المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر العباسيي أبو نواس (( الحسن بن هانئ ))



الصفحات : [1] 2 3 4 5

عدنية حرة
26/08/2012, 11:50 PM
http://files..com/2010/6/1277827048.gif










F: الشاعر العبـــــــــــــــــــــ ـــاسي أبــــــــــــــــو نـــــــــــــــــــواس F:

F:F:



http://kafoor.net/wp-content/uploads/2012/01/122.jpg

عدنية حرة
27/08/2012, 12:17 AM
F:F:


أبو نواس أو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي من أشهر شعراء العصر العباسي. يكنى بأبي علي وأبي نؤاس والنؤاسي. وعرف أبو نواس بشاعر الخمر. قال البعض انه تاب عما كان فيه وأتجه إلى الزهد

F:F:

هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، ولد في مدينة الأحواز من بلاد خوزستان جنوب غربي إيران سنة (145هـ / 762م) لأب عربي دمشقي حكمي وأم فارسية واسمها جُلبان، والمرجح أن والده كان من جند مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية في دمشق.


F:F:


أبو نُوّاس 146 - 198 هـ / 763 - 813 م الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.


F:F:


كان ابونواس 'الحسن بن هانيء' من شعراء الدولة العباسية وكان شاعرا ماجنا محبا للخمر وقد ولد سنة 139هـ علي ارجح الاقوال، وقد حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة كما تفتحت موهبته الشعرية في سن صغيرة ايضا

F:F:

واسمه الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح بن عبد الله ال عبدالجد الحكمي , نسبة إلى ال عبد الجد الحكمي, نسبة إلى سليم بن الحكم بن سعد العشيرة بن مـالـك بـن أدد بـن زيـد بـن يـشـجـب بـن عـريـب بـن زيـد بـن كـهـلان بـن سـبـأ بـن يـشــجـب أبـن يـعـــرب بـن قـحـطـان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح(عليه السلام). (هذا نسبه مع الإختصار).
فهو من العرب الأقحاح وليس كما يقال عنه أنه كان مولى عند الجراح الحكمي وهذا واظح في كثير من أشعاره التي كان يمدح في نسبه ألى قحطان وقبائل قحطان .

F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 12:25 AM
كان واحداً من شعراء الطبقة الأولى، ولكنه أكثر في نظم الشعر المتعلق بوصف الخمر، فعرف أبو نواس بشاعر الخمر فكان لا ينافسه شاعر أخر في وصفه لها.
ويرجع لأبو نواس الفضل في تحرير الشعر من اللهجة البدوية، ونظمه بالطريقة الحضرية.

وقد اخذ عليه الكثيرين عبثه ومجونه وانصرافه للخمر على الرغم من جودة شعره، إلا أن الخمر قد اذهب عقله فما يكاد يفيق منها حتى يرجع لها مرة أخرى، إلا انه أتجه إلى الزهد في أواخر حياته فقال البعض انه تاب عما كان فيه وقد انشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك.


F:F:





بعد هزيمة مروان في معركة الزاب الأعلى، انتقلت أسرة الشاعر إلى البصرة، والطفل أبو نواس في الثانية من عمره، وقيل في السادسة، وما لبث أن مات أبوهُ، فأسلمته أمه إلى الكتاب، ثم إلى عطار يعمل عنده أجيراً، يبري عيدان الطيب.
توفي والده فانتقلت به أمه من أهواز إلى البصرة في العراق، وهو في السادسة من عمره، وعندما أيفع وجهتهُ إلى العمل في حانوت عطار وحين آلت الخلافة إلى بني العباس، انتقل من البصرة إلى الكوفة، ولم تذكر لنا كتب التاريخ سبب ذلك، غير أنه التقى والبة بن الحباب الأسدي الكوفي أحد الشعراء اللامعين في ميدان الخلاعة والتهتك، فعني به والبة أي عناية، إذ عمل على تأديبهِ وتخريجهِ. وصحب جماعةً من الشعراء الماجنين كمطيع بن إياس وحماد عجرد. ثم انتقل إلى بادية بني أسد فأقام فيهم سنةً كاملةً آخذاً اللغة من منابعها الأصيلة. ثم عاد إلى البصرة وتلقى العلم على يد علمائها أدباً وشعراً.



F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 12:34 AM
عندما توفي والده تلقفه شيخ من شيوخ اللغة والأدب والشعر، هو خلف الأحمر، فأخذ عنه كثيراً من علمهِ وادبه، وكان له منه زاد ثقافي كبير حتى أنه لم يسمح له بقول الشعر حتى يحفظ جملة صالحة من أشعار العرب ويقال: إن أبا نواس كلما أعلن عن حفظه لما كلفه به، كان خلف يطلب إليه نسيانها، وفي هذا لون رفيع من ألوان التعليم، حتى لا يقع هذا الشاعر الناشئ في ربقة من سبقه من الشعراء المتقدمين وقد روي عن أبي نواس قوله: "ما ظنكم برجل لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى الأخيلية فما ظنكم بالرجال؟"

وما كاد أبو نواس يبلغ الثلاثين، حتى ملك ناصية اللغة والأدب، وأطل على العلوم الإسلامية المختلفة، من فقه وحديث، ومعرفة بأحكام القرآن، وبصر بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه، وما أن تم لابن هاني هذا القدر من المعرفة حتى طمح ببصره إلى بغداد، عاصمة الخلافة، ومحط آمال الشعراء. ولكن نظرة سريعة في ديوانه تجد غلبة الخمر عليه، للحد الذي جعله يفضلها على كل شيء.


F:F:




ولم يقتصر طلبه العلم على الشعر والأدب بل كان يدرس الفقه والحديث والتفسير حتى قال فيه ابن المعتز في كتابه ’طبقات الشعراء‘ : "كان أبو نواس ٍ عالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام والفتيا، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظٍ ونظرٍ ومعرفةٍ بطرق الحديث، يعرف محكم القرآن ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه."

وفي البصرة شغف أبو نواسٍ بجاريةٍ تدعى ’جَنان‘ وغناها بشعرٍ كثيرٍ يعبر عن عمق شعوره نحوها. وقد قصد أبو نواسٍ بغداد وامتدح هارون الرشيد ونال مكانةً مرموقةً لديه، ولكنه ـ أي هارون الرشيد ـ كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل والمجون. وقد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم ومدحهم. ولعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة.

ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط، عاصمتها يومذاك، واتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته وغمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة. توفي هارون الرشيد وخلفه ابنه الأمين، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه ويُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ ومجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس. وفي نطاق الصراع بين ابني الرشيد، الأمين والمأمون، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، ويخطبون بذلك على المنابر، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. وكثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة فيخرجه من سجنهِ. وعندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه.

عدنية حرة
27/08/2012, 12:50 AM
كنيات أبو نواس
أشهر كنية له أبو نواس , ويكنا أيظاً بأبي نواس , والنواسي , وأبو علي .

ويقال له أبو نواس البصري، تزوج أبوه امرأة يقال لها جلبان . فولدت له أبا نواس هذا ، وابنا آخر يقال له : أبو معاذ . ثم صار أبو نواس إلى البصرة فتأدب بها على أبي زيد وأبي عبيدة ، وقرأ كتاب سيبويه ولزم خلفا الأحمر ، وصحب يونس بن حبيب الضبي النحوي . قال القاضي ابن خلكان وقد صحب أبا أسامة والبة بن الحباب الكوفي ، فتأدب به . وروى الحديث عن أزهر بن سعد ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وعبد الواحد بن زياد ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى القطان ، وعنه محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ، حكى عنه جماعة منهم الشافعي ، وأحمد بن حنبل ، والجاحظ ، وغندر .

F:F:

وعرف أبو نواس بشاعر الخمر او الخمريات .. كانت له العديد من المواقف والطرائف

مع هارون الرشيد وابنه المامون .. وكانت معرفته بهارون الرشيد قد اغدقته بالمال

حتى اخذ ينفقه في الحانات والشرب مما تسبب له في العديد من المشاكل منها

دخوله للسجن لاكثر من مره
F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 01:03 AM
لم يلبث أبو نواسٍ أن توفي في عام (199هـ / 813م)، قبل أن يدخل المأمون بغداد، وقد أختلف في مكان وفاته أهي في السجن أم في دار إسماعيل بن نوبخت. وقد أختلف كذلك في سبب وفاته وقيل إن إسماعيل هذا قد سمهُ تخلصاً من سلاطة لسانهِ. وذكر الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تأريخ بغداد، في الجزء السابع، صفحة 448، إن الشاعر أبو نؤاس دفن في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود وهي مقبرة الشيخ معروف حالياً.

F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 01:06 AM
أسلــــــــــــــوبه




أهم ما في شعر أبي نواس, "خمرياته التي حاول أن يضارع بها الوليد بن يزيد أو عدي بن يزيد بطريق غير مباشر الذين اتخذهما مثالاً له. وقد حذا بنوع خاص حذو معاصره الحسين بن الضحاك الذي لا شك أننا لا نستطيع أن نجد بينه وبين أبي نواس فوارق روحية.




أما مدائحه فتبدو فيها الصناعة بوضوح قليلة القيمة.




أما رثاؤه فتجد فيها عاطفة عميقة وحزناً مؤثرا يجعلنا نفتقر بعض ما فيها من نقائص كالتكلف في اللغة والمبالغة المعهودة في الشرق.





أما في أشعاره الغزلية ففيها من العاطفة والشاعرية الصادقة بقدر ما فيها من الإباحية والتبذل. ويجب أن نذكر إلى جانب زهدياته أشعاره عن الصيد التي تبدو مبتكرة عند النظرة الأولى ولمن لا بد أن له في هذا الضرب من الشعر أسلافا نسج على منوالهم.

عدنية حرة
27/08/2012, 01:18 AM
لقد جمع ديوان أبي نواس كثيرون منهم الصولي المتوفى عام 338هجري ( 946م) جمعه في عشرة فصول, وحمزة بن الحسن الأصفهاني، ونسخة هذا الأخير أكثر سعة, وأقل تحقيقا، وقد جمعها المهلهل بن يموت بن مزرد الذي كان على قيد الحياة حوالي عام 332هجري (943م) برسالة عنوانها "سرقات أبي نواس"
F:F:



آراء بعض الرواة في شعر أبي نواس






كان أبو عبيدة يقول: ((ذهبت اليمن بجيد الشعر في قديمه حديثه ب امرئ القيس في الأوائل, وأبي نواس في المحدثين)).





قال عبيد الله بن محمد بن عائشة : ((من طلب الأدب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب)).




وكان يقال: شعراء اليمن ثلاثة, امرؤ القيس وحسان بن ثابت وأبو نواس




كما قال أبو نواس عن نفسه: ((لو أن شعري يملؤ الفم ما تقدمني أحد)).




وقال أيضا: (أشعاري في الخمرة لم يقل مثلها, وأشعاري في الغزل فوق أشعار الناس, وأجود شعري إن لم يزاحم غزلي, ما قلته في الطرد (الصيد).)


F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 01:36 AM
أشعر الناس أبو نواس
:L::L:






قد اجتمع طائفة من الشعراء عند المأمون فقال لهم : أيكم القائل
فلمــا تحســاها وقفنــا كأننــا ~~ نـرى قمـرا فـي الأرض يبلغ كوكبا

قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
إذا نــزلت دون اللهـاة مـن الفتـى ~~ دعــا همـه عـن صـدره برحـيل

قالوا أبو نواس قال : فأيكم القائل:
فتمشـــت فـــي مفـــاصلهم ~~ كتمشــي الــبرء فــي الســقم

قالوا أبو نواس قال : فهو أشعركم





F:F:




وقال سفيان بن عيينة لابن مناذر ما أشعر ظريفكم أبا نواس في قوله
يــا قمــرا أبصـرت فـي مـأتم
ينــدب شــجوا بيــن أتــراب
أبــرزه المــأتم لــي كارهــا
بـــرغم ذي بـــاب وحجــاب
يبكـي فيـذري الـدر مـن نرجـس
ويلطــــم الـــورد بعنـــاب
لا زال موتــــا دأب أحبابـــه
ولا تـــزل رؤيتـــه دابـــي


F:F:

وقال ابن الأعرابي : أشعر الناس أبو نواس في قوله
تغطيـت مـن دهـري بظـل جناحه
فعينـي تـرى دهـرى , وليس يراني
فلـو تسـأل الأيـام ما اسمي لما درت
وأيـن مكـاني مـا عـرفن مكـاني

F:F:


وقال أبو العتاهية قلت في الزهد عشرين ألف بيت ، ووددت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس وهي هذه وكانت مكتوبة على قبره
يــــا نواســــي توقــــر

وتعـــــــز وتصــــــبر
إن يكــــن ســـاءك دهـــر
فلمــــا ســــرك أكــــثر
يـــــا كبــــير الــــذنب
عفــو اللــه مــن ذنبـك أكـبر

F:F:


ومن شعر أبي نواس رحمة الله عليه يمدح بعض الأمراء
أوجـــده اللـــه فمــا مثلــه
لطـــالب ذالـــك ولا ناشـــد
وليس للــــــه بمســـــتنكر
أن يجــمع العــالم فــي واحـد
F:F:


وأنشدوا لسفيان بن عيينة قول أبي نواسمـــا هـــوى إلا لــه ســبب
يبتــــدي منـــه وينشـــعب
فتنــــت قلبــــي محجبـــة
وجههـــا بالحســـن منتقـــب
خــــليت والحســـن تـــأخذه
تنتقــــي منـــه وتنتخـــب
فاكتســـت منـــه طرائفـــه
واســتزادت بعــض مــا تهـب
فهــي لــو صــيرت فيـه لهـا
عــــودة لـــم يثنهـــا أرب
صــار جــدا مــا مزحـت بـه
رب جــــد جـــره اللعـــب

فقال ابن عيينة آمنت بالذي خلقها .

F:F:


وقال ابن دريد قال أبو حاتم : لولا أن العامة بدلت هذين البيتين لكتبتهما بماء الذهب وهما لأبي نواس
ولـو أنـي اسـتزدتك فـوق مـا بي
مــن البلــوى لأعـوزك المزيـد
ولـو عـرضت عـلى الموتى حياتي
بعيش مثــل عيشــي لـم يريـدوا

F:F:


، وقد سمع أبو نواس حديث سهيل ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القلوب جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فنظم ذلك في قصيدة له يقول فيها
إن القلـــوب لأجنــاد مجــندة
للـه فـي الأرض بـالأهواء تعـترف
فمــا تعـارف منهـا فهـو مـؤتلف
ومــا تنـاكر منهـا فهـو مخـتلف

F:F:


ودخل أبو نواس يوما مع جماعة من المحدثين على عبد الواحد بن زياد فقال لهم عبد الواحد : ليختر كل واحد منكم عشرة أحاديث أحدثه بها . فاختار كل واحد عشرة ، إلا أبا نواس ، فقال له : ما لك لا تختار كما اختاروا ؟ فأنشأ يقول
ولقــــد كنــــا روينــــا
عـــن ســـعيد عــن قتــاده
عـــن ســعيد بــن المســيب
ثـــم ســـعد بـــن عبــاده
وعـــن الشـــعبي والشــعبي
شــــــيخ ذو جــــــلاده
وعــــن الأخيـــار نحكيـــه
وعــــن أهــــل الإفـــادة
أن مــــن مــــات محبـــا
فلــــه أجــــر شــــهاده

فقال له عبد الواحد : قم يا ماجن لا حدثتك ولا حدثت أحدا من هؤلاء من أجلك . فبلغ ذلك مالك بن أنس وإبراهيم بن أبي يحيى ، فقالا : كان ينبغي أن يحدثه ، لعل الله أن يصلحه .
قلت : وهذا الذي أنشده أبو نواس في شعره قد رواه ابن عدي في " كامله " عن ابن عباس موقوفا ، ومرفوعا من عشق فعف فكتم فمات ، مات شهيدا ومعنى هذا أن من ابتلي بالعشق من غير اختيار منه فصبر وعف عن الفاحشة ولم يفش ذلك فمات بسبب ذلك ، حصل له أجر كبير ، فإن صح هذا كان ذلك له نوع شهادة ، والله أعلم .


F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 01:45 AM
طرائف أبي نواس



قال أبو نواس دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها . فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول
أســـهر ليــلي حــب تســنيم

جاريــة فــي الحســن كـالبوم

كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ

أو حزمــة مــن حــزم الثـوم

وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة

أفــزعت منهــا ملــك الــروم


قال : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .

F:F:


قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.

دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.

ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكم

حتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ.

تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .

فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.

وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .

وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون .

ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمة .

فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.

فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين

وأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.

ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل

الديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.

فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس .

فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك

هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,

ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه.

من زهده في أشعاره :

هذه واحدة من أجمل قصائد أبو نواس

قال الجاحظ‏:‏ لا أعرف في كلام الشعراء أرق ولا أحسن من قول أبي نواس حيث يقول‏:‏

أية نار قدح القادح * وأيّ جد بلغ المازح

لله در الشيب من واعظ * وناصح لو خطئ الناصح

يأبى الفتى إلا اتباع الهوى * ومنهج الحق له واضح

فاسم بعينيك إلى نسوة * مهورهن العمل الصالح
المراة التي احبها ابونواس

احبها حبا جما حبا صادق وهي التي امعنت في صده وسبه ولكنه كان مريض بمرض الحب حب جنان الثقفية
احب ابونواس جنان
فجنا جنانة بجنان
الجراح 0
كما ذكر في شعره

ألم ترَ أنني أفنيت عمري

بمطلبها ومطلبها عسيرُ

فلما لم أجد سببا إليها

يقربني وأعيتني الأمورُ

حججتُ وقلتُ قد حجت جنان

فيجمعني وإياها المسيرُ

ومن اجمل ماسمعت مما قال في الهوى هذي الابيات التي قالة كما يبدو عندما احس ان حبها تملك منه ولكن هي تمنعه فانشد لنا اجمل الكلام في حب معشوقتة\جنان ابونواس

لو ان من تهواهُ يهواكَا ***** قرت بطيبِ عينٍ دنياكاَ

أحبكِ,, لا ببعضي بل بكلي! ** وإن لم يبقِ حبك بي حراكَا

هيــــهات ! هذه منكِ امنيةً *** منيـــتها القـــلب,, ومــناكَا

ماذا تَــرجِي ؟ والهَـوى دائبٌ **** يـقـدح في َزنــدِ مـنَـاياكَا !

غرستَ غــصن الحب ** حتى إذا أثمر! كان الهَجرُ,, جناياكا

ياليتَ شعري ,, ماذا الذي ** صنعتَ بالحب ؟ .. وماذاكا !

هل غير ان كنتُ فتىً عاشقا **اهلـــكك الحب .. واغــــواكَا

دعـاك داعيهِ . فلـــبـيتَه ** وجئتَ تسـعى ؟,, خابَ مسعاكَا!

تشكو فلا تلقى رحيماً ** * ولا تلقى مجيبا,, عند شكواكَا

كان من تشكو إليهِ الهوى **** اصمٌ .. لايسمع نـجوا
ذكاء الشاعر ابو نواس

F:F:



قصة ابي نواس مع احد خلفاء زمانه ، فقد دخل على الخليفة وقتئذ وهو يريد ان ينشده قصيدة طامعاً في بعض المال ولكنه وجد الخليفة مشغولا بمداعبة احدى جواريه ، تسمى خالصة ، وكانت قد وضع على عنقها عقدا نفيساً ،ولم يعر الخليفة اي انتباه لما قاله ابونواس
فخرج ابونواس من عند الخليفة غاضباً صفر اليدين فتكب على باب الخليفة الاتي

لقد ضاع شعري على بابكم 0000000 كما ضاع العقد على صدر خالصة

وانصرف

فرأت الجارية الكلام المكتوب فاردت ان توقع به فاسرعت للخليفة مشتكيةً ،فغضب الخليفة وارسل لابي نواس في الحال
وعندما حضر لبيت الخليفة كان يعلم الامر وما سيجري له ، لكن فطنت وذكاء ابو نواس انقذته فعندوصل الى الباب
مسح الجزء الادنى من حرف العين في كلمت (ضاع) قبل
ان يدخل فانقلب الشعر

لقد ضاء شعري على بابكم 0000000 كما ضاء العقد على صدر خالصة
فبدل ان يعاقبه اكرمه لذكائه وفطنته
كَا !


لا يجتلي الحوراء في خدرها * إلا امرؤ ميزانه راجح

من اتقى الله فذاك الذي * سيق إليه المتجر الرابح

فاغدُ فما في الدين أغلوطة * ورح لما أنت له رائح
قال المأمون‏:‏ ما أحسن قوله‏:‏
وما الناس إلا هالك وابن هالك * وذو نسب في الهالكين عريق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في لباس صديق


قال ابن خلكان‏:‏ وما أشد رجاءه بربه حيث يقول‏:‏

تحمل ما استطعت من الخطايا * فإنك لاقياً رباً غفورا

ستبصر إن قدمت عليه عفواً * وتلقى سيداً ملكاً كبيرا

تعض ندامة كفيك مما * تركت مخافة النار الشرورا

F:F:

جاء رجل الى أبي النواس وهو يحتضر , فقال له : متى تموت يا أبا النواس ؟

فقال أبو النواس : ولمادا هذا السؤال ؟

أجاب الرجل : لأن والدي توفي مند ثلاثة اشهر و أريد أن أرسل اليه رسالة....

فنظر أبو النواس وقال :يؤسفني أن لا يكون طريقي على جهنم . فابعث رسالتك لأبيك مع غيري






F:F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 04:13 AM
أوصافـــــه

"قال ابن منظور:"كان أبو نواس حَسَنُ الوجه رقيق اللون أبيض حلو الشمائل ناعم الجسم ألثغ بالراء حيث يجعلها غيناً وفي حلقه بُحَّة لا تفارقه وكان ظريفاً ولطيفاً لا ينـزع العمامة عن رأسه".

F:F:




"نشأتـــــــه"

قال ابن منظور: "نشأ أبو نواس بالبصرة وقرأ القرآن على شيخ القرَّاء (يعقوب الخضرمي) فلما حذق القرآن رمى إليه يعقوب بخاتمه وقال له: (اذهب فأنت أقرأ أهل البصرة)".

وجاء في كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز ص201:"... وقد تأدَّب في البصرة وهي يومئذٍ أكثر بلاد الله علماً وفقهاً وأدباً، وكان أحفظ الناس لأشعار القدماء والمخضرمين وأوائل الإسلاميين والـمُحدَثين".

F:F:







وجاء في كتاب أعيان الشيعة ج5 ص 336:"... ولكنَّ أبو نواس بفضلِ فطنتهِ وذكائه وجدّه في طلب العلم وروايته الحديث وأخذه عن مشاهير علماء البصرة وغيرها ومعاناته اللغة والأدب والشعر وعلوّ الهمَّة بخروجه إلى البادية وإقامته بها يتعلَّم اللغة هذا وهو فقير يتيم لا مُربِّي له و لا مرشد انتقل من أجير عطَّار إلى تلميذ علماء وأدباء وشعراء ثم إلى أستاذ علماء ونبلاء ثم انتقل إلى معاشرة الخلفاء والملوك والأمراء والوزراء أمثال: هارون الرشيد والأمين والبرامكة والخصيب والي مصر وغيرهم. حقيقةً إن رجلاً كهذا لَهُوَ الرجل العصامي الفذّ، وهكذا العلم والفضل يرفع الوضيع، والجهل يضع الرفيع".





F:F:




وجاء في كتاب طبقات الشعراء ص149:"فلما ترعرع خرج إلى الأهواز فانقطع إلى والبة بن الحباب الشاعر، وكان والبة يومئذٍ مقيماً بالأهواز عند ابن عمه (النجاشي) وهو واليها فأدَّبه وخرَّجه، ولما مات والبة، لزم (خلف الأحمر) وكان خلفٌ هذا أشعر أهل وقته وأعلمهم فحمل عنه علماً كثيراً وأدباً واسعاً فخرج واحد زمانه في ذلك".


F:F:







"شاعرية أبو نواس" إن أبا نواس هو سلطان الفصاحة والبيان في عصره فعبقريته ظاهرة ومعانيه باهرة وهو مقدَّم على جميع الشعراء المحدَثين بشهادة أكابر الأدباء والعلماء وفحول الشعراء والنقَّاد .فهو رقيق اللفظ بديع المعاني والخيال ساحر الأفكار بعيد المنال شعره من السهل الممتنع يأخذ بمجامع القلوب ويؤثِّر في النفوس تأثير الخمرة التي اشتهرت أوصافها به، فقد قال الشاعر المطبوع العباس بن الأحنف:" شعر أبي نواس أرقُّ من الوهم وأنفذُ من الفهم وأمضى من السهم".




F:F:




حدَّث يحيى بن الجون وهو راوية الشاعر بشار بن برد فقال:"جاء أبو نواس إلى بشار فأنشده قصيدته اللاَّمية التي يصف فيها النخيل فاستحسنها، فلما خرج قال بشار: لقد حسدتُ هذا الغلام".

F:F:







جاء في كتاب معاهد التنصيص، قال أبو الغيث ابن الشاعر البحتري:"لقد سألتُ والدي لما حضرته الوفاة من أشعر الناس ؟ فقال: يا بني لو قُسِّم إحسان أبي نواس على جميع الناس لوسعهم".




F:F:








وقال المكِّي:"مازالت المعاني مكنوزة في الأرض حتى جاء أبو نواس فاستخرجها".

F:F:








وقال ابن منظور على لسان غيره عن أبي نواس:"كأن المعاني حُبِسَتْ له فأخذَ منها حاجتهُ وفرَّق الباقي على الناس".

F:F:










قال النظَّام ((من أئمة المعتزلة)):"كأن هذا الفتى جُمِعَ له الكلام فاختار أحسنه".




F:F:





قال أبو العتاهية: قال لي المأمون: أنت أشعر أم أبو نواس؟ فقلت:"أنا قد علمت و وددتُ أن أبيات أبي نواس لي فأستعلي بها على شعراء أهل الأرض، قال وما هي ؟ قلتُ قوله:

ومســـتـعبدٍ إخوانـَـــــــه بثـرائــــــه = لبـستُ لــــــــه كبـراً أبرَّّ على الكبـرِإذا ضمَّـني يومـــــاً و إيـــاه محفِـلٌ = رأى جانبـي وعراً يزيد على الوعــــر ِأخالـفـــــــه في شكلــه، و أجـِــرُّه = على المنـطق المنذور و النظر الشـــــزر ِو قد زادني تيهـاً على الناس أنني = أرانيَ أغنـاهــــــم و إن كنتُ ذا فقــر ِفوالله لا يـُبدي لســـــانيَ حاجـــــةً = إلى أحــــــــدٍ حتـى أٌغَيـّبَ فــي قبريفلا تطمعنْ في ذاك مـنيَ سُوقــــــةٌ = ولا ملكُ الدنيـا المحجبُ في القصــــــــرِفلـــو لم أرث فخراً لكانت صيـانتي = فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر"







F:F:




من أقوال بعض العلماء فيه بغير الشعر"عن ابن خلكان


قال: قال إسماعيل بن نوبخت:"ما رأيت قط أوسع علماً من أبي نواس و لا أحفظ منه مع قلة كتبه".




جاء في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة:"كأن النواسيُّ متفنناً في العلم قد ضرب في كل نوع منه بنصيب ونظر بعد ذلك في علم النجوم"




.قال الجاحظ: "كان أبو نواس عالماً راوية ...الخ".




قال ابن خالويه: "لولا ما غُلب عليه من المجون لاستشهدتُ بكلامه في كتاب الله تعالى".




F:F:







قال الإمام الشافعي:"لولا ما ظهر على أبو نواس من المجون لأخذتُ عنه".




F:F:




من قرأ في كتاب "الفتوحات المكية" لمحي الدين بن عربي يرى أبيات كثيرة منتثرة فيه وهي من شعر أبي نواس، وقد استشهد بها الشيخ الأكبر عند الصوفية وهذا ما يؤكد تؤثره بأشعاره وإعجابه بها.








F:F:










وقد جاء في العيون وفي رياض العلماء وفي فرائد السَّمطين:خرج أبو نواس ذات يومٍ من داره فبصرَ براكبٍ قد حاذاه، فسأل عنه ولم يرَ وجهه، فقيل له: أنه عليّ بن موسى الرضا، فأنشأ يقول:إذا أبصرتكَ العين من بعد غايــةٍ = وعــارض فيـــــكَ الشَّكُّ أثبتكَ القلبُولـو أن قومــاً أمَّموكَ لقادهـــم = نســيمك حتى يُستدلَّ بــــــكَ الرَّكبُجعلتكَ حسبي في أموري كلِّها = وما خابَ من أضحى وأنت لهُ حَسْبُ

F:F:







شاهد الرشيد أبا نواس , وفي يده زجاجة من الخمر , فسأله : ماذا في يدك يا أبا نواسفأجاب : زجاجة لبن يأمير المؤمنين .فقال الخليفة: هل اللبن أحمر اللونفقال : أحمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .فأعجب الخليفة من بداهته , وعفا عنه





F:F:

قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكمحتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراختالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنينوعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمةغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنينوأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعلالديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.فقال الخليفة: ما هذا يا أبا نواس .فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديكهؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه

F:F:

عدنية حرة
27/08/2012, 05:09 AM
من أشعاره






حامـل الهوى تَعِبُ .... يســـــــتخفّه الطربُإن بكى .. يحقُّ لهُ .... ليس ما به لَعِــــــــبُ تضحكينَ لاهيـةً !!! .... والمحبُّ ينتحـــــــبُ تعجبين من سقمي .... صحّتي هي العجبُكلما انقضى سببٌ ..... منكِ عاد لي سببُ





وله أيضاً

إن متُّ منكَ، وقلبـي فيه ما فيهِ ** * ولم أنل فرَجَا مما أُقاسيهِ ناديتُ قلبـي بحزنٍ، ثم قلتُ له *** يا من يبالي حبيباَ لا يبـاليهِ هذا الذي كنــتَ تهواهُ، وتمنحهُ *** صفو المودةِ قد غالت دواهيـهِ فردّ قلبــــي على طرفي بحرقتهِ *** هذا البلاء الذي دليتني فيهأرهقتني في هوى من ليس يُنصفني *** وليس ينفكّ من زهوٍ ومن تيهِ







وله أيضاً

الله مولـى " دنانيـرٍ " ومـولائـي *** بعينه مصبحـي فيهـا وممسائـي صَليتُ في حبّها ناريـن : واحـدةً *** بين الضلوع , وأخرى بين أحشائي وقد حَمَيْتُ لسانـي أن أبيـنَ بـه *** فمـا يُعبِّـر عنّـي غيـرُ إيمائـي يا ويحَ أهلي .. أبلى بيـن أعينهـم *** على الفراش , وما يدرون ما دائـي لو كان زُهدُكِ في الدنيا كزُهدِكِ فـي *** وصْلي , مشيْتِ , بلا شكٍّ على الماءِ







وله ايضاً

أضرمتَ نارَ الحب في قلبـي *** ثم تبـرّأتَ من الذنبِحتى إذا لججتُ بحر الهوى *** وطمّتِ الأمـواجُ في قلبي أفشيتَ سرّي، وتناسيتني *** ما هكذا الإنصافُ يا حبّيهبني لا أستطيع دفع الهوى *** عنّي، أما تخشى من الرّبِّ؟!







وله أيضاً

أظهرَ بعد الوصلِ هجرانا ** وصيّرَ العلاّت أعوانا يعدُّ إحساني ذنوباً كما ** أعدُّ منه الذنبَ غفرانايا مظهراً في النوم هجرانا **حسبكَ ما تفعلُ يقظانا لو كنتَ في حبّيكَ لي منصفاً ** جازيتَ بالإحسانِ إحسانا







وله أيضاً

لما جفاني الحبيبُ وامتنعت.......عني الرسالاتُ منه والخبرُ

واشتد شوقي فكاد يقتلني..............ذكر حبيبي والهمُ والبكرُ

دعوتُ إبليس ثم قلتُ له..............في خلوةٍ والدموعُ تنهمرُ

أما ترى كيف بليتُ وقد............أقرح جفني البكاءُ والسهرُ

إن أنتَ لم تُلقِ لي المودة في........صدر حبيبي وأنت مقتدرُ

لا قلتُ شعراً ولا سمعتُ غناً....ولا جرى في مفاصلي السّكرُ

ولا أزالُ القُرآنَ أدرسُه ................أروحُ في درسِهِ وأبتكرُ

وألزمُ الصومَ والصلاةَ ولا...........أزال دهري بالخير آتمرُ

فما مضتُ بعد ذاك ثالثةٌ..............حتى أتاني الحبيب يعتذر

ويطلب الود والوصال على...........أفضل ماكان قبلَ يهتجرُ

فيا لها منةً لقد عظمتُ...............عندي لإبليس ما لها خطرُ







وله أيضا

منع الصوم العقارى ... وزوى الليل فغارا و بقينا في سجون الصوم ... للهم أسار ىنشرب الليل إلى الصبح ... صغارا وكبارا إسقني حتى تراني أحسب الديك حمارا









وله ايضا

تفكر في نبات الأرض وانظر * إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات * بأبصار هي الذهب السبيك

على قضب الزبرجد شاهدات * بأن الله ليس له شريك






وله أيضاً

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم

أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يرجو المسيء المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك ثم أني مسلم






وله أيضاً

الفخر و مستــعبـدٍ إخوانـَه بثـرائــه لبـستُ له كبـراً لأبرَّ على الكبـرِ إذا ضمَّـني يومـاً و إياه محفِــلٌ رأى جانبـي وعراً يزيـد على الوعر ِ أخالـفـه في شكـلـه، و أجـِرُّه على المنـطق المنـزور و النظر الشزر ِ و قد زادني تيهاً على الناس أنني أرانيَ أغنـاهم و إن كنتُ ذا فـقـر ِ فو الله لا يـُبـدي لســانيَ حاجــةً إلى أحـدٍ حتـى أٌغَيـّبَ في قبـري فلا تطمعــنْ في ذاك مـنيَ سُوقـةٌ ولا ملكُ الدنيـا المحجبُ في القصـر ِ فلو لم أرث فخراً لكانت صيـانتي فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر ِ

المديح

قال يمدح الأمين: تتيه الشمـس و القمـر المنيـر إذا قـلنـا كـأنـهـمـا الأميـر فإن يـــكُ أشبـها منه قـليلاً فـــقد أخطاهــــما شبهٌ كــثيرُ


وقال يمدحه أيضاً:



ملكتَ على طير السعادة واليمنِ و حزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن ِ

لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ و زيـدتْ به الأيـامُ حسناً إلى حسن ِ

ولو لا الأمين بن الرشيد لما انقضت رحى الدين، والدنيا تدور على حزن ِ
لقد فك أغـلال العنـاة محمـدٌ وأنزل أهل الخـوف في كنف الأمن ِ

إذا نحن أثنيـنا عليـك بصـالح ٍ فأنت كما نـثني، وفوق الذي نـثني وإن جرت الألفـاظ يوماً بمدحةٍ لغيـرك إنسـاناً، فأنت الذي نعـني

الزهد والتوبة يا رب إن عظمـت ذنوبي كـثرةً فلقـد علمتُ بأن عـفوك أعظمُ إن كان لا يرجـوك إلا محســــنٌ فبمن يـلوذ و يستجيـر المجرمُ أدعـوك رب كما أمرتَ تـضرعـاً فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجـــا وجـــميل عفوك ثم إني مسلمُ



وله أيضاً

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء=وداوني بالتي كانت هي الداء صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها=لو مسها حجر مسته ســراء من كف ذات حر في زي ذي ذكر= لها محبان لوطي وزنـــــــاء قامنت بإبريقها،و الليل معتكـــر=فلاح من وجهها في البيت لألاءفأرسلت من فم الإبريق صافية=كأنما أخذها بالعين إعفــــــاء رقت عن الماء حتى ما يلائمها=لطاقة،وجفا عن شكلها الماء فلو مزجت بها نورا لماجزهــا=حتى تولــد أنوار و أضــــــــواء دارت على فتية دان الزمان لهم=فـا يصيــــبهم إلا بما شاؤو التلك أبكي ، ولا أبكي لمنزلــــــة=كانت تحل بها هند و أسمــاء



وله أيضاً
بالله عليكِ يا من أطلتِ هجري
وجعلتِ الدمع دماً في العين يجري سألتكِ بالله وليلة القدر
هبيني الأحرف الأولى من كل شطرِ

عدنية حرة
27/08/2012, 05:29 AM
== من قول أبى نواس حين قربت اليه الوفاة === :

اِلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَ عَمِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ
ذُنُوْبِي مِثْلُ اَعْدَادِ الرِّمَالِ فَهَبْ لِي تَوْبَةً يَا ذَاالْجَلالِ
وَ عُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ذَنْبِي زَاءِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي
اِلهِي عبْدُكَ الْعَاصِي اٰتَاك مُقِرًّا بِالذُّنُوْبِ وَ قَدْ دَ عَاكَ
اِنْ تَغْفِرْ وَ اَنْتَ لِذاكَ اَهْلٌ وَ ِانْ تَتْرُدْ فَمَنْ نَرْجُو سِواكَ

الخمر

أبو نواس " شاعر الخمر غير منازع"، والخمر عروس شعره الحقيقية، وفيها تجلت عبقريته المجددة التي رفعته فوق السابقين واللاحقين، فكان من أشهر من قالوا فيها، وقد جعل لها في الأدب العربي بابا مستقلا كاملا. حيث قال:
أثْـنِ على الـخَمْـرِ بآلائِهـا وَسَمِّهـا أحـسَـنَ أسْمـائِهَا
لا تـجْعَـلِ الماءَ لَها قاهـراً وَلا تُسَلّطْهـا على مَـائِهَا



وقال أيضاً:
الشُربُ في ظُلَّـةِ خَمّـارِ عِندي مِنَ اللَذّاتِ يا جاري
لا سِيَّما عِنـدَ يَهودِيَّـةٍ حَوراءَ مِثلَ القَمَرِ الساري
تَسقيكَ مِن كَفٍّ لَها رَطبَةٍ كَأَنَّهـا فِلقَـةُ جُـمّارِ
حَتّى إِذا السُكرُ تَمَشّى بِها صارَ لَها صَولَـةُ جَبّارِ




وقال أيضاً:
دع المساجد للــعباد تسكنها وطف بنا حول خمار ليسقينا
ما قال ربك ويل للذين سكروا ولكن قال ويل للمـصلينا





*يمدح علي الرضا

قيل لي أنت أوحد الناس طرا في فنون من المقال البديه
لك من جوهر الكلام نظام يثمر الدر في يدي مجتنبيه
فلماذا تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام كان جبريل خادما لأبيـه



الهجاء

قد مللناك فملي
أكثري أو فأقليً قد مللناك فملي
ما إلى حبك عود ما دعا الله مصلي
قد وهبناك لعمري وتصدقنا بحمل
لم يكن مثلك لولا سفه الرأي هوى لي
أيها السائل عنها اسمع اللفظ المحلي
شخصها شخص قبيح ولها وجه مولي
وخفت عن كل عين وخفت عن كل دل
ولها ثغر كأن الله غشاه بكحل
تصف النكهة منها جيفة في يوم طل
وتفلي حين تلقاك لتحظى بالتفلي
ردفها طست ولكن بطنها زكرة خل
اشهدوا أني بريء من هواها متخلي

عدنية حرة
29/08/2012, 07:28 PM
جانب اخر مهم من حياة ابو نواس وهو جانب لم يتطرق اليه المتحدثين الا نادرا
وكثيريين لم يعرفوا ان ابو نواس كان يعيش قصه حب تناقلها الرواة
وكانت المرأة الوحيده التي احبها وكان صادق معها الي الحد البعيد
الفتاة التي احبها ابو نواس تدعي جنان

وجنان هذه التي احبها ابي نواس وشدته من حياة اللهو والمجون
ورأها ابي نواس ووقع في حبها ولم يجد طريقا الي الحديث معها
حتي سمع يوما انها عازمة علي الحج مع مولاتها
فقال :- اني علي أثرها حاج
وما كان ينوي الحج وسبقها وقال في هذا :-

الم تر اني افنيت عمري
بمطلبها ومطلبعا عسير؟
فلما لم اجد سببا اليها
يقربني واعيتني الامور
حججت وقلت قد حجت جنان
فيجمعني واياها المسير

وكانت جنان قد اوعدته ان تلقاه ان ما وجدت الفرصه والوقت
فلما لم تتح له الفرصه ولما اشتاق اليها انشد :-

جفن عيني قد كاد يسقط من طول ما اختلج
وفوادي من حر حبك والهجر قد نضج
خبريني فدتك نفسي واهلي متي الفرج ؟
كان ميعادنا خروج زياد فقد خرج
انت من قتل عائذ بك في اضيق الحرج

وارسل يوما اليها رسول فقالت للرسول
(لا برح الهجران ربعك ولا بلغت املك من احبتك )

فرجع الرسول اليه فساله عن جوابها فلم يخبره فقال :

فديتك فيما عتبك من كلام
نطقت به علي وجه جميل؟
وقولك للرسول عليك غيري
فليس الي التواصل من سبيل
فقد جاء الرسول له انكسار
وحال ما عليها من قبول
ولو ردت جنان مرد خير
تبين ذاك في وجه الرسول .. !!

حتي اتي يوما وغضبت منه واطالت هجره .

