ملوكٍ وسوقَة ٍ*****وراحلة ٍ شدّتْ برحْلٍ محبّرِ


وأفنى بَناتُ الدّهرِ أرْبابَ ناعطٍ*****بمُسْتَمَعٍ دونَ السّماء ومَنْظَرِ


وبالحارِثِ الحرابِ فجعنَ قومَهُ*****ولَوْ هاجَهُمْ جاءُوا بنَصْرٍ مُؤزَّرِ


وأهلَكْنَ يوماً ربَّ كندَة َ وابنهُ*****وربَّ مَعَدٍّ بينَ خَبْتٍ وعَرْعَرِ


وأعوَصْنَ بالدُّوميّ من رَأسِ حِصْنِهِ****وأنزلْنَ بالأسبابِ ربَّ المشقرِ


وأخلَفْنَ قُسّاً ليتني ولوَ أنّني*****وأعْيا على لُقْمَانَ حُكْمُ التّدَبُّرِ


فإنْ تسألِينا فيمَ نحنُ فإنّنَا*****عَصافيرُ مِنْ هذا الأنامِ المُسَحَّرِ


عَبيدٌ لحيّ حِمْيَرٍ إنْ تَمَلّكُوا*****وتَظلِمُنا عُمّالُ كسْرَى وقَيصرِ


وَنَحْنُ وَهُمْ ملكٌ لحِميرَ عَنْوَة ً*****وما إنْ لَنا مِنْ سادَة ٍ غير حِميرِ


تبَابِعَة سَبْعُونَ مِنْ قَبلِ تُبَّعٍ*****تولّوا جميعاً أزهراً بعدَ أزهَرِ


نَحُلُّ بِلاداً كُلُّهَا حُلَّ قَبْلَنَا*****ونَرْجُو الفَلاحَ بَعْدَ عَادٍ وحِمْيرِ


وإنّا وإخواناً لَنا قدْ تتابعُوا*****لكالمغتدي والرّائحِ المتهجّرِ


هَلِ النّفْسُ إلاَّ مُتعَة ٌ مُستَعارة ٌ*****تُعَارُ فَتأتي رَبَّها فَرْطَ أشهُرِ







لعمري لئنْ كانَ المخبرُ صادقاً



لعمري لئنْ كانَ المخبرُ صادقاً*****لقدْ رزئتْ في سالِفِ الدَّهرِ جعفرُ


فتى ً كانَ أمّا كُلَّ شيء سألْتَهُ*****فيعطي وأمّا كلَّ ذنبٍ فيغفِرُ


فإنْ يَكُ نَوءٌ مِنْ سَحابٍ أصابَهُ*****فقَد كانَ يعلُو في اللِّقاءِ ويظفَرُ






يُذَكِّرُني بأرْبَدَ كُلُّ خَصْمٍ



يُذَكِّرُني بأرْبَدَ كُلُّ خَصْمٍ*****ألَدَّ تَخَالُ خُطَّتَهُ ضِرَارَا


إذا اقْتَصَدوا فمُقْتَصِدٌ أريبٌ*****وإنْ جاروا سَواءَ الحَقِّ جارَا


ويهْدي القومَ، مضطلعاً، إذا ما*****رئيسُ القومِ بالموماة ِ حارَا








أبْكي أبا الحَزَّازِ يَوْمَ مَقَامَة ٍ




أبْكي أبا الحَزَّازِ يَوْمَ مَقَامَة ٍ*****لمُنَاخِ أضيافٍ ومأوى مُقْتِرِ


والحيِّ إذْ بكرَ الشتاءُ عليهمُ*****وعدتْ شآمية ٌ بيومٍ مقمرِ


وتقنعَ الأبرامُ في حجراتهِمْ*****وتَجَزَّأ الأيْسارُ كلَّ مُشَهَّرِ


ألفَيْتَ أربَدَ يُستَضاءُ بوَجْهِهِ*****كالبدرِ، غيرَ مقتّرٍ مُستأثرِ










إنّما يحفظُ التّقى الأبرارُ






إنّما يحفظُ التّقى الأبرارُ*****وإلى اللهِ يستقرُّ القرارُ


وإلى اللهِ ترجعونَ وعندَ*****اللهِ وردُ الأمورِ والإصدارُ


كُلَّ شيءٍ أحصَى كِتاباً وعِلْمَاً*****ولديهِ تجلّتِ الأسْرارُ


يومَ أرزاقُ مَنْ يفضّلُ عمٌّ*****مُوسَقَاتٌ وحُفَّلٌ أبْكَارُ


فاخراتٌ ضروعُها في ذُراه*****وأنَاضَ العَيْدانُ والجَبّارُ


يَوْمَ لا يُدخِلُ المُدارِسَ في الرَّحـ*****ـمَة ِ إلاَّ بَراءَة ٌ واعتِذارُ


وحسانٌ أعدَّهُنَّ لأشْها*****دٍ وَغفْرُ الّذي هُوَ الغَفّارُ


وَمَقامٌ أكْرِمْ بهِ مِنْ مَقَامٍ*****وهَوادٍ وسُنَّة ٌ ومَشَارُ


إنْ يكنْ في الحَياة ِ خَيرٌ فقد أُنْـ*****ـظِرْتُ لوْ كانَ يَنْفَعُ الإنْظَارُ


عشتُ دهراً ولا يدومُ على الأيـ*****ـامِ إلاَّ يَرَمرَمٌ وتِعَارُ


وكُلافٌ وضلفعٌ وبضيعٌ*****والّذي فَوْقَ خُبَّة ٍ، تِيمَارُ


والنجومُ التي تتابعُ بالليـ*****ـلِ وفيها ذاتَ اليَمينِ ازْوِرارُ


دائِبٌ مَوْرُها، ويصرِفُها الغَوْ*****رُ، كما تعطِفُ الهجانُ الظُّؤَارُ


ثمّ يعمَى إذا خفينَ علينَا*****أطِوَالٌ أمْرَاسُها أمْ قِصَارُ


هَلَكَتْ عامِرٌ فلَمْ يَبْقَ منها*****برِياضِ الأعرافِ إلاَّ الدّيارُ


غيرُ آلٍ وعنَّة ٍ وعريشٍ*****ذَعْذَعَتْها الرّياحُ والأمْطارُ


وأرَى آلَ عامِرٍ وَدَّعُوني*****غيرَ قومٍ أفراسهُمْ أمهارُ


واقفيها بكلّ ثغرٍ مخوفٍ*****هُم علَيها لعَمْرُ جَدّي نُضَارُ


لمْ يهينوا المولى على حدثِ الدّهْـ*****رِ وَلا تجتويهِمْ الأصْهارُ


فعَلى عامِرٍ سلامٌ وحمدٌ*****حَيثُ حَلّوا منَ البلادِ وسارُوا






تَمَنّى ابنَتَايَ أنْ يَعيشَ أبُوهُما







تَمَنّى ابنَتَايَ أنْ يَعيشَ أبُوهُما*****


وهلْ أنا إلاَّ من ربيعة َ أوْ مضرْ


ونائحتانِ تندبانِ بعاقلٍ*****
أخا ثقة ٍ لا عينَ منهُ ولا أثرْ


وفي ابنيْ نزارٍ أُسوة ٌ إنْ جزعتُما*****
وَإنْ تسألاهُمْ تخبرَا فيهِمُ الخبرْ


وفيمنْ سواهُمْ مِنْ مُلوكٍ وسُوقة ٍ*****
دعائمُ عرشٍ خانَهُ الدهرُ فانققرْ


فَقُوما فَقُولا بالذي قَدْ عَلِمْتُمَا*****
وَلا تَخْمِشَا وَجْهاً وَلا تحْلِقا شَعَرْ


وقُولا هوَ المرءُ الذي لا خليلَهُ*****
أضاعَ، وَلا خانَ الصَّديقَ وَلا غَدَرْ


إلى الحَوْلِ ثمَّ اسمُ السّلاَمِ علَيكُما*****

وَمَنْ يَبْكِ حَوْلاً كاملاً فقدِ اعتذرْ









حَشودٌ على المِقْرَى إذا البُزْلُ حارَدَتْ





حَشودٌ على المِقْرَى إذا البُزْلُ حارَدَتْ*****سريعٌ إلى الدّاعي مُطاعٌ إذا أَمَرْ


وقد كنتُ جَلداً في الحياة ِ مرزّأً*****وقد كنتُ أنوي الخيرَ والفضلَ والذُّخَرْ









دعي اللومَ أوْ بِيني كشقِّ صديعِ





دعي اللومَ أوْ بِيني كشقِّ صديعِ*****=فقدْ لُمتِ قبلَ اليومِ غيرَ مُطيعِ


وإنْ كُنْتِ تَهوَينَ الفِراقَ فَفارِقي*****لأمرِ شتاتٍ أوْ لأمْرِ جميعِ


فلَوْ أنّني ثمّرْتُ مالي ونسلَهُ*****وأمْسَكْتُ إمساكاً كَبُخْلِ مَنيعِ


رَضِيتِ بأدْنَى عَيْشِنا وَحَمِدْتِنا*****إذا صَدَرَتْ عَن قارِصٍ ونَقيعِ


ولكِنَّ مالي غالَهُ كُلُّ جَفْنَة ٍ*****إذا حانَ وِرْدٌ أسْبَلَتْ بدُمُوعِ


وإعْطائيَ المَوْلى على حينِ فَقْرِهِ*****إذا قالَ: أبْصِرْ خَلَّتي وخُشُوعي


وخصمٍ كنادي الجنِّ أسقطتُ شأوَهمْ*****بمُسْتَحْصِدٍ ذي مِرَّة ٍ وصُرُوعِ


كخصْمِ بني بَدْرٍ غداة َ لَقيتُهُمْ*****ومِنْ قَبْلُ قَد قَوَّمْتُ دَرْءَ رَبيعِ











بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ





بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ*****



وتَبْقَى الجِبالُ بَعْدَنَا والمَصانِعُ


وقد كنتُ في أكنافِ جارِ مضنّة ٍ*****
ففارقَني جارٌ بأرْبَدَ نافِعُ


فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا*****
وكُلُّ فَتى ً يَوْمَاً بهِ الدَّهْرُ فاجِعُ


فَلا أنَا يأتيني طَريفٌ بِفَرْحَة ٍ*****
وَلا أنا مِمّا أحدَثَ الدَّهرُ جازِعُ


ومَا النّاسُ إلاّ كالدّيارِ وأهْلها*****
بِها يَوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ


ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ*****
يحورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ


ومَا البِرُّ إلاَّ مُضْمَراتٌ منَ التُّقَى*****
وَما المَالُ إلاَّ مُعْمَراتٌ وَدائِعُ


ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ وَديعَة ٌ*****
وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ


وَيَمْضُون أرْسَالاً ونَخْلُفُ بَعدهم*****
كما ضَمَّ أُخرَى التّالياتِ المُشايِعُ


ومَا الناسُ إلاَّ عاملانِ: فَعامِلٌ*****
يتبِّرُ ما يبني، وآخرُ رافِعُ


فَمِنْهُمْ سَعيدٌ آخِذٌ لنَصِيبِهِ*****
وَمِنْهُمْ شَقيٌّ بالمَعيشَة ِ قانِعُ


أَليْسَ ورائي، إنْ تراخَتْ مَنيّتي،*****
لُزُومُ العَصَا تُحْنَى علَيها الأصابعُ


أخبّرُ أخبارَ القرونِ التي مضتْ*****
أدبٌ كأنّي كُلّما قمتُ راكعُ


فأصبحتُ مثلَ السيفِ غيرَ جفنهُ*****
تَقَادُمُ عَهْدِ القَينِ والنَّصْلُ قاطعُ


فَلا تبعدنْ إنَّ المَنيَة َ موعدٌ*****
عَلَيْكَ فَدَانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ


أعاذلَ ما يُدريكِ، إلاَّ تظنيّاً،*****
إذا ارتحلَ الفتيانُ منْ هوَ راجعُ


تُبَكِّي على إثرِ الشّبابِ الذي مَضَى*****
ألا إنَّ أخدانَ الشّبابِ الرّعارِعُ


أتجزَعُ مِمّا أحدَثَ الدّهرُ بالفَتى*****
وأيُّ كَريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ


لَعَمْرُكَ ما تَدري الضَّوَارِبُ بالحصَى*****
وَلا زاجِراتُ الطّيرِ ما اللّهُ صانِعُ


سَلُوهُنَّ إنْ كَذَّبتموني متى الفتى******
يذوقُ المنايا أوْ متى الغيثُ واقِعُ






يا مَيَّ قُومي في المَآتِمِ وَانْدُبي





يا مَيَّ قُومي في المَآتِمِ وَانْدُبي*****



فتى ً كانَ ممّن يَبتني المَجدَ أرْوَعَا




وَقُولي: ألا لا يُبْعِدِ اللّهُ أرْبَدَا*****



وهَدّي بهِ صَدْعَ الفُؤادِ المُفَجَّعَا




عَمِيدُ أُنَاسٍ قَدْ أتَى الدَّهْرُ دونَهُ*****



وخَطُّوا له يوْماً منَ الأرْضِ مضْجعَا




دَعا أرْبَداً داعٍ مُجيباً فَأسمعَا*****



ولمْ يستطعْ أنْ يستمرَّ فيمنعَا




وكانَ سَبيلَ النّاسِ، مَن كانَ قَبلَهُ****



وذاكَ الذي أفْنَى إيَاداً وتُبَّعَا




لَعَمْرُ أبيكِ الخَيرِ يا ابنَة َ أرْبَدٍ*****



لقَد شفَّني حزُنٌ أصابَ فأوْجَعَا




فِراقُ أخٍ كانَ الحبيبَ فَفَاتَني*****



وَوَلَّى بهِ رَيْبُ المَنُونِ فَأسْرَعَا




فعَيْنَيَّ إذْ أوْدَى الفِراقُ بأرْبَدٍ*****



فَلا تَجْمُدَا أنْ تَسْتَهِلاَّ فتَدمَعَا




فتى ً عارِفٌ للحَقِّ لا ينكِرُ القِرَى*****



ترَى رَفْدَهُ للضَّيفِ ملآنَ مُتْرَعَا




لحَا اللّهُ هَذا الدَّهرَ إنّي رَأيْتُهُ*****



بصِيراً بما سَاءَ ابنَ آدَمَ مُولعاً








رأيتَ ابنَ بدرٍ ذُلَّ قومِكَ فاعترفْ




رأيتَ ابنَ بدرٍ ذُلَّ قومِكَ فاعترفْ*****غداة َ رمى جَحشٌ، بأفوقَ، مالكَا

بخيركُمُ نفساً وخيركمُ أباً*****أعَزُّهُمُ حَيّاً عَلَيهمْ وَهالِكَا

تَذَكَّرْتَ مِنْهُ حاجَة ً قد نَسيتَها*****وبالرَّدْهِ منْهُ حاجَة ٌ مِنْ وَرَائِكَا

فإنْ كنتَ قد سوقتَ معزى حبلّقاً*****أبا مالِكٍ ، فانعِقْ إليكَ بشائِكَا

أبا مالِكٍ إنْ كُنتَ بالسَّيرِ مُعْجَباً*****فدونكَ فانظُرْ في عيونِ نسائِكَا

أبا مالِكٍ إنّي لحُكْمِكَ فارِكٌ*****وزَبّانُ قَدْ أمسَى لحُكمِكَ فارِكَا

همُ حيّة ُ الوادي فإنْ كنتَ راقياً*****فدونَكَ أدْرِكْ ما ازدهَوْا من فينائكَا





أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/f83nxw9ntcc)

maryom2009
11/09/2012, 08:33 PM
ألَمْ تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالي








ألَمْ تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالي*****



لسلْمَى بالمذانِبِ فالقفالِ




فجنبيْ صوْأرٍ فنِعافِ قَوٍّ*****



خَوَالِدَ ما تَحَدَّثُ بالزَّوَالِ




تحمّلَ أهلُها إلاَّ عراراً*****



وعزفاً بعدَ أحيْاءٍ حلالِ




وخَيْطاً مِن خَوَاضِبَ مُؤلِفَاتٍ*****



كأنَّ رئالَها أُرْقُ الإفَالِ




تحمَّلَ أهلُها وأجدَّ فيها*****



نعاجُ الصَّيْفِ أخبية َ الظِّلالِ




وقفْتُ بهنَّ حتى قالَ صحبي:*****



جَزِعْتَ وَلَيسَ ذلِكَ بالنَّوَالِ




كأنَّ دمُوعهُ غربَا سُناة ٍ*****



يُحِيلُونَ السِّجالَ على السِّجالِ




إذا أرْوَوْا بِها زَرْعاً وقَضْباً*****



أمالُوها على خورٍ طوالِ




تمنَّى أنْ تُلاقيَ آلَ سلْمَى*****



بخطمة َ، والمُنى طرقُ الضَّلالِ




وَهَلْ يَشتاقُ مِثْلُكَ مِن دِيارٍ*****



دوارِسَ بينَ تختِمَ والخِلالِ




وكنتُ إذا الهُمومُ تحضَّرتني*****



وضَنَّتْ خُلَّة ٌ بَعْدَ الوِصَالِ




صَرَمْتُ حِبالَها وصدَدْتُ عَنْها*****



بناجية ٍ تَجِلُّ عنِ الكَلالِ




عُذافِرَة ٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى*****



تخونهَا نزولي وارْتحَالي




كعَقْرِ الهَاجرِيِّ إذا ابتَنَاهُ*****



بأشباهٍ حُذينَ على مِثالِ




كأخْنَسَ نَاشِطٍ جادَتْ عليَهِ*****



ببُرقَة ِ وَاحِفٍ إحَدى اللّيالي




أضَلَّ صِوَارَهُ وتَضَيَّفَتْهُ*****



نَطُوفٌ أمرُها بيَدِ الشَّمَالِ




فَبَاتَ كأنّهُ قاضي نُذُورٍ*****



يَلُوذُ بغَرْقَدٍ خَضِلٍ وضَالِ




إذا وَكَفَ الغُصُونُ على قَرَاهُ*****



أدارَ الرَّوْقَ حالاً بَعدَ حالِ




جُنوحَ الهالكيّ على يَديْهِ*****



مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصَالِ




فَباكَرَهُ معَ الإشْراقِ غُضْفٌ*****



ضواريها تخبُّ مَعَ الرِّجالِ




فجالَ، ولمْ يجلْ جُبناً، ولكن*****



تَعَرُّضَ ذي الحَفيظَة ِ للقتالِ




فغادرَ مُلْحماً وعدلْنَ عَنْهُ*****



وقد خضبَ الفرائصَ من طحالِ




يَشُكُ صِفاحَها بالرَّوْقِ شَزْراً*****



كَما خرجَ السّرادُ منَ النّقالِ




وولّى تحسرُ الغمراتُ عنهُ*****



كَما مَرَّ المُراهِنُ ذو الجِلالِ




وولّى عامداً لطياتِ فلجٍ*****



يُرَاوِحُ بَينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ




تَشُقُّ خَمائِلَ الدَّهْنَا يَداهُ*****



كمَا لَعِبَ المُقامِرُ بالفِيَالِ




وأصْبَحَ يَقتري الحَوْمانَ فَرْداً*****



كنَصْلِ السَّيفِ حُودثَ بالصقَالِ




أذَلِكَ أمْ عراقيٌّ شَتِيمٌ*****



أرَنَّ على نَحائِصَ كالمَقَالي




نَفَى جِحْشَانَها بجِمَادِ قَوٍّ*****



خَليطٌ ما يُلامُ على الزِّيَالِ




وأمْكَنَها مِنَ الصُّلْبَيْنِ حتى*****



تبينتِ المخاضُ منَ الحيالِ




شُهُورَ الصَّيْفِ واعتَذَرَتْ علَيه*****



نطافُ الشيّطينِ منَ السّمالِ




وذكرها مناهلَ آجناتٍ*****



بحاجَة َ لا تنزّحُ بالدَّوالي




وأقبلَها النّجادَ وشيعتهَا*****



هَوادِيها كأنْضِيَة ِ المُغَالي




لِوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطَانُ عَنْهُ*****



يَبُذُّ مَفازَة َ الخِمسِ الكَمالِ




يجدُّ سحيلَهُ ويتيرُ فيهِ*****



ويُتْبِعُها خِنَافاً في زِمَالِ




كأنَّ سَحيلَهُ شكْوَى رَئِيسٍ*****



يُحاذِرُ مِن سَرايا واغْتِيالِ




تبكِّيَ شاربٍ أسرَتْ عليهِ*****



عَتيقُ البابِلِيَّة ِ في القِلالِ




تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقاذَفَتْهُ*****



مشعشعَة ٌ بمغرُوضٍ زُلالِ




إذا اجْتَمَعَتْ وأحوَذَ جانِبَيْها*****



وأوْرَدَها على عُوجٍ طِوَالِ




رَفَعْنَ سُرَادِقاً في يَوْمِ رِيحٍ*****



يصفقُ بين ميلٍ واعتدال




فأوردهَا العِراكَ ولم يذدُها*****



ولم يشفقْ على نغصِ الدِّخالِ




يُفَرِّجُ بالسَّنابِكِ عن شَريبٍ*****



يروعُ قلوبَ أجوافٍ غِلالِ




يُرَجّعُ في الصُّوَى بمُهضّماتٍ*****



يَجُبْنَ الصَّدرَ ، من قَصَبِ العَوالي




أصَاحِ تَرَى بَريقاً هَبَّ وَهْناً*****



كمصْباحِ الشَّعيلَة ِ في الذُّبالِ




أرِقْتُ لهُ وأنجدَ بعدَ هدءٍ*****



وأصحابي على شُعَبِ الرِّحالِ




يُضيءُ رَبابُهُ في المُزْنِ حُبْشاً*****



قِيَاماً بالحِرابِ وبالإلالِ




كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُرَاهُ*****



وأنْواحاً علَيْهِنَّ المآلي




فأفرَعَ في الرّبابِ يقودُ بُلْقاً*****



مجوّفَة ً تذبُّ عنِ السِّخالِ




وأصبَحَ راسِياً برضامِ دَهْرٍ*****



وسالَ بهِ الخَمائِلُ في الرِّمالِ




وحطَّ وُحُوشَ صاحَة َ من ذُراها****



كأنَّ وُعُولَها رُمْكُ الجِمالِ




على الأعراضِ أيْمَنُ جانِبَيْهِ*****



وأيْسَرَهُ على كُورَيْ أُثَالِ




وأرْدَفَ مُزْنَهُ المِلْحَينِ وَبْلاً*****



سَريعاً صَوْبُهُ سَرِبَ العزالي




فَباتَ السّيلُ يَركَبُ جانِبَيْهِ*****



مِنَ البقّارِ كالعَمِدِ الثَّفَالِ




أقولُ، وصَوْبُهُ مِنِّي بعيدٌ*****



يَحُطُّ الشَّتَّ من قُلَلِ الجِبالِ




سَقَى قَوْمي بني مَجْدٍ، وأسقَى*****



نُمَيراً والقَبائلَ مِنْ هِلالِ




رعوْهُ مَرْبعاً وتصيَّفُوهُ*****



بِلا وَبإٍ ، سُمَيَّ ، ولا وَبالِ




هُمُ قَوْمي وقد أنكرْتُ مِنهمْ*****



شَمائلَ بُدِّلُوها مِن شِمالي




يُغارُ على البَرِيِّ بغَيرِ ظُلْمٍ*****



ويُفْضَحُ ذو الأمانَة ِ والدَّلالِ




وأسرعَ في الفواحشِ كلُّ طِملٍ*****



يَجرُّ المُخزِياتِ وَلا يُبَالي




أطَعْتُمْ أمْرَهُ فَتَبِعْتُمُوهُ*****



ويأتي الغَيَّ مُنْقَطِعَ العِقَالِ













كُبَيْشَة ُ حَلَّتْ بَعْدَ عَهْدِكَ عاقلا




كُبَيْشَة ُ حَلَّتْ بَعْدَ عَهْدِكَ عاقلا*****



وكانَتْ لهُ خَبْلاً على النّأيِ خابِلا



تَرَبَّعَتِ الأشْرافَ ثُمَّ تصيّفَتْ*****
حَساءَ البُطاحِ وانتجَعْنَ المَسَايلا


تخيَّرُ ما بينَ الرِجَامِ وواسطٍ*****
إلى سدْرَة ِ الرَّسينِ تَرْعى السَّوَابلا


يُغَنّي الحَمامُ فَوْقَها كُلَّ شارِقٍ*****
على الطَّلحِ يصدحنَ الضُّحى والأصائلا


فكَلَّفْتُها وَهْماً كأنَّ نَحِيزَهُ*****
شَقَائِقُ نَسّاجٍ يَؤُمُّ المَنَاهِلا


فعدّيْتُها فيهِ تُباري زِمامَها*****
تُنَازِعُ أطْرَافَ الإكامِ النَّقائِلا


مُنيفاً كسحلِ الهاجريّ تضمُّهُ*****
إكامٌ ويعرَوري النِّجادَ الغَوائِلا


فسافَتْ قديماً عهدُهُ بأنيسِهِ*****
كمَا خالَطَ الخَلُّ العَتيقُ التَّوابِلا


سَلَبْتُ بها هَجْراً بُيُوتَ نِعَاجِهِ*****
ورعتُ قطاهُ في المبيتِ وقائلا


بحَرْفٍ بَرَاها الرَّحْلُ إلاَّ شَظِيَّة ً*****
تَرَى صُلْبَها تحتَ الوَلِيَّة ِ نَاحِلا


على أنَّ ألْواحاً تُرَى في جَديلِها*****
إذا عاوَدَتْ جَنانَها وَالأفَاكِلا


وغادرْتُ مَرْهُوباً كأنَّ سباعَهُ*****
لُصوصٌ تصدَّى للكسوبِ المَحاوِلا


كأنَّ قَتُودي فَوْقَ جأبٍ مُطَرّدٍ*****
يفزُّ نحُوصاً بالبراعيمِ حائِلا


رَعاها مَصَابَ المُزْنِ حتى تَصَيَّفَا*****
نِعافَ القنانِ ساكِناً فالأجاوِلا


فكَانَ لَهُ بَرْدُ السِّماكِ وغَيمُهُ*****
خَليطاً، غَدا صُبحَ الحرامِ مُزاَيِلا


فَلَمّا اعْتَقَاهُ الصَّيْفُ ماءَ ثِمَادِهِ*****
وقد زايل البُهمى سَفا العِرْبِ ناصِلا


ولمْ يتذكَّرْ منْ بَقِيَّة ِ عَهْدِهِ*****
منَ الحَوْضِ والسُّؤبانِ إلاَّ صَلاصِلا


فأجْمادَ ذي رَقْدٍ فأكْنافَ ثادِقٍ*****
فصارَة َ يُوفى فَوْقَها فالأعابِلا


وزالَ النَّسيلُ عَن زحاليفِ متنهِ*****
فأصبحَ مُمتَدَّ الطريقَة ِ قافِلا


يقلِّبُ أطرافَ الأمُورِ تخالُهُ*****
بأحْنَاءِ ساقٍ، آخرَ الليلِ، ماثِلا


فهيجَها بعدَ الخلاجِ فَسامحتْ*****
وأنْشَأ جَوْناً كالضَّبابَة ِ جَائِلا


يَفُلُّ الصَّفيحَ الصُّمَّ تَحْتَ ظِلالِهِ*****
منَ الوَقعِ لا ضَحْلاً وَلا مُتضَائِلا


فبَيَّتَ زُرْقاً مِن سَرارٍ بسُحرَة ٍ*****
وَمِنْ دَحْلَ لا يخشَى بهنَّ الحَبائِلا


فعامَا جُنوحَ الهَالِكيِّ كِلاهُمَا*****
وقَحَّمَ آذيَّ السَّرِيِّ الجَحافِلا


أذَلِكَ أمْ نَزْرُ المَراتِعِ فَادِرٌ*****
أحَسَّ قَنِيصاً بالبَراعيمِ خَاتِلا


فبَاتَ إلى أرْطاة ِ حِقْفٍ تَضُمُّهُ*****
شآمِيَة ٌ تُزْجي الرَّبَابَ الهَوَاطِلا


وباتَ يُريدُ الكِنَّ، لَوْ يَسْتَطيعُهُ*****
يُعالِجُ رَجّافاً منَ التُّربِ غائِلا


فأصبحَ وانْشَقَّ الضَّبابُ وهاجَهُ*****
أخُو قَفْرَة ٍ يُشْلي رَكاحاً وسَائِلا


عوابسَ كالنُّشَّاب تدمى نحورُها*****
يرينَ دماءَ الهادياتِ نوافِلا


فجالَ ولم يعكمْ لغُضْفٍ كأنها*****
دِقاقُ الشَّعيلِ يَبْتَدِرْنَ الجَعَائِلا


لصَائِدِهَا في الصَّيْدِ حَقٌّ وطُعْمَة ٌ*****
ويَخْشَى العَذابَ أنْ يُعَرِّدَ نَاكِلا


قِتالَ كميٍّ غابَ أنْصَارُ ظَهْرِهِ*****
وَلاقَى الوُجُوهَ المُنكَراتِ البَوَاسِلا


يسرْنَ إلى عوراتِهِ فكأنّمَا*****
للباتِهَا يُنحي سِنَاناً وعَامِلا


فغادرَها صَرْعى لدَى كُلِّ مَزحفٍ*****
ترى القدَّ في أعناقِهِنَّ قَوافِلا


تَخَيَّرْنَ مِنْ غَولٍ عذاباً رويَّة ً*****
وَمن مَنعِجٍ بِيضَ الجِمامِ عَدامِلا


وقد زودتْ منّا على النأيِ حاجة ً*****
وَشَوْقاً لوَ انَّ الشَوْقَ أصْبحَ عادِلا


كحاجة ِ يومٍ قبلَ ذلكَ منهمُ*****
عشية َ ردُّو بالكُلابِ الجمائِلا


فرُحْنَ كأنَّ النّادِياتِ منَ الصَّفا******
مَذارِعَها والكَارِعاتِ الحَوَامِلا


بذي شَطَبٍ أحداجُها إذْ تحمَّلُوا*****
وحثَّ الحُداة ُ الناعجاتِ الذوامِلا


بذي الرِّمْثِ والطَّرْفاءِ لمّا تَحَمَّلُوا*****
أصيلاً وعالينَ الحمولَ الجوافِلا


كأنَّ نعاجاً من هجائنِ عازفٍ*****
عَلَيها وآرامَ السُّلِيِّ الخَواذِلا


جَعَلْنَ حِراجَ القُرْنَتَينِ وَنَاعِتاً*****
يميناً ونكبنَ البديَّ شمائِلا


وعالينَ مضعوفاً وفرداً سموطُهُ*****
جُمانٌ ومرجانٌ يشدُّ المفاصلا


يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرِّ في كلِّ حِجَّة ٍ*****
وَلوْ لمْ تَكُنْ أعْناقُهُنَّ عَوَاطِلا


غَرائِرُ أبْكارٌ عَلَيْها مَهَابَة ٌ*****
وعونٌ كرامٌ يرتدينَ الوصائلا


كأنَّ الشَّمُولَ خَالَطَتْ في كَلامِهَا*****
جنياً من الرمانِ لدناً وذابِلا


لذيذاً ومنقوفاً بصافي مخيلة ٍ******
منَ النّاصعِ المَختومِ مِن خَمرِ بابلا


يُشنُّ عليها من سلافة ِ بارقٍ*****
سناً رصفاً من آخرِ الليلِ سائِلا


تُضَمَّنُ بِيضاً كالإوَزِّ ظُرُوفُهَا******
إذا أتْاقُوا أعْناقَها والحَواصِلا


لهَا غَلَلٌ مِنْ رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ*****
بأيمانِ عجمٍ ينصفونَ المقاولا


إذا صُفقتْ يوماً لأربابِ ربهَا*****
سمعتَ لها من واكِفِ العُطبِ وَاشِلا


فإنْ تنأ دارٌ أو يطلْ عهدُ خلة ٍ*****
بعاقبَة ٍ أو يُصبِحِ الشيبُ شامِلا


فقدِ نرْتَعي سَبتاً ولسنا بجيرة ٍ*****
محلَّ المُلوكِ نقدة ً فالمغاسِلا


لَياليَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْيُ مُصِيفَة ٍ*****
منَ الأدْمِ تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوَابلا


أنامتْ غضيضَ الطرفِِ رَخصاً ظُلوفُهُ*****
بذاتِ السليمِ من دحيضة ََ جادِلا


مدى العينِ منها أن يراعَ بنجوَة ٍ*****
كقدرِ النَّجيثِ ما يَبُذُّ المُنَاضِلا


فَعادَتْ عَوَادٍ بَيننَا وتَنَكَّرَتْ*****
وقالتْ كفَى بالشيبِ للمَرءِ قاتِلا


تَلُومُ على الإهْلاكِ في غَيرِ ضَلَّة ٍ*****
وهل لي ما أمسكتُ إن كنتُ باخِلا


رأيتُ التُّقَى والحمدَ خيرَ تجارَة ٍ*****
رَباحاً إذا ما المرءُ أصبحَ ثاقِلا


وهَلْ هوَ إلاَّ ما ابتَنَى في حَياتِهِ*****
إذا قَذَفُوا فوقَ الضّريحِ الجنادِلا


وأثْنَوْا عَلَيْهِ بالذي كانَ عِنْدَهُ*****
وَعَضَّ عَلَيْهِ العائداتُ الأنامِلا


فَدَعْ عَنْكَ هذا قد مَضَى لسبيلِهِ*****
وكلفْ نجيَّ الهمِّ إنْ كنَ راحِلا


طليحَ سفّارٍ عُريتْ بعدَ بذلة ٍ*****
رَبِيعاً وصَيْفاً بالمَضاجعِ كَامِلا


فجازَيتُها ما عُريتْ وتأبدَتْ*****
حَمَامٌ تُبَاري بالعشيِّ سَوافِلا


وولّى كنصْلِ السَّيفِ يبرقُ متنُهُ*****
على كُلِّ إجريَّا يشقُّ الخمائِلا


فنَكَّبَ حَوْضَى مايَهُمُّ بوِرْدِهَا*****
يميلُ بصحراءِ القَنانَينِ جاذِلا


بِتلْكَ أُسَلِّي حاجَة ً إنْ ضَمِنْتُها*****
وأُبْرئُ هَمّاً كانَ في الصَّدرِ داخلا


أُجازي وأُعْطي ذا الدِّلالِ بحُكْمِهِ*****
إذا كانَ أهْلاً للكَرامَة ِ وَاصِلا


وإنْ آتِهِ أصْرِفْ إذا خِفتُ نَبوَة ً*****
وأحبسْ قلوصَ الشحِّ إن كانَ باخِلا
بنُو عامرٍ منْ خيرِ حيٍّ علمتُهمْ*****
وَلوْ نَطَقَ الأعداءُ زُوراً وَبَاطِلا


لهُمْ مجلِسٌ لا يحصَرُونَ عن الندى*****
ولا يزدهيهمْ جهلُ من كان جاهلا


وبيضٌ على النيرانِ في كلِّ شتوة ٍ*****
سَرَاة َ العِشاءِ يَزْجُرُونَ المَسَابِلا


وَأعْطَوْا حُقُوقاً ضُمِّنُوها وِرَاثَة ً*****
عِظَامَ الجِفَانِ والصِّيامَ الحَوَافِلا


تُوَزِّعُ صُرّادَ الشَّمالِ جِفَانُهُمْ*****
إذا أصبحتْ نجدٌ تسوقُ الأفائِلا


كِرامٌ إذا نابَ التجارُ ألذَّة ٌ*****
مَخارِيقُ لاَيَرْجُونَ للخَمرِ وَاغِلا


إذا شربُوا صدوا العواذِلَ عنهمُ*****
وكانُوا قَديماً يُسْكِتُونَ العَوَاذِلا


فَلا تَسألِينَا واسْألي عَنْ بَلائِنَا*****
إياداً وكلباً منْ معدٍّ ووائِلا


وقيساً ومنْ لفتْ تميمٌ ومذحجاً*****
وكندة َ إذْ وافتْ عليكِ المنازِلا


لأحسابِنا فيهِمْ بلاءٌ ونعمة ٌ*****
ولم يكُ ساعينَا عن المجدِ غافلا


أُولئِكَ قَوْمي إنْ تُلاقِ سَرَاتَهُمْ*****
تَجِدْهُمْ يَؤمُّونَ العُلا والفَوَاضِلا


وَلَنْ يَعدَمُوا في الحَرْبِ لَيثاً مُجرَّباً*****
وذا نَزَلٍ عندَ الرَّزية ِ باذِلا


وأبْيَضَ يَجتابُ الخُرُوقَ على الوَجى*****
خَطيباً إذا التَفَّ المجامعُ فاصِلا


وعانٍ فككناهُ بغيرِ سِوامِهِ*****
فاصْبَحَ يَمْشِي في المَحَلَّة ِ جاذِلا


لَهُمْ فَخمَة ٌ فِيها الحَديدُ كَثيفَة ٌ*****
تَرى البيضَ في أعناقهمْ والمعابِلا


ضَربنَا سَراة َ القومِ حتى توجهُوا*****
سراعاً وقد بلَّ النجيعُ المَحامِلا


نؤدي العظيمَ للجوارِ، ونَبتني*****
فَعالاً وقد نُنْكي العدوَّ المُساجلا


لَنَا سُنَّة ٌ عادِيَّة ٌ نَقْتَدي بِهَا*****
وَسَنَّتْ لأُخْرانَا وَفاءً ونَائِلا


يذبذِبُ أقواماً يُريدونَ هدمَها*****
نِيَافٌ يَبُذُّ الوَاسِعَ المُتَطاوِلاْ


صَبَرْنا لَهُمْ في كُلِّ يَوْمِ عَظيمَة ٍ*****
بأسيافِنَا حتى علوْنَا المَناقِلا


وإنْ تسألُوا عنهُمْ لدى كلِّ غارة ٍ*****
فَقَدْ يُنْبأُ الأخبارَ مَنْ كانَ سائِلا


أُولِئِكَ قَوْمي إنْ سألْتَ بخِيمِهمْ*****
وقد يُخبَرُ الأنْباءَ مَن كانَ جاهِلا








أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/f83nxw9ntcc)

maryom2009
11/09/2012, 08:38 PM
لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنَهُ أُثَالُ




لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنَهُ أُثَالُ*****فسرحة ُ المرانة ُ فالخيالُ


فنَبْعٌ فالنّبيعُ فَذُو سُدَيْرٍ*****لآرامِ النِّعَاجِ بِهِ سِخَالُ


ذكَرْتُ بهِ الفَوَارِسَ والنَّدامَى*****فدَمْعُ العَينِ سَحٌّ وانْهِمَالُ


كأنّي في نَدِيِّ بَني أُقَيْشٍ*****إذا ما جئتَ ناديهمْ تُهالُ


تكاثرَ قرزُلٌ والجوْنُ فيها*****وتحجُلُ والنَّعامَة ُ والخبالُ


بَقايا مِنْ تُراثِ مُقَدِّمَاتٍ******وما جَمَعَ المَرابيعُ











لم تُبيِّنْ عنْ أهلِها الأطلالُ







لم تُبيِّنْ عنْ أهلِها الأطلالُ*****قد أتَى دونَ عهدِها أحوالُ


ليسَ فيها ما إنْ يُبَيِّنُ للسا*****ئِلِ إلاَّ جَآذرٌ ورئالُ


والعواطي الأدمُ السواكنُ بالـ*****ـسلانِ منها الآحادُ والآجالُ


وشَتيمٌ جَوْنٌ يُطارِدُ حُولاً*****أخْدَريٌّ مُحَجَّجٌ صلصالُ


وقناة ٌ تَبغي بحربَة َ عهداً*****منْ ضَبُوحٍ قفَّى علَيهِ الخبَالُ


نَظَرَتْ عَهدَهُ، وباتَتْ علَيْهِ*****بينَ فلجٍ واللَّوذِ غُبسٌ بسالُ


فابْتَغَتْهُ بالرَّملَتَينِ ثلاثاً*****كلَّ يومٍ في صدرِها بلبالُ


ثمَّ لاقَتْ بَصِيرَة ً بَعدَ يأسٍ*****وَإهاباً في بَعضِهِ أوْصَالُ







لِلّهِ نافِلَة ُ الأجَلِّ الأفْضَلِ




لِلّهِ نافِلَة ُ الأجَلِّ الأفْضَلِ*****ولَهُ العُلى وأثيتُ كلِّ مُؤتَّلِ


لا يستطيعُ النّاسُ محوَ كتابِهِ*****أنّى ولَيسَ قَضَاؤهُ بمُبَدَّلِ


سَوَّى فاغْلَقَ دُونَ غُرَّة ِ عَرْشِه*****سبعاً طباقً فوقَ فرعِ المنقَلِ


وَالأرْضَ تَحْتَهُمُ مِهَاداً راسِياً*****ثبَتَتْ خَوالِقُها بصُمِّ الجَندَلِ


والماءُ والنيرانُ من آياتهِ*****فيهنَّ موعظة ٌ لمنْ لم يجهلِ


بَل كُلُّ سعِيكَ باطِلٌ إلاَّ التُّقَى*****فإذا انقَضَى شيءٌ كأنْ لم يُفْعَلِ


لو كان شيءٌ خالداً لتواءَلَتْ*****عصْماءُ مُؤلِفَة ٌ ضواحيَ مأسَلِ


بظُلُوفِها وَرَقُ البَشَامِ ودُونَها*****صَعْبٌ تَزِلُّ سَرَاتُهُ بلأجدَلِ


أوْ ذو زوائِدَ لا يُطافُ بأرضِهِ*****يغْشَى المُهجهجَ كالذَّنوبِ المُرْسَلِ


في نابِهِ عوجٌ يُجاوزُ شدْقَهُ*****ويخالفُ الأعلى وراءَ الأسفلِ


فأصابَهُ رَيْبُ الزَّمانِ فأصْبَحَتْ******أنيابُهُ مثلَ الزجاجِ النُّصَّلِ


ولَقَدْ رَأى صُبحٌ سَوَادَ خَليلِهِ*****من بينِ قائِمِ سيفِهِ والمِحمَلِ


صَبَّحنَ صُبحاً حينَ حُقَّ حِذارُهُ*****فأصابَ صُبحاً قائفٌ لم يَغْفَلِ


فالتَفَّ صَفْقُهُما وصُبحٌ تَحتَهُ*****بَينَ التُّرابِ وبَينَ حِنْوِ الكَلكَلِ


ولقد جرى لبدٌ فأدركَ جريَهُ*****رَيْبُ الزَّمانِ وكانَ غَيرَ مُثقَّلِ


لمّا رأى لبدُ النسورَ تطايرتْ*****رفعَ القوادمَ كالفقيرِ الأعزلِ


مِنْ تَحْتِهِ لُقْمانُ يرْجو نَهضَهُ*****وَلقد رَأى لُقمانُ أنْ لا يأتَلي


غَلَبَ اللّيالي خَلْفَ آلِ مُحَرِّقٍ*****وكمَا فَعَلْنَ بتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ


وغَلَبْنَ أبْرَهَة َ الذي ألْفَيْنَهُ*****قد كان خلَّد فوقَ غرفة ِ موكلِ


والحارِثُ الحرَّابُ خلَّى عاقِلاً*****داراً أقامَ بها ولَم يَتَنَقَّلِ


تَجري خَزائِنُهُ على مَنْ نَابَهُ*****مجْرى الفراتِ على فِرَاضِ الجدوَلِ


حتى تحملَ أهلُهُ وقطينُهُ*****وأقامَ سَيِّدُهُمْ وَلم يَتَحَمَّلِ


والشّاعِرُونَ النّاطِقونَ أراهُمُ*****سلكوا سبيل مرقِّشٍ ومهلهلِ






فأبلغْ إنْ عَرَضْتَ بني كلابٍ





فأبلغْ إنْ عَرَضْتَ بني كلابٍ*****وعامِرَ، والخطوبُ لها مَوالي


وبلِّغْ إنْ عرضتَ بني نُمَيرٍ*****وَأخوالَ القَتيِلِ بَني هِلالِ


بأنَّ الوافِدَ الرّحّالَ أمْسَى*****مُقِيماً عندَ تيمَنَ ذي ظِلالِ







قُومي إذَا نَامَ الخَلِيُّ



قُومي إذَا نَامَ الخَلِيُّ*****فأبِّني عَوْفَ الفَواضِلْ


عَوْفَ الفَوَارِسِ وَالمَجَا*****لِسِ والصَّوَاهلِ والذَّوابلْ


يا عَوْفُ أحْلَمَ كلِّ ذي*****حلمٍ وأقولَ كلِّ قائِلْ


يا عَوْفُ كنتَ إمَامَنَا*****وبَقِيّة َ النَّفَرِ الأوائِلْ

maryom2009
11/09/2012, 11:24 PM
ألا تَسْألانِ المَرْءَ ماذا يُحَاوِلُ




ألا تَسْألانِ المَرْءَ ماذا يُحَاوِلُ*****
أنَحْبٌ فيُقضَى أمْ ضَلالٌ وباطِلُ


حبائِلُهُ مبثُوثَة ٌ بسبيلهِ*****
ويَفْنى إذا ما أخطأتْهُ الحَبَائِلُ


إذا المرءُ أسْرَى ليلة ً ظنَّ أنهُ*****
قضَى عَمَلاً والمَرْءَ ما عاشَ عامِلُ


فَقُولا لَهُ إنْ كانَ يَقْسِمُ أمْرَهُ*****
ألَمّا يَعِظْكَ الدَّهرُ، أُمُّكَ هابلُ


فتَعْلمَ أنْ لا أنتَ مُدْرِكُ ما مضَى*****
وَلا أنتَ ممّا تَحذَرُ النّفسُ وَائِلُ


فإنْ أنتَ لم تَصْدُقْكَ نَفسُكَ فانتسبْ*****
لَعَلَّكَ تهديكَ القُرُونُ الأوائِلُ


فإنْ لم تَجِدْ مِنْ دونِ عَدْنانَ باقياً*****
ودونَ معدٍّ فلتزَعْكَ العَوَاذِلُ


أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ*****
بلى : كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ


ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ*****
وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ


وكلُّ أُنَاسٍ سوْفَ تَدخُلُ بَينَهُمْ*****
دُوَيْهة ٌ تصفَرُّ مِنها الأنَامِلُ


وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً سيعلمُ سعيهُ*****
إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَهِ المَحاصِلُ


ليَبْكِ على النّعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنَة ٌ*****
ومختبطاتٌ كالسّعالي أرامِلُ


لهُ الملكُ في ضاحي معدٍّ وأسلَمَتْ*****
إلَيهِ العِبادُ كُلُّها ما يُحاوِلُ


إذا مسَّ أسْآرَ الطُّيورِ صَفَتْ لَهُ*****
مشعشعَة ٌ مِمّا تُعتِّقُ بابِل


عتيقُ سُلافاتٍ سَبَتْها سَفِينَة ٌ*****
تَكُرُّ عَلَيْها بالمزاجِ النَّياطِلُ


بأشْهَبَ مِنْ أبكارِ مُزْنِ سَحابَة ٍ*****
وَأرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النّحْلَ عاسِلُ


تَكُرُّعَلَيْهِ لا يُصَرِّدُ شُرْبَهُ*****
إذا ما انتشَى لم تحتضِرْهُ العَوَاذِلُ


على ما تُرِيهِ الخمرُ إذْ جاشَ بحْرُهُ*****
وَأوْشَمَ جُودٌ مِنْ نَداهُ وَوَابِلُ


فَيَوْماً عُنَاة ُ في الحَديدِ يَفُكُّهُمْ******
ويوماً جِيادٌ مُلْجَماتٌ قَوَافِلُ


علَيْهِنَّ وِلْدانُ الرِّهانِ كأنّهَا*****
سَعَالٍ وعِقْبانٌ عَلَيهْا الرَّحائِلُ


إذا وضعُوا ألْبَادَها عَنْ مُتَونِهَا*****
وَقَدْ نَضَحَتْ أعطافُها والكَواهِلُ


يُلاقُونَ مِنْها فَرْطَ حَدٍّ وجُرْأة ٍ******
إذا لم تُقَوِّمْ درْأهُنَّ المَسَاحِلُ


ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغابِ كأنّها*****
أشاءٌ دَنا قِنْوانُهُ أوْ مَجادِلُ


لَها حَجَلٌ قَد قَرَّعَتْ مِن رؤُوسِهِ*****
لهَا فَوْقَهُ مِمّا تحَلَّبُ وَاشِلُ


بذي حُسَمٍ قد عُرِّيَتْ ويَزينُهَا*****
دِمَاثُ فُليجٍ رَهْوُها فالمَحافِلُ


وأسرَعَ فيها قبلَ ذلِكَ حِقْبَة ً******
رُكَاحٌ فجَنْبَا نُقْدَة ٍ فالمَغَاسِلُ


فإنَّ أمرأً يرجُو الفَلاحَ وقد رَأى*****
سَوَاماً وَحَيّاً بالأفاقة ِ جاهِلُ


غداة َ غَدَوْا مِنْها وآزرَ سرْبَهُمْ*****
مَواكِبُ تُحْدى بالغَبيطِ وجامِلُ


ويَوْمَ أجازَتْ قُلَّة َ الحَزْنِ منْهُمُ*****
مَواكِبُ تَعْلُو ذا حُسى ً وقَنابِلُ


على الصَّرصَرَانِيَاتِ في كلَّ رِحْلة ٍ*****
وسُوُقٌ عِدالٌ لَيسَ فيهنَّ مائِلُ


تُساقُ وأطْفالُ المُصِيفِ كَأنّها******
حَوَانٍ على أطْلائِهِنَّ مَطافِلُ


حَقَائِبُهُمْ راحٌ عَتيقٌ ودَرْمَكٌ*****
وريْطٌ وفاثُورِيّة ٌ وسَلاسِلُ


وَما نسجَتْ أسْراد داود وابنهِ*****
مضاعفَة ٌ مِنْ نَسْجِهِ إذْ يُقابِلُ


وكانَتْ تُراثاً منْهُما لِمُحَرِّقٍ******
طَحُونٌ كأنَّ البَيْضَ فيها الأعابِلُ


إذا ما اجْتَلاها مأزِقٌ وتَزَايَلَتْ*****
وَأحْكَمَ أضْغَانَ القَتيرِ الغَلائِلُ


أوتْ للشّياحِ واهتدَى لصَليلِها*****
كتائِبُ خُضْرٌ ليسَ فيهنَّ ناكِلُ


كأرْكانِ سَلْمَى إذْ بدتْ وكأنّها*****
ذُرَى أجَإٍ إذْ لاحَ فيها مُواسِلُ


وبيضٍ تَرَبّتْهَا الهَوَادِجُ جِقبة ً******
سَرَائِرُها والمُسْمِعاتُ الرَّوافِلُ


تَرُوحُ إذا رَاحَ الشَّرُوبُ كأنّها******
ظِباءٌ شقيقٍ ليسَ فيهنَّ عاطِلُ


يُجاوِبنَ بُحّاً قد أُعيدَتْ وَأسمحَتْ*****
إذا احتَثَّ بالشِّرْعِ الدِّقاقِ الأناملُ


يقوِّمُ أُولاهُمْ إذا اعوَجَّ سِرْبُهمْ*****
مَوَاكِبُ وابنُ المُنذرِينَ الحُلاحِلُ


تَظَلُّ رَواياهَمُ تبرضْنَ منعِجاً******
ولوْ وردتْهُ وهوَ ريّانُ سائلُ


فَلا قَصَبُ البَطحاءِ نَهْنَهَ وِرْدَهُمْ*****
بِرِيٍّ وَلا العادِيُّ مِنْهُ العُدامِلُ


ومَا كادَ غُلاَّنُ الشُّرَيْفِ يَسَعْنَهُمْ*****
بحَلّة ِ يَوْمٍ، والشُّرُوجُ القَوَابِلُ


ومُصْعَدُهمْ كيْ يَقْطعوا بطنَ مَنعِج*****
فضاقَتْ بهِمْ ذرعاً خزَازٌ وعاقِلُ


فبادَوا فَما أمسَى على الأرْضِ مِنهُمُ******
لعمرُكَ إلاَّ أنْ يخبَّرَ سَائِلُ


كأنْ لم يكُنْ بالشِّرْعِ منهُمْ طلائِعٌ*****
فلَمْ تَرْعَ سَحّاً في الرَّبيعِ القَنابِلُ


وبالرَّسِّ أوْصالٌ كأنَّ زُهاءَها*****
ذوي الضمرِ لمّا زالَ عَنها القبائِلُ


وغسّانُ ذَلّتْ يوْمَ جِلَّقَ ذلَّة ً******
بسيِّدِها والأرْيَحِيُّ المُنازِلُ


رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عشرينَ حِجَّة ً******
وعشرينَ، حتى فادَ والشَّيبُ شامِلُ


وأمْسَى كأحْلامِ النِّيامِ نعيمُهُمْ******
وأَيُّ نعِيمٍ خِلْتَهُ لا يُزايِلُ


تَرُدُّ عَلَيْهِمْ لَيْلَة ٌ أهْلَكَتْهُمُ******
وعامٌ وعامٌ يتبَعُ العامَ قَابِلُ






أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/fg9mcniq4he)

maryom2009
12/09/2012, 11:17 AM
إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيرُ نَفَلْ






إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيرُ نَفَلْ*****



وبإذْنِ اللّهِ رَيْثي وعَجَلْ




أحمَدُ اللهَ فَلا نِدَّ لَهُ*****



بيدَيْهِ الخَيرُ ما شاء فَعَلْ




مَنْ هَداهُ سُبُلَ الخَيرِ اهْتَدَى*****



ناعِمَ البَالِ ومَنْ شاءَ أضَلّ




ورقاقٍ عُصَبٍ ظُلْمانُهُ*****



كحَزيقِ الحَبَشيِيِّنَ الزُّجَلْ




قَدْ تجاوَزْتُ وتحْتي جَسْرَة ٌ*****



حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ




تسلُبُ الكانِسَ لمْ يُوأرْ بِهَا*****



شُعْبَة َ السّاقِ إذا الظَلُّ عَقَلْ




وتصُكُّ المَرْوَ لمّا هجَّرَتْ*****



بنكِيبٍ معرٍ دامي الأظَلْ




وإذا حرَّكْتُ غَرزي أجمرَتْ*****



أوْ قرَا بي عدوُ جَونٍ قَد أبَلّ




بالغُراباتِ فزرَّافاتِهَا*****



فبخنْزِيرٍ فَأطرافِ حُبَلْ




يُسْئِدُ السّيرَ عَلَيها راكِبٌ*****



رابِطُ الجأشِ على كُلِّ وَجَلْ




حالَفَ الفرقدَ شركاً في السُّرَى*****



خَلَّة ً باقِيَة ً دُونَ الخلَلْ




اعْقلِي إنْ كُنْتِ لَمّا تَعْقِلي******



وَلَقَدْ أفْلَحَ مَنْ كانَ عَقَلْ




إنْ تريْ رأسيَ أمْسَى واضِحاً*****



سُلِّطَ الشَّيْبُ عليهِ فاشْتَعَلْ




فلقَدْ أُعوِصُ بالخَصْمِ وقَدْ*****



أملأ الجفنة َ مِن شحمِ القُلَل




وَلَقَدْ تَحْمَدُ لمّا فارَقَتْ******



جارَتي، والحَمدُ من خيرِ خَوَلْ




وغُلامٍ أرْسَلَتْهُ أمُّهُ******



بِألُوكٍ فبَذَلْنَا مَا سَألْ




أوْ نَهَتْهُ فأتَاهُ رِزْقُهُ******



فاشتَوَى ليْلَة َ ريحٍ واجتَمَلْ




مِنْ شواءٍ ليسَ مِنْ عارِضَة ٍ*****



بيدَيْ كُلِّ هضُومٍ ذي نَزَل




فإذا جُوزيتَ قَرْضاً فاجْزِهِ*****



إنّما يَجْزي الفَتَى ليسَ الجَمل




أعْمِلِ العِيسَ على عِلاَّتِهَا*****



إنّما يُنْجِحُ أصحابُ العَمَلْ




وإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ*****



واعصِ ما يأمُرُ تَوْصِيمُ الكَسَلْ




واكذِبِ النّفْسَ إذا حَدَّثْتَها******



إنَّ صدْقَ النّفسِ يُزري بالأمل




غيرَ أن لا تكذبِنْها في التُّقَى*****



وَاخْزُها بالبرِّ للّهِ الأجَلّ




واضبطِ اللّيْلِ إذا طالَ السُّرَى******



وتَدَجَّى بَعدَ فَوْرٍ واعتَدَلْ




يَرْهَبُ العاجِزُ مِنْ لُجَّتِهِ******



فَيُدَعِّي في مَبِيتٍ ومحَلّ




طالَ قَرْنُ الشّمْسِ لمّا طَلَعَتْ*****



فإذا ما حَضَرَ اللّيلُ اضمَحَلّ




وَأخُو القَفْرَة ِ ماضٍ هَمُّهُ*****



كُلّما شاءَ، على الأينِ، ارْتحلْ




ومجودٍ مِنْ صُباباتِ الكرَى*****



عاطِفِ النُّمرُقِ صَدقِ المُبتذَلْ




قالَ هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى*****



وقَدَرْنا إنْ خَنَى دَهْرٍ غَفَلْ




يَتَّقي الأرْضَ بدَفٍّ شَاسِفٍ*****



وضُلوعٍ تحتَ صُلْبٍ قد نَحَلْ




قَلّمَا عَرَّسَ حَتّى هِجْتُهُ*****



بالتباشيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ




يَلْمَسُ الأحْلاسَ في منزِلِهِ*****



بيَديْهِ كاليَهُوديِّ المُصَلّ




يتمارَى في الذي قُلْتُ لَهُ*****



ولَقَدْ يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ




فورَدْنَا قَبْلَ فُرَّاطِ القَطَا*****



إنَّ مِنْ وِرْديَ تَغْليسَ النَّهَلْ




طاميَ العَرْمَضِ لا عَهْدَ لَهُ*****



بأنِيسٍ، بَعدَ حَوْلٍ قد كَمَلْ




فهَرَقْنَا لَهُمَا في داثِرٍ******



لَضواحيهِ نَشِيشٌ بالبَلَلْ




راسخُ الدِّمْنِ على أعْضادِهِ*****



ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْ




عافَتَا الماءَ فلمْ نُعطنهمَا*****



إنّما يُعْطنُ مَنْ يَرْجُو العِللْ




ثُمَّ اصدَرْناهُما في وارِدٍ*****



صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاهُ قَدْ مَثَلْ




ترزُمُ الشّارِفُ مِنْ عِرْفانهِ*****



كُلَّما لاحَ بنَجْدٍ وَاحتَفَلْ




فَمَضَيْنا فَقَضَيْنا ناجِحاً*****



مَوْطِناً يُسْألُ عَنْهُ ما فَعَلْ




ولَقَدْ يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ*****



بعدانِ السّيفِ صبْري ونَقَلْ




رابِطُ الجأشِ على فَرْجِهِمُ*****



أعْطِفُ الجَوْنَ بمربوعٍ مِتَلْ




ولَقَدْ أغْدو وما يَعْدَمُني*****



صاحِبٌ غيرَ طويلِ المُحتبَلْ




ساهِمُ الوَجْهِ شَديدٌ أسْرُهُ*****



مغبَطُ الحارِكِ مَحبوكُ الكَفَلْ




بأجشِّ الصوتِ يعبُوبٍ إذا*****



طرقَ الحَيَّ منَ الغَزْوِ صَهَلْ




يَطْرُدُ الزُّجَّ يُباري ظِلَّهُ*****



بأسِيلٍ كالسِّنانِ المنتخلْ




وعَلاهُ زَبَدُ المَحْضِ كَمَا*****



زَلَّ عَن ظهرِ الصَّفا ماءُ الوَشلْ




وكَأنِّي مُلْجِمٌ سُوذَانِقاً*****



أجْدَلِيّاً، كَرُّهُ غَيرُ وَكَلْ




يُغْرِقُ الثَّعْلَبَ في شِرَّتِهِ*****



صائِبُ الجِذْمَة ِ في غَيرِ فَشَلْ




منْ نَسا النّاشِطِ إذْ ثَوَّرْتهُ*****



أوْ رَئيسِ الأخدَ رِيّاتِ الأُوَلْ




يَلْمُجُ البارِضَ لَمْجاً في النَّدَى*****



مِنْ مَرابيعِ رِياضٍ ورِجَلْ




فَهْوَ شَحّاجٌ مُدلُّ سنقٌ*****



لاحِقُ البطنِ إذا يعدو زملْ




فتدَلَّيْتُ عليهِ قافِلاً*****



وعلى الأرْضِ غَيَاياتُ الطَّفَلْ




وتأيَّبْتُ عليْهِ ثانِياً*****



يَتَّقيني بتَليلٍ ذي خُصَلْ




لمْ أقِلْ إلاَّ عَلَيهِ أوْ عَلى*****



مَرْقَبٍ يَفْرَعُ أطْرَافَ الجَبَلْ




ومَعي حامِيَة ٌ مِنْ جَعْفَرٍ******



كُلَّ يومٍ تبتلي ما في الخِلَلْ




وقبيلٌ مِنْ عُقَيلٍ صادِقٌ*****



كَلُيُوثٍ بَينَ غابٍ وعصَلْ




فَمَتَى يَنقَعْ صُراخٌ صادِقٌ*****



يُحْلِبوهُ ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ




فَخمَة ً ذَفراءَ تُرْتَى بالعُرَى*****



قُرْدَمانياً وتَرْكاً كالبَصَلْ




أحكمَ الجنيُّ منْ عوراتِهَا*****



كلَّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ




كُلَّ يَوْمٍ مَنَعوا جامِلَهُمْ*****



ومُرِنّاتٍ كآرَامِ تُبَلْ




قَدَّموا إذْ قالَ: قَيسٌ قَدِّموا*****



واحفظوا المجدَ بأطرافِ الأسَلْ




بَينَ إرْقاصٍ وعَدْوٍ صادِقٍ*****



ثمَّ إقدامٌ إذا النِّكسُ نَكَلْ




فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَة ً*****



وصُداءٍ، ألحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ




لَيْلَة َ العُرْقُوبِ لَمّا غامَرَتْ*****



جَعفرٌ، تُدعى ، ورَهطُ ابنِ شَكَلْ




ثُمَّ انْعَمْنا على سَيِّدهِمْ*****



بَعْدَما أطْلَعَ نَجْداً وأَبَلْ




وَمَقامٍ ضَيِّقٍ فَرَّجْتُهُ*****



بمقامي ولساني وجدَلْ




لَوْ يقومُ الفِيلُ أوْ فيّالُهُ******



زلَّ عنْ مثلِ مقامي وزحَلْ




ولدَى النُّعمانِ مِنّي مَوْطِنٌ******



بينَ فاثُورِ أُفاقٍ فالدَّحَلْ




إذْ دَعَتْني عامِرٌ أنْصُرُهَا******



فالتَقى الألسُنُ كالنَّبْلِ الدُّوَلْ




فرَمَيْتُ القَوْمَ رِشْقاً صائِباً*****



ليسَ بالعصلِ ولا بالمقتعلْ




رقمِيّاتٍ عليْها ناهضٌ*****



تُكْلِحُ الأرْوَقَ منهُمْ والأيَلْ




فانتَضَلْنا، وابنُ سَلمَى قاعِدٌ*****



كعَتِيقِ الطّيرِ يُغضي ويُجَلّ




والهبانيقُ قيامٌ، معهمْ*****



كلُّ محجُومٍ إذا صبَّ هَمَلْ




تحسرُ الدّيباجَ عنْ اذرُعِهِمْ*****



عندَ ذي تاجٍ إذا قالَ فعلْ




فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ******



كرَوايا الطِّبْعِ همَّتْ بالوحَلْ




فمَتَى أهْلِكْ فَلا أحْفِلُهُ******



بَجَلي الآنَ مِنَ العَيشِ بَجَلْ




منْ حياة ٍ قَدْ مَلِلْنا طُولَهَا******



وجَديرٌ طُولُ عَيْشٍ أنْ يُمَلّ




وأرَى أرْبَدَ قَدْ فارَقَني******



وَمِنَ الأرْزاءِ رُزْءٌ ذو جَلَلْ




مُمْقِرٌ مُرٌّ على أعْدائِهِ*****



وعلى الأدْنَينَ حُلْوٌ كالعَسَلْ




في قُرُومٍ سادَة ٍ مِنْ قَوْمِهِ*****



نَظَرَ الدَّهْرُ إلَيهمْ فابْتَهَلْ




فأخي إنْ شَرِبُوا مِنْ خَيرهمْ*****



وأبُو الحَزَّازِ مِنْ أهلِ النَّفَلْ




يَذْعَرُ البَرْكَ فَقَدْ أفْزَعَهُ*****



ناهضٌ يَنهَضُ نَهضَ المُختَزَلْ




مُدْمِنٌ يَجْلُو بأطْرَافِ الذُّرَى******



دَنَسَ الأسْؤُقِ بالعَضْبِ الأفَلّ








أتَيْناكَ يا خَيرَ البرِيّة ِ كُلِّهَا



أتَيْناكَ يا خَيرَ البرِيّة ِ كُلِّهَا*****لتَرْحَمَنا مِمّا لَقِينا منَ الأزْلِ

أتَيْنَاكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبَانُها*****وقد ذهلتْ أمُّ الصّبيِّ عنِ الطّفْلِ

وألقَى تَكنّيهِ الشّجاعُ استِكانَة ً*****منَ الجُوعِ صُمْتاً لا يُمِرُّ وَلا يُحلي

ولا شيءَ مِمّا يأكلُ الناسُ عندنَا*****سِوَى العِلْهزِ العاميِّ والعَبْهَرَ

وَلَيسَ لَنا إلاَّ إلَيكَ فِرَارُنَا*****وَأينَ يَفِرُّ النَاسُ إلاَّ إلى الرُّسْلِ

فإن تَدْعُ بالسّقْيا وبالعَفْوِ تُرْسلِ الـ*****سماءُ لَنا والأمرُ يبقى على الأصْلِ

maryom2009
12/09/2012, 11:42 AM
أقْوَى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرَامُ




أقْوَى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرَامُ*****مِنْ أهْلِهِ ، فَصُوَائقٌ فَخِزامُ

فالواديانِ فكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ*****وعلى الميَاهِ مَحَاضِرٌ وَخِيامُ

عَهدي بها الإنسَ الجميعَ ، وفيهمُ*****قَبْلَ التَّفَرُّقِ مَيْسِرٌ وَنِدَامُ

لا تُنْشَدُ الحُمْرُ الأوَالِفُ فِيهِمُ*****إذْ لا تروِّحُ بالعَشيِّ بهامُ

إلاّ فلاءَ الخَيْلِ مِنها مُرْسَلٌ*****ومربَّطاتٌ بالفِناءِ صِيامُ

وَجَوَارِنٌ بِيضٌ وكلُّ طِمِرَّة ٍ*****يعدُو عليْها، القَرَّتينِ، غُلامُ

ومدفَّع طرقَ النّبوحَ فلم يجدْ*****مأوًى ولَم يكُ للمُضِيفِ سَوَامُ

آويتُهُ حتى تكفّتَ حامِداً*****وأهلَّ بَعْدَ جُماديينَ حَرامُ

وصَباً غَداة َ إقَامَة ٍ وزَّعْتُها*****بِجِفَانِ شِيزَى فَوْقَهُنَّ سَنامُ

وَمَقَامَة ٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كَأنَّهُمْ*****جِنٌّ لدَى طَرَفِ الحَصِيرِ قِيَامُ

دافَعْتُ خُطَّتَها وكُنْتُ وَلِيَّها*****إذ عَيَّ فَصْلَ جوابِهَا الحُكّامُ

ضَارَسْتُهُمْ حتى يَلِينَ شَرِيسُهُمْ*****عنِّي، وعِنْدِي للجموحِ لِجامُ

وَبِكُلِّ ذلكَ قَدْ سَعَيْتُ إلى العُلَى*****والمرءُ يُحْمَدُ سَعْيُهُ وَيُلامُ

متخصِّرينَ البابَ كلَّ عشيَّة ٍ*****غُلْباً مُخَالِطُ فَرْطَهَا أحْلامُ

تلك ابنة ُ السَّعْدِيِّ أضحَتْ تشتَكي*****لِتَخُونَ عَهْدِي ، والمَخَانَة ُ ذَامُ

وَلَقَدْ عَلِمْتِ لو انَّ عِلْمَكِ نافعٌ*****وسمعْتِ مَا يتحدَّثُ الأقْوامُ

أنّي أُكاثِرُ في النَّدَى إخْوانَهُ*****وأعِفُّ عرضِي إنْ ألَمَّ لِمامُ






أقولُ لصاحِبيَّ بذاتِ غسْلٍ



أقولُ لصاحِبيَّ بذاتِ غسْلٍ******ألِمّا بي على الجدثِ المُقيمِ

لننظُرَ كيفَ سمَّكَ بانياهُ*****عَلى حِبَّانَ ذي الحَسَبِ الكريمِ

قَتَلْنَا تِسعة ً بأبي لبينَى******وألْحَقْنَا المواليَ بالصَّمِيمِ





عفتِ الديارُ محلُّها فمُقامُهَا ( معلقة )





عفتِ الديارُ محلُّها فمُقامُهَا *****بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا

فمدافعُ الرَّيَّانِ عرِّيَ رسْمُها*****خلقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

دمِنٌ تَجَرَّمَ بعدَ عَهْدِ أنِيسِهَا*****حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وحَرَامُهَا

رزقَتْ مرابيعَ النُّجومِ وصابَهَا*****ودقُ الرواعدِ جوْدُهَا فرهامُها

منْ كلِّ سَارِيَة ٍ وغادٍ مُدْجِنٍ*****وعشيَّة ٍ متجاوبٍ إرْزامُهَا

فَعَلا فُرُوعُ الأيْهُقَانِ وَأطْفَلَتْ*****بالجلهتين ظباؤهَا ونعامُها

والعينُ ساكِنة ٌ على أطْلائِها*****عُوذاً تَأجَّلُ بالفضَاءِ بِهَامُها

وجَلا السُّيولُ عن الطّلُولِ كأنّها*****زبرٌ تجِدُّ متونَها أقْلامُها

أوْ رَجْعُ واشِمة ٍ أُسِفَّ نَؤورُهَا*****كففاً تعرَّضَ فوقَهنَّ وشامُها

فوقفتُ أسْألُهَا ، وكيفَ سُؤالُنَا*****صُمّاً خوالدَ ما يُبينُ كلامُها

عرِيتْ وكان بها الجميعُ فأبكرُوا*****منها وَغُودرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُها

شاقتكَ ظُعْنُ الحيِّ حينَ تحمّلُوا*****فتكنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُها

من كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ*****زوْجٌ عليه كلَّة ٌ وفرامُهَا

زُجَلاً كأنَّ نِعَاجَ تُوضِحَ فَوْقَهَا*****وظِباءَ وجرَة َ عُطَّفاً آرَامُهَا

حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كأنها*****أجْزَاعُ بِيشة َ أثْلُهَا وَرُضَامُهَا

بلْ ما تذكرُ منْ نوارَ وقد نأتْ*****وَتَقَطَّعَتْ أسْبَابُهَا وَرِمَامُهَا

مُرِّيَّة ٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَاوَرَتْ******أهْلَ الحِجَازِ فأيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا

بمشارقِ الجبلين أو بِمُحَجَّرٍ*****فَتَضَمَّنَ� �ْهَا فَرْدَة ٌ فَرُخَامُهَا

فَصُوَائقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّة ٌ*****فيها وحافُ القَهْرِ أوْ طِلْخامُهَا

فاقطعْ لُبانَة َ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ*****ولَشرُّ واصلِ خُلَّة ٍ صَرَّامُها

واحبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وصرمُهُ*****باقٍ إذا ضلعَتْ وزاغَ قوامُهَا

بِطَليحِ أسْفَارٍ تَرَكْنَ بقيَّة ً*****منها فأحنقَ صُلْبُها وسنامُها

وإذا تغالى لحمُها وتحسَّرتْ*****وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدَامُهَا

فلها هبابٌ في الزِّمامِ كأنَّها*****صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَهَامُها

أو ملمِعٌ وسقَتْ لأحقبَ لاحَهُ*****طَرْدُ الفُحول وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا

يعلوُ بها حدبُ الإكامِ مسحَّجٌ*****قَد رابَهُ عصيانُهَا ووحَامُها

بأحِزَّة ِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَا*****قَفْر المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُهَا

حتى إذا سَلَخَا جُمَادَى ستَّة ً*****جَزءاً فطالَ صِيامُهُ وَصِيَامُها

رَجَعَا بأمرهما إلى ذي مِرَّة ٍ*****حصدٍ، ونجحُ صريمة ٍ إبرامُهَا

ورمى دوابرَهَا السَّفَا وتهيَّجَتْ*****ريحُ المصايِفِ سَوْمُهَا وسِهامُهَا

فتنازعا سَبِطاً يطيرُ ظلالُهُ*****كدخانِ مُشْعَلة ٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا

مشمُولة ٍ غلِثَتْ بنابتِ عرْفَجٍ*****كَدُخَانِ نارٍ سَاطِعٍ أسْنَامُها

فمضى وَقَدَّمَهَا وكانتْ عادة ً*****منه إذا هِيَ عَرَّدَتْ إقدامُها

فتوسَّطا عرضَ السَّريَّ وصدَّعا*****مسجورة ً متجاوراً قُلاَّمُهَا

محفوفة ً وسطَ اليراعِ يُظِلُّها*****مِنه مُصَرَّعُ غَابة ٍ وقِيامُها

أفَتِلْكَ أم وحْشِيَّة ٌ مسبوعَة ٌ*****خذلتْ وهادية ُ الصِّوارِ قِوَامُها

خَنْساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فلمْ يَرِمْ*****عرضَ الشَّقائِقِ طوفُها وبغامُها

لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ*****غُبْسٌ كواسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُها

صَادَفْنَ منها غِرَّة ً فَأصَبْنَهَا*****إنَّ المنايا لا تطيشُ سهامُهَا

باتَتْ وَأسْبَلَ واكفٌ من ديمة ٍ*****يروِي الخمائلَ دائماً تسجامُها

يعدُو طريقة َ متنِهَا متواتِرٌ*****في ليلة ٍ كَفَرَ النُّجومَ غَمَامُهَا

تجتافُ أصْلاً قالِصاً متنبّذاً*****بعجوبِ أنْقاءٍ يميلُ هُيَامُها

وتُضيءُ في وَجْهِ الظلام مُنِيرة ً*****كجمانَة ِ البحريِّ سُلَّ نظامُها

حتى إذا انحسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ*****بكرتْ تزلُّ عن الثَّرَى أزْلامُها

عَلِهَتْ تَرّدَّدُ في نِهاءِ صَعَائِدٍ*****سَبْعاً تُؤاماً كاملاً أيَّامُها

حتى إذا يَئسَتْ وأسْحَقَ حَالِقٌ*****لم يُبلهِ إرْضاعُها وفِطَامُها

وتوجسَّتْ رزَّ الأنيسِ فَرَاعَها*****عن ظهرِ غَيْبٍ، والأنيسُ سَقَامُها

فَغَدَتْ كلا الفَرجَينِ تَحْسَبُ أنَّهُ*****مَولى المخافة خلفُها وأمامُها

حتى إذا يئسَ الرُّماة ُ وأرْسَلُوا*****غضفاً دواجنَ قافلاً أعْصامُها

فَلَحِقْنَ واعتكرتْ لها مَدْرِيَّة ٌ*****كالسَّمهريَّة ِ حَدَّهَا وتَمَامُهَا

لِتذَودَهُنَّ وَأيقنتْ إن لم تَذُدْ*****أن قد أحمَّ مع الحتوفِ حمامُها

فتقصدَتْ منها كَسابِ فضُرِّجتْ*****بدمٍ وغودرَ في المَكَرِّ سُخَامُها

فبتلْكَ إذْ رقَصَ اللوامعُ بالضُّحى*****واجتابَ أردية َ السَّرَابِ إكامُها

أقضي اللُّبانة َ لا أفرِّطُ ريبة ً*****أو أن يلومَ بحاجة ٍ لُوَّامُهَا

أوَلم تكنْ تدري نَوَارُ بأنَّني*****وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُها

تَرَّاكُ أمكنة ٍ إذا لم أرْضَهَا*****أوْ يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها

بل أنتِ لا تدرين كم مِنْ ليلة ٍ*****طَلْقٍ لذيذٍ لَهْوُها ونِدَامُها

قَد بِتُّ سامِرَها، وغَاية تاجرٍ*****وافيتُ إذ رُفِعَتْ وَعَزَّ مُدَامُها

أُغْلي السِّباءَ بكلِّ أدْكَنَ عاتقٍ*****أو جَوْنَة ٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها

بصَبوحِ صافية ٍ وجذبِ كرينة ٍ*****بموَتَّرٍ تأتالُهُ إبهامُهَا

بادرتُ حاجتَها الدّجاجَ بسحرَة ٍ*****لأعَلَّ منها حينَ هبّ نيامُها

وغداة ِ ريحٍ قَدْ وزعتُ وَقَرَّة ٍ*****إذ أصْبَحَتْ بيدِ الشَّمالِ زمامُها

ولقَد حميْتُ الحيَّ تحملُ شِكَّتي*****فرطٌ، وشاحي إذْ غدوتُ لجامُها

فعَلوتُ مرتقباً عَلى ذي هَبْوَة ٍ*****حَرِجٍ إلى أعلامِهِنَّ قَتَامُها

حتى إذا ألْقَتْ يداً في كافرٍ*****وَأجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُها

أسْهلْتُ وانتصَبتْ كجذع منيفَة ٍ*****جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دونها جُرَّامُها

رَفَّعْتُهَا طَرَدَ النَّعامِ وَشَلَّهُ*****حتى إذا سَخِنَتْ وَخَفَّ عظامُها

قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وَأسْبَلَ نَحْرُهَا*****وابتلَّ من زَبَدِ الحمِيمِ حِزَامُهَا

تَرْقَى وَتَطَعْنُ في العِنَانِ وتَنْتَحي*****وِرْدَ الحمَامة إذ أجَدَّ حَمَامُها

وكثيرة ٍ غُرَباؤهَا مَجْهُولَة ٍ*****ترجَى نوافِلُها ويخْشَى ذامُها

غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولِ كأنَّهَا *****جنُّ البديِّ رواسياً أقدامُها

أنكرتُ باطلَها وَبُؤْتُ بحقِّها*****عندي، ولم يَفْخَرْ عليَّ كرامُها

وَجزَورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحتفِها*****بِمَغَالِقٍ مُتَشَابهٍ أجسامُها

أدعُو بهنَّ لعاقِرِ أوْ مطفِلٍ*****بذلَتْ لجيرانِ الجميعِ لحامُها

فالضيفُ والجارُ الجنيبُ كأنّما*****هبَطَا تبالَة َ مخصِباً أهْضَامُها

تأوِي إلى الأطْنابِ كلُّ رذيَّة ٍ*****مِثْلُ البَلِيّة ِ قَالصٌ أهدَامُها

ويكلّلُونَ إذا الرياحُ تناوحَتْ*****خُلُجاً تمدُّ شوارعاً أيْتَامُها

إنّا إذا التقتِ المجَامِعُ لم يَزَلْ *****منّا لِزَازُ عظيمة ٍ جَشّامُها

وَمُقَسِّمٌ يُعْطِي العشيرة َ حَقَّهَا*****وَمُغَذْمِرٌ لحقوقِها هَضَّامُها

فضلاً، وذو كرمٍ يعينُ على النَّدى*****سمحٌ كسُوبُ رغائبٍ غنّامُها

مِنْ معشرٍ سنَّتْ لهمْ آباؤهُمْ*****ولكلِّ قومٍ سُنَّة ٌ وإمامُهَا

لا يَطبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم*****إِذ لا يَميلُ مَعَ الهَوى أَحلامُها

فاقْنَعْ بما قَسَمَ المليكُ فإنّمَا*****قسمَ الخلائقَ بينَنا علاَّمُها

وإذا الأمانة ُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ*****أوْفَى بأوْفَرِ حَظِّنَا قَسّامُهَا

فبنى لنا بيتاً رفيعاً سمكُهُ *****فَسَما إليه كَهْلُهَا وَغُلامُها

وَهُمُ السُّعَاة ُ إذا العشيرة ُ أُفْظِعَتْ*****وهمُ فوارِسُهَا وَهمْ حُكّامُها

وهمُ رَبيعٌ للمُجَاورِ فيهمُ*****والمرملاتِ إذا تطاولَ عَامُها

وَهُمُ العَشيرة ُ أنْ يُبَطِّىء َ حاسدٌ*****أو أن يميلَ معَ العدوِّ لئامُها





أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/fg9mcniq4he)

maryom2009
12/09/2012, 11:44 AM
لهندٍ بأعلامِ الأغَرِّ رسُومُ



لهندٍ بأعلامِ الأغَرِّ رسُومُ******إلى أُحُدٍ كأنَّهُنَّ وُشُومُ

فوقَفٍ فسُلِّيٍّ فأكنافِ ضلفَعٍ*****تربَّعُ فيهِ تارة ً وتقِيمُ

بما قد تحُلُّ الوادييْنِ كِلَيْهما******زنانِيرُ فيها مسكنٌ فتدومُ

ومرْتٍ كظهْرِ التُّرْسِ قفرٍ قطعْتُهُ*****وتحتي خنوفٌ كالعَلاة ِ عقيمُ

عُذَافِرة ٌ حَرفٌ كأن قَتُودَها******تَضَمنَّهُ جَوْنُ السَّراة عَذُومُ

أضرَّ بمسحاجٍ فُتُورُهَا******يَرِنُّ عَليها تَارة ً وَيَصُومُ

يُطَرِّبُ آناءَ النَّهارِ كأنَّهُ*****غَويٌّ سَقَاهُ في التِّجارِ نديمُ

أُمِيلَتْ عليْهِ قرْقَفٌ بابليَّة ٌ******لها بعدَ كأسٍ في العظامِ هميمُ

فرَوَّحَهَا يَقْلُو النِّجَادَ عَشِيَّة ً******أقبُّ كَكَرِّ الأنْدَرِيِّ شَتِيمُ

