المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسامة بن منقذ



الصفحات : 1 [2] 3

سرونة
13/08/2012, 02:48 AM
قد كنتُ أحسَبُ أن آ
قد كنتُ أحسَبُ أن آ ***** مِدَ مُنتهى أَمد الفراق
وأسكن القلب الخفو ***** قَ إليكُم بِمُنَى التَّلاقِي
وأقول قد رق الزما ***** نُ لِبرحِ وجدِي واشْتياقِي
وإذا بهِ مُستصغِرٌ ***** ما قد لقيت وما ألاقي
يقضي بتشتيتي وإر ***** جاءِ اللِّقاءِ إلى التَّلاقي

سرونة
13/08/2012, 02:48 AM
ضياءَ الدِّين، ما شَوقُ دعَانِي
ضياءَ الدِّين، ما شَوقُ دعَانِي ***** فاسمَعَني بمصرَ من العِراقِ
بمحدود فأشرحه ولا في ***** قوى الأقلام تسطير اشتياقي
ولكني سأرجئه وأرجو ***** مشافهتي به عند التلاقي
إذا ما كنتُ جارَك ذَا اشتياقٍ ***** إليكَ فكيفَ بي بعدَ الفراقِ
ولي شكوى من الأيام أضحت ***** لها نفسي تردد في التراقيي
أكلَّفُ من أذَاهَا فوقَ وُسِعي ***** وأحمل كارهاً غير المطاق
ويلزمني الإباء الصبر فيما ***** ينوب وطعمه مر المذاق
ومغفورٌ لها، إن أسعَفَتْني ***** بقربك ما لقيت وما ألاقي

سرونة
13/08/2012, 02:48 AM
كَم إلى كَم يُلحَي المحبُّ المشوقُ
كَم إلى كَم يُلحَي المحبُّ المشوقُ ***** وهو من سكرة الهوى لا يفيق
حمَّلوهُ، وهو الضّعيفُ من التَّعـ ***** ـنيف فيهم واللوم ما لا يطيق
شجعوه على القطيعة والصـ ***** ـبُّ من الصَّدّ والفراقِ فَروقُ
ولحوه من ساحل البحر والمسـ ***** ـكينُ في لجَّة ِ الغرامِ غَريقُ
والسقيم العاني يعاني من الأو ***** صابِ ما لا عانَى المَعافي الطّليقُ
يا عذولي إليك عني فما أنـ ***** ـت كما تدعي الصديق الصدوق
ليس للصب من تباريح ما يلـ ***** ـقى معين ولا رفيق رفيق
إنَّما الحبُّ كالقيامَة : ما فيـ ***** ـه حميم ولا شقيق شفيق
وأخُو الوجدِ ما إلى قلبِه المحـ ***** ـجوبِ بالحبّ للسُّلوِّ طريق
خانَهُ الأصفياءُ حتَّى التَّأسِي ***** وجفَا حتَّى الخيالُ الطَّروقُ
وإذا نهنه الدموع استجمت ***** وهمت وهي لؤلؤ وعقيق

سرونة
13/08/2012, 02:48 AM
نظام الدين كم فارقت خلا
نظام الدين كم فارقت خلا ***** وكم صليت حشاي لظى اشتياق
فلم أجزَعْ لِفَجْئَاتِ التَّنائِي ***** ولم أفْرَقَ لروعاتِ الفِراقِ
وهأَنذا لِبُعدكَ إلفَ هَمّ ***** تَفيضُ له النُّفوسُ من المآقِي
أمني قلبي الخفاق شوقاً ***** إليك بقرب أيام التلاقي

سرونة
13/08/2012, 02:49 AM
أبا الحارث اسلم من حوادث دهرنا
أبا الحارث اسلم من حوادث دهرنا ***** ومِن حَرِّ أنفاس المُشوقِ المُفارِق
أَذُمُّ إليكَ البينَ، إنَّ وشِيكَه ***** رمى كل عظم من عظامي بعارق
وأضللتُ شَمسي، ثم أصبحتُ نَاشداً ***** لهَا، وهي في غَريبٍ، بأرضِ المشَارقِ
أروح وأغدو في هموم تعودني ***** فيا لَي من همَّينِ: غادٍ، وطَارق

سرونة
13/08/2012, 02:49 AM
أبا حَسَنٍ، قَدرَانَ، بعد بِعَادِكم
أبا حَسَنٍ، قَدرَانَ، بعد بِعَادِكم ***** على القلب هم ما أراه يزول
أعلل نفسي أنني سأبثه ***** إذا ما التقينا والرجاء مطول
إذا قلتُ: في أعقابِ ذا العامِ نَلتقي ***** تمادى وأيام الهموم تطول
وأقتَلُ أدْوائِى بِعادُ أحَّبتِي ***** وداء التنائي ما علمت قتول
وقد ساءني أن الليالي غيرت ***** أخلاي حتى ما يدوم خليل
وجفوة مجد الدين أعدل شاهد ***** على أن أهواء القلوب تحول
أساءَ التَّنائِي ظنَّه بِي، وإنّنى ***** لأعهده في القرب وهو جميل
جفاني زماناً لا ملالاً وإنما ***** نَهته حُزُونُ بَيننَا وسُهولُ
مفاوز لا يسطيع قطع فجاجها ***** رسول ولو أن الخيال رسول
ولا ذَنبَ إلاّ للبِعادِ فما لَنا ***** دنَوْنَا، وحَظِي في الدّنِّو قليلُ

سرونة
13/08/2012, 02:49 AM
وافى كتابك مفتوحاً فبشرني
وافى كتابك مفتوحاً فبشرني ***** بفتح سبل اللقاء الزجر والفال
فقلتُ: أحبِبْ بِهَا بُشرى إلى َّ، وإن ***** تَعرَّضَتْ، دونَ ما نَرْجُوهُ، أهوالُ
ثم اعترتني أشواق تجهلني ***** كيف اطمانَّتْ بِقلبِي بعدَك الحالُ
وكيف يبقى وما ينفك ذا وجل ***** خوفاً عليك وفي الأوجال آجال

سرونة
13/08/2012, 02:50 AM
يا خير من علقت كفي مودته
يا خير من علقت كفي مودته ***** وصُدّقَتْ لَي في عَلْياهُ آمالُ
ماذا أقُول، وقلبِي قد تخلَّفَ عن ***** جِسْمي، وزُمَّت لوشك البين أجمالُ
وكم فجعت بروعات الفراق ولا ***** كَهذه، لم يُرْعني قطُّ تَرحالُ
وقبل وشك النوى قد كنت أحذرها ***** كأن ذاك التوقي قبلها فال
فإن تمادت بنا أيام فرقتنا ***** وكلُّ ساعاتِ بُعدي عنك آجالُ
فاحفَظ فؤاداً مقيماً فى ذُرَاك، ولا ***** تُسْلمْه للَّشوقِ، إنّ الشَّوقَ قتّالُ

سرونة
13/08/2012, 02:50 AM
أيْن سَمِعي عما يقولُ العذولُ
أيْن سَمِعي عما يقولُ العذولُ ***** أنا بالهجر والنوى مشغول
وسبيل السلو باد لعيـ ***** ـني ولكن مالي إليه سبيل
مَا قَليلُ الغرامِ، يا مستريحَ القـ ***** ـلب مما يلقى المحب قليل
بِالهَوى هَامَ في الفَلاَ قيسُ ليلى َ ***** وبه ماتَ عُروة ٌ وجَميلُ
فَاعفِ من لَومكَ المحبَّ، كفاهُ ***** من جواه تسهيده والنحول
لا تظنن وجد من فارق الأظـ ***** ـعان يحتثهن حاد عجول
تَقطع البيدَ حاملاتٍ شُموساً ***** ما لها في سوى الخدور أفول
كلُّ شمسٍ تُنيرُ فَوق قَضِيبٍ ***** يتهادى به كثيب مهيل
لاَ ولاَ وجدَ نازحٍ فارَق الأو ***** طانَ، يَهتاجُه الضُّحَى والأصيلُ
كلَّما لامَهُ العذولُ مَرَى دمْـ ***** ـعاً تُبارِيه زَفرة ُ وعَويلُ
مثل وجد لفرقة الملك الصـ ***** ـالِح، وهو المرجوُّ والمأمولُ
يا أمير الجيوش يا أعدل الحـ ***** ـكام في فعله وفيما يقول
أنت تقضي بالحق لست وإن زا ***** لت جبال الأرضين عنه تزول
فَبِماذا قضيتَ يا سيِّدَ الحـ ***** ـكام طرا علي أني ملول
مَن يملُّ الحياة َ، أمْ مَن عَليهِ ***** من توالي أنفاسه تثقيل
لا تَرُعْني بالعَتْبِ، فهو، على قَطْـ ***** ـعِ رُسومِ التَّشريف عَنّي، دليلُ
لي رسومٌ، منها مواصلَة ُ الكُتْـ ***** وأنت البر الكريم الوصول
وسواها أغنيتني عنه بالإنعـ ***** ـام حتى لم يبق لي تأميل
فأعذني من قطعها فهي لي فخـ ***** ـر به أدرك العلا وأطول
فبِودّي لو اطَّلعتَ على قلـ ***** ـبي فيبدو لك الولاء الدخيل
وترى أن ما زرعت من الإنـ ***** ـعام لم يحص ريعه التجميل

سرونة
13/08/2012, 02:50 AM
أبني السرى والبيد لا
أبني السرى والبيد لا ***** أغرى الزمان بكم عرامه
هل فيكم من مبلغ ***** عني السلام أبا سلامه
وتحية ً كشذا فتيـ ***** ـيق المسك صفق بالمدامه
تهدى يضوع نسيمها ***** لأغر عصاء ملامه
من جامح العزمات لا ***** يَرضَى على هُونٍ مُقامَهْ
وقَّعنَ غَارِبَه الخُطو ***** ب ولم يزل يأبى الظلامه
يا بن الخَضَارِمة ِ الكرا ***** م أولي المكارم والكرامه
من كل بسام تسـ ***** ـحُّ يداه للعافِين سَامَهْ
خَضِلِ الجنَابِ إذا تَردَّ ***** ى الجو من مَحلٍ قَتَامَهْ
أأسام خسفاً ثم لا ***** آبَى ، فلستُ إذاً أُسامَهْ
هيهات لا ترضى المعا ***** لِي صاحِباً يرضَى اهتضامَهْ
وعلامَ يخشَى النّاسَ مَن ***** لم يخشَ فى حالَ حِمامَهْ
مَن لا تَراهُ إثرَ شي ***** ءٍ فائتٍ يُبدي النَّدامَهْ
وإذا حوى الرغبات أمـ ***** ـضَى للعلا فيها احتكَامَهْ
لو أنكرَتْ أجفانُه ***** طيف الخيال جفا منامه

سرونة
13/08/2012, 02:51 AM
وكيفَ أشكرُ مَن أسدَى إلى َّ يداً
وكيفَ أشكرُ مَن أسدَى إلى َّ يداً ***** سرت سرى الطيف من مصر إلى الشام
رأى مكانِي علَى بُعدِي، وقد عَشِيَتْ ***** عنِّى عيونُ أخلائي، وأَيَّامي
محافظاً لعهودي حين أفردني ***** ظِلّي وأعرَضَ عنِّي طيفُ أحلاَمي

سرونة
13/08/2012, 05:36 PM
قَصَّرْتُ في خِدَمي تقصيرَ مُعترفٍ
قَصَّرْتُ في خِدَمي تقصيرَ مُعترفٍ ***** وما كذا يفعل الإخوان والخدم
حتى تعصفر لون الطرس من وجل ***** فإن صفحت جرى في وجنتيه دم
وبعد عذري فقد أقرحت من أسف ***** جفْنى ، وأدمَى بنائي بعدكَ النَّدمُ
أطعتُ حُكم الليالِي في فراقِيَ مَن ***** وجداننا كل شيء بعده عدم
لم لا تصاممت عن داعي الفراق وما ***** بالي صليت لظاه وهو يحتدم
فإن تُقلِني اللَّيالي عَثْرتِي، وأفُز ***** بالقُربِ منكَ فميعادُ اللِّقا الرَّدَمُ
خوفَ الهلاكِ على َّ من إبطائِه
فأعاد لي روح الحياة وصوله ***** ولقيت قاصية المنى بلقائه

سرونة
13/08/2012, 05:36 PM
يلط بالدين من مولاه مسلمه
يلط بالدين من مولاه مسلمه ***** حتى يخلصه السلطان والحكم
لكن مولاي يقضي ما استدنت ولا ***** يَلْقَى سُؤالِيَ منهُ الصّدُّ والسّأمُ
فكفُّه البحرُ، لكن موجُهُ بِدَرٌ ***** وجوده الغيث لكن وبله نعم

سرونة
13/08/2012, 05:37 PM
يا راكباً تقطعُ البيداءَ هّمتُه
يا راكباً تقطعُ البيداءَ هّمتُه ***** والعيس تعجز عما تدرك الهمم
بلغ أميري معين الدين مألكة ً ***** من نازح الدرا لكن وده أمم
وقل له: أنت خيرُ التّركِ فضَّلكَ الحيـ ***** ـحياء والدين والإقدام والكرم
وأنت أعدلُ من يُشكَى إليه، ولِي ***** شَكِيَّة ٌ، أنت فيها الخَصمُ والحكمُ
هل في القضية يا من فضل دولته ***** وعدلُ سِيرتِه بين الورَى عَلَمُ
تَضييعُ واجبِ حقِّي بعد ما شَهدت ***** به النصيحة والإخلاص والخدم
وما ظننتُكَ تَنسى حقَّ معرفَتِي ***** إن المعارف في أهل النهى ذمم
ولا اعتقدت الذي بيني وبينك من ***** ود وإن أجلب الأعداء ينصرم
لكن ثِقاتُك ما زالوا بِغِشِّهمْ ***** حتى استوت عندك الأنوار والظلم
باعُوكَ بالبَخسِ، يبغُون الغِنَى ، ولهمُ ***** لو أنهم عَدِمُوك، الويلُ، والعدَمُ
واللّهِ ما نَصَحُوا، لما استَشرتَهُمُ ***** وكلهم ذو هوى ً في الرأي متهم
كم حرَّفُوا من مقالٍ في سِفَارتَهم ***** وكم سَعَوْا بفسادٍ، ضَلَّ سعيُهمُ
أين الحمية والنفس الأبية إذ ***** ساموك خطة ً خسف عارها يصم
هلاً أنفت حياءً أو محافظة ً ***** مِن فعلِ ما أنكرتْه العُرْبُ والعَجَمُ
أسلمتنا وسيوف الهند مغمدة ***** ولم يُروِّ سنانَ السمهوريِّ دَمُ
وكنتُ أحسَبَ مَن والاَك في حَرمٍ ***** لا يَعترِيه به شيبٌ ولا هَرَمُ
وأنَّ جارَك جارٌ للسموءَل، لا ***** يَخَشى الأَعادِي، ولا تَغتالُه النِّقَمُ
وما طمان بأولى من أسامة بالـ ***** فَاءِ، لكن جرى بالكائِن القَلمُ
هَبنا جَنَيْنا ذُنوباً، لا يكفِّرُها ***** عذر فماذا جنى الأطفال والحرم
ألقيتَهُم في يدَ الإفرنجِ مُتَّبِعاً ***** رضا عدى ً يسخط الرحمن فعلهم
هم الأعادي وقاك الله شرهم ***** وهُم بِزعْمهمُ الأعوانُ والخَدمُ
إذا نهضت إلى مجد تؤثله ***** تقاعدوا فإذا شيدته هدموا
وإن عَرَتْكَ من الأيامِ نائبة ٌ ***** فكلُّهمْ للَّذي يُبكِيكَ مُبْتَسِمُ
حتَّى إذا ما انجلَت عنهم غَيابَتُها ***** بحد عزمك وهو الصارم الخذم
رشَفْتَ آجنَ عيشٍ، كلُّه كَدَرٌ ***** ووِردُهم من نَداك السلسلُ الشَّبِمُ
وإن أتاهُم بقولٍ عنك مُختَلَقٍ ***** واشٍ، فذاكَ الذي يُحْبَى ، ويُحتَرمُ
وكلُّ من ملْتَ عنه قرَّبُوه، ومَن ***** والاك فهو الذي يقص ويهتضم
بغياً، وكفراً لما أوليتَ من مِنَنٍ ***** ومرتع البغي لولا جهلهم وخم
جرِّبْهمُ مِثلَ تجريبِي، لتَخبرُهُم ***** فللرجال إذا ما جربوا قيم
هل فيهم رجل يغني غناي إذا ***** جَلاَ الحوادثَ حدُّ السّيفِ والقَلَمُ
أم فيهمُ مَن له في الخطبِ ضَاقَ به ***** ذرع الرجال يد يسطو بها وفم
لكن رأيك أدناهم وأبعدني ***** فليت أنا بقدر الحب نقتسم
وما سخطت بعادي إذ رضيت به ***** وما لِجُرحٍ إذا أرضاكُم أَلَمُ
ولست آسى على الترحال عن بلد ***** شهب البزاة سواء فيه والرخم
تعلَّقَتْ بحبالِ الشمس منه يَدِي ***** ثم انثنت وهي صفر ملؤها ندم
لكْن فراقُك آسانِي، وآسَفَنِي ***** ففي الجوانحِ نارٌ منه تَضطرمُ
فاسلم فما عشت لي فالدهر طوع يدي ***** وكلُّ ما نالنِي من بؤسه نِعَمُ

سرونة
13/08/2012, 05:37 PM
يا ناصرَ الدِّين، يا بنَ الأكرمينَ، ومَن
يا ناصرَ الدِّين، يا بنَ الأكرمينَ، ومَن ***** يُغنى نَدى كفِّه عن وابلِ الدِّيم
ومن حوى السبق في فضل وفي روع ***** وفي عفاف وفي دين وفي كرم
أنت العيي على ما فيك من لسن ***** عن لا وأفصح خلق الله في نعم
تولى الجميل بلا من تكدره ***** لا كدر الله ما أولاك من نعم
هذا ابن عمك في أسر الفرنج له ***** حولٌ تجرَّم، في الأغَلاَلِ والظُّلَمِ
يدعوك لا بل أنا الداعي نداك له ***** يا خير من علقته كف معتصم
وأنت أكرمُ مَن تَثنِيه عاطفة ُ القُـ ***** ـربَى ، ويرجوه للجُلَّى ذوو الرَّحمِ
ومَن تكْن أنتَ مولاهُ وناصرَهُ ***** فكيف تسطو عليه كفُّ مهتضِمِ
لا تُحوِجَنِّي إلى منِّ الرجالِ، فما ***** حمل الأيادي وإن أعسرت من شيمي
ولا تظنَّنِي أدعو سِواك، ولا ***** يفوه مجتدياً إلا إليك فمي
علامَ أرتشف الرَّنْقَ الأُجَاجَ، وقد ***** رويت كل صد من بحرك الشبم
أنا ابن عمك فاجعلني بفك أخي ***** من أسره لك عبداً ما مشت قدمي
فملك مثلي لا يغلو بما بذل الـ ***** ـتَاعُ فيه، ولا يُستام بالقِيَمِ

سرونة
13/08/2012, 05:37 PM
هَذَا كتابُ فَتًى أَحَلَّتْه النَّوى
هَذَا كتابُ فَتًى أَحَلَّتْه النَّوى ***** أوطانها ونبت به أوطانه
شطت به عمن يحب دياره ***** وتفرَّقتْ أيدِي سَبَا إخوانُهُ
مُتَتَابِعِ الَّزفَراتِ بَين ضُلوعِه ***** قلب يبوح بسره خفقانه
تأوي إليه مع الظلام همومه ***** وتَذودُه عن نَومه أَشجَانُه
ألِفَتْ مُقَارَعَة َ الكُمَاة ِ جِيادُه ***** وسرى الهواجر لا بني ذملانه
يومان أجمع دهره إما سرى ً ***** أو يَومُ حربٍ تَلتَظى نِيرانه
لكنه لا يستكين لحادث ***** خَوفَ الحِمَامِ، ولا يُرَاع جَنَانُهُ

سرونة
13/08/2012, 05:38 PM
نفسي الفداءُ لمن أذُودُ بِذكرِه
نفسي الفداءُ لمن أذُودُ بِذكرِه ***** عَنِّي عَوادِي الهَمِّ والأشجانِ
وإذَا فَررتُ من الخطُوبِ جَعلتُه ***** فِئتِي فَيفُرِقُها امتِناعُ مَكَانِي
وكأن معجزة المسيح كتابه ***** فإذا قضيت من الأسى أحياني

سرونة
13/08/2012, 05:38 PM
وإنَّ امرأً أضحَى «بإرْبِلَ» دَارُه
وإنَّ امرأً أضحَى «بإرْبِلَ» دَارُه ***** وفي شيزَرٍ أَحبابُه وشجُونُه
لغَيرُ مَلُومٍ في الحنينِ إليهمُ ***** وَمعذُورَة ٌ أن تْستَهِلَّ جُفُونُه

سرونة
13/08/2012, 05:38 PM
إن ألقه سره قربي وآنسه
إن ألقه سره قربي وآنسه ***** وإن أَغِبْ صَدَّ عَنِّي مُعرِضاً، ولَهَا
كأنني ميت في النوم يبهجه ***** لقاؤه، ثم ينْسَاه إذا انْتَبهَا

سرونة
13/08/2012, 05:39 PM
وافى كتابك معلناً بملامة
وافى كتابك معلناً بملامة ***** قدحت زناداً في الجوانح واريا
وقرأته فوجدت طرفي ضاحكاً ***** فرحاص برؤيته وقلبي باكيا
وتعمدتني نافذات سهامه ***** حتى إذا أصمين عدن مكاويا
وتطلعت منه أراقم رملة ***** يردي السليم لعابها والراقيا
فكأنَّ ذَاكَ الطِّرسَ أضحَى سَلَّة َ الحَـ ***** ـحاوي وهاتيك السطور أفاعيا

سرونة
13/08/2012, 05:39 PM
رَقَصتْ أرضُه عشيَّة َ غنَّى الرّ
رَقَصتْ أرضُه عشيَّة َ غنَّى الرّ ***** عد في الجو والكريم طروب
وتَثنَّتْ حيطانهُ، فأمالَتْـ ***** ـها شمال بزمرها وجنوب
لا هُبُوبٌ لنائِمٍ من أمانِيـ ***** ـه وللعاصفات فيها هبوب
وأرَى البرقَ شامِتاً ضاحكَ السِّـ ***** ـنّ، وللجوِّ بالغمامِ قُطوبُ
ذكروا أنه تذوب به السحـ ***** ـبُ، فما للصُّخورِ أيضاً تَذوبُ
أبذنب أصابها قدر اللـ ***** ـه فللأرض كالأنام ذنوب

سرونة
13/08/2012, 05:40 PM
أنيسيَ في ليلِ القطيعة ِ مُشْبِهي:
أنيسيَ في ليلِ القطيعة ِ مُشْبِهي: ***** نحولاً وتسهيداً ولوناً وأدمعا
أُواجِهُ وجهاً منه حيثُ رأيتُه ***** منيراً إلى من أمه متطلعا
كملُبس جِسمِي سُقمَ جفنَيْهِ حيثُما ***** بَدَا لِيَ عاينتُ الملاحة َ أجمَعَا

سرونة
13/08/2012, 05:40 PM
ومفردة تبكي إذا جن ليلها
ومفردة تبكي إذا جن ليلها ***** خُفَاتاً، وفي أحشائِها النَّارُ واللَّذْعُ
تذوبُ جوى ً، إمَّا لصدٍّ وهجرة ٍ ***** وإمَّا لِبَينٍ، ما لِتشتِيته جَمْعُ
فلم أر جمراً ذائباً غير دمعها ***** ولا جسم باك قبلها كله دمع

سرونة
13/08/2012, 05:42 PM
وسلِّ عنكَ الهمومَ إن طرقَتْ
وسلِّ عنكَ الهمومَ إن طرقَتْ ***** بِبنتِ كرمٍ،في الكأسِ تأتَلِقُ
إذا فراها المزاج أضرمها ***** وقلت أيدي السقاة تحترق
توَّجَها الماءُ من فَواقِعِه ***** تاجاً به ترتدي وتنتطق
يقال ما تستقر والهم في ***** صدرٍ، فيا نِعمتَاه لو صَدَقُوا
وأينَ مِن هَمِّيَ المُدامُ، وقد ***** سدت عليها من دونه الطرق

سرونة
13/08/2012, 05:42 PM
أعجب لمحتجب عن كل ذي نظر
أعجب لمحتجب عن كل ذي نظر ***** صحبته الدهر لم أسبر خلائقه
حتى إذا رابَني قَابلتُه، فَقَضَى ***** حياؤه وإبائي أن أفارقه

سرونة
13/08/2012, 05:43 PM
وافتَكَ حالِكة ُ السَّوادِ، يخالُها
وافتَكَ حالِكة ُ السَّوادِ، يخالُها ***** صِبغَ الشَّباب النَّاظِرُ المتَوسِّمُ
فيها رِماحُ الخَطِّ مُرْهفَة َ الشَّبَا ***** تردي الطعين ولا يضرجها دم
من كلِّ أهيفَ إن جَرَى في طِرسه ***** ناجى فأفهم وهو لا يتكلم
بيض الأيادي في سواد لعابه ***** فكأنما الأرزاق منه تقسم
تَحوِي مُسلَّطَة ً عليهَا، يَختَشى ***** من حدها الماضي الحسام المخذم
تَأديبُها لهُمُ بقَطعِ رُوُوسِهم ***** إن قَصَّروا في السَّعيِ عما تَرسُمُ
فانعم بحسن قبولها متطولاً ***** فالشكْرُ لاَ يَحويهِ إلاّ مُنعمُ

سرونة
13/08/2012, 05:43 PM
قولا لريم في حلة العرب
قولا لريم في حلة العرب ***** إليك أشكُو ما يَصْنَعُ اسمُك بي
بما استجازت عيناك سفك دمي ***** وأخذ قلبي في جملة السلب
جارُك أولَى برعْي ذِمَّتِه ***** إن أنت راعيت حرمة الصقب
لولاكِ، والدَّهرُ كلُّه عجبٌ ***** ما خُفرتْ فيَّ ذِمَّة ُ العَرَبِ
هذا هوى ً، كنتُ في بُلَهْنِيَة ٍ ***** عنه فيا للرجال للعجب
أيسترق الكريم ذا النسب الوا ***** ضح عبد مستعجم النسب
ويَحْملُ الثَّأْرَ مَن به خَوَرٌ ***** عن احتمال الحجال والقلب
نشدتُكِ الله في احتمالِ دَمي ***** فمعشَرِي ما يفوتُهم طَلبي
ما فات قومي آل المهلب من ***** قبليَ ثأرٌ في سَالِفِ الحقَبِ
فلا تُرِيقِي دماً لذِي أدبٍ ***** يسطُو بأقلامه على القضُبِ

سرونة
13/08/2012, 05:43 PM
متى أرى الطُّوبانَ قد مَهَّدت
متى أرى الطُّوبانَ قد مَهَّدت ***** حيطانَه السُّودَ المحَارِيثُ
ما فيه إلا ريح عاد وأجـ ***** ـلاف طغام ويراغيث

سرونة
13/08/2012, 05:43 PM
شبيهة حبات القلوب لك الهوى
شبيهة حبات القلوب لك الهوى ***** وهل لفؤاد عن سويدائه صبر
على نحرك الداجي زها الدر مثلما ***** زهت في دياجي الليل أنجمه الزهر
لأنْتِ شبابٌ ما يشينُ سوادَه ***** بياض مشيبٍ ، والشباب هو لقد
لقد أكثر اللوام فيك وجهلهم ***** إذا عنفوني في هواك هو العذر

سرونة
13/08/2012, 05:44 PM
اُنظُر إلى الأيام، كيفَ تقُودُنا
اُنظُر إلى الأيام، كيفَ تقُودُنا ***** قَسْراً إلى الإقرار بالأقْدَارِ
ما أوقدَ ابنُ طُلَيْبِ قطُّ بِدارِه ***** نَاراً، وكان هلاكُها بالنَّارِ

سرونة
13/08/2012, 05:44 PM
أميرُنا زاهدٌ، والنّاسُ قد زَهُدوا
أميرُنا زاهدٌ، والنّاسُ قد زَهُدوا ***** له فكل على الطاعات منكمش
أيامه مثل شهر الصوم طاهرة ***** من المعاصي وفيها الجوع والعطش

سرونة
13/08/2012, 06:10 PM
رمان مصر كأنه ذرة
رمان مصر كأنه ذرة ***** آكله شاخص من الغصص
والرِّيقُ فيها، فَدَعْ سِواهُ، إذا ***** أساغه المرء كان بالنغص
وليس يرضى اللبيب عيشته ***** فيها، ولكن زُرَيق في القَفَص

سرونة
13/08/2012, 06:10 PM
إذا صاحبتَ عَمْراً في طريقِ
إذا صاحبتَ عَمْراً في طريقِ ***** فقد سَايَرْتَ ظِلَّكَ في الطَّرِيقِ
فإن لم تلقَ إنساناً سِواهُ ***** تُرافقُه، فأنتَ بلاَ رَفِيقِ

سرونة
13/08/2012, 06:11 PM
عابُوا هَوَى شادنٍ في رجله قَصرٌ
عابُوا هَوَى شادنٍ في رجله قَصرٌ ***** من سُكْرِ ألحَاطِه في مَشْيِه ثَمَلُ
وما هَوَى خُوِط بانٍ مَاسَ من هَيَفٍ ***** عَيْبٌ، وإن كان عيباً فهو مُحتَمَلُ

سرونة
13/08/2012, 06:11 PM
نزلت بأرض بالوا وهي حصن
نزلت بأرض بالوا وهي حصن ***** عَلاَ، حتَّى تمنطَقَ بالنُّجومِ
بروم لا تلائمهم طباعي ***** وما العربي ذو إلف بروم
سلامهم هزار باريك ماذا ***** شبيه سلام خزان النعيم
وإن كلمتهم قالوا: اشكديم ***** ولست بعالم معنى اشكديم
وما تسوى لغى كوم وإن هي ***** سَجَا لَيليِ بَها، وصَفَا نَسيمى
وبرد مياهها وجنى جنان ***** تحيط بها ويانعة الكروم
مقامي بين قوم إن تداعوا ***** سمعتُ دعاءَ أصداءِ وبُومِ

سرونة
13/08/2012, 06:11 PM
عَتيقٌ كالهِلال، إذا تَبدَّى
عَتيقٌ كالهِلال، إذا تَبدَّى ***** لسارِى اللَّيِلِ مِن تحتِ الغُيومِ
تقولُ، إذا به الأترابُ حَفُّوا: ***** أهذا البدر ما بين النجوم

سرونة
13/08/2012, 06:12 PM
يَا ساكنى جنَّة ٍ، رِضوانُ خَازنُها
يَا ساكنى جنَّة ٍ، رِضوانُ خَازنُها ***** هنيتم العيش في روح وريحان
مروا النسيم إذا ما الفجر أيقظه ***** بحمله طيب نشر منه أحياني
أو فابعثوا نغمة ً منه يعيش بها ***** قلبي فقد مات مذ حين وأزمان
ظبي أغن تردى بالدجى وجلا ***** شمس النهار على غصن من البان
في فيه ما في جنان الخلد من درر ***** ومن رَحِيقٍ، ومن مسْكٍ، ومَرْجَانِ
إذا بدا وشدا في مجلس ظفروا ***** بمُنية النَّفِس من حُسنٍ وإحسَان
لا تَنْسَني يا أبا نَصرٍ، إذا حَضَرتْ ***** قُلوبُكم بين مَزمُومٍ وطَرخَانِي
كن لي وكيلاً على الرؤيا ووكل لي ***** سواك يسمع عني شدو رضوان
وقُل له: يَتَغَنَّى من قلائِده ***** صوتاً يُجدِّدُ لي شَجْوى ، وأشْجَانِي
نسيمه يتقلقاني بزورته ***** مبشراً لي به من قبل يلقاني

سرونة
13/08/2012, 06:12 PM
وصفوا لي بغداد حيناً فلما
وصفوا لي بغداد حيناً فلما ***** جئتها جئت أحسن البلدان
منظرٌ مبهِجٌ، وقومٌ سَراة ٌ ***** قد تَحلَّوا بالحُسنِ والإحسَان
ليس فيهم عيب سوى أن في كـ ***** ـل بنان علاقة الميزان
وسمعنا وما رأينا سوى ***** أم ظلوم فيها من النسوان
وهي جنية كأقبح ما شـ ***** ـوهه ربنا من الغيلان
إن فيها من الصبايا شموساً ***** في غُصونٍ تهتزُّ في كُثبان
شغلتنا السبعون والحج عنهـ ***** ـن فقلنا بالسمع دون العيان

سرونة
13/08/2012, 06:12 PM
لقد عمَّ جُودُ الأفضَل الَّسيِّد الوَرَى
لقد عمَّ جُودُ الأفضَل الَّسيِّد الوَرَى ***** وأغنى غناء الغيث حيث يصوب
أعدْتَ ربيعَ النّاسِ في كلِّ بَلدة ٍ ***** فليس بها للرائدين جدوب
وجادَت لهمُ بالمالِ يُمناكَ، إنَّها ***** بَذُولٌ على بُخل الزَّمانِ وَهُوبُ
وفي كل حي قد خبطت بنعمة ***** فحُقَّ لشَأسٍ من نَداك ذَنُوبُ“

سرونة
13/08/2012, 06:13 PM
غرني لامع السراب وهذا الـ
غرني لامع السراب وهذا الـ ***** ـحرُ دُوني عذبُ المياهِ شَروبُ
سرتُ أستَقْرِىء ُ المَحُولَ، وفِي أر ***** ضي مرعى عين وواد قشيب
وسحابٌ منه تعلَّمَتِ السّحـ ***** ـبُ، وإن لم تُشبِهه، كيفَ تصوبُ
سوءُ حَظٍّ أنأَى عن الملكِ الصَّـ ***** ـالح، والحظُّ ينتهى وَيثُوبُ
وإلى بابه مآلي وللآ ***** بق حسن القبول حين ينيب
غَابَ عنه جِسمِي، وقلبيَ مازا ***** ل مقيماً ببابه لا يغيب
فإذا ما سمعت بالنازح الد ***** انِي فإنِّي ذاكَ البعيدُ القريبُ
ومتى ما قربت منه فحظي ***** من عُلاهُ التَقريبُ والتَّرحيبُ
وبما نلت من ندى الملك الصا ***** لح أقسمت صادقاً لا أحوب
لت أعاد من دونه وحروب
أو يروي برؤيتي وجهه الميـ ***** ـمون قلبي الصادي وطرفي السكوب
ويقول الأنام آدم قد عا ***** د إلى الخلد إن ذا لعجيب
فحياتِي، وإن بلغتُ به المأ ***** مولَ، في غير ظلِّه لا تَطيبُ
يا أخا البيد والسرى وأخي البر ***** ـبر إذا عقّني أخٌ ونَسيبُ
قل لغيثي الهتون في أزمة المحـ ***** ـلِ، وغَوثِي إن أرهَقَتْنِي الخطُوبُ
كاشف الغمة المبر على السحـ ***** ـحبِ بجودٍ مَدَى الزَّمانِ يصوبُ:
يا ربيعي المريع حاشاك أن تمـ ***** ـحل ربعي وأنت ذخري الجدوب
أنَا أشكُو إليكَ دهراً لحا عُو ***** دى ، وأعرَاه؛ فهُو يَبْسٌ سَليبُ
وخطوباً رمى بها حادث الد ***** هرِ سَوادى ، وكلُّهُّنَّ مُصيبُ
أذهبتْ تَالِدى وطارفَي الطَّا ***** رِي فَضَاعَ المورُوثُ والمكسوبُ
فهو شطران بين مصر وبحر ***** ذا غريق فيء وذا منهوب
وإبائي أراه عن حمله المن ***** ضعيفاً وهو القوي الركوب
ويرى كل منة لسوى الصا ***** لِحِ غُلاًّ في حملِه تَعذيبُ
ما اعتذارُ المُنى إذا مَطَلَتْنِي ***** بِطِلابِي، وفضلُك المَطلوبُ
أَوَ ليست مِصراً، وكلُّ بنَانٍ ***** لك بحر وكل عبد خصيب
والنَّدى طبعُك الكريمُ؛ فما أهْـ ***** ـنى نوالاً تنيله وتثيب
جاءني والبعاد دوني كما جا ***** بَتْ فَيافِي البلاد ريحٌ هَبوُبُ
وعجيبٌ أنَّ المواهِبَ تَسرِي ***** ويقيمُ المسترفدُ الموهُوبُ
سُنَّة ٌ سنَّها نَدَى الملِك الصَّـ ***** لح فيها لكل خلق نصيب
من ثنائي طوى إليه الفيافي ***** وهو من كل ذي اقتراب قريب
وله بالنَّوالِ باعٌ طويلٌ ***** ويد سبطة وصدر رحيب
وبأيامه تبَّسمَتِ الدُنَـ ***** ـيا سُروراً، فلا اعترَاهاً قُطوبُ
فأجابه بهذه القصيدة ***** النّـ
يا أخلاي بالشآم لئن غبـ ***** ـتم فشوقي إليكم لا يغيب
غصبتنا الأيام قربكم منـ ***** ولا بدَّ أن تُردَّ الغُصُوبُ
ولكم إن نشطتم عندنا الإ ***** كرامُ، والرِّفدُ، والمحلُّ الخَصيبُ
قد علمتُمْ بأنَّ غَيثَ أيادينَـ ***** ـاعلى النَّاسِ بالنُّضارِ سَكُوبُ
وبنا يدرك المؤمل ما ير ***** جُوهُ قدماً، ويُنقَذُ المَكروبُ
نحن كالسُّحبِ: بالبَوارق والرّعـ ***** ـد لدينا الترغيب والترهيب
تارة ً نسعر الحروب على النا ***** ـاس، وطوراً بالمكرُماتِ نَصوبُ
كره الشام أهله فهو محقـ ***** ـوق بألا يقيم فيه لبيب
إن تَجَلّتْ عنه الحروبُ قليلاً ***** خلفتها زلازل وخطوب
أن ظني والظن مثل سهام الرمي ***** منها المخطي ومنها المصيب
إن هذا لأن غدت ساحة القد ***** س وما للإسلام فيها نصيب
منزلُ الوَحي قبلَ بعث رَسُول الـ ***** ـه فهو المحجوج والمحجوب
نَزَلَتْ وسْطَه الخَنازِيرُ والخمـ ***** ـرُ، وبَارَى النَّاقوسَ فيها الصَّليبُ
لو رآه المسيحُ لم يَرض فعلاً ***** ذكروا أنه له منسوب
أبعد الناس عن عبادة رب الـ ***** ـناس قوم إلهم مصلوب
ولعمري إن المناصح للديـ ***** ـن على الله أجره محسوب
وجِهادُ العدوِّ بالفِعلِ والقو ***** ل على كل مسلم مكتوب
ولك الرتبة العلية في الأمـ ***** ـرِينِ مُذ كنتُ، إذْ تشبُّ الحرُوبُ
أنت فيها الشجاع مالك في الطعـ ***** ـنِ، ولاَ في الضِّرابِ يوماً ضَريبُ
وإذا ما حرَّضتَ فالشّاعرُ المفـ ***** ـلق فيما تقوله والخطيب
ـكِرُ أنّ التَّدبيرَ منكَ مُصيبُ
لكَ رأيٌ مُذقَطُّ، إن ضَعفَ الرأْ ***** ي على حاملي الصليب صليب
فانهض الآن مسرعاً فبأمثا ***** لك ما زَال يُدرَك المَطلُوبُ
والقِ عّنا رسالَة ً عند نِورِ الِّد ***** ينِ، ما فِي إلقائِها ما يَريبُ
قُل له، دَام مُلكُه، وعَليهِ ***** من لباس الإقبال برد قشيب
أيها العادل الذي هو للديـ ***** ـن شباب وللحروب شبيب
والَّذي لم يَزَلْ قَديماً عن الإسـ ***** ـلام بالعزم منه تجلى الكروب
وغدا منه للفرنج إذا لا ***** قوه يوم من الزمان عصيب
إن يرم نزف حقدهم فلأشط ***** ـانِ قَناهُ في كُلِّ قَلْبٍ قَليبُ
غيرنا من يقول ما ليس يمضيـ ***** ـه بفعل وغيرك المكذوب
قد كتبنا إليك فاوضح لنا الآ ***** ن بما ذا عن الكتاب تجيب
قصدنا أن يكون منا ومنكم ***** أجل في مسيرنا مضروب
فلدينَا من العَساكِرِ ما ضَا ***** ق بأدناهم الفضاء الرحيب
وعلينا أن يستهل على الشا ***** م مكان الغيوث مال صبيب
أو تَراها مثلَ العَروسِ: ثَراهَا ***** كله من دم العدا مخضوب
لطنين السيوف في فلق الصبـ ***** ـحِ على هَامِ أهلِها تَطريبُ
ولِجمعِ الحُشُودِ من كُلِّ حِصْنٍ ***** سَلبٌ مُهمَلٌ لهم ونُهوبُ
وبحول الإله ذاك ومن غا ***** لب ربي فإنه مغلوب

سرونة
13/08/2012, 06:13 PM
يا منتهى الأمل امتدت مطارحه

يا منتهى الأمل امتدت مطارحه ***** ويا حمى من إليه في الخطوب لجا
هَذي نتيجة ُ فِكرٍ كان في الزَّمنِ الـ ***** ـماضي عقيماً ولولا أنت ما نتجا
أَتَتْكَ تَحمِلُ شكراً لوقرنتَ به ***** لَطِيمَة ً لاكتَسَتْ من نَشرِه أَرَجَا

سرونة
13/08/2012, 06:13 PM
فَيا أخَا العزِم يَطوِي البيدَ مُنصَلِتاً
فَيا أخَا العزِم يَطوِي البيدَ مُنصَلِتاً ***** في سيره عن مسير العاصفات وحى
قل للمهذب في فضل وفي خلق ***** وللبليغِ، إذا مَا جدَّ أو مَزَحَا
من ينثُرُ الدُّرَّ في نَثرِ الكتابَة ِ إنشَـ ***** ـاء وينظمه في النظم إن مدحا
من لفَظُه تُسِكِرُ الصَّاحِي فَصاحَتُه ***** ولو وعى فضله ذو سكرة لصحا
أتتكَ مُغرِبَة الأنباءِ مُعرِبَة ً ***** عن مُخلِصٍ، إن دنَا في الوُدّ، أو نَزَحَا
فاسمَعْ، فَلا زِلتَ للخيراتِ مُستمِعاً ***** أْعجُوبة ً مثلُها في الكُتُبِ ما شُرِحَا
مولاي إن سد عني باب أنعمه ***** ولم يزَل للوَرَى بالفضْلِ مُنْفَتِحا
ولمَ يَجُدْ لي بطَرفٍ من مواهِبه ***** وكم حَبانِي، وكم أسْنَى لي المِنَحَا
فجُودُه السَّكبُ إن أكْدَتْ مخَايِلُه ***** يوماً فكم سح بالنعمى وكم سفحا
وكم له من يد عندي تزيد على ***** ما سامه الأمل المشتط واقترحا
أقلُّ ما نِلتُ من جَدْوَى يديه غنًى ***** ما ساءني بعده من ضن أو سمحا
لقد غَنِيتُ به عنه، كما غَنِي الغـ ***** ـديرُ بالسُّحبِ عنْها، بعد ما طَفَحَا
لكن بقلبيَ همٌّ زاد سورَتَه ***** وهْمٌ إذا قلتُ يخبوُ زَندُهُ قَدحَا
أظَنَّ بي العجزَ في الحربِ العَوانِ، وهَل ***** لها سواي من الأبطال قطب رحى
فقل له جدد الله البقاء له ***** ما شَقَّ جَيبَ الدُّجَى صُبحٌ وما وَضَحَا:
كم قد بَعثْتُ إلى عَلياكَ من أَمَلٍ ***** أنلتنيه وكم من مطلب نجحا
وأنت من لو حبا الدنيا بأجمعها ***** لم يرُضِه ما حَبَا منها وما مَنَحَا
وما سَلِمتَ فذنبُ الدَّهر معتَفَرٌ ***** وصرفه ما جنى جرماً ولا اجترحا

سرونة
13/08/2012, 06:13 PM
كناس سرب المها عريسة الأسد
كناس سرب المها عريسة الأسد ***** فكيف بالوصل للمستهتر الكمد
والبيض دون خدور البيض مصلتة ***** حكَتْ جَدولَ ماءٍ غيرِ مُطَّرد
وكلُّ أسمَرَ فِيهِ لَهْذَمٌ ذَرِبٌ ***** كَجَذْوة ِ النَّارِ لم تُقْبَس ولم تَقِد
إذا تَسدَّدَ دَاوى كلَّ ذي لَدَدٍ ***** وإن تأَوَّد سَاوى ميلَ ذِي الأَوَد
والبيض والسمر لا تروى بغير دم ***** من كل جائشة الأرجاء بالزبد
صَدِينَ حتَّى جلاَها في النُّحورِ وفي الـ ***** ـهَاماتِ أورعُ يُروى غُلَّ كلِّ صَدِ
مَن أظهر الجُودَ والإقدامَ إذ عُدِمَا ***** إلى الوُجود بضرب الهامِ والصَّفَد
ونفَّق العلمَ مِن بعد الكَساد، فما ***** ترى سوى طالب للعلم مجتهد
من عدله أمن الشاء المهمل في الـ ***** ـعَرِينِ أن يتوقَّى وثبة َ الأَسَدِ
مَن يلتقِي المُذنبِين المُسْلَمين بما ***** جنوه قصداً بعفو غير مقتصد
يُسنِي المواهبَ مَسروراً بها جَذِلاً ***** فَمنُّه غيرُ مَمنونٍ ولا نَكِدِ
وما تَذَمَّر مِن غَيظٍ ومن غَضَبٍ ***** إلا جلا عن محيا بالحياء ند
كالمشرفية فيها حسن رونقها ***** في السلم والحرب والهامات والغمد

سرونة
13/08/2012, 06:14 PM
يا مُنقِذي، ويدُ الزّمان تَنُوشُني
يا مُنقِذي، ويدُ الزّمان تَنُوشُني ***** ومقيل جدي وهو كاب عاثر
حتَّامَ أَنتَ لثِقلِ هَمِّي حَاملٌ ***** ولما يهيض الدهر مني جابر
ومقارع دوني الزمان وأهله ***** مستلئمين وأنت فذ حاسر
مهلاً، فِدًى لك مهجة ٌ دافعتَ عن ***** حَوْبائِها، إذ ليسَ غيرَكَ نَاصرُ
خفض عليك فللأمور نهاية ***** وإلى النهاية كل شيء صائر

سرونة
13/08/2012, 06:14 PM
كل يوم فتح مبين ونصر
كل يوم فتح مبين ونصر ***** واعتلاء على الأعادي وقهر
قد أتاك الزمان بالعذر والإعـ ***** ـتاب مما جناه إذ هو غر
صدَق الَّنْعتُ فيك، أنتَ معينُ الـ ***** ـدين إن النعوت فأل وزجر
أنت سيفُ الإسلامِ حقاً، فلا ***** ـل غراريك أيها السيف دهر
بك زادَ الإسلامُ يا سيفَه المِخـ ***** ـذم عزاً وذل شرك وكفر
ثق بإدراكِ ما تؤمِّلُ؛ إنْ الـ ***** ـلّهَ يجزِي العبادَ عمَّا أسرُّوا
لم تزل تضمر الجهاد مسراً ***** ثم أعلنت حين أمكن جهر
كل ذخر الملوك يفنى وذخرا ***** ك هما الباقيان: أجر وشكر
للنَّدى مالُك المباحُ، وما ما ***** لك إلا جرد وبيض وسمر
عم أهل الشآم عدلك لكنـ ***** ـا بعدنا وغاية البعد مصر
فَحُرْمنا من بينهِم رَيْعَ ما كنَّا ***** زَرعنا، وقال زيدٌ، وعمرُو
أمِنَ العدلِ أنّنَا في بلادِ الكُفـ ***** ـرِ شَفعٌ، وأنتَ في الغزوِ وِتَرُ
كان حظي من ذاك ذكراً شنيعا ***** ثم ما لي فيمن يجاهد ذكر
لا تَنَاسَى مَن كانَ ظلَّكَ في العُسـ ***** ـر وضيق الزمان إذ جاء يسر
إن حسن الوفاء من ملك مثـ ***** ـلك فضل يرويه بدو وحضر
فابق واسلم وزد على رغم أعدا ***** ئك جدا ما أعقب الليل فجر
لا أغبَّ الزَّمانُ قصدَ أعاديـ ***** ـك ولا شد من تهيضت جبر

سرونة
13/08/2012, 06:14 PM
صديقٌ لنا كاللَّيلِ: يَستُر الـ
صديقٌ لنا كاللَّيلِ: يَستُر الـ ***** ـدُّخان، ويُبدِي النُّورَ للمتَنوِّر
يُوارِي إساءَاتي، ويُبدِي محاسِني ***** ويحفظ غيبي في مغيبي ومحضري

سرونة
13/08/2012, 06:15 PM
يا من يهين المال في كسب العلا
يا من يهين المال في كسب العلا ***** ويرى الثناء أجل ذخر يذخر
أغربت في بذل النوال وخاطب الـ ***** ـلياءِ ليسَ بضائعٍ ما يُمهِرُ
وسعيت للمجد الذي في مثله ***** إلاَّ عليكَ حُزونة ٌ وَتوغُّرُ
وبذلتَ جودَك للعُفاة ِ، فما لهم ***** وِردٌ سواه، وليس عنه مَصدَرُ
كم من يد أوليتنيها أثمرت ***** عِندي، وما كلُّ الأَيادي تُثمرُ
وكرامة أبداً أبوح بشكرها ***** إن الكريم على الكرامة يشكر
والشكرُ من مثلي يَزينُ، وإنّما ***** بِثَناءِ من يُثَنى عليه يُفْخَرُ
وصنائِعُ المعروفِ كالوسمِيِّ: ذَا ***** مَن قَطره نبتٌ، وهذا جوهَرُ

سرونة
13/08/2012, 06:16 PM
لكن مكاني من أنعم الملك الصا
لكن مكاني من أنعم الملك الصا ***** لح لا تهتدي له الغير
أَنْهَلَنِي، ثمّ علَّني جودُه الغَمْـ ***** ـرُ، فبُعدي عن بابِه صَدَرُ
فقل لمن سره بعادي ما ***** تبعد أرض يؤمها المطر
ما ضَرَّنِي البعدُ عن نَدى ملكٍ ***** يبلغُ ما ليسَ يبلغُ الخَبَرُ
يطلب طلاب جوده فلمن ***** يرجو مقام وللندى سفر
أَبقتْ عطاياهُ لي غناي، كما ***** تبقَى عَقيبَ الَّسحائب الغُدُر

سرونة
13/08/2012, 06:16 PM
سأرحل عن جنابك غير قال
سأرحل عن جنابك غير قال ***** بشكر يفغم الآفاق نشرا
وما شكري لما أوليت كفء ***** ولكني سأبلي فيه عذرا

سرونة
13/08/2012, 06:17 PM
لله درك من فتى ً أبدت به
لله درك من فتى ً أبدت به ***** أيامُنَا بِشَر الزَّمانِ العَابِس
صَدَقَتْ أمانِي الخيرِ فيه، فلم تَدْع ***** صَدراً يُضمُّ على فُؤادٍ اڑيِسِ
نالَ العُلاَ، حتّى أقَرَّ بفضلهِ ***** وعُلاهُ كلُّ معاندٍ ومُنافِسِ
جود كماء المزن طلق خالص ***** من من منان ومنع مماكس
ومواهب لو قسمت بين الورى ***** ما كان يوجد فيهم من بائس
ونَدَى يدٍ لو أنَّها مبسوطة ٌ ***** في الأرضِ أثمرَ كلُّ عودٍ يابِس

سرونة
13/08/2012, 06:17 PM
ومن علقت بالصالح الملك كفه
ومن علقت بالصالح الملك كفه ***** فَليس له دُونَ العُلاَ والغِنَى شَرْطُ
ومن دُونِه، إن رابَ خطبٌ، ذوابلٌ ***** وبيض وجرد لا القتادة والخرط
أبارَتْ جُدودِي مذ عَلِقتُ بحبلِه ***** وكان لها في خطب عَشوائِها له
له نائل يسري إلى كل آمل ***** ”إذا جيرة ٌ سيموا النّوالَ فلم يُنطُوا“
على كل وجه نضرة من نواله ***** وفي كلِّ جيدٍ من صنائِعه قُرطْ
وكم أمل جعد أتى اليأس دونه ***** تلقاه من إنعامه نائل سبط
وكنتُ أرجِّى منه ما دونَه الغِنَى ***** إذا ما غَدا في كفِّه الرّفعُ والحطُّ
فلما ورى زند المعالي بكفه ***** وقال نداه للوفود ألا حطوا
نأَتْ بِي اللَّياليِ عنه، لكنَّ جُودَه ***** أتَاني، ولم يَحجِزُه نأيٌ ولا شَطُّ
كذا الغيث يسري طالباً كل طالب ***** فكُّل له من فيضِ وابله قِسطُ
وإنعامه كالشمس يغشى ضياؤها ***** لمن زَاغَ، أو حاذَاه من أفقها خَطُّ
فأنزَرُ حَظِّى من مواهبه الغِنَى ***** وأيسرُ تخويلي العشيرة ُ والرَّهطُ
حباني نفوساً لا نفيساً من اللهى ***** ونولني ما لم ينل ملك قط
وماالنَّاسُ إلاَّ اڑلُ رُزِّيكَ؛ إنّهُم ***** هُم الَّذادة ُ الشُبَّانُ، والسّادة ُ الشُّمطُ
بنو الحرب في يوم الوغى وبنو الندى ***** إذا ما بلادُ النّاس جرَّدها القحطُ
إذا مَا احْتبْوا فالراسياتُ رجاحة ً ***** وإن ركبوا فالأسدُ هيجتْ، لها نَحطُ
لهم جبلٌ، لا زعزعَ الخطبُ ركنَه ***** به تُؤْمَنُ الأحداثُ والميتَة ُ العَبْطُ
أقرَّ الورَى أن ليس كُفئاً لمُلكِه ***** سواه فقد زال التنافس والغبط
فلا زالت الأقدارُ تجرِي بأمرِه ***** وفي يدِه حَلُّ الممالكِ والَّربطُ
هي البدر لكن الثريا لها قرط ***** ومِن أنجُمِ الجوزاءِ في نحرِها سمطُ
مشَتْ، وعليهَا للغمامِ ظَلائِلٌ ***** تظل ومن نسج الربيع لها بسط
تَؤُمُّ صريعاً في الرِّحَالِ كأَنَّه ***** من السقم والأيدي تقلبه خط
فما اخضَرَّ تُربُ الأرضِ إلا لأَنَّها ***** عليه إذا زارت بأقدامها تخطو
ولا طابَ نشرُ الروضِ إلا لأَنَّه ***** يصدُّ كما صدَّت، ويعطُو، كما تَعطُو
من البيضِ مثلَ الصُّبحِ، ما للظَّلامِ في ***** محاسنها لولا ذوائبها قسط
إلى العَربِ الأمحَاض يعزَى قبِيلُها ***** وقد ضمها في الحسن مع يوسف سبط
ولما غدت كالعاج زين صدرها ***** بِحُقَّين منه، قد أجادهما الخَرطُ
وأرسل فوق الخد صدغ مكلل ***** كما انساب في الرّوضاتِ حيّاتُها الرُّقطُ
ذوائب زار الخصر منهن فاحم ***** تَحَدَّرَ، لا جَعدُ الَّنباتِ، ولا سَبطُ
ينافي سنا الكافور إن مشطت به ***** ويُخفي سوادَ المِسك، فهو لهَا و
لمَّا نأت عنَّا على كلِّ حَالة ٍ ***** تساوى الرضا والسخط والقرب والشحط
فأذكرنا ذاك البعاد معاشراً ***** نأوا فكأنا ما لقيناهم قط
وألقَوْا، وقد شطُّوا، فؤادَ مُحِّبهم ***** إلى بحر شوق ما للجته شط
وليس تشق السفن أمواجه ولا ***** بساحلهِ للعيِس رفعٌ ولا حطُّ
أأحبَابَنا بالشَّام، عفتُم جوارَنا ***** فجاوركم في أرضها الخوف والقحط
وما كان بعد النيل والنيل زاخراً ***** بمصر ليغنى عنكم ذلك الخط
وقد عشتم فيها زماناً فما اعترى ***** رضاكم بها لولا تخوفكم سخط
وكنتم لنا دون الأقارب أسرة ً ***** ونحن لكم من دون رهطكم رهط
وإنا أُناسٌ، ليس يَبرحُ جَارُنا ***** يحكَّمُ في الأُموالِ منَّا، فيشْتَطُّ
ويمتاحنا زوارنا فكأنما ***** غدا لهم شرط علينا ولا شرط
ويُصبِحُ بَسطُ الكفِّ بالمَالِ عندنا ***** وكلُّ مليكٍ عندَه القبضُ والبسطُ
وتخرق شرق الأرض والغرب خيلنا ***** عليهَا الشَّبابُ المردُ، والجلَّة ُ الشُّمطُ
وظلماء للشهب الدراري إذا سرت ***** هناك مع السارين في جنحها خبط
كما أوَّلُ الفَجرينِ سَقطٌ يُسلُّ من ***** حشّاها، كذاك البرقُ في جوِّها سَقْطُ
سللنا بها بيض السيوف فلاح في ***** شبَابِ الدُّجى ، لمَّا بدَا لمعها، وخطُ
سيوف لها في كل درع وجنة ***** إذا ما اعتلَتْ قَدٌّ، أو اعترضت قَطُّ
ذَخَرْنَا سُطاهَا للفَرنج؛ لأنَّها ***** بهم دون أهل الأرض أجدر أن تسطو
لهُمِ قِسطُهم في الحَرِبِ منها، وما لهَا ***** عليهم لدى الهيجاء عدل ولا قسط
وقد كاتبوا في الصلح لكن جوابهم ***** بحضرتنا ما ينبت الخط لا الخط
سطور خيول لا تغب ديارهم ***** لها بالمَواضِي والقَنَا الشَّكلُ والنَّقطُ
وحرب لها الأرواح زاهقة لما ***** تعاين والأصوات من دهش لغط
إذا أرسلتْ فَرعاً من النقْعِ فاحِما ***** أثيثاً فأسنان الرماح لها مشط
كأن القنا فيها أنامل حاسب ***** أجد بها في السرعة الجمع واللقط
رددنا بها ابن الفنش عنا وإنما ***** يُثَبِّتُه في سَرجه الشَّدُّ والربْطُ
فقولُوا لنورِ الدّين: ليس لجَائِف الجِرَ ***** احاتِ إلاّ الكيُّ في الطّبِّ والبَطُّ
وحسم أصول الداء أولى لعاقل ***** لبيبٍ، إذا استولَى على المُدنفِ الخلطُ
فَدعْ عنكَ ميلاً للفَرنج وهُدنَة ً ***** بها أبداً يُخطِى سواهم، ولم يُخْطُوا
تَأمَّلْ، فكَم شرطٍ شرطتَ عليهمُ ***** قديماً، وكم غَدْرٍ به نُقِضَ الشَّرطُ
وشَمِّر، فإنّا قد أَعنَّا بكلِّ مَا ***** سألتَ، وجَهِّزنا الجيوش، ولن يُبطُوا
ودُونَكَ، مجَدَ الدّينِ، عذراءَ، زفَّها ***** إليك الوفاء المحض والكرم السبط
هديا تهادى بين حسن وفائنا ***** وإنعامنا ذا التاج زان وذا القرط
على أنها تشتط إن هي ساجلت ***** أجيرة َ قلبي، إن تَدانوا وإن شطُّوا

سرونة
13/08/2012, 06:19 PM
لئن شتَّتَتْ أيدِي الحوادِث شَملنَا
لئن شتَّتَتْ أيدِي الحوادِث شَملنَا ***** فجود أبي الغارات للشمل جامع
هو الملك الجزل الندى الصالح الذي ***** بحار نداه كلهن شرائع
يجودُ بلا منٍّ على عُظْمِ مَنِّه ***** كأَنّ عطاياهُ لديه ودائعُ
يحكِّمُ مُشتَطَّ المُنى في نَواله ***** فتعجبُ من جَدوى يديه المطامِعُ

سرونة
13/08/2012, 06:19 PM
فإليك بنت الفكر من بعد المدى
فإليك بنت الفكر من بعد المدى ***** تهدى فشرفها بحسن سماع
وصداقها الإكرام لا ما سيق في ***** نَحِلِ الكرائم: من لُهًى ومتَاعِ
فهي الكريمة ُ، ليس في أعْرَاقِها ***** عرقٌ إلى الأطماعِ بالنَّزاعِ

سرونة
13/08/2012, 06:19 PM
هو الجوادُ الذي يلقَاهُ ما دحُه
هو الجوادُ الذي يلقَاهُ ما دحُه ***** وإن غلا فوق ما أثنى وما وصفا
مَعذَّلٌ في النَّدَى ، لكنَّ راحَتَه ***** تأبى مع العذل إلا البذل والسرفا
صَعبُ الإباءِ، إذا ما هجت سَورتَه ***** نزرُ الرّضا، فإذا استَعطَفْته عَطَفَا
بَادى الحُقُودِ على أعدائِه، فإذا ***** نَالتْهُمُ قدرة ٌ منه حَبا، وعَفَا
نَغْشَى مواردَ من أخلاقِه كَرُمتْ ***** ورداً ونرتاد منها روضة ً أنفا
مستَهتَرٌ بالمعالي، لا يزالُ على ***** تقلب الدهر مشغوفاً بها كلفا
إن أخلَفَ الغيثُ لم تُخلِف مواهِبُه ***** أو فظ دهر على أبنائه لطفا
عدل القضية إلا في مواهبه ***** لم يقض في المال إلا جار واعتسفا
تَعُمُّ نُعماه ذا نقص وذا شرفٍ ***** كأنّه البحرُ يحوي الدُّرَّ والصَّدفَا
منزَّهُ الخُلقِ عن فعلٍ يُعاب به ***** فما تَرى لكَمالٍ عنه مُنْصَرَفَا

سرونة
13/08/2012, 06:19 PM
من كانَ لي من حماهُ خِيسُ ذِي لِبدٍ
من كانَ لي من حماهُ خِيسُ ذِي لِبدٍ ***** ضَارٍ، ولي من نداهُ روضة ٌ أُنُفُ
من لم يزل لي من جدوى يديه غنى ً ***** وفي ذراه من الأيام لي كنف
الملِكُ الصّالح الهادِي الذي شهِدت ***** بفضل أيامه الأنباء والصحف
ملك أقل عطاياه الغنى فإذا ***** أدناكَ منه، فأدنى حِظّك الشَّرفُ
أغز أروع في كفيه سحب ندى ً ***** تمتارُ سُحبُ الحيا منها، وتَغترفُ
هو الوزيرُ الذي يأوِي إلى وَزرٍ ***** منه الأنام فيكفوا كل ما كلفوا
تريه آراؤه في يومه غده ***** فيحسِمُ الخطبَ فيه قبلَ يكَتَنِفُ
بصيرة كشفت ما في القلوب له ***** وأطلَعَته عليه قبلَ يَنْكشفُ
سعتْ إلى زهدِه الدُّنيا برغبتِها ***** طوعاً، وفيها على خُطَّابِها صَلَفُ
ولم تُزَفَّ إلى كفءٍ سواهُ، وما ***** زالت إلى مجده تصبو وتشترف
حَبرٌ، إذا الليلُ آواهُ بحندسه ***** بحرٌ من العلم طامٍ ليس يُنْتَزفُ
ومِحربٌ ما أتَى المحرابَ مُبتهلا ***** إلا وأدمعُه من خشية ٍ تَكِفُ
مُسَهَّدٌ، وعيُونُ الخِلق هاجعة ٌ ***** على التجهد والقرآن معتكف
وتشرق الأرض من لألاء غرته ***** في دَسْته، فتكادُ الشمسُ تنكسِفُ
لم يدر ما القصد في جود ويعجبه ***** في بَذْلِ أموالِهِ الإفراطُ والسَّرفُ
إذا حَبَا عَادِت الآمالُ راضية ً ***** وإن سطا كادت الآفاق ترتجف
يأيها الملك الموفي بذمته ***** ومن تَجلَّى عن الدّنيا به السَّدَفُ
إليك يا عادلاً في حكمه وعلى ***** أمواله من قضايَا جُوده الجَنَفُ
أشكُو زَماناً قَضَى بالجورِ فيَّ، ولم ***** يزل يجور على مثلي ويعتسف
لحت نوائبه عودي وأنفد مو ***** جودي وشتت شملي وهو مؤتلف
وقد دعوتُكَ مظلوماً ومُرتجياً ***** وفي يديكَ الغِنَى ، والعدلُ، والخَلَفُ
فاجمع بجودك شملاً كان مجتمعاً ***** فعاد بعد ائتلاف وهو مختلف
وانشر بمعروفك المعروف ميتهم ***** وشكر من هو بالإحسان معترف
فهو القريبُ موالاة ً ومُعتَقداً ***** وإن أتت دُونه الغبراءُ والنُّطَفُ
وعش على رغم من يشناك مقتدراً ***** في دولة ما لها حد ولا طرف
في كل سمعٍ بَدا من حُسنه طُرَفُ
نقول لما أتانا ما بعثت به ***** هذا كتابٌ أتى ، أم روضة ٌ أنفُ
خطُّ تنزَّهت الأزهارُ حين بدا ***** كأنَّه الدُّرُّ، عنه فُتِّح الصَّدفُ
إن نظمه طرق الأسماع كان لها ***** وإن حَوت عَطَلاً من حِلية ٍ، شَنَفُ
رقت حواشي كلام أنت ناظمه ***** فيه، فجاءَ كزهرِ الَّروضِ يُقتطَفُ
وردت بحر القوافي فاغترقت كما ***** قد حلَّ يوماً بمدِّ النِّيلِ مُغتَرِفُ
زهت على البدر نوراً إذ أتت بسوا ***** د النفس يشبهه من خده كلف
قرطست رميا وكم رام بأسهمه ***** إذا تحقق منه يسلم الهدف
بخاطر فاق غزر العد لا وشل ***** ولا ببرض إذا ما حل ينتزف
إذا تَطلَّعَ فوق الأرضِ ذُو أدَبٍ ***** فأنت منه على العيوق تشترف
وإن تَعَرَّى دَعِيٌّ من فَضائِلِه ***** فأنت مدرع منها وملتحف
إذا تخفى لقبح وجه قافية ***** فعن قوافيك شيلت دوننا السجف
لأعين الناس نهب من محاسنها ***** كما القلوب تلاقيها فتختطف
إذَا ذكرناكَ مجدَ الدينِ، عاوَدَنا ***** شوقٌ تجدَّد منه الوجدُ والأسَفُ
ودون ما قد وجدناه لفرقتكم ***** يحيطُ بالقلبِ من أرجائِه التَّلفُ
ولو عرفْتَ الذي في القلب منكَ لمَا ***** إن كنتَ عنَّا على الأحوالِ تختلِفُ
ولا عجيبٌ إذا حافَ الزّمانُ على ***** حُرٍّ، وكلُّ قَضاياهُ بها جَنَفُ
فلا تكُن جازعاً، إن التَّجاوُزَ عن ***** إنفاقِكَ الصبرَ في شَرع الهوى سَرَفُ
فإنْ حصَلتَ على الصَّبر احتويتَ على ***** الأجر الجزيل وفي إحرازه شرف
يا من جفانا ولو قد شاء كان إلى ***** جَنَابِنَا دون أهلِ الأرضِ ينَعَطفُ
وحق من أمه وفد الحجيج ومن ***** ظلَّت إلى بيتِه الرُّكبانُ تختلِفُ
إنا لنوفي على حال البعاد كما ***** نوفي لمن ضمه في قربنا كنف
ونَغفرُ الذنبَ إن رامَ المسيءُ بنا ***** عفواً، ونستُره في حينِ ينكشِفُ
وإن جنى من رأى أنا نعاقبه ***** يردنا الصفح أو يعتاقنا الأنف
نعم ونحفظ عند الغيب صاحبنا ***** وليس يدركنا كبر ولا صلف
فما لإيعَادنَا يوم الوغَى مَيَلٌ ***** ولا لموعِدنا يومَ النَّدى خُلُفُ
فعندنا جنة تدنو الثمار بها ***** إذا دنا مجتن منها ومقتطف
هدى مصاحبنا ضوء النهار وكم ***** قد ضل من في الظلام الليل يعتسف
فمل إلينا بآمال محققة ***** وكُفَّ غَرْبَ دُموعٍ لم تزل تَكِفُ
كفَى اغتراباً، فعجِّل بالإيابِ لَنا ***** فمنك لا عوض يلقى ولا خلف
وقد أجبنا إلى ما أنت طالبه ***** فالآن كيفَ تُروّى فيه أو تَقِفُ
فرأينا فيك قد أضحى علانية ً ***** والجند قد عرفوا منه الذي عرفوا
وقدمت لك تمهيداتنا وبها ***** وحْشُ الفَلاة ِ، إذا ما رُوِّعت، ألُفُ
كأنَّنَا حين تَجرِي ذُكرة ٌ لَكُمُ ***** على اضطرام لهيب النار نعتكف
فإن يبالغ أناس في الثناء على ***** أوصافِكُم قصَّروا في كلِّ ما وصَفوا
فخذ نظاماص على قدر الذي كتبت ***** يداك إذ عدد النظمين مؤتلف

سرونة
13/08/2012, 06:26 PM
تَهِمى مواهبه والسُّحْبُ جَامِدة ٌ
تَهِمى مواهبه والسُّحْبُ جَامِدة ٌ ***** فمن يديه مصاب الوابل الغدق
نُعماهُ تُطلِق أسرى ، ثُمّ تأسِرُهُم ***** له، وكم مِنَّة أغْنتَ عن الرِّبَقِ

سرونة
13/08/2012, 06:26 PM
مثلَ مُنْهَلِّ أنعُمِ الملكِ الصا
مثلَ مُنْهَلِّ أنعُمِ الملكِ الصا ***** لح: يروى دان به وسحيق
سحب وبلها النضار وللأعـ ***** ـداءِ فيها صواعقٌ وحَريقُ
ملك زاده التواضع للـ ***** ـهِ جلالاً، يروعُ، ثم يَروقُ
سطوات تخشى وحلم يرجى ***** ونَوالٌ طلقٌ، ووجهٌ طليقُ
من حكّى بِي وُرق الحمائِم في الأفـ ***** ـنانِ: جيِدي حالٍ، وغُصنى ورِيقُ
وثَنائِي كَشدْوهِنَّ مدَى الأيّـ ***** ـامِ، يحلُو سَماعُه، ويروقُ
رونقُ الصِّدقِ فِيهِ بادٍ، وما زَا ***** لَ إلى الصِّدقِ كلُّ سمعٍ يتُوقُ
يا أمير الجيوش ما زال للإسـ ***** ـلام والدين منك ركن وثيق
أسمَعْت دعوة ُ الجهادِ، فلبَّا ***** ها مليك بالمكرمات خليق
ملك عادل أنار به الديـ ***** ـنُ، فعمَّ الإسلامَ منه الشُّروقُ
ما له عن جهاده الكفر والعد ***** لِ وفعلِ الخيراتِ شُغلٌ يعوقُ
هو مثل الحسام صدر صقيل ***** ليّنٌ مسُّه، وحدٌّ ذَليقُ
ذو أناة يخالها الغر إهما ***** لاً، وفيها حتفُ الأعادي المُحيقُ
فاسلما للإسلام كهفين ما طر ***** ز ثوب الظلام برق خفوق

سرونة
13/08/2012, 06:26 PM
أبا تُرابٍ، دهرُنا جاهلٌ
أبا تُرابٍ، دهرُنا جاهلٌ ***** يرفع للشبه ذوي الجهل
كأنَّه المِيزانُ: يعلُو به ***** ذو النَّقْصِ عن رُتبة ذي الفضل
وما يضر العزل من لم يزل ***** من فضلِه الباهر في شُغل

سرونة
13/08/2012, 06:26 PM
أبا حسنٍ في طيِّ كلّ مساءَة
أبا حسنٍ في طيِّ كلّ مساءَة ٍ ***** من اللّهِ صنعٌ للعباد جميلُ
كرهت لك الترحال أمس وربما ***** أفادَ الفتى طولَ المُقامِ رَحيلُ
وقد يكرَهُ الشيءَ الفتَى ، وهو خَيرهُ ***** لَه، ويحبُّ الشّيءَ وهو وَبِيلُ
ولو لَم تُفِد إلاّ الجِهَادَ، فإنهُ ***** ثواب كما نص الكتاب جزيل
فكيف وقد أصبحت جاراً لماجد ***** يجودُ، على عِلاَّتِه، ويُنيلُ
كريم كليل الطرف عن عيب جاره ***** وما طرفه عند السؤال كليل
شَرى الحمدَ بالأموال، لا يَستقيلُ في ***** شِراهُ، ولا عندَ البِيَاع يُقيلُ
ومن كمعين الدين أما جنابه ***** فرحبٌ، وأمّا ظِلّه فَظَليلُ
إذا وردت آمالنا بحر جوده ***** صَدَرنَ روَاءً، ما بِهنِّ غَليلُ
فكن واثقاً بالله ثم بجوده ***** فإنّي بما أمَّلتُ منه كَفيلُ

سرونة
13/08/2012, 06:27 PM
يا مستقل الغنى فيما تجود به
يا مستقل الغنى فيما تجود به ***** ومَن مواهبُهُ كالعَارِض الهَطِلِ
ومَن إذا جادَ بالدُّنيا لآملِهِ ***** قالت معارفه حاشاك من بخل
ومَن إذا جرَّد البيضَ الصّوارمَ في الـ ***** ـهَيجاء أسكنها في الهام والقُلَلِ
قد كنتُ أخضَعُ في الخطبِ الملمّ، فمذُ ***** ولِّيتَ يا نَصرُ عاد الخطبُ يخضع لي
وبعد لي فيك آمال وظني في ***** عُلاَك أنَّك تُوفي بي على َ أملي

سرونة
13/08/2012, 06:27 PM
فِئَتِي ألتَجِي إليه من الخَطْبِ،

فِئَتِي ألتَجِي إليه من الخَطْبِ، ***** ـب وذخري إن غال وفري غول
بعلاهُ أسمُو، ومن فضلِ مانـ ***** ـوَّل أقِضى فَرضَ العُلاَ وأُنيلُ
ملِكٌ يذكُر المواعيدَ والعهـ ***** ـد وينسيه فضله ما ينيل
مُلكهُ ملكُ رحمة ٍ، وقضايَا ***** هُ بما جاءَنا به التَّنزيلُ
أنت حليت بالمكارم أهل الـ ***** ـعصر حتى تعرف المجهول
وعلا خامل وحامى جبان ***** ووفى غادر وجاد بخيل
وحميتَ البلادَ بالسَّيفِ، فاستصـ ***** ـعبَ منهَا سهلٌ، وعزَّ ذليلُ
وقسمت الفرنج بالغزو شطريـ ***** ـن فهذا عان وهذا قتيل
والذَّي لم يَحِن بسيفِكَ مِن خَو ***** فك أمسى وعقله مخبول
مثل الخوف بين عينيه جيشاً ***** لك في عُقرِ دارِه ما يزولُ
فالربى عنده جيوش وموج الـ ***** ـبحرِ في كلِّ لُجة ٍ أسطولُ
وإذا مَا أغفَى أقضَّ به المضـ ***** ـجع في الحلم سيفك المسلول
فابق للمسلمين كهفاً وللإفـ ***** ـرنج حتفاص ما أعقب الجيل جيل
بين مُلكٍ يدومُ ما دامت الدُّنيا ***** وحالٍ في الفضلِ ليست تَحولُ
ثابت الدست في اعتلاء وجد ***** وعطاياكَ في البلادِ تَجولُ
بَالغَ العبدُ في النّيابة ِ والتّحـ ***** ـريض وهو المفوه المقبول
فرأى من عَزيمة ِ الغَزو ما كَا ***** دت له الأرض والجبال تميل
وأجابته بالصليل سيوف ***** ظامئاتٌ، وبالصَّهيلِ خُيولُ
ورأى َ النّقْعَ راكداً دون مجرى الشَّـ ***** ـمسِ، والأرضَ بالجيوشِ تَسيلُ
كلُّ أرضٍ فيها من الأُسدِ جيشٌ ***** سائرٌ فوقَه من السُّمرِ غيلُ
وإذا عاقت المقادير فللـ ***** ـلّهُ إذاً حسبُنَا، ونِعْم الوكيلُ

سرونة
13/08/2012, 06:27 PM
زدني علاً لا أرتضي باللهى
زدني علاً لا أرتضي باللهى ***** حسبي ما نولت: من مال
أغنيت نفسي ويدي فاستوى ***** حالي في العفة والمال
فلي نوال وندى ً سيبه ***** يُرجَى ، ومن فضلِك إفضالِي
وإنَّما أبغِي العُلا، لا الغنَى ***** ومثلها يبغيه أمثالي

سرونة
13/08/2012, 06:27 PM
والجَوْرُ في حكمِ الصبابة ِ جائزٌ
والجَوْرُ في حكمِ الصبابة ِ جائزٌ ***** بخلافِ أحكامِ المليكِ العادِلِ
الصالح الهادي الذي في عدله ***** ساوَى انخفاضُ الزُّجِّ صدَر العَامِل

سرونة
13/08/2012, 06:27 PM
وسر إلى بحر خضم له
وسر إلى بحر خضم له ***** من عَزمِه سيفُ وغًى مِخذَمُ
حتى إذا أنطقك العدل في ***** جلاله والخلق الأكرم
قل لأمير المسلمين الَّذي ***** به استنار الزمن المظلم
أنت الذي ما جُرتَ يوماً، ولا ***** جرى على سيفك ظلماً دم
ساويتَ في عدلكَ بين الورَى ***** حتى تساوى الزج واللهذم
وقُمْتَ في اللّهِ احتساباً فقد ***** وَقَمْتَ من يطغَى ومن يُجرِمُ
وكلُّ أهلِ الشامِ أوسْعتَهم ***** عدلاً فمالي دونهم أحرم
أطعْتَ في حكمِكَ فيَّ الهَوَى ***** وما كذا يفعل من يحكم
من ينصِفُ المظلومَ مِنَّا إذَا ***** كنتَ، وحاشَاك، الذي يَظلِمُ
وأنت ظل الله في أرضه ***** تردَعُ من يظلِمُ أو يَغشِمُ
فلا يشب أجر الجهاد الذي ***** فُزتَ به دونَ الورَى مأَثَمُ

سرونة
13/08/2012, 06:28 PM
دعوتُك يا عُمَرَ المكُرماتِ
دعوتُك يا عُمَرَ المكُرماتِ ***** لأمر عرا ومهم ألم
وأنت السّريعُ إلى مَن دَعاك ***** بذاك قضى لك إرث الكرم
وإن نام حظي عما عهدت ***** فإن اهتمامك بي لم ينم

سرونة
13/08/2012, 06:28 PM
لو استطعت ولو ملكت أمري في
لو استطعت ولو ملكت أمري في ***** قضاءِ فرضِكَ عما فَاتَ من خَدمِي
مشيت أحمل أثقال الثناء إلى ***** جنابِك الخَضِلِ الأَهْافِ كالقَلمِ

سرونة
13/08/2012, 06:28 PM
خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من
خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من ***** أخلاقك الغر يا ذا البأس والنعم
مولى علاك وكم قد عاد شائهه ***** بيأسه من ملوك العرب والعجم
يقر بالملك للملك الذي نشر الـ ***** ـرحمن أيامه ظلا على الأمم
للصَّالحِ الملِكِ الميمونِ طائرُه ***** بِجيِده طوقُ مَنٍّ غيرُ منفَصِم
حمى ذويه وكم من باسط ليد ***** لولا حماه وكم من فاغر لفم
وذاد عنهم صروف الدهر إذ كلبت ***** عليهمُ، وهُمُ لحمٌ على وضَمِ
ونالَهم من تَوالِي سُحبِ نائِله ***** ما نال نبتَ الثَّرَى من وابلِ الدِّيَمِ
يا حاسِديه، اكِظمُوا، جِرَّاتِكم فأنا الّنـ ***** ـذير من أخذه إن هم بالكظم
إياكم عثرات البغي إن لمن ***** يبغيه يوماً يُوارى الشَّمسَ بالظُّلَمِ
حذار من مصرع الباغين قبلكم ***** فالسّيفُ منصلتٌ في كفِّ مُصْطَلِم
وفي تميم ومن والاه موعظة ***** إنذارُها يُسمع الأمواتَ في الرَّجَم
توهَّموا أَنَّ ضَارِي الأُسْدِ يَنفِرُ عن ***** عَرينِه لحشُودِ البُومِ والرّخَمِ
وما دَرَوْا أنَّه في حَجفلٍ لجَبٍ ***** من بأسِه، غيرُ هيَّابٍ ولا بَرِم
مُغامرٌ ترهبُ الآجالُ سطوتَه ***** وتَفرَق الأسدُ منه في حِمَى الأجَمِ
يستقبل الحرب بساماص وقد كشرت ***** بها المنيّة ُ عن أنيابها الأُرُمِ
يلقَى الأُلوفَ ويَحبُوها، ففي يَدِه ***** من العَطا والسُّطا بحرَاندًى ودَم
ما غركم بصدوق الظن يخبره الر ***** أْيُ الصحيحُ بما في الصدْرِ من سَقَم
يرى الضَّغائِنَ في قلبِ الحسودِ له ***** تدبُّ مثلَ ذَبيبِ النّارِ في الفَحَمِ
فإن سطَا عن يقينٍ، أو عفا كَرماً ***** فإنه خير ذي عفو ومنتقم
أدناكُم؛ فاعتليتُم عن ذَوي رحمٍ ***** وحاطكم فاغتديتم منه في حرم
وعمكم سيب جود منه نبه ذا الـ ***** ـخمول منكم وأغنى كل ذي عدم
كم غُمَّة ٍ كشفتْ عنكم صوارمُه ***** ولم يزل كاشفَ اللأْواءِ والغُمَم
لولاه، لا زَالَ عنكُم ظلُّه أبداً، ***** علمتُم كيف تأتى فجأة ُ النِّقَمِ
إن رابه منكم أمر فلا وزر ***** لكم ولا عاصم من سيله العرم
يا مالكاً مالكاً رقي بأنعمه ***** ومِلْكُ مثلِّيَ لا يُبتاعُ بِالقِيمِ
ما الشكرُ كُفءٌ لما أوليتَ مِن منَنٍ ***** وإن تسهل لي مستوعر الكلم
وإن أكن كزهير في الثناء فقد ***** علوتَ مجداً وجُوداً عن مدَى هُرِمِ
وإن تكُن مِدَحى وقفاً عليكَ فلا ***** تظنَّ أن ثَنائي منتهَى همَمِي
ففي يميِنك منِّي صارمٌ خَذِمٌ ***** يفري إذا كل حد الصارم الخذم
في حده حتف من ناواك وهو لمن ***** والاك منبجس بالبارد الشبم
فمُر بما شئتَ؛ ألقَى الأمرَ ممتثلاً ***** بهمَّة ٍ ما اعترتها فترة ُ الهِمَم
مجرِّباً طاعتى تجريبَ مُختبرٍ ***** إنّ التّجاربَ تجلو شُبهة َ التُّهم
فبذل نفسي عندي في رضاك فلا ***** حرمته بعض ما أنويه من خدمي
وحق ذاك لمن أنشرت أسرته ***** من بعدِ ما عدَّهُم من نَاخِر الرِّمَمِ
صرفتَ صَرفَ اللَّيالي دون غَشْمِهِمُ ***** وكفَّ بأسُك عنهم كفَّ مُهتَضِم
وأوصلْتُهم صلاتٌ من نَداك إلى ***** أرضِ الشَّاڑم، لقد أغربت في الكَرَمِ
وماالذي نِلتُ من نعَماك غاية ُ آمـ ***** مالي ولا منتهى حظي ولا قسمي
نيل العلا دون ما أرجوه منك كما ***** أنّ الغِنَى دون ما تحبوهُ من نِعَمِ
شرّفْتَني، فاعتلَى قدري، وأصحبَ لي ***** دَهري، وأصبحَ فيما رُمتُ من خَدَمِي
وطُلْت عَمَّن يُسامِيني، ففخرُهُم ***** أن يبلغوا إن سمت هماتهم قدمي
للّهِ درُّ طُروسٍ ضُمِّنت دُرَراً ***** أكرم بمنتثر منها ومنتظم
أضحت على مفرقي تاجاً وفي عنقي ***** تميمة ً من عَوادي الخطب والعُدُمِ
لفظُّ أرقُّ من الشَّكوى ، وألطفُ مِلْ عُتـ ***** ـبى ، وأشْهى من الإبلال في الألم
جرت لطافته من قلب سامعه ***** مجرى الهَوى من فؤادِ المغرمِ السَّدمِ
فصاحة ٌ أسمعَتْ مَن كانَ ذا صَمَمٍ ***** وحُسنُ معنًى أفاد الفَهمَ ذا اللَّمَمِ
ووشي خط حكى زهر الربيع سرت ***** أكمامُه عن بديعِ الفضلِ والحِكَمِ
لو كان حالِكُه لونَ الشَّباب لما ***** حالت نضارته بالشيب والهرم
يزيدُ سامِعَها تكرارُها شغَفا ***** بها وكم جلب التكرير من سأم
يا موجد الفضل والإفضال إذ عدما ***** حتى لقد أصبحَا نارين في عَلَمِ
مملوكُكُ الأصغرُ القِنُّ المبالِغُ في الإخـ ***** ـلاصِ، والسَّيرُ مقدودٌ من الأَدَمِ
لو نال ما يتمنى من مشيئته ***** مَشَى إليك خُضوعاً مِشية َ القلَمِ

سرونة
13/08/2012, 06:28 PM
يا مُنعِماً، مَوْردُ إحسانِه
يا مُنعِماً، مَوْردُ إحسانِه ***** سهل فما في منه من
قد اقتدى بالمزن في جوده ***** بل بِنداهُ يَقتدي المزنُ
بسطت كفاً في الندى والوغى ***** ما كفها بخل ولا جبن
فاسلَم من الدّهرِ، ففِيه على ***** كل كريم ماجد ضغن

سرونة
13/08/2012, 06:29 PM
أظَنَّ العِدَا أنَّ ارتحالِيَ ضائِرى
أظَنَّ العِدَا أنَّ ارتحالِيَ ضائِرى ***** ضَلالاً لِما ظَنُّوا، وهل يكسُد التِّبرُ
وما زادني بعدي سوى بعد همة ***** كما زاد نُوراً في تباعُدِه البَدرُ
ولو كانَ في طُولِ الثَّواءِ فضيلة ٌ ***** لما انتقلت في أفقها الأنجم الزهر
ولو لَزِمت أغمادَها البيضُ ما انجَلتْ ***** بها غمراتُ الحربِ، واتّضَح النَّصرُ
وهلْ في ارتحالِي عن بلادٍ تنكَّرتْ ***** لمثلي أو للمساكين بها فخر
وإنّ بلاداً ضاق عنّي فضاؤُها ***** لأرحَبُ من أكنافِها للعُلا فِترُ
وأرضاً نبت بي وهي آهلة الربى ***** هي القفر لا بل دون وحشتها القفر
وهل ينكر الأعداء فضلي وإنه ***** لأسير ذكراً أن يواريه الكفر
ألست الذي ما زال كهلاً ويافعاً ***** له المكرمات الغر والنائل الغمر
وخائض وقعات بوارقها الظبا ***** ووابل هاتيك البروق دم همر
يهولُ الرَّدى منَّى تَقحُّمِيَ الرَّدى ***** ويَعتادُه من جأشيَ الرابِط الذُّعرُ
ولو حكمت بيني وبينهم الظبا ***** رضيتُ بما تَقضي المهنَّدة ُ البُتْر
ولكن تولى الحاكمان قضاءنا ***** فكان أبُو مُوسى لنا، ولهم عمرُو

سرونة
13/08/2012, 06:29 PM
أبي الله إلا أن يدين لنا الدهر
أبي الله إلا أن يدين لنا الدهر ***** ويخدمنا في ملكنا العز والنصر
أبي الله إلا أن يكون لنا الأمر ***** لِتحيَا بنا الدُّنيا، ويفتخرَ العصرُ
وتخدُمَنا الأيّامُ فيما نَرُومُهُ ***** وينقادَ طوعاً في أزِمَّتنا الدّهرُ
وتخضع أعناق الملوك لعزنا ***** ويُرهِبَها منّا على بُعدنا الذِّكرُ
بحيثُ حَلْلنا الأمنُ من كلِّ حادثٍ ***** وفي سائر الآفاق من بأسنا ذعر
بطاعتِنا للّه أصبحَ طوعَنا الأ ***** نامُ، فما يُعصَى لنا فيهمُ أمرُ
فأيماننا في السلم سحب مواهب ***** وفي الحَربِ سُحبٌ وبْلُهنَّ دمٌ هَمرُ
قَضتْ في بني الدُّنيا قضاءَ زمانِها ***** فَسُرَّ بها شطرٌ، وسِىء بها شَطرُ
وما في ملوكِ المسلمينَ مُجاهدٌ ***** سوانا فما يثنيه حر ولا قر
جعلَنا الجهادَ همَّنا واشتغالَنا ***** ولم يلهنا عنه السماع ولا الخمر
دماء العدا أشهى من الراح عندنا ***** ووقع المواضي فيهم الناي والوتر
نُواصِلُهم وصلَ الحبيب وهم عِداً ***** زيارتُهم ينحطَ عنَّا بها الوزرُ
وثير حشايانا السروج وقمصنا الد ***** روع ومنصوب الخيام لنا قصر
ترى الأرض مثل الأفق وهي نجومه ***** وإن حسدتها عزها الأنجم الزهر
وهمُّ الملوكِ البيضُ والسُّمُر كالدُّمَى ***** وهمتنا البيض الصوارم والسمر
صوارمنا حمر المضارب من دم ***** قوائِمُها من جُودنا نَضرة ٌ خُضرُ
نسيرُ إلى الأعداءِ والطّيرُ فوقَنا ***** لهَا القوتُ من أعدائِنَا، ولنا النَّصرُ
فبأس يذوب الصخر من حر ناره ***** ولُطفٌ له بالماءِ ينبجسُ الصَّخرُ
وجيش إذا لاقى العدو ظننتهم ***** أسود الشرى عنت لها الأدم والعفر
تَرى كلَّ شَهمٍ في الوغَى مثلَ سَهْمِه ***** نفوذاً فما يثنيه خوف ولا كثر
هم الأسد من بيض الصوارم والقنا ***** لهُم في الوغَى النّابُ الحديدة ُ والظُّفرُ
يرَوْن لهم في القتلِ خُلداً، فكيف باللـ ***** ـقاءِ لقومٍ قتلهُم عندهم عُمْرُ
إذا نُسبوا كانُوا جميعاً بني أَبٍ ***** فطعنهم شزر وضربهم هبر
يظنُّون أنّ الكفرَ عصيانُ أمرِنَا ***** فما عندهم يوماً لإنعامنا كفر
لَنَا مِنهمُ إقدامُهُم وولاؤُهمْ ***** ومنَّا لهم إكرامُم والنَّدى الغَمرُ
بِنا أُيِّد الإسلامُ، وازدادَ عزّة ً ***** وذل لنا من بعد عزته الكفر
قتلنَا البِرنْسَ، حِينَ سارَ بجهله ***** تَحفُّ به الفُرسانُ والعَسكر المجرُ
ولم يَبق إلاَّ مَن أَسْرنا، وكيفَ بالبـ ***** ـقَاءِ لمن أخْنَتْ عليه الظُّبا البُترُ
وفي سجننا ابن الفنش خير ملوكهم ***** وإن لم يكن خير لديهم ولا بر
كأفعالِنَا في أرضِ من حانَ منهُمُ ***** وقد قُتِلت فرسانُه فهمُ جُزر
وسلْ عنهُم الوادِي بإقلِيس إنَّه ***** إلى اليومِ فيه من دمائِهمُ غُدرُ
هم انتَشروا فيه لردّ رَعِيلنا ***** فمن تربه يوم المعاد لهم نشر
ونحنُ أسرنا الجوسَلِين ولم يكُن ***** ليخْشَى من الأيَّامِ نائِبة ً تَعْرُو
وكان يظن الغر أنا نبيعه ***** بمَالٍ، وكم ظَنٍّ به يهِلُك الغِرُّ
فلما استبحنا ملكه وبلاده ***** ولم يبَق مالٌ يُستباحُ ولا ثَغْرُ
كَحلناهُ، نبغى الأجرَ في فِعلِنا بهِ ***** وفي مثلِ ما قَد نَالَه يُحرز الأجرُ
ونحن كسرنا البغدوين وما لمن ***** كَسرنَاه إبلالٌ يُرجَّى ولا جَبْرُ
له الغَدرُ دِينٌ: ما به صنَع الغَدرُ
وقد ضاقت الدنيا عليه برحبها ***** فلم ينجه بر ولم يحمه بحر
أفى غدره بالخيل بعد يمينه ***** بإنجيلِه بين الأَنامِ له عُذْرُ
دعته إلى نكث اليمين وغدره ***** بذمَّتِه النَّفسُ الخسيسة ُ والمكْرُ
وقد كانَ لونُ الخيل شتَّى فأصبحَت ***** تُعادُ إلينَا، وهي من دَمهِم شُقْرُ
توهَّم عجزاً حِلمَنا وأناتَنَا ***** وما العجز إلا ما أتى الجاهل الغمر
فلما تمادى غيه وضلاله ***** ولم يثنه عن جهله النهي والزجر
برزْنَا له كالليِثْ فَارقَ غِيلَه ***** وعادَتُه كسرُ الفرائس والهَصْرُ
وسِرنا إليه حين هابَ لقاءَنا ***** وبان له من بأسنا البؤس والشر
فولّى يُبارى عائراتِ سِهَامِنَا ***** وفي سمعه من وقع أسيافنا وقر
وخلَّى لنا فُرسانَه وحُماتَه ***** فشطر له قتل وشطر له أسر
وما تنثني عنه أعنة خيلنا ***** ولو طار في أفق السماء به النسر
إلى أن يزور الجوسلين مساهماً ***** له في دياج ما لليلتها فجر
ونرتَجِعَ القدسَ المُطهَّر مِنهُم ***** ويتلى بإذن الله في الصخرة الذكر
فلم يبق منها في ممالكهم شبر
إذا استَغْلقتْ شمُّ الحصونِ فعندنَا ***** مَفاتحُها: بيضٌ، مضاربُها حُمرُ
وإنْ بلدٌ عزَّ الملوكَ مَرامُه ***** ورُمناهُ، ذلَّ الصّعبُ واستُسهِلَ الوعرُ
وأضحى عليه للسهام وللظبا ***** ووقع المذاكي الرعد والبرق والقطر
بنَا استَرجَع اللْهُ البلادَ وأمَّن العـ ***** ـبادَ، فلا خَوفٌ عليهم ولا قَهرُ
فتَحنا الرُّهَا حين استباحَ عداتُنا ***** حماها وسنى ملكها لهم الختر
جعلْنَا طُلى الفُرسان أغمادَ بِيِضنا ***** وملَّكنَا أبكارَها الفتكة ُ البكر
وتلُّ عِزَازٍ، صبّحتهُ جُيوشُنَا ***** وقد عجزت عنه الأكاسرة الغر
أتَى ساكنُوها بِالمفاتيحِ طاعَة ً ***** إلينا ومسراهم إلى بابنا شهر
وما كلُّ مَلْكٍ قادِرٍ ذو مَهابة ٍ ***** ولا كل ساع يستتب له الأمر
فلم تَحمِه عنَّا الرّجالُ ولا الجُدُر
ومِلْنا إلى بُرج الرَّصاصِ وإنَّه ***** لكاسد لكن الرصاص له قطر
وأضحت لأنطاكية حارم شجى ً ***** وفيها لهَا والسَّاكِنينَ بها حَصرُ
وحصن كفر لاتا وهاب تدانيا ***** لَنَا، وذُراها للأَنُوقِ به وَكرُ
وفي حِصن باسُوطَا وقَورَصَ ذَلَّتِ الصّـ ***** ـعابُ لنا، والنّصرُ يقدمُهُ الصبرُ
وفامية والبارة استنقذتهما ***** لنا همَّة ٌ من دونها الفَرعُ والغَفرُ
وحصن بسرفود وأنب سهلت ***** لنَا، واستحالَ العُسرُ، وهو لنَا يُسرُ
وفي تل عمار وفي تل خالد ***** وفي حِصْن سلقينٍ لمملَكة ٍ قصرُ
وما مثل راوندان حصن وإنه ***** لمَمتنعٌ، لو لم يسهل له القَسرُ
وكم مثلِ هذا من قلاعٍ ومن قرًى ***** ومُزدَرَعَاتٍ لا يحيطُ بها الحصرُ
فلما استعدناها من الكفر عنوة ً ***** ولم يَبقَ في أقطارِهَا لهمُ أَثْرُ
رددنا على أهل الشآم رباعهم ***** وأملاكَهُم، فانزاحَ عنهم بها الفَقرُ
وجاءتهم من بعد يأس وفاقة ***** وقد مسَّهُم من فقدها البؤْسُ والضُّرُّ
ومرَ عليها الدَّهرُ، والكُفرُ حاكِمٌ ***** عليها، وعمرٌ مرَّ من بعدِه عُمْرُ
فنالهُم من عَوْدِها الخيرُ والغنَى ***** كما نالنا من ردها الأجر والشكر
ونحنُ وضعنا المكْسَ عن كلِّ بلدة ٍ ***** فأصبح مسروراً بمتجره السفر
وأصبحت الآفاق من عدلنا حمى ً ***** فكُدر قَطاها لا يُروّعها صَقرُ
فكيف تُسامِينَا الملوكُ إلى العُلا ***** وعزمهم سر ووقعاتنا جهر
وإن وَعدُوا بالغزوِ نَظماً، فهذه ***** رؤوس أعاديهم بأسيافنا نثر
سنلقى العدا عنهم ببيض صقالها ***** هداياهم والبتر يرهفها البتر
وما قولُنا عن حاجة ٍ، بل يسوءُنا ***** إذا لم يكن في غزونا لهم أجر
خزائنُنَا ملأَى ، ومَا هِي ذُخرُنا المُـ ***** ـعَدُّ، ولكنَّ الثوابَ هو الُّذخْرُ
ملكنا الذي لم تَحوِهِ كفُّ مالِكٍ ***** ولم يَعرُنَا تِيهُ الملوكِ ولا الكبرُ
فنحن ملوك البأس والجود سوقة التـ ***** ـواضع لا بذخ لدينا ولا فخر
عزَفنا عنِ الدُّنيا، على وجدِهَا بِنَا ***** فمنها لنا وصلٌ، ومنّا لها هَجرُ
وأحسن شيء في الدنا زهد قادر ***** عليها فما يصبيه ملك ولا وفر
ولولا سؤال الله عن خلقه الذي ***** رعيناهم حفظاً إذا ضمنا الحشر
لمَلْنَا عن الُّدنيا، وقِلنا لها: اغربي ***** لك الهجر منا ما تمادى بنا العمر
فما خير ملك أنت عنه محاسب ***** ومملكة ٍ، من بعدها الموتُ والقبرُ
فقل لملوك الأرض: ما الفخر في الذي ***** تعدونه من فعلكم بل كذا الفخر

سرونة
13/08/2012, 06:29 PM
يأبى احتمال الضيم لي خلق
يأبى احتمال الضيم لي خلق ***** فيه على ما رابَنِي صَلَفُ
سهل العريكة حين تنصفه ***** صعب المقادة حين يعتسف
خلق نماه أغر أروع ميـ ***** ـمون النقيبة ماجد أنف
من معشرٍ طابت مغارسهُم ***** فسَما لهم فوق السُّها شَرفُ
قوم إذا عدت مناقبهم ***** كادت لهنَّ الشمسُ تنكَسِفُ
لو حاولُوا الأفلاكَ ما قَصُرتْ ***** عنها أكفهم ولا ضعفوا
لا عيب فيهم غير أنهم ***** في جُودِهم لعُفَاتِهم سَرَفُ
أُثْنِي بِعلمي فيهُم، وهُمُ ***** فوق الثناء وفوق ما أصف

سرونة
13/08/2012, 07:09 PM
جودي بموجودي على النكبات في
جودي بموجودي على النكبات في ***** مالِي أَبَى لِي أن أُعَدَّ بخيلاَ
أهب الكثير من الكثير فإن لحت ***** عُودي وهَبتُ من القَلِيلِ قَليلاَ
كي لا أكذب في رجائي آملاً ***** إن البخيل يكذب التأميلا

سرونة
13/08/2012, 07:09 PM
قتلنا بقتلانا من القوم مثلهم
قتلنا بقتلانا من القوم مثلهم ***** مراراً، ولكن ما الدماءُ سَواءُ
ولكن شفينا النفس من لاعج الأسى ***** بقتلهم إن كان منه شفاء

سرونة
13/08/2012, 07:09 PM
رِجلاى َ والسبعون قد أوْهَنَتْ
رِجلاى َ والسبعون قد أوْهَنَتْ ***** قُواي عن سَعي إلى الحَربِ
وكنت إن ثوب داعي الوغى ***** لبيّتهُ بالطَّعنِ والضَّربِ
أشقُ بالسَّيفِ دُجَى نقعها ***** شقَّ الدَّياجِي مرسَلُ الشُّهب
أنازل الأقران يرديهم ***** من قَبل ضَربي هامَهُم رُعْبِي
فلم تَدَعْ مِنّي اللَّيالي سوَى ***** صَبرِي على اللأَواءِ والخَطبِ
ألقى الرزايا رابط الجأش في ***** أحداثها مجتمع اللب
ما خانَنِي عزمِي، ولا عزَّنِي ***** صَبرِي، ولا ارتاعَ لهَا قَلبي

سرونة
13/08/2012, 07:10 PM
أنَا تَاجُ فُرسانِ الهِيَاجِ، ومن بِهِمْ
أنَا تَاجُ فُرسانِ الهِيَاجِ، ومن بِهِمْ ***** ثَبتتْ أوَاخِي مُلكِ كلِّ مُتوَّجِ
قومٌ إذا لَبِسُوا الحَديدَ عجبتَ مِن ***** بَحرٍ تدافَعَ في لَظًى مُتوهّجِ
صُبُرٌ إذا ما ضاقَ مُعتَركُ القَنا ***** فرجت سيوفهم مضيق المنهج
وإذا رجوتَهُمُ لنصرٍ صدَّقُوا ***** بعظيم بأسهم رجاء المرتجي

سرونة
13/08/2012, 07:10 PM
لخمس عشرة نازلت الكماة إلى
لخمس عشرة نازلت الكماة إلى ***** أن شبت فيها وخير الخيل ما قرحا
أخوضُها كشهابِ القَذْف مبتَسِماً ***** طلقَ المُحيَّا، ووجهُ الموتِ قد كلَحَا
بِصارِمٍ، من رآهُ في قَتام وغًى ***** أفري به الهام ظن البرق قد لمحا
أغدُو لنارِ الوغَى في الحرب إن خَمَدت ***** بالبِيضِ في البَيْض والهاماتِ مُقَتدحَا
فسل كُماة الوغَى عنِّي، لتعلم كم ***** كَرْبٍ كشفتُ، وكم ضيقٍ بيَ انْفَسحَا

سرونة
13/08/2012, 07:10 PM
ولكنَّنيِ ألقَى الحوادثَ وادِعاًولكنَّنيِ ألقَى الحوادثَ وادِعاً
ولكنَّنيِ ألقَى الحوادثَ وادِعاًولكنَّنيِ ألقَى الحوادثَ وادِعاً ***** بقلبِ أريبٍ بأسُه يتَوقَّدُ
أبي على عدل الزمان وجوره ***** غنى ٍّ عن الأعوانِ إن قَلَّ مُسعدُ
فما هو في خطب وإن راع جازع ***** مروع ولا في حادث متبلد

سرونة
13/08/2012, 07:11 PM
يا عجباً من وشك بين ما رغت
يا عجباً من وشك بين ما رغت ***** فيه مطايانا ولا الحادي حدا
نرى الجمال المصحبات بيننا ***** مهملات والرجال بددا
موقف توديع ترى البيض به ***** شهباً وهابى النقع ليلاً أسودا
وللطعان في الكماة أعيناً ***** تهمي على السرد نجيعاً مزبدا
فيا له من موقف رقيبه ***** كتائب الأعداء والواشي الردى
لو لم تكُن عادَتِيَ الإقدامَ في ***** أمثاله قضيت فيه كمدا
ومنها:لا تَحسَبنَّ الرُّزءَ أوهَى جَلَدِي ***** إنّ النَّسيمَ لا يفُضَّ الجَلْمَدَا
وهل يَروعُ الخطْبُ قلبَ أروعٍ ***** إن كلب الدهر عليه أسدا
متى رآني الشامتون ضرعاً ***** لنكبة تعرقني عرق المدى
هم يعلمون أنني صلب من ***** صم الصفا فما عدا مما بدا
هل بزَّنِي الخطبُ سوى وفْرِي الذي ***** كان مباحاً للنوال والندى
إنْ جَمعوا المالَ فأوعَوْا أتلفَتْ ***** يدي طريف ما حوت والتلدا
هم يرون المال ذخراً باقياً ***** وإنما ذخر الفتى أن يحمدا

سرونة
13/08/2012, 07:11 PM
سَلْ بي كُماة َ الوغَى في كلّ مَعركة ٍ
سَلْ بي كُماة َ الوغَى في كلّ مَعركة ٍ ***** يضيقُ بالنّفِس فيها صدرُ ذي الباسِ
ينّبؤُكَ بأنِّي في مَضايِقِها ***** ثبت إذا الخوف هز الشاهق الراسي
أخوضُها كشِهابِ، القَذْفِ، يصحبُني ***** عضب كبرق سرى أو ضوء مقباس
إذا ضربت به قرناً أنازله ***** أوحاهُ عن عائِدٍ يَغشاهُ أو آسِي

سرونة
13/08/2012, 07:12 PM
وقال في قصيدة مضى أكثرهاولكِن قضتْ فِينا اللَّيالي بجَوْرِهَا
وقال في قصيدة مضى أكثرهاولكِن قضتْ فِينا اللَّيالي بجَوْرِهَا ***** وعادتُها كُفرُ الفَضائلِ والغَمطُ
حكى حكْمُهَا الميزانَ، لادرَّدرُّها: ***** فذو النقص يستعلي وذو الفضل ينحط
وعندي على ما راب من حدثانها ***** صريمَة ُ عزمٍ، مَالِمَا عَقَلَتْ نَشطُ
تُهِّون عندي الخطبَ، والخطبُ هائلٌ ***** وتقبض عني كفه ولها البسط

سرونة
13/08/2012, 07:12 PM
قَلبِي وصَبري إلفَان مُذْ خُلِقَا
قَلبِي وصَبري إلفَان مُذْ خُلِقَا ***** تقاسما صادقين لا افترقا
أمشِي الهُوَينى ، والخطبُ فِي طلبِي ***** يُوضِعُ طورا، وتارة عنَقا
ما يطمعُ الدّهرُ أَن أذِلّ، ولاَ ***** تملأُ قَلبي أهوالُه فَرَقَا
أحنُو ضُلُوعي في كلِّ نائبَة ٍ ***** على فؤادٍ لا يَعرفُ القَلَقَا
لا يزدهِيه خوفُ الحِمامِ، ولا ***** عَهدتُه في مُلِمَّة ٍ خَفَقَا

سرونة
13/08/2012, 07:17 PM
قالوا ترشفت الليالي ماءه
قالوا ترشفت الليالي ماءه ***** واغَتالَه بعد التَّمامِ محَاقُ
هُوَ جمرة ٌ أفنى الزّمانُ لهيبَها ***** فتضاءَلت، وطباعُها الإحراقُ

سرونة
13/08/2012, 07:20 PM
قُل لابن مُنقِذٍ الذي
قُل لابن مُنقِذٍ الذي ***** قد حاز في الفضل الكمالا
فلذاك قد أضحى الأنا ***** مُ على فضائِلِه عِيالاَ
وقريضه عند الظما ***** ينسيهم الماء الزلالا
كالدر والياقوت ما ***** سكن البحار ولا الجبالا
لكن يُجاورُ فيضَ أيْمـ ***** ـان وأحلاماً ثقالا
ما كان ظَنيَ أن يُحـ ***** ـرِّمَ منه لِي السِّحرَ الحَلالاَ
كلا ولا يشكو لحمـ ***** ـل رسائل مني كلالا
كم قَد بعثنا نَحوك الأشـ ***** ـعار مسرعة عجالا
مثل الحسان الغيد تا ***** هَتْ في محاسِنها دَلاَلاَ
بذلت لك الممنوع ثـ ***** ـمَ منحتَها منك ابتذَالاَ
وصددت عنها حين را ***** متْ من محاسنك الوِصالاَ
ما كان مُرسِلُها، وحقَّـ ***** ـقك، يستحقُّ بها المَلالاَ
هلا بذلت لنا مقا ***** فلم يَدع منها خِلاَلاَ
مع أننا نوليك صبـ ***** ـراً في المودَّة ِ واحتمالاَ
ونبثك الأخبار إن ***** أضحت قصاراً أو طوالا
سارت سرايانا لقصـ ***** ـد الشام تعتسف الرمالا
تُزجى إلى الأعداءِ جُر ***** د الخيل أتباعاً توالى
تمضي خفافاً للمغا ***** ر بها وتأتينا ثقالاً
حتَّى لقد رامَ الأعا ***** دي من ديارهم ارتحالا
وعلى الوُعيرَة معشَرٌ ***** لم يعهدُوا فيها القِتَالاَ
لما نأت عمن يحـ ***** ـف بها يميناً أو شمالاً
نهضت إليها خيلنا ***** من مصر تحتمل الرجالا
والبيض لامعة ً وبيـ ***** ـضا لهند والأسل النهالا
في أرضِها حياًّ حِلالاَ
هَذا، وفي تلِّ العُجو ***** ل ملأن بالقتلى التلالا
إذ مَرَّ مُرِى ليسَ يَلـ ***** ـوِى نَحو رُفْقته اشتِغَالاَ
واستاق عسكرنا له ***** أهلاً يحبهم ومالا
وسرية ابن فريج الطا ***** ئي طال بها وصالا
سارت إلى أرض الخليـ ***** ـل فلم تدع فيها خلالا
فلو أن نور الدين يجـ ***** ـعلُ فعلَنا فيهم مِثَالاَ
ويُسيِّرُ الأجنادَ جهـ ***** ـراً كي ينازلهم نزالا
ويفي لنا ولأهل دو ***** لَته بما قد كان قَالاَ
لرأيت للإفرنج طـ ***** ـرَّا في معاقِلها اعتِقالاَ
وتجهَّزوا للسَّيرِ نحوَ ***** ـو الغرب أو قصدوا الشمالا
وإذا أبَى إلاّ اطّـ ***** حاً للنصحية واعتزالا
عُدْنا بتسليمِ الأمورِ ***** لحُكْمِ خالقِنا تَعالَى
ـلاقاً وأكرمهم فعالا
وأعزَّهُم جاراً، وأمـ ***** ـنعهم حمى ً وأجل آلا
وأعمهم جوداً إذا ***** جادوا وأكثرهم نوالا
فلذاك قد أضحى الأنا ***** مُ على مكارِمِه عِيالاَ
وحمى البلاد بسيفه ***** عن أن تُذَال، وأن تُدَالاَ
وأحَلَّ بالإفرنجِ في ***** بر وفي بحر نكالا
حتَّى لقد سَئموا لِقَا ***** ءَ جيوشِ مصرٍ والقِتالاَ
نبَّهتَ عبداً طالمَا ***** نبهَّتَه قدراً وحالاَ
وعتبته فأنلته ***** شرفاً ومجداً لن يُنالاَ
وكسوته شرفاً إذا ***** ما طاولْتهُ الشُّهْبُ طالاَ
لكن ذاك العتب يشـ ***** ـعِل في جوانحه اشتعَالاَ
أسفاً لجد مال عنـ ***** ـه إلى مَساءَتِهِ، ومَالاَ
وحماهُ، وهو الحائِمُ الظـ ***** ـماڑنُ، أن يَرِدَ الزُّلاَلاَ
وأجَرَّ مِقْولَه فَصر ***** نَ الحادثاتُ له عِقَالاَ
فلو استَطاعَ السَّعى َ، وهـ ***** ـو الفرضُ، لم يرضَ المقَالاَ
لكنَّها الأيامُ تُو ***** سعنا مطالا واعتلالا
وتُسوِّفُ الرَّاجِى ، وتُو ***** رد ذا الصدى الظمآن آلا
والدهر لا ينفك يبـ ***** ـرِى ، أو يَريشُ لَنا النِّبَالا
ويصدنا عما نحا ***** وِله جِهاراً واغْتِيالاَ
وإذا حمدناه على ***** حال تنكر واستحالا
وذُنوبُه مغفورَة ٌ ***** لو كاثَرتْ فينا الرَّمَالاَ
بالصالحِ المَلِكِ الذي ***** جمع المهابَة والجَلالاَ
مَلِكٌ إذا زُغنَا أقَا ***** ل، وإن سألناهُ أنَالاَ
فيُبيحُ جَاهِلَنا وسائِـ ***** ئلنا نوالاً واحتمالا
فإليه معذرة المقـ ***** ـصر من إساءته استقالا
وبفضل مالكه تعو ***** ذَ أن يَظُنَّ به المَلاَلا
أو أنه يشكُو الكَلاَ ***** ل لسمعه السحر الحلالا
وهو النَّهوضُ بما تحـ ***** ـمَّلَه، ولو حَمل الجِبالاَ
أمّا السَّرايَا حين تر ***** جعُ بعد خِفَّتِها ثِقالاَ
فكَذاك عادَ وفُودُ با ***** بك مثقلين نثا ومالاً
ومسيرها في كل أرض ***** تبتغي فيها المجالا
فكذاكَ فضلُك مثلُ عد ***** لك في الدنا سارا وجالا
فاسلَم لنا، حتى نرى ***** لك في بني الدنيا مثالا
واشدُد يَديْك بودِّ نُورِ ***** الدين، والقَ به الرِّجَالاَ
فهو المُحامي عن بلا ***** د الشام جمعاً أن تذالا
ومبيد أملاك الفرنـ ***** ـج وجمعهم حالاً فحالا
ملِكٌ يتيه الدّهرُ والدُّ ***** نيا بدولتِه اختيالاَ
فإذا بَدا للنّاظريـ ***** ـن رأت عيونُهُمُ، الكَمالاَ
فبقيتما للمسلميـ ***** ـن حمى ً وللدنيا جمالا

سرونة
13/08/2012, 07:21 PM
يُجهِّلُ في الإقدَامِ رأْيِي مَعَاشِرٌ
يُجهِّلُ في الإقدَامِ رأْيِي مَعَاشِرٌ ***** أراهُم إذا فَرُّوا من الموتِ أجهلاَ
أيرجُو الفتَى عند انقضاءِ حَياتِه ***** وإن فر عن ورد المنية مزحلا
إذا أنا هبت الموت في حومة الوغى ***** فلا وجدت نفسي من الموت موئلا
وإني إذا نازلت كبش كتيبة ***** فلستُ أُباليِ أيُّنا ماتَ أوَّلاَ

سرونة
13/08/2012, 07:41 PM
قُل للخِطوبِ: إليكِ عنِّي، إنَّ لي
قُل للخِطوبِ: إليكِ عنِّي، إنَّ لي ***** في الخطب عزما مثل حد المنصل
لا يستكِينُ لحادثٍ مِن نكبة ٍ ***** طَرَقَتْ، ولا يَعيا بأمرٍ مُشكِلِ
يَلقى الخطوبَ، إذا دَجَت أهوالُها ***** بالصَّبرِ حتى تَضمحلَّ وتَنجلِي
تنجابُ عنه الحادثاتُ إذا عَرتْ ***** عن قُلَّبٍ ثبْتِ العزائِم حُوَّل
قد جرَّبَ الأيامَ حتى خِلَته ***** يُبدى له الماضي خَفِيَّ المُقبلِ

سرونة
13/08/2012, 07:41 PM
إذا ضاق بالخطي معترك الوغى
إذا ضاق بالخطي معترك الوغى ***** وهال الردى وقع الظبا في الجماجم
سَل الموتَ عنِّي، فهو يشهدُ أنَّني ***** على خوضه في الحرب ثبت العزائم

سرونة
13/08/2012, 08:03 PM
مُعينَ الدِّينِ، كم لك طوقُ منٍّ
مُعينَ الدِّينِ، كم لك طوقُ منٍّ ***** بجيدي، مثلُ أطواقِ الحَمَام
تعبدني لك الإحسان طوعاً ***** وفي الإحسان رق للكرام
فصار إلى مودتك انتسابي ***** على أَنّي العِظامّي العِصامِي
ألم تعلم بأني لا نتمائي ***** إليك رمى سوادي كل رام
ولولا أنتَ لم يُصحِب شِمَاسِي ***** لقسر دون إعذار الحسام
ولكن خفت من نار الأعادي ***** عليكَ فكنتُ إطفاءَ الضِّرام

سرونة
13/08/2012, 08:09 PM
ألا هكذا في الله تمضي العزائم
ألا هكذا في الله تمضي العزائم ***** وتمضِي لدى الحربِ السّيوفُ الصّوارمُ
وتُسَتَنْزَلُ الأعداءُ مِن طَودِ عزِّهم ***** وليس سِوى سُمرِ الرِّماحِ سَلاَلم
وتُغزَى جيوشُ الكُفرِ في عُقرِ دَارها ***** ويوطا حماها والأنوف رواغم
ويوفي الكرام الناذرون بنذرهم ***** وإن بذلت فيه النفوس الكرائم
نذرنا مسير الجيش في صفر فما ***** مَضى نصفُه، حتى انْثَنى وهو غَائِمُ
بعثناه من مصر إلى الشام قاطعاً ***** مفاوز وخد العيس فيهن دائم
ونَاهيكَ مِن أرضِ الجِفارِ إذا التَظَى ***** بجنبيه مشبوب من القيظ جاحم
وصارَت عُيون الماءِ كالعَينٍ عِزَّة ً ***** إذا ما أتَاهَا العسكُر المتزاحمُ
فما هاله بعد الديار ولا ثنى ***** عزيمتَه جَهدُ الظَّما والسَمائِمُ
يهجر والعصفور في قعر وكره ***** ويَسرى إلى الأعداءِ، والنِجمُ نَائِمُ
إذا ما طَوى الراياتِ وقْت مَسيرِه ***** غَدت عوضاً منها الطّيورُ الحَوائِمُ
تباري خيولاً ما تزال كأنها ***** إذا مَا هيَ انْقضَّت نُسورٌ قَشاعِمُ
فإن طلبت قصداً تساوين سرعة ً ***** قوادمُها في جوِّها والقَوائِمُ
هي الدُّهمُ ألواناً وصِبغَ عَجاجَة ٍ ***** فإن طلبت أعداءها فالأداهم
تُصاحبها علماً بأن سوف نَغتدِي ***** بها ولها في الكافرين مطاعم
كما أنَّ وحشَ القَفرِ ما زال منهمُ ***** مدَى الدّهرِ أعراسٌ لهُم وولائِمُ
خيول إذا ما فارقت مصر تبتغي ***** عدى ً فلها النصر المبين ملازم
يسير بها ضرغام في كل مأزق ***** وما يصحب الضرغام إلا الضراغم
ورفقته عين الزمان وحاتم ***** ويحيى وإن لاقى المنية حاتم
مضى طاهر الأثواب من كل ريبة ***** شهيداً، كما تمضي السَّراة ُ الأكارِمُ
هنيئاً له يسقى الرحيق إذا غدت ***** تحييه في الخلد الحسان النواعم
ولو أننا نبكي على فقد هالك ***** لقلَّت له منَّا الدّموعُ السَّواجِمُ
ولكننا بعنا الإله نفوسنا ***** ورحنا وما منا على البيع نادم
تهونُ علينَا أن تُصاب نفوسُنا ***** إذا لم تصبنا في الحياة المآثم
وما خام إذ لاقى همام وصنوه ***** عشية َ أصواتُ الرجالِ هَمَاهِمٌّ
وبرقية شاموا السيوف فلم يعش ***** لبارقها في ساحة الشامِ شَائِمُ
وأفناء جند لو توجه جمعهم ***** لرومية جالت عليها المقاسم
وجمع مماليك بأفعالنا اقتدوا ***** فكلُّهمُ بالطّعنِ والضربِ عالِمُ
وسِنْبِسُ قد شادُوا المعاليِ بفعلهم ***** وليس لهم إلا العوالي دعائم
وثَعلبة ٌ أضَحْوا بنا قد تأَسَّدُوا ***** فما لهُم في المشركين مُقَاوِمُ
وإنّ جُذاماً لم يزل قطُّ منهمُ ***** قدِيماً لحِبلِ الكُفر بِالشّامِ جاذِمُ
جيوشٌ أفدنَاها اعتزاماً ونجدة ً ***** فطاعننا منهم ومنا العزائم
إذا ماأثاروا النقَّع، فالثغُر عابسٌ ***** وإن جرَّدوا الأسيافَ فالثغرُ باسمُ
ولمّا وَطُوا أرضَ الشاڑم تحالَفت ***** فأضحْت جميعاً عُربُها والأعاجمُ
وواجهَهُمْ جمعُ الفرنجِ بحملة ٍ ***** تهونُ على الشُّجعانِ منها الهزائِمُ
فلقوهم رزق الأسنة وانطووا ***** عليهم فلم ينجم من الكفر ناجم
وما زالت الحرب العوان أشدها ***** إذا ما تَلاقى العسكرُ المتَصَادِمُ
يشبههم من لاح جمعهم له ***** بلجة بحر موجها متلاطم
وحسْبُكَ أن لم يبقَ في القومِ فارسٌ ***** من الجيشِ إلاّ وهو للرّمحِ حَاطِمُ
وعادُوا إلى سِلّ السيوفِ؛ فقطِّعَتْ ***** رؤوس وحزت للفرنج غلاصم
فلم ينج منهم يوميذاك مخبر ***** ولا قيلَ: هذا وحدَه اليومَ سَالِمُ
كذلِكَ ما ينفَكُّ تُهدَى إلى العِدَا ***** وللوحشِ أعراسٌ لهم وماڑتمُ
وتسري لهم آراؤنا وجيوشنا ***** بداهية ٍ تبيضُ منها المقَادِمُ
نقتلهم بالرأي طوراً وتارة ً ***** تدوسُهُم منا المَذاكي الصَّلادِمُ
وما العازم المحمود إلا الذي يرى ***** مع العَزمِ في أحوالِه، وهو حَازِمُ
وقد غَرَّق الكفَّارَ منه بقطْرَة ٍ ***** سحاب انتقام عندنا متراكم
فكيفَ إذا سالَت عليهم سُيولُنا ***** وجاشَت لنا تلك البحارُ الخَضَارِمُ
وما نحن بالإسلام للشرك هازم ***** ولكننا الإيمان للكفر هادم
فقُولوا لِنور الدّين، لا فُلَّ حدُّه ***** ولا حكمت فيه الليالي الغواشم
تجهَّزْ إلى أرضِ العدوِّ ولا تَهنْ ***** وتُظهرْ فُتوراً أَن مَضت منك حَارِمُ
فما مثلها تبدي احتفالاً به ولا ***** تُعَضُّ عليها للملوكِ الأباهِمُ
فعندك من ألطاف ربك ما به ***** علمنا يقيناً أنه لك راحم
أعادَك حياً بعد أن زعَم الورَى ***** بأنك قد لاقيت ما الله حاتم
بوقتٍ أصابَ الأرضَ ما قد أصابَها ***** وحلت بها تلك الدواهي العظائم
وخيم جيش الفكر في أرض شيزر ***** فسيقت سبايا واستحلت محارم
وقد كان تاريخ الشآم وهلكه ***** ومن يحتويه أنَّه لك عًّادمُ
فقم واشكر الله الكريم بنهضة ***** إليهمْ، فشكرُ اللّهِ للخلق لاَزِمُ
فنحن على ما قد عهدت نروعهم ***** ونحلِفُ جَهداً أنّنا لا نُسالمُ
وغَاراتُنا ليست تَفَتَّرُ عنهُم ***** يَسوقُ أساطيلَ الفَرنجِ اليهمُ
وأسطولُنا أضعافُ ما كان سائراً ***** إليهم فلا حِصنٌ لَهُم منه عَاصِمُ
ونَرجو بأن نَجتاحَ باقِيَهم بِه ***** وتحوى الأسارى منهم والغنائم
على أنَّنا نِلنا مِنَ المجدِ مَا بِه ***** نفاخر أملاك الورى ونقاوم
ولكننا نبغي المثوبة جهدنا ***** وطاقَتنا، واللّهُ معطٍ وحَارمُ
ونَختِمُ بالحسنى الفَعال، وإنّما ***** ترين أعمال الرجال الخواتم
فمن حاتم ما نال ذا الفخر حاتم
وصَلتَ، فأغنيتَ الأنامَ عن الحيَا ***** وصُلْتَ؛ فخافَت من سُطاك الصَّوارِمَ
وجدت على بخل الزمان فأين من ***** نداك السكوب المستهل الغمائم
تكفلت للإسلام أنك مانع ***** حماه مبيح ما حمى الكفر هادم
فأصبحت ترعى سرحه بصريمة ***** من العزْمِ، لم تبلُغ مَداها العَزائمُ
وأيدته بالعدل والبذل والتقى ***** وضرب الطلى والصالحات دعائم
فعدل مزيل كل ظلم وجوده ***** وجود مذيل ما تصون الخواتم
رميت العدا بالأسد في أجم القنا ***** على الجُرد، تقتادُ الرَّدى وهو رَاغِمُ
بمثلِ أتِيِّ السّيلِ، ضاقَ به الفَضَا ***** وضَاق على الأعداءِ منه المخَارمُ
يُبارِين شُهبَ القَذِفَ يَحمِلن مثلَها ***** من الحَتْف، للباغي الرّجيم رَوَاجِمُ
سرايَا كَموجِ البحرِ، في لَيلِ عِثْيرٍ ***** بِه مِن عَوالِيهِمْ نجومٌ نَواجِمُ
تسيرُ جيوشُ الطَّير فوق جيوشِها ***** لها كل يوم من عداها ولائم
فإن خَفَضَ الفُرسانُ للطَّعنِ في الوغَى ***** رِماحَهمُ انقضَّت عليها القَشاعِمُ
تعرَّض منها فَوق غزَّة عارِضٌ ***** سحاب المنايا فوقه متراكم
فللَّنقعِ سُحبٌ، والسيوفُ بوارقٌ ***** وللدم وبل والنبات جماجم
بوارق منها الغوث لا الغيث يرتجى ***** أشائم لا يروى بها الدهر شائم
فليس لراج غير عفوك ملجأ ***** وليس لعاص لم ينب منك عاصم
تنزهت عن أموال من أنت قاتل ***** فقد جُهلَتْ بين الجيوشِ المقَاسِمُ
فنهبك أرواح تنفلها الظبا ***** وسُمرُ العَوالِي، والبلادُ مغانِمُ
فلا مورد إلا يمازجه دم ***** ولا مرتع إلا رعته المناسم
فسيفُك للخصمِ المعانِدِ خاصِمٌ ***** وعدلُك للشكْوى وللجَور شَاكُمِ
خلطتَ السُّطَا بالعَدل، حتّى تألَّفَتْ ***** أسود الشرى والمطفلات الروائم
يشن أبو الغارات غارات جوده ***** على ماله وهوالمطيع المسالم
ويبعثها شعث النواصي كأنها ***** ذئاب الفلا تردي عليها الضراغم
تلظ بأرض المشركين كأنها ***** صواد إلى ورد حوان حوائم
فَويح العِدَا من بأسها، إنما سرَى ***** إليها ولم تشعر ردى وأداهم
فهمُ جُزُرٌ للبيضِ، والبيضُ كالدَّمَى ***** سبايا تهادى والبلاد معالم
غزوتَهمُ في أرضِهم وبلادِهْم ***** وجحفلُهُم في أرضها مُتزَاحمُ
فأفنيتَهم قَتْلاً وأسرا بأسرهِم ***** فناجيهم مستسلم أو مسالم
فلمَّا أبادتهُم سيوفُك، وانجَلت ***** عن الأرضِ منهمْ ظُلمة ٌ ومظالِمُ
غروتهم في البحر حتى كأنما الـ ***** أساطيل فيه موجه المتلاطم
بفرسان بحر فوق دهم كأنها ***** على الماء طير ما لهن قوادم
يصرِّفُها فُرسانُها بأعنَّة ٍ ***** جرت حيث لم توصل بهن الشكائم
إذا دفعوها قلت: فرسان غارة ***** سروا بجياد ما لهن قوائم
دماؤهم في البحر حمر سوائح ***** وهامهم في البر سحم جواثم
فلم يَخفَ في فجٍ من الأرضِ هارِبٌ ***** ولم ينج في لج من الماء عائم
وعاد الأسارى مردفين وسفنهم ***** تُقادُ، كما قاد المهارِي الخَزَائِمُ
وقد شمر الملكان في الله طالبي ***** رضاه بعزم لم تعقه اللوائم
بجد هو العضب الحسام وحده ***** لعادية الأعداء والكفر حاسم
وقامَا بنصر الدّين، واللّهُ قائمٌ ***** بنصرِهما، ما دامَ للسيفِ قائمُ
وما دون أن يفنى الفرنج وتفتح الـ ***** ـلادُ، سوى أن يُمضِيَ العزمَ في
ا مَلِكاً، قد أحمد اللّهُ سعيَه ***** ونيّتَه، واللّهُ بالسِرِّ عالِمُ
تَهنَّ ثناءً، طبَّق الأرضَ نَشرُه ***** هو المسك لا ما ضمنته اللطائم
ثناءً به يحدو الحداة وينشد الـ ***** ـرواة وتشدو في الغصون الحمائم
يسير مع الركبان أنى تيمموا ***** على أنه في ساحة الحي هاجم
أميرَ الجيوشِ، اسمَع مقالة َ بائِح ***** بشكركَ، يُبدي مثلَ ما هو كاتِمُ
بِفَضْلِك اڑلَى صادقاً، إنَّ فكرَه ***** لعاص له في نظم ما هو ناظم
كأن بديعي شعره وبيانه ***** حروف اعتلال والهموم جوازم
على أنه كالصم صبراً وقسوة ً ***** تحز المدى في قلبه وهو كاظم
فما يَعرف الشَّكوى ولا يَستكينُ للـ ***** ـخُطوبِ، ولا تُوهى قواهُ العَظائِمُ
ولو كان سَحباناً أجرَّ لسانَه ***** ألا هكذا في الله تمضي العزائم
هيَ السّحرُ، لا ما سارَ عن أرض بابلٍ ***** هي الدّرُّ، لا ما ألَّفته النَّواظِمُ
فريدة دهر للقلوب تهافت ***** علَيها، وللأَسماعِ فيها تَزاحُمُ
إذا أُنشِدَتْ في مَحفل قال سامعٌ: ***** أنفَثة سِحرٍ، أم رُقًى ، وتمائمُ
ولولا رجاء الصالح الملك الذي ***** بدولَته الدّهرُ المقطِّبُ باسِمُ
وأنِّي أُمَنِّي النفسَ لثْمَ بنانِه ***** وما كانَ قبلِي للسحائبِ لأُثمُ
ففيها مَنايا للأَعَادِي قَواصِمٌ ***** وفيها بحارٌ للعطايا خَضَارِم
وحطي رحال الشكر عني ببابه ***** بحيثُ اعْتِدَا الآمالِ في المالِ حَاكِمُ
ويعجب مني الناس حت يقول من ***** رآني إلى الجنات قد عاد آدم
قضيت لبعدي عن ذراه ندامة ً ***** ولا عجبٌ إن ماتَ بالهمِّ نَادِمُ
أتتك ابنة ُ الفِكر الحسيرِ؛ وإنَّها ***** تسيرُ مَسيرَ البَدْر، والليلُ عَاتِمُ
بمدْحٍ بديعٍ من وليٍّ مُمَدَّحٍ ***** جَديرٍ بأن يُغْلى به السَّومَ سائِمُ
تَسومُ جميلَ الرأى ، لا المالَ، إنَّه ***** بذولٌ له فيما قضَتْه المكارِمُ
تَضمَّنُ روضاً، زهرُه مدحُ مجدك الـ ***** ـعَليِّ، وأوراقُ الكّتابِ كَمائمُ
فدُمتَ، ودامتْ هالة ٌ، أنت بدرُها ***** ومُلْكُكَ، ما كَّر الجديدانِ، دَائمُ

سرونة
13/08/2012, 08:09 PM
كم تَغُصُّ الأيّامُ منِّى ، وتأبَى
كم تَغُصُّ الأيّامُ منِّى ، وتأبَى ***** همتي أن تنال مني مناها
أنَا في كفِّها كجذوة نارٍ ***** كلَّما نُكِّست تَعالَى سَنَاهَا

سرونة
13/08/2012, 08:10 PM
لا تجزعن لخطب
لا تجزعن لخطب ***** فكل دهرك خطب
وحادثاتُ الليالي ***** مملة ما تغب
تروح سلماً وتغدو ***** على الفَتَى ، وهي حَربُ
ولا تضق باصطبار ***** ذرعاً إذا اشتد كرب
فصبر يومك مر ***** وفي غد هو عذب
كم صابَرَ الدهرَ قوم ***** فأدركُوا ما أحبُّوا
وكلُّ نارِ حريقٍ ***** يُخشى لظاها سَتَخبُو

سرونة
13/08/2012, 08:10 PM
أيَحسَبُ دَهرى َ أنى جزِ
أيَحسَبُ دَهرى َ أنى جزِ ***** عتُ، لما غَال من نَشَبِي وانْتَهَبْ
فقد أخلصتني أحداثه ***** وبالنار يبدو خلاص الذهب
وما حَطَّنِي أخذُه ما استَـ ***** ـعادَ، ولا زَادني رِفعة ً ما وَهبْ
وما أنا إلا كضوء الشهاب ***** إذا نكسوه اعتلى والتهب

سرونة
13/08/2012, 08:10 PM
لأصبِرنَّ لدهري صبرَ مُحتَسِبٍ
لأصبِرنَّ لدهري صبرَ مُحتَسِبٍ ***** حتَّى يَرى غيرَ ما قَد كان يَحسَبهُ
وأستَميتُ لما تأِتي الخطوبُ به ***** ليعلم الخطب أني لست أرهبه
إن غالبتني على وفري نوائبه ***** فحسن صبري في اللأواء يغلبه
أو أَبعدتَنيَ عن أَهْلي وعن وطَني ***** فأبعَدُ الفَرجِ المرجوِّ أقْربُه
والدَّهرُ يَهدِمُ ما يَبني، ويُخمِدْ ما ***** يُورِى ، ويُبعِد ما يُدنِي تَقلُّبُه

سرونة
13/08/2012, 08:10 PM
كف عني واش وأغضى رقيب
كف عني واش وأغضى رقيب ***** ونَهاني عن التَّصابي المشيبُ
وأرتني الستون نهجي وقد كا ***** ن عَفَا، وهو مَهْيعٌ ملحُوبُ
وانقضَتِ شرَّتِي، وشدَّ لي الحِـ ***** ـلمُ حُباً، لا يحلُها ما يَرِيبُ
وخبرتُ الأيّامُ حتى لقَالَ النّـ ***** ـناس: هذه هو الخبير الأريب
وعزيزٌ علي أنِي وقد جرَّ ***** بت دهري لم يهدني التجريب
وإذا حمت المقادير أخطا الـ ***** ـرُء في الرّأيِ، حيث كان يُصيبُ

سرونة
13/08/2012, 08:11 PM
لا تنكرن مر العتاب فتحته
لا تنكرن مر العتاب فتحته ***** شهدٌ جَنَتْه يدُ الوِدادِ النَّاصحِ
وتطلب المحبوب في مكروهه ***** فالدر يطلب في الأجاج المالح

سرونة
13/08/2012, 08:11 PM
اصبر على ما تختشي أو ترتجي
اصبر على ما تختشي أو ترتجي ***** تَظْفَرْ بحُسنِ سَكينة ٍ ونَجاحِ
أو ما ترى السارين لما صابروا ***** ظلم السرى أفضوا إلى الإصباح

سرونة
13/08/2012, 08:11 PM
نزهت نفسي عن من الرجال وإن
نزهت نفسي عن من الرجال وإن ***** عَلَتْ بهم رُتُب الدّنيا، وإن شَمَخُوا
إذا المطامعُ قادتْنِي إلى طَمعٍ ***** يزري فماذا أفاد الشيب والشيخ

سرونة
13/08/2012, 08:11 PM
سِرْعَن بلادهِمُ فقد سَئمتْ بِهَا
سِرْعَن بلادهِمُ فقد سَئمتْ بِهَا ***** عيسي محول معرسي ومناخي
ودع الأماني إنها غرارة ***** ووعودُها للطّامعين أَواخِي
ما عندها للواردين سرابها ***** غير المطال بموعد متراخي

سرونة
13/08/2012, 08:12 PM
سِرْعَن بلادهِمُ فقد سَئمتْ بِهَا
سِرْعَن بلادهِمُ فقد سَئمتْ بِهَا ***** عيسي محول معرسي ومناخي
ودع الأماني إنها غرارة ***** ووعودُها للطّامعين أَواخِي
ما عندها للواردين سرابها ***** غير المطال بموعد متراخي

سرونة
13/08/2012, 08:12 PM
انظر بعيشك هل ترى
انظر بعيشك هل ترى ***** أحداً يدوم على المودة
لترى أخلاء الرخا ***** ءِ عِداً، إذا نابتك شِدَّة ْ
ولكلِّ ما تَأْبَى وتَهوَى ***** ـوى إن صبرت مدى ً ومدة

سرونة
13/08/2012, 08:12 PM
عندي للأيام إن أقبلت
عندي للأيام إن أقبلت ***** عليَّ فعلُ الخيرِ والجُودُ
وإن تولت ففؤادي كما ***** علمتَ، في اللأواءِ، جُلمودُ
يُصابرُ الأيّامَ، أو تَنقضِي ***** خُطوبهُن البيضُ والسُّودُ

سرونة
13/08/2012, 08:12 PM
إن سرَّ أعدائِيَ أَن عَضَّنِي
إن سرَّ أعدائِيَ أَن عَضَّنِي ***** دَهرِي بما أذْهَبَ من مَالِي
فهمَّتِي بالنّجمِ معقودة ٌ ***** ما حطها ما حال من حالي
كالنَّارِ إن نكَّسها قابسٌ ***** لم يتنَكَّس نورُها العَالي

سرونة
13/08/2012, 08:22 PM
سلوت عن كل حال كنت ذا شغف
سلوت عن كل حال كنت ذا شغف ***** بها ولم أسل في حال عن الكرم
ما غال دهري وفري في تقلبه ***** إلا جعلت الندى ستراً على العدم

سرونة
13/08/2012, 08:22 PM
لنَا هَجمة ٌ للحقِّ إن نابَ، والقِرى
لنَا هَجمة ٌ للحقِّ إن نابَ، والقِرى ***** وللجَارِ ما تَنفكَّ نَهباً مقَسَّماً
إذا هي لم يَعْجَل إلى الضيفِ دَرُّها ***** أدرَّ اليماني من عَراقِبها الدِّمَا

سرونة
13/08/2012, 08:22 PM
لا تُودَعنْ سمَع شكيَّة
لا تُودَعنْ سمَع شكيَّة ً ***** فالقلبُ أولى بالذي أَجَنَّا
وكلُّ ما نشكُوه من زمانِنَا ***** نزول عنه أو يزول عنا

سرونة
13/08/2012, 08:23 PM
ظلمت شعري وليس الظلم من شيمي
ظلمت شعري وليس الظلم من شيمي ***** يُطيعُني حينَ أدعُوه، وأعصِيه
يَهُمُّ أن يذكرَ القومَ اللئامَ بما ***** فيهم فأزجره عنهم وأثنيه
ولَيس من خُلُقي ثَلبُ الغَنِي، وإن ***** جنى ولا ذكر ذي نقص بما فيه

سرونة
13/08/2012, 08:23 PM
لما رأيت صروف هـ
لما رأيت صروف هـ ***** ـذا الدهر تلعب بالبرايا
يعلو بها هذا ويهـ ***** ـبط ذا وقصرهم المنايا
ورأيتُه مُسترجِعاً ***** نَزْرَ المواهب والعطايَا
متغاير الأحوال مخـ ***** ـلفَ الضرائِبِ والسَّجايَا
لا نعمة ٌ فيه تدو ***** م ولا تدوم به البلايا
لم أغْتَبِط فيه بفَائـ ***** ئدة ولم أخش الرزايا

سرونة
13/08/2012, 08:23 PM
في الشواهد والأمثال وما ينسج على هذا المنواللو صبَرنا
في الشواهد والأمثال وما ينسج على هذا المنواللو صبَرنا على البلاءِاحتِسَاباً ***** لرَجونَا عنه جزِيلَ الثَّوابِ
غير أن اصطبارنا صبر عجز ***** واضطرار كذاك صبر الدواب
فلحَى اللّه أنفُساً ترتضِي العـ ***** ـيشَ، إذا كان فيه ذُلُّ الرِقاب

سرونة
13/08/2012, 08:24 PM
حسبي من العيش خير العيش يدركه
حسبي من العيش خير العيش يدركه ***** سَوايَ بِي، وليَ الأوصابُ والنَّصَبُ
كأَنَّنِي البوُّ تُسْتَمْرَى العجولُ به ***** وإنما لسواه الدر والحلب

سرونة
13/08/2012, 08:24 PM
بُعداً لمن شَرُّه أعْمَى ، يُصيب ولا
بُعداً لمن شَرُّه أعْمَى ، يُصيب ولا ***** يرى مكان الأعادي من ذوي النسب
كالنار تحرق طبعاً، لا تُميِّزُ بَيـ ***** ـن المندل الرطب في الإحراق والحطب

سرونة
13/08/2012, 08:24 PM
ألفتُ الكجاوَة َ بعد النُّفور،
ألفتُ الكجاوَة َ بعد النُّفور، ***** وطابَتْ، وما خلتها لي تطيبُ
وصرف الزمان كما قد علمت ***** ـتَ أمَّنَك اللّهُ منهُ، عجيبُ
يعيد صديقك وهو العدو ***** ويثني بغيضك وهو الحبيب

سرونة
13/08/2012, 08:24 PM
أما ترى الماجدَ المفضالَ ترفَعُه
أما ترى الماجدَ المفضالَ ترفَعُه ***** أيامه وهو بالإحسان مقترب
طوق القياد كغصن البان يجذبه ***** مر النسيم على ضعف فينجذب

سرونة
13/08/2012, 09:05 PM
شاهدتُ نملاً قد تجاذَب زهرة
شاهدتُ نملاً قد تجاذَب زهرة ً ***** ذا قد تَمَلَّكَها، وهَذا يَسلِبُ
مثلَ الملوك تجاذَبُوا الدُّنيا، فَمَا ***** حصلت لمغلوب ولا من يغلب

سرونة
13/08/2012, 09:59 PM
يا آلِفَ الهَمِّ، لا تَقْنَط، فأيأسُ ما
يا آلِفَ الهَمِّ، لا تَقْنَط، فأيأسُ ما ***** تكونُ يأتيكَ لُطفُ اللّهِ بالفَرجِ
ثق بالذي يَسمعُ النَّجوى ، ويُنجى من الـ ***** ـبلوى ويستنقذ الغرقى من اللجج

سرونة
13/08/2012, 10:08 PM
ثِقَلي إذا نَادَيتنِي لملُمَّة
ثِقَلي إذا نَادَيتنِي لملُمَّة ٍ ***** أجْدي من المتسَرِّع الهلبَاجِ
إنّ الأناة َ من الخيبرِ بما أَتَى ***** تُغْنيكَ عن سَيرٍ، وعن إدلاَجِ
ما في شرار النار نفع يرتجى ***** والجمر فيه فضيلة الإنضاج

سرونة
13/08/2012, 10:08 PM
لولا الذي جرت الأقلام قبل به
لولا الذي جرت الأقلام قبل به ***** ما نالَ ذو الجهلِ، دون الحازمِ، المنَحَا
لكن للحظ ميزاناً ترفع ذو النـ ***** ـقصان في وزنه وانحط من رجحا

سرونة
13/08/2012, 10:08 PM
قالُوا: نهته الأربَعون عن الصِّبا
قالُوا: نهته الأربَعون عن الصِّبا ***** وأخُو المشيبِ يجورُ ثُمَّتَ يَهتدِي
كم ضل في ليل الشباب فدله ***** وضح المشيب على الطريق الأقصد
وإذا عددت سني ثم نقصتها ***** زَمَنَ الهمومِ فتلك ساعة ُ مَولِدِي

سرونة
13/08/2012, 10:08 PM
أصبحتْ في زَمنٍ يَشيبُ لجَوْرِه
أصبحتْ في زَمنٍ يَشيبُ لجَوْرِه ***** فود الجنين ويهرم المولود
وإذا شكْونَا اليومَ، ثُم أتى غَدٌ ***** قلنا: ألا يا ليت أمس يعود

سرونة
13/08/2012, 10:09 PM
ودّع أخا العزم مِصراً، لا لَميسَ، وخُضْ
ودّع أخا العزم مِصراً، لا لَميسَ، وخُضْ ***** بالسَّابِحات بحارَ المَهْمَهِ البيدِ
وسِرْ عَن الأرض تَنْبو بالكرامِ، فقد ***** طال انتظار الجنى من يابس العود

سرونة
13/08/2012, 10:09 PM
صديقٌ لِي، تنكَّر بعد وُدٍّ
صديقٌ لِي، تنكَّر بعد وُدٍّ ***** وأُمُّ الغَدرِ في الدُّنيا وَلُودُ
أراهُ مَلالهُ حَسَنِي قبيحاً ***** فصدَّ، وأيسَرُ الغَدرِ الصُّدودُ
وذم اليوم ما حمدته مني ***** تجاربه وأمس به شهيد
ولستُ ألومهُ فيما أتَاه ***** أساء، فرابَهُ الفعلُ الحميدُ
قد يجد المريض الماء مرا ***** بفيه وهو سلسال برود

سرونة
13/08/2012, 10:09 PM
مَضَتْ لِداتي وإخوانِي، وأفردَني
مَضَتْ لِداتي وإخوانِي، وأفردَني ***** دهرِي، فعشتُ وحيداً ميِّتا كَمدَا
وما أرى لي بحسن الصبر بعدهم ***** وإن تجلَّدتُ خوفَ الشَّامِتين، يَدَا
والقبر أرفق مسكون ونكرهه ***** إذ كانَ يسكُنه الإنسانُ منفَرِدَا

سرونة
14/08/2012, 12:52 AM
تنظر العاجز الحظوظ فيستعـ
تنظر العاجز الحظوظ فيستعـ ***** ـلِي، وتَعمَى عن حازمٍ محدُودِ
في اعتلاء الشرار عن راكد الجمـ ***** ـر دليل أن العلا بالجدود

سرونة
14/08/2012, 12:52 AM
إن يستروا وجه إحساني بكفرهم

إن يستروا وجه إحساني بكفرهم ***** فالشَّمسُ أدنَى سحابٍ عَنَّ يَسترُهَا
وإن هم كدروا صفوي بغشهم ***** فالعين أدنى القذى فيها يكدرها

سرونة
14/08/2012, 12:54 AM
تيقظ فمن يشناك يسهر ليله
تيقظ فمن يشناك يسهر ليله ***** وقد يخدع اليقظان من هو راقد
ولا تحتقر كيد الضعيف فإنما ***** تَقدُّ شِفارَ المرهَفَاتِ المبارِدُ
وتُلْقى الأسودُ بالخديعَة ِ في الزُّبَى ***** ولو جوهرت لم ينج منهن صائد
وإهمالُ ما يُخشَى من الأمرِ مُهلكٌ ***** ومصرع رضوان بما قلت شاهد

سرونة
14/08/2012, 12:54 AM
سأنفق وفرى في اكتساب مكارم
سأنفق وفرى في اكتساب مكارم ***** أظل بها بعد الممات مخلدا
وأسعَى إلى الهيجاءِ، لا أرهبُ الرَّدى ***** ولا أتَخَشَّى عَامِلا ومهَنَّدَا
بكل فتى ً يلقى المنية ضاحكاً ***** كأنّ له في القتلِ عَيشاً مُجَدَّدَا
فإن نلت ما أرجو فللجود ثم لي ***** وإن مِتُّ خَلَّفتُ الثناء المؤبَّدا

سرونة
14/08/2012, 12:55 AM
لا ترغَبَنْ فيمَن إذا شاهدتَه
لا ترغَبَنْ فيمَن إذا شاهدتَه ***** وخبَرْتَه، لم تُلفِه بالشَّاهد
ومتَى أردتَ تكثُّراً بدنُوّه ***** فاعلم بأنك لم تزد عن واحد

سرونة
14/08/2012, 12:55 AM
تلق ذوي الحاجات بالبشر إنه
تلق ذوي الحاجات بالبشر إنه ***** إلى كرماء الناس أشهى من الجدا
عَسى من يُرجِّى سيْبَك اليوم يَغْتَنِي ***** فتصبح فيمن ترتجي سيبه غدا

سرونة
14/08/2012, 12:55 AM
ارضَ الخُمولَ، تَعشْ به في نَجْوَة ٍ
ارضَ الخُمولَ، تَعشْ به في نَجْوَة ٍ ***** مما تخافُ، ومن مُعانَدة العِدَا
دُون المعالي عُدوة ٌ إن خُضتَها ***** متقَحِّماً أوردتَ مُهجتَك الرَّدَى
وإذا سَلِمتَ ونلتَ أيسرَ بُغية ٍ ***** منهَا جعلتَ لك البريَّة حُسَّدَ
فاسمَعْ نصيحَة َ مَن يكاد لعلمه ***** بالدّهرِ يدري اليومَ بالآتِي غَدَ

سرونة
14/08/2012, 12:55 AM
ما كف كفي عن جودي بموجودي
ما كف كفي عن جودي بموجودي ***** نوائب وملمات لحت عودي
فيا ليسر أبذل ميسوري وأبذل في ***** عسري لطالب رفدي شطر موجودي

سرونة
14/08/2012, 12:55 AM
إن فَاجَأَتْكَ اللَّيالِي
إن فَاجَأَتْكَ اللَّيالِي ***** بما يسوء فصبرا
فالدهرُ يُرهِقُ عُسرا ***** ويُتبِعُ العُسرَ يُسرَا
لو دام ما ساء منه ***** لدَامَ ما كانَ سَرّا

سرونة
14/08/2012, 12:56 AM
الق الخطوب إذا طرقـ
الق الخطوب إذا طرقـ ***** ـن بقلب محتسب صبور
فسينقضي زمن الهمو ***** م كما انقضى زمن السرور
فمَن المُحالِ دوامُ حَا ***** لٍ في مدى العمر القَصير

سرونة
14/08/2012, 12:56 AM
أُستُر هُمومَك بالتَّجمُّلِ، واصطَبِر
أُستُر هُمومَك بالتَّجمُّلِ، واصطَبِر ***** إن الكريم على الحوادث يصبر
كالشَّمعِ، يُظهر نورَه مُتجمِّلاً ***** خوفَ الشَّماتِ، وفيه نَارٌ تُسعَرُ

سرونة
14/08/2012, 12:56 AM
لا تأمنن كيد العد
لا تأمنن كيد العد ***** و فأمن كيدهم غرر
كن منه إن كان القو ***** ي أو الضعيف على حذر
فالماءُ يُطفِي النارَ طبـ ***** ـعاً، في الصَّفاءِ وفي الكَدرْ

سرونة
14/08/2012, 12:56 AM
عش واحداً، أو فالتَمس لك صَاحباً
عش واحداً، أو فالتَمس لك صَاحباً ***** في مَحتِديْ وَرعٍ وطيبِ نجار
واحذَر مُصَاحَبة السَّفيه، فَشُّر ما ***** جلبَ النَّدامَة َ صحبة ُ الأشْرارِ
والنَّاسُ كالأشجار: هَذى يُجتَنى ***** منها الثمار وذي وقود النار

سرونة
14/08/2012, 12:56 AM
يقُولُون لي: أفنيتَ كلَّ ذخيرة
يقُولُون لي: أفنيتَ كلَّ ذخيرة ٍ ***** وأنفقْتَ مالاً لا تجودُ به النَّفسُ
فقلت: نعم فرقت ما جمعت يدي ***** وأرجو غداً يأتي بما أذهب الأمس

سرونة
14/08/2012, 01:10 AM
إياك والسلطان لا يدنيك من
إياك والسلطان لا يدنيك من ***** أبوابه متكسب ومعاش
واعلم بأنهم على ما كان من ***** أحوالهم نار ونحن فراش

سرونة
14/08/2012, 01:10 AM
كل مستقبل من الـ
كل مستقبل من الـ ***** ـهم ينسى إذا مضى
والَّذي ساءَ من زما ***** نك سهل مع الرضا
وأخُو الحزْمِ مَنْ إذا ***** أعضَل الأمرُ فَوَّضَا

سرونة
14/08/2012, 01:11 AM
أصبحت كالنسر خانته قوادمه
أصبحت كالنسر خانته قوادمه ***** لا تَستقِلُّ جَنَاحَاهُ إذا نَهضَا
أروح من نائبات لا تغب ومن ***** هموم عيش كما لا أشتهي غرضا
لكنَّنِي قد حَلبتُ الدّهرَ أشْطُرَهُ ***** فما يراني لخطب ناب منقبضا
ألقى الحوادث بالصبر الجميل ومقـ ***** ـدور القضاء بتسليم له ورضا
علماً بتغيير أحوال الزمان فكم ***** رأيت مبرم أمر عاد منتقضا

سرونة
14/08/2012, 01:11 AM
لا تستكِنْ للهمِّ، واثْن جِماحَه
لا تستكِنْ للهمِّ، واثْن جِماحَه ***** بعزيمة ٍ في الخَطبِ لا تَتَضَعْضَعُ
فإذا أتَى ما لَيس يُدفعُ فالْقَه ***** بالصَّبر، فهو دَواءُ مالاَ يُدفَعُ

سرونة
14/08/2012, 01:11 AM
قل للَّذين يَسرُّهم ما ساءَنَا:
قل للَّذين يَسرُّهم ما ساءَنَا: ***** لا زَايَلتكُم حسرة ٌ وتلهُّفُ
شملي بحمد الله بعد تشتت ***** وتفرُّقٍ، متجمِّعٌ متألِّفُ
والمال إن غال الزمان تلاده ***** وسَلْمتُ، سدَّ مكانَه المستَطرَفُ

سرونة
14/08/2012, 01:11 AM
إلى كَم ترتجِي عطفَ الملُولِ
إلى كَم ترتجِي عطفَ الملُولِ ***** وتستَجْدِي نوالاً من بَخيلِ
كأنك في الذي حاولت ساع ***** لجمع ضحى نهارك بالأصيل
لقد أوقَعتَ قلبكَ في عَناءٍ ***** كبيرٍ في رجاءِ جداً قَليل
وفي الأطماع للمعتز ذل ***** وحُسنُ اليأسِ عزُّ للذَّليلِ
فلا تعصِ النُّهى ؛ فالحزمُ ناهٍ ***** لمثلك عن طلاب المستحيل
تَناسَوْا، أو نَسُوا عهدي، ومالُوا ***** إلى جَحْد الهوى كلَّ المميلِ
ولمَّا أن رَأَوا حَسَنِي قبيحاً ***** رأوا غمط الجميل من الجميل
سلوا وتبدلوا بك فاسل عنهم ***** فكلُّ الناسِ من أبناءِ جِيلِ
ولا تجزَعْ لغَدرٍ من خَليلٍ ***** فقد نسخ الوفاء من الخليل
وأَغْضِ على القَذى عيناً، وسِكّن ***** حشاكَ على جَوى الهمِّ الدخيلِ

سرونة
14/08/2012, 01:11 AM
وإنِّي لعصَّاءُ العواذل، لا أُرى َ
وإنِّي لعصَّاءُ العواذل، لا أُرى َ ***** على شَعَثِ الخُلاَّن مستبدلاً خِلاَّ
ضنين بمن صاحبت أحسب أنه ***** إذا بانَ، لا ألقى له أبداً مثلاَ

سرونة
14/08/2012, 01:12 AM
أيّها الرّبْعُ المحيلُ
أيّها الرّبْعُ المحيلُ ***** جَدَّ بي عنك الرّحيلُ
لست بالدار ولا فيـ ***** ـكَ لمن يَضْحَى مَقيلُ
غابَ عنَّى الرُّشدُ في ***** قصديك والرأي الأصيل
غلطة ً كانت ولطف ***** الله ما زال يقيل
ما مقام الحر في ار ***** ضٍ بها النّاسُ قليلُ
بلد فيه عزيزُ القـ ***** ـقوم مقهور ذليل
لستُ أرجوكَ وقد لا ***** حَتْ لعينَيَّ المَحُولُ
إنما يرتاد أرض الـ ***** ـحِلِ مغرورٌ جَهولُ

سرونة
14/08/2012, 01:12 AM
أينِ غَضَّ دهرٌ من جِماحِيَ، أو ثَنَى
أينِ غَضَّ دهرٌ من جِماحِيَ، أو ثَنَى ***** عناني أو زلت بأخمصي النعل
تظَاهرَ قومٌ بالشَّماتِ؛ جهالة ً ***** وكم إحْنَة ٍ في الّصدرِ أبرزها الجهلُ
وهل أنا إلا السيف فلل حده ***** قراعُ الأعادي، ثم أرهفَه الصّقلُ

سرونة
14/08/2012, 01:12 AM
توالى إلي السائلون وإنني
توالى إلي السائلون وإنني ***** لآنف ألا يدرك السؤل سائلي
ولكن مستوري كظاهر حالهم ***** فما حيلتِي، والحظُّ حربُ الفضائِل
ولو بسطت أيدي الحوادث من يدي ***** تلقتهم قبل السؤال بنائلي

سرونة
14/08/2012, 01:12 AM
علامَ أخضعُ في الدُّنيا لمن رفَعَتْ
علامَ أخضعُ في الدُّنيا لمن رفَعَتْ ***** وما بأيِديهمُ رِزْقِي ولا أجَلِي
ما قَدَّر اللّهُ لا أستطيعُ أدفَعهُ ***** وما لهم في سوى المقدور من عمل

سرونة
14/08/2012, 01:12 AM
إن كنتُ في مصرَ مجهولاً، وقد شُهرت
إن كنتُ في مصرَ مجهولاً، وقد شُهرت ***** فضائلي بين بدو الناس والحضر
فما على الشمس من عار تعاب به ***** إذا اختَفى ضوءُها عن غير ذِي بَصَرِ

سرونة
14/08/2012, 01:13 AM
كفى حزنا أن الحوادث قصرت
كفى حزنا أن الحوادث قصرت ***** يدي ولساني عن نوال وعن أمر
فما يخشي الأعداء بأسي وسطوتي ***** ولا يرتَجِي الإخوانُ نفعي ولا نَصْرِي
إذا نابَهُم خطبٌ فكلُّ استِطاعَتِي ***** تلهب أنفاس أحر من الجمر
ولا خير في الدنيا لمثلي ولو صفت ***** إذا كان لا يرجى لنفع ولا ضر

سرونة
14/08/2012, 01:13 AM
سهل على العارف بالدهر
سهل على العارف بالدهر ***** ما ناب من مستصعب الأمر
وكلُّ ما استُعظِمَ من حَادِثٍ ***** مسْتَصْغَرٌ في جانبِ الصَّبْرِ

سرونة
14/08/2012, 01:13 AM
أنظر إلى حسن صبر الشمع نظهر للـ
أنظر إلى حسن صبر الشمع نظهر للـ ***** ـرّائين نُوراً، وفيه النّارُ تَستعرُ
كذا الكريم تراه ضاحكاً جذلاً ***** وقلبه بدخيل الهمِّ مُنفَطِرُ

سرونة
14/08/2012, 01:13 AM
اصبر على ما كرهت تحظ بما
اصبر على ما كرهت تحظ بما ***** تَهْوَى ، فما جَازِعٌ بمعذُورِ
إن اصطبار الجنين في ظلم الـ ***** ـشاءِ أفضَى به إلى النُّور

سرونة
14/08/2012, 01:14 AM
إني لأعرف من وجه العدو وإن
إني لأعرف من وجه العدو وإن ***** أبدى المداجاة ما تخفي ضمائره
كالخَطِّ يلحَظُه القَارِي، فُيوصِلُ معـ ***** ـناهُ إلى قَلْبِه في الوقت نَاظرُهُ

سرونة
14/08/2012, 01:14 AM
اصبر تنل ما ترجيه وتفضل من
اصبر تنل ما ترجيه وتفضل من ***** جاراك شأو العلا سبقاً وتبريزا
فالتِّبْرُ أُحرِقَ بالنيرانِ مُصْطَبِراً ***** على لظَاهَا، إلى أن عادَ إبريزَا

سرونة
14/08/2012, 01:14 AM
اصبر إذا ناب خطب وانتظر فرجاً
اصبر إذا ناب خطب وانتظر فرجاً ***** يأتي به الله بعد الريث والياس
إن اصطبار ابنة العنقود إذ حبست ***** في ظلمه القار أداها إلى الكاس

سرونة
14/08/2012, 01:14 AM
الضُّرُّ في أيّامِنا هَذِه
الضُّرُّ في أيّامِنا هَذِه ***** كالليلِ يَغْشَى سائِرَ النَّاسِ
وكلهم راض وفوق الرضا ***** ببُلْغَة ِ الطَّاعِم والكَاسِي
ودون ما يرجونه مانع ***** يلقى وجوه الناس بالياس

سرونة
14/08/2012, 01:15 AM
أراني أستطيل مدى حياتي
أراني أستطيل مدى حياتي ***** وما في مَفرِقي للشيبِ وَخْطُ
ولو أسْقَطتُ منه زَمان همِّي ***** لقَال الناسُ: هذا الشَّخصُ سقْطُ

سرونة
14/08/2012, 01:15 AM
لا تُخدعَنَّ بأطماعٍ تُزَخْرِفُها
لا تُخدعَنَّ بأطماعٍ تُزَخْرِفُها ***** لك المنى بحديث المين والخدع
فلو كشفت عن الموتى بأجمعهم ***** وجدتَ هُلكَهمُ في الحِرصِ والطَّمَعِ

سرونة
14/08/2012, 01:15 AM
ومماذق رجع النداء جوابه
ومماذق رجع النداء جوابه ***** فإذا عرا خطب فأبعد من دعي
مثلُ الصَّدَى ، يَخفَى علي مكانُه ***** أبداً ويملأ بالإجابة مسمعي

سرونة
14/08/2012, 01:15 AM
قوم يموت الناس عندهم
قوم يموت الناس عندهم ***** ضرا وهم منهم على فرق
كالبَحرِ يهلِّكُ فيه راكبُه ***** عَطشاً، ويخشى الموتَ بالغَرق

سرونة
14/08/2012, 01:16 AM
لنا صديقٌ يغُرُّ الأصدقَاءَ، وما
لنا صديقٌ يغُرُّ الأصدقَاءَ، وما ***** رأيته قط في ود امرئ صدقا
صديقُه أبداً منه على وَجَلٍ ***** كراكب البحر يخشى دهره الغرقا

سرونة
14/08/2012, 01:16 AM
لا تقربن باب سلطان وإن ملأت
لا تقربن باب سلطان وإن ملأت ***** هِبَاتُه غَيرَ مَمنونٍ بها الطُّرُقَا
فإنَّ أبوابَهُم كالبَحرِ: راكبهُ ***** مروع القلب يخشى دهره الغرقا

سرونة
14/08/2012, 01:16 AM
أُسترُ بصبرك ما تُخفيه من كَمَدٍ
أُسترُ بصبرك ما تُخفيه من كَمَدٍ ***** وإن أذاب حشاك الهم والحرق
كالشَّمعِ يُظهر أنوارَ التُّجمُّلِ، والدُّ ***** مُوعُ منهلَّة ٌ، والجسمُ مُحتَرِقُ

سرونة
14/08/2012, 01:26 AM
من رزق الصبر نال بغيته
من رزق الصبر نال بغيته ***** ولاحظَتْه السعودُ في الفَلَكِ
إن اصطبا الزجاج للسبك والنـ ***** ـيران أدناه من فم الملك

سرونة
14/08/2012, 01:26 AM
أنظر إلى صرف دهري كيف عودني
أنظر إلى صرف دهري كيف عودني ***** بعدَ المشيبِ سِوى عادَاتِيَ الأَولِ
وفي تغاير صرف الدهر معتبر ***** وأي حال على الأيام لم تحل
قد كنتُ مِسْعرَ حَربٍ، كلما خَمدَتْ ***** أضرمتُها باقتداحِ البيضِ في القُلَلِ
همي منازلة الأقران أحسبهم ***** فرائسي فهم مني على وجل
أمضى على الهول من ليل وأهجم من ***** سَيلٍ، وأقدمُ في الهيجاء من أجَلِ
فَصرتُ كالغَادة ِ المِكسالِ: مضجَعُها ***** على الحشايا وراء السجف والكلل
قد كدت أعفن من طول الثواء كما ***** يُصدى المهنَّدَ طولُ المكثِ في الخِلَلِ
أروح بعد دروع الحرب في حلل ***** من الدبيقي فبؤساً لي وللحلل
وما الرَّفاهَة ُ من رأيِي ولا أرَبي ***** ولا التَّنعُّمُ من هَمِّيِ ولا شُغُلى
ولستُ أهْوى بلوغَ المجد في رَفَة ٍ ***** ولا العلا دون حطم البيض والأسل

سرونة
14/08/2012, 01:26 AM
إذا ما عَرا خطبٌ من الدَّهرِ فاصطَبرْ
إذا ما عَرا خطبٌ من الدَّهرِ فاصطَبرْ ***** فإنّ اللَّياليِ بالخطوبِ حَوامِلُ
فكلُّ الذي يأتِي بِه الدّهرُ زائِلٌ ***** سَريعا، فلا تَجزَع لما هو زَائلُ

سرونة
14/08/2012, 01:27 AM
كُلُّ شيءٍ تراهُ في هَذه الدنـ
كُلُّ شيءٍ تراهُ في هَذه الدنـ ***** ـيا خيال إذا انتبهت يزول
ما يدوم النعيم فيها ولا البؤ ***** س متاع الدنيا متاع قليل
والذي يَصرِفُ الهمومَ إذا ما ***** ضقتَ ذَرعاً بهنّ صبرٌ جميلُ

سرونة
14/08/2012, 01:27 AM
إنِّي وثِقتُ بأمرٍ غرَّنِي أَمَلِي
إنِّي وثِقتُ بأمرٍ غرَّنِي أَمَلِي ***** فيه، وقد قِيل: كم من واثِقٍ خَجِلِ
عادت إلي الأماني منه آيسة ً ***** فيا حياء المنى من خيبة الأمل

سرونة
14/08/2012, 01:27 AM
لا در درك من رجاء كاذب
لا در درك من رجاء كاذب ***** يغترنا بورود لامع آل
أبداً يُسَوِّقُنَا بنُصرة خاذِلٍ ***** ووفاءِ خَوَّانٍ، وعَطفَة قَالِ
ونرى سبيل الرشد لكن مالنا ***** عزم مع الأهواء والآمال

سرونة
14/08/2012, 01:28 AM
لا تعتبن من مل إن عتابه
لا تعتبن من مل إن عتابه ***** كثقاف معوج الظلال المائل
يَلقَى العِتابَ بسمعِ لاهٍ صادِفٍ ***** ويرى الخضوع بطرف ساه غافل
فإذا أقمت دليل قبح فعاله ***** دفعَ العيانَ بحُجة المتجَاهلِ

سرونة
14/08/2012, 01:28 AM
لا يؤسفنك ما غال الزمان فما
لا يؤسفنك ما غال الزمان فما ***** يَرضى بما غَال: من وفَرٍ ومِن مَالِ
وإنما هو بالتدريج ينقلنا ***** نَقلَ المُخادعِ من حَالٍ إلى حَالِ
وليس يرضى بما دون النفوس وما ***** تفدى إذا غالها حاشاك بالغالي

سرونة
14/08/2012, 01:28 AM
يا جاعل الأشغال عذ
يا جاعل الأشغال عذ ***** راً في مُدافَعَتِي ومَطْلي
شغلي إليك إذا اشتغلـ ***** ـتَ، فإذ فرغتَ فأنتَ مثِلي

سرونة
14/08/2012, 01:28 AM
إلى كم أجوبُ الأرضَ مالِي مُعَرَّسٌ
إلى كم أجوبُ الأرضَ مالِي مُعَرَّسٌ ***** ولا لمسِيري في البلادِ قُفُولُ
كأَنِّيَ في الدُّنيا قَذَاة ٌ بِمقْلَة ٍ ***** تَردَّدُ في أرجائها، وتَجولُ
أشيم بها برق الحيا وهو خلب ***** وأرتاد أرض الروض وهي محول
وما مِن تكاليفِ الحياة ِ وبُؤسِها ***** خَلاصٌ بغير الموت، وهو مَهُولُ

سرونة
14/08/2012, 01:29 AM
زهدني في العقل أني أرى
زهدني في العقل أني أرى ***** عناية الأيام بالجهل
والدهر كالميزان: ذو الفضل ينـ ***** ـحط وذو النقصان يستعلي

سرونة
14/08/2012, 01:29 AM
رَفْعُ الحظُوظِ لمن أَصَبْنَ، وحطُّ مَن
رَفْعُ الحظُوظِ لمن أَصَبْنَ، وحطُّ مَن ***** أخْطأْنَه، فيه يَحارُ العَاقِلُ
يعطى الغبي ويحرم الندب الفتى ***** كالديك توج والبزاة عواطل

سرونة
14/08/2012, 01:29 AM
لِيَ مَولًى صَحِبتُه مُذهَبَ العُمـ
لِيَ مَولًى صَحِبتُه مُذهَبَ العُمـ ***** ـر فلم يرع حرمتي وذمامي
ظَّننِي ظِلَّهُ أَصاحِبهُ الدهـ ***** ـر على غير نائل واحترام
فافتَرقْنَا كأنّه كان طَيفاً ***** وكأنيِّ رأيتهُ في المَنَام

سرونة
14/08/2012, 01:29 AM
لو كانَ رزقُ الفتَى بقوَّتهِ


لو كانَ رزقُ الفتَى بقوَّتهِ ***** نازلت ضاري الأسود في الأجم
لكنه عن مشيئة سبقت ***** في الخَلْقِ تَجرِي فيهم على القِسَمِ

سرونة
14/08/2012, 01:29 AM
لحَى اللّهُ أرضاً يرشُفُ المرءُ رِزْقَه
لحَى اللّهُ أرضاً يرشُفُ المرءُ رِزْقَه ***** بها مُكرَهاً رشْفَ الذُّعَافِ من السَّمِّ
تُشَيِّبُ حبات القلوبِ بجَورِهَا ***** وتُهرم إنسانَ العيُون من الهَمِّ

سرونة
14/08/2012, 01:30 AM
لا تأسفن لذاهب أو فائت
لا تأسفن لذاهب أو فائت ***** يُرجَى ، ولا تُتْبِعه زفرة َ نَادِم
واصبر على الحدثان صبر مسلم ***** مُتيقِّنٍ أنْ ليسَ منه بسَالِم
فغضارة الدنيا كظل زائل ***** والعيشُ فِيها مِثلُ حُلِم النّائِم
والدّهرُ يَمنحُ، ثم يَمنعُ نزرَ ما ***** أعطى ، ويَبخلُ بالسُّرورِ الدّائِم
والناسُ من لم يَصْطبِر لِمصَابِهِ ***** صبر الرضا صبر اصطبار الراغم

سرونة
14/08/2012, 01:30 AM
قل للرَّجاءِ: إليكَ، قَد
قل للرَّجاءِ: إليكَ، قَد ***** أتعبتني بعد الكرام
قد عم داء البخل حـ ***** ـى شاعَ في كلِّ الأَنامِ
فأكفهم بالبخل مقـ ***** ـفلة على سحت الحطام
فإلاَم ترتادُ المَحُو ***** لَ، وتَرتَجي ريّ الجَهام

سرونة
14/08/2012, 01:30 AM
يا أخي الشاكي لما أشـ
يا أخي الشاكي لما أشـ ***** ـوهُ والحَاملَ هَمِّي
ونسيب الود لا نسـ ***** ـبة آباء وعم
ظلمتني دولة العد ***** ل فمن يكشف ظلمي
ومتى يحكم لي بالـ ***** ـعدل والحاكم خصمي

سرونة
14/08/2012, 01:30 AM
لا تطلعن لسان شكوى بائح
لا تطلعن لسان شكوى بائح ***** ضجراً على سر الفؤاد الكاتم
واعلم بأن جميع ما فيه بنو الد ***** نيا يزولُ زوالَ حُلِم النّائِم

سرونة
14/08/2012, 01:30 AM
اصطبِر للزَّمانِ إن حافَ حِينَا
اصطبِر للزَّمانِ إن حافَ حِينَا ***** أو تلقاك بالمخاوف حينا
إنّ صبرَ الكليمِ وهو طَريدُ الـ ***** ـخوف أفضى به إلى طورسينا

سرونة
14/08/2012, 01:31 AM
من مل فاهجره فقد
من مل فاهجره فقد ***** أبدى لك اليأس المبينا
أعيا شماس أخي التلو ***** ن والملال الرائضينا
لن يرجعَ الفَخَّارُ بعـ ***** ـد تلافه بالكسر طينا

سرونة
14/08/2012, 01:31 AM
يا شاربَ الخمرِ بعدَ النُّسكِ والدّينِ
يا شاربَ الخمرِ بعدَ النُّسكِ والدّينِ ***** وبعد ما تاب عما راب مذ حين
أفسدت دينك والسبعون أفسدت الـ ***** ـدنيا فلست بذي دنيا ولا دين
وإنّما أنتَ فخّار تكسَّر، لاَ ***** يُرجى لنفعٍ، ولا يُعتدُّ في الطِّينِ

سرونة
14/08/2012, 01:32 AM
كم تقصِدُ الماجِدِينَ الفاضِلِين، وكم
كم تقصِدُ الماجِدِينَ الفاضِلِين، وكم ***** تُعلِّمُ الكرماءَ البُخلَ يا زَمنُ
إذا توالت عليهم نائباتك واجـ ***** ـتاحت فواضل ما يولونه المحن
فكيف بالجود والأحداث تسلب ما ***** يولى به العرف أو تسدى به المنن
شُغْلُ الزّمان بأهلِ النقصِ يرفعهُم ***** حتى يثمر للوراث ما خزنوا
ألهاهُ عن كُرماءِ النَّاسِ، فهو عَلَى ***** ذوي المكارم والأفضال مضطغن

سرونة
14/08/2012, 01:32 AM
لا تَخْضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً، فما
لا تَخْضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً، فما ***** ـمرجو والمخشي إلا الله
ما قد قضاه الله مالك من يد ***** بدفاعه وسواه لا تخشاه

سرونة
14/08/2012, 01:32 AM
نِلتُ في مصرَ كلَّ ما يرتجِى الآ
نِلتُ في مصرَ كلَّ ما يرتجِى الآ ***** مل من رفعة ومال وجاه
فاستردَّتْ ما خوَّلَتْني، وما أسر ***** ـرع نقص الأمور عند التناهي
كنتُ فيهَا كأَنَّني في مَنامٍ ***** زالَ منه ما سرَّ عند انْتبَاهي

سرونة
14/08/2012, 01:32 AM
وشائمة برقاً بفودي راعها
وشائمة برقاً بفودي راعها ***** وما كل برق لاح يؤذن بالخصب
رأَت شَعَراتٍ أخلقت بعد جِدَّة ٍ ***** ونفساً سلت بعد الغراية في الحب
فقالت نهاك الشيب عن مرح الصبا ***** وردَّاك بعد الجَونِ دهرُك بالعَصْبِ
فقلت: نعم أصبحت طوع عواذلي ***** وأصبحتُ لا أصبُو للهوٍ ولا أُصبي
ولا عجبٌ: لَيلٌ تبلَّج فجرُه ***** وحلم رمى شيطان جهلي بالشهب
وهمُّ وَرى بين الجوانح زَنْدهُ ***** أضَاءَ له في مَفرِقي لامعُ اللَّهْبِ

سرونة
14/08/2012, 01:32 AM
أما ترى الشّيبَ قد ردَّاك بعد دُجَى
أما ترى الشّيبَ قد ردَّاك بعد دُجَى ***** فوديك واهاً لذاك الليل بالعصب
وأسمعْتك الليالي في مواعِظها ***** أن ابن سبعين من ورد على قرب
أعرضْتُ عن صَبَواتٍ كنتُ ذا شَغفٍ ***** بها وجانبت ما يدني من الريب
وسرتُ طوعَ النُّهى ، تُرضَى أنَاتِيَ في ***** سيري ومري في شدي وفي خببي

سرونة
14/08/2012, 01:32 AM
لو كان صد مغاضباً ومعاتبا
لو كان صد مغاضباً ومعاتبا ***** أعتبته ووضعت خدي تائبا
لكن رأى تلك النضارة قد ذوت ***** لما غدا ماء الشبيبة ناضبا
وتعاقُبُ الأيَّامِ أعقَب لِمَّتي ***** من حالِكٍ جَثْلٍ شَكيراً شَايِبَا
ورأى النُّهى بعد الغَواية ِ صَاحبي ***** فثنى العنان يريغ غيري صاحبا
وأبيه ما ظلم المشيب وإنه ***** أملي فقلت: عساه عني راغبا
أنا كالدُجَى ، لما انتهَى نشرت لَه ***** أيدِي الصّباحِ من الضّياءِ ذوائبا
خمسون من عمري مضت لم أتعظ ***** فيها كأني كنت عنها غائبا
لم أنتفع بتجاربي فيها على ***** أني لقيت من الزمان عجائبا
وأتت علي بمصر عشر بعدها ***** كانت عظاة ً كلها وتَجارِبَا
شاهدتُ من لَعِبِ الزمانِ بأهلِه ***** وتَقلُّبِ الدّنيا الرقُوبِ عَجائِبَا

سرونة
14/08/2012, 01:33 AM
صحَا، وللجهلِ أوقاتٌ وميقاتُ
صحَا، وللجهلِ أوقاتٌ وميقاتُ ***** وللغَوايات والأهواءِ غاياتُ
رأى المشيب كبيض الهند لامعة ً ***** لها عَلَى فَوده الغربيبِ إصلاتُ
فراجع الحلم وانجابت غوايته ***** وفي النُّهى للهوى المُرْدى نِهاياتُ
والشيب شهب رمت شيطان شرته ***** فأقصَدَتْه، وكم تَنجو الرَّميِّاتُ
للّه دَرُّ الصِّبا، لو دَام رونَقُه ***** فما كأوقاته في العمر أوقات
ولا رَعى الشيّبَ من زَوْرٍ إذا نزل المَـ ***** ـمثوى نأت وسرت عنه المسرات
طَوالعُ الشَّيبِ إن رَاقتك واضحة ً ***** طلائعٌ قدَّمتهنّ المنِّياتُ

سرونة
14/08/2012, 01:33 AM
مالي رأيتُ الثَّلجَ عممَّ شيبُهُ
مالي رأيتُ الثَّلجَ عممَّ شيبُهُ ***** قُلَلَ الرُّبا، فزَهت بحسن نَبَاتِها
رَاق العيونَ، وشَيبُ فودى رَاعَها ***** حتى كان الشيب وخز قذاتها

سرونة
14/08/2012, 01:33 AM
دعْ ما نَهى الشّيبُ والسبعونَ عنه، فَتِر
دعْ ما نَهى الشّيبُ والسبعونَ عنه، فَتِر ***** باك الصبا والشباب الغض قد درجا
واعتضت من فتك أخذان الصبا ورعاً ***** ومن جَهَالة ِ أيامِ الشَبابِ حجا
عُذرتَ، إذ جُرتَ في ليلِ الشبابِ، فَهَلْ ***** عذر وشيبك قد أذكى لك السرجا
وما أساءت بك الأيام إذ جعلت ***** فوديك درا وكانا قبله سبجا

سرونة
14/08/2012, 01:33 AM
أرى شعرات ينتبذن كأنها
أرى شعرات ينتبذن كأنها ***** على الماء صدع في الزجاجة بادي
وعَهدي بها فيما مَضَى ، وكأنَّها ***** على الفِضَّة ِ البيضاءِ نقشُ سَوَاد

سرونة
14/08/2012, 01:34 AM
إذا ما جلا الليل النهار بنوره
إذا ما جلا الليل النهار بنوره ***** تعقبه ليل أحم ركود
فما لي أرى لَيلَ الشبابِ إذا جَلا ***** وجاء نهار الشيب ليس يعود

سرونة
14/08/2012, 01:34 AM
نَظَرتْ بياضَ مفارقي، فاسترجَعتْ
نَظَرتْ بياضَ مفارقي، فاسترجَعتْ ***** أسفاً وقالت: أين ذاك الأسود
قلت: اضمحل فأطرقت وتنفست ***** نفساً تصعده حشاً تتوقد
قالت: فَهَلْ من مَوعِدٍ للقائِنا ***** فأرى نذير البين قلت: الموعد

سرونة
14/08/2012, 01:34 AM
يقولون: جارَ عليك المشيبُ
يقولون: جارَ عليك المشيبُ ***** ومن ذا يجير إذا الشيب جارا
وما كنتُ مغتبطاً بالشَّباب ***** وهل كان إلا رداءً مُعارَا
ولكنَّني ساءَني فَقدُه ***** فواهاً له، أيَّ همٍّ أثَارَا
وما ساءني أن أحال الزمان ***** ليلي نهاراً وجهلي وقارا
ولكن يقولون: عصر الشباب ***** يكونُ لكلِّ سرورٍ قَرارَا
وما زلتُ مُنذ تردّيتُهُ ***** كخابط ليل أعاني العثارا
أكابد دهراً يشيب الوليد ***** وهما يَشُبُّ بأحشايَ نَارَا
فوجْدى َ أنِّيَ فارقتُه ***** ولم أَبْلُ ما يزعمون اختِبارَا

سرونة
14/08/2012, 01:34 AM
تصاممت عن لوم العذول كأنما
تصاممت عن لوم العذول كأنما ***** رمى الوجد يوم البين سمعي بالوقر
وقد كنت معذوراً بآنفة الصبا ***** فهَل ليَ بعد الشَّيبِ في الجهلِ مِن عُذرِ
وغيرُ ملومٍ مدلجٌ ضلَّ، إنما ***** يلام إذا ما ضل في وضح الفجر

سرونة
14/08/2012, 01:34 AM
رأيت ما تلفظ الموسى فآسفني
رأيت ما تلفظ الموسى فآسفني ***** إذ عاد حالكه كالثلج منثورا
فقلتُ إذ رابَنِي تغييرُ صِبْغتِه: ***** سبحانَ من ردَّ ذاك النَّدَّ كافُورَا

سرونة
14/08/2012, 01:34 AM
إذا تقوّسَ ظهرُ المرءِ من كِبَرٍ
إذا تقوّسَ ظهرُ المرءِ من كِبَرٍ ***** فعاد كالقوسِ يمشي، والعصَا الوترُ
فالموتُ أروحُ آتٍ يستريحُ بِه ***** والعيشُ فيه له التَّعذيبُ والضَّررُ

سرونة
14/08/2012, 01:35 AM
إذا عَاد ظهرُ المرءِ كالقَوسِ، والعصَا
إذا عَاد ظهرُ المرءِ كالقَوسِ، والعصَا ***** له حينَ يمشي، وهي تقدُمهُ، وَتَرْ
ومل تكاليف الحياة وطولها ***** وأضعَفَهُ من بعد قُوَّتِه الكِبَرْ
فإن له في الموت أعظم راحة ***** وأمْناً من الموتِ الذي كان يُنتظَرْ

سرونة
14/08/2012, 01:35 AM
لِدَتِي وإخوانُ الشَّبابِ مضَوْالِدَتِي وإخوانُ الشَّبابِ مضَوْا
لِدَتِي وإخوانُ الشَّبابِ مضَوْالِدَتِي وإخوانُ الشَّبابِ مضَوْا ***** قَبلي، وكَم من بعدهم أبْقَى
كنا كأفراس الرهان جروا ***** في غَاية ٍ، فتقدَّمُوا سَبْقَا
وهم إذا بلغوا المدى وقفوا ***** حتى تضم الحلبة الخلقا

سرونة
14/08/2012, 05:20 PM
ثَلُجَ النّباتُ فراق لونُ مشِيبه
ثَلُجَ النّباتُ فراق لونُ مشِيبه ***** فعلام لون الشيب ليس يروق
ما ذَاك إلاَّ أنّ ذَا داعٍ إلى ***** طيبِ السّرورِ، وذاك عنه يَعُوقُ
وإذا أخُو الشَّيبِ استَجاب للذَّة ٍ ***** ومسَّرة ٍ، فسرورهُ مسروقُ

سرونة
14/08/2012, 05:20 PM
لم تترك السبعون في إقبالها
لم تترك السبعون في إقبالها ***** مِنِّى سوى مالاَ عليه معوَّل
حَتّى إذا ما عامُها عَنِّي انقضَى ***** ووطِئتُ فِي العامِ الذي يُستقبَلُ
حطمت قواي وأوهنت من نهضتي ***** وكذا بمن طلب السلامة تفعل
كم قد شهدت من الحروب فليتني ***** في بعضها من قبل نكسي أقتل
والقتل أحسن بالفتى من قبل أن ***** يَبلَى ، ويُفْنِيَه الزّمانُ، وأجملُ
وأبيكَ ما أجحمت عن خَوضِ الرَّدى ***** في الحرَبِ، يَشهدُ لِي بذاك المُنْصُلُ
وإذا قضاءُ اللّهِ أخَّرني إلى ***** أجَلِي المؤقتِ لِي فماذا أَعْملُ

سرونة
14/08/2012, 05:20 PM
وضح الصباح لناظر المتأمل
وضح الصباح لناظر المتأمل ***** فإلامَ تُوضِع في الطريقِ المَجْهلِ
أَو ما نَهتكَ السنُّ عن مَرَح الصِّبا ***** والخوض في غي الزمان الأول
نزه بياض الشيب عن دنس الهوى ***** فقد ارتديت الدر غير مفصل
واعف العذول عن الملام فلومه ***** غير الملم بسمع من لم يجهل

سرونة
14/08/2012, 05:20 PM
نَضَا صِبغُ الشَّبابِ، فلستُ أدري
نَضَا صِبغُ الشَّبابِ، فلستُ أدري ***** لِصبغٍ حالَ، أم تغييرِ حَالِ
وما أبيض الغراب الجون إلا ***** لينْعَبَ بانتقالٍ وارتحالِ

سرونة
14/08/2012, 05:21 PM
إن ضعفت عن حمل ثقلي رجلي
إن ضعفت عن حمل ثقلي رجلي ***** ورَابَني عِثارُها في السَّهل
أَمشي كما يمشي الوَجِي في الوَحْلِ ***** مشي الأسير مثقلاً بالكبل
فللعصا عندي عذ المبلي ***** ان عَجزتْ، أو ضعُفت عن حَمْلي

سرونة
14/08/2012, 05:21 PM
قالت وأحزنها بياض مفارقي
قالت وأحزنها بياض مفارقي ***** ماذَا؟ فقلتُ: تريكة ُ الأيَّام
فبكت وقالت: هل لها من وارد ***** أو رائد يوماً؟ فقلت: حمامي

سرونة
14/08/2012, 05:22 PM
أُنظرِ إلى لَعِبِ الزمانِ بأهلِه
أُنظرِ إلى لَعِبِ الزمانِ بأهلِه ***** فكأنهم وكأنه أحلام
قد كانَ كَفِّي مألفاً لمهنَّدٍ ***** تعرى القلوب له وتفرى الهام
ولأسمْرٍ لدْنِ الكعوبِ، وِجارُه ***** حيث استمر الفكر والأوهام
تتزايل الأبطال عني مثلما ***** نفرت من الأسد الهصور نعام
فرجعت أحمل بعد سبعين العصا ***** فاعجب لما تأتي به الأيام
وإذا الحمام أبى معاجلة الفتى ***** فحياتُه، لا تُكْذَبنَّ، حمامُ

سرونة
14/08/2012, 05:23 PM
من مبلغ عني فلا
من مبلغ عني فلا ***** نَ الدّين، والأنباءُ تَنْمي
أنِّي هجرتُك لا كظنِّكَ ***** طائعاً لكن برغمي
أوهَتْ خطوبُ الدهرِ من ***** هِمَمِي، وفلَّت حدّ عَزمي
ورمتنيَ الأيامُ عن ***** قوسي، فأردتني بَسهمِي
وغدَا الذين بهم أُسـ ***** ـلي الهم حين يلم همي

سرونة
14/08/2012, 05:23 PM
أفكر في فرية ما تلاقي
أفكر في فرية ما تلاقي ***** من الدنيا فتغشاني الهموم
وتصعد زفرتي أسفاً لعلمي ***** بما يلقى من البؤس اليتيم
وقد أودعتها رباً كريماً ***** وما يَنْسَى وديعتَه الكريمُ

سرونة
14/08/2012, 05:24 PM
لما تخطَّتنِيَ السّبعونَ مُعرِضة ً
لما تخطَّتنِيَ السّبعونَ مُعرِضة ً ***** وساورَ الضّعفُ بعد الأَيْدِ أركاني
وأدخلت كان في شكري وفي صفتي ***** واسترجَع الدّهرُ ما قد كان أعطَانِي
رزقت فروة والسبعون تخبرها ***** أن سوف تَيْتَمُ عن قُربٍ، وتَنْعانِي
وهي الضعيفة ما تنفك كاسفة ً ***** ذليلة ً تمتري دمعي وأحزاني
ما كان، عمَّا ستلقاهُ وعن جَزعي ***** لما ستلقَاه، أغنَاها وأغْنَانِي

سرونة
14/08/2012, 05:48 PM
نكست في الخلق وحطتني السـ
نكست في الخلق وحطتني السـ ***** ـبعون لما أن علت سني
وغيرت خطي فأضحى كما ***** ترى وكم قد غيرت مني
والموت فيه راحة من أذى الد ***** نيا، فما أغفَلَه عَنِّي

سرونة
14/08/2012, 05:48 PM
نظرت مبيض فودي فبكت
نظرت مبيض فودي فبكت ***** ثم قالت: ما الذي بعدي عراه
قُلتُ: هَذي صِبغة ُ الله، وَمَن ***** يصبغ الأسود مبيضا سواه

سرونة
14/08/2012, 05:48 PM
حمَّلتُ ثِقْلِيَ بعد ما شِبتُ العَصا
حمَّلتُ ثِقْلِيَ بعد ما شِبتُ العَصا ***** فَتَحمَّلْته تَحمَّلَ الْمُتَكَارِهِ
ومشت به مشي الحسير بوقره ***** لا يستقل مقيداً بعثاره
ما کدَها ثِقْلِي، ولكن ثِقلُ مَا ***** أبقى الشباب علي من أوزاره
ورجاى َ معقودٌ بمن أعطَى أخَا السـ ***** ـبعينَ عُهدة َ عتقه من نَاره

سرونة
14/08/2012, 05:49 PM
يا رب حسن رجائي فيك حسن لي
يا رب حسن رجائي فيك حسن لي ***** تضييعَ وقتيَ في لهوٍ وفي لعِب
وأنتَ قلتَ لمن أضحى على ثِقَة ٍ ***** بحسن عفوك: إني عند ظنك بي

سرونة
14/08/2012, 05:49 PM
يا غافلين عن الأمر الذي خلقوا
يا غافلين عن الأمر الذي خلقوا ***** له، أَفيقُوا، فللنُّوَّام هَبَّاتُ
ماذا السكون إلى دنيا حوادثها ***** لهَا على الخلقِ غَدْواتٌ وعَدْوَاتُ
كيف البقاءُ بدارٍ للفناءِ بها ***** على الخلائق كرات وغارات
وأنت يا أيها المغرور مالك في الد ***** نيَا من الناسِ غيرَ البعدِ مَنْجَاة ُ
يسرك البشر منهم حين تبصرهم ***** ولو خبرت لساءتك الطويات
فاقطعِ حبالك من كلِ الأنامِ، فهمْ ***** في كلِ حالاتِ مَنْ دانَوْا حِبالاتُ
واحذَرْ من النّاسِ، إنّي قد خَبَرْتُهُمُ ***** ولا يغرنك خب فيه إخبات
لا تَرْجُهُم في مُلِمَّاتِ الزّمانِ؛ فما ***** تُلِمُّ إلاّ مِنَ النّاسِ المُلِمَّاتُ
وكلّهمْ، وهمُ الأحياءُ، إن بُعِثُوا ***** على الحياء وفعل الخي أموات
وقد سمِعْنا بأنَّ الأرضَ كانَ بهَا ***** ناس كرام ولكن قيل: قد ماتوا
ولست أدري صحيحاً ما تضمنت الـ ***** ـكُتْبُ القديمة ُ أمْ فيهَا ضَمَاناتُ
وأغلبُ الظّنِّ أنَّ القومَ قد جَمَعُوا ***** للباخلين حديث البهت: أي هاتوا
لو كانَ ما جَمُعوا يَبْقَى لَهُمْ لَقَضَتْ ***** عليهم بالمواساة المروءات
فكيفَ، وهيَ عَوَارٍ تُسْتَرَدُّ، وأَفْـ ***** ـياء تنقلها في الناس دودت

سرونة
14/08/2012, 05:49 PM
لا تَرْتَجِ الخلقَ؛ فالأبوابُ مُرْتَجَة ٌ
لا تَرْتَجِ الخلقَ؛ فالأبوابُ مُرْتَجَة ٌ ***** دون الحطام وباب الله مفتوح
والرّزقُ لو كان في أيدي الأنامِ أَبَوْا ***** أَنْ يشرَبَ الماَء مِنْ طُوفانِه نو
لكنه في يدي من فضله أبداً ***** للطائعينَ وللعاصينَ مَمْنُوحُ

سرونة
14/08/2012, 05:49 PM
مُذْ بصَّرَتْنِي تَجاريبي، ونَبَّهَنِي
مُذْ بصَّرَتْنِي تَجاريبي، ونَبَّهَنِي ***** خبري بدهري فقدت العيشة الرغدا
كأنَّنِي كنتُ في حُلْمٍ، فأيقظَني ***** خَوْفِي، وآلَى على جفنيَّ لا رَقَدَا

سرونة
14/08/2012, 05:50 PM
عجزتُ عن الدنيَا، فما ليَ من يدٍ
عجزتُ عن الدنيَا، فما ليَ من يدٍ ***** بها ولي الأيد المساعد واليد
ولكنني لم أسل عنها فأرعوي ***** ولا نلت منها ما أود وأقصد
شقيت بما أحرزته من فضائل ***** بأيسرها يحظى الشقي ويسعد
وفي النّفسِ، إن نَاجَيْتُها باطّراحِها ***** وبالزُّهدِ فِيها، فترة ٌ وتردُّدُ
فيا رب ألهمها الرشاد بتركها ***** فإنك تهدي من تشاء وترشد

سرونة
14/08/2012, 05:52 PM
نزلَنا بِه، حتَّى إذَا يوْمُنا انقضَى
نزلَنا بِه، حتَّى إذَا يوْمُنا انقضَى ***** رحلنا على العيِس النّجائِب والجُرْدِ
نؤم بها البيت العتيق ونبتغي ***** من النّارِ عتقاً جاءَ في سابِق الوعدِ
فيا مَنْ قصدْنَا بيته ونبيَّه ***** بك العوذ يا مولاي من خيبة القصد

سرونة
14/08/2012, 05:52 PM
أما رأوْا تقلُّبَ الدنيا بِنَا
أما رأوْا تقلُّبَ الدنيا بِنَا ***** وفتكَها بمَنْ إليهَا أَخْلَدَا
كم نَسَفَتْ أيدِي الخطوب جَبَلاً ***** وصيَّرَتْ لُجَّة َ بَحْرٍ ثَمَدَا
وكم أعادت ذا ثراء معدماً ***** وذا قبيل وعديد مفردا
عَلِمْتُ مَا لم يَعْلَمُوا، ونَظرَتْ ***** عيناي دهري مصدراً وموردا
فما رأيتُ غيرَ ظلٍّ زائلٍ ***** كلٌّ يَمُدُّ نَحْوَهُ، جَهْلاً، يَدَا

سرونة
14/08/2012, 05:52 PM
مثوبة الفاقد عن فقده
مثوبة الفاقد عن فقده ***** بِصَبْره أَنْفَعُ من وَجْده
يبكيه من حزن عليه فهل ***** يطمع في التخليد من بعده
ما حيلة النّاسِ؟! وهلْ من يدٍ ***** لهمْ بدفعِ الموتِ أو صَدِّهِ
وروده لا بد منه فلم ***** تنكر ما لا بد من ورده
سِهامُه لم يَستطِعْ ردَّهَا ***** داود بالمحكم من سرده
ولا سليمان ابنه ردها ***** بمُلْكِه والحشدِ من جُنْده
عدل تساوى الخلق فيه فما ***** يُمَيّزُ المالكُ عن عبدِهِ
كلٌّ لهُ حَدٌّ، إذا ما انتهَى ***** إليه وافاه على حده
تجمعنا الأرض فكل امرئ ***** في لحده كالطفل في مهده
أما ترى ورادنا عرسوا ***** بمنزل دان على بعده
تبوءوا الأرض ولم يخبروا ***** عن حر مثواهم ولا برده
لِحَادِثٍ أسكتَهم أمسكُوا ***** عن ابتداء القول أو رده
لو نطقوا قالوا: التقى خير ما ***** تزوَّدَ المرءُ إلى لَحْدِهِ
فارجِعْ إلى الله وثقْ بالذِي ***** وافاك في الصادق من وعده
للصّابرينَ الأجرُ، والأمنُ مِنْ ***** عَذابِهِ، والفوزُ في خُلْدِه

سرونة
14/08/2012, 05:53 PM
تباركَ اسمُكَ، كم من کية ٍ شهِدَتْ
تباركَ اسمُكَ، كم من کية ٍ شهِدَتْ ***** بأنّكَ الواحدُ المستعلى ُ الصَّمَدُ
ما يصبغ الأسودَ الغربيب غيرُك مُبْـ ***** ـيضاً ولا يتعاطى صبغه أحد

سرونة
14/08/2012, 05:53 PM
احذر من الدنيا ولا
احذر من الدنيا ولا ***** تغتر بالعمر القصير
وانظُرْ إلى کثَارِ مَنْ ***** صرعته منا بالغرور
عَمَرُوا، وشادُوا ما ترا ***** هُ: من المنازِل والقصورِ
وتحولوا من بعد سكـ ***** ـنَاها إلى سُكْنَى القبور

سرونة
14/08/2012, 05:53 PM
لا تغتبط بسرور دنـ
لا تغتبط بسرور دنـ ***** ـيا، ما يدومُ بها سُرُورُ
وكذاكَ لا تَجْزَع لِحا ***** دثة تضيق بها الصدور
فجميع ما فيه الأنا ***** م أليس آخره القبور

سرونة
14/08/2012, 05:53 PM
أرى العين تستحلي الكرى وأمامها
أرى العين تستحلي الكرى وأمامها ***** كَرى ً ليس تَقضِيه إلى داعِي الحشْرِ
وليس ينامُ الخائفون، فمالَهَا ***** تَنَامُ على عُظْمِ المخافة ِ والذُّعْرِ

سرونة
14/08/2012, 05:54 PM
دنياي ناشزة فإن فارقتها
دنياي ناشزة فإن فارقتها ***** طوعاً، وإلا فارقَتْنِي كارِهَا
إنا لننكر سوء عاقبة الورى ***** فيها، ونَهْوَاها على إنكارها
كلٌّ بها كَلِفٌ، ومن يزهدْ يكنْ ***** في زهده متكلفاً متكارها
أذكرت نفسي مصرع الآباء من ***** قَبْلِي، فَمَا أَصْغَتْ إلى إذْكَارها
وعجبت منها كيف لم يجر الذي ***** خلقت له يوماً على أفكارها
والموت إن لم يأت في إمسائها ***** وافى مع الإصباح في إبكارها
وأمامها السفر البعيد وقطعه ***** بِالبِرِّ، لا بِقُرومِها وبِكَارِها
والدّهرُ يَطْرقُ بالخطوبِ، وما لَنَا ***** بعوانها أيد ولا أبكارها
والتُّربُ أوكارُ الأنامِ، وكلُّنَا ***** كالطير رائحة ً إلى أوكارها

سرونة
14/08/2012, 05:54 PM
لك الحمد يا مولاي كم لك منة
لك الحمد يا مولاي كم لك منة ً ***** عليَّ، وفضلاً لا يقومُ به شُكْرِي
نزلت بهذا المسجِد العامَ قافلاً ***** من الغَزْوِ، موفورَ النّصيب من الأجرِ
ومنه رحلتُ العِيسَ في عاميَ الّذِي ***** مضَى نحوَ بيت الله ذي الرّكن والحِجْر
فأدّيتُ مفروضِي، وأسقطتُ ثِقْلَ ما ***** تحملت من وزر السنين على ظهري

سرونة
14/08/2012, 05:54 PM
أيها الظالم مهلاً
أيها الظالم مهلاً ***** أنتَ بالحاكمِ غرُّ
كل ما استعذبت من جو ***** جَوْرك تعذيبٌ وجَمْرُ
ليس يلقى دعوة المظـ ***** ـلومِ دونَ الله سِتْرُ
فخف الله فما يخـ ***** ـفى عَلَيْه منهُ سرُّ
يجمع الظالم والمظـ ***** ـلومَ بعد الموتِ حَشْرُ
حيث لا يمنع سلـ ***** نٌ، ولا يُسْمَعُ عُذْرُ
أَوَ مَا ينهاكَ عن ظُلـ ***** ـمك موت ثم قبر
بعض ما فيه من الـ ***** هوالِ فيه لكَ زَجْرُ

سرونة
14/08/2012, 05:54 PM
النّاسُ كالطَّيرِ، والدُّنيا شِباكُهُمُ
النّاسُ كالطَّيرِ، والدُّنيا شِباكُهُمُ ***** وهم بها بين ركاض ومختبط
والموت قناصهم يأتي على مهل ***** لهلكهم بين مذبوح ومعتبط
وقد شغلنا بدنيانا وزخرفها ***** فالخلق ما بين محزون ومغتبط
هذا يسر بحال لا تدوم وذا ***** يبكي على الفوت من دنياه والفرط
وليس يسوى الذي نال الملوك من الد ***** نيا، فدَعْ غَيرَهُم، كفّاً من العَبَط

سرونة
14/08/2012, 05:55 PM
ما زلتُ في غِبطِة ِ عيشِي عالِماً
ما زلتُ في غِبطِة ِ عيشِي عالِماً ***** أن سيزول بالهموم ما غبط
وأن صرف الدهر يأتي بالذي ***** ساء اعتماداً، وبما سرَّ غَلَطْ
بينا الفتَى تعلُو به جُدودُه ***** إذ أسلمته للرزايا فهبط
حتى يرق حاسد لحاله ***** من بعد ما نَافَس فيها، وغَبَطْ

سرونة
14/08/2012, 05:55 PM
من مبلغ المعتر والقانع
من مبلغ المعتر والقانع ***** وابنِ السَّبِيل النّازحِ النَّازعِ
أن الندى قد مات فاستعصموا ***** باليأس من دان ومن شاسع
لا يبذلن ذو فاقة وجهه ***** لذي ثراء باخل باخع
ما يظفَرُ الرَّاجِي ندَى كَفِّه ***** بغير ذل الخاشع الخاضع
هل ينفع الظامي إذا ما طما ***** أُجَاجُ بحرٍ ليسَ بالنَّاقِعِ
لله درُّ اليأسِ من نَاصحٍ ***** ليس بغرار ولا خادع
ولا سقى الأطماع صوب الحيا ***** فإنها مهلكة الطامع
لا ترجُوَنْ خَلقاً، فكلُّ الورَى ***** يقبض كف المانع الجامع
وما حوَتْ أيديهِمُ فَهو في ***** مثل لهاة الأسد الجائع
قد سمعوا بالجود لكنه ***** لبخلهم ما لذ للسامع
وكلهم إن أنت كشفتهم ***** مثلُ سرابِ القيعَة اللاَّمِعِ
فدعهم واطلب من الله ما ***** ضنوا به من فضله الواسع
فما لما يقطع من واصل ***** ولا لِمَا يُوُصِلُ من قَاطِعِ
قد قسم الأرزاق بين الورى ***** في متعب ساع وفي وداع
كلهم يأتيه من رزقه ***** كفاية لو كان بالقانع
لكنَّهُم من حِرصِهم قد عَمُوا ***** عن الطَّريق المْهَيِعِ الشَّارِعِ
لو أيقَنُوا أنّ لهم رازقاً ***** ليس لما يُعطيه من مَانِعِ
ولا لما يرفَعُ من خافِضٍ ***** ولا لما يخفِضُ من رافِعِ
ما طلَبوا من غير مُعْطٍ، ولا ***** دعوا إذا اضطروا سوى السامع

سرونة
14/08/2012, 05:55 PM
أيها الغافل كم هذا الهجوع

أيها الغافل كم هذا الهجوع ***** أعلنَ الدَّاعِي، فهل أنت سَمِيعُ
أنت عما هو آت غافل ***** وكأَنْ قد فاجأَ الخطبُ الفَظيعُ
نحن فرْعٌ لأصولٍ ذَهبتْ ***** كم تُرى من بَعدها تبقى الفُروعُ
وزروع للمنايا حصدت ***** بيديها قبلنا منا زروع
بادر الخوف وقدم صالحاً ***** ما لِمَن مات إلى الدُّنيا رجُوعُ
نحن سَفْرُ سارَمِنّا سلَفُ ***** وعلَى کثارِهم يَمضِي الجميعُ
وإلى المورد ميعادهم ***** يلتقِي فيه بطى ّء وسريعُ
أُمُّنَا الدُّنيَا رَقوبٌ، يستوِي ***** عندَها في الفقد كهلٌ ورضيعُ
ما رأيْنَا ثاكلاً مِن قَبْلهَا ***** مالها في إثر مفقود دموع
كلُّنَا منها، ومنَّا كلُّها ***** فهي لا تشبع أو نحن صريع
بئست الأم رمت أولادها ***** برزَايَاها، ألا بئسَ الصّنيعُ
ما هناهُم فوقَها نَومُهمُ ***** فهم فيها إلى الحشر هجوع
أبداً تجفو علينا ولنا ***** نحوَهَا الدّهرَ حنينٌ ونزوعُ
هي ليلى والورى أجمعهم ***** قيسها كل بها صب ولوع
جِدَّ يا مطلوبُ، من جدَّ نَجَا ***** إنّ ذَا الطَّالِبَ مِدراكٌ تَبوعُ
ليس ينجي الجحفل الجرار من ***** يده الطولى ولا الحصن المنيع
يأخذُ السلطانَ ذَا الجمعِ، فَلا ***** يدفِعُ السلطانُ عنه، والجموعُ
ليس يرعى حرمة الجار ولا ***** ينقذ الشاسع في البعد الشسوع
ما مع السبعين تسويف فلا ***** يخدعنك الأمل الواهي الخدوع
قد تحمَّلْتَ على ضعفِكَ من ***** ثِقْل أوزارِك ما لا تَستطيعُ
وَتقصّت عنك أيّامُ الصِّبا ***** وعلى مفرقك الشّيبُ الشّنيعُ
ثمّ أفضَتْ مدّة ُ الشّيبِ إلى ***** هرم يعقبه الموت الذريع
صوَّحَ المرعَى ، فماذا تَرتجي ***** بعد ما صوح مرعاك المريع
هل ترى إلا هشيماً ذاويا ***** تجتويه العين إن ولى الربيع

سرونة
14/08/2012, 05:56 PM
أيها الغافلون عن سكرة المو
أيها الغافلون عن سكرة المو ***** تِ، وإذا لا يسوغُ في الحلقِ ريقُ
كَم إلى كم هذا التَّشاغُلُ والغَفـ ***** ـلة ُ، حَارَ السَّارِي، وضلَّ الطَّريقُ
إنما هزت الزلازل هذي الـ ***** أرض بالغافلين كي يستفيقوا

سرونة
14/08/2012, 05:56 PM
سلوت عن صبوات كنت ذا شغف
سلوت عن صبوات كنت ذا شغف ***** بها، ومِلْتُ إلى الإخباتِ والنُّسُكِ
لكن لقلبي من تذكارها قلق ***** ونزوة كاختباط الطير في الشرك
هذي عقابيل داء كان يمطلني ***** ولم أزل مشفياً منه على الهلك
حتّى إذا الشّيبُ ردَّانِي تصرَّمَ ذا ***** ك الداء عن شائب الفودين محتنك

سرونة
14/08/2012, 05:56 PM
أرى الموت يستقري النفوس ولا أرى
أرى الموت يستقري النفوس ولا أرى ***** سِوَى مانعٍ ما في يَديه بخيلِ
فيا عجباً للباخلين وإنما ***** قليلُهُمُ للإرثِ بعدَ قليل

سرونة
14/08/2012, 05:57 PM
إذا ما عَرا مَالا أطيقُ دفَاعَه
إذا ما عَرا مَالا أطيقُ دفَاعَه ***** وأرمضني الفكر المسهد والهم
دعوتُ الذي نادَاه مُوسى لدفعِ ما ***** يَحاذِرُ من فِرعونَ، فانفرَق اليمُّ
وناديت من ناداه ذو النون واثقاً ***** به في ظلام البحر فانكشف الغم

سرونة
14/08/2012, 05:57 PM
فَليس بعدَ الموتِ دَارٌ سِوَى
فَليس بعدَ الموتِ دَارٌ سِوَى ***** جنَّة ِ عَدنٍ، أو لَظَا تَضرَمُ
والموعدُ الحشرُ، ونُجزَى عن الأَ ***** أعمال والغبن لمن يندم
وينصف المظلوم من خصمه ***** ويَستوي السُّلطانُ والمُعِدمُ
ويشَخَصُ الخلقُ إلى حَاكمٍ ***** يحكُم فيهم بالذَّي يَعلَمُ
وللِيّالِي واعظٌ صامتٌ ***** يسمعنا لو أننا نفهم
والناس في الدنيا نيام وما ***** أسرع ما يستيقظ النوم
ويقدم الخلق على وزر ما ***** تقلدوا أو أجر ما قدموا

سرونة
14/08/2012, 05:58 PM
نمنا عن الموت والمعاد فأصـ
نمنا عن الموت والمعاد فأصـ ***** ـبحنا نظن اليقين أحلاما
فحرّكَتْنا هذي الزّلازلُ أَنْ ***** تيقظوا كم ينام من ناما

سرونة
14/08/2012, 06:02 PM
فَوِّض الأمرَ راضيَا
فَوِّض الأمرَ راضيَا ***** جف بالكائن القلم
لَيس في الرّزقِ حيلة ٌ ***** إنّما الرِّزقُ بالقِسَمْ
دل رزق الضعيف وهـ ***** ـو كلحم على وضم
وافتقارُ القِوي ترهَـ ***** ـبه الأسد في الأجم
أَنَّ للخلقِ خالِقاً ***** لا مَردٌّ لِمَا حَكَمْ

سرونة
14/08/2012, 06:02 PM
أوبقت نفسك يا ظلو
أوبقت نفسك يا ظلو ***** مُ بمَا احتقَبتَ من المَظَالِمْ
أظننت أن المال لا ***** يَفنَى ، وأنَّ الملكَ دَائِمْ
هيهاتَ، أنتَ وما جمعـ ***** ـتَ كِلاكما أحلامُ نائمْ
تفنى ويفنى والذي ***** يَبقى الخَطَايا والمکثمْ
وغداً يناقشك الحساب ***** على الحقير من الجرائم
ملكٌ تُناجيه القلو ***** بُ من الذُّنوبِ بِما تُكاتِمْ
عدل القضاء بكل ما ***** تخفي صدور الخلق عالم

سرونة
14/08/2012, 06:02 PM
ماذا الوقوف على دار بذي سلم
ماذا الوقوف على دار بذي سلم ***** عجماء أو قد عراها عارض البكم
أحالها الدهر عما كنت تعهده ***** وغال مستوطنيها غائل الأمم
حتى لقد أظلمْت من بَعِدهم، ولقد ***** غَنُوا بها، وهمُ الأقمارُ في الظُّلم
بلُوا كما بَليتْ کثارُهم، وَلكَم ***** أبْلى دياراً وأهلاً سالفُ القِدَمِ
أملى الزّمانُ لهم حيناً، وغرَّهم ***** ما خولوه من الدنيا فلم يدم
مضَوْا، وما استصحبُوا مالاً ولا نِعَماً ***** ونوقشوا عن حساب المال والنعم
لم يحصلوا حين وافاهم حمامهم ***** من كلِّ ما حَصّلوا إلا علَى النَّدِم
وصبوة الناس بالدنيا وشغلهم ***** عما سيبقى بما يفنى من اللمم

سرونة
14/08/2012, 06:03 PM
لا تغبطن أهل بيت سرهم زمن
لا تغبطن أهل بيت سرهم زمن ***** فسوفَ يَطْرُقُهم بالَهمّ والحَزَنِ
يعيرهم كل دنياهم وينهب ما ***** أعارَهم بيد الآفاتِ والمحَن
حتى يروحوا بلا شيء كما خلقوا ***** كأَنَّ ما خُوِّلوه أمسِ لم يكنِ
لا يصحب المرء مما كان يملكه ***** في ظُلمة ِ اللَّحدِ إلاّ خِرقة ُ الكَفَن
يستنزع المال منه ثم يسأل عن ***** جميعه يا لها من حسرة الغبن

سرونة
14/08/2012, 06:03 PM
أيُّها المغرورُ، مهلاً
أيُّها المغرورُ، مهلاً ***** بلغ العمر مداه
كم عسى من جاوز السبـ ***** ـبعينَ يبقى ، كم عساهُ
أنسيت الله أم أمـ ***** ـنَكَ الله لَظاهُ
تظلم الناس لمن ترجو ***** جوه، أو تخْشَى سُطاهُ
أنتَ كالتَّنُور: يَصلَى النـ ***** ـارَ في نفِع سوَاهُ

سرونة
14/08/2012, 06:03 PM
أُفِّ لِلدُّنيا، فما أَوبَا جَنَاها
أُفِّ لِلدُّنيا، فما أَوبَا جَنَاها ***** لَيس يخلُوا مَنْ رآها مِنْ أذَاهَا
خدعتنا بأباطيل المنى ***** فارتكَسْنَا فِي هوَانَا لِهوَاهَا
واستملنا بوعد كاذب ***** فتمسُّكُنَا بِوَاهٍ مِن عُراهَا
وعدتنا باللهى لاهية ً ***** فاشتغلنا بتقاضينا لهاها
وهي إن جاد بنزر يومها ***** غدها مسترجع نزر جداها
بئست الأم رقوب أكثرت ***** وُلدَها، ثم رَمّتهمُ بِقِلاَهَا
وغداً تَنُقُلُنَا منها إلى ***** مُظلِمِ الأرجاءِ ضنكٍ من ثَراهَا
والذي يتبعُنَا من سُحِتها ***** تبعات موبقات من شذاها
وتحوز المال بالإرث وما ***** حازَت الميراثَ من أمٍّ سِواهَا
فإذا الله رعى والدة ***** ذاتَ برٍّ وحنوٍّ، لا رَعاهَا
أوردتنا النَّارَ، لا مأْوَى . لنا ***** من لَظَاها، ويحَ من يَصلَى لَظَاهَا
أمرتنا بالمعاصي فإذا ***** وفق الله امرأ منا عصاها
آه من تَفريطِنا، شُغلاً بها ***** عن فعال الخير والطاعة آها

سرونة
14/08/2012, 06:03 PM
قَد كنتُ أسمَعُ، لكن خِلتُه مَثلاً:
قَد كنتُ أسمَعُ، لكن خِلتُه مَثلاً: ***** أنّ اللَّيالِي يَصِدْن الصَّقَر بالخَرَبِ
وأن أَيدِيهَا شَلَّتْ، ولا انبسطَت ***** إذا ضَربنَ كَسرْن النَّبعَ بالغَرَبِ
حتى رأيت النعام الربد قد قتلت ***** أسد العرين فيا للناس للعجب
كأَنّ سقْبَ المَنايا وسْطَ جمعِهمْ ***** رغا فماتوا جميعاً جيرة الصقب
لم تُغن نجدتُهم، إذ حانَ يَومُهُمُ ***** عنْهم، ولم تَحمهم من سطوة ِ النُّوَب

سرونة
14/08/2012, 06:03 PM
ويح الغريبة والديار ديارها
ويح الغريبة والديار ديارها ***** لم تَرتَحلْ عنها، ولم تَتَغَرَّبِ
ماتت غريبة وحدة من تربها ***** وشقيقها ومن العمومة والأب
فهي الوحيدة ُ، والأقاربُ حولَها ***** وهي البعيدة في المحل الأقرب
فإذا تضرَّمَ في الجوانِحِ ذكرُها ***** قال الأسى : بالله يا عين اسكبي

سرونة
14/08/2012, 06:04 PM
لهف نفسي لهلال طالع
لهف نفسي لهلال طالع ***** ما استَوى في أُفْقِهَ حتَّى غَرَبْ
لو رأى ما حلَّ بِي من بعِدِه ***** من هموم غشيتني وكرب
لَبكَى لي تحتَ أطباقِ الثّرى ***** وبكاء الميت للحي عجب
أنا ميت مثله لكنه ***** مستريح ومماتي في تعب

سرونة
14/08/2012, 06:04 PM
يا نفسُ، أينَ جميلُ صبـ
يا نفسُ، أينَ جميلُ صبـ ***** ـرِكِ حينَ تَطرقُكِ الخُطوبُ
أين احتمالك ما تكا ***** د الراسيات له تذوب
وثَباتُ جَأشِكِ حين تَضـ ***** ـطربُ الجَوانحُ والقُلُوبُ
ماذا دَهَاكِ، إلى متى ***** هذا التّأسُّفُ والنَّحِيبُ
كيف استَنزَلَّكِ بَعد صد ***** ق يقينك الأمل الكذوب
أرَجَوتِ أن سَيَرُدُّ من ***** غال الرّدى دَمعُ سَكُوبُ
أم خلت أن نوائب الد ***** نيا لغيرِكِ لا تَنوبُ
هيهات كل الخلق من ***** نكباتِها لهمُ نَصيبُ
وبكلِّ قَلبٍ من حَوا ***** دثها وأسهمها ندوب
من ذا الذي ييقى على ***** مر الزمان له حبيب
لكن يُسلّى النَّفسَ أنّ ***** لَحَاقَنا بهمُ قَريبُ
وإليهم من بعد غيـ ***** ـبتهم وإن طالت نئوب

سرونة
14/08/2012, 06:04 PM
لهف نفسي على ديار من السـ
لهف نفسي على ديار من السـ ***** ـكان أقوت فليس فيها عريب
ولكم حلها فأنسته أوطا ***** ن صباه والأهل يوماً غريب
فاحتسب ما أصاب قومك مجد ***** الدّين، واصبر، فالحادثاتُ ضُروبُ
هكذا الدهر: حكمه الجور والقصـ ***** ـدُ، وفيُه المكُروهُ، والمحبوبُ
إن تَخَصَّصْكمُ نوائبُ ما زَا ***** لت لكم دون من سواكم تنوب
فكذَاك القَناة ُ: يُكَسَرُ يوم الرّ ***** ـروع منها صدر وتبقى كعوب