فارسل اليها ان تسامحه فابت فراها يوما في منامه وقد صالحته فكتب اليها :-

اذا التقي في النوم طيفانا
عاد لنا الوصل كما كانا
يا قرة العين فما بالنا
نشقي ويلتذ خيالانا
لو شئت اذ احسنت لي في الكري
اتممت احسانك يقظانا
يا عاشقين اصطلحا في الكري
واصبحا غضبي وغضبانا
كذلك الاحلام غدارة
وربما تصدق احيانا
دست له طيفها كيما تصالحه
في النوم حين تأبي الصلح يقظانا
فلم يجد عند طيفي طيفها فرجا
ولا رثا لتشكيه ولا لانا
حسبت ان خيالي لا يكون لما
اكون من اجله غضبان غضبانا
جنان لا تساليني الصلح سرعة
فلم يكن هينا منك الذي كانا

وقال يوما انه كان محموما ولم يبارح المنزل من الحمي فدخل عليه بعض اصحابه

وقال لهم من اين اتيتم فقالوا :- من عند جنان

فقال :- أو كانت عليله فقالوا :-نعم وقد عوفيت الان

فقال والله انكرت علتي هذه ولم اعرف لها سببا غير لني توهمت انها علة صابت
بعض ممن احب فقال :-

اني حممت ولم اشعر بحماك
حتي تحدث عوادي بشكواك
فقلت ما كانت الحمي لتطرقني
من غير ما سبب الا بحماك
وخصلة قمت فيها غير متهم
عافاني الله منها حين عافاك
حتي اذا ما انقضت نفسي ونفسك في
هذا وذاك وفي هذي وفي ذاك

ولم يكتب الله لهم ان يلتقياء ورحلت جنان مع مولاها وهكذا كانت قصه المرأة

التي احبها ابو نواس



~ حامل الهوى تعب يستخفه الطربُ

إن بكى يحق لــــــــــه ليس ما به لعب

تضحكين لاهية والمحب ينتحبُ

تعجبين من سقمي صحتي هي العجبُ ~



قصائد غزلية اخرى له في غير جنان:

يا رَبَّةَ الوَجـهِ الجَميـلِ * وَالخالِ في الخَدِّ الأَسيـلِ
جودي وَلَـو بِكُـدادِ مـا * تَسخو بِهِ نَفـسُ البَخيـلِ
بِقَلـيـلِ نَيـلِـكِ إِنَّـمـا * يَنمو الكَثيرُ مِـنَ القَليـلِ
الـلَـهُ خَلَّصَـنـي وَرَأ * يُ الفَضلِ مِن حَلَقِ الكُبولِ
وَأَقالَ مِن عَنَـتِ الزَمـا * نِ وَقَد يَئِستُ مِنَ المَقيـلِ

قصيدة اخرى:

سَجَدَ الجَمالُ لِحُسـنِ وَج **هِكَ وَاِستَراحَ إِلى جَمالِك
وَتَشَوَّقَـت حـورُ الجِنـا ** نِ مِنَ الخُلودِ إِلى مِثالِـك
فَعَشِقـتُ وَجهَـكَ إِذ رَأَي ** تُكَ وَاِعتَمَدتُ عَلى وِصالِك
يا ظالِمي لَيـسَ المُحِـب ** بُ وَإِن تَجَلَّدَ مِن رِجالِـك


ومقطوعة اخرى:

متتايه بجماله صلف=لا يستطاع كلامه تيها
للحسن في وجناته بدع=ما أن يمل الدرس قاريها
لو كانت الاشياء تعقله=أجللنه إجلال باريها
لو تستطيع الارض لانقبضت=حتي يصير جميعه فيها

عدنية حرة
29/08/2012, 08:12 PM
ابو نواس بعد كل لهوه ولعبه علم انه

اذا مد يده الى الله لن يرجعه خائبا فبعد ان استفاق من غفوته ،

وندم اشد الندم على تقصيره في حق الله ،
F:F:


قال مناجيا ربه:

يا نواسيُّ تفكًّر ... وتجمّل وتصبّر

ساءك الدهر بشئ ... ولما سرّك أكثر

يا كبير الذنب عفو الله = من ذنبك أكبر

أكبر الأشياء عن = أصغر عفو الله أكبر

ليس للإنسان إلا = ما قضي الله وقدّر

ليس للمخلوق تدبير = بل الله المدبّر

F:F:F:

ومن بديع شعره ما قاله وقد تصور نفسه مسجي علي فراش الموت , تقلبه الأيدى ,
ثم هو يغسل ويحنط ويكفن , ثم يحمل علي سرير الموت , ثم يبعث يوم القيامة ,
وقد فرّط في حق الله أيّما تفريط .
F:F:F:

يقول النواسي نادما ومناجيا نفسه :


يا ليت شعرى كيف أنت علي = ظهر السرير وأنت لا تدرى

يا ليت شعرى كيف أنت إذا = غُسّلت بالكافور والسدْر

يا ليت شعرى كيف أنت إذا = وٌضع الحسابٌ صبيحة الحشر

ما حجتي فيما أتيت وما = قولي لربي بل وما عذرى

يا سوأتي مما اكتسبت ويا = أسفي علي ما فات من عمري


F:F:F:

أخي ما بال قلبك ليس ينقي ... كأنك لا تظن الموت حقا

ألا يا بن الذين فنوا وبادوا .. أما والله ما بادوا لتبقي

وما لك فاعلمن فيها مقام ... إذا استكملت آجالا ورزقا

وما لك غير ما قدّمت زاد ... إذا جعلت إلي اللهوات ترقي

وما أحد بزادك منك أحظي ... وما أحد بذنبك منك أشقي


F:F:F:F:

يا سائل الله فزت بالظفر ... وبالنوال الهنيّ لا بالكدر

فارغب إلى الله لا إلى بشر ... منتقل في البلي وفي الغير

وارغب إلي الله لا إلي جسد ... منتقل من صبا إلي كبر

إن الذى لا يخيب سائله ... جوهره غير جوهر البشر

مالك بالترهات مشتغلا ... أفي يديك الأمان من سقر


F:F:

وله أيضا :

دع الحرص علي الدنيا ... وفي العيش فلا تطمع

ولا تجمع لك المال ... فما تدرى لمن تجمع

ولا تدرى أفي أرضك ... أم في غيرها تضرع


F:F:
وله أيضا :


لله در الشيب من واعظ ... وناصح لو حظي الناصح

يأبي الفتي إلا إتباع الهوى ... ومنهج الحق له واضح

فاسمٌ بعينيك إلي نسوة ... مهورهن العمل الصالح

لا يجتلي العذراء من خدرها ... إلا امرؤٌ ميزانه راجح

من اتقي الله فذاك الذى ... سيق إليه المتجر الرابح
F:F:F:


وله أيضا :

كن مع الله يكن لك .. واتق الله لعلّك

لا تكن إلا مٌعدّا .. للمنايا فكأنك

إن للموت لسهما ... واقعا دونك أو بك

نحن نجرى في أفانين ... سكون وتحرّك

فعلي الله توكّل ... وبتقواه تمسّك .

F:F:

وله أيضا :

سبحان علام الغيوب ... عجبا لتصريف الخطوب

تغدو علي قطف النفوس ... وتجتني ثمر القلوب

يا نفس توبي قبل أن .. لا تستطيعي أن تتوبي

واستغفرى لذنوبك ... الرحمن غفار الذنوب

إن الحوادث كالرياح ... عليك دائمة الهبوب

والموت شرع واحد .. والخلق مختلفو الضروب

والسعي في طلب التقى ... من خير مكسبة الكسوب

ولقلما ينجو الفتي ... بتقاه من لطخ العيوب

عدنية حرة
29/08/2012, 08:30 PM
حكاية ابو نواس الشعبيه


يتحدث العامه عن حكاية لابي فيها حكمه بليغه وهو ابي نواس الشاعر الذي عاش في عصر الدولة العباسيه ابو نواس كان عالما وله طموح أن يتولى القضاء بعد والده . . ولكن والده قال له يابني انه حضر عندي في مجلس القضاء رجلان احدهما بدوي والآخر حضري فجلسا امامي في الشمس فأشرت بعيني للحضري ان يتقدم قليلاً في الظل لعلمي ان الحضري لا يتحمل الشمس بخلاف البدوي الذي يقضي نهاره في الشمس خلف أبله وغنمه فلا تضره الشمس .. وخطر في بالي ان ذلك ليس من العدل في حق الخصمين ولذلك اوصيك ان تأخذ بالك من عيني اليمنى ان فقئت قبل ان تفيض نفسي فلا تتولى القضاء رحمة بحالك ياولدي
ولما لزم القاضي فراش المرض بقي ابنه ابو نواس يلاحظ عين والده اليمنى عملاً بوصية والده وقبل تفارق روحه جسده فقئت عينه اليمنى ثم مات فعرف ابو نواس ان الامر خطير وان لن يتولى القضاء بعد والده .. ولما دفن والده في قبره ذهب يعدو مع الاطفال في الشوارع ومعه عسيب من النخل يركبه ويدعي أنه فرس وهذا ديدنه كل يوم ولهذا صرف الوالي النظر عن توليه القضاء .
وكان له اخ أصغر منه فعرض على امه رغبته في الزواج فقالت اذهب لاخيك ابو نواس وشاوره في ذلك فقال يا امي كيف استشير رجلاً مجنونا يلعب مع الاطفال على عسيب ويدعي انه فرس .. فقالت لابد من ان تشاور أخاك فا ذهب اليه واستوقفه واعرض عليه نيتك في الزواج ذهب له اخوه ووقف في طريقه وقال له قف يا ابو نواس اني ارغب في الزواج فما رأيك فقال له ابو نواس ((احذر ام الحرس وام الجرس وتنحى عن طريق الفرس)) قصده افتح لي الطريق لكي الحق باصحابي الاطفال رجع اخوه لامه يلومها كيف ترسله يستشر مجنوناً يلعب بالعسيب مع الاطفال فقالت له ماذا قال لك بالضبط قال إنه يقول ((احذر ام الحرس وام الجرس وتنحى عن طريق الفرس)) قالت له لقد نصحك ان لاتتزوج ا الحرس التي معها اطفال من زوج سابق وان لاتتزوج امرأة كثيرة الكلام والتشكي دائما لسانها يلعلع مثل الجرس فاقتنع أخوه برأي ابو نواس وعلم ان اخاه يملك عقلاً يفكر وسبحان الله العظيم .
F:F:F:

عدنية حرة
02/09/2012, 11:35 PM
قد اتهم الشاعر ابونواس بالفساد والزندقة ودخل هذا السجن، ولم يطق الحياة فيه في عهد الرشيد فأرسل استعطافا الي الرشيد حتي يفك سجنه.. يقول في رسالته تلك.
بعفوك بل بجودك عذت بل
بفضلك يا امير المؤمينا
فاني لم اخنك بظهر غيب
ولاحدثت نفسي ان اخونا

F:F:F:

ودخل السجن مرة اخري في عهد الامين، واخذ يتمني ان يئول الحكم للمأمون حتي ينقذه من هذا السجن وقال:
اما الامين فلست ارجو دفعه
عني، فمن لي اليوم بالمأمون؟!
حتي يقول الرواة ان المأمون عندما سمع هذه الابيات التي قالها ابونواس مستنجدا به من عذابات سجنه، وكان الخلاف علي اشده بين الاخوين الامين والمأمون فقال:
والله لئن لحقته لاغنينه غني لايؤمله
ولكن الشاعر ابونواس مات قبل دخول المأمون بغداد.. فقد مات سنة 198ه
F:F:F:

ولم ينس ابدا هذا الشاعر ماشعر به من هوان داخل السجن، وطاعته للسجان، الذي وصفه بأنه جعل من حياته جحيما لايطاق، حتي انه شعر بأنه أثقل علي قلبه من الحديد الذي يكبل يديه، وكان هذا السجان الذي دخل التاريخ لان ابونواس ذكره في اشعاره، وشكواه الي الخليفة منه.. وقال له فيما قال من شكواه
واعف مسامعي من صوت رجس
ثقيل شخصه يدعي 'سعيدا'
ويقول عنه الباحث محمد عبدالغني حسن:
وقد احاطت تهمة الزندقة والكفر بأبي نواس من كل جانب حتي لم ينقطع الاتهام عنه لحظة طوال حياته، وهو ملوم في ذلك كل اللوم، فما كان اغناه لو عقل عن ركوب هذه المزالق الخطرة وكثيرا ما كان يلجأ الي الخلاص من تهمة الزندقة بحركات وافعال تدل علي ايمانه، وقد أجدت عليه هذه الوسيلة مرة، وخذلته غير مرة فقد حدث عاصم بن حميد بن غنيم الوراق، وعنه روي ابن منظور المصري صاحب لسان العرب قال: رأيت ابانواس وهو في سراويل، والناس يجرونه، ويضربونه في قفاه بالنعال ويقولون: زنديق.. ويرمونه بالحجارة حتي ادخلوه الي محمد بن زبيده يعني الخليفة العباس الامين
فقال: ما هذا؟
قالوا: زنذيق
فقال: علي بالسيف والنطع!
فقال ابونواس: دعوني اصلي ركعتين، فأفرجوا عنه؟ فتهيأ للصلاة ثم رفع رأسه الي السماء وكبر وصلي ركعتين وقال:
سبحان من خلق الخلق
من ضعيف مهين
فساقة من قرار
الي قرار مكين
في الحجب شيئا فشيئا
تحاردون العيون
حتي بدت حركات
مخلوقة من سكون.
فقال الامين:
ماهذا زنديق.. أعطوه ألف درهم، واخلعوا عليه، فخرج تحت الخلع، وطردوا الناس عنه

F:F:F:

ولم يكن سجنه بسبب الزندقة فقط، فقد سجن ايضا بسبب تعاطيه الخمر، اكثر من مرة وفي احدي المرات استعطف الخليفة الامين من وراء قضبان السجن بقصيده طويلة قال في احد ابياتها وهو يمدح الخليفة:
فديتك ان ليل السجن ياس
وقد ارسلت: ليس عليك باس
فلما بلغت الابيات الخليفة، عفا عنه واخرجه من السجن الي عالم الحرية ويقول عنه الدكتور شوقي ضيف:
......... وفي اخباره مايدل علي نه تنسك مرارا ثم عاد الي غيه او ربما رقيت فيرات هذا النسك الي زمن الرشيد، وحين كان يلقي به في السجن، اذ يقال انه حج سنة 190ه وكأنما هي صحوات كان يفيق فيها ثم يرجع الي حكاياه، وتوفي الامين، ولم يلبث ان توفي بعده.
وقد اختلف الرواة في تاريخ وفاته.. فمنهم من تقدم به الي سنة 195ه ومنهم من تأخر به الي سنة 199ه وقيل بل توفي بعد المائتين بقليل، وفي ديوانه رثاء للأمين يشهد بأن وفاته لم تكن قبل سنة 198ه.
واختلف الرواة ايضا في سبب وفاته.
فقيل انه توفي وفاة طبيعية.. وقيل بل هجا اسماعيل بن فوبخت هجاء فقد مقذعا فيه أمه ورماه بالبخل والرفض، فوس له شربة من سم قتلته بعد اربعة اشهر، وقيل بل وشي له من ضربه حتي مات!

F:F:F:

ولاشك ان ابانواس كان شاعرا كبيرا، ولكن افسد حياته بشعره الماجن الناجم عن نفسية معقدة، مليئة بالعقد النفسية والتي يرجعه بعض النقاد انه كان يتأزم من سيرة أمه المنحرفة، وهذا مادفعه ان يعيش حياته بالطول والعرص، ضاربا عرض الحائط بالاعراف والتقاليد بل وبالدين ايضا فهو القائل:
انما العيش سماع وفدام وندام
فاذا فاتك هذا فعلي الدنيا سلام
ويظهر عدم مبالاته بالقيم ولابالناس، عندما قال بمرأة عجيبة:
لاتبك ليلي ولاتطرب الي هند
واشرب علي الورد من حمراء كالورد
كأسا اذا انحدرت في حلق شاربها
اجدته حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوته والكأس لؤلؤة
في كف جارية ممشوقة القد تسقيك من يدها خمرا ومن فمها
خمرا فمالك من سكرين من بد
وكان من الطبيعي ان يجر هذا الشعر عليه المشاكل خاصة عندما تتلاعب برأسه الخمر فيعلن بأنه لايؤمن ببعث ولاحساب ولابجنة ولانار..!
ولو كان هذا الشاعر الماجن قد وعي الحقيقة حقيقة الحياة والموت ومابعد الموت، التي تحدث عنها في بعض لحظات جده بعيدا عن الخمريات التي اذهلت عقله فنأي عن الصواب، ودخل بسببها السجن.. لو عرف البعد عن المجون والخمر والهلوسة، وكتب شعره الجميل وهو متمسك بالقيم والفضائل لكان واحدا من اعظم الشعراء الذين عرفهم التاريخ الادبي ولما عرف ايضا ظلام السجون؟

عدنية حرة
02/09/2012, 11:42 PM
كان عباس بن ناصح، الشاعر الأندلسي، لا يَقْدم من المشرق قادمٌ إلا سأله عمَّن نَجَمَ هناك في الشعر، حتى أتاه رجل من التجار فأعلمه بظهور أبي نواس، وأنشده من شعره قصيدتين؛ إحداهما قوله: جَرَيْتُ مع الصِّبا طَلـْقَ الجُمُوحِ والثانية: أما ترى الشمس حَلـَّت الحَمَلا فقال عباس: هذا أشعرُ الجن والإنس. واللّه لا حبسني عنه حابس. فتجهَّز إلى المشرق. فلما حلَّ بغداد نزل منزِلة المسافرين، ثم سأل عن منزل أبي نواس، فأُرشـِد إليه، فإذا بقصر على بابه الخـُدَّام. فدخل مع الداخلين، ووجد أبا نواس جالسًا في مقعد نبيل، وحولَه أكثرُ متأدّبي بغداد، يجري بينهم التمثل والكلام في المعاني. فسلّم عباس وجلس حيث انتهى به المجلس، وهو في هيئة السفر. فلما كاد المجلس ينقضي، قال له أبو نواس: مَن الرجل؟ قال: باغي أدب. قال: أهلاً وسهلاً. من أين تكون؟ قال: من المغرب الأقصى. وانتسب له إلى قرطبة. فقال له: أَتَرْوي من شعر أبي المخشيّ شيئًا؟ قال: نعم. قال: فانشِدني. فأنشده شعره في العمى. فقال أبو نواس: هذا الذي طَلَبَتْه الشعراء فَأَضَلَّتْه. أنشـِدني لأبي الأجرب. فأنشده. ثم قال: أنشدني لبكْر الكنانيّ. فأنشده. ثم قال أبو نواس: شاعر البلد اليوم عباسُ بن ناصح؟ قال عباس: نعم. قال: فأنشِدني له. فأنشده: فَأَدْتُ القَريض ومَنْ ذا فَأَدْ فقال أبو نواس: أنت عباس؟ قال: نعم! فنهض أبو نواس إليه فاعتنقه إلى نفسه، وانحرف له عن مجلسه. فقال له مَن حضَر المجلس: من أين عرفَته أصلحك اللّه؟ قال أبو نواس: إني تأمّلته عند إنشاده لغيره، فرأيته لا يُبالي ما حدث في الشعر من استحسان أو استقباح. فلما أنشدني لنفسه استَبَنْتُ عليه وَجْمَةً، فقلت: إنه صاحبُ الشِّعر! من كتاب "طبقات النحويين واللغويين" للزُّبيدي الأندلسي

عدنية حرة
02/09/2012, 11:47 PM
قيل: كان الرشيد ميالا إلى أبي نواس معجبا بشعره ومنادمته. وكان ميالا إلى زوجته السيدة زبيدة ولا يفضّل عليها أحدا من النساء


وفي ذات يوم دخل عليه أبو نواس واخذ في ممازحته ومنادمته فلم تنبسط لذلك أساريره، فعلم أنّ هناك ما يشغله ويقلق باله


فقال له يا أمير المؤمنين ما عهدي بأحد ظلم نفسه مثلك لماذا لا تتمتّع بتمام اللذة وتغتنم صفو الحياة..؟ أمامك المآكل الشهية والجواري الأبكار بديعات الحسن والجمال ذوات الخدود النواضر والعيون الفواتك من كل مائسة تختال باهرة الطلعة رائعة الدلال وامامك يا أمير المؤمنين المدنيات والحجازيات والعراقيات بقدودهن السمهريات وامامك الأوانس من سائر الأمصار وما هنّ عليه من حياء ووقار وخفة ولطافة ورشاقة، فاستفاق الخليفة من شروده الذي كان فيه واعتدل وتوجه إلى أبي نواس وقال: ويحك يا ابا نواس انني لا اعتقد أنّ لك شبيها بين الناس ولم اسمع من احد اعذب من ألفاظك وأحلى من حديثك فأعد عليّ ما قلت فأعاد عليه الحديث وزاد فيه وصفا وإغراءً. وهنا وجد الرشيد من النشاط ما أعاد إليه عهد تصابيه، وسُرَّ من أبي نواس سرورا لا مزيد عليه وصرفه وأنعم عليه



ثم ذهب الى الحرم فدخل على زوجته السيدة زبيدة فوجدته على غير ما تعهد فقالت له: ما بال أمير المؤمنين هل حدث ما يوجب انشغاله عني؟؟؟ فأجاب: لا أبدا لم يحصل شيء.... وما زالت به حتى باح لها بما قاله أبو نواس... فاغتاظت غيظا شديدا ثم قالت أما كان الأجدر بك يا أمير المؤمنين أن توبخه وتوقفه عند الحد الذي لا يتمادى فيه؟؟ فقال لها وكيف أوبخ من أزال همومي وصيرني الى غبطة بعد يأس؟؟!!



فقامت من حضرته وهي تكاد تتميز من الغيظ ونادت بعض غلمانها الأمناء وقالت لهم اذهبوا الى أبي نواس في داره واضربوه ضربنا أليما ولا تتركوه حتى يسقط بين أيديكم مغمى عليه... وعرِّفوه أن الملكة زبيدة هي التي أمرت بذلك....


فخرج الغلمان من عندها حتى دخلوا على أبى نواس فقالوا له إننا أتيناك من الملكة زبيدة حرم أمير المؤمنين.....

فقال لهم أهلا وسهلا بكم ماذا تريدون مني؟ فعمدوا الى عصيّهم وانهالوا بها على جسمه حتى أثخنوه جراحا وصار يستغيث ولا يغاث ولم يتركوه حتى سقط على الأرض مغمى عليه فنزلت زوجته أخذته منهم واحتملته الى الفراش....



واستمر في فراشه مدة شهر كامل ولم يعلم أمير المؤمنين بشيء مما حدث له.


وفي ذات يوم مرّت ذكراه على مخيلة الرشيد واشتاق الى حديثه وحسن مداعبته فأرسل بعض الخدم في طلبه فوجدوه مريضا فقالوا له:: اجب أمير المؤمنين فقال لهم:: كيف اذهب إليه وأنا على ما ترون من المرض والهزل فاحتملوه الى قصر الخلافة ثم ادخلوه على الرشيد فلما مثل بين يديه أمره بالجلوس فجلس وهو زائغ البصر

... وراح ينظر الى المجلس في وجل واضطراب ووقع نظره على باب صغير في آخر الإيوان فأدرك بنباهته أن السيدة زبيدة تسترق السمع من خلف ذاك الباب وان الخليفة لم يعلم شيئا مما حدث له


فنظر إليه الخليفة وقال:: لماذا احتجبت عنا كل هذه المدة يا أبا نواس؟؟ فقال: وقيتَ السوءَ يا أمير المؤمنين لقد كنتُ مريضا وهذا ما منعني من الوفود إليكم....

فقال الرشيد:: لا بأس عليك يا ابا نواس فما دام انك شفيت فقصَّ علينا أحاديث الغرام وما يجب على مثلي من ربّات الجمال.... فقال أبو نواس:: دعنا يا مولاي الآن من مثل هذا الحديث.... فقال الخليفة:: بحقّي عليك إلا ما قصصت عليَّ شيئا ظريفا عن النساء وجمالهنّ والمتعة بهنّ وأعدْتَ عليّ ذلك الحديث الذي ارتاحت له نفسي : وابتهجت أذناي لسماعه، وإنني والحق يقال يا أبا نواس منذ تلك الليلة التي سمعت فيها حديثك وأنا أتشوق الى سماعه من جديد أتلهف الى سماع أخبار ما وصفت من النساء..

فقال أبو نواس:: نعم يا أمير المؤمنين لقد أخبرتك أن العرب اشتقت اسم الضرّة من الضرر وانهم قالوا: من حوى امرأتين جاء الى نفسه بداهيتين وجلب على ذاته مصيبتين ولم يعش باقي عمره الا في همّ ونكد.... ومن حوى ثلاثة تنغصّت حياته وحانت من المزعجات وفاته... ومن جاء بأربعة عُدَّ من اهل القبور وان لم يكن في اللحد مدفونا.. والخيرُ كلُّ الخير للرجل العاقل، الزوجة الواحدة يهواها وتهواه فيعيش طوال حياته متمتعا بما يهواه من نعمة دينه ودنياه.. هذا يا أمير المؤمنين ما كنت قد حدثتك به.


فقال الرشيد: ويحك يا ابا نواس انني لم اسمع منك هذا الحديث قط. فقال ابو نواس:: وهو يتجاهل كأنه لم يسمع ما قاله الخليفة:: يا امير المؤمنين وناصر الدولة والدين ان في الزوجة الواحدة كفاية وهي للخير طراز ونهاية فمنها الخير والانعام والمجد والاكرام...

فقال الرشيد:: برئتُ من ديني ان كنت قد سمعت منك شيئا من هذا البيان قبل الآن.


فقال ابو نواس:: ربما كانت افكارك شاردة في ذلك الحين يا امير المؤمنين وانني أخبرتك ايضا ان عندك السيدة زبيدة بنت القاسم ريحانة الرياحين وبهجة الناظرين واني لحظت من كلامك ان عينك تميل الى جمال الغانيات وتطمع الى امتلاك الحسان الفاتنات وهذا لا يليق بك يا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم).


فاغتاظ الرشيد وهجم عليه بسيفه وصاح به:: ويلك هل تكذبني يا ابا نواس؟؟؟ فقال ابو نواس:: الله الله وهل انت تريد ان تقتلني يا امير المؤمنين؟؟..... وهنا سمع الخليفة من خلف الستار ضحكة لذيذة وصوتا رقيقا يقول: صدقت يا ابا نواس انت لم تحدثه بما قال عنك ولم يخبرني بما قلتَه له الآن بل قال لي كلاما محرّفا وهذا على رأيك من شدة شغفعه بالنساء وميله إليهنّ.

فقال ابو نواس: نعم نعم هذا كان كلامي يا مولاتي ثم غادر الغرفة تاركا الخليفة والمجلس خائفا مذعورا... وخرج من القصر وهو لا يصدق بالنجاة وبعد وصوله بقليل اقبل اليه عبيد الملكة زبيدة ومعهم الهدايا الكثيرة وعشرة آلاف درهم فأخذها منهم وقال لهم: قولوا للملكة إنني بعد الآن لن أحدثه الا بما يسرّها.

وحين دخلت السيدة زبيدة على الرشيد قصّت عليه ما كان من أمرها مع أبي نواس وما حصل له من الضرب والتعذيب فأمر بإحضاره ولما سأله عما حصل قال: ما أصابتني نكبة في الحياة الا من يد مولاتي زبيدة... فضحك الاثنان وامر له الخليفة بجائزة سَنيّة

عدنية حرة
02/09/2012, 11:58 PM
في احد الايام مر احد علماء النحو على ابي نواس

فسأله http://www.kazamiza.com/vb/images/ehdaa_smilies/eh_s%287%29.gif

يا ابا نواس هل الضبي معرفة ام نكرة ؟

فأجابه ابا نواس قائلاً .

اذا كان الظبي مشوياً ومقرب امامنا في مائدة:!!: الطعام فهو وبدون شك معرفة .

اما اذا كان طريداً فهو نكرة .:p

فضحك ذلك العالم وقال والله ما اخدرى بالنحو منك يا ابا نواس :lol:

عدنية حرة
04/09/2012, 07:17 AM
شعر الخمر

حديث الشعراء عن الخمر ليس وليد العصرالعباسي ، فقد وجدناه عند شعراء جاهليين كالآعشى ، وأمويين مثل الأخطل والوليد بن يزيد ، لكنه كان يأتي عندهم لمحات سريعة لا يتوقف عندها الشاعر كثيرا ، في أبيات تنتمي إلى غرض آخر مثل الفخر أو المدح أو الحماسة ، لكن الجديد في العصر العباسي هو زيادة اهتمام الشعراء بها : فأفردت لها القصائد وأصبحت غرضا شعريا مستقلا ، فقد وقف الشعراء عندهاوقفات طويلة في تتبع لكل ما يتصل بها بدءا من الحديث عن كرمتها إلى تصوير آثارها في محتسيها ، مرورا بوصفها ووصف شاربيها وبائعيها وتصوبر مجالسها بما اقترن بها من غناء ومجون ، ووكان لأبي نواس الحسن بن هانئ الدور الأكبر في إزدهار هذا الشعر وتطوره لا لكثرة ماقال فيه فقط ، وإنما لما أبدع في معانيه ، وجدد في أساليبه ، حتى استحق أن يطلق عليه شاعر الخمر الأكبر .



وسوف نقف مع إحدي خمرياته في محاولة للتعرف على أهم ما يميز شعره الخمري .


أبو نواس الحسن بن هانئ ، الشاعر العباسي الذي شاعت سيرته في عصره وبعد عصره ، ارتبط اسمه باللهو والمجون والخمر من ناحية ، وبالتجديد في الشعر العربي نابذا التقليد ، وداعيا إلى أن يكون الشاعر صادقا مع نفسه معبرا عن واقعه وظروف حياته من ناحية أخرى ؛ وما ثورته على المقدمة الطللية الموروثة عن الشعر الجاهلي إلا مظهر واحد من مظاهر هذا التجديد .


لقد توفرت عوامل عدة كان لها تأثيرها في شخصية أبي نواس إنسانا وشاعرا .

وساعدت ظروف نشأته على أن يبلغ في هذا الاتجاه غايته ؛ فقد توفي أبوه وهو صغير ، وتولت أمه تربيته

و لم تلبث أن دفعت به إلى عطار بالبصرة يبري له أعواد البخور

، ثم كان أن تزوّجت برجل من أهل البصرة ؛ لتنقطع تلك الصلة الضئيلة التي كانت تربطها بابنها ؛ فقد انصرفت عنه إلى زوجها ونفسها ، واسغرقتها حياتها الطارئة .

كان في أبي نواس ذكاء مبكر ولديه رغبة قوية في العلم ، فكان بعد انتهاء عمله لدى العطار يذهب إلى الكتاب ويرتاد مجالس العلماء ، وكانت كثيرة بالبصرةتزخر بـها مساجد ها ومربدها . وشاءت ظروف الغلام أن يتعرف بوالبة بن الحباب الأسدي ، وكان من أشد شعراء العصر مجونا وعربدة ، ويصحبه أبو نواس إلى الكوفة ، ليختلط بجماعته الماجنة ، ملازما لهم ، يحضر مجالسهم ، حيث يشربون ويتحادثون حول اللغة والشعر، ويُسمع كل منهم رفاقه من الشعر ما تتفتّق عنه قريحته.

ومن الكوفة يرتحل أبو نواس إلى البادية في صحبة جماعة من بني أسد ، فيقيم فيها سنة ، يأخذ اللغة من ينابيعها الأصيلة ، ويتعرف حياة العرب هناك ، ثم يعود إلى البصرة مواصلا التزوّد من ثقافتها على يد أكبر علمائها في اللغة والشعر ، ويحتكّ بعلماء الكلام ويستمع إليهم ويحاورهم ، وينهل من ثقافة العصر المتنوّعة : عربيّةً وفارسيّةً ويونانية وهنديّةً ، إسلاميّةً ومسيحيّةً ويهودية ومجوسية .

عدنية حرة
04/09/2012, 07:21 AM
شعر الخمر


وفي البصرة يتعلّق بجارية لعبد الوهّاب الثقفي تُسمَّى " جنان " تملك عليه قلبه ، ويصور في كثير من شعره هذه العاطفة في غزل عفيف ، لكنه لا يجنى من هذا الحبّ إلا الإخفاق والآلام ، فقد رفضت جنان حبّه ، ولم يسلم من عقاب مولاها ، ليمتلئ إحساسا بالأسى والإحباط ، فما كان إلا أن غادر البصرة إلى بغداد ، حيث أتيح له أن يتّصل بالخلفاء وكبار رجال الدولة يمدحهم وينال من جوائزهم ما ينفقه بسخاء على متع الحياة التي كانت تزخر بها بغداد ، فأغرق نفسه في حياة اللهو والمجون ، وأقبل على الخمر يرتاد حاناتـها ويصف مجالسها وينظم الشعر في كل ما يتصل بـها ؛ حتى يصبح - بكثرة ما قال فيها من شعر ، وبما بلغه هذا الشعر من جودة وتجديد - شاعر الخمر الأكبر وأستاذ فن الخمريات في الشعر العربي .

في هذه الخمريّات نجد النزعات التي عرفها العصر ، والتي مثل الكثير منها في حياته وشعره، نجد المجون والزندقة واللهو .

عدنية حرة
04/09/2012, 07:25 AM
شعر الخمـــــر

في هذه الدراسة نقف مع إحدى خمرياته بعنوان : " رحلة إلى خمار " ، وفيها يقول :



1.دع الربعَ ما للربع فيك نصيبُ

وما إن سبتني زينبٌ وكعـــوبُ

2. ولكن سبتني البابليةُ إنــهـا

لمثليَ في طول الزمان سلــوبْ

3. جفا الماءُ عنها في المزاج لأنـّها

خيالٌ لها بين العظامِ دبيــــبُ



4. إذا ذاقها من ذاقها حلّقت بـه

فليس له عقلٌ يعدّ أديـــــبُ

5. وليلةِ دجْنٍ قد سريتُ بفتيــةٍ

تنازعُها نحو المْـُدامِ قلـــوبُ

6. إلى بيت خماّر ودون محـــلّه

قصورٌ منيـفاتٌ لــا ودروبُ

7.ففزِّع من إدلاجنا بعد هَجْــعةٍ

وليس سوى ذي الكبرياء رقيبُ

8. تناوم خوفا أن تكون سعايــةٌ

وعاوده بعد الرُّقـاد وجيــبُ

9.ولما دعونا باسمه طار ذعــرُه

ُ وأيقن أنّ الرحلَ منه خصيــبُ

10.وبادر نحو الباب سعيًا ملبيِّــا

له طربٌ بالزائرين عجيـــبُ

11.فأطلق عن نابيْه وانكبَّ ساجدا

لنا وهْو فيما قد يَظنُّ مُصيــبُ



2.وقال ادخلوا حُيِّيتُمُ مِن عِصابةٍ

فمنزلُكم سهلٌ لديَّ رحيــبُ

13.وجاء بمصباحٍ لهُ فأنـــارهُ

وكلُّ الذي يبغي لديْه قريـــبُ

14.فقلنا أرحنا هات إن كنتَ بائعا

فإنّ الدُّجَى عن مُلٍكه سيَغيـــبُ

15.فأبدى لنا صهباءَ تمَّ شبابـُـها

لها مرحٌ في كأسها ووثـــوبُ

16.فلمّا جلاها للندامَى بدا لـهـا

نسيمُ عبيرٍ ساطعٍ ولهيـــــبُ

17 – وجاء بها تحدو بها ذاتُ مِزْهَرٍ

يتوق إليها الناظرون ربيــــبُ



18 – كثيبٌ علاه غصنُ بانٍ إذا مشى

تكادُ له صُمُّ الجبالِ تُنيــبُ

19 – وأقبل محمودُ الجمال مُقَرْطَـقٌ

إلى كأسها لا عيبَ فيه أريــبُ

20 – يشمُّ الندامى الوردَ من وجناتـه

فليس به غيرَ الملاحةِ طيـــبُ

21 – فما زال يسقينا بكأس مُـجِـدَّةٍ

تُولِّي وأخرى بعد ذاك تـــؤوبُ

22 – وغنىَّ لنا صوتا بلحنٍ مُرَجَّـعٍ

" سرى البرقُ غربيَّا فحنَّ غريــبُ "

23 – فمن كان منا عاشقا فاض دمعه

وعاوده بعد السرور نحيـــبُ

24 – فمن بين مسرورٍ وباكٍ من الهوى

وقد لاح من ثوب الظلام غيوبُ

25 – وقد غابت الشِّعرَى العَبورُ وأقبلتْ

نجومُ الثُرَيَّا بالصباح تثـــوبُ

عدنية حرة
04/09/2012, 07:29 AM
شعر الخمـــــر



القصيدة إحدى خمريات أبي نواس ، تبدأ بالدعوة إلى ترك الربع : لا يقف عليه ولا يتحدث عن نسائه ؛ فما تيّمته واحدة منهن ، وإنماهي الخمر من تيّمته واستأثرت بحبّه ، وبعد أن يصف رقّة الخمر ولطافتها ويبيِّن قوّة أثرها فيمن يذوقها يقصّ علينا خبر رحلة يقود فيها فتيةً من رفاقه إلى بيت خمار حيث قضوا ليلة في شرب وعزف وغناء .


والقصيدة وإن كانت تتمتع بوحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي وترابط الأفكار يمكن أن نقسمها عدة أقسام ، يضطلع كلُّ قسم بفكرة تُعدّ قطبَه التي تدور أبياته حولها ، وبين أبيات كل قسم من الترابط اللغوي – فضلا عن وحدة الفكرة – ما يميزها ويعطيها قدرا من الاستقلال ، وإن كان استقلالا لا يفصلها تماما عن باقي أفكار القصيدة ؛ حيث يربطها جميعا وحدة الموضوع ، وتتآزر فيما بينها على النهوض بالتجربة الشعرية في ترابط قوي حسب نسق يقوم عليه البناء الفني للقصيدة .

1- القسم الأول للقصيدة ينهض به أربعة الأبيات الأولى (1-4)


فكرة هذا القسم تدور حول علاقة الشاعر بالأطلال من جهة وبالخمر من جهة أخرى ، وإذا كان الحديث عن الأطلال لم يتجاوز البيت الأول فإن الحديث عن الخمر يمتد ليستغرق ثلاثة أبيات .

وإنما ارتبطت الأطلال بالخمرة هنا بسبب موقف الشاعر الذي تعصّب للثانية على حساب الأولى ، فإذا به يدعو إلى أن يُستبدل وصف الخمر بوصف الأطلال ؛ فقد تبدّلت الحياة ، وأصبحت الأطلال بما ترتبط به من حياة البادية ماضيا لا وجود له في حياة شاعر حضري يعيش في المدن حيث القصور والرياض والحانات والأديرة والخمارات ومجالس الأنس وحياة الترف .

وطبيعيٌّ أن يُؤثر أبو نواس حياة المدن المترفة بالحديث كما آثرها بحبّه ؛ فقد أمدّته بما أشبع ما عُرف به من نَـهم إلى ضروب المتاع واللذة ، وهو إلى ذلك - في الرأي الراجح - فارسيُّ الأصل لا يرى في بادية العرب وأطلالها ما يراه الشاعر العربي . فإذا كان الشاعر العربي يرى فيها تاريخا ، ويستشعر إزاءها ولاء ، ويحمل لها توقيرا ، فإن أبا نواس ـ شأن أمثاله ممن لا ينتمون إلى الأصل العربي ـ لا يرى فيها إلا أحجارا وأوتادا وسرابا وقفرا وحياة خشنة قاسية ، وأين هذا كله من حياته وسط مباهج الحضارة العباسية بقصورها وحاناتها وغلمانها وجواريها؟!

عدنية حرة
04/09/2012, 07:34 AM
شعــــــــر الخمــــــــــــــــــر




لقد أكثر أبو نواس من عقد المقابلات بين هذه وتلك ، مُنتصرا بطبيعة الحال لحياة الحضر التي ترفده بما تَعشق نفسه من ألوان اللذة .

هذه قضية شُغل بـها أبو نواس ، وحمل لواء الدعوة لها بصبر وإلحاح حتى عُرف بـها ونسبتْ إليه ، تلك هي الثورة على المقدمة الطلليّة التي اندفع فيها أحيانا متجاوزا حد الثورة الفنية إلى التهكم بالأطلال والسخرية من أهلها ومن الواقفين عليها ، في نغمة يصعب تبرئتها من الشعوبية .

ونظرة فنية في هذه الأبيات ترينا أن الشاعر قد محضها لهذه المقابلة بين موقفه من الأطلال وموقفه من الخمر ، مبرزا بـهذه المقابلة الفرق بين علاقتيه بـهما ، فهي مع الأطلال علاقة سلبيَّة ، أو لنقل : لا علاقة ، وهو ما عبر عنه في البيت الأول

دع الربع ما للربع فيك نصيب

وما إن سبتني زينب وكعوب



فقد دعا نفسه وغيره إلى ترك الربع (الديار والأطلال ) ، فلا وقوف به ولا حديث عنه ، و أتبع هذه الدعوة بما يبررها ويعلل لها ، فليس للربع فيه نصيب ، ولم تصبه أي تتيمه واحدة من نسائه .






وجاءت الصياغة في البيت داعمة هذه الدلالة :

فالبدء بالأمر " دع " يحسم العلاقة بينه وبين الربع ؛ فقد غدا تركه أمرا لازما لا سبيل إلى التردد فيه.

وإيثار التعبير بالاسم الظاهر " للربع " بدلا من الضمير مع تقدم مرجعه يؤكد موقفه ، كما يبين أنه ليس خاصا بهذا الربع ، بل هو موقفه من كل ربع .

ويلفت انتباهنا تقديم الجار والمجرور " فيك " على متعلَّقه " نصيب " ؛ لما لهذا التقديم من أهمية ؛ فأبو نواس يرى أن علاقةً حميمة يجب أن تربط الشاعر بموضوعه ، علاقة نرى فيها تداخل الذات والموضوع ، أشبه ما تكون بعلاقة الظرف بالمظروف ، وهو ما يعبر عنه بدقةٍ التركيب " فيك " . وهي علاقة مفتقدة مع الأطلال ، محققة مع الخمر .

و التعبير بالنكرة في سياق النفي في كلمة " نصيب " يفيد عموم النفي ، فليس للربع فيه نصيبٌ ما : قلّ أو كثر .






ولا يخفى ما في التعبير بالجملة الاسمية " ما للربع فيك نصيب " من دلالة على ثبوت المعنى وتأكيده .

ثم تأتي الجملة الفعلية "وما إن سبتني زينبٌ وكعوب " لتنفي نفيا مؤكدا أن تكون امرأةٌ ممن وقف الشعراء بأطلالهنّ قد سبته ، ولتؤكد انبتات علاقة الشاعر بالربّع والديار والأطلال ؛ فقد أكّد النفي حين أردف " ما " النافية ب " إن " .

وما زينب وكعوب غير رمز لحبيبات شعراء الأطلال يذكرونـهنّ في وقفاتـهم عليها .

عدنية حرة
04/09/2012, 07:38 AM
شعـــــــر الخمــــــــــــــر



ومن الظواهر الفنية ذات القيمة في تأكيد الدلالة وتقويتها في هذا البيت ظاهرة " التجريد " في الشطر الأول ، فقد جرد الشاعر من نفسه شخصا يخاطبه بما يودّ هو أن يفعله ، فيأمره بترك الربع حيث لا نصيب له فيه .

والقيمة الفنية لهذا التجريد – فضلا عن صورته الحوارية – أن الأمر " دع " يصبح معه مفتوح الدلالة ليتجه إلى كل مخاطَب ، كما يدلّ على أن الأمر تجاوز التقليد الخاص بالشاعر ، ليغدو مذهبا يدعو إليه ، ورسالة يضطلع بحملها ، وقضية يدافع عنها .

وظاهرة فنية أخرى في هذا البيت هي " الالتفات " من أسلوب الخطاب في الشطر الأول ( دع الربع ) إلى أسلوب التكلم في الشطر الثاني ( سبتني ) ؛ ذلك أن الأمر هنا أي في ( سبتني ) خاص بقضية وجدانية ، هي نفي حبّ زينب وكعوب ، وهي قضيَّة ذاتية تناسبها صيغة التكلم ، فإذا كانت دلالة الخطاب في ( دع ) مفتوحة على الشاعر وغيره فدلالة التكلم في ( سبتني ) مغلقة على الشاعر ؛ فهي كما قلتُ تمسّ أمرا وجدانيا لا يملك الحكم عليه إلا فيما يتصل بنفسه .

وموقف أبي نواس من الأطلال هنا ينطلق من الصدق الفني الذي يمثل الجانب المشرق من ثورته على المقدمة الطللية ، حين تنأى الدعوة عن التهكّم بالأطلال ، والسخرية من حياة أهلها عرب البادية ، وحين يبتعد الشاعر عن المقارنة بين حياة الحضر وحياة البدو في انحياز كبير للأولى على ما تجلّى لنا فيما سبق . إن دعوته هنا خالية من هذين الأمرين ، مؤسسة على مبدإ فني مقبول ؛ هو أن الشاعر يجب أن يعبر بصدق عما يمسّ حياته ويَسكن وجدانه ، وأن ينأى عن تكلّف القول فيما لا يتّصل بـهما تقليدا لغيره ، وذلك مبدأ دعا إليه في شعره في غير موضع .

عدنية حرة
04/09/2012, 07:41 AM
شعر الخمــــــــر


فإذا تجاوزنا إلى البيت الثاني وجدنا الطرف الآخر في تلك المقابلة ، حيث العلاقةُ بالخمر نقيضُ العلاقة بالطّلل . وهو ما يتحدّد باستهلال الحديث عنها بكلمة ( لكن ) الاستدراكية التي تثبت لما بعدها ما نفي عمّا قبلها ، فإذا كانت الأطلال لا نصيب لها فيه ، ولم تتيمه واحدة من نسائها ، فإن الخمر قد استولت عليه ، وتيمته عشقا وحبا ، وسلبته كل اهتمام بسواها .



ولكن سبتني البابلية إنـّها

لمثليَ في طول الزمان سلوبُ

وتأتي الصياغة الفنية لبنية البيت مؤكدة فتنته بالخمر وقوة سلطانـها عليه :

فها هو يعيد الفعل ( سبتني ) وكان يمكن الاستغناء عنه لسابق ذكره ، لكنه يعيد لفظه تلذذا به وتأكيدا لمعناه ؛ لقد غدا أسير الخمر ، فرحا بـهذا الأسر ، حتى إنه ليتباهى بذلك ، ويتلذذ بالحديث عنه ( سبتني البابلية ) .