فأورَدَها مسجورَة ً تحتَ غابة ٍ*****من القُرْنَتَيْنِ واتلأبَّ يحومُ

فلَم تَرْضَ ضَحْلَ الماءِ حتّى تَمَهَّرَتْ*****وِشَاحٌ لها منْ عرْمضٍ وبريمُ

شَفى النَّفْسَ ما خُبِّرتُ مَرَّانُ أزْهفَتْ******ومَا لَقِيَتْ يَوْمَ النُّخَيْل حَريمُ

قبائلُ جعفِيِّ بن سعدٍ كأنّمَا******سقَى جمعَهُم ماءً الزّعافِ منيمُ

تلافتْهُمُ من آلِ كعبٍ عصابَة ٌ******لها مأْقِطٌ يَوْمَ الحفاظِ كريمُ

فتلكمْ بتلكمْ، غيرَ فخرٍ عليكمُ*****وبيتٌ على الأفْلاجِ ثمَّ مُقِيمُ










طَلَل لخولة َ بالرُّسيسِ قديمُ







طَلَل لخولة َ بالرُّسيسِ قديمُ*****



فبِعاقلٍ فَالأنْعَمَيْنِ رُسُومُ




فكأنَّ مَعْرُوفَ الدِّيارِ بِقَادِمٍ*****



فبراقِ غَوْلٍ فالرِّجَامِ وشومُ




أوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألْوَاحِهِـ*****



نَّ الناطقُ المبروزُ والمَخْتومُ




دمنٌ تلاعبتِ الرياحُ برسمِها*****



حتى تنكرَّ نؤْيهَا المهدومُ




أضحَتْ معطلة ً وأصبحَ أهلُها*****



ظعنُوا، ولكنَّ الفُؤادَ سقيمُ




فكأنَّ ظُعْنَ الحيِّ لما أشْرَفَتْ*****



بالآلِ ، وارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزُومُ




نخلٌ كوارِعُ في خليجِ محلمٍ*****



حملتْ فمنها موقِرٌ مكمومُ




سحقٌ يمتعُها الصَّفا وسريُّهُ*****



عمٌّ نواعِمُ بينهنَّ كرومُ




زُجَلٌ ورُفِّعَ في ظِلالِ حُدُوجِها******



بيضُ الخُدود، حديثُهنَّ رخيمُ




بَقَرٌ مَساكِنُهَا مَسارِبُ عَازِبٍ*****



وَارْتَبَّهُنَّ شَقَائِقٌ وَصَرِيمُ




فصرَفْتُ قَصْراً، والشؤونُ كأنَّها*****



غَرْبٌ تَحُثُّ به القَلوصُ هزيمُ




بكرتْ به جُرشِيَّة ُ مقطورَة ٌ*****



تُرْوي المحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ




دهماءُ قد دجَنتْ وأحْنَقَ صُلْبُها*****



وأحالَ فيها الرَّضْحُ والتَّصْرِيمُ




تسنُو ويعجلُ كرَّها متبذِّلٌ*****



شَثْنٌ ، به دَنَسُ الهناءِ ، دَميمُ




بِمُقابِلٍ سَرِبِ المخارِزِ ، عِدْلُهُ*****



قَلِقُ المَحَالَة ِ ، جارنٌ مَسْلُومُ




حتّى تحيَّرَتِ الدِّيارُ كأنها*****



زلفٌ، وألقيَ قتبُها المحزُومُ




لو لا تُسلِّيكَ اللبَانَة َ حرَّة ٌ*****



حَرَجٌ كأحناءِ الغَبيطِ عَقيمُ




حرْفٌ أضرَّ بها السِّفَارُ كأنَّها******



بعد الكَلالِ مُسَدَّمٌ مَحْجُومُ




أو مِسْحلٍ سَنِقٍ عِضَادة َ سَمحجٍ*****



بسرائِها ندبٌ له وكُلُومُ




جَوْنٍ بِصَارة َ أقْفَرَتْ لِمَرَادهِ*****



وخَلا له السُّؤبَانُ فالبُرْعُومُ




وتصيَّفَا بعد الرّبيع وأحْنَقَا******



وَعَلاهُما مَوْقُودُهُ المَسْمُومُ




منْ كلّ أبْطحَ يخفيانِ غميرَهُ******



أوْ يرتعانِ، فبارضِ وجميمُ




حتَى إذا انْجَرَدَ النَّسيلُ كأنَّهُ*****



زغبٌ يطيرُ كرسفٌ مجلُومُ




ظلَّتْ تخالجُهُ وظلَّ يحُوطُهَا******



طَوْراً ويَرْبَأُ فَوقَها ويَحُومُ




يُوفِي وَيَرْتَقِبُ النِّجَادَ كأنَّهُ******



ذو إرْبَة ٍ كلَّ المرامِ يرومُ




حتّى تهجَّرَ في الرَّواحِ وهاجهُ*****



طلبُ المعقِّبِ جقَّهُ المظلُومُ




قرِباً يشجُّ بها الخروقَ عشيّة ً*****



ربذٌ كمقلاة ِ الوليدِ شتيمُ




وإذا ترِيدُ الشأوَ ويُدرِكُ شأْوهَا*****



معجٌ كأنَّ رجيعهُنَّ عصِيمُ




شداً ومرفوعاً يقربُ مثلُهُ******



للوردِ لا نفقٌ ولا مسؤومُ




فَتَضَيَّفَا ماءً بِدَحْلٍ سَاكناً*****



يستنُّ فوقَ سراتهِ العُلجُومُ




غَللاً تضمَّنَهُ ظِلالُ يراعة ٍ******



غَرْقَى ضفادِعُهُ لهنَّ نئيمُ




فَمَضَى وَضَاحِي الماءِ فَوْقَ لَبَانِهِ******



ورمَى بها عُرْض السَّرِيّ يعُومُ




فبتلكَ أقضي الهمَّ، إنَّ خِلاجَهُ******



سَقَمٌ ، وإنّي لِلْخِلاجِ صَرُومُ




طَعنٌ إذا خِفْتُ الهوانَ بِبَلْدَة ٍ*****



وَأخُو المضَاعِفِ لا يَكَادُ يَرِيمُ




وَمَسَارِبٍ كالزَّوْجِ رَشَّحَ بَقْلَها*****



صُهْبٌ دوَاجنُ صَوْبَهُنَّ مُديمُ




قدْ قُدتُ في غَلَسِ الظلام ، وطيرُهُ*****



عُصَبٌ على فَنَنِ العِضَاهِ جُثُومُ




غَرْباً لَجُوجاً في العِنَانِ إذا انتحى*****



زبدٌ على أقرابِهِ وحميمُ




إنّي امرؤٌ مَنَعَتْ أرُومَة ُ عامرٍ******



ضيمي وقد جنفتْ عليَّ خصُومُ




جهدوا العداوة َ كلَّها فأصدَّها******



عنَي مَنَاكِبُ ، عِزُّها معلُومُ




منها حُوَيٌّ والذُّهابُ وَقَبْلَهُ******



يَوْمٌ بِبُرْقَة رَحْرَحَانَ كريمُ




وَغَداة َ قَاعِ القُرْنَتَيْنِ أتَيْنَهُمْ*****



رَهْواً يلُوحُ خِلالَهَا التَّسْويمُ




بِكَتائِبٍ تَرْدِي تَعَوَّدَ كَبْشُها*****



نطحَ الكباشِ، كأنَّهنَّ نجومُ




نمضي بها حتى تصيبَ عدوَّنا*****



وَتُرَدَّ ، منها غانِمٌ وَكَليمُ




وترى المسوَّمَ في القِيادِ كأنَّهُ*****



صَعلٌ إذا فقدَ السِّباقَ يَصُومُ




وكتيبة ُ الأحْلافِ قد لاقَيْتُهُمْ******



حيث استفاضَ دكادكٌ وقصيمُ




وعشِيَّة َ الحَوْمانِ أسْلَمَ جُنْدَهُ******



قيسٌ، وأيْقَنَ أنّهُ مهزُومُ




ولقد بَلَتْ يومَ النُّخيلِ وقبْلَهُ*****



مَرَّانُ من أيّامنا وحريمُ




مِنَّا حُماة ُ الشِّعْبِ يوْمَ تَوَاكلتْ*****



أسَدٌ وّذُبْيانُ الصَّفا وتَمِيمُ




فارتَثَّ كَلْماهُمْ عَشيَّة هَزْمهُمْ******



حيٌّ بِمُنْعَرَجِ المَسيلِ مُقيمُ




قَوْمي أوُلئك إنْ سألتِ بِخيمِهِمْ******



ولكلِّ قومٍ في النوائبِ خِيمُ




وإذا شَتَوا عادَتْ على جيرانِهِمْ******



رُجُحٌ تُوَفِّيها مَرَابِعُ كُومُ




لا يجْتَويها ضَيْفُهُمْ وفقيرهُمْ******



ومدفَّعٌ، طَرَقَ النُّبُوحِ، يتيمُ




ولهمْ حُلومٌ كالجبالِ، وسادة ٌ******



نُجُبٌ ، وَفَرْعٌ ماجِدٌ وأرومُ




وإذا تواكلتِ المقانبُ لم يَزَلْ******



بالثَّغرِ منّا منسرٌ وعظيمُ




نسمُو بهِ ونفلُّ حدَّ عدوِّنا******



حتى نؤوبَ، وفي الوُجوه سُهومُ









http://go.3roos.com/fg9mcniq4he

maryom2009
13/09/2012, 01:04 PM
رَأتْنِي قَدْ شَحَبْتُ وَسَلَّ جسمي



رَأتْنِي قَدْ شَحَبْتُ وَسَلَّ جسمي******طِلاَبُ النازحاتِ مِنَ الهمومِ

وكَم لاقيتُ بَعْدَكِ مِنْ أُمورٍ*****وأهوالٍ أشدُّ لها حزِيمي

أُكَلِّفُها وَتَعْلَمُ أنّ هَوْئِي*****يُسَارِعُ فِي بُنَى الأمْر الجسيمِ

وخصمٍ قَدْ أقمتُ الدَّرْءَ مِنْهُ*****بلا نَزِقِ الخِصَامِ ولا سَؤومِ

ومولى ً قَدْ دفعتُ الضَّيْمَ عَنْهُ*****وقد أمسى بمنزلة ِ المَضيمِ

وَخَرْقٍ قَدْ قَطَعتُ بِيَعْملاَتٍ******مُمَلاَّتِ المناسمِ واللّحومِ

كساهُنَّ الهواجرُ كلَّ يومٍ******رجيعاً بالمغابِنِ كالعصيمِ

إذا هَجَدَ القَطَا أفْزَعْنَ مِنْهُ*****أوَامِنَ في مُعَرَّسه الجُثُومِ

رَحَلْنَ لشُقَّة ٍ وَنَصَبْنَ نَصْباً*****لِوَغْراتِ الهواجِر والسَّمُومِ

فكنَّ سَفيِنَها وَضَرَبْنَ جَأْشاً*****لخَمْسٍ في مُلَجِّجَة ِ أَزُومِ

أجَزْتُ إلى مَعَارِفِها بِشُعْثٍ*****وأطلاح من العيديِّ هيمِ

فخضْنَ نياطَهَا حتى أُنيخَتْ*****على عافٍ مدارِجُهُ سَدَومِ

فَلاَ وأبِيكَ مَا حيٌّ كحيٍّ*****لِجارٍ حلَّ فيهمْ أوْ عديمِ

ولا للضيف إنْ طرقتْ بليلٌ*****بأفنانِ العِضَاهِ وبَالهَشِيِمِ

وَرَوُحِّتِ اللِّقَاحُ بِغَيْرِ دَرٍّ*****إلى الحُجُرَاتِ تُعْجِلُ بالرَّسِيمِ

وَخَوَّدَ فَحْلُها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ*****بدارَ الرِّيحِ، تخويدَ الظَّليمِ

إذا ما دَرُّهَا لم يَقْرِ ضيفاً******ضَمِنَّ لهُ قِراهُ من الشُّحومِ
فَلا نَتَجَاوَزُ العَطِلاَتِ مِنها*****إلى البكرِ المقاربِ والكزومِ
ولَكِنَّا نُعِضُّ السيفَ مِنهَا*****بأسوقِ عافياتِ اللحم كُومِ

وكَم فينا إذا ما المحلُ أبْدى*****نحاس القومِ من سمحِ هضومِ

يُبَاري الريحَ لَيس بِجانَبِيٍّ*****وَلا دَفِنٍ مُرُوءَتُهُ، لئيمِ

إذا عُدَّ القَديمُ وجدتَ فِينَا*****كرائمَ مَا يعدُّ مِن القديم

وجدتَ الجاهَ والآكالَ فِينا******وعاديَّ المآثر والأرومِ





سَفَهاً عَذَلْتِ وقلتِ غَيْرَ مُليمِ





سَفَهاً عَذَلْتِ وقلتِ غَيْرَ مُليمِ*****وبكاكِ قدماً غيرُ جِدِّ حكِيمِِ

أُمَّ الوليدِ ومَنْ تكوني همَّهُ*****يصبحْ وليسَ لِشأنهِ بحلِيمِِ

آتي السَّدَادَ فإن كرهتِ جنابَنَا*****فَتَنَقَّلِي في عامرٍ وتَمِيمِ

لا تأْمُرِيني أنْ أُلامَ فإنَّني*****آبَى وأكْرهُ أمْرَ كلِّ مُليمِ

أوَلَمْ تَرَيْ أنَّ الحوادثَ أهلكتْ*****إرَماً ورامَتْ حِمْيَراً بِعَظِيمِ

لو كان حيٌّ في الحياة ِ مُخَلَّداً*****في الدهر ألْفَاهُ أبُو يَكْسُومِ

والحارثانِ كلاهُما ومحرِّقٌ*****والتُّبَّعَانِ وفارسُ اليَحْمُومِ

والصَّعْبُ ذو القرنين أصبحَ ثاوياً*****بالحِنْوِ في جدَثٍ، أميمَ، مقيمِ

وتزعنَ من داودَ أحسنَ صُنعِهِ*****ولقَد يَكونُ بِقُوَّة ٍ وَنَعيمِ

صنعَ الحديدَ لحفْظِهِ أسرَادَهُ*****لِينَالَ طُولَ العيشِ، غَيْرَ مَرُومِ

فكأنَّما صادفْنَهُ بمضيعة ٍ******سَلَماً لهنَّ بواجِبٍ معزُومِ

فدعي الملامة َ ويبَ غيركِ إنَّهُ******ليسَ النّوالُ بلومِ كلِّ كريمِ

ولقد بلوتُكِ وابتليْتِ خليقَتي******ولقَد كفَاكِ مُعَلِّمي تَعْليمي

وعظيمة ٍ دافعْتُهَا فتحولَّتْ******عنِّي فَلَمْ أدْنَس وَصَحَّ أديمي

في يومِ هيجَا فاصطليتُ بِحَرِّها*****أوْ في غَدَاة ِ تَحَافُظٍ وَخُصُومِ

ومبلِّغٍ يومَ الصُّراخِ مندِّدٍ******بعنانِ دامية ِ الفُروج كليمِ

فرَّجتُ كربَتَهُ بضربَة ِ فيصَلٍ*****أو ذاتِ فرغٍ بالدِّماءِ رَذُومِ

أوْ عازبٍ جادَتْ عَلى أرْوَاقِهِ*****خلقَاءُ عاملة ٌ وركْضُ نجومِ

مَرَتِ الجنوبُ لَهُ الغَمامَ بوابلٍ*****وَمُجَلْجَلٍ قَرِدِ الرَّبَابِ مُدِيمِ

حتَى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بِفَاخِرٍ*****قصِفٍ، كألوانِ الرِّحَال، عميمِ

هَمَلٌ عشائِرُهُ على أوْلادِهَا******من راشحٍ مُتَقَوِّبٍ وَفَطِيمِ

أُدْمٌ مُوَشَّمَة ٌ وَجُونٌ خِلْفَة ً******وَمَتى تَشأْ تَسْمَعْ عِرَارَ ظَلِيمِ

بِكَثيبِ رابية ٍ قليلٍ وَطْؤهُ******يعتادُ بَيْتَ مُوَضَّعٍ مركُومِ

وَيَظَلُّ مُرْتَقِباً يُقَلِّبُ طَرْفَهُ******كعريشِ أهل الثَّلَّة ِ المَهْدُومِ

باكَرْتُ في غَلَسِ الظَّلامِ بصْنتُعٍ*****طِرْفِ كعالِية القناة ِ سليمِ

ولقَد قطعْتُ وصِيلة ً مجرودَة ً******يبكِي الصَّدَى فيها لِشجوِ البُومِ

بِخَطِيرة ٍ تُوفي الجديلَ سَرِيحَة ٍ******مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْتَهُ بعَصِيمِ

أُجُدِ المرَافِقِ حرَّة ٍ عيرَانة ٍ******حَرَجٍ ، كَجَفنِ السيفِ ، غيرِ سؤومِ

تعدُو إذا قلقَتْ عَلى متنصِّبٍ*****كالسَّحْلِ في عاديَّة ٍ دَيْمُومِ

سبْطٍ كأعناقِ الظِّباء إذا انْتَحَتْ******ينسَلُّ بين مَخَارِمٍ وَصَرِيمِ

يهوِي إلى قصبٍ كأنَّ جمامَهُ******سملاتُ بولٍ أغليتْ لسَقيمِ

وجناءُ تُرْقِلُ بَعْد طُول هِبَابِها******إرقالَ جأْبٍ مُعْلَمٍ بِكُدُومِ

جَوْنٍ تَرَبَّعَ في خَلَى وَسْمِيَّة ٍ******رَشَفَ المناهِلَ ، ليس بالمظلُومِ








أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/fg9mcniq4he)

maryom2009
13/09/2012, 01:16 PM
لَمّا أتَانِي عَنْ طُفَيْلٍ وَرَهْطِهِ






لَمّا أتَانِي عَنْ طُفَيْلٍ وَرَهْطِهِ*****هُدُوءاً فباتَتْ غُلَّة ُ في الحَيَازِمِ

دَرَى باليساري جَنَّة ً عبقريَّة ً*****مُسَطَّعَة َ الأعنَاقِ بُلْقَ القَوَادِمِ

نَشِيلٌ منَ البيضِ الصوارم بَعْدَما*****تفضَّض عن سيلانِهِ كلُّ قائمِ

كميشُ الإزارِ يَكْحَلُ العَيْنَ إثْمِداً*****سُرَاهُ ، وَيُضْحِ مُسْفِراً غَيرَ وَاجِمِ








بَكَتْنَا أرْضُنَا لمَا ظَعَنّ



ا بَكَتْنَا أرْضُنَا لمَا ظَعَنّا******وحَيَّتنَا سُفَيْرَة ُ والغَيَامُ

محلُّ الحيِّ إذْ أمْسَوْا جميعاً******فأمْسَى اليومَ ليس بِه أنَامُ

أنِفْنَا أنْ تحلَّ بهِ صُدَاءٌ******وَنَهْدٌ بَعْدَما انسلخَ الحَرَامُ

ولو أدْرَكْنَ حيَّ بني جَرِيٍّ******وتيمَ الللاتِ نفِّرَتِ البِهَامُ

بكلِّ طِمِرَّة ٍ وأقَبَّ نَهْدٍ******يَفِلُّ غُرُوبَ قارِحِهِ اللِّجَامُ

وكلِّ مثقّف لدْنٍ وعضبٍ******تذرُّ على مضاربهِ السِّمامُ

يُكَسِّرُ ذابلَ الطَّرْفاءِ عنها******بجَنْبِ سويقَة َ النَّعَمُ الرُّكامُ










لستُ بِغَافرٍ لِبَني بَغِيضٍ



لستُ بِغَافرٍ لِبَني بَغِيضٍ*****سفاهتهمْ ولا خطلَ اللسانِ

سآخذُ من سَراتِهِمُ بعرضِي*****وليسُوا بالوَفَاءِ ولا المُدَاني

فإنَّ بَقِيَّة َ الأحسابِ مِنّا*****وَأصحابَ الحمالة ِ والطِّعَانِ

جراثيمٌ مَنَعْنَ بَياضَ نَجْدٍ*****وأنْتَ تُعَدُّ في الزَّمَع الدَّوَاني









عفَا الرَّسمُ أمْ لا، بعدَ حولٍ تجرمَا



عفَا الرَّسمُ أمْ لا، بعدَ حولٍ تجرمَا*****لأسْماءَ رَسْمٌ كالصَّحيفة ِ أعجَما

لأسماءَ إذْ لمّا تفتنَا ديارهَا*****ولم نَخْشَ مِنْ أسْبابِهَا أنْ تَجَذَّمَا

فَدَعْ ذا وَبَلِّغْ قَوْمَنَا إنْ لَقِيتَهُمْ*****وهل يخطئنَّ اللومُ منْ كانَ ألْوَما

مَوَالِيَنَا الأحْلافَ عَمْرَو بنَ عامرٍ******وآلَ الصموتِ أنْ نُفاثة ُ أحْجَمَا

كلا أخَوَيْنَا قَدْ تَخَيَّرَ مَحْضراً******من المُنْحَنَى مِنْ عَاقِلٍ ثمَّ خَيَّمَا

وَفَرَّ الوحيدُ بَعْدَ حَرْسٍ وَيَوْمِهِ******وحَلَّ الضِّبابُ في عليٍّ بنِ أسْلَما

وودَّعَنا بالجلهتينِ مساحِقٌ******وصاحَبَ سيّارٌ حِماراً وَهَيْثَما

وحيَّ السواري إنْ أقولُ لجمعهِمْ******على النأْيِ إلاَّ أنْ يُحَيَّ ويسلمَا

فلما رأينا أن تُركنَا لأمرِنَا******أتيْنَا التي كانَتْ أحَقَّ وَأكْرَما

وقُلْنا انتظارٌ وائتِمَارٌ وَقُوَّة ٌ******وَجُرْثُومَة ٌ عاديَّة ٌ لَنْ تَهَدَّمَا

بحمدِ الإلهِ ما اجْتباهَا وأهلهَا*****حميداً ، وقبلَ اليوم مَنَّ وَأنْعَمَا

وقُل لابنِ عمرٍو ما ترى رأْيَ قومكمْ*****أبا مُدْرِكٍ لَوْ يَأْخُذُونَ المُزَنَّما

وَنَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَة ٍ*****صليبٌ إذا ما الدهرُ أجشم مُعظِمَا

وَنَحْنُ سَعَيْنا ثمّ أدْرَكَ سَعْيَنَا******حُصَيْنُ بنُ عَوْفٍ بعدما كانَ أشْأَما

وفكَّ أبَا الجَوَّابِ عمرُو بنُ خالدٍ******وما كانَ عنْهُ ناكِلاً حيثُ يمَّمَا

ويومَ أتانا حيُّ عروة َ وابنِه******إلى فاتكٍ ذي جُرْأة ٍ قَدْ تَحَتَّمَا

غداة َ دعاهُ الحارثانِ ومسهرٌ******فَلاقَى خَلِيجاً واسعاً غَيْرَ أخْرَما

فإن تذكروا حسنَ الفروضِ فإننَا*****أبانَا بأنواح القريطَين مأتمَا

وإمّا تَعُدُّوا الصالحاتِ فإنني******أقُولُ بها حتى أمَلَّ وأسْأمَا

وإنْ لم يكنْ إلا القتالُ فإننَا******نُقاتِلُ مَنْ بين العَرُوضِ وَخَثْعَمَا

أبى خَسْفَنَا أنْ لا تَزَالُ رُوَاتُنَا*****وأفراسُنَا يَتْبَعْنَ غَوْجاً مُحَرَّمَا

يَنُبْنَ عَدُوّاً أوْ رَوَاجعَ منهُمُ******بَوانيَ مجداً أو كواسبَ مغنَما

وَإنّا أُناسٌ لا تَزَالُ جيَادُنَا******تَخُبُّ بأعضاد المطيِّ مُخدَّما

تَكُرُّ أحَاليبُ اللَّديد عَلَيْهمُ******وَتُوفى جِفانُ الضَّيْف مَحْضاً مُعَمَّما

لَنَا مَنْسَرٌ صَعْبُ المَقَادَة فَاتِكٌ******شُجَاعٌ إذا ما آنسَ السِّرْبَ ألْجَمَا

نُغيرُ بهِ طَوْراً وطوراً نَضُمّهُ******إلى كُلِّ مَحبوك من السَّرْو أيْهَمَا

وَنَحْنُ أزَلْنَا طيِّئاً عَنْ بلاَدنَا******وَحلْفَ مُرَادٍ منْ مَذَانب تَحْتمَا

ونَحْنُ أتَيْنَا حَنْبَشاً بابن عَمِّه******أبا الحصن إذْ عافَ الشرابَ وأقسَما

فأبْلِغْ بَني بكرٍ إذا مَا لَقيتَهَا******عَلى خَيرَ ما يُلْقَى به مَنْ تَزَغَّمَا

أبُونَا أبُوكُمْ والأواصِرُ بَيْنَنَا******قريبٌ، ولم نأْمُرْ منيعاً ليأثَمَا

فإن تَقْبلُوا المعْرُوفَ نَصبرْ لحَقِّكُمْ******ولن يَعدَمَ المعروفُ خُفّاً وَمَنْسِمَا

وإلاّ فَمَا بالمَوت ضُرٌّ لأهْله******ولم يُبقِ هذا الدهرُ في العيش مندمَا








أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/8ipqu8tu2cs)

maryom2009
13/09/2012, 01:46 PM
لما دعاني عامرٌ لأسبهمْ






لما دعاني عامرٌ لأسبهمْ******


أبَيْتُ وَإنْ كان ابنُ عَيْساءَ ظَالمَا




لكَيْمَا يكونَ السَّنْدَريُّ نَديدَتي*****

وأجعلَ أقواماً عموماً عماعمَا






وَأنْبُشَ منْ تَحْتِ القُبُورِ أُبُوَّة ً*****

كراماً همُ شدُّوا عليَّ التمائِمَا






لَعِبْتُ على أكْتافِهِمْ وَحُجُورِهمْ*****

وليداً وسمَّوْني مفيداً وعاصِما






بَلَى : ايُّنَا ما كانَ شرّاً لمالكٍ******

فَلا زالَ في الدُّنيا مَلُوماً ولائِمَا















غشيتُ ديارَ الحيِّ بالسبُعانِ



غشيتُ ديارَ الحيِّ بالسبُعانِ******كما البدْرُ فالعينانِ تبتدرانِ

مَنازِلُ مِنْ بِيضِ الخُدُودِ كأنَّهَا*****نعاجُ المَلاَ مِنْ مُعْصِرٍ وعوانِ

وإنِّي لأعطِي المالَ مَنْ لا أوَدُّهُ*****وألْبَسُ أقواماً على الشَّنَآنِ

ومُسْتخْبِرٍ عنِّ يودُّ لو أنَّنِي*****شَرِبْتُ بِسَمٍّ ريقَتِي فَقَضَاني

وّذِي لُطُفٍ لو كانَ يَعْلَمُ أنَّهُ******شفَائي دمٌ مِنْ جَوْفِهِ لَشَفَاني










ألاَ ذَهَبَ المُحافِظُ والمُحامِي




ألاَ ذَهَبَ المُحافِظُ والمُحامِي*****وَمَانعُ ضَيْمِنَا يَوْمَ الخِصَامِ

وأيقنتُ التفرُّقَ يومَ قالوا*****تُقُسِّمَ مَالُ أرْبَدَ بالسِّهامِ

وأرْبَدُ فارسُ الهَيْجَا إذا ما*****تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بِالْخِيَامِ

تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعاً*****وَوِتْراً والزَّعَامَة ُ لِلْغُلامِ

كأنَّ هِجانَهَا، مُتَأبِّضَاتٍ******وفي الأقرانِ، أصورَة ُ الرُّعامِ

وقدْ كان المُعصَّبُ يعتفيهَا*****وَتُحْبَسُ عِنْدَ غاياتِ الذِّمامِ

على فَقْدِ الحَرِيبِ إذا اعْتَرَاها*****وعند الفضْلِ في القحمِ العظامِ

خُبَاسَاتُ الفوارسِ كلَّ يومٍ*****إذا لم يُرْجَ رِسْلٌ في السَّوَامِ

إذا ماتَعْزُبُ الأنعامُ راحَتْ*****عَلى الأيْتَام والكَلِّ العِيَام

فيحمدُ قدرَ أربدَ مَنْ عَرَاهَا*****إذا ما ذُمَّ أربَابُ اللِّحامِ

وجارتُهُ إذا حلَّتْ إليْهِ******لها نَفَلٌ وَحَظٌّ في السَّنَامِ

فإنْ تَقَعُدْ فَمُكْرَمَة ٌ حَصَانٌ******وإن تظعنْ فمحسنة ُ الكلامِ

وإنْ تشرَبْ فنعم أخُو النَّدامى******كريمٌ ماجدٌ حُلْوُ النِّدامِ

وفتيانٍ يَرَوْنَ المجدَ غُنْماً******صَبَرْتَ لحقِّهِم لَيْلَ التَّمامِ

وإنْ بَكَرُوا غَدَوْتَ بمسمعِاتٍ*****وأدْكَنَ عاتقٍ جَلْدِ العِصَامِ

له زَبَدٌ على الناجُودِ وَرْدٌ******بماءِ المُزْنِ مِن رِيقِ الغَمَامِ

إذا بَكَرَ النساءُ مُرَدَّفَاتٍ******حواسرَ لا يُجئنَ على الخدامِ

يرينَ عصائِباً يركُضْنَ رهواً******سوابقهنَّ كالرجْل القيامِ

كأنَّ سِرَاعَهَا مُتَوَاتِرَاتٍ*****حَمَامٌ باكِرٌ قَبْلَ الحَمَامِ

فَوَاءلُ يَوْمَ ذلك مَنْ أتَاهُ******كما وَألَ المُحِلُّ إلى الحَرَامِ

بضربة ِ فيصلٍ تركتْ رئيساً******على الخدَّينِ ينحطُ غيرَ نامِ

وكُلِّ فريغة ٍ عجلى رَمُوحٍ******كَأنَّ رَشَاشَهَا لَهَبُ الضِّرامِ

تَردُّ المرءَ قَافِلَة ً يَدَاهُ******بعامِلِ صعدَة ٍ والنَّحْرُ دامي

فودِّعْ بالسَّلام أبَا حُزيز******وقَلَّ وداعُ أرْبَدَ بالسلامِ

يفضِّلُهُ شتاءَ الناسِ مجدٌ******إذا قُصِرَ الستورُ على البِرامِ

فَهَلْ نُبِّئتَ عَنْ أخَوَيْنِ دَاما******على الأيّام إلاَّ ابْنَي شَمَامِ

وإلاَّ الفَرْقَدَيْنِ وآلَ نَعْشٍ*****خَوَالِدَ ما تَحَدَّثُ بانْهِدَامِ


وكنتَ إمامَنا ولَنا نِظاماً*****وكان الجَزْعُ يُحْفَظُ بالنِّظَامِ

وليسَ الناسُ بعدَكَ في نقيرٍ*****ولا هُمْ غَيْرُ أصْدَاءٍ وَهَامِ

وإنَّا قَدْ يُرَى ما نَحْنُ فيه*****وَنُسْحَرُ بالشرابِ وبالطعامِ

كما سُحِرَتْ بِه إرَمٌ وعَادٌ******فأضْحَوْا مثْلَ أحْلامِ النِّيامِ







أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي لبيد بن ربيعة العامري (http://go.3roos.com/8ipqu8tu2cs)

maryom2009
13/09/2012, 06:27 PM
دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأبَانِ








دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأبَانِ*****وتقادمتْ بالحبسِ فالسوبَانِ
فنعافِ صارة َ فالقَنانِ كأنَّها*****زُرُرٌ يُرجِّعها وليد يمانِ
مُتعودٌ لحنٌ يعيدُ بكفِّهِ******قلمَاً على عُسُبٍ، ذبُلْنَ، وَبانِ
أو مُسْلَمٌ عَمِلَتْ له عُلْوِيَّة ٌ******رصنَتْ ظُهورَ رواجِبٍ وبَنانِ
للحنظلية ِ أصبحتْ آياتُها*****يبرقنَ تحتَ كنهبل الغلانِ
خَلَدَتْ ولم يَخْلُدْ بها مَنْ حَلَّها*****وتبدَّلتْ خيطاً من الأحدانِ
والخَاذِلاتُ مَعَ الجآذِرِ خِلْفَة ً*****والأدُمُ حانية ٌ معَ الغِزلانِ'
فصددْتُ عنْ أطلالِهنَّ بجسرة ٍ*****عَيْرَانَة ٍ كالعَقْرِ ذِي البُنْيانِ
فقدرتْ للوردِ المغلِّسِ غُدْوة ً******فوردْتُ قبلَ تَبيُّنِ الأوانِ
سُدُماً قديماً عهْدُهُ بأنيسِهِ******من بينِ أصفرَ ناصعٍ ودِفَانِ
فَهَرَقْتُ أذْنِبَة ً على مُتَثَلِّمٍ*****خَلقٍ بِمُعْتَدِلٍ منَ الأصْفَانِ
فتَغمَّرَتْ نَفساً وَأدْركَ شَأْوُهَا*****عُصَبَ القَطا يَهْوِينَ للأذْقانِ
فثنيتُ كفّي والقرابَ ونُمْرُقي*****ومكانَهُنَّ الكورُ والنِّسْعَانِ
كسَفينَة ِ الهنديِّ طابقَ دَرْءَهَا*****بسَقائفٍ مَشْبُوحَة ٍ وَدِهَانِ
فالتَامَ طائقُها القديم فأصْبَحَتْ*****ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْءَهَا رِدْفَانِ
فكأنَّها هي يَوْمَ غِبِّ كَلاَلِهَا*****أوْ أسْفَعُ الخدّيْنِ شاة ُ إرَانِ
حَرِجٌ إلى أرْطَاتِهِ، وتَغَيَّبَتْ*****عنْهُ كواكبُ ليلة ٍ مِدْجَانِ
يَزَعُ الهَيَامُ عن الثَّرى ، وَيَمُدُّهُ*****بطْحٌ تهايلُهُ على الكُثْبانِ
فتداركَ الإشراقُ باقي نَفسِهِ*****مُتَجَرِّداً كالمائح العُرْيَانِ
لو كانَ يزجُرُها لقد سَنَحتْ له*****طَيْرُ لاشِّياحِ بغمرة ٍ وطِعانِ
فَعَدَا على حَذَرٍ مُوَرَّثُ عُدَّة ٍ******يهتزُّ فوقَ جبينِهِ رُمحانِ
حتّى أُشِبَّ له ضِرَاءُ مُكَلِّبٍ******يسعَى بهنَّ أقَبُّ كالسِّرحانِ
فَحَمَى مَقَاتِلَهُ وذادَ بِرَوْقِهِ*****حمْيَ المُحارِبِ عورة َ الصُّحبانِ
شَزْراً على نَبْضِ القلوب وَمُقْدِماً*****فَكأنَّما يَخْتَلُّهَا بِسِنَانِ
حتى انجلتْ عنهُ عماية ُ نفرِهِ*****فكأنَّ صَرْعَاها ظُرُوفُ دِنَانِ
فاجتازَ مُنْقَطَعَ الكثيبِ كأنَّهُ*****نِصْعٌ جَلَتْهُ الشمسُ بَعْدَ صِوانِ
يَمْتَلُّ مَوْفوراً وَيَمْشِي جانِباً*****ربذاً يُسْلَّى حاجة َ الخشيانِ
أفَذَاكَ أمْ صَعْلٌ كأنّ عِفَاءَهُ*****أوزاعُ ألقاءٍ على أغصانِ
يُلقي سقيطَ عفائِه مُتقاصراً******للشدِّ عاقدَ منكبٍ وجرانِ
صعلٌ كسافلة ِ القناة ِ وظيفُهُ*****وكأنَّ جُؤْجُؤهُ صفيحُ كرانِ
كَلِفٌ بعارِيَة ِ الوَظِيفِ شِمِلَّة ٍ*****يمشي خلالَ الشرْيِ في خيطانِ
ظلّتْ تتبَّع مِن نهاءِ صعائدٍ*****بينَ السَّليل ومدفَع السُّلاَّنِ
سَبَداً من التَّنُّومِ يخبطهُ الندى*****وَنَوادِراً مِنْ حَنْظَلِ الخُطْبانِ
حتى إذا أفدَ العشيُّ تروحَا*****لِمَبِيِتِ رِبْعِيِّ النِّتاج هجَانِ
طالتْ إقامته وغيَّرَ عهدَهُ******رِهَمُ الرَّبيع بِبُرْقَة ِ الكَبَوَانِ











أُنْبئْتُ أنَّ أبَا حَنِيـ









أُنْبئْتُ أنَّ أبَا حَنِيـ*****

ـفٍ لا منِي في اللائمينا


أبُنَيَّ هلْ أحْسَسْتَ أعْـ*****
ـمامِي بني أمِّ البنينا


وأبي الذي كان الأرا*****
ملُ في الشتاءِ لهُ قطينَا


وَأبُو شُرَيحٍ والمُحَا*****
مي في المضيقِ إذا لَقينَا


الفتيَة ُ البِيضُ المصَا*****
لتُ أشءبَعُوا حَزماً ولِينا


ما إنْ رأيتُ ولا سَمعْـ*****
ـتُ بِمِثْلِهِمْ في العالمينا


لم تبقَ أنفسهمْ وكا******
نُوا زِينَة ً للنّاظرِينَا


فلئنْ بعثتُ لهمْ بُغَا*****
ة ً ما البُغَاة ُ بِوَاجِدِينَا


فَمَكَثْتُ بَعْدَهُمُ وَكُنْـ*****
تُ بطولِ صُحبتهمْ ضَنينا


ذَرْني وما ملكَتْ يَمِيـ*****
ـني إنْ رَفَعْتُ بِهِ شؤونا


وافْعَلْ بمالِكَ ما بَدا*****
لَكَ ، إنْ مُعَاناً أو مُعِينَا


واعْفِفْ عن الجاراتِ وامنَحْـ*****
ـهُنَّ مَيْسِرَكَ السَّمينا


وابْذُلْ سَنَامَ القِدْرِ إ*****
نَّ سواءَها دُْماً وجُونا


ذا القدرَ إنْ نضِجتْ وعجِّـ*****
ـلْ قبلهُ ما يشتوينا


إنَّ القُدُورَ لَوَاقِحٌ*****
يُحْلَبْنَ أمْثَلَ ما رُعِينَا


وإذا دَفَنْتَ أباكَ فَاجـ*****
ـعـَلْ فَوْقَهُ خَشَباً وطِينا


وَصَفائحاً صُمّاً رَوَا******
سيهَا يُسدِّدْنَ الغُضونَا


لِيَقِينَ وَجْهَ المرءِ سَفْـ******
ـسَافَ الترابِ ولَنْ يقينا


ثمّ اعتبرْ بِثناءِ رهـ******
ـطِكَ ، إذْ ثَوَى جدثاً جنينا


وَتَراجَعُوا غُبْرَ المرا******
فِقِ مِنْ أخيهمْ يائِسينا


تلك المكارمُ إن حفظْـ*****
ـتَ فلن تُرَى أبَداً غَبينا


في رَبْرَبٍ كَنِعَاجِ صَا*****
رَة َ يبتئسْنَ بمَا لَقينَا


مُتَسَلبَات في مُسُو*****
ح الشَّعرِ أبكاراً وعُونَا


وحذرتُ بعدَ الموتِ، يوْ******
مَ تَشينُ أسْمَاءُ الجَبِينَا










انتهى




http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=289&r=&start=45 (http://go.3roos.com/8ipqu8tu2cs)



الشعر الجاهلي / لبيد بن ربيعة (http://go.3roos.com/h7dcf5229b3)

maryom2009
13/09/2012, 06:58 PM
ديوان لبيد بن ربيعة




مصنف هذا الديوان هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية.. وينتهي نسبه عند مضر.


أبوه جواد كريم لقب: بربيعة المقترين، وأمه تامرة بنت زنباع العبسية، إحدى بنات جذيمة بن رواحة.