والبابلية : الخمر المنسوبة إلى بابل ، وهي عاصمة قديمة في أواسط ما بين النهرين جنوب شرقي بغداد عرفت بجودة خمورها ، والبابلية هنا صفة اكتفى بها عن موصو فها ( الخمر ) مما يدل على شهرة هذا النوع من الخمر ، هذا إلى ما في كلمة ( البابليّة ) من ملاءمة لتشخيص الخمر حين جعلها مولاة له سبته بجمالها وقوة سلطانـها ، إنها حبيبته البابلية التي استعاض بها عن زينب وكعوب وغيرهما من حبيبات شعراء الأطلال . ولا علينا إذا توسعنا فيما ترمز إليه (زينب وكعوب ) ليشمل كل امرأة ؛ فسيرة أبي نواس تسجِّل أنه بدأ حياته العاطفيّة بحب صادق قوي لجنان ، جارية آل عبد الوهاب الثقفي ، وأنه قال فيها أعذب الغزل وأشدّه حرارة وأكثره عمقا وصدقا وأقواه عاطفة وتوهجا ، لكن جنان لم تبادله الحب ، وباءت محاولاته معها بالفشل ، وكان إخفاقه في هذا الحب الصادق وراء تركه البصرة إلى بغداد أملا في النسيان ، ثم كان انغماسه في الخمر هروبا من تذكُّر هذا الماضي ، بل إنه حاول أن يتّخذ من الخمر حبيبا بديلا ينسيه حبيبه القديم ، فكان ولعه الخمر تعويضا عن عشق المرأة .

وتتمة لما بدأناه من تعرف خصائص الصياغة في البيت الثاني، نجد الشاعر يختمه بـهذا التذييل:

"إنـها لمثلي في طول الزمان سلوب "

مؤكدا بذلك سلطان الخمر وقوّة تأثيرها لا على الشاعر وحده ، بل عليه و على أمثاله ، وهو بذلك يعلِّل لما سبق أن اعترف به من سبي الخمر إياه ، وكأنه يقدِّم العذر لنفسه إذ وقع في أسرها ، فهذا شأنـها مع أمثاله على مرّ الزمان .

والحرصُ على التعليل للفكرة في هذا البيت وسابقه سمة فنية في كثير من الشعر العباسي ، جاءت أثرا لازدهار المنطق ، ونشاط علم الكلام ، بما يشيعه ذلك من مناظرات تكثر فيها أساليب الاحتجاج والتعليل والبرهنة ، ولم يكن أبو نواس بمنأى عن هذا الجو الثقافي ، بل كان شديد القرب منه ، قويَّ التأثر به ؛ لما عرف عنه من مخالطة المتكلمين لا سيما المعتزلة.



فإذا تأملنا صياغة الشاعر لجملته التعليلية هنا ( إنه لمثلي في طول الزمان سلوب ) لاحظنا أنـها تبدأ بحرف تأكيد ( إنّ ) يتبعه تأكيد آخر بصيغة المبالغة (سلوب ) ، وبين التأكيدين عموم التأثير على الأشخاص (لمثلي ) والأزمان ( في طول الزمان ) ، وهو يحرص على إبرازه أي إبراز عموم التأثير؛ حتى ليقدم ما يعبر عنه اهتماما به ، فالترتيب الطبيعي للجملة ( إنـها سلوب لمثلي في طول الزمان )

عدنية حرة
04/09/2012, 07:46 AM
شعر الخمــــــــــــــر





والبيتان الثالث والرابع :

جفا الماءُ عنها في المزاج لأنـّها

خيالٌ لها بين العظام دبيــبُ

إذا ذاقها من ذاقها حلّقت بـه

فليس له عقلٌ يعدُّ أديــبُ

وصفٌ للخمر وثناءٌ عليها ، وبيانٌ لطيب أثرها ، فهي بالغة الرقة والصفاء ، تسري في جســم شاربـها بلطف وخفاء ، فإذا هو شديدُ النشوة ، ناء عن الهموم ، محلقٌ في آفاق السعادة .

هذا الوصف الذي يصطنع أسلوبَ المدح لصدوره عن الحب والإعجاب - وفَّر له الشاعر من أساليب الصياغة ما ارتفع به عن الأداء التقريري المباشر إلى أفق التعبير الفنّي الجميل :

ففي التعبير عن رقة الخمر وصفائها نرى صورتين : صورة حقيقية واقعية ( جفا الماء عنها في المزاج ) ، وأخرى خيالية ( لأنـها خيال لها بين العظام دبيب ) ، وجاءت الصورة الثانية تعليلا للصورة الأولى يفسرها ويؤكدها .

والتعبير عن رقة الخمر وصفائها ولطافتها بجفاء الماء عنها - على شدة رقته ولطافته - يتردد في شعر أبي نواس مع تنوع في أسلوب الأداء .

وهذه الرقة واللطافة هي ما تمكِّنها من الولوج بين العظام في خفَّة وخفاء ؛ لتمارس تأثيرها القوي " لـها بين العظام دبيب "

ولا يخفى ما لكلمة ( دبيب ) من خاصية بجرسها وتصويرها ، ما يجعلها شديدة الملاءمة للدلالة الأصلية التي يقدمها البيت وهي الرقة واللطافة ، وإن كانت تتقدم بـها خطوة في طريق التأثير حين تسري بين العظام . وهذه الصورة الأخيرة ، أعني صورة الخمر تدبُّ بين العظام تـمهد لما جاء في البيت التالي الذي تمحَّض لبيان قوة تأثيرها .

أما خصائص الصياغة في البيت فنجد منها :

إيثار كلمة ( ذاقها ) بمعنى اختبر طعمها ، فكأنّ هذا الأثر القويّ للخمر يحدثه مجردُ ذوقها فضلا عن شربـها ، ويأتي التعميم الذي يحمله اسم الموصول ( من ذاقها ) ليفيد عموم هذا الأثر في كل من ذاقها .

ثم تأتي هذه الصورة الخيالية التي ترسمها جملة (حلقت به ) لتبرز هذا الأثر حين تصور ذائق الخمر و قد حلّق مرتفعا عن عالمه الأرضي بـهمومه وآلامه : لقد حلت الخمر عِقاله ، فانطلق في عالم من الخيال بعد أن غُيِّب عقله الذي يشدّه إلى الواقع الأرضي ، يحدث له ذلك وإن كان أديبا واسع الثقافة .

ونحس ضعفا تعبيريا في الشطر الثاني وقلقا في كلمة ( أديب ) لعل وراءه ما ندركه تكلف القافية .

وتحليق الخمر بمحتسيها بعيدا عن الواقع أو هروبا من همومه أمر يلحّ عليه أبو نواس في خمرياته حين يتحدث عن أثرها .

وقبل أن نغادر هذا العنصر من القصيدة نلقي عليه نظرة عامة تلمحُ بعض المفارقات التي جعلها الشاعر أساس مقابلته بين موقفه من الأطلال وموقفه من الخمر :

إنّ ترك الحديث عن الأطلال الذي أفاده قوله : ( دع الربع ) يقابله الحديث الطويل عن الخمر أساسا في الأبيات الثلاثة ( 2 ـ 4 ) ثم استطرادا في باقي القصيدة .

كما أن النفي الذي سُلِّط على الربع ( ما للربع فيك نصيب ) وعلى رمز نسائه ( وما إن سبتني زينب وكعوب ) يقابله الإيجاب حيث يثبت للخمر ما نُفي عن الأطلال ونسائها0 ( ولكن سبتني البابلية إنـّها .....) .

وعلى حين نرى ( الربع ) ينـزوِي في موقع المفعولية - ( دع الربعَ ) أو نفي الفاعلية ( ما للربع فيك نصيب ، ما إن سبتني زينب وكعوب ) - تمثل الخمر مركز الفاعلية الظاهرة - (سبتني البابلية ) والمضمرة ؛ فهي ( ...سلوب ، لها بين العظام دبيب ، حلقت به ) إنها من تسبي وتسلب وتدب وتحلق .

وبذلك نرى أن المقابلة استوفت دعائمها بـهذه المفارقات التي أقامها الشاعر بين الربع والخمر على مدار الأبيات الأربعة ، وكلها مفارقات لصالح الخمر .

عدنية حرة
04/09/2012, 07:51 AM
شعر الخمـــــــر





بعد هذه المقدمة التي قدم بـها الشاعر بين يدي رحلته إلى الخمار يأتي إلى سرد أحداث الرحلة :



وليلةِ دَجْنٍ قد سريتُ بفتيــــةٍ
تنازعُها نحو المـُدام قلـوبُ

إلى بيت خـمّار ودون محـــلّه

قصورٌ منيـفاتٌ لنـا ودروبُ


في هذين البيتين بيان لزمن الرحلة ( ليلة دجن ) ، ورفاقها ( قد سريت بفتية )

وغايتها( إلى بت خمار ) . وهو بدء طبيعي لمثل هذه الحكاية ، نرى فيه حرْص الشاعر على تحديد كلِّ جانب من هذه الجوانب الثلاثة بما يميزه ويكسبه واقعيةً خاصة.

فالليلة ليلة دجن (كثيرة الغيم والمطر ) ؛ ومثل هذه الليلة تكون شديدة الظلام ، يأوي الناس فيها إلى بيوتـهم ، فتخلو الطرقات ،وتغدو ملائمة لمثل هذه الرحلة المشبوهة (رحلة الماجنين إلى بيت الخمار ) .

والفتية الذين سرى بـهم " تنازعهم نحو المدام قلوب " ، فهم مثله : سبتهم الخمر وسلبت عقولهم ، وهاهي قلوبـهم تغلبهم في نزوع قويٍّ إليها .

وبيت الخمار دونه قصور منيفات ودروب ، فالارتحال إليه في مثل هذه الليلة لا يحمل عليه إلا باعث قوي يـهون أمامه ما في هذه الرحلة من متاعب ومخاطر . بذلك ندرك قيمة وصف الفتية ب " تنازعها نحو المدام قلوب " فالإقدام على مثل هذه الرحلة يسبقه هذا التنازع والتردد بين القعود إيثارا للراحة والسلامة ، وخوض الرحلة استجابة لهذه الرغبة العارمة ، وتمت الغلبة لرغبة القلوب ، فكانت الرحلة .

وقَد أُدِّيت المعاني في البيتين أداء تصويريا : فما أن نُـتِمَّ قراءتـهما حتى تستوي أمامنا صورة نرى فيها مشهدا متعدِّد العناصر ، يضم عدة صور جزئية ، تكوِّن بتناسقها وتكاملها لوحة نرى فيها أبا نواس يقود فتية من رفاقه في ليلة ذات غيم ومطر ، يسلك بهم دروبا تلفُّها القصور العالية ، قاصدين بيت الخمار . هذه الصورة التي تكاملت عناصرها بما فيها المشاعر الداخلية لفتية الخمر " تنازعها نحو المدام قلوب " صورة حية متحركة واضحة الخطوط مستوفيةالألوان والظلال .

وهذه الوحدة المعنوية والتصويرية بين البيتين تدعمها وحدة لغوية : حيث يرتبط البيت الثاني بالبيت الأول بعُرًى لغوية تجعل منهما وحدة ، لا يستقل أحدهما عن الآخر ؛ فالبيت الثاني مبنيٌّ على الجار والمجرور الذي يستهل به " إلى بيت خمار "وما بقية البيت ( بيت الشعر ) إلا وصف مكمل لهذا البيت ( بيت الخمار ) ، فإذا عرفنا أن هذا الجار والمجرور متعلق بالفعل " سريت " في البيت الأول أدركنا قوة الرابطة اللغوية بين البيتين .

والمتتبع لشعر أبي نواس يجد أن الخروج عن وحدة البيت إلى وحدة المعنى أو الفكرة والقصيدة ظاهرة واضحة فيه، لا سيما حين ينحو فيه المنحى القصصي كما في هذه القصيدة .

ولا يفوتنا أن نسجل ما نلاحظه على صياغة أبي نواس لبيتيْه ( 5-6) من قصيدتنا .

إننا معهمانجد أنفسنا مع إطار يشبه إطار الفروسية ، حيث يقود الفارس جنوده ليلا في طريق محفوف بالمخاطر ، فنحن هنا مع أبي نواس الذي تعلو نبرته في هذا البيت " قد سريت بفتية " ، إنه القائد في هذا السُّرى في تلك الليلة الغائمة المظلمة إلى تلك الخمارة قاطعا إليها هاتيك الدروب ، ومتجاوزا كثيرا من القصور الشامخة ؛ من هنا تأتي أهمية تقديم " وليلة دجن "ومغزى تعظيمها بـهذه الواو ، واو رب ، أي تعظيم خطورة السُّرى فيها ، وتبرز أهمية التأكيد بالحرف " قد " بما يُقوي إيقاع الفخر الذي استخدم إطاره هنا في تحول أسلوبي عرف به أبو نواس ؛ فقد جعل فروسيته في اقتحام الطرق إلى الخمارات ،وكم شهدت مجالسها من معارك له : سلاحها الأقداح والكؤوس ، وقتلاها صرعى الكؤوس ؟!

عدنية حرة
04/09/2012, 07:58 AM
شعر الخمـــــــــــــر






ويتابع الشاعر وصف الرحلة في الأبيات ( 7- 16)

هذه الأبيات تصور المرحلة الثانية للرحلة ، وهي تبدأ ببلوغهم بيت الخمّار ، وشعوره بمقدمهم ، وتنتهي بتقديمه الخمر لهم .

ويربط بين هذه الأبيات عنصر " الخمار " الذي تدور الأحداث به وحوله ، وهو وإن لم يكن القاسم المشترك الوحيد في أحداث هذه المرحلة إلا إنه العنصر البارز فيها، ومركز الثقل بـها ، حتى ليحتل موقع الفاعل في معظم الأبيات : فزِّع – تناوم – خوفا – طار ذعره – أيقن – بادر – سعيا – ملبِّيا – له طرب – أطلق عن نابيْه – انكبَّ ساجدا – يظنّ – مصيب – قال ادخلوا – جاء بمصباح – أناره – بائعا – أبدى لنا صهباء – جلاها للندامى








فحضوره ( الخمار ( على مدار هذه الأبيات قوي ودائم ، بل إنه المحرك لأحداثها والفاعل العملي فيها بغض النظر عن كونه فاعلا نحويا فليس هذا المقصود ، وكان هذا سببا كافيا لجمعها في مرحلة واحدة من مراحل القصيدة = الرحلة ، يمكن أن يطلق عليها " لقاء الخمَّار"



لقد أطال الشاعر وقفته مع الخمار لتستغرق عشرة أبيات تقدم الأحداث والأحاسيس في صورة نابضة بالحياة ، مفعمة بالحركة خارجية وداخلية : حركة الأعضاء الخارجية ، وحركة المشاعر الداخلية ، مستغلا في ذلك طاقة الإيحاء في الكلمات والصور باقتدار فنيّ كبير .



إن الأبيات تعرض صورتين متقابلتين للخمار ، أولاهما صورته قبل أن يُدعى باسمه(7-8) ، وأخراهما صورته بعد أن نادوْه به )9- 12 ).



الصورة الأولى تبرزه مفزَّعا خائفا حين طرقوا بابه في هذا الوقت المتأخر من الليل " بعد هجعة " ؛ فقد تكون سعاية أوقعت به لدى شرطة الدولة، لا غرو أن تظاهر بالنوم " تناوم " ولكن أنىّ له النوم وقلبه يخفق رعبا !� �� .



ونراه في الصورة الثانية وقد تبدد خوفه " طار ذعره " وانتشى بالأمل في صفقة تُدِرّ عليه الخير ؛ فقد أيقن أنَ الطارقين من زائري خمارته ؛ فلا غرو أن رأيناه يسرع إلى الباب في سعادة ، ويستقبل زائريه بابتسامة واسعة " فأطلق عن نابيه " ، واحترام بالغ " وانكبّ ساجدا " ، مرحبا بهم " ادخلوا حييتم من عصابة … "



والصورة الأولى تغلب عليها الأحاسيس " فزِّع – خوفا – وجيب "، وتقلُّ الحركة ؛ بل إنّ الحركة فيها ساكنة " تناوم – الرقاد " ، وهي بتلك الأحاسيس المتوجِّسة ، وبهذه الحركة الساكنة تصوِّر حالة الخمار حين شعر بـهؤلاء المدلجين ، وكان قد أخذته هجعة ، فلم يتوقع زيارة أحد من مرتادي خمّارته في ذلك الوقت .



والفعل " فُزِّع " بصيغته ( تضعيف الزاي ) وبنائه للمجهول يُصوِّر الخوف الشديد المصحوب بحركة مضطربة ، فكان من المناسب أن يبرر ذلك الإحساس ، وهو ما جاء في قوله : " من إدلاجنا بعد هجعة " ، و" من " في هذا التركيب سببية ؛ فالسبب هو إلمامهم به في هذا الوقت المتأخر من الليل ، إذ الإدلاج سير الليل كله أو السير في آخره ، وقد أكَّد هذا التأخَّر قولُه : " بعد هجعة " ، كما أكَّده قوله :" وليس سوى ذي الكبرياء رقيب " ؛ فقد نام الجميع ، وعمّ الكونَ سكونُ الليل ، فلا يراهم إلا من لا تأخذه سنة ولا نوم ، الله ذو الكبرياء .



أما قوله " تناوم خوفا أن تكون سعاية " فهو تركيب لا ينقضي منه العجب ؛ بما توفر له من سهولة الكلمات ، وسلاسة العبارة ، ودقة الاستخدام ، وقوة الإيحاء ، وجمال التصوير ، وملاءمة السياق . إن هذه الحركة بذلك الإحساس " تناوم خوفا " أتت في مكانـها الدقيق لتكتمل بـها صورة هذا الخمار الذي فزِّع فطار من عينيه النوم ، فهو يتجنب الحركة كيلا يشعر به أحد ، فما كان منه إلا أن يتناوم .



والشاعر حريص على أن يُتبع كلَّ حركة بسببها وكلّ إحساس بسبه : فالفزع كان بسب إدلاجهم في ذلك الوقت المتأخِّر ، والتناوم أتى خوفا من أن يكون في الأمر سعاية .



وكان لابد من عمل يبدِّد الخوف ، ويعيد إلى قلب الخمار اطمئنانه ، فكان نداؤههم باسمه " ولما دعونا باسمه طار ذعره " وكان لهذا الدعاء دوره البارز في تطور حركة القصة ، قصة رحلتهم إلى الخمار ، فقد أنـهى صورة الذعر والسكون التي تلبّست الخمار لتبدأ صورة السرور والمرح . وقد تأكدت أهمية هذا الدعاء بالاسم ( اسم الخمار ) بـهذا التركيب الشرطي الذي احتل فعلَ الشرط فيه " ولما دعونا باسمه " ليكون جوابه كلَّ ما حدث للخمار وما حدث منه بدءا من " طار ذعره " ، حتى " فلما جلاها للندامى " ؛ فالدعاء بالاسم يعني تعارُفا سابقا وودّا قديما ، فهم ممن اعتادوا زيارة خمارته ، فلا خوف ولا خطر بل طرب وانتعاش أمل . وكان أولَ هذا الأثر (أثر الدعاء بالاسم ) تبدّدُ خوف الخمار ، وهو ما صوّره قول الشاعر : " طار ذعره " بما يوحي به من أنّ الذعرَ كان جاثما على صدره أو قابعابين جوانحه ، وأنه سرعان ما تبدد كطائر كريه هِيب به ففرّ مسرعا .

عدنية حرة
04/09/2012, 08:00 AM
شعر الخمــــــر



وحين تبدد ذعره و رُدّ إليه سكونُ نفسه ورباطةُ جأشه غدا مهيأ للتفكير في أمر هؤلاء الطارقين ، وهو تفكير أنعش أمله ؛ لقد أيقن أن زيارتهم تحمل له الخير ؛ فسوف يبيع ويربح " وأيقن أن الرحل منه خصيب " ، والرحل هنا بمعنى المنزل ، وخصيبٌ هنا تعني كثير الخير ، وجاء التعبير بالكناية مصورا أمله في الربح الذي سيعود عليه من هذه الزيارة .

واستخدام الفعل " أيقن " يوحي بأن الخمار لم يطرب هذا الطرب لمعرفة الزائرين فحسب ، بل لذلك ، ولما عَرَف عنهم من السخاء والكرم ؛ ما جعله يوقن بالأثر الطيب لزيارتـهم . وكان هذا اليقين دافعا قويا لما صوّره البيت التالي من مبادرة الخمار إلى الباب ساعيا ملبِّيا ترتسم ملامح الطرب العجيب على وجهه .

وبادر نحو الباب سعْيًا ملبيِّـا

له طربٌ بالزائرين عجيــبُ

واليت يرسم للخمار صورة تبرز أحاسيس فرح الخمار بـهذه الزيارة جياشة واضحة ، يصور هذا كلمة " بادر " بما تدل عليه من السرعة التي تؤكدها كلمة " سعيا " ثم يأتي الحالان : " ملبيا – له طرب بالزائرين عجيب " لتستوي أمامنا صورة الخمار يعدو نحو الباب في مرح وسعادة ، وصوته يرتفع بكلمات الإجابة والترحيب ارتفاع صوت الملبي ساعيا بين الصفا والمروة .

ويلفت نظرنا كلمة " الزائرين " ، فقد التفت الشاعر عن أسلوب المتكلمين " بنا " إلى أسلوب الغائبين " الزائرين " ليعود عنه في البيت التالي إلى أسلوب المتكلمين " وانكب ساجدا لنا " ، ولعل وراء هذا الالتفات إلى كلمة " الزائرين " إبراز هذا الوصف ، وصف الزيارة التي كانت سببا في طرب الخمار ، فهذا الطرب لكل من يأتي الخمارة زائرا، وليس خاصا بالشاعر ورفاقه .

أما ترحيبه بالزائرين حين فتح الباب ورآهم فيصوره البيتان :

فأطلق عن نابيْه وانكبّ ساجدا

لنا وهو فيما قد يظنُّ مصيـبُ

وقال ادخلوا حييتمُ من عصابـة

فمنزلكم سهلٌ لديَّ رحيـبُ

والبيتان يرسمان صورة الخمار يرحِّب بالزائرين ويحيِّيهم :

- لقد ابتسم ابتسامة عريضة " فأطلق عن نابيه ". وانحنى محييا لهم "وانكبّ ساجدا لنا " .

- وانطلق لسانه بكلمات الترحيب " وقال ادخلوحييتم من عصابة فمنزلكم سهل لدي رحيب "

هذه المبالغة في التحية والترحيب تتسق وما رأيناه قبلُ من طرب الخماروسعادته لما يؤمّل من هذه الزيارة ، إنهـا تحيَّة التاجر الحريص على إرضاء زبائنه وكسب ودَّتـهم لا حبًّا فيهم ، بل حرصا على ما سيعود عليه من زيارتهم ؛ لا غرو أن وجدنا هذه الجملة " وهو فيما قد يظنُّ مصيب " تتخلل مظاهر التحية لبيان أنَّ إحساسه بما يجنيه من هذه الزيارة كان وراء هذه المبالغة في الترحيب .




وهذا النوع من التحية يتسق وما عُرف عن أصحاب الخمارات من أنهم كانوا يهودا أو نصارى أو مجوسا ؛ فالعرب لم يعرفوا التحية بالانحناء ؛ وهنا نسجل لخمريات أبي نواس واقعيّةَ التجارب والوصف ، فلسنا هنا مع وصف نمطيّ يقدم معاني عامة ، بل مع وقائع محددة ، و شخصيات ذات خصوصية .





وتسير أحداثُ القصة خطواتٍ مسلسلة لا تُخطئ الحدقةُ المصوِّرة للشاعر حدثا من أحداثها أو عنصرا من عناصرها : لقد فتح الخمار الباب واستقبلهم مرحِّبا محيِّيا ، ثم جاء بمصباح فأناره ، ونلتفت هنا إلى نقطة ذات دلالة حين جاءت إنارة المصباح بعد فتح الباب لهم والترحيب بهم ، وكأن فرحة الخمار بـهؤلاء الزائرين وتلهفَّه لإدخالهم أعجلته عن أن يضيء المصباح ، وكان المتوقَّع أن يبدأ به ، لكنّ تأخرَ الإضاءة يتسق ومشاعرَ اللهفة لدى الخمار . ولا تخفى دلالة التذييل :" وكل الذي يبغي لديه قريب " ، فلم يكن تأجيل إنارة المصباح لبعد مكانه أ و جهل موضعه ؛ إذ كل ما يبغي قريب منه . فلا يبقى سبب لتأجيل إنارة المصباح إلا ما أشرنا إليه من تلهف الخمار للقاء الزائرين وإدخالهم الخمارة لا تعوقه عن ذلك ظلمة المكان .

عدنية حرة
04/09/2012, 08:04 AM
شعــــــــــر الخمــــــــــــــر



ولم يكن تشوق الزائرين إلى الخمر أقلَّ من تشوق الخمار إلى زيارتهم ، فما أن يدخلوا حتى يقولوا للخمار .

فقلنا أرحنا هات إن كنت بائعا

فإنّ الدُّجى عن ملكه سيغيبُ

هذا كلّ ما قاله أبو نواس ورفاقُه للخمّار ، لا شيء منه يخرج عن الإلحاح بأن يسارع إلى بيع الخمر لهم ، وتأتي كلماتهم مصوِّرة ظمأَهم البالغ إلى الخمر ، وتحرُّق قلوبهم شوقا إليها ، وخوفَهم من أن ينبلج الصبح بنوره قبل أن يطفئوا غليلهم منها .

إن كلمة " أرحنا " تحمل إيحاءات بما يعتمل في قلوبهم من شوق جارف إلى الخمر ، ومن إحساس بحُرقة الظمأ إلي الارتواء منها ، ولا زلنا نذكر ما وصف به أبو نواس الفتيةَ الذين سرى بـهم في قوله " تنازعها نحو المدام قلوب " فهذه القلوبُ التي شُغفت بالخمر حتى غلبت أصحابها على أنفسهم لن تجد راحتها إلا في الخمر ، وجاءت كلمة " أرحنا " لتشي بأن الأمر بلغ بهم فوق ما يحتملون ، ثم تأتي كلمة " هات " أمرا آخر بتعبير أشدّ ما يكون إيجازا ، فقد حذف متعلقات الفعل – مفعولا به وغيره - ؛ فالمقام لا يسمح بمزيد كلام ، والوقت أنفس من أن يضيع في إطناب يغني عنه الإيجاز ، والمهمّ أن يعبِّروا عن إحساسهم بالشوق الشديد إلى الخمر ، وقد عبر الفعلان عن ذلك أقوى تعبير .

أما قولهم : " إن كنت بائعا " فيصور ضيقهم بالخمار ؛ ولعلّ سببَ هذا الضيق تأخَّر الخمّار عليهم بعض الوقت قبل أن يطمئن إليهم حين تناوم خوفا أن تكون سعاية .

ويأتي الشطر الثاني " فإنَّ الدُّجى عن ملكه سيغيب " مذكِّرا الخمار بضيق الوقت ، فقد قارب الليلُ الانتهاءَ ، والليلُ وقت الشُّرب ، يستر الشَّربَ بظلامه ، و فيه تنام الأعين عنهم ، فهم فيه بمأمن من أعين الرقباء ، وليس غريبا أن يؤثر الشاعر كلمة " الدجى " ؛ إذ هي تعني الظلام ، وهو ما يهمّهم من الليل ؛ فالظلمة تسترهم ، والنور يفضحهم . ويتجلى حبهم الدجى أو الظلام في هذه الصورة التي جعلت منه ملكا يتربع على عرشه ليلا ، ويغيب عن ملكه مع انبلاج الصباح " فإن الدجى عن ملكه سيغيب " .

والحث على اختلاس فرصة الليل للشرب قبل انبثاق الصباح كثير في شعر أبي نواس .

ويسارع الخمّار إلى خمرته يجلوها للندامى : لأبي نواس ورفاقه ، فإذا هي صهباء (في لونها حمرة أو شقرة ) ، تمّ نضجها ، وبلغت ذروة قوتها " تمّ شبابها " ، وآية تلك القوة وذلك الشباب التام هاته الحركة النشطة لها حين تمزج بالماء فتأخذها حركة الفوران ووثوب الفقاقيع " لها مرح في كأسها ووثوب

ثم يتابع الشاعر وصف الخمر التي جلاها الخمّار لهم ، وما بدا للندامى منها حين كشف لهم عنها ؛ فقد سطعت منها ريح طيبة كأنما هبت عليهم بنسيم عبير " بدا لها نسيم عبير ساطع " أي منتشر مرتفع ، يعبق به المكان ، ويطير إلى الأنوف ، وتكثر هذه الصفة في خمرة أبي نواس .

عدنية حرة
04/09/2012, 08:10 AM
شعــــــــــــر الخمـــــــــر



أما لون الخمرة فقد بدا للندامى حين جُلِّيت لهم " لهيبا " واللهب : لسان النار ، واللهيب : اللسان المضيء الخارج من الأجسام المحترقة . ولسان الخمر وشدة توهجه معنى يلحُّ عليه أبو نواس ، وصفة يحبّها في خمرته ، فهو يكثر من ذكرها مع تنوع في الأداء والتصوير.

ونظرة إلى الصياغة في هذين البيتين :

- نجد الفعل " أبدى " مسبوقا بالفاء ، ودلالة التعقيب والسرعة فيها هنا واضحة ومقصودة .

- ونجد التقديم في " لنا " فهو جار ومجرور قدم على المفعول به " صهباء …" وهو تقديم يتسق وما ظهر من تلهفهم إلى الخمر وإلحاحهم على الخمار كي يعجل بها .

- وكلمة " جلا " ( أظهر وكشف ) لها إيحاء جميل يلائم تشخيص الخمر في " تمّ شبابها …" ذلك أنها تؤدي معنى " جلا العروس على زوجها "، أي عرضها عليه مجلوّة ، وهو معنى لا نخطئه في خمريات أبي نواس .

بإخراج الخمر إلى أبي نواس ورفاقه وبيعها إياهم ينتهي دور الخمار ، ويسدل عليه الستار ؛ حيث تبدأ مرحلة جديدة من مراحل هذه الرحلة ، هي مرحلة (احتساء الخمر ) . وجليٌّ أنها تمثل غاية الرحلة فكل ما سبق من حديث عن الخمر ، وما لها من قوة في السبي والسلب ، وما تدع من أثر في شاربيها ، وما تتحلى به من صفات ، وما يعتمل في نفوس الفتية من نزوع غالب إليها ، وما كابدوه من مشقة الرحلة ، وما كان لهم مع الخمار - كل هذا كان تعبيرا قويا عن الرغبة العارمة في الوصول إلى الخمر ، في بلوغ هذه المرحلة التي تعد تتويجا لكل ما سبق ، ونهاية سعيدة تريح من تعب ، وتروي من ظمأ .


لكن الخمر ، هذه الحبيبة الآسرة ، والعروس المجلوّة ، ذات العبير الساطع ، والنور الوهّاج حقيقةٌ بأن يُحتفَل بـها ، وبأن تُزَفّ إلى مُحِبِّيها على أنغام الموسيقا ، وترنيمات المغنين ، ومتع الجمال . وكان كل هذا في مجلس الشراب الذي أقيم على شرف الخمر احتفاءً بها

عدنية حرة
04/09/2012, 08:12 AM
شعــر الخمـــــــــــــر
ولنستمع إلى شاعر الخمرة الأكبر فنرى كيف صور هذا المجلس , الأبيات (17- 25

في هذا المجلس تطالعنا " ذاتُ المزهر " - والمزهر من آلات الطرب - ، وقد رافقت الخمرَ حين جاء بـها الخمار ، رافقتها " تحدو بـها " ( تغني لها ) حين تقدمها إلى الندامى في مجلس الخمر .

كما يطلع علينا " محمود الجمال مقرطق " يدير كؤوس الخمر وهو يغني .

بذلك تتمّ مظاهر الاحتفاء : الموسيقى والغناء والجمال . هذا الثلاثي الذي لا يكاد مجلس خمر لآبي نواس يخلو منه ، فهي تمثِّل عناصر الاحتفاء بالخمر ، وبـها تكمل المتعة ؛ فخمرة أبي نواس ليست مجرد شراب يُحتسَى ، بل متعةًً لها شروطها وطقوسها وآدابها ، متعة متعددة الروافد ، وإن ظلت الخمر قطبَ الرحى في هذه المتعة النواسية . وما كل ما يصحبها في مجلسها من موسيقا وغناء وجمال ولهو غير احتفاء بها ، وقيام بحقها . والتزام بآدابها ، فللكأس لدى أبي نواس حقوق وآداب ألح على تسجيلها في شعره .

- ومن حقها وتمام المتعة بـها أن تُقدّم على أنغام الموسيقى وعزف الأوتار ، وأن تكون العازفةُ على قدر كبير من الجمال :

وجاء بها تحدو بها ذاتُ مزهـر

ٍ يتوق إليها الناظرون ربيـبُ

كثيبٌ علاه غصن بان إذا مشى

تكادُ له صم الجبال تنيــبُ

- ومن حقِّها كذلك أن يدير كؤوسها ساقٍ جميلُ الصُّورة والزيِّ والصَّوت ، ماهرٌ في تقديم الخمر ، حذِقٌ في الغناء ، أو كما صوره أبو نواس بقوله :

وأقبل محمودُ الجمال مُقَرْطَــقٌ

إلى كأسها لا عيبَ فيه أريـبُ

يشمُّ النَّدامَى الوردَ من وجناتـه

فليس به غيرُ الملاحة طيــبُ

فما زال يسقينا بكأسٍ مُـجِدَّةٍ

تُوَلِّي وأخرى بعد ذاك تـؤوبُ

وغنى لنا صوتا بلحن مرجَّـع

" سرى البرقُ غربيًّا فحنَّ غريبُ "

إن الجمالَ عنصرٌ أساسيٌّ ، يوليه الشاعر قدرا كبيرا من الاهتمام :

فالحادية ذاتُ المزهر يتوق إليها الناظرون ، تُعُهِّدت وأُحسِن تربيتها حتى أدركت ونضجت فهي " ربيب " ، وهي ممتلئة الأرداف " كثيب " ،وهي ممشوقة القدّ " علاه غصن بان " ، إذا مشت برزت محاسنها حتى إنـها لتفتن كل من رآها " إذا مشى تكاد له صمُّ الجبال تُنيب " .

والساقي المغنِّي محمودُ الجمال ، لا عيبَ فيه ، يستغني بملاحته عن الطيب ، مُوَرَّدُ الوَجَنات ، مقرطق ( لابس القرطق ) وهو لباس فارسي كان شائعا في ذلك الحين. .

بذلك تتنوع متعة الندامى : من نظرٍ إلى الجمال ( يتوق إليها الناظرون ) وشمٍّ لطيب الوجنات حين تقبيلها (يشمّ الندامى الورد من وجناته " وسماعٍ للموسيقا (تحدو بـها ذات مزهر ) .

ومن المهم ألا ننسى أن كل هذه المتع لم تكن إلا احتفاءً بالخمر ، وأداءً لحقها ، وقياما بآدابـها ؛ إن الخمر أساس هذا المجلس النواسي ، وقطب هاتيك المتع : فهذه الجارية الجميلة ما حضرت المجلس إلا لتحدو بالخمر وتزفَّها في موكب جمالي ، وهذا الغلامُ الأريبُ جميلُ الجسم والشكل والصوت قد اختير هكذا ليسقيَ الخمر ويدير كؤوسها بمهارة ، ويغنِّي لها ولشاربيها غناءً يغريهم بمعاودة الشُّرب ويضاعف متعتهم .

وبذلك وجدنا أن الفعلَ الأساسَ لذات المزهر وللغلام خدمةُ الخمر ، والقيامُ بحقِّ مجلسها ، وتقديمُ المتعة لشاربيها : فالجارية ذات المزهر تحدو بها ، والغلام لا يزال يسقي فتيتها ويغنىِّ لهم .

وأما أثر الغناء على الندامى فيصوره قول أبي نواس :

فمن كان منّا عاشقا فاض دمعه

وعاوده بعد السرور نحيــبُ

فمن بين مسرورٍ وباكٍ من الهوى

وقد لاح من ثوب الظلام غيوبُ

لقد حرّك المغنِّي بصوته ولحنه وأبيات غنائه – وكانت عن الغربة والحنين إلى الحبيب – كامنَ الشوق ولاعجَ الحبّ فيمن كان صاحبَ ذكرياتِ هوى وماضيَ غرام ، لا غرو أن اشتد بـهم الوجد : ففاضت دموعهم ، وعلا نحيبهم ، وبدا ما كانوا يكتمون : فاختلطت ضحكات المسرورين بنحيب الباكين ؛ وما هذا الأثر البالغ للغناء إلا آية حذق المغني وإجادتِه فنّه .

أما مجلس الخمر فقد امتدّ إلي آخر الليل حين أخذت فلولُ الظلام تغيب أمام طلائع الصباح :



فمن بين مسرورٍ وباكٍ من الهـوى وقد لاح من ثوب الظلام غيوبُ

وقد غابت الشعرى العبورُ وأقبلت

نجومُ الثريا بالصباح تَثـــوبُ

هذا هو مجلس الخمر استوفى الشاعر عناصره على مدى تسعة الأبيات الأخيرة .

ولكن ماذا عن الجانب الفني في هذه الأبيات ؟

إن كلمة " تحدو " تستحضرُ صورةَ الإبل يُغنِّي لـها الحداةُ في الصحراء يحثونهاّ على السير ، وهي صورة تضفي على الخمر الحياة ، وتوحي بتأبِّيها حتى لتحتاج هذا الُحداء ، كما أنه يرسم لتقديمها هذه الصورة الاحتفالية حين تتقدمها ذاتُ المزهر بعزفها الساحر ,

و " ذات مزهر " كناية عن الجاريةالمغنية بأخصّ صفاتـها ، وفيها دلالة على تخصّصها في هذا الفن ، فنّ الضرب على العود . أما جمال منظرها ، وفتنة جسمها ، فقد أداه باقي البيتين أداء تصويريا : فيه الكناية عن جمال المنظر " يتوق إليها الناظرون " ، والكناية عن جمال مشيتها " تكاد له صمُّ الجبال تنيبُ "، ، وفيه الاستعارة " كثيب علاه غصن بان " ، وهي صورة وإن كانت أصولها تقليدية فإنّ الشاعر أقام منها صورة جديدة ؛ حين ربط بين الكثيب وغصن البان لتغدو صورة واحدة ناقلا إياها إلى الاستعارة التمثيلية التي تختص بتصوير الهيئات .

وفي الحديث عن الغلام الساقي نجد كناية عنه بصفاته : فهو "محمود الجمال … "

وتشبيه الوجنات بالورد قديم ، لكن الصورة هنا لا تخلو من طرافة ؛ فقد رأينا الندامى يشمون الورد من وجنات هذا الغلام ؛ ذلك أنه حين أضاف الندامى إليها فجعلهم يشمون الوجنات كمن يشم الورد أحالها صورة مركبة أشبه ما تكون باللوحة ، إلى جانب أنه بذلك أكّد شبه الوجنات بالورد ، ثم إن الفعل " يشم " يتسع بوجه الشبه فلا يبقى محصورا في شكل الورد ، بل يتجاوزه إلى رائحة الورد وطيبه .

وكان الشطر الثاني " فليس به غير الملاحة طيب " احتراسا موفقا ، أزال لبس أن تكون رائحة الورد في الوجنات أثرا لمساحيق وضعها الغلام على وجهه . إن هذا الشطرجاء ليبين أن طيب هذه الوجنات لا مصدر له سوى الملاحة والجمال .

وتتتابع الكؤوس في حركة يصورها قوله :

فما زال يسقينا بكأسٍ مجدّة

تُولِّي وأخرى بعد ذاك تؤوبُ

فنحن هنا مع كأس تولِّي ، وأخرى تعود ، في تشخيص للكأس ، وتصوير حيّ لتلك الحركة الدؤوب في تتتابع الشرب ، وصور الكؤوس : ترجع فارغة ، وتعود ممتلئة .

وتقديم الجار والمجرور " لنا ” في قوله : " وغنَّى لنا صوتا " يؤكِّد اهتمام صاحب الخمّارة والمغنِّي بـهم ؛ فهذا الغناء لهم ومن أجلهم .

ووصف الصوت بأنه " مرجَّع اللحن " شاهد بمهارة المغني وتأثير غنائه ، كما يدلّ على ما كان لأبي نواس من خبرة بأصوات الغناء وألحانه .

وتسمية الصوت المغنَّى " سرى البرق غربيُّا فحنَّ غريبُ " - في شطر بيت ، أو جزء من شطر ، أو في بيت تام - أمر دأب عليه أبو نواس عند حديثه عن المغنِّي والصّوت الذي غنَّاه ، وقد يكون هذا الصوت لأبي نواس نفسه .

وقد يكون لغيره من الشعراء : كامرئ القسي ، أو جرير ، أو ذي الرمَّة

فهذا البيت الذي سمّى به صوت الغناء هنا " خليليَّ عوجا … " مطلع قصيدة لذي الرمة.

وهذا التضمين يعكس كثرة محفوظ أبي نواس من التراث الشعري .

لكنّ هذا التضمين يمكن أن يشير إلى أمر ذي بال في صنعة أبي نواس لشعره في مثل هذه القصائد ؛ ذلك أنّ القصيدة كلها تبنى على وزن ورويّ هذا البيت المضمّن أو هذا الصوت المغنَّى ؛ أفلا يمكن أن نستنتج من هذا أنّ أبا نواس حين ينشئ مثل هذه القصيدة ينشئها وما تزال نفسه منتشية بمجلس الشراب وصوت المغنيِّ بوزنه ورويِّه ولحنه ، وأنّ هذا الصوت كان يحرك فيه وترَ الشعر ، جاذبا نغمه وموسيقاه إليه ، لتأتي القصيدة متجاوبة والصوتَ المغنَّى ، يجمعهما وزن واحد ورويّ واحد . وهو استنتاج يدعمه ما عرف عن أبي نواس من أنه كان يصنع الشعر بعد أن يشرب ويصبح في حال بين الصاحي وال ؛ " قيل له : كيف عملك حين تصنع الشعر ؟ قال : أشربُ حتّى إذا ما كنت أطيب ما أكون نفسا بين الصاحي وال صنعتُ ، وقد داخلني النشاط ، وهزّتني الأريحيّة "

ومن الكلمات الدالة في هذا السياق قول "ت . س . إليوت ) : " ربما مالت قصيدة أو قطعة من قصيدة إلى أن تتحقق أولا بوصفها إيقاعا معينا قبل أن تصل إلى التعبير في كلمات ، وأن هذا الإيقاع يمكن أن تولد منه الفكرة والصورة "


وتفصيل الشاعر أثر الغناء حتّى ليختلف أثره في العاشق عن أثره في المعشوق آية على الدقة في رسم الصورة والحرص على الصدق والواقعية ، حتى لينقل جوانب الصورة وجزئيّاتـها بمختلف الظلال والألوان ، فنرى فيها المسرور الضاحك والحزين الباكي .


ويبرز التصوير قويّ الحضور في التعبير عن وقت الغناء ، حيث امتدّ زمن المجلس ليشهد انقشاع ظلام الليل وانبلاج نور الصباح ، وقد عبّر عن هذا المعنى بثلاث صور :

الأولى : في قوله : " وقد لاح من ثوب الظلام غيوب " حيث جعل الظلام ثوبا ، وهي صورة تتلاءم وإحساسه تجاه الظلام ، فهو ساتر حبيب إلى نفسه ، يمارس في كنفه ما تـهوى نفسه من فنون اللهو وضروب المجون ، ولا زلنا نذكر قوله للخمار : " فإنّ الدجى عن ملكه سيغيب " وما فيها من صورة ملكية للدجى وإشفاق من أن يغيب عن ملكه .

وفي البيت الأخير :

وقد غابت الشعرى العبورُ وأقبلت

نجومُ الثريّا بالصباح تثــوبُ

تلتقي صورتان : صورة الشعرى العبور وقد غابت وغاب معها ظلام الليل ، وصورة نجوم الثريا ، وقد أقبلت وأقبل معها نور الصباح ، وفيهما إلى جانب المقابلة تشخيص الشعرى والثريّا ، وشاهد بثقافة أبي نواس الفلكية ؛ حتّى ليربط كلّ كوكب بوقته في مغيبه أو طلوعه

عدنية حرة
06/09/2012, 06:35 AM
ديـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــوان أبي نــــــــــــــــواس

عدنية حرة
06/09/2012, 06:39 AM
ديـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــوان أبي نــــــــــــــــواس


القصيـــــــــــــــــدة الأولــــــــــــــــــــ ــــــــى




فَديتُكَ جِسمي كانَ أَحمَلَ لِلشَكوى
وَكانَ عَلَيها مِنكَ يا سَيِّدي أَقوى
فَدَيتُكَ لَم أَنصِفكَ إِذ أَنتَ لابِسٌ
شِعاراً مِنَ الحُمّى وَلَم أَلبِسِ الحُمّى
فَدَيتُكَ لَو أَنَّ الَّذي بِكَ يُفتَدى
بِدُنيايَ لَم أَذخَركَ شَيئاً مِنَ الدُنيا



[/SIZE][/COLOR]

عدنية حرة
06/09/2012, 06:56 AM
شَجاني وَأَبلاني تَذَكُّرُ مَن أَهوى
وَأَلبَسَني ثَوباً مِنَ الضُرِّ وَالبَلوى
يَدُلُّ عَلى مافي الضَميرِ مِنَ الفَتى
تَقَلُّبُ عَينَيهِ إِلى شَخصِ مَن يَهوى
وَما كُلُّ مَن يَهوى هَوىً هُوَ صادِقٌ
أَخو الحُبِّ نِضوٌ لا يَموتُ وَلا يَحيا
خَطَبنا إِلى الدَهقانِ بَعضَ بَناتِهِ
فَزَوَّجَنا مِنهُنَّ في خِدرِهِ الكُبرى
وَمازالَ يُغلي مَهرَها وَيَزيدُهُ
إِلى أَن بَلَغنا مِنهُ غايَتَهُ القُصوى
رَحيقاً أَبوها الماءُ وَالكَرمُ أُمُّها
وَحاضِنُها حَرُّ الهَجيرِ إِذا يُحمى
لِساكِنِها دَنٌّ بِهِ القارُ مُشعَرٌ
إِذا بَرَزَت مِنهُ فَلَيسَ لَها مَثوى
يَهوديَّةُ الأَنسابِ مُسلِمَةُ القُرى
شَآمِيَّةُ المَغدى عِراقِيَّةُ المَنشا
مَجوسِيَّةٌ قَد فارَقَت أَهلَ دينِها
لِبِغضَتِها النارَ الَّتي عِندَهُم تُذكى
رَأَت عِندَنا ضَوءَ السِراجِ فَراعَها
فَما سَكَنَت حَتّى أَمَرنا بِهِ يُطفى
وَبَينا نَراها في النَدامى أَسيرَةً
إِذِ اندَفَعَت فيهُم فَصاروا لَها أَسرى
إِذا أَصبَحَت أَهدَت إِلى الشَمسِ سَجدَةً
وَتَسجُدُ أُخرى حينَ تَسجُدُ لِلمَسرى
أُميتَت بِلَذّاتِ الكُؤوسِ نُفوسُهُم
فَأَنفُسُهُم أَحيا وَأَجسادُهُم مَوتى
وَساقٍ غَريرِ الطَرفِ وَالدَلِّ فاتِنٍ
رَبيبِ مُلوكٍ كانَ والِدُهُم كِسرى
حَثَثنا مُغَنّينا عَلى شُربِ كَأسِهِ
فَتُدرِكُهُ كَأسٌ وَفي كَفِّهِ أَخرى
فَأَمسَكَ ما في كَفِّهِ بِشِمالِهِ
وَأَوما إِلى الساقي لِيَسقِيَ بِاليُمنى
فَشَبَّهتُ كَأسَيهِ بِكَفِّيهِ إِذ بَدا
سَراجينِ في مِحرابِ قَسٍّ إِذا صَلّى
أَديرا عَليَّ الكَأسَ تَنكَشِفِ البَلوى
وَتَلتَذُّ عَيني طيبَ رائِحَةِ الدُنيا
عُقاراً كَأَنَّ البَرقَ في لَمَعانِها
تَجَلّى لِأَبصارٍ فَكادَت بِهِ تَعمى
إِذا ما عَلاها الماءُ خِلتُ حَبابَها
تَفاريقَ دُرٍّ في جَوانِبِها شَتّى
فَتَزدادُ عِندَ المَزجِ طيباً كَأَنَّها
إِشارَةُ مَن تَهوى إِلى كُلِّ ما تَهوى

عدنية حرة
06/09/2012, 07:00 AM
ديـــــــــــــــوان أبي نواس



القصيــــــــــــــــدة الثالثة


مَن سَبَّني مِن ثَقيفٍ
فَإِنَّني لَن أَسُبَّه
أَبَحتُ عِرضي ثَقيفاً
وَلَطمَ خَدّي وَضَربَه
وَكَيفَ يُنكَرُ هَذا
وَفيهُمُ لي أَحِبَّه
لَأوسِعَنَّ بِحِلمي
عَبدَ الحَبيبِ وَكَلبَه
وَلا أَكونُ كَمَن لَم
يوسِع لِمَولاهُ قَلبَه
فَقامَ يَدعو عَلَيهِ
وَيَجعَلُ اللَهَ حَسبَه

عدنية حرة
06/09/2012, 07:06 AM
ديوان أبي نــــــــــــــــــــــــ ـواس

القصيدة الرابعــــــــــــــة




سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها
بَعدَ اِمتِناعٍ وَشِدَّةِ التَعَبِ
فَقُلتُ بِاللَهِ يا مُعَذِّبَتي
جودي بِأُخرى أَقضي بِها أَرَبي
فَاِبتَسَمَت ثُمَّ أَرسَلَت مَثَلاً
يَعرِفُهُ العُجمُ لَيسَ بِالكَذِبِ
لا تُعطِيَنَّ الصَبِيَّ واحِدَةً
يَطلُبُ أُخرى بِأَعنَفِ الطَلَبِ

عدنية حرة
07/09/2012, 04:27 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس



إِذا غادَيتِني بِصَبوحِ عَذلٍ
فَشوبيهِ بِتَسمِيَةِ الحَبيبِ
فَإِنّي لا أَعُدُّ العَذلَ فيهِ
عَلَيكِ إِذا فَعَلتِ مِنَ الذُنوبِ
وَما أَنا إِن عَمِرتُ أَرى جِناناً
وَإِن بَخِلَت بِمَحبوسِ النَصيبِ
مُقَنَّعَةٌ بِثَوبِ الحُسنِ تَرعى
بِغَيرِ تَكَلُّفٍ ثَمَرَ القُلوبِ

عدنية حرة
07/09/2012, 04:31 AM
ديوان أبي نـــــــــــــــــــــواس







أَصبَحَ قَلبي بِهِ نُدوبُ
أَندَبَهُ الشادِنُ الرَبيبُ
تَمادِياً مِنهُ في التَصابي
وَقَد عَلا رَأسِيَ المَشيبُ
أَظُنُّني ذائِقاً حِمامي
وَأَنَّ إِلمامَهُ قَريبُ
إِذا فُؤادٌ شَجاهُ حُبٌّ
فَقَلَّما يَنفَعُ الطَبيبُ

عدنية حرة
07/09/2012, 04:36 AM
ديوان أبي نـــــــــــــــــــــواس




كَما لا يَنقَضي الأَرَبُ
كَذا لا يَفتُرُ الطَرَبُ
خَلَت مِن حاجَتي الدُنيا
فَلَيسَ لِوَصلِها سَبَبُ
تَفانَت دونَها الأَطماعُ
حالَت دونَها الحُجُبُ
رَأَيتُ البائِسينَ سِوا
يَ قَد يَإِسوا وَما طَلَبوا
وَلَم يُبقِ الهَوى إِلّا ال
تَمَنّي وَهوَ مُحتَسَبُ
سِوى أَنّي إِلى الحَيوا
نِ بِالحَرَكاتِ أَنتَسِبُ

عدنية حرة
07/09/2012, 04:38 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس








َن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ
لا شَيئاَ يَرقُبُهُ سِوى العَطَبِ
مِن حُبِّ شاطِرَةٍ رَمَت غَرَضاً
قَلبي فَمَن ذا قالَ لَم تُصِبِ
البَدرُ أَشبَهُ ما رَأَيتِ بِها
حينَ اِستَوى وَبَدا مِنَ الحُجُبِ
وَاِبنُ الرَشا لَم يُخطِها شَبَهاً
بِالجيدِ وَالعَينَينِ وَاللَبَبِ
وَإِذا تَسَربَلَ غَيرَها اِشتَمَلَت
وَردَ الحَواشي مُسبَلَ الذَنَبِ
فَتَقولُ طَوراً ذا فَتىً هَتَفَت
نَفسُ النَصيحِ بِهِ فَلَم يُجِبِ
وِدٌّ لِعُصبَةِ ريبَةٍ مُجُنٍ
أَعدى لِمَن عادَوا مِنَ الجَرَبِ
شُنعُ الأَسامي مُسبِلي أُزُرٍ
حُمرٍ تَمَسُّ الأَرضَ بِالهُدُبِ
مُتَعَطِّفينَ عَلى خَناجِرِهِم
سُلُبٍ لِشُربِهِم مِنَ القِرَبِ
وَإِذا هُمُ لِحَديثِهِم جَلَسوا
عَطَفوا أَكُفَّهُمُ عَلى الرُكَبِ
وَتَقولُ طَوراً ذا فَتىً غَزِلٌ
بادي الدَماثَةِ كامِلُ الأَدَبِ
صَبٌّ إِلى حَوراءَ يَمنَعُهُ
مِنها الحَيا وَصِيانَةُ الحَسَبِ
فَكِلاهُما صَبٌّ بِصاحِبِهِ
لَو يَستَطيعُ لَطارَ مِن طَرَبِ
فَتَواعَدا يَوماً وَشَأنُهُما
أَلّا يَشوبا الوَعدَ بِالكَذِبِ
فَغَدَت كَواسِطَةِ الرِياضِ إِلى
مَوعودَةٍ تَمشي عَلى رُقُبِ
وَغَدا مُطَرَّقَةً أَنامِلُهُ
حُلوَ الشَمائِلِ فاخِرَ السُلُبِ
مَن لَم يُصَب في الناسِ يَومَئِذٍ
مِن ريحِهِ إِذ مَرَّ لَم يَطِبِ
لا بَل لَها خُلُقٌ مُنِيتُ بِهِ
وَمَلاحَةٌ عَجَبٌ مِنَ العَجَبِ
فَالمُستَعانُ اللَهُ في طَلَبي
مَن لَستُ أُدرِكُهُ عَنِ الطَلَبِ
ما لامَني الإِنسانُ أَعشَقُهُ
حَتّى يُعَيِّرَهُ المُعَيِّرُ بي

عدنية حرة
07/09/2012, 04:41 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس







سَخَّرَ اللَهُ لِلأَمينِ مَطايا
لَم تُسَخَّر لِصاحِبِ المِحرابِ
فَإِذا ما رِكابُهُ سِرنَ بَرّاً
سارَ في الماءِ راكِباً لَيثَ غابِ
أَسَداً باسِطاً ذِراعَيهِ يَعدو
أَهرَتَ الشِدقِ كالِحَ الأَنيابِ
لا يُعانيهِ بِاللِجامِ وَلا السَو
طِ وَلا غَمزِ رِجلِهِ في الرِكابِ
عَجِبَ الناسُ إِذ رَأَوهُ عَلى صو
رَةِ لَيثٍ يَمُرُّ مَرَّ السَحابِ
سَبَّحوا إِذ رَأَوكَ سِرتَ عَلَيهِ
كَيفَ لَو أَبصَروكَ فَوقَ العُقابِ
ذاتُ زَورٍ وَمِنسَرٍ وَجَناحَي
نِ تَشُقُّ العُبابَ بَعدَ العُبابِ
تَسبِقُ الطَيرَ في السَماءِ إِذا ما اِس
تَعجَلوها بِجيأَةٍ وَذِهابِ
بارَكَ اللَهُ لِلأَمينِ وَأَبقا
هُ وَأَبقى لَهُ رِداءَ الشَبابِ
مَلِكٌ تَقصُرُ المَدائِحُ عَنهُ
هاشِمِيٌّ مُوَفَّقٌ لِلصَوابِ

عدنية حرة
07/09/2012, 05:00 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس




يا عمرو أضحت مبضةً كبَدي
فاصبغ بياضاً بعُصفرِ العنَب
أحمدُ ذاك الخنيس ذو الكَفَلِ
الرابي وذو الوجنتين كاللهب
لي بلاءٌ وأنتَ تعرفهُ
رحمةُ الخطّاط في الكُتُب
هذا وأمّا الذي يتمّ بهِ الإستارُ
في الوزن مُنتهى الأربِ
قدّامهُ الرابعُ المحاكيَ في المش
يةِ قابوسَ مالك العرب
فطمّسَ اللَهُ كلَّ ناظرةٍ
ومدَّنا للسماءِ في سَبَبِ

عدنية حرة
07/09/2012, 05:04 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس





لَقَد غَرَّني مِن جَعفَرٍ حُسنُ بابِهِ
وَلَم أَدرِ أَنَّ اللُؤمَ حَشوُ إِهابِهِ
فَلَستُ وَإِن أَخطَأتُ في مَدحِ جَعفَرٍ
بِأَوَّلِ إِنسانٍ خَري في ثِيابِهِ

عدنية حرة
07/09/2012, 05:07 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس






سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً
وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ
عَهِدتُكِ مَرَّةً تَنوينَ وَصلي
وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي
وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ
يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ
فَإِن كانَ الصَوابُ لَدَيكِ هَجري
فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ

عدنية حرة
07/09/2012, 05:08 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس






مَنَحتُكُمُ يا أَهلَ مِصرَ نَصيحَتي
أَلا فَخُذوا مِن ناصِحٍ بِنَصيبِ
وَلا تَثِبوا وَثبَ السِفاهِ فَتَركَبوا
عَلى حَدِّ حامي الظَهرِ غَيرِ رَكوبِ
فَإِن يَكُ فيكُم إِفكُ فِرعَونَ باقِياً
فَإِنَّ عَصا موسى بِكَفِّ خَصيبِ
رَماكُم أَميرُ المُؤمِنينَ بِحَيَّةٍ
أَكولٍ لِحَيّاتِ البِلادِ شَروبِ

عدنية حرة
07/09/2012, 05:10 AM
ديــــــــــــــوان أبي نـــــــــــــــواس




تَلقى المَراتِبَ لِلحُسَينِ ذَليلَةً
وَإِذا سِواهُ يَرومُها تَتَعَصَّبُ
أَعطَيتَ أَثمانَ المَحامِدِ أَهلَها
وَكَسِبتَ صُفوَتَها وَنِعمَ المَكسَبُ
إِنَّ الإِمامَ إِذا اِجتَباكَ بِسِرِّهِ
لَمُسَدَّدٌ فيما أَتى وَمُصَوَّبُ
لَم يَبلُ مِثلَكَ عِفَّةً فيما بَلا
وَحُزامَةً في كُلِّ أَمرٍ يَحزِبُ
وَخَلَطتَ خَوفَكَ لِلإِلَهِ بِخَوفِهِ
فَعَلِمتَ ما تَأتي وَما تَتَجَنَّبُ
أَبلِغ هُديتَ إِلى الإِمامِ رِسالَةً
عَنّي بِأَنّي بَعدَها أَستَعتِبُ
وَشَهادَتي أَنّي حَليفُ عِبادَةٍ
فَاِبلوا عَلى الأَيّامِ ذاكَ وَجَرِّبوا

عدنية حرة
08/09/2012, 08:19 AM
ديـــــــــــــــــــــــ ـوان أبي نـــــــــــــواس





الجِسمُ مِنّي سَقيمٌ شَفَّهُ النَصَبُ
وَالقَلبُ ذو لَوعَةٍ كَالنارِ تَلتَهِبُ
إِنّي هَويتُ حَبيباً لَستُ أَذكُرُهُ
إِلّا تَبادَرَ ماءُ العَينِ يَنسَكِبُ
البَدرُ صورَتُهُ وَالشَمسُ جَبهَتُهُ
وَلِلغَزالَةِ مِنهُ العَينُ وَاللَبَبُ
مُزَنَّرٌ يَتَمَشى نَحوَ بيعَتِهِ
إِلَهُهُ الإِبنُ فيما قالَ وَالصُلُبُ
يا لَيتَني القَسُّ أَو مُطرانُ بيعَتِهِ
أَو لَتَني عِندَهُ الإِنجيلُ وَالكُتُبُ
أَو لَيتَني كُنتُ قُرباناً يُقَرِّبُهُ
أَو كَأسَ خَمرَتِهِ أَو لَيتَني الحَبَبُ
كَيما أَفوزَ بِقُربٍ مِنهُ يَنفَعُني
وَيَنجِلي سَقَمي وَالبَثُّ وَالكَرَبُ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:20 AM
يا بَني حَمّالَةِ الحَطَبِ
حَربِيَ مِن ظَبيِكُمُ حَرَبي
حَرَباً في القَلبِ بَرَّحَ بي
أَلهَبَتهُ مُقلَةُ اللَهَبِ
قَد رَمَت أَلحاظُهُ كَبِدي
بِسِهامٍ لِلرَدى صُيُبِ
لَم يَجرِ في البَيتِ مِنهُ وَقَد
عُذتُ بِالأَركانِ وَالحُجُبِ
صيغَ هَذا الناسُ مِن حَمَأٍ
وَبَراهُ اللَهُ مِن ذَهَبِ
كَيفَ مَن لَم يَثنِهِ حَرَجٌ
دونَ قَتلي عَفَّ عَن سَلبي

عدنية حرة
08/09/2012, 08:21 AM
إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل
خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ
وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يَغفَلُ ساعَةً
وَلا أَنَّ ما يَخفى عَلَيكَ يَغيبُ
لَهَونا بِعُمرٍ طالَ حَتّى تَرادَفَت
ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:22 AM
إِنّي لِما سُمتَ لَرَكّابُ
وَلِلَّذي تَمزُجُ شَرّابُ
لا عائِفاً شَيئاً وَلَو شيبَ لي
مِن يَدِكَ العَلقَمُ وَالصابُ
ما حَطَّكَ الواشونَ عَن رُتبَةٍ
عِندي وَلا ضَرَّكَ مُغتابُ
كَأَنَّما أَثنَوا وَلَم يَشعُروا
عَلَيكَ عِندي بِالَّذي عابوا
وَأَنتَ لي أَيضاً كَذا قُدوَةٌ
لَستُ بِشَيءٍ مِنكَ أَرتابُ
فَكَيفَ يُعيِينا التَلاقي وَما
يَعدَمُنا شَوقٌ وَأَطرابُ
كَأَنَّما أَنتَ وَإِن لَم تَكُن
تَكذُبُ في الميعادِ كَذّابُ
إِن جِئتُ لَم تَأتِ وَإِن لَم أَجِئ
جِئتَ فَهَذا مِنكَ لي دابُ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:23 AM
باتَ عَلِيٌّ وَأَباتَ صَحبَه
في سَوأَةٍ أَكثَرَ مِنها عَتبَه
بِشادِنٍ لا يَسأَمونَ قُربَه
قَد جَمَعوا آذانَهُ وَعَقبَه
لَم يَخشَ في شَهرِ الصِيامِ رَبَّه
يا رَبَّنا لا تَغفِرَنَّ ذَنبَه

عدنية حرة
08/09/2012, 08:24 AM
فَوا عَقلاهُ قَد ذَهَبا
وَوا جِسماهُ قَد عُطِبا
أَحَقُّ الصارِخينَ أَنا
بِواحَربا وَواسَلَبا
أَميرٌ لي رَأَيتُ لَهُ
بِفيهِ حَلاوَةً عَجَبا
كَأَنَّ عَدُوَّهُ نَعَمَ
فَإِن هُوَ قالَها قَطَبا
وَلَيسَ بِمانِعي هَذا
كَ مِن إِدمانِيَ الطَلَبا
إِذا ما مَرَّ مُلتَفِتاً
رَآني خَلفَهُ ذَنَبا
بِجِسمي سَوفَ أَتبَعُهُ
وَقَلبي حَيثُما ذَهَبا

عدنية حرة
08/09/2012, 08:28 AM
عَفا المُصَلّى وَأَقوَتِ الكُثُبُ
مِنِّيَ فَالمِربِدانِ فَاللَبَبُ
فَالمَسجِدُ الجامِعُ المُروأَةِ وَال
دينِ عَفا فَالصِحانُ فَالرَحَبُ
مَنازِلٌ قَد عَمَرتُها يَفعاً
حَتّى بَدا في عِذارِيَ الشَهَبُ
في فِتيَةٍ كَالسُيوفِ هَزَّهُمُ
شَرخُ شَبابٍ وَزانَهُم أَدَبُ
ثُمَّ أَرابَ الزَمانُ فَاِقتَسَموا
أَيدي سَبا في البِلادِ فَاِنشَعَبوا
لَن يُخلِفَ الدَهرُ مِثلَهُم أَبَداً
عَلَيَّ هَيهاتَ شَأنُهُم عَجَبُ
لَمّا تَيَقَّنتُ أَنَّ رَوحَتَهُم
لَيسَ لَها ما حَيِيتُ مُنقَلَبُ
أُبلَيتُ صَبراً لَم يُبلِهِ أَحَدٌ
وَاِقتَسَمَتني مَآرِبٌ شُعَبُ
كَذاكَ إِنّي إِذا رُزِئتُ أَخاً
فَلَيسَ بَيني وَبَينُهُ نَسَبُ
قُطرَبُّلٌ مَربَعي وَلي بَقُرى ال
كَرخِ مَصِيفٌ وَأُمِّيَ العِنَبُ
تُرضِعُني دَرَّها وَتَلحَفُني
بِظِلِّها وَالهَجيرُ يَلتَهِبُ
إِذا ثَنَتهُ الغُصونُ جَلَّلَني
فَينانُ ما في أَديمِهِ جُوَبُ
تَبيتُ في مَأتَمٍ حَمائِمُهُ
كَما تُرَثّي الفَواقِدُ السُلُبُ
يَهُبُّ شَوقي وَشَوقُهُنَّ مَعاً
كَأَنَّما يَستَخِفُّنا طَرَبُ
فَقُمتُ أَحبو إِلى الرَضاعِ كَما
تَحامَلَ الطِفلُ مَسَّهُ سَغَبُ
حَتّى تَخَيَّرتُ بِنتَ دَسكَرَةٍ
قَد عَجَمَتها السِنونُ وَالحِقَبُ
هَتَكتُ عَنها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ
مُهَلهَلَ النَسجِ ما لَهُ هُدُبُ
مِن نَسجِ خَرقاءَ لا تُشَدُّ لَها
آخِيَّةٌ في الثَرى وَلا طُنُبُ
ثُمَّ تَوَجَّأتُ خَصرَها بِشَبا ال
إِشفى فَجاءَت كَأَنَّها لَهَبُ
فَاِستَوسَقَ الشُربُ لِلنَدامى وَأَج
راها عَلَينا اللُجَينُ وَالغَرَبُ
أَقولُ لَمّا تَحاكَيا شَبَهاً
أَيُّهُما لِلتَشابُهِ الذَهَبُ
هُما سَواءٌ وَفَرقُ بَينِهِما
أَنَّهُما جامِدٌ وَمُنسَكِبُ
مُلسٌ وَأَمثالُها مُحَفَّرَةٌ
صُوِّرَ فيها القُسوسُ وَالصُلُبُ
يَتلونَ إِنجيلَهُم وَفَوقَهُمُ
سَماءُ خَمرٍ نُجومُها الحَبَبُ
كَأَنَّها لُؤلُؤٌ تُبَدِّدُهُ
أَيدي عَذارى أَفضى بِها اللَعِبُ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:29 AM
إِنَّما هِمَّتي غَزا
لٌ وَصَهباءُ كَالذَهَب
إِنَّما العَيشُ يا أَخي
حُبُّ خِشفٌ مِنَ العَرَب
فَإِذا ما جَمَعتَهُ
فَهُوَ الدينُ وَالحَسَب
ثُمَّ إِن كانَ مُطرِباً
فَهُوَ العَيشُ وَالأَرَب
كُلُّ مَن قالَ غَيرَ ذا
فَاِصفَعوهُ فَقَد كَذَب

عدنية حرة
08/09/2012, 08:34 AM
سَقاني أَبو بِشرٍ مِنَ الراحِ شَربَةً
لَها لَذَّةٌ ما ذُقتُها لِشَرابِ
وَما طَبَخوها غَيرَ أَنَّ غُلامَهُم
مَشى في نَواحي كَرمِها بِشِهابِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:34 AM
لَقَد قامَ خَيرُ الناسِ مِن بَعدِ خَيرِهِم
فَلَيسَ عَلى الأَيّامِ وَالدَهرِ مَعتَبُ
فَأَضحى أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ
وَما بَعدَهُ لِلطالِبِ الخَيرِ مَطلَبُ
فَلا زالَتِ الآفاتُ عَنكَ بِمَعزَلٍ
وَلا زِلتَ تَحلو في القُلوبِ وَتَعذَبُ
لَكَ الطينَةُ البَيضاءُ مِن آلِ هاشِمٍ
وَأَنتَ وَإِن طابوا أَعَفُّ وَأَطيَبُ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:35 AM
صاحبةَ القَرقرِ لا تشغَبي
تحمّلي طالقةً واذهبي
مرّي فكَم مثلكِ من حرّةٍ
رائعةٍ لم تكُ من مَطلبي
لا أبتغي بالطمثِ مطمومةً
ولا أبيعُ الظبيَ بالأرنبِ
لا أشتهي الحيضَ ولا أهلَهُ
غيركِ أشهى منكِ بالأرنبِ
بَلى فإن كنتِ غلاميّةُ
من شرط مثلي فردي مشربي
لا أدخلُ الجحرَ يدي طائعاً
أخشى من الحيّةِ والعقربِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:36 AM
دخلنَ عواذلي من كلّ بابِ
ولمنَ على التلذّذِ والتصابي
ولستُ بتاركٍ أبداً هوىً لي
وإن أكثرنَ جهلاً من عتابي
هوىً متتابعٌ فتكي ولهوي
وكل اللهوِ في شرخ الشابِ
أنا متقنّصٌ دانٍ قريبٌ
بباب الكرخ مجتمع الطياب
بلا بازٍ نصيدُ إذا خرجنا
ولا صقرٍ ولا طلبِ الكلابِ
بفقرٍ غير ذي ريش تراه
سريعاً حين يُرسل في الطلاب
فتأتينا الظباء إذا رأتهُ
سريعاً طائعينَ بلا جذابِ
فنأكل صيدنا نيّاً كبابً
بلا ملحٍ فيا لك من كبابِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:37 AM
يا بِشرُ ما لي وَالسَيفِ وَالحَربِ
وَإِنَّ نَجمي لِلَّهوِ وَالطَرَبِ
فَلا تَثِق بي فَإِنَّني رَجُلٌ
أَكُعُّ عِندَ اللِقاءِ وَالطَلَبِ
وَإِن رَئيتُ الشُراةَ قَد طَلَعوا
أَلجَمتُ مُهري مِن جانِبِ الذَنَبِ
وَلَستُ أَدري ما الساعِدانِ وَلا ال
تُرسُ وَما بَيضَةٌ مِنَ اللَبَبِ
هَمّي إِذا ما حُروبُهُم غَلَبَت
أَيُّ الطَريقَينِ لي إِلى الهَرَبِ
لَو كانَ قَصفٌ وَشُربُ صافِيَةٍ
مَع كُلِّ خَودٍ تَختالُ في السُلُبِ
وَالنَومُ عِندَ الفَتاةِ أَرشُفُها
وَجَدتُني ثَمَّ فارِسَ العَرَبِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:38 AM
إنّما همّتي غلا
مٌ وسؤلي ومطلبي
خُيّبتُ في خودةٍ
رُبَّ راج مخيّب
قلتُ لمّا رأيتُها
إذهبي أخت واعزبي
إطلبي لي مواطراً
واذهبي أنتِ تجتبي
لستُ ما عشتُ مدخلاً
اصبعي جحرَ عقربِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:39 AM
أَثنِ عَلى الخَمرِ بِآلائِها
وَسَمِّها أَحسَنَ أَسمائِها
لا تَجعَلِ الماءَ لَها قاهِراً
وَلا تُسَلِّطها عَلى مائِها
كَرخِيَّةٌ قَد عُتِّقَت حَقبَةً
حَتّى مَضى أَكثَرُ أَجزائِها
فَلَم يَكَد يُدرِكُ خَمّارُها
مِنها سِوى آخِرَ حَوبائِها
دارَت فَأَحيَت غَيرَ مَذمومَةٍ
نُفوسَ حَسراها وَأَنضائِها
وَالخَمرُ قَد يَشرَبُها مَعشَرٌ
لَيسوا إِذا عُدّوا بِأَكفائِها

عدنية حرة
08/09/2012, 08:40 AM
أَيُّها القادِمُ مِن بَص
رَتِنا أَهلاً وَرَحبا
مُذ مَتى عَهدُكَ بِاللَ
هِ بِحَمدانَ اِبنِ رَحبا
كانَ فيما كُنتُ وَدَّع
تُ وَقَد يَمَّمتُ رَكبا
فَلَئِن كانَ كَذا صا
فَحتُ رَخصَ الكَفِّ رَطبا
وَلَقَد صُبَّ عَلى أَع
لاهُ ماءُ الحُسنِ صَبّا
صُبَّ حَتّى قالَتِ الوَج
نَةُ وَاللُبَّةُ حَسبا
أَصدَرٌ إِن واجَهَ العَي
نَ وَإِن وَلّى أَكَبّا
فَتَرى الأَردافَ يَجذِب
نَ عِنانَ الخَصرِ جَذبا

عدنية حرة
08/09/2012, 08:41 AM
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً
وَقِدماً كُنتُ أَمنَحُهُ الصَفاءَ
فَأَعرَضَ هَيثَمٌ لَمّا رَآني
كَأَنّي قَد هَجَوتُ الأَدعِياءَ
وَقَد آلَيتُ أَن أَهجو دَعِيّاً
وَلَو بَلَغَت مُروءَتُهُ السَماءَ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:42 AM
يا رُبَّ مَجلِسِ فِتيانٍ سَمَوتُ لَهُ
وَاللَيلُ مُحتَبِسٌ في ثَوبِ ظَلماءِ
لِشُربِ صافِيَةٍ مِن صَدرِ خابِيَةٍ
تَغشى عُيونَ نَداماها بِلَألاءِ
كَأَنَّ مَنظَرَها وَالماءُ يَقرَعُها
ديباجُ غانِيَةٍ أَو رَقمُ وَشّاءِ
تَستَنُّ مِن مَرَحٍ في كَفِّ مُصطَبِحٍ
مِن خَمرِ عانَةَ أَو مِن خَمرِ سَوراءِ
كَأَنَّ قَرقَرَةَ الإِبريقِ بَينَهُمُ
رَجعُ المَزاميرِ أَو تَرجيعُ فَأفاءِ
حَتّى إِذا دَرَجَت في القَومِ وَاِنتَشَرَت
هَمَّت عُيونُهُمُ مِنها بِإِغفاءِ
سَأَلتُ تاجِرَها كَم ذا لِعاصِرِها
فَقالَ قَصَّرَ عَن هَذاكَ إِحصائي
أُنبِئتُ أَنَّ أَبا جَدّي تَخَيَّرَها
مِن ذُخرِ آدَمَ أَو مِن ذُخرِ حَوّاءِ
ما زالَ يَمطُلُ مَن يَنتابُ حانَتَها
حَتّى أَتَتني وَكانَت ذُخرَ مَوتائي
وَنَحنُ بَينَ بَساتينٍ فَتَنفَحُنا
ريحَ البَنَفسَجِ لا نَشرَ الخُزاماءِ
يَسعى بِها خَنِثٌ في خُلقِهِ دَمَثٌ
يَستَأثِرُ العَينَ في مُستَدرَجِ الرائي
مُقَرَّطٌ وافِرُ الأَردافِ ذو غُنُجٍ
كَأَنَّ في راحَتَيهِ وَسمَ حِنّاءِ
قَد كَسَرَ الشِعرَ واواتٍ وَنَضَّدَهُ
فَوقَ الجَبينِ وَرَدَّ الصُدغَ بِالفاءِ
عَيناهُ تَقسُمُ داءً في مَجاهِرِها
وَرُبَّما نَفَعَت مِن صَولَةِ الداءِ
إِنّي لَأَشرَبُ مِن عَينَيهِ صافِيَةً
صِرفاً وَأَشرَبُ أُخرى مَع نُدَمائي
وَلائِمٍ لامَني جَهلاً فَقُلتُ لَهُ
إِنّي وَعَيشِكَ مَشغوفٌ بِمَولائي

عدنية حرة
08/09/2012, 08:43 AM
لَقَد طالَ في رَسمِ الدِيارِ بُكائي
وَقَدطالَ تَردادي بِها وَعَنائي
كَأَنّي مُريغٌ في الدِيارِ طَريدَةً
أَراها أَمامي مَرَّةً وَوَرائي
فَلَمّا بَدا لي اليَأسُ عَدَّيتُ ناقَتي
عَنِ الدارِ وَاستَولى عَلَيَّ عَزائي
إِلى بَيتِ حانٍ لا تَهُرُّ كِلابُهُ
عَلَيَّ وَلايُنكِرنَ طُولَ ثَوائي
فَإِن تَكُنِ الصَهباءُ أَودَت بِتالِدي
فَلَم توقِني أُكرومَتي وَحَيائي
فَما رِمتُهُ حَتّى أَتى دونَ ماحَوَت
يَمينِيَ حَتّى رَيطَتي وَحِذائي
وَكَأسٍ كَمِصباحِ السَماءِ شَرِبتُها
عَلى قُبلَةٍ أَو مَوعِدٍ بِلِقاءِ
أَتَت دونَها الأَيّامُ حَتّى كَأَنَّها
تَساقُطُ نورٍ مِن فُتوقِ سَماءِ
تَرى ضَوءَها مِن ظاهِرِ الكَأسِ ساطِعاً
عَلَيكَ وَإِن غَطَّيتَها بِغِطاءِ
تَبارَكَ مَن ساسَ الأُمورَ بِعِلمِهِ
وَفَضَّلَ هاروناً عَلى الخُلَفاءِ
نَعيشُ بِخَيرٍ ما انطَوَينا عَلى التُقى
وَما ساسَ دُنيانا أَبو الأُمَناءِ
إِمامٌ يَخافُ اللَهَ حَتّى كَأَنَّهُ
يُؤَمَّلُ رُؤياهُ صَباحَ مَساءِ
أَشَمُّ طُوالُ الساعِدَينِ كَأَنَّما
يُناطُ نِجاداً سَيفِهِ بِلِواءِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:44 AM
لا أَستَزيدُ حَبيبي مِن مُواتاتي
وَإِن عَنُفتُ عَلَيهِ في الشِكاياتِ
هُوَ المُواصِلُ لي لَكِن يُنَغِّصُني
بِطولِ فَترَةِ ما بَينَ الزِياراتِ
قالوا ظَفِرتَ بِمَن تَهوى فَقُلتُ لَهُم
الآنَ أَكثَرُ ما كانَت صَباباتي
لا عُذرَ لِلصَبِّ أَن تَهوى جَوانِحُهُ
وَقَد تَطَعَّمَ فوهُ بِالمُواتاةِ
وَداهِريٍّ سَما في فَرعِ مَكرُمَةٍ
مِن مَعشَرٍ خُلِقوا في الجودِ غاياتِ
نادَيتُهُ بَعدَما مالَ النُجومُ وَقَد
صاحَ الدَجاجُ بِبُشرى الصُبحِ مَرّاتِ
فَقُلتُ وَاللَيلُ يَجلوهُ الصَباحُ كَما
يَجلو التَبَسُّمُ عَن غُرِّ الثَنِيّاتِ
يا أَحمَدَ المُرتَجى في كُلِّ نائِبَةٍ
قُم سَيِّدي نَعصِ جَبّارَ السَمَواتِ
وَهاكَها قَهوَةً صَهباءَ صافِيَةً
مَنسوبَةً لِقُرى هيتٍ وَعاناتِ
أَلُزُّهُ بِحُمَيّاها وَأَزجُرُهُ
بِاللينِ طَوراً وَبِالتَشديدِ تاراتِ
حَتّى تَغَنّى وَما تَمَّ الثَلاثُ لَهُ
حُلوُ الشَمائِلِ مَحمودَ السَجِيّاتِ
يا لَيتَ حَظِّيَ مِن مالي وَمِن وَلَدي
أَنّي أُجالِسُ لُبنى بِالعَشِيّاتِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:47 AM
رَبعُ البَلى أَخرَسُ عِمّيتُ
مُستَلَبُ المَنطِقِ سِكّيتُ
أَعارَهُ حيرَتَهُ عاشِقٌ
رَأى حَبيباً فَهوَ مَبهوتُ
وَلا عَجيبٌ إِن جَفَت دِمنَةٌ
عَن مُستَهامٍ نَومُهُ قوتُ
وَقَهوَةٍ كَالمِسكِ مَشمولَةٍ
مَنزِلُها الأَنبارِ أَو هيتُ
كَأَنَّها الشَمسُ إِذا صُفِّقَت
مَسكَنُها الكَبشُ أَوِ الحوتُ
أَو دارَةُ البَدرِ إِذا ما استَوى
وَتَمَّ لِلعَدِّ المَواقيتُ
كَأَنَّها هَذاكَ في حِسنِهِ
أَو وَجهُ عَبّاسٍ إِذا شيتُ
بَل وَجهُ عَبّاسٍ لَهُ حُسنُهُ
لِأَنَّهُ دُرٌّ وَياقوتُ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:48 AM
شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ
وَكانَ إِلَيَّ بَغيضاً مَقيتا
فَقالَ اِقتَرِح بَعضَ ما تَشتَهي
فَقُلتُ اِقتَرَحتُ عَلَيكَ السُكوتا

عدنية حرة
08/09/2012, 08:51 AM
ما لي عَلى الحُبِّ مِن ثَباتِ
إِن كانَ مَولايَ لا يُواتي
كَيفَ مُواتاتُ مَن عَلَيهِ
أَهوَنُ مِن ذَرَّةٍ حَياتي
إِن قُلتُ كُذِّبتُ أَو شَكَوتُ
هانَت عَلى نَفسِهِ شَكاتي
يا عَبدَ أَصبَحتُ فَاِعلَميني
غَيرَ حَريصٍ عَلى وَفاتي
إِن قُلتِ مُت مِتُّ في مَكاني
أَو قُلتِ عِش عِشتُ مِن مَماتي
عاقَبتِني ظالِماً بِذَنبٍ
فَسُرَّ مَن سُرَّ مِن عُداتي
إِنّي عَلى ما اِرتَكَبتِ مِنّي
أَدعو لَكِ اللَهَ في صَلاتي
وَيلي عَلى شادِنٍ سَباني
أَحسَنُ مِن جُؤذَرِ الفَلاةِ
نِصفَينِ نِصفٌ نَقاً وَنِصفٌ
أَحلى اِستِواءً مِنَ القَناةِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:52 AM
جَفنُ عَيني قَد كادَ يَس
قُطُ مِن طولِ ما اِختَلَج
وَفُؤادي مِن حَرِّ حُب
بِكِ وَالهَجرِ قَد نَضَج
خَبِّريني فَدَتكِ نَف
سي وَأَهلي مَتى الفَرَج
كانَ ميعادُنا خُرو
جَ زِيادٍ وَقَد خَرَج
أَنتِ مِن قَتلِ عائِذٍ
بِكِ في أَضيَقِ الحَرَج

عدنية حرة
08/09/2012, 08:55 AM
مَتى تَرضى مِنَ الدُنيا بِشَيءٍ
إِذا لَم تَرضَ مِنها بِالمِزاجِ
أَلَم تَرَ جَوهَرَ الدُنيا المُصَفّى
وَمَخرَجَهُ مِنَ البَحرِ الأُجاجِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:56 AM
وَخَمّارٍ أَنَختُ إِلَيهِ رَحلي
إِناخَةَ قاطِنٍ وَاللَيلُ داجِ
فَقُلتُ لَهُ اِسقِني صَهباءَ صِرفاً
إِذا مُزِجَت تَوَقَّدُ كَالسِراجِ
فَقالَ فَإِنَّ عِندي بِنتَ عَشرٍ
فَقُلتُ لَهُ مَقالَةَ مَن يُناجي
أَذِقنيها لِأَعلَمَ ذاكَ مِنها
فَأَبرَزَ قَهوَةً ذاتِ اِرتِجاجِ
كَأَنَّ بَنانَ مُمسِكِها أُشيمَت
خِضاباً حينَ تَلمَعُ في الزُجاجِ
فَقُلتُ صَدَقتَ يا خَمّارُ هَذا
شَرابٌ قَد يَطولُ إِلَيهِ حاجي
فَمالَ إِلَيَّ حينَ رَأى سُروري
بِها وَاللَيلُ مُرتَكِبُ الرِتاجِ
فَما هَجَمَ الصَباحُ عَلَيَّ حَتّى
رَأَيتُ الأَرضَ دائِرَةَ الفِجاجِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:56 AM
لا تَشرَبِ الراحاَ غَيرَ مَمزوجِ
مِن كَفِّ ظَبيٍ أَغَنَّ مَغنوجِ
تَسقيكَ عَيناهُ مِثلَ راحَتِهِ
مِن شَغَفٍ في الفُؤادِ مَولوجِ
تَقصُرُ عَينُ البَصيرِ عَنهُ وَكَم
دَهرٍ رَماهُ بِطولِ تَخليجِ
وَكَم قَتيلٍ وَلاسِلاحَ لَهُ
غَيرُ الخَلاشيلِ وَالدَماليجِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:58 AM
دَعِ البَساتينَ مِن وَردٍ وَتُفّاحِ
وَاِعدِل هُديتَ إِلى ذاتِ الأُكَيراحِ
اِعدِل إِلى نَفَرٍ دَقَّت شُخوصُهُمُ
مِنَ العِبادَةِ إِلّا نِضوَ أَشباحِ
يُكَرِّرونَ نَواقيساً مُرَجَّعَةً
عَلى الزَبورِ بِإِمساءٍ وَإِصباحِ
تَنأى بِسَمعِكَ عَن صَوتٍ تَكَرَّهُهُ
فَلَستَ تَسمَعُ فيهِ صَوتَ فَلّاحِ
إِلّا الدِراسَةَ لِلإِنجيلِ مِن كُتُبٍ
ذِكرَ المَسيحِ بِإِبلاجٍ وَإِفصاحِ
يا طيبَهُم وَعَتيقُ الراحِ تُحفَتُهُم
بِكُلِّ نَوعٍ مِنَ الطاساتِ رَحراحِ
يَسقيكَها مُدمَجُ الخَصرَينِ ذو هَيَفٍ
أَخو مَدارِعِ صوفٍ فَوقَ أَمساحِ

عدنية حرة
08/09/2012, 08:59 AM
عُج بفتيان اصطباحِ
لا بفتيانِ الصياحِ
نحو حرب ليس يُخشى
عندها كلمُ الجراح
إنّهم ثمَّ بما يصل
ح فيها من سلاح
بأباريقَ وأكوا
ب وريحانٍ وراح
وبيض من زجاجِ الشا
م لا بيض الصفاحِ
وبسُمرٍ من ملاءِ
المشكِ لاسمر الرماحِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:00 AM
أَيَّةُ نارٍ قَدَحَ القادِحُ
وَأَيُّ جِدٍّ بَلَغَ المازِحُ
لِلَّهِ دَرُّ الشَيبِ مِن واعِظٍ
وَناصِحٍ لَو سُمِعَ الناصِحُ
يَأبى الفَتى إِلّا اتِّباعَ الهَوى
وَمَنهَجُ الحَقِّ لَهُ واضِحُ
فَاسمُ بِعَينَيكَ إِلى نِسوَةٍ
مُهورُهُنَّ العَمَلُ الصالِحُ
لا يَجتَلي الحَوراءَ مِن خِدرِها
إِلّا امرُؤٌ ميزانِهِ راجِحُ
مَنِ اتَّقى اللَهَ فَذاكَ الَّذي
سيقَ إِلَيهِ المَتجَرُ الرابِحُ
شَمِّر فَما في الدينِ أُغلوطَةٌ
وَرُح لِما أَنتَ لَهُ رائِحُ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:01 AM
لَستُ أَرى لَذَّةً وَلا فَرَحا
وَلا نَجاحاً حَتّى أَرى القَدَحا
نِعمَ سِلاحُ الفَتى المُدامُ إِذا
ساوَرَهُ الهَمُّ أَم بِهِ جَمَحا
وَالخَمرُ شَيءٌ لَو أَنَّها جُعِلَت
مِفتاحَ قُفلِ البَخيلِ لَاِنفَتَحا
لا عَيشَ إِلّا المُدامُ أَشرَبُها
مُغتَبِقاً تارَةً وَمُصطَبِحا
يا صاحِ لا أَترُكُ المُدامَ وَلا
أَقبَلُ في الحُبِّ قَولَ مَن نَصَحا

عدنية حرة
08/09/2012, 09:01 AM
لا تَحفِلَنَّ بِقَولِ الزاجِرِ اللاحي
وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن مَشمولَةِ الراحِ
صَهباءُ صافِيَةٌ تُجديكَ نَكهَتُها
تَنَفُّسَ المِسكِ مَلطوخاً بِتُفّاحِ
حَتّى إِذا سُلسِلَت في قَعرِ باطِيَةٍ
أَغناكَ لَألائُها عَن ضَوءِ مِصباحِ
ما زِلتُ أَسقي حَبيبي ثُمَّ أَلثُمُهُ
وَاللَيلُ مُلتَحِفٌ في ثَوبِ أَمساحِ
حَتّى تَغَنّى وَقَد مالَت سَوالِفُهُ
يا دَيرَ حَنَّةَ مِن ذاتِ الأُكَيراحِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:13 AM
باكِرِ اليَومَ الصَبوحا
وَاِعصِ في الخَمرِ النَصوحا
وَاِسقِنيها مِن عُقارٍ
عَهِدَت في الفُلكِ نوحا
قَهوَةً تُقرِنُ في جِس
مِكَ مَع روحِكَ روحا
فَإِذا صادَفتَ مِنها
نَفحَةً خِلتَ نَضوحا
ثُمَّ لا يَركَبُ مِنها
مَركَباً إِلّا جَموحا

عدنية حرة
08/09/2012, 09:13 AM
لاحَ إِشراقُ الصَباحِ
فَاِطرُدِ الهَمَّ بِراحِ
لَستُ بِالتارِكِ لَذّا
تِ النَدامى لِلصَلاحِ
قُل لِمَن يَبغي صَلاحي
بِعتُ رُشدي بِطَلاحي
ظَفِرَت كَفَّ أَريبٍ
باعَ بِرّاً بِجُناحِ
أَطيَبُ اللَذّاتِ ما كا
نَ جِهاراً بِاِفتِضاحِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:15 AM
أَمّا المِكاسُ فَشَيءٌ لَستُ أَعرِفُهُ
وَالحَمدُ لِلَّهِ في فِعلٍ وَلا راحِ
هاتيكَ أَنفي بِها هَمّي وَذا أَمَلي
فَلَستُ عَن ذا وَلا عَن تِلكَ بِالصاحي

عدنية حرة
08/09/2012, 09:16 AM
هاتِ مِنَ الراحِ فَاِسقِني الراحا
أَما تَرى الديكَ كَيفَ قَد صاحا
وَأَدبَرَ اللَيلُ في مُعَسكَرِهِ
مُنصَرِفاً وَالصَباحُ قَد لاحا
فَاِستَعمِلِ الكَأسَ وَاِسقِني بِكراً
إِنّي إِلَيها أَصبَحتُ مُرتاحا
كَأساً دِهاقاً صِرفاً كَأَنَّ بِها
إِلى فَمِ الشارِبينَ مِصباحا
نُؤتى بِها كَالخَلوقِ في قَدَحٍ
خالَطَ ريحُ الخَلوقِ تُفّاحا
مِن كَفِّ قِبطِيَّةٍ مُزَنَّرَةٍ
نَجعَلُها لِلصَبوحِ مِفتاحا
تَقولُ لِلقَومِ مِن مَجانَتِها
بِاللَهِ لا تَحبِسَنَّ الأَقداحا

عدنية حرة
08/09/2012, 09:17 AM
وَأَخي حِفاظٍ ماجِدٍ
حُلوِ الشَمائِلِ غَيرِ لاحِ
نادَيتُهُ وَاللَيلُ قَد
أَودى بِسُلطانِ الصَباحِ
يا صاحِ أَشكو حُلوَةَ ال
عَينَينِ جائِلَةَ الوِشاحِ
فيها اِفتَضَحتُ وَحُبُّها
في الناسِ يَسعى بِاِفتِضاحي
وَلَها وَلا ذَنبَ لَها
لَحظٌ كَأَطرافِ الرِماحِ
في القَلبِ يَجرَحُ دائِماً
فَالقَلبُ مَجروحُ النَواحي
أَجِنانُ جارِيَةَ المُهَذ
ذَبِ بِالفَضائِلِ وَالسَماحِ
مالي وَلَم أَكُ باذِلاً
وُدّاً وَلا فيكُم سَماحِ
فَبَخِلتِ أَنتِ وَلَيسَ أَه
لُكِ مِن قَبيلِكِ بِالشِحاحِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:17 AM
قُلتُ لَدُنُّ شُجُّ أَوداجُهُ
لَيتَ دَمي دونَكِ مَسفوحُ
وَكُنتُ مِنهُ بَدَلاً صالِحاً
في مُهجَتي تَحيا بِكِ الروحُ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:18 AM
دَمُ المَكارِمِ بِالفُسطاطِ مَسفوحُ
وَالجودُ قَد ضاعَ فيها وَهوَ مَطروحُ
يا أَهلَ مِصرَ لَقَد غِبتُم بِأَجمَعِكُم
لَمّا حَوى قَصَبَ السَبقِ المَسابيحُ
أَموالُكُم جَمَّةٌ وَالبُخلُ عارِضُها
وَالنيلُ مَع جودِهِ فيهِ التَماسيحُ
لَولا نَدى اِبنِ جُوَيٍّ أَحمَدٍ نَطَقَت
مِنّي المَفاصِلُ فيكُم وَالجَواريحُ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:19 AM
أُلهُ بِالبيضِ المِلاحِ
وَبِقَيناتٍ وَراحِ
لا يَصُدَّنَّكَ لاحٍ
هُوَ عَن سُكرِكَ صاحِ
لَيسَ لِلهَمِّ دَواءٌ
كَاِغتِباقٍ وَاِصطِباحِ
فَلَعَمري ما يُداوى ال
هَمُّ بِالماءِ القَراحِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:56 AM
وَعاشِقَينِ التَفَّ خَدّاهُما
عِندَ التِثامِ الحَجَرِ الأَسوَدِ
فَاشتَفِيا مِن غَيرِ أَن يَأثَما
كَأَنَّما كانا عَلى مَوعِدِ
لَولا دِفاعُ الناسِ إِيّاهُما
لَما استَفاقا آخَرَ المُسنَدِ
ظِلنا كِلانا ساتِرٌ وَجهَهُ
مِمّا يَلي جانِبَهُ بِاليَدِ
نَفعَلُ في المَسجِدِ ما لَم يَكُن
يَفعَلُهُ الأَبرارُ في المَسجِدِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:57 AM
رُبَّ غَزالٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ
لاحَ فَجَلّى الدُجونَ في البَلَدِ
سَأَلتُهُ الوَصلَ كَي يَجودَ بِهِ
فَضَنَّ عَنّي بِهِ وَلَم يَجُدِ
فَقُلتُ لِلظَبيِ في صُعوبَتِهِ
يا طَيِّبَ الروحِ طَيِّبَ الجَسَدِ
كَم مِن أَخٍ جادَ بِالوِصالِ فَما
أُحبِلَ مِن وَصلِنا وَلَم يَلِدِ
فَقالَ هَيهاتَ ذا تُرَقِّقُني
وَلَن يَرِقَّ الغَزالُ لِلأَسَدِ
فَقُلتُ دَعنا وَقُم لِنَأخُذَها
مِمّا تُزِفُّ العُلوجُ بِالعُمُدِ
مِن بِنتِ كَرمٍ إِذا تُصَفِّقَها
بِماءِ مُزنٍ رَمَتكَ بِالزَبَدِ
حَتّى إِذا ما أَتى صَدَرتُ بِهِ
عَن كُلِّ واشٍ وَعَن ذَوي الحَسَدِ
أَوجَرتُهُ القَرقَفَ العُقارَ فَما اِن
تَهَيتُ حَتّى اِتَّكى عَلى العَضُدِ
فَقُمتُ حَتّى حَلَلتُ مِئزَرَهُ
مِنهُ وَسَوَّيتُ فَخذَهُ بِيَدي
ثُمَّ اِعتَنَقنا وَظَلتُ أَلثُمُهُ
وَثَغرُهُ مِثلُ ساقِطِ البَرَدِ
فَقامَ لَمّا اِنجَلَت عَمايَتُهُ
حَليفَ حُزنٍ مُوَلَّعَ الكَمَدِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:57 AM
قولا لِهارونَ إِمامِ الهُدى
عِندَ احتِفالِ المَجلِسِ الحاشِدِ
نَصيحَةُ الفَضلِ وَإِشفاقُهُ
أَخلى لَهُ وَجهَكَ مِن حاسِدِ
بِصادِقِ الطاعَةِ دَيّانِها
وَواحِدِ الغائِبِ وَالشاهِدِ
أَنتَ عَلى ما بِكَ مِن قُدرَةٍ
فَلَستَ مِثلَ الفَضلِ بِالواجِدِ
أَوجَدَهُ اللَهُ فَما مِثلُهُ
لِطالِبٍ ذاكَ وَلا ناشِدِ
وَلَيسَ اللَهِ بِمُستَنكِرٍ
أَن يَجمَعَ العالَمَ في واحِدِ

عدنية حرة
08/09/2012, 09:58 AM
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ
وَمَن لَهُ تَزكو المَحامِد
أَيَسُبُّني رَجُلٌ عَلَي
هِـ مِنَ الخِزانَةِ أَلفُ شاهِد
هَذا أَبو الهِندِيِّ في
هِـ مَشابِهٌ مِن غَيرِ واحِد
ماذا أَقولُ لِمَن لَهُ
في كُلِّ عُضوٍ مِنهُ والِد

عدنية حرة
08/09/2012, 10:00 AM
أَنعَتُ ديكاً مِن دُيوكِ الهِندِ أَحسَنَ مِن طاوُوسِ قَصرِ المَهدي
أَشجَعَ مِن عادي عَرينَ الأُسدِ تَرى الدَجاجَ حَولَهُ كَالجُندِ
يُقعينَ مِنهُ خيفَةً لِلسَفدِ لَهُ سِقاعٌ كَدَوِيِّ الرَعدِ
مِنقارُهُ كَالمِعوَلِ المُحَدِّ يَقهَرُ ما ناقَرَهُ بِالنَقدِ
عَيناهُ مِنهُ في القَفا وَالخَدِّ ذو هامَةٍ وَعُنُقٍ كَالوَردِ
وَجِلدَةٍ تُشبِهُ وَشيَ البُردِ ظاهِرُها زِفٌّ شَديدُ الوَقدِ
كَأَنَّهُ الهُدّابُ في الفِرِندِ مُضَمَّرُ الخَلقِ عَميمُ القَدِّ
لَهُ اِعتِدالٌ وَاِنتِصابُ قَدٍّ مَحودَبِ الظَهرِ كَريمُ الجَدِّ
مُفَحَّجُ الرِجلَينِ عِندَ النَجدِ ثَمَّ وَظيفانِ لَهُ مِن بَعدِ
وَشَوكَتانِ خُصَّتا بِالحَدِّ كَأَنَّما كَفّاهُ عِندَ الوَخدِ
في خَطوِهِ كَالمِسَكِ المُرتَدِّ فَالقِرنُ دَوماً عِندَهُ يُعَدّي
كَم طائِرٍ أَردى وَكَم سَيُردي بِالجَمزِ وَالقَفزِ وَصَفقِ الجِلدِ
كَدّا لَهُ بِالخَطرِ أَيُّ كَدِّ كَما يُسَدّي الحائِكُ المُسَدِّ
إِن وَقَفَ الديكُ ثَنى بِالشَدِّ وَالوَثبُ مِنهُ مِثلَ وَثبَ الفَهدِ
لَيسَ لَهُ مِن غَلَبٍ مِن بُدٍّ فَالحَمدُ لِلَّهِ وَلِيُّ الحَمدِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:01 AM
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا وَأَطِع إِمارَةَ مَن تَبَدّى
وَاِشرَب بِكَفَّي شادِنٍ جازَ المُنى هَيفاً وَقَدّا
ظَبيٌ كَأَنَّ اللَهَ أَل بَسَهُ قُشورَ الدُرِّ جِلدا
وَتَرى عَلى وَجناتِهِ في أَيِّ حينٍ شِئتَ وَردا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:02 AM
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ أَحوى السُدِّ وَالصُبحُ في الظَلماءِ ذو تَقَدّي
مِثلُ اِهتِزازِ العَضبِ ذي الفِرَندِ بِأَهرَتِ الشِدقَينِ مُرمَئدِ
أَزبَرَ مَضبورِ القَرا عِلكَدِّ طاوي الحَشا في طَيِّ جِسمٍ مَعدِ
كَرهِ الرِوا جَمٍّ غُضونِ الخَدِّ دُلامِزٍ ذي نَكَفٍ مُسوَدِّ
شَرَنبَثٍ أَغلَبَ مُصمَعِدِّ
كَاللَيثِ إِلّا نُمرَةً بِالجِلدِ لِلشَبَحِ الحائِلِ مُستَعِدِّ
عايَنَ بَعدَ النَظَرِ المُمتَدِّ سِربَينِ عَنّا بِجَبينٍ صَلدِ
فَاِنقَضَّ يَأدو غَيرَ مُجرَهِدِّ في لَهَبٍ عَنهُ وَخَتلٍ إِدِّ
مِثلَ اِنسِيابِ الحَيَّةِ العِربَدِّ بِكُلِّ نَشزٍ وَبِكُلِّ وَهدِ
حَتّى إِذا كانَ كَهافي القَصدِ صَعصَعَها بِالصَحصَحانِ الجُردِ
وَعاثَ فيها بِفَريغِ الشَدِّ بَعدَ شَريجَي طَمَعٍ وَحَردِ
لا خَيرَ في الصَيدِ بِغَيرِ فَهدِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:02 AM
لي صاحِبٌ أَثقَلُ مِن أُحدِ قَرينُهُ ما عاشَ في جَهدِ
عَلامَةُ البُغضِ عَلى وَجهِهِ بَيِّنَةٌ مُذ حَلَّ في المَهدِ
لَو دَخَلَ النارَ طَفى حَرَّها فَماتَ مَن فيها مِنَ البَردِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:02 AM
وَنَدمانٍ تَرادَفَهُ خُمارٌ فَأَورَثَ في أَنامِلِهِ اِرتِعادا
فَلَيسَ بِمُستَقِلِّ الكَأسِ ما لَم تَكُن يُسراهُ لِليُمنى عِمادا
رَفَعتُ لَهُ يَدي وَهناً بِكَأسٍ بِها مِنها تَزَيَّدَ فَاِستَعادا
وَقالَ أَلَستَ مُتبِعَها بِأُخرى تُوَقِّرُني فَإِنَّ بِيَ اِزدِيادا
فَقُلتُ بَلى وَبِأُخرَياتٍ عَلى أَنّي سَأَجعَلُها جِيادا
فَذَلِكَ دَأبُهُ لَيلي وَدَأبي إِذا ما زِدتُهُ مِنها اِستَزادا
إِلى أَن خَرَّ ما يَدري أَأَرضاً تَوَسَّدَ عِندَ ذَلِكَ أَم وِسادا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:04 AM
يا هاشِمُ اِبنُ حُدَيجٍ لَيسَ فَخرُكُمُ بِقَتلِ صِهرِ رَسولِ اللَهِ بِالسَدَدِ
أَدرَجتُمُ في إِهابِ العَيرِ جُثَّتَهُ فَبِئسَ ما قَدَّمَت أَيديكُمُ لِغَدِ
إِن تَقتُلوا اِبنَ أَبي بَكرٍ فَقَد قَتَلَت حُجراً بِدارَةِ مَلحوبٍ بَنو أَسَدِ
وَطَرَّدوكُم إِلى الأَجبالِ مِن أَجَأٍ طَردَ النَعامِ إِذا ما تاهَ في البَلَدِ
وَقَد أَصابَ شَراحيلاً أَبو حَنَشٍ يَومَ الكِلابِ فَما دافَعتُمُ بِيَدِ
وَيَومَ قُلتُم لِزَيدٍ وَهوَ يَقتُلُكُم قَتلَ الكِلابِ لَقَد أَبرَحتَ مِن وَلَدِ
وَكُلُّ كِندِيَّةٍ قالَت لِجارَتِها وَالدَمعُ يَنهَلُّ مِن مَثنى وَمِن وَحِدِ
أَلهى اِمرَأَ القَيسِ تَشبيبٌ بِغانِيَةٍ عَن ثَأرِهِ وَصِفاتُ النُؤيِ وَالوَتَدِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:04 AM
أَلا إِنَّ مَن أَهواهُ ضَنَّ بِوُدِّهِ وَأَعقَبَني مِن بَعدِ ذاكَ بِصَدِّهِ
فَواحَزَنا بَعدَ المَوَدَّةِ إِنَّهُ لَيَبخَلُ عَنّي بِالسَلامِ وَرَدِّهِ
دَعاني إِلَيهِ حُسنُهُ وَجَمالُهُ وَسِحرٌ بِعَينَيهِ وَخالٌ بِخَدِّهِ
كَأَنَّ فِرِندَ المُرهَفاتِ بِخَدِّهِ وَيَختالُ ماءُ الوَردِ تَحتَ فِرِندِهِ
فَلَم أَرَ مِثلي صارَ عَبداً لِمِثلِهِ وَلا مِثلَهُ يَوماً أَضَرَّ بِعَبدِهِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:04 AM
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها مَن مَلَّ مَحبوباً فَلا رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصٍّ لِيَبلُغَها مَن نامَ لَم يَعقِل كَمَن سَهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت لِيَبلُغَني لا نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَيتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا وَاللَهِ أَوَّلُ مَيِّتٍ كَمَدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت تُعارِضُني وَاللَهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:05 AM
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ وَالكاتِبُ المَحصي عَلَيكَ شَهيدُ
كَم قُلتَ لَستُ بِعائِدٍ في سَوأَةٍ وَنَذَرتَ فيها ثُمَّ صِرتَ تَعودُ
حَتّى مَتى لا تَرعَوي عَن لَذَّةٍ وَحِسابُها يَومَ الحِسابِ شَديدُ
وَكَأَنَّني بِكَ قَد أَتَتكَ مَنِيَّةٌ لا شَكَّ أَنَّ سَبيلَها مَورودُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:05 AM
وعاذلةٍ تعيبُ عليَّ عادي فقلتُ لها ضلَلتُ طريقَ عادي
رجعتُ إلى الخسارةِ والفسادِ ولستُ بسالكٍ سُبُلَ الرشاد
وأقسمُ لا أجيبُ إلى ملامٍ ولو صمّمتُ من صوتِ المنادي
ومالي والصلاةَ وصومَ شهرٍ وقصدَ الحجّ أو قصدَ الجهادِ
سأخلعُ ما حييتُ عذارَ رشدي وألبسُ جامحاً عذرَ الفساد
وأعصي عاذلي سرّاً وجهراً وأجعل جاعةَ الشطّار زادي
وآخذ في مذاهب قومٍ لوطٍ ولا آلو تمرّدَ قومِ عادِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:06 AM
ألا قبّح الرحمنُ داحةَ أمردا أراد اقتداءٌ بالرقاشيّ فاقتدى
ترنّمُ بالأزجالِ حين نحتّهُ ولو نكتهُ في الجوفِ يوما لقصّدا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:06 AM
لا تَبكِ لَيلى وَلا تَطرَب إِلى هِندِ وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن حَمراءَ كَالوَردِ
كَأساً إِذا اِنحَدَرَت في حَلقِ شارِبِها أَجدَتهُ حُمرَتَها في العَينِ وَالخَدِّ
وَمِل إِلى مَجلِسٍ عَلى شَرَفٍ بِالكَرخِ بَينَ الحَديقِ مُعتَمَدِ
مُمَهَّدٍ صُفِّفَت نَمارِقُهُ في ظِلِّ كَرمٍ مُعَرَّشٍ خَضِدِ
قَد لَحَفَتكَ الغُصونُ أَردِيَةً فَيَومُكَ الغَضُّ بِالنَعيمِ نَدي
ثُمَّ اِصطَبِح مِن أَميرَةٍ حُجِبَت عَن كُلِّ عَينٍ بِالصَونِ وَالرَصَدِ
لَم يَرَها خاطِبٌ فَيُمنَعَها وَلا دَعاهُ لَها أَخو فَنَدِ
مَحجوبَةٌ في مَقيلِ حَوبَتِها تِسعينَ عاماً مَحسوبَةَ العَدَدِ
لَم تَعرِفِ الشَمسُ أَنَّها خُلِقَت وَلا اِختِلافُ الحَرورِ وَالصَرَدِ
بَينَ فَسيلٍ يَحُفُّها خَضِلٍ وَبَينَ آسٍ بِالرَيِّ مُنفَرِدِ
في كُلِّ يَومٍ يَظَلُّ قَيِّمُها مُكَبَّلاً كَالأَسيرِ في صَفَدِ
مُزَمزِماً حَولَها وَمُرتَنِماً يَرجو بِصَونٍ لَها غِنى الأَبَدِ
حَتّى بَذَلنا بِعَقرِها مِئَةً صَفراءَ تَبدو بِكَفِّ مُنتَقِدِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:06 AM
وَعودُ كَرمَةِ كَرخٍ زَوَّجتُها ماءَ وادِ
فَلَم يَزَل يَعتَليها بِمُسقِياتِ الغَوادي
حَتّى اِستَهَلَّت بِسودٍ مُسَهَّداتٍ جِعادِ
فَمُهِّدَت في دِنانٍ سَقياً لَها مِن مِهادِ
حَتّى إِذا مَرَّ دَهرٌ لَها أَتاها عِبادي
وَقَد تَناهَت وَصارَت كَمِثلِ قَبسِ الزِنادِ
فَجائَها مُستَعِدّاً كَالحارِثِ اِبنِ عِبادِ
قَد لَفَّفَ الكُمَّ مِنهُ كَنازِعٍ لِلقَتادِ
فَسَلَّ مِنها بَزالاً فَسالَ مِثلُ الفَصادِ
إِلى قَنانٍ تِلالاً مُدَملَجاتِ القِلادِ
فَأَذهَلَتني عَقلي وَاِستَأثَرَت بِفُؤادي
وَاِختَرتُ إِخوَةَ صِدقٍ مِن خَيرِ هاذي العِبادِ
شَريفٌ اِبنُ شَريفٍ جَوادٌ اِبنُ جَوادِ
فَقُلتُ لَذّوا بِنَفسي أَفديكُمُ وَفُؤادي
وَاِلهوا نَهاراً وَلَيلاً إِلى نِداءِ المُنادي
وَنَفِّروا اللَيلَ عَنكُم بِلَذَّةٍ وَسُهادِ
وَناقِلوا الكَأسَ ظَبياً ما يَرتَعي في البَوادي
لَكِن بِديوانِ يَحيى بِفيهِ لَطخُ مِدادِ
تَخالُهُ ذا رُقادٍ وَما بِهِ مِن رُقادِ
ما زالَ يَسقي وَيُسقى حَتّى اِنثَنى لِلمُرادِ
وَاِنسابَ نَحوي يُغَنّي مُطَرِّباً وَيُنادي
سُقيتَ صَوبَ الغَوادي يا مَنزِلاً لِسُعادِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:07 AM
أَدِرها عَلى النَدمانِ نَوحِيَّةَ العَهدِ وَهاتِ لَعَلّي أَن أَسَكِّنَ مِن وَجدي
لُبابُ مُدامٍ أُغفِلَت بِمُسَكِّنَة مِنَ الأَرضِ أَو كانَت حَبيساً عَلى عَمدِ
تَحَيَّرَتِ الأَوهامُ دونَ سِفاتِها وَجَلَّت صِفاتٌ عَن شَبيهٍ وَعَن نِدِّ
أَتَت دونَها الأَيّامُ إِلّا بَقِيَّةً تَدِقُّ لِلُطفٍ أَن تُضافَ إِلى حَدِّ
أَشَمساً أَعَرتَ الكَأسَ أَم هِيَ لَمعَةٌ مِنَ البَرقِ أَم أَقبَلتَ بِالكَوكَبِ السَعدِ
فَقالَ مُدامٌ خِلطُ ماءِ سَحابَةٍ قَرينَةُ أُمِّ الدَهرِ تِربَينِ في المَهدِ
مَدَدتُ لَها الأَجفانَ مِن خَوفِ نورِها عَلى بَصَرٍ قَد كادَ حينَ بَدَت يودي
أَلا أَدنِها تَنأَ الهُمومُ لِقُربِها فَتَنقُلَها مِن دارِ قُربٍ إِلى بُعدِ
فَناوَلَني فَوقَ المُنى مِن يَمينِهِ مَريضَ جُفونِ العَينِ مُعتَدِلَ القَدِّ
مَطِيَّةُ فُسّاقٍ وَقِبلَةُ ماجِنٍ أَليفُ سَماعٍ لا نَزورٍ وَلا مُكدي

عدنية حرة
08/09/2012, 10:07 AM
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ وَعَنِ الصِيادَةِ لا يَحيدُ
بِاللَهِ في حَقِّ الهَوى أَن لا تُصادَ وَقَد تَصيدُ
تَسبي القُلوبَ بِمُقلَةٍ أَلحاظُها فيها شُهودُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:08 AM
اِشرَب عَلى الوَردِ في نَيسانَ مُصطَبِحاً مِن خَمرِ قُطرَبُّلٍ حَمراءَ كَالكاذي
وَاِخلَع عِذارَكَ لا تَأتي بِصالِحَةٍ ما دُمتَ مُستَوطِناً أَكنافَ بَغداذِ
نَعِّم شَبابَكَ بِالخَمرِ العَتيقِ وَلا تَشرَب كَما يَشرَبُ الأَغمارُ مِن ماذي
صِل مَن صَفَت لَكَ في الدُنيا مَوَدَّتُهُ وَلا تَصِل بِإِخاءٍ حَبلَ جَذّاذِ
يَعوذُ بِاللَهِ إِن أَصبَحتَ ذا عَدَمٍ وَلَيسَ مِنكَ إِذا تُثري بِمُعتاذِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:08 AM
لَو كانَ لي سَكَنٌ في الراحِ يُسعِدُني لَمّا اِنتَظَرتُ بِشُربِ الراحِ إِفطارا
الراحُ شَيءٌ عَجيبٌ أَنتَ شارِبُها فَاِشرَب وَإِن حَمَّلَتكَ الراحُ أَوزارا
يا مَن يَلومُ عَلى حَمراءَ صافِيَةٍ صِر في الجِنانِ وَدَعني أَسكُنُ النارا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:08 AM
غَضِبَت عَلَيكَ ذَخيرَةُ الخَمّارِ لَمّا بِها شَبَبتَ في الأَشعارِ
قالَت يُشَبِّهُني بِنارٍ أُجِّجَت تَخبو إِذا نُضُحَت بِماءٍ جارِ
وَأَنا الَّتي أَزدادُ حُسناً كُلَّما لاحَ المِزاجُ كَكَوكَبِ الأَسحارِ
فَلَئِن لَجَجتَ لَأَحرِمَنَّكَ دِرَّتي حَتّى تَجَرَّعَ قَهوَةَ التَمّارِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:09 AM
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مَشهورُ قَد طَلَعَت فيهِ التَباشيرُ
بِمُخطَفِ الأَيلُلِ في خَطمِهِ طولٌ وَفي شِدقَيهِ تَأخيرُ
عَمَلَّسُ العَجزِ بَعيدُ الخُطى مُسَلجَمُ المَتنَينِ مِحضيرُ
حَتّى ذَعَرنا كُنُساً لَم يُصَب بِها مِنَ الأَحداثِ مَقدورُ
اِقتَرَنَت مِن خَشيَةِ لِلرَدى عَفَّرَها في النَقعِ زُنبورُ
كَأَنَّهُ سَهمٌ إِلى غايَةٍ أَو كَوكَبٌ في الأُفقِ مَحدورُ
فَحانَ مِنها قَرهَبٌ عُفِّرَت مِن بَعدِهِ عَنزٌ يَيَعفورُ
حَتّى إِذا والى لَنا أَربَعاً وَاِثنَينِ وَالمَجهودُ مَوفورُ
رُحنا بِهِ نَنضَحُ أَعطافَهُ وَهوَ بِما أَولاهُ مَشكورُ
رُحنا بِهِ في تُربَةٍ إِذ أَتَت وَمِثلُهُ لِلجُهدِ مَذخورُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:09 AM
أَلا فَاسقِني خَمراً وَقُل لي هِيَ الخَمرُ وَلا تَسقِني سِرّاً إِذا أَمكَنَ الجَهرُ
فَما العَيشُ إِلّا سَكرَةٌ بَعدَ سَكرَةٍ فَإِن طالَ هَذا عِندَهُ قَصُرَ الدَهرُ
وَما الغَبنُ إِلّا أَن تَرانِيَ صاحِياً وَما الغُنمُ إِلّا أَن يُتَعتِعُني السُكرُ
فَبِح بِاسمِ مَن تَهوى وَدَعني مِنَ الكِنى فَلا خَيرَ في اللَذّاتِ مِن دونِها سِترُ
وَلا خَيرَ في فَتكٍ بِدونِ مُجانَةٍ وَلا في مَجونٍ لَيسَ يَتبَعُهُ كُفرُ
بِكُلِّ أَخي فَتكٍ كَأَنَّ جَبينَهُ هِلالٌ وَقَد حَفَّت بِهِ الأَنجُمُ الزُهرُ
وَخَمّارَةٍ نَبَّهتُها بَعدَ هَجعَةٍ وَقَد غابَتِ الجَوزاءُ وَارتَفَعَ النِسرُ
فَقالَت مَنِ الطُرّاقِ قُلنا عِصابَةً خِفافُ الأَداوي يُبتَغى لَهُمُ خَمرُ
وَلابُدَّ أَن يَزنوا فَقالَت أَوِ الفِدا بِأَبلَجَ كَالدينارِ في طَرفِهِ فَترُ
فَقُلنا لَها هاتيهِ ما إِن لِمِثلِنا فَدَيناكَ بِالأَهلينَ عَن مِثلِ ذا صَبرُ
فَجاءَت بِهِ كَالبَدرِ لَيلَةَ تِمِّهِ تَخالُ بِهِ سِحراً وَلَيسَ بِهِ سِحرُ
فَقُمنا إِلَيهِ واحِداً بَعدَ واحِدٍ فَكانَ بِهِ مِن صَومِ غُربَتِنا الفِطرُ
فَبِتنا يَرانا اللَهُ شَرَّ عِصابَةٍ نُجَرِّرُ أَذيالَ الفُسوقِ وَلا فَخرُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:10 AM
وَدارٍ يُؤَدَّبُ فيها البُزاةُ وَيُمتَحَنُ الفَهدُ وَالفَهدَه
وَصَلتُ عُراها إِلى بَلدَةٍ بِها نَحَرَ الذابِحُ البَلدَه
إِذا اِغتامَها قَرِمُ المُعتَفينَ طُروقاً غَدا رَهِمَ المِعدَه
وَلِيٌّ قَفا بَعدَ وَسمِيِّهِ فَهَمُّكَ مِن كَمأَةٍ مَعدَه
وَصَيدٌ بَأَسفَعَ شاكي السِلاحِ سَريعِ الإِغارَةِ وَالشَدَّه
وَزينٌ إِذا وَزَنَتهُ الأَكُفُّ مُنتَصِبُ الزَورِ وَالقِعدَه
فَتيقُ النَسا أَنمَرُ الدَفَّتَينِ خَفيفُ الخَميصَةِ وَاللِبدَه
يُقَلِّبُ طَرفاً طُحورَ القَذى يُضيءُ بِمُقلَتِهِ خَدَّه
بِذي شَبَةٍ أَعرَفِ الحَوصَلاءِ كَأَنَّكَ رَدَّيتَهُ بُردَه
فَلَمّا اِستَحالَ رَأى تِسعَةً رِتاعاً وَواحِدَةٍ فَردَه
فَكَفكَفَ مُنتَصِبَ المَنكِبَينِ لِفَرطِ الشَهامَةِ وَالنَجدَه
فَقُلنا لِسايِسِهِ ما تَرى فَأَطلَقَهُ سَلِسَ العُقلَه
فَمَرَّ كَمَرِّ شِهابِ الظَلامِ لِيَفعَلَ داهِيَةً إِدَّه
فَأَنحى لَهُ في صَميمِ القَذالِ فَشَكَّ المُزَمِّرَ أَو قَدَّه
وَثَنّى لآلافِها الغادِراتِ فَكَمَّلَ عَشراً بِها العِدَّه
قِفوا مَعشَرَ الراحِلينَ اِسمَعوا أُنَبِّئكُمُ عَن بَني كِندَه
وَرَدنا عَلى هاشِمٍ مِصرَهُ فَبارَت تِجارَتُنا عِندَه
وَأَلهاهُ ذو كَفَلٍ ناشِئٌ شَديدُ الفَقارَةِ وَالبَلدَه
سِبَطرٌ يَميدُ إِذا ما مَشى تَرى بَينَ رِجلَيهِ كَالصَعدَه
يَجوبُ بِهِ اللَيلَ ذا بِطنَةٍ كَحَشوِ المُدَينِيَّةِ القَلِدَه
رَأَيتُكَ عِندَ حُضورِ الخِوانِ شَديداً عَلى العَبدِ وَالعَبدَه
وَتَحتَدُّ حَتّى يَخافَ الجَليسُ شَذاكَ عَلَيهِ مِنَ الحِدَّه
وَتَختُمُ ذاكَ بِفَخرٍ عَلَيهِ بِكِندَةَ فَاِسلَح عَلى كِندَه
فَإِنَّ حُدَيجاً لَهُ هِجرَةٌ وَلَكِنَّها زَمَنَ الرِدَّه
وَما كانَ إيمانُكُم بِالرَسولِ سِوى قَتلُكُم صِهرَهُ بَعدَه
تَعُدّونَها في مَساعيكُمُ كَعَدِّ الأَهِلَّةِ مُعتَدَّه
وَما كانَ قاتِلُهُ في الرِجالِ بِحَملٍ لِطُهرٍ وَلا رُشدَه
فَلَو شَهِدَتهُ قُرَيشُ البِطاحِ لَما مَحَشَت نارُكُم جِلدَه

عدنية حرة
08/09/2012, 10:10 AM
هذا غُلامٌ حسنٌ وجههُ ليست له من خلفهِ آخره
رُبّ فتى دنياه ليست لهُ من خلفهِ آخرةٌ وافره
وآخرٌ فازَ بكلتيهما قد جمع الدنيا مع الآخره

عدنية حرة
08/09/2012, 10:10 AM
لَقَد كُنتُ وَما في النا سِ مِنّي لِلهَوى أَستَر
وَلا أَقنَعُ بِالدونِ عَلى اللَهوِ وَلا أَصبِر
فَلَمّا أَظهَروا أَمري وَقَدماً كانَ لا يَظهَر
وَأَغروا بي تَأنيباً مِنَ المُقبِلِ وَالمُدبِر
تَجاسَرتُ فَأَقدَمتُ عَلى كَشفِ الهَوى المُضمَر
وَلا وَاللَهِ لا وَاللَ هِ لا وَاللَهِ لا أَقصِر
وَقَد شاعَ الَّذي أُخفي وَقَد كانَ الَّذي أَحذَر

عدنية حرة
08/09/2012, 10:10 AM
أَمُحيِيَةَ القَلبِ ضِدُّ اِسمِها أَرَقَّ وَأَصفى مِنَ الجَوهَرِ
تَخِفُّ الخِلافَةُ في عَينِها وَرُبَّ السَريرُ مَعَ المِنبَرِ
وَقَد مَلَكَت بِالجَمالِ الأَنامَ وَرِقَّ الأَميرِ أَبي الأَزهَرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:11 AM
دَع لِباكيها الدِيارا وَاِنفِ بِالخَمرِ الخُمارا
وَاِشرَبَنها مِن كُمَيتٍ تَدَعُ اللَيلَ نَهارا
بِنتُ عَشرٍ لَم تُعايِن غَيرَ نارِ الشَمسِ نارا
لَم تَزَل في قَعرِ دَنٍّ مُشعَرٍ زِفتاً وَقارا
ثُمَّ شُجَّت فَأَدارَت فَوقَها طَوقاً فَدارا
كَاِقتِرانِ الدُرِّ بِالدُر رِ صِغاراً وَكِبارا
فَإِذا ما اِعتَرَضَتهُ ال عَينُ مِن حَيثُ اِستَدارا
خِلتَهُ في جَنَباتِ ال كَأسِ واواتٍ صِغارا
مِن يَدَي ساقٍ ظَريفٍ كَسِيَ الحُسنَ شِعارا
يَقتَري القَومَ بِكَأسٍ تُلبِسُ الخَمرَ إِزارا
فَإِذا ما سَلسَلوها أَحذَتِ العَينَ اِحمِرارا
وَمُغَنٍّ كُلَّما شِئ تُ تَغَنّى وَأَشارا
رَفَعَ الصَوتَ بِصَوتٍ هاجَ لِلقَلبِ اِدِّكارا
صاحِ هَل أَبصَرتَ بِالخي تينِ مِن أَسماءِ نارا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:11 AM
دَع لِباكيها الدِيارا وَاِنفِ بِالخَمرِ الخُمارا
وَاِشرَبَنها مِن كُمَيتٍ تَدَعُ اللَيلَ نَهارا
بِنتُ عَشرٍ لَم تُعايِن غَيرَ نارِ الشَمسِ نارا
لَم تَزَل في قَعرِ دَنٍّ مُشعَرٍ زِفتاً وَقارا
ثُمَّ شُجَّت فَأَدارَت فَوقَها طَوقاً فَدارا
كَاِقتِرانِ الدُرِّ بِالدُر رِ صِغاراً وَكِبارا
فَإِذا ما اِعتَرَضَتهُ ال عَينُ مِن حَيثُ اِستَدارا
خِلتَهُ في جَنَباتِ ال كَأسِ واواتٍ صِغارا
مِن يَدَي ساقٍ ظَريفٍ كَسِيَ الحُسنَ شِعارا
يَقتَري القَومَ بِكَأسٍ تُلبِسُ الخَمرَ إِزارا
فَإِذا ما سَلسَلوها أَحذَتِ العَينَ اِحمِرارا
وَمُغَنٍّ كُلَّما شِئ تُ تَغَنّى وَأَشارا
رَفَعَ الصَوتَ بِصَوتٍ هاجَ لِلقَلبِ اِدِّكارا
صاحِ هَل أَبصَرتَ بِالخي تينِ مِن أَسماءِ نارا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:12 AM
الجارُ أَبلانِيَ لا الجارَه بِحُسنِ وَجهٍ مُستَوي الدارَه
أَبيتُ مِن وَجدٍ بِهِ مُدنِفاً كَأَنَّما أُلسِعتُ جَرّارَه
كَفى بَلاءً حُبُّ مَن لا أَرى وَنَحنُ في حَيٍّ وَفي حارَه
أَنا الَّذي أَصلى بِنارِ الهَوى وَحدِيَ وَالعُشّاقُ نَظّارَه
قَلبِيَ لا يَعشَقُ حَتّى إِذا أَحَبَّ يَوماً جاءَ بِالكارَه
تَلَعَّبَ الحُبُّ بِقَلبي كَما تَلَعَّبَ السِنَّورُ بِالفارَه

عدنية حرة
08/09/2012, 10:13 AM
عَتَبَت عَلَيكَ مَحاسِنُ الخَمرِ أَم غَيَّرَتكَ نَوائِبُ الدَهرِ
فَصَرَفتَ وَجهَكَ عَن مُعَتَّقَةٍ تَفتَرُّ عَن دُرٍّ وَعَن شَذَرِ
يَسعى بِها ذو غُنَّةٍ غَنِجٌ مُتَكَحِّلُ اللَحَظاتِ بِالسِحرِ
وَنَسيتَ قَولَكَ حينَ تَمزِجُها فَتُريكَ مِثلَ كَواكِبِ النِسرِ
لا تَحسَبَنَّ عُقارَ خابِيَةٍ وَالهَمَّ يَجتَمِعانِ في صَدرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:13 AM
إِذا ما كُنتَ عِندَ قِيانِ موسى فَعِندَ اللَهِ فَاِحتَسِبِ السُرورا
خَنافِسُ خَلفَ عيدانٍ قُعودٌ يُطَوِّلُ قُربَها اليَومَ القَصيرا
إِذا غَنَّينَ صَوتاً كانَ مَوتاً وَهِجنَ بِهِ عَلَيكَ الزَمهَريرا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:16 AM
قَد سَلَّمَ الصَومُ عَلى الفِطرِ وَاِختَفَقَت أَلوِيَةُ السُكرِ
وَسَحَّبَ القَصفُ ذُيولَ الصِبا في عَسكَرِ العيدانِ وَالزَمرِ
وَاِستَمكَنَ الوَصلُ وَأَشياعُهُ مِن قَوَدِ الإِبعادِ وَالهَجرِ
فَلَيسَ يُلفى غَيرَ مُستَبشِرٍ لِعِلَّةِ الصَومِ إِلى الشُكرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:17 AM
قَد سَلَّمَ الصَومُ عَلى الفِطرِ وَاِختَفَقَت أَلوِيَةُ السُكرِ
وَسَحَّبَ القَصفُ ذُيولَ الصِبا في عَسكَرِ العيدانِ وَالزَمرِ
وَاِستَمكَنَ الوَصلُ وَأَشياعُهُ مِن قَوَدِ الإِبعادِ وَالهَجرِ
فَلَيسَ يُلفى غَيرَ مُستَبشِرٍ لِعِلَّةِ الصَومِ إِلى الشُكرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:17 AM
عُنيتُ بِمَركَبِ البِرذَونِ حَتّى أَضَرَّ الكيسَ إِغلاءُ الشَعيرِ
فَحُلتُ إِلى البِغالِ فَأَعوَزَتني فَحُلتُ مِنَ البِغالِ إِلى الحَميرِ
فَأَعيَتني الحَميرُ فَصِرتُ أَمشي أُزَجّي الرِجلَ كَالرَجُلِ الكَسيرِ
وَما بي وَالحَميدُ اللَهُ كَسرٌ وَلَكِن فَقدُ حُملانِ الأَميرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:18 AM
سَيَحبِسُني أَظُنُّ عَنِ المَسيرِ فُتوني بِاِبنِ مُسعِدَةِ الصَغيرِ
فَلا تَعذُل عَلَيهِ أَبا عَلِيٍّ فَإِنّي لَم أَلُمكَ عَلى الكَبيرِ
أَما وَجَلالِ مَن أَصفاكَ وُدّي وَأَكرَمَني بِمَعرِفَةِ الأَميرِ
لَئِن نَطَقَ اللِسانُ بِبَعضِ حُبّي لَأَعظَمُ مِنهُ ما لَكَ في الضَميرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:19 AM
دع الأمطارَ تعتور الديارا ودر عنها إلى ديرِ العذارى
وعَج عن نعتِ أروى أو لُبَيني بعبدِ يشوع فاعدل عن أوارى
بظبي كالهلال من النصارى محاسنهُ تزهّدُ في العذارى
تركتُ له الحسانَ الحورَ لمّا شغلتُ بحبّهِ قلبي فبارى
يقُلنَ وقد صرفتُ هواي عنها فهنّ لنبوَتي عنها حيارى
بأيّةِ حجّةٍ أم أيِّ رأي عدلتَ عن الحنيفِ إلى النصارى
فقلتُ لأنّ بُرصوماً نصيبي يرخّصُ في الفخار لهم جهارى
وكانَ نكاحُهنَّ يراهُ حوباً مخافةَ أن يناسلنَ الشرارا
يرى الأفخاذَ جنّةَ كل أيرٍ إذا ما قامَ ليلاً أو نهارا
قيامَ مؤذنٍ في يوم غيم يميناً ظلّ ينظرُ واليسارا
فإن عدمَ استراحَ براحتيهِ ولم يخشَ الأثامَ ولا الشنار
لذلك بولسٌ قد كان قدماً يرى نيكَ الورى أمراً كبارا
وقال ألا ترى الإنسانَ مهما تحرّكَ أيرهُ يوماً وثارا
ثناه عن عبادتهِ فقيسوا بما قد قلتُ واعتبروا اعتبارا
بعيسى لم يرق يوماً دماءً ولا عن غادةٍ كشفَ الإزارا
وبالبرهان فاعتبروا فما إن يرى مَن ساح في الدنيا وسارا
وحيداً ليس يصحبه رفيقٌ يبادله جهاراً أو سرارا
وفي الإفراد ألفي ذا اغتلام على بطّيخةٍ ينزو بدارا
يقولُ النيك كرّرهُ مراراً إلى أن صبَّ نطفتَهُ درارا
لذا عنكنّ ملتُ إلى النصارى إلى مَن لا يرى ذا النيكَ عارا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:19 AM
نَدامايَ طولَ الدَهرِ خُرسٌ عَنِ الخِنا وَعُميٌ عَنِ العَوراءِ نَزهٌ عَنِ الكِبرِ
إِذا نَزَفوا زِقّاً أَقَمتُ مَكانَهُ مِنَ الشاصِياتِ السودِ مَحزوزَةَ الظَهرِ
تُكِنُّ رَحيقاً مِن مُدامَةِ عانَةٍ إِذا هِيَ فاحَت أَجلَتِ الهَمَّ عَن صَدري
وَيُبدي لَنا مِن جَوفِها مَسُّ مَزجِها كَأَلسِنَةِ الحَيّاتِ تَبدو مِنَ الذُعرِ
لَدَينا أَباريقٌ كَأَنَّ رِقابَها رِقابُ كَراكِيٍّ نَظَرنَ إِلى صَقرِ
مُنَصَّبَةٌ قَد قَدَّمَتها سُقاتُنا وَريحانُنا شَمُّ الخُدودِ إِلى النَحرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:20 AM
مِنّي إِلى المُتَكَبِّر وَالشامِخِ المُتَجَبِّر
وَشاتِمي حينَ يَخلو وَلاعِني حينَ يَعثُر
رِلى المُعَرِّضِ بِالبُغ ضِ لي وَإِن لَم يُفَسِّر
فَإِن شَكَوتُ إِلَيهِ ما قَد جَرى مِنهُ أَنكَر
أَصابَ وِدَّكَ عَينٌ يا سَيِّدي فَتَغَيَّر
فَصِرتَ قائِدَ خُلفٍ تَسوقُ في الهَجرِ عَسكَر
فَإِن أَقُل قِف يَسِر أَو أَقُل تَقَدَّم تَأَخَّر
كَطالِبٍ مَثَلاً قي لَ خالِفِ القَومَ تُذكَر
إِن كَبَّرَ الناسُ غَنّى وَإِن تَغَنَّوا يَكبَر
خِلافُ أَكشَفَ ذي دا رَتَينِ في الناسِ أَعسَر
فَلَستُ أَنسى خِداعي لَهُ وَإِن كانَ يُنكِر
إِذ قُلتُ مِن أَينَ لِلعَي نِ يا فَدَيتُكَ أَصغَر
وَقُلتُ ما شَكَّ في ذا سِواكَ عَينِيَ أَكبَر
وَقُلتُ ما قُلتُ شَيئاً فَهاتِ حَتّى نُقَدِّر
حَتّى إِذا أَطبَقَ العَي نَ فَوقَ خَدّي لِيَنظُر
خَلَستُ قُبلَةَ ظَبيٍ قَد راحَ ماضِغُ سُكَّر
فَاِصفَرَّ مِن ذاكَ وَاِحمَر رَ لَونُهُ وَتَمَعَّر

عدنية حرة
08/09/2012, 10:20 AM
مَن يَزدَري الكَبشَ في الدُنيا وَيَحقِرُهُ فَإِنَّهُ رَأسُ أَهلِ النارِ في النارِ
المَرءُ يَضعُفُ عَن إِسخاطِ صاحِبِهِ وَالكَبشُ يَبلُغُ سُخطَ الخالِقِ الباري

عدنية حرة
08/09/2012, 10:21 AM
بَكَيتُ وَما أَبكي عَلى دِمَنٍ قَفرِ وَما بِيَ مِن عِشقٍ فَأَبكي مِنَ الهَجرِ
وَلَكِن حَديثٌ جاءَنا عَن نَبِيِّنا فَذاكَ الَّذي أَجرى دُموعي عَلى النَحرِ
بِتَحريمِ شُربِ الخَمرِ وَالنَهيُ جاءَنا فَلَمّا نَهى عَنها بَكيتُ عَلى الخَمرِ
فَأَشرَبُها صِرفاً وَأَعلَمُ أَنَّني أَعَزَّرُ فيها بِالثَمانينَ في ظَهري

عدنية حرة
08/09/2012, 10:23 AM
طَرِبتُ إِلى الصَنجِ وَالمِزهَرِ وَشُربِ المُدامَةِ بِالأَكبَرِ
وَأَلقَيتُ عَنّي ثِيابَ الهُدى وَخُضتُ بُحوراً مِنَ المِنكَرِ
وَأَقبَلتُ أَسحَبُ ذَيلَ المُجونِ وَأَمشي إِلى القَصفِ في مِئزَرِ
لَيالٍ أَروحُ عَلى أَدهَمٍ كُمَيتٍ وَأَغدو عَلى أَشقَرِ
خُيولٌ مِنَ الراحِ ما عُرِّيَت لِيَومِ رِهانٍ وَلَم تُضمَرِ
بَراقِعُها مِن سَحيقِ العَبيرِ وَمِن ياسَمينٍ وَسَيسَنبَرِ
ذَخائِرُ كِسرى لِأَولادِهِ وَغَرسُ كِرامِ بَني الأَصفَرِ
غَدا المُشتَرونَ عَلى أَهلِها فَقالوا أَتَيناكُمُ نَشتَري
خُيولاً لَكُم قَد أَتَت فُرَّهاً فَمِن بَينِ أَحوى إِلى أَحوَرِ
فَقالوا لَهُم إِنَّما خَيلُنا سُلافَةُ كَرمِ بَني قَيصَرِ
وَلا تَحمِلُ اللِبدَ لَكِنَّها خُيولٌ لِكُلِّ فَتىً أَزهَرِ
وَسيما إِذا أَنتَ باكَرتَها كَمِثلِ دَمِ الجَوفِ في الأَبهَرِ
مُشَعشَعَةٌ مِن بَناتِ الكُرو مِ سالَت نِطافاً وَلَم تُعصَرِ
عَقيلَةُ شَيخٍ مِنَ المُشرِكينَ أَتَتنا تَهادى مِنَ الكَوثَرِ
وَلَونانِ لَونٌ لَها أَصفَرٌ وَلَونٌ عَلى الماءِ كَالعُصفُرِ
لَو أَنَّ أَبا مَعشَرٍ ذاقَها لَخَرَّ صَريعاً أَبو مَعشَرِ
وَكَبَّرَ مِن طيبِها ساعَةً وَقالَ بِها ثُمَّ لَم يَصبِرِ
فَما بَرِحَ القَومُ حَتّى اِشتَرَوا وَمَن يَشتَرِ الراحَ لَم يَخسَرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:23 AM
لَئِن رَحتُ مُبيَضَّ الذَوائِبِ مِن شَعري وَأَبدَلَني دَهري غُرابِيَ بِالنِسرِ
فَيا رُبَّ خَمّارٍ طَرَقتُ بِسُحرَةٍ فَنَبَّهتُهُ وَالطَيرُ في كَنَفِ الوَكرِ
أَقُمنا بِهِ نُعطي البَطالَةَ حَقَّها إِذا لَم يَنَل لَذّاتِها الرَجُلُ المُثري
وَذي غَيَدٍ قَد صادَنا مِنهُ إِذ بَدا مَحاسِنُ ما بَينَ الجَبينِ إِلى النَحرِ
رَمَيناهُ بِالأَبصارِ مِن كُلِّ جانِبٍ فَراحَ وَقَد نِلناهُ بِالنَظَرِ الشَزرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:24 AM
ألا قل يلحي على حبِّ شاطر ويحكمُ في الأشياءِ حكماً بظاهرِ
أتجعلُ ذاتَ الحيضِ والطمثِ رحبةً تقول طوالَ الدهر لستُ بطاهرِ
إلى طاهرٍ من كل عيبٍ كأنّما تردّى على غصن من البان ناضرِ
له مقلتا خشفٍ وأصداغُ فتيةٍ ومشيةُ جبّارٍ وتكريهُ كافرِ
على مثل هذا أستعين بسبحةٍ وزيّ أخي نسكٍ وأثمار فاجر
وتعفيرِ وجهٍ بالتراب كأنني رسولٌ أتى من عند أهل المقابرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:24 AM
حَسبي جَوىً إِن ضاقَ بي أَمري ذِكري لِرَحمٍ وَهيَ لا تَدري
وَأَخافُ أَن أُبدي مَوَدَّتَها فَيَغارُ مَولاها وَيَستَشري
فَأَكونُ قَد سَبَّبتُ فُرقَتَنا وَحَطَطتُ مُجتَهِداً عَلى ظَهري
وَيَلومُني في حُبِّها نَفَرٌ خالونَ مِن شَجوي وَمِن ضُرّي
لَم يَعرِفوا حَقَّ الهَوى فَلَحوا لَو جَرَّبوهُ تَبَيَّنوا عُذري
إِنّي لَأَبغِضُ كُلَّ مُصطَبِرٍ عَن إِلفِهِ في الوَصلِ وَالهَجرِ
الصَبرُ يَحسُنُ في مَواضِعِهِ ما لِلفَتى المُشتاقِ وَالصَبرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:30 AM
قُل لِأَبي مالِكٍ فَتى مُضَرِ مَقالَ لا مُفحَمٍ وَلا حَصِرِ
جِئناكَ في مَيّتٍ تُكَفِّنُهُ لَيسَ مِنَ الجِنِّ لا وَلا البَشَرِ
لَكِنَّ مَيتاً عِظامُهُ خَزَفٌ وَاللَحمُ قارٌ وَالروحُ مِن عَكَرِ
لَيسَ لَنا ما بِهِ نُكَفِّنُهُ فَكَفِّنِ المَيتَ يا أَخا مُضَرِ
وَاِعجِل فَقَد ماتَ فَاِعلَمَنَّ ضُحىً وَنَحنُ مِن مَوتِهِ عَلى حَذَرِ
يا لَكَ مَيتاً صَلاةُ شيعَتِهِ عَزفٌ عَلَيهِ وَالنَقرُ بِالوَتَرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:33 AM
غدوتُ على خمر ورحتُ إلى خمرِ وأقبلتُ من سُكرٍ أميلُ إلى سكرِ
ولم أرَ مثلي لا تزال ركابهُ على سفرٍ من غير برّ ولا بحرِ
إليّ فلم يكبُ إذا ما حملتهُ على بطنِ قرطاسٍ ويعنقُ في الظهر
ولستُ له حتى المماتِ بسائمٍ وإن هو أزرى بالمروءةِ والوفرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:33 AM
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في اِعتِكارِهِ بِأَغضَفٍ يَموجُ في شِوارِهِ
مُؤَدَّبٍ ما يُصطَلى بِنارِهِ كَالوَتَرِ المُخضَرِّ في إِمرارِهِ
أَشرَفَ مَتناهُ عَلى فِقارِهِ يَسبِقُ مَرَّ الريحِ في إِحضارِهِ
في حِسِّ جِنّيٍّ عَلى إِصرارِهِ سِمعُ فَلاةٍ غَيرَ ما اِقشِعرارِهِ
لا يُمهِلُ الظَبيَ عَلى أَقدارِهِ حَتّى يُرى بَينَ شَبا أَظفارِهِ
قَبلَ رُجوعِ الطَرفِ عَن إِمرارِهِ مَحَلُّهُ مِن يَمَنٍ وَدارِهِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:33 AM
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد صَرَفتُ مَطِيُّهُم إِلى بَيتِ خَمّارٍ نَزَلنا بِهِ ظُهرا
فَلَمّا حَكى الزُنّارُ أَن لَيسَ مُسلِماً ظَنَنّا بِهِ خَيراً فَظَنَّ بِنا شَرّا
فَقُلنا عَلى دينِ المَسيحِ بنِ مَريَمٍ فَأَعرَضَ مُزوَرّاً وَقالَ لَنا هُجرا
وَلَكِن يَهودِيٌّ يُحِبُّكَ ظاهِراً وَيَضمِرُ في المَكنونِ مِنهُ لَكَ الخَترا
فَقُلنا لَهُ ما الإِسمُ قالَ سَمَوأَلٌ عَلى أَنَّني أُكنى بِعَمرٍ وَلا عَمرا
وَما شَرَّفَتني كُنيَةٌ عَرَبِيَّةٌ وَلا أَكسَبَتني لا سَناءً وَلا فَخرا
وَلَكِنَّها خَفَّت وَقَلَّت حُروفُها وَلَيسَت كَأُخرى إِنَّما خُلِقَت وَقرا
فَقُلنا لَهُ عُجباً بِظَرفِ لِسانِهِ أَجَدتَ أَبا عَمرٍ فَجَوِّد لَنا الخَمرا
فَأَدبَرَ كَالمُزوَرِّ يُقسِمُ طَرفَهُ لِأَرجُلِنا شَطراً وَأَوجُهِنا شَطرا
وَقالَ لَعَمري لَو أَحَطتُم بِأَمرِنا لَلُمناكُمُ لَكِن سَنوسِعُكُم عَذرا
فَجاءَ بِها زَيتِيَّةً ذَهَبِيَّةً فَلَم نَستَطِع دونَ السُجودِ لَها صَبرا
خَرَجنا عَلى أَنَّ المَقامَ ثَلاثَةٌ فَطابَت لَنا حَتّى أَقَمنا بِها شَهرا
عِصابَةُ سوءٍ لا يَرى الدَهرُ مِثلُهُم وَإِن كُنتُ مِنهُم لا بَريئاً وَلا صِفرا
إِذا ما دَنا وَقتُ الصَلاةِ رَأَيتَهُم يَحُثّونَها حَتّى تَفوتَهُمُ سُكرا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:34 AM
تَداوَ مِنَ الصَغيرَةِ بِالكَبيرِ وَخُذها مِن يَدَي ساقٍ غَريرِ
وَدَعني مِن بُكائِكَ في عِراصٍ وَفي أَطلالِ مَنزِلَةٍ وَدورِ
وَلا تَشرَب بِلا طَرَبٍ وَلَهوٍ فَإِنَّ الخَيلَ تَشرَبُ بِالصَفيرِ
فَلَيسَ الشُربُ إِلّا بِالمَلاهي وَفي الحَرَكاتِ مِن بَمٍّ وَزيرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:34 AM
قَد أَصبَحَ المُلكُ بِالمُنى ظَفِرا كَأَنَّما كانَ عاشِقاً قَدِرا
قيدَ بِأَشطانِهِ إِلى مَلِكٍ ما عَشِقَ المُلكُ قَبلَهُ بَشَرا
حَسبُكَ وَجهُ الأَمينِ مِن قَمَرٍ إِذا طَوى اللَيلُ دونَكَ القَمَرا
خَليفَةٌ يَعتَني بِأُمَّتِهِ وَإِن أَتَتهُ ذُنوبُها غَفَرا
حَتّى لَوِ اِستَطاعَ مِن تَحَنُّنِهِ دافَعَ عَنها القَضاءَ وَالقَدَرا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:35 AM
لَم يَبقَ لي في غَيرِها لَذَّةٌ
كَرخِيَّةٌ في الكَأسِ كَالنارِ
نَكهَتُها أَطيَبُ مِن فارَةٍ
مَملوءَةٍ مِسكاً لِعَطّارِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:36 AM
طَوى المَوتُ مابَيني وَبَينَ مُحَمَّدٍ وَلَيسَ لِما تَطوي المَنِيَّةُ ناشِرُ
فَلا وَصلَ إِلّا عَبرَةً تَستَديمُها أَحاديثُ نَفسٍ مالَها الدَهرَ ذاكِرُ
وَكُنتُ عَلَيهِ أَحذَرُ المَوتَ وَحدَهُ فَلَم يَبقَ لي شَيءٌ عَلَيهِ أُحاذِرُ
لَئِن عَمَرَت دورٌ بِمَن لا أَوَدَّهُ فَقَد عَمَرَت مِمَّن أُحِبُّ المَقابِرُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:39 AM
إِنّي أَتَيتُكُمُ مِنَ القَبرِ وَالناسُ مُحتَبِسونَ لِلحَشرِ
لَولا أَبو العَبّاسِ ما نَظَرَت عَيني إِلى وَلَدٍ وَلا وَفرِ
اللَهُ أَلبَسَني بِهِ نِعَماً شَغَلَت جَسامَتُها يَدي شُكري
لُقِّنتُها مِن مُفهِمٍ فَهِمٍ فَعَقَدتُها بِأَنامِلٍ عَشرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:39 AM
صاحِ ما لي وَلِلرُسومِ القِفارِ وَلِنَعتِ المَطِيِّ وَالأَكوارِ
شَغَلَتني المُدامُ وَالقَصفُ عَنها وَقِراعُ الطُنبورِ وَالأَوتارِ
وَاِستِماعي الغِناءَ مِن كُلِّ خَودٍ ذاتِ دَلٍّ بِطَرفِها السَحّارِ
فَدَعوني فَذاكَ أَشهى وَأَحلى مِن سُؤالِ التُرابِ وَالأَحجارِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:39 AM
أَنا وَاللَهِ مُشتاقٌ إِلى الحيرَةِ وَالخَمرِ
وَأَصواتِ النَواقيسِ عَلى الزيراتِ بِالفَجرِ
وَمُشتاقٍ إِلى الحانا تِ يَومَ الذَبحِ وَالنَحرِ
وَمُفنٍ في طِلابِ المُر دِ وَالخَمرِ مَعاً وَفري
أَما وَاللَهِ لَو تَسمَ عُ ما قُلتُ مِنَ الشِعرِ
لَآيَستَ مِنِ فلاحي يَقيناً آخِرَ العُمرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:40 AM
أَعِدَن يا مُحَمَّدَ اِبنَ زُهَيرِ يا عَذابَ اللُصوصِ وَالشُطّارِ
يَسرِقُ السارِقونَ لَيلاً وَهَذا يَسرِقُ الناسَ جَهرَةً بِالنَهارِ
صارَ شِعري قَطيعَةً لِخِيارٍ لِم لِماذا لِقِلَّةِ الأَشعارِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:40 AM
أَمِنكَ لِلمَكتومِ إِظهارُ أَم مِنكَ تَغبيبٌ وَإِنكارُ
أَحَلَّ بِالفُرقَةِ لَومي وَما بانَ الأُلى أَهوى وَلا ساروا
لا لِأَن تُقلِعَ عَن قَولِها مِكثارَةٌ فينا وَمِكثارُ
يا ذا الَّذي أُبعِدُهُ لِلَّذي أَسمَعُ فيهِ وَهُوَ الجارُ
واحِدَةٌ أُعطيكَ فيها العَشا إِن قُلتَ إِنّي عَنكَ صَبّارُ
وَثانِياً إِن قُلتَ إِنّي الَّذي أَسلاكَ إِن شَطَّت بِكَ الدارُ
وَاِسمٍ عَلَيهِ جُنَنٌ لِلهَوى وَضَمُّهُ لِلوَردِ دُوّارُ
أَضحَكتُ عَنهُ سِنَّ كِتمانِهِ وَكانَ مِن شَأنِيَ إِشهارُ
وَجَنَّةٍ لُقِّبَتِ المُنتَهى ثُمَّ اِسمُها في العَجمِ جُلّارُ
سُنِّمَ في جَنّاتِ عَدنٍ لَها مِن قُضُبِ العِقيانِ أَنهارُ
وَفِتيَةٍ ما مِثلُهُم فِتيَةٌ كُلُّهُمُ لِلقَصفِ مُختارُ
مِن كُلِّ مَحضِ الجَدِّ لَم يَضطَمِم جَيباً لَهُ مُذ كانَ أَزرارُ
يَلقَونَ في القُرّاءِ أَمثالَهُم زِيّاً وَفي الشُطّارِ شُطّارُ
نادَمتُهُم يَوماً فَلَمّا دَجا لَيلٌ وَصاروا في الَّذي صاروا
قُمتُ إِلى مَبرَكِ عيدِيَّةٍ فَاِنتَخَبوا الفُرَّهَ وَاِختاروا
وَتَحتَ رَحلي طَيِّعٌ مَيلَعٌ أَدمَجَها طَيٌّ وَإِضمارُ
كَأَنَّما بَرَّزَ مِن حَبلِها تَحتَ مَحاني الرَحلِ أَسوارُ
لا وَالَّذي وافى لِرِضوانِهِ سارونَ حُجّاجٌ وَعُمّارُ
ما عَدَلَ العَبّاسُ في جودِهِ رامٍ بِدَفّاعَيهِ تَيّارُ
وَلا دَلوحٌ أَلِفَتهُ الصَبا لَدنٌ عَلى المَلمَسِ خَوّارُ
حَتّى غَدا أَوطَفَ ما إِن لَهُ دونَ اِعتِناقِ الأَرضِ إِقصارُ
يا اِبنَ أَبي العَبّاسِ أَنتَ الَّذي سَمائُهُ بِالجودِ مِدرارُ
أَتَتكَ أَشعاري فَأَذرَيتَها وَفيكَ أَشعارٌ وَأَشعارُ
يَرجو وَيَخشى حالَتَيكَ الوَرى كَأَنَّكَ الجَنَّةُ وَالنارُ
تَقَيَّلا مِنكَ أَباكَ الَّذي جَرَت لَهُ في الخَيرِ آثارُ
الراكِبُ الأَمرِ تَعايَت بِهِ أَقياسُ أَقوامٍ وَأَقدارُ
كَأَنَّهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ أَخلَصَهُ الصَيقَلُ بَتّارُ
حِفظُ وَصايا عَن أَبٍ لَم تَشُب مَعروفَهُ في الناسِ أَكدارُ
كَأَنَّ رَبعاً كَاِسمِهِ جادَهُ مُنفَهِقُ الأَرجاءِ مِهمارُ
يَسقيهِ ما غَرَّدَ ذي عُلطَةٍ في فَنَنِ العِبرِيِّ هَدّارُ
مِن عِصَمِ الناسِ وَقَد أَسنَتوا وَمِن هُدى الناسِ وَقَد حاروا
قَومٌ كَأَنَّ المُزنَ مَعروفُهُم يُنميهُمُ في المَجدِ أَخطارُ
حَلّوا كَداءً أَبطَحَيها فَما وارَت مِنَ الكَعبَةِ أَستارُ
لَيسوا بِجانينَ عَلى ناظِرٍ شَوبانِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
كَأَنَّما أَوجُهُهُم رِقَّةً لَها مِنَ اللُؤلُؤِ أَبشارُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:41 AM
حَيِّ رَبعَ الغِنى وَأَطلالَ حُسنِ ال حالِ أَقوَينَ مِن زَمانٍ وَدَهرِ
جادَها وابِلٌ مُلِثُّ مِنَ الإِف لاسِ تَمريهِ ريحُ بُؤسٍ وُضَرِّ
ثاوِياتٌ ما بَينَ دارٍ لَقيطٍ ما يُزايِلنَها فَكُتّابُ بَحرِ
فَحِذاءَ الصَبّاغِ مِن دارِ تيجا تَ إِلى الجَدوَلِ الَّذي لَيسَ يَجري
تَرتَعي عُفرُ شِدَّةَ الحالِ فيها وَظِبا فاقَةٍ وَظُلمانُ فَقرِ
لَم يَزُر مِن سُكّانِها حادِثُ الأَي يامِ إِلّا فَتىً أُعينَ بِصَبرِ
جَوفَ بَيتٍ مِنها خَواءٍ خَرابٍ ذَهَبَ السَيلُ مِنهُ شَطراً بِشَطرِ
عَدِمَ المُؤنِسينَ غَيرَ كَراري سَ يُسَلّينَ هَمَّهُ في قِمَطرِ
وَجُزازٍ فيها الغَريبُ إِذا جا عَ قَراها فَمالَ بَطناً لِظَهرِ
ثُمَّ والى بَينَ الجُشاءِ كَأَن قَد بَلَغَ الشِبعَ مِن قَلِيَّةِ جُزرِ
وَالرُقاشيُّ مِن تَكَرُّمِهِ تَج زَءُ أَمعائُهُ بِإِنشادِ شِعرِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:42 AM
قولا لِإِبراهيمَ قَولاً هِترا غَلَبتَني زَندَقَةً وَكُفرا
إِن قُلتَ ما تَترُكُ قالَ بِرّا أَو قُلتَ ما تَرهَبُ قالَ بَحرا
أَو قُلتَ ما تَقولُ قالَ شَرّا أَصلاهُ رَبّي لَهَباً وَجَمرا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:42 AM
إِذا أَجرى أَمينُ اللَ هِ في الحَلبَةِ أَفراسا
أَقَمنا حَلبَةَ اللَهوِ فَأَجرَينا بِها الكاسا
وَأَنشَأنا بِها مِن طُ رَفِ الرَيحانِ أَجناسا
بِمَيدانٍ جَعَلنا خَي لَهُ طاساً وَأَكواسا
وَصَيَّرنا عَلى السَبَقِ مَكانَ القَصَبِ الآسا
وَمُجريهِنَّ ساقٍ يَب عَثُ الإِبريقَ وَالطاسا
نَراهُ قَمَراً يَجلو ال دُجى قَد فَتَنَ الناسا
يُحاكي الصَنَمَ المَعبو دَ وَالغُصنَ إِذا ماسا
وَإِن جاذَبتَهُ نامَ وَإِن هازَلتَهُ باسا
فَلَمّا وَدَّجَ الدَنَّ وَسالَت خَمرُهُ راسا
بَكى وَاِنتَحَبَ العودُ وَأَبدى الدُفَّ وَسواسا
وَقامَ النايُ يَشكو بَث ثَ ما لاقى وَما قاسى
وَصاحَ الصَنجُ حَتّى أَخ رَسَ النُدمانَ إِخراسا
فَقُل لي يا أَبا عيسى بِحَقّي هَل تَرى باسا
شَبابٌ خَلَعوا عَن فَت كِهِم عُذراً وَأَمراسا
جَرَوا في حَلبَةِ اللَذّا تِ حَتّى سَبَقوا الناسا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:44 AM
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ الطِماسِ عَفاهُ كُلُّ أَسحَمَ ذي اِرتِجاسِ
وَذاري التُربِ مِرتَكِمٌ حَصاهُ نَسيجُ المَيثِ مِعنَقَةُ الدَهاسِ
سِوى سُفعٍ أَعارَتها اللَيالي سَوادَ اللَيلِ مِن بَعدِ اِغبِساسِ
وَأَورَقَ حالِفَ المَثواةِ هابٍ كَضاوِيِّ الفِراخِ مِنَ الهُلاسِ
مَنازِلُ مِن عُفَيرَةَ أَو سُلَيمى أَوِ الدَهماءِ أُختِ بَني الحِماسِ
كَأَنَّ مَعاقِدَ الأَوضاحِ مِنها بِجيدِ أَغَنَّ نُوِّمَ في الكِناسِ
وَتَبسِمُ عَن أَغَرَّ كَأَنَّ فيهِ مُجاجَ سُلافَةٍ مِن بَيتِ راسِ
فَمَن ذا مُبلِغٌ عَمرواً رَسولاً فَقَد ذَكَّرتَ وُدَّكَ غَيرَ ناسِ
فَلَم أَهجُركَ هَجرَ قِلىً وَلَكِن نَوائِبُ لا نَزالُ لَها نُقاسي
نَوائِبُ تَعجَزُ الأُدَباءُ عَنها وَيَعيا دونَها اللَقِنُ النِطاسي
وَقَد نافَحتُ عَن أَحسابِ قَومٍ هُمُ وَرِثوا مَكارِمَ ذي نُواسِ
فَإِن تَكُ أوقِدَت لِلحَربِ نارٌ فَما غَطَّيتُ خَوفَ الحَربِ راسي
سَأُبلي خَيرَ ما أَبلى مُحامٍ إِذا ما النَبلُ أُلجِمَ بِالقِياسِ
وَسَمتُ الوائِلينَ بِفاقِراتٍ بِهِنَّ وَسَمتُ رَهطَ أَبي فِراسِ
وَما أَبقَيتُ مِن عَيلانَ إِلّا كَما أَبقى مِنَ البَظرِ المَواسي
وَقالَت كاهِلٌ وَبَنو قُعَينٍ حَنانَكَ إِنَّنا لَسنا بِناسِ
فَما بالُ النِعاجِ ثَغَت بِشَتمي وَفي زَمعاتِهِنَّ دَمُ الغِراسِ
وَما حامَت عَنِ الأَحسابِ إِلّا لِتَرفَعَ ذِكرَها بِأَبي نُواسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:45 AM
نَبِّه نَديمَكَ قَد نَعِس يَسقيكَ كَأساً في الغَلَس
صِرفاً كَأَنَّ شُعاعَها في كَفِّ شارِبِها قَبَس
مِمّا تَخَيَّرَ كَرمَها كِسرى بِعانَةَ وَاِغتَرَس
تَدَعُ الفَتى وَكَأَنَّما بِلِسانِهِ مِنها خَرَس
يُدعى فَيَرفَعُ رَأسَهُ فَإِذا اِستَقَلَّ بِهِ نَكَس
يَسقيكَها ذو قُرطَقٍ يُلهي وَيُعجِلُ مِن حَبَس
خَنِثُ الجُفونِ كَأَنَّهُ ظَبيُ الرِياضِ إِذا نَعِس
أَضحى الإِمامُ مُحَمَّدٌ لِلدينِ نوراً يُقتَبَس
وَرِثَ الخِلافَةَ خَمسَةً وَبِخَيرِ سادِسِهِم سَدَس
تَبكي البُدورُ لِضِحكِهِ وَالسَيفُ يَضحَكُ إِن عَبَس

عدنية حرة
08/09/2012, 10:46 AM
يا عاذِلي بِمَلامٍ مُرَّ بِالياسِ فَلَستُ أُقلِعُ عَن رَيحانَةِ الكاسِ
تَباعَدَ العَذلُ عَن قَلبي عَلى ثِقَةٍ كَما تَباعَدَ بَينَ الوَردِ وَالآسِ
إِنَّ المِزاجَ لَها إِلفٌ يُعانِقُها وَفيهِ طَعمٌ يُحاكي قُبلَةَ الحاسي
فَاِشرَب نَديمي عَلى العَينَينِ وَالراسِ كَذاكَ وَاِستَفتِحِ اللَذّاتِ بِالكاسِ
وَغَنِّني قَد أَجابَ العودُ شائِقَهُ وَحَرَّكَ النايُ مِنّي بَعضَ وَسواسي
يا موقِدَ النارِ قَد أَعيَت قَوادِحُهُ اِقبِس إِذا شِئتَ مِن قَلبي بِمِقباسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:46 AM
إِنَّ البَرامِكَةَ الَّذينَ تَعَلَّموا فِعلَ المُلوكِ فَعَلَّموهُ الناسا
كانوا إِذا غَرَسوا سَقَوا وَإِذا بَنَوا لَم يَهدِموا لِبِنائِهِم آساسا
وَإِذا هُمُ صَنَعوا الصَنيعَةَ في الوَرى جَعَلوا لَها طولَ البَقاءِ لِباسا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:49 AM
اِربَع عَلى الطَلَلِ الَّذي اِنتَسَفَت مِنهُ المَعالِمُ أَنجُمَ النَحسِ
وَاِستَوطَنَتهُ العُفرُ قاطِنَةً وَلَقَد يَكونُ مَرابِعَ الإِنسِ
لَعِبَت بِهِ ريحٌ يَمانِيَةٌ وَحَواصِبٌ تَرَكَتهُ كَالطَرسِ
فَلَئِن عَفا وَعَفَت مَعالِمُهُ فَلَقَد خَضَعتُ وَكُنتُ ذا نَفسِ
وَحَلَلتُ عَقدَ هَوايَ مُقتَصِراً لِصَبوحِ موفِيَةٍ عَلى الشَمسِ
صَفراءَ سِلكُ جُمانِ لُؤلُؤُها أَلِفاتُ كاتِبِ سَيِّدِ الفُرسِ
تَرمي الحَبابَ بِمِثلِهِ صُعُداً دَقَّت مَسالِكُها عَنِ النَحسِ
وَكَأَنَّما هِيَ حينَ تُبرِزُها لِلشارِبينَ عُصارَةُ الوَرسِ
وَإِذا تُرامُ تَفوتُ لامِسَها مِثلَ الهَباءِ يَفوتُ بِاللَمسِ
وَمُوَحَّدٍ في الحُسنِ جَلَّلَهُ بِرِدائِهِ ذو الطولِ وَالقُدسِ
إِن شِئتَ قُلتَ خَريدَةٌ جُلِيَت لِلشَربِ يَومَ صَبيحَةِ العُرسِ
وَأُعيذُهُ مِن أَن يَكونَ لَهُ ما تَحتَ مِئزَرِها مِنَ الرَجسِ
غَنّى عَلى طَرَبٍ يُرَجِّعُهُ لِيَحُثَّ كَأسَ مُعاوِدِ الحَبسِ
يا خَيرَ مَن وَخَدَت بِأَرحُلِهِ نُجبُ الرِكابِ بِمَهمَهٍ حَلسِ
فَثَنى عَلَيهِ لَواحِظاً نَطَقَت مِنهُ بِمِثلِ نَواطِقِ المَسِّ
وَثَنى يُغَنِّنا مُعارِضَهُ لِمَنِ الدِيارُ بِجانِبَي لَجسِ
فَلَوَ اِنَّ قَسّاً كانَ حاضِرَهُ لَصَبَت إِلَيهِ عِبادَةُ القَسِّ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:51 AM
نَفَسُ المُدامَةِ أَطيَبُ الأَنفاسِ أَهلاً بِمَن يَحميهِ عَن أَنجاسِ
فَإِذا خَلَوتَ بِشُربِها في مَجلِسٍ فَاِكفُف لِسانَكَ عَن عُيوبِ الناسِ
في الكَأسِ مَشغَلَةٌ وَفي لَذّاتِها فَاِجعَل حَديثَكَ كُلَّهُ في الكاسِ
صَفوُ التَعاشُرِ في مُجانَبَةِ الأَذى وَعَلى اللَبيبِ تَخَيُّرُ الجُلّاسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:51 AM
بِكَ أَستَجيرُ مِنَ الرَدى وَأَعوذُ مِن سَطَواتِ باسِك
وَحَياةِ رَأسِكَ لا أَعو دُ لِمِثلِها وَحَياةِ راسِك
مَن ذا يَكونُ أَبا نُوا سِكَ إِن قَتَلتَ أَبا نُواسِك

عدنية حرة
08/09/2012, 10:51 AM
أشهى على النفس من عدو الكلاب عل أرانب الصيد من رمي ببرجاسِ
الشربُ في مجلسٍ خُفّت جوانبُه بالنرجس الغضّ والنسرين والآسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:52 AM
قُل لِمَن يَبكي عَلى رَسمٍ دَرَس واقِفاً ما ضَرَّ لَو كانَ جَلَس
اِترُكِ الرَبعَ وَسَلمى جانِباً وَاِصطَبِح كَرخِيَّةً مِثلَ القَبَس
بِنتُ دَهرٍ هُجِرَت في دَنِّها وَرَمَت كُلَّ قَذاةٍ وَدَنَس
كَدَمِ الجَوفِ إِذا ما ذاقَها شارِبٌ قَطَّبَ مِنها وَعَبَس

عدنية حرة
08/09/2012, 10:52 AM
قُل لِبَني الأَشعَثِ لَن تُصلِحوا بِاللَومِ عِندي أَمرَ عَبّاسِ
حَتّى تَرُدُّهُ إِلى رَبِّهِ يَطبَعُهُ خَلقاً مِنَ الراسِ
أَلومُ عَبّاساً عَلى بُخلِهِ كَأَنَّ عَبّاساً مِنَ الناسِ
وَإِنَّما العَبّاسُ في قَومِهِ كَالثومِ بَينَ الوَردِ وَالآسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:54 AM
أَتُراهُ يَدِقُّ عَن كُلِّ لَمسٍ لُطفُ جِسمانِكَ المُكَوَّنِ نورا
ما رَأَينا مِثالَ وَجهِكَ مَوجو داً وَلا مُشبِهاً لَهُ تَصويرا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:54 AM
قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا وَاِنحَرَفَ العُصفورُ أَن يَنقِرا
غَيَّبتُ بِالتُربِ عَلَيهِ لَهُ بِالمُستَوى خَشيَةَ أَن يَنفِرا
كَما رَأى التُربَ رَأى جُثوَةً مائِلَةَ الشَخصِ فَما اِستَنكَرا
حَتّى إِذا أَشرَفَها موفِياً وَعايَنَ الحَبَّ لَهُ مُظهَرا
خاطَبَهُ مِن نَفسِهِ زاجِرٌ قَد كُنتُ لا أَرهَبُ أَن يَزجُرا
فَأَعمَلَ الفِكرَ قَليلاً فَلا يَقتُلُهُ الرَحمَنُ ما فَكَّرا
فَاِحتَرَبَت لا وَنَعَم ساعَةً ثُمَّ اِنجَلى جُندُ نَعَم مُدبِرا
فَضَمَّ كَشحَيهِ إِلى جُؤجُؤٍ كانَ إِذا اِستَنجَدَهُ شَمَّرا
فَلَم يَرُعني غَيرُ تَدويمِهِ آمِنَ ما كُنتُ لَهُ مُضمِرا

عدنية حرة
08/09/2012, 10:55 AM
اِعزِم عَلى سَلوَةٍ إِلّا عَنِ الكاسِ وَدَع سِواها مِنَ اللَذّاتِ لِلناسِ
فَالعَيشُ في مَجلِسٍ حُفَّت جَوانِبُهُ بِالنَرجِسِ الغَضِّ وَالنِسرينِ وَالآسِ
أَشهى إِلى النَفسِ مِن عَدوِ الكِلابِ عَلى أَرانِبِ الصَيدِ أَو مِن رَميِ بُرجاسِ
لا سِيَّما إِن أُديرَت مِن مُقَرطَقَةٍ أَو مُرهَفٍ كَقَضيبِ البانِ مَيّاسِ
إِطراقُهُ مَطمَعٌ وَالوَصلُ مُمتَنِعٌ فَأَنتَ مِنهُ عَلى الأَطماعِ وَالياسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:56 AM
قالوا نَزَعتَ وَلَمّا يَعلَموا وَطَري في كُلِّ أَغيَدَ ساجي الطَرفِ مَيّاسِ
كَيفَ النُزوعُ وَقَلبي قَد تَقَسَّمَهُ لَحظُ العُيونِ وَلَونُ الراحِ في الكاسِ
إِذا نَزَعتُ إِلى رُشدٍ تَكَنَّفَني رَأيانِ قَد شَغَلا يُسري وَإِفلاسي
فَاليُسرُ في القَصفِ لِلأَيّامِ مُبتَذَلٌ وَالعُسرُ في وَصلِ مَن أَهوى مِنَ الناسِ
لا خَيرَ في العَيشِ إِلّا بِالمُدامِ مَعَ ال أَكفاءِ في الوَردِ وَالخيرِيِّ وَالآسِ
وَمُسمِعٍ يَتَغَنّى وَالكُؤوسُ لَها حَثٌّ عَلَينا بِأَخماسٍ وَأَسداسِ
يا مورِيَ الزَندِ قَد أَعيَت قَوادِحُهُ اِقبِس إِذا شِئتَ مِن قَلبي بِمِقباسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:57 AM
خَلِعتُ وَلَيسَ يَملِكُ رَدَّ راسي وَلا يُدني بِإِطماعٍ وَياسِ
بُليتُ مِنَ الشَقاءِ بِسامِرِيٍّ يُعامِلُني الغَداةَ بِلا مَساسِ
يَرى حَرَجاً عَلَيهِ مَسَّ ثَوبي وَأَن أُسقى وَإِيّاهُ بِكاسِ
وَأَقسَمَ لا يُكَلِّمُني ثَلاثاً بِعِدَّتِهِنَّ إِلّا وَهوَ ناسِ
فَمَن ذا يُبلِغُ الحَلّافَ عَنّي يَقولُ لَهُ فِداكَ أَبو نُواسِ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:57 AM
رأيتُ لقوسِ زنبورٍ سهاماً مثقّفةٍ الأغِرّةِ ما تطيشُ
سهامٌ لا يُمدّ لها عُراءٌ ولم يُشدَد لها عَقَبٌ وريشُ
يباكرُ جَيبهُ فيصيدُ منهُ ولا يبغي عليه مَن يحوشُ
ولا ينحي الصَوايةَ أن يراها تُضاءُ لها ولا دررٌ جحيشُ
يزرُّ رعالها بالسنّ زرّاً ولا تشقى بغدوتهِ الوحوشُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:57 AM
قُل للذي إن قُلتَ مَن يا فتى أبِن لنا قال ابنُ عمّارَه
أنتَ الذي جبينُكَ البدرُ للتمِّ وفي ثوبِكَ جُمّاره
يُنزلُ مَن صافحتَهُ لذّة للينِ كفّيكَ وللشّارَه
وإن تولّي ذاهباً تضطرب خلفكَ مثل الدعصِ مَرمارَه
فكيف لُقّبتَ وفيكَ الذي فيكَ من الطيبِ بذُكّارَه
فذاكَ ما أزرى بهِ عندهم وآفةٌ أخرى هي الكارَه
هنا اغتفرنا لهمُ قيلهم تلقيبهم إيّاك صبّاره
فقلتَ هذا استي ولم تحتشم ميمتُها واسعةُ الداره
يا هولي شبّبت معناهما جارَين في دارٍ وفي حارَه
تبارك اللَهُ وسبحانَه ما أبعد الجارَ من الجارَه

عدنية حرة
08/09/2012, 10:59 AM
أُهدي الثَناءَ إِلى الأَمينِ مُحَمَّدٍ ما بَعدَهُ لِتِجارَةٍ مُتَرَبَّصُ
صَدَقَ الثَناءُ عَلى الأَمينِ مُحَمَّدٍ وَمِنَ الثَناءِ تَكَذُّبٌ وَتَخَرُّصُ
قَد يَنقُصُ القَمَرُ المُنيرُ إِذا اِستَوى وَبَهاءُ وَجهِ مُحَمَّدٍ لا يَنقُصُ
وَإِذا بَنو العَبّاسِ عُدَّ حَصاهُمُ فَمُحَمَّدٌ ياقوتُها المُستَخلَصُ

عدنية حرة
08/09/2012, 10:59 AM
تأهّب يومَ فطرِكَ للمعاصي وخذ شوّالَ ويحكَ بالقصاصِ
وصل أيامَهُ بالليل حتى ترى الستينَ ليس بذي انتفاص
ورأسُ الأمرِ في إحرازِ ظبي تقلّبهُ وتدفعُ في المعاصي
فهذا اللهوُ لا لهوٌ بيومٍ عبوسٍ فيه يُؤخذُ بالنواصي

عدنية حرة
08/09/2012, 11:04 AM
وَفي الديوانِ غُزلانٌ رَمَت أَعيُنها مَرضى
رَبيباتُ قُصورِ الخُل دِ ما إِن تَعرِفُ الغُمضا
وَلا اِعتَدنَ لعَمرُ اللَ هِ في الدَوِّيَّةِ الرَبضا
وَلا جانَبنَ مُذ كُنَّ نَعيمَ العَيشِ وَالخَفضا
وَيَردُدنَ عُرى الأَمرِ إِلى أَحوَرَ مُستَقضى
إِمامٍ ظالِمٍ فَظٍّ فَما قالَ بِهِ يُرضى
إِذا ما أَوتَرَ الموتِ رُ مِنهُم عَجَّلَ النَبضا
وَإِن أَقرَضَ ذا هَذا نَوالاً عَجَّلَ النَقضا
وَلَولا كانَتِ الحيتا نُ يَأكُلُ بَعضُها بَعضا
إِذَن قَد مَلَأَت بِالكُث رِ يا مُسلِمَةُ الأَرضا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:04 AM
إذا ولجَ البعيرُ فروغ صبري عن الصهباء في سُمّ الخياط
فإن رابطتَ في ثغرٍ فدعني يكون ببيتِ خمّارٍ رباطي
وحجَ إذا أردتَ فإنّ حجّي إلى شُربِ المدامةِ بالبواطي
مشعشعةٌ تزيل الهمّ عنّي وتحيي بعد مُنكسري نشاطي
غنينا بالمدامةِ عن سواها وعن نيكِ الزواني باللواطِ
غدير الفاتكِ العيّارِ مثلي يغمّي حيث تشرب بالبواطي
يعاطينا الزجاجةَ أريحيّ رخيم الدلّ بوركَ من معاطي
أقولُ له على طربٍ ألطني ولو بمؤاجرٍ علِج نباطي
فإن الخمرَ ليس تطيب إلّا على وضَرِ الجنابةِ واللواط
وقل للخمس آخر ملتقانا إذا ما كان ذاك على الصراطِ
فإنّي قد جعلتُ الحجّ عمّي وفي قُطربلٍ أبداً رباطي

عدنية حرة
08/09/2012, 11:05 AM
أشهى من الحلبة والركضِ إليّ شمُّ النرجسِ الغضّ
ومدُّ كفٍّ نحو تفّاحة مجروحةِ الخدّينِ بالعضِّ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:05 AM
أَنا أَبصَرتُ صاحِ الشَم سَ تَمشي لَيلَةَ الجُمعَه
فَماجَ الناسُ في الناسِ وَظَنّوا أَنَّها الرَجعَه
إِلى اللَهِ وَقالوا الحَش رُ لَمّا عايَنوا بِدعَه
إِذِ الشَمسُ تُرى لَيلاً وَحينَ الناسُ في خَشعَه
وَماجوا أَن رَأَوا شَمساً بِلَيلٍ يا لَها فَزعَه
فَقُلتُ الشَمسُ لا تَطلُ عُ لَيلاً مَطلَعَ الهَقعَه
وَلَكِنَّ الفَتى أَحمَ دَ يَجلو اللَيلَ بِالطَلعَه
عَلى جَبهَتِهِ الشَعرى وَفي وَجنَتِهِ الهَنعَه

عدنية حرة
08/09/2012, 11:05 AM
اِسقِني سَبعاً تِباعا وَأَدِرهُنَّ سِراعا
قَهوَةٌ يَحسَبُها النا ظِرُ إِن صُبَّت شُعاعا
يا خَليلَيَّ اِشرَباها وَاِحسِرا فيها القِناعا
بَكَّرَ اللائِمُ يَنها ني فَأَغرى ما اِستَطاعا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:05 AM
أصلّي الصلاةَ الخمسَ في حال وقتها وأشهد بالتوحيد للَهِ طائعا
وأُحسنُ غسلي إن ركبتُ جنابةً وإن جاءني المسكينُ لم أكُ مانعا
وفي كلّ عام صومُ شهرِ أقيمهُ وما زلتُ للأندادِ والشرك خالعا
وأنظرُ إن حانت من الكأسِ دعوةٌ إلى بيعةِ الساقي أجيبُ مسارعا
فأشربُها صرفاً على لحم ماعزٍ وجدي كثيرِ اللحم قد كان راضعا
وبيض وخاميزٍ وخلّ وبقلةٍ فما زال للمخمور ما كان نافعا
وإن لاح لي صيدٌ وثبتُ بنهضةٍ على ردفهِ في السر كالذئب جائعا
وأجعلُ تخليط الروافضِ كلّها بفقحةِ بختيشوع في النار طابعا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:06 AM
أَعاذِلَ إِنَّ اللَومَ مِنكِ وَجيعُ وَلي إِمرَةٌ أَعصي بِها وَأُطيعُ
كَفَيتُ الصَبا مَن لا يَهِشُّ إِلى الصِبا وَجَمَّعتُ مِنهُ ما أَضاعَ مُضيعُ
أَعاذِلَ ما فَرَّطتُ في جَنبِ لَذَّةٍ وَلا قُلتُ لِلخَمّارِ كَيفَ تَبيعُ
أُسامِحُهُ إِنَّ المِكاسَ ضَراعَةٌ وَيَرحَلُ عِرضي عَنهُ وَهوَ جَميعُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:06 AM
عاتَبَني الشِعرُ ذا إِكافِ وَقالَ لي اللَهُ مِنكَ كافِ
هَجاكَ مَن قُلتَ لا يُساوي عودَ خِلالٍ مِنَ الخِلافِ
فَكُنتَ إِذ لَم تُجِبهُ أَحرى أَن لا بِهِ تَقذُرُ القَوافي
كُنتُ كَرَبِّ الحِمارِ أَعيا فَظَلَّ يَسطو عَلى الإِكافِ
يا رَبُّ مِن راسِبٍ فَتُهجى شَبيهَةُ الفَقعِ بِالفَيافي
أَو بِكَ أَبغي أَقيسُ نَفسي زُنبورُ يا واسِعَ السِلافِ
أَو أَشجَعٌ وَهوَ مِن سُلَيمٍ فيما رَوَوا رُقعَةُ الخِضافِ
يَكفيكَ ما فيهِمُ فَدَعهُم أَنفَذُ وَقعاً مِنَ الأَشافي

عدنية حرة
08/09/2012, 11:06 AM
إِذا انتَقَدَ الدينارَ شَبَّهتُ كَفَّهُ لَدى صُفرَةِ الدينارِ في وَضَحِ الكَفِّ
بِنَرجِسَةٍ أَضحَت وَقَد طَلَّها النَدى شَفيقٌ عَلَيها مُجتَنيها مِنَ القَطفِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:07 AM
يا رُبَّ ساقٍ كَأَنَّهُ شَبَهُ ال بَدرِ تَجَلّى الظَلامُ عَن سَدَفِه
قُلتُ لَهُ لِلَّذي أَرَدتُ بِهِ وَقَد يُنالُ اللَطيفُ مِن لُطُفِه
إِلَيَّ فَاِسمَع تَسمَع إِلى عَجَبٍ مِن مُستَجِدِّ الحَديثِ مُطَّرِفِه
فَاِنقادَ حَتّى رَأَيتُ أَنَّ فَمي أَدنى لِأُذنَيهِ مِن عُرى شَنَفِه
فَقُبِّلَت صَفحَةٌ وَسالِفَةٌ مِن رَوضِ غَضِّ الشَبابِ مُؤتَنِفُه
وَما دَرى الشَربُ أَو دَرَوا فَلَهَوا عَن قَرَحِ القَلبِ قَد لَجَّ في دَنَفِه

عدنية حرة
08/09/2012, 11:07 AM
عادَ لي بِالسَديرِ شارِدُ قَصفِ وَسُرورٍ مَعَ النَدامى وَعَزفِ
وَعُيونُ الظِباءِ تَرنو إِلَينا مُنعِماتٍ بِكُلِّ بِرٍّ وَلُطفِ
فَطَرَدنا الصُدودَ أَقبَحَ طَردٍ وَعَطَفنا الوِصالَ أَحسَنَ عَطفِ
وَرَخيمُ الدَلالِ كادَ مِنَ الرِق قَةِ يُدمي أَديمَهُ وَقعُ طَرفِ
حَلَّ مِنهُ الصَليبُ في مَوضِعِ الجي دِ فَقَد خَصَّهُ عَلى كُلِّ إِلفِ
فَأَدَرنا رَحى السُرورِ ثَلاثاً وَوَصَلنا الخُصورَ كَفّاً بِكَفِّ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:07 AM
وَلاحٍ لَحاني كَي يَجيءَ بِبِدعَةٍ وَتِلكَ لَعَمري خُطَّةٌ لا أُطيقُها
لَحانِيَ كَي لا أَشرَبَ الراحَ إِنَّها تُوَرِّثُ وِزراً فادِحاً مَن يَذوقُها
فَما زادَني اللاحونَ إِلّا لَجاجَةً عَلَيها لِأَنّي ما حَيّتُ رَفيقُها
أَأَرفُضُها وَاللَهُ لَم يَرفُضِ اسمَها وَهَذا أَميرُ المُؤمِنينَ صَديقُها
هِيَ الشَمسُ إِلّا أَنَّ لِلشَمسِ وَقدَةً وَقَهوَتُنا في كُلِّ حُسنٍ تَفوقُها
فَنَحنُ وَإِن لَم نَسكُنِ الخُلدَ عاجِلاً فَما خُلدُنا في الدَهرِ إِلّا رَحيقُها
فَيا أَيُّها اللاحي اسقِني ثُمَّ غَنِّني فَإِنّي إِلى وَقتِ المَماتِ شَقيقُها
إِذا مِتُّ فَادفِنّي إِلى جَنبِ كَرمَةٍ تُرَوّي عِظامي بَعدَ مَوتي عُروقُها

عدنية حرة
08/09/2012, 11:08 AM
كَسَرَ الحِبُّ نَشاطي وَلَقَد كُنتُ نَشيطا
جاءَني عَنهُ كَلامٌ زادَني فيهِ قُنوطا
واضَياعاهُ أَمِثلي يُرتَجى مِنهُ خَليطا
قُلتَ لا أَقرَبُ إِلّا آلَ عَمروٍ أَو لَقيطا
كَم رَأَينا عَرَبِيّا تٍ يُواصِلنَ نَبيطا
لَو أَرَدتَ الوَصلَ لَم تَج لِب مِنَ الفَخرِ شُروطا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:08 AM
حَلَّت سُعادُ وَأَهلُها سَرِفا قَوماً عِدىً وَمَحَلَّةً قَذفا
وَاِحتَلَّ أَهلُكِ سيفَ كاظِمَةٍ فَأَشَتَّ ذاكَ الهَجرُ وَاِختَلَفا
وَكَأَنَّ سُعدى إِذ تُوَدِّعُنا وَقَدِ اِشرَأَبَّ الدَمعُ أَن يَكِفا
رَشَأٌ تَواصَينَ القِيانُ بِهِ حَتّى عَقَدنَ بِأُذنِهِ شَنَفا
فَاِزجُر فُؤادَكَ أَو سَنَزجُرُهُ قَسَماً لِيَنتَهِيَنَّ أَو حَلَفا
فَالحُبُّ ظَهرٌ أَنتَ راكِبُهُ فَإِذا صَرَفتَ عِنانَهُ اِنصَرَفا
وَتَنوفَةٍ تَمشي الرِياحُ بِها حَسرى وَيَشرَبُ مائُها نُطَفا
كَلَّفتُها أُجُداً تَخالُ بِها مَرَحاً مِنَ الخُيَلاءِ أَو صَلَفا
وَهَبَ الجَديلُ لَها مَدارِعَهُ وَالقِمَّةَ العَلياءَ وَالشَعَفا
قَد قُلتُ لِلعَبّاسِ مُعتَذِراً مِن ضَعفِ شُكريهِ وَمُعتَرِفا
أَنتَ اِمرُؤٌ جَلَّلتَني نِعَماً أَوهَت قِوى شُكري فَقَد ضَعُفا
فَإِلَيكَ قَبلَ اليَومِ تَقدِمَةً لاقَتكَ بِالتَصريحِ مُنكَشِفا
لا تُسدِيَنَّ إِلَيَّ عارِفَةً حَتّى أَقومَ بِشُكرِ ما سَلَفا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:08 AM
يا بِأَبي مَن جاءَني زائِراً في شَهرِ ذي الحِجَّةَ مِن نِصفِهِ
باتَ يُعاطيني عَلى خَدِّهِ خَمراً بِعَينَيهِ وَمَن كَفِّهِ
وَكُنتُ فيما بَينَ ذا رُبَّما أَدنَيتُ خِلخالَيهِ مِن شَنفِهِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:09 AM
لَمّا تَجَلّى اللَيلُ وَاِبيَضَّ الأُفُق وَاِنجابَ سِترُ اللَيلِ عَن وَجهِ الطُرُق
باكَرَني سَهلُ المُحَيّا وَالخُلُق نَدبٌ إِذا اِستَندَبتَهُ شَهمٌ لَبِق
يَدعو إِلى الصيدِ أَلا قُلتَ اِنطَلِق بِأَكلُبٍ غُضفٍ صَحيحاتِ الحَدَق
مِن أَصفَرِ اللَونِ وَمُبيَضٍّ يَقَق كَأَنَّما أُذناهُ مِن بَعضِ المِزَق
لَو يَلصِقُ الخَدَّ بِأُذنٍ لَاِلتَصَق

عدنية حرة
08/09/2012, 11:09 AM
قَد كانَ لي حَمدانُ ذا زَورَةٍ يَأخُذُهُ الشَوقُ بِإِقلاقِ
في القُرِّ إِن كانَ وَفي يَومِ لا يَبرُزُ إِلّا كُلُّ مُشتاقِ
فَقُلتُ إِذ أَوحَشَني فَقدُهُ وَكُنتُ ذا رَعيٍ لِميثاقي
لا بُدَّ أَن أَفحَصَ عَن شَأنِهِ جَمَّت إِلَيَّ الغَيَّ أَشواقي
فَقالَ ذو الخُبرِ بِهِ بَعدَما سَكَّنتُ نَفساً ذاتِ إِشفاقِ
أَما تَراهُ وَهوَ في قُرطُقٍ مُشَمِّراً فيهِ عَنِ الساقِ
في وَجهِهِ مِن حُمَمٍ جالِبٌ كَأَنَّما عُلَّ بِأَلياقِ
تَرى سَواداً قَد عَلا حُمرَةً مِثلَ تَهاويلِ الشِقِرّاقِ
إِن رابَهُ مِن أَمرِهِ رائِبٌ فَما لَهُ مِن دونِها واقِ
حَتّى رَآها سامِياً فَرعُها مِن بَعدِ ما كانَت بِإِرماقِ
أَبَعدَ سِربالِ اِمرِئٍ عالِمٍ أَصبَحتَ في سِربالِ مُرّاقِ
بَعدَ غُدُوٍّ لِاِكتِسابِ العُلى تَغدو عَلى رُبدٍ وَحُرّاقِ
حاسِرُ كَفَّيكَ عَلى هاوُنٍ لِدَقِّ ثومٍ أَو لِسُمّاقِ
إِذا اِنتَهى القَومُ إِلى شِبعِهِم فَأَنتَ في حِلٍّ مِنَ الباقي
كُلُّ رَغيفٍ ناصِعٍ لَونُهُ مِن سابِرِيِّ الخُبزِ بَرّاقِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:09 AM
أَنعَتُ كَلباً لَيسَ بِالمَسبوقِ مُطَهَّماً يَجري عَلى العُروقِ
جاءَت بِهِ الأَملاكُ مِن سَلوقٍ كَأَنَّهُ في المِقوَدِ المَمشوقِ
إِذا عَدا عَدوَةً لا مَعوقٍ يَلعَبُ بَينَ السَهلِ وَالخُروقِ
يَشفي مِنَ الطَردِ جَوى المَشوقِ فَالوَحشُ لَو مَرَّت عَلى العَيّوقِ
أَنزَلَها دامِيَةَ الحُلوقِ ذاكَ عَلَيهِ أَوجَبُ الحُقوقِ
لِكُلِّ صَيّادٍ بِهِ مَرزوقِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:10 AM
كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ




كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ أَرودُ مِنهُ مَرادَ مَوموقِ
مَجالُ عَيني في يانِعٍ زاهِرِ ال رَوضِ وَشُربي مِن غَيرِ تَرنيقِ
حَتّى نَفاني عَنهُ تَخَلُّقُ وا شٍ كِذبَةً لَفَّها بِتَذويقِ
جِئتُ قَفا ما نِمتُهُ مُعتَذِراً قَد فَتَّرَت مِنهُ بَعدَ تَخريقِ
يا أَيُّها المُبطِلونَ مَعذِرَتي أَراكُمُ اللَهُ وَجهَ تَصديقِ
نَمَّ بِما كُنتُ لا أَبوحُ بِهِ عَلى لِسانٍ بِالدَمعِ مِنطيقِ
شَوقاً إِلى حُسنِ صورَةٍ ظَفِرَت مِن سَلسَبيلِ الجِنانِ بِالريقِ
وَصيفُ كَأسٍ مُحَدِّثٌ وَلَها تيهُ مُغَنٍّ وَظُرفُ زِنديقِ
تَشوبُ ذُلّاً بِعِزَّةٍ فَلَها ذُلُّ مُحِبٍّ وَعِزُّ مَعشوقِ
وَرِدفُها كَالكَثيبِ نيطَ إِلى خَصرٍ رَقيقِ اللِحاءِ مَمشوقِ
أَمشي إِلى جَنبِها أُزاحِمُها عَمداً وَما بِالطَريقِ مِن ضيقِ
كَقَولِ كِسرى فيما تَمَثَّلَهُ مِن فُرَصِ اللِصِّ ضَجَّةُ السوقِ
فَالحَمدُ لِلَّهِ يا رَفاقَةُ ما كُلُّ مُحِبٍّ أَيضاً بِمَرزوقِ
وَسَبسَبٍ قَد عَلَوتُ طامِسَهُ بِناقَةٍ فوقَةٍ مِنَ النوقِ
كَأَنَّما رِجلُها قَفا يَدِها رِجلُ وَليدٍ يَلهو بِدَبّوقِ
كَأَنَّما أُسلِمَت قَوائِمُها إِذا مَرَتهُنَّ مِن مَجانيقِ
إِلى اِمرِئٍ أُمُّ مالِهِ أَبَداً تَسعى بِجَيبٍ في الناسِ مَشقوقِ
يَداهُ كَالأَرضِ وَالسَماءِ فَما تُنقِصُ قُطرَيهِ كَفُّ مَخلوقِ
فَإِن يَكُن مَن سِواهُ شَيءٌ فَمِن هُ وَهوَ في ذاكَ غَيرُ مَسبوقِ
فَكَم تَرى مِن مُجَوِّدٍ أَظهَرَ ال عَبّاسُ مِنهُ طِباعَ مَستوقِ
وَأَنتَ إِذ لَيسَ لِلقَضاءِ حَصىً غَيرُ أَكُفِّ الكُماةِ وَالسوقِ
وَكانَ بِالمُرهَفاتِ ضَربُهُمُ ضَربَ بَني الحَيِّ بِالمَخاريقِ
أَغلَبُ أَوفى عَلى بَراثِنِهِ يَفتَرُّ عَن كُلَّحِ الشَبا روقِ
كَأَنَّما عَينُهُ إِذا اِلتَهَبَت بارِزَةَ الجَفنِ عَينُ مَخنوقِ
لَمّا تَراءَوكَ قالَ قائِلُهُم قَد جاءَكُم قابِضُ البَطاريقِ
فَاِنصَدَعوا وِجهَةً كَأَنَّهُمُ جُناةُ شَرٍّ يُنفَونَ بِالبوقِ
لَمّا تَداعى بِمَكَّةَ العاجِزُ ال رَأيِ عَلى ضِلَّةٍ وَتَفريقِ
سَجِيَّةٌ مِنكَ حُزتَها عَن أَبي ال فَضلِ فَما شُبتَها بِتَرنيقِ
وَكانَ سَيفُ الرَبيعِ يَأدِبُ ذا ال سَفهَةِ مِنها وَراكِبَ الموقِ
فَيا لَهُ سُؤدُداً خَلا لِأَبي ال فَضلِ لِغَمرِ النِجادِ بِطريقِ
مِن سَرَّ آلَ النَبِيِّ في رُتَبٍ قالَ لَها اللَهُ بِالتُقى فوقي
ثُمَّ جَرى الفَضلُ فَاِنطَوى قُدُماً دونَ مَداهُ مِن غَيرِ تَرهيقِ
فَقيلَ راشا سَهماً تُرادُ بِهِ ال غايَةُ وَالنَصلُ سابِقُ الفوقِ
وَإِنَّ عَبّاسَ مِثلُ والِدِهِ لَيسَ إِلى غايَةٍ بِمَسبوقِ
تَأَنَّقَ اللَهُ حينَ صاغَكُما فَفُقتُما الناسَ أَيَّ تَأنيقِ
فَصَوَّرَ الفَضلَ مِن نَدىً وَحِجىً وَأَنتَ مِن حِكمَةٍ وَتَوفيقِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:11 AM
يا مَن ينادي الدارَ هل تنطقُ




يا مَن ينادي الدارَ هل تنطقُ قد خرست عنكَ فما تنطقُ
كأنّها إذ خرست جاذمٌ بين ذوي تفنيدِه مُطرِقُ
قد داومَ الإطراقَ حتى لهُ يحسب عيّاً وهو المفلقُ
إنّي عنيتُ نحو ذا واحداً من قولهِ في أذني أعلقُ
بهديهِ يشكو التباريحَ مِن رمّانَتي صدرتِها القُرطَقُ
أكثرُ ما يشغلُها سجدةٌ لغُرّةِ الشمسِ إذا تشرقُ
يزوّجُ الخمرَ من الماءِ في جاماتِ تبرٍ خمرُها يفهقُ
منطّقاتٍ بتصاويرَ لا تسمع للدّاعي ولا تنطقُ
على تماثيلِ بني بابكٍ محتفرٌ ما بينهم خندق
كأنهم والخمر من فوقهم كتائبٌ في لجّةٍ تغرقُ
فالنعتُ ذا لا نعتُ دار خلَت يهيمُ في أطلالِها أحمقُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:11 AM
وَمَجلِسِ خَمّارٍ إِلى جَنبِ حانَةٍ



وَمَجلِسِ خَمّارٍ إِلى جَنبِ حانَةٍ بِقُطرَبَّلٍ بَينَ الجِنانِ الحَدائِقِ
تَجاهَ مَيادينٍ عَلى جَنَباتِها رِياضٌ غَدَت مَحفوفَةً بِالشَقائِقِ
فَقُمنا بِها في فِتيَةٍ خَضَعَت لَهُم رِقابُ صَناديدِ الكُماةِ البَطارِقِ
بِمَشمولَةٍ كَالشَمسِ يَغشاكَ نورُها إِذا ما تَبَدَّت مِن نَواحي المَشارِقِ
لَها تاجُ مَرجانٍ وَإِكليلُ لُؤلُؤٍ وَتَرنيمُ نَشوانٍ وَصُفرَةُ عاشِقِ
وَتَسحَبُ أَذيالاً لَها بِكُؤوسِها تَحارُ لَها الأَبصارُ مِن كُلِّ رامِقِ
يَدورُ بِها ظَبيٌ غَريرٌ مُتَوَّجٌ بِتاجٍ مِنَ الرَيحانِ مَلكُ القُراطِقِ
فَلَيسَ كَمِثلِ الغُصنِ في ثِقلِ رِدفِهِ إِذا ما مَشى في مُستَقيمِ المَناطِقِ
لَهُ عَقرَبا صُدغٍ عَلى وَردِ خَدِّهِ كَأَنَّهُما نونانِ مِن كَفِّ ماشِقِ
فَلَمّا جَرَت فيهِ تَغَنّى وَقالَ لي بِسُكرٍ أَلا هاتِ اسقِنا بِالدَوارِقِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:12 AM
إِنّي أَتَيتُ بَني المُهَل





إِنّي أَتَيتُ بَني المُهَل هِلِ آنِفاً بِهِجائِكا
فَاِستَوحَشوا مِن ذاكُمُ أَنِفينَ مِن عِرفانِكا
فَشَهِدتُ أَنَّ مُهَلهِلاً كَبَنيهِ في إِنكارِكا
فَهَلُمَّ بَيِّنَةً تُقي مُ شَهادَةً بِوَلائِكا
فَلَقَد رَضيتُ بِشاهِدٍ مِن شاهِدَينِ بِذَلِكا
أَو لا فَمَن أَهجو إِذا أَنكَرتَ عِندَ دُعائِكا
سَيّانَ قُلتُ الشِعرَ في ال جِعلانِ أَو ضُرَبائِكا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:12 AM
فَدَيتُكَ قَد جُبِلتُ عَلى هَواكا




فَدَيتُكَ قَد جُبِلتُ عَلى هَواكا فَنَفسي لا تُنازِعُني سِواكا
فَلَيتَ الناسَ أُعموا عَنكَ غَيري فَآمَنَ أَن يَرَوكَ كَما أَراكا
وَلَيتَكَ كُلَّما كَلَّمتَ غَيري رُميتَ بِخَرسِهِ وَمَنَعتَ فاكا
أُحِبُّكَ لا بِبَعضي بَل بِكُلّي وَإِن لَم يُبقِ حُبُّكَ بي حَراكا
وَيَسمَجُ مَن سِواكَ الشَيءُ عِندي فَتَفعَلُهُ فَيَحسُنُ مِنكَ ذاكا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:13 AM
أَلا يا شَهرُ كَم تَبقى





أَلا يا شَهرُ كَم تَبقى مَرِضنا وَمَلَلناكا
إِذا ما ذُكِرَ الحَمدُ لِشَوّالٍ ذَمَمناكا
فَيا لَيتَكَ قَد بِنتَ وَما نَطمَعُ في ذاكا
وَلَو أَمكَنَ أَن يُقتَ لَ شَهرٌ لَقَتَلناكا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:14 AM
دَمعَةٌ كَاللُؤلُؤِ الرَطب




دَمعَةٌ كَاللُؤلُؤِ الرَط بِ عَلى الخَدِّ الأَسيلِ
قَطَرَت في ساعَةِ البَي نِ مِنَ الطَرفِ الكَحيلِ
إِنَّما يَفتَضِحُ العا شِقُ في وَقتِ الرَحيلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:14 AM
وَنَدمانِ صِدقٍ بَل يَزيدُ فُكاهَةً عَلى الصِدقِ لَم يَخلِط مُواتاتَهُ مَحكا
حَمولٌ لِما حَمَّلتَهُ غَيرِ ضَيِّقٍ ذِراعاً بِما ضاقَ الكِرامُ بِهِ مَسكا
دَعاني وَأَعطاني مِنِ ابنَةِ نَفسِهِ مَوَدَّتَهُ المُثلى وَفي مالِهِ الشِركا
فَقُلتُ لَهُ لا يَشهَدُ الصُبحُ صَحوَةً فَدَيتُكَ مِنّي يا نَديمُ وَلا مِنكا
وَبادِر بَقايا اللَيلِ يَبلُغكَ سُكرُهُ يُحَدِّثُ مَن لاقى الصَباحَ بِهِ عَنكا
فَأَتحَفَنا الخَمّارُ حينَ طُروقُنا بِراقودِ خَمرٍ شَكَّ في جَنبِهِ شَكّا
ذَخيرَةُ نوحٍ في الزَمانِ الَّذي اجتَنى فَأَدخَلَها في الفُلكِ إِذ رَكِبَ الفُلكا
فَلَمّا عَمِدناها لِنَسفِكَ بادَرَت تَباشيرِ رَيّاها وَنَكهَتِها السَفكا
كَأَنَّ أَكُفَّ القَومِ وَالآلَةَ الَّتي يُديرونَ فيها أَمرَها ضُمِّخَت مِسكا
فَما لاحَ ضَوءُ الشَمسِ حَتّى رَأَيتُنا نَقولُ لِوَقعِ السَكرِ في حامِنا قَدكا
تَرى عِندَنا ما يُسخِطُ اللَهَ كُلَّهُ مِنَ العَمَلِ المُردي الفَتى ما خَلا الشِركا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:14 AM
أَصبَحتُ غَيرَ مُدافَعٍ مَولاكا وَالحَظُّ لي في أَن أَكونَ كَذاكا
لِلَّهِ دَرّي أَيُّ رَهنِ مَنِيَّةٍ بِالأَمسِ كُنتُ وَهالِكٍ لَولاكا
أَصبَحتَ مُعتَدّاً عَلَيَّ بِنِعمَةٍ ما كانَ يُنعِمُها عَلَيَّ سِواكا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:15 AM
تَفَرَّدَ قَلبي فَما يَشتَبِك بِحُبِّ الظِباءِ وَبُغضِ السَمَك
وَلَم أَرَ لي فيهِما مُسعِداً يُساعِدُني غَيرُ عَبدِ المَلِك
فَتىً يَنهَشُ الكِتفَ مِن ظَهرِها وَلا يَتَعَرَّقُ بَطنَ الوَرِك
وَلا يَتَأَنّى لِشُعبِ الصُدوعِ وَلَكِن بَصيرٌ بِصَدعِ الفَلَك
خَروقٌ جَهولٌ بِحَلِّ الإِزارِ رَقيقٌ بَصيرٌ بِحَلِّ التِكَك

عدنية حرة
08/09/2012, 11:15 AM
نُزَوِّجُ الخَمرَ مِنَ الماءِ في طاساتِ تِبرٍ خَمرُها يَفهَقُ
مُنَطَّقاتٍ بِتَصاويرَ لا تَسمَعُ لِلداعي وَلا تَنطِقُ
عَلى تَماثيلِ بَني بابِكٍ مُحتَفَرٌ ما بَينَهُم خَندَقُ
كَأَنَّهُم وَالخَمرُ مِن فَوقِهِم كَتائِبٌ في لُجَّةٍ تَغرَقُ
فَالنَعتُ ذا لا نَعتُ دارٍ خَلَت يَهيمُ في أَطلالِها أَحمَقُ
وَشادِنٍ حَيَّنَ لي زَورَةً غُرَّتُهُ وَالعَمَلُ الأَرفَقُ
أَدَرتُهُ شَهراً عَلى مَوعِدٍ يَكذِبُني فيهِ وَلا يَصدُقُ
حَتّى إِذا أَفنَيتُ عِلّاتِهِ بِالصَبرِ مِنّي قالَ لي أَفرَقُ
فَقُلتُ لا تَفرَقُ يا سَيِّدي مِثلي بِأَمثالِكَ لا يَخرُقُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:15 AM
يا واصِفَ الغِلمانِ في شِعرِهِ أَنتَ وَرَبّي مِنهُمُ الأَوَّلُ
وَصَفتَ خَمسينَ فَمَيَّزتَهُم وَأَنتَ أَنتَ الظِبيَةُ المُغزِلُ
عَنّا وَدَعهُم عَنكَ أَو وَصفَهُم أَنتَ وَرَبّي مِنهُمُ أَجمَلُ
يا وَزَّةً تَنقُصُ أَمثالُها وَقَد تَلاها اللَحِمُ الأَحفَلُ
قَد قُلتُ وَالعُقبَةُ لا تَنقَضي أُرفُق حَبيبي أَنتَ مُستَعجِلُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:16 AM
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ ذو غَياطِلِ هابي الدُجى مُضَرَّجِ الخَصائِلِ
بِتَوِّجِيٍّ مُرهَفِ المَعاوِلِ حامي الحُمَيّا مُخلِطٍ مُزايِلِ
يوفي اِنتِصابَ المَلِكِ الحُلاحِلِ فَوقَ شِمالِ القانِصِ المُخاتِلِ
أَفحَجَ مَخشِيِّ الشَذى قُصائِلِ حَتّى إِذا أَطلَقَ غَيرَ آئِلِ
إِلّا بِما اِعتامَ مِنَ المَعاقِلِ صِلُّ المَغالي هَدَفُ المَخاصِلِ
وَالسِربُ بَينَ خارِقٍ وَوائِلِ كَأَنَّهُ حينَ سَما كَالخائِلِ
مُنقَلِبُ الحِملاقِ غَيرُ غافِلِ مُنكَفِتاً لِسِربِهِنَّ الجافِلِ
جَندَلَةٌ تَهوي إِلى جَنادِلٍ يَدوينَ بَينَ دَنِفٍ مُناقِلِ
وَبَينَ مُفَرّي القَرا خَرادِلِ كَأَنَّهُ في جِلدِهِ الرَعابِلِ
لابِسِ فَروٍ نائِسِ الذَلاذِلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:16 AM
نَزِّه صَبوحَكَ عَن مَقالِ العُذَّلِ ما العَيشُ إِلّا في الرَحيقِ السَلسَلِ
ما العَيشُ إِلّا أَن تُباكِرَ شُربَها صَفراءَ زُفَّت مِن قُرى قُطرَبُّلِ
تُهدي لِقَلبِ المُستَكينِ تَخَيُّلاً وَتُلينُ قَلبَ البازِخِ المُتَخَيِّلِ
وَكَأَنَّ شارِبَها لِطيبِ نَسيمِها وافَت مَشارِبُهُ سَحابُ قَرَنفُلِ
وَلَقَد دَخَلتُ عَلى الكَواعِبِ حُسَّراً فَلَقينَني بِتَبَسُّمٍ وَتَهَلُّلِ
فَأَصَبتُ مِن طُرَفِ الحَديثِ لَذاذَةً وَأَصَبنَها مِنّي وَلَمّا أَجهَلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:16 AM
أَأَسلَمتَني يا جَعفَرُ بنَ أَبي الفَضلِ فَمَن لي إِذا أَسلَمتَني يا أَبا الفَضلِ
وَأَيُّ فَتىً في الناسِ أَرجو مَقامَهُ إِذا أَنتَ لَم تَفعَل وَأَنتَ أَخو الفَضلِ
فَقُل لِأَبي العَبّاسِ إِن كُنتُ مُذنِباً فَأَنتَ أَحَقُّ الناسِ بِالأَخذِ بِالفَضلِ
وَلا تَجحَدوا بي وُدَّ عِشرينَ حِجَّةٍ وَلا تُفسِدوا ما كانَ مِنكُم مِنَ الفَضلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:16 AM
لَمّا رَأَيتُ مَحَلَّ الشَمسِ في الأُفُقِ وَضَوؤُها شامِلٌ لِلدورِ وَالطُرُقِ
صَيَّرتُها لِلَّتي أَحبَبتُها مَثَلاً إِذ لا يَنالَهُما شَيءٌ مِنَ الحَدَقِ
فَلَو رَآها أَنوشُروانُ صَوَّرَها فيما يَحوكُ مِنَ الديباجِ وَالسَرَقِ
وَقالَ لِابنَيهِ ضِنّا عِندَ بَيعَكُما بِها قَليلاً لِتَزدادا مِنَ الوَرِقِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:17 AM
عَجَباً لي كَيفَ أَبقى وَلَقَد أُثخِنتُ عِشقا
لَم يُقاسِ الناسُ داءً كَالهَوى يُبلي وَيَبقى
أَيُّ شَيءٍ بَعدَ أَنَّ ال دَمعَ فيهِ لَيسَ يَرقا
وَلَقَد شَقَّ عَلَيَّ ال حُبُّ ما شا أَن يَشُقّا
لَيتَ شِعري هَكَذا كا نَ أَخي عُروَةُ يَلقى
وَنَصيحٍ قالَ لا تَع جَل بِهُلكِ النَفسِ خُرقا
كِدتُ مِن غَيظٍ عَلَيهِ إِذ لَحاني أَتَفَقّا
وَيكَ إِنَّ الحُبَّ لَم يَم لِك سِوى رِقِّيَ رِقّا
لِيَ مَولىً أَرتَجي مِن هُ عَلى رَغمِكَ عِتقا
قَمَرٌ بَينَ نُجومٍ ناصِبٌ في الصَدرِ حُقّا
أُفعِمَ الأَردافُ مِنهُ وَاِنطَوى الكَشحُ وَدَقّا
وَإِذا ما قامَ يَمشي مالَتِ الأَردافُ شِقّا
ثَمَّ لَونٌ يَفضَحُ الخَم رَ صَفا مِنهُ وَرَقّا
حُبُّ هَذا لا سِوى ذا مَحَقَ الأَعمارَ مَحقا
فَاِشدُدَن بِالحُبِّ كَفّاً وَصِلَن بِالحُبِّ رِبقا
إِنَّما أَسعَدَ رَبّي بِالهَوى قَوماً وَأَشقى
وَبِلادٍ في بِلادٍ أَوحَشُ البُلدانِ طُرقا
قَد شَقَقتُ اللَيلَ عَنها بِبَناتِ الريحِ شَقّا
طافِياتٍ راسِباتٍ جُبتُها عُنقاً فَعُنقا
نَحوَ إِبراهيمَ حَتّى نَزَلَت في العَدوِ وَفقا
فَوقَها الوُدُّ المُصَفّى وَالمَديحُ المُتَنَقّى
مالَ إِبراهيمُ بِالما لِ كَذا غَرباً وَشَرقا
فَكَفاني بُخلُ مَن يَخ نُقُ حَلقَ الكيسِ خَنقا
واجِداً مِن غَيرِ وَجدٍ لاوِياً خَطماً وَشِدقا
قَسَمَ الرَحمَنُ لِلأُم مَةِ مِن كَفَّيكَ رِزقا
فَلَكَ المالُ المُلَقّى وَلَكَ العِرضُ المُوَقّى
جادَ إِبراهيمُ حَتّى جَعَلوهُ الناسُ حُمقا
وَإِذا ما حَلَّ في أَر ضٍ مِنَ الأَرضينَ شِقّا
كانَ ذاكَ الأُفقُ مِنها أَخصَبَ الآفاقِ أُفقا
فَلَوَ اِنّي قُلتُ أَو آ لَيتُ يَوماً قُلتُ حَقّا
ما تَرى النيلَينِ إِلّا مِن نَدى كَفَّيكَ شُقّا
أَيُّها الشاتِمُ وَهناً مِن أَبي إِسحاقَ بَرقا
كُلَّ يَومٍ أَنتَ لاقٍ وَجهَهُ لِلجودِ طَلقا
اِكتَسى ريشَ جَناحَي جَعفَرٍ ثُمَّ تَرَقّى
وَتَنَقّى مِن قُرَيشٍ جَوهَرَ العِزِّ المُنَقّى
وَجَرى جَريَ جَوادٍ قَد أَفاتَ الخَيلَ سَبقا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:17 AM
ألا حيّ المنازلَ بالعقيق تحيةَ عاشقٍ صبّ شفيقِ
وقفتُ بها أبكيها طويلا فما رحمت بكايَ ولا شهيقي
منازلَ لا يزال يهيجُ شوقي اليها اللامعاتُ من البروقِ
وأحسنُ من وقوفي في المغاني وقوفُ مشوقةٍ لفتى مشوقِ
وأنزَهُ منظراً في رسمِ دارٍ منازلُ في ذرى قصرٍ أنيق
وأطربُ من مطارحةٍ بنجوى مطارقةُ الجواري للطروقِ
واشهى من معانقةٍ لقَرنٍ معانقةُ الصديقةِ للصديق
وأيسر من مباكرةِ الأعادي مباكرةُ الحبيبِ لدى الشروقِ
وأهونُ خطّةٍ من رتقِ فتقٍ صبوحُ الكأسِ من بعد الغبوقِ
وأشجى نغمةٍ من صوتٍ طبل حنينُ الزيرِ مع وترٍ نطوقِ
وأروحُ من طرادِ الخيل ركضاً طرادُكَ كل مياسٍ لبيقِ
وأطيبُ من مُنازلةٍ لحربٍ منازلةُ الدنان من الرحيقِ
فخفقٌ بالطبولِ من الملاهي أحبُّ إليّ من عَلَمٍ خَفوق
ورميُ الحورِ بالتفاح نحوي سوى رمي العدى بالمنجنيقِ
ومجلسُ لذّةٍ بسماع لهوٍ ألذُّ من الجلوس على الطريق
ومشيُ وصيفةٍ تسعى بكأس مضمّخة السوالفِ بالخلوق
ألذُّ من التجالدِ بالعوالي ومن مشي الفريق إلى الفريق
فهذا الرأيُ لا رأيٌ سواهُ فشدّ يديكَ بالرأي الوثيقِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:18 AM
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ ترجو إنابةَ ذي مجونٍ مارقِ
بكرَت تبصّرني الرشادَ وشيمتي غيرُ الرشاد ومذهبي وخلائقي
لمّا ألحّت في العتابِ زجرتُها فتأخّرت عنّي بقلبٍ خافقِ
كم رضتُ قلبي فاعلمي وزجرتهُ فرأى اتّباع الرّشد غيرَ موافق
ومُدامةٍ مثل الخلوقِ عتيقةٍ حُجِبت زماناً في كنائسِ دابقِ
تختالُ ألواناً إذا ما صُفّقَت في الكأس تُخرسُ من لسانِ الناطقِ
ذَهَبِيَّةٌ تَختالُ في جَنَباتِها كَالدُرِّ أَلَّفَهُ نِظامُ الراتِقِ
باكَرتُها مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ حَسَنِ التَنَغُّمِ فَوقَ سُؤلِ العاشِقِ
مُتَعَقرِبِ الصُدغَينِ في لَحَظاتِهِ فِتَنٌ لَها مَقرونَةٌ لِبَواثِقِ
مُتَخَرسِنٍ دينُ النَصارى دينُهُ ذي قُرطُقٍ لَم يَتَّصِل بِبَنائِقِ
لَبِقٍ بَديعِ الحُسنِ لَو كَلَّمتَهُ لَنَبَذتَ دينَكَ كُلَّهُ مِن حالِقِ
وَاللَهِ لَولا أَنَّني مُتَخَوِّفٌ أَن أُبتَلى بِإِمامِ جَورٍ فاسِقِ
لَتَبِعتُهُ في دينِهِ وَدَخَلتُهُ بِبَصيرَةٍ فيهِ دُخولَ الوامِقِ
إِنّي لَأَعلَمُ أَنَّ رَبّي لَم يَكُن لِيَخُصَّهُ إِلّا بِدينٍ صادِقِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:18 AM
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ تَجرَحُ مِنهُ مَواضِعَ القُبَلِ
أُفرِغَ في قالَبِ الجَمالِ فَما يَصلُحُ إِلّا لِذَلِكَ العَمَلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:18 AM
نَباتُ بِنتِ سَباكِ اللَهُ مِن أَمَةٍ كَمِ اعتَرَتكِ عَلى الدَهرِ المَشاغيلُ
كَم قَد عَذَلتُ وَكَم عاتَبتُ مُجتَهِداً وَقُلتُ لَو أَخَذَت فيكِ الأَقاويلُ
ما أَنتِ إِلّا عَروسٌ يَومَ جَلوَتِها عَلى المِنَصَّةِ تَجلوها العَطابيلُ
أَما نَباتُ فَقَد أَضحَت مُخَضَّبَةً وَالشِعرُ مُفتَرِقٌ بِالبانِ مَغسولُ
قالَت تَعَلَّلتُ بِالحَنّاءِ قُلتُ لَها ما بِالتَطاريفِ بِالحَنّاءِ تَعليلُ
هاذي التَطاريفُ مِن غُنجٍ وَمِن عَبَثٍ كَما زَعَمتِ فَما لِلطَرفِ مَكحولُ
قالَت كَحِلتُ بِعُذرِ العَينِ مِن رَمَدٍ فَقُلتُ عُذراً فَما لِلشَعرِ مَبلولُ
قالَت مُطِرنا وَلَم تُمطِر فَقُلتُ لَها ما بالُ مِئزَرِكِ المَصقولِ مَحلولُ
قالَت بَرِمتُ بِهِ حَملاً فَأَثقَلَني هَذا الإِزارُ فَلَم حُلُّ السَراويلُ
قالَت غُلِبتُ عَلى نَفسي فَقُلتُ لَها هَذا زِناكِ فَما هاذي الأَباطيلُ
زالَ الحِمارُ وَكانَت تِلكَ مُنيَتَهُ في الطينِ إِنَّ حِمارَ السوءِ مَوحولُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:18 AM
لَقَد سَرَّني أَنَّ الهِلالَ غُدَيَّةً بَدا وَهوَ مَمشوقُ الخَيالِ دَقيقُ
أَضَرَّت بِهِ الأَيّامُ حَتّى كَأَنَّهُ عِنانٌ لَواهُ بِاليَدَينِ رَفيقُ
وَقَفتُ أُعَزّيهِ وَقَد دَقَّ عَظمُهُ وَقَد حانَ مِن شَمسِ النَهارِ شُروقُ
لِيَهنِ وُلاةَ اللَهوِ أَنَّكَ هالِكٌ فَأَنتَ بِما يَجري عَلَيكَ حَقيقُ
وَإِنّي بِشَهرِ الصَومِ إِذ بانَ شامِتٌ وَإِنَّكَ يا شَوّالُ لي لَصَديقُ
فَقَد عاوَدَت نَفسي الصَبابَةَ وَالهَوى وَحانَ صَبوحٌ باكِرٌ وَغَبوقُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:19 AM
قُلتُ يَوماً لِلرَقاشِي يِ وَقَد سَبَّ المَوالي
ما الَّذي نَحّاكَ عَن أَص لِكَ مِن عَمٍّ وَخالِ
قالَ لي قَد كُنتُ مَولىً زَمَناً ثُمَّ بَدا لي
أَنا بِالبَصرَةِ مَولىً عَرَبِيٌّ بِالجِبالِ
أَنا حَقّاً أَدَّعيهِم لِسَوادي وَهُزالي

عدنية حرة
08/09/2012, 11:19 AM
يا رُبَّ ظَبيٍ بِمَكانٍ خالِ صَبَّحتُهُ وَاللَيلُ ذو أَهوالِ
بِأَغضَفٍ غُذّي بِحُسنِ حالِ مُسَوَّدُ العَمِّ حَسيبُ الخالِ
أُعطي تَمامَ القَدِّ وَالجَمالِ قَلَّدتُهُ قِلادَةَ الأَعمالِ
يَجولُ في المِقوَدِ كَالمُختالِ هِجنا بِهِ فَهاجَ لِلنِزالِ
وَآنَسَ الظَبيَ بِتَلٍّ عالِ فَاِنسَلَّ قَلبي ساعَةَ الإِرسالِ
وَمَرَّ يَتلوهُ وَلَم يُبالِ بِالحَزنِ وَالسَهلِ وَبِالرِمالِ
فَصادَهُ في أَصعَبِ الجِبالِ وَقائِلٍ لي وَهوَ عَن حِيالي
أَكرِم بِهَذا الكَلبِ مِن مُحتالِ أُتيحَ حَتفُ الظَبيِ وَالأَوعالِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:19 AM
لَقَد جُنَّ مَن يَبكي عَلى رَسمِ مَنزِلٍ وَيَندُبُ أَطلالاً عَفَونَ بِجَروَلِ
فَإِن قيلَ ما يُبكيكَ قالَ حَمامَةٌ تَنوحُ عَلى فَرخٍ بِأَصواتِ مُعوِلِ
تُذَكِّرُني حَيّاً حِلالاً بِقَفرَةٍ وَآخِيَّةٍ شُدَّت بِفِهرٍ وَجَندَلِ
وَلَكِنَّني أَبكي عَلى الراحِ إِنَّها حَرامٌ عَلَينا في الكِتابِ المُنَزَّلِ
سَأَشرَبُها صِرفاً وَإِن هِيَ حُرِّمَت فَقَد طالَما واقَعتُ غَيرَ مُحَلَّلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:20 AM
وَخَيمَةِ ناطورٍ بِرَأسِ مُنيفَةٍ تَهُمُّ يَدا مَن رامَها بِزَليلِ
إِذا عَرَضَتها الشَمسُ فاءَت ظِلالُها وَإِن وَجَهَتها آذَنَت بِدُخولِ
حَطَطنا بِها الأَثقالَ فَلَّ هَجيرَةٍ عَبورِيَّةٍ تُذكى بِغَيرِ فَتيلِ
تَأَيَّت قَليلاً ثُمَّ جاءَت بِمَذقَةٍ مِنَ الظِلِّ في رَثِّ الأَباءِ ضَئيلِ
كَأَنّا لَدَيها بَينَ عِطفَي نَعامَةٍ جَفا زَورُها عَن مَبرَكٍ وَمَقيلِ
حَلَبتُ لِأَصحابي بِها دِرَّةَ الصِبا بِصَفراءَ مِن ماءِ الكُرومِ شَمولِ
إِذا ما أَتَت دونَ اللَهاةِ مِنَ الفَتى دَعا هَمُّهُ مِن صَدرِهِ بِرَحيلِ
فَلَمّا تَوَفّى اللَيلُ جُنحاً مِنَ الدُجى تَصابَيتُ وَاستَجمَلتُ غَيرَ جَميلِ
وَعاطَيتُ مَن أَهوى الحَديثَ كَما بَدا وَذَلَّلتُ صَعباً كانَ غَيرَ ذَليلِ
فَغَنّى وَقَد وَسَّدتُ يُسرايَ خَدَّهُ أَلا رُبَّما طالَبتُ غَيرَ مُنيلِ
فَأَنزَلتُ حاجاتي بِحَقوَي مُساعِدٍ وَإِن كانَ أَدنى صاحِبٍ وَدَخيلِ
وَأَصبَحتُ أَلحى السُكرَ وَالسُكرُ مُحسِنٌ أَلا رُبَّ إِحسانٍ عَلَيكَ شَقيلِ
سَأَبغي الغِنى إِمّا نَديمَ خَليفَةٍ يُقيمُ سَواءً أَو مُخيفَ سَبيلِ
بِكُلِّ فَتىً لا يُستَطارُ جَنانُهُ إِذا نَوَّهَ الزَحفانِ بِاسمِ قَتيلِ
لِنَخمُسَ مالَ اللَهِ مِن كُلِّ فاجِرٍ وَذي بِطنَةٍ لِلطَيِّباتِ أَكولِ
أَلَم تَرَ أَنَّ المالَ عَونٌ عَلى التُقى وَلَيسَ جَوادٌ مُعدَمٌ كَبَخيلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:21 AM
قُل لِحَمدانَ ما لَكا أَصلَحَ اللَهُ حالَكا
لَم تَصِل يا فَدَتكَ نَف سي حِبالي حِبالَكا
ذاكَ حِرصي عَلى رِضا كَ وَحُبّي وِصالَكا
فَاِصطَنِعني وَأَدنِني وَأَنِلني نَوالَكا
قَبلَ أَن يَستُرَ السَوا دُ مِنَ الشَعرِ خالَكا
حينَما تَكدِمُ النَدا مَةُ مِنهُ شَمالَكا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:21 AM
اِختَصَمَ الجودُ وَالجَمال فيكَ فَصارا إِلى جِدال
فَقالَ هَذا يَمينُهُ لي لِلعُرفِ وَالجودِ وَالنَوال
وَقالَ هَذا وَوَجهُهُ لي لِلحُسنِ وَالظُرفِ وَالكَمال
فَاِفتَرَقا فيكَ عَن تَراضٍ كِلاهُما صادِقُ المَقال

عدنية حرة
08/09/2012, 11:21 AM
أَيا مَن دَعاني لِلوِصالِ كِتابَةً مِراراً وَمِن بَعدِ الكِتابِ رَسولُ
وَما سَرَّني أَنّي أَكونُ بِحالَةٍ لِمِثلِكَ في الدُنيا عَلَيَّ سَبيلُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:22 AM
رَسمُ الكَرى بَينَ الجُفونِ مَحيلُ عَفّى عَلَيهِ بُكاً عَلَيكِ طَويلُ
ناظِراً ما أَقلَعَت لَحَظاتُهُ حَتّى تَشَحَّطَ بَينَهُنَّ قَتيلُ
أَحلَلتُ مِن قَلبي هَواكِ مَحَلَّةً ما حَلَّها المَشروبُ وَالمَأكولُ
بِكَمالِ صورَتِكِ الَّتي في مِثلِها يَتَحَيَّرُ التَشبيهُ وَالتَمثيلُ
فَوقَ القَصيرَةِ وَالطَويلَةُ فَوقَها دونَ السَمينِ وَدونَها المَهزولُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:23 AM
إِنّي وَذِكري مِن حُسنٍ مَحاسِنَها مِثلُ الَّذي قالَ ما أَحلاكَ يا عَسَلُ
أُحَدِّثُ الناسَ أَنّي قَد وَقَعتُ لَهُم مِن وَجهِ حُسنٍ عَلى الأَمرِ الَّذي جَهِلوا
قَدِ اِكتَفى الناسُ مِن عِلمي بِعِلمِهِمُ فَالرَدُّ مِنّي عَلَيهِم عِلمُهُم نَقَلُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:23 AM
وَدَهماءَ تُرسيها رَقاشٌ إِذا شَتَت مُرَكَّبَةُ الآذانِ أُمُّ عِيالِ
يَغَصَّ بِحَيزومِ الجَرادَةِ صَدرُها وَيُنضِجُ ما فيها اتِّقادُ ذُبالِ
وَتَغلي بِذِكرِ النارِ مِن غَيرِ حَرِّها وَيُنزِلُها الطاهي بِغَيرِ جِعالِ
وَلَو جِئتَها مَلأى عَبيطاً مُجَزَّلاً لَأَخرَجتَ ما فيها بِعودِ خِلالِ
هِيَ القِدرُ قِدرُ الشَيخِ بَكرِ بنِ وائِلٍ رَبيعِ اليَتامى عامَ كُلِّ هُزالِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:24 AM
هَل عَرَفتَ الرَبعَ أَجلى أَهلُهُ عَنهُ فَزالا
بِشَرَورى قَد عَفا أَو صارَ آلاً أَو خَيالا
جَرَتِ الريحُ عَلَيهِن نَ جَنوباً وَشِمالا
رُبَّ ريمٍ كانَ فيها يَملَءُ العَينَ جَمالا
وَلَقَد تَقنِصُكَ الحو رُ بِها العينُ الغَزالا
في ظِباءٍ يَتَزاوَر نَ فَيَمشينَ ثِقالا
قَد تَبَدَّلنَ فُروعاً بِصَياصيها طِوالا
كَم شَفَينَ العَينَ مِنهُن نَ رَميقاً وَاِكتِحالا
وَفَلاةٍ أَلبَسَتها ظُلمَةُ اللَيلِ جِلالا
قَد تَبَطَّنتُ بِحَرفٍ تَقدُمُ العيسَ العِجالا
تُفعِمُ الغُبطَ بِأُخرا ها وَتَستَوفي الحِبالا
ذاتُ لَوثٍ شِدقِمِيٍّ يَسبِقُ الطِرفَ نِقالا
وَهيَ في ذاكَ مِنِ إِبرا هيمَ تَستَشفِئُ خالا
خَيرُ مَن حَطَّ بِهِ الرَك بُ المُخَبّونَ الرِحالا
مالَ إِبراهيمُ بِالما لِ يَميناً وَشِمالا
فَإِذا عُدَّ جَوادٌ مَعَهُ كانَ مُحالا
لَيتَ أَعدائِيَ كانوا لِأَبي إِسحاقَ مالا
جادَ حَتّى حَصَدَ الفا قَةَ وَاِجتَثَّ السُؤالا
لَم يَقُل أَفعَلُ إِلّا أَتبَعَ القَولَ الفِعالا
أَجوَدُ الناسِ وَلَو أَص بَحَ أَسوا الناسِ حالا
يا أَبا إِسحاقَ لَو أَن صَفتَ مِنكَ المالَ قالا
ما لِرِجلِ المالِ أَمسَت تَشتَكي مِنكَ الكَلالا
ما لِأَموالِكَ مَم شا ءَ اِجتَنى مِنها وَكالا
أَتَرى لاءً حَراماً وَتَرى هاءً حَلالا
يا فَتىً يُرغِمُ بِالجو دِ رِجالاً وَرِجالا
كُلَّما قيسَ بِكَ الأَق وامُ لَم يَسوُوا قِبالا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:24 AM
لَقَد نامَ عَمّا قَد عَناكَ أَبو الفَضلِ وَلَيسَ لَهُ مِن موقِظٍ لَكَ كَالفَضلِ
فَقُل لِأَبي العَبّاسِ مُبتَدِئً لَهُ وَقاكَ الرَدى مالي وَنَفسي مَعَ الأَهلِ
أَجِدَّكَ لَم تَسمَع بِبَيتٍ مَهَزَّةً لَدى المَطلِ يا ذَخري فَتَصحو مِنَ المَطلِ
مَتى ما أَقُل يَوماً لِطالِبِ حاجَةٍ نَعَم أَقضِها حَتماً وَذَلِكَ مِن شَكلي
فَإِن قُلتَ قَد قَصَّرتَ فيها وَلَيسَ مَن بَغى حاجَةً إِلّا كَما قالَ ذو الفَضلِ
فَما طالِبُ الحاجاتِ مِمَّن يَرومُها مِنَ الناسِ إِلّا المُصبِحونَ عَلى رَحلِ
فَقَد كانَ مِنّي ذاكَ فيها تَعَمَّداً لِما قالَ في الأَمثالِ جَروَلُ مِن قَبلي
تَأَنَّ مَواعيدَ الكِرامِ فَرُبَّما حَمَلتَ مِنَ الإِلحاحِ سَمحاً عَلى البُخلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:24 AM
أَينَ الجَوابُ وَأَينَ رَدُّ رَسائِلي قالَت تَنَظَّر رَدَّها في قابِلِ
فَمَدَدتُ كَفّي ثُمَّ قُلتُ تَصَدَّقي قالَت نَعَم بِحِجارَةٍ وَجَنادِلِ
إِن كُنتَ مِسكيناً فَجاوِز بابَنا وَاِرجِع فَما لَكَ عِندَنا مِن نائِلِ
يا ناهِرَ المِسكينِ عِندَ سُؤالِهِ اللَهُ عاتَبَ في اِنتِهارِ السائِلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:26 AM
حَيِّ الدِيارَ وَأَهلَها أَهلا وَاِربَع وَقُل لِمُفَنِّدٍ مَهلا
حُبُّ المُدامَةِ مُذ لَهِجتُ بِها لَم يُبقِ لي في غَيرِها فَضلا
إِنّي نَدَبتُ لِحاجَتي رَجُلاً صافي السَماحَةِ وَاِحتَوى النُبلا
وَسَمَت بِهِ الهِمَمُ العِظامُ إِلى ال رُتَبِ الجِسامِ فَبايَنَ المِثلا
تَلقى النَدى في غَيرِهِ عَرَضاً وَتَراهُ فيهِ طَبيعَةً أَصلا
فَاِسبِق أَيا عَبدَ الإِلَهِ بِها وَاِجعَل لِعَقبِكَ ذُخرَها نَجلا
كَلِّم أَخاكَ يُكَلِّمُ الفَضلا وَلِيَبلُني حَسَناً كَما أَبلى
إِنّي وَصَلتُ بِكَ الرَجاءَ عَلى بُعدِ المَدى إِذ كُنتَ لي أَهلا
وَإِذا وَصَلتَ بِعاقِلٍ أَمَلاً كانَت نَتيجَةُ قَولِكَ الفِعلا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:27 AM
خليليَ أقعد للصبوح ولا تقل قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ
ويا ربّ لا تُنبت ولا تُسقط الحيا بسقطِ اللوى بين الدخول فحومل
ولا تقرِ مقراةَ امرىء القيس قطرةً من المزن وارجم ساكنيها بجندل
نصيبيَ منها للنعام وللمَها واللذئبِ يعوي كالطريد المؤلولِ
ولكن ديار اللهوِ يا ربّ فاسقِها ودرّ على خضرائِها كل جدوَل
بهيتٍ وعاناتٍ وبنّي ودسكر وقطربل ذات الرحيق المُفَلفَلِ
على كلّ محسورِ الذراع سمَيذَعِ جوادٍ بما يحويه غير مبخّلِ
قليل هموم القلبِ إلّا للذّة ينعّمُ نفساً آذنت بتنقّل
فإن تطلبيهِ تقتضيهِ بحانةٍ كمثل سراج لاحَ في الليل مشعَل
ولستَ تراهُ سائلاً عن خليقةٍ ولا قائلاً من يُعزلونَ ومَن يلي
ولا صائحاً كالعَير في يوم لذةٍ يناظرُ في تفضيل عثمان أو علي
ولا لابساً تقديمَ شمسٍ وكوكب ليعرفَ إحياءَ العلوّ من أسفل
يقومُ بأوقاتِ الظهيرة مائلاً يقلب في أسطر لابه عينَ أحوَل
ولكنّهُ فيما عناهُ وسرَّهُ وفي غير ما يعنيه فهو بمعزَل

عدنية حرة
08/09/2012, 11:27 AM
أَديرا عَلَيَّ الكَأسَ يَنقَشِّعُ الغَمُّ وَلا تَحبِسا كَأسي فَفي حَبسِها إِثمُ
وَلا تَسقِياني بِنتَ عَشرٍ فَإِنَّها كَما عُصِرَت لَم يَنسَ فُرقَتَها الكَرمُ
وَلَكِن عَجوزاً بِنتَ كِسرى قَديمَةً مُعَتَّقَةً قَد دَبَّ في طَيِّها الحِلمُ
إِذا ذاقَها شُرّابُها بَجَّلوا لَها بِأَلسُنِهِم شُكراً فَهُم عَرَبٌ عُجمُ
وَكَأسانِ قَد دارا عَلَيَّ مُؤَمَّرٌ وَمُنتَخَبٌ هَذا فَصيلٌ وَذا قَرمُ
كَأَنّي وَقَد عَلَّقتُ كَفِّيَ مِنهُما وَما فيهِما مِن حَربَةٍ لِلفَتى سِلمُ
مُؤَلَّفُ شاهينٍ بِيُسرى بَنانِهِ وَفي كَفِّهِ اليُمنى لِشاهينِهِ طُعمُ
يُديرُهُما دَعجاءُ رَودٌ وَأَدعَجٌ أَخٌ وَاختُهُ في القَومِ وَاسمُهُما إِسمُ
يُقالُ لَهُ مَعنٌ فَإِمّا نَكَستَهُ لَتَدعو اختَهُ يَوماً فَمَنكوسَهُ نُعمُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:28 AM
سَكَرتُ وَمَن هَذا الَّذي مِنهُ يَسلَمُ وَبُحتُ لِمَن أَهوى بِما كُنتُ أَكتُمُ
فَأَصبَحتُ كَالحَيرانِ عِندَ إِقامَتي أُسَرُّ بِما قَد كانَ مِنّي أَمَ اندَمُ
فَيا لَيتَني أَدري إِذا ما لَقيتُهُ أَسَعداً أُلاقي أَم سَعيداً فَأَعلَمُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:28 AM
يا اِبنَ عَلِيٍّ عَلَوتَ إِن كانَ ما حَدَّثتَ حَقّاً وَحَسبُكَ التُهَمُ
وَصلُ الَّذي راحَ كَالغَزالِ مِنَ ال ديوانِ مِن فَوقِ أُذنِهِ قَلَمُ
قَد حَلَّ سَهواً أَو عامِداً أَحَدَ ال زَرَّينِ لَمّا اِستَفَزَّهُ السَأَمُ
ثُمَّ بَدا خالُهُ الفَريدُ الَّذي لَيسَ لَهُ مُؤنِسٌ وَلا رَهِمُ
حاشايَ إِنّي غَضَضتُ مِن بَصَري تَكَرُّماً إِنَّ شيمَتي الكَرَمُ
فَلا أَصابَتكَ عَينُ ذي حَسَدٍ فيهِ وَلا كُدِّرَت بِهِ النِعَمُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:28 AM
كانَ الشَبابُ مَطِيَّةَ الجَهلِ وَمُحَسِّنَ الضَحِكاتِ وَالهَزلِ
كانَ الجَميلُ إِذا اِرتَدَيتُ بِهِ وَمَشَيتُ أَخطِرُ صَيَّتَ النَعلِ
كانَ الفَصيحُ إِذا نَطَقتُ بِهِ وَأَصاخَتِ الآذانُ لِلمُملي
كانَ المُشَفَّعَ في مَآرِبِهِ عِندَ الفَتاةِ وَمُدرِكَ التَبلِ
وَالباعِثي وَالناسُ قَد رَقَدوا حَتّى أَكونَ خَليفَةَ البَعلِ
وَالآمِري حَتّى إِذا عَزَمَت نَفسي أَعانَ يَدَيَّ بِالفِعلِ
فَالآنَ صِرتُ إِلى مُقارَبَةٍ وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ الصِبى رَحلي
وَالكَأسُ أَهواها وَإِن رَزَأَت بُلَغَ المَعاشِ وَقَلَّلَت فَضلي
صَفراءُ مَجَّدَها مُرازِبُها جَلَّت عَنِ النُظَراءِ وَالمِثلِ
ذُخِرَت لِآدَمَ قَبلَ خِقَتِهِ فَتَقَدَّمَتهُ بِخَطوَةِ القَبلِ
فَأَتاكَ شَيءٌ لا تُلامِسُهُ إِلّا بِحِسِّ غَريزَةِ العَقلِ
فَتَرودُ مِنها العَينُ في بَشَرٍ حُرِّ الصَحيفَةِ ناصِعٍ سَهلِ
فَإِذا عَلاها الماءُ أَلبَسَها حَبَباً كَمِثلِ جَلاجِلِ الحِجلِ
حَتّى إِذا سَكَنَت جَوانِحُها كَتَبَت بِمِثلِ أَكارِعِ النَملِ
خَطَّينِ مِن شَتّى وَمُجتَمِعٍ غُفلٍ مِنَ الإِعجامِ وَالشَكلِ
فَاِعذِر أَخاكَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرَنَت مَسامِعُهُ عَلى العَذلِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:29 AM
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن وَخدِ المَطايا بِموماةٍ يَتيهُ بِها الظَليمُ
وَمِن نَعتِ الدِيارِ وَوَصفِ رَبعٍ تَلوحُ بِهِ عَلى القِدَمِ الرُسومُ
رِياضٌ بِالشَقائِقِ مونَقاتٌ تَكَنَّفَ نَبتَها نَورٌ عَميمُ
كَأَنَّ بِها الأَقاحي حينَ تَضحى عَلَيها الشَمسُ طالِعَةً نُجومُ
وَمَجلِسِ فِتيَةٍ طابوا وَطابَت مَجالِسُهُم وَطابَ بِها النَعيمُ
تُدارُ عَلَيهُمُ فيها عُقارٌ مُعَتَّقَةٌ بِها يَصبو الحَليمُ
كُؤوسٌ كَالكَواكِبِ دائِراتٌ مَطالِعُها عَلى الفَلَكِ الأَديمُ
يُحِثُّ بِها كَخوطِ البانِ ساقٍ لَهُ مِن قَلبِيَ الحَظُّ الجَسيمُ
لِطَرفي مِنهُ ميعادٌ بِطَرفٍ وَفي قَلبي بِلَحظَتِهِ كُلومُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:29 AM
أَتَأذَنُ لي فَدَيتُكَ بِالسَلامِ عَلَيكَ وَفي القَليلِ مِنَ الكَلامِ
أَتَغدو لِلحَديثِ إِلى فَقيهٍ وَتَنظُرُ في الحَلالِ وَفي الحَرامِ
فَهَل حَدَّثتَ عَن قَتلي بِشَيءٍ إِلى الفُقَهاءِ يا بَدرَ التَمامِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:30 AM
ثَقيلٌ يُطالِعُنا مِن أَمَم إِذا سَرَّهُ رَعفُ أَنفي أَلَم
لِطَلعَتِهِ وَخزَةٌ في الحَشا كَوَقعِ المَشارِطِ في المُحتَجِم
كَأَنَّ الفُؤادَ إِذا ما بَدا بِإِشفى إِلى كَبِدي يَنتَظِم
أَقولُ لَهُ إِذ أَتى لا أَتى وَلا نَقَلَتهُ إِلَينا قَدَم
فَقَدتُ خَيالَكَ لا مِن عَمىً وَصَوتَ كَلامِكَ لا مِن صَمَم
تَغَطَّ بِما شِئتَ عَن ناظِري وَلَو بِالرِداءِ بِهِ تَلتَثِم

عدنية حرة
08/09/2012, 11:30 AM
أَبا العَبّاسِ ما ظَنّي بِشُكري إِذا ما كُنتَ تَعفو بِالذَميمِ
وَإِنّي وَالَّذي حاوَلتَ مِنّي لَمُعوَجٌ دَفَعتَ إِلى مُقيمِ
وَكُنتَ أَباً سِوى أَن لَم تَلِدني رَحيماً أَو أَبَرَّ مِنَ الرَحيمِ
حَلَفتُ بِرَبِّ ياسينٍ وَطَهَ وَأُمِّ الآيِ وَالذِكرِ الحَكيمِ
لَئِن أَصبَحتُ ذا جُرمٍ عَظيمٍ لَقَد أَصبَحتَ ذا عَفوٍ كَريمِ
وَلي حُرَمٌ فَلا تَنتَطَّ عَنها فَتَدفَعَ حَقَّها دَفعَ الغَريمِ
تَغافَلُ لي كَأَنَّكَ واسِطِيٌّ وَبَيتُكَ بَينَ زَمزَمَ وَالحَطيمِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:30 AM
خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ وَاِمضِ عَنهُ بِسَلامِ
مُت بِداءِ الصَمتِ خَيرٌ لَكَ مِن داءِ الكَلامِ
رُبَّما اِستَفتَحتَ بِالمَز حِ مَغاليقَ الحِمامِ
رُبَّ لَفظٍ ساقَ آجا لَ نِيامٍ وَقِيامِ
إِنَّما السالِمُ مَن أَل جَمَ فاهُ بِلِجامِ
فَاِلبِسِ الناسَ عَلى الصِح حَةِ مِنهُم وَالسَقامِ
وَعَلَيكَ القَصدَ إِنَّ ال قَصدَ أَبقى لِلحُمامِ
شِبتَ يا هَذا وَما تَت رُكُ أَخلاقَ الغُلامِ
وَالمَنايا آكِلاتٌ شارِباتٌ لِلأَنامِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:31 AM
نَسِيَتني حَوادِثُ الأَيّامِ وَصَفَت عيشَتي وَقَلَّ اِهتِمامي
أَقطَعُ الدَهرَ بِالنَدامى الكِرامِ وَرُكوبِ الهَوى وَشُربِ المُدامِ
وَغَزالٍ يَسبي النُفوسَ إِذا هَت تَكَ مِنهُ مَآزِرَ الإِحرامِ
قَد تَمَتَّعتُ مِنهُ في يَقَظاتي وَبِطَيفِ الخَيالِ في الأَحلامِ
وَتَبَطَّنتُهُ وَحارِسُنا اللَي لُ عَلَينا مِنهُ لِحافُ ظَلامِ
أَنِفَت نَفسِيَ العَزيزَةُ أَن تَق نَعَ إِلّا بِكُلِّ شَيءٍ حَرامِ
ما أُبالي مَتى يَكونُ وَقَد قَض ضَيتُ مِنهُ السُرورَ كَأسُ حِمامي

عدنية حرة
08/09/2012, 11:31 AM
صِفَةُ الطُلولِ بَلاغَةُ القِدمِ فَاِجعَل صِفاتَكَ لِاِبنَةِ الكَرمِ
لا تُخدَعَنَّ عَنِ الَّتي جُعِلَت سُقمَ الصَحيحِ وَصِحَّةَ السُقمِ
وَصَديقَةِ الروحِ الَّتي حُجِبَت عَن ناظِرَيكَ وَقَيِّمِ الجِسمِ
لا كَرمُها مِمّا يُذالُ وَلا فُتِلَت مَرائِرُها عَلى عَجمِ
صَهباءَ فَضَّلَها المُلوكُ عَلى نُظَرائِها بِفَضيلَةِ القَدمِ
فَإِذا أَطَفنَ بِها صَمَتنَ لَها صَمتَ البَناتِ مَهابَةَ الأُمِّ
وَإِذا هَتَفنَ بِها لِنازِلَةٍ قَدَّمنَ كُنيَتَها عَلى الإِسمِ
وَإِذا أَرَدنَ لَها مُحاوَرَةً رَوَّحنَ ما عَزَّبنَ مِن حِلمِ
شُجَّت فَعالَت فَوقَها حَبَباً مُتَراصِفاً كَتَراصُفِ النَظمِ
ثُمَّ اِنفَرَت لَكَ عَن مَدَبٍّ دَبّاً عَجلانَ صَعَّدَ في ذُرا أُكمِ
فَكَأَنَّما يَتلو طَرائِدَها نَجمٌ تَواتَرَ في قَفا نَجمِ
وَكَأَنَّ عُقبى طَعمِها صَبرٌ وَعَلى البَديهَةِ مُزَّةُ الطَعمِ
تَرمي فَتَقصِدُ مَن لَهُ قَصَدَت جَمَّ المِراحِ دَريرَةَ السَهمِ
فَعَلامَ تَذهَلُ عَن مُشَعشَعَةٍ وَتَهيمُ في طَلَلٍ وَفي رَسمِ
تَصِفُ الطُلولَ عَلى السَماعِ بِها أَفَذو العِيانِ كَأَنتَ في العِلمِ
وَإِذا وَصَفتَ الشَيءَ مُتَّبِعاً لَم تَخلُ مِن زَلَلٍ وَمِن وَهمِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:32 AM
أَرى الإِخوانَ في هُجرٍ أَقاموا وَخانَ الخِلُّ وَاِفتُقِدَ الذِمامُ
وَوَدَّعَني الصِبا وَعَريتُ مِنهُ كَما مِن غِمدِهِ خَرَجَ الحُسامُ
فَصِرتُ مُلازِماً لِذِنابِ عَيشٍ تَضَمَّنَهُ اِعوِجاجٌ وَاِنهِدامُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:33 AM
فَدَيتُكُما لا تَعجَلا بِمَلامي وَلا تَصِلا هَتكي بِغَيرِ حَرامِ
مُنيتُ بِقَلبٍ لَيسَ يَنفَكُّ مُقصَداً بِلَحظَةِ طَرفٍ أَو بِشُربِ مُدامِ
فَما صاحِبي إِلّا فَتىً جَمجَمَت بِهِ أَبِيَّةُ نَفسٍ عَن قُبولِ مُلامِ
وَمُشتَرَكٍ فيهِ إِذا الوَهمُ نالَهُ تَخَنَّثُ أُنثى وَاعتِدالُ غُلامِ
وَخالَستُهُ كَأسَينِ ريقاً وَقَهوَةً مُعَتَّقَةً شُجَّت بِماءِ غُمامِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:33 AM
مجونٌ صُبَّ في صنَمِ مصوغ الطرفِ من سقَمِ
كأنَّ الحبُّ فيهِ صُبَّ من قرنٍ إلى قدم
توفّت عقلَهُ الصهبا ءُ في داجٍ من الظلم
فنكّس راسَهُ وهدا وبتّ الليلَ لم أنَم
فلو أبصرتَ خِلّي رز مةٌ فاقت على الرزَمِ
وكيف بدا يشقّ الكا ف في قرطاسهِ قلمي
إذا أبصرتَ أكّالاً للحم الصيدِ في الحرم
فلمّا أن صحا ورأى كمثل المُخّ في الأرم
فقال فعلتَها قد كن تَ عندي غيرَ متهم
فقلتُ متى رأيتَ الذ ئبَ مأموناً على الغَنَم
فأنشدني يخوّفني وورّدَ دمعَه بدم
حسيبُك مَن له نقدٌ لفوتِ مذاهبِ النقَمِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:33 AM
عاقَبتَني بِأَشَدَّ مِن جُرمي وَظَلَمتَني مُستَعذِباً ظُلمي
وَظَنَنتَ أَنّي غَيرُ مُنتَقِمٍ فَسَكَتَّ حينَ سَكَتَّ عَن عِلمِ
فَلَوَ اَنَّ لي نَفساً تُطاوِعُني ما كُنتَ تَسبِقُني إِلى الصَرمِ
أَشمَتَّ حُسّادي بِبُغيَتِهِم وَرَفَعتَهُم وَدَعَوتَهُم بِاِسمي
قَد كُنتَ مِن حَقّي عَلى ثِقَةٍ حَتّى رَأَيتُكَ دونَهُم خَصمي
إِن كُنتُ قَد قُلتُ الَّذي زَعَموا فَأَكَلتُ أَكلَةَ جُنَّةٍ لَحمي
فَاِبلُغ بِهَزلٍ جِدُّ مُنتَقِمٍ فيما بَدا لَكَ وَاِستَبِح شَتمي

عدنية حرة
08/09/2012, 11:34 AM
نَفَرَ النَومُ وَاِحتَمى مِن جُنوني كَأَنَّما
هُوَ أَيضاً مِنَ الحَبي بِ جَفاءً تَعَلَّما
اِزجُرِ القَلبَ إِن صَبا وَلُمِ العَينَ مِثلَما
جَشَّمتَ قَلبَكَ الصَبا بَةَ حَتّى تَجَشَّما
أَنتِ يا عَينُ كُنتِ لي لِلصَباباتِ سُلَّما
ثُمَّ حَمَّلتِني الثَقي لَ وَأَبكَيتِني دَما
ثُمَّ أَلَّفتِ بَينَ طَر فِيَ وَالنَجمِ في السَما
عَجَباً كَيفَ لَم يَصِر هُوَ مِثلي مُتَيَّما
أَنتَ لَو لَم تَكُن شَقِي ياً لَما كُنتَ مُغرَما
عَكَفَ الحُبُّ عيرَهُ في فُؤادي وَخَيَّما
فَهوَ لا يَرحَلُ الزَما نَ وَإِن قُلتُ يَمَّما

عدنية حرة
08/09/2012, 11:34 AM
جِنانُ أَضنى جَسَدي حُبُّكُم فَلَيسَ إِلّا شَبَحٌ قائِمُ
وَلَيسَ لي جيبُ قَميصٍ وَلا يَثبُتُ في خِنصَرِيَ الخاتَمُ
إِن لَم يَكُن ما قُلتُهُ هَكَذا إِنّي إِذَن يا ظالِمي ظالِمُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:34 AM
اِردُد عَلَيَّ المُدامَ بِالجامِ وَسَقِّنيها بِرَغمِ لُوّامي
وَجُرَّ زِقّاً كَأَنَّهُ رَجُلٌ مُفَصَّلُ الساعِدَينِ مِن حامِ
أَدِر عَلَينا أَدِر مُعَتَّقَةً يَرِقُّ مِنها صَفيقُ إِسلامي
كَأَنَّها وَالمِزاجُ يَقرَعُها شِهابُ دِجنٍ يَلوحُ قُدّامي

عدنية حرة
08/09/2012, 11:37 AM
وَسَيّارَةٍ ضَلَّت عَنِ القَصدِ بَعدَما تَرادَفَهُم أُفقٌ مِنَ اللَيلِ مُظلِمُ
فَأَصغَوا إِلى صَوتٍ وَنَحنُ عِصابَةٌ وَفينا فَتىً مِن سُكرِهِ يَتَرَنَّمُ
فَلاحَت لَهُم مِنّا عَلى النَأيِ قَهوَةٌ كَأَنَّ سَناها ضَوءُ نارٍ تُضَرَّمُ
إِذا ما حَسَوناها أَقاموا مَكانَهُم وَإِن مُزِجَت حَثّوا الرِكابَ وَيَمَّموا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:37 AM
أَنضَيتِ أَحرُفَ لا مِمّا لَهَجتُ بِها فَحُقَّ لي رِحلَةٌ مِنها إِلى نَعَمِ
أَو حَوِّليها إِلى ما فَهيَ تَعدُلُها إِن كُنتِ حاوَلتِ في لا قِلَّةِ الكَلِمِ
قِستُم عَلَينا فَعارَضنا قِياسَكُمُ يا مَن تَباعَدَ عَن جودٍ وَعَن كَرَمِ
وَلَستُ تَفديكُمُ نَفسي أُحَمِّلُكُم ثِقلي بِعَينٍ وَلا كَفٍّ وَلا قَدَمِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:37 AM
إِنّي عَلِقتُ الأَحمَدَينِ كِلَيهِما كَيما يَكونُ هَوى الفُؤادِ هَواهُما
تِربانِ قَد كُسِيا المَلامَةَ كُلَّها وَغَذاهُما في نِعمَةٍ أَبَواهُما
قَمَرانِ بَل شَمسانِ بَينَ غَمامَةٍ فَهُما هَوايَ مِنَ الأَنامِ هُما هُما
وَهُما اللَذانِ إِذا يُقالُ تَمَنَّ لي لَم أَعدُ مِن حورِ الظِباءِ سِواهُما
فَعَلى المِلاحِ مِنَ البَرِيَّةِ كُلِّهِم مِنّي السَلامُ إِلى المَماتِ عَداهُما

عدنية حرة
08/09/2012, 11:38 AM
أَيا مَن لا يُرامُ لَهُ كَلامُ فَكَيفَ سِوى الكَلامِ إِذاً يُرامُ
وَلا التَسليمُ إِلّا مِن بَعيدٍ فَيَشمَلُني مَعَ القَومِ السَلامُ
أُحِبُّ اللَومَ فيهِ لَيسَ إِلّا لِتَردادِ اِسمِهِ فيما أُلامُ
وَيَدخُلُ حُبُّهُ في كُلِّ قَلبٍ مَداخِلَ لا تُقَلقِلُها المُدامُ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:38 AM
كَتَمتُ الحُبَّ يا حَكَمُ وَلا وَاللَهِ يَنكَتِمُ
وَلَم أَرَ مِثلَ هَذي النا سُ لَم أَعلَمهُمُ عَلِموا
وَلَيسَ سِوى مُلاحَظَتي إِذا ما جِئتُ أَتَّهِمُ
هَجَرتُ مَعاشِراً لَكِ في هِمُ اِبنُ العَمِّ وَالرَحِمِ
وَحُبُّ بُنَيَّةِ الوَضّا حِ حُبٌّ لَيسَ يَنصَرِمُ
أَمَ اِنتِ بِجارِهِ رَهَنٌ سَقى جيرانَهُ الدِيَمُ
أَلا يا أَيُّها القَسُّ ال لَذي قَد صادَهُ صَنَمُ
وَلَولا حُبُّهُم لَم تَخ طُ بي لِلِقائِهِم قَدَمُ
يَغُمُّكَ قَولُ أَقوامٍ لَحَوكَ لِأَنَّهُم عَلِموا
فَلَيسَ لَهُم هَوىً صَقِبٌ وَلَيسَ لَهُم هَوىً أَمَمُ
فَصَحَّوا وَاِزدَهَوا مَرَحاً وَأَنحَلَ جِسمَكَ السَقَمُ
وَقالَ أَخوكَ مِن أَسَدٍ أَخٌ مِن سوسِهِ الكَرَمُ
لَقَد أَيقَنتُ أَنَّكَ لا مَحالَةَ سَوفَ تَرتَطِمُ
وَبَدرٌ مِن بَني حَوّا ءَ تَعشو دونَهُ الظُلَمُ
يَلومُكَ فيهِ أَقوامٌ بِبَلوى اللَومِ ما أَلَموا
وَعابوهُ فَكانَ أَشَد دَ ما عابوهُ أَن زَعَموا
بِأَنَّ أَميرَتي غَرّا ءُ في عِرنَينِها شَمَمُ
وَفي أَردافِها ثِقَلٌ وَفي أَترابِها هَضَمُ
وَفي أَنيابِها فَلَجٌ فَأَطرَوها وَما عَلِموا
فَلا عَدِمَ الهَوى قَلبي لِغَيظِهِمُ وَلا عَدِموا
خُلُوّاً مِن هَوى البيضِ ال لَذي بِشِفاهِها حَمَمُ
إِذا ما الحُبُّ لَم يَجعَل أَيادي مِنكَ تُقتَسَمُ
وَكانَ لِواحِدٍ حَتّى يَضُمُّكَ في الهَوى رَحِمُ
فَلامَكَ فيهِ أَقوامٌ فَقَد جاروا وَقَد ظَلَموا

عدنية حرة
08/09/2012, 11:38 AM
لا تَحزَنَنَّ لِفُرقَةِ الأَقرانِ وَاِقرِ الفُؤادَ بِمُذهِبِ الأَحزانِ
بِمَصونَةٍ قَد صانَ بَهجَةَ كَأسِها كِنُّ الخُدورِ وَخاتَمُ الدَنّانِ
دَقَّت عَنِ اللَحَظاتِ حَتّى ما تَرى إِلّا اِلتِماعَ شُعاعِها العَينانِ
وَكَأَنَّ لِلذَهَبِ المَذوبِ بِكَأسِها بَحراً يَجيشُ بِأَعيُنِ الحيتانِ
وَمُزَنَّرٍ قَد صُبَّ في قارورَةٍ ريقَ السَحابِ عَلى النَجيعِ القاني
شَمسُ المُدامِ بِكَفِّهِ وَبِوَجهِهِ شَمسُ الجَمالِ فَبَينَنا شَمسانِ
وَالشَمسُ تَطلَعُ مِن جِدارِ زُجاجِها وَتَغيبُ حينَ تَغيبُ في الأَبدانِ
في مَجلِسٍ جَعَلَ السُرورُ جَناحَهُ سِتراً لَهُ مِن ناظِرِ الحِدثانِ
لا يَطرُقُ الأَسماعَ في أَرجائِهِ إِلّا تَرَنُّمُ أَلسُنِ العيدانِ
أَو صَوتُ تَصفيقِ الجَليسِ تَطَرُّباً وَبُكاءُ خابِيَةٍ وَضِحكُ قَناني
حَتّى إِذا اِشتَمَلَ الظَلامُ بِبُردِهِ وَهَدا حَنينُ نَواقِسِ الرُهبانِ
أَلفَيتُهُ بَدراً يَلوحُ بِكَفِّهِ بَدرٌ جَمَعتَهُما لِعَينِ الراني
ما زِلتُ أَشرَبُ كَأسَهُم مِن بَينِهِم عَمداً وَما بِيَ عَجزَةُ النَشوانِ
لِأَنالَ مِنهُم عِندَ ذاكَ تَحِيَّةً إِمّا بِوَجهٍ أَو بِطَرفِ لِسانِ

عدنية حرة
08/09/2012, 11:39 AM
يا قَمَراً في السَماءِ مَسكَنُهُ وَنَرجِسُ الأَرضِ في البَساتينِ
يا حِزمَةَ الباذَنوسِ بِالمِسكِ وَال عَنبَرِ في نَكهَةِ الرَساطونِ
يا ياسَميناً بِالمِسكِ مُختَلِطاً يا جُلَّناراً في طيبِ نِسرينِ
خُلِقتَ مِن مِسكَةٍ مُزَعفَرَةٍ أَشبَهَ شَيءٍ بِالخُرَّدِ العينِ