نشأ لبيد يتيماً في أثر مقتل والده يوم ذي علق، فتكفله أعمامه، وكان إذاك يبلغ التاسعة من عمره، ولقي لديهم من الرخاء والسعة في العيش ما لم يتوقعه لنفسه.


ولم يدم له ذلك حيث وقع بين أسرتين من بني عامر خلاف شتت شملهما.




وحينما بلغ لبيد من الشباب ذروة اندفع إلى مجالسة الملوك ومنادمتهم حباً بما هم فيه وطموحاً لنيل حظوة لديهم، فكان أول من قصد النعمان بن منذر وله في مجالسته قصص نقلتها كتب الأدب.

ويبدو أن لبيداً في هذه الفترة من شبابه كان مقبلاً على لذائذ الحياة، يصيب منها ما أراد إلى أن أظهر الإسلام، فقد تبدلت حياته رأساً على عقب وكان ممن خف للإسلام، فدخل فيه وناصره وهاجر وحسن إسلامه.


ويذكر أبو الفرج في الأغاني أن لبيداً كان ممن عمروا طويلاً، فيقال: إنه عمر مائة وخمساً وأربعين سنة.

أما وفاته، فقيل: إنه توفي في آخر خلافة سيدنا معاوية رضي الله عنه، وقيل: بل توفي في آخر عهد سينا عثمان رضي الله عنه.

ويقال: إن لبيداً هجر في آخر عمره الشعر إلى القرآن الكريم، فيروي ابن السلام في طبقاته قائلاً: كتب عمر إلى عامله أن سل لبيداً والأغلب ما أحدثا من الشعر في الإسلام؟

فقال الأغلب: أرجزاً سألت أم قصيدا فقد سألت هيناً موجوداً وقال لبيد: قد أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران.


عني بدراسة لبيد وشعره كثيراً لدى كل من القدماء والمعاصرين، هذا وقد روى ديوانه أشياخ الرواة من القدماء كأبي عمرو الشيباني والأصمعي وغيرهما، ونشره من المعاصرين كثير حتى أتم جهودهم العلامة الدكتور إحسان عباس.

هذا وقد ضمت دفتا الديوان شعراً بلغ إحدى وستين قصيدة ومقطعة إلى جانب متفرقات وأشعار نسبت إليه.


وقد استغرقت هذه القصائد والمقطعات من الموضوعات الوصف والفخر والحماسة والرثاء والحكمة، وشيئاً من الغزل والهجاء.

أما معلقته فقد بلغت عدتها ثمانية وثمانون بيتاً نظمت على البحر الكامل وبروي الميم، وتنقسم هذه المعلقة إلى ما يلي: (1-11) وقوف على الأطلال ووصف للآثار والديار.

(12-19) وصف الطعائم ومشاهد الارتحال. (20-21) بيتان في الحكمة. (22-52) وصف الناقة وتشبيهها بالأتان. (53) حلقة وصل بين الغرض السابق والفرض اللاحق. (54-61) حديث الشاعر عن نفسه ولهوها وأهوائها. (62-71) فخر الشاعر بنفسه. (72-88) فخر الشاعر بقومه.

هذا وتعد هذه المعلقة صورة ناضجة لشعر لبيد الذي انتثر في الديوان لما تضمنته من تنوع في الأغراض وجودة في الاعتناء حتى خرجت إلينا نموذجاً سامقاً للشعر في ذلك العصر، وعدت بحق، معلقة من معلقات العصر الجاهلي..





Nwf.com: ديوان لبيد بن ربيعة: لبيد بن ربيعة: كتب (http://go.3roos.com/jztbezmj2hy)

http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb105526-65674&search=books (http://go.3roos.com/mveq7vqbqow)
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb95733-55976&search=books (http://go.3roos.com/oh33fjr4qzh)
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1154324204 (http://go.3roos.com/399ox4en5i2)






له ديوان شعر طبع للمرة الأولى في سنة1880 و قد ترجم إلى الألمانية و أشهر ما في الديوان


المعلقة تقع في 88 بيتاً من البحر الكامل

و هي تدور حول ذكر الديار _ وصف الناقة _ وصف اللهو _ و الغزل و الكرم _ و الافتخار بالنفس و بالقوم .



فنه : لبيد شاعر فطري بعيد عن الحضارة و تأثيراتها يتجلى فنه في صدقه فهو ناطق في جميع شعره يستمد قوته على صدقه و شدة إيمانه بجمال ما ينصرف إليه من أعمال و ما يسمو إليه من مثل في الحياة و لهذا تراه إن تحدث عن ذاته رسم لنا صورته كما هي فهو في السلم رجل لهو و عبث و رجل كرم و جود و إذا هو في الحرب شديد البأس و الشجاعة و إذا هو و قد تقدمت به السن رجل حكمة و موعظة و رزانة .



و إن وصف تحري الدقة في كل ما يقوله و ابتعد عن المبالغات الإيحائية و أكثر ما اشتهر به وصف الديار الخالية و وصف سرعة الناقة و تشبيهها بحيوانات الصحراء كالأتان الوحشية و الطبية .


و إن رثى أخلص القول و أظهر كل ما لديه من العواطف الصادقة والحكم المعزية فهو متين اللفظ ضخم الأسلوب فشعره يمثل الحياة البدوية الساذجة في فطرتها و قسوتها أحسن تمثيل و أصدق تمثيل تبدأ المعلقة بوصف الديار المقفرة _ و الأطلال البالية .


و تخلص إلى الغزل ثم إلى وصف الناقة و هو أهم أقسام المعلقة ثم يتحول إلى وصف نفسه و ما فيها من هدوء ـ اضطراب _ لهو ... فكان مجيداً في تشبيهاته القصصية .


و قد أظهر مقدرة عالية في دقته و إسهابه و الإحاطة لجميع صور الموصوف و يتفوق على جميع أصحاب المعلقات بإثارة ذكريات الديار القديمة فشعره يمثل دليل رحلة من قلب بادية الشام بادية العرب إلى الخليج الفارسي





التعريف بالشاعر لبيد بن ربيعة العامرى من تصميم نرمو (http://go.3roos.com/gan09ul85qi)

maryom2009
13/09/2012, 07:18 PM
أول من سمى أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضى الله عنه




عن ابن شهاب , أن عمر بن عبد العزيز ,رضوان الله عليه ,سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خثمة ,لما كان أبو بكر ,رضوان الله عليه يكتب من خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم كان عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ,يكتب بعده ::


من عمر بن الخطاب إلى خليفة أبي بكر , مناء أول من كتب أمير المؤمنين ؟فقال :حدثتني جدتي الشفاء,وكانت من المهاجرات الأول وكان عمر إذا دخل السوق , دخل عليهما ,قال:كتب عمر بن الخطاب إلى كاتب العراقيين ,ابعث إليَّ برجلين جَلَدَين (من الجلد وهو الصلابة و القوة)نبيلين أسألهما عن العراق و أهله ,



فبعث إليه صاحب العراقين, بلبيد بن ربيعة و عدي بن حاتم ,



فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد,ثم دخلا المسجد فوجدا عمر بن العاص,
فقالا له :ياعمرو ,استأذن لنا على أمير المؤمنين .فدخل عمرو فقال:السلام عليك يا أمير المؤمنين ,




فقال له عمر بن الخطاب:ما بدا لك في هذا الأسم يا ابن العاص (أستنكار) لتخرجن مما قلت.





قال:نعم,قدم لبيد بن ربيعة العامري و عدي بن حاتم الطائي فقالا :استأذن لنا على أمير المؤمنين,فقلت أنتما و الله أصبتما أسمه ,لأنه هو الأمير ونحن المؤمنين.



فجر الكتاب من ذلك اليوم.فقال الضحاك"قال عمر ,رضوان الله عليه : أنتم المؤمنون وأنا أميركم فهو سمى نفسه.




http://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=23450 (http://go.3roos.com/eem9lrphx7m)

maryom2009
13/09/2012, 07:37 PM
لبيد بن ربيعة العامري







يعتبر لبيد الشاعر الذي يمثل السمات العربية في بلاد نجد في تلك الفترة فقد كانت مضارب بني عامر في نجد من وصف للصحراء.



ولكنه لم يستطع أن يجعل نفسه مدار الفخر كما فعل عنترة أو أن يرتفع في شعره الملحمي إلى عمرو بن كلثوم من مبالغة وافتخار فهو فارس واثق من نفسه وسيد من سادات قبيلته ولهذا نلحظ فيه خشونة البدوي في بيته، في صحرائه يعرو كلماته الجفاف وتسيطر عليها الغرابة وخاصة في شعره الوصفي وتمثلها المعلقة إما إذا أردنا رقة اللفظ فعلينا أن نقرأ شعره الرثائي والحكمي ...




المعلقة هي المعلقة الرابعة بين المعلقات السبع فهو يأتي بعد امرئ القيس وطرفة وزهير حسب رأي النقاد في تلك الأيام ويأتي بعده عنترة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة فهو واسطة العقد بين المعلقات وهذه هي المعلقات التي أجمع عليها النقاد في أدبنا القديم.




تمتاز هذه المعلقة بأنها تبدي الصراع بين الموت والحياة ويبدو الصراع بين البقرة وكلاب الصيد واضحا، وكأنه أمام إنسان يصارع الحياة وقد تجلت بهمومها وعذابها،



هذا المصير الذي يجعله يتعلق بهموم الحياة خائفا من المجهول الذي يأتيه بعد الموت وهذا ما كان يقف عنده الإنسان الجاهلي إذ لم يكن لديهم الحساب والعذاب والنعيم في الدار الآخرة.



فالصراع بين الحياة والموت كصراع البقرة الوحشية وهي تدافع عن مصيرها أوليس الإنسان فردا يصارع كالبقرة الوحشية.



بهذا المعنى النفسي بنى قصيدته ولهذا كانت موضوعية أكثر من بقية المعلقات التي كانت تتناول موضوعات عديدة لا رابطة بينها.



إن لبيد هو بداية لذي الرمة الذي تابع الصراع في ديوانه ولم يجعل الموت ينتصر على الحياة ولا الحياة على الموت بل تركها تتذبذب بين الاستمرارية والفنا بين الأمل واليأس.




ومن هنا يبدو وصفه عميقا متقصيا لحياة البقرة وما يحيط بها.



وهو في قصيدته يمثل الحياة البدوية خير تمثيل ولو كان باحث ما يريد أن يبحث الحياة البدوية الجاهلية بما فيها من مشقات وأتعاب لكان عليه أن يدرس معلقة لبيد بن ربيعة العامري.






لبيد والمعلقة



وقال أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وكان يكنى أبا عقيل.


عفت الديار: محلها فمقامـهـا



بمنى تأبد غولها فرجامـهـا



فمدافع الريان عري رسمـهـا



خلقا كما ضمن الوحي سلامها






المدافع مجاري المياه في الأودية واحدها مدفع، ويقال هي الأودية نفسها متصلة بعضها ببعض، والريان اسم واد وقيل اسم جبل، ويقال عرى وعراي أي عري من أهله، فخلا رسمها أي أثرها خلقا أي قد خلق بعد حدوثه،

والوحي جمع وحي وهو الكتاب والأصل الموحو فصرف عن المفعول إلى فعيل فأبدلت من الواو ياء ومثله حلي وحلي، والسلام جمع سلمة وهي الحجارة.


دمن تجرم بعد عهد أنيسـهـا



حجج خلون حلالها وحرامها






الدمن جمع دمنة، وهو البعر والسرخين والرماد، وآثار الناس، وحلالها يعني به شهور الحل وحرامها شهور الحرم.


ويروى دمنا تجرم بالنصب على الحال من الديار والمنازل المذكورة.


رزقت مرابيع النجوم وصابهـا



ودق الرواعد جودها فرهامها





أي رزقت هذه الدار: أي أمطرت. والمرابيع جمع مرباع وهي التي تنجم أول الربيع يعني الأمطار، ضرب به مثلا وصابها بمعنى أصابها بمطر، والرواعد: السحاب التي فيها رعد. جودها جمع رهمة وهي الأمطار اللينة.


من كل سارية وغاد مدجـن



وعشية متجاوب إرزامهـا



فعلا فروع الأيهقان وأطفلت



بالجلهتين ظباؤها ونعامها





فعلا من العلو والارتفاع، والأيهقان: الجرجير البري، واحدتها أيهق وأيهقانة، وأطفلت بمعنى توالدت والجلهتان ما استقبلك من جانبي الوادي، ويقال الجلهة: ما انحبس عنه نبات الوادي والجمع الجلهات.


والوحش ساكنة على أطلائها



عوذا تأجل بالفضاء بهامها




ويروى والعين: وهو بقر الوحش، واحدها أعين. أطلاؤها أولادها واحدتها طلاء وهي الصغيرة من أولاد الظباء والبشر وغيرها، ويستعمل في كل صغير. تأجل يتأجل آجالا وهو القطيع من البقر والظباء.


وجلا السيول على الطلول كأنها



زبر تجد متونها أقـلامـهـا





جلا بمعنى كشف، تجد مأخوذة من الجد، متونها: أرسانها.


أو رجع واشمة أسف نؤورها



كففا تعرض فوقهن وشامها





ومعنى أسف: أي أسف وذر والنؤور يتخذ من دخان الشحم يجعل فيه الإثمد، ويجعل على الموضع الذي ضرب بالإبرة فيخضر.


فوقفت أسألها وكيف سؤالها



صما خوالد ما يبين كلامها





كيف أسأل من لا يفهم، خوالد: بواق لم تذهب آثارها، ولم تدرس فيذهل عنها، ما يبين كلامها أي ليس لها ما تنطق فيبين.


عريت وكان بها الجميع فأبكروا



منها وغودر نؤيهاوثمامـهـا





عريت: بمعنى خلت من أهلها، غودر ترك، النؤي الحواجز تجعل حول الخباء والخيمة ليمتنع عنها المطر ولا يلحقها الحر.


شاقتك ظعن الحي يوم تحملوا



فتكنسوا قطنا تقرخيامهـا





شاقتك ظعن الحي ويروى القوم، ويروى تحدروا إذا دخلن عشية، الهوادج جمع هودج، والظعن جمع ظعينة، والأظعان كذلك، وهي النساء في الهوادج،

وقطن فيها وجهان: أحدهما يربد به الأغشية من القطن وهي أبرد من الكتان والصوف. والوجه الآخر أراد القطن وهو الساكن في الدار مع صاحبها والخيام هنا: الهوادج، وتقر لجدتها لأن العتيق لا يقر.



من كل مخفوف يظل عصيه



زوج عليه كلة وقرامهـا




هو الهودج قد حف بالثياب إذ أفرغت عليه، فأخذت بحفافه أي جانبيه عصي خشبية والكلة: الستر الرقيق، قرامها،

غشاؤها ويقال القرام: الثوب يجعل تحت الرجل والمرأة فوق الفراش، فيجلسان عليه.


زجلا كأن نعاج توضح فوقها



وظباء وجرة عطفا آرامها





أي جماعات، والنعاج البقرة الوحشية وجرة اسم موضع.



حفزت وزايلـهـا كـأنـهـا



أجزاع بيشة: أثلها ورضامها





حفزت: سبقت ودفعت دفعة واحدة، ومعنى زايلها: فارقها، ودافعها وحركها، والأجزاع جمع جزع، والرضام: حجارة مرتفعة بعضها على بعض،
وقيل الرضام: جبال الصغار.



بل ما تذكر من نوار وقد نأت



وتقطعت أسبابها ورمامهـا






نوار اسم امرأة، ورمامها هي الحبال الضعاف التي قد خلقت أراد بذلك تقطع من جديد وصالها فهو خلق بمنزلة هذه الحبال.


مرية حـلـت بـفـيد وجـاورت



أرض الحجاز فأين منك مرامها؟






مرية أي مرة وهي في محل نصب على الحال وقد جاز رفعها، وفيد اسم موضع بأرض الحجاز ويريد حجاز طي وهي قرية من قراهم ويروى بلحد الحجاز.


بمشارق الجبلين أو بمحجر



فتضمنتها فردة، فرخامها






يعني جبلي طيئ، ومحجر بكسر الجيم وفتحها، تضمنتها نزلت بها، والفردة اسم مكان ورخامها أيضا، وقيل اسم موضع كثير الشجر.



فصوائق إن أيمنت فـمـظـنة



فيها وحاف القهر أو طلخامها





صوائق اسم موضع أي يظن لهذه المواضع، وحاف يريد بذلك جمالا صغارا واحدتها وحفاء، وحفاء النهر اسم جبل ويقال موضع،

أو طلخامها: اسم جبل ويقال موضع والطلخام أيضا الأنثى من ولد الفيلة، والذكر تربيل.



فاقطع لبانة من يعرض وصله



ولشر واصل خلة صرامهـا





اللبانة: الحاجة ومعنى صرامها: قطاعها، قطاعها، والصرم القطع، والصريمة القطيعة، والصرام القطاع، ويروى: ولخير واصل،

والمعنى خير الواصلين: من صرم من يستحق الصرم ومن كان عنده صرم الخلة فوصله شر وصل.

maryom2009
13/09/2012, 11:21 PM
واحب المجامل بالجزيل وصرمه


باق إذا ضلعت وزاغ قوامهـا




أي اعط المجامل وإن كان صرمه باقيا، ضلعت: تغيرت، وزاغ: مال. قوامها: استقامتها واستواؤها.



بطليح أسفار تركن بـقـية


منها فأحنق صلبها وسنامها



تركن: الأسفار تركن بقية من ناقة سقيمة، فأخنق أي فأضمر، ولصق بالظهر صلبها وسنامها، ولا يقال حنق السنام إنما يقال ذهب إلا أنه حمله على المفيد لعلم السامعين.




فإذا تغالى لحمها وتحسـرت


وتقطعت بعد الكلال خدامها




أي ارتفع، ويقال ذهب من غلا السعر، تحسرت: انحسر لحمها عن عظمها ويقال سقط وبرها، ويقال صارت جسيما وهي المعيبة،

ويقال تجسرت من الجسرة والخدام السيور التي تشد من أرسانها على الخف واحدتها خدمة ويقال للخلخال خدمة




فلها هباب في الزمان كـأنـهـا


صهباء راح مع الجنوب جهامها



الهباب: الإسراع في السير والوثوب فيه والنشاط به، والصهباء: هنا يريد به السحابة الصهباء اللون، والجهام السحاب الذي قد هرق ماؤه تدفقا فهو شديد السرعة.



أو ملمع وسقت لأحقـب لاحـه


طرد الفحول وضربها وكدامها



الملمع من ذوات الحوافر التي ألمعت أطباؤها باللبن حتى تقارب أن تضع ما في أجوافها من سخائها، والأطباء الضروع، وسقت أي جمعت، والأحقب الحمار الذي في حقيبتيه بياض ومعنى لاحه أي غيره،
واللوح: العطش، وضربها أي ضربها بيديها ورجليها والكدم العض.


يعلو بها حدب الإكام مسحجا


قد رابه عصيانها ووحامها



يعلو الحمار بالأتان، والحدب ما ارتفع من الأرض، مسحجا نصب على الحال والمسحج المع، يقول هذا الحمار إذا نهق كأن عودا في فمه تعرض.


ووحامها على وجهين أحدهما أن تشتهي الحبلى على حبلها الأكل، والآخر أن تشتهي الحبلى على حبلها الجماع والوحام والشهوة، فإذا اشتهت على حملها قيل: قد توحم وحما والمصدر الوحام،

ووحمت توحم وحما ووحاما بكسر الواو إذا اشتهت الفحل وكل حامل تمتنع عن الفحل إلا الإنس.



بأجزة الثلبوت يربأ فوقـهـا


قفر المراقب، خوفها آرامها



الأحزة جمع حزيزة وهو ما غلظ من الأرض، ويقال أحزه وحزات والثلبوت اسم موضع ويقال هو ماء لذبيان.

يربأ: يعلو، المراقب: المواضع المرتفعة، ينظر من يمر بالطريق، والآرام جمع إرم وهو العلم من الحجارة ينصب على الطريق ليهدي بها.


حتى إذا سلخا جمـادى سـتة


جزءا فطال صيامه وصيامها




يريد الحمار والأتان أي استكملا أيامهما ويروى جمادى كلها جزءا.


رجعا بأمرهما إلى ذي مـرة


حصد ونجح صريمة إبرامها


أي رجعا إلى الحشيش.


ورمى دوابرها الشفاء وهيجـت


ريح المصايف سومها وسهامها



ويروى ريح الشقائق.



فتنازعا سبطا يطير ظـلالـه


كدخان مشعلة يشب ضرامها


أي خلطت بنبت كثير الشوك.



فمضى وقدمها وكانـت عـادة


منه إذا هي عردت إقدامهـا


فتوسطا عرض السري وصدعا


مسجورة متجاوراقلامـهـا


قلامها نبت قيل هو القصب.


ومحففا وسط اليراع يظلـه


منها مصرع غابة وقيامها


أي حافا. مصرع: الماثل الغابة: الأجمة.




أفتلك أم وحشية مـسـبـوعة


خذلت وهادية الصوار قوامها




أي أفتلك تشبه ناقتي أم بقرة وحشية، هادية: متقدمة، والصوار: القطيع من البقر.


خنساء ضيعت العزيز فلـم يرم


عرض الشقائق طرفها وبغامها




خنساء:يعني البقرة، العزيز ولدها، ويحتمل ضياعها له أن السباع أكلته والبغام صوتها.



لمعفر فهد تـنـازع شـلـوة


غبس كواسب ما يمن طعامها




الفهد الأبيض، ويقال: هو الأبيض الذي يخالط بياضه صفرة أو حمرة، والغبس الذئاب والغبسة لون فيه شبه الغبرة.



صادفن منها غرة فأصبنـهـا


إن المنايا لا تطيش سهامهـا


باتت وأسبل واكف مـن ديمة


يروي الخمائل دائما تسجامها




الخمائل جمع خميلة، وهي الرملة التي قد غطاها النبت، كأنه قد أجملها وأخفاها.



تجتاف أصلا قالصا متنبـذا


بعجوب أنقاء يميل هيامها




تجتاف تدخل والقالص المرتفع، والمتنبد: المتفرق، والعجوب جمع عجب وهو طرف النعجة، وهو أيضا آخر كل شيء، وإنما أراد به هنا أواخر التلال،

والأنقاء جمع نقا، يميل: ينزل، والهيام: بفتح الهاء الرمل المنهال.



يعلو طريقة متنها متـواتـرا


في ليلة كعز النجوم غمامها


وتضيء في وجه الظلام منيرة




كجمانة البحري سل نظامها



وجه الظلام أوله، والجمانة اللؤلؤة الصغيرة، والبحري: الغواص.


حتى إذا انحسر الظلام وأسفرت


بكرت تزل عن الثرى أزلامها



أي قوائمها.


علهت تبلد في نهاء صعائد


سبعاً تؤاماً كاملاً أيامها


النهاء: الغدران واحدها نهي، أي طار قلبها من الجزع، وبقيت سبعة أيام تطلبه وتدور عليه،

ويروى تردد أي تمر وتجيء، علهت فسد جزعها يقال عله يعله فهو عاله ومعلوه.



حتى إذا يئست وأسحق حالق


لم يبله إرضاعها، وفطامها




أسحق حالق: يريد ضرعها، فإنها لما يئست من ولدها جف لبنها وأراد إبلاء ولدها فقدها له.



وتسمعت زر الأنيس فراعـهـا



عن ظهر غيب والأنيس سقامها




ويروى الأنين، والرز: الصوت، أراد من مكان في خفية عنها وأصل الغيب الوادي لأن الشيء يختفي فيه.



فغدت كلا الفرجين تحسب أنه


مولى المخافة خلفها وأمامها



وخلف وأمام لم يجعلهما ظرفا فرفعهما.



حتى إذا يئس الرماة وأرسلـوا


غضفا دواجن قافلا أعصامها




يئس بمعنى علم أي لما علم الصيادون موضع البقرة رأوها راجعة ومنه قوله تعالى (أفلم ييأس الذين آمنوا) قال أبو عبيدة أي أفلم يعلموا، وقال سحيم بن وثيل الرياحي اليربوعي:




أقول لأهل الشعب إذ يأسرونني


ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم



وقيل أنهم أيسوا أن يصيبوها لعددها فتركوا رمي السهام، وأرسلوا غضفا وهي الكلاب المسترخية الآذان سميت بذلك، لانعطاف آذانها إلى قدام.

الذكر أغضف، والأنثى غضفاء، والدواجن هنا المقيمات يقال دجن بالمكان إذا أقام به، والأعصام قلائد من أدم تجعل في أعناق الكلاب الواحد عصم وهو جمع على غير قياس وكأنه جمع الجمع فجمع على عصم كحمار وحمر ثم جمع عصما على أعصام كطنب وأطناب،

وقيل واحد الأعصام عصمة فهذا جمع على حذف الهاء كأنه جمع عصما على أعصام فيكون مثل جمل وأجمال وقيل واحدها عصم مثل جذع وأجذاع.



فلحقن واعتكرت لها مدرية


كالسمهرية حدها وتمامها



أي عطفت على الكلاب بقرن كالرمح.


لتذودهن وأيقنـت إن لـم تـذد


أن قد أحم من الحتوف حمامها


فتقصدت منها كساب فضرجت


بدم وغودر في المكرسحامها





ويروى فتنكب، وكساب مبني لاجتماع العلل الثلاث فيه المعرفة والتأنيث والعدل لأنه معدول من كاسبة، فضرجت: صبغت، وغودر ترك وسحام اسم كلب.




فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى


واجتاب أردية السراب إكامها


أقضي اللبانة لا أقصـر خـيفة


كي لا يلوم بحاجة لوامـهـا


ويروي لا أفرط.



أو لم تكن تدري نوار بأنني


وصال عقد حبائل جذامها



يقال للظبية تنور نوارا بفتح النون جذامها: قطاعها.


تراك أمكـنة إذا لـم أرضـهـا


أو يرتبط بعض النفوس حمامها


الحمام: الموت، وجزم يرتبط عطفا على لم أرضها.



بل أنت لا تدرين كم من ليلة


طليق لذيذ لهوها وندامها




يقال يوم طلق، وليلة طلقة، إذا لم يكن فيها حر ولا قر.


قد بت سامرها وغاية تـاجـر


وافيت إذا رفعت وعز مدامها



خفض غاية على موضع الهاء من سامرها، والتاجر هنا الخمار والغاية العلامة ينصبها ليعلم مكانه، وافيته أتيته ليلا فابتعت منه خمرا.


أغلي السباء بكل أدكن عاتـق


أو جونة قدحت وفض ختامها


السباء بالمد: الخمر ولا يستعمل في غيرها، سبأت الخمر أسبأها سباء وسبأ قال امرؤ القيس.


كأني لم أركب جوادا لـلـذة


ولم أتبطن كاعبا ذا خلخال


ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل


لخيلي كري كرة بعد إجفال



الأدكن: الزق الأغبر، العاتق: الخالص، وقيل هي التي قد عتقت. وقيل التي لم تفتح من قبل، العاتق من صفة الزق، وقيل من صفة الخمر لأنه يقال اشترى زق الخمر، والجونة الخابية للخمرة، وقدحت: وفض ختامها، معناه فتحت.

بصبوح صافية وجذب كرينه


بموتر تأتاله إبهـامـهـا


الصبوح: شرب الغداة، والكرينة صاحبة الكران وهو العود ومعنى تأتاله: تصلحه، والموتر: عود له أوتار.


باكرت حاجتها الدجاج بسحرة


لأعل منها حين هب نيامها



أي وقت صياح الديكة، لأعل: من العلل وهو الشرب بعد الشرب، والنهل الشرب الأول، وبعده يأتي العلل.


وغداة ريح قد وزعـت وقـرة


إذ أصبحت بيد الشمال زمامها


القرة: الباردة.


ولقد حميت الخيل تحمل شكتـي


فرط وشاحي إذ غدوت لجامها




فرط: اسم فرسه، وهو مأخوذ من التفريط والشكة: السلاح.



فعلوت مرتقبا على مرهوبة


خرج إلى أعلامهن قتامها



المرهوبة: الأرض المخوفة، الحرج: الدقيق، الأعلام: هي الروابي القتام: الغبار.


حتى إذا ألقت يدا في كـافـر


وأجن عورات الثغور ظلامها



الكافر: الليل لأنه يستر كل شيء، والثغور مواضع المخافة وأجن: ستر.



أسهلت، وانتصبت كجذع منيفة


جرداء يحصر دونها جرامها



أي نزلت إلى السهل وانتصب الفرس أسرع في مشيه، بحصر تضيق صدورهم من هولها، والجرام الذين يقطعون الشجر والجرام والصرام القطع.


رفعتها طرد النعـام وفـوقـه


حتى إذا سخنت وخف عظامها



ويروى لجامها، سخنت أي حميت، خف عظامها أي عرقت فخفت للعدو.


قلقت رحالتها وأسبل نحرهـا


وابتل من زبد الحميم حزامها



الرحالة: السرج، وقلقت أي اضطربت، وأسبل أي سال عرقها، والحميم: العرق.


ترقى وتطعن في العنان وتنتحي


ورد الحمامة إذا أجد حمامها


ترقى أي تعلو، يقال رقيت أرقى رقيا، إذا صعدت، ورقيت أرقى رقيا من الرقية، ورقا الدم رقوا إذا انقطع،
وتطعن أي تغدو وتنتحي، تقصد كالحمامة التي وردت وقد تباعد حمامها فهي تطلبه، والحمامة هنا بمعنى القطاة وطعن يطعن طعنا عليه أي أغار.

maryom2009
13/09/2012, 11:24 PM
وكثيرة غرباؤها مجـهـولة


ترجى نوافلها ويخشى ذامها



أراد خيمة الملك إذا اجتمع عليها الناس يرجون المنافع، ويخشون العيون، مجهولة فيها أناس من كل مكان، نوافلها معروفها، ذامها عيبها: يريد الحرب.


غلب تشذر بالذحول كأنها


جن البذي رواسبا أقدامها


تشذر: تنتصب وتتفرق، ويتوعد بعضها بعضا. الذحول: الأحقاد، البذي: اسم واد يعرف الجن، الرواسي: الثوابت، ويروى رواسبا بالباء الموحدة وهي التي قد رسبت في الأرض أي غاصت وهي في محل نصب على الحال.


أنكرت باطلها، وبؤت بحقها


يوما ولم يفخر علي كرامها


بؤت رجعت بما وجب لي منها ويقال بؤت اعترفت، وأقررت.


وجزور أيسار دعوت لحتفها


بمغالق متشابه أعلامهـا


أي لنحرها، والأيسار: القوم المياسير، والجزور الناقة للذبح وجمعها جزائر وجزر ويقال جزر بإسكان الزاي قال الأبيرد اليربوعي يرثي أخاه:


كثير رماد المال يغشـى خـبـاؤه


إذا نودي الأيسار واحتضر الجزر


الأيسار جمع يسر، وهو الذي يضرب بالقداح، ويقال له أيضا والمغالق القداح وهي سهام الميسر.



أدعو بهن لعاقر أو مطـفـل


بذلت لجيران الجميع لحامها


فالضيف والجار الجنيب كأنما


هبطا تبالة مخصبا أهضامها




ويروى: الجار الحميم، وتبالة اسم قرية، ومخصبا، ومخصبة: نصب على الحال أراد به المخصب.



تأوي إلى الأطناب كل ذرية


مثل البليئة قالص أهدامها


الرذية: الطويلة، والبلية: الناقة تشد إلى قبر الرجل حتى تموت، والأهدام الثياب الخلقات، فاستعاره هنا والمعنى أنهم يذبحون السمان ويبقون المهازيل.



ويكللون إذا الرياح تناوحت


خلجا تمد شوارعا أيتامها


كانوا يكللون في الشتاء جفانا كالخلج، ترد كالأيتام لتأكل ما فيها، والشوارع جمع شارع؛ وهو الإنسان إذا شرع في الشيء.




إنا إذا التقت المجامع لم يزل


منا لزاز عظيمة جشامها


ويروى حسامها: قطاعها، اللزاز الذي يلزم الشيء، يعتمد عليه فيه، ومنه سميت الخشبة التي تشد بها الثياب لزازا والجشام: المكلف للأمور القائم بها

يقال: جشمت الأمر أجشمه إذا تكلفته على مشقة، فأنا جاسم، وجشام على التكثير، ومنه سمي الرجل جشما وجشامها: راكبها على م.

maryom2009
13/09/2012, 11:26 PM
ومقسم يعطي العشيرة حقها




ومغذمر لحقوقها هشامها




المغذمر الذي يضرب بعض حقوق الناس ببعض، فيأخذ من هذا، ويعطي هذا. قال أبو عبيدة هو الذي لا يعصى ولا يرد قوله.



فضلا وذو كرم يعين على العلا




سمح كسوب رغائب غنامهـا




ويروى كتامها، وقتامها، ويروى على التقى، السمح، السهل الأخلاق الرغائب: الأموال الكثيرة وصرف رغائب للضرورة.



من معشر سنت لهم آباؤهم




ولكل قوم سنة وإمامهـا




السنة: الطريق، والأمر الواضح البين، والسنة تكون في الخير وفي الشر، لكل قوم سنة أي طريق ومنه قوله تعالى: (من حمأ مسنون) أي مصبوب ومنه يقال: سننت الدرع وشننتها، والسنة أمر الله الواضح المبين.



لا يطبعون ولا يبور فعالـهـم




إذ لا تميل مع الهوى أحلامها




أي: لا يدنسون لأن الطبع الدنس، لا تبور فعالهم أي تهلك لقوله تعالى (وكنتم قوما بورا) وبارت تجارته كسدت.



فبنوا لنا بيتا رفيعا سمكـه




فسما إليه كهلها وغلامها




بنوا يعني الآباء من إسماعيل، وإنما يعني به الشرف، ويجوز رفيع على معنى سمكه رفيع والأول أجود، لأن رفيعا جاء على الفعل فهو نعت لقوله بيتا وسمكه رفع به ويروى فبنى يعني الإمام.




فاقنع بما قسم المليك فإنمـا




قسم المعايش بيننا علامهـا



وإذا الأمانة قسمت في معشر




أوفى بأعظم حقنا قسامهـا





ويروى بأفضل حظنا.




وهم السعاة إذا العشيرة أفظعت




وهم فوارسها وهم حكامهـا





السعاة: الذين يصلحون بين القبائل، ويحملون الديات، أفظعت: نزل أمر فظيع، وهم حكامها: الذين يمنعون ذوي الجهل، ويرجع إلى آرائهم ويقبل قولهم إذا كان أمر عظيم، فيحكمون للناس ومثلهم لا يرد لهم قول.



وهم ربيع للمجـاور فـيهـم




والمزملات إذا تطاول عامها





المرملات هنا اللواتي مات أزواجهن، أي هم بمنزلة الربيع في الخصب لمن جاورهم. عامها سنتها وعامها شهوة اللبن.



وهم العشيرة أن يبطئ حاسد




أو أن يلوم مع العدى لؤامها





ويروى تبطأ فيه معنى المدح كما تقول هو الرجل الكامل.



إن يفزعوا تلق المغافر عندهم




والسن يلمع كالكواكب لامها









لبيد بن ربيعلا (http://go.3roos.com/aninvuy7poj)




المعلقات العشر (http://go.3roos.com/0bde9c8vxtp)

maryom2009
14/09/2012, 01:21 PM
شعراء حول الرسول صلي الله عليه وسلم





بقلم: أ.د. عبدالله بن محمد أبو داهش








قال عنه رسول - صلى الله عليه وسلم-: "أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ...".






شعره في حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم




روى مسلم في صحيحه : "... عن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، قال: أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ...".




وروى مسلم أيضاً: "... عن أبي هريرة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، قال :

أصدق بيت قاله الشاعر:

ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ...".





وروى مسلم أيضاً: "... عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم-
قال: أصدق بيت قالته الشعراء:


ألا كل شيء ماخلا الله باطلُ...".




وفي رواية أخرى: "... عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-،


يقول: إن أصدق كلمة قالها الشاعر: كلمة لبيد:

ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطلُ...





ما زاد على ذلك" وهذا يدل على استحسان النبي- صلى الله عليه وسلم- لهذا الشطر من البيت، وذلك لسمو معناه، وجودة تركيبه اللفظي.




شعره في الإسلام





يقول ابن قتيبة عنه :" أدرك الإسلام، وقدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في وفد بني كلاب، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم، ثم قدم لبيد الكوفة وبنوه فرجع بنوه إلى البادية بعد ذلك، فأقام لبيد إلى أن مات بها...



ويقال: إن وفاته كانت في أول خلافة معاوية وإنه مات هو ابن مئة وسبع وخمسين سنة"


وقد ذهب عدد من المؤرخين إلى أنه "لم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً، واختلف في البيت، قال أبو اليقظان: هو:





الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
حتى كساني من الإسلام سربالا
وقال غيره، بل هو قوله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالح






وهذا القول يحتاج إلى تحرير، إذ يبدو أنه غير صحيح، والدليل على ذلك ديوانه الذي يفيض بالروح الإيمانية، والشعور الإسلامي الصادق، انظر إلى قوله:





ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلُ
وكلُّ نعيم لا محالة زائلُ
إذا المرء أسرى ليلة ظن أنه
قضى عملاً ، والمرء ما عاش آمل
حبائله مبثوثةٌ بسبيله
ويفنى إذا ما أخطأته الحبائلُ
فقولا له، إنْ كان يقسمُ أمرهُ:
ألمّا يعظك الدهرُ؟ أمك هايلُ
فإن أنت لم تصدقك نفسك فانتسب
لعلك تهديك القرون الأوائلُ
فإن لم تجد من دون عدنان والداً
ودون معدّ فلتَزَعْك العواذلُ
وكل امرئٍ يوما سيُعلم سعيهُ
إذا كُشفت عند الإله المحاصلُ





يقول ابن قتيبة: "وهذا البيت الآخر يدل على أنه قيل في الإسلام، وهو شبيه بقول الله تبارك وتعالى: "وحُصّل ما في الصدور"..."،



وقد ذهب إلى هذا الرأي أحد الباحثين المعاصرين، إذ قال: "ونتجاوز عما رُوي عن هجره للشعر في الإسلام فهي دعوى مرفوضة لا تقوم أمام تراثه الشعري الذي تترقرق فيه المعاني الإسلامية".





ويبدو أن هذا الرأي هو القول الفصل لما توافر عليه ديوانه من معان رقيقة، وما صدر عنه شعره من أفكار إسلامية ورؤى إيمانية، فقد: "هذبت عذوبة القرآن من ألفاظه".

يقول لبيد:




وما البر إلا مضمراتٌ من التقى
وما المال إلا عارياتٌ ودائع
وما الناس إلا عاملان: فعاملٌ
يتبرُ ما يبني وآخر رافعُ
فمنهم سعيّدٌ آخذٌ بنصيبه
ومنهم شقيٌ بالمعيشة قانعُ
لعمرك ما تدري الطوارقُ بالحصا
ولا زاجراتُ الطير ما الله صانع






انظر بيته الآخر وقد تجاوز الواقع الجاهلي المرهون بشركياته وكفره، إنك ستجد روحاً إيمانية حقيقتها الإيمانية بالقدر والبعث، وأن الله وحده هو السميع العليم لا غيره من دواعي الظن والتخمين.






صفاته

وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قول هذا الشاعر بالصدق، إذ قال عليه السلام: "إن أصدق كلمة قالها شاعر: كلمة لبيد"



وقال عنه ابن سلام: "وكان لبيد بن ربيعة أبو عقيل: فارساً شاعراً شجاعاً، وكان عذب المنطق، رقيق حواشي الكلام، وكان مسلماً، رجل صدق"، "قال لبيد: قد أبدلني الله بالشعر سورة البقرة، وآل عمران"



وعندئذ زاد عمر رضي الله عنه في عطائه، مما يدل على منزلته وأنه في أغلب الظن قد صرف شعره نحو ما يقوّم منهجه ويزيد في إيمانه، فلم يعد يوجهه نحو معانيه قبل إسلامه، مما جعله يستبدل بتلك المعاني ما اكتسبه من القرآن الكريم وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.




ومن المكارم التي جُبل عليها لبيد العامري رضي الله عنه أنه: "كان يطعم ما هبت الصبا" مما جعل المغيرة بن شعبة يقول إذا هبت الصبا:"أعينوا أبا عقيل على مروءته".


رحم الله أبا عقيل: لبيد بن ربيعة العامري، وألحقنا به في الصالحين.










لبيد بن ربيعة العامري (رضي الله عنه) !. (http://go.3roos.com/epah4slp0n2)












الخاتـمة





هذا و أسأل الله أن يجعل لهذه الأمة الخير في شعرائها و استغلاله بطريقة صحيحة و نستغفر الله لنا و لكم سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم على نبيه الأمين


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

yma a7tajk
07/10/2012, 08:06 PM
أشكرك أختي
مشاركـة جميلة
وألف مبارك حصولك على الوسام
تم التقيم

• :032::f:

maryom2009
15/09/2013, 07:10 PM
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين