المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشريف المرتضى



الصفحات : [1] 2 3

سرونة
05/08/2012, 04:51 PM
الشريف المرتضى
355 - 436 هـ / 966 - 1044 م
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.
من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.
وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.
له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.


جميع المعلومات والقصائد من موقع
الموسوعة العالمية للشعر العربي (http://go.3roos.com/yWq0KPoBMAL)

سرونة
05/08/2012, 05:51 PM
أراعكَ ما راعني من ردى ؟

أراعكَ ما راعني من ردى ؟ ***** وجُدتُ له مثلَ حزِّ المُدى
وهل في حسابِك أنِّي كَرَعْتُ ***** برُزءِ الإمامِ كؤوسَ الشَّجا؟
كأنّي وقدْ قيلَ لي إنّهُ ***** أتاهُ الرَّدى في يَمينِ الرَّدى
فقلْ للأكارم من هاشمٍ ***** ومن حلّ من غالبٍ في الثّرى
رِدوها المريرة َ طولَ الحياة ِ ***** وكمْ واردٍ كَدِراً ما انروى
وشقّوا القلوبَ مكانَ الجيوبِ ***** وجُزّوا مكانَ الشّعورِ الطُّلى
وحلّوا الحَبا فعلى رُزْئِهِ ***** كِرامُ الملائِكِ حلّوا الحُبا
ولِمْ لا؟ وما كتبوا زلّة ً ***** عليهِ وأى ُّ امرىء ٍ ما هفا؟
فيا ليتَ باكيَهُ مابكاهُ ***** وياليتَ ناعيَهُ مانَعى
به تقتدي عن إمامِ الورى ***** ويا ليتني كنتُ عنه الفِدا
هو الموتُ يستلبُ الصالحينَ ***** ويأخذُ مِن بيننا مَن يشا
فكم دافعوه ففاتَ الدفاعُ ***** وكم قد رَقَوْهُ فأَعيا الرُّقى ؟
مضى وهو صِفْرٌ منَ الموبقاتِ ***** نقيَّ الإزارِ خفيفَ الرِّدا
إذا رابهُ الأمرُ لم يأتِهِ ***** وإنْ خَبُثَ الزَّادُ والَى الطَّوَى
تعزَّ إمامَ الورى والذي ***** به نقتدي عن إمامِ الورى
وخلِّ الأَسَى فالمحلُّ الذي ***** جَثَمَتَ بهِ ليسَ فيهِ أسى
فإمّا مضى جبلٌ وانقضَى ***** فمنك لنا جبلٌ قد رسا
وإمّا فُجعنا ببدرِ التمامِ ***** فقد بَقيتْ منك شمسُ الضُّحى
وإنْ فاتنا منهُ ليثُ العرين ***** فقد حاطنا منك ليثُ الشَّرى
وأعجبُ ما نالنا أنّنا ***** حُرمنا المُنى وبلغنا المنى
لنا حَزَنٌ في محلّل السرورِ ***** وكم ضَحِكٍ في خلالِ "البُكا"
فَجَفْنٌ لنا سالمٌ من قذى ً ***** وآخرُ ممتلئٌ من قذى
فيا صارماً أغمدته يدٌ ***** لنا بعدكَ الصّارم المُنتضى
ويا رُكناً ذَعْذَعتهُ الخطوبُ ***** لنا بعد فقدكَ ركنٌ ثوى
ويا خالداً في جنانِ النعيمِ ***** لنا خالدٌ في جنانِ الدُّنا
فقوموا انظروا أيُّ ماضٍ مضَى ***** وقوموا انظروا أيُّ آتٍ أتى
فإنْ كانَ قادرُنا قد مضى ***** فقائمنا بعدَه ما مضَى
ولمّا دُوينا بفقدِ الإمامِ ***** عَجِلتَ إلينا فكنتَ الدَّوا
رضيناكَ مالكَنا فأرضنا ***** فما نبتغي مِنْكَ غيرَ الرِّضا
ولمّا حضرناكَ "عند" البياعِ ***** عرفنا بهديكَ طُرقَ الهدى
فقابَلْتَنا بوَقارِ المشيبِ ***** كمالاً وسنُّكَ سنُّ الفتى
وجئناكَ تَتْلو علينا العزاءَ ***** فعزَّيتَنا بجميل العزا
وذادتْ مواعظُكَ البالغاتُ ***** أخامِصَنا عن طريق الهَوى
وعلمّتنا كيف نرضى إذا ***** رضَى اللهُ أمراً بذاك القضا
فشمِّرْ لنا أيُّهذا الإمامُ ***** وكنْ للورى بعدَ فقرٍ غِنَى
ونحِّ عن الخلقِ بغيَ البُغاة ِ ***** وعُطَّ عن الدينِ ثوبَ الدُّجى
فقدْ هزَّكَ القوم قبلَ الضِّرابِ ***** فما صادفوكَ كليلَ الشّبا
وأعلَمَهم طولُ تجريبهم ***** بأنَّك أَوْلاَهُمُ بالعُلى
وأنَّكَ أضربُهم بالسّيوفِ ***** وأنَّك أَطعنُهم بالقَنا
وأنَّك أضربُهم في الرِّجا ***** لِ عِرْقاً وأطولُ منهم بنا
وأنكَ والحربُ تُغلى لها الـ ***** مراجلُ أوسعُ منهم خُطا
وأنَّك أجودُهم بالنُّضارِ ***** وأنَّكَ أبذلُهم للنَّدَى
سَقى اللهُ قبراً دفنَّا بهِ ***** جميعَ العفافِ وكلَّ التُّقَى
وجادَ عليه قُطارُ الصَّلاة ِ ***** فأغناهُ عن قَطَراتِ الحَيا
ومَيْتٌ له جُدُدٌ مابَلينَ ***** مآثرُهُ لا يَمَسُّ البِلى
وإنْ غابَ من بعدِ طولِ المَدى ***** فإنَّك أطولُ منه بَقا

سرونة
05/08/2012, 05:52 PM
ألا ماذا يَريبُكَ مِن همومي

ألا ماذا يَريبُكَ مِن همومي ***** ومن نَبَواتِ جنبي عن فراشي
ولي في كلِّ شارقة ٍ خليلٌ ***** أفارقُهُ بلا نَزَواتِ واشِ
وأنزع وصله بالرغم منِّي ***** كما نزعت يدي عني رياشى
إلى كم ذا التَّتابعُ والتّمادي ***** وكم هذا التصامم والتغاشى ؟
وكمشنفٍ ينكدُ لا يحابى ***** وصُمٍّ كالأراقم لا تُحاشي
يكون بها انحطاطي وارتفاعي ***** ومن يدها انتكاسي وارتعاشى
وماهذا العكوف على حقير ***** يساق إلى التحلل والتّلاشى ؟
فضربٌ بالرُّؤُوس بلا نَجيعٍ ***** وطعنٌ في النحور بلارشاشِ
وكم أنجى فتى ً خاضَ المنايا ***** إذا ما شكن بمنعن انتعاشى
ويفدي واهناً فيه بِنَدْبٍ ***** ويسبق راكباً مما يماشى
وأَرْداهُ على ثَبَجِ الفراشِ
فيا مَتنظِّراً منِّي احتراشاً ***** متى يأتي على يدك احتراشي؟
فجعت بمشبع السغبات جوداً ***** وناقع غلة ِ الهيمِ العطاشِ
ووهاب اللها في يوم سلمٍ ***** وضرابِ الكلى يوم الهراش
تغلغل حبه في أم رأسي ***** وخاض ودادُه منِّي مُشاشي
وأفرشني القَتادَ أسى ً عليهِ ***** فليتَ لغيرهِ كان افتراشي
وكنت على الرزايا ذا إباءٍ ***** فقد قادت رزيته خشاشى
وقلت لمن لحا سفهاً عليه ***** وراجٍ في الملامة ِ مثلُ خاشِ
تُعنِّفُني وبالُكَ غيرُ بالي ***** وتعذلني وجأشك غير جاشى
ولستُ سواهُ متَّخذاً خليلاً ***** ولايغشى هواي سواه غاشِ
فإنيّ إن فزعت إلى بديلٍ ***** فزعت إلى الأجاج من العطاش
فمالي بعدَ فقدِكَ طيبُ نفسٍ ***** ولاجَذَلٌ بشيءٍ من معاشِي

سرونة
05/08/2012, 05:52 PM
لقد ضلَّ مَن يسترقُّ الهوَى

لقد ضلَّ مَن يسترقُّ الهوَى ***** وعبدُ الغرام طويلُ الشَّقا
وكيف أحِلُّ بدار الصَّغارِ ***** ولي همّة تزدري بالذُّرا؟!
وتُظْلِمُ دونِيَ طُرُقُ الصَّوابِ ***** ومنّى استعار النَّهار السَّنا؟!
رُوَيْدَكِ يا خُدُعاتِ الزّمانِ ***** كفاني فعالُكِ فيمن مضى
جذبتِ عنانَ شديد الجُموحِ ***** وراودتِ مستهزئاً بالرُّقى
يَعُدُّ الغِنَى منكِ غُرمَ العقولِ ***** وأنَّ ثراءكِ مثلُ الثَّرى
ومَنْ ملأت سمعَه الذابلاتُ ***** وقرعُ الظبا لم يَرُعْه الصَّدى
رَمى الدهْرُ بي في فم النائباتِ ***** كأنِّيَ في مقلتيهِ قَذَى
ولم يدرِ أني حتفُ الحُتوفِ ***** وأرديتُ بالسَّيفِ عُمْرَ الرَّدى
وأني لَبِستُ ثيابَ العَراءِ ***** ولا مؤْنسٌ ليَ غيرُ المها
وقلبٌ نَبا عنه كيدُ الزَّمانِ ***** فما للمُنى في رُباهُ خُطا
إذا نازَعَتني خطوبُ الزَّمان ***** ملأتُ بهِ فُرُجاتِ المَلا
أُلوّحُ بالنَّقع وجهَ النهارِ ***** وأحسِرُ بالبيضِ وجهَ الدُّجَى
على سابحٍ في بحارِ المنونِ ***** كفيلٍ بِوَطْءِ الشَّوَى بالشَّوَى
أنالُ بهِ فائتاتِ الوحوشِ ***** وألمسُ من صفحتيه السُّها
إذا ما نظرتَ إلى لونهِ ***** رأيتَ الدُّجى قد تردّى الضُّحى
عذيرِيَ من مُدَّعٍ للعُلى ***** ولم يَحنِ بالسَّيرِ ظهرَ السُّرى
ولا حملتهُ ظهورُ الجيادِ ***** ولا رَوِيتْ في يديه الظُّبا
وما كلُّ ذي عَضُدٍ باطشٌ ***** ولا كلُّ طرفٍ سليمٍ يرى
وبعضُ الأنام الذي ترتضيهِ ***** وبعضُ الرؤوس مَغاني الحِجا
فكم من طريرٍ يسوءُ الخبيرَ ***** وكم فرسٍ لا يجاري العفا
دعِ الفكرَ فيمن أعلَّ الزَّمانُ ***** وإلاّ فقمْ باعتدالِ الشِّفا
فما غيَّرتْ كفُّ ذي صنعة ٍ ***** بأخفى التحّلي مكان الحُلى
ولَلطبعُ أقهر من طابعٍ ***** وألحَظْتَ أعيُنَهم غَرَّة ً
سَقى اللهُ منزلَنا بالكثيبِ ***** بكفّ السحائب غَمْرُ الحيا
محلّ الغيوث ومأوى الليوث ***** وبحرُ النَّدى ومكانُ الغِنَى
فكم قد نعمتُ به ما اشتهيْـ ***** ـتُ مُشْتملاً بإزارِ الصِّبا
تُعانقُني منه أيدي الشِّمالِ ***** ويلثُمُ خدِّي نسيمُ الصَّبا
وكم وردته ركابُ العُفاة ِ ***** فأَصْدَرْتُها ببلوغِ المُنَى
إذا ما طَمَتْ بيَ أشواقُه ***** دعوتُ الحسينَ فغاضَ الأسَى
فتى ً لا تُعثِّرُ آراءَه ***** بطرق المكارم صمُّ الصّفا
يجودُ بما عزَّ من مالِهِ ***** فإنْ سِيلَ أدنَى عُلاهُ أبَى
ويوماهُ في الفخر مُسْتيقنانِ؛ ***** فيومُ العطاءِ ويومُ الوغَى
يُفيضُ بهذا جزيلُ الحِباءِ ***** وَقري بهذا القنا في القَرا
تعرَّفَ في الخلق بالمَكرُماتِ ***** فأغنته عن رائقات الكُنى
وأخرس بالمجدِ قولَ العُداة ِ ***** وأنطق خُرسَ اللَّها باللُّها
أيا مَن كَبا فيه طِرفُ الحسودِ ***** فأمّا جوادُ مديحٍ فلا
تمنّى أعاديكَ ما فارقوه ***** ومِن دونِ ما أمَّلوهُ العُلى
وعِرضٌ يمزّق مِرْطَ العيوبِ ***** ويهتِكُ عنه برودَ الخَنا
ولولا علوُّكَ عن قدرِهمْ ***** لحكّمت فيهم طِوالَ القنا
وألَظتْ أعيُنهم غُرّة ً ***** تفارقُ منها الجسومُ الطُّلى
لقد عَصَمْتُهُم سفاهاتُهُم ***** وكهفُ السَّفاهة بئسَ الحِمى
أبَى اللهُ والمجدُ والمشرفيُّ ***** وسُمرُ الرِّماح مُرادَ العِدا
تهنَّأْ بشهرٍ تهنَّأَ منكَ ***** بصدقِ اليقينِ وصدقِ التقى
فهذا به تستضىء السّنون ***** وأنت بمجدكَ فخر الورى
ولو فطن الناس كنت السّوا ***** دَ من كلِّ طرفٍ مكانَ المُقا
فعش عيشة َ الدّهر ياطرفَه ***** عميمَ المكارمِ ماضي الشَّبا
ولايصبِرنَّكَ هذا الزَّمانُ ***** وأنتَ المَطا، والأنامُ الصَّلا

سرونة
05/08/2012, 05:53 PM
خليلي ألا عجبتما بالقلائص

خليلي ألا عجبتما بالقلائص ***** على حائرٍ في عَرْصَة ِ الدَّار شاخِصِ
يخال ورسم الحي يخرس نطقه ***** أخا مِيتَة ٍ لولا ارتعادُ الفرائصِ
ولما تولوا يحملون قلوبنا ***** على ارتكاب بالحدوج رواقص
ظَلِلْنا بذي الأَرْطَى كأنَّ عيونَنا ***** مزاد أضلتهن راحة عافص
نُقاسِمُهم شطرَ العيون فماتَرى ***** منَ القوم إلاّ ناظراً بتَخاوُصِ
ونلثمُ في رَبْعِ الّذينَ تحمَّلوا ***** من التراب آثار الخطا والأخامص
بنفسي وإنْ لم أرضَ نفسي أوانِسٌ ***** يفتلن في جنحٍ عقود العقائصِ
عفائف يكتمن المحاسن كلها ***** وينظرن وهناً من عيون الوصاوص
فراق لنا لم يدعه نعق ناعق ***** ومنصدع لم يجنه قبص قابصِ
ومن ذا الذي تبقى على الهجر والنوى ***** مودَّتُهُ غيرُ المحبِّ المخالصِ
وزار على مجدي ولم أرزارياً ***** على الفضلِ إلاّ مُثْقَلاً بالمناقِصِ
ألا لا تُفاحِصْنِي فتعلمَ أيُّناً ***** يروح ويغدو خازياً بالمفاحص
وكيفَ تُساميني وظلُّك قالصٌ ***** وظلي على سوحِ العلا غير قالصِ؟
وأنتَ حريصٌ أن يقالَ مؤمِّلٌ ***** وإنِّي على كسب العُلا غيرُ حارِصِ
وأبْني أهاضيبَ المكارمِ والنَّدى ***** وأنتَ مُعَنَّى بابتناءِ القَرامِصِ
بَني عَمِّنا كم نَكْظَمُ الغيظَ منكُمُ ***** على لاذعات بيننا وقوارصِ؟
وددتم بان المجد أصبح شاردا ***** وليسَ لنا فيهِ اقتناصٌ لقانِصِ
وماذا عليكم من علا رتباتكم ***** ولم تبتنوها في أجلٍّ المراهص
وتطوون منا ماقضى الله نشره ***** وماضرّ ضوءَ الصُّبحِ إنكارُ غامِصِ
تعالوا نعد النجر والسنخ واحدٌ ***** فماذا وقد تناكم بالخصائص
تعالوا نعدُّ الفخر منا ومنكم ***** لننظر أولانا برجع النقائصِ
فما لكُمُ مجدٌ سِوى مالِ باخلٍ ***** ولافيكُمُ مدحٌ سوى قولِ خارِصِ
وما أنتُمُ بخلُ البطونِ لزادِكمْ ***** ولكن لأزاودِ البطون الخمائص
بَني عمّنا كم تُسرحون بِهامَكمْ ***** بعَقْوَة ِ مفتولِ الذِّراعِ قُصاقِصِ
وكم تحملونا كل يوم وليلة ***** على ظهرِ جمَّاحٍ منَ الشَّرِّ قامِـصِ
يُعَنُّ فيجري مِلْءَ كلِّ فروجِهِ ***** ويتلى غداة الجري منه بناكص
أفي الحق أن نمشي الضراء وأنتم ***** تدِبُّون مِن خَلْفي دَبيبَ الدَّعامِصِ
ونَرضَى بدون النَّصْفِ منكمْ وأنتُمُ ***** تلطون إلطاط الغريم الملاوصِ
ولم تعطسوا لولاى إلا بأجدع ***** ولم تنظروا إلا بعميٍ بخائص
ولم تركبوا إلا قرا كلِّ ظالعٍ ***** أجبَّ سنام الظهر بالرحل شامص
صلوا الحسب الماضي بما لا يشينه ***** فكم ذي نجار خالصٍ غير خالصِ
ولاتحصلوا من جانب الفخر كلهِ ***** على أوَّلِ زاكٍ وأصلٍ مُصامِصِ
وكونوا ابتداء الفخر لاغابة له ***** وثَبْتِينَ في مرأى ً وفي فحصِ فاحِصِ
كأني بها تختال بين صفائحٍ ***** رقاقٍ وأرماحٍ طوالٍ عوارصِِ
تسدّ فجاج العذر منا ومنكمُ ***** فليس إلى عُذرٍ مَحيصٌ لحائِصِ

سرونة
05/08/2012, 05:54 PM
نادِ امرءاً غُيِّبَ خلفَ النَّقا

نادِ امرءاً غُيِّبَ خلفَ النَّقا ***** فكم فتى ً ناديتَه ما وعَى
وقُلْ لمن ليس يرى قائلاً: ***** بأيِّ عهدٍ دبّ فيك البلى ؟
وكيف دُلّيتَ إلى حفرة ٍ ***** يمحوك محو الطِّرس فيها الثرى
كذي ضَنى ً مُلقى ً، وليتَ الذي ***** سِيطَ به جسمُك كانَ الضَّنَى
أرَّقَني فقدُك من راحلٍ ***** واستلّ من عينيَّ طعمَ الكرى
وبِنتَ لا عن مللٍ من يدي ***** وغبتَ عن عينيَّ لا عن قِلى
فكيفَ ولَّيتَ وخلَّفتني ***** أكرع من بعدكَ كأسَ الأسى
كأنَّني سارٍ عل قفرة ٍ ***** مسلوبة ٍ أعلامُها والصّوى
أو منخفضٍ من كلّ أزواده ***** يحرقه القيظ بنار الصَّدى
وصاحبٍ لي صبَّا به ***** ودورُهُم في النائبات الحِمَى
تمَّ ولما لم يجد منتهى ***** غافصني فيه طروقَ الرَّدى
خُولسْتُه مُحتظِراً رابعاً ***** كالنَّجم ولَّى أو كغصنٍ ذَوى
بأساً وعزاً في محلِّ السُّها ***** وفي فؤادي منه نارُ القِرى
وإنْ تقلَّبتُ على مَضْجعي ***** كان لجنبي فيه جمرُ الغَضا
وكان في العينين لي قرّة ً ***** فصار مَيْتاً لجفوني قَذَى
قد قلتُ للمُسلين عن حزنِه ***** ما أنا طَوعاً لعذولٍ سَلا
فإنْ رقا دمعي فلم يَبكِهِ ***** . . . فلن أُصبح فيمن بكى
وكيفَ أسلاهُ وبي صبوة ٌ! ***** أم كيف أنساهُ وفيهِ الهُدى ؟
كان كنارٍ أُضرمت وانطفت ***** أو بارقٍ مالاح حتى انجلى
أو كوكبٍ ما لحظتْ نورَهُ ***** في أُفقهِ العينانِ حتّى خوى
عليك إنْ شئتَ دموعُ الحَيا ***** مُعرَّساً في عَرَصاتِ الخَنا
وإنْ تَنُطْ سِوّاً إلى حفظِهِ ***** فهو على طولِ المدى ما فشا
كم أخذَ الدّهر لنا صاحباً ***** وكم طوى في تربه ما طوى
وكم أمالت كفُّهُ صَعْدة ً ***** عالية شاهقة َ المُرتَقَى
إنْ شئت أنْ تعجب فانظر إلى ***** مُرتَبَعٍ بادَ ورَبْعٍ خَلا
ونعمة ٍ سابغة ٍ قَلّصت ْ ***** ومنزِلٍ بعد كمالٍ غفا
ومعشرٍ حلّوا ولم يرتضوا
من دونِ ما أرغمَ آنافَهم ***** ضربُ الوريدينِ وطعنُ الكُلَى
أكفّهم للمجتدين الغنى ***** ودورُهُ في النائباتِ الحِمى
وكم لخم من مُعجزٍ باهرٍ ***** أظهره للناسِ يومَ الوغى
سِيقوا إلى الموتِ كما سُوِّقتْ ***** للعَقْرِ بالكُرهِ بِهامُ الفلا
وطُوِّحوا في برزخٍ واسعٍ ***** بينَ هُوَى مظلمة ٍ أو كُدَى
كأنَّهم ماقَسَّمتْ بُرهة ً ***** أيديهُمُ الأرزاقَ بينَ الوَرى
ولا أقاموا العزَّ ما بينهم ***** بالبيضِ مَعموداً وسُمرِ القَنا
هو الرّدى ليس له مَدفعٌ ***** والموتُ لا يقبلُ بذلَ الرُّشا
وكم مضَى قبلك أغلوطة ً ***** بالسيّف من غفلته من فتى
إن ساءَني الموتُ فقد سرَّني ***** أنَّك فارقتَ شَهيرَ الظُّبا
تمضي إلى القوم الأُلى لم تزلْ ***** تجعلهم في الظلمات الهُدى
فإنْ تَبوَّأتَ لهم مَنزلاً ***** فهْوَ لَدى الرَّحمان أعلى الرُّبى
ولم يزلْ قبْرُك تُبلى بهِ ***** عليكَ إنْ شئت دوعُ الحَيا
فلم يَضِرْ ، وهو ندٍ ، تُربَه ***** من رحمة ٍ أن لم يصبه الندى
وإنْ تكنْ مظلمة ً حولَهُ ***** قبورُ أقوامٍ ففيهِ السَّنا
وإنْ يبتْ في غيرِ ما ربوة ٍ

سرونة
05/08/2012, 05:54 PM

أؤملُ أن أعيش ودون عيشي

أؤملُ أن أعيش ودون عيشي ***** كما أهوَى مقاديرٌ عِراضُ
وهل لي من نجاءٍ في الليّالي ***** وحولي للرَّدى أُسْدٌ رِباضُ
وقد أُقْرِضْتَ في الدُّنيا سروراً ***** فلا تجزَعْ إذا رُدَّ القِراضُ
وكنْ مثلَ الأُلى دَرَجوا وأبقوا ***** حديثاً مالزهرته الرياضُ
هم قذعوا نفوسهم ولووا ***** أعِنَّتَها إلى التَّقوى وراضوا
فأما نبلهم فلهم نفوسٌ ***** صحيحاتٌ وأجسامٌ مِراضُ

سرونة
05/08/2012, 05:55 PM
سلامٌ وهل يغني السّلام على الذي

سلامٌ وهل يغني السّلام على الذي ***** مضَى هالكاً عنِّي كما اقترحَ الرَّدى ؟
سددتُ به بطنَ الصِّعيد وإنّه ***** لَيْؤلمُ قلبي أنْ سددتُ به الثَّرى
وعن غيرِ إيثارٍ عَمَرتُ به اللِّوَى ***** وحَكَّمتُ في أوصالهِ شِقَّة َ الرَّدا
فخذْ سرَّ قلبي مِلءَ كفَّيكَ من شجى ً ***** وخذ جَفْنَ عيني ملءَ كفيّك من قذى
فبنْ غير مملولٍ فكم بان بائنٌ ***** مُغافضة ً لا عن ملالٍ ولا قِلَى
أقولُ، وقد عزَّ اصطباريَ: هكذا ***** أراد مليكُ الأرضِ أو هكذا قضى

سرونة
05/08/2012, 05:55 PM
ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا

ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا ***** مازارَ طرفي ومْضُهُ حتّى مضَى
أمسى يشوقني إلى أهل الغضا ***** شوقاً يُقلِّبني على جمرِ الغضا
ومنَ البليَّة ِ أنَّ قلبَكَ عاشقٌ ***** من لم تنل وهو الرضا منه الرضا
ما ضَرَّ مَن أَضحى يصرِّحُ صدُّهُ ***** بملالة ٍ لو كان يوماً عَرَّضَا
ألِفَ الصُّدُودَ فما يُرى إلاّ امرءاً ***** مُتَجَنِّياً أو عاتباً أو مُعرِضا
للَّهِ موقفُنا بخَيْفِ مَتالِعٍ ***** نشكو التفرق ما أمض وأرمضا
ووراءَهمْ قلبٌ مُعَنَّى بالهوى ***** ماضحّ من سقمِ الغرام فيمرضا
ومحرِّضٍ بعثَ النَّوى فكأنَّه ***** يوم أعتقنا للنوى ماحرضا
ولقد أتانى الشيب في عصر الصبا ***** حتى لبست به شباباً أبيضا
لم ينتقصْ منِّي أوانَ نزولِهِ ***** بأْساً أطالَ على العُداة ِ ”وعرَّضا”
فكأنَّما كنتُ امرءاً متبدِّلاً ***** أثوابه كرهَ السوادَ فبيضا
ياصاحبيّ تعزّيا عن فاعلي ال ***** معروف فالمعروف فينا قد قضى
وتعلّما أن ليس يحظى بالغنى ***** إلاّ امرؤٌ سِيمَ الهوانَ فأَغمضا
والعيشُ دَينٌ لا يُخافُ غريمُهُ ***** مطلا به وقضاؤه أن يقتضى
قد قلت للمنضين فيه ركابهم: ***** يكفيكم من زاده ما أنهضا
مالي أراكم واللبُّانة فيكمُ ***** تَرْضون في الدُّنيا بمالا يُرتَضَى
إنْ كان رَوْضُ الحَزْنِ غَرَّكُمُ فقدْ ***** أضحى يصوح منه ماقد روضا
أو مابنته يد الزمان لأهله ***** فهْوَ الذي هدمَ البناءَ فقوَّضا
لاتغبنوا آراءكم بثميلة ٍ ***** نَكْداءَ تأخذُها الشِّفاهُ تَبَرُّضا
فمعوَّضٌ عن نَزْرِ ماءِ حيائِهِ ***** بكثيرِ مابلغَ الغِنَى ماعُوِّضا
كم ذا التعلّل بالمنى وإزاؤنا ***** رام إذا قصد الفريصة أغرضا
يرمي ولا يدري الرمى ّ وليته ***** لمّا أرادَ الرَّمْيَ يوماً أنبضا
والنفس تنكر ثم تعرف رشدها ***** فاطلبْ شفاءَك من يَدَيْ مَن أمرضا
أينَ الذين تَبَوَّءوا خِططَ العُلا ***** وقضى على الآفاق منهم من قضى ؟
وجروا إلى غاي المكارم والعلا ***** ركْضَ الجواد سَعَى فأدركَ مركضا
تندى على غلل العفاة أكفهم ***** فيعود منهم مثريا من أنفضا
وإذا أهبت بهم ليوم عظيمة ٍ ***** حمَّلتَ أعباءَ العظيمة ِ نُهَّضا
من كل قرم لا يريد ضجيعه ***** إلا سناناً أو حساماً منتضى
وتراهُ أنَّى شئتَ من أحوالهِ ***** لايرتضى إلا الفعال المرتضى
دَرَجوا فلا عينٌ ولا أثرٌ لهمْ ***** فكأنهم حلمٌ تراءى وأنقضى

سرونة
05/08/2012, 05:56 PM
أَأُسْقَى نَميرَ الماءِ ثمَّ يَلَذُّ لي

أَأُسْقَى نَميرَ الماءِ ثمَّ يَلَذُّ لي ***** ودورُكُمُ آلَ الرّسولِ خَلاءُ؟
أنتم كما شاءَ الشَّتاتُ ولستمُ ***** كما شِئْتُمْ في عيشة ٍ وأشاءُ
تُذاودون عن ماء الفُراتِ وكارعٌ ***** به إبلٌ للغادرينَ وشاءُ
تَنَشَّرُ منْكُمْ في القَواءِ مَعاشرٌ ***** كأنّهُمُ للمبصرين مُلاءُ
ألا إنّ يومَ الطفّ أدمى محاجراً ***** وأدوى قلوباً ما لهنَّ دواءُ
وإنّ مصيباتِ الزّمان كثيرة ٌ ***** وربّ مصابٍ ليس فيه عزاءُ
أرى طَخْية ً فينا فأين صباحُها ***** وداءً على داءٍ فأين شفاءُ؟
وبين تراقينا قلوبٌ صديئة ٌ ***** يُرادُ لها لو أُعطِيَتْهُ جَلاءُ
فيا لائماً في دمعتي أو مُفّنِّدًا ***** على لوعتي واللَّومُ منه عَناءُ!
فما لكَ منِّي اليومَ إلا تَلهُّفٌ ***** وما لكَ إلاّ زَفرة ٌ وبُكاءُ
وهل لي سُلوانٌ وآلُ محمدٍ ***** شريدُهُمُ ما حانَ منه ثَواءُ
تُصَدُّ عنِ الرَّوْحاتِ أيدي مطيِّهمْ ***** ويُزوى عَطاءٌ دونهم وحِباءُ
كأنَّهُمُ نسلٌ لغيرِ محمدٍ ***** ومن شَعبهِ أو حزبهِ بُعداءُ
فيا أنجمًا يُهْدَى إلى اللهِ نورُها ***** وإن حالَ عنها بالغبيِّ غباءُ
فإنْ يكُ قومٌ وُصلة ً لجهنَّمٍ ***** فأنتمْ إلى خُلدِ الجنانِ رِشاءُ
دعوا قلبِيَ المحزنَ فيكم يَهيجُهُ ***** صَباحٌ على أُخراكُم ومساءُ
فليس دموعي من جفوني وإنَّما ***** تقاطَرْنَ من قلبي فيهنَّ دماءُ
إذا لم تكونوا فالحياة منَيَّة ٌ ***** ولا خير فيها والبقاءُ فَناءُ
وإمّا شَقيتمْ في الزّمان فإنّما ***** نَعيمي إذا لم تلبسوهُ شَقاءُ
لَحا اللهُ قومًا لم يجازوا جميلَكُم ***** لأنَّكُمُ أحسنتُمُ وأساؤا
ولا انْتاشَهُمْ عندَ المكارهِ مُنهِضٌ ***** ولا مَسَّهُمْ يومَ البلاءِ جَزاءُ
سَقى اللهُ أجداثاً طُوِينَ عليكُمُ ***** ولا زال مُنْهلاًّ بهنَّ رِواءُ
يسيرُ إليهنَّ الغمام وخلفه ***** زماجِرُ مِن قَعقاعِه وحُداءُ
كأنَّ بوادِيهِ العِشارُ تَروَّحَتْ ***** لهنّ حنين دائمٌ ورُغاءُ
ومَن كان يُسقى في الجنانِ كرامة ً ***** فلا مسّه من ذي السحائب ماءُ

سرونة
05/08/2012, 05:58 PM
هل مجير من غصة ٍ ماتقضى

هل مجير من غصة ٍ ماتقضى ***** أو شَفيعٌ في حاجة ٍ ليس تُقضَى
ياخليلي أَنِخْ بشرقيِّ سابا ***** طَ مُناخاً على الرَّكائبِ دَحضاً
وتَلَفَّتْ فيما بنَى آلُ ساسا ***** عفاه الزمان ثلماً ونقضا
عَرَصاتٌ أصبَحْنَ وهْيَ سماءٌ ***** ثمَّ أمسَيْنَ بالحوادثِ أرضا
وثرًى يُنبتُ النَّعيمَ إذا أنْـ ***** ـبتَ تُرْبُ البلاد عُشباً وحَمْضا
قد رأينا الإيوانَ إيوانَ كسرى ***** فرأينا كالطود طولا وعرضا
أو جَلالَ جَلَنْف ***** َعٍ صَحِبَ الأيْـ
أثر الرَّحل في قراه ندوباً ***** نِلْنَ منه بعضاً وأعفَيْنَ بعضا
فهو يلقاك بادئاً ما أب ***** ـك فأَرجا في العالمينَ وأمضَى
عَرَقَ الدَّهرُ حُسنَهُ وهْو باقٍ ***** كالمدى تعرق التربية نحضا
فترى العينُ فيه أُبَّهَة َ المُلْـ ***** ك وعيشاً لأهله كان خفضا
فهْيَ تَغشاهُ بالتَّنكُّرِ وحْشاً ***** خلقاً ثمّ بالتذكر غضا
ومشينا في عرصة ٍ لم تزل في ***** ـها أُمورُ الملوكِ تُمضَى وتُقْضَى
كل قرم كالليث إن هجهجوه ***** عن صريعٍ له أزمَّ وأَغضَى
لبس لذلك يافعاً ووليداً ***** وارتقاه شدّاً إليه وركضا
وعرانينُ لا يطورُ بها الرُّغْـ ***** ـمُ وأيدٍ يَطَلْنَ بَسطاً وقَبْضا
ورءوس بين الأنام رءوسٌ ***** وجسومٌ غذين بالعزِّ محضا
ولقد مضنى هجومي على الدا ***** ر بلا آذان على الدار مضا
مرحاً أسحب الإزار على أج ***** ـردَ يَنْزو طَوْراً ويقبضُ قبضا
وجَثا ناشئاً على خشبِ الملْـ ***** واب ينفضن بالمخافة نفضا
ورباعٌ كانت غُيوضَ أُسودٍ ***** أصبحت للضباع مأوى مغضى
ومناخ للجود يحظى ويرضى ***** فيه مَن لم يكنْ على الدَّهر يرضَى
عقروا عنده المطى َّ وألقوا ***** وقد استوطنوا نجاداً وغَرْضا
بين قوم يزيدهم عذل اللوّام في المكرمات حثاوحضا ***** ـوامِ في المكرُماتِ حثّاً وحَضّا
سكنوا جانب المدائنِ في أب ***** ـيَضَ كالشَّمس يوسعُ العينَ ومْضا
يأخذون الأموالَ بالسَّيفِ حتَّى ***** يهبوها الرّجال نفلاً وفرضا
كلَّما أَتلفوا أخلفوا كوَفِيِّ الـ ***** قوم أمَّ الغنى ليقضي قرضا
ومهيبون يحسبُ الأمنُ من مو ***** لاهم الخوفَ والمحبة بغضا
وجليدُ الرّجالِ إنْ واجهوهُ ***** غَبِنَ اللّحْظَ مِن حِذارٍ وغضّا
كيف أرضى عن الزمان وما أر ***** ضَى كريماً قبلي الزَّمانُ فأرضَى !
نقتريه جدباً وبيئاً ونمر ***** به ضبيعاً ونرتعى منه برضا
ليس يُبقي إِلاَّ ويُفني ولا يُعْـ ***** ـلي قليلاً حتّى يطأطىء خَفْضا
سُنَّة ُ اللَّيثِ كلَّما همَّ أنْ يُبْـ ***** ـعدَ وَثْباً زاد انحطاطاً ورَبْضا
ولفكرى فيمن يساق إلى المو ***** ت مدا الدهر كيف يطعم غمضا؟

سرونة
05/08/2012, 06:00 PM
ومن السعادة أن تموت وقد مضى

ومن السعادة أن تموت وقد مضى ***** مِن قبلِكَ الحُسّادُ والأعداءُ
فبقاءُ من حُرِمَ المرادَ فناؤُه ***** وفناءُ من بلغَ المرادَ بقاءُ
والنّاسُ مختلفون في أَحوالهم ***** وهُمُ إذا جاءَ الرّدى أكفاءُ
وطِلابُ ما تَفْنى وتتركُهُ على ***** مَن ليس يشكرُ ما صنعتَ عَناءُ

سرونة
05/08/2012, 06:01 PM
ياخليلي ومُعِيني

ياخليلي ومُعِيني ***** كلَّما رمتُ النُّهوضا
داو دائي أو فعدني ***** مَعَ عُوَّادي مريضا
فقبيح بك أن تر ***** فضَ مَن ليس رَفوضا
قد أتى من يوم عاشو ***** راءَ ماكانَ بَغيضا
دَعْ نَشيجي فيهِ يَعلو ***** ودموعي أن تفيضا
وبنَاني قد خُضِبْنَ الدْ ***** ـدَمَ من سِنِّي عَضيضا
وكن الناهض للحر ***** ب متى كنت نهوضا
واجعل الحبيب لدمعٍ ***** من مآقيكَ مَفيضا
إنَّه يومٌ سُقينا ***** مِن نواحيهِ مضيضا
هَزَل الدِّينُ ومَن فيـ ***** ـهِ وقد كان نَحيضا
هِكُمُ اليومَ حميضا ***** كان في البطنِ جهيضا
ودع الأطراب واسمع ***** مِن مراثيهِ القريضا
لاتُرِدْ فيهِ وقد أدْ ***** نسنا ثوباً رخيصا
قل لقومٍ لم يزالوا ***** ـلُ فتى ً يُلفَى جَريضا
غرّهم أنهم سا ***** دوا وما شادوا بعوضا
في غدٍ بالرُّغم منكمْ ***** سترُدُّون القُروضا
سوفَ تَلْقَون بناءً ***** لكم طال نقيضا
وقباباً أنتم في ***** ـها وِهاداً وحضيضا
وأراها عن قريبٍ ***** كالدبى سوداً وبيضا
وترى للبِيض، والبَيـ ***** ض عليهن وميضا
فبِهِمْ يطمَعُ طَرْفٌ ***** كانَ بالأمسِ غضيضا
وبهمْ يبرأُ مَن كا ***** ن وقد ضِيموا المريضا
وبهمْ يرقدُ طَرْفٌ ***** لم يكن وجداً غموضا
لاباة دمهم سا ***** ل على الأرض غريضا
رفع الرأس على عا ***** لي القنا يحكى الوميضا
وانثنى الجسمُ لجُرْدِ الـ ***** ـخيلِ بالعَدْوِ رضيضا
حاشَ لي أنْ أتخلَّى ***** منهم أو أستعيضا
فسقَى اللَّهُ قبوراً ***** لهمُ العذْبَ الغَضيضا
وأبَتْ إلاَّ ثرى الأَخْـ ***** ـضرِ والرَّوضَ الأريضا
وإليهن يشدُّ ال ***** قوم هاتيك الغروضا
مانحَوْهُنَّ لـنَدْبٍ ***** إِنَّما قضُّوا فُروضا
وحبوهنَّ استلاماً ***** يتركُ الأفواهُ فَوضَى

سرونة
05/08/2012, 06:02 PM
أتُرَى يؤوبُ زمانُنا

أتُرَى يؤوبُ زمانُنا ***** غضّاً بأودية الغَضا
ويعود فينا مقبلاً ***** مَن كانَ عنّا مُعرِضا
قمرُ بصفحة خدِّهِ ***** عَضْبُ المحاسنِ مُنَتضَى
مَلَّكْتُهُ قلبي وكمْ ***** رَجَعَ الذي قد أقرضا
ولقد اقول وكم أرى ***** عجباً قضاهُ مَن قضَى
أنت الصحيح فكم تكو ***** نُ لمن يحبُّك مُمْرِضا
وإذا عُشقت فلا تزا ***** لُ لأهلِ عِشقِك مُبغضا
بدلت رأسي أسوداً ***** لمّا هجرت بابيضا
ماضر راي مهجتي ***** لو أنّه ليَ أنبضا
ومجّدد الإعراض لو ***** قبلَ التَّلاقي أَعرضا
من مبلغٌ عنِّي الرئي ***** س مصرحاً ومعرضّا
أنت الذي لمّا ظفر ***** ت بودِّه نلتُ الرّضا
وغفرتُ من جُرمِ الزَّما ***** ن لأجله ماقد مضى
أبناء ماسرجيس ما ***** زالوا الكُفاة َ النُّهَّضا
السابقين إلى الفضا ***** ئل كلَّ سارٍ ركضا
أسدٌ تراهم للفرا ***** ئس في الفضائل ربضا
وإذا رمى منهم فتى ً ***** يوماً أصاب فأغرضا
وإذا استغاثَ بهمْ جريـ ***** ح في وغى سدّوا الفضا
بصواهلٍ وذوابلٍ ***** وصوارمٍ مثل الإضا
حوشيت أن أسلاكم ***** وأملُّكُمْ أو أُعرِضا
أو أن أرى بسواكم ***** مبتدلا متعوضا
لاحال ودٌّ بيننا ***** عمر الزمان ولا انقضى
وخباءُ ما أضحى وأم ***** سى بيننا ماقوضا
وإذا أقمت فلا أبا ***** لي من يرحله القضا
خُذْها يسوقُ بها الوِدا ***** د إليك سوقاً مجهضا
لو رامَها منِّي سوا ***** ك لبات منها منفضا

سرونة
05/08/2012, 06:29 PM
يا مليكَ الورى ومن عقد اللـ
يا مليكَ الورى ومن عقد اللـ
أنتَ أوْلى بهم "بناصية " الفضـ ـل وأحرى ولم يكونوا بِطاءا

سرونة
05/08/2012, 06:29 PM
صدّ عنّي وأعرضا

صدّ عنّي وأعرضا ***** إذْ رأَى الرَّأسَ أبيضا
واستردّ الزمانُ منِّي ماكان أقرضا ***** ـي ما كانَ أَقرضا
ورماني بشيب رأ ***** كان إلاّ معرِّضَا
واستحالَ الطبيبُ لي ***** مِنْ سَقامي فأَمرضا
ومحبّ عهدته ***** صار بالشيب مبغضا
كانَ يرضَى ولم يَدَعْ ***** شيبُ رأسي له رِضا
أينَ شَرْخُ الشّباب قُلْـ ***** ت: خباء تقوضّا؟
أو منامٌ أتى الصّبا ***** حُ إلينا وقد مضَى

سرونة
05/08/2012, 07:46 PM
لوت وجهها عن شيب رأسي وإنها

لوت وجهها عن شيب رأسي وإنها ***** لوت عن بياضٍ أبيضاً لونهُ غضّا
ولو أنصفتْ ما أعرضتْ عن شبيهها ***** ولا أبدلته من محبته بغضا
وأغضيتُ عنها والبلابلُ في الحشا ***** ومَن كان مثلي حاملاً للهوَى أغضَى
وماكنت أرضى بالرضا قبل حبّها ***** فصيَّرني، بالشيءِ لم أرضَه، أرضَى

سرونة
05/08/2012, 07:47 PM

لوَ انَّكَ عرَّجتَ في منزلٍ

لوَ انَّكَ عرَّجتَ في منزلٍ ***** يهونُ العزيزُ بأَرجائِهِ
وبيءِ المواردِ لا يستفيقُ ***** به القلبُ والجسم من دائِهِ
جفاه النعيم فما إنْ بِهِ ***** لقاطنِهِ غيرُ بَأْسائِهِ
فيا قربَ ما بينَ إضحاكِهِ ***** لسنٍّ وما بينَ إِبْكائِهِ
كأنّيَ فيهِ أخو قَفْرة ٍ ***** يُزجِّي كَليلاتِ أَنضائِهِ
وسارٍ على سَغَبٍ في القواءِ ***** بلا زادِهِ وبلا مائِهِ
وذو سَقَمٍ ملَّهُ عائدو ***** هُ وفات علاجُ أطبّائِهِ
فقلْ للّذي ظنَّ أنِّي حَفَلْـ ***** ـت بضوضائِهِ يومَ ضوضائِهِ
ومنْ لا أبالي احتقاراً له ***** بإِصباحِهِ وبإمسائِهِ
نجوتَ، ولكنْ بنقصٍ كما ***** أجوّ الغديرُ لأَقذائِهِ
وذمُّ الفتى مثلُ مدحِ الفتى ***** لأشكالهِ ولأكفائِهِ

سرونة
05/08/2012, 07:47 PM
ياناقصاً لعهود من لم ينقضِ

ياناقصاً لعهود من لم ينقضِ ***** كم مُقبلٍ نالَ المُنَى من مُعرِضِ
مطرتْ علينا من سمائك جفوة ٌ ***** هَطَلتْ ولامعُ برقِها لم يومِضِ
ماذا ينال محكمٌ متجرمٌ ***** في كلّ يوم من محبّ مغمضِ

سرونة
05/08/2012, 07:48 PM
ولمّا استقلّتْ بابنِ حَمْدٍ رِكابُهُ

ولمّا استقلّتْ بابنِ حَمْدٍ رِكابُهُ ***** وأشعرتُ نفسي من نواه "بنأيها"
"ذَهَلتُ" فما أدري ونفسي دريّة ٌ ***** أفي أرضها ودّعتُهُ أم سمائِها
وقلتُ لحاديهِ: هُبِلتَ! فإنَّما ***** رميتَ صَحيحاتِ القلوبِ بدائِها
كأنّي وقد فارقتهُ ابنُ "رَكِيّة ٍ" ***** رَجاها فزَلَّتْ كفُّه عن رِشائِها
حرامٌ على عيني الكرى بعد بُعدِكم ***** وحلَّ لعيني أنْ تجودَ بمائِها
وكمْ عبرة ٍ كفكَفْتُ منهُ تجمُّلاً ***** فلمّا أَبَتْ مرَّتْ على غُلَوائِها
وعاذلة ٍ "هبّتْ" تهوّن بينَكم ***** وهيهات من سمعي قبول ندائِها

سرونة
05/08/2012, 07:48 PM
قلْ لمن كلّما سبقتُ إلى العلـ

قلْ لمن كلّما سبقتُ إلى العلـ ***** ـياء يَغْتابني ويَطْعَمُ نَحْضي
أنت تجني في كل يوم عر ***** ضِكَ عمداً فكيفَ يسلمُ عرضي
لعن الله مدة كنت فيها ***** كل همي وأنت مني كبعض
ليس أدعو عليك بالقتل علماً ***** أنَّك اليومَ قاتلٌ لكَ بُغضي

سرونة
05/08/2012, 07:49 PM
ما نحنُ إلاّ للفَناءِ

ما نحنُ إلاّ للفَناءِ ***** وإن طمعنا في البقاءِ
نُعطَى ويسلبُنا الذي ***** أعطى التمتّعَ بالعطاءِ
والموتُ داءٌ ماله ***** عندَ المداوي مِن دَواءِ
والناسُ فينا كلُّهم ***** ما بين يأسٍ أو رجاءِ
أين الَّذين سَقَتْهُمُ الـ ***** ـأيامُ كاساتِ الرخاءِ
وتملّكوا رِبَقَ الورى ***** وعَلَوْا على قُممِ العَلاءِ؟
وتَرى بعَقْوة ِ دارِهم ***** مَجثى الحميّة ِ والإباءِ
والساحبونَ على قِنا ***** نِ الملكِ هُدَّابَ المُلاءِ
والمُرْتَوون مِنَ النعيمِ، ***** كما تَمَنّوا والثّراءِ
والسائِرون وحولهم ***** أسدُ الشّرى تحت اللواءِ
والهاجِمونَ على الرَّدى ***** واليومُ يَجري بالدّماءِ
لم يقنعوا في مَغْرَمٍ ***** سِيقوا إليهِ باللّقاءِ
من كلِّ مملوءِ الأسـ ***** ـرَّة ِ والجبينِ من الحياءِ
تَجري يداهُ بكلِّ ما ***** يهوى المؤمّلُ من سخاءِ
وتراه كالصقّرِ الذي ***** لمحَ القَنيصة َ مِن عَلاءِ
ما ضلّ قطُّ وإنْ همُ ***** غدروا بهِ طُرقَ الوفاءِ
ورُمُوا إلى ظُلَمِ الصَّفا ***** ئحِ في صباحٍ أو مساءِ
دخلوا ولكنْ في الذي ***** لا يرتضون من الخلاءِ
ومتى دَعَوْتَهُمُ فهُمْ ***** صُمّ المسامع من دعاءِ
وَبَغوا نجاءً حينَ سُـ ***** ـدَّتْ دونهم طُرُقُ النَّجاءِ
ونأوْا كما اقترح الحِما ***** مُ عنِ التَّنَعُّم والشَّقاءِ
وتُراهمُ في ضَيِّقِ الـ ***** ـأقطارِ من ذاكَ الفضاءِ
وتَطايروا بيدِ البِلى ***** خلفَ الجنادِل كالهَباءِ
والقيظُ عندَهُمُ وقد ***** سُلبوا المشاعرَ كالشِّتاءِ
ما في الرَّدى ، ما في سوا ***** هُ منَ التَّنازع والمِراءِ
وإذا نظرت إلى الحِما ***** مِ فما لعينك من غِطاءِ
خلِّ التعجّبَ من قذى ً ***** وخذ التعجّبَ من صفاءِ
يا قُربَ ما بينَ الهَنا ***** ءِ بما يسرّك والعزاء
خفّض عليك ودع تتبّـ ***** ـبُعَ ما مضَى بيدِ القَضاءِ
وإذا بقيتَ فلا تَلُمْ ***** أيعيشُ مَيْتٌ بالبكاءِ؟
والخوف صِرْفٌ-ريبَ غـ ***** ـرُكَ إنَّما هوَ للنساءِ
وأخوكَ أفناهُ الَّذي ***** كان السبيلَ إلى الإخاءِ
أَعْراكَ مَنْ قِدْمًا كَسا ***** وحباكَ مُرتجع الحِباءِ
ليسَ التهالكُ في المصيـ ***** ـبة بالحميم من الوفاءِ
وسوى الجلّدِ في الشديـ ***** ـدة ِ إنْ أتتك من العناءِ
وإذا بقيتَ فلا تلمْ ***** مَن خَصَّ غيرَكَ بالفناءِ
وسقى الذي وارى أخا ***** كَ منَ الثَّرى سَحُّ الرِّواءِ
صَخْبُ الترنّمِ حالِكُ الـ ***** ـقُطرين مملوءُ الوِعاءِ
ولَرَحْمَة ٌ مَصبوبة ٌ ***** خيرٌ له من فيضِ ماءِ

سرونة
05/08/2012, 07:50 PM
أظنك من جدوى الأحبة قانطا

أظنك من جدوى الأحبة قانطا ***** وقد جزعوا بطن الغوير فواسطا
أصاخوا إلى داعي النَّوى فتحمّلوا ***** فلم أرَ إلا قاطناً عادَ شاحطا
كأنَّ قطينَ الحيِّ عِقْدٌ مُنَظَّمٌ ***** أطاعَ على رَغْمي أكفّاً خَوارطا
وقفنا فمن جأشٍ يخفُّ صَبابة ً ***** وجأش امرئ قضّى فخلناه رابطا
ودمع تَهاوَى لا يُرى الجَفنُ مُترَعاً ***** بواكفة ٍ حتى يرى منه هابطا
نجودُ بما نحوي لمن ظلَّ باخلاً ***** ونعطي الرضا عفواً لمن بات ساخطا
ومن شغف وليت يوم مخجر ***** غَشوماً وأَعطيتَ الحكومة َ قاسطا
أراكَ خَفوفاً في الهوى ثمّ إنَّه اسْـ ***** ـتحالَ فقد تَمَّ الهوى مُتَثابطا
وغرّ الثنايارقتهن بلمتي ***** فواعَدْنَها زَوْراً منَ الشَّيب واخطا
سوادٌ يُبرِّيني وإنْ كنتُ مذنباً ***** ويبسطُ من عُذري وإنْ كنتُ غالطا
ويسكنني حبَّ القلوب وطالما ***** ألفَّ على ضمّي أكفاًّ سبائطا
وإني من القوم الذين إذا انتموا ***** أسالوا من السادات بحراً غطامطا
يحلّون من أرض المعالي يفاعها ***** ويابون أهضاماً بها ومهابطا
وإن زرتهم أفضيت من شجراتهم ***** بأموالهمْ فمعاطناً ومَرابطا
وإن يعلطوا بالمرهفات رقابها ***** إذا كان رب البدن بالنار عالطا
إذا سالموا زانوا المحافل بهجة ***** وإن حاربوا في الروع حشوا المآقطا
وإن بسطوا لم تلق في الخلق ربقة الهدى ***** وكم أنقذوا من رِبقَة ِ الكفر وارطا
وكم أقحطوا أرضَ العدوِّ بأذرُعِ ***** يَفِضْنَ فيُخصِبْنَ البلادَ القواحطا
وكم ولدوا من لابسٍ مِيسَمَ العُلا ***** يَبُذُّ وليداً في الجهاتِ الأشامطا
إِذا ماكريمُ القومِ جارَى فخارَه ***** أتى طَرَفاً فيه ووافاك واسِطا
ألا هل أراها ثائرات كأنما ***** تَعلَّقْنَ في أوراكهنَّ الأراقطا
بأَيدٍ يَغُلْنَ البعدَ من كلِّ نَفْنَفٍ ***** ويطوين طى َّ الأتحمى ِّ البسائطا
بكل غلام من نزار مخففٍ ***** كسيد الغضا تلقاه أغبر مارطا
يجوبُ المهاوِي واحداً عن بسالة ٍ ***** وإنْ كان يدعو معشراً وأراهطا
تراه إذا خيف التتبع سابقاً ***** وإنْ رُهِبَ الإقدامُ للقوم فارطا
إن آنسوا نار الوغى حَدفوا به ***** جراثيمَها إنْ سالماً أو مُشائطا
ويغضى فإن عنت لعينيه ريبة ٌ ***** نَضا الحلمَ عنه آنفاً مُتخامِطا
وقطع أقرانَ الورَى دونَ همِّهِ ***** ولن تقطع الأقدار ماكان نائطا
كأنَّ على عودى سراة حصانه ***** أخا لِبَدٍ ضمَّ الفريسة َ ضاغطا
إذا هَجْهَجْوهُ عن ضَمانِ يمينِهِ ***** أزمَّ وقوراً لا يبالي اللواغطا
مُلبُّون إنْ يُعرَوْا وقد هتفَ النَّدى ***** وهيهات ختلي بعدما كنت ناشطا
ويرجونَ أنْ يَرْقَوْا إلى مثل ذِرْوَتي ***** وما بَلغوا من دونِ تلك وسائطا
ألموا بأطراف العلا واحتويتها ***** فمن كان منهم ذائقاً كنت سارطا
وماغَبَطَ الحسَّادُ إلاَّ فضيلة ً ***** وحسْبُكَ مَجداً أنْ تَرى لك غابطا
مآثر يثقلن الحسود فخامة ***** ويُعْيِينَ من إِشرافهنَّ الغَوامطا

سرونة
05/08/2012, 07:50 PM
زرتُ هنداً ومن ظلامٍ قميصي

زرتُ هنداً ومن ظلامٍ قميصي ***** لا بوعدٍ ومن نِجادٍ ردائي
واعتنقنا وبيننا جَفنُ ماضٍ ***** في فَراشِ الرؤوس أيُّ مَضاءِ
وتجافَتْ عنه وليسَ لها إِنْ ***** أنصفَتْ عن جِوارهِ من إِباءِ
إنَّه حارسٌ لنا غيرَ أنْ ليْـ ***** ـسَ علينا من جُملة ِ الرُّقباءِ
لكِ في النّحرِ من عيونِ تميمٍ ***** فاحسبيهِ تميمة َ الأَعداءِ
هو ساهٍ عن الذي نحن فيه ***** من حديثٍ وقيلة ٍ واشتكاءِ
وَدَعيني طِوالَ هذا التَّداني ***** ناعماً لا أخافُ غير التنآئي
فلئنْ مسَّ فيهِ بعضَ عَناءٍ ***** فعناهُ مُستَثمرٌ من عنائي

سرونة
05/08/2012, 07:51 PM
كأنَّ مُعَقِّري مُهَجٍ كرامٍ

كأنَّ مُعَقِّري مُهَجٍ كرامٍ ***** هنالك يعقِرون بها العِباطا
فقل لبني زياد وآل حربٍ ***** ومن خلطوا بغدرهم خلاطا:
دماؤكم لكم ولهم دماءٌ ***** ترويها سيوفكم البلاطا
كُلوها بعدَ غصبكُمُ عليها انْـ ***** تهاباً وازدراداً واستراطا
فما قدمتم إلا سفاهاً ***** ولا أمرتم إلا غلاطا
ولاكانَت منَ الزَّمن المُلَحَّى ***** مراتبكم به إلا سفاطاً
أنحوَ بني رسولِ الله فيكُمْ ***** تقودون المسوَّمَة َ السِّلاطا
تثار كما أثرت إلى معينٍ ***** لتكرع من جوانبه الغطاطا
وما أبقت بها الرَّوحاتُ إلا ***** ظهرراً أو ضلوعاً أو ملاطا
وفوقَ ظهورِها عُصَبٌ غِضابٌ ***** إذا أرضَيْتَهمْ زادوا اختلاطا
وكلُّ مرفَّعٍ في الجّو طاطٍ ***** ترى أبداً على كتفيه طاطا
إذا شهد الكريهة لا يبالي ***** أشاط على الصوارم أم أشاطا
ومامدّ القنا إلا وخيلت ***** على آذان خيلهم قراطا
وكم نعم لجدهم عليكم ***** لقينَ بكمْ جُحوداً أو غِماطا
هم أتكوا مرافقكم وأعطوا ***** جنوبكم النمارق والنماطا
وهمْ نَشَطوكُمُ من كلِّ ذُلٍّ ***** حَلَلْتُمْ وسْطَ عَقْوتِهِ انتشاطا
وهمْ سدُّوا مخارِمَكمْ ومدُّوا ***** على شجرات دوحكم اللياطا
ولولا أنّهم حدبوا عليكم ***** لما طلتم ولاحزتم ضغاطا
فما جازيتم لهم جميلاً ***** ولا أمضيتم اهم اشتراطا
وكيف جحدتم لهم حقوقاً ***** تبين على رقابكم اختطاطا؟
وبينَ ضُلوعِكُمْ منهمْ تِراتٌ ***** كمَرْخِ القيظِ أُضرِمَ فاستشاطا
ووِتْرٌ كلّما عَمَدَتْ يمينٌ ***** لرقع خروقه زدن انعطاطا
فلا نَسبٌ لكمْ أبَداً إليهمْ ***** وهل قُربى لمن قطعَ المناطا
فكم أجرى لنا عاشور دمعاً ***** وقطع من جوانحنا النياطا
وكم بِتْنا به واللّيلُ داجٍ ***** نُميط من الجَوى مالن يُماطا
يُسقِّينا تذكُّرُهُ سِماماً ***** ويولجنا توجعه الوراطا
فلا حُدِيَتْ بكمْ أبداً ركابٌ ***** ولارُفعتْ لكمْ أبداً سِياطا
ولارفعَ الزَّمانُ لكم أديماً ***** ولاازددتمْ به إِلاّ انحطاطا
ولاعرفت رءوسكم ارتفاعاً ***** ولاألفت قلوبكم اغتباطا
ولاغفر الإله لكم ذنوباً ***** ولاجُزتمْ هنالِكمْ الصِّراطا

سرونة
05/08/2012, 07:51 PM
ولمّا التقينا والرّقيبُ بنَجوة

ولمّا التقينا والرّقيبُ بنَجوة ٍ ***** وقد حانَ من شمسِ النّهار مَغيبُ
أَبَحْنا الهوى ما شاءَ منّا ورُوِّيتْ ***** عيونٌ ظِماءٌ في الهوى وقلوبُ
فلم تك إلاّ ساعة ً ثُمَّ زعزع الـ ***** ـتَلاقي شِمالٌ للنَّوى وجنوبُ
ولولا النَّوى ما كانَ للدهرِ زلّة ٌ ***** ولا لِلّيالي الماضياتِ عيوبُ

سرونة
05/08/2012, 07:52 PM
لعلّ زماناً بالثوية راجع

لعلّ زماناً بالثوية راجع ***** مضَى وهْوَ في قلبي مدى الدَّهر رابعُ
تذكَّرْتُ نجداً ذُكْرَة ً فكأنما ***** تحمل رأسي مائل الرأس ظالعُ
تعرَّقَتِ الرَّوحاتُ منه فَصيلَهُ ***** فماهو إلا أعظمٌ وأضالعُ
وكيف بنجدٍ بعد أن مطينا ***** تسادَكُ بالغَوْرين منه الأكارعُ
يطأن الرُّبا وطء النزيف فكلّما ***** هبطن الرُّبا سالت بهن الأجارعُ
خليليّ هل رمى البلاد إليكما ***** برَحْليَ ممَّا شَفَّني اليومَ نافعُ
وهل لي إلى من كنت أهواه منكما ***** وقد حرَّم الواشون جَدْواهُ شافعُ
عشيَّة َ أغْرَوْا بي العيونَ وَسطَّروا ***** منَ الوَجْدِ ما تُمليهِ عنّي المدامعُ
لقد ضلَّ قلبٌ باتَ في كلِّ ليلة ٍ ***** يُصادي بُنيَّاتِ الهوى ويصانعُ
يصدُّ ويدنو بينَ يأسٍ ومَطمعٍ ***** فلا هو وصَّالٌ ولا هو قاطعُ
فقل لأسيلات الخدود أتيننا ***** يخادعْنَ منِّي صاحباً لا يُخادَعُ
أرَدْتُنَّ قلبي للهَوى وهْوَ مُتعَبٌ ***** فما فيه إِلاّ ما تجرُّ المطامعُ
وقولٌ أتاني معرباً عن مودة ٍ ***** فجاء كما كانت تشاء المسامعُ
وَلوجٌ إلى قلبي عَلوقٌ بخاطري ***** كما علقت بالراحتين الأصابعُ
مديحٌتولّى الفكرُ تنميق نسجه ***** وليس كوشيٍ نمقته الصوانعُ
كأنِّي لما أن مشت في مفاصلي ***** حمياه في نهي من الخمر كارع
فيا عَلَمَ العلم الذي يُهتدَى بهِ ***** كما في السُّرى تهدى النجومُ الطوالعُ
وألقيت منّا في مديحٍ نظمتهُ ***** على كاهلٍ لاتمتطيهِ الصَّنائعُ
ومثلُك من قد كنتُ قبل وصالهِ ***** أحِنُّ اشتياقاً نحوَهُ وأنازعُ
ولمّا رآني الدّهر لا أرتضي له ***** صنيعاً كدت منه عني الذرائعُ
سقاني بك العَذْبَ الزُّلالَ وإنَّما ***** أطلتُ الظّما حتّى حلت لي المشارع
وقد كنت لا أرضى نصيباً أصبتهُ ***** فإنّي وقلبي اليومَ منكنَّ وادعُ
إذا ما رعاك اللهُ لي بحفاظِهِ ***** فلستُ أُبالي أنَّ غيرَكَ ضائعُ
وما ضرَّ مَن فارقتُ من كلِّ نازحٍ ***** وقد لفّ لي شملاً بشملك جامعُ
فدونك قولاً جاء عفوَ بديهة ٍ ***** وإن مقالاً لو تعمدت واسعُ

سرونة
05/08/2012, 07:52 PM
يقولون لي لِمْ أنتَ بالذُّلِّ راكدٌ

يقولون لي لِمْ أنتَ بالذُّلِّ راكدٌ ***** فقلتُ لأنّي في الخياة ِ رَغوبُ
نَضَا العزَّ مِن أكنافِهِ مَنْ تروقُهُ ***** حياة ٌ وتَحْلَوْلى له وتَطيبُ
وعيشيَ بين الأغبياءِ غضاضة ً ***** ولي من عيوبِ الأقربينَ عيوبُ
وبينَ ضلوعي غيرَ أنْ لم أبُحْ بهِ ***** أُوارٌ على فوتِ المنى ولهيبُ
وللدَّهر عندي كلَّ يومٍ وليلة ٍ ***** وإن لم يكُنْ منِّي العتابُ ذنوبُ
ولي كلُّ داءٍ ثُمَّ ليسَ لي ***** من الداءِ كلِّ الرجالِ طبيبُ

سرونة
05/08/2012, 07:53 PM
لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ

لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ ***** وغير التّصابي ما أرتهُ المدامعُ
وياقلب ما أزمعت عوداً إلى الصبا ***** فتطمعَ في أنْ تَزْدَهِيكَ المطامعُ
تضيقُ لأِنْ أرسَى بساحتِك الهوَى ***** وأنت على ما أحرج الدهر واسعُ
ويوم اختلسنا من يد الحذرِ لحظة ً ***** وقد آذَنَتْنا بالفراقِ الأصابعُ
عذرت امرءاً أبدى الأسى وهو حازمٌ ***** وصمَّ على عُذّالهِ وهْو سامعُ
خليليَّ إن الدهر جمٌ عديده ***** ولكنَّه ممَّنْ أُحِبُّ بَلاقعُ
وخُبِّرْتُما أنَّ الوفاءَ تَقارضٌ ***** فمالي أُعاطي صفوَهُ مَن يُمانعُ؟
ألا في بشاشات الرّجال ودونها ***** جوانحُ في أثنائها الغيظُ ناقعُ
ومازالت الأيامُ مثنى وموحداً ***** يراوِدْن مِنِّي شِيمة ً لا تُطاوعُ
رضِيتُ بميسورِ الحظوظ قناعة ً ***** إذا امتدّ في غيِّ الطماعة ِ قانعُ
وعوراءَ يستدعي النفوسَ اقترافها ***** تنكبها ناءٍ عن السوء نازعُ
تحيَّزْتُ عنها لا أهمُّ بوَصْلها ***** كما أنحاز عن ضمن العذارين خالعُ
وشُمٍّ من الفتيان حصنت سرهم ***** وسر الفتى مابين جنبيه ذائعُ
سروا يسألون الدهر مافي غيوبه ***** وليس لهم غير التجاربِ شافعُ
إذا صُدَّ عن نُجحِ المطالبِ جاهدٌ ***** تخلَّفَ عن كسبِ المحامدِ وادِعُ
إِليكَ ذعرتُ الهِيمَ عن كلِّ بُغيّة ٍ ***** أسفُّ إلى أمثالها وأُسارعُ
وسومتها يسترجف الأرض مرّها ***** وتحيي سواد الليل والفجر طالعُ
ولولاكَ لمَ تَنْفُضْ حَشاي مَسرَّة ٌ ***** ولو كثرت منها إلى الذرائعُ
وأنتَ الذي لو لم أفِضْ في ثنائِهِ ***** تحمل عني القول ماهو صانعُ
شديدُ ثباتِ الرّأي بينَ مواطنٍ ***** رياحُ الخطوبِ بينهنَّ زعازعُ
وَقورٌ فإنْ لاذتْ به أرْيحيَّة ٌ ***** فلا الحِلمُ مَغْبونٌ ولا الجَدُّ خاشعُ
ويقظان ماضامَ التفرد حزمه ***** ولا قبضت من يسطتيه المجامعُ
تقصَّتْ نهاياتِ المعالي أُصولُه ***** وساعَفَها فرعٌ على النَّجمٍ فارعُ
كريمٌ إذا هزَّ الرّجاءُ عطاءَهُ ***** تقاصر باع الغيث والغيث هامعُ
رمى وله الحسادِ قرمٌ مصممٌ ***** بيأس تحرته النفوس النوازعُ
إذا بادَروهُ المأثُراتِ شآهُمُ ***** ودونَ المَدى منهمْ طليحٌ وظالعُ
ودون بلوغِ الطّالبين مكانَه ***** طريقٌ على ربِّ الحفيظة شاسِعُ
وكم بحثوهُ عن خَفايا عيوبهِ ***** فشاعت معانٍ تصطفيها المسامعُ
وما الناس إلا واحد غيرَ أنهم ***** تفاوَتْ منهمْ في الفِعال الطّبائعُ
فداؤك من يتلو الندى بندامة ٍ ***** وقد مَرَقَتْ من راحتيهِ الصَّنائعُ
بعيدٌ عن الآمال لا يستخفه ***** سؤال ولا يرجو عطاياه طامعُ
وهزُّوك مسنونَ الغِرارين أُخلصتْ ***** نواحيه واجتاحت قذاه الوقائعُ
ولمّا نَبَتْ آراؤهمْ وأَظَلَّهم ***** منَ الأمرِ مسوَدُّ المخايلِ رائعُ
تداركْتَهمْ والشَّملُ قد رثَّ حبلُهُ ***** وأضرب عن مستشرى الخرق راقعُ
بعزم به مستسلف النصرِ كافلٌ ***** حزمٌ به مستأنف النجحِ تابعُ
كفيتَهمُ الدَّاني وشَيَّعْتَ مامضَى ***** برأي توخاه الذي هو واقعُ
يجرُّ أباطيلَ الحديثِ إذا ارتقَى ***** إلى فَهمِهِ ذكرٌ لمجدِك شائعُ
إذا أبْهَتَتْه من مَساعيك خَلَّة ٌ ***** تمنَّى لها أنَّ العيونَ هواجعُ
ندبت له حلماً يداوي شروره ***** وبعضُ الحِجافي مُلتَوي الجهلِ ضائعُ
تراخ وخفّض من همومك فالذي ***** تطالبُهُ الآمالُ ما أنتَ جامعُ
وقد راجعت تلك الأمور وأقبلت ***** إليك بما تهوى سنون رواجعُ
وخلفُ الذي ارخى به الدّهر كفّه ***** حقوقٌ لها هذي الوفود طلائعُ
نضوت زمان الصّوم عنك كما نضا ***** رداء الحياسبط من الروض يانعُ
وماالعيد إلا ما صبحت طلوعه ***** وبلَّجهُ فجرٌ بوجهك ساطعُ
وهنيته عمر الزمان مسلماً ***** يفوت الردى أو تختطيك الفجائعُ

سرونة
05/08/2012, 07:54 PM

إذا كنتِ أزمعتِ الرّحيل فإننا

إذا كنتِ أزمعتِ الرّحيل فإننا ***** سترحلُ منّا أَنفسٌ وقلوبُ
وإنْ تَبعدي عنّا فللعينِ أدمعٌ ***** تصوب وللقلب المشوق وجيبُ
وما لحياة ٍ بعدَ فقدِكِ لذة ٌ ***** وليس لعيشٍ بعد بينِكِ طيبٌ
ومَن قال: إنَّ البينَ يُسلي عنِ الهوى ***** جَهولٌ بأسبابِ الغرامِ كَذوبُ

سرونة
05/08/2012, 07:54 PM
أَبالبارقِ النَّجديِّ طرفُك مُولَعُ

أَبالبارقِ النَّجديِّ طرفُك مُولَعُ ***** يُخُبُّ على الآفاقِ طَوراً ويُوضِعُ؟
ولمّا أرادَ الحيُّ أنْ يَتَحمَّلوا ***** ولم يبقَ لي في لُبْثَة ِ الحيِّ مَطمعُ
جَرتْ لي حياتي من جفوني صَبابة ً ***** وظن الغبي أنما هي أدمعُ
فليت المطايا إذ حملن لنا الهوى ***** حُدِينَ عَشيّاً وهْيَ حَسْرَى وظُلَّعُ
فإن لم يكونوا أنذروا بفراقهم ***** وفاجأنا منه الرواء المروعُ
فقد صاحَ قبلَ البينِ لي بفراقِهمْ ***** غرابٌ على فرعِ الأراكة أبقعُ
سلامٌ على ملكِ الملوك يقودُه ***** وليٌّ يناجي بالتَّحايا فيُسمِعُ
مقيمٌ على دار الحفاظ وطالما ***** تَناسى رجالٌ للحِفاظ فضيَّعوا
وأنتَ الذي فُتَّ الملوكَ فكلُّهمْ ***** خلالَكَ يَنْحو أو طريقَك يتبعُ
فمالك إلا في السماء معرسٌ ***** وما لك إلاّ مَضجَعَ الشَّمسِ مَضجعُ
فإنْ يك قومٌ لم يَضُرُّوا ويَنْفعوا ***** فإنَّك فينا قد تضرُّ وتنفعُ
وإنَّك من قومٍ كأنَّ وجوهَهمْ ***** كواكبُ في ليلِ المعارك تطلُعُ
تُساعي لهمْ نحو العليّاتِ أرجُلٌ ***** وتبسط منهم في الملمات أذرعُ
وما امتقعت ألوانهم في شديدة ٍ ***** تهاب ولون اليوم لونٌ مولّعُ
شفاهُهُمُ من كلِّ عَوْراءَ قفرَة ٌ ***** ودارُهُمُ من كلِّ شَنعاءَ بَلقَعُ
وأيديهم تجري إذا جمد الحيا ***** على المُعتفين بالعطايا وتَهمعُ
سراع إلى داعي الصريخ شجاعة ***** وفي كلّ كفّ منهم البيض تلمعُ
فإن طعنوا يوم الكريهة أوسعوا ***** وإنْ أَطعموا عند المجاعة ِ أشبعوا
وإنْ وُزِنوا كانوا الجبالَ رزانة ً ***** وكم طائش منهم إلى الموت مسرعُ
فما فيهم إلا همامٌ مرفعٌ ***** بحيث الثريا أو غلامٌ مشيعُ
وكم لك في يوم شهدتَ به الوغى ***** وما لكَ إلاّ الضّربَ والطّعنَ أدرُعُ
وفي كفِّكَ العَضبُ اليمانيُّ قاطعاً ***** وما كلُّ سيفٍ كان في الكفِّ يقطعُ
وأنت على رخو العنان كأنه ***** منَ الضُّمْرِ طاوٍ ليس يروي ويَشبعُ
وليسترى إلا الأسنة رعفاً ***** وبيض الظّبا ماء الترائب تكرعُ
وقد علموا لمّا سرى البغي فيهمُ ***** وطارتْ بهمْ نكباءُ للغدرِ زَعْزَعُ
ولم تر إلا شمل عقد مفرقاً ***** وإلا عهوداً منهم تتقطعُ
وقد حالَ منهمْ كلُّ شيءٍ عهدتَه ***** فأحفظُ منهمْ للذِّمامِ المضيِّعُ
بأنَّكَ رُضتَ الحِلْمَ حتّى لبِستَهُ ***** شعاراً ولكن ليس ينضى ويخلعُ
وعاد الذي قد كان بالأمس شامساً ***** عليك مطيعاً وهو عودٌ موقعُ
فلا انتيشَ من غمائِها المتروِّعُ ***** وراموا الذي لا يرتضى وتولعوا
أطرتهم تحت السنابك في الثرى ***** كما طارَ بالبيداءِ زِقٌّ مُزَعْزَعُ
فلم يلق منهم بعد ذلك سامعٌ ***** ولم يبق منهم بعد ذلك مسمعُ
قنعت بحظى منك ذخراً أعدهّ ***** ولست بشئ يقنع الناس أقنعُ
فماليَ إلاّ تحتَ ظِلِّكَ مَوئلٌ ***** ولا ليَ إلاّ في رياضك مَرْتَع
ولا كان لي إلاّ عليك إقامة ٌ ***** ولاكان لي إلا بربعك مربعُ
ولا قيَّضَ اللهُ التفرُّقَ عنكمُ ***** ولا عَنَّ نأيٌ بَيْنَنا وتَصدُّعُ
فلو أنني ودعتكم يومَ فرقة ٍ ***** لما كدتُ إلاّ للحياة ِ أودِّعُ
وإما تكونوا لي وفي طيّ قبضتي ***** فلست بشئٍ غيركم أتطلعُ
وإن كنتم لي ناصرين على العدا ***** فما إنْ أُبالي فرِّقوا أو تجمَّعوا
وودي لكم لا يستفيق ضمانة ً ***** وما كنتُ إلاّ بالذي زانَ أولعُ
يُعنِّفُني قومٌ بأنِّي أُطيعُكمْ ***** ولم يرضِكمْ إلاّ الذي هُو أطوعُ
ولم يلحني في نصحكم غير كاشحٍ ***** وإِلاَّ امرؤٌ في الغِشّ بالغيبِ مولَعُ
ولو أنصفوا لم يعذِلونيَ في هوى ً ***** لقلبي لا يلوى ولاهو ينزع
وقد زعزعوا لكن لمن ليس ينثنى ***** وقد هددوا لكن لمن ليس يفزعُ
وكم رَمْيَة ٍ لم تُصْمِ ممَّن رَمى بها ***** وكم قَولة ٍ من قائلٍ ليس تُسمَعُ
فإنَّ خِطاراً أنْ تُهيجوا مُفوَّهاً ***** له كلم تفري البلاد وتقطع
وما ضرَّني أنّي قُذفتُ بباطلٍ ***** وما زلتُ عُمْرَ الدهرِ بالحقِّ أصدَعُ
وما راعني ذاك الذي روعوا به ***** فلا انتيش من غمائمها المتروعُ
وإمّا نبا بي أجْرَعٌ فاجتويتُهُ ***** فلي دونه منا من الله أجرعُ
فدونَكما فيها مَعانٍ سترتُها ***** وأنت عليها دون غيرك أوقعُ
ولم يكنِ التَّعويضُ مِنِّيَ خِيفة ً ***** ولكنني ما اسطعت للشر أدفعُ
وكم ليَ في مدحي لكُمْ من قصائدٍ ***** لهنَّ على الآفاقِ في الأرض مَطْلَعُ
وهنيت هذا العيد وابق لمثله ***** وأنف الذي يبغي لك السوء أجدعُ
تروح وتغدو في الزمان محكماً ***** على النّاس تعطى من تشاء وتمنعُ
وغصنك لا يذوي مدا الدهر كلّه ***** وركنك لا يبلى ولا يتضعضعُ

سرونة
05/08/2012, 08:20 PM
مَرَرْنا على سِرْبِ الظّباءِ عشيَّة ً

مَرَرْنا على سِرْبِ الظّباءِ عشيَّة ً ***** فلم يَعدُنا حتّى تَقَنَّصَنا السِّربُ
وكنّا نظنّ القربُ سَقامنا ***** فلم يكُ إلاّ كلُّ أدوائنا القُربُ
وقالوا: ألَمّا تَنْهَ قلبَكَ عن هوًى ؟

سرونة
05/08/2012, 08:20 PM
كم ذا نخيبُ وتكذبُ الأطماعُ

كم ذا نخيبُ وتكذبُ الأطماعُ ***** والنَّاسُ في دار الغرورِ رِتاعُ؟
فحوائمٌ لا تَرْتَوي وعَواطلٌ ***** لا تَحْتَلي وزخارفٌ وخداعُ
في كل يومٍ للحوادث بطشة ***** فينا وأمر للمنون مطاعُ
وإذا الردى قنص لفتى فكأنه ***** ماكان إبقاء ولاإمتاعُ
والموت أملك بالورى وتعلة ٌ ***** هذا السقام وهذه الأوجاعُ
وإذا تيقَّنّا الفراقَ لكلِّ مَن ***** نَهوى هواهُ فالسَّلام وداعُ
ليسَ الرَّدى يا مَن يرومُ دفاعَه ***** ممَّا تُحاكُ لدفعهِ الأدراعُ
وإذا الردى طلب النفوس فإنما ***** شد النجاء به وضاع قراعُ
وصوارم الأسياف غير صوارم ***** والسمهريات الطوال يراعُ
مالي أعلل كل يوم بالمنى ***** عيشاً وأشرى بالهوى وأباعُ
كرع الحمام مبذر ومقدر ***** وخطا إليه مُجْبنٌ وشُجاعُ
ثم استوى في حسو خمر كؤوسه الأملاك والسادات والأتباعُ ***** ـأملاكُ والسَّاداتُ والأتباعُ
والناكصون المقدمون إذا دعا ***** أجلٌ بهم والمبطئون سراعُ
والدَّهرُ يطعنُ بالرَّدى لا بالقنا ***** قَعْصاً ولا عَلَقٌ هناك يُباعُ
يُبقي ويُفني ثم يسلبُ ماكساً ***** بالرغم فهو الملبسُ النَّزَّاعُ
فذّ العطاء فإن يكن مثنى له ***** غلطاً فإنَّ الارتجاع رباعُ
خير من المثرى فقيرٌ قانعٌ ***** ومن الشباع من الطعام جياعُ
أو ماعلمت بأنّ ماأحرزتهُ ***** شلوٌ بأيدي الحادثات مضاعُ؟
وظننتَ ما أودعتَ في بطنِ الثَّرى ***** سِرّاً وسِرٌّ لا يُذاعُ مُذاعُ
تبّاً لدارٍ أشعرتْ سُكَّانَها ***** أنْ ليس في طولِ المقامِ طَماعُ
باع الجميعُ نعيمَهُمْ بشقائِها ***** بيع الغبين ولو دروا ماباعوا
وإذا همُ اعتذروا إلى من لامهم ***** في الحرص قالوا: ماتراه طباعُ
فانظرْ إلى مَن قصدُهُ ترفيهُهُ ***** في العيش كيفَ تكُدُّه الأطماعُ!
أينَ الذين على القِنانِ قِبابُهمْ ***** ولهم تلاعُ المأثرات تلاعُ؟
من كلِّ مُعتَصِبِ المفارقِ لم يُطِعْ ***** بشراً وفي كلّ الأمور يطاعُ
دَرَجوا وأضحَوْا بعد عزٍّ أقعَسٍ ***** ما إنْ لهمْ إلاّ الثَّرى والقاعُ
وأزالهمْ عمَّا ابتنَوْهُ منَ البِنا ***** هذا الخَتولُ الباذلُ المنّاعُ
ولقد فجعتُ وكلُّ من لم يصمهِ ***** سهمُ المنّية ِ زاره الإفجاعُ
وارتعت للخطب الملّم بساحتي ***** ولقد عَمِرْتُ وغيريَ المرتاعُ
وقرينة ٍ لمّا ألفتُ وصالها ***** انحى عليها الباترُ القطَّاعُ
فَلَئِنْ هَوَتْ فَلَكَمْ هوَى في هذه الـ ***** ـخضراءِ عنّا كوكبٌ لمّاعُ
ليتَ الذي عزمَ التَّرحُّلَ غفلة ً ***** ما كانَ منه على الفراقِ زَماعُ
ولقد سبقت صيانة ً وديانة ً ***** ووراءكِ الطُّلاَّحُ والظلاّعُ
رحبت بك الأجداث أجداثُ الثرى ***** وأعتاد قبرك هاطلٌ لمّاعُ
وقضيتُ حقَّكِ إذا جعلتُك في حِمَى ***** قوم لهم دون النعّيم رباعُ
صُقْعٌ لآلِ اللهِ آلِ نبيِّهِ ***** سَجدتْ له الأقطارُ والأصقاعُ
فَرَقَ الزَّمانُ وما درَى ما بَيْنَنا ***** والدَّهرُ مِفراقٌ لنا مِجْماعُ

سرونة
05/08/2012, 08:21 PM
ضنَّتْ عليك بوصْلها لكَ زينبُ

ضنَّتْ عليك بوصْلها لكَ زينبُ ***** وطلبتَ لمّا عزَّ منها المطلبُ
وأَرَتْكَ برقاً لامعاً من وعدها ***** لكنّه برقٌ لَعَمْرُكَ خُلَّبُ
وتقول لي - جهلاً باسباب الهوى ***** كيف الهوى والرأس منك الأشيبُ؟
والحبُ داءٌ للرّجال تباعدوا ***** عن شِيبة ٍ وشَبيبة ٍ وتقرَّبوا

سرونة
05/08/2012, 08:22 PM
أبا بكر تعرضتِ المنايا

أبا بكر تعرضتِ المنايا ***** لحتفك حين لا أحدٌ منوعُ
وأوجَعني فراقُك من قريبٍ ***** وداءٌ لادواء له وجيعُ
بكى قلبي عليك مكان دمعي ***** وكم باكٍ وليسَ له دموعُ
كأنّك ماحللتَ بدارِ قومٍ ***** وأنت لودهم مرعى ً مربعُ
وسَفْرٌ لا يحينُ لهمْ إيابٌ ***** ولايُرجَى لغاربِهمْ طُلوعُ
وسادهمُ وإن كرموا رغامٌ ***** وأجداثُ القبور لهم ربوعُ
نُصابُ بكلِّ مُقتَبِلٍ وهِمٍّ ***** فلا هذا ولاهذا يَروعُ
وتَخدعُنا ظنونٌ كاذباتٌ ***** فيا الله مابلغ الخدوعُ
وسبلُ اليأسِ واضحة ٌ لدنيا ***** ولكنْ ربَّما طمعَ الطَّموعُ
فإنْ تَبْعَدْ فقد نَأَتِ الثُّريّا ***** وإن تذهب فقد ذهب الربيعُ
وإنْ تَفْقِدْك حائرة ً عيونٌ ***** فلم تفقدكَ حانية ً ضلوعُ
وإن يحرج مكانك من ترابٍ ***** فإنك ذلك الرحب الوسيعُ
ومايبقَى بطيءٌ أخَّرَتْهُ ***** منيَّتُهُ فيُجزِعَنا السَّريعُ
وما أبقى الزمان لنا أصولاً ***** فنطمع أن تدوم به الفروعُ
وما الأيّامُ إلاّ حاصداتٌ ***** لما زَرعوا ونحنُ لها زُروعُ
ولولا أنه أجلٌ متاحٌ ***** لقلتُ أسئَ منك بنا الصنيعُ

سرونة
05/08/2012, 08:22 PM
لا تلمني فإنني لهوى النّفـ

لا تلمني فإنني لهوى النّفـ ***** ـسِ مطيعٌ في حبّ من لا يُحبُّ
قد جرتْ عادتي بأن أعشقَ البيـ ***** ـضَ، وتبديلُ ما تُعُوِّدُ صَعبُ
إنما تعذل الذي يلج العَذْ ***** لُ إلى قلبهِ وماليَ قلبُ
وإذا لم يكنْ من الذْنبِ إلاّ ***** أن قلبي يهوى فماليَ ذنبُ

سرونة
05/08/2012, 08:23 PM
صبرتَ ومثلُك لا يجزعُ

صبرتَ ومثلُك لا يجزعُ ***** وناءَ بها صدرك الأوسعُ
وعزَّيتَ نفسَك لمّا علمْـ ***** ـتَ أنَّ العزاءَ لها أنفعُ
وداويتَ داءَك لمّا رأيتَ ***** دواءَ طبيبك لا ينجعُ
ولمّا بخست بضيمِ الزمانِ ***** قنعتَ وإن كنت لاتقنعُ
وقلت لعينيك لاتدمعي ***** فلا العين تهمى ولاتدمعُ
ولم تشكُ ما دفنتْهُ الضُّلوعُ ***** وفي حشوِها المؤلمُ المُوجعُ
فإنْ تكُ شنعاءَ جاء الزَّمانُ ***** بها فالتشكي لها أشنعُ
وما إنْ يفيدُ سِوى الشّامتيـ ***** ـنَ أنْ يشكوَ الرَّجُلُ الموجَعُ
ولمّا نهضتَ بدفعِ الخطوبِ ***** رضيتَ بما لم يكنْ يُدفَعُ
وقدماً عهدناك ثبت المقام ***** وإن هبت العاصف الزغزعُ
ولِمْ لا وأنتَ امرؤٌ في الصِّعابِ ***** إلى رأيه أبداً نرجعُ
وقد علمت سورة الحادثاتِ ***** إن صفاتك لاتصدعُ
وأنَّ جَميمَكَ لا يُخْتَلى ***** وأنَّ قِلالَكَ لا تُفرَعُ
وإنْ فَنِيَتْ في الرِّجالِ الحلو ***** مُ كان إلى حلمك المَفْزَعُ
هوَ الدَّهرُ ينقضُ ما يَبْتنيهِ ***** جهاراً ويحصدُ ما يَزرعُ
وأخطأَ مَن قال: إنَّ النِّسا ***** وإن يعطنا فبما يمنعُ
ونحن بنو الأرض تغتالنا ***** وتأكلنا ثمَّ لا تشبَعُ
فدارٌ تغصُّ بسكانها ***** ءَ أهلون للفَقْد أو مَوضعُ
وآتٍ يجيىء ولم ندعُهُ ***** وماض يمر ولا يرجعُ
وإنى منك مهما يصبكَ ***** يصبني وفي مروتي يقرعُ
وكيف يميز ما بيننا ***** ويجمعُنا الحسَبُ الأجمعُ؟
ويرفَعُنا فوقَ هامِ الرِّجالِ ***** عَرينٌ لنا دونَهُمْ مُسبِعُ
وإِنّا التَفَفْنا بسِنْخِ الرَّسولِ ***** فتطلُعُ منه كما أطلُعُ
فكم ذا لنا خاطبٌ مصقعٌ ***** وكم ذا لنا عالمٌ مقنعُ
ولمّا كرَعتُك دونَ الأنامِ ***** رويتُ وطاب لي المكرعُ
وفقدُ النِّساءِ كفقدِ الرِّجال ***** يحزُّ إذا حزَّ أو يقطعُ
فلا زالَ ما بَيْننا كالرِّيا ***** جادت له سحبٌ همعُ
ولا ساءَني فيك مَرَّ الزّمان ***** مرأى ولا رابني مسمعُ

سرونة
05/08/2012, 08:24 PM
زَعازعٌ ثمّ نُكْبُ!

زَعازعٌ ثمّ نُكْبُ! ***** خَطْبٌ لَعَمْرُكَ صَعْبُ
قولوا لمن هوَ مُغرًى ***** بذي الرِّياسة ِ صَبُّ:
أما تَراها خَبوطًا ***** تزلُّ طوراً وتكبو؟
لها عُيوبٌ عليها ***** يحبّها من يُحبُّ
تبرّجتْ ليس عنها ***** يوماً لعينيكَ حَجْبُ
تدنو وتنأى وتبدو ***** طوراً هناك وتخبو
وللدموعِ عليها ***** سَحٌّ وقَطْرٌ وسَكْبُ
كأنَّها جِذْلُ راعٍ ***** ومن حواليهِ جُربُ
رَوْحٌ لَعَمْرُكَ فيها ***** لكنَّ عُقباهُ كَرْبُ
وكيفَ يُلْتَذُ سِلمٌ ***** يَتْلو أُخَيراهُ حربُ؟
من أينَ خِلٌّ وفيٌّ ***** حُلْوُ المذاقة ِ عذبُ
لا عُجبَ فيهِ ولكنْ ***** فيه لقلبي عُجُبُ
كالسيّفِ ليس بنابٍ ***** والسَّيفُ بالضربِ يَنْبو
والطِّرف ليس بكابٍ ***** والطِّرف بالرّكضِ يكبو
إيّاك إن كنت يوماً ***** تحبّ مالاً يُحبّ
والضَّرعَ لا دَرَّ فيهِ ***** فليس يَنفعُ حَلْبُ
والرِّزقَ يأتي شَعوبًا ***** وإنْ خلا منهُ شَعبُ
ما اجتُرَّ رزقٌ بحرصٍ ***** سِيّانِ: مَشْيٌ وَوَثْبُ
كم طائِرٍ صُدَّ عنه ***** ونالهُ مَن يدُبُّ
ونال رَجلٌ بطاءٌ ***** منه وأخفق رَكْبُ
لو أنصفتنا الليالي ***** وكانَ للدّاءِ طِبُّ
ما كان بغيٌ وغصْبٌ ***** ولا ابتزازٌ وسَلْبُ
أقسمتُ بالبيتِ طافتْ ***** به جحاجحُ غُلْبُ
سَرَتْ وأدنتْ إليه ***** بهم جيادٌ ونُجبُ
شُعثٌ سِغابٌ ومِنْ تحْـ ***** ـتِهمْ ظِماءٌ وسُغبُ
ما ضرَّهُ وهْوَ يُطوَى ***** إليه سَهْبٌ فسهبُ
وللملائكِ مِنْ حَوْ ***** لِهِ حَفيفٌ وقُربُ
أن لا يكون عليه ***** للعين وَشْيٌ وعَصْبُ
وبالّذي هَرَقوهُ ***** من الدّماءِ وصبّوا
والبائتين بِجَمْعٍ ***** لهم أوارٌ وشبُّ
جَبُّوا العلائقَ عنهم ***** وإنَّما الإِثمَ جَبُّوا
لا ابتعْتُ ذُلاًّ بعزٍّ ***** وفي يَمينيَ عَضْبُ
ولا أقضّ عل ما ***** صنعتُه ليَ جَنبُ
ولا تركتُ لساناً ***** يقول لي لك ذَنبُ
أذلَّ ربّيَ قومًا ***** لهم من الذلِّ شربُ
رأوا قذى ً لم يبالوا ***** به فأَغْضَوْا وعَبُّوا
قِيدوا ببارقِ نفعٍ ***** كما يُقادُ الأَجَبُّ
كم ذا التمادي وعُمرٌ ***** يجري بنا ويخُبُّ؟
فإن عتبتُ على الدّهـ ***** ـرِ ضاعَ منّي عَتْبُ
أرعى الأمانيَ عُمري ***** مرعى ً لعمركَ جَدبُ
وليس بالرُّمحِ طَعنٌ ***** وليسَ بالسَّيفِ ضَرْبُ
أبغي وما العودُ رَطْبًا ***** ما كانَ والعودُ رَطْبُ
وكانَ رأسيَ ليلاً ***** ما فيهِ للعينِ شُهْبُ
فالآنَ ليليَ صُبْحٌ ***** يَزْوَرُّ عنهُ المحبُّ

سرونة
05/08/2012, 08:24 PM
تعالوا إلى ما بيننا من تجرُّمٍ

تعالوا إلى ما بيننا من تجرُّمٍ ***** ومن ذاك ماتحنى عليه الأضالعُ
نقل فيه لاتثريب يوما عليكمُ ***** كما قال مَن أثْنَتْ عليه القوارعُ
فعُمْرُ التَّلاحي في الهوى غيرُ عامرٍ ***** وعيشٌ به هجرُ الأحبَّة ِ ضائعُ

سرونة
05/08/2012, 08:25 PM
سائلْ بيثربَ هل ثوى الرَّكبُ

سائلْ بيثربَ هل ثوى الرَّكبُ ***** أم دونَ مَثْواهُمُ به السَّهْبُ؟
ولقد كتمتهُمُ هوايَ بهمْ ***** والحبّ داءٌ كظمه صَعْبُ
ياصاحبيَّ ومنْ سعادة من ***** حملَ الصبابة َ أنْ له "صَحْبُ"
لا تأخذا بدمي، متى أخذت ***** نفسي، سوايَ فما له ذنبُ
مِن عند طرفي يومَ زرتُكُمُ ***** نفذَ الغرامُ وزارني الحِبُّ
وإذا رأيتُ الحسنَ عندَكُمُ ***** دونَ الخلائِقِ كيف لا أصبو؟
يَجْني عليَّ ولا أُعاتبُه ***** مَن ليس ينفعُ عندَه العَتْبُ
ويصدُّ عنّي غيرَ محتشمٍ ***** مُتيقِّنٌ أنِّي بهِ صَبُّ
ووشى إليهِ "بسلوتي" مَذِقٌ ***** نَغِلُ المودّة ِ صِدقُهُ كِذْبُ
وشجاهمُ أنّي فضَلتُهُمُ ***** وعلى الفضائلِ يحسُدُ النَّدْبُ
أَتَرَوْنَ أني منكُمُ كثِبٌ ***** هَيهاتَ ما إِنْ بَيْنَنَا قُربُ
الغابُ يضمرني مكامِنُهُ ***** ما ليس يُضمرُ مثلَه الزِّرْبُ
كلاّ ولا الأعضاءُ واحدة ٌ ***** والرأسُ ليس يُعَدُّ والعَجْبُ
وإلى فخارِ الملك أُصدِرُها ***** كَلِماً تسير بذكرها الكُتْبُ
وبها على أكوارِ ناجية ٍ ***** نَصَّ المنازلَ عنّيَ الرّكبُ
والكأسُ لولا أنها جَذبتْ ***** سُمّارَها ما ذاقَها الشَّرْبُ
شَبّوا سَناها مُفسدينَ لها ***** فكأنَّ مِسْكَ لطيمة ٍ شبَّوا
ملك إذا بصر الرّجال به ***** عَنَتِ الوجوهُ وقُبِّلَ التُّربُ
وإذا احْتَبى في رجعِ مَظْلَمَة ٍ ***** فوقارُه لم يُعطَه الهَضْبُ
من ذا الذي نال السماء كما ***** نالتْ يداكَ ففاتَهُ العُجْبُ؟
ومن الذي ما حلّ موضعَه ***** عُجمٌ "بذي" الدنيا ولا عُربُ؟
ومن الذي لمّا علا قِمَمَ التّـ ***** ـدبير دان الشّرقُ والغربُ؟
يا من تُعزّ بهزّ راحتِهِ ***** سُمْرُ الرّماح وتفخر الحربُ
ويُضيءُ في إظلامِ داجية ٍ ***** مالا تضيءُ لنا به الشُّهبُ
وإذا ذكرناهُ فلا وَجَلٌ ***** يُخشَى ولا همٌّ ولا نَصبُ
وتُذاد أدواء الزّمان به ***** عنّا ويُطرد باسمه الجَدْبُ
ولقد بلوكَ خلالَ مُعضلة ٍ ***** دَهَمَتْ يُقضُّ بملها الجَنْبُ
حيثُ استرثّتْ كلُّ مُكَمة ٍ ***** مَن عَقدُه وتزايَل الشَّعْبُ
ففرَجْتَها وعلى يديكَ بلا ***** بَشَرٍ يُعينك نُفِّس الكربُ
قد كان قبلك مَن لهُ سِيَرٌ ***** عوجُ المتونِ ظُهورها حُدْبُ
دَرَستْ فلا خبرٌ ولا أثرٌ ***** مثلَ الهشيم هَفَتْ به النُّكْبُ
فالآنَ قد ساسَ الأمورَ فتًى ***** بمراسها وعلاجها طَبُّ
ولغيرِها التَّخويفُ والرُّعبُ
ونَأَتْ فقرَّبَها على عَجَلٍ ***** من راحتيكَ: الطَّعنُ والضَّربُ
قد عبّ فيها الشاربون على ***** ظَمإٍ ولولا أنتَ ما عبُّوا
وتلاعبوا " فيما أبّرْتَ" لهم ***** والجِدُّ يوجدُ بعدَه اللِّعْبُ
وتراهُمُ يتمعّكون بها ***** أَشَرًا كما يتمعَّكُ الجُرْبُ
وأتيتَ مُعتذرًا إلى زمنٍ ***** فكأنَّما لكَ عندَهُ الذَّنبُ
ما أنسَ لا أنسَ اهتتزازَك لي ***** واليومُ تُرفعُ دونه الحُجْبُ
في مجلسٍ لي فيه دونهُمُ ***** سَعَة ُ المحلَّة منكَ والرُّحْبُ
وعلى الأسرَّة منك بدْرُ دُجًى ***** لي منه عند وساده القُربُ
فاسْعَدْ بهذا المِهْرَجانِ ودُمْ ***** أبدًا تنيرُ لنا ولا تَخْبو
وتَهَنَّأِ الأيامَ آنفة ً ***** فاليومَ فيكَ لأمّه القربُ
واطالَ عُمرَ "الأشرفينَ" لنا ***** وكَفاهُما ووقاهُما الرَّبُّ
حتى تَرى لهما الذي نظرتْ ***** عيناك منكَ فإنَّه حَسْبُ

سرونة
05/08/2012, 08:26 PM
أمِنْ أجلِ أن أعفاك دهرُكَ تطمَعُ

أمِنْ أجلِ أن أعفاك دهرُكَ تطمَعُ ***** وتأمن في الدنيا وأنتَ المروعُ؟
فإنْ كنتَ مغروراً بمن سمحتْ بهِ ***** صروف الليالي فهي تعطى وتمنعُ
شفاءٌ وأَسقامٌ وفقرٌ وثَرْوَة ٌ ***** وبَعْدَ ائتلافٍ نَبْوَة ٌ وتصدُّعُ
تأمل خليلي هل ترى غير هالكٍ ***** وإلاّ مُبَقّى ً هُلْكُهُ مُتَوقَّعُ؟
فما بالُنا نَبْغي الحياة َ وإنَّما ***** حياة ُ الفتَى نَهجٌ إِلى الموتِ مَهْيَعُ؟
لنا كل يومٍ صاحبٌ في يد الردى ***** وماضٍ إلى دارِ البِلى ليس يرجعُ
ومغنى جميعٍ فرّق الدّهر بينهم ***** ودارُ أنيسٍ أوْحَشَتْ فَهْيَ بَلْقَعُ
وقيدَ إلى الأجداث عادٌ وتبعُ
وآل نزار زعزعت من عروشهم ***** بأيدي الرَّزايا السُّود هوجاءُ زَعْزعُ
ولم يبق من ابناء ساسان مخبرٌ ***** ولم يبدُ من أولادِ قيصَرَ مُسمِعُ
ولم ينجهم منه عديدٌ مجمعُ
ولم ينجهم منه عديدٌ مجمعُ ***** ولم يثنهم عنه مشيدٌ مرفعُ
فلا معصم فيه سوارٌ معطنٌ ***** ولامَفْرَقٌ يَعلوهُ تاجٌ مُرَصَّعُ
كأنهمُ بعد اعتلاءِ وصولة ٍ ***** أديمٌ مفرى أو هشيمٌ مذعذعُ
وليس لهم إلا بناءٌ مهدمٌ ***** وركنٌ بمرِّ الحادثات مضعضعُ
وقطَّعَ عنِّي معشري وأصادِقي ***** وشملُ امرئ فات الردى متقطعُ
وكانوا وعزَّاتُ الزَّمانِ ذليلة ٌ ***** لديهم وأجفان المنياتِ هجعُ
متى أعجموا كانوا الصّخور وإن هم ***** دُعُوا يومَ مكروهٍ أجابوا فأسرعوا
وإن شهدوا الهيجاء والسّمر شرَّعٌ ***** فذاك عرينٌ لا أبا لك مسبعُ
تفانَوْا فماضٍ بانَ غيرَ مُودَّعٍ ***** تعاجَلَهُ صرفُ الرَّدى أو مودَّعُ
ألا قل لنا عى جعفر بن محمد ***** واسمعني ياليت لم أكُ أسمعُ
فما لكَ منِّي اليومَ إلاّ تَلَهُّفٌ ***** وإلا زفيرٌ أو حنينٌ مرجعُ
وإلا عضاض للأباهمِ من جوى ***** وهل نافعٌ أنْ أُدْمِيَتْ ليَ إصبعُ
ولو كانتِ الأقدارُ تُوقَى وَقَتْك من ***** نيوب الردى أيد طوال وأذرعُ
كرامٌ إذا ضنَّ الغمامُ تدفقوا ***** وإنْ أقحطَ العامُ الشّماليُّ أمْرَعوا
وإن طلبوا صعباً من الأمر أرهقوا
معاقلهم مافيهم من بسالة ٍ ***** وليس لهم إلا القنا السُّمر أدرعُ
وبيضاً تراهن العيون وعهدها ***** بَعيدٌ بأَيمانِ الصَّياقلِ تلمعُ
ومافيهم والحربُ تقتنص الطّلى ***** بأيدي الظُّبا إِلاّ الغلامُ المُشَيَّعُ
صحبت به عصر الشبابِ وطيبه ***** وكنت إلى نجواه في الهمِّ أفزعُ
وللسِّرِّ منّي بينَ جنبيهِ مَسكَنٌ ***** حميٌّ أبيٌّ شاحِطٌ مُتمنِّعُ
وكم رامه مني الرجال وإنما ***** يرومون نَجماً غارباً ليس يطلعُ
ولم أسلهُ لكن تجلدت كي يرى ***** شموتٌ بحزني أنّ صدريَ أوسعُ
وقالوا: عهدنا منك صبراً وحسبة ً ***** وفي الرُّزءِ لا يجري لعينيك مدمعُ
فقلت مصيبات الزمان كثيرة ٌ ***** وبعضُ الرّزايا فيه ادهَى وأوجعُ
ذكرتك والعينان لاغرب فيهما ***** فلم تبق لي لمّا ذكرتك أدمع
ومازُلتَ عن قلبي وإنْ زُلتَ عن يدي ***** وقد تنزعُ الأقدارُ ماليس يُنزعُ
فإن ترق عيني من بكاءِ تجملاً ***** فمن دونها قلبٌ بفقدك مُوجَعُ
ومابعد يومٍ أمطرتك مدامعي ***** لعيني مبكى أو لقلبي مجزعُ
وكم قلَّبتْ كفّايَ من ذي مودَّة ٍ ***** فلم يلقني إلا الملوم المقرعُ
عرفتك لمّا أن وفيت وماوفوا ***** وحين حفظتَ العهدَ منِّى وضيعوا
فنعمَ مُشيراً أنتَ والرَّأيُ ضيِّقٌ ***** ونعم ظهيراً أنت والخطب أشنعُ
وإنّ غناء بعد هللكك أصلمٌ ***** وإن وفاء بعد فقدك أجدعُ
وليس لإخوان الزمان وقد سقوا ***** فراقك صرفاً من يضر وينفعُ
عهدتُك لاتعْنو لباسٍ ولم تَبِتْ ***** وخدك من شكوى الشدائد أضرعُ
وعزَّ على قلبي بأنَّك مُفردٌ ***** أُناجيك لَهْفاً نائماً ليس تسمَعُ
وأنَّك مِن بعدِ امتناعِ وعزَّة ٍ ***** تُحَطُّ على أيدي الرِّجالِ وتُرفعُ
فمالك مهجوراً وأنتَ مُحبَّبٌ ***** ومالك مبذولاً وأنت الممنعُ؟
وقد كنت صعباً شامس الظهر آبياً ***** وأنت لرحل الموت عودٌ موقعُ
وما ذاك عن عجزٍ ولا ضَعْفِ قوّة ٍ ***** ولكنَّه الأمرُ الذي ليس يُدفعُ
وماسرني أني نبذتك طائحاً ***** بغبراء لاتدنو ولاتتجمعُ
وأودعت بطن الأرض منك نفيسة ً ***** وهلْ مُودَعٌ في التُّربِ إلاّ المُضَيَّعُ؟
سقى قبرك الثاوى بملساء قفرة ٍ ***** غزائرُ من نسجِ العشيَّاتِ هُمَّعُ
كأنَّ السَّحابَ الجَوْنَ يَنطِفُ فوقَهُ ***** ركائبُ يحملْنَ الهوادجَ ضُلَّعُ
ولازال مطلولَ التراب وحوله ***** منَ الرَّوض مُخضرُّ السَّباسبِ مُمْرعُ
وجيد بريحانٍ وروحٍ ورحمة ٍ ***** وناء بمافيه الشفيعُ المشفعُ

سرونة
05/08/2012, 08:27 PM
نصيبيَ منكَ اليومَ هجرٌ وبِغْضَة ٌ

نصيبيَ منكَ اليومَ هجرٌ وبِغْضَة ٌ ***** ومالكِ إلاّ في الوداد نصيبُ
وقلبُكِ من حُبّي صحيحٌ مسلَّمٌ ***** وقلبيَ فيه من هواكِ ندوبُ
ورابكِ منِّي . قبل أنْ تَتَبيَّني ***** بأنْ ليس لي أمرٌ عليهِ - مشيبُ
وعاقبني ظُلماً وكم من مُعاقَبٍ ***** وليس له عند الحسانِ ذنوبُ
وليس عجيباً شيبُ رأسي وإنما ***** صدودُك عن ذاك المشيب عجيبُ
هَبيهِ نهارًا بعدَ ليلٍ وروضة ً ***** تَضاحكَ فيها النَّوْرُ وهي قَطوبُ
لا تطلبي شرخ الشباب وقد مضى ***** فذلك شيءٌ ما أراه يثوبُ

سرونة
05/08/2012, 08:28 PM
لاهطلَ الغيثُ بدارِ الأُلى

لاهطلَ الغيثُ بدارِ الأُلى ***** ليسَ بهمْ راضٍ ولاقانعُ
الشَّرُّ في أبياتهمْ لابثٌ ***** والخير فيما بينهم ضائعُ
مَن يشتري منِّي جِواري لهمْ ***** فإنَّني اليومَ له بائعُ؟

سرونة
05/08/2012, 08:28 PM
على مثل هذا اليوم تُحنى الرَّواجبُ

على مثل هذا اليوم تُحنى الرَّواجبُ ***** وتُطوى بضلٍ حيز فيه الحقائب
حُبينا وأمّرنا به فبيوتُنا ***** لدُنْ قيل ما قد قيل فيه الأهاضبُ
وطارتْ بما نلناهُ أجنحة ُ الورى ***** وسارت به في الخافقين الرّكابُ
وقال أناسٌ ما رأوا لنا : ***** ألا هكذا تأتي الرّجال المواهبُ!
ظفرتمْ بما لم نَحظَ منه بِنَهْلَة ٍ ***** ولذَّتْ لكم دونَ الأنامِ المشاربُ
وبوّاكُمُ الشَّعبَ الذي هو ساكنٌ ***** رسول له أمرٌ على الخلق واجبُ
فلما مضى مَن كان أمّرنا لَكمْ ***** أَتَتْنا كما شاءَ العقوقُ العجائبُ
فقل لأناسٍ فاخرونا ضلالة ً ***** وهُمْ غرباءٌ من فخارٍ أجانبُ:
متى كنتُمُ أمثالنا؟ ومتى استوتْ ***** بنا وبكم في يومِ فخرٍ مراتبُ؟
فلا تذكروا قُربى الرّسولِ لتدفعوا ***** مُنازعكم يوماً فنحنُ الأقاربُ
ومن بعد يوم "الطّف" لا رحكٌ لنا ***** تَئِطُّ ولا شَعبٌ يرجِّيهِ شاعبُ
وكنّا جميعًا فافترقْنا بما جَرى ***** وكم من لصيقٍ باعدَتْه المذاهبُ
ونحنُ الرؤوسُ والشوى أنتمُ لنا ***** ومن دوننا أتباعُنا والأصحابُ
لنا دونكم "عبّاسنا" و" عليّنا" ***** ومن هو نجم في الدُجُنَّة ِ ثاقبُ
ولو أننا لم نُنه عنكم أتَتكمُ ***** سِراعاً بنا مقانبٌ وكتائِبُ
وقومٌ يخوضون الرَّدى وأكفُّهم ***** تُناط ببيضٍ لم تخنها المضاربُ
إذا طُلبوا لو يرهبوا من بسالة ٍ ***** ومَن طَلبوا ضاقتْ عليه المذاهبُ
فما بيننا سِلمٌ ومن كان دهرَه ***** يكتّم ضغنا في حشاه محاربُ
وقيلَ لنا: للحقِّ وقتٌ معيَّنٌ ***** يقوز به باغٍ وينجحُ طالبُ
فلا تطلبوا مالم يَحتْ بعدُ حينُهُ ***** فطالبُ ما لم يقضِهِ اللهُ خائبُ
فإنْ دُولٌ منكم مشين تبختراً ***** زمانًا فقد تمشَّى الطِّلاَحُ اللواغِبُ
وإن تركبوا أثباج كلِّ منيفة ٍ ***** فكم حُطَّ من فوقِ العَليَّة ِ راكبُ
فلا تأمنوا من نامَ عنكم ضرورة ً ***** فمُقْعٍ إلى أن يُمكنَ الوثبَ واثبُ
كأنّي بهنّ كالدَّبا هبَّتْ الصَّبا ***** به في الفلا طوراً وأخرى الجنائبُ
يحكّونَ أطرافَ القَنا بِنُحورهم ***** كما حكَّتِ الجِذلَ القِلاصُ الأجاربُ
أَبِيُّونَ ما حَلّوا الوهادَ عنِ الرُّبا ***** وما لهم فيهمُ في حومة الجدب واهبٌ
وكم منهمُ في غَمرة ِ الحربِ سالبٌ ***** وكم فيهمُ في حومة ِ الجدبِ الصّوائبُ
وإني لأرجو أن أعيشَ إلى الَّتي ***** تحدّثنا عنها الظّنونُ الصّوائبُ
فُتقضى ديونٌ قد مُطِلْنَ وتنجلي ***** دياجِرُ عن أبصارنا وغَياهبُ
وتَجري مياهٌ كنَّ بالأمسِ نُضَّبًا ***** وتَهْمي كما شِئنا علينا السَّحائبُ
وتُدرَكُ ثاراتٌ وتُقضى لُبانة ٌ ***** وتُنجَحُ آمالٌ وتؤتَى مآربُ

سرونة
05/08/2012, 08:29 PM
هل ليالي بالمنقى رجوعُ

هل ليالي بالمنقى رجوعُ ***** مثلما كنّ لي ونحن جميعُ؟
زَمنٌ راعني تذكُّرُهُ الثّا ***** وي وإنْ كانَ ماضياً لا يَريعُ
كم إليهِ لذاكريهِ حنينٌ ***** وعليه لناظريه دموعُ
ونزاعٌ ما إن يخاف وإن أك ***** ـثَرَ عُذّالَه إليهِ النُّزوعُ
حبَّذا ظلُّه ونحنُ ومَن نَهْـ ***** ـوَى فريقانِ: حافظٌ ومُضيعُ
إذْ قناتي ممتدَّة ٌ وشَفيعي ***** مِن شبابي إلى الحسانِ شَفيعُ
ساحباً بالبقيع من نشواتي ***** فضل ثوبي إذ البقيعُ بقيعُ
وطنٌ طاب جوّه وثراه ***** فكأنّ المصيف فيه ربيعُ
لا أريد الصّديق في مشهديعي ***** ني كليلٌ وفي المغيب قطوعُ
حسنٌ منه مابدا وقبيحٌ ***** وكلُّ شئٍ تجنُّ منه الضلوعُ
وإِذا ما نَكِرْتُ أرضاً فإنِّي ***** لارتحالٍ عن أهلها مُستطيعُ
بخليل جفا على َّ خليلٌ ***** وربوعٍ نَبَتْ برَحْلي ربوعُ
وقرا كلِّ جسرة ٍ تحمل اله ***** م فتنجو وماعلاها القطيعُ
تصلُ الوَخْدَ بالوجيفِ وسِيّا ***** نِ هجيرٌ في سيرِها وهَزيعُ
يَحسَبُ الجاهلُ المضلَّلُ أنِّي ***** إن غلابي البعاد سوف أضيعُ
بعد أن سارت الرّكاب بذكر ***** من فخارى يذيعه من يذيعُ
أرَجٌ لا يضيعُ بينَ رجالٍ ***** حاولوا طيهُ ولكن يضوعُ
واللّيالي يعلمْنَ أنَّ صنيعي ***** ساطعٌ في سوادِهنَّ صَديعُ
ولقد أعضَلَ امرءاً جحدَ البَدْ ***** رَ أَوِ الشّمسَ مُشرقٌ وطُلوعُ
سائلِ العاجزَ الجبانَ إِذا ما ***** أيقظتك الأوتار كيف الهجوعُ؟
ولماذا أسمو بنفسي إذا ما ***** راعَها في زمانِنا مايروعُ؟
لو نجا خائفٌ بفرط توقّيه لما فارق الحياة الهلوعُ ***** ـهِ لما فارقَ الحياة َ الهَلوعُ
ضلَّ مَن يبتغي الحياة َ بذلٍّ ***** فلشرٌّ من الممات الخشوعُ
وقديماً حبُّ الحياة لعوبٌ ***** ـفِقُ من ريبة ِ الحوادثِ رُوعُ
إنما الفخر أن تولج أمراً ***** كلُّ قوم عن بابه مدفوعُ
وتجوبَ الدُّجَى لفُرصة ِ أمرٍ ***** وطيورُ الرَّجاءِ عنها وقوعُ
وبنفسي فتى ً وقلت له نفسي خروج من الخطوب طلوعُ ***** ـسي خَروجٌ منَ الخطوبِ طَلوعُ
يشهد الحرب حاسراً ثم يأتي ***** وعليه منَ النَّجيعِ دُروعُ
وتراهُ القَصِيَّ إنْ سِيمَ ضَيماً ***** وهْوَ في كلِّ ما أَرَغْتَ مطيعُ
وبطئٌ عن القبيحِ ثقيلٌ ***** وخفيفٌ إلى الجميلِ سريعُ
وإذا شِيمَ بارقٌ من نداهُ ***** فغمامٌ دانى الرّباب هموعُ
نحنُ قومٌ تَحلو لنا جُرَعُ المَوْ ***** تِ إذا كانَ في الدُّعاءِ الخضوعُ
والذي نَبتنيهِ في عَرَصاتٍ ***** ـه لعينيكَ فالسَّرابُ اللَّموعُ
ولنا يعلم الأنامُ قناة ٌ ***** ليس فيها لعاجميها صدوعُ
وصَفاة ٌ يزِلُّ أيَّ زَليلٍ ***** عن علوق بها المقالُ الشنيعُ
ونثاً لم يخُنْهُ فينا عَيانٌ ***** وأُصولٌ ما كذَّبتْها فُروعُ

سرونة
05/08/2012, 08:35 PM
كم ذا تذلّ بهذا الأمر أرءسنا

كم ذا تذلّ بهذا الأمر أرءسنا ***** وما لنا فيه إلاّ الرَّيُّ والشِّبَعُ
لم يبعد المرءُ فتراً من مذلتهِ ***** بين الرجالِ وفي حيزومه الطمعُ
لا تطلبِ النَّفْعَ في الدنيا فكم طلب الْرِ ***** جالُ نفعاً منَ الدنيا فما انتفعوا
إنْ لم يكن في طِلابِ الوَفْرِ مُنْتَجعٌ ***** ففي طلاب جميل الذكر منتجعُ
وانظر إلى الناس، قاضي لا يطيق لما ***** عراه دفعاً وماضٍ ليس يرتجعُ
كأنهم بعد أن شطّ الفراقُ بهم ***** لم يلبثوا بيننا يوماً ولاا جتمعوا

سرونة
05/08/2012, 09:14 PM
مَنْ لداعٍ لا يجابُ

مَنْ لداعٍ لا يجابُ ***** ة شفاءٍ لا يُصابُ
ومُعَنَّى مالهُ عِنْـ ***** ـدَكمُ إلاّ العذابُ
في الحَشا منه ندوبٌ ***** وزفيرٌ والتِهَابُ
ولقد قلتُ وللمشـ ***** ـغوفِ في الأمر ارتيابُ
زالت الأرواح أم زا ***** لتْ حُدوجٌ وقِبابُ؟
يا حليف الهجر هلْ للْـ ***** ـحبلِ موضولاً إيابُ؟
كنتَ لي أرْياً عِنْـ ***** ـديَ مذ فارقتَ صابُ
كيف أُروى والبعيدا ***** تُ ثناياك العِذابُ
إنَّ في الأظعانِ قومًا ***** أحضروا الشَّوقَ وغابوا
وإذا عاتبتَ منهم ***** ـضَتْ منَ الجوِّ عُقابُ
كلّ يومٍ لك بينٌ ***** لم يَصِحْ فيه غُرابُ
وبِعادٌ من حبيبٍ ***** لم يحن منه اقترابُ
وملال من "خليٍّ" ***** ونُبوٌّ واجْتِنابُ
حبّذا أيامُ سَلْعٍ ***** وسَقاهُنَّ السَّحابُ
كيفَ شَكوايَ زمانًا ***** كانَ لي فيهِ الشّبابُ؟
وكرامٌ لهمُ منْ ***** ورق العزّ ثيابُ
وثنايا في ذُرا المجـ ***** ـد على الرَّاقي صِعابُ
لا يريبونَ وإمّا ***** رابَهُمْ يومَ أرابوا
كلَّما مرَّ زمانٌ ***** عَذُبوا فيهِ وطابوا
وإذا لم يكُنِ الرِّسْـ ***** مُ عنِ الأمرِ وهابوا
وطما المدُّ الذي فيـ ***** ـهِ منَ الموتِ عُبابُ
هَجموهُ مثلما انقَضْـ ***** تـْ من الجوّ عُقابُ
ثم سالتْ منهمُ بالطَـ ***** ـطعن والضّرب شِعابُ
قل لحسّادي " أفيقوا ***** فاتكم عندي الطِلابُ
للذي عابَ مَعابُ
وله عِرْضٌ نَقيٌّ ***** زالقٌ عنه السِّبابُ
عامر الرّبع وفي الأعـ ***** ـراضِ ما شئتم خرابُ
مَن لكم مثلي إذا عَنْـ ***** ـنَّ طِعانٌ أو ضِرابُ
ودفاعٌ ونِزالٌ ***** وسؤالٌ وجوابُ
وغِلابٌ لأعاديـ ***** ـكُمْ وما يُرجَى الغِلابُ؟
وجِذابٌ للذي يهـ ***** ـوَوْن إنْ قلّ الجِذابُ
والذي يَهدي إلى القَصْـ ***** ـدِ وقدْ ضَلَّ الصَّوابُ
في مُقامٍ ليس إلاّ ***** أُسُدٌ فيه وغابُ
وجريحٌ وقتيلٌ ***** لا يواريه الترابُ
لكُمُ منِّيَ ظُفْرٌ ***** في المُلِمّاتِ ونابُ
وصباحٌ كلّما أظ ***** لَم خطبٌ وشهابُ
لستُمُ السيفَ فلِمْ أَنـ ***** ـتُمْ بلا سيفٍ قِرابُ؟
ما استوى في عَطَن القو ***** ـومِ صِحاحٌ وجِرابُ
لا ولا عادَلَتِ النِّيـ ***** ـبَ المسنّاتِ السِّقابُ
يا خليلي إنَّما الدَّهْـ ***** ـرُ مجيءٌ وذهابُ
وعَطاءٌ خلفَه مِنْـ ***** ـه ابتزازٌ واستلابُ
وسليمٌ ولَديغٌ ***** ومُوقّى ً ومصابُ
احذرِ الدهر فللدّهـ ***** ـر ازورارٌ وانقلابُ
ودعِ الحرصَ لقومٍ ***** حُرموا الرّشدَ وخابوا
ما إلى الذُّلِّ سِوى الحِرْ ***** صِ على الأموالِ بابُ
كل شيئٍ أنشأتْهُ ***** تربة ُ الأرضِ تُرابُ
وإذا فُزنا بصدقٍ ***** من غنى ً فهو كِذابُ
واطلب العزَّ فما دو ***** ن المدى العزّ حجابُ
بأُناسٍ كلما نو ***** دوا لمعروفٍ أجابوا
ليسَ تُنسيهم عن الهـ ***** ـمِ حروبٌ وحِرابُ
وكنِ المُقدمَ فالمغـ ***** ـبونُ فينا من يهابُ

سرونة
05/08/2012, 09:18 PM
ليتَ أنّا لمّا فَقَدْنا الهُجوعا

ليتَ أنّا لمّا فَقَدْنا الهُجوعا ***** وهو إلفٌ لنا فقدنا الدموعا
حاشَ للهِ أنْ أكونَ وقد فا ***** رقت أهلَ الخيام يوماً قنوعا
من يغيب عنه ساكن الدار لا يس ***** أل إلا طلولها والربوعا
لو علمنا أنَّ الفراقَ طويلٌ ***** لأَطَلْنا يومَ النَّوى التَّوْديعا
لارعى الله للوشاة ِ ولا نا ***** دَوْا مُجيباً في النَّائباتِ سَميعا
قد أضاع الذين كانوا على العه ***** د عهودي ومارأوني مضيعا
وبَلَوْنا منَ الغرام بما لَوْ ***** كان من غيرهم لكان وجيعا
قل لطيف الخيال ليلة هوم ***** نا بنجدٍ إلا طرقت هزيعا؟
والمطايا منَ الكلالِ على رَمْـ ***** ـلٍ زَرودٍ قدِ افترشنَ الضُّلوعا
ماعَلى من يَحُلُّ بالغَوْرِ لو با ***** ت لنا طيفه بنجد ضجيعا؟!
خادعونا بالزور منك عن الحقِّ ***** فما زال ذو الهوى مخدوعا
وكِلونا إلى النُّزُوعِ عن الحبْ ***** بِ وهيهاتَ أنْ نريدَ النُّزوعا
واطلبوا إنْ وجدتُمْ كاتماً للْـ ***** ـسِرِّ فيكُم فقد وجَدْنا المُذيعا
أيّها النّاخل الرّجال يرجّى ***** رجلاً واحداً لخلٍّ مُطيعا
كن أخا نفسك التي أنت منها آمنٌ ***** آمنٌ واحذرِ الأنامَ جميعا
لاتُصخْ نحوَهُمْ بسمعٍ فكم لا ***** موا وقوراً منهم وأعفوا خليعا
ومتى يضمك ريبٌ فلا تب ***** ـدِ خضوعاً ولاتُطأطىء خُشوعا
مايضرُّ الفتَى إِذا صحَّ عِرْضاً ***** أنْ يَرى النَّاسُ ثوبَهُ مَرقوعا
إن فخْرَ الملوكِ أودعَ عندي ***** نعماً أخفتِ النهار طلوعا
كل يومٍ أُثنى بفعلٍ كريمٍ ***** جاءني منه أو أعدُّ صنيعا
مأثراتٌ ما نلتها بوسيلٍ ***** لي منه ولادعوتُ شفيعا
وإذا ما مضَتْ عليها اللّيالي ***** زدتُ فيها نَضارة ً ونُصوعا
ورجالٌ راموا مداهُ وقد فا ***** تَ، فراموا ما يُعجزُ المستطيعا
قد رأَوْهُ بالأمسِ يحمي عنِ المُلْـ ***** وك عداه فما رأوه جزوعا
ورأوْا في يديهِ بِيضَ المواضي ***** في ذرا الهام سجداً وركوعا
وإذا صِينَ بالدُّروعِ جُسومٌ ***** جعل الطّعنَ للجسوم دروعا
قد ركبتمْ فما ركبتمْ عظيماً ***** وبنيتُم فما بنيتُمْ رفيعا
وجهدتم أن تدركوا سورة العزِّ فكانت منكم سراباً لموعا ***** زِ فكانت منكمْ سَراباً لَموعا
وسئلتم فما بذلتم وماسا ***** وى بذولٌ في المكرمات منوعا
لايمل الإرمام إن وادعوه ***** وأخو طَيْشة ٍ إِذا هوَ رِيعا
يا إله الورى الذي ملأ الأر ***** ضَ بهِ رأفة ً وأمْناً وَسِيعا
كن له جانباً حريزاً من الخو ***** ف وحصناً من الخطوبِ منيعا
وأقله صرع الزمان فكم أن ***** قذ من نبوة ِ الزمان صريعا

سرونة
05/08/2012, 09:18 PM
حرامٌ على قلبي السلوّ وقد بدا

حرامٌ على قلبي السلوّ وقد بدا ***** لعينيَ عندَ الرَّقْمتينِ قضيبُ
قضيبٌ قضى اللهُ المقدِّرُ أنَّه ***** إلى كلّ ألبابِ الرّجال حبيبُ
وما كانَ عندي أنَّ قَلبي يقودُهُ ***** إليه ويُدعى نحوه فيجيبُ

سرونة
05/08/2012, 09:20 PM
صبراً على مضضِ الخطو

صبراً على مضضِ الخطو ***** بِ وإِنْ أسَأْنَ بِنا صَنيعا
يعطى الزمانُ وليته ***** أعطى ولم يَنْوِ الرُّجوعا
من عاذرى من مطمعٍ ***** أَغدو له دهري مُطيعا
أَفنَى الأصولَ، وليتَه ***** أبقى فلم يفنِ الفروعا
أينَ الذينَ تبوَّءُوا ***** نشزاً من الدنيا رفيعا؟
خلفوا البدور إذا محت ***** ولَطالما خَلَفوا الرَّبيعا
وإذا الجسوم تدرعت ***** جَعلوا عزائمهمْ دُروعا

سرونة
05/08/2012, 09:21 PM

صبراً على مضضِ الخطو

صبراً على مضضِ الخطو ***** بِ وإِنْ أسَأْنَ بِنا صَنيعا
يعطى الزمانُ وليته ***** أعطى ولم يَنْوِ الرُّجوعا
من عاذرى من مطمعٍ ***** أَغدو له دهري مُطيعا
أَفنَى الأصولَ، وليتَه ***** أبقى فلم يفنِ الفروعا
أينَ الذينَ تبوَّءُوا ***** نشزاً من الدنيا رفيعا؟
خلفوا البدور إذا محت ***** ولَطالما خَلَفوا الرَّبيعا
وإذا الجسوم تدرعت ***** جَعلوا عزائمهمْ دُروعا

سرونة
05/08/2012, 09:32 PM
وفي النَّفَر الغادينَ وجهٌ أُحبُّهُ

وفي النَّفَر الغادينَ وجهٌ أُحبُّهُ ***** وما كل وجهٍ في الرِّفاقِ حبيبُ
ينوب منابَ البدرِ ليلة َ تمّهِ ***** ويُغني غَناءَ الشّمسِ حين تغيبُ
ولمّا دعاني للغرامِ أحببيهُ ***** وما كانَ قلبي للغرامِ يُجيبُ
وما كنتُ إلا فيه للحبِّ طائعًا ***** وما لسواهُ في الفؤادِ نَصيبُ

سرونة
05/08/2012, 09:33 PM
ما أساء الزمان فيك الصنّيعا

ما أساء الزمان فيك الصنّيعا ***** فاشكرِ اللهَ سامعاً ومطيعا
أخذَ اللهُ واحداً ثمَّ أبقَى ***** مالنا مَجْزَعٌ ولو أنّه كا
فهبِ الحزنَ للسُّرورِ ولا تَذْ ***** ر على ما مضى وفات دموعا
مالنا نجزعٌ ولو أنه كا ***** ن لحوشيتَ أن تكون جَزوعا
قد شَكرنا يداً تجافَتْ عنش الأصْـ ***** ـلِ وإنْ جثَّتِ الغصونُ فروعا
ونَجا سالماً منَ الهَوْلِ مَن دا ***** وَى نجاءً منه الفؤادَ الوجيعا
ولو أنّا حقّا نفكّر فيما يفعل ***** يفعلُ الدَّهرُ مُعطياً ومَنُوعا
لعَددنا منه العطاءَ ابْتزازاً ***** وحسبنا الغروب منه الطلوعا
وثلومُ الزمان في قاطع الأس ***** ياف يعهدن لا يصبن القطيعا
وإذا هبت الرياح فما زعزعن فينا غلا البناء الرفيعا ***** البناءَ الرَّفيعا
ولحمل الأثقال لا يطلبُ الحا ***** مل منّا إلا الجلال الضليعا
والمصيباتُ لا يُصِبْنَ سِوى الأخْـ ***** وإذا هبَّتِ الرِّياحُ فما زَعْـ
وإذا لم يكن سوى الموت فالما ***** ضي بطيئاً كمنْ يموتُ سريعا
أنا منكم خفضاً وبؤساً وأمناً ***** وحذراً وعزة ً وخشوعا
ولوَ أنِّي استطعتُ ما مسَّك السُّو ***** ء وتبقى على أن أستطيعا

سرونة
05/08/2012, 09:34 PM
شعرٌ ناصِعٌ ووجهٌ كئيبُ

شعرٌ ناصِعٌ ووجهٌ كئيبُ ***** إنّ هذا من الزّمانِ عجيبُ
يا بياضَ المشيبِ لونُك إنْ أنْـ ***** ـصفَ رائيكَ حالِكٌ غِرْبيبُ
صدّ من غير أن يُمَلّ وما أنْـ ***** ـكر شيئاً سواك عنّي الحبيبُ
يا مضيئاً في العين تسودّ منه ***** كلَّ يومٍ جوانحٌ وقلوبُ
ليس لي مُذْ حللتَ يا شيبُ في رأ ***** سِيَ كَرهًا، عندَ الغواني نصيبُ
وَلَخيرٌ من لونك اليقَقِ المُشْر ***** ـرقِ عندي وعندهُنَّ الشُّحوبُ
رحنَ يدعونني "معيباً" وينبذ ***** ن عهودي وأنت تلك العيوبُ
كيف أخشى الرّقيبَ والشّيب في وجـ ***** ـهي على الغانياتِ منّي رقيبُ؟

سرونة
05/08/2012, 09:34 PM
ويومَ وقفنا للوداعِ وكلُّنا

ويومَ وقفنا للوداعِ وكلُّنا ***** يُطَفِّحُ يومَ البينِ عينيهِ أَدمعا
رأينا حُلوماً عارياتٍ ولم نَجدْ ***** من الصبّر إلاّ واهياً متقطعا
ولم تسمعِ الآذانَ إِلاّ تَشاهقاً ***** وإلا حنيناً يوم ذاك مرجعِّا
فيالك يوماً فاضحاً لمتيمٍ ***** ويالك مبكى للعيون ومجزعا
كأنا وقد سلَّ الفراقُ عقولنا ***** سلكنا جنوناً أو كرعنا المشعشعا
كأنَّ عيوناً يُمطرُ الدَّمعَ هَدْبُها ***** غُصونٌ مَطيراتُ الذَّوائبِ هُمَّعا

سرونة
05/08/2012, 09:38 PM
حلّ ذاك الكِناسَ ظبيٌ ربيبُ

حلّ ذاك الكِناسَ ظبيٌ ربيبُ ***** عاصتِ الصَّبْرَ في هواهُ القلوبُ
غاضَ فيه حلمُ الوَقور وأكْدَتْ ***** قُلُبُ الرَّأي واستُزلّ اللّبيبُ
يا محلاًّ أبْلَتْه هُوجُ اللّيالي ***** وغرامي بساكنيه قشيبُ
واطمأنَّتْ بكَ المحاسنُ حتَّى ***** شرَّدَتْها عنّي وعنكَ الخُطوبُ
طالما روّضتْ رُباكَ الغواني ***** وتنوّرت والزمان جديبُ
وتمشَّتْ بك السَّحائبُ يجرُرْ ***** نَ بُروداً تخيّرتها الجَنوبُ
جادَ جفني ثراك وهو جَهامٌ ***** وألَنْتَ الفؤادَ وهو صليبُ
ساءَ عهدي لقاطنيكَ متى أذْ ***** ريتُ دمعًا من مُقلتي لا يَصوبُ
لستَ فَردًا فيما دَهَتْه الليالي ***** كل شيئ في كَرِّهنّ سليبُ
أيها القادمُ الذي أَقْدَمَ الثَّأْ ***** رَ لقلبٍ جَنى عليهِ المغيبُ
إنْ يكنْ شخصُك استمرّ به النأ ***** يُ " ......" في الفؤاد قريبُ
لو بِعَنْسٍ رحَّلتُها ما بقلبي ***** عاقها عن مدى القِلاصِ اللّغوبُ
لا تقِلني إنْ بعتُ غيرَك ودّاً ***** وَقَفَتْه عليك نفسٌ عَروبُ
خُلُقٌ مرهفٌ الحواشي وعِرْضٌ ***** شامخٌ ما "دنت" إليهِ العيوبُ
"روّقته" الأيامُ والخُلُقُ الأخْـ ***** ـلَقُ فينا مُمَنَّعٌ محجوبُ
مدّ ضَبْعي إليكَ مجدٌ وَساعٌ ***** وثَرًى طيِّبٌ وسِنْخٌ نَجيبُ
ومعالٍ "تكنَّفتْ" حومة َ العـ ***** طويلُ الكِرام عنها رعيبُ
إنَّ وَجْدي كما عهدتَ صَريحٌ ***** ما بخَلْقٍ سواكَ فيهِ نصيبُ
ثَقَفتْه الدُّهورُ وهْوَ رطيبٌ ***** وجلاه الزّمان وهو قشيبُ
جادَ تلك العهودَ صَوبُ عهادٍ ***** من ودادي هامي الجفون سَكوبُ
نُلنيَ القربَ قد أَمَلَّنيَ البُعْـ ***** ـدُ وصِلْ ذا الطُّلوعَ طالَ الغُروبُ
إِنْ تجدني سَمْحَ القِيادِ ففي قلْـ ***** ـبِ زماني من حرِّ ناري وحبيبُ
كيف أعطي الزمانَ صَبْوة قلبي ***** واعتزامي على هواي رقيبُ؟
هانَ في مقلتي الذي راق فيه ***** فكأنّ الشبابَ فيه مشيبُ
سَدَلَتْ خبرتي سُجوفَ ابتسامي ***** قلّما يُعجبُ العجيبَ عجيبُ
وكَفَتْني تجاربي نائباتٍ ***** ما أبالي في أيّ حينٍ تنوبُ
وبلوتُ الزَّمانَ حتى لوِ ارتَبْ ***** تُ لكثَّفتُ ما تُجنُّ الغيوبُ
ليسَ يدري الورى بماذا غرامي ***** ما تَمارَوا فيه إليَّ حبيبُ

سرونة
05/08/2012, 09:39 PM
بأبي وجهك الذي

بأبي وجهك الذي ***** جمعَ الحسنَ أَجمعا
وثناياكَ إنَّهنْ ***** نَ فَضَحن المُشَعْشَعا
لست أنساك مسعفاً ***** بعناقٍ مودعا
فجفوني على فرا ***** قك يقطران أدمعا
لارعى الله معشراً ***** صدعوا ماتصدعا
تَركوا دارَ ودِّنا ***** منهم اليوم بلقعا
أسهروا ليلنا وب ***** توا مدى اللّيل هُجَّعا

سرونة
05/08/2012, 09:40 PM
ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ

ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ ***** يوم رحنا والبين منّا رقيبُ
ودَّعتني وزادُها طَربُ اللهْـ ***** ـوِ وزادي تلهُّفٌ ونحيبُ
ورأتني أُذري الدموع فقالت : ***** أبكاءٌ أراه أم شُؤْبوبُ؟
إنّما البينُ للبدورِ المُنيرا ***** تِ كسوفٌ وللشُّموس غروبُ
والنُّوى كالرَّدى ، وفقدٌ كفقدٍ ***** غير أنْ غائبُ الرّدى لا يؤوبُ
ولقد قلتُ للمليحة ِ والرَّأ ***** ـرّأسُ بصبغ المشيب ظلماً خضيبُ
لا تَرَيْهِ مجانباً للتصابي ***** ليس بِدْعاً صبابة ٌ ومشيبُ
قلْ لمن حلَّ في الفؤاد وهل يسْ ***** كنُ حَبَّ الفؤاد إلاّ الحبيبُ؟:
أين أيّامنا اللّواتي تقضّـ ***** ـنَ وفي القلبِ بعدَهُنَّ نُدوبُ
واجتماعٌ نمحو به أثرَ الهـ ***** ـمّ ويحلو مذاقُه ويطيبُ
تشمئزّ الأحزانُ منه وتَـ ***** ـزْوَرُّ إذا قاربته عنه الكُروبُ
قمْ بنا نشكر الزّمان فلم يبـ ***** ـقَ لنا في الزّمان إلاّ العجيبُ
ظُلماتٌ مُسْودَّة ٌ، وأُمورٌ ***** مشكلاتٌ يَحارُ فيها اللّبيبُ
وشؤونٌ تبيضّ منها شؤونٌ ***** وانقلابٌ تَسْودُّ منه قلوبُ
وأراها بالظّنِّ كالجمرة ِ الحمـ ***** ـراء أَذكى لها الأُوارَ مُذيبُ
ووشيكاً يكون ذاك فما بَعْـ ***** ـدَ شَرارِ الزِّناد إلاّ اللهيبُ
وكأنِّي بها مُعرَّقة َ الأوْ ***** صال قد شَفَّها السُّرى والدُّؤوبُ
وعليهنَّ كلُّ أرْوَعَ لا يَرْ ***** ويه إلاّ التخّييمُ والتّطنيبُ
إنْ عَنَتْ أزمة ٌ فكفٌ وَهوبٌ ***** أو عَرَتْ خَشية ٌ فنصْلٌ ضَروبُ
ورجالٌ شُمُّ العَرانينِ وثَا ***** بونَ نحوَ الرَّدى شبابٌ وشِيبُ
أينما ضاربوا ، فهامٌ فَليقٌ ***** ونجيعٌ من الكُماة صبيبُ
ليس منهم إلاّ الغَلوب وما فيهـ ***** ـهمْ مدَى الدَّهرِ كلِّه مَغلوبُ
أنتَ عزُّ لنا فإنْ قيلَ في غيـ ***** ـرك هذا فالقول قولٌ كَذوبُ
وإذا مُيّزت سجايا أناسٍ ***** بان عودٌ رِخْوٌ وعودٌ صَليبُ
ولبَيتٌ حَلَلْتَ لم يُرَ فيهِ ***** قطٌّ إلا نجابة ٌ ونجيبُ
ووَلوعٌ بطيِّبِ الذِّكرِ لا يُرْ
إِنّ آلَ الأجلّ آلي وشعبي ***** منهمُ اليومَ تستبين الشّعوبُ
وهمُ أسرتي ومن سِرِّ "موسى " ***** بالمودّاتِ والصديقُ نسيبُ
وإذا حُصّل الودادُ تدانى ***** ذُو بعادٍ وبانَ عنكَ القريبُ
قارَعوا عَنِّيَ الخطوبَ وقدْ هَمْـ ***** ـمَتْ وكادتْ تَجني عليَّ الخطوبُ
وتلافَوْا جرائرَ الدّهرِ حتّى ***** ما لدهرٍ بهم إليَّ ذنوبُ
كم لهم دون نُصرتي نَهَضاتٌ ***** ومقامٌ ضَنْكٌ ويومٌ عَصيبٌ
وعَصوفٌ يُكِنُّني وركودٌ ***** ومَجيءٌ يجيئني وذُهوبُ
ودفاعٌ عنّي العِدا ونزاعٌ ***** أرتضيهِ وهدنة ٌ وحروبُ
لستُ أنسى حقوقَكم عندِيَ البيـ ***** ـضَ إذا كان في الزّمان الشّحُوبُ
واعتصامي بكم وأنتم لرَحْلي ***** حَرَمٌ آمِنٌ وودادٍ خصيبُ
كم فَرجتم من ضَيْقَة ٍ وكشفتُمْ ***** كُرَبًا يُطيقُها المَكْروبُ
وتخلّصتُمُ ثراءَ رجالٍ ***** من يد الفقر والبلاء يصوبُ
لا مشَتْ في دياركُمْ نُوَبُ الدَّهْـ ***** ـرِ ولا ارتبتُمُ بشيءٍ يُريبُ
وإذا خِيفت الغيوبُ فلا خِيـ ***** ـفتْ عليكم مدى الزّمان الغيوبُ
وفداكم من الأَذاة رجالٌ ***** دَنِساتٌ ذيولُهم والجيوبُ
كلَّما أخفتِ السُّعودُ عيوبًا ***** منهُمُ استيقظتْ ولاحت عيوبُ

سرونة
05/08/2012, 09:40 PM
قل لعيني لاتملأ الدموعا

قل لعيني لاتملأ الدموعا ***** تارة أدمعاً وأخرى نجيعا
ودعا الفكر في الهجوع فيأبى ***** لكما الرَّزءُ أنْ تَذوقا الهُجوعا
إن هذا الخطبَ الفظيعَ وماشا ***** هدتُما مِن سواهُ خطباً فظيعا
أيُّها الآملُ الحياة َ وما يخـ ***** شى غروباً كما يرجى طلوعا
والَّذي يرفعُ القصورَ كأنَّ الــْد ***** هرَ أعفَى بناءَه المرفوعا
قد رأينا كما رأيتَ عليّاً ***** في الثُّريا حلّ التراب صريعا
ـيامِ هذا التّخويفَ والتَّرْويعا ***** وإذا ماعلوت إلا الوقوعا
وإلى كم تكونُ في هذه الدُّنـ ***** ـيا أسيراً معلَّلاً مَخْدوعا
هل ترى إن رايت إلا خداعاً ***** وسراباً في كلِّ قاعٍ لموعا؟
ولِباساً متى تشاءُ الليالي ***** كان عنّا محوَّلا مَنْزوعا
لم تدع حادثات هذي الليالي ***** عندنا تابعاً ولا مَتْبوعا
ولو أني أنصفتُ نفسي لصّير ***** ت سلامي على الورى توديعا
وإذا لم تدع صروف الليالي ***** لي أُصولاً فكيفَ أرجو فروعا
أينَ قومٌ كانوا على الليل صُبحاً ***** لايوارى وفي الجدوب ربيعا؟
اين من كان للردى طارداً بال ***** ـبأسِ عنّا وبالنَّدى يُنْبوعا
فتراهُمْ من بعدِ عزٍّ عزيزٍ ***** في بطون الثرى جثوماً خشوعا
ليت دهراً أعطى وعاد إلينا ***** مسترداً لذاك كان منوعا
وإذا لم يكن سوى الموت فالما ***** ضي بطيئاً كمن يموتُ سريعا
قُل لناعي أبي عليٍّ: ألا ليـ ***** ـتَ الذي قلتَ لم يكُنْ مَسْموعا
إن روعاً ألقيت في الرُّعِ منِّي ***** يوم خبّرت لم يدع لي روعا
سَلِّ غيري فليسَ كلُّ جَزوعٍ ***** عضه الرّزء كان مثلي جزوعا
لم أكنْ قانعاً بشيءٍ منَ الدَّهـ ***** ر وعلقته فصرت قنوعا
كانَ تِرْبي وصاحبي وإِذا ما ***** خفتُ حصناً من الخطوب منيعا
وله الذكر خالداً كلما أخ ***** ـلِقَ ذكرٌ سِواهُ عادَ نَصوعا
وحياتي مثل الممات إذا فا ***** رَقْتُ من كانَ لي جَناباً مَريعا
أنت أوسعتهم وقد أعضل الخط ***** ـبُ مقالاً كفاهُمُ وصنيعا
كم أصاخوا غليك والرأي شورى ***** وأجابوا نداءك المسموعا
ما أبالي إذا حفظت عهوداً ***** لصديقي من كان غيري مضيعا
قد عمرنا كما نشاء اشتراكاً ***** واشتباكاً وصبوة ً ونزوعا
وامتَزَجْنا حتَّى جعلتُكَ لمّا ***** غِبتَ عن مقلتي لجَدِّي ضَجيعا
ـهِ إِليهِ ع ***** شيَّة ً وهزيعا
وإذا مادعوتَ ربك فيه ***** وسألت العظيم كان سميعا
وجِوارٍ لمن إذا كنتَ مَوْقُو ***** ذاً منَ السَّيِّئاتِ كانَ شفيعا
فهنيئاً بأن سكنتَ رباعاً ***** كنّ للغرّىل موسى ربوعا
وإذا لم يكن لهم يومَ حشرٍ ***** روعة ٌ تتقى فلست مروعا
وإذا ماشفاههم كرعت ثمَّ زلالاً فيه كروعا ***** مْ كرِعَتْ ثَمْ
وسقى الله تربة ً أنت فيها ***** مَ زُلالاً أصبحتَ فيه كَروعا

سرونة
05/08/2012, 09:41 PM
ما في السُّلوّ لنا نصيبٌ يُطلبُ

ما في السُّلوّ لنا نصيبٌ يُطلبُ ***** الحزنُ أقهرُ والمصيبة ُ أغلبُ
لكِ يا رزيّة ُ في فؤادِيَ زفرة ٌ ***** لا تُستطاعُ ومن جفونيَ صَيِّبُ
قد كان عيباً أن جرى ليَ مدمعٌ ***** فاليوم إن لم يجرِ دمعٌ اعيبُ
ولطالما كان الحزينُ مُؤَنِّبًا ***** فالآن مُدرِّعُ العَزاءِ مؤنَّبُ
طرقتْ أميرَ المؤمنين رزيَّة ٌ ***** والرُّزْءُ فينا طارقٌ لا يُحْجَبُ
لم ينجُ منها شامخٌ مترفِّعٌ ***** أو مَدخلٌ مُتَمَنَّعٌ مُتَصَعَّبُ
لو كان يُدفع مثلُها ببسالة ٍ ***** لحمى عواليها الكماة ُ الغُلَّبُ
الضّاربون الهامَ في رَهَج الوغى ***** والسُّمْرُ تُلطخ بالنّجيع وتُخضَبُ
والهاجمون على المنيّة دارَها ***** وقلوبُهم كالصَّخر لا تتهيَّبُ
قومٌ إذا حملوها القنا وتنمّروا ***** ركبوا منَ العَزّاء ما لا يُركبُ
أو أقدموا في معركٍ لم ينكُصوا ***** أو غالبوا في مَبْرَكٍ لم يُغلبوا
رُزءٌ بمُفتَقَدٍ أرانا فقدُه ***** أنَّ العُلا والمجدَ قَفْرٌ سَبْسَبُ
والأرضُ بعدَ نضارة ٍ ما إنْ لها ***** إلاّ الأديمُ المقشعرُّ المُجدِبُ
والنّاس إمّا واجمٌ متخشِّعٌ ***** أو ذاهلٌ خلع الحِجى مُتَسَلَّبُ
إن يمض مقتبلَ الشّباب فإنّهُ ***** نالَ الفضائلَ لم ينلْها الأَشيبُ
ورَعٌ نَبا عنه الرِّجالُ وعفّة ٌ ***** لم يَستطعها النّاسك المتجنِّبُ
قلنا وقد عالوه فوق سريرهِ ***** يَطفو على قُلل الرِّجال ويرسُبُ
ووراءَه الشُّمُّ الكرامُ فناشِجٌ ***** يُذري مدامعَهُ وآخَرُ يندُبُ
من ذا لوى هذا الهمامُ إلى الرّدى ***** فأطاعه، أم كيف قيد المُصْعَبُ
صبرًا أميرَ المؤمنين، فلم نزلْ ***** بالصَّبر مِن آدابِكم نَتأدَّبُ
أنتمْ أمرتُم بالسُّلوّ عنِ الرَّدى ***** وأَريتُم في الخطبِ أينَ المذهبُ
وركبتمُ أَثباجَ كلِّ عظيمة ٍ ***** إذ قلّ ركّابٌ وعزّ المركبُ
ووردتُمُ الغَمراتِ في ظلِّ القَنا ***** والطّعن في حافاتها يتلهّبُ
حوشيتمُ أن تُنقصوا أنوارَكم ***** أو تُبخِسوا من حظِّكم أو تُنْكَبوا
وإذا بقيتُمْ سالمين منَ الأذى ***** فدعوا الأذى في غيركم يتَقّلَّبُ
شاطرتَ دهرك واحدًا عن واحدٍ ***** فغلبته والدّهرُ غيرَك يغلبُ
ما ضرَّنا وسيوفُنا مَشْحوذة ٌ ***** مصقولة ٌ إن فُلّ منها المِضربُ
والشمس أنتَ مقيمة ً في أفقها ***** وهُدًى لنا من كلِّ شمسٍ كوكبُ
وإذا البحور بقين فينا منكُمُ ***** مملوءة ً فدعِ المذانبَ تنضُبُ
ولئن وهى بالرُّزءِ منا منكبٌ ***** فلقد نجا من ذاك فينا منكِبُ
نجمانِ هذا طالعُ أيماضه ***** ملأَ العيونَ، وذاك عنّا يغرُبُ
أو نعمتان؛ فهذه متروكة ٌ ***** مذخورة ٌ أبدًا وأُخرى تُسلبُ
أصلٌ له غصنانِ هذا ذابلٌ ***** ذاوٍ وهذا ناضرٌ متشعّبُ
أو صَعْدة ٌ فُجِعَتْ ببعضِ كعوبها ***** ولها كعوبٌ بعد ذاك وأكعُبُ
أو أجدَلٌ ماسُلَّ منه مِخْلَبٌ ***** فاجتُثّ إلاّ نابَ عنه مِخلَبُ
ماذا التنافسُ في البقاء وإنما ***** هو عارضٌ ماضٍ وبرقٌ خُلَّبُ
ذاقَ الحِمامَ مبذّرٌ ومُقتّرٌ ***** وأتى إليهِ مبغَضٌ ومُحبَّبُ
فمعجِّلٌ لحمامه ومؤجَّلٌ ***** ومشرِّقٌ بطلوعه ومغرِّبُ
ونُعاتب الأيّامَ في فُرُطاتِها ***** لكن نُعاتب سادراً لا يُعتبُ
لا نافعٌ إلاّ ومنه ضائرٌ ***** أو مرغَبٌ إلاّ وفيه مُرهِبُ
ومتى صَفا خللَ الحوادثِ مَشْربٌ ***** عذبٌ تكدّر عن قليلٍ مشربُ
فخراً بني عمّ الرّسول فأنتمُ ***** أَزكى المغارِس في الأنام وأطيبُ
إرثُ النبيِّ لكُمْ ودارُ مُقامِهِ ***** والوحْيُ يُتلى بينكُم أو يُكْتبُ
والبُرْدُ فيكم والقضيب وأنتم الـ ***** ـأَدنَوْن من أغصانه والأقربُ
وأبوكمُ سقّى الأنامَ بسَجْلِهِ ***** وأحلَّه والعامُ عامٌ مُجدبُ
خُتمتْ خلافتُه بكمْ وعليكُمُ ***** إشرافُها أبدَ الزَّمان مُطنَّبُ
هي هَضْبة ٌ لولاكم لا تُرتَقى ***** أو صعبة ٌ بسواكمُ لا تُركبُ
حكمَ الإلهُ بأنَّها خِلَعٌ لكمْ ***** لا تُنْتضَى وبَنيَّة لا تُخربُ
كم طامعٍ من غيركمْ في نيلها ***** فَرَقتْ مفارِقَه السّيوف الوثَّبُ
ومؤمِّلين وُلوجَ بعضِ شِعابِها ***** لم يبلغوا ذاكَ الرّجاءَ وخُيبوا
جئناكَ نمتاح العزاء فهب لنا ***** منك العزاءَ فمثلُ ذلك يوهبُ
وارفقْ بقلبٍ حاملٍ ثِقْلَ الورَى ***** والكَلْمُ يؤْسى والمضايقُ تَرحبُ
واسلكْ بنا سُبُلَ السُّلُوّ؛ فإِنَّنا ***** بك نَقْتدي وإلى طريقك نذهبُ

سرونة
05/08/2012, 09:41 PM
يا بأبي مَن في الدُّجَى

يا بأبي مَن في الدُّجَى ***** من بعد ماقد كان ممنوعا
بات يُعاطيني أحاديثَه ***** وحبَّذا ذلك مَكْروعا
حتى إذا الصّبحُ بدا نورهُ ***** وقطَّعَ الظَّلماءَ تَقْطيعا
ولَّى كأنَّ اللّيلَ في وصلِهِ ***** كسا قميصاً عادَ مَنزوعا
لافقدته مقلتي لا ولا ***** بتُّ بشيءٍ منه مَفْجوعا

سرونة
06/08/2012, 04:52 PM
أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى

أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى ***** وداءً ليس يعرفه الطبيبُ
ودهراً لا يُصيخُ إلى نصيحٍ ***** وعَيشًا لا يَلَذُّ ولا يطيبُ
وكم لي من أخٍ أُوليهِ نُصْحي ***** ومالي في نَصيحتهِ نَصيبُ
له منِّي البشاشة ُ في التَّلاقي ***** ولي منه البَسارة ُ والقُطوبُ
يَعيبُ تَجَنيّاَ والعيبُ فيه ***** وقد نادت فأسمعتِ العيوبُ
ألا هرباً من الإخوانِ جمعاً ***** فمالكَ منهُمُ إِلاّ النُّدُوبُ
ولولاهمْ لما قَذيتْ جفوني ***** ولا سِيقتْ إِلى قلبي الكُروبُ
ولا طويتْ على أوْدٍ قناتي ***** وغَلَّس في مفارِقيَ المشيبُ
ولا خَرقتْ منَ الأيّام جِلدي ***** أظافرُ لا تقلَّمُ أو نيوبُ
ولا عرفتْ مساكنيَ الرّزايا ***** ولا اجتازتْ على رَبْعي الخُطوبُ
ولمّا أنْ أبى حُكمي وألْوَى ***** وشَبَّتْ بَيْنَنا منه الحروبُ
وأخرسني عن الشّكوى ومنه ***** لسانٌ لا يفارقه كذوبُ
غفرتُ ذنوبه حتّى كأنّي ***** عَلِقتُ به وليس له ذنوبُ

سرونة
06/08/2012, 04:53 PM
ضَمِنَتْ مجدَك العُلا والمساعي

ضَمِنَتْ مجدَك العُلا والمساعي ***** وضمان العلاء حرب الضياع
آن أن قتضى حقوق تراخت ***** آذنَتْ بعد فُرقة ٍ باجتماعِ
زاولوها وأنت ترغب عنها ***** والأحاظى نتائج الإمتناع
ظعنت لن تراعها باشتياقٍ ***** وأنابتْ لم تدعُها بزَماعِ
رَبَعَتْ مُذْ نقضتَ كفَّكَ منها ***** بينَ حقٍّ ثاوٍ وحقٍّ مُضاعِ
كيف لاتجتوى محلَّ الدّنايا ***** وهي قد فارقت عزيز البقاع؟
وعلا الذمُّ من ألظّ بغور الأرض من بعد نجدها واليفاع ***** أَلَظَّ بغَوْرِ الـ
قَصُرتْ دونَها الأكفُّ فألقتْ ***** أوقها عند مستطيل الذراع
مضربٍ عن تصفح الذنب لاهٍ ***** عن حسودٍ لما عناه مراع
كِلفِ الرَّأي في المحامدِ سارٍ ***** في أقاصي الآمالِ والأطماع
وإذا نكبت وجوه أناس ***** عن سبيلي رعاية ٍ ودفاع
جاش وادي حفاظه فتعدت ***** زَخْرَة ُ المَدِّ مُشرفاتِ التِّلاعِ
مرهقٍ فائت الأمور بجدٍّ ***** في أبى ِّ الخطوب جدّ مطاع
ثاقب الزند منجحِ الوعد صافي ال ***** رِفْدِ ماضي الشَّبا فسيحِ الرِّباعِ
ـامِ يَسْخو ل ***** مُفْرحٍ بنزاعِ
وإذا سربل الخداُ نفوساً ***** حسَرَتْ نفسُه قِناعَ الخداعِ
مأثرات شققن حتّى لقد قم ***** ن بعذرِ المقصر المرتاع
قد تعاطَوْا مداهُ فانصرفَ الفَوْ ***** ت به عن معاشرٍ طلاع
كلُّ غِلٍّ لم يَشفِهِ يومُ حِلْمٍ ***** برءه في دواء يوم المصاع
ما اصطفاهُ فيك الخليفة ُ جلَّى ***** عن نفوسٍ بين الشكوك رتاعِ
قد رأَوْهُ مُسْتديناً لك حتَّى ***** أعوزته مواطن الإرتفاعِ
وبأَسماعِهمْ جَرى فَرْطُ تَقْريـ ***** ـظكَ والفَهمُ شافعٌ للسَّماعِ
حيثُ تسترجفُ القلوبُ وتَعْنو ***** لجلالِ المقامِ نفسُ الشجاعِ
قَرَّبَتْكَ الحقوقُ منه وأدّا ***** ك إلى حمده كريمُ الطِّباعِ
غمرَ النجح غمر آمالنا فيك ***** فلم تبق حجة ٌ في اصطناعِ
ولِّها وجْهَنا الغَداة َ وخُذْ ما ***** شئتَ من نهضة ٍ وفضلِ اضطلاعِ

سرونة
06/08/2012, 04:53 PM
وليَ صاحبٌ لا يصحب الضّيمَ ربُّهُ

وليَ صاحبٌ لا يصحب الضّيمَ ربُّهُ ***** له في دماءِ الدّارعين قِرابُ
وأسمرُ عسّالُ الكعوبِ سنانهُ ***** رسولُ المنايا في يديه كتابُ
إذا ما وَجا أَوداجَ قَرْنٍ مُصّمَّمٍ ***** أعادَ مشيبَ الوجهِ وهْوَ شبابُ
ملانيَ فخراً أنّكَ اليومَ والدي ***** وأنّكَ طّوْدى والأنام شِعابُ
ألستَ منَ القوم الذين إذا دَنْوا ***** لحربٍ تدانتْ أرْؤُسٌ ورقابُ؟
سيوفُهُمُ ألحاظُهم وقناتُهم ***** سواعدُهمْ مهمااستحَرَّ ضِرابُ/شع/

سرونة
06/08/2012, 04:53 PM
لادرَّ درُّ الحرصِ والطمعِ

لادرَّ درُّ الحرصِ والطمعِ ***** ومذلَّة ٍ تأتيكَ مِن نُجَعِ
وإذا انتفعتَ بما ذَلَلْتَ بهِ ***** فلأنت حقّاً غير منتفعِ
ومصارعُ الأحياءِ كلهمُ ***** في الدَّهرِ بينَ الرِّيِّ والشَّبَعِ
وإذا علمتُ بفرقتي جدتي ***** فعلام فيما فاتني جزعي؟
مَن لا تراهُ معي وقد قعدتْ ***** عنّي الرّجال معاً فليس معي
وإذا ثويتُ بدارِ مَخصبة ٍ ***** وشَرِكتُ فيها فالورَى شِيَعي

سرونة
06/08/2012, 04:53 PM
عجبتُ من الأيام كيف تروعني

عجبتُ من الأيام كيف تروعني ***** ومن عَزَماتي تستمدُّ النَّوائبُ؟
وكيف ارتجتْ عندي بلوغَ إرادة ٍ ***** وما مال منّي في الغواية جانبُ
لقد هذَّبت صَرفُ اللّيالي بصيرتي ***** وآنسُ شيءٍ بالفؤادِ المصائبُ
إذا كنت أستعلي بنفسٍ عزيزة ٍ ***** فلا قامَ أنصارٌ ولا هبَّ صاحبُ
ورُبَّ حسودٍ يَزْدريني بقلبهِ ***** إذا رامَ نُطقًا أخرسَتْهُ المناقبُ
تسربل سربال الليالي وما درى ***** بأن مكاني ما مشى فيه عائبُ
وفارقتُ أخلاقَ الزَّمانِ وأهلهِ ***** فقد عجبتْ أنْ لم تَنَلني المعايبُ
ومارسْتُ مِن أحوالهمْ ما بطرفِه ***** أشاهِدُ ما تُفْضي إليه العواقبُ
إذا لم يكن بالسيف سعيُك للعُلا ***** فلا دان مطلوب ولا ثار طالبُ
وكنتُ إذا حاولت قوماً تسفّهتْ ***** حلومُهُمُ حتّى حَفَتْني السَّحائبُ
كأنّ الردى ما حُمّ إلا لِصَلْوتي ***** ولا خُلقتْ إلاّ لأجلي العجائبُ

سرونة
06/08/2012, 04:54 PM
من أين زرت خيالَ ذاتِ البرقعِ

من أين زرت خيالَ ذاتِ البرقعِ ***** والرّكبُ سارٍ في جوانبِ بَلْقَعِ؟
كيف اهتديت ولاصوى ً لولا الهوى ***** أغراك في جنحِ الظلامِ توضعي؟
ومنَ العجيبة أنْ يُلمَّ مُصحَّحٌ ***** مادبّ فيه سقامه بالموجعِ
في معشرٍ لهُمُ الثَّرى فُرُشٌ، ولمْ ***** يَتَوسَّدوا غيرَ الطُّلَى والأذرُعِ
سكنوا قليلاً بعد أن كانوا على ***** طول الدجى من موجفٍ أو موضعِ
وأصارهم طولُ السُّرى من غير أن ***** عَرفوا الكلالَ إلى قوائمَ ظُلَّعِ
خوص كأمثال القسى ّ ومالها ***** يومَ الرِّماية ِ لامرىء من مِنْزَعِ
لم تترك الرّوحات فوق ضلوعها ***** وقد التَوَيْنَ بهنَّ غيرَ الأضلُعِ
فكأنهن من البلى أشطانها ***** أو أنسعٌ تمشي إليك بأنسعِ
عجلان قد ولت عسا كره وقد ***** همَّ الصَّباحُ ورأسُه لم يطلُعِ
رقت غلائله لنا فكأنه ***** للمبصرين إليه هامة ُ أنزعِ
حيثُ النَّدى ثاوٍ بهِ لم يُفتَقَدْ ***** والمجدُ مُعتنقٌ به لم يُنزَعِ
والسؤوددُ الضّخمُ الخصمُّ وكلّما ***** يرويك من بحرا لفخار المترعِ
ولقد فخرتَ على الملوك جميعهم ***** والطّعنُ يتركُ كلَّ بُرْدِ في الوغى
ومحاسن لم يقطنوا بشعابها ***** كلا ولا اجتازوا لهن باجرعِ
وبلوتهمْ فسبَقَتَهمْ وفَرَعْتهمْ ***** فضلاً وأيُّهم عُلا لم يفرعِ
فإذا هُمُ قبِسوا إليك فمثلُ مَنْ ***** قاسَ الذِّراعَ طويلة ً بالأذرُعِ
للهِ دَرُّك في مقامٍ ضَيِّقٍ ***** أبدلتَهُ بتفسُّحٍ وتوسُّعِ!
بالضَّربِ في هامٍ هناك وأذرُعِ ***** والطّعن في ثغر هناك وأضلعِ
والخيلُ عادية ٌ بكلِّ مُخفَّفٍ ***** عار من الجبن اللئيم مشيعِ
ما ريعَ قطُّ ولم يكن في خُطَّة ٍ ***** نكراءِ إلا كان عزَّ الاروعِ
في غلمة ٍ نبذوا الفرار وهاجروا ***** في مطمع العلياء كلِّ تودعِ
متهجمين ولاتَ حين تهجمٍ ***** متسرِّعينَ ولاتَ حينَ تسرُّعِ
لامطعمٌ إلاّ الجميلُ ومالهمْ في ***** حيث لا يرد الفتى من مكرعِ
حتى رددت الموت عنا مخيباً ***** مانالَ منْيَتَهُ بأنفٍ أجدَعِ
وأنا الذي لمّا اشتكيت موكلٌ ***** بي كلُّ أدوءِ الورى لم تقلعِ
ومزعزعٌ تشكو حشاهُ خِيفة ً ***** ومروعٌ تجري حذاراً أدمعي
ومذ اشتكيتَ فبالحضيضِ مُعَرَّسي ***** وعلى القَضيض تقلُّبي في مضجعي
ولو أن أمرى نافذٌ في صحتي ***** لبذلت منها كلّ مالي أو معي
لامتعة ٌ لي بالذي لم تلفه ***** وبأنْ كُفِيتَ -وإن دُهيتُ تمتُّعي
ويهونُ عندي أنْ تكونَ مُصَحَّحاً ***** ومنَ الضَّنى حِيكَتْ لجسمي أدرُعي
وإذا صَحَحْتَ فكلُّ شيءٍ نافعي ***** وإذا اعْتلَلْتَ فليس شيءٌ مُقنِعي
حتى أتاح اللهُ الذي لم يشجنا ***** إلا اجتياز لمام خطب مسرعِ
مازارنا إلاّ كما زارَ الكرَى ***** بالليل جفن الخائف المتروع
ولقد رمَى الرّحمانُ في أوصالهِ ***** لمّا أتَى بتبدُّدٍ وتَذَعْذُعِ
وتقطُّعٍ لولا سعادُتك التي ***** ملأت حريمك كان غير مقطعِ
ولقد نفعت بأن ضررت وكم لنا ***** نفعٌ يزورُ رباعَنا لم يَنفعِ
ولو ألمعت على ضمير فيك لي ***** أبصرتَ منهُ تقسُّمي وتروُّعي
وبلابلاً شوهدن لولا أنني ***** غطَّيتُها بتجمُّلي وتَصنُّعي
فبأيِّ سِرٍّ ما رأيتَ كآبة ً ***** أم أيُّ قلبٍ فيكَ لم يتطلَّعِ
فاشكرْ جميلاً نلتَه ومُنِحْتَه ***** فالشّكرُ رَبْطُ تفضُّلٍ وتبرُّعِ
ولو أنني أعطي الخيارَ لكان في ***** رَبْعٍ حَلَلْتَ تقلُّبي وتربُّعي
واعتضت عندك من شبابٍ فاتني ***** بمصايرٍ وأواصر لم تجمعِ
وأخذتُ ثاراتي منَ الزَّمنِ الذي ***** فإذا نطقتُ أبَى عليَّ تكلُّمي
فأحقُّ بابٍ بابُك المعمورُ بي ***** وعليه طولُ توقفي وتضرعي
فهُوَ العَتادُ لآمنٍ أو خائفٍ ***** إنْ زارَهُ وهُو المُرادُ لمُزمِعِ
فمتى ألفتُ فمن فِنائك مألفي ***** وإذا رتعتُ ففي رياضك مَرْتَعي
ولوَ انَّ شملي باتَ مُلتفّاً بهِ ***** ما كانَ شَمْلي قطُّ بالمتصدِّعِ
وحللتُ عندكَ رُتْبة ً لاتُرتَقَى ***** في خيرِ منزلة ٍ وأشرفِ موضعِ
ولو استطعت نفضت كل إقامة في ***** إلاّ على الكَنَفِ الرَّحيبِ الأوسَعِ
في حيثُ لاتَسري الأذاة ُ بمضجعي ***** طول الحياة ولا القذاة بمدمعي
ولئنْ بَعُدتُ محلَّة ً فتقرُّبي ***** بتوددي وتشوقي وتطلّعي
ولقد دُعيتُ فما سمعتُ ولم يكنْ ***** إلاّ نِداؤك وحدَه في مَسمعي
فإذا نطقت أبى على ّ تكلمني ***** وإذا جرعتُ أبَى عليَّ تجرُّعي
يارافعَ الآدابِ رفِّعني إلى ***** حيث اقتضاه تصعدي وترفعي
لاتمزجنِّي بالذّين تراهمُ ***** فالنبع ممزوجٌ بغير الخروع
كم بين قولٍ فيالصدور وقولة ٍ ***** هبت بها نكباء ريحٍ زعزعِ
وإذا رضيت مقالتي فلهينٌ ***** مَن صمَّ عنها مُعرِضاً لم يَسمعِ
وإذا رضيت فضيلة لي لم أبل ***** من نام عنها من عيون الهجَّع
خُذها كما وَضَحَ النّهارُ لمبصرٍ ***** وافترِّ روض غبَّ غيثٍ مقلعِ
غرّاءَ تحسَبُها نجاحَ لُبانة ٍ ***** هبت عليك من النواجي النسّعِ
ومتى أرادَ رُواتُها طيّاً لها ***** نمَّتْ على إحسانِها بتضَوُّعِ
كم لي عليها من حسود شاعرٍ ***** شَغَفاً بها أو من خطيبٍ مِصْقَعِ
والشِّعرُ ماقُضِيَتْ حقوقٌ جَمَّة ٌ ***** فيه لسامي الكبرياءِ سَمَيْدَعِ
والخيرُ فيه إذا انزوى عن منكبٍ ***** والشّرُّ فيه متى يقل في مطمعِ
ولأنت أولى بالقريض من الورى ***** وبطوقه وبتاجه المترصعِ

سرونة
06/08/2012, 04:54 PM
عَشِقتُ العُلا لا أبتغي بَدَلاً لها

عَشِقتُ العُلا لا أبتغي بَدَلاً لها ***** ولا عِوضًا والعاشقون ضُروبُ
فمالي بغيرِ المأثُراتِ صبابة ٌ ***** ومالي إلاّ المأثراتُ حبيبُ
وأخطأتُ لمّا أن جعلتُكَ صاحبي ***** وذو الحزمِ يُخطي مرة ً ويصيبُ
وأنتَ بعيدٌ من مكانِ مودتي ***** وإنَّ مزارًا بيننا لقريبُ
وما هيَ إلاّ زلّة ٌ أنا بعدَها ***** أعوجُ عليها نادمًا فأتوبُ
فيا منْ لعيني كلَّ يَومٍ وليلة ٍ ***** قذاة ٌ بها أو للفؤادِ كروبُ
ولولاهُ ما كانت لدهري جناية ٌ ***** عليَّ ولا منهُ إليَّ ذنوبُ
ولا مَزَّقتْ جِلدي الغداة َ أظافرٌ
أجبْتُك لمّا أن دعوتَ اغترارة ً ***** وهيهاتَ أُدعى بعدَها فأُجيبُ/شع/

سرونة
06/08/2012, 04:55 PM
ولو شئتِ لمّا أزمعَ الحيُّ رَوْحَة

ولو شئتِ لمّا أزمعَ الحيُّ رَوْحَة ً ***** أشرتِ إلينا بالبنانِ المُقَمَّعِ
فما بانَ ماضٍ بانَ وهْوَ مودَّعٌ ***** وقد بانَ كلَّ البينِ غيرَ مودَّعِ
وصَدَّكِ قومٌ عن زيارة ِ مُقْلتي ***** فلِمْ لمْ تزوري القلبَ ساعة َ مَضْجعي؟
وحاذَرْتِ وصلاً يعرفُ النّاسُ حالَه ***** فما ضَرَّ من وَصْلٍ ولا أحدٌ معي؟

سرونة
06/08/2012, 04:55 PM
تُطالبُني نفسي بما غَيرُهُ الرِّضا

تُطالبُني نفسي بما غَيرُهُ الرِّضا ***** وأيُّ الرجال نفسُهُ لا تطالبُهْ؟
وما زلتُ مغلوبَ الهوى ، وسفاهة ٌ ***** على عاقلٍ أنّ الهوى منه غالبُهْ
ولم تكُ إلاّ في جميلٍ مآربي ***** ومن ذا الذي لا تسُستزَلُّ مآربُهْ
واعلم أنّ المرء يطويه لَحْدُهُ ***** ومنشورة ٌ سقْطاتُه ومعايبُهْ
وليس بمَيْتٍ من مضى لسبيله ***** ولمّا تَمُتْ آثارُهُ ومناقبُهْ
ومن لم تهذبْه تجاريب دهره ***** فما ضرَّه ألاّ تكونَ تجاربُهْ
"وأقنع" من خِليّ "بظاهر" ودّه ***** وليس بحَلْيٍ ما تضُمُّ ترائبُهْ
وإني ممّنْ إنْ نبا عنه منزلٌ ***** نبا ونجتْ عنه عجالاً ركائبُهْ
ولستُ بمستبقٍ صديقاً تجهّمتْ ***** نواحي مُحيّاهُ أو أزورَّ جانبُهْ
ولا عاتبٌ يوماً عليه فإنما ***** صديقُك مَنْ صاحبتَهُ لا تُعاتِبُهْ
ولا خيرَ في مولى ً يعاطيك بِشْرِه ***** وفي صدرهِ غِلٌّ تَدِبُّ عقاربُهْ
ولا صاحبٌ لي إنْ كشفتُ ضميرَه ***** ودِدْتُ وِداداً أنني لا أصاحبُهْ
وفضلُ الفتى ما كانَ منه وفَضلة ٌ ***** على مجدهِ، آباؤه ومَناسبُهْ
خَلصتُ خلوصَ التِّبرِ ضُوعفَ سبكُهُ ***** وطاحتْ به أقذاؤُه وشوائبُهْ
ليَ الشاهقاتُ الباسقاتُ من الذُرا ***** في مَحتِدي هاماتُه غَواربُهْ
وكم طالبٍ ليَ فُتُّه وسبقتُهُ ***** ولم ينجُ منّي هاربٌ أنا طالبُهْ
وراقَبني كلُّ الرِّجالِ بسالة ً ***** وما فيهمُ منْ بتُّ يوماً أراقبُهْ
وقد عَلم الأقوامُ لمّا عراهُمُ ***** منَ الدَّهر خَطبٌ لا تُرَدُّ مخالبُهْ
وضلّتْ وجوه الرّأي عنه فلم تَبِنْ ***** لراكبهِ بالرُّغم أينَ مذاهِبُهْ
بأنِّيَ فيهِ الرُّمحُ بل كسنانِهِ ***** أو السَّيفُ لا تَنْبو عليهِ مضاربُهْ
وكم موقفٍ في نصرِهم قمتُ وسْطَهُ ***** وما زالَ مسْدودًا عليَّ مهاربُهْ
وسيلٍ من الموتِ الزُّؤام حميتُهمْ ***** شذاه وقد سالتْ عليهم مذانبُهْ

سرونة
06/08/2012, 04:55 PM
قصدت بيأسي منك إقذاءَ ناظري

قصدت بيأسي منك إقذاءَ ناظري ***** فأعفيتَني من أنْ أذِلَّ لمطمعِ
فلم تكُ إلا نافعاً غيرَ ضائرٍ ***** وكم ذا أخذنا النفع من غير منفعِ
فحسبك لاتزدد قبيحاً مجدداً ***** فإنّ الذي قد بان لي منك مقنعي

سرونة
06/08/2012, 04:55 PM
شُدَّ "غُروضَ" المطيّ مُغترباً

شُدَّ "غُروضَ" المطيّ مُغترباً ***** فلم يَفُزْ طالبٌ وما دَأَبا
لا دَرَّ في الناس دَرُّ مقتصدٍ ***** يأخُذُ من رزقهِ الذي اقْتَربا
يتركُ أن يحمِيَ الذَّمارَ إذا ***** ضِيمَ ويحمِي اللُّجِيْنَ والذَّهبا
للهِ دَرُّ الإباءِ أعوَزَهُ ***** في جانبِ الذُّلِّ عزَّه فَنبا
وما مُقامُ الكريمِ في بلدٍ ***** يُنفق فيه الحياءَ والأَدبا
مالي أرى المَكرُماتِ عاطلة ً ***** والفضلَ خِلْوَ الفِناءِ مُجتَنَبا؟
تفرّقٌ دائمٌ فإنْ عرضتْ ***** دَنيّة ٌ طير نحوها عُصَبا
هل لِيَ في الدّهر من أخي ثقة ٍ ***** يحتقرُ الحادثاتِ والنُّوَبا؟
مُمْتَعضِ الأنفِ إنْ أهَبْتَ بهِ ***** شَنَنْتَ في صحنِ وجهِهِ الغَضَبا
ربّ مقامٍ دَحْضٍ ثبتُّ به ***** ولو خَطاه غيرُ الجواد كَبا
وساعة ٍ للعيوبِ كاسية ٍ ***** نَفَضْتُ فيها من بُرْديَ الرِّيبَا
تُمسحُ أخلافُها ولا حَلَبا ***** أطلعتُ فيه كواكباً شُهُبا
وأزمة ٍ للّحوم عارقة ٍ ***** عقرتُ في عُقرِ دارها السَّغَبا
ومُقْتِرٍ برَّحَ الزّمانُ بهِ ***** سبقتُ فيه إلى اللُّها الطّلَبا
وصاحبٍ يمترِي النَّوافلَ في ***** ودِّي ولم يَقْتِضنِي الّذي وَجَبا
يَرْضى بسُخطي على الزَّمانِ، فإنْ ***** رضيتُ يوماً عن صرفه غَضِبا
كأنّما الضِّغنُ بين أضلُعِهِ ***** يُضرمُ نارًا إذا أقولُ: خَبا
لاَ يَنْتُهُ كي يَرى الجميلَ ولَمْ ***** أَنْحَتْ بكفِّي من عُودِه النَّجَبا
وكنتُ إمَّا مثقِّفاً خَطَلاً ***** منه وإمّا مداوياً جَرَبا
وكم سقاني الطَّرْقَ الأُجاجَ فجا ***** زيتُ زُلالاً تخالُه ضَرَبا
لا تعطنِي بالزّمان معرفة ً ***** قد ضاق بي مرَّة ً وقد رَحُبا
أيُّ خطوبٍ لم تَشْفِنِي عِظَة ً ***** وأيُّ دهرً لم أفنِهِ عَجَبا؟!
ساعاتُ لهوٍ تمرُّ مُسرعة ً ***** عنّا وتُبقي العناءَ والتَّعَبا
لا تطمعُ النّفسُ أنْ تمتَّعَ بالـ ***** ـآتي ولا تستردَّ ما ذهبا
وكلّ حيٍّ منّا يجاذب حَبْـ ***** ـلَ العمرِ أيّامَه لوِ انْجَذبا
وكيفَ يَرجو الحياة َ مُقْتنصٌ ***** يُغرمُ منها ضِعفَ الذي كسبا؟
إنِّي من معشرٍ إذا نُسبوا ***** طابوا فُروعًا وأَنجبوا حَسَبا
لا يجد الذّمّ في حريمهُم ***** مَسْعًى ولا العائبون مُضطَرَبا
إذا رضوا أوسعوا الورى نعماً ***** أو سَخِطوا أوْسعوهُمُ نُوَبا
أو رَكِبوا الهولَ قالَ قائلُهم: ***** أكرمُنا مَن حياتَهُ وَهَبا
كُلُّ جريءِ الجَنانِ إنْ هَتَفتْ ***** يومًا بهِ حَومة ُ الوغَى وَثَبا
ومدّ فيها ذراعَ قَسْوَرَة ٍ ***** تردُّ صدرَ القناة مُختَضَبا
إلى متى أحمل الهموم ولا ***** أُلفى مدَى الدّهر بالغاً أربا
تَزْوَرُّ عنِّي الحقوقُ مُعرضَة ً ***** متى أرُمْهُنَّ فُتْنَني هَرَبا
نَهْضًا إليها؛ إمّا عَلوتُ لها ***** دَفَّيْ ركوبٍ أو مركبا حَدِبا
إنْ لم أثِرْها مثلَ القَطا الكُدْريِّ لا ***** تعرفُ إلاّ الرَّسيمَ والخَبَبا
تَنْصاعُ مثلَ النَّعام جافلة ً ***** تترك أقصى مُرادها كَثِبا
فلا دعوت "الحسين" يُرز لي ***** حُرَّ المعالي يومَ الفخار أبا
قَرْمٌ إذا حَفَّتِ الخطوبُ بهِ ***** نَزَعْن عن آخذٍ لها أُهبا
مجتمع الرأي بينهنّ وكمْ ***** شَعَبْنَ آراءَ غيرهِ شُعَبا
يأبى وتأبى له حفيظتُهُ ***** يَركبَ أَمرًا إلاّ إذا صَعُبا
أو يبتغي في في نجاح حاجته ***** إلاّ ظُبا البيض والقنا سَبَبا
وكم له من غريب مأثُرَة ٍ ***** تُعجبُ مَن ليس يألفُ العجبا
يكون قولُ الذي تأملها : ***** ليس المعالي ونيلُها لَعِبا
مكارمٌ لا تزالُ غالبة ً ***** على محلِّ الفَخارِ مَن غَلَبا
لا يرهبُ الواصفَ البليغَ وإنْ ***** أفرط فيها عيباً ولا كَذِبا
وأنتَ في كلِّ يومٍ معركة ٍ ***** تُمطِر من سُحب نقعها العَطَبا
إِمّا جَبينًا بالتُّربِ مُتْعَفِّرًا ***** أوْ وَدَجاً بالنَّجيع مُنسكبا
أوْ لِمَّة ً نشَّرَتْ غَدائرُها ***** على نواحي قُنّاتِها عَذَبا
لولاك كانت جِدّاءَ حائلة ً ***** تُمسحُ أخلاقُها ولا حَلَبا
ومن عجيبِ الزّمان أنْ يَدَّعي ***** شَأْوَكَ فَشلٌ لم يَعْدُ أنْ كَذَبا
لم يدرِ والجهلُ من سجيّتِهِ ***** أنك أحرزَتَ قبلهِ القَصَبا
وأنّه لا يكون رأساً على الأ ***** أَقوامِ مَن كانَ فيهمُ ذَنَبا
ووصمة ٌ في الرّجالِ أنْ يطؤوا ***** عَقْبَ امرىء ٍ كانَ بينهُمْ عَقِبا
أو يتبعوا ساعة ً من الدهر من ***** كانَ لمنْ شِئتَ تابعًا حَقِبا
وإنْ جرَوْا كنتَ أنتَ غُرَّتَهُمْ ***** سَبْقًا وكانَ الحِزامَ واللَّبَبَا
وقد دَرَى كلُّ مَن له بصَرٌ ***** أنَّكَ سُدْتَ العُجَيْمَ والعَرَبا
وقُدْتَهمْ ناشئًا ومُنْتَهيًا ***** وَنُبْتَ عنهم تكهّلاً وصِبا
وإنْ دَجوا كنت فيهمُ قبساً ***** أو خمدوا كنتَ فيهمُ لَهَبا
وإنْ عَلا بينَهُم تَشاجُرُهُمْ ***** سللت للقولِ مِقْولاً ذَربِا
يأتي بفصلٍ من الخطابِ لهمْ ***** يَقْطعُ ذاك اللّجاجَ واللَّجَبا
كَلَهْذَمِ الرمّح عند طعنته ***** والسّهمِ أصْمى والسّيف إن ضربا
وكنت فيهم ممن "يحاولهم" ***** حِصناً حصيناً ومَعْقِلاً أشِبا

سرونة
06/08/2012, 04:56 PM
فلو أنني أنصفتُ نفسي لصنتها
فلو أنني أنصفتُ نفسي لصنتها ***** ونزهتها عن أن تذل لمطمعِ
ومالي وأبواب الملوكِ وموضعي ***** من الفضل والتجريب والفضل موضعي؟
ومالهم مالي من العلم والتقى ***** ولامَعَهُمْ يوماً منِ الحلمِ ما معي
وهل أنا إلاّ طالبُ النَّقْصِ عندهمْ ***** وإلاّ ففضلي يعلمُ اللهُ مُقنِعي
وهل لصحيح الجلدِ من متمعكٍ ***** لذي العرِّ المفرى بمضجعِ؟
وما أنا بالرّاجي لِما في أكفِّهِمْ ***** فلِمْ نَحْوَهُمْ ياويحَ نفسي تطلُّعي
ولم أنا مرتاعٌ لما يجلبونهُ ***** وما زلتُ في الأقوامِ غيرَ مُروَّعٍ!
وقد عشت دهراً ناعمَ البال راكباً ***** من الخَفْضِ في أقتادِ عَوْدٍ مُوَقعِ
أبيًّا فلاظفر الظُّلامة ِ جارحي ***** هناك ولاداعي الملامة مسمعي
ومازالَ هذا الدَّهرُ يُخسِرُ صَفْقتي ***** ويُبدِلُ نَبْعي كلَّ يومٍ بخِرْوَعِ
إلى أن أراني حيث شئت سفاهة ***** لكلِّ مُلَوّى عن جميلٍ مُدَفَّعِ
فعد مقر الضيم إن كنت آنفاً ***** ودع جانباً تُخزى بساحته دعِ
فمصرعُ من ولى من الذلِّ هارباً ***** ببيض الوغا أو سُموها غيرُ مصرعِ

سرونة
06/08/2012, 04:56 PM
أُحبُّ ثَرى نَجدٍ ونجدٌ بعيدة

أُحبُّ ثَرى نَجدٍ ونجدٌ بعيدة ٌ ***** ألا حبّذا نجدٌ وإن لم "تُفِدْ" قُربا
يقولون نجدٌ لستَ من شعب أهلها ***** وقد صَدقوا لكنَّني منهُمِ حُبَّا
كأني وقد فارقتُ نجداً شقاوة ً ***** فتى ً ضلَّ عنه قلبه "يبتغي قلبا"

سرونة
06/08/2012, 04:57 PM
تقاسم اللّيل والإصباح بينهما

تقاسم اللّيل والإصباح بينهما ***** عُمري فمن حاصدٍ طَوراً ومن زَرِعِ
أعطَى نهاري ليلي جُلَّ صُنعِهِما ***** فنسج ايدي الدُّجى ثم الضحى خلعي
للّيل سودي وللصبح المنير إذا ***** جلاه شيبي فلومي فيه أو فدعي
فَنَوبة ُ اللَّيلِ قد ولَّتْ كما نزلتْ ***** ونوبة الصبحِ من هذا المشيبِ معي

سرونة
06/08/2012, 04:57 PM
أما آنَ للسَّلوانِ أنْ يردَعَ الصَّبّا

أما آنَ للسَّلوانِ أنْ يردَعَ الصَّبّا ***** ولا لدنوّ الهجر أن يُبعد الحبّا
لقد أنكر الدهر العَثور صبابتي ***** وقد كان ألقى مهجتي للهوى خرْبا
ولمّا وَقَفْنا للوداع انْتَضتْ لنا ***** يدُ البَيْنِ بَدرًا مزَّقَتْ دونَهُ السُّحْبا
فأبصرتُ عرساً بين بُرديه مأتمٌ ***** وأوليتُ بِرًّا عادَ عندَ النَّوى ذَنْبا
وقد كنت أخشى وثبة الدّهر بيننا ***** ونحن من الإشفاق نستوعر العَتْبا
فكيف وقد خاض الوشاة حديثنا ***** وأضحَوا لنا من دون "أترابنا" صَحبا
سقى اللهُ أكنافَ اللوى مُرْجَحِنَّة ً ***** سحاباً يظلّ "الهضبُ من جوده خَضبا"
وأطلقَ أنفاسَ النَّسيم بجوِّهِ ***** فكم كَبِدٍ حرّى تَهَشُّ إذا هبّا
فعهدي بهِ لا يَهتدي البينُ طُرْقَه ***** ولا تَطْرقُ الأحزانُ مِن أهلهِ قَلبا
حَمَتْهُ اللّيالي عن مطالبة الرّدى ***** ولم أدرِ أنّ الدّهر يجعله نَهْبا
ومن ذا الذي لا يفتق الدّهر رَتْقَه ***** ولا تُنزل الدنيا بساحته خَطْبا؟!
بربِّك يامزجي المطّية هل رعتْ ***** رِكابُك في سَفحِ الحِمَى ذلك الرَّطْبا؟
وهل كَرِعتْ من ذلك الحيِّ كَرْعَة ً ***** فقد طالما شرّدتَ عني به كَرْبا
وهل لعبت أيدي السيول بحَزْنه ***** وهل "سَفَت الأرواح" من سهله التُّربا؟
غرامي بأهلِ الْجَزْعِ منكَ بِنَجْوة ٍ ***** ولو جُزته أعيا الرّكائب والرّكْبا
شربتُ خليطَ الودِّ منهم ومَحْضهِ ***** فلستُ أُبالي إنْ سَقَوا غيريَ الضَّرْبا
وفيهنَّ بيضاءُ العوارض لم تلُثْ ***** خِمارًا ولم تعرفْ مناكبُها العَصْبا
أبحتُ هواها من سَرارة ِ مهجتي ***** حمى ً لو حَمَتْه همتّي لم أكن صبّا
فإن تكن الأيام "أمْحَلْنَ" وصْلَنا ***** فإنَّ بقلبي مِن تذكُّرها خِصْبا
عذيريَ مِن مُسْتَعْذِب صابَ بِغْضَتي ***** وقد وردتْ خَيلُ الصَّرى منهلاً عذْبا
"تحكّمَ" منه الضِّغنُ لمّا رعيته ***** رياضَ حلومٍ لم يكن نبتها عُشبا
كأنّ اللّيالي كافلاتٌ بعمرهِ ***** فإن قلت قد شابت ذوائبهُ شبّا
إلى كم أغضُّ الطَّرفَ منه على القَذَى ***** وأهلنا من حلمي قلائصَه الجَرْبي
وهَبْتُ له صَبري على هَفَوَاتِهِ ***** ولولا عطائي ما تملَّكَها كَسْبا
وأقسم أنِّي لو مددتُ له يدي ***** لطالَ على حَوْباءة ٍ تسكُنُ الجَنبا
أيا حاسدي كسب العُلا اكتسب العُلا ***** فإنّ المعالي ليس تأخذها عصبا
ركبتُ له والخيلُ "منك" بريئة ٌ ***** وأَخْصَبَ في رَبْعي وكنتَ له جَدْبا
وقلّبتُ أطراف القنا في طِرادِه ***** وقلبُك في شُغلٍ بتقليبهِ القُلْبا
إذا المرء لم تستصحب الحزمَ نفسُهُ ***** أقامت سَجاياهُ على نفسهِ إلْبا
وليسَ ينالُ المجدَ إلاّ ابنُ همَّة ٍ ***** أبَتْ أنْ يكون الصّعبُ في نفسه صعبا
وكم لائمٍ في المجد لا نصحَ عنده ***** جعلتُ جوابي عن ملامتهِ تبَّا
يلوم علي أنّي أحِنّ إلى النّدى ***** وليس عابَ النّدى عندي العُتبى
وما مال إلاّ ما سبقت به ردى ً ***** فأعطيتُه أو ما شفيتُ به صَبّا
وعندي لمن رام ابتلائيَ همة ٌ ***** تَرى بُعْدَ طُرْقِ المَكْرُماتِ هوَ القُربا
"مُهذِّمَة ٌ" لا يخطب الهزلَ جِدُّها ***** ولا تملأ الرَّوعاتُ ساحتَها رُعبا
لها شفرة لا يَكْهَمُ الدّهرُ غربَها ***** ولن تتركَ الأيامُ في شفرة ٍ غَرْبا
وليلٍ كأنّ البدرَ في جَنَباتِهِ ***** أخو خَفَرٍ يُدْني إلى وجهه سِبّا
خرقتُ حواشيه بخرقاءَ جَسْرة ٍ ***** ترى الصِّدقَ في عينيكَ ما وجدتْ كِذْبا
مسهَّدَة ٌ لا يطعمُ النومَ جَفنُها ***** ولا تبلغُ الغايات من صبرها العُقبى
إذا ما استمرَّتْ في الشّكيم تلوكُه ***** كسا مشفراها عاريات الرُّبا عُطبا
أقولُ إذا أَقنى الدُّؤوبُ تَجَلُّدي: ***** ألا ربَّ تَصديع ملكتُ به الشِّعبا
ولا بدَّ لي من نهضة ٍ في لُبانهٍ ***** أُميتُ القَنا فيها وأُحْيِي بهِ النَّحْبا
فإنْ أبلغِ القُصوى فشيمة ُ ماجدٍ ***** وإن تنبُ أسيافي فلن أدع الضّربا

سرونة
06/08/2012, 04:57 PM
حُيِّيتَ يارَبْعَ اللِّوَى من مَرْبَعِ

حُيِّيتَ يارَبْعَ اللِّوَى من مَرْبَعِ ***** وسُقيتَ أنديَة َ الغُيوثِ الهُمَّعِ
فلقد عهدتُكَ والزَّمانُ مُسالمٌ ***** فيكَ المُنى وشفاءُ داءِ المَوجَعِ
أيّامَ إنْ يدعُ الهوَى بي أتَّبعْ ***** وإذا دُعيتُ إلى النُّهَى لم أَتبعِ
إذ قامتي ممتدة وذوائبي ***** مُسْودَّة ٌ ومسائحي لم تَصْلَعِ
وإذ النضارة ُ في اديمي جمة ٌ ***** والشيب في فودي لمّا يطلعِ
سَقْياً له زَمَناً نَعِمتُ بظلِّهِ ***** لكنّه لمّا مضى لم يرجعِ
شعرٌ شفيعي في الحسانِ سواده ***** حتى إذا ما اُبيض بي لم يشفعِ
عُوِّضتُ قَسْراً من غُدافِ مفارِقي ***** وهي الغبينة ُ بالغرابِ الأبقعِ
لونٌ تراهُ ناصعاً حتى إذا ***** خَلَفَ الشَّبابُ فليس بالمُسْتَنْصِعِ
أحبب إليّ وقد تغشى ناظري ***** وسن الكرى بالطّيف يطرق مضجعي
مازالَ يخدعُني بأسبابِ الكَرى ***** حتّى حسبتُ بأنه حقّاً معي
ولقد عجبتُ على المسافة ِ بيننا ***** كيف اهتدى من غير هادٍ موضعي؟
أفضَى إلى شُعْثٍ لَقُوا هاماتِهِمْ ***** لماسقوا خمر الكرى بالأذرعِ
هَجعوا قليلاً ثمّ ذَعْذَعَ نَومَهمْ ***** غبَّ السُّرى داعي الصباح المسمع
من بعد أن علقَ الرُّقاد جفونهم ***** هَجروا الكَرى في أيِّ ساعة ِ مضجعِ
فتبادروا بطنَ السَّفينِ وأسرعوا ***** زمراً كجافلة ِ القطا المتروعِ
من كلِّ سوداءِ الأديمِ كأنَّها ***** شغواء تنجو في الرّياح الأربعِ
هزَّتْ جناحَيْها على سَغَبٍ بها ***** وقد اهتدَتْ بعدَ الضَّلالِ المُطمِعِ
لاتشتكي مع طول إدمان السُّرى ***** مسَّ اللغوب ولاكلال الظلّعِ
رَكبوا عَميقاً قعرُهُ، متلاطماً ***** أمواجُهُ ذا غاربٍ مُسْتَتْلِعِ
ينجون كلَّ قرارة ٍ لاتهتدى ***** أو يطلعون ثنيّة ً لم تطلعِ
في حيثُ لا تُنجي الرِّجالَ جَلادة ٌ ***** ولَربَّما نجَّتْك دعوة ُ إصبعِ
وقد عجبتُ لخابِطٍ ورقَ الغِنى ***** من كل ذي جشعٍ وخدٍ أضرعِ
وكأنهم لم يعلموا أنّ الذّي ***** جَمعوا بمرأى للخطوبِ ومسمعِ
والعامر الكفين من هذا الورى ***** لايُنْثني إلاّ بكفٍّ بَلْقَعِ
جَمعوا لينتفعوا فلمّا أنْ دعَوْا ***** أموالَهُمْ حينَ الرَّدى لم تنفعِ
واستدفعوا بالمال كلَّ مَضرَّة ٍ ***** حتّى أتى الأمر العزيزُ المدفعِ
هيهاتَ أين الأوّلون وأينَ ما ***** شادوهُ من مَغْنى ً ومن مُتَرَبَّعِ؟
والراخصوت العارَ عن أثوابهم ***** والرافعوان النارَ للمستلمعِ
والموسعو مُعتامِهمْ أموالَهمْ ***** والنازلون على الطريقِ المهيعِ
من كل معتصب المفارق إن مشى ***** نَمَّتْ عليه ثيابُه بتضوُّعِ
تَعْنو الرِّجالُ لذي التَّمائمِ منهمُ ***** ويسودُ طفلُهمُ ولم يَتَرَعْرَعِ
لايجمعون المال إلا للندى ***** أو لاصطناع صنيعة لم تصنعِ
وإذا وفدتَ إليهمُ عن أزْمَة ٍ ***** فإلى أعزِّ ندى ً وأخصبِ مَرْتَعِ
وإلى الجفان الغرِّ في يوم القِرى ***** والطعن في اللبات يوم المفزعِ
وإلى الحديث تطيب في يوم الثنّا ***** نَفَحاتُهُ ويضيءُ يومَ المجمعِ
وكأنَّما فتَّحتَ منه لمبصرٍ ***** أنوارَ روضٍ غِبَّ غيثٍ مُقلِعِ
سكنوا الخورنق والسّدير وحلّقوا ***** في رأس غُمدانَ البناءِ الأرفعِ
وتقسَّموا من مَأْرِبٍ عَرصاتِهِ ***** والأبلقِ الفردِ العرين المسبع
أخذوا إتاواتِ الملوك غُلُبَّة ً ***** مابين بصرى والفراتِ وينبعِ
وأطاعَهمْ وانقاد في أيديهمُ الْـ ***** دانّي القريب إلى البعيد المنزعِ
هتف الحمامُ بكل حيٍ منهمُ ***** فأجابَهُ مُستكرهاً كالطَّيِّعِ
واراهُمُ في مَضجعٍ وأتاهُمُ ***** من مطلعٍ وسقاهمُ من مكرعِ

سرونة
06/08/2012, 04:58 PM
يا سقى الله "ليلتي" ليلة السّبْـ

يا سقى الله "ليلتي" ليلة السّبْـ ***** ـتِ ُزلزالاً لا بل سقاها شرابا
ليلة ٌ قرَّبتْ بعيدًا وأعطتْ ***** مُتَمَنًّى وأقدمَتْ غُيّابا
وارْتَجعنا زَمانَنا وكأنّا ***** بعدَ شَيبٍ منّا ارْتَجعنا الشَّبابا

سرونة
06/08/2012, 04:58 PM
إنيّ الشجاع وقد جزعتُ كما ترى

إنيّ الشجاع وقد جزعتُ كما ترى ***** منّي الغداة َ بمصرع ابن شجاعِ
ساقت مصيبته إليَّ بلابلي ***** سَوْقاً وأَلقتني إلى أوجاعِ
فالماءُ من عينَيَّ يقرح ناظري ***** طَوَعَ النَّوى والنّارُ في أضلاعي
ووددت لو تغنى الودادة في الردى ***** أنّ التكذبَ مايقول النّاعي
ومنَ العجائب أنني ضَنّاً بهِ ***** رملتهُ ورميته في قاعِ
ويسوءني أني أراهُ في الثرى ***** يَبْلى وأمريَ فيهِ غيرُ مُطاعِ
بيفاعِ مشرفة ٍ وهل يغني الفتى ***** سلبَ الحياة مقيلهُ بيفاعِ؟
في ممرعٍ خضلٍ وما أغنى أمرأً ***** في اللحد عن خصبٍ وعن إمراعِ
أعزِزْ عليَّ بأنْ توفّاكَ الرَّدى ***** وأصمَّ سمعَكَ عن مقالِ النَّاعي
وأردتُ حِفظَك في الضَّريح وإنَّما ***** صَيَّرتُ شِلْوَكَ في يَدَيْ مِضياعِ
خرقاء تأكل لالجوعٍ كلَّ من ***** يُهدَى إليها الموتُ أكْلَ جِياعِ
مَن لي تُرَى مِن بعدِ فقدِك صاحبٌ ***** أُلقي إليه متى أردتُ بَعاعي
ومن المطيلُ تمتعي بغرائبٍ ***** مِنْ بَثِّهِ ومَن المقصِّرُ باعي
وإذا دنا الأجلُ المقدَّرُ للفتى ***** لم أنجه منه وضاع دفاعي
وقواطعي وهي الحداد كليلة ٌ ***** عنه وَنَبْعي فيه مثلُ يَراعي
وأنا الطويلُ يداً فإن مدّ الردى ***** نحوي يداً منهُ تَقاصَرَ باعي
كم ذا تغالِطُنا الحياة ُ ونَنْثني ***** منها بخدعة مائن خداعِ؟
أينَ الذين عَلَوْا على هامِ العُلا ***** وتبوءوا بالمجد خيرّ رباع؟
الباذلين لما حَوَتْهُ خِيامُهمْ ***** والواهبينَ لِما يسوقُ الرَّاعي
فَسَقَتْ ترابَك يا حُسينُ بواكِرٌ ***** تَرمي الدِّيارَ بعارِضٍ هَمّاعِ
وكأنَّ لَمْعَ بُروقِهِ هِنْدِيَّة ٌ ***** مسلولة ٌ جنح الدجى لقراعِ
وكأن زمجرة الرعود خلالهُ ***** دَوْحٌ تقصَّفَ أو زئيرُ سِباعِ
ودفاعُ ربِّك عنك شرَّ عقابهِ ***** ن سيءٍ خيرٌ من الدفاعِ

سرونة
06/08/2012, 04:58 PM
إياباً أيها المولى إيابا

إياباً أيها المولى إيابا ***** فعبدٌ إنْ أساءَ فقد أنابا
أطاعَكَ والشَّبابُ له رِداءٌ ***** فكيف تراه إذ خلع الشّبابا؟
وكان على الهُدى حَدَثاً فَأنّى ***** تظنُّ به الضَّلالة َ حينَ شابا؟
أبَعْدَ نصيحة ٍ في الغيبِ غِشٌّ؟ ***** أحَوْراً بعد كَوْرٍ وانقلابا؟
ألا قلْ للأُلى زمّوا المطايا ***** وعالوها الهوادجَ والقِبابا
وقادوا الخيلَ عارية َ الهوادي ***** وما أوْكَوْا من العَجَلِ العِيابا:
خذوا منّا التحيّة واقرءوها ***** وإنْ لم تَسمعوا عنها جَوابا
على ملكٍ تتزّه أن يحابِي ***** وأغنَتْهالمحامد أن يُحابى
ولمّا أن تحجَّبَ بالمعالي ***** على أعدائهِ رفعَ الحجابا
وقولوا للّذين رضُوا زَمانًا ***** فردّهم الوشاة ُ بنا غضابا
عدَتْنا عن ديارِكُمُ العوادي ***** ورابَ منَ الزِّيارة ما أَرابا
فلا جوٌّ نَشيمُ بهِ بُروقًا ***** ولا أرضٌ نشمّ لها ترابا
وما كنّا نخافُ وإن جنينا ***** بأنَّ الهجرَ كان لنا عقابا
أقيلونا الذّنوبَ؛ فإنَّ فيكُمْ ***** وعندكُمُ لمجرمكُمْ مَتابا
ولا تَستبدعوا خطأ الموالي ***** فإنَّ العبدَ يُبدعُ إنْ أصابا
بعُدْنا عنكُمُ ولنا أعادٍ ***** يزيدهُمُ تباعدنا اقترابا
فَرَوْنا بالشّفارِ فما أكلّوا ***** لهم في فَرْيِنا ظُفْرًا ونابا
وكنّا إذ أمنّاهُمْ علينا ***** رُعاة َ البَهْمِ إِذْ أمِنوا الذّئابا
أيا ملك الملوك أصخْ لقولٍ ***** أُجِلُّكَ أن يكون لكمْ عتابا
"تُسَكِّنُنِي" المهابة ُ عنه طوراً ***** ويؤمنني وفاؤكَ أنْ أَهابا
ولولا أنّ حلمَك عِدلُ رَضْوى ***** فَرَقْتُكَ أن أُراجعك الخطابا
خدمتُكَ حينَ أَسْلمك الأَداني ***** وخلّي الجارُ نُصرتنا وهابا
وكنتُ أخوضُ فيما تَرتَضيهِ ***** على الأعداءِ أيّامًا صِعابا
أخاف الموت قدّاماً وخلفاً ***** وأرقبُهُ مَجيئًا أو ذَهابا
وأكرع من عدوِّك كلَّ يومٍ ***** وما استسقيتُه صَبراً وصابا
وكم جذبَ السُّعاة ُ عليك ضَبْعي ***** فما أوسعتُهم إِلاّ جِذابا
ألا لا تَغْبننَّ الحِلمَ رأيًا ***** صواباً في امرئٍ غَبِنَ الصّوابا
وقلْ للمُجْلبين عليَّ: مهْلاً ***** فقد أدرَكْتُمُ فيه الطِّلابا
أسُخطاً بعد سُخطٍ وازوراراً ***** ونأياً بعد نأيٍ واجتنابا؟!
وأنتَ أَرَيْتَنا في كلِّ باغٍ ***** غفرتَ ذنوبه العَجَبَ العُجابا
فم لي لا تُسوّيني بقومٍ ***** رَقَوْا في كيد دولتك الهضابا؟!
ودَرَّوا بعدَ ما رشحوا فأضحَوا ***** وقد ملؤوا منَ الشرَّ الجِرابا
هنيئاً يا ملوكَ بني بويهٍ ***** بأنّ بهاءَكُمْ ملك الرّقابا
وحاز المُلكَ لا إرثاً ولكن ***** بحدِّ السيف قسْراً واغتصابا
ولمّا أنْ عَوى بالسيفِ كَلبٌ ***** وجرَّ غلى ضلالته كلابا
وظنّك لا هياً عنه ويُرمى ***** قَديمًا بالغَباوة ِ مَن تَغابى
رأى لِينًا عليه فظنَّ خَيرًا ***** ويلقى اللّينَ من لمس الحُبابا
دَلَفتَ إليه في عُصَب المنايا ***** إذا "أمّوا" طعاناً أو ضرابا
وجوهاً في ندى ً تُلقى رقاقاً ***** وعند ردى ً تلاقيها صِلابا
وأبصرَها على الأهوازِ شُعثًا ***** تخالُ بهنَّ من كَلَبٍ ذَآبا
عليها كلّ أروعَ شمريٍّ ***** يهابُ منَ الحميَّة أنْ يَهابا
فولَّى في رُهيطٍ كان دَهرًا ***** يمنّيهم فأوردهم شرابا
وتَحْسَبُهم وقد زَحفوا لُيوثًا ***** فلما "أجفلوا" حسبوا ذئابا
أعدّهمُ له صحباً فكانوا ***** هنالك في منيّته صِحابا
فأصبحَ لا يَرى إلاّ ابتسامًا ***** وأمسى لا يرى إلاّ انتحابا
وباتَ مُعلَّقًا في رأسِ جِذعٍ ***** إهابا لو تركتَ له إهابا
وحلَّقَ شاحبَ الأَوصالِ حتّى ***** عُقابُ "الجوّ" تحسِبَهُ عُقابا
تعافُ الطيرُ جيفتَه وتأبى ***** عراقَتَه وإن كانت " سِغابا
وما تركَ انتقامُكَ فيه لمّا ***** سطوتَ به طعاماً أو شرابا
فدُم ياتاج ملك بني بُيهٍ ***** تَخطَّاكَ المقادِرُ أنْ تُصابا
ولا ملك الأنام سواك مولى ً ***** ولا قصدوا سوى نعماك بابا
"وضلّتْ" نائبات الدّهر جَمْعاً ***** شِعابَك أن تلمّ بها شِعابا
وطابتْ لي حياتُكَ ثمَّ طالتْ؛ ***** فَخيرُ العيش ما إنْ طال طابا

سرونة
06/08/2012, 04:59 PM
أيُّ ناع نعاهُ لي أيُّ ناعِ

أيُّ ناع نعاهُ لي أيُّ ناعِ ***** لارمى اللهُ شعبه بانصداعِ
لم يَرُعْني وطالما أتْرَعَ النّا ***** عون فينا قلوبنا بارتياعِ
لا ولا موجِعاً لقلبي بما قا ***** ل ولكنْ داوَى به أوجاعي
ولقد قلتُ إذْ سمعتُ الذي كنـ ***** ـتُ أُرَجِّي: للَّهِ دَرُّ النَّاعي!
خبرٌ مبهجٌ لقلبى وقد كا ***** نَ كئيباً، مؤرِّج لرِباعي
لم أزل مبغضاً لكلِّ نذيرٍ ***** للمنايا حتّى نعاه النّاعى !
أمْتَعَ القلبَ بالبشارة لازا ***** ل مُحَيّاً بالسُّؤْلِ والإمتاعِ
ولو أنّي استطعتُ شاطرتُ عمري ***** ثمَّ ذخرى ومتعتى ومتاعى
فلَهُ والحقوقُ تُلفَى وتُرعَى ***** كلُّ حقٍّ عليَّ غيرُ مُضاعِ
وبوُدِّي أنْ لم يكن ليَ تعريـ ***** لَمِ داءً لَسَيِّدُ الأوجاعِ
قد مضى معدنُ النّفاقِ وأصلُ الـ ***** ـمَيْنِ عنّا ورأسُ كلِّ خِداعِ
والّذى كنتُ فى قناعٍ فلمّا ***** ضلَّ هُلْكاً ألقيتُ عنِّي قِناعي
ـخيرُ في ضِيقة ٍ ولا في اتّساعِ ***** وثويتَ الثّرى فطوّلتَ باعى
وَرَمَتْني السِّهامُ منكَ ولكنْ ***** لم تَضِرْني واللَّهُ مِن أدراعي
كلُّ شكري لأنَّني نلتُ ما كد ***** ـتُ أُرَجِّي باللَّهِ لا باصطناعي
وكُفِيتُ المكروهَ منك وَشيكاً ***** بدفاعِ الإله لا بدفاعى
وامتلا رَبْعيَ الجديبُ منَ الخِصْـ ***** ـب كما أشتهيه لا بانتجاعى
وقراعُ الإلهِ عنّى َ أغنى ***** يا خليلي كما تَرى عن قِراعي
ورمى الله فى ظلامك لمّا ***** غَشِيَ النّاسَ كلَّهمْ بانقشاعِ
ولَئِنْ بِنْتَ واغتربتَ فما عنـ ***** ـدك شوقي ولا إليك نِزاعي
ومتى ما سئلتُ عنك فقولى : ***** لارعاهُ في طَرْفِهِ مَنْ يُراعي
وقلوبٌ حشين فى الموت بالّلو ***** عاتِ ما خُرْنَ فيك بالإلتِياعِ
لك نزرٌ من كلّ خيرٍ فإنّى ***** كِلْتُ للشّرِّ وحدَه بالصَّاعِ
إنّ غدراً ثوى فلم تخلُ أضلا ***** عكَ منه ما اجتاز فى أضلاعى
وغروري بك الغداة َ كما غَرْ ***** رَ سرابٌ بوَمْضِهِ اللمَّاعِ
وإذا ما علقتهُ فعلوقى ***** بجنابٍ هاعٍ لعمرك لاعِ
لم يكنْ بينَ ماكرهتُ وما أحْـ ***** ـبَبْتُ إلاّ وقتٌ قصيرُ السَّاعِ
وكفاني الإلهُ شَرَّ امرىء ٍ ليـ ***** س يراعى من التّقى ما أراعى
إن علواً لا يستحقّ كسفلٍ ***** وارتفاعاً لا ينبغى كاتّضاعِ
ليت ما كان بيننا لم يكن كا ***** ن قديماً من إلفة ٍ واجتماعِ
بعتنى بالرّخيص من غير أن أنـ ***** ـكثَ عهداً أو أنْ يحين بياعى
وسيدرى من باعنى بحقيرٍ ***** أيُّ غَبْنٍ عليه مِن مُبْتاعي
وإذا ماجهلتَ فخري وجُودي ***** بين كفّيك طاب فيه ضياعى
ضاعَ ودِّي مَن لم يكنْ أهلَ ودِّي ***** وشقى ٌّ غادٍ بودٍّ مضاعِ
كان مثلَ الضّياحِ فى القاعِ طوراً ***** وحَكى تارَة ً ثُغاءَ الرَّاعي
وعلى ذا مضى الزّمانُ فحى ٌّ ***** غيرُ ساهٍ وميِّتٌ غيرُ داعِ
كيف قدّرتَ أنّنى من أناسٍ ***** قدتهمْ نحو حينهمْ باختداعِ ؟
حاشَ للَّهِ أنْ أكونَ سريعاً ***** ومجيباً من الورى كلَّ داعِ
وغَبينٌ مَن هاجَ منِّي لساناً ***** مثلَ حدِّ الحسامِ يومَ المصاعِ
ورجا والرّجاءُ نحسٌ وسعدٌ ***** لَيَّ رُمْحٍ يومَ الوغَى بِيرَاعِ
وتَعاطَى جهالة ً منه تَرويـ ***** ـعَ جَنانٍ ما كانَ بالمرتاعِ
ولوادٍ حللتَ فيه جديبٌ ***** بكَ نائي الإخصابِ والإمراعِ
ليس فيه إلّا الجنابُ لراجٍ ***** يرتجيهِ أو الهشيمُ لراعِ
وصدى ً لم يَطُفْ به قطُّ إرْوا ***** ءٌ وجوعٌ لم يروِ بالإشباعِ
بين وهدٍ غبرِ المتون وهيها ***** تَ وِهادٌ مغبرَّة ٌ من قِلاعِ
ليس يرميه آملٌ برجاءٍ ***** لا ولا يَنْتحيهِ سعيٌ لساعِ
وإذا ما أُلفِيتَ فيه فما يلـ ***** ـقاك إلّا بباخلٍ منّاعِ
مجثمُ اليأسِ والقنوط فما فيـ ***** ـهِ مَزارٌ لجاثلِ الأطماعِ
وبودّى أنْ لم يكن لى َ تعريجٌ إليه ولا عليه اطّلاعى ***** عليه اطِّلاعي
وإذا ما بقيتَ فاجتنبِ الغا ***** بَ محلَّ الرّدى ومطوى السّباعِ
ودعِ الإغترارِ بالسّلمِ فالسّلـ ***** ـمُ طريقٌ إلى ركوبِ القِراعِ
أنّنى وحدى َ الّذى لو تأمّلـ ***** ـتَ ملأتُ الوادي بغُرِّ المساعي
واتّباعى ما كان قطُّ لخلقٍ ***** وأولو الفضلِ كلُّهمْ أتباعي
وغبينٌ مَن ليس يعلمُ شيئاً ***** بعيانٍ يرى ولا بسماعِ
أيُّ فضلٍ في العقل غيرُ مُطاعٍ ***** وانتفاعٌ بالقلب ليس بواعِ ؟
وإذا ما مررْتُ يوماً على قبـ ***** ـرِك؛ شرِّ القبورِ في شرِّ قاعِ
قاتُ لا مسّكَ النّسيمُ ولا اعتا ***** دك نوءٌ من واكفٍ همّاعِ
وعَداك السّلامُ والرَّوحُ والرَّحْـ ***** مة ُ من فائضِ الجدا النّفّاعِ
وسُقِيتَ العَذابَ لا العَذْبَ والزَّلْـ ***** ـزالَ تأتى به يدُ الزّعزاعِ
وإذا جوزى َ الأنامُ فلا جو ***** زيتَ إِلاّ بالمؤلمِ اللّذّاعِ

سرونة
06/08/2012, 04:59 PM
إذا لم تَستطعْ للرُّزْءِ دَفْعاً

إذا لم تَستطعْ للرُّزْءِ دَفْعاً ***** فصبراً للرزيّة واحتسابا
فما نالَ المُنى في العيشِ إلاّ ***** غَبيُّ القومِ أو فَطِنٌ تَغابَى
هِيَ الدُّنيا نُغَزُّ بها خَدوعًا ***** ونورَدُها على ظمأٍ سرابا
وهذا الدهر يُصبح ثم يُمسي ***** يقود إلى الرّدى منّا صِعابا
وهل أحياؤنا إلاّ ترابٌ ***** بظهرِ الأرضِ ينتظرُ التُّرابا؟
صدعتَ بما كتبتَ قلبي ***** على عجلٍ فلم أُطِقِ الجوابا
فلو أني استطعت حملت وحدي ***** ولم أهب الأذى عنك المصابا
وغيرُكَ مَن نعلِّمُه التَّعزِّي ***** ونُذْكِرُه وقد ذَهَل الثَّوابا
فلو حابى الزّمان سواك خَلقاً ***** لكانَ سَبيلُ مثلك أن يُحابى

سرونة
06/08/2012, 05:00 PM
دعوا اليومَ ما عوّدتمُ من تصبّرٍ

دعوا اليومَ ما عوّدتمُ من تصبّرٍ ***** فإنّ نزاعى غالبٌ لنزوعى
فما القلبُ منّي فارغاً من تذكُّرٍ ***** ولا العينُ منّى غيرَ ذات دموعِ
ولو كنتُ مُسْطِيعاً جعلتُ صَبابة ً ***** مكان دموعى فى البكاءِ نجيعى
ففيما تركتُ لا يخافُ تردّدى ***** وفيما وهبتُ لا يُخافُ رُجوعي
وكيف بقائى لا أموت وإنّما ***** ربوعُ الأنامِ الهالكين ربوعى ؟
وما أنا إلاّ منهمُ وعليهمُ ***** إذا ما انقضى عمرى يكون طلوعى
ألمْ ترَ هذا الدّهر كيف أظلّنا ***** على غفلة ٍ منّا بكلِّ فظيعِ ؟
وكيف انتقى عظمى وشرّد صرفهُ ***** رُقادي وأَوْدى عَنْوَة ً بهُجوعي
وجرّ على شوك القتادِ أخامصى ***** وأضرم ناراً في يبيسِ ضلوعى
وأكرعنى حزناً طويلاً ولم أكنْ ***** لغيرِ الذي أختارُه بكَروعِ
رماني بخطبٍ لا يكفكفُ وقعهُ ***** سوابقُ أفراسى ونسجُ دروعى
وما عاصِمي منه حُسامي وذابِلي ***** ولاناصري رَهْطي به وجميعي
أتاني ضحًى لا درَّ درُّ مجيئه ***** فعادَ وماهابَ النَّهارَ هَزيعي
وضاعفَ من شجوى ورادف حزنه ***** خضوعى عليه راغماً وخشوعى
وصيَّر في وادي المصائبِ مَسكني ***** وفى جانب الحزنِ الطّويل ربوعى
وقالوا بركنِ الدين ولَّتْ يدُ الرَّدى ***** فخرَّ صَريعاً وهو خَيرُ صريعِ
فشبّوا لهيبَ النّارِ بين جوانحى ***** وجَثُّوا أُصولي بالجَوَى وفُروعي
ومرّوا وقد أبقوا بقلبي حسرة ً ***** وذَرُّوا طويلَ اليّأس منه بِرُوعي
فلو كنتُ أسطيعُ الفداءَ فديتهُ ***** وأعيا بداءِ الموتِ كلُّ جَميعي
وشاطرتُهُ عُمري الّذي كان طالعاً ***** عليه بما أهواه خيرَ طلوعِ
وقالوا: اصطبرْ، والصَّبرُ كالصَّبر طعُمهُ ***** إذا كان عن خرقٍ بغير رقوعِ
وعن رجلٍ لا كالرّجالِ فضيلة ً ***** وعن جبلٍ عالي البناءِ رفيعِ
وعزّاك مَن سقَّاك كلَّ مرارة ٍ ***** وحيّاك من لقّاك كلَّ وجيعِ
ولو كنتُ أرجو عوده لاحتسبتهُ ***** ولكنَّه ماضٍ بغيرِ رُجوعِ
كأنِّيَ ملسوعٌ وقد قيل لي: مضَى ***** وما كنتُ من ذي شَوكة ٍ بلَسيعِ
فأيُّ انتفاعٍ بالرَّبيع وإنَّه ***** زمانى وقد ولّى الرّدى بربيعى ؟
وبالعيشِ من بعد امرئٍ كان طيبه ***** ويُبْدلُ منه ضَيِّقاً بِوَسيعِ
وبالمالِ من بعدِ الّذي كان مُخْلِفاً ***** لكلِّ الذي أفْنَتْهُ كفُّ مُضِيعِ
وبالعرضِ من دون الذى كان رمحهُ ***** يقارعُ عنه الدَّهرَ كلَّ قريعِ
ذَمَمْتُ سواكَ المالكين لأنَّهمْ ***** تولّوا وما أولوا جميلَ صنيعِ
ولم تكُ منهمْ مِنَّة ٌ بعدَ مِنَّة ٍ ***** ولا نزعوا أثوابهمْ لنزيعِ
فكم بينَ مُعطٍ للأماني وسالبٍ ***** وبين مُجيعٍ لي وقاتلِ جُوعي
ولمّا رأيتُ الفضلَ فيه أطعتُه ***** وما زلتُ للأملاكِ غيرَ مطيعِ
ألمْ تَرَني لمّا بلغتُ فِناءَه ***** عقرتُ بعيرى أو قطعتُ نسوعى ؟
وقد علمَ الأقوامُ ***** أنَّك فيهم النْـ
وأنَّك تُؤوي الخائفين منَ الورَى ***** ذُرا كلِّ مَرهوبِ الشَّذاة ِ رَفيعِ
وأنّك لمّا صرّح الخوفُ فى الوغى ***** بيومٍ صقيل الغُرَّتَينِ لَموعِ
وللخيلِ من نسج الغبارِ براقعٌ ***** وأجلالها من صوبِ كلِّ نجيعِ
ولو لمْ تبضَّعْ بالطِّعانِ لحومُها ***** لآبَتْ وما سالتْ لنا بَبُضوعِ
أخذتَ لواءَ النّصرِ حتّى ركزته ***** بيمناك من أرضِ اليقينِ بقيعِ
ولم تهبِ البيضَ الصّوارمَ والقنا ***** يردن إذا أوردنَ ماءَ ضلوعِ
ولمّا ذكرتُ الموتَ يوماً وهولهُ ***** تقاصر خطوى واقشعرّ جميعى
وما أنا إلاَّ فى انتظارٍ لزائرٍ ***** قَدومٍ على رغمِ الألُوفِ طَلوعِ
يمزّق أثوابَ الذى كنتُ أكتسى ***** ـنَفوعُ إذا لم يعثُروا بنفوعِ
ويهدم ما شيّدتهُ وبنيتهُ ***** ويحصدُ من هذى الحياة ِ زروعى

سرونة
06/08/2012, 05:01 PM
على شجر الُراكِ بكيتُ لمّا

على شجر الُراكِ بكيتُ لمّا ***** مررتُ به فجاوَدْتُ السَّحابا
وكم ناديتُ فيهِ من حبيبٍ ***** عَهدتُ به فلم أسمعْ جَوابا
فَواهًا للأراكِ مَقيلَ صبٍّ ***** فقدتُ به الأحبَّة والشَّبابا
وأكنافاً لغانية ٍ رحاباً ***** وأفناناً لناعمة ٍ رطابا
وسَقيًا للأراكِ مَساءَ يومٍ ***** نزلتُ به فطبتُ له وطابا

سرونة
06/08/2012, 05:01 PM
من ذا الطبيبُ لأدوائى وأوجاعى

من ذا الطبيبُ لأدوائى وأوجاعى ***** أو الرّفيق على همّى وأزماعى ؟
قد كنتُ جلداً ولكنْ ربَّ أقضية ٍ ***** خَلَطْن جَلْداً على البلوَى بمُلتاعِ
ياصاحبي يومَ رامَ الدَّهرُ مَنْقصتي ***** وراعَ منِّي جَناناً غيرَ مُرتاعِ
قم سلِّ قلبى َ عمّا فى بلابلهِ ***** ففيهِ ما شئتَ من سُقْمٍ وأوجاعِ
ليس اللّسانُ وإن أوفتْ براعتهُ ***** مترجماً عن جوًى ما بين أضلاعى
إذا سَقَى اللَّهُ أجزاعاً على ظمإٍ ***** فلا سقى اللهُ هذا العامَ أجزاعى
ولا رَمَيْنَ على جَدْبٍ بأَنْدِية ٍ ***** ولا صببنَ على محلٍ بإمراعِ
إنِّي مُقيمٌ على كُرهٍ بناحية ٍ ***** غرثى المسالك من طيبٍ وإمتاعِ
فى معشرٍ ما لجانٍ منهمُ أدبٌ ***** كهمجة ٍ مالها فى القاعِ من راعِ
كم حَمَّلونيَ ثِقْلاً لا نُهوضَ بهِ ***** وكلّفونى َ فعلاً غيرَ مسطاعِ
بدّلْ بلادك إمّا كنتَ كارهها ***** داراً بدارٍ وأجراعاً بأجراعِ
كم ذا المقامُ على هونٍ ومهضمة ٍ ***** وقارصٍ من يدِ الأقوامِ لذّاعِ
وأسهُم من مقالٍ ما يحصِّنُ مِن ***** خُدوشِهنَّ بجلدي نسجُ أدراعي
أأحملُ الضّيمَ والبيداءُ معرضة ٌ ***** وفى قرا النّابِ أقتادى وأنساعى ؟
ومِلْءُ كفِّي طويلُ الباع معتدلٌ ***** أو مقبضٌ لرقيقِ الحدّ قطّاعِ
إنْ لم أثِرْهُنَّ عن وادي الخَنا عَجِلاً ***** فلا دعانى إلى يوم الوغى داعِ
لِمَنْ خَبَأْتُ إذا لم أنجُ عن سَعَة ٍ ***** مافي النَّجائبِ من حثٍّ وإيضاعِ
إنْ لم يُنَجِّك سعيٌ عن مقرِّ أذى ً ***** فيالحا اللهُ مايَسعى له السّاعي
قالوا: قنعتَ بدون النَّصْفِ قلتُ لهمْ: ***** هيهاتَ ما باختياري كان إقناعي
ما زال صرفُ اللّيالى بى يطاولنى ***** حتّى رخصتُ على عمدٍ لمبتاعِ
خيرٌ من الذّلِّ فى قصرٍ نمارقهُ ***** مبثوثة ٌ منزلٌ للعزّ فى قاعِ
إنْ كنتَ حرّاً فلا تَدنَسْ بذي طمعٍ ***** ولا تبتْ بين آمالٍ وأطماعِ
ولا تَعُجْ بيسارٍ دونَهُ مِنَنٌ ***** تَجنيهِ من كفِّ إخضاعٍ وإضراعِ
لا أشبعَ الله مَن أُلْهُوا وما علموا ***** عن المعالي بإرواءٍ وإشباعِ
غرّوا بحبل من السّرّاءِ منتكثٍ ***** وبارقٍ من غنى الأيّامِ لمّاعِ
وكلّما طمِعوا في النَّيلِ أو حذروا ***** تطارحوا بينَ ضرّارِ ونفّاعِ
حلفتُ بالبيت طافتْ حوله زمرٌ ***** جاءوه أنضاءَ إعجالٍ وإسراعِ
وبالمُحَصَّبِ حطَّ المُحْرِمون بهِ ***** والبدنُ ما بين إلقاءِ وإضجاعِ
ومَن بجَمْعٍ وقد ألقَى الكَلالُ بهمْ ***** هناكَ أجسادَ طُلاَّعٍ وضُلاَّعِ
والقومُ في عرفاتٍ يُرسلون إلى ***** محو الجرائرِ منهم دعوة َ الدّاعى
لأمطرنَّ على الآفاقِ عن كثبٍ ***** من عارضٍ بدمِ الأجوافِ لمّاعِ
بكلِّ ندبٍ عن العوراءِ منقبضٍ ***** نزاهة ً وعلى الأهوالِ طَلاّعِ
يهوى إلى الذّكرِ ولاّجاً مخارمه ***** هُوِيَّ نجمٍ منَ الخضراءِ مُنْصاعِ
قلْ للعدا قد مضى رفقى بهمْ زمناً ***** فحاذروا الآنَ غِبَّ الحكم إيقاعي
لمْ تشكروا من نسيمى ما هببتُ به ***** وليس بعدَ نسيمي غيرُ زَعزاعِ
أبعدَ حى ٍّ على الجرعاءِ كنتُ به ***** مَلآنَ من دافعٍ سوءاً ومنّاعِ
عمى ٌ عن الفحش صمٌّ عن مقالتهمْ ***** على ثواقب أبصارٍ وأسماعِ
طاروا فطالت بهمْ كفّى إلى وطرى ***** ونالَ مالم ينَلْه قبلَه باعي
أمنى بمن ليس من عدّى ولا ثمدى ***** ولا يكيلُ بمُدٍّي لا ولا صاعي
لولا احتقاريَ فيهِ أن أُعاقبَهُ ***** أطرتهُ بين تيّارى ودفّاعى
حتّى متى أنتَ يا دهرى تسابقنى ***** بعاثِرٍ، وتُساميني بدَعْدَاعِ
من كلِّ عارٍ من المعروفِ منكبهُ ***** هاعٍ إذا غرتَ فى تفتيشه لاعِ
أستودعُ اللهَ مَنْ شَطَّ الفراقُ بهِ ***** عنّى ولم يقضِ تسليمى وتوداعى
لولا المصيبة ُ فيه ما اهتدَتْ أبداً ***** هذي الخطوبُ لإحزاني وإجزاعي
تقولُ مِن بعدِه عيني وقد أرِقَتْ: ***** يا قومُ أينَ مضَى غُمضي وتَهجاعي؟
يانفسُ إمّا مَقِيلٌ رأسَ شاهقة ٍ ***** أو قعصة ٌ بالعوالى فوق جعجاعِ
خافي ملاماً بلا عذرٍ لصاحبهِ ***** ولا تخافى الذى ينعى به النّاعى
فإنَّما المرءُ في الأيّامِ مُحتَبَسٌ ***** على الرّدى بين أطباقٍ وأنساعِ

سرونة
06/08/2012, 05:01 PM
إذا ساءَلْتَني فخذ الجوابا

إذا ساءَلْتَني فخذ الجوابا ***** فكم فتحَ الكلامُ عليَّ بابا!
عتبتَ، وما اجْتَرمتُ إليكَ جُرمًا ***** فأحملَ فيه منك ليَ العِتابا
وما كنتُ اسْتَربْتُ وإنْ أرَتْني ***** صروف الدّهر عندك ما أرابا
فُجعتُ، وقد تَخِذْتُكَ لي خليلاً، ***** بجرمي أو حُرِمتُ بكَ الصَّوابا
ولو أنّي قطعتك لم أُعنَّفْ ***** ولم أقرعْ لقربي منكَ نابا
ولمّا أنْ ظمئتُ إليكَ يومًا ***** وردْتُ ولم أرِدْ إلاّ سَرابا
فإنْ تشحط فما أهوى اقتراباً ***** وإنْ ترحل فما أرجو "إيابا"
ولستَ بمُبصرٍ منّي رسولاً ***** ولستَ بقارئٍ عني كتابا
ألا قَبح الإلهُ وجوه قومٍ ***** أذلُّوا في طِلابِهمُ الرِّقابا
أراقوا مِن وُجوهِهِمْ حَياءً ***** وما أَخذوا به إلاّ تُرابا
وهمْ من لؤمهم في قعر وهدٍ ***** وإنْ رَفعوا بدُورِهمُ القِبابا
ومن يك عارياً من كلّ خيرٍ ***** فما يُغنيهِ أنْ لبسَ الثِّيابا

سرونة
06/08/2012, 05:01 PM
عمدتَ إلى َّ فآيستنى

عمدتَ إلى َّ فآيستنى ***** فأخرجْتَني من إِسارِ الطَّمَعْ
فكنتُ كسَيْفٍ جَلَنْدِيَة ٍ ***** فزالَ ولم يَدْرِ عنه الطَّبَعْ
وسيّان ذلك من شيمتى ***** أَأَعطَى جوادٌ لها أمْ مَنَعْ
ولم أدرِ أنّك ممّا يضرّ ***** إذا لم تكنْ لى َ ممّن نفعْ

سرونة
06/08/2012, 05:02 PM
في كلّ يومٍ أرى عجيباً

في كلّ يومٍ أرى عجيباً ***** جَرَّ على مَفْرِقي المَشِيبا
ومن خطوبٍ يزرن قلبي ***** شبتُ وما آن أن أشيبا
أُرى بَغيضًا إذا تمنَّتْ ***** عينايَ أن تُبصر الحبيبا
ماليَ يا قومُ واللّيالي ***** يغمُزْن لي عوديَ الصّليبا
يُرْحِلنَني عن قَرا أَمونٍ ***** أردتُ وحدي لها الرُّكوبا
ولم أعَفْ سلْمَها فَلِمْ ذي ***** تُشِبُّ ما بيننا الحروبا؟
وكلَّما تُبْنَ من ذُنوبٍ ***** إليَّ جدّدنها ذنوبا
كأنني مخطئٌ بشيءٍ ***** ما كنتُ إلاّ به مصيبا

سرونة
06/08/2012, 05:02 PM
أقول لها لمّا التقينا على منًى

أقول لها لمّا التقينا على منًى ***** وأبرزها ذلك الحمارُ المصبّغُ
وأبدَتْ صُدوداً لم يكنْ عادة ً لها ***** وقد يتجنّى فى الهوى المتمرّغُ
لقد خان من أدّى المحالَ إليكمُ ***** ومانَ علينا في المقال المبلِّغُ
شغلنا وأنتم فارغون ولم يعجْ ***** على ذي اشتغالٍ دَهرَه المتفرِّغُ
كأنِّيَ أَشكو الحبَّ شَكوى مُجَمْجِمٍ ***** فتًى ضلَّ عن وادى البلاغة ألثغُ

سرونة
06/08/2012, 05:04 PM
من عذيري من سَقامٍ

من عذيري من سَقامٍ ***** لم أجدْ منهُ طبيبا؟
وهُمومٍ كأُوارٍ النْـ ***** بقلوبٍ ليسَ يعرفْـ
وكروبٍ ليتهنّ الـ ***** ـيومَ أشبهْنَ الكروبا
وخطوبٍ مُعضلاتٍ ***** بِتْنَ يُنسين الخُطوبا
شَيَّبتْ منِّيَ فَوْدَيْ ***** يَّ ولم آتِ المشيبا
ودَعونا فرأَوا منْـ ***** ـسَ وقد كان رطيبا
بانَ عنّي وتَناءى ***** كلُّ مَن كان قَريبا
وتعرَّيْتُ مِنَ الأَحْـ ***** ـبابِ في الدُّنيا عُزوبا
وسَقاني الدَّهرُ مِن فُر ***** قة ِ مَن أهوى ذَنوبا
إنْ يومَ الطفّ يومٌ ***** كان للدِّين عَصيبا
لم يدعْ في القلب منّي ***** للمسَرّاتِ نَصيبا
ـني حَديثًا ونُيوبَا ***** فالتزمْ فيهِ النَّحيبا
عُطَّ تامورَكَ واتْرُكْ ***** معشراً عطّوا الجيوبا
واهْجُرِ الطِّيبَ فلم يَتْـ ***** ـرك لنا عاشور طيبا
لعن الله رجالاً ***** أترعوا الدّنيا غُصوبا
سالموا عجزاً فلمّا ***** قدروا شنّوا الحروبا
في المعرّات يهبّـ
كلّما لِيموا على عَيـ ***** ـبِهمُ ازْدادوا عُيوبا
رَكِبوا أعوادَنا ظُلـ ***** ـماً وما زلنا رُكوبا
ـنا على البُعدِ مُجيبا
يقطعُ الحَزْنَ ويَطْوي ***** في الدَّياجيرِ السُّهوبا
بمطيٍ لا يبالـ ***** ـنَ على الأَيْنِ الدُّؤُوبا
لا ولا ذُقنَ على البُعْـ ***** ـدِ كَلالاً ولُغوبا
وخيولٍ كرِئال الـ ***** ـدوّ يهززن السّبيبا
فأَتَوْنا بجموعٍ ***** خالها الراؤن رُوبا
بوجوهٍ بعدَ إسْفا ***** رٍ تبرقعنَ العُطوبا
فَنَشِبْنا فيهم كُرْ ***** هاً وما نَهْوَى النُّشوبا
ولقد كانَ طويلُ الـ ***** ـباعِ طَعّانًا ضَروبا
بالظُّبا ثم القنا يَفْـ ***** ـري وَريدًا وتَريبا
لا يُرى والحربُ تُغلى ***** قِدْرُها منها هَيوبا
فجرى منّا ومنهم ***** عَنْدمُ الطعن صَبيبا
وصَلينا من حريق الطـ ***** ـطَعنِ والضَّرب لهيبا
كان مرعانا خصيباً ***** فبِهمْ عادَ جَديبا
لم نكن نألف لولا ***** جورُهم فينا خُطوبا
لا ولا تُبصِرُ عينٌ ***** في ضواحينا نُدوبا
طَلبوا أوْتارَ بَدْرٍ ***** عندَنا ظُلمًا وحُوبا
ورأَوا في ساحة ِ الطَّفْـ ***** ـفِ وقد فاتَ القَليبا
قد رأيتمْ فأَرونا ***** منكمُ فرداً نجيبا
أو تقيَّاً لا يُرائي ***** بِتقاهُ أو لبيبا
كُلَّما كنّا رُؤُوسًا ***** للورى كنتم عُجوبا
ما رأَينا منكُمُ بالـ ***** ـحقّ إلاّ مُستريبا
وصَدوقًا فإذا فتْـ ***** ـشته كان كَذوبا
وخليعاً خالياً عنْ ***** مَطمعِ الخير عَزوبا
وبعيداً بمخازيـ ***** ـهِ وإنْ كانَ نَسيبا
ليتَ عُودًا مِن غَشومٍ ***** حقَّنا كان صليبا
وبودّي أنّ منْ يأْ ***** صَلُنا كانَ ضَريبا
في غَدٍ ينضُبُ تيّا ***** رٌ لكُم فينا نُضُوبا
ويقيءُ الباردَ السَّلْ ***** ـسالَ من كان عَبوبا
ويعودُ الخَلقُ الرثُّ
والّذي أَضحى وأمسى ***** ناكباً يُضحي نكيبا
آلَ ياسينَ ومَنْ فَضْـ ***** ـلُهُمْ أعيا اللّبيبا
أنتُمُ أمْني لدَى الحشـ ***** ـر إذا كنتُ نخيبا
أنتمُ كشّفتُمُ ليَ ***** بالتباشير الغُيوبا
وبكُم أنجو إذا عُو ***** جِلتُ مَوتًا أنْ أنوبا
وإليكُمْ جَمَحاني ***** ما حَدا الحادون نِيبا
وعليكم صلَواتي ***** مَشْهدًا لي ومَغيبا
يا سقى اللهُ قبوراً ***** لكم زنَّ الكثيبا
حُزْنَ خيرَ الناس جَدّاً ***** وأَباً ضَخْماً حسيبا
وهْوَ في الفِرْدَوس لمّا ***** قيل قد حلَّ الجُبوبا

سرونة
06/08/2012, 05:05 PM
فؤادى مشغولٌ بك العمرَ كلّه

فؤادى مشغولٌ بك العمرَ كلّه ***** وأنتَ كما يَهوى الخَلِيُّون فارغُ
وإنْ أكُ فى دار الهوى وسطَ عقرها ***** فإنّك عن دار الصّبابة ِ رائغُ
تباعدتَ عنِّي بعدَ أنْ قد مَلَكْتَني ***** فألاّ ولم تبلغْ بقلبى المبالغُ ؟
خُلِقتَ بقلبٍ لم تُجزْ فيهِ صَبوَة ٌ ***** وقد صاغَ قلبي للصَّبابة صائغُ

سرونة
06/08/2012, 05:05 PM
ليس المشيبُ بذنبٍ

ليس المشيبُ بذنبٍ ***** فلا تعُدِّيهِ ذَنْبا
غُصبتُ شرخَ شبابي ***** بالليل والصُّبحِ غَصبا
فشبَّ شيبُ عِذاري ***** كما اشتهى الدّهر شبّا
إنْ كنتُ بُدِّلت لوناً ***** فما تبدّلت حبّا
أو كنتُ بوعدتُ جِسمًا ***** فما تباعدتُ قلبا
فكلمّا شاب رأسي ***** نما غرامي وشبّا
يا مُرَّة َ الظُّلم طَمْعاً ***** وحُلْوَة َ الظَّلْمِ شرْبا
رضيَ مُحبُّكِ قَسْراَ ***** بأنْ تزوريه غِبّا
وما يبالي - وسِلْمٌ ***** واديكِ مَنْ كانَ حَربا

سرونة
06/08/2012, 05:05 PM
لا رعى اللهُ من إلى

لا رعى اللهُ من إلى ***** قولِ واشٍ لنا صَغَى
كلَّ يومٍ يَطغى ويظـ ***** ـلِمُ مَن لم يكنْ طَغَى
وإذا أقلقَ الجوا ***** نِحَ شُغلٌ تفرَّغا
قد أطعتمْ وما أطعـ ***** ـتُ نَموماً مُبلِّغا
أنا منكمْ من بعد سلـ ***** ـمٍ عهدناهُ فى وغى
حاشا لله أنْ أكا ***** فئَ بالبغْي مَن بغَى
لنْ ترانى وإنْ لدغـ ***** ـتُ بسوءٍ مُلَدِّغا

سرونة
06/08/2012, 05:05 PM
أسْخَطْتَني فرضِيتُ مِن كَلَفٍ

أسْخَطْتَني فرضِيتُ مِن كَلَفٍ ***** ولربما رضيَ الذي غَضِبا
وبَسَمْتَ يومَ البَينِ من عَجَبٍ ***** فأريتَ من بَرْدِ اللّمى شَنَبا
وظلمتَ في هجري بلا سببٍ ***** ولقد طلبتَ فلم تجِدْ سَببا
ولقد وهبتُ فما رجعتُ لكُمْ ***** قلبي وكم رجعَ الذي وَهَبا
وبلغتُمُ عِندي مآربَكُم ***** عَفوا ولم أبلغْ بكُمْ أَرَبا
وأعَنْتُمُ عمداً وعن خطأٍ ***** غِيَرَ الزّمان عليَّ والنُّوَبا
ووَصِبْتُ منكُم ثمَّ مِن يَدكُمْ ***** طولَ الزّمان ولم أكن وَصِبا
وإذا التفتّ إليّ سملئِكمُ ***** تَهْمي عليّ وتُمطِرُ العَجبا
ألفيتُ صفوي كلَّه كَدِراً ***** ووجَدْتُ جِدِّي كلَّه لَعِبا

سرونة
06/08/2012, 05:06 PM
لعَمْرُك ما أوْرَى الذي بي وإنَّما

لعَمْرُك ما أوْرَى الذي بي وإنَّما ***** بلينا على شغلِ القلوب بفارغِ
ويبلغ " منّى " ما يشاء من الهوى ***** وما أنا شيئاً من هواى ببالغِ
يُراوغني عن وصلِهِ طولَ عمرهِ ***** وأين انتفاعٌ بالخدوعِ المراوغِ ؟
ويقلبُ جنبى َّ الهوى كلَّ ليلة ٍ ***** على جَمَراتٍ أو حُماتٍ لوادِغِ

سرونة
06/08/2012, 05:06 PM
صدّ عنّي كارهاً قُر

صدّ عنّي كارهاً قُر ***** بي وإن كان حبيبا
ورأى في الفاحم الجَعْـ ***** ـدِ من الرّأسِ مشيبا
كشهابٍ غابتِ الشُّهـ ***** ـبُ ويأبى أن يغيبا
أو كنارٍ تخمُد النّا ***** رُ ويزدادُ لهيبا
كنتُ عُريانًا بلا عَيـ ***** ـبٍ فأهدى لي عُيوبا
قلتُ: ما أذْنَبتُ بالشَّيـ ***** ـبِ إليكُمْ فأَتوبا!
هوَ داءٌ حلَّ جِسمي ***** لم أجِدْ منه طبيبا
لم تجدْ ذَنْبًا ولكنْ ***** أنتَ لفَّقتَ ذُنوبا

سرونة
06/08/2012, 05:07 PM
عجبتُ لقلبي كيفَ يَصْبو ويَكلَفُ

عجبتُ لقلبي كيفَ يَصْبو ويَكلَفُ ***** وبردُ شبابى بالمشيب مفوّفُ ؟
أحِنُّ إلى مَن لا يَحنُّ وليتَه ***** " لمنْ كان محنوناً محبّيهِ " يعرفُ
يباعدُني عن كلِّ ماكنتُ أرتجي ***** ويُوسِعُني من كلِّ ما أتخوَّفُ
ويُمطلُني بالوعدِ منهُ وإنَّما ***** يماطلُ بالميعادِ مَن ليس يُخلِفُ
ويُصبحُ منِّي ساكنَ القلب والحَشا ***** وفى كلّ يومٍ منه قلبى َ يرجفُ
وقد كنتُ أغريتُ الهوى يوم " غرّبوا " ***** فعاد به " داعٍ " على الغصنِ يهتفُ
ينوح وقلبى للهوى دون قلبه ***** وعينيَ دمعاً دون عينيهِ تذرِفُ
ألا قاتل اللهُ الهوى فطلابهُ ***** متاعٌ من الدّنيا قليلٌ وزخرفُ
يرومُ الرِّضا مَن لا يدومُ على الرِّضا ***** ويطلب فيه النّصفَ من ليس ينصفُ
أقولُ لمرتاحٍ إلى الفضلِ والعُلا ***** يخُبُّ على ظهرِ المطيِّ ويوجِفُ
أنِخْ في ذُرا الشيخ الرئيسِ فإِنَّما ***** إلى مثله فى المجد كنتَ تشوّ فُ
إلى الغمرِ معروفاً وعلماً وسؤدداً ***** وبأساً إذا هاب الرّجالُ ووقّفوا
خلفتُ بما لفَّ الحَطيمُ وزَمْزَمٌ ***** وما ضمّهُ خيفا منًى والمعرّفُ
وشعثٍ أتوا عارين من كلّ " لبسة ٍ " ***** فعاذوا بأركان الإلهِ وطوَّفوا
لَهَنُّكَ أوْلانا بكلِّ فضيلة ٍ ***** وأعشقُ للمعروفِ فينا وأشعفُ
وأنّكَ لمّا أنْ جرى النّاسُ فى مدًى ***** " تلقّيتَ " فيه سابقاً وتخلّفوا
فيا أيّها القرمُ الرّئيسُ ومن له ***** على قِمَّة ِ النَّسْرَيْنِ في العزِّ موقفُ
ليهنكَ أنّ اللهَ " فوّقك " العدا ***** وقد طالعوا فيك الرّجاء وأشرفوا
وعاد إليهمْ " ناكياً فى جلودهمْ ***** من الكيد ماحدّوا ظباه وأرهفوا
ولم يغنهمْ - واللهُ حصنك منهمُ - ***** منَ القولِ زُورٌ لفَّقوهُ وحرَّفوا
وودّوا وقد طاشتْ إليك سهامهمْ ***** بأنَّهُمُ لم يفعلوا ما تَكلَّفوا
أَلا فاغفرِ الأجرامَ رِفقاً بأهلها ***** فللعفوا أولى بالكرامِ وأشرفُ
وحتّى يقولَ النّاسُ أسرف مفضلاً ***** عليهمْ كما قالوا أساءوا فأسرفوا
فللهِ ما تغضى وأصبح آمناً ***** غداً من تراه يومه يتخوّفُ
فلم يُعطَ مكنونَ الضَّمائرِ بيننا ***** من النّاس إلاّ المنعمُ المتألّفُ
وأمّا أبو سفيان فاشدد به يداً ***** ففى الكفّ منه إن تأمّلتَ مرهفُ
أليس الّذي واساك ودّاً بنفسهِ ***** ولم يثنهِ عنك العدوُّ المخوّفُ
ولمّا تعسَّفْتَ الطَّريقَ وجدْتَهُ ***** وراءك " منقدّاً " من النّاس يعسفُ
ومثلُكَ مَن يولي الحقوقَ رِعاية ً ***** وغيرُكَ لا يَرعَى ولا يتعطَّفُ
وإنّى ممّنْ لا يواليك رغبة ً ***** وأينَ منَ الرغباتِ مَن ليس يُنْطَفُ
وقد كنت لولا أنّ فضلك باهرٌ ***** أصدُّ إذا ماسيمَ مدحى وأصدفُ
فدونَكَ نَظْماً ما تكلَّفَ ناظمٌ ***** معانيهُ والحقُّ لا يتكلّفُ

سرونة
06/08/2012, 05:07 PM
عادت إليّ بغيضة ٌ فتودّدت

عادت إليّ بغيضة ٌ فتودّدت ***** هَيهاتَ مَن جعلَ البغيضَ حبيبا!
عادتْ إليّ فخلت أن شبيبتي ***** خُلِسَتْ وأبدَلها الزَّمانُ مَشيبا
فكأنني أبصرتُ منها بغتة ً ***** يومَ الوصالِ منَ الحبيبِ رَقيبا
وودت أنّ طلوعها مقليّة ً ***** مَثْنية ً في الناسِ كان غُروبا
قد كنتِ لي داءً ولكنْ لم أجِدْ ***** من داء سُقمِك في الرجال طبيبا
ولحبّذا زمنٌ مضى ما كان لي ***** قربٌ إليكِ وكنتُ منكِ سليبا
ياليت من قَدَرَ التّلاقي بيننا ***** جعل الفراقَ من اللّقاء قريبا
زمنٌ إذا قاطعتِنا، مُتَبَسِّمٌ ***** ضافٍ وإنْ واصلتِ كان قَطوبا
وكأنَّ قلبي وهْوَ غيرُ مُقَلْقَلٍ ***** مُلئتْ بقُربِك حافَتاهُ وَجيبا
لو لم تكوني في الزّمان عجيبة ً ***** ما أبصرتْ عينايَ فيه عجيبا
وخلوتُ عُمري كلَّه مِن ذنبهِ ***** فجعلتُ منكِ له إليَّ ذنوبا
وخَلَفْتِ في جِلدي ولم يكُ دهرَه ***** إلاّ السّليمَ جرائحاً ونُدوبا
ولقيتُ فيكِ من العناء غرائباً ***** وأخذتُ من أدهى البلاءِ ضروبا
وتركتِ قلبي لا يفيق كآبة ً ***** وجفونَ عيني لا تملّ نحيبا
وكأنَّني لمّا أخذتُكِ كارهًا ***** قَسْمي حُرمتُ وما أخذتُ نَصيبا
لو كنتِ عيباً واحداً صبرتْ له ***** نفسي ولكن كنتِ أنتِ عُيوبا

سرونة
06/08/2012, 05:07 PM

أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ

أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ ***** والدَّهرُ صَبٌّ بإسخاطِ العُلا كَلِفُ
لو كان شخصٌ تفوت الحزنَ مهجتهُ ***** لكنتَ ذاك، ولكنْ ليس تُنْتَصَفُ
إذا بَقِيتَ فمن يَعْدوك مُحتَسَبٌ ***** فى الشّمسِ ما أشرقت عن كوكبٍ خلفُ
إذا تيقّنتِ الأرواحُ بعثتها ***** إلى الحِمامِ فماذا ينفعُ الأسفُ
وكيف تُخْطي سهامُ الموتِ مُفْلِتَة ً ***** مَنْ نَحرُهُمْ لحِنيَّاتِ الرَّدى هدفُ؟
يَسعى الفتَى وخيولُ الموتِ تطلبُهُ ***** وإنْ نَوى وقفة ً فالموتُ ما يقفُ
نَلقى منَ الدَّهرِ ما يُدمي محاجرَنا ***** وما لنا عن هوَى رؤياهُ مُنْصَرَفُ
أفعالُنا للرَّزايا فيه مُنكِرة ٌ ***** ونطقُنا بارتحالٍ عنه مُعترِفُ
" إنْ لم توفِّ " لياليه مكارهها ***** فقد تقدّم فى أرزائها سلفُ
كلُّ المواطنِ من كفِّ الرَّدَى كَثَبٌ ***** وكلُّ أرضٍ على هولِ الرَّدى شَرَفُ
لا درَّ درُّ اللّيالى أخذها فرصٌ ***** ومنعها غصصٌ بل جودها سرفُ
إذا حزنتَ فقلبُ المجد مكتئبٌ ***** وإنْ قُذِيتَ ففي وجهِ الضُّحَى سَدَفُ
ولو علمتَ ببسطِ الدَّهرِ قبضتَهُ ***** إلى فِنائِك ما طالتْ له كَتِفُ
لكنّه سارقٌ يخفى زيارته ***** وليس من سطوة ِ السُّرّاقِ مُنتَصَفُ
إنْ كان أطلق فيك الدّهرُ منطقه ***** فقد دعاك لسانٌ حشوهُ كففُ
أو كان ألْهَبَ في مَغناك سابقَهُ ***** فقد ثناه برجلٍ ملؤها حنفُ
يهدى العزاءَ إلى المفقودِ مفتقدٌ ***** مؤزَّرٌ بثيابِ الموتِ مُلتحفُ
ويصرف الهمَّ عن قلبٍ أطاف به ***** مَن قلبُهُ لِنَواصي الهمِّ مُكتنفُ
إنَّ الّتي أَضْرمتْ أحشاءَنا جَزَعاً ***** تلقاك منها غداً في الجنَّة ِ الزُّلَفُ
ولن يُذكِّرَك المُسْلونَ مَوعظة ً ***** وأنتَ تعلمُ منها فوقَ ما وَصَفوا


سرونة
06/08/2012, 05:08 PM
لا تَسَلْني عمّا أراه فإنّي

لا تَسَلْني عمّا أراه فإنّي ***** كلّ يومٍ أرى بعيني عجيبا
كلّ داءٍ في القلب منّي وفي الجـ ***** م على أنَّني عَدمتُ الطَّبيبا
أتمنَّى لو باتَ منّي بعيدًا ***** كلُّ مَن كانَ في جِواري قريبا
يا خليلي على الرُّخاءِ وفي البؤْ ***** سِ أصِخْ لي أشكو إليكَ الخُطوبا
وسِهامًا أَصَبْنَ جِسمي فلمّا ***** لم تضِرْني أصَبْنَ منّا القلوبا
لا أرى إذْ رأيت إلاّ مَعيباً ***** وهوَ معْ ذاكَ طالبٌ لي عيوبا
ومِلاءٌ منَ الذُّنوب سَجاياهُ ***** ويَنْعَى بُطْلاً عليَّ الذُّنوبا

سرونة
06/08/2012, 05:08 PM
لنا من ثناياكِ الغَرِيضُ المُرَشَّفُ

لنا من ثناياكِ الغَرِيضُ المُرَشَّفُ ***** وفى الدّرع غضُّ البانة ِ المتعطّفُ
وأنتِ وإنْلم نلق عندك راحة ً ***** أحَبُّ إلينا من سواكِ وأَشغفُ
وسَوَّفْتِنا بالوصلِ منك وربَّما ***** قضى دون وصلٍ لم ينله المسوّفُ
وما الحبُّ إلاَّ ذلّة ٌ وطماعة ٌ ***** جناها عليه فائلُ الرّأى مسرفُ
ولولا الهوى ما ذلَّ ذو خُنْزُوانَة ٍ ***** ولا كان من لا يعرف الضّعفَ يضعفُ
ولمّا لَحقنا بالحُمولِ عشيَّة ً ***** وفيهنّ مودودُ الشّمائلِ أهيفُ
مشَى في حَيازيمي الغرامُ كأنَّما ***** مشَتْ فيَّ حمراءُ الغلائلِ قَرْقَفُ
وما كانَ عندي أنَّ قلبي يصيدُهُ ***** بمُقلتهِ ذاكَ الغزالُ المُشَنَّفُ
ضَعيفٌ ولكنَّ الذي في فؤادهِ ***** بلابلُ من وجدٍ به منه أضعفُ
فيا دارهمْ سقّاك من شعفٍ بهمْ ***** سِجالاً منَ النَّوْءِ السِّماكينِ أَوْطَفْ
إذا لاحَ منه أسحمٌ متهدِّلٌ ***** تقول المطايا بالحدوج ترجّفُ
ولا زال منه بارقٌ متلهّبٌ ***** عليك وإلاّ راعدٌ مُتقصِّفُ
إلى أنْ يؤوب الرّوضُ فيك كأنّه ***** نجومُ سماءٍ أو رداءٌ مُفَوَّفُ
وأذكَرَني نجداً على شَحْطِ نَأْيِها ***** ونحن بأرض الغورِ نكباءُ حرجفُ
تهُبُّ برَيّا مَن أودُّ لقاءَه ***** ومن دونه سهبٌ عريضٌ ونفنفُ
أيفخرُ قومٌ ما لهمْ مثلُ مفخرى ***** وأينَ منَ النَّهْجِ القويمِ التَعَسُّفُ
ولي فوقَ أسماكِ المجرَّة ِ منزلٌ ***** وفى موقف الزّهرِ الكواكبِ موقفُ
وقومي الأُلى لمَّا توقَّفَ مَعْشرٌ ***** عن الذّروة ِ العلياءِ لم يتوقّفوا
كرامٌ متَى سِيموا الدَّنِيَّة َ يَعزِفوا ***** وإنْ شهدوا نجوى العضيهة ِ يصدفوا
وإنْ ركبوا ظَهراً منَ الفخرِ أردفوا ***** وإنْ طلبوا شيئاً من الذّكر ألحفوا
وما فيهمُ إلاّ الذى يشهد الوغى ***** فيُحيي بها من ذا يشاء ويُتْلِفُ
وإنْ أنهبَ الأموالَ جودُ أكفّهمْ ***** أفاؤوا بأطرافِ الرِّماح وأخلفوا
فلا عيبَ إلاّ ما ادّعاه عدوّهمْ ***** وما قال فيهمْ حاسدٌ متشنّفُ
إِذا سَحبوا البُرْدَ اليمانيَّ وارتدوا ***** وأرخَوْا مُلاءً للقناعِ وأغدَفوا
وفاحوا فأخزوا نشرَ كلِّ نطيمة ٍ ***** ذكاء وعرفُ الفاطيّين يعرفُ
رأيتَ رجالاً كالّيوثِ وفتية ً ***** كما سامَ ذاك الزّاجرُ المُتَعَيِّفُ
بهاليلَ وهّابين كلَّ نفيسة ٍ ***** إذا ضنَّ بالنَّيْلِ البخيلُ المُطَفَّفُ
تراهُمْ على قَصْدٍ فإنْ هتفَ النَّدَى ***** بأموالهمْ أعطَوْا كثيراً وأسرفوا
لنا فى قريشٍ كلّما لنبّيهمْ ***** ومن بينهمْ ذاك السّتارُ المسجّفُ
فإنْ مَسحوا أركانَهُ فبذكرِنا ***** ويَدْعو بِنا إِنْ طوَّفَ المتطوِّفُ
ونحنُ نصرناهُ بأُحْدٍ وخَيْبَرٍ ***** وقد فرّ عنه ناصروه فأرجفوا
ونحن فَديْناهُ الرَّدَى في فراشهِ ***** وللموتِ إرْقالٌ إليهِ وعَجْرَفُ
وآثَرَنا دونَ الأنامِ بصِهْرِهِ ***** وقد ذيدَ عنه الطّالبُ المتشوّفُ
وأسكننا يومَ العباءة ِ وسطها ***** وألبابُ من لم يعطَ ذاك ترجّفُ

سرونة
06/08/2012, 05:08 PM
قرنُتك بي والله يعلم أننّي

قرنُتك بي والله يعلم أننّي ***** أرَدْتُ بكَ الحُسنى فعدتُ المُخيَّبا
وما كنتُ فيما جئتُ أوّلَ صادقٍ ***** أساؤوا به ظَنًّا فكانَ المكذَّبا
فلا تطعموا من ذي حجيً بنظيرها ***** فكلُّ امرىء ٍ يُدعى إلى مثلها أبى

سرونة
06/08/2012, 05:08 PM
رمانى َ بالدّاء الذى فيه وانثنى

رمانى َ بالدّاء الذى فيه وانثنى ***** يَعَجَّبُ ممّا جرَّه وهو قارفُ
وهيّجنى بغياً لنحتِ " صفاتهِ " ***** وكم سَقَمٍ بَرْح تَهيجُ القوارفُ
وهبَّتْ له ريحٌ فظنَّ بقاءَها ***** وهيهاتَ أَنْ تَبْقى صَباً ورفارفُ!

سرونة
06/08/2012, 05:09 PM
قولوا لمن غلطَ الزَّمانُ به

قولوا لمن غلطَ الزَّمانُ به ***** فأنالَهُ ما لم يكُنْ حَسِبَهْ:
لا تفرحَنَّ بما أتاك بهِ ***** فالدَّهرُ يسلُبُ كلَّ مَا وَهَبَهْ
إنّ الزّمان أراد طُرفَتَنا ***** فأرى بما أعطاكَهُ عجَبَهْ

سرونة
06/08/2012, 05:09 PM
نأينا فمن دون الّلقاءِ تنائفُ

نأينا فمن دون الّلقاءِ تنائفُ ***** وسَهْبٌ عنيفٌ بالمطايا ونَفْنَفُ
فلا وصلَ إلاّ ما تقرّبُ بيننا ***** أكاذيبُ من أحلامنا وتؤلّفُ
فللّه فى جنحِ الدّجنّة ِ عائجٌ ***** تصيَّدني بالحبِّ فيما يطوِّفُ
بخيلٌ علينا والنّهارُ شعارنا ***** وفى الّليلِ منهلُّ العطيّة ِ مسرفُ
وأغنى وما أغناك إلاّ تعلّة ً ***** وِصالٌ مُحالٌ أو لقاءٌ مُزَخْرَفُ

سرونة
06/08/2012, 05:09 PM
بِأَبي زائراً أتانيَ لَيْلاً

بِأَبي زائراً أتانيَ لَيْلاً ***** سارقاً نفسَه من البوّابِ
ما ثَناه عنِّي تَقَضّي شبابي ***** وهْوَ في وجْنتيهِ ماءُ الشّبابِ
باتَ بيني وبينه خَشيَة ُ اللّـ ***** ـهِ وخوفُ العذابِ يومَ العذابِ
لم أزِدْهُ شيئاً وبين ضلوعي ***** كلُّ شوقٍ على مليحِ العِتابِ
ثمَّ ولَّى كما أتى أَرِجَ الأخْـ ***** ـارِ في الناسِ طيّبَ الأثوابِ
عالمًا أنَّني كنتُ أهوا ***** هُ فغيرُ الحَرامِ منه طِلابي
ولقد جاءني وما كانَ في نفْـ ***** ـسيَ إسعافُهُ ولا في حِسابي
غيرَ أنِّي عَفَفْتُ حتى كأنِّي ***** لا أباليهِ أو بغَيري مابي

سرونة
06/08/2012, 05:10 PM
خذوا من جفونى ماءها فهى ذرّفُ

خذوا من جفونى ماءها فهى ذرّفُ ***** فما لكُمُ إلاّ الجَوَى والتَّلَهُّفُ
وإنْ أنتما استوقفتما عن مسيلها ***** غروبَ مآقينا فما هنّ وقّفُ
كأنَّ عيوناً كُنَّ زَوْراً عنِ البكا ***** غصونٌ مَطيراتٌ الذُّرا فهْيَ وُكَّفُ
دعا العذلَ والتّعنيفَ فى الحزنوالأسى ***** فما هجر الحزانَ إلاّ المعنّفُ
تقولون لي: صبراً جميلاً، وليس لي ***** على الصَّبرِ إلاّ حسرة ٌ وتَلَهُّفُ
وكيفَ أُطيقُ الصَّبرَ والحزنُ كلّما ***** عنفتُ به يقوى على َّ وأضعفُ
ذكرتُ بيومِ الطّفِّ أوتاد أرضهِ ***** تهُبُّ بهمْ للموت نكباءُ حَرْجَفُ
كرامٌ سقوا ماءَ الخديعة ِ وارتووا ***** وسِيقوا إلى الموتِ الزُّؤام فأَوْجَفوا
فكم مرهفٍ فيهمْ ألمَّ بحدّه ***** هنالك مسنونُ الغِرارين مُرْهَفُ
ومُعتدلٍ مثلِ القناة ِ مُثقَّفٍ ***** لواه إلى الموتِ الطويلُ المثقّفُ
قَضَوْا بعدَ أن قضُّوا مُنى ً من عدوِّهمْ ***** ولم ينكلوا يومَ الطِّعانِ ويَضْعُفوا
وراحوا كما شاءتْ لهمْ أريحيّة ٌ ***** ودوحة ُ عزٍّ فرعها متعطّفُ
فإنْ ترهمْ فى القاع نثراً فشملهمْ ***** بجنّاتِ عدنٍ جامعٌ متألّفُ
إذا ما ثنوا تلك الوسائد ميّلاً ***** أديرتْ عليهمْ فى الزّجاجة ِ قرقفُ
وأحواضهم مورودة ٌ فعدّوهم ***** يُحَلاَّ وأصحابُ الولاية ِ تَرْشُفُ
فلو أنّنى شاهدتهمْ أو شهدتهمْ ***** هناك وأنيابُ المنيّة ِ تصرفُ
لدافعتُ عنهمْ واهباً دونَهمْ دمي ***** ومن وهب النّفسَ الكريمة َ منصفُ
ولم يكُ يخلو من ضرابى وطعنتى ***** حُسامٌ ثليمٌ أو سِنانٌ مُقَصَّفُ
فيا حاسِديهمْ فضلَهمْ وهْو باهرٌ ***** وكم حسدَ الأقوامَ فضلاً وأسرفوا!
دعوا حلباتِ السّبقِ تمرح خيلها ***** وتَغْدوا على مضمارها تَتَغَطْرَفُ
ولا تزحفوا زَحْفَ الكسير إلى العُلا ***** فلن تلحقوا وللصِّلالِ التَّزَحُّفُ
وخلّوا التكاليفَ التي لا تُفيدُكمْ ***** فما يستوي طَبعٌ نَبا وتَكلُّفُ
فقد دام إلطاطٌ بهمْ فى حقوقهمْ ***** وأعْوَزَ إنصافٌ وطالَ تحيُّفُ
تناسيتُمُ ما قالَ فيهمْ نبيُّكُمْ ***** كأنَّ مقالاً قالَ فيهمْ مُحَرَّفُ
فكم لرسول اللهِ فى الطّفِّ من دمٍ ***** يراق ومن نفسٍ تماتُ وتتلفُ
ومن ولدٍ كالعينِ منه كرامة ً ***** يُقادُ بأيدي النّاكثينَ ويُعْسَفُ
عزيزٌ عليه أنْ تُباعَ نساؤُهُ ***** كما بيع قطعٌ فى عكاظَ وقرطفُ
يذدنَ عن الماءِ الرّواءِ وترتوى ***** من الماءِ أجمالٌ لهمْ لا تكفكفُ
فيا لعيونٍ جائراتٍ عنِ الهدى ***** ويالقلوبٍ ضغنها متضعّفُ
لكمْ أم لهمْ بيتٌ بناهُ على التُّقى ***** وبيتٌ له ذاك السّتارُ المُسَجَّفُ
به كلَّ يومٍ من قرشٍ وغيرها ***** جهيرٌ مُلَبٍّ أو سَريعٌ مُطوِّفُ
إذا زارَهُ يوماً دَلوحٌ بذنبِهِ ***** مضَى وهو عُريانُ الفِرا متكشِّفُ
وزَمْزَمُ والرَّكبُ الذي يمسحونَهُ ***** وأيمانهمْ من رحمة الله تنطفُ
ووادي مِنى ً تُهدَى إليهِ نحائرٌ ***** تكبُّ على الأذقانِ قسراً فتحتفُ
وجمعٌ وما جمعٌ لمن ساف تربهُ ***** ومن قبلهِ يومُ الوقوفِ المعرّفُ
وأنتمْ نصرتمْ أم همُ يومَ خبيرٍ ***** نبيّكمُ حيث الأسنّة ُ ترعفُ ؟
فررْتُمْ وما فرُّوا وحِدْتُمْ عنِ الرَّدى ***** وما عنهُ منهم حائدٌ مُتَحَرِّفُ
فحصنٌ مَشيدٌ بالسُّيوفِ مهدَّمٌ ***** وبابٌ منيعٌ بالأنامل يقذفُ
توقَّفتُمُ خوفَ الرَّدى عن مواقفٍ ***** وما فيهمُ من خيفة ٍ يتوقّفُ
لهم دونكمْ فى يوم بدرٍ وبعدها ***** بيوم حُنَيْنٍ كلّما لا يُزَحْلَفُ
فقل لبنى حربِ وإنْ كان بيننا ***** من النَّسَبِ الدّاني مَرائِرُ تُحْصَفُ
أفى الحقّ أنّا مخرجوكم إلى الهدى ***** وأنتمْ بلا نَهجٍ إِلى الحقِّ يُعْرَفُ
وأنّا شَبَبْنا في عِراصِ ديارِكُمْ ***** ضياءً وليلُ الكفر فيهنَّ مُسْدَفُ
وأنّا رفعناكمْ فأشرفَ منكُمُ ***** بنا فوقَ هاماتِ الأعزَّة ِ مُشرِفُ
وها أنتمُ ترموننا بجنادلٍ ***** لها سحبٌ ظلماؤها لا تكشّفُ
لنا منكُمُ في كلِّ يومٍ وليلة ٍ ***** قتيلٌ صريعٌ أو شريدٌ مخوَّفُ
فخرتُمْ بما مُلِّكتُمُوه وإِنَّكمْ ***** سمانٌ من الأموال إذْ نحن شسّفُ
وما الفخر - يا منْ يجهل الفخر للفتى - ***** قميصٌ مُوَشَّى أو رداءٌ مُفَوَّفُ
وما فخرنا إلاّ الذى هبطتْ به الـ ***** ـملائكُ أو ما قد حَوى منه مُصْحَفُ
يقرُّ به من لا يطيق دفاعه ***** ويعرفُه في القوم مَن لا يَتَعرَّفُ
ولمّا ركبنا ما رَكبنا منَ الذُّرا ***** وليس لكمْ فى موضع الرّدفِ مردفُ
تيقّنتمُ أنّ بما قد حويتمُ ***** أحقُّ وأولى فى الأنامِ وأعرفُ
ولكنّ أمراً حاد عنه محصّلٌ ***** وأهوى إليه خابطٌ متعسّفُ
وكم من عتيقٍ قد نبا بيمينهِ ***** حُسامٌ وكم قطَّ الضَّريبة َ مُقرَفُ
فلا تركبوا أعوادَنا؛ فركوبُهَا ***** لمن يركبُ اليومَ العبوسَ فيوجفُ
ولا تسكنوا أوطاننا فعراصنا ***** تميلُ بكمْ شَوقاً إلينا وترجِفُ
ولا تكشفوا ما بيننا من حقائدٍ ***** طواها الرجال الحازمون ولفقواو
وكونوا لنا إمّا عدوّاً مجاملاً ***** وإمّا صديقاً دهره يتلطّفُ
فللخيرِ إنْ آثرتمُ الخيرَ موضعٌ ***** وللشّرِّ إنْ أحببتمُ الشّرَّ موقفُ
عكفنا على ما تعلمون من التّقى ***** وأنتمْ على ما يعلمْ اللّهُ عُكَّفُ
لكمْ كلُّ موقوذٍ بِكظَّة ِ بَطنِهِ ***** وليس لنا إلاّ الهضيمُ المخفَّفُ
إلى كمْ أداري مَن أُداري منَ العِدا ***** وأهدُن قوماً بالجميل وألطُفُ
تلاعبُ بى أيدى الرّجالِ وليس لى ***** منَ الجورِ مُنجٍ لا ولا الظّلمِ مُنصفُ
وحشْوُ ضلوعي كلُّ نَجلاءَ ثَرَّة ٍ ***** متى ألّفوها أقسمتْ لا تألّفُ
فظاهرها بادى السّريرة ِ فاغرٌ ***** وباطنها خاوى الدّخيلة ِ أجوفُ
إذا قلتُ يوماً: قد تلاءمَ جُرحُها ***** تحكّكُ بالأيدى على َّ وتقرفُ
فكم ذا ألاقى منهمُ كلَّ رابحٍ ***** وما أنا إلاّ أعزلُ الكفِّ أكشفُ
وكم أنا فيهمْ خاضعٌ ذو استكانة ٍ ***** كأنِّيَ مابين الأصحَّاءِ مُدْنَفُ
أقادُ كأنّى بالزّمامِ مجلّبٌ ***** بطيءُ الخُطا عاري الأضالعِ أعجفُ
وأَرسُفُ في قيدٍ منَ الحزمِ عُنوة ً ***** ومَن ذِيدَ عن بسطِ الخُطا فهو يَرسُفُ
ويلصقُ بى من ليس يدرى كلالة ً ***** وأُحْسَبُ مضعوفاً وغيري المضعَّفُ
وعُدنا بما مِنّا عيونٌ كثيرة ٌ ***** شُخوصٌ إلى إدراكه ليس تَطرِفُ
وقيل لنا: حان المَدى فتوكَّفوا ***** فيا حُججاً للَّهِ طال التَّوَكُّفُ
فَحاشا لنا من رِيبة ٍ بمقالكمْ ***** وحاشا لكمْ من أن تقولوا فتخلفوا
ولم أخشَ إلاّ من معالجة ِ الرّدى ***** فأُصرَفُ عن ذاك الزَّمان وأُصدَفُ

سرونة
06/08/2012, 05:10 PM
لو أنصف القلبُ لما ودّكمْ

لو أنصف القلبُ لما ودّكمْ ***** لكنّه الطّائشُ لا ينصفُ
يهمُّ بالوردِ الذى لم يزلْ ***** يُصرفُ عنه الدَّهرَ أو يُصدَفُ
ويَعشقُ الّلاهي على أنَّه ***** ممرضه حيًّا أو المتلفُ
يلومنى والجورُ منْ عنده ***** كيف يلوم الوافى َ المخلفُ ؟
ويجحدُ المرَّ الذى ذقته ***** في حُبِّه وهو به أعرفُ؟
ويدَّعي فيَّ ادِّعاءَ الهوَى ***** وشاهداى َ الجسدُ المدنفُ
ليتَ أُناساً أخلفوا وعدنا ***** لم يعدوا أو ليت لم يخلفوا
ليس إلى القصدِ سبيلٌ لهمْ ***** إمّا ضنينُ الكفِّ أو مُسرِفُ
وكلّما استنجدتُ في عَطفهمْ ***** بدمعِيَ الواكفِ لم يَعْطفوا

سرونة
06/08/2012, 05:11 PM
ألا يا لَقومي لاعْتنانِ النَّوائبِ

ألا يا لَقومي لاعْتنانِ النَّوائبِ ***** وللغُصنِ يُرمى كلَّ يومٍ بشاذِبِ
ولَلنّاسُ إمَّا ظاعنٌ حانَ يومُهُ ***** وإمَّا مقيمٌ لاجْتراعِ المصائبِ
وزَوْرُ المنايا إنْ حَميناهُ جانبًا ***** أتانا كأنْ لمْ يُحْمَ من كلّ جانبِ
يَعُطُّ علينا كلَّ سَرْدٍ مضاعفٍ ***** ويَخطو إلينا كلَّ بابٍ وحاجِبِ
وكم هاربٍ منْ أنْ يلاقِيَهُ الرّدى ***** مُغِذِّ، ولكنْ لا نَجاءَ لهاربِ
نُقِلُّ اعتبارًا في الزَّمانِ تَغابيًا ***** وأبصارنا مملوءَة ٌ بالعجائِبِ
ونَصبو إلى وِرْدِ الحياة ِ، وصرفُها ***** يذودُ بنا عنها "ذيادَ" الغرائبِ
بُلينا من الدّنيا بِخِلْفٍ مُجَدَّدٍ ***** وإنْ درّ أحياناً بأيدي الحوالبِ
ونَظْما إلى ما لا يزالُ يُذيقُنا ***** لُعابَ الأفاعي أو شِيالَ العقاربِ
وخلٍ تولّى الموتُ عني بشخصِهِ ***** تَوَلِّيَ مُمتدِّ النَّوى غيرِ آيبِ
كأنّي لمّا صكّ سمعي نَعِيُّهُ ***** صُكِكْتُ بمسنونِ الغِرارينِ قاضِبِ
وفارقني مِن غيرِ شيءٍ أَرابَه ***** وصدُّ "المقاصي" غيرُ صدِّ المعاتبِ
طَواهُ الرَّدى طيَّ الرِّداءِ وعُطِّلتْ ***** مغاني الحِجا منه وغُرُّ المناقبِ
خليليَّ قُوما فانْدُبا مَنْ بقربهِ ***** لَهَوْتُ زماناً عن سماعِ النوادبِ
ويا لَهْفَتي منهُ على ذي مَوَدَّة ٍ ***** بريءِ الأديمِ من قروفِ المعايبِ
نسيبيَ بالوِدّ الصحيحِ وأقْربي ***** وصاحبيَ الأذى إذا ازوَرَّ صاحبي
ومنْ كنتُ لا "أفضي" له بخليقة ٍ ***** ولا أشتكي منه اعْوجاجَ المذاهبِ
ولمّا بَلَوْتُ الأصدقاءَ ووُدَّهُمْ ***** خلَصْتُ إليه من خلالِ التَّجاربِ
فأعْلَقْتُ قلبي منه مِلْءَ جَوانِحي ***** وأغلقتُ كفِّي منه مِلءَ رواجبي
شققنا له في الترابِ بيتا كأنما ***** شققناهُ منْ وجدٍ به في الترابِ
وهِلْنا عليهِ من جوانبِ قبرِه ***** ثرى ً طابَ لمّا مسَّ طيبَ الضّرائبِ
أيا ذاهبًا بُقِّيتُ للحزنِ بعدَه ***** ألا إننّي حزناً عليكَ كذاهبِ
تُوُفّيتَ دوني غير أنّك هالكاً ***** توفيتَ آمالي وغُلْتَ مطالبي
فأصبحتُ فرْدَ الشّخص لولا تلّفٌ ***** يزورُ بسارٍ من همومٍ وسارِبِ
ولَوْ أنَّ غيرَ الدّهرِ رابَكَ بالرَّدى ***** عَجلنا إليه بالقنا والقواضبِ
ودافع عنك الضّيمَ حتى "يزيغه" ***** رِجالٌ من لوى ّ بن غالبِ
إذا ما دُعوا طاروا إالى حومة ِ الوغى ***** على كلّ "معروقَ الجناجِنِ" شازِبِ
جريئون ركّابون إمّا تنمّروا ***** رِقابَ المنايا أو ظهورَ المعاطِبِ
وكم لهُمُ في بابِ كلّ عظيمة ٍ ***** قراعُ أكفٍّ أو زِحامُ مناكبِ!
سقَى الله قبرًا كنتَ حَشْوَ ضَريحهِ ***** غزيرَ الحَوايا مُستهلَّ الهيادِبِ
تَقَعْقعُ في جوِّ السّماءِ رُعودُه ***** ويوقِد فيه البرقُ نارَ الحُباحبِ
وإنْ مزَّقَتْ عنه الشَّمالُ بُرودَه ***** على عَجَلٍ حاكتءه أيدي الجنائبِ
وماليَ أستسقي الغمامَ لقبرِهِ ***** وقد نُبْتُ عنه بالدّموعِ السّواكبِ

سرونة
06/08/2012, 05:11 PM
بنفسى من لقيتُ غداة َ " جمعٍ "

بنفسى من لقيتُ غداة َ " جمعٍ " ***** على عجلٍ يسجّين الشّفوفا
مَرَرْناهنَّ نَعتَسِفُ المطايا ***** نريد منًى فما رمنا وقوفا
وفى الأظعان بدرُ دجًى سبانى ***** بطلعته وما ألقَى النَّصيفا
ولمّا أنْ تمثَّل لي هواهُ ***** عدانى بالثنيّة ِ أن أطوفا
وزلَّتْ عن تُقى ً قَدمي كأنِّي ***** هنالك لم أكُنْ رجلاً عفيفا

سرونة
06/08/2012, 05:12 PM
عتابٌ لدهرٍ لا يَمَلُّ عتابي

عتابٌ لدهرٍ لا يَمَلُّ عتابي ***** وشكوى إلى مَنْ لا يردّ جوابي
وأطلبُ ما أعيا الرّجالَ طِلابُهُ ***** فيا للحِجى كم ذا يكون طِلابي؟!
وبي ما أذودُ النّاسَ عن بابِ علمِهِ ***** وكلُّ أُساتي جاهلون بما بي
فلِي كَبِدٌ تَصلى بغير خريدة ٍ ***** ولي جسدٌ يبلى بغير كَعابٍ
إذا لم أُرَغْ عندَ الغواني تغزُّلاً ***** فمثلُ مشيبي بينهنّ شبابي
ولو كنتُ يومًا بالخِضابِ مُوكَّلاً ***** خضبتُ لمن يخفى عليهِ خضابي
فإن تعطِنِي أولى الخضاب شبيية ً ***** فإنّي أُخيراهُ بغيرِ شبابِ
لُغامُ نياقٍ أو نضيحُ حِبابِ ***** وما هي إلاّ زفرة ٌ لغِلابِ

سرونة
06/08/2012, 07:07 PM
منْ مبلغٌ عنّى بنى مالكٍ

منْ مبلغٌ عنّى بنى مالكٍ ***** أنّ الّذى داويتمُ أقرفا
دمنا على العهد لمن لم يدمْ ***** وقد وَفَينا للذي ما وفَى
وليس في العدلِ ولاغيرهِ ***** أنْ يظلم الظّالمُ من أنصفا
لا تسمعوا القولَ بلا حجّة ٍ ***** فطالما بُدِّلَ أو حُرِّفا
ولا تزيدونا أباطيلكمْ ***** فإنّما أمرضتمُ مدنفا
كم فيكمُ من ماطلٍ وعده ***** فإنْ يَجُدْ يوماً به أخلفا
ومن مصرٍّ زاد إصراره ***** إنْ ليمَ فى السّيّئِ أو عنّفا
وكم عَطفنا منكمُ مُعرِضاً ***** فلم نجدْ من مُعرضٍ مَعْطَفا
وما رأينا منكمُ فى الهوى ***** إلاّ بخيل الكفّ أو مسرفا
عودوا إلى السِّلمِ كما كنتُمُ ***** فقد مضَى من حَربكمْ ما كفَى

سرونة
06/08/2012, 07:08 PM
أعلى العهدِ منزلٌ بالجنابِ

أعلى العهدِ منزلٌ بالجنابِ ***** كان فيه متى أردتُ طِلابي؟
المغاني تلك المغاني فهل فيـ ***** هنَّ ما قد عهدتُ من أطرابي؟
ليستِ الدّارُ بعد أن تُوحِشَ الدّا ***** ر ترى "غير" جندلٍ وترابِ
وإذا لم يعدْ نحيبي على الرّبعِ ***** ـعِ حبيبًا فليس يُغني انتحابي
حرُّ قلبٍ إذا تمكّن من قلبِ ***** ـبِ المُعَنَّى حماهُ بَرْدُ الشّبابِ
والمعافَى مَنْ لم يَقُدْه إلى اللّو ***** عة ِ يوماً تفرّقُ الأحبابِ
والمطايا يومَ السَّقيفة ِ ما رُحْـ ***** إلاَّ تعمّداً لعذابي
إنّ نُعْماً وكان قلبِيَ فيما ***** ألِفَتْهُ موكَّلاً بالتّصابي
سألتني عنِ الهوى في ليالٍ ***** ضاعَ فيهنَّ من يديَّ شَبابي
فمتى ما أجبتُها بسوى ذكـ ***** مشيبي فذاك غيرُ جوابي
صارَ مني مثلَ الثَّغامة ما كان ***** كانَ زماناً مُحْلَوْلِكاً كالغُرابِ
ليس يَبقى شَيبي على شأنه الأوْ ***** الأولِ في كَرّ هذِهِ الأحقابِ
مَنْ عذيري من المشيب وقد صا ***** رَ بُعَيْدَ الشّباب من أثوابي
وشَفاني في غيرِ ما دافَه الساقي ***** وراءَ المشيبِ من أوصابي
ولأَنتَ الّذي أعاجيبُه في الدْ ***** ءَ مثلِ العَلاة ِ كالحرفِ نابِ
ليس يدنو منها الكلالُ ولا تَنْفكّ ***** ـفَكُّ عن عَجْرَفيَّة ٍ وهِبابِ
لا تُعنِّ الرِّكابَ تطلُبُ ما ***** ـناهُ عفوًا صَفْوًا بغيرِ رِكابِ
أَنَا في حوزة ِ الهُمامِ فخارِ ***** ـمُلكِ كالنَّجم في أعزِّ جَنابِ
بالغًا ما أردتُهُ من زيادا ***** تٍ عليهِ ما كنَّ في حسابِ
شَغلَ اللَّحظَ بي ولم يُصغِ إلاّ ***** لِندائي من بينهمْ وخطابي
قد سمعناهُ قائلاً فسمعنا ***** نطقَه واردًا بفصلِ الخطابِ
ورأينا نوالَه فرأينا ***** سَبَلاً ليس مثلُه للسّحابِ
وبلوناهُ في الوغى فأَصبنا ***** هُ ضروبَ اليدينِ يومَ الضِّرابِ
في مقامٍ ضنْكٍ تجولُ به الخيـ ***** ـلُ على أرْؤُسٍ هَوَتْ ورِقابِ
طلبوا شأوَهُ وأينَ منَ الأوشا ***** لِ سيلٌ يجيءُ مِلْءَ الشِّعابِ؟
وتمنّوْا مكانَه لا بأَسبا ***** بٍ وأنّى دَرٌّ بغيرِ عِصابِ؟
وإذا عنّتِ الضّرائب للأسيا ***** فِ بانتْ قواطعٌ من نوابِ
ما أُبالِي إذا رضيتَ عن الطّا ***** عة ِ منّي بالمُحْفَظِينَ الغِضابِ
وإذا ما رأيتَ منّي صواباً ***** فحقيرٌ عَماهُمُ عن صَوابي
ـنِ ونيلِ الأَوطار والآرابِ ***** ـفِلُ ظَلْماءَهمْ وأنتَ شِهابي
وإذا كنتَ لي شراباً فما تُخدَعُ ***** لي مُقلة ٌ بلمْعِ سرابِ
لا أبانَ الزَّمانُ فيك انثلاماً ***** لا ولا همَّ ما تَرى بانقلابِ
وأتاك النّيروزُ بالسّعد واليُمنِ
وإذا ما مضَى يعودُ ولا أخْـ ***** من جَيْئة ٍ له وذهابِ
في زمانٍ يُنسِي زمانَ التّصابي ***** ونعيمٍ يُسلي نعيمَ الشَّبابِ

سرونة
06/08/2012, 07:10 PM
بنفسى من رأيتُ بجنحِ ليلٍ

بنفسى من رأيتُ بجنحِ ليلٍ ***** فضاء بنور طلعته الطّرافا
حكى لي ريقُهُ عَذْباً نَميراً ***** وسَقَّى مِن صَبابتهِ ذُعافا
وكنتُ أضِنُّ في كَلَفي بقلبي ***** فها أنا ذا أجود به جزافا

سرونة
06/08/2012, 07:11 PM
فيا طيفَها ألاّ طرقتَ رحالنا

فيا طيفَها ألاّ طرقتَ رحالنا ***** ونحنُ على الأذقان في جانبِ الشِّعْبِ؟
نشاوى كأنّا سَاوَرَتنا زجاجة ٌ ***** مضرَّجَة ُ النَّاجود دامية ُ السَّكْبِ
بنا مِن هوى لُقياكِ كرْبٌ نُحبُّهُ ***** فلو زرتِنا نفّستِ من ذلكَ الكَربِ
وما ضرَّ مَنْ يَأبى زيارة َ مُقْلتي ***** مجاهرة ً لو زارَ مُستخفيًا قلبي؟
ومَن ضَنَّ في لقيايَ بالصِّدقِ مُسْرفًا ***** على مُرتَجِيهِ كيفَ يبخلُ بالكِذْبِ؟

سرونة
06/08/2012, 07:11 PM
قُلْ لمن بالجمالِ والْـ

قُلْ لمن بالجمالِ والْـ ***** ـحُسنِ فينا تَعرَّفا
سلَّ جسمى بحبّهِ ***** وهو فى ذاك ما اشتفى
لستُ أرجوك مُحسناً ***** فكن اليومَ منصفا
ما على مالكٍ لنا ***** لو علينا تعطَّفا؟
فسقى فاه ضامئاً ***** وشَفى فيه مُدْنَفا

سرونة
06/08/2012, 07:16 PM
أدِرْ أيّها السّاقي الكؤوسَ على صَحْبِي

أدِرْ أيّها السّاقي الكؤوسَ على صَحْبِي ***** وَدَعْنِيَ ظمآناً ففي غيرها نَحْبِي
وإنْ كنتَ تَبغي بالمُدامة ِ نشوة ً ***** "فعندِيَ" ما يُوفِي على نشوة ِ الضَّربِ
أَبْيَتُ الهوَى دهرًا، ولمَّا عرفتُه ***** عرفتُ مطاعَ الأمرِ مُغتَفَر الذّنبِ
وهيَّمَ إطرابَ الفؤادِ أوانِسٌ ***** خَلَصْنَ إلى ذاك الممنَّعِ من حُبِّي
عَلَوْنَ النَّقا يوماً بأوفى من النّقا ***** ولُثْنَ على أبهَى منَ العَصْبِ بالعَصْبِ
ونادَمْنَنا وهْنًا بمنعَرَجِ اللِّوى ***** فضوَّأْنَ للسّارينَ داجِنَة َ السَّهْبِ
وعانقْنَ قُضباناً من الرَّندِ مرّة ً ***** بأيدٍ سِباطٍ هنَّ أندى منَ القَضْبِ
وناعمة ِ الأطرافِ حلّ ودادُها ***** مكانَ شَغافِ القلبِ من حبّة ِ القلبِ
دعاني قبولٌ خَلَّفَتْهُ إلى الصّبا ***** وما كلُّ مَن تَمَّتْ محاسنُهُ يُصْبي
خُلِقتُ كما شاءَ الصَّديقُ مُحكِّمًا ***** عليَّ خليلي نازلاً في هوى صَحْبي
وذمَّ رجالٌ أنَّني غيرُ مُعْجَبٍ ***** فيا عَجَبًا ماذا يفيدهُمُ عُجْبي؟
"ولو" أنّني أزهى بشيءٍ مُنِحْتُه ***** زهيتُ بفخرِ الملكِ في العُجْم والعُرْبِ
حياتيَ منه بالمحلّ الذي به ***** يُحَسِّدُني قَومي ويِغبطُني شَعْبي
وأَرْكَبني أثباجَ كلّ فضيلة ٍ ***** مُمَنَّعَة ِ الأرجاءِ محميَّة ِ الغَرْبِ
ففي خُلقِهِ ذاك المُفَسَّحِ مَرتعي ***** ومِنْ لفظهِ ذاك المشرِّفُ لي عُشبي
وكم جهدَ الأعداءُ فيما يسوؤني ***** فما خوّفوا أََمْني ولا ذَعْذَعوا سِرْبي
رضينا عن الدُّنيا وأنتَ تركتَنا ***** بلا سَخَطٍ في ذا الزَّمانِ ولا عَتْبِ
وجُدْتَ ولم تُسْألْ بكلِّ نفيسة ٍ ***** وقبلك قومٌ لا يدرّون بالعَصْبِ
شربنا أُجاجاً مِنْهُمُ وتنازحوا ***** عنِ الموردِ المورودِ والمنهلِ
وما نِلْتَهُ إلاّ بحقٍّ أتيتَهُ ***** وكم نيلَتْ العظمى من الأمر بالغصْبِ
حلفتُ بمن ضحَّتْ مِنًى يومَ نحرِهمْ ***** وما عرقوا من أُمِّ سَقْبٍ ومن سَقْبِ
وبالنّفرِ الثّانين عُقْلَ رِكابِهِمْ ***** على عَرَفاتٍ يَبتغون رِضا الرَّبِّ
لقد نالَ فخرُ الملك ما شاءَ من عُلاً ***** حَلَلْنَ على أعلى محلِّ منَ السُّحْبِ
فتى ً لم يزلْ يغدو بِعرْضٍ مُمَنَّعٍ ***** ومالٍ مُذال لا يُفيقُ منَ النَّهْبِ
ولم يرضَ سهلَ الأمرِ يرطبُ مسُّه ***** ولم تلْقَهُ إلاّ على مركبٍ صَعْبِ
ورام مداه المُترفون وإنّما ***** يَرومون ما رامَ الوِهادُ منَ الهَضْبِ
فللّهِ أيّامٌ مَضَين قطعتَها ***** بلا سَأَمٍ منها على ضُمَّرٍ قُبِّ
ولا ظِلَّ إلاَّ ما تُفيءُ لك القَنا ***** ولا زادَ إلاَّ نُجعة ُ الطَّعنِ والضَّربِ
تصول بعضْبٍ في يديك وخلفَه ***** من الرأْي ما أمضى وأقضى من العَضْبِ
فصفْوُكَ لا يُبلى بشيءٍ من القذى ***** وخِصْبُكَ لا يُمنى بشيءٍ من الجَدْبِ
وطاولتَ أعماراً طِوالاً فطُلتَها ***** وأربيتَ حتى نِلتَ ما لم ينلْ مُربِ
ولا زال هذا العيد يتلوه مثلُهُ ***** تعاقُبَ أنواءِ السّحابِ على التُّربِ
ألا مَنْ معيني مِن خليلٍ أَعدُّهُ ***** على شكرِ نعماءٍ أَتَتْني بلا كسْبِ؟
تجشَّم خيرُ الناس طُرًّا عِيادتي ***** فجاءَ بما حَسْبي به شَرفًا حَسبي
ولم يَعرفوا شُكرًا لها ولربِّها ***** فلم يُعْلمونا كيف نشكرُ في الكُتْبِ؟
فإنْ أَعْيَ عن شكرٍ لها من صنيعة ٍ ***** فذلك من ذنبِ البلاغة ِ لا ذَنبي

سرونة
06/08/2012, 07:17 PM
أيا صاحِبي إنْ لم تكنْ في شديدتي

أيا صاحِبي إنْ لم تكنْ في شديدتي ***** كفيلاً بها دوني فلستَ بصاحبي
ولو لم تكُنْ خيرَ الأُلى عَجَمَتْهُمُ ***** بَنانِيَ لم أَضمُمْ عليك رواجبي
ذَخَرتُكَ لي في النَّائباتِ، ومنْ يكنْ ***** صديقًا صَدوقًا فهْوَ ذُخرُ النَّوائبِ
وما ضرَّ والقربُ المؤلِّفُ بينَنَا ***** ودادٌ لنا أنْ لم تكنْ من أقاربِي
أجِرْنِيَ إمّا بالقواضبِ والقنا ***** أوِ الرّأْي إنْ خَطْبٌ أناخ بجانبي
وكُنْ قَبَسي إنْ كانَ قومٌ دياجِري ***** وكنْ صادقي إنْ كانَ دهريَ كاذِبي
وقُمْ واكفِني إنْ كنتَ تستطيعُ هذِهِ ***** حُلوليَ مغلوبًا بوادي العجائبِ

سرونة
06/08/2012, 07:17 PM
من كلفى أنّنى مررتُ به

من كلفى أنّنى مررتُ به ***** فلم يَعِرْني مِن طَرْفِهِ طَرَفا
وكدتُ لَمّا رأيتُ غِلظَتَهُ ***** أنجعُ جسمى بمهجتى أسفا
قد قادني حُسنُه إليهِ كما ***** قاد اليمانون جلّة ً شرفا
فقلتُ: رِفقاً فلستَ أولَ مَن ***** لاذَ مُسِيءٌ بعفوهِ فعفا

سرونة
06/08/2012, 07:17 PM
أَلا هل لِما فاتَ مِن مَطلبِ

أَلا هل لِما فاتَ مِن مَطلبِ ***** وهل عن رِدَى المرءِ من مَهرَبِ؟
وهل لامرىء ٍ يبتغيهِ القضا ***** ءُ من مُستجارٍ ومن مذهبِ؟
عذيرِيَ مِن حادثاتِ الزَّمانِ ***** أجِدُّ لهنَّ ويلعبْنَ بي
يُثْلّمْنَ من حَنَقٍ مَرْوَتي ***** ويرعَيْنَ من نَهَمٍ خُلّبي
وإمّا بَرِ؛ْنَ ففي طيّهنَّ ***** ما شئتَ من تعبٍ مُتعِبِ
وإنْ هُنَّ صَفَّينَ لي مَشربًا ***** رجَعْنَ فرنّقْنَ لي مَشْربي
فكم ذا أُعلّلُ "بالمُبْرِضاتِ" ***** وأُخدَعُ بالبارقِ الخُلَّبِ
وأُعدى بأدواء هذا الزّمانِ ***** عَدْوَى المُصحِّ من المُجرَبِ
ولو كنتُ أعجبُ من حادثٍ ***** عجبتُ من الحادث الأقربِ
أتانيَ على عُدَواءِ الدّيارِ ***** لواذعُ من نبإٍ مُنصِبِ
فإنّ نجيع فخار الملو ***** كِ سِيطَ هنالك بالأثْلَبِ
وإنّ أُسامة َ ذا اللِّبدَتيْـ ***** ـنِ صُرِّعَ عن خُدَعِ الأذْؤُبِ
غُلبتمْ بنقضِكُمُ عهدَهُ ***** ومن غلّبَ الغَدْرَ لم يغلِبِ
بأيِّ يدٍ قُدتمُ غِرَّة ً ***** ولا تَرقبوا غيرَ وَدْقِ الحِمامِ
وكيفَ ظفِرتُمْ وبُعدُ المنا ***** لِ بينكُمُ بسنا الكَوكبِ؟
وكيف عَلِقْتُمْ على ما بكمْ ***** من العَجْزِ بالحُوَّلِ القُلَّبِ
وأينَ يمينكُمُ والعُهو ***** دُ تطايحن في نَفْنفٍ سَبْسَبِ
وأصبح ملكُكُمُ بعدَه ***** بغير ذراعٍ ولا مَنكِبِ
وما كنتُ أخشى على الأُفْعوا ***** مدى الدَّهر من حُمَة ِ العقربِ
أمنْ بعد أن قادها نحوَكم ***** نَفوراً مُحَرَّمَة َ المركبِ
وأولجها بين أبياتكمْ ***** وليس لها ثَمَّ مِن مرغَبِ؟
ودافع عنها لغير القويّ ***** يِ كلَّ شديدِ القُوى مُحرِبِ
تُجازونَهُ بجزاءِ العدوِّ ***** وتَجْزونَه أُسْوَة َ المُذنِبِ؟
شآكُمْ ولكنَّ لم يَرْتَبِ
خذوها تَلذُّ لكمْ عاجلاً ***** وآجَلُها غيرُ مُسْتَعذَبِ
ولا ترقبوا غير ودْقِ الحِما ***** مِ وشيكاً من العارِضِ الصَّيِّبِ
ففي الغيبِ من ثارهِ فيكُمُ ***** شفاءٌ لأفئدة ٍ وُجَّبِ
ألا غَنِّياني بقرعِ السُّيوفِ ***** ف فما غيرُها أبداً مُطربي
وحُثّا عليَّ كؤوسَ النَّجيعِ ***** سَواءً شربتُ ولم أشربِ
ولا تَمْطُلا ثارَهُ إنّه ***** فتى ً حرّم المَطْلَ في مَطلبِ
كأنّي بها كجبالِ الحجا ***** زِ يُقبلنَ أو قِطَعِ الغَيْهَبِ
عليهنَّ كلُّ شُجاعِ الجَنانِ ***** إذا رُهبَ الهولُ لم يَرهَبِ
لأسيافهم في رءوس الكُما ***** مُصمَّمة ُ القُضُب اللُّهَّبِ
ولمّا مرَرْنا على رَبْعِهِ ***** خرابِ الأنيسِ ولم يَخرِبِ
تبدّل بعد عجيج الوفو ***** بحاجاتِهم صَرَّة َ الجُندُبِ
ومن سابغاتٍ ملأن الفِناءَ ***** من القَزّ أردية العنكبِ
بكينا على غَفَلاتٍ بِهِ ***** سُرِقْنَ وعيشٍ مضَى طيِّبِ
وقلنا لما كان صعبَ المَذالِ ***** من سَبَلِ العين لا تَصْعبِ
أيا دارُ كيف لبستِ العَفاءَ ***** وماءُ النَّضارة ِ لم ينضُبِ؟
وكيف نَسيتِ الذي كان فيكِ ***** منَ العزِّ والكرمِ الأرحبِ؟
وكيف خلوتِ من القاطنين ***** وغربانُ بينك لم يَنعَبِ؟
وأينَ مكامنُ ذاك الشجاعِ ***** ومريضة ُ الأسدِ الأغلبِ؟
وأينَ مواقفُ وِلْدانِهِ ***** ومُزدَحَمِ الجُندِ في الموكبِ؟
ومَجرى سوابَقِهِ كالصُّقورِ ***** جلبنَ صباحًا على مَرْقَبِ
أيمضي وأسيافُهُ ما فَتِئـ ***** ـنَ بالضَّرب والسُّمْرُ لم تُخضَبِ؟
ولم تُعجل الخيلُ مذعورة ً ***** إلى مَرغبٍ وإلى مَرْهبِ؟
ولم يُستلبْ بالرّماح الطّوا ***** لِ في الرّوع واسطة ُ المِقْنَبِ
ولو علم السيف لمّا علا ***** كَ حالَ كليلاً بلا مَضرِبِ
وبُدّل من ساعدٍ هزّه ***** لحتفك بالسّاعد الأعضبِ
تَعامَه قومٌ سَقَوك الحِمامَ ***** فما فيهُمُ عنك مِن مُعرِب
فلو عَن رَداكَ سألناهُمُ ***** أحالَ الحضور على الغُيَّبِ
ألِفْتَ التكَرُّمَ حتَّى غفلـ ***** ـتَ عن جانبِ الحاسدِ المُجلِب
ولم تَعتد المنعَ للطّالبين ***** فجدْتَ بنفسك للطُّلَّبِ
فإن تكُ يا واحداً في الزّمانِ ***** ذهبتَ ففضلُك لم يَذهبِ
وإنْ حجّبوك بنسْجِ الصّفيحِ ***** فغرُّ مساعيك لم يُحجَبِ
سلامٌ عليك وإن كنتَ ما ***** سلمتَ من الزّمن الأخيبِ
وواهًا لأيّامك المَاضياتِ ***** مُضِيَّ السَّحابة ِ عن مُجدبِ
فما بِنْتَ إلاّ كبين الحياة ِ ***** وشرخِ الشّبابِ عن الأشيبِ
ولا خير بعدك في الطيّباتِ ***** فما العيشُ بعدك بالطيِّبِ
حرامٌ عليّ اكتسابُ الإخاءِ ***** فمثلَ إخائك لم أكسِبِ
ولستَ ترانيَ فيمنّ ترا ***** هُ إلاّ على نجوَة ِ الأجْنَبِ
ولستُ بهِ طالبًا غيرَهُ ***** فقِدْمًا وجدتُ ولم أطلُبِ

سرونة
06/08/2012, 07:18 PM
رأيتُكُمُ تَجْنون ما قد غَرستُمُ

رأيتُكُمُ تَجْنون ما قد غَرستُمُ ***** فلا تنكروه أنْ يكون ذعافا
وعافوا القذَى أو فاكرعوهُ ضرورة ً ***** ومن لم يردْ إلاّ الأجاجة َ عافا
ولا تحسبوا ما نحن نرأبُ كسرهُ ***** وفاقاً فعن قربٍ يعود خلافا
ولا تأمنوا الأضغان وهى دفينة ٌ ***** فذو الحزمِ من هاب الغيوب وخافا
فما نحنُ للأقدارِ إلاّ رَمِيَّة ٌ ***** يصبن صميماً أو يصبن شغافا
وسيّانِ في تَضْييعيَ الحزمَ أنَّني ***** رهبتُ أماناً أو أمنتُ مخافا
فما ليَ أُسقَى فيَّ أو في أصادِقي ***** كؤوساً دِهاقاً لم يكنَّ سُلافا؟
إذا صاحبي أضحَى سَقيماً منَ الأذى ***** فما سرَّني أنِّي أبِيتُ مُعافَى
ولم أنجُ من سوءٍ أصابَ معاشرى ***** وعاج بخلٍّ أرتضيه وطافا
دعونى َ منكمْ لا تردّون طالباً ***** ولم تلبسوا إِلاّ الغرورَ عِطافا
وكم ذا أريدتْ بالهوانِ بيوتكمْ ***** فلمْ تجعلوا من دونهنَّ سجافا
ولو كنتُمُ لمّا غمزتُمْ قناتَكُمْ ***** على أَوَدٍ أَوسَعْتُمُوهُ ثِقافا
وداويتُمُ الأدواءَ وهْيَ ضعيفة ٌ ***** فكم من قويّاتٍ نَشَأْنَ ضِعافا
لقيتم كما شئتم وسئناه فيكم ***** ولكنّ أمراً جلَّ أن يتلافى
كأنَّكُمُ رَكْبٌ على دوِّ قَفْرَة ٍ ***** يُزَجِّي مطايا للنَّجاءِ عِجافا
بمَهْلَكَة ٍ خِرِّيتُها هالكٌ بها ***** وكم مرَّة ٍ شمَّ التّرابَ وسافا
إذا هَيْقُها مدَّ الجناحَ فإنَّما ***** إماءُ بنى لخمٍ مددنَ طرافا
سَقى اللهُ أقواماً مضَوا لسبيلهمْ ***** وقد ملؤوا سُبْلِّ الطِّماعِ عَفافا
لهم في ندى ً سِيلوهُ أو بدؤوا بهِ ***** أكفٌّ يناولن النّوالَ جزافا
أجابوا أنوفَ الموتِ رغمَ أنوفنا ***** فماذا جنى ذاك الهتافُ هتافا ؟

سرونة
06/08/2012, 07:21 PM
أَلا بكِّها أُمَّ الأسَى والمصائبِ

أَلا بكِّها أُمَّ الأسَى والمصائبِ ***** بدمعك سَحًّا بينَ سارٍ وساربِ
وعاصِ الّذي لم يُهمِ ماءَ جُفونِهِ ***** على فقدِ ماضٍ أو على إِثْرِ ذاهبِ
ولا تُغرِنِي بالصَّبْرِ والصَّبرُ مالَه ***** طريقٌ إلى ما في الحشا والتّرائبِ
تلومُ على ما بي وأنتَ مُسَلَّمٌ ***** وقد جبَّ هذا الرُّزءُ دونك غاربي
وإنّيَ مَبْلُوٌّ بما لم تُبَلْ بِهِ ***** فلا تُبلِني فيه بلومِ المعاتبِ
وما مسّني فيما مضى مُشبهٌ بهِ ***** ولا مرَّ شاجٍ لي شجاهُ بجانِبي
مصابٌ هوى بالشُّمِّ مِن آل هاشمٍ ***** وضَعْضعَ رُكنًا من لُؤَيِّ بنِ غالبِ
ولم يمض إلاّ بالشَّواة عن الشّوى ***** ولم يرضَ إلاّ بالطُّلى والذَّوائبِ
وناعٍ نعى نفسي ولم يدرِ أنّه ***** نَعاها فأغراها بلَدْمِ تَرائبي
ولم أشفِ ما بي من جوًى ومَضاضة ٍ ***** بقرع جبيني أو عضيض رواجبي
تمنَّيتُ لمّا أنْ أتى وهْوَ صادِقي ***** على الرّغم منّي أنه كان كاذبي
نسيبيَ بالودّ الصّحيح "وفضلة ٌ" ***** على ودّنا ما بيننا من مَناسِبِ
وما ضرَّ مَن كانَ القريبُ مودَّة ً ***** مُقَرَّبة ً أنْ لم يكُنْ من أقاربي؟
عططتُ اصطباري عنه لمّا فقدتُهُ ***** عليه ولم أقنع بعطّ جلاببي
ولمّا تُوُفِّي "الزينبيُّ محمّدٌ" ***** وسارت بما لاقاه أيدي الرَّكائبِ
نفضتُ منَ الخُلاّنِ كَفِّيَ بعدَهُ ***** ولوّيتُ عن دار الأخوّة جانبي
وغاضتْ دموعي في الشّؤونِ فلَمْ تسِلْ
فلا مُطمِعٌ من سائر النّاس مُطمِعِي ***** ولا رائبٌ من بَنْوة ِ الدّهر رائبي
وإنَّ ودادي بعده لمَّ نَفسَه ***** وحاصَ امتراقاً من أكفِّ الخواطِبِ
فلا تُدنِنِي يوماً ديارَ مَسرّة ٍ ***** ولا تغشَ بي إلاّ بيوت المنادِبِ
فمن ذا الذي يرجو البقاءَ ونحنُ في ***** يمين الرّدى طوعاً وأيدي المعاطِب
نُساقُ إلى المكروهِ من كلِّ وُجهِة ٍ ***** ونُلوَى عنِ المحبوب لَيَّ الغرائبِ
ونُطوى كما تُطوى البُرودُ بحفرة ٍ ***** مُطمّمة ٍ أعيتْ على كلّ هارب
فثاوٍ بها طولَ المدى غيرُ راحلٍ ***** وماضٍ إليها بالرَّدى غيرُ آئبِ
ونُعدى بداء الموتِ ممَّنْ أَصابه ***** وعدوى المنايا غيرُ عدوى الأجارب
ولم يَعْرَ جِلدِي كلما ذَرَّ شارقٌ ***** لرامي المنايا من سهامٍ صوائِبِ
فيثلمُني مَن لا أراهُ بناظري ***** ويجرحني من ليس لي بمحارِبِ
وما غرّني منها سلامة ُ سالمٍ ***** فكمْ سالمٍ من حولِهِ أَلفُ عاطِبِ
فإنْ تُبقِني الأيّامُ بعدكَ للأسَى ***** عليك وحزني فائضٌ غيرُ ناضِبِ
فإنّيَ قوسٌ ما لها منك أسهُمٌ ***** ونصلُ قراعٍ ما لَهُ من مَضارِبِ
ونارٌ بلا صالٍ وضيفٌ بلا قِرى ***** وليلٌ بهيمٌ ما له من كواكِبِ
فإنْ لم يكن شوك القَتادِ من الأسى ***** غليكَ فراشًا لي فشَوْلُ العقاربِ
أبادَ الرَّدى أهلي وأَفنى معاشِري ***** وفرّق ما بيني وبين عصائبي
وعاث زماني في قبيلي وتارة ً ***** يذعذع ما بيني وبين أصحابي
وأسمعني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ ***** نشيج البواكي أو حنينَ النَّوادبِ
وأَعرَى يميني من إخاءٍ شريتُهُ ***** وأعَددْتُهُ ذُخرًا بسَوْمِ التجارِبِ
كأنِّيَ عَوْدٌ في يديهِ مُذَلَّلٌ ***** تجذِّبُهُ للعَقْرِ أيدي الجواذِبِ
له مَنسِمٌ من كلِّ فِهْرٍ مُشجَّجٌ ***** "ويُبلى " قَراه كلَّ يومٍ براكبِ
ومن عَجَبٍ أَنّي طرحتُك في الثرى ***** بملْعَبَة ٍ بينَ الرِّياحِ الجنائبِ
ووسّدْتُكَ البَوْغاءَ من بعد بُرْهة ٍ ***** توسَّدتَ فيها طالعاتِ الكواكب
فإنْ تخفَ عنّا في التراب فإنَّما ***** خفيتَ وقد أطلعت غُرَّ المناقبِ
وإن تُبْلَ في قعر الضَّريح بِغَيْهبٍ ***** فقد طالما بيّضتَ سود الغياهبِ
وإن تُضحِ محبوساً عن النُّطق بالرّدى ***** فما زلتَ في الأقوام أوَّلَ خاطِبِ
وما أنصف الأقوامُ خلَّوْك في الثرى ***** وراحوا إلى أوطارهمْ والملاعِبِ
وما جانَبوك عن قِلاهُمْ وإنَّما ***** تناءَوْا جميعاً عن بعيدٍ مجانِبِ
هُمُ أَودعوك التُّربَ عَمدًا وَوَدَّعوا ***** على رَغْمهم خيرَ اللِّحى والحواجِبِ
فإنْ حملوا صَعْبًا عليكَ فطالما ***** تحمّلْتَ عنهم مُضْلِعاتِ الصّعائبِ
وإنْ أسعفوك بالنّحيب توجّعاً ***** فمن بعدِ أن أسعفتَهمْ بالحرائبِ
فقدْتُك فقدي مِقْوَلِي يومَ حاجتي ***** إلى القولِ أوْ سيفي غداة َ التضَّاربِ
ولم يُعْيني إلاَّ الَّذي يطرقُ الفتى ***** وإلاَّ فإنّي غالبٌ كلَّ غالبِ
وكم سَلَبٍ أَجرى الدِّماءَ جفونَنا ***** ولم تجنِهِ فينا يمينٌ لغاضِبِ
فلا أرَبٌ في الدّهر إلاَّ محوتَه ***** فبِنْ بالمُنى عنّا وكلِّ المآرِبِ
أيا ذاهبًا ولَّى وخلَّفَ بعدَهُ ***** عليَّ منَ الأحزانِ مِلْءَ جوانبي
وأخطَرَني من بعدِ أنْ كانَ لي حِمًى ***** وأفردَني من بعد أنْ كانَ صاحبي
وُهبتَ لنا ثُمَّ ارتُجعتَ إلى الرَّدى ***** فما لي انتفاعٌ بعدَها بالمواهبِ
فإنْ لم أكنْ مَيْتًا كما أنتَ ميِّتٌ ***** فما لِيَ في عيشي نصيبٌ لراغِبِ
وإنْ حجّبوك عن لقائِيَ بالثّرى ***** فما حَجَبوا حُزني عليك بحاجِبِ
وإن تمضِ صِفْرَ الكفّ من كلّ ثروة ٍ ***** فقد بِنتَ صِفْرًا من جميع المعايِبِ
بقلبِيَ نارٌ من فراقك ليتها ***** ولا بدَّ منها اليومَ نارُ الحُباحبِ
ومن أينَ لي من بعدِه بَدَلٌ بهِ ***** وأين بديلٌ عن زُلالٍ لشاربِ؟
فتًى أقفَرتْ منه ديارُ مَودَّتي ***** وخُولستُ أحبابي بها وحبائبي
وفارقني لا عن مَلالِ وِصالِهِ ***** وكم مللٍ لي من لصيقٍ مصاقِبِ
وقال خليلي: حزنُك اليومَ مُسرفٌ ***** كأنّ عليكَ الحزنَ ضربة ُ لازبِ
لَعَمْرُ اللّواحي إنّها لمصيبة ٌ ***** ولكنّها ليست كباقي المصائِبِ
وقد نابكمْ ما نابكمْ فتأمّلوا ***** أمرَّ لكُمْ مِثلٌ لها في النَّوائبِ؟
أعِنِّي على ما بي وإلاّ فخلِّني ***** فلستَ وما ثِقْلي عليك بصاحبي
ولا تُسلِنِي عمّا مضى بالّذي تَرى ***** فقد حِيزَ عنِّي خيرُ ما في حقائبي
ولو أنَّ غيرَ الموت ضامك وحدَه ***** دفعناه بالبيض الرّقاق المضارِبِ
ومُدَّتْ إليه من رجالٍ أعزَّة ٍ ***** طوالِ الخُطا أيدي القنا والقواضبِ
إذا ركبوا لم يرجعوا عن عزيمة ٍ ***** وإن غضبوا لم يحفِلوا بالعواقِبِ
هُمُ أَطعموا سُغبَ الصَّوارمِ والقَنا ***** طِعانًا وضَربًا من لحومِ الكتائِبِ
وما عُظِّموا في النّاسِ إلاّ بحقِّهمْ ***** وما قُدِّموا في القومِ إلاّ بواجبِ
وهمْ أخجلوا بالجدْب كلَّ مجاودٍ ***** وهمْ غلبوا في الحرب كلَّ مُحاربِ
عليكَ سلامٌ لا انقطاعَ لِوَبْلِهِ ***** يجودُ وإنْ ضنَّتْ غِزارُ السَّحائِبِ
ولا زِلتَ مطلولَ الثَّرى أرِجَ النَّدى ***** تضوع ذَكاءً من جميعِ الجوانِبِ
وإنْ مسَّتِ الأرواحُ تربَك مسَّة ً ***** فمُرُّ نسيمِ المُعيباتِ اللّواعبِ
وأولَجَكَ اللهُ النّعيمَ ولا تكنْ ***** بجنّاتِهِ إلاّ عَلَّى المراتبِ

سرونة
06/08/2012, 07:21 PM
أضنّاً بالتّواصلِ والتّصافى

أضنّاً بالتّواصلِ والتّصافى ***** وبذلاً للتَّقاطُعِ والتَّجافي
ونبذاً للمودّة ِ عن ملالٍ ***** كما نبذتْ حصيّاتُ القذافِ ؟
وسيراً فى الجفاءِ على طريقٍ ***** شديدِ تَنَكُّرِ الأَعلامِ خافِ
إذا الأقدامُ خاطئة ٌ خَطَتْهُ ***** فمن كابٍ لجبهته وهافِ
أيا مَنْ بعتُهُ وَصْلي جُزافاً ***** فقابلنى بهجرانٍ جزافِ
أيحسنُ أنْ " ترنّقَ " منك شربى ***** قضاءً بعد إسلافى سلافى ؟
وتَثْني عِطْفَك المُزْوَرَّ عنِّي ***** وما لسواكَ حظٌّ في انعطافي
ومن عَجَبٍ خلافُك لي، وقِدْماً ***** أمنتُ على اقتراحك من خلافى
وخلفك موعدى وعليك فرداً ***** مقامى بالمودّة واختلافى
وأنك واردٌ " جمّاتِ " ودّى ***** وتمنعنى صباباتِ النّطاف
وكنتُ متى أنلْ شططَ الأمانى ***** سَخِطْتُ فصرتُ أرضَى بالكَفافِ
وقد علمَ المبلِّغُ عنك أنِّي ***** حَطَطْتُ عليه ثالثة َ الأثافي
وكنتُ عليه لمّا اهتشَّ قومٌ ***** إلى نجواهُ كالسُّمِ الذُّعافِ
أتنسَى إذْ لديك شُجونُ نفسي ***** وإذ معك ارتباعى واصطيافى ؟
وإذْ سِرِّي بمرأَى منك بادٍ ***** ومادونى لسرّك من سجافِ
تُنازعُني المسائلَ والمعاني ***** وتاراتٍ تناشدنى القوافى
وكم معنى ً أقامَ المَيْلَ منهُ ***** -وقد أعيا- ثِقافُك أو ثِقافي
وآخرَ ضلّ عنه رائدوهُ ***** ففاز به اختطافك واختطافى
مجالسُ لم يكنْ فيها طريقٌ ***** لِشَهْواتِ النفوس على العِفافِ
ألا يا ليتَ شعري عن صديقٍ ***** تكدَّر لي، لِمَنْ بعدي يُصافي
وكيَف تُفيدُهُ الأيّامُ مثلي ***** وما يكفى مكانى اليومَ كافِ ؟
ولمّا أن جريتُ إلى المعالي ***** تبيّنت البطاءُ من الخفافِ
فما عيف اضطلاعى واصطناعى ***** ولا حِيفَ انصرافي وانحرافي
سلامٌ من " دوى " الأحشاء مضنًى ***** على زمنٍ مضَى وافي الخوافي
أشمّرُ فيه أذيالى مجوناً ***** وأحياناً أجرُّ به عطافى
طَوَتْ آثارَه نُوَبُ اللّيالي ***** وقُوِّضَ مِثلَ تقويضِ الطِّرافِ
فما لي بعدَه إلاّ التفاتٌ ***** إلى طللٍ من الإخوان عافِ
تبدّل بعد ساكنه بناءٍ ***** وبعد وصالِ واصله بجافِ
فياراضى الجفاءِ متى التّلاقى ؟ ***** ويا جانى الذّنوب متى التّلافى ؟
وإنْ كنتُ اقترفتُ إليك جُرماً ***** فقد ذهب اعترافى باقترافى

سرونة
06/08/2012, 07:21 PM
أيُّ فتى ً وورِي في التُّربِ

أيُّ فتى ً وورِي في التُّربِ ***** قضى ولم أقضِ به نَحْبي؟
زوّدني بعد فراقي له ***** ما شاءت الأحزانُ من كربِ
قلتُ لرَكْبٍ قال لي إِنه ***** ذاق الرّدى أُرجلتَ من رَكْب
ولا رَعَتْ عيسُكَ في منزلٍ ***** نزلتَه شيئًا منَ العُشبِ
ولا يزلْ فوك وقد قال ليْ ***** ما قالَ مملوءًا منَ التربِ
قد ضرّني الصّدقُ فمنْ ذا الّذي ***** ينفعني يا قومُ بالكذبِ؟
نعيتَ ـ لا بُوعدتَ من سيِّىء ٍ ـ ***** أفضلَ من قلبي إلى قلبي
رمحي الّذي يفرِي نحورَ العدى ***** وفي جِلادي هُوَ لي عَضْبي
فكمْ له دونِيَ من موقفٍ ***** آمنني فيه من الرُّعبِ
ولم يكن لي وهْوَ في قبضتي ***** على المُنى شيءٌ منَ العَتْبِ
ما قنعتْ إلاّ به هِمَّتي ***** ولم أقُلْ إلاّ بهِ حَسْبي
وعاضَني مِن حَرِجٍ ضَيِّقٍ ***** عليَّ بالإفساجِ والرُّحْبِ
هو الرّدى يأخذ من بيننا ***** إذْ همّ مَنْ شاء بلا ذنْبِ
وليس يُسطاع دفاعٌ له ***** بالطّعنِ بالرُّمْح ولا الضّرب
إنْ يبغِ مَحجوبًا فما إنْ له ***** مِن دونهِ شيءٌ منَ الحُجْبِ
أو شاءَ أن يأخذَ ذا هَضْبة ٍ ***** عالية ٍ فهْوَ بلا هضْبِ
بزَّ اليمانيِّينَ تيجانَهمْ ***** من دونها أردية ُ العَصْبِ
واستلَّ من كسرى بإيوانِهِ ***** أطواقَه الحُمرَ مع القُلبِ
ولم تزلْ تدخُلُ رُوَّادُهُ ***** من مُضَرٍ شِعْباً إلى شِعْبِ
وشرَّدتْ أصحابَه بطشَة ٌ ***** منه بِهمْ فهْو بلا صَحْبِ
ولفّهُم لفّاً بأيدي القنا ***** لفَّ الصِّبا للغُصُنِ الرَّطْبِ
كأنّهمْ تزهر أجداثُهُمْ ***** ذوائبٌ خرّتْ من الشهب
وكم سَطا فيهمْ بأُسْدِ الشَّرى ***** ومُطعمِي الأضيافِ في الجَدْبِ
قلْ لامرىء ٍ يطمعُ في خُلدِهِ ***** فهْوَ غَفولٌ آمنُ السِّربِ
ليس كما قدّرتَه إنّما ***** خُلقتَ للتُّربِ منَ التُّربِ
لا ترجُ أنْ تَنْجُوَ مَشيًا وقد ***** بغاك باغٍ واسعُ الوثْبِ
تنال كفّاه إذا مُدَّتا ***** مَن كان في بُعدٍ وفي قُرْبِ
يا نائيًا عنِّي ومن مُنْيتي ***** أنْ بِعْتُ بُعدي منه بالقُربِ
كم لكَ عندي من إيادٍ مضَتْ ***** بيضًا وإنْ كنتَ منَ الشُّحْبِ
واللّيلُ كالصُّبحِ لنفعِ الورَى ***** والسُّمرُ كالبيضِ لدَى الحربِ
وما جرى في النّاس شيءٌ لهمْ ***** مَجرَى سوادِ العين والقلبِ
والقزُّ في الصُّفرة ِ مخلوقة ً ***** خيرٌ لباغيهِ من العُطبِ
فافخرْ على القومِ الأُلى سُوِّدوا ***** في الشَّرق إِنْ شئتَ وفي الغربِ
فليسَ فيهمْ كلَّهمْ واحدٌ ***** سادَ جميعَ العُجْمِ والعُرْبِ
لم تألفِ السُّوءَ ولا بتَّ في ***** ناحية ِ القذفِ ولا الثَّلْبِ
ولم تعُجْ باللّهوِ في خلوَة ٍ ***** ولا مزجتَ الجِدَّ باللِّعبِ
وكلّما نِلْتَ بها رُتبة ً ***** حَمَيْتَ فيها جانِبَ الجُنْبِ
كم كنتَ للأملاكِ كهفاً وكمْ ***** حَمَيْتَهُمْ بالمُلك من خَطْبِ
وكم تلافيتَ بتفكيرة ٍ ***** صافية ٍ شَعْباً من الشَّعْبِ
كانوا ومن رأيك "آراؤُهُمْ" ***** مثلَ رَحى دارتْ على قُطْبِ
قد دَرَّتِ الدُّنيا لهمْ مرّة ً ***** وأيُّ درٍ ليس بالحَلْبِ؟
كم ذا تداركتَ اعوجاجاً لهمْ ***** على ظهورِ الضُّمَّرِ القُبِّ
يطوين يحملن الرّدى للعدى ***** سَهْبًا منَ الأرضِ إلى سَهْبِ
وكلّما زاحَمْنَ في غَمرة ٍ ***** شوكَ القنا السّمر على إرْبِ
كُسِينَ أَجلالاً بنسج القنا ***** منَ النَّجيع الأحمر العَصْبِ
سقى الذي أصبحتَ رهناً به ***** من الثَّرى أندية ُ السُّحْبِ
ولا سمعنا لخريقٍ به ***** صَوتًا ولا زَعْزَعَة َ النُّكْبِ
ولا يزلْ تُنضَحُ حافاتُهُ ***** منَ الحَيا بالباردِ العَذْبِ
حتّى يُرى من بينِ أجداثِهمْ ***** رَيّانَ ملآنَ من الخِصْبِ
فليس مُلْقًى في الثَّرى مَيّتًا ***** مُوسَّدَ الكفِّ على الجنْبِ
مَنْ طار في الآفاق ذكرٌ لهُ ***** وسار بالأقلامِ في الكتبِ
فالحقْ بمن سَمَّى لنا نفسَهُ ***** بأنَّه يعفو عنِ الذَّنبِ
فما أتتْ كفّاكَ من سيّءٍ ***** يضيقُ عنهُ كرمُ الرّبِ

سرونة
06/08/2012, 07:22 PM
ريعتْ " لتنعابِ " الغراب الهاتفِ

ريعتْ " لتنعابِ " الغراب الهاتفِ ***** وتأوّلتها فرقة ً من آلفِ
فاستبطنتْ من رِقْبَة ٍ لعُداتها ***** حرقاً نضحنَ بدمع جفنٍ ذارفِ
ورأتْ بياضاً فى نواحى لمّة ٍ ***** ما كان فيها فى الزّمان السّالفِ
مثلَ الثَّغامِ تلاحقتْ أنوارُه ***** عمداً لتأخذَه بَنانُ القاطِفِ
ولقد تقول ومِن أساها قولُها: ***** ما كانَ هذا في حسابِ العائفِ
أينَ الشّبابُ وأينَ ما تمشي بهِ ***** فى البيض بين مساعدٍ ومساعفِ ؟
ما فيك يا شمطَ العذارِ لرامقٍ ***** عبقَ الجوانح بالهوى من شاعفِ
فليخلُ قلبك من أحاديث الهوى ***** وليخلُ غمضك من مطيف الطائفِ
ولقد سريتُ بفتية ٍ مضريّة ٍ ***** ليلَ التّمامِ إلى الصّباحِ الكاشفِ
في ظهرِ مُلْتَبِسِ الصُّوَى مُتنكِّرٍ ***** لا يهتدى فيه بسوفِ السّائفِ
ظامي الموارد ليس في غُدرانِهِ ***** لمسوّفٍ بالوردِ غرفة ُ غارفِ
وكأنَّما حزُقُ النَّعامِ بدوِّهِ ***** " ريحٌ تلون طوائفاً " بطوائفِ
وإذا تَقَرَّاهُ فلا أثراً تَرى ***** " بترابه " إلاّ لريحٍ عاصفِ
من كلّ أبّاءِ لكلِّ دنيّة ٍ ***** ذى مارنٍ للذّلِّ ليس بعارفِ
وتراه ينتعل الظّهائرَ كلّما ***** " جحرَ " الهجيرُ بناعمٍ متتارفِ
قومٌ يخوضون الغِمارَ إلى الرَّدَى ***** خوضَ الجبانِ الأمنَ غبَّ مخاوفِ
لا يأخذون المال إلاّ بالظّبا ***** تندى دماً أو من سنانٍ راعفِ
وإذا رأيتَ على الرَّدى مِقدامَهمْ ***** فكأنَّ قلباً منه ليس بخائفِ
وتراهمُ فى كلّ يومِ عظيمة ٍ ***** مُتَنصِّتِين إلى صَريخِ الخائفِ
سحبوا مُروطَ العزِّ يومَ لَزَزْتَهمْ ***** بالفخر سحبَ غلائلٍ ومطارفِ
وتَلَوْا على كَلبِ الزَّمانِ وضِيقهِ ***** للمملقين عوارفاً بعوارفِ
أيدٍ تفجّرُ بالعطاءِ سماحة ً ***** فتوالدٌ فى بذلها كطوارفِ
وندى ً يفيضُ تعَجْرُفاً وتَغَشْمُراً ***** وعجارفُ المعروف غيرُ عجارفِ
وأرى شجاعَ الجود يوم تواهبٍ ***** شَرْوَى شجاعِ الحربِ يومَ تسايُفِ
ومحذِّري شرَّ الزَّمان كأنَّه ***** لم يدرِ أنِّي ناقدٌ للزّائفِ
قد كنت ألحى فيه كلَّ مفارقٍ ***** فالآن ألحى فيه كلَّ مقارفِ
وإذا الشّكوكُ تقاربتْ وتلاءمتْ ***** فعن الزَّمانِ وماحواه تجانُفي
وإذا التفتّ إلى اختلاف خطوبه ***** فإلى اختلافِ عجائبٍ وطرائفِ
يسترجعُ الموهوبَ رَجْعَ مُناقشٍ ***** من بعد أن أعطى عطاءَ مجازفِ
يا منهلاً للسّوءِ ما ألقى له ***** في كلِّ أخيافِ الوَرى من عائِفِ
لم يَخْلُ برقُك خُلَّباً من شائِمٍ ***** وسرابُ أرضك مطمعاً من عاكفِ
وحطامُ رزقك وهو جدُّ مصرّدٌ ***** فى كلِّ يومٍ من محبٍّ كالفِ
كم فى صروفك للنّدوبِ تلاحمتْ ***** بعدَ المِطالِ ببُرْئها من قارفِ
ويدٍ تمدُّ ذراعها ببليّة ٍ ***** فتنال شلوَ النّازحِ المتقاذفِ
لا يعصمُ البانين منها ما ابتنوا ***** واسْتَفرشوا من نُمْرُقٍ ورفارفِ
وأنا الغبين لأنْ منحتك طائعاً ***** قلبي وفيكَ كما علمتُ مَتالِفي

سرونة
06/08/2012, 07:22 PM
إذا سارتْ بنا خُوصُ الرِّكابِ

إذا سارتْ بنا خُوصُ الرِّكابِ ***** ورُحنا بالهوادجِ والقِبابِ
دعى ما لا يردّ عليكِ شيئاً ***** وقومي فانظري مِنّي إيابي
فإنْ فُجِعتْ يمينُكِ بي ارتحالاً ***** فقد فُجعتْ يَميني بالشَّباب
فما يُجدي زفيري إذْ "توالى " ***** ولا يُغني بكائي وانتحابي
ذعَرْتُ به المَها واَرَقْتُ لمّا ***** لبستُ قميصَه ماءَ التَّصابي
ونكّب عاذلي عن دارِ عَذْلِي ***** فتارَكني وأقصرَ عن عتابي
فلستُ أحنُّ والبيضاءُ عندي ***** إلى البيضاء والرُّودِ الكَعابِ
ولا تَقْتادني بُرَحاءُ وجْدي ***** إلى ذاتِ القلائدِ والسِّخابِ
فقلْ لصقيلة ِ الخدَّين حُسْناً: ***** دَعيني من ثناياكِ العِذابِ
فما لي فوق جِيدِكِ من عِناقٍ ***** وما لي من رُضابِكِ من شرابِ
ولا لي منكِ والشَّعراتُ بيضٌ ***** بُعَيْدَ سوادِها غير اجتنابِ
نِقابَكِ والبعادَ اليومَ منّي ***** فقد صارَ المشيبُ بها نِقابي
ضَللتُ عن الهُدى زمناً بسودِي ***** فأرشدني المشيبُ إلى الصَّوابِ
ألمْ ترني مقيماً في سِراعٍ ***** إلى خطإٍ بِطاءً عن صَوابِ
طعامي فيهُمُ وعدٌ خَليٌّ ***** عن الجدوى وشربي من سَرابِ
لهمْ غدرٌ بجارِهُمُ ومَكْرٌ ***** به خافٍ ولا مكرُ الذِّئابِ
وقد مَزجوا دَهاءً بالتَّداهي ***** كما خلطوا الغباوة بالتّغابي
وحبُّهُمُ الذي لا أرتضيهِ ***** فأنفقُ فيه من جِدّي لِعابي
فقلْ لمعاشرٍ رجموا حِمامي: ***** أَروني مَن ينوبُ لكم منابي؟
ومن يشفيكُمُ كَلِماً وكلْماً ***** لدى غَمَراتِ خطبٍ أو خطابِ؟
وقد طردَ الرَّدى عنكمْ قِراعي ***** كما طرحَ النَّدى فيكمْ سَحابي
فأينَ حَضيضُكمْ من رأسِ نيقي ***** ومِن أوشالكمْ أبداً عُبابي؟
وما للعار في طَرَفِي مجالٌ ***** وأنتمْ في يَدَيْ عارٍ وعابِ
فلا تستوطنوا إلاّ وِهاداً ***** فإنَّ لغيركمْ قُلَلَ الرَّوابي
وممّا ضرّمَ الأعداءَ ناراً ***** حلولي من قريشٍ في اللُّبابِ
وأنَّ إلى نَبيٍّ أو وصيٍّ ***** نُسِبْتُ فمن له مثلُ انتسابي؟
وفي بيتي النبُوّة ُ ما عَدَتْنِي ***** وقانونُ الإمامة ِ في نِصابي
أجلْ عينيك في مجدي تجدْني ***** وَلَجْتُ إلى العُلا من كلِّ بابِ
فما طُوِيتْ على لَعِبٍ ثيابي ***** ولا حُدِيَتْ إلى طَرَبٍ رِكابي
هو الزّمنُ الّذي يُدْني ويُنئِي ***** ويُقعِي حين يُقعِي للوِثابِ
جمعتمْ يا بني الدّنيا حطاماً ***** يُرى من بعدكمْ بيدِ النِّهابِ
وقد أذللتُ ما أعززْتُموهُ ***** فدأبَكُمُ بني الدّنيا ودابي
لقد طلبَ العِدى منِّي مَعابًا ***** فما وجدوا -وقد جَهدوا- مَعَابي
ولا رجّوا ولا حذروا جميعاً ***** سِوى عُقبى ثَوابي أو عِقابي
ومن ذا كان للخلفاءِ مثلِي ***** وقد مسَّتْ أسِرَّتَهم ثيابي؟
وقد عَتبوا عليَّ وليس يخلو الـ ***** ـعَدُوُّ ولا الوليُّ من العتابِ
فما طَرحوا لِذي أرَبٍ سُؤالي ***** ولا تركوا "جوابي" عن خطابي
وما لي بينهمْ إلاّ ليالٍ ***** عذُبْنَ وغير أيّامٍ طِيابِ
وكمْ يومٍ نصرتُهُمُ وفَرْشي ***** قَرا الجُرْدِ المطهَّمة ِ العِرابِ
كأني "شامخٌ" في رأس طَوْدٍ ***** وفي الإسراعِ فوقَ قطاة ِ جابِ
وفي كفِّي صَقيلٌ لا بصقلٍ ***** له عهدٌ طويل بالقِرابِ
إذا حَمَلَتْهُ كفِّي في هِياجٍ ***** فويلٌ للجماجمِ والرّقابِ!
وقد جمجمتُ عمّا في ضميري ***** فإنْ بُقِّيتُ قلتُ ولم أحابِ

سرونة
06/08/2012, 07:22 PM
يا حادِيَ الأظعانِ عرْ

يا حادِيَ الأظعانِ عرْ ***** بى هديتَ إلى الطّفوفِ
عرّجْ إلى ذاك المحل الـ ***** ـعِ وراحَ عنِّي في المصيفِ
حيث الثّرى ملقًى هنا ***** أو أعزَلٌ نبذَ الزَّما
حيث القِرَى عفوُ الإلـ ***** نُ بهِ إلى الشَّقِّ المخوفِ
ما ذا يريبك - ريب غيـ ***** ـرك - من " عكوفى " أو وقوفى
فلقلّما نفسِ الرّفيقُ ***** على َّ بالنّزرِ الطّفيفِ
ومتَى رأيتَ مَدامِعي ***** تنهلُّ بالدَّمعِ الوكيفِ
فعلى الّتى ولّتْ بها ***** عن ساحتى أيدى الحتوفِ
وسَقَينَني بفراقِها ***** كأساً من السّمِّ المدوفِ
ـتُ نَعيَّها مثلُ النَّزيفِ
أو معجلٌ دامى القرا ***** والصّدرِ منفصمُ الوظيفِ
أو أعزلٌ نبذ الزّمانُ
يا موتُ كم لك فى فؤا ***** ادي من نُدوبٍ أو قروفٍ!
ألاّ أخذتَ بمن أخذ ***** تليدَ مالى أو طريفى ؟
وعدلتَ عن كهفي ودو ***** نكَ ما أردتَ من الكهوفِ
كم ذا أصابتْ مصميا ***** تكَ من خليلٍ أو أليفِ
أضحى معى زمنَ الرّبيع ***** وراح عنّى فى المصيفِ
ومات بالخطبِ الضّعيفِ
يا قانصاً نفسَ الشجاع
شعَة َ الرؤوسِ منَ الغَريفِ ***** من السّتائرِ والسّجوفِ
ومعرّى َ الأجسادِ منْ ***** سَرَقِ السَّبائبِ والشُّفوفِ
يا فاعلاً ما يشتهي ***** قَهراً على رغم الأُنوفِ
كيف الفرارُ من الرّدى ***** وعلى مسالكِهِ وجِيفي
أم كيف أنجو من يدى ْ ***** أدنَى إليَّ منَ الرَّديفِ
وإذا سعيتُ أفوتُهُ ***** لم تدرِ بطئى من خفوفى
لا تتّقى منه البليّـ ***** ـة ُ بالرّماحِ أو السّيوفِ
" ذلٌّ " لنا وشعارنا ***** حبٌّ لنافرة ٍ صدوفِ
مثلُ البَغِيِّ تبطَّنَتْ ***** عطلاً ولاحتْ بالشّنوفِ
تعرى التقى َّ من التّقى ***** وتزلُّ بالرّجلِ العفيفِ
ولكمْ بها من مخبرٍ ***** صدئٍ ومن مرأى ً مشوفِ
ولقد ألفتُ وصالها ***** فرجعتُ مستلفَ الأليفِ
صِفْرَ اليدين منَ القنا ***** عة ِ والنّزاهة ِ والعزوفِ
والعزُّ كلُّ العزِّ فى الـ ***** ـدّنيا لطيّانٍ خفيفِ
" ترك " المنى وأقام ير ***** قُبُ هَتْفَة َ الأجلِ الهتوفِ

سرونة
06/08/2012, 07:23 PM
أتمضي كذا أيدي الرّدى بالمصاعبِ

أتمضي كذا أيدي الرّدى بالمصاعبِ ***** وتذهب عنّا بالذُّرى والغواربِ
وتُستلَبُ الآسادُ وهْيَ مُلِظَّة ٌ ***** بأخياسِهِنَّ من أعزّ المسالبِ
وتُؤخذ منّا من وراء سُجوفنا ***** بلا رأيِ بوّابٍ ولا إذْنِ حاجِبِ
وتُقنص فينا روحُ كلِّ محاربٍ ***** أبيٍ جرئٍ وهو غير محاربِ
أيا صاحبي إنْ كنتَ في إثرِ من مضى ***** على مثل حلاتي فإنّك صاحبي
دعِ الفكرَ إلاّ في الحِمامِ ولا تُقِمْ ***** مع الحرصِ في دار الظّنونِ الكواذبِ
وإنْ كنتَ يوماً بالحديثِ مُعلِّلاً ***** لسمعي فَحَدِّثْني حديثَ النّوائِبِ
فلي شُغُلٌ عمَّنْ أقامَ بمنْ مَضَى ***** وعن مُعجباتٍ رُقْنَنا بالعجائبِ
وناعٍ لسيف الدّين أضرم قولُه ***** ولم يدنْ ما بين الحشا والتّرائبِ
وجاءَ بصدقٍ غيرَ أنّي إخالُهُ ***** خِداعاً لنفسي، إنّه قولُ كاذبِ
فأثْكَلني طيبَ الحياة ِ وضمّني ***** إلى جانبِ الأحزانِ من كلِّ جانِبِ
فيالك من رُزءِ أزارَني الأسى ***** وعرّف ما بيني وبين المصائبِ
ولولاه لم أغضِ الجفونَ على قذى ً ***** ولا لانَ للوجدِ المبرِّحِ جانبي
أساقُ إلى الأحزانِ من كلِّ وِجْهة ٍ ***** كأنّي ذلولٌ في أكفّ الجواذبِ
فلا مَطعمٌ فينا يطيب لطاعمٍ: ***** ولا مشربٌ منّا يَلَذُّ لشاربِ
وقلْ لطِوال الخَطِّ يُركَزْن فالذي: ***** سَقَتْكُنَّ يمناهُ مضى غيرَ آئبِ
وقلْ لجيادِ القُودِ لستنّ بعد ما ***** تولّى جديراتٍ بركبة ِ راكبِ
وقُل للمغيرين الذينَ تعوَّدوا ***** زِحامَ العوالي في صدورِ الكتائبِ:
دعوا ما ألِفْتُمْ من قراعٍ فقد مضى ***** بحكمِ الرَّدى منكم قريعُ المقانِبِ
وقل للسَّراة النازعين إلى الغِنى ***** فهمْ أبداً ما بين سارٍ وساربِ
أقيموا فلا نارٌ تَوَقَّدُ للقِرى ***** ولا راحة ٌ مفجورة ٌ بالمواهبِ
فتًى أوحشَتْ منه المكارمُ والعُلا ***** وإن أقاموا لم ينظروا في العواقبِ
وكم لك من يومٍ لدغت كُماتَه ***** بشوك العوالي لا بشوك العقاربِ
وحيٍّ خبطتَ الليلَ حتى ملكتَهُ ***** على آلفاتٍ للصّعابِ شَوازبِ
تراهُنّ يقضُمنَ الشّكيمَ كأنّما ***** لَبِسنَ بنسجِ الطَّعنِ حُمْرَ الجلابِبِ
وحولك طلاّعون كلَّ ثنيّة ٍ ***** إلى المجد حلاّلون شُمَّ المراقِبِ
إذا عزموا لم يرجعوا من عزيمة ِ
وفقدُ الصَّديقِ المحض صَعْبٌ فكيف بي ***** وفَقدي صديقًا من أجلِّ أقاربي؟
ويؤلمني أنّي تركتكَ مفرداً ***** بمَدْرَجة ٍ بينَ الصَّبا والجنائبِ
يطاع بها أمرُ البِلى في معاشرٍ ***** أبَوْا أن يطيعوا غالبًا بعدَ غالبِ
وما منهُمُ إلاّ الّذي نال رتبة ً ***** سَمتْ وعلتْ عن كلِّ هذي المراتِبِ
فإنْ يُكسَفوا في غَيْهَبٍ من قبورهمْ ***** فقد ضوّؤا دهراً ظلام الغياهِبِ
وإنْ قُبضتْ منهمْ أكفٌّ عنِ النّدى ***** فقد بُسطتْ دهرًا لهمْ بالرَّغائبِ
وإنْ جَثَموا بالتُّربِ طوعَ حِمامِهمْ ***** فكم جرَّروا فينا ذيولَ المواكِبِ
ألا سقّياني دوعَ عيني بعدَه ***** ولا تُسمعاني غيرَ صوتِ النّوادبِ
سَقى اللهُ ما أَصبحتَ فيه منَ الثَّرى ***** زُلالَ التَّحايا عن زلالَ السّحائبِ
ولا زال منضوحاً بعفوٍ ورحمة ٍ ***** ورَوْحِ الجنانِ مِن جميع الجوانِبِ
فقد طُويَتْ منه الصفائِحُ ***** على سامقِ الأعراقِ ضخمِ الضَّرائبِ

سرونة
06/08/2012, 07:23 PM
يا إبلى روحى على الأضيافِ

يا إبلى روحى على الأضيافِ ***** إنْ لم يكن فيكِ غَبوقٌ كافِ
فأبشرى بالقدرِ والأثافى ***** وغارِفٍ ومِغْرَفٍ جَرَّافِ

سرونة
06/08/2012, 07:24 PM
كلُّ يومٍ غريبة ٌ للخطوبِ

كلُّ يومٍ غريبة ٌ للخطوبِ ***** وعجيبٌ يُنسيكَ كلَّ عجيبِ
حَيرة ٌ كالضلال في غَسَقِ اللَّيـ ***** ـل بلا صاحبٍ ولا مصْحوبِ
وازورارٌ عنِ الهدى ؛ فحليمٌ ***** كسفيهٍ ومُخطىء ٌ كمصيبِ
وعيونٌ مملوءة ٌ من دموعٍ ***** وقلوبٌ محشوّة ٌ من وجيبِ
وذنوبٌ مِنَ الزَّمانِ فقد عشـ ***** ـتُ طويلاً وماله من ذنوبِ
ورَمَتْني أحداثُ هذي اللّيالي ***** إِذْ رَمَتني بمُصِمياتِ القلوبِ
في مليكٍ أسطو به وحميمٍ ***** أو خليلٍ أو صاحبٍ أو نسيبِ
عُجْ على هذه الدّيارِ التي ليـ ***** ـس لداعٍ من مُجيبِ
دخلتْ هذه الرَّزايا اقتسارًا ***** بين قلبي وبين كلِّ حبيبِ
واستبدتْ دوني بكلِّ نفيسٍ ***** وتناءتْ عنّي بكلّ قريبِ
وإذا ما شكوتُ ما بي فشكـ ***** ـواي إلى كلِّ مُقَلٍ مكروبِ
عَرَضٌ بالزَّمانِ يَكْلُمُ بالأظـ ***** ـفارِ منه وتارة ً بالنُّيوبِ
يتهنّى بالعيشِ وهْو على ما ***** ليس يهوى منها لقاء شَعوبِ

سرونة
06/08/2012, 07:24 PM
يا إبلى كونى قرى الأضيافِ

يا إبلى كونى قرى الأضيافِ ***** فليس عندَ الجود بالإنصافِ
أَئنَّ لي نعلاً وجاري حافِ ***** وإنَّني مُثرٍ وجاري عافِ
يُؤمِنُني اللُّوّامُ أنْ تخافي ***** وأن تبيتى نهزة َ الطّوّافِ
إذا دنا ضيفٌ إلى طرافى ***** فالويلُ للكوماءِ من أسيافي
فى ليلة ٍ حالكة ِ الأسدافِ ***** كأنّما تشكُّ فى الأطرافِ
مِن خَضَرٍ فهنَّ بالأثافي ***** يا بعدَ بين ممسكٍ طفّافِ
جَعْدِ اليدين ضيِّقِ العِطافِ ***** يُرْتِعُكُنَّ أبْرَقَ العَزّافِ
فيما تَمَنَّيْتُنَّ من إزيافِ ***** في حَرَمٍ مُمَنَّعِ الأكنافِ
خافٍ منَ اللَّومِ عن القوافي ***** أعيا على الرّوّادِ والسّوّافِ
وبين سمحٍ واهبٍ متلافِ ***** تراه إمّا همَّ بالإسعافِ
لا يَفْتدي السِّمانَ بالعِجافِ ***** يا صاحبي ولستَ لي بالوافي
ولا لدائى عندكمْ من شافِ ***** نكصتَ عنّى ليلة الإيجافِ
وخفتَ مرعوباً بلا مخافِ ***** وطِرتَ كالزِّفَّة ِ بالسَّوافي
ماذا عليكَ يا أبا الجَحّافِ ***** من راسبٍ فيك وطَوْراً طافِ
ما أنتَ من " عدّى ولا نطافى " ***** ولا لتَقْتيري ولا إسرافي
لا تنكرنْ صدّى ولا انحرافى ***** وأنت طلاّعٌ إلى " خلافى "
وكادرٌ لى ولغيرى صافِ ***** وواصلٌ لكلِّ مَن لي جافِ
ما عادَ سَبْري لكَ واستشفافي ***** وعادَ تقويميَ أو ثِقافي
ودلجى نحوك واعتسافى ***** إلاّ بخلٍّ منك غيرِ كافِ
ملآنَ مِن مَطْلٍ ومن إخلافِ ***** سيراً ذوي الأحسابِ والآنافِ
عن موطنِ اللّؤمِ الدّريسِ العافى ***** ليس بمشتًى لا ولا مصطافِ
ولا رمادَ فيه للأثافي ***** حيثُ تُهانُ نخوة ُ الأشرافِ
وتستوى الأخفافُ بالأظلافِ ***** بين الألى جاءوا من الأقرافِ
لس عتابٌ منهُمُ لجافِ ***** ولا لعاً عندهمُ لهافِ
فإنَّما الدِّيارُ بالأُلاّفِ

سرونة
06/08/2012, 07:41 PM
لم يبقَ لي بعدَ المشيبِ تَصابي

لم يبقَ لي بعدَ المشيبِ تَصابي ***** ذهب الشّباب وبعده أطرابي
فالآنَ ما أرجو وصالَ خريدة ٍ ***** يومًا ولا أَخشى صُدودَ كَعابِ
ياصاحبي قد عاد عذلك ظاهراً ***** فالشيبُ أعذلُ منك في أحبابي
قد نابت الخمسون والسّبع التي ***** لي بعدَها في العَذْلِ عن أصحابي
فلَربَّما حابى العَذولُ فلم يَلُمْ ***** والشّيبُ في الفَوْدينِ ليس يحابي
لا تخشَ منِّي أنْ أنقِّبَ عن هَوى ال ***** ـبيض الأوانس والمشيبُ نِقابي
بلغَ المشيبُ مآربًا ومآربًا ***** منّي ولم أبلغ به آرابي
ورجوتُ منه شِفاءَ داءٍ كامنٍ ***** فازددته وَصَباً إلى أوصابي
قد كان شافعيَ الشّباب إلى الدُّمى ***** والشيبُ بعد فراقِه أغرى بي
فرباعهنّ سوى رباعي في الهوى ***** وجَنابُهنَّ هناك غيرُ جَنابي
ولقد عَمَرتُ مُراسلاً من قبلهِ ***** فأعاد لي رُسُلي بغير جوابِ
لا ذنبَ عندي منه إلاّ أنَّهُ ***** كان السّفير لفراقهِ الأحبابِ
ولقد عتبتُ على الّتي صَرَمَتْ وقد ***** وصَلَ المشيبُ وما أفاد عتابي
يا جملُ كيف نزعتِ حبلَكِ من يدي ***** لمّا نزعتُ من الصِّبا أثوابي؟
فقطعتِ وصلكِ لا لجرمٍ كانَ لي ***** وإلى وصالكِ جِيئتي وذَهابي
ساق الذي بعث النّوى قَلبي كما ***** ساق الحُدَاة ُ ضحى ً "بِطاء" رِكابِ
فمتى سألتَ عن الفؤادِ فإنَّهُ ***** قد سارَ بينَ هوادجٍ وقِبابِ
يا طالباً يجتابُ كلَّ تنوفة ٍ ***** تُدمي ظهورَ العيس خيرَ جنابِ
والشمسُ في الجوزاء رامية ٌ إلى ***** تلك المرامي كلِّها بُلعابِ
عجْ بالوزير أبي المعالي أيْنُقي ***** واجعلْ إليهِ غيبتي وإيابي
واقطعْ به - كي لا أسافرَ - أنسعي ***** واعقِرْ له - كي لا أريمَ - رِكابي
فهوَ الّذي قد كنتُ عُمري أبتغي ***** وأرومُ مُقترحًا على أنصابي
وإذا بلغْنَ بيَ المُنى مَوفورة ً ***** فشعابُ غيرِ المُدلِجين شعابي
ليَ من ودادك واصطفائك رتبة ٌ ***** حُبٌّ أتيهُ به على أحبابي
وإذا ملأتَ منَ الثَّناءِ مَسامعي ***** فكأَنْ ملأْتَ منَ الثّراءِ عِيابي
وإذا رضيتَ فقد حظيتُ فإنني ***** أرضى بأن ترضى وذاك طِلابي
لي كلَّ يومٍ من جميلك مِنَّة ٌ ***** غرّاء تأتيني وتقرعُ بابي
وكرامة ٌ لمْ يدنُ منها مُكْرِمٌ ***** عبقتْ بها دون الأنام ثيابي
كَرَّمتني فملكتَ منِّي رِبْقَة ً ***** تأبى انعتاقاً يومَ عِتْقِ رِقابِ
وتَركتني وقْفًا عليكَ إِقامتي ***** وإلى ديارِك مَوئِلي ومآبي
كم لي إليك شفاعة ٌ مقبولة ٌ ***** ونداءُ مسموعِ النّداءِ مُجابِ
فمتى أردتُ جعلتُ قولي رائداً ***** في نَيلِ موهبة ٍ وصرفِ عِقابِ
فلقد كفيتُ وفي يديك معونتي ***** ولقد غَلبتُ وأنت من أحزاني
ومتى ضَحيتُ ففي ذُراك أظِلَّتي ***** وإذا ظمئِتُ فمن نَداك شرابي
وأنا الذي لك بالولاءِ مواصلٌ ***** فاغفرْ لذاك زيارة َ الإِغْبابِ
سَلْ عن بسالتِهِ خفاجَة َ والظُّبا ***** في راحتيهِ تَعُطُّ كلَّ إهابِ
والطّعنُ يَثني كلَّ من شابتْ له ***** تلك المفارق من دمٍ بِخِضاب
وتوهّموا جهلاً بأنّكَ كالأُلى ***** شُلُّوا بأرماحٍ لهمْ وحِرابِ
حتّى رأوْكَ مصمّماً فتساهموا ***** طُرقَ الفِرارِ بقفرة ٍ كذئابِ
شرَّدْتَهمْ؛ فخيامُهم منبوذة ٌ ***** مِن غيرِ إعمادٍ ولا إطنابِ
وسلبتَ أنفسَهم ولم تحفِلْ بما ***** أبقتْ مَصارعُهمْ منَ الأَسلابِ
للهِ دَرُّ شجاعة ٍ بكَ أمكنتْ ***** نَصْلَ الأعاجم من طُلى الأعرابِ
ولقد لَقَفْتَهُمُ بهمْ، فكأنَّما ***** حَضَّضْتَ بينَ ضراغمٍ في غابِ
واليومَ لا يُنجيكَ من أهوالهِ ***** إلاّ الطّعانُ وصدقُ كلِّ ضِارابِ
فالضَّربُ في هاماتهمْ منثورة ٌ ***** فوق الثّرى والطّعن في الأقرابِ
هَدرتْ زمانًا بالفراتِ فُحولُهمْ ***** فاليومَ ما فيهمْ طَنينُ ذُبابِ
أمَّا بنو عبد الرّحيمِ فإنهم ***** حدُّ الرّجاءِ وغاية ُ الطُّلابِ
لم يَسْكنوا إلاّ القِلالَ ولم يُرَوْا ***** والنَّجمَ إلاّ في رؤوسِ هِضابِ
ما فيهُمُ إلاّ النَّحيبُ لأنّه الـ ***** ـبيتُ الملئُ بكثرة ِ الأنجابِ
القائلين الفصْلَ يومَ تخاصمٍ ***** والواهبينَ الجَزْلَ يومَ رِغابِ
ومزاحمين لهم على راياتهم ***** رجعوا وقد نكصوا على الأعقابِ
لن يصلحوا قُرُبًا لصَون سُيوفهمْ ***** وهُمُ السُّيوفُ لنا بغيرِ قِرابِ
لا خيرَ في أسْلٍ بغير عواملٍ ***** فينا ولا سيفٍ بغيرِ ذُبابِ
ليس الرِّياسة بالمُنى أو بالهوى ***** لكنَّها بركوبِ كلِّ صِعابِ
لا تقربوا بذئابكمْ طَلَعاً عن النَّـ ***** ـسلانِ والعَسَلانِ ليثَ الغابِ
وإذا الجياد جرينَ لم تحفَلْ وقد ***** عنَّ التسابقُ بالهجينِ الكابي
وصوارمُ الأسيافِ عند ضريبة ٍ ***** ما كنَّ يومًا كالكليل النّابي
خُذها فإنْ بُقِّيتُ شيئًا آنفًا ***** تَسمعْ لها ما شئْتَ من أَترابِ
واسمعْ كلاماً لم يُحَكْ شِبْهٌ له ***** ملآنَ بالإحسانِ والإطرابِ
روضًا ولكنْ ليس يجني زَهرَهُ ***** إلاّ يمنيك ملكَ الآدابِ
وإذا المسامعُ أنصفتْ لم تقتنصْ ***** إلاّ كلامي وحدَه وخطابي

سرونة
06/08/2012, 07:42 PM

ماذا جَنَتْه ليلة ُ التَّعريفِ

ماذا جَنَتْه ليلة ُ التَّعريفِ ***** شَغفتْ فؤاداً ليس بالمشغوفِ
ولوَ أنَّني أدري بما حُمِّلتُهُ ***** عند الوقوفِ حذرتُ يومَ وقوفى
ما زال حتّى حلّ حبَّ قلوبنا ***** بجمالهِ سِرْبُ الظِّباءِ الهِيْفِ
وأرتكَ مكتتمَ المحاسن بعد ما ***** ألقى تقى الإحرامِ كلَّ نصيفِ
وقنعت منها بالسّلامِ لو انّه ***** أروَى صَدى أو بلّ لَهْفَ الهيفِ
والحبُّ يُرضي بالطَّفيفِ معاشراً ***** لم يرتضوا من قلبه بطفيفِ
ويُخِفُّ مَن كان البطيءَ عن الهوى ***** فكأنّه ما كان غير خفيفِ
يا حبَّها رفقاً بقلبٍ طالما ***** عرّفته ما ليس بالمعروفِ
قد كان يرضى أن يكون محكّماً ***** فى لبّهِ لو كنتَ غيرَ عنيفِ
أطْرَحْتِ يا ظمياءُ ثِقْلَكِ كلَّه ***** يومَ الوَداعِ على فقارِ ضعيفِ
يقتادُه للحبِّ كلُّ مُحَبَّبٍ ***** ويروعُه بالبينِ كلُّ ألِيفِ
وكأنَّني لمّا رجعتُ إلى النَّوى ***** أبكي رجعتُ بناظرٍ مطروفِ
وبزفرة ٍ شهدَ العذولُ بأنَّها ***** من حاملٍ ثِقْلَ الهوَى مَلهوفِ
ومتى جَحَدْتُهُمُ الغرامَ تصنُّعاً ***** ظهورا عليه بدمعى َ المذروفِ
وعلى مِنى ً غُرَرٌ رمينَ نفوسَنا ***** قَبْلَ الجِمارِ منَ الهوَى بحُتُوفِ
يسحَبْنَ أذيالَ الشُّفوفِ غَوانياً ***** بالحْسنِ عن حَسَنٍ بكلِّ شُفوفِ
وعدلْنَ عن لبس الشُّنوفِ وإنَّما ***** هنّ الشّنوفُ محاسناً لشنوفِ
وتعجبتْ للشّيب وهى جناية ٌ ***** لدلالِ غانية ٍ وصدِّ صَدوفِ
وأناطتِ الحسناءُ بي تَبِعاتِهِ ***** فكأنما تفويفهُ تفويفى
هو منزلٌ بُدِّلتُهُ من غيرهِ ***** وهو الغنى فى المنزلِ المألوفِ
لاتنكريه فهو أبعدُ لبسة ً ***** من قذفِ قاذفة ٍ وقرفِ قروفِ
وبعيدة الأقطارِ طامسة " الصّوى " ***** من طولِ تطوافِ الرّياحِ الهوفِ
لا صوتَ فيها للأنيسِ وإنّما ***** لعصائبِ الجنّانِ جرسُ عزيفِ
وكأنَّما حُزُقُ النَّعامِ بدوِّها ***** ذَوْدٌ شردْنَ لزاجرٍ هِنِّيفِ
قطعتْ ركابى وهى غيرُ طلائحٍ ***** مع طولِ إيضاعي ونطِّ وَجِيفي
أبغي الذي كلُّ الورَى عن بَغْيهِ ***** من بين مصدودٍ ومن مصدوفِ
والعزُّ فى كلّ الرّجال ولم ينلْ ***** عزٌّ بلا نصبٍ ولا تكليفِ
والجَدْبُ مغنى ً للأعزَّة ِ دارِه ***** والذّلُّ بيتٌ فى مكانِ الرّيفِ
ولقد تعرَّقَتِ النَّوائبُ صَعْدَتي ***** وأجاد صرفُ الدّهرِ من تشفيفى
وحللتُ مِن ذُلِّ الأنامِ بنَجْوة ٍ ***** لا لومتى فيها ولا تعنيفى
فبدار أندية ِ الفخار إقامتى ***** وعلى الفضائل مَربَعي ومَصيفي
وسرى سرى النّجمِ المحلّق فى العلا ***** نَظْمي وما ألَّفتُ من تَصنيفي
ورأيتُ من غَدْرِ الزَّمانِ بأهلِهِ ***** من بعد أن أمنوهُ كلّ طريفِ
وعجبتُ من حَيْدِ القويِّ عن الغِنَى ***** طولَ الزّمانِ وخطوة ِ المضعوفِ
وعمى الرّجال عن الصّواب كأنّهمْ ***** يَعْمون عمّا ليس بالمكشوفِ
وفديتُ عِرْضي من لئامِ عشيرتي ***** بنزاهتى عن سيّئى وعزوفى
فبقدر ما أحميتهمْ ماساءهمْ ***** أعطيتُهمْ من تالِدي وطريفي
كم روّع الأعداءُ قبل لقائهمْ ***** ببروقِ إيعادى ورعدِ صريفى
وكأنّهمْ شردٌ سوامهمُ وقد ***** سمعوا على جوّ السّماء حفيفى
قومي الذين تملَّكوا رِبَقَ الورَى ***** بطعانِ أرماحٍ وضربِ سيوفِ
ومواقفٍ فى كلِّ يومِ عظيمة ٍ ***** ما كان فيها غيرهمْ بوقوفِ
ومشاهدٍ ملأتْ شعوبَ عداتهمْ ***** بقذًى لأجفانٍ ورغمِ أنوفِ
همْ خوّلوا النّعيمَ الجسامَ وأمطروا ***** فى المملقين غنائمَ المعروفِ
وكأنَّهمْ يومَ الوغَى خَلَلَ القَنا ***** حيّاتُ رَمْلٍ أو أُسودُ عَزيفِ
كم راكبٍ منهم لغاربٍ سَدْفَة ٍ ***** طرباً لجودٍ أو مهينِ سَديفِ
ومتيّمٍ بالمكرماتِ وطالما ***** ألِفَ النّدى مَن كان غيرَ أَلوفِ
وحللتُ أندية َ الملوكِ مُجيبة ً ***** صوتي ومصغية ً إلى تَوقيفي
وحميتُهمْ بالحزمِ كلَّ عَضيهة ٍ ***** وكفيتُهمْ بالعزمِ كلَّ مَخوفِ
وتراهمُ يتدارسون فضائلى ***** ويصنّفون من الفخار صنوفى
ويردِّدون على الرُّواة ِ مآثري ***** ويعدّدون من العلاءِ ألوفى
ويسيِّرون إلى ديارِ عدوِّهمْ ***** من جندِ رأى العالمين زحوفى
وإذا هُمُ نَكِروا غَريباً فاجئاً ***** فزعوا بنكرهمُ إلى تعريفى
دفعوا بى َ الخطبَ العظيمَ عليهمُ ***** واستعصموا حَذَرَ العدَى بكنُوفي
وصحبتُ منهمْ كلَّ ذي جَبْرِيَّة ٍ ***** سامٍ على قلل البريّة ِ موفِ
ترنو إليهِ وقد وقفتَ إزاءَه ***** بين الألوف بناظرى ْ غطريفِ
فالآنَ قلْ للحاسدين: تَنازحوا ***** عن شمس أُفقٍ غيرِ ذاتِ كُسوفِ
ودعوا لِسيلِ الواديين طريقَه ***** فالسَّيلُ جرّافٌ لكلِّ جَروفِ
وتزوّدوا يأسَ القلوب عن الذّرا ***** فمنيفة ٌ دارٌ لكلِّ منيفِ
وارضَوْا بأنْ تَمشُوا ولا كرمٌ لكمْ ***** في دارِ مجدِ الأكرمينَ ضُيوفي

سرونة
06/08/2012, 07:42 PM
عنَّ النساءُ لنا على وادي مِنًى

عنَّ النساءُ لنا على وادي مِنًى ***** فاصطادني منهنَّ بعضُ الرَّبرَبِ
بجمالِ مُتَّشحٍ بأردية ِ الصِّبا ***** غَضٍّ وبهجة ِ رَوْنقٍ لم تنضُبِ
وطلبْتُ منه وِصالَه فحُرِمْتُهُ ***** ومضى بمهجة ِ عاشقٍ لم يُطلَبِ
وشرتُهُ بجوارحي لكنّني ***** من عَذْبِ طيبِ وَصالِهِ لم أشربِ
وسِرقتُه مِن بينِ من عاينتُه ***** في الواد والرّقباءُ لا يدرونَ بي

سرونة
06/08/2012, 07:42 PM
من دلّنى اليومَ على صاحبٍ

من دلّنى اليومَ على صاحبٍ ***** لم يقذَ فى شئٍ له طرفى ؟
إذا طلبتُ النّصفَ من غيره ***** لم ألْفِ مَن جاءَ على النَّصْفِ
ما عاجَ في وعدٍ ولا مَوعدٍ ***** قطُّ بتسويفٍ ولا خُلْفِ
كأنّما صيغَ لبذلِ المنى ***** أو طبعتْ كفّاه للعرفِ

سرونة
06/08/2012, 07:42 PM
يا حبذا منْ زارني

يا حبذا منْ زارني ***** من بعد صَدٍّ واجتنابِ
نشوانَ في أعطافهِ ***** طَرَبُ الشَّبيبة ِ والشَّبابِ
وشكوت لمّا أنْ شكوْ ***** تُ إِلى نَفورِ القلبِ نابِ
مُستَنزِرٍ منِّي الجَوى ***** مُستحقرٍ لعظيمِ ما بي
أجلَلْتُهُ أو خِفتُهُ ***** فَكَفَيْتُهُ ثِقْلَ العِتابِ
وقنعتُ منهُ بزَوْرَة ٍ ***** عَرَضتْ ولم تكُ في حسابي
جاءتْ بلا طَلَبٍ وكمْ ***** صفوٍ تكدّرَ بالطِّلابِ
لو عنَّ لي في نَيلها ***** طمعٌ لبعتُ بها شبابي

سرونة
06/08/2012, 07:43 PM
مدحتُكُمُ علماً بأنّ مدائحي

مدحتُكُمُ علماً بأنّ مدائحي ***** تضيع وتذرى فى الرّياحِ العواصفِ
فلم أكُ إلاّ مُوقداً في ظهيرة ٍ ***** بلا صردٍ أو هاتفاً فى تنائفِ
وإنَّ لكمْ عندي حقوقاً كثيرة ً ***** أبى لى حفاظى محوها من صحائفى
جزيتكمُ عنها ولم تشعروا بها ***** مراراً بأسبابٍ خفاءٍ لطائفِ
وشاطرتُكمْ منِّي المودَّة َ كلَّها ***** شطارى َ ما بين الشّريك المناصفِ
فإنْ لم توفّوا حقَّ ما قيل فيكمُ ***** فلم تبتلوا إلاّ بنقصِ العوارفِ
وليتكُمُ لمّا تركتمْ حقوقَها ***** رجعتمْ إلى عرفانِ بعض المعارفِ
فما ضرَّ لو أعظمتُمُ ما أتاكُمُ ***** فلم يَكُ مُولٍ للجميلِ بآسِفِ؟
وإلاّ تجمَّلتمْ على غيرِ خبرة ٍ ***** فكم ذا غطى التّحسينُ سوأة َ زائفِ
فإن عِفتُمُ مالم تكونوا عرفتُمُ ***** فكم بلى َ العذبُ الرّواءُ بعائفِ
فيا ضيعة ً للّطالعاتِ إليكمُ ***** طلوعَ المطايا من خلالِ النّفائفِ
أبيتُ أروضُ الصّعبَ منها وإنّها ***** تحيصُ شماسَ المائلِ المتجانفِ
واُكرِهُها سَوْقاً إليكمْ ولم تزلْ ***** تحايَدُ عنكمْ بالطُّلَى والسَّوالِفِ
كأنِّيَ أهديهِنَّ نحوَ بيوتِكمْ ***** أقودُ إلى العُهَّارِ بعضَ العَفائِفِ
أبَيْنَ ولم يأبَيْنَ شيئاً سواكُمُ ***** وما كنّ إلاّ ليّناتِ المعاطفِ
وكنتُ وقد وصّفتُ ماتاه عندكمْ ***** أوَدُّ وداداً أنَّني غيرُ واصفِ
وما غرّنى إلاّ مشيرٌ بمدجكمْ ***** وكم عارفٍ يقتادهُ غيرُ عارفِ
فخالفتُ حزمي سالكاً غيرَ مذهبي ***** وما كنتُ يوماً للحجى بمخالفِ
وكيف امتداحُ المرءِ من ليس عنده ***** مفارقة ٌ مابينَ مُثنٍ وقاذفِ
له العِرْضُ لا سِلْمٌ به لمديحة ٍ ***** ولا كان يوماً للثّناءِ بآلفِ
وكم لى َ فيكمْ من صديقٍ كأنّه ***** سرابٌ على قِيعانِ بُعدٍ صفاصِفِ
متى يُدعَ يوماً للوغَى فهشيمة ٌ ***** تصفِّقُها أيدي الرِّياحِ الرّفارِفِ
أودُّ إذا ما سمتهُ النّصرَ أنّنى ***** أُبدَّلُ منه بالعدوِّ المكاشف
وقد كنتُ أرجو طوعه بنصيحتى ***** فلا خيرَ فى نصحٍ يساق بعانفِ
فيالك من ودٍّ تعلّق منكمُ ***** سَفاهاً بأسبابٍ ركاكٍ ضعائفِ
سُرِرْتُ به حيناً فلمّا بلوتُهُ ***** بكيتُ عليه بالدّموعِ الذّوارفِ
وكنتُ إذا ما رابنى ودُّ صاحبٍ ***** وناءَ بأخلاقٍ لئامٍ سخائفِ
قذفتُ جميلاً كان بينى وبينه ***** وإنْ كنتُ ذا ضَنٍّ به في القواذفِ
تريدون مِنّا أن نُسِرَّ ولاءَكمْ ***** وفى أنّنا نبديه كلُّ التّكالفِ
فلا تسألونا ما تَجُنُّ قلوبُنا ***** فإنَّ بناتِ الصّدرِ غيرُ خفائفِ
وداويتُمُ منّا خُدوشَ جلودِنا ***** وأعرضتمُ عن أسوكمْ للجوائفِ
فماذا وأنتمْ فى الحضيض غباوة ً ***** إذا ضُرِبتْ خيْماتُكمْ في المشارفِ
ولمّا وقفنا ظَلَّة ً بِطلولِكُمْ ***** رجعنا ولمْ نظفرْ بمنية ِ واقفِ
كأنِّيَ منكمْ فوقَ غبراءَ قفرة ٍ ***** على ظالعاتٍ من مطيٍّ عجائفِ
يعدنَ عشّياتٍ ذواتَ تسادكٍ ***** وقد كنَّ أصباحاً ذواتَ عجارفِ
فلا تَطمعوا في مثلهنَّ؛ فإنَّما ***** يصلنَ لطلاّعِ الثّنايا الغطارفِ
أُناسٌ يخوضون الرَّدى وأكفُّهمْ ***** تهزُّ أنابيبَ القِنيِّ الرَّواعفِ
كرامٌ فلا ساحاتُهمْ مُستضامة ٌ ***** ولا جارُهمْ في النّائباتِ بخائفِ
ولم يسكنوا إلاّ ظلالَ عظيمة ٍ ***** ولم يأمنوا إلاّ خلالَ المخاوفِ
دعِ الذُّلَّ في دارِ الثَّواءِ ولا تُقِمْ ***** على أملٍ بين البطاءِ الخوالفِ
وكنْ آنِفاً منِ أنْ تُقيمَ على أذى ً ***** بجنبِ غنًى فالميتُ ليس بآنفِ
فخيرٌ منَ القصر المشيدِ بجنَّة ٍ ***** سرًى فى ظهور اليعملاتِ الخوانفِ
إذا ما هبطن الرّملَ رملَ مغمّسٍ ***** زحفَنَ ولا زَحْفَ الصِّلالِ الزَّواحفِ
حَمَلْن الرَّجا والخوفَ فينا على الوَجا ***** ونقّلنَ منّا كلَّ شاتٍ وصائفِ
لهنَّ على وادي مِنى ً كلَّ حِجَّة ٍ ***** بروكٌ وقد قضّين كلَّ المواقفِ
فكمْ قد نجَوْنا من ردى ً ذُقْنَ دونَهُ ***** - ليُنجِيننا منه - ذُعافَ المتالِفِ
لعلَّ اللّيالي أن يَعُدْنَ فربَّما ***** يعودُ حبيبُ النَّفس بعدَ التَّقاذُفِ

سرونة
06/08/2012, 07:43 PM
عجبتِ لشيبٍ في عذارِيَ طالعًا

عجبتِ لشيبٍ في عذارِيَ طالعًا ***** عليكِ وما شيبُ الفتى بعجيبِ
ورابَكِ سودٌ حُلْنَ بِيضًا وربَّما ***** يكون حؤول الأمرِ غيرَ مريبِ
وما ضرَّني والعهدُ غيرُ مُبدَّلٍ ***** تبدُّلُ شَرْخي ظَالمًا بمشيبي
وما كنتُ أخشى أن تكون جناية ُ الـ ***** ـمشيبِ يرأسي في حسابِ ذُنوبي
فلا عيبَ لي إلا المشيبُ وحبّذا ***** إذا لم يكن "شيئٌ"سواهُ عيوبي

سرونة
06/08/2012, 07:44 PM
قلْ لخلٍّ له - وإنْ كان لا يد

قلْ لخلٍّ له - وإنْ كان لا يد ***** ري جَميعي وتالدي وطريفي
لِمَ لمّا أردتَ بَيعي ولم أُحْـ ***** ـوجْ إلى البيع بعتنى بالطّفيفِ ؟
إنْ تكُنْ جاهلاً بحُبِّي فخُذْ عِلْـ ***** ـماً بحُبِّي من دمعيَ المذروفِ
ليتنى كنتُ فى أماكنِ أطوا ***** قكَ أوْلا ففى مكان الشّنوفِ
ليَ خوفَ الوُشاة ظاهرُ قالٍ ***** غيرَ أنّى بباطنٍ مشغوفِ
كلُّ شيءٍ ولا كعنفِ قويٍّ ***** فى الهوى عامداً لصبٍّ ضعيفِ

سرونة
06/08/2012, 07:44 PM
ماذا "يَضيركِ" هندُ من حبّي

ماذا "يَضيركِ" هندُ من حبّي ***** وإذا قربتُ إليكِ من قربي؟
لا تعجبي مِن صَبْوتي بكُمُ ***** فالحسنُ أين رأيته يُصبي
ورباعُكمْ أنَّى أفارقُها ***** وبها غديري العذْبُ أو عُشبي؟
ولو استطعتُ كتمتُ حُبَّكمُ ***** للضَّنِّ عن قلبي وعن صَحبي
ومن الغرائبِ أنّني أبداً ***** سِلْمٌ لمنْ هو ظالمًا حربي
كم ليلة ٍ نادمتُ فيكِ وأنتِ في ***** سِنَة ِ الرُّقاد موائلَ الشُّهبِ
مُتقلبًا طولَ الدُّجَى أسفًا ***** كالصّلِّ من جنبٍ لإلى جنبِ
ما تعلمينَ وأنتِ ناعمة ٌ ***** مَنْ باتَ فيكِ مُعانقَ الكربِ
وأردتُ أنْ أسلو وذا عَجَبٌ ***** لوكان قلبي بالهوى قلبي
وغذلتِ منّي من له أُذُنٌ ***** صمّاءُ عن عَذْلٍ وعن عَتْبِ
ومتى يكنْ ذنبي هواكِ فلا ***** غفرَ الإلهُ ـ وأنتِ لي ـ ذَنبي
أخشى لساني أنْ يبوحَ بما ***** أشكوهُ في جِدٍّ وفي لِعْبِ
فلِسانُ مَنْ عُرفتْ بلاغتُهُ ***** أمضَى ـ إذا ما قالَ ـ من عَضْبِ

سرونة
06/08/2012, 07:45 PM
من ذلّ لى عيناً على غمضها

من ذلّ لى عيناً على غمضها ***** ليلة َ ضاعَ الغمضُ من كفِّي
أسهرنى فى حبّهِ راقداً ***** واستلب الرّقدة َ من طرفى
مَن يعشقُ الظّلمَ فما عندَهُ ***** لعاشقٍ شىء ٌ من النّصفِ
ويمقُتُ الوَعْدَ فإنْ أمَّهُ ***** نَغَّصَه بالمَطْلِ والخُلْفِ

سرونة
06/08/2012, 07:46 PM
بَلَغْنا ليلة َ "الشِّعبِ

بَلَغْنا ليلة َ "الشِّعبِ" ***** عجالاً مُنية َ الحبِّ
تَلاقينا كما شِئنا ***** بلا علمٍ من الرّكبِ
وطيفٍ طافَ في ظَميا ***** ءَ والإصباحُ في الحُجْبِ
جَفَتْ عيني وجاءتْ في ***** دُجَى اللّيل إلى قلبي
وزالتْ عبَّ ما زارتْ ***** وما قلتُ لها: حسبي
وولَّتْ لم تُنِلْ شيئًا ***** منَ الغُنْمِ سِوى حبِّي
فياشعباً تعانقنا ***** به بوركتَ من شِعبِ!
ولا قُرّبتَ من جَدْبٍ ***** ولا بُوعدتَ من خِصبِ
فكمْ فيكَ لباغي نَـ ***** ـفَلِ الأحبابِ من إِرْبِ!
ومِنْ ظبيٍ غنيٍّ فيـ ***** ـيك بالحسنِ عن القُلْبِ
كفاهُ لؤلؤاً منه ***** لباسُ اللؤلؤِ الرَّطْبِ
وأطرافٌ خضابُ اللـ ***** ـهِ أغناهُنَّ عن خَضْبِ
ولمّا رأت الحسنا ***** ءُ في رأسِيَ كالشُّهبِ
وبيضاً كالظُّبا البيـ ***** ـضِ وما يصلحْنَ للضَّربِ
تُجُنِّيتُ بلا جُرمٍ ***** وعوقبتُ بلا ذَنبِ
وحادتْ عن مَقرٍّ كا ***** نَ فيهِ بقرُ السِّرْبِ
وعاتبتُ ولكنْ قلّـ ***** ـما ينفعني عتبي
فقلْ للمُفعمِ الملآ ***** نِ من كِبْرٍ ومن عُجْبِ
ومن يُرْكِبُهُ الحِرْصُ ***** قَرا صَعْبٍ منَ الصَّعبِ
ومنْ تنقُلُهُ الأطما ***** عُ من شرقٍ إلى غربِ
دعِ الأسفارَ للرِّزقِ ***** فما الأرزاقُ بالكسبِ
يجيءُ الدَّرُّ أحيانًا ***** ولا حَفْلَ لهمْ بالما
وكم هجْرٍ من الوصلِ ***** وكم جِدٍّ منَ اللَّعْبِ
خفِ الدَّهرَ فإنَّ الدَّهـ ***** وجاؤوا ساعة َ الذُّعْرِ
فإنْ أغنى فللفقرِ ***** وإنْ أَقْعَى فللوثْبِ
سَقَى اللهُ الأُلى كانوا ***** رَى أردية َ العَصْبِ
يجودون بما ضنّتْ ***** يَ فيهِ ولهُ نَحْبي
ويُعطون بِلا منٍّ ***** ولا كدٍّ ولا نَصْبِ
وفرّلجين كشّافـ ***** ـنَ للغُمَّة ِ والكربِ
ولم يُصْبَوا بشنعاءَ ***** وفي الشَّنعاءَ ما يُصبي
ولم يُعْدَوا طِوالَ الدَّهْـ ***** ـر من أنيابِهِ الجُربِ
ولا كانوا لكلّ النّا ***** سِ إلاّ موضعَ القُطبِ
بأعراضٍ نقيّاتٍ ***** من "التقّريف والثّلبِ"
يَرون اليومَ ذا نَحْسٍ ***** إذا كانَ بلا شَغْبِ
لهمْ في كلِّ نَكراءَ ***** حُلومٌ لَسْنَ للهضْبِ
وأيمانٌ خلقن الدّهـ ***** ـرَ للطَّعن وللضّربِ
وللنّفعِ وللضّرّ ***** وللدّفع وللذّبِّ
وألبابٌ لدى الرّوعِ ***** بلا شيءٍ من الرعّبِ
فيومُ السِّلمِ فيهنَّ ***** كيومِ البأْسِ والحربِ
وأغنوا بالنّدى الغَمْرِ ***** عنِ الأنواءِ والعُشبِ
على المُضْمَرَّة ِ القُبِّ
وفي أيديهمُ كلُّ ***** طويلِ المُرتقى صُلبِ
تراهُ يدعُ الأورا ***** دَ في سَكْبٍ على سَكْبِ
وفاحوا عَبَقَ المسكِ ***** على بُعدٍ ومن قُربِ
ولم يَرْضَوْا سِوى التَّجْريـ ***** رِ للأذيالِ والسَّحبِ
رأيتَ المجدَ محمولاً ***** على كلِّ فتًى نَدْبِ
ولا غمضَ ولا أرضَ ***** لِعينيَّ وللجنبِ
وقد كنتُ بهمْ دهراَ ***** رَخيَّ البالِ والقَلبِ
بنفسي مَن نأَى عنِّي ***** وما إنْ ملَّ مِنْ قُربي
ولمّا أن نقلناهُ ***** على الرغمِ إلى التُّربِ
وأضجعناهُ في غَبرا ***** ءِ ملساءَ على الجنبِ
بلا صوتٍ يناجيهِ ***** سوى زعزعة ِ النُّكْبِ
دفنّا العضْب في الأرضِ ***** وكمْ في الأرضِ من عَضْبِ

سرونة
06/08/2012, 07:46 PM

عرفتُ وياليتنى ما عرفتُ

عرفتُ وياليتنى ما عرفتُ ***** فمُرُّ الحياة ِ لمن قد عَرَفْ
فها أنا ذا طولَ هذا الزّمان ***** نِ بينَ الجَوى تارة ً والأسَفْ
فمنْ راحلٍ لا إيابٌ له ***** وماضٍ وليس له من خلفْ
فلا الدَّهرُ يُمتِعُني بالمقيمِ ***** ولا هو يرجعُ لى من سلفْ
أرونيَ إنْ كنتُمُ تَقْدور ***** نَ مَن ليس يكرعُ كأسَ التَّلَفْ
ومَن ليس رَهْناً لداعي الحِمامِ ***** إذا ما دعى باسمه أو هتفْ
وما الدّهرُ إلاّ الغرورُ الخدوعُ ***** فماذا الغرامُ به والكلفْ ؟
وما هو إلاّ كلمحِ البُروقِ ***** وإلاّ هبوب خريفٍ عَصَفْ
ولم أرَ يوماً وإن ساءنى ***** كيومِ حِمامِ كمالِ الشَّرَفْ
كأنِّيَ بعدَ فراقٍ له ***** وقَطْعٍ لأسبابِ تلك الأُلَفْ
أخو سَفَرٍ شاسِعٍ مالهُ ***** منَ الزّادِ إلاّ بقايا لَطَفْ
وعوّضنى بالرّقادِ السّهادَ ***** وأبدلني بالضِّياءِ السَّدَفْ
فراقٌ وما بعده ملتقًى ***** وصدَّ وليس له منعطف
وبعتُك كَرْهاً بسَوْمِ الزَّما ***** بيعَ الغبينِ فأين الخلفْ ؟
وعاتبتُ فيك صروفَ الزّمانِ ***** ومن عاتب الدّهرَ لم ينتصفْ
وقد خطف الموتُ كلَّ الرّجالِ ***** ومثلُكَ مِن بيننا ما خَطَفْ
وما كنتَ إلاّ أبيَّ الجَنانِ ***** عن الضَّيْمِ مُحتمياً بالأنَفْ
خليّاً من العار صفرَ الإزارِ ***** مدى الدّهرِ من دنسٍ أو نطفْ
وأذري الدُّموعَ ويا قلَّما ***** يَرُدُّ الفوائتَ دمعٌ ذَرَفْ
ومن أينَ تَرنو إليك العيونُ ***** وأنت ببوغائها فى سجفْ ؟
فبنْ ما مللتَ وكم بائنٍ ***** مضَى مُوسعاً مِن قِلى ً أو شَنَفْ
وسَقَّى ضريحَك بينَ القبورِ ***** من البرِّ ما شئته والّلطفْ
ولا زال من جانبيه النّسيمُ ***** يعاوده والرّياضُ الأنفْ
وصيَّرك اللهُ من قاطِني الـ ***** ـجنانِ وسكّانِ تلك الغرفْ
تجاورُ آباءك الطّاهرينِ ***** ويتَّبعُ السّالفينَ الخَلَفْ

سرونة
06/08/2012, 07:46 PM
نظرتُ إليها والرَّقائبُ حولها

نظرتُ إليها والرَّقائبُ حولها ***** فأعرضتُ خوفاً من عيون الرّقائبِ
ولم تكُ إلاّ نظرة ً ثمَّ لفتَة ً ***** كنُغْبَة ِ ظمآنٍ من الطّير لاغبِ
رأى الماءَ لا يستطيع رَيَّا وإنّما ***** رأى الماءَ والقنّاصَ من كلّ جانبِ
ولي مطلبٌ لكنَّني لا أنالُهُ ***** وكم عاقتِ الأقدارُ دون المطالبِ
أرى الزَّادَ ممنوعًا وعَذْبًا كأنَّهُ السْـ ***** ـلافُ ولكنْ لا يَذُلُّ لشاربِ
وكم صدّ مِقْداملً وثَبّطّ ماضياً ***** على عزمِهِ جهلٌ بما في العواقِبِ

سرونة
06/08/2012, 07:47 PM
يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ

يهونُ عندكُمُ أنّي بكُمْ أَرِقُ ***** وأنّ دمعاً على الخدّين يستبقُ
وأنّ ديناً عليكمْ لا قضاءَ له ***** وأنّ رهناً عليكمْ تائهٌ غلقُ
وكيف ينفعُنا صدقُ الحديثِ وقد ***** قبلتمُ قول أقوامٍ وما صدقوا ؟
وهلْ دُنوُّكُمُ مُسْلٍ ونحنُ إذا ***** كنّا جميعاً بطولِ الصّدِّ نفترقُ ؟
كلُّ المودَّة ِ زورٌ غيرَ وُدِّكُمُ ***** وكلُّ حبٍّ سوى حبّى لكمْ ملقُ
ياصاحِبّيَّ امتحاني من عيونكما ***** فإنّ لى مقلة ً إنسانها غرقُ
واستوضحا هل حمولُ الحيِّ زائلة ٌ ***** والرَّكْبُ عن جَنَباتِ الحيِّ مُنطلقُ
وفى الحدوج " الّتى " خفّ القطينُ بها ***** ظبى ٌ بما شاءَ من ألبابنا علقُ
وددتُ منه وقد حفّ الوشاة ُ " بنا " ***** أنّا بعلّة ِ قربِ البينِ نعتنقُ
قلْ للذي باتَ مَحروماً يُثبِّطُهُ ***** عن مطمحِ العزِّ منه الرُّعْبُ والشَّفَقُ
يرعى الهشيمَ ملظّا قعرَ أودية ٍ ***** غرثى المسالكِ لا ماءٌ ولا ورقُ
إِنِّي علقتُ بفخر الملكِ في زمنٍ ***** ما كان لى منه فى الأقوامِ معتلقُ
مردِّدٌ كلَّ يومٍ في مواهبِهِ ***** متوّجٌ منه بالنعماءِ منتطقُ
يا صَفْونا في زمانٍ كلُّهُ كَدَرٌ ***** وفجرنا فى زمانٍ كلّه غسقُ
" وحاملَ العبءْ كلّتْ دونه مننٌ ***** وقائدَ الجيشِ ضاقتْ دونَهُ الطُّرُقُ
ورابطَ الجأْشِ والأبطالُ هائبة ُ ***** والهامُ بين أنابيب القنا فلقُ
فى موقفٍ حرجٍ يلقى السّلاحُ به ***** والقِرْنُ من ضِيقهِ بالقرنِ معتنقُ
قد كان قبلك قومٌ لا جميلَ لهمْ ***** كأنَّهمْ من خُمولِ الذِّكرِ ما خُلِقوا
فوتُ الأمانيَ ما شادوا ولا كرموا ***** نُكْدُ السَّحائبِ ما انهلُّوا ولا بَرِقوا
فما نفقنا عليهم من غباوتِهمْ ***** وما علينا بشيءٍ منهُمُ نَفقوا
وأين قبلك يا فخرَ الملوك فتًى ***** مستجمعٌ فيه هذا الخلقُ والخلقُ ؟
ومَنْ إذا دخل الجبّارُ حضرتَهُ ***** يزداد عزّاً إذا ذَلّتْ له العُنُقُ
وأى ُّ مخترقٍ يضحى وليس به ***** إلى الفضيلة ِ منك النّصُّ والعنقُ ؟
وأى ُّ مقصًى عن المعروف ليس له ***** مُصْطَبَحٌ بينَ ماتُولي ومُغْتَبَقُ
شِعْبٌ به لذوي الأنضاء مُرتَبَعٌ ***** وجانبٌ فيه للمحروم مرتزقُ
مُستَمْطَرُ الجود لا فقرٌ ولا جَهَدٌ ***** ومستجارٌ فلا خوفٌ ولا فرقُ
ومشهدٌ ليسَ فيه مِن هوى ً جَنَفٌ ***** ولا يُطاشُ به طيشٌ ولا خُرُقُ
لا يألف الحقدُ مغنًى من مساكنهِ ***** ولا يُلَبِّثُ في أَبياتِهِ الحَنَقُ
قد قلتُ للقومِ لم يخشوا صريمتهُ ***** وربَّما خابَ بغياً بعضُ مَن يَثِقُ
حذارِ من غفلاتِ اللّيث يخدرُ فى ***** رأى العيون وفى تاموره النّزقُ
يغضى كأنّ عليه من كرًى سنة ً ***** وإنّما حشوه التّسهيدُ والأرقُ
ولا تراه وإنْ طال المطالُ به ***** إلاّ مكبّاً على الأوصال يعترقُ
أو من ضئيلٍ كجثمانِ الفظيعِ له ***** في كلِّ ما ذَرَّ نجمٌ أوْ هوَى صَعِقُ
أُرَيْقِطٌ غيرَ أرفاغٍ نَجَوْنَ كما ***** مسّ الفتى من نواحى جلده البهقُ
تراهُ في القيظِ مُلتفّاً بسَخْبَرَة ٍ ***** كأنّما هو فى تدويره طبقُ
فافخرْ فما الفخرُ إِلاّ ما خُصصتَ به ***** وفخرُ غيرك مكذوبٌ ومختلقُ
فالمجدُ وقفٌ على دارٍ حللتَ بها ***** وما عداك فشيءٌ منك مُستَرَقُ
واسعدْ بذا العيد والتّحويلِ إنّهما ***** توافقا ، والسّعودُ الغرُّ تتّفقُ
عيدانِ؛ هذا به فِطْرُ الصِّيامِ وذا ***** زارَ البسيطة َ فيه الوابلُ الغَدَقُ
وقتٌ به السَّعدُ مقرونٌ ومُلْتبسٌ ***** وطالعٌ وَسْطَه التوفيقُ مُرتفِقُ
وليلة ٌ صقلَ التحويلُ صبغتَها ***** فإنَّما هي للسَّاري بها فَلَقُ
ومَن رأى قبلَ أنْ ضوَّأتَ ظُلمَتَهُ ***** ليلاً له فى الدّ آدى منظرٌ يققُ ؟
ضاق القريضُ عن استيفاء فضلك يا ***** ربَّ القريض وعَيَّتْ ألسُنٌ ذُلُقُ
وإنّما نشكر النّعمى وإنْ عظمتْ ***** فكم أناسٍ بما أولوهُ ما نطقوا
فاسلمْ ودُمْ فزِنادُ الملك وارِية ٌ ***** وكلُّ مختلفٍ فى الخلقِ متّسقُ
وعشْ كما شئتَ عمراً " ما لنائبة ٍ " ***** به مجالٌ ولا فيه لها طرقُ

سرونة
06/08/2012, 07:47 PM
صَدَّتْ وما كان الذي صَدّها

صَدَّتْ وما كان الذي صَدّها ***** إلاّ طلوعُ الشّعَرِ الأشهبِ
زار وكمْ من زائرٍ للفتى ***** حلَّ بواديهِ ولم يُطلَبِ
ركبته كُرهاً ومن ذا الذي ***** أركبه الدَّهرَ فلم يركبِ؟
كأنَّه نارٌ لباغي القِرَى ***** أضرمَها القومُ على مَرْقَبِ
أو كوكبٌ لاحَ على أُفقِهِ ***** أو بارقٌ يلمعُ في غَيْهَبِ
لحمي وقد أصبحتُ جارًا له ***** زادي ودمعي وحدَهُ مشربي
وإننّي فيه ومن أجلِهِ ***** مُعاقبُ القلبِ ولم يُذنِبِ
وليس لي حظٌّ وإن كنتُ منْ ***** أهلِ الهوى في قَنَصِ الرّبْرَبِ
وما رأينا قبله زائراً ***** جاء إلينا ثمّ لم يذهبِ

سرونة
06/08/2012, 07:48 PM
ما كانَ عندي والرِّكابُ مُناخة

ما كانَ عندي والرِّكابُ مُناخة ٌ ***** قبلَ التّفرُّقِ أنني أُستاقُ
إنْ كان يومُ البينِ شتَّتَ شملَنا ***** فخلاله قبلٌ لنا وعناقُ
لا تطمعوا فى الصّبر منّى بعدكمْ ***** فلقلّما تتصبّر العشّاقُ

سرونة
06/08/2012, 07:48 PM
لاتَلُمني" فليس لي "

لاتَلُمني" فليس لي ***** علمُ ما في المغيَّبِ
كيف أدرى وما ذهبْـ ***** ـتُ من البعدِ مذهبي؟
أنا أعشَى لَدَى المطا ***** لبِ عن نُجحِ مطلبي
لو علمتُ الذي أعو ***** دُ به قبلَ مَرْكبي
لم أدعْ من بصيرة ٍ ***** ضَررًا أنْ تمرَّ بي
ولَكُنتُ الغنِيَّ عنْ ***** نَدَمٍ أو تَعَقُّبِ
وَلَما كانَ ظافرًا ***** بيَ يومًا مؤنّبي
لا ولا كانَ للقَذا ***** ة ِ لِمامٌ بمشربي

سرونة
06/08/2012, 07:48 PM
لأَنتُمُ آلُ خيرِ النَّاسِ كلِّهِمُ

لأَنتُمُ آلُ خيرِ النَّاسِ كلِّهِمُ ***** المنهلُ العذبُ والمستوردُ الغدقُ
وليس للهِ دينٌ غير حبّكمُ ***** ولا إليه سواكمْ وحدكمْ طرقُ
وإنْ يكن من رسول الله غيركمُ ***** سوى الوجود فأنتمْ عنده الحدقُ
رزقتمُ الشّرفَ الأعلى وقومكمُ ***** فيهمْْ غضابٌ عليكمْ كيف ما رزقوا ؟
وأنتُم في شَديداتِ الورَى عُصُرٌ ***** وفى سواد الدّياجى أنتمُ الفلقُ
ما للرّسول سوى أولادكمْ ولدٌ ***** ولا لنَشْرٍ له إلاّ بكمْ عَبَقُ
فأنتمُ فى قلوب النّاس كلّهمُ ***** السَّمْتَ نقصدُه والحبلَ نَعْتَلِقُ
هل يستوى عند ذى عينٍ ربًى وربًى ***** أوِ الصّباح على الأوتادِ والغَسَقُ
ودّى عليه مقيمٌ لا براحَ له ***** منَ الزَّمان ورَهْني عندكم عَلِقُ
وثقتُ منكمْ بأن تستوهبوا زللى ***** عند الحساب وحسبى منْ به أثقُ

سرونة
06/08/2012, 07:49 PM
تصدّين عنّي للمشيبِ كأنّما

تصدّين عنّي للمشيبِ كأنّما ***** صرفتُ شبابي أو دعوتُ مشيبي
وكيف سُلوِّي عن حبيبٍ إذا مضى ***** فلا متعة ٌ لي بعدهُ بحبيبِ
كأنّي "رَبْعٌ" بعده غيرُ آهلٍ ***** ووادٍ جفاهُ القطْرُ غيرَ خضيبِ
فلا تندُبي عندي الشّباب فإننّي ***** بكائي عليهِ وحدَه ونحيبي

سرونة
06/08/2012, 07:49 PM
ما للخيالِ ببطنِ مَرٍّ يطرقُ

ما للخيالِ ببطنِ مَرٍّ يطرقُ ***** أنَّى وليس له هنالك مَطْرَقٌ
زارَ الهجودَ ولم يَنَلْهُ ولا اهتدَى ***** منّا إليه مسهّدٌ ومؤرّقُ
لو كان حقّاً زارَ في وَضحِ الضُّحى ***** فالزّورُ وهناً كاذبٌ لا يصدقُ
زرتَ الّذين توهّموها زورة ً ***** ومضيتَ لمّا خفتَ أن يَتحقَّقوا
وقرُبتَ قُرباً عادَ وهْوَ تَبعُّدٌ ***** ووصلتَ وصلاً آب وهو تفرّقُ
وخدعتَ إلاّ أنَّ كلَّ خديعة ٍ ***** رَوَّتْ صَدى كَلِفٍ يُحبُّ ويعشَقُ
ما كانَ عندي والرُّقادُ مجانبٌ ***** لجفونِ عيني أنَّ طَيْفَكَ يطرُقُ
كيف اهتدى والبعدُ منّا واسعٌ ***** لرحالنا هذا العَناقُ الضيِّقُ
أم كيف طاف مسلّمٌ بمكلّمٍ ؟ ***** أم كيف عاج على الأسير المطلقُ ؟
ومُجَدَّلٍ بيد الكَلالِ كأنّه ***** فى الرّى ِّ يصبح بالمدامِ ويغبقُ
أمسى موسّده - وقد سكن الكرى ***** فى مقلتيه - ساعدٌ أو مرفقُ
وإذا ترفّعت الحدوجُ فقل لما ***** واراه عنّا الوَشْيُ والإستبرقُ
حتّى متى عطشانكمْ لا يرتوى ***** من مائكمْ ومريضُكمْ لا يُفرِقُ
لم تَعرفوا شوقاً فلم تأووا لمن ***** يُضحي ويُمسي نحوكم يتشوَّقُ
أقسمتُ بالبيتِ العتيق تزوره ***** بالشّاحطين من الرّجال الأنيقُ
لمّا أتوهُ خائفين تشبَّثوا ***** بستارهِ ليُجيرَهمْ وتعلَّقوا
والقومُ في وادي مِنَّى فمجرَّدٌ ***** أو لابسٌ وملبّدٌ ومحلّقُ
والبدنُ يهرق ثمَّ من أوداجها ***** مالم يكن لولا العبادة ُ يهرقُ
والموقِفَينِ ومَن تراهُ فيهما ***** يرنو إلى عفوِ الإله ويرمُقُ
لبسوا الهجير محرّقين جلودهمْ ***** من خوف نارٍ فى الجحيم تحرّقُ
إنَّ الذينَ أعدُّهمْ من عُنصري ***** وبهمْ إذا فاخرتُ يوماً أَعلِقُ
لم يخلقِ الرَّحمانُ شِبهاً واحداً ***** لهمُ ولا هو بعد ذلك يخلقُ
شجعوا فمنسرهمْ يروّع جحفلاً ***** ووحيدُهمْ يومَ الكريهة ِ فَيْلَقُ
ولهمْ إذا جمدتْ أكفٌّ فى ندًى ***** أو في وغى ً أيدٍ هناك تَدَفَّقُ
قلْ للذين تَطامحوا أنْ يفخروا ***** بمفاخرٍ ببنائهمْ لا تَعْلِقُ
غضّوا اللّحاظَ فقد علتْ تلعاتكمْ ***** فى مفخرٍ منّا الجبالُ الشّهّقُ
وإذا تسابقت الجيادُ إلى مدًى ***** أو غاية ٍ أخذ الرّهانَ السّبّقُ
ولنا وليس لكم سوى الثّمدِ الذى ***** لم يروِ ظمآنا، بُحورٌ فُهَّقُ
كم ذا نكصتمْ عن طلابِ فضيلة ٍ ***** أنا من جوانبها أخُبُّ وأَعنِقُ!
وفررتُمُ ووقفتُ في ملمومة ٍ ***** فيها القنا بيد الطّعانِ تدقّقُ
وخرستُمُ ونطقتُ في النّادي الذي ***** يعطى المقادة َ فيه من هو أنطقُ
ورُزقتُ لمّا أن سعيت إلى العُلا ***** فاسعوا كما أنّى سعيتُ لترزقوا
وفريتُ لمّا أنْ خلقتُ فما لكمْ ***** والفَرْيُ ناءٍ عنكُمُ أن تخلقوا
والنّاسُ في الدنيا إذا جرَّبتَهمْ ***** إمّا هباءٌ أو سرابٌ يبرقُ
إمّا صديقٌ كالعدوِّ تقاعداً ***** عن نصرتى أو فالعدوّ المحنقُ
لا مخبرٌ يرضى القلوبَ ولا لهمْ ***** مرأى به ترضى النّواظرُ يونقُ
فى كلِّ يومٍ لى ديارُ أخوّة ٍ ***** تَخلو وشملُ مودَّة ٍ يتفرَّق
والقلبُ منّى بالكروبِ مقلقلٌ ***** والجلدُ منّى بالنّيوبِ ممزّقُ
وعَرِيتُ من ورقِ الإخاء وطالما ***** كانت غصونى بالأخوّة ِ تورقُ
فاليوم مالى من خليلٍ أرتضى ***** منه الإخاءَ ولا صديقٌ يصدقُ
أعطاهمُ زمنٌ مضى فتجمّعوا ***** وابتزّهمْ زمنٌ أتى فتفرّقوا
فلقد قطعتُ العمرَ في قومٍ لهمْ ***** فى كلّ مكرمة ٍ جبينُ مشرقُ
وعليهمُ من كلِّ مازانَ الفتى ***** فى العين أو فى القلب منّا رونقُ
ما فيهمُ إلاّ مُحَلّى ً بالعُلا ***** ومسوّرٌ ومتوّجٌ ومطوّقُ
وتراهمُ سامين فى طرقِ العلا ***** فإذا رأوْ سبلَ العضيهة أطرقوا
فالآنَ والسَّبعون تعطِفُ صَعْدَتي ***** وترثُّ منّى ما تشاءُ وتخلقُ
وتألَّقتْ لي لِمَّة ٌ كانَ الهوى ***** كلُّ الهوى إنْ لم تكنْ تتألَّقٍ
واسودّ منّى كلُّ ماهو أبيضٌ ***** بالرّغمِ لمّا ابيضّ منّى المفرقُ
طوّحتُ بين معاشرٍ مافيهمُ ***** خُلُقٌ ولا خَلْقٌ يُحَبُّ ويومَقُ
مِن دونهمْ أبداً لكلِّ فضيلة ٍ ***** سَتْرٌ وبابٌ للكريمة ِ مُغلقُ
فالظَّنُّ فيهمْ للجميلِ مكذِّبٌ ***** والظّنّ فيهمْ للقبيح مصدّقُ
فإلامَ يرميني بسهمٍ صائبٍ ***** مَن ليس لي منهم إليهِ مفوِّقُ
فعلى الذين مضوا وعينى بعدهمْ ***** تجرى وقلبى نحوهم يتشوّقُ
منّى التحيّة ُ غدوة ً وعشيّة ً ***** ووكيفُ منخرقِ العَزالي مُغْدَقُ

سرونة
06/08/2012, 07:50 PM
على كلِّ حالٍ أنتِ قاسية ُ القلبِ

على كلِّ حالٍ أنتِ قاسية ُ القلبِ ***** فلا عَذَلي يُجدي عليّ ولا عَتْبي
ولم أنْسها يومَ الفراقِ ووجهُها ***** يضيءُ لنا خلفَ البراقع والحُجْبِ
تقولُ: أَلا رفقًا بقلبك في الهوى ***** فقلتُ: وهل لي يومَ بَيْنِكِ من قلبِ؟
ولولا الهوى ما خار للعَجمِ مَعْجَمي ***** ولا لانَ يومًا في أناملكم صَعبي
فإن كنتُمُ تعصون أمري تجنِّيًا ***** فأعْصَى لأمري منكُمُ أبدًا قلبي

سرونة
06/08/2012, 07:53 PM
دع الهوى يتبعه الأخرقُ

دع الهوى يتبعه الأخرقُ ***** لا صبوة َ اليومَ ولا معشقُ
ولا دموعٌ خَلْفَ مُستوفِزٍ ***** تجرى ولا قلبٌ له يخفقُ
ولو دَرى أهلُ الهوى بالَّذي ***** جنى الهوى من قبل لم يعشقوا
ياجملُ لا أبصرنى بعدها ***** أرنوا إليه وجهكِ المشرقُ
لو لم أُعرِّضْ للهوَى مُهجتي ***** ما كان قلبى بالهوى يسرقُ
لا فرعُكِ الفاحمُ يقتادني ***** ولا اطّبانى غصنك المورقُ
كنت أسيراً بالهوى عانياً ***** فالآنَ قلبي من هوى ً مطلقُ
سلوانُ تجتاز به دائباً ***** روائحُ الحبِّ فلا يعبقُ
فمنْ يكن من حبّكمْ مثرياً ***** فإنَّني من بينهمْ مُمْلِقُ
لا طرقَ الطّيفُ الذى كان منْ ***** أكبرِ همِّي أنَّه يطرُقُ
حَدَّثَ قلبي وهْوَ طوعُ الهوَى ***** محدّثٌ بالّليل لا يصدقُ
وكيفَ لولا أنَّه باطلٌ ***** يسرى ولا سارتْ به الأينقُ ؟
زار وما زار سوى ذكرهِ ***** وبيننا داوِيَّة ٌ سَمْلَقُ
غرّاءُ لا يُمسي بأرجائها ***** إلاّ ظليمٌ خلفه نقنقُ
لولا مَطِيٍّ كسفينٍ بها ***** لكان من يركبها يفرقُ
من عاذرى من زمنٍ كلّما ***** طلبتُ منه راحة ً أَخفِقُ
يخصُّ بالضّرَّاءِ أحرارَه ***** ويرزقُ السّرّاءَ من يرزقُ
صحبته أعوجَ لا ينثنى ***** ومُعجلاً بالشَّرِّ لا يرفُقُ
طوراً هو الموسعُ أقطاره ***** وتارة ً أخرى هو الضيّقُ
لو أنّنى أنفقُ عرضى به ***** كنتُ عليه أبداً أَنفُقُ
عزّ الفتى يكظمُ حاجاتهِ ***** والنّاسُ مُسْتثرٍ ومسترزقُ
فما يبالى حاقرٌ للمنى ***** جيدَ اللّوى أم سقى َ الأبرقُ
وكلّما هوّم فى سبسبٍ ***** وَسَّدَهُ السَّاعدُ والمِرفقُ
عرضٌ جديدٌ لا ينال البلى ***** منه وثوبٌ مُنهَجٌ مُخلَقُ
وربّما نال الفتى وادعاً ***** مالم ينله المزعجُ المقلقُ
ودون نيلِ المرءِ أوطاره ***** فتقٌ على الأيّامِ لا يرتقُ
وكلُّ شىء ٍ راقبا حسنهُ ***** فهوَ سرابٌ فى الضحى يبرقُ
وحبُّ هذى الدّارِ خوّانة ً ***** داءٌ دوى ٌّ ماله مفرقُ
أين الألى حلّو قلالَ العلا ***** فمزّقوا من بعد أن مزّقوا ؟
كأنَّهمْ من بعدِ أن غرَّبوا ***** لم يطلعوا قط ولم يشرقوا
داسوا بأقدامهمُ شمّخاً ***** تُرامُ بالأيدي ولا تُلْحَقُ
وكلَّ نجمٍ بالدّجى ساطعٍ ***** يرميه نحو المغربِ المشرقُ
كأنَّه من قَبَسٍ جُذوَة ً ***** أو عن لهيبٍ خلفَهُ يُفتَقُ
كم أَوضعوا في طُرُقاتِ العُلا ***** وحلّقوا في العزِّ إذْ حلَّقوا
حتّى إذا حانَ بلوغُ المَدَى ***** قِيدوا إلى المكروهِ أو سُوِّقوا
طاحوا إلى الموتِ وكم طائحٍ ***** لم يُغنِ عنه حَذِرٌ مُشفِقُ
نحن أناسٌ لطلابِ العلا ***** نُخُبُّ في الأيّامِ أو نَعْتِقُ
ما خلق الله لنا مشبهاً ***** في غابر الدّهرِ ولا يخلُقُ
كم رامَ أن يصعدَ أطوادَنا ***** بواذخاً قومٌ فلم يرتقوا
أو يَلحقوا ما امتدَّ من شَأْوِنا ***** في طلبِ العزِّ فلم يَلحقوا
قد قلت للقوم وكم طامعٍ ***** يُصبِحُ بالباطل أو يغبُقُ
أين من البوغاءِ أسماكنا ***** ومن ثمادٍ بحرنا المفهقُ ؟
فى الغاب والغابُ مجازٌ لكمْ ***** ليثٌ بلا عذرِ الكرى يُطرِقُ
في كفِّه مثلُ حِدادِ المُدَى ***** يفرى بها الجلدَ ولا تخلقُ
يغتال طولَ البعد إرقاله ***** فمنجدٌ إنْ شاء أو معرقُ
فكم صريعٍ عنده للرّدى ***** وكم نجيعٍ حوله يُهْرَقُ
كأنّما خيطَ على غَضْبة ٍ ***** فهْوَ مغيظٌ أبداً مُحنَقُ
خلّوا التي سكّانُها معشرٌ ***** هُمُ بها من غيرهمْ ألْيَقُ
قناتُهمْ في المجدِ لا تُرتَقَى ***** وجردهمْ فى الجود لاتسبقُ
قومٌ إذا ما سَنحوا في الوغَى ***** سالوا دماً أو قدحوا أحرقوا
بكلِّ مشحوذِ الظُّبا أبيضٍ ***** وأسمرٍ يعلو به أزرقُ
لا باسلٌ يشبهه ناكِلٌ ***** ولا صميمٌ مثلُه مُلْحَقُ
ولا سواءٌ عند ذي إِرْبَة ٍ ***** باطنُ رجلِ المرءِ والمَفْرَقُ
وقد زلقتمْ فى مطافٍ له ***** بابٌ إلى العزّ ولم يزلقوا
وخلتُمُ أنَّ العُلا نُهْزَة ٌ ***** يعلقها بالكفِّ مَن يَعْلِقُ
حتّى رأيناها بأيديكمُ ***** تزلُّ أو تزلقُ أو تمرقُ
ودونَكمْ من لؤمِ أفعالكمْ ***** بابٌ إلى ساحاتها مغلقُ
إنّ أناساً طلبوا حوّماً ***** وِرْداً شَربنا صفوَه ما سُقوا
ليسوا منَ الفخر ولا عندَهُ ***** ولا لهمْ في رَبْعِه مَطْرَقُ
إنْ سُئلوا في مَغْرَمٍ بَخَّلوا ***** أو جُمعوا في معركٍ فُرِّقوا
وليس يجري أبداً في الورَى ***** إلاّ بما ساءَهُمُ المنطقُ
قل لرواة ِ الشّعر : جوبوا بها ***** فجّاً من الإحسانِ لا يطرقُ
كأنّها فى ربوة ٍ روضة ٌ ***** أو من شبابٍ ناعمٍ ريّقُ
صينتْ عن الّلين على أنّها ***** غانٍ بها الإشراقُ والرّونقُ
فكم أناسٍ بقيتْ منهمُ ***** محاسنُ الشِّعر وما أنْ بقوا

سرونة
06/08/2012, 07:56 PM
حَملتُمْ كما شئتمْ على كاهلي الهوى

حَملتُمْ كما شئتمْ على كاهلي الهوى ***** وأَرشدتُمُ نارَ الغرامِ إلى قلبي
ولمّا دخلتمْ بالهوى في جوانحي ***** بما جَنَتِ العينانِ لانَ لكُمْ صعبي
فإن لم يكنْ شِعبُ اللّوى ملتقى ً لنا ***** فلا بارك الرّحمانُ في ذلك الشِّعبِ
وإن لم يكنْ تُربٌ به "مضجعاً" لنا ***** فلا اجتازتِ الأنواءُ في ذلك التُّربِ

سرونة
06/08/2012, 08:02 PM
تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ

تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ ***** شُروقٌ لأفقٍ غابَ عنه شُروقُ
كأنّ نجومَ الليل درٌّ وبينها ***** تلألؤُ إيماضِ الوميضِ بروقُ
وما خلتُ إلاّ الورسَ فى الأفقِ إنّه ***** متى لم يَكُنْهُ الورسُ فُهْوَ خَلوقُ
كأنَّ نجيعاً خالط الجوَّ أو جرتْ ***** لنا بين أثناء الغمامِ رحيقُ
يلوحُ ويخفَى ثم يَدْنو ويُنتأى ***** ويوسَعُ من مجراهُ ثمَّ يَضيقُ
فما خفقتْ إلاّ كذاك جوانحٌ ***** ولا نبضتْ إِلاّ كذاك عروقُ
وشَوَّقني إِيماضُه نحو أوجهٍ ***** لهنَّ سناءٌ والمشوقُ مَشوقُ
ودونَ اللِّوى ظبْيٌ له كلُّ ماهوَى ***** علوقٌ بحبّاتِ القلوب لصوقُ
له حكمُهُ منِّي ومن دونَ عَطفهِ ***** على َّ غزير اللّجّتين عميقُ
وأولَعُ بالبُقيا عليهِ ومالَهُ ***** إلى جانبِ البُقيا عليَّ طريقُ
وما وعدهُ إلاّ اختلاجة ُ خلّبٍ ***** وإلاّ سرابٌ بالفلاة ِ خفوقُ
فمن لستُ مَودوداً إليه أودُّه ***** ومن ليس مشتاقاً إليَّ يشوقُ
وإنّى على من لا هوادة عنده ***** ولا شفقٌ منه على َّ شفيقُ
فيا داءَ قلبى ما أراك تغبّنى ***** ويا سكرَ قلبى ما أراك تفيقُ !
بنفسى َ من ودّعته يومَ ضارجٍ ***** وجَفنيَ من فيضِ الدّموع غريقُ
وكلّفنى من ثقلِ يومِ وداعهِ ***** بلابلَ لا يسطيعهنَّ مطيقُ
يغلنَ اعتزامَ المرءِ وهو مصمّمٌ ***** ويهدمنَ ركن الصّبر وهو وثيقُ
وليلة َ بِتْنا وهْو حانٍ على الهوى ***** بعيدُ النَّوى شَحْطَ الأذاة سَحيقُ
وقد ضلَّ فيه الكاشحون وقطّعتْ ***** عوائقُ كانت قبل ذاك ثعوقُ
ونحن كما شاء العدوّ فإنّه ***** شَجٍ بالذي نَهْوى وشاءَ صديقُ
فعرفُ الوصالِ يومَ ذاك منشّرٌ ***** وعذبُ المنى صرفٌ هناك مذوقُ
فلم تك إلاّ عفّة ٌ ونزاهة ٌ ***** وإلاّ اشتكاءٌ للغرامِ رقيقُ
وإلاّ انتجاءٌ بالهوَى وتحدُّثٌ ***** صقيلُ حواشي الطُّرَتينِ أنيقُ
عليه من الجادى ّ فغمة ُ نشرة ٍ ***** وفيه ذكيُّ المَنْدَليِّ سَحيقُ
فما زال منّا ظامئُ الحبِّ ناقعاً ***** إلى أن تبدَّتْ للصَّباحِ فُتوقُ
وأقبل موشى َّ القميص إذا بدا ***** وكلُّ أسيرٍ بالظّلام طليقُ
يقوّض أطنابَ الدّياجى كأنّما ***** ترحّل من بعض الدّيار فريقُ
فما هو إلاّ قرحة ٌ لدجنّة ٍ ***** وإلاّ فرأسٌ للظّلامِ حليقُ
وشُرِّد بالبطحاءِ حتى كأنَّه ***** بكارُ فلاة ٍ راعهنَّ فنيقُ
فإن لم يكن ثغرُ الدّجى متبسّماً ***** فسيفك يا أفقَ الصّباحِ ذلوقُ
وإن لم يكن هذا الصّباح بعينه ***** فجانبُ شرق الرّكب فيه حريقُ
فلم يبقَ للسّارى سرًى فى لبانة ٍ ***** ولا لطروقٍ للرّحالِ طروقُ

سرونة
06/08/2012, 08:02 PM

بني الحفيظة هل للمجد من طلبٍ

بني الحفيظة هل للمجد من طلبٍ ***** ليس الطِّعانُ له من أنجحِ السَّببِ؟
هزّوا إلى الحمد عِطْفي كلِّ سَلْهَبَة ٍ ***** تُبذُّ كلَّ سِراعِ الخيل بالخَبَبِ
أُحبُّ كلَّ قليلِ الرَّيثِ في وطنٍ ***** مقسّمَ الفكر بين الكور والقَتَبِ
إمَّا على صَهَواتِ الخيلِ موطِنُهُ ***** أو دارُهُ في ظهور الأينُقِ النُّجُبِ
إنّي، وأصدَقُ قولٍ ما نطقتُ بهِ ***** أَرعَى منَ الوُدِّ ما أرعَى منَ النَّسَبِ
ما عاقَني الحلمُ عن باغٍ عَنِفْتُ به ***** ولا نسيتُ الرضا في موطن الغَضبِ
ولا خلطتُ بيأسٍ عن غِنًى طعمًا ***** ولا مزجتُ عُقارَ الجِّدِ باللّعِبِ
ألستُ إنْ عدّ هذا الخلقُ خيرَهُمُ ***** لم يبرحوا بين جَدٍ ولي وبين أبِ؟
ما للنجومِ الّتي بانتْ تُطالعنا ***** من كلّ عالٍ "علا" كلَّ الورى حَسبي
فقل لمن ضلّ مغروراً يفاخرني ***** ومالَه مثلُ عُجمي لا ولا عَرَبي
أليسَ بينَ نبيٍّ مُرسَلٍ خُتِمَتْ ***** بهِ النبيّون أوْ صهرٍ له نسبي؟
بني المخَّلف ما استَمْتُمْ مراتبنا ***** حتَّى صَفحنا لكمْ عن تلكُمُ الرُّتَبِ
ألِفْتُمُ الحلمَ منّا ثُمَّ طابَ لكُمْ ***** لمّا اشرأبَّتْ إليكم أنفُسُ الغضَبِ
لولا دفاعيَ عنكمْ يومَ أمْطَرَكمْ ***** نَوْءُ السِّماكينِ أَشْفَيتمْ على العَطَبِ
كم عندكمْ وبأيديكُمْ لنا سَلَبٌ ***** لكنّه لو علمتمْ ليس كالسَّلَبِ
ملأتُمونا عقوقاً ثُمّ نحن لكمْ ***** طولَ الزّمانِ مكانَ الوالِد الحَدِبِ
عَمَرْتُ ظاهركمْ جُهدي فكيف بما ***** أعيا عليَّ لكْ من باطنٍ خَرِبِ؟
وكمْ رضيتُ ولكنْ زِدتُكمْ سَخَطًا ***** وليسَ بعدَ الرِّضا شيءٌ سِوى الغَضَبِ
وما تأمّلتُ ما بيني وبينُكمُ ***** إلاّ رجعتُ كظيظَ الصَّدرِ بالعجَبِ


سرونة
06/08/2012, 08:03 PM
شاقك البرقُ اليما

شاقك البرقُ اليما ***** نى ّ دجًى فيما يشوقُ
صبغَ الأفْقَ فقلنا ***** عَنْدَمٌ ذا أم خَلوقُ
أم غدا كاليَمَنِ اليو ***** مَ به هذا العقيقُ
وشككنا وهو بالأفـ ***** ـقِ عَلوقٌ وشَروقٌ
هل أُطيرَ اللّيلُ حتى ***** حان للشّمسِ شروقُ ؟
أم بطاحُ الشَّجَرِ الغَرْ ***** بى ِّ فى الدّوِّ حريقُ ؟
والمطايا كالحَنايا ***** غالها البعدُ السّحيقُ
وجَليدُ الرَّكبِ يوماً ***** ثملٌ لا يستفيقُ
مَن رآهُ قال: هذا ***** قد سرَتْ فيه الرَّحيقُ
وعلى العبسِ وركبُ الـ ***** ـعيسِ فى البيد طريقُ
شاحطُ القطرين ناءٍ ***** غائرُ اللُّجِّ عميقُ
والفتى من ركب الهو ***** لَ ولم يدرِ الرّفيقُ

سرونة
06/08/2012, 08:03 PM
ما ارتبْتُ منكمْ على مرِّ الزمانِ فلِمْ

ما ارتبْتُ منكمْ على مرِّ الزمانِ فلِمْ ***** ملأتُمُ اليومَ أضلاعي من الرِّيَبِ
وقد صَدقتُكُمُ حتَّى رأيتُ لكمْ ***** وما كذبتُكمُ حظَّاً من الكَذبِ
ما خيرَ لي في اختياري وُدِكمْ وَزَرٌ ***** آوي إليه ولا أنجحتُ في الطّلبِ
وكنت منكمْ قريباً قبل غدركمُ ***** فصرتُ أبْعَدَ من جِدَّ إلى اللَّعِبِ
فلا تُدِلّوا بإثراءٍ أتيحَ لكمْ ***** لا خيرَ بعدَ افتقارِ العِرْضِ بالنَّشَبِ

سرونة
06/08/2012, 08:04 PM
" حللتَ " بنا والّليل مرخٍ سدوله

" حللتَ " بنا والّليل مرخٍ سدوله ***** " فألاّ " وضوءُ الصّبحِ للعين مشرقُ ؟
وزِدْتَ مِطالاً عن لقاءِ مُصَحَّحٍ ***** وأوْسَعَنا منك اللِّقاءُ المُزَوَّقُ
فأحببْ به من طارقٍ بعد هدأة ٍ ***** على نشوة ِ الأحلامِ لو كان يصدقُ
ولمّا تفرَّقْنا ولم يكُ بيننا ***** هنالك لولا النَّومُ إلاّ التفرُّقُ
تطايرَ وصلٌ غرّنا فكأنه ***** رداءٌ سحيقٌ أو ملاءٌ مشبرقُ

سرونة
06/08/2012, 08:04 PM
يقولونَ لي لمْ أنتَ للشَّيبِ كارهٌ

يقولونَ لي لمْ أنتَ للشَّيبِ كارهٌ ***** فقلتُ: طريقُ الموتِ عندَ مشيبي
قربتُ الرّدى لما تجلَّلَ مَفرِقي ***** وكنتُ بعيدًا منه غيرَ قريبِ
وكنتُ رطيبَ الغصنِ قبل حلولِهِ ***** وغُصنِيَ لمّا شبتُ غيرَ رطيبِ
ولم يكُ إلاّ عن مشيبِ ذوائبي ***** جفاءُ خليلٍ وازورارُ حبيبِ
وما كنتُ ذا عيبٍ وقد صرتُ بعدَهُ ***** تُخَطُّ بأيدي الغانياتِ عُيوبي
فليس بكائي للشبابِ وإنّما ***** بكائي على عُمْرٍ مضى ونحيبي

سرونة
06/08/2012, 08:04 PM
ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ

ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ ***** ومن دونِ مَسراه اللّوى والأبارِقُ
ألمَّ بنا لم ندرِ كيفَ لِمامُهُ ***** وقد " طالما " عاقته عنّا العوائقُ
فللهِ ما أولى الكرى فى دجنّة ٍ ***** جفتها الدّرارى " طلّعٌ وبوارقُ "
نَعِمْنا به حتى كأنَّ لقاءَنا ***** وما هو إلاّ غاية ُ الزُّورِ صادقُ
" فما زارنى " فى اللّيل إلا وصبحنا ***** تُسَلُّ علينا منه بِيضٌ ذَوالِقُ
فكيف ارتضيتَ اللّيلَ والليلُ مُلْبِسٌ ***** تضلُّ به عنّا وعنك الحقائقُ ؟
تُخيِّلُ لي قُرْباً وأنتَ بنجوة ٍ ***** " وتوهمنى " وصلاً وأنت المفارقُ

سرونة
06/08/2012, 08:05 PM
فديتُهُ من زائرٍ زارني

فديتُهُ من زائرٍ زارني ***** واللَّيلُ مُسْوَدُّ الجلابيبِ
زار وفيهِ كلَّ ما "ينبغي" ***** في النّاس من حُسنٍ ومن طيبِ
ولم يَضِرْها أنّها زَورَة ٌ ***** لعازبِ الآراءِ مكذوبِ
باطلة ٌ رَوَّتْ لنا غُلَّة ً ***** والحقُّ لم يَأْتِ بمطلوبِ
لولا الكَرى ما جادَ لي بالمنى ***** معشّقٌ يعشقُ تعذيبي
وكيف لا أهوى لذيذَ الكرى ***** محبَّبًا جاء بمحبوبِ؟

سرونة
06/08/2012, 08:05 PM
لا تحذِر البيضَ الصَّوارمَ والقَنا

لا تحذِر البيضَ الصَّوارمَ والقَنا ***** واحذرْ بجُهدك ما يقولُ المنطقُ
يبقى الكلامُ وكلُّ كَلْمٍ مؤلمٍ ***** يمحوه ليلٌ أو نهارٌ مشرقُ
والقولُ إمّا كان فى عرضِِ الفتى ***** كذباً فكم كذبَ الرّجالُ وصُدِّقوا
قلْ للّذي جمعَ التِّلادَ وعندَه ***** أنّ التّلادَ ثنيّة ٌ لا تطرقُ
إنّ الحمامَ لما نظمتَ مشتّتٌ ***** ولما جمعتَ مبدّدٌ ومفرّقُ
والمالُ بعد الموتِ من خزّانهِ ***** شلوٌ على أيدى الرّجالِ يمزّقُ

سرونة
06/08/2012, 08:08 PM
نَبَتْ عينا أُمامة َ عن مَشيبي

نَبَتْ عينا أُمامة َ عن مَشيبي ***** وعدّتْ شيبَ رأسي من ذنوبي
وقالتْ لو سترتَ الشيبَ عنّي ***** فكمْ أخفَى التّستُّرُ من عيوبِ
فقلتُ لها أُجِلُّ صريح وِدِّي ***** وإخلاصي عن الشَّعرِ الخصيبِ
وما لَكِ يا أُمامُ مع اللّيالي ***** إذا طاولْنَ بُدٌّ مِنْ مَشيبِ؟
وما تدليسُ شَيبِ الرأسِ إلاّ ***** كتدليسِ الوِدادِ على الحبيبِ
فلا تلْحَيْ عليهِ فذاكَ داءٌ ***** عَياءٌ ضلَّ عن حيلِ الطبيبِ
وإنَّ بَعيدَ شيبكِ وهو آتٍ ***** نظيرُ بياضِ مفرقِي القريبِ
فإنْ تأبَيْ فقومي ميِّزي لي ***** نصيبَكِ فيهِ "يوماً" من نصيبي

سرونة
06/08/2012, 08:14 PM
أمرُّ على الأجداثِ كلّ ليلة

أمرُّ على الأجداثِ كلّ ليلة ٍ ***** وقلبي بمن فيها رهينٌ معلَّقُ
وأقريهمُ منِّي السَّلامَ وبينَنَا ***** رتاجٌ ومسدولٌ من الترب مطبقُ
ولو أنّنى أنصفتُ منْ فى ترابها ***** لما رحتُ عنه مُطلقاً وهو مُوثَقُ
وأنَّ له منِّي قليلاً جوانحٌ ***** خَفَقْنَ وعينٌ بالدُّموع تَرَقْرَقُ

سرونة
06/08/2012, 08:15 PM
أضَنُّ بنفسي عن هوى البيضِ كلَّما

أضَنُّ بنفسي عن هوى البيضِ كلَّما ***** تيقَّنتُ أنَّ الحبَّ ذلٌّ لصاحِبهْ
ولا خُدِعتْ عيني بضوءِ وميضِهِ ***** ولا مُطِرَتْ أرضي بماءِ سحائِبِهْ
وسَيرِيَ في كُورِ المَطيَّة ِ مُوجِفًا ***** على شاحطِ الأقطارِ هافٍ براكبهْ
أقَرُّ لعيني من عناقِ مُهَفْهَفٍ ***** أَبيتُ سوادَ اللَّيل بينَ ترائِبِهْ
ولمّا سقاني الدَّهرُ صِرْفلً صروفَهُ ***** كرَعتُ شراباً لا يَلَذُّ لشاربِهْ
فلا تَطلبا عندي النَّجاة َ فإنَّني ***** أروحُ وأغدو في إسارِ عجائِبِهْ

سرونة
06/08/2012, 08:15 PM
أقِلْنيَ ربِّي بالّذين اصطفيتَهُمْ

أقِلْنيَ ربِّي بالّذين اصطفيتَهُمْ ***** وقلتَ " لنا " : هم خيرُ منْ أنا خالقُ
وإنْ كنتُ قد قصّرتُ سعياً إلى التّقى ***** فإنّى بهمْ " إنْ " شئتَ عندك لاحقُ
هُمُ أنقذوا لمّا فَزِعتُ إليهمُ ***** وقد صَمَّمتْ نحوي النُّيوبُ العوارقُ
وهمْ"جذبوا" "ضبعى " إليهمْ من الأذى ***** وقد طرقتْ بابي الخطوبُ الطّوارقُ
ولولاهمُ "مانلتُ" فى الدّينِ "حظوة ً " ***** ولا اتَّسَعَتْ فيه عليَّ المضائقُ
ولا سيَّرتْ فضلي إليها مغاربٌ ***** ولا طيّرتهُ بينهنّ مشارقُ
ولا صَيَّرتْ قلبي منَ النّاسِ كلِّهم ***** لها وَطَناً تأوي إليهِ الحقائقُ

سرونة
06/08/2012, 08:15 PM
تَقْربنَّ عَضيهَة ً

تَقْربنَّ عَضيهَة ً ***** إنَّ العضائِهَ مُخزياتُ
يا ضَيعة ً للمرءِ تَدْ ***** فالصّالحاتُ الباقياتُ
في هذه الدنيا ومنْ ***** فِيها لنا أبداً عِظاتُ
إمَّا صروفٌ مُقْبلا ***** تٌ أو صروفٌ مُدبِراتٌ
وحوادثُ الأيامِ فيـ ***** ـنا آخذاتٌ مُعطِياتُ
والذُلُّ موتٌ للفتى ***** والعزُّ في الدنيا الحياة ُ
والذُخْرُ في الدارينِ إمّـ ***** ما طاعة ٌ أو مَأْثُراتُ
يا ضيعة ً للمرءِ تدعو ***** عُوهُ إلى الهُلْكِ الدُّعاة ُ
تغترُّه حتّى يَزو ***** رَ شِعابَهنَّ الطَّيِّباتُ
عِبَرٌ تَمَرُّ وما لها ***** منّا عيونٌ مُبصراتُ
أين الأُلى كانوا بأيـ ***** ـدينا حصولاً ثم ماتوا؟
من كلِّ مَنْ كانتْ له ***** ثمراتُ دجلة َ، والفُراتُ
ما قيلَ: نالوا فوقَ ما ***** يهوون حتى قيل فاتوا
لم يُغنِ عنهمْ حينَ هَمْـ ***** مَ بهمْ حِمامُهُمُ الحُماة ُ
كلاّ ولا بيضٌ وسُمـ ***** ـرٌ عارياتٌ مُشرَعاتُ
نطقوا زمانًا ثمَّ ليـ ***** ـنة ِ والظُّبا لمّا اسْتَماتوا
وكأنّهمْ بقبورهمْ ***** سَبَتوا وما بِهمُ سُباتُ
من بعد أنْ ركبوا قرا ***** سُرُرٍ وجُردٍ هُمْ رُفاتُ
سَلموا على صُلحِ الأسِنْـ
ونَجَوا من الغمّاءِ لمّـ ***** ما قيلَ: ليس لهمْ نجاة ُ
في موقفٍ فيهِ الصَّوا ***** رمُ والذَّوابلُ والكُمَاة ُ
وأَنامَهُمْ من حيثُ لم ***** يخشَوا لحَيْنِهُمُ المماتُ
وطَوَتْهُمُ طيَّ البُرو ***** دِ لهمْ قبورٌ مُظلماتُ
فهُمُ بها مثلُ الهشيـ ***** ـمِ تعيثُ فيه العاصفاتُ
شُعْثٌ وسائدهُمْ بها ***** من غيرِ تكرمة ٍ عَلاة ُ
قُلْ للذينَ لهمْ إلى الدْ ***** ـدنيا دواعٍ مُسمعاتُ
وكأنهمْ لم يسمعوا ***** ماذا تقولُ النّاعياتُ
أو ما تقولُ لهمْ إذا اجـ ***** ـتازوا الدِّيارُ الخالياتُ؟
فالضّاحكاتُ وقد نعمـ ***** نَ بهنَّ هنَّ الباكياتُ
حتى متى وإلى متى ***** تأوي عيونَكمُ السِّناتُ؟
كم ذا تعرِّجُ عنكمُ ***** نِ الصائباتُ المُعمياتُ
نُ لكمْ قلوبٌ مصغياتُ؟
أو عيونٌ عاشياتُ
عُجْ بالدِّيارِ فنادِها: ***** أينَ الجبالُ الرّاسياتُ؟
أينَ العُطاة ُ على المكا ***** رِمِ للعواذِلُ والأباة ُ
تجري المنايا مِنْ روا ***** جِبِهِمْ جميعًا والصِّلاتُ
وإذا لقوا يومَ الوغى ***** أقرانَهُمْ كانتْ هَناة ُ
والدّهرُ طوعَ يمنِهِمْ ***** وهُمُ على الدُّنيا الوُلاة ُ
أعطاهُمُ متبرعاً ***** ثمّ استردّ فقال: هاتوا
كانتْ جميعًا ثمَّ مزْ
فأكفُّهمْ من بعد أنْ ***** سُلِبوا المواهبَ مُقفِراتُ
وسيوفهمْ ورماحهمْ ***** منبوذة ٌ والضّامراتُ
أمِنوا الصباحَ ومالهمْ ***** عِلْمٌ بما يجْني المماتُ
ورماهُمُ فأصابهمْ ***** داءٌ تعزّ له الرُّقاة ُ
وسِهامُ أقواسِ المنو
مات النّدى من بيننا ***** بمماتِهمْ والمَكرُماتُ

سرونة
06/08/2012, 08:16 PM
أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ

أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ ***** وخِلٌّ نآني ما نَبَتْ بي خَلائِقُهْ
ومضطجعٌ فى ريبِ دهرٍ مسلّطٍ ***** تُطالعني في كلِّ فجِّ طوارقُهْ
وملتفتٌ فى إثرِ ماضٍ مغرّبٍ ***** تراماهُ أجراعُ الرَّدَى وأَبارقُهْ
فثلمٌ على ثلمٍ ورزءٌ مضاعفٌ ***** على فتقِ رُزْءٍ ضلَّ بالدَّهرِ راتقُهْ
مصائبُ لو أُنزِلْنَ بالشَّمسِ لم تُنِرْ ***** وبالبدر لم تمددْ بليلٍ سرادقهْ
فمُعْتَبَطٌ خُولِسْتُهُ ومؤجَّلٌ ***** تلبَّثَ حتّى خِلْتني لا أُفارقُهْ
تجافى الرّدى عنه فلمّا أمنتهُ ***** سقانى َ فيه مرَّ ما أنا ذائقهْ
فسُرَّ به قلبي فغالَ مسَرَّتِي ***** زمانٌ ظلومٌ للسُّرورِ يسارقُهْ
أرى يومه يومى وأشعرُ فقده ***** بأنِّي وإنْ طالَ التلَوُّمُ لاحقُهْ
وكم صاحبٍ علّقتهُ فتقطّعتْ ***** بأيدي المنايا من يديَّ علائقُهْ
وكيف صفاءُ العيش للمرء بعد ما ***** تغيّبَ عنه رهطهُ وأصادقهْ ؟
فللهِ أعوادٌ حَمَلْنَ عشيَّة ً ***** خبِيئة َ بيتٍ لا يَرى السَّوءَ طارقُهْ
على الكرمِ الفضفاضِ لطّتْ ستورهُ ***** وبالبرِّ والمعروفِ سدّتْ مخارقهْ
وليس به إلاّ العفافُ وما انطوتْ ***** على غيرِ ما يُرضي الإلهَ نمارِقُهْ
قيامُ سوادِ اللَّيل يَنْدَى ظلامُهُ ***** وصومُ بياضِ اليومِ تُحمَى ودائِقُهْ
فتدنى كما شاءتْ وما شئتُ أنّها ***** فدتنى ولا كان الذى حمَّ سابقهْ
ولو أنّنى أنصفتها من رعايتى ***** وقابلته رزاءًا بما هو لائقهْ
لأكرعتُ نفسي بعدها مَكرعَ الرَّدى ***** تُصابحُه حزناً لها وتغابقُهْ
سقى جدثاً - أصبحت فيه - مجلجلٌ ***** رواعدهُ ما تنجلى وبوارقهْ
يطيحُ الصّدا الدّفّاعُ منه وترتوى ***** مغاربُهُ من فيضهِ ومشارقُهْ
لئن غبتِ عن عينى فربّ مغيّبٍ ***** يروحُ وأبصارُ القلوبِ روامقُهْ

سرونة
06/08/2012, 08:16 PM
قلْ للَّذين إذا دعوْا

قلْ للَّذين إذا دعوْا ***** يومًا إلى شَطَطٍ: أبَيتُ
وإذا أمرتُهُمُ كأنّـ ***** ـي إذ أمرتُهُمُ نَهيبُ
لكمُ الوِهلدُ وليسَ ليَ ***** إلاّ مع العَيّوقِ بيتُ
كم ذا ضَللتُمْ في طريـ ***** ـقٍ للمكارمِ واهتديتُ؟
ولكمْ كفيتُكُمُ المُلِـ ***** ـمَّ وليس كافٍ إذ "ونيتُ"
ولكمْ جنيتمْ فافتديـ ***** ـتُ وما فديتُمْ لو جنيتُ
رُمِ ما ملكتُ وما حَويتُ ***** ني يومَ مَسْغبة ً قَرَيتُ
وأبَحْتُمُ حَرَمًا لكمْ ***** لو كانَ يُحمى بيَ حميتُ
ـتُ وما أتيتمْ ما أتيتُ
وتجنبوا معيَ الدّها ***** ءَ؛ فلو دَهيتُكُمُ دَهَيْتُ
قُوموا أروني منكُمُ ***** بعضَ الجميلِ، فقد أريتُ
وفعلتُ ضدَّ فِعالكمْ ***** لما غدرتمْ بي وفيتُ
لا تهدموا ما قد بنا ***** هُ لمْ كرامٌ وابتنيتُ
إنّي فعولٌ إذ أقو ***** لُ وإنْ خلقتُ فقد فريتُ
يدعو إلى سَعَة ٍ عصيتُ
وإذا جَزيتُ على القبيـ ***** ـحِ بمثلِهِ فقد اعتديتُ
وإذا حويتُ فللتكرّ ***** مٍ ما مللتُ وما حويتُ
ما سرَّني أنِّي خرقْ ***** تُ إهابَ جسمي واشتفيتُ
خُذْها، فلولا أنّها ***** كانت على عَجَلٍ مضيتُ
وإذا اختصَرْتُ فإنَّني ***** "روّيت" جهدي أو غَطَيْتُ
وإذا سترتُ فمن يقدّ ***** رُ أنّي أهلي عنيتُ

سرونة
06/08/2012, 08:16 PM
ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ

ألا جنّبا قلبى الأذى لا يطيقهُ ***** وقولوا له إذ ضلَّ: أينَ طريقُهُ
فما الشَّوقُ والأشجانُ إلاّ صَبوحُهُ ***** وما الهمُّ والأحزانُ إلا غبوقهُ
فإنْ أنتما لم تُسعداهُ بعبرة ٍ ***** فلا تنكرا إن سحّ بالدّمعِ موقهُ
طوَى الموتُ أهلي بعدَ طيِّ أصادِقي ***** ولمّا يقمْ من بانَ عنه صديقهُ
فثكلٌ على ثكلٍ ورزءٌ يسوقهُ ***** إلى الكبدِ الحرّى عليه سؤوقهُ
وما المرءُ إِلاّ عُرضة ٌ لمصيبة ٍ ***** فطَوْراً بَنُوهُ ثمَّ طَوراً شَقيقُهُ
وما الدّهرُ إلاّ ترحة ٌ بعد فرحة ٍ ***** فلا كانَ منه بِرُّهُ وعقوقُهُ
أتانى من الطّرّاقِ ما يقرحُ الحشا ***** وكم طارقٍ لى لا يودُّ طروقهُ
وقالوا : معزُّ الدّينِ تاه به الرّدى ***** وسُدَّ به في وَسْطِ قاعٍ خُروقُهُ
فألهبَ خوفاً ليس يخبو حريقهُ ***** وأعقبَ سكراً ليس يَصْحو مُفيقُهُ
وذال ذهابٌ ليس يدنو إيابهُ ***** ووشكُ غروبٍ ليس يرجى شروقهُ
كأنِّي وقد فارقتُهُ شِعْبُ منزلٍ ***** تحمّل عنه راغمين فريقهُ
وإلاّ فصديانٌ على ظهر قفرة ٍ ***** وما ماؤه إلاّ السّرابُ وريقهُ
فليس الذي تجري به العينُ ماؤها ***** ولكنَّه ماءُ الحياة ِ أُريقُهُ
فمنْ لسرير الملك يركبُ متنَهُ ***** فيعلو به إشرافهُ وسموقهُ ؟
ومَنْ لصفيحِ الهند يُنْثَرُ حولَه ***** فديغُ رءوسٍ فى الوغى وفليقهُ ؟
ومَنْ للقنا تحمرُّ منه ترائبُ ***** كأنَّ خَلوقَ المعرساتِ خَلوقُهُ
ومَنْ للجيادِ الضُّمَّرِ القُودِ قادَها ***** إلى موقفٍ ؛ دحضُ المقامِ زليقهُ ؟
ومَنْ يحملِ العِبْءَ الرَّزينَ تكرُّماً ***** إذا كلَّ عن حملِ الثّقيلِ مطيقهُ ؟
ومَنْ لثغور الملكِ يرتُقُ فتقَها ***** إذا التاث ثَغْرٌ أو تراءَتْ فتوقُهُ
فتى ً كان رنَّاتِ السُّيوفِ سَماعُهُ ***** وفيضَ نجيعِ الذَّابلاتِ رحيقُهُ
ولم تُلفِهِ إِلاّ وفوقَ فَقارِهِ ***** جليلُ الذى يقتادنا ودقيقهُ
وقد علم الأملاك أنك فتهم ***** وإلا فقل من ذا الذي لا تفوته؟
فإن نزلوا فى الفجر هضباً رفيعة ً ***** فمنزلك الأعلى من الفخرِ نيقهُ
وأنّك من قومٍ كفى الخطبَ بأسهمْ ***** وقامتْ بهمْ في مُعظم الأمرِ سُوقُهُ
إذا ما جرى منهم كريمٌ إلى ندًى ***** مصى لم يعقهُ دونه ما يعوقهُ
وفيهمْ شعابُ الملك تجرى وعندهمْ ***** إذا وشجتْ أغصانهُ وعروقهُ
وإن تنكص الأقدامُ جنباً فما لهمْ ***** إلى المجد إلاّ شدّهُ وعنيقهُ
قضى اللهُ لى من بعدك الحزنَ والأسى ***** وليسَ بمردودٍ قضاءٌ يسوقُهُ
وما كنتُ أخشى أنْ تبيتَ وبيننا ***** بعيدُ المدى شَحْطُ المزارِ سحيقُهُ
وأنِّيَ موفورٌ وأنتَ مُحَمَّلٌ ***** بثِقْلِ الثَّرى ما لا أراك تُطيقُهُ
يُفِيقُ الرّجالُ الشّاربونَ منَ الكَرى ***** وسكرك من خمرِ الرَّدَى لا تُفيقُهُ
ولِمْ لا أقيكَ السُّوءَ يوماً وطالما ***** وقيتَ من الأمر الذّعاف مذوقهُ
ولمّا عرانى ما عرانى َ والتوى ***** عليَّ أخٌ فيما عرا وشقيقُهُ
تشمّرتَ لى حتّى أضاء ظلامهُ ***** وطاوع عاصيه وأرحبَ ضيقهُ
فإنْ تمضِ فالأنواءُ تمضى وإنْ تغبْ ***** فقد غابَ عنّا من زمانٍ أنيقُهُ
وإن تَعْرَ منّا اليومَ فالغصنُ يُغتَدَى ***** وريقاً زماناً ثمّ يعرى وريقهُ
فما لفؤادى بعد يومك بهجة ٌ ***** ولا شاقَ قلبي بعده ما يشوقُهُ
ولا لسلوٍّ خطرة ٌ فى جوانحى ***** ولا لجفوني طعمُ نومٍ أذوقُهُ
سلامٌ على قبرٍ حَلَلْتَ ترابَه ***** وهبَّ عليه من نسيمٍ رقيقُهُ
ومن حوله وشى ُ الرّياض منشّرٌ ***** وفيه من المسك الذّكى ّ فتيقهُ
فإنْ ضاقت الأرضُ الفضا بعد فقده ***** فقد وسِعَتْه تربة ٌ لا تضيقُهُ
مَررنا عليه منشئينَ لقبرهِ ***** غمامَ دموعٍ والحنينُ يسوقُهُ
ومن قلّة ِ الإنصافِ عيشى َ بعده ***** وفى الكفّ منّى لو أردتُ لحوقهُ

سرونة
06/08/2012, 08:17 PM
أدلّتْ بحسنٍ خُوّلتْ ولو أنّها

أدلّتْ بحسنٍ خُوّلتْ ولو أنّها ***** أدّلتْ بإحسانٍ إلينا عذرتُها
وقد رُزقتْ مني مودة َ مهجتي ***** ولكنني منها الغَداة َ حُرِمتُها
وقطَّعتِ الأسبابَ بَيني وبَينها ***** ولو كنتُ خِلْواً من هواها قطعتُها
ولمّا رأتْ ثِقلَ العتابِ تجرَّمتْ ***** عليّ ذنوباً عندها ما عَلَمْتُها
تعاقبُ منْ لم يُجرها في ضميرِهِ ***** ولو أنَّها مرَّتْ عليَّ غفرتُها
وملّتْ وما طالَ التزاورُ بينا ***** ولو أنني طاولتُها ما مَلِلْتُها

سرونة
06/08/2012, 08:17 PM
قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا

قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا ***** وخذاها رحلة ً وفراقا
ودعا عنّى أنّى حليمٌ ***** ربّ أمرٍ ضقتُ عنه وضاقا
عصفتْ بى عنكما عاصفاتٌ ***** ويقيمُ المرءُ فيما أطاقا
لستُ أرضَى منكما برفيقٍ ***** حسبُ نفسي قد سئمتُ الرِّفاقا
موثقاً كنتُ حياءً وحلماً ***** فاتركانى قد قطعتُ الوثاقا
لا سقى اللهُ شعابَ خلافٍ ***** لم أُصِبْ قطُّ بهنَّ وِفاقا
وإذا البرقُ حداهُ ركامٌ ***** فحماهُ اللهٌ تلك البراقا
ليس قلبي يا خليليَّ مِنِّي ***** إن " نزا " شوقاً إليها وتافا
غيرَ هذا الحى ّ علّق ودّى ***** وسواه هاج قلبى وشاقا
كلَّ يومٍ فى صفاتى ثلومٌ ***** سوفَ تقيكَ ردى ً أن تُذاقا
واعتراقُ النّحضِ من عارقيهِ ***** جعلَ العرقَ سريعاً عراقا
أعِراقٌ أنتَ فيه أميمٌ ***** فاتَّخذْ غيرَ العراقِ عِراقا
إنّ بالزّوراءِ دارَ أناسٍ ***** أُنْشَقُ الشّرَّ بها وأُساقى
سجنونا بينهمْ ثمّ نادوا : ***** لا تروموا من يدينا أباقا
عجّل الله فراقى َ قوماً ***** تركوني لا أَذمُّ الفراقا
أنا فى كلّ وقاحِ المحيّا ***** لايريكَ الوُدَّ إلاّ نِفاقا
إنْ كبا عن تَلْعَة ٍ للمخازي ***** نزعَ العِرقُ به فتَراقى
معشرٌ إنْ خبروا فغصونٌ ***** حَسُنَتْ مرأى ً ومَرَّتْ مَذاقا
كلّما زِدتُهُمُ من جميلٍ ***** زدتُهمْ مَقْلِيَة ٌ وشِقاقا
وإذا عاتبتهمْ أوسعونى ***** كلماتٍ أوسعوها اختلاقا
نَتَلاقى وسقامُ قلوبٍ ***** لا نداويه بأنْ نتلاقى
أمِنَ الأشجانِ كنتُ خَلِيّاً ***** حين حادي الذَّوْدِ زَمَّ وساقا
قاد قلبى منهمُ أحوذى ٌّ ***** رشَّحوهُ ليقودَ النِّياقا
قلْ لمنْ عانقني ثمَّ ولَّى ***** سوفَ أحيا لا ألذُّ العِناقا
عَجِبَ الرَّكبُ ضُحى ً يوم بانوا ***** كيف لم " نزدْ " هوًى واشتياقا
ثمّ قالوا: نحن نعتدُّ عذراً ***** إِنْ تفرَّقْنا وعشتَ فَواقا
قد أفاقَ الواجدون وملُّوا ***** والذي يَهواكُمُ ما أفاقا
ليسَ عندي لسواكمْ خَلاقٌ ***** فاجعلوا عندكمْ لى خلاقا
نحنُ قومٌ في ذُرا باسقاتٍ ***** ضربَ العزُّ عليها رِواقا
نقتنى إمّا رماحاً طوالاً ***** للأعادي أو سُيوفاً رقاقا
في خيامٍ للقِرى ماثلاتٍ ***** ر طتْ أطنابهنَّ العتاقا
وإذا ما جُلْتَ حول فِناءٍ ***** فاق مَنْ نُؤْويه منّا ففاقا
لم تجدْ إلاّ مجرّاً لرمحٍ ***** أو نَجيعاً من عدوٍّ مُراقا
ونمتنا من قريشٍ بدورٌ ***** طالعاتٌ لا تُخافُ مُحاقا
لبسوا المجد فإمّا رداءً ***** سَحبوا هُدّابَهُ أو نِطاقا
" قد خلونا " بعدكمُ بالمعالى ***** نَتعاطاها كؤوساً دِهاقا
لم يَعُقْنا عن بلوغ الأماني ***** فى المعالى ما ثناكمْ وعاقا
عجَّ هذا الدّهرُ ياقومُ منَّي ***** كعجيجِ الفحلِ أمَّ الخِفاقا
كلمّا ثبطنى عن مرامٍ ***** زادني ضِنّاً به واعتلافا
إنَّ للدُّنيا حِبالَ غرورٍ ***** فاخترقها تنجُ منها اختراقا
من أراد العزَّ فيها مقيماً ***** فلْيُبِتْها كلَّ يومٍ طلاقا

سرونة
06/08/2012, 08:18 PM
قالتْ: ضَنَنْتَ علينا بالدُّموعِ وقد

قالتْ: ضَنَنْتَ علينا بالدُّموعِ وقد ***** سرنا ودمعُك منهلٌّ إذا شيتا
فقلتُ: لم تدرِ عَيني بالفراقِ فلَمْ ***** تمطرْ عليه لأنّي كنتُ مبهوتاً
ما ضرَّ مَن نعتُهُ بالحسنِ مُشتهرٌ ***** لو كانَ بالحسنِ والإحسانِ مَنْعوتا؟
والزَّادُ منكِ فإنْ لم تبذُلي سَرَفًا ***** فقد رضيتُ إذا لم تُسرفي القوتا
فقد بتتِ فلا بذلٌ ولا عِدَة ٌ ***** حبلاً لوصلِكِ لي ما كان مبتوتاً

سرونة
06/08/2012, 08:18 PM
لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا

لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا ***** تألّقَ حتّى لم يجد متألّقا ؟
إخالُ بِه يَخفَى ويبدو مكانَهُ ***** وينأى ويدنو فى دجى اللّيلِ أولقا
كأنّ شموساً طالعاتٍ خلاله ***** وإلاّ وَرِيساً من مُلاءٍ تمزَّقا
ذكرتُ به عَصراً تصرَّم طيِّباً ***** وعيشاً سرقناهُ بوَجْرَة َ مُشرِقا
وريّانَ من خمرِ الكرى طولَ ليلِهِ ***** يهونُ عليه أنْ أبِيتَ مُؤرَّقا
ويحرمُنا منه النَّوالَ تجنُّباً ***** ويُعرِضُ عنّا بالوصال تَعشّقا
وشنباءَ تستدعى العزوفَ إلى الصّبا ***** فيعلقها السّالى الذّى ما تعلّقا
تضنُّ على الظّامى إليها بريقها ***** وإنْ هي سَقَّتْهُ الأراكَ المُخَلَّقا
ولمّا التقينا للوداعِ رقتْ لها ***** دموعٌ ودمعي يومَ ذلك مارَقَا
ولمّا مررنا بالظِّباءِ عشيّة ً ***** علونَ النّقا وهناً بأوفى من النّقا
سفرن فأبدلن الدّياجى َ بالضّحى ***** وأجريْنَ من تلك العشيَّات رَوْنقا
فمسنَ غصوناً واطّلعن أهلّة ً ***** وفحنَ عبيراً أو سلافاً معتّقا
وعيَّرْنَني شَيباً سيُكسَيْنَ مِثلَهُ ***** ومن ضلَّ عن أيدي الرَّدى شابَ مَفْرَقا
وهل تاركٌ للمرء يوماً شبابه ***** صباحٌ وإمساءٌ ومنأى ً ومُلْتَقى
فقلْ للعدا: كَمْ ذا الطَّماحُ إلى الذي ***** عَلا قبلكمْ نحوَ السّماءِ مُحلِّقا
أراحَكُمُ ذاك الذي ليَ مُتعِبٌ ***** ونوّمكمْ ذاك الذى لى َ أرّقا
ولستمْ سواءٌ وامرؤٌ فى ملمّة ٍ ***** خَمدتُمْ بها خوفَ الحِذارِ وأَشْرقا
ولم يقرها إلاّ الصّفيحَ مثلّماً ***** وإلا الوَشيجَ بالطِّعانِ مُدَقّقا
وشهّاقة ً ترنو نجيعاً كأنّما ***** خرقتَ " به " نوءَ الحيا فتخرّقا
فتحتُ لهمْ قعراً عميقاً كأنّنى ***** فتحتُ بها باباً إلى الموتِ مغلقا
تحكّكتمُ منه بصلِّ تنوفة ٍ ***** ثَوى لا يذوقُ الماءَ فيمنْ تذوَّقا
يَرُمُّ وما إرْمامُهُ لمخافة ٍ ***** ويُخشَى الرَّدى ممَّنْ أرمَّ وأطْرَقا
يمجُّ سماماً من فروجِ نيوبهِ ***** متى مارقاها القومُ صمّتْ عن الرّقى
وبحرُ النّدى يَمُّ الرَّدى لمُرِيغِهِ ***** إِذا صابَ أغنى أو إذا صَبَّ أَغرقا
وليثاً تَرى في كلِّ يومٍ بجنبهِ ***** لصرعاه أعضاداً قطعن وأسؤقا
شديدَ القُوى إنْ غالبَ القِرْنَ غالَهُ ***** وإنْ طلب الأمر الذى فات ألحقا
وإن هاجه يوماً كمى ٌّ رأيتهُ ***** مكبّاً على أوصالهِ متعرّقا
ففخراً بنى فهرٍ بأنّى َ منكمُ ***** إذا عيق عن عليائها من تعوّقا
تطولون بى قوماً كما طلتُ معشراً ***** بكمْ سابقاً فى حلبة ِ المجدِ سبّقا
وكنتُ لكمْ يومَ التَّخاصُمِ مَنطقاً ***** فَصيحاً وفي يوم التَّجالُدِ مَرْفِقا
ولمّا ادّعيتمْ أنّكمْ سادة ُ الورى ***** وألصقتمُ بالمجد كنتُ المصدّقا
ولم تُخفقوا لمّا طلبتمْ نَجابتي ***** وكم طالبٍ هذى النّجابة َ أخفقا
وما كان ثوبُ الرّوعِ يوماً عليكمُ ***** وفى كفّى َ العضبُ اليمانى ُّ ضيّقا
خُذوا الفخرَ موفوراً صحيحاً أديمُهُ ***** وخَلّوا لمن شاءَ الفخارَ المُشَبْرَقا
ولمّا بنيتُمْ ذُرْوَة َ المجد والنَّدى ***** هزأتمْ بقومٍ يبتنون الخورنقا
وحَرَّقتُمُ بالطَّعنِ ناراً غزيرَة ً ***** فأنسيتُمُ مَن كان يُدعَى المحرِّقا
وحلَّقتُمُ في شامخاتٍ منَ العُلا ***** فأخزيتمُ من كان يدعى المحلّقا
وودّ رجالٌ أنّنى لم أفتهمُ ***** تماماً وأفضالاً ومجداً ومُرتَقى
وأَنِّيَ ما حُزتُ الفخارَ مُغرِّباً ***** كما حزتُهُ دونَ الأنامِ مشرِّقاً
وأنِّيَ ما أنصبتُ في طُرقِ العُلا ***** قلوباً وأجساماً وخيلاً وأينُقا
فلا تغضبوا من سابقٍ بلغ المدا ***** ولوموا الذى لم يعطَ سبقاً فيسبقا
ولم أرَ من بعد الكمال بناظرى ***** من النّاسِ إلاّ مغضباً بى َ محنقا
وماذا على الرّاقى إلى قللِ الذرا ***** ذُر المجدِبَلْ مَن لم ينَلْها ولا ارتَقى
فكم أنامزجٌ كلَّ يومٍ قصيدة ً ***** ومُهدٍ إِلى راوٍ كلاماً مُنَمَّقا
وليس بشافٍ داءَ قلبيَ مِقْوَلي ***** وإنْ كانَ مرهوبَ الشّباة ِ مُذَلَّقا

سرونة
06/08/2012, 08:19 PM
أجرِ المدامعَ كيف شيتا

أجرِ المدامعَ كيف شيتا ***** فلقد دُهيتُ بما دُهيتا
وإذا رُميتَ فإنّما ***** لم تُرْمَ وحدَكَ إذْ رُمِيتا
وقذى العيونِ يجولُ في ***** كلِّ النَّواظِر إنْ قُذيِتا
ومتى عَرِيتُ من التَجَلْـ ***** ـلُدِ عندَ حادثة ٍ عَرِيتا
منْ ذا المعينُ على مُصا ***** بٍ فادحٍ هجمَ البيوتا؟
ما كانَ شملي بعدَهُ ***** إلاّ الصّديعَ بهِ الشّتيتا
تأبى أضالِعيَ المقيـ ***** ـلَ وجَفْنُ عينيَّ المَبيتا
يا مجدَ دينِ الله والـ ***** قَرْمَ الَّذي فاتَ النُّعوتا
خلِّ التفجّعَ جانباً ***** وتسلَّ عنهُ بما حُبيتا
ودعِ الشجا عَمْداً لِما ***** أولى الإمامُ وإنْ شُجيتا
ولئنْ سخطتَ فلم تزلْ ***** نعماؤهُ حتّى رضيتا
وسقاكَ مِن إفضالِهِ ***** وجماله حتى رَويتا
ونهاكَ عن جزعٍ فلا ***** تجزعْ فدعْهُ كما نُهِيتا
وإذا نُكبتَ فلا تشـ ***** ـكَ فطالما دهرًا وُقيتا
ومتى شكوتَ فإنَّما ***** تعطى الذي يهوى الشّموتا
وإذا قُريتَ أسًى فقِدْ ***** ماً بالمسرة ِ "قُريتا"
واصبرْ فإنْ شقْتْ عليـ ***** ـكَ فإنْ صبرتَ فما رُزيتا
وانظر مَنِ المفريكَ والـ ***** فاري أديمِكَ إذْ فُريتا
وأُتيتَ لكنْ "قلْ" لنا ***** مِن أيِّ ناحية ٍ أُتيتا؟
وعلى فراقِ حبائبٍ ***** وأقاربٍ منّا غُذِيتا
لولا اليقينُ بأَنّك ال ***** فَخْمُ الدَّسِيعة ِ ما احْتُبِيتا
لله مفتقدٌ إذا ***** نُشرتْ محاسنُهُ عُنيتا
هو أوّلٌ وتلَوْتَهُ ***** في الباذخاتِ كما تُليتا
وإذا علوتَ به على ***** قمم الأنامِ فما عُليتا
وإذا تشابهت الرّجا ***** ل عُلاً ومأثُرَة ً وَصيتا
لم يُدعَ تفضيلاً له ***** من بينهمْ حتى دُعيتا
كَلْمٌ وأنتَ إساؤهُ ***** لما مضَى عنَّا بَقيتا
وكأنّهُ سَقيا لهُ ***** ما ماتَ لمّا أنْ حَيِيتا
"لم يعدُني" بلْ خصّني ***** خَطْبٌ به فينا عُريتا
وإذا عُرفتُ بِشركتي ***** لكُمُ فنُطقًا أو سُكوتا
وإذا علمتُ بما أرد ***** تَ له البيانَ فقد كُفيتا
وهو الزّمانُ فميتٌ ***** ما كانَ يخشى أَنْ يموتا
ومزوَّدٌ طولَ البقا ***** ءِ وما يُرجِّي أنْ يَبيتا
فمتى رُفِعْتَ به هَبَطْ ***** تَ وإن يئِسْتَ فَقد رُجيتا
يا راحلاً لو كانَ يُف ***** دَى من ردًى أحدٌ فُدِيتا
خَلَّي الدّيارَ لأهلِها ***** وثَوَي البَسابِسَ والمُروتا
أعزِزْ عليَّ بأنْ أرا ***** كَ وكنتَ ذا لَسْنٍ صموتا
تَزْوى الوجوهُ عنِ الّذي ***** أمسيتَ فيهِ وما قُليتا
وتُرَدُّ عن واديك أعْـ ***** ـناقُ المطّي وما اجتُويتا
لم تُنعَ إلاّ بهجتي ***** ومسَرَّتي لمّا نُعيتا
قد كنت تشفي إنْ دُويتَ ***** وقد دَويتَ فما شُفيتا
وإذا تبقَّتْ مأثُرا ***** تُك في الزَّمانِ فما فَنِيتا
لا غُيِّرتْ منك المحا ***** سِنُ في الترابِ ولا بُليتا
ولئنْ مُحيتَ عن العيو ***** نِ فعنْ قلوبٍ ما مُحيتا
وإذا سَقى اللهُ القبو ***** رَ فمنْ مَراحِمِهِ سُقيتا
وإذا هُجرنَ فلا هُجِرْ ***** تَ مدَى الزَّمان ولا جُفيتا

سرونة
06/08/2012, 08:20 PM
ما قرّبوا إلاّ لبينٍ نوقا

ما قرّبوا إلاّ لبينٍ نوقا ***** فاحبسْ دموعاً قد أصبنَ طريقاً
رحلوا فليس ترى على آثارهمْ ***** إلاّ دموعاً ذُرَّقاً وغَريقا
وأسيرَ شجوٍ لا يطيق فراقهمْ ***** يبكى وقد شحطَ الخليطُ طليقا
طرقَ الخيالُ ولم يكن قبل النّوى ***** هذا الخيالُ لنا هناك طَروقا
لم أدرِ ماهو غيرَ أنَّ طُروقَه ***** أغرى بشائقة ِ القلوبِ مشوقا
ياضَرَّة َ القَمَرينِ لِمْ ذوَّقْتِني ***** مالم يكن لولا هواكِ مذوقا ؟
لو كنتِ ريحاً كنتِ نشرَ لطيمة ٍ ***** أو كنتِ وقتاً كنتِ منه شُروقا
وعجبتُ من قلبٍ يودُّك بعدَما ***** أضرمتِ بالهجرانِ فيه حريقا
إنْ كنتِ آمنة َ الفراق فإنّنى ***** مازلتُ من يومِ الفراقِ فروقا
رحنا نعلّلُ بالوداعِ مطيقة ً ***** ما لم أكن للثِّقْلِ منه مُطيقا
ورأيتُ مدمَعها يجودُ بلؤلؤٍ ***** فيعود من ورد الخدود عقيقا
ذهب الشّبابُ وكم مضى من فائتٍ ***** لانستطيعُ له الغداة َ لُحوقا
ما كان إلاّ العيشَ قضّى َ فانقضى ***** بالرّغمِ أو ماء الحياة ِ أريقا
فلو أنّنى خيّرتُ يوماً خلّتى ***** ما كنتُ إلاّ للشّباب صديقا
ولقد ذكرتُ على تقادُمِ عهدهِ ***** عيشاً لنا بالأنعمين أنيقا
وإذا تراءتنى عيونُ ظبائهمْ ***** كنتُ الفتى المرموقَ والموموقا
ومرشَّفِ الشّفتين زارَ مُخاطراً ***** حتّى سَقاني من يديهِ الرِّيقا
ما إِنْ يُبالي مَن تذوَّقَ عَذْبَهُ ***** وهَوَ المُنى أَنْ لا يذوقَ رحيقا
ومرنّحين من الكلالِ كأنّهمْ ***** كرعوا سلافَ البابلى ّ عتيقا
ركبوا قلائصَ كالنَّعائمِ خرَّقَتْ ***** عنها الظّلامَ بوخدها تخريقا
يَقْطعنَ أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ ***** يمرُقَنْ عن جَفْنِ القِسيِّ مروقا
حتّى بدا وَضَحٌ كُغُرّة ِ شادِخٍ ***** أو بارقٌ يحدو إليك بروقا
فكأنَّه للمبصرينَ ذُبالة ً ***** علقتْ ببادرة ِ الزّنادِ علوقا
ولقد فخرتُ بمعشرٍ لمّا اعتلوا ***** لم يرتضوا النّسرين والعيّوقا
مَلكوا الفخارَ فما تَرى مِن بعدِهمْ ***** إلاّ افتخاراً منهمُ مسروقا
النَّاحرينَ إذا الرِّياحُ تناوحَتْ ***** للنّازلين فنيقة ً وفنيقا
أكل الضّيوفُ لحومها ولطالما ***** أكل السّرى دمكاً بها وعنيقا
والمسبلين على الصّديق مبرّة ً ***** والمُمْطرين على العدوِّ عُقوقا
والمحرجين فضاءَ من ناواهمُ ***** والمرحِبين على الوليِّ مَضيقا
وإذا جَرَوْا طَلَقاً إلى شأْوِ العُلا ***** تركوا سَبوقَ معاشرٍ مَسبوقا
قومٌ إذا شهدوا الوغى ملأوا الوغى ***** بالضَّربِ هاماً للكُماة ِ فَليقا
وإذا سرحتَ الطّرفَ لم ترَ فيهمُ ***** إلاّ نَجيعاً بالطِّعانِ دَفيقا
ومتى دعوتَهُمُ ليومِ عظيمة ٍ ***** جاءوا صباحاً مشرقاً وشروقا
تركوا المعاذرَ للجبانِ وحلَّقوا ***** في شامِ عالي الرَّجا تَحْليقا
وإذا الكرامُ لدى فخارٍ خصّلوا ***** كانوا كرامَ ثرًى وكانوا النّيقا
من كلِّ أبلجَ كالهلال تخاله ***** عَضْباً صقيلَ الطُّرَّتين ذَلوقا
قد قلتُ للمولّعين ببأسهمْ ***** والفاتقين إلى البوارِ فتوقا :
إيّاكمُ أنْ تركبوا من سخطهمْ ***** بحراً غزيرَ الّلجّتين عميقا
وأنا الذى ما زلتُ من جنفِ الرّدى ***** ركناً لأبناءِ الحذار وثيقا
أقرى الذى ذادوه عن باب القرى ***** وأعيدُ محرومَ الغِنى مَرزوقا
والضَّربُ يهتكُ جانباً متستِّراً ***** والطّعنُ يفتقُ جانباً مرتوقا
واليومُ ليس ترى به متحكّماً ***** إلا حديدَ الشَّفرَتينِ رقيقا
يفرى الترائبَ والطّلى وكأنه ***** لَطَخَ الكميَّ بما أسال خَلوقا
وعصائبٌ دبّوا إلى خططِ العلا ***** فرأوا مجازَ اللَّهْدِ آنَ خَليقا
وتقوّضوا من غير أن يتلوّموا ***** مثلَ الغمامِ إذا أصاب خريقا
للمجدِ أجلابٌ وليس نراكمُ ***** أبداً لأجلابِ الأماجد سُوقا
لا مدَّ فيه لكمْ فكيف أراكمُ ***** - كَذِبَ المُنى - أن تأخذوهُ وُسُوقا
خَلُّوا الفخارَ لمعشرٍ مافيهمُ ***** إلا الذي اتَّخذَ الحسامَ رَفيقا
وإذا مضى قُدُماً يُريغُ عظيمة ً ***** لم تلقَهُ عمّا يرومُ مَعوقا
مُستَشهِدٌ أبداً لنَجْدة بأسهِ ***** ثَلْمَ الحُسامِ وعاملاً مَدقوقا
وجَماجماً يهبطْنَ عن نثرِ الظُّبا ***** خللَ العَجاجِ وأذرُعاً أو سُوقا
وله إذا جمدَ الكرامُ عنِ النَّدَى ***** مالٌ يهانُ ندّى وعرضٌ يوقى
منْ منصفى ِ من حكم أعوجَ جائرٍ ***** أَعْيَتْ نعوتُ خصاله المنطيقا
أعلاَ السّفيه وحطَّ أهلَ رزانة ٍ ***** فكأَنه جعلَ اللِّبابة َ مُوقا
ما ضرَّ مَنْ صحَّتْ عهودُ حِفاظِهِ ***** أنْ كان بعضُ قميصِه مَخْروقا
فدعِ أمرأً طلبَ الغِنى بمذلَّة ٍ ***** سلبَ الرّشادَ وخولس التّوفيقا
جمعَ النُّضارَ إلى النُّضارِ ولم يخفْ ***** من دهرهِ التَّمزيقَ والتّفريقا
أين الألى طلعوا النّجادَ مهابة ً ***** وتسنَّموا فلكَ النّجومِ سُموقا
الرّافعين مع السّماءِ رءوسهمْ ***** والضاربين إلى البحور عُروقا
بادوا كما اقترحَ الحِمامُ ومزَّقَتْ ***** أيدى البلى أشلاءهمْ تمزيقا
فهُمُ بأجداثِ القبورِ كأنَّهمْ ***** كلأٌ هَشيماً بالرِّياح سَحيقا
فمتى أردتَ العزَّ فاجعلْ رسله ***** إمّا سيوفاً أو رماحاً روقا
وابسطْ إلى الإِعطاءِ راحة َ واهبٍ ***** لا يعرف التّقتيرَ والتّرنيقا
واتركْ لمن طلبَ الغِنى دنياهُمُ ***** وحطامها وأجاجها المطروقا
وكن الذى ترك السؤال لأهلهِ ***** وأقامَ من سُكرِ الطِّلابِ مُفيقا

سرونة
06/08/2012, 08:21 PM
لا تَفْخرَنْ إلاّ بنفْـ

لا تَفْخرَنْ إلاّ بنفْـ ***** ـسِك يومَ فخرٍ إنْ فَخَرْتا
ودعِ الأأصولَ فإنما ***** هي فضلة ٌ لكَ إنْ نُسِبتا
ماذا يضرُّك أو يعرُّ ***** رُكَ إنْ خبُثْنَ لهمْ وطِبْتا؟
كلاّ وليس بنافعٍ ***** إنْ هنَّ طِبْنَ إذا خَبُثتا
ومتى عزمتَ على مُوا ***** قَعِة ِ القبيحِ فقد فَعَلْتا
فأخوك مَن هوَ في يميـ ***** لكَ لم يُصبْكَ إذا صَبرتا
واخبرْ ولا تصحبْ من الـ ***** ـإخوانِ إلاّ مَنْ خَبَرْتا
فأخوكَ من هو في يمينـ ***** ـنِكَ إنْ قَصَدْتَ وإنْ قُصِدْتا
ويَسُرُّه إنْ دبَّ مكـ ***** ـروهٌ إِليهِ إذا سَلِمْتا
وهو المصابُ إذا تَعدّ ***** دَتْهُ الخطوبُ إذا أُصِبْتا
وإذا أصابَ الدّهرُ غـ ***** ـرَكَ بالسَّهامِ فقد وُعِظْتا
وإذا أمنتَ وأنتَ في ***** طُرُقِ الحِمامِ فما أمنتا
وإذا حبوتَ بكلِّ ما ***** فوقَ السَّدادِ فما بَخِلتا

سرونة
06/08/2012, 08:21 PM
أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا

أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا ***** ومَن ليسَ يوماً للمنيَّة ِ ذائقا
هو الموتُ ركّاضٌ إلى كلِّ مُهجة ٍ ***** يُكِلُّ مطايانا ويُعْيي السَّوابقا
فإنْ هو ولَّى هارِباً فهْوَ فائتٌ ***** وإنْ كان يوماً طالباً كان لاحقا
فكم ذا تغول النّائباتُ نفوسنا ***** وتستلبُ الأهلينَ ثمَّ الأصادقا
وكم ذا نعير المطمعات عيوننا ***** وندنى إلى ريح الغرورِ المناشقا
ولعشق فى دار الفناءِ مواطناً ***** يعرّين منّا لم يكنّ معاشقا
ونشتاقُ إمّا قالياً أو مُقاطعاً ***** فيا شائقاً لى ما أضرّك شائقاً !
ولو أنّنى وفّيت حقَّ تجاربى ***** قطعتُ منَ الدَّهرِ العَثورِ العلائقا
نطاح إلى الأجداثِ فى كلّ ليلة ٍ ***** ونوسدُ فى فقرِ التّراب المرافقا
فيا خبراً أذرى العيونَ جوامداً ***** وأبقى القلوبَ السّاكناتِ خوافقا
أتانى طروقاً وهو غيرُ محبّبٍ ***** وكم جاءَ ما لا تَشْتهي النّفسُ طارقا
وددتُ وداداً أنّه غير صادقٍ ***** وكم قاتلٍ ما كنتُ أهواه صادقا
أصابكَ من شهمِ الرَّدى ما أصابني ***** وكان لجلدي قبلَ جلدِكَ خارقا
ولو أنّنى حمّلتُ ثقلك كلّه ***** حملتُ عَلوقاً بالذي كنتُ عالقا
فإنْ يكُ غصنٌ من غصونك ذاوياً ***** فقد أبقت الأيّامُ أصلك باسقا
وإن يكُ نجمٌ غار بعد طلوعه ***** فقد ملأتْ منك الشُّموسُ المشارقا
أزال الرّدى منّا على الرّغم تلعة ً ***** وأبقى لنا منك الجبالَ الشّواهقا
وما ضرَّ والسِّربالُ باقٍ على الفتى ***** إذا شعّثتْ منه الّليالى البنائقا ؟
وفيكَ وفي صِنْوٍ له عِوضٌ به ***** إذا نحن أنصفنا الخطوبَ الطّوارقا
وساء به من سرّنا بمكانه ***** وأفناه من أعطاه بالأمس رازقا
حرمناهُ حظّاً بعد أنْ أخذتْ لنا ***** على حظّنا منك الّليالى المواثقا
وما كنتُ أخشى أنْ يسدَّ به الرّدى ***** فُروجَ الليالي دونَنا والمخارقا
وأنْ يحجبَ الصُّفّاحُ بيني وبينَهُ ***** ويودعَه وسْطَ العَراءِ الشَّقائقا
فيا أيّها ذا العادلُ " المقرمُ " الذى ***** رضيناه خلقاً كاملاً وخلائقا
تعزَّ عن الماضى ردًى بثوابه ***** وكن بالذى يجزى على الصّبرِ واثقا
فليس لمخلوقٍ وإن عضّه الرّدى ***** فضاق ذراعاً أنْ يعارض خالقا

سرونة
06/08/2012, 08:22 PM
سقى اللهُ يومًا نلتُ فيه على المُنَى

سقى اللهُ يومًا نلتُ فيه على المُنَى ***** وكنتُ عليها الدّهرَ أُسبلُ عَبرتي
وواصلُ مَنْ ماءُ الشَّبية ِ مِلْؤُهُ ***** ولم يَنْهَهُ عنِّي مَشيبي وكِبْرتي
وكان التّلاقي فيهِ غَيبًا مُرَجَّمًا ***** وجاءَ بلا وعدٍ فروَّيتُ غُلَّتي
فإنْ تَكُ منه عِلَّتي وفراقُهُ ***** فقد طردتْ منه الزّيارة ُ عِلّتي

سرونة
06/08/2012, 08:22 PM
يا طَلَلَ الحيِّ بذاتِ النَّقا

يا طَلَلَ الحيِّ بذاتِ النَّقا ***** من أسهر العينين أو أرّقا ؟
قد آنَ والحرمانُ من وصلكمْ ***** حظّى َ أن أعطى وأنْ أرزقا
كم قد رأتْ عينيَ في حبِّكمْ ***** وجهاً مُضيئاً نورُه مُشرقا
يحقُّ لمّا أنْ رأتْ حسنه ***** عينيَ أنْ أَهوى وأنْ أعشَقا
كم أخلقَ الحبُّ وحبّى لكمْ ***** مارثّ بالدّهرِ وما أخلقا
قد طرقَ الطَّيفُ الذي لم يكنْ ***** فى الظنّ أن يأتى َ أو يطرقا
كم ذا تعدّى نحونا سبسباً ***** وكم تخطّى نحونا سملقا
مَهامِة ٌ لو جابَها نِقْنِقٌ ***** بسرى إلينا أعيت النّقنقا
خُيِّلَ لي نَيلُ المُنى في الكرى ***** فكنتُ منه الخائبَ المُخْفِقا
أرجو من الليلة ِ طولاً كما ***** أخشى بياضَ الصّبحِ أن يشرقا
بتُّ أسيراً في يمينِ المُنى ***** أفرقُ من دائى َ أن أفرقا
ومسترقّاً بالهوى رقّة ً ***** يخاف طولَ الدّهر أن يعتقا
فقل لمن خبّرنى بالذى ***** أهوى : سقيتَ المسبلِ المغدقا
لا فضّ من فيك وجنّبتَ أنْ ***** تظما إلى الرّى ِّ وأنْ تشرقا
قد كنتُ أخشى مِيتتي قبلَه ***** فجنّب اللهُ الّذى يتّقى
فالحمدُ لله على ما كفَى ***** والشُّكرُ لله على ماوقَى
والدّهرُ لا تخشاه إلاّ إذا ***** كنتَ به الأسكنَ الأوثَقا
أفنَى اليَمانين وكم شَيَّدوا ***** قصراً وكم أعلَوْ لنا جَوْسَقا
إنْ كان أعلا زمنٌ معشراً ***** فهوَ الّذى نكّس من حلّقا
وودّ من حطَّ على رأسه ***** بعدَ التَّرقِّي أنه ما ارتقى
يا راضياً بالأمسِ عن معشرٍ ***** كيفَ استحلتَ المُغضَبَ المُحنَقا
وخارقاً من قبلُ رَتْقاً له ***** وفارياً من قبلِ أن يَخْلُقا
ما كانَ مَن يأخذُ كلَّ الذي ***** أعطاهُ إلاَّ العابثَ الأخرقا

سرونة
06/08/2012, 08:34 PM
ما ضرّ طيفكِ لو والى زياراتي

ما ضرّ طيفكِ لو والى زياراتي ***** ما بين تلك المحاني والثَنياتِ؟
والرَّكبُ عنَّا مشاغيلٌ بأيِّنِهمْ ***** من الدُّؤبِ وإرقالِ المطّياتِ
صَرعى كأنّ زجاجاتٍ أُدِرْنَ لهمْ ***** فهمْ لعينيك أحياءٌ كأمواتِ
إنْ حرّم الصبّحُ وصلاً كان يُجذلنا ***** فهو الحلالُ بتهويمِ العشّياتِ
وكم أتني وجُنحُ الليلِ حُلّتُهُ ***** مَن لم يكنْ في حسابي أنَّه ياتي
وزار في غير ميقاتٍ وكم لُويتْ ***** عنّا زيارتُهُ في كلِّ ميقاتِ
وقد "رأيتمْ" وقد سار المطيُّ بكمْ ***** كيف اصطباري على تلك المصيباتِ
وكم ثنيتُ لِحاظي عن هوادجكمْ ***** وفي الهوادج أوطاري وحاجاتي؟
وقلتُ: لا وجدَ في قلبي لِلائمِهِ ***** والقلبُ تحرقُهُ نارُ الصَّباباتِ
قلْ للّذين حَدَوْا في يومِ رِحلَتِهمْ ***** خُوضاً خمائِصَ أمثالَ الحنّياتِ
مذكَّراتٍ فلا سَقْبٌ لهنَّ ولا ***** كَرِعْنَ يوماً بنشوان الوليدات"
لهنَّ والرَّحلُ يَعْلَوْلي مناسِجَها ***** إلى السَّباسبِ شوقاً كلُّ "حنّاتِ"
وكمْ وَلَجْنَ شديداتٍ صَبَرْنَ بها ***** حتّى نجون كِراماً بالحُشاشاتِ
فإنْ بُعِثْنَ إلى نيل المُنى رُسُلاً ***** كفّلْنَ منك بتقريب البعيداتِ
منْ فيكمُ مُبلغٌ عنّي الوزيرَ إذا ***** بَلَغتموه سلامي والتحيّاتِ؟
ومن سعودِ الورَى ثمَّ البلادِ بهِ ***** لم يَظلموا"إذ" دعوه ذا السّعاداتِ
قولوا له: ليتني كنتُ الرَّسولَ وما ***** أدّى إليكَ سوى لفظي رسالاتي
لله دَرُّكَ في مُستغْلَقٍ حَرِجٍ ***** أسعفتَ فيه بفرحاتٍ وفُرجاتٍ
وفاحمٍ مُدْلَهمٍ لا ضياءَ بهِ ***** نزعتَ عنه لنا أثوابَ ظُلماتِ
وفي يديكِ رسولٌ منك تُرسلهُ ***** متى أردتَ إلى كلّ المنيِّاتِ
مثلَ الرِّشاءِ يُرى منه لمبصرِهِ ***** تغضّنُ الرُّقمِ يقطعن التنوفاتِ
حلفتُ بالبُدْنِ يرعين الوَجيف ولا ***** عهدٌ لهنَّ بِرَيٍّ مِن غَماماتِ
يردنَ بيتاً به الأملاكُ ساكنة ٌ ***** بنيّة ً فَضَلَتْ كلَّ البِنيّاتِ
والطائفينَ حوالَيْهِ وقد سَدَكوا ***** به" تُقآءَ بِمسحاتِ ولثماتِ
وأذرُعٍ كسيوفِ الهندِ ضاحية ٍ ***** يَقذفنَ في كلِّ يومٍ بالحصيّاتِ
والبائتين بجَمعٍ بعد أن وقفوا ***** على المعرَّف، لكنْ أيَّ وَقْفاتِ
وجاوزوه خفافاً بعد أن ذبحوا ***** حتى أتوه بأجرامٍ ثقيلاتِ
مَحا النَّضارة َ من صَفْحاتِ أوجُهِهمْ ***** ذاك الذي كان محواً للجريراتِ
لأَنْتَ مِن دونِ هذا الخلقِ كلِّهِمُ ***** أحقّ فينا وأولى بالمولاة ِ
قُدني إليكَ فما يقتادني بشرٌ ***** إلا فتًى كان مأوًى للفضيلاتِ
واشْدُدْ يديك بما ناولتُ من مِقَتي ***** ومن غرامي ومن ثاوي مودّاتي
أنا الّذي لا أحولُ الدَّهرَ عن كَلَفي ***** بمن كلفتُ ولا أَسلو صَباباتي
لا تخشَ منِّي على طول المَدى زَللاً ***** فكلُّ شيءٍ تراهُ غيرَ زلاّتي
سيّانِ عندي ولا منٌّ عليهِ بهِ ***** ـسَعيدُ إلاّ الّذي نالَ الإراداتِ
أشكو إلى اللهِ أشواقي إليكَ وما ***** في القلبِ من حرّ لوعاتِ ورَوعاتِ
وإنّني عاطلٌ من حَلي قُربِكَ أوْ ***** صِفْرُ اليدين خليّ من زياراتي
ولو رأيتُكَ دونَ النّاسِ كلِّهِمُ ***** قضيتُ من هذه الدّنيا لُباناتي
لا تحسبوا أننّي لم ألقَقهُ أبداً ***** فإننا نتلاقى بالموداتِ
وكمْ تلاقٍ لقومٍ منْ قلوبهمْ ***** كما أرادوا على بعدِ المسافاتِ
والقربُ قربُ خبيئاتِ الصّدورِ وما ***** تَحْوي الضمائرُ لاقربُ المحلاّتِ
إتّي الصديقُ لمن كنتَ الصديقَ له ***** ومن تُعادي له منِّي مُعاداتي
وأنتَ من معشرٍ تُروى فضائلهمْ ***** سادوا على أنَّهمْ أبناءُ ساداتِ
البالغينَ منَ العَلْياءِ ما اقترحوا ***** والقائمينَ بصَعْباتِ المُلمّاتِ
ويشهدون الوغى من فَرْطِ نَجْدَتهمْ ***** والرُّعبُ فاشٍ بألبابٍ خَليَّاتِ
كأنّ أيديهمْ في النّاسِ ما خُلقتْ ***** إلاّ لبذلِ الأيادي والعَطِيّاتِ
مُقَدَّمينَ على كلِّ الأنامِ عُلاً ***** مُحَكّمين على كلِّ القضياتِ
فإنْ تَقِسْهُمْ تَجِدْهُمْ مَنزلاً وبنًا ***** طالوا النّجومَ التي فوقَ السّماواتِ
قد فُقْتَهُمْ بِمزيّاتٍ خُصِصْتَ بها ***** هذا على أنَّهمْ فاقوا البريّاتِ
عندَ الجِمارِ منَ الكُومِ المسنّاتِ ***** أخَذتَها لك من أيدي النجيباتِ
وكنتَ فضلاً وديناً يُستضاءُ به ***** خلطتَ للمجدِ أبياتًا بأبياتِ
إنَّ الرَّئيس الّذي رأسَ الأنامَ بما ***** حواهُ من فضلهِ قبلَ الرِّياساتِ
فاجَّمَّلّتْ فيك أدراعُ الوزاراتِ
جاءتكَ عَفواً ولم تبعثْ لها سَبباً ***** ولا بسطتَ إليها قبضَ راحاتِ
وقد أتاني فيما زارني خبرٌ ***** فطال منه قُصارَى كلِّ ساعاتي
سقاني المُرَّ من كأسيهِ "واستلبتْ" ***** يُمناهُ من بَصري لذّاتِ هَجْعاتي
إن اضطجعتُ فمنْ شوكِ القنا فُرشي ***** وإنْ مَشَيتُ فواطٍ فوقَ جَمْراتِ
قالوا: اشْتَكى مَنْ يوَدّ النَّاسُ أنَّهُمُ ***** كانوا الفداءَ له دونَ الشِّكاياتِ
ولم أزّلْ مشفقاً حتى علمتُ بما ***** أنالَهُ اللهُ من ظِلِّ السَلاماتِ
وبشّروا بالعوافي بعد أن مُطِلَتْ ***** بُشْرى ولكنَّها لا كالبشاراتِ
والحمد للهِ قد نلتَ المرادَ وما السّـ
فعشْ كما شئتَ من غِزٍّ يطيفُ بهِ ***** للهِ جيشٌ كثيفٌ مِن كفاياتِ
ولا بُلِيتَ بمكروهٍ ولا قَصُرَتْ ***** منك الأناملُ عن نيلِ المحبّاتِ
"فلم" تكن مُعْنِتاً من ذا الورى بشراً ***** فكيف تُبلى من الدنيا بإعْناتِ؟

سرونة
06/08/2012, 08:39 PM
لو كنتُ أملكُ للأقدار واقية

لو كنتُ أملكُ للأقدار واقية ً ***** دفعتُ عنك أبا الخطّابِ ما طرقا
إنّ الزّمانَ ولا عدوى على زمنٍ ***** سقانى َ المرَّ من فقديك حين سقى
كم ذا كسيتَ غُصوناً وهْيَ ذاوية ٌ ***** الماءَ من جاهك المبسوط والورقا
وكم أجرتَ بلا منٍّ ولا كدرٍ ***** مستمسكاً بك فى خوفٍ ومتعلقا
قد نال قومٌ وحَلُّوا كلَّ عالية ٍ ***** ومثلَ ما نلتَه في النّاسِ ما اتَّفقا
وما ذخرتَ سِوى حَمْدٍ ومَكرُمة ٍ ***** وإنَّما يذخرون العينَ والوَرَقا
حكمتَ فى الدّهرِ لا رزقاً أصبتَ به ***** والأمرُ بعدكَ في الدنيا لمن رُزقا
فلم تعرّجْ على لهوٍ ولا لعبٍ ***** ولا بعثتَ إلى حاجاتك الملقا
سستَ الملوكَ وودّ القومُ أنّهمُ ***** ساسُوا وما بلغوا تلك المُنى السُّوَقَا
وإنما كنتَ بابا للملوك ومذْ ***** ذقتَ الرّدى سدّ ذاك الباب وانغلقا
وما تركت من الدنيا وزينتها ***** من بعد فقدك إلا رثها الخاقا
وحالكٍ شَحِبِ القُطرينِ مُلتبِسٍ ***** أطلعتَ فيه برأى ٍ واضحٍ فلقا
وموقفٍ حرجِ الأرجاءِ قمتَ به ***** والبيضُ تنثرها ما بينها فلقا
طَعنتَ بالرَّأي فيه والقنا قَصِدٌ ***** والطّعنُ يفتقُ بالأجساد ما ارتتقا
فقد رأوا منك ماذا كنتَ تعمله ***** في ضالعٍ شذَّ أو في مارقٍ مَرَقا
ناموا عنِ الملكِ إهمالاً لنصرتِهِ ***** وأنتَ تكرعُ فيهِ وحدكَ الأَرَقا
صدقتَ في نَصرهِ حتَّى أقمتَ له ***** دعامه والفتى فى الأمر من صدقا
يا حلفَ قصرٍ مشيدٍ فوق نمرقة ٍ ***** على الأريكة ِ قد أصبحتَ حِلْفَ نَقا
ويا مُبيناً على الأطواد من عِظَمٍ ***** كيفَ ارتضيتَ بوَهدٍ هَبْطَة ٍ نَفَقا
راموا لِحاقك في علياءَ شاهقة ً ***** وهل ترى لمحلّ النّجمِ من لحقا ؟
وثقتُ فيك بما لم أخشَ نبوته ***** وطالما عادَ بالإِخفاقِ مَن وثقا
وطالما كنتَ لي في كلِّ مُعضلة ٍ ***** حصناً حصيناً وماءً بارداً غدقا
فأَيُّ عينٍ عليك الدَّمعَ ما قَطرتْ ***** وأى ُّ قلبٍ بنار الهمِّ ما احترقا ؟
ولو نظرتَ إلينا بعد فُرقتنا ***** رأيتَ منّا الذى رتّقتَ منفتقا
أعززْ على َّ بأن تضحى على شحطٍ ***** منّا ورهنك فى كفِّ الرّدى غلقا
وأنْ يراك فريداً وسْطَ مُقفرة ٍ ***** مَن لو خطرتَ له لاقَى الرَّدى فَرَقا
إنْ تمسِ مرتفقاً بالتّربِ جندلة ً ***** وطالما كنت بالعيوق مرتفقا
وإنْ لمستَ الثّرى ميتاً فما رضيتْ ***** منك التّرائبُ ديباجاً ولا سرقا
وإنْ سكنتَ مُصيخاً للرَّدى فبما ***** أصبحتَ من قبل أعلا ناطق نطقا
وإنْ أقمتَ مُقاماً واحداً فبما ***** شَنَنْتَ نحوَ المعالي النَّصَّ والعَنَقا
وإنْ مضيتَ فماضٍ خلّفتْ يده ***** فينا الجميلَ الذى لم يمضِ وانطلقا
فما لنا صحّة ٌ من بعد مصرعه ***** ولا دواءٌ لشاكٍ يمسِكُ الرَّمَقا
ولم يكنْ غيرَ نجمٍ غابَ من أفقٍ ***** وغيرَ سَجْلٍ جلالٍ للورى دَفَقا
وقد مضَى مالكُ الرِّبْقاتِ قاطبة ً ***** فانسوا بمصرعه من يملك الرّبقا
فلا لقيتَ من الضّراءِ لاقية ً ***** ولا سقاك " البلى " طرقاً ولا رنقا
اذهبْ فزادَك إنعامٌ ملكتَ به ***** رقَّ الرّجال وقد زوّدتنى حرقا
ولا يزلْ جدثٌ أسكنتَ ساحته ***** ملآن ريانَ من وَكفِ الحيا عبقا
وإنْ مررتُ على قبرٍ حللتَ به ***** لَوَيتُ بعدَ اجتيازي نحوك العُنُقا

سرونة
06/08/2012, 08:40 PM
هل عائدٌ ينفعُ من عِلَّتي

هل عائدٌ ينفعُ من عِلَّتي ***** أو مُسْعِدٌ ينقعُ من غُلَّتي؟
أو عادلٌ يُنْصفُني حُكمُهُ ***** من جور هذا الزّمن المُعنتِ؟
أسعى ولا أدري إلى مُنيتي ***** وإنَّما أسعَى إلى مِيتَتي
كم نِعمة ٍ آلتْ إلى نِقمَة ٍ ***** وفَرْحَة ٍ حالتْ إلى تَرْحة ِ
وغِبْطَة ٍ لمّا استولت للفتى ***** ونالَ منها سُؤْلَهُ ولَّتِ
إِنْ كانَ زادَ الدَّهرُ في فِطْنَتي ***** في مَوقفٍ دَحْضٍ كأنَّ الفتَى
أو قوّمتْ أيّامهُ خِبرتي ***** فبالّذي طَأْطَأَ مِن صَعْدَتي
يَقُرَّ عينيَّ بما فقدُهُ ***** بعدَ قليلٍ مُسْبِلٌ عَبرتي
في كلّ يومٍ أنا في وقعة ٍ ***** مَعْ نُوَبِ الدَّهرِ وفي خُطَّة ِ
بينا تراه مُسلفاً قَرَّتي ***** حتّى تراه مُتلفاً قوّتي
يولِجُ حرماني على مُنيتي ***** خَبْطًا وإيلامي على لَذَّتي
فليتَهُ لمّا طوى عَزمَهُ ***** بميتتي لم يُعطني عيشتي
لولايَ كان الدّهرُ من أهلِهِ ***** بغير أوضاحٍ ولا غُرّة ِ
وقد دَرَى الأقوامُ أنّي أمرؤٌ ***** أواصلُ الصدَّ عن السَّوْأَة ِ
لا أضمُرُ السَّوءَ لذي خُلّة ٍ ***** ولا أرى في طُرُقِ التُّهمَة ِ
ولم تَقُدْني في حِبالِ الهوى ***** محاسنُ البَهْكَنَة ِ الطَّفلَة ِ
ذو عَزْمة ٍ ما "نَشَزتْ" ساعة ً ***** واحدة ً عن رِبْقَة ِ العِفَّة ِ
ولا تَرى مَيلاً إلى جانبٍ ***** لا في منّي ولا سَخْطَة ِ
لا فرقَ بُعْدًا من ركوبِ الهوى ***** بيني في الكِبْرَة ِ والشِّرّة ِ
فجانبُ الجِدِّ به صَبوتي ***** وجانبُ الهَزْلِ به نَبْوَتي
كم ليَ في مُرِّ الهوى ***** مِن فكرة ٍ رُضْتُ بها صَعْبتي
فالذُّلُّ للنَّفسِ إذا ما عَصتْ ***** والعزّ للنفّسِ إذا ولّتِ
فقُلْ لحُسَّاديَ: لا زِلْتُمُ ***** في حَسَدٍ ثاوٍ على نِعمَتي
لاتعضِهوني بالذي فيكمُ ***** فقدْ أمنتمْ أبداً عَضْهتي
الذّنب لي عندكُمُ أنّكمْ ***** عجزتُمُ عمَّا حَوَتْ قُدرَتي
وأنَّني قد كنتُ من دونِكمْ ***** أعقِرُ للأضيافِ في الأَزْمة ِ
والطَّارقُ النازلُ أدنى إلى ***** زاديَ من أهلي ومِن أُسرَتي
وكلّ داعٍ بي إلى نُصرة ٍ ***** سابِقة ٌ دعوتَهُ نُصرتي
لو جَهدوا ما شَربوا من عَلٍ ***** إلاّ الذي أسْأرْتُ من فضلتي
ولا رأوا قطٌ بأيديهمُ ***** فضيلة ً منّي ما غُلَّتِ
وكم بغَوا دهراً فلم يظفِروا ***** منّي في المَزْلَقِ بالعَثْرة ِ
ليستْ يدي منّي مردودة ً ***** وليس لي رجْلي إنْ زلَّتِ
فرّاجَ ذاكَ المُبْهَمِ المُصْمَتِ
حَقَّرَ شأني أنَّني ضائعٌ ***** عنكمُ أبكي على ضيعتي
أقتأتُ غيظي فإذا عِفْتُهُ ***** خرجتُ من غيظٍ إلى عِفَّة ِ
في كَمدٍ باقٍ وفي حَسْرة ِ
خيرُهمُ شرُّ امرئٍ في الورى ***** وحيُّهمْ بالنَّوْك كالمِّيتِ
أنفق فيما لستُ أرضى بِهِ ***** شرْخَ شَبابي وشَبا مَيْعَتي
دعْ جانبَ الذُلِّ لمنْ حَلَّهُ ***** فما به شيئٌ من الخَيرة ِ
ولا تُقِمْ في منزلٍ تعْتَلي ***** بهِ الأراذيلُ على الِعلْيَة ِ
ولا مكانٍ يستوي عندَهُ ***** دَرادِقُ الذَّوْدِ مع الجِلَّة ِ
مَلِلْتموني والنُنى رَغْدَة ٌ ***** إِنْ كَثُرتْ في معشرٍ مُلَّتِ
وقد علمتمْ أنّ أموالكمْ ***** تُضحي وتُمسي في حمى جُرْأتي
سددتُ عنهنَّ فروقَ الرَّدى ***** بالطّعنة ِ الفَوهاءِ والضّربة ِ
والخيلُ تَنْجو كسروبِ القطا ***** أو نَعَمٍ في غُرْبة ٍ شُلَّتِ
يَحفِزها الطَّعنُ فلو سامَها ***** دخولَ خرقٍ ضيّقٍ مرّتِ
وفي القنا تُبدِل أجلادَها ***** مسودَّة َ اللَّوْنِ بمُحمَرَّة ِ
فوق قرا ضامرة ٍ " جَسْرَة ٍ" ***** ما شدَّتِ الرِّيحُ كما شَدَّتِ
ذاتِ وِقارٍ يوم سِلْمٍ فإنْ ***** رأت بعينيها وغى ً جُنّتِ
هلْ أنهَلَتْها علقاً مأثراً ***** إلاّ يدي الرَّوعِ أو علَّتِ؟
فب موقفٍ دَحْضٍ كأنّ الفتى ***** مُستوقفٌ فيه على جَمْرة ِ
تبتلُّ أرجاءٌ لهُ يَبْسَة ٌ ***** رشائشَ الطَّعن إذا بَلَّتِ
لا تُدنني من عاقدٍ أنفَهُ ***** ملآنَ من تِيهٍ ومن نَخْوَة ِ
مُدامِجٍ همّتُهُ كلُّها ***** مصروفة ٌ في نَصْبِ أُغلوطة ِ
ليس عنِ الغيِّ لهُ عَرْجَة ٌ ***** ولا لهُ في الرُّشدِ من نهضة ِ
فلن تَراني أبدًا راغبًا ***** في خَرِقٍ يزهدُ في رغبتي
وما أبالي بعد خُبْرٍ بهِ ***** صرّح أو صمَّمَ في خُلّتي
سأركبُ الهولَ فإما على ***** شامخة ٍ أو أكرم الموتة ِ
فربَّما نلتُ الّذي أبتغي ***** مجتهداً أو بَرِئتْ ذمّتي

سرونة
06/08/2012, 08:41 PM
ولقد رجوتُ وِصالَكُمْ فكأنَّني

ولقد رجوتُ وِصالَكُمْ فكأنَّني ***** حاولتُ شحطاً لا يرامُ سحيقا
وعطفتكم أدنى إلى َّ وصالكم ***** فكأنّنى أدنى به العيّوقا
ومنَ البليّة ِ أنْ يؤمِّلَ طافحٌ ***** ُ من خمرِ الغرامِ مُفيقا
ولوِ استطعتُ طرحتُ ثِقْلَ غرامِكمْ ***** فلطالما عاد الأسيرُ طليقا

سرونة
06/08/2012, 08:45 PM

رميتَ فما أصميتَني وتراجعَتْ

رميتَ فما أصميتَني وتراجعَتْ ***** إليكَ سِهامٌ أخطأتني فأصْمَتِ
وحاولتِ تشتيتي فعدتَ تفضلاً ***** منَ الله خَزْيانًا بشَمْلٍ مُشْتَتِ
ولما بَدا ليَ منكَ أنْ لا مودَّة ٌ ***** تناكصتُ أبكي من ضياعِ مودّتي
فما لي منك اليومَ إلاّ مضرّة ٌ ***** ومالك منّي غيرُ محض المَبرَّة ِ
وكم لك عندي زلّة ٌ ما جزيتها ***** حِفاظًا وإبقاءً عليكَ بِزلَّة ِ
وإنَّ أمرأً يُهدي القبيحَ لقومِهِ ***** صَحيحٌ كذي سُقْمٍ وحيٌّ كميِّتِ

سرونة
06/08/2012, 08:46 PM
أرّقَ عينى طارقٌ

أرّقَ عينى طارقٌ ***** يا ليتَهُ ما طَرقا
فبتُّ ليلي ساهراً ***** أرقبُ ذاك الفلقا
ملآنَ همّاً وشجاً ***** ولوعة ً وحُرَقا
كأنَّ ليلي موقَداً ***** بغيرِ نارٍ مُحْرَقا
ليلُ لديغٍ مُوجَعٍ ***** ما نَجعتْ فيه الرُّقى
أُغضي وكم أغضَى الفتى ***** على قذًى وأطرقا
وأكتُمُ الدَّمعَ وكمْ ***** جَرى دماً واسْتَبقا
لا صبرَ لى وكلّما ***** أمسكتُ صبراً مرقا
فى ليلة ٍ مرهوبة ٍ ***** نادمتُ فيها الأَرَقا
أنفقُ من دمعٍ ومنْ ***** أصابَ دمعاً أنفقا
وطال همّى وهوَ ما ***** طالَ عليَّ الغَسَقا
مِن نبأٍ أُنبِئْتُهُ ***** وددتُ أنْ لا يصدقا
شككت فيه خدعة ً ***** لمهجتي أو شَفقا
وطالما شكَّ امرؤٌ ***** في خُبْرِ ما تَحقَّقا
نعوا إلى َّ صاحباً ***** موافقا موفّقا
يخلصُ لى حيث ترى ***** في كلِّ صَفوٍ رَنَقا
فإنْ عرى خطبُ ردًى ***** فَدى بنفسي ووَفى
أو سلّ قومٌ فى وغًى ***** عنّى َ عضباً ذلقا
وإنْ يخنْ قومٌ وفى ***** أو كذّبونى صدقا
ماكنتُ فيه بامرئٍ ***** أخجل لمّا وثقا
وفارجٌ بالقول إذ ***** رأى مَقاماً ضيِّقا
كيفَ التَّلاقي واللّقا ***** ءُ بيننا " مشفٍ لقى " ؟
ودوننا حقفُ لوًى ***** يُفضي إلى دِعْصِ نَقا
فإنْ قطعتُ أبرقاً ***** وجدتُ دونى أبرقا
قد كنتَ فينا جَدِلاً ***** محقّقاً مدقّقا
مافاتك العلمُ ولا ***** ضللتَ فيه الطّرقا
لحقتَ ما طلبته ***** كم طالبٍ ما لحقا
وأيُّ ماشِ بينَ أثـ ***** كانَ لنا مرنَّقا
لهُ نسيمٌ أرِجٌ ***** يمسك منّا الرّمقا
لاتحرِمَنْ محرومَهُ ***** وارحمْ به من رزقا
ولا يغرّنك امرؤٌ ***** في قُلَّة ٍ تحَلَّقا
فإنَّه يهبطُ مِنْ ***** عليائها كما رقَى
يهوى الفتى طولَ البقا ***** وللفنا قد خُلقا
انظر إلى الدّهر فكم ***** فرّق منّا فرقا
أخلَقَ كلَّ جِدَّة ٍ ***** وهْوَ الذي ما أخلَقا
مُنْتضلاً سهامَهُ ***** تصيب منّا الحدقا
أَفنى اليمانين وقد ***** كانوا الجبالَ الشُّهَّقا
ومضرٌ جهَّزها ***** إلى المنايا حزقا
أسْمَنَهمْ ثمَّ انْتقى ***** عظامَهمْ واعْتَرَقا
واجتثّ من إعطائهمْ ***** من كان أعطى الورقا
من بعد أن كانوا على الـ ***** ـعافى بحوراً فهّقا
وقوَّدوا نحوَ طِلا ***** بِ العزّ جرداً سبّقا
واستمطروا يوم الوغا ***** من العوالى العلقا
فما نُلاقي منهُمُ ***** إلاَّ رميماً مخلقا
أيُّ نعيمٍ لم يزلْ ***** مجمّعاً ما افترقا ؟
سقاك ربّى رحمة ً ***** ورأفة ً إِذا سَقى
ولا يزلْ قبرٌ به ***** أنتَ مضيئاً مشرقا
وإنْ يصبه صيّبٌ ***** لاطَفَهُ ورقَّقا
فاذهبْ إلى القوم الألى ***** كنتَ بهمْ مُستوثِقا
وردْ ندى حوضهمُ ***** فى الحشر يوم المستقى
فلستُ مَعْ جاهِهمُ ***** عليك يوماً مشفقا

سرونة
06/08/2012, 08:46 PM
أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة

أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ ***** وعَجزًا أَراناهُ الزمانُ لقدرة ِ
وكم ذا رأينا والعجائبُ جمّة ٌ ***** زجاجة َ سعدٍ نحسَ ضخرة ِ
خذوها وإنْ لم تعلموا كيف أخذُها ***** ولا كيف جاءت نحوكُمْ إذْ ألمَّتِ
ولا تحسبوها في قنيص احتيالكم ***** فقد خَرجتْ عن أن تُنالَ بحيلة ِ
وعفَّتْ لكُمْ والمطلُ عنها بنَجْوة ٍ ***** ولم تأتكمْ كُرهاً ولا هي عنّتِ
ولم تكُ إلاّ مثلَ نُغْبَة ِ طائرٍ ***** وقبْسة ِ عَجلانٍ ولمحة ِ نظرة ِ
فلا تغمضوها نعمة ً إنْ تؤُمِّلَتْ ***** بعين الحِجا أَوْفَتْ على كلِّ نعمة ِ
وأَعطوا الّذي أعطاكُمْ فوقَ سَوْمِكمْ ***** رضاهُ ولا تُدنوا له دارَ سَخْطَة ِ
فإنّ الذي يكسو على العُريْ قادرٌ ***** ولا منية ٌ في الدّهر إلاّ كخيبة ِ
وقولوا لمن حاباكُمُ وأراكُمُ ***** بأنّكمُ نِلْتُمْ مُناها بمُنية ِ
أَلا هنَّ صُنعٌ من عزيزٍ مُقدِّرٍ ***** أَخوذٍ على أيدي الرّجالِ مُوقِّتِ
ولا تأمنوا أمراً بغير رَوِيَّة ٍ ***** لديهِ ولا "رأيٍ" عليه مُبَيَّتِ
وما هيَ إلاّ زلَّة ٌ من زمانِكمْ ***** فحتّى متى يأتي الزّمانُ بزِلّة ِ؟
وما كانَ ما قد كانَ عن سَببٍ لهُ ***** علمناهُ لكنَّ المقادير جُنّتِ
فإنْ وَفَتِ الأقدارُ عابثة ً لكمْ ***** فكَمْ من وفاءٍ بعدَهُ شرُّ غَدرة

سرونة
06/08/2012, 08:47 PM
علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ

علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ ***** مازال يقنع بالخيال الطارقِ
صدّتْ وقد نظرتْ سوادَ قرونها ***** عنّى وقد نظرتْ سواد مفارقى
وتعجّبتْ من جنحِ ليلٍ مظلمٍ ***** أنّى رمى فيه الزّمانُ بشارقِ ؟
وسوادِ رأسٍ كان ربعَ أحبّة ٍ ***** رجعَ المشيبُ به طلولَ مُفارقِ
ياهندُ إنْ أنكرتِ لونَ ذَوائبي ***** فكما عهدتِ علائقى وطرائقى
ووراءَ ما شنئتهُ عينك " ضلّة ً " ***** ما شئتِ من خلق " يسرّك " رائقِ
أوميضُ شيبٍ أم وميضُ بواترٍ ***** قَطَّعْنَ عند الغانياتِ علائقي
وكأنَّ طَلعة َ شَيبة ٍ في مَفْرقٍ ***** عند الغواني ضَربة ٌ من فالِقِ
ومُعيِّري شيبَ العِذار وما دَرى ***** أنَّ الشَّبابَ مطيَّة ٌ للفاسقِ
" ويقول : لو غيّرتَ منه لونه ؛ " ***** هيهات أبدلُ مؤمناً بمنافقِ
والشَّيبُ أملأ للصُّدور وإنْ نَبتْ ***** عن لونِه في الوجهِ عينُ الرَّامقِ
وإذا ليالي الأربعين تكاملتْ ***** للمرءِ فهْوَ إلى الرَّدى من حالقِ
ولقد صحوتُ " من الهوى " وسلوته ***** أيّامَ ريعان الشّباب مفارقى
وكَفَيتُ عُذَّالي فليس يشوقُني ***** مَن كان يوماً قبلَ ذلك شائقي
من بعد أن " أوضعتُ " فى سننِ الصّبا ***** وأخذتُ في اللّذّاتِ خَصْلَ السابِقِ
ومشيتُ ملتاثَ الإزارِ كأنّما ***** ساورتُ قهوة َ صابحٍ أو غابقِ
تنزو بى َ النشواتُ كلَّ عشيّة ٍ ***** نزوَ الجنادب فى متونِ حدائقِ
وأخٍ رميتُ إخاءه لمّا نبتْ ***** أخلاقهُ عنّى بفرقة ِ طالقِ
وتركتُه لمّا وجدتُ أديمَه ***** متفرِّياً من قبلِ فَرْيِ الخالِقِ
يرمى إلى َّ وقد ملأتُ ضميره ***** نَدَماً على ما فاتَ لَحْظَ مُسارِقِ
وأنا الذى علمتْ نزارٌ كلّها ***** من بيتها فى رأسِ أرعنَ شاهقِ
وإِذا تتابَعتِ السِّنون فلن تَرى ***** أستارنا مسدولة ً من طارِقِ
وتَرى على كَلَبِ الزَّمانِ جِفانَنا ***** وتعاقُبِ الأضيافِ جِدَّ فَواهقِ
وتخالُ طالعة َ الكواكبِ وَسْطَها ***** قد منطقتْ من نظمها بمناطقِ
وإذا تشاجرت الرّماحُ رأيتنى ***** رحبَ الخطا فى المأزقِ المتضايقِ
وعليَّ من نَسْجِ الأسنَّة ِ نَثْلَة ٌ ***** وعلى كماة ِ الرّوعِ نسجُ يلامقِ
في ظهر سابقة ٍ تَفيءُ عروقُها ***** يومَ الجِراءِ إلى الوَجيهِ ولاحِقِ
وإذا جَرتْ فالبرقُ ليس بمسرعٍ ***** إيماضُهُ والطَّرْفُ ليس بسابقِ
أنمى إلى بيت العلا من هاشمٍ ***** من ذلك الأصلِ الأشمِّ الباسقِ
قومٌ إذا حمى َ الحديدُ عليهمُ ***** يردون أودية َ النّجيعِ الدّافقِ
وإذا هَوَوْا من نجدة ٍ في خُطة ٍ ***** لم يَثْنِهمْ عنها نعيقُ النّاعقِ
وهُمُ غيوثُ صنائعٍ ومجاوعٍ ***** وهمُ ليوثُ مواقفٍ ومآزقِ
وهمُ صدورُ محافلٍ ومجالسٍ ***** وهم بدور مواكبٍ وفيالق
من مبلغٌ عنّى بنى جشمٍ وإنْ ***** كانوا على حكمِ الزّمانِ أصادقى ؟
كم فى صدوركمُ لنا من إحنة ٍ ***** برزتْ فموَّهَهَا لسانُ الناطقِ
" ولكمْ لكمْ بشرٌ تكشّف " غبّه ***** عن شرِّ عاقبة ٍ كخُلَّبِ بارقِ
ومتى أُصِخْ سمعاً لرجعِ جوابِكمْ ***** فإلى كلامِ مواربٍ ومماذقِ
إنّي مَرَيْتُكُمُ فكنتُ كمن مَرَى ***** " جدّاء " لا تسخو بدرّة ِ حالقِ
مافي عهودكُمُ وإنْ وثَّقتُمُ ***** شطنٌ تعلّقهُ يمينُ الواثقِ
والجارُ بينَ بيوتِكمْ كَثِبٌ على الْـ ***** ـأعداءِ نَصْبَ جوائحٍ وبوائقِ
يسرى إليه ضراركم وخصصتمُ ***** مِن دونه بمنافعٍ ومرافقِ
ومتى تَفَكَّر في عطائِكمُ امرؤٌ ***** لم يدرِ، أسخطَه قضاءُ الرّازقِ
ودَرى بأنَّ النُّجحَ ليس لعاقلٍ ***** فينا وأنَّ الحظَّ حظُّ المائقِ

سرونة
06/08/2012, 08:51 PM
قف بالدّيارِ المقفراتِ

قف بالدّيارِ المقفراتِ ***** لعبتْ بها أيدي الشَّتاتِ
فكأنهنّ هَشائِمٌ ***** بمرور هُوجِ العاصفاتِ
فإذا سألتَ فليس تسـ ***** ـألُ غيرَ صُمِّ صامتاتِ
خُرْسٍ يُخَلْن من السّكو ***** تِ بهنّ هام المصغياتِ
عُجْ بالمطايا النَّاحلا ***** تِ على الرسومِ الماحلاتِ
الدّارساتِ الفانيا ***** تِ شَبيهة ً بالباقياتِ
واسألْ عنِ القتلى الأُلَى ***** طُرِحوا على شَطِّ الفراتِ
شُعْثٌ لهمْ جُمَمٌ عَصَيْـ ***** ـنَ على أكفّ الماشطاتِ
وعُهودُهنَّ بعيدة ٌ ***** بدهانِ أيدٍ داهناتِ
نسج الزّمانُ بهمْ سرا ***** بيلاً بحوك الرّامساتِ
تُطوى وتُحمى عنهُمُ ***** محواً بهطلِ المُعْصراتِ
فهمُ لأيدٍ كاسيا ***** تٍ تارة ً أو مُعْرَياتِ
ولهمْ أكفٌّ ناضرا ***** تٌ بين صُمٍّ يابساتِ
ما كنَّ إلاَّ بالعطا ***** يا والمَنايا جارياتِ
كمْثمَ من مُهَجٍ سَقيـ ***** ـنَ الحتفَ للقومِ السَّراة
ومثقّفٍ مثلِ القنا ***** ة ِ أتَى المنيَّة َ بالقناة
ومُرهَفٍ ساقتْ إليـ ***** ـهِ ردًى شفارُ المُرهَفاتِ
كرهوا الفرار وهم على ***** "أقتادِ نُجْبٍ" ناجياتِ
يَطويْنَ طيَّ الأتْحَميِّ ***** لهنَّ أجوازَ الفلاتِ
وتيقّنوا أنّ الحيا ***** ة َ معَ المذلَّة ِ كالمماتِ
ورزيَّة ٍ للدِّينِ ليـ ***** ـست كالرزايا الماضياتِ
تَركتْ لنا منها الشَّوَى ***** ومَضتْ بما تحتَ الشَّواة ِ
يا آل أحمدَ والذيّـ ***** ـنَ غداً بحُبِّهُمُ نجاتي
ومنيَّتي في نَصرِهمْ ***** أشْهَى إليَّ منَ الحياة
حتى متى أنتم على ***** صَهَواتِ حُدْبٍ شامِصاتِ؟
وحقوقُكمْ دونَ البريْـ ***** ـة ِ في أكفٍّ عاصياتِ
وسروبُكمْ مذعورة ٌ ***** وأديمُكمْ للفارياتِ
ووليّكمْ يُضحي ويُمـ ***** ـسي في أمورٍ مُعضلاتِ
يُلوى وقد خبط الظّلا ***** مَ على الّليالي المُقْمراتِ
فإذا اشتكَى فإلى قُلو ***** بٍ لاهياتٍ ساهياتِ
وإلى عصائبَ ساريا ***** تٍ في الدَّآدي عاشياتِ
غَرثانَ إلا مِن جوًى ***** عُريانَ إلاّ من أذاة ِ
وإذا اسْتَمدَّ فمن أكفْ ***** فٍ بالعَطايا باخِلاتِ
وإذا استعانَ على خُطو ***** بٍ أو كروبٍ كارثاتِ
فبكلِّ مغلولِ اليدَيْـ ***** ـنِ هناكَ مفلول الشَّباة ِ
قل للأُلى حادوا وقد ***** ضلُّوا الطَّريقَ عنِ الهُداة ِ
وسَرَوا على شُعَبِ الرّكا ***** ئبِ في الفلاة ِ بلا حُداة ِ
نامتْ عيونُكمُ ولـ ***** ـكنْ عن عيونٍ ساهراتِ
وظننتُمُ طولَ المدَى ***** يمحو القلوب من التِراتِ
هَيهاتَ إنَّ الضِّغنَ تُو ***** قِدُهُُث اللّيالي بالغداة ِ
لا تأمنوا غضّ النّوا ***** ظرِ من قلوبٍ مُرصِداتِ
إنَّ السُّيوفَ المُعْرَيا ***** تِ من السّيوف المُغمَداتِ
والمقلاتِ المُعْييا ***** تِ من الأمورِ الهنيّاتِ
والمُصْمياتِ منَ المقا ***** تِلِ هنّ نفسُ المخطئاتِ
وكأنَّني بالكُمْتِ تَرْدي ***** في البسيطة ِ بالكماة ِ
وبكلِّ مِقدامٍ على الـ ***** ـأَهوالِ مرهوبِ الشَّذاة ِ
قريمٍ فلا شِبعٌ له ***** إلاَّ بأرواحِ العُداة ِ
وكأنّهُ متنمّراً ***** صَقْرٌ تشرَّفَ مِن عَلاة ِ
والرّمح يفتق كلَّ نجـ ***** ـلاءِ كأردانِ الفتاة ِ
تَهمي نَجيعًا كاللُّغا ***** مِ على شُدوقِ اليَعْمَلاتِ
تُؤسي ولكنْ كَلْمُها ***** أبدًا يبرِّحُ بالأُساة ِ
حتى يعود الحقُّ يَقْـ ***** ظانًا لنا بعدَ السِّناتِ
ولكمْ أتى من فُرجَة ٍ ***** قد كان يُحسب غير آتِ
يا صاحبي في يوم ع ***** شوراءَ والحَدِبِ المواتي
لا تسقني بالله فيـ ***** ـهِ سوى دموعِ الباكياتِ
ما ذاك يوماً صيّباً ***** فاسمحْ لنا بالصيِّبات
وإذا ثَكِلْتَ فلا تَزُرْ ***** إلاَّ ديارَ الثّاكِلاتِ
وتنحَّ في يومِ المصيـ ***** ـبة ِ عن قلوبٍ سالياتِ
ومتى سمعتَ فمنْ عَويـ ***** ـلٍ للنّساء المُعولاتِ
وتَداوَ من حُزْنٍ بقلـ ***** ـبِكَ بالمَراثي المحزناتِ
لا عُطّلتْ تلك الحفا ***** ئرُ من سلامٍ أو صلاة ِ
وسُقينَ من وكْفِ التَّحْيـ ***** ـيَة ِ عن وَكيفِ السّارياتِ
ونُفِحْنَ من عَبَقِ الجِنا ***** نِ أريجُهُ بالذَّاكياتِ
فلقد طَوَيْنَ شُموسَنا ***** وبُدورنا في المشكلاتِ

سرونة
06/08/2012, 11:00 PM
هل العزُّ إلاّ فى متونِ السّوابقِ

هل العزُّ إلاّ فى متونِ السّوابقِ ***** تصرّفها قدماً حماة ُ الحقائقِ ؟
وما أربى إلاّ لقاءُ عصابة ٍ ***** ذَوي مُهَجاتٍ ما حَلَوْنَ لذائقِ
يسودُ فتاهمْ لم يُوَفَّ شبابُهُ ***** ويُدعَى إلى الجُلَّى ولمَّا يراهِقِ
صفحتُ عن الأهواءِ إلاَّ ارتياحة ً ***** تَعارَضُ من قلبٍ إِلى المجد تائقِ
أنقّبُ إلاَّ عن عضيهة ِ صاحبٍ ***** وأسأل إلاَّ عن خدور العواتقِ
أَتُستَلَبُ الأيَّامُ لم يروِ غُلَّتي ***** دراكُ طعانٍ فى صدور الفيالقِ ؟
ولم ترَ خيلى شرّعاً فى كتيبة ٍ ***** تغيّبُ أشخاصَ الجبال الشّواهقِ
ولو شئتُ والحاجاتُ منِّي قريبة ٌ ***** منعتُ بياضَ الشيبِ أخذَ مفارقي
سقطتُ وراءَ الحزمِ إِنْ لم أَشُنَّه ***** على الجَوْرِ يوماً مُستطيرَ البوائقِ
" مليئاً " بتشييد المعالى إذا مضى ***** أقامَ بِناهُ في بطونِ المهارِقِ
تخوّفنى الخرقاءُ أوبة َ خائفٍ ***** " وما الحزمُ سلطاناً " على كلّ عائقِ
لحَا اللَّهُ أحداثَ الزَّمان فإنَّها ***** ركائبُ لم تُسنَدْ إِلى حفظِ سائقِ
رأيتُ اضطرابَ المرء والجدُّ عاثرٌ ***** كما اضطرب المخنوق فى حبل خانقِ
وما نَقَصَ المقدور من حظِّ عاقلٍ ***** بقدر الذى أسناه من حظّ مائقِ
خليلى َّ مالى لا أعافُ مجانباً ***** فأصرِمَه إِلا بهجو موافقِ
ألا جنّبانى ما نبا بخلائقى ***** وحسبُكما ما كانَ وَفْقَ خلائقي
ولا تَسألا عن خبرة ٍ باتَ علمُها ***** يصدّع ما بينى وبين الأصادقِ
أرانى متى جرّبتُ ودَّ مواصلٍ ***** تقارب سعيى فى اتّباعِ مفارقِ
يخالسنى هذا العلاءَ معاشرٌ ***** ولكنَّ قولاً يُهتدَى غيرُ صادقِ
ولمّا بدا لي الكاشحون فصرَّحوا ***** تمنَّيتُ أيّامَ العدوِّ المنافقِ
بنى عمّنا لا تبعثوها ذميمة ً ***** تقرّب صفوَ الكأس من كفّ ماذقِ
أضنّاً بتأثيل المودّة ِ بيننا ***** وبَذْلاً لتقطيعِ القورى والعلائقِ
وفينا على تلك الهناتِ وأعرضتْ ***** طرائقنا عن بعض تلك الطَّرائقِ
وما بدلتْ منّا الولاية ُ شيمة ً ***** لناءٍ بعيدٍ أو قريبٍ ملاصقِ
وقد كان فيما كان خِرقٌ لنافذٍ ***** وسومٌ لمستامٍ وقولٌ لناطقِ
وهمٌّ كتكرارِ الملامِ شباتهُ ***** تغلغلُ فى قلبٍ قليل المرافقِ
يطوّحنى فى كلّ عرضِ تنوفة ٍ ***** ويقذفُني من حالقٍ بعدَ حالقِ
وبين وجيفِ اليعملاتِ ووخدها ***** بلوغٌ لباغٍ أو سلوٌّ لعاشقِ
أما وأبى الفتيانِ ما التثتُ فيهمُ ***** وقد " جزعوا بالعيسِ " هولَ السّمالقِ
ولمّا رفعناهُنَّ من جوِّ ثَهَمدٍ ***** يُعارضْنَ أصواتَ الحَصا بالشّقاشقِ
بدأْنَ السُّرى واللَّيلُ لم يَقْنَ لونُهُ ***** وقد شحبتْ منه وجوه المشارقِ
إِلى أنْ تَبدَّى الصُّبحُ يجلو سوادَه ***** فلم يبق منه غيرُ ثوبٍ شبارقِ
ولولا ابنُ موسى ما اهتدين لطيّهِ ***** ولو وصلتْ أبصارها بالبوارقِ
فَتى ً لا يُجِمُّ المالَ إِلاّ لمَغْرَمٍ ***** ولا يستعدُّ الزّادَ إلاّ لطارقِ
تجاوزَ آمالَ العُفاة ِ وأشرفتْ ***** يداه على فيض الغيوث الدّوافق
إذا همّ لم يسترجع الرّيثُ همّهُ ***** ولم تعترضْ حاجاته بالعوائقِ
يحيطُ بأقطارِ الأمورِ إذا سَعى ***** وكم طالبٍ أعجازها غيرُ لاحقِ
وما ضلّ وجهُ الرّأى عنه وإنّما ***** تقاضاه من وجه الظّنونِ الصّوادقِ
وقد ساورته النّائباتُ فأقشعتْ ***** وما حَظِيَتْ إلاّ بنَهْلَة ِ شارقِ
لك الفَعَلاتُ البيضُ ماغُضَّ فضلُها ***** بتالٍ ولم تُغلَبْ علها بسابقِ
تفرَّدْتَ في إبداعِها، واتَّباعُها ***** يفوتُ إذا رامته طولُ الحزائقِ
معالمُ تستعصي الثّناءَ وتَنْتمي ***** إلى شَرَفٍ فوقَ السِّماكين سامقِ
ولمّا رأى الأعداءُ سِلْمَكَ مَغْنَماً ***** خرقتَ لَهمْ بالحربِ سُحْبَ الصَّواعقِ
ضرابٌ كشقّ الثّاكلاتِ جيوبها ***** وطعنٌ كأفواه المزادِ الفواهقِ
بكلّ فتًى يغشى الهياجَ وصدره ***** فسيحُ النَّواحي بينَ تلك المضائقِ
فإنْ هربوا أهدوا عيوباً لعائبٍ ***** وإنْ أقدموا أهدَوْا رؤوساً لفالقِ
يَهابُ الرَّدى مَن لم تُعِرْه صَرامة ً ***** وجأشاً على خوض الرّدى غير خافقِ
ومازلتَ والحالاتُ شتى َّ بأهلها ***** هلالَ نديٍّ أو غمامة َ بارقِ
أبى العيدُ إلاّ أن يعود صباحه ***** كما عادَ موموقٌ إلى قربِ وامقِ
ولَلْيَومُ ما تَلْقَى المطايا مُشِيحة ً ***** تَقَلْقَلُ في أكوارِها والنَّمارقِ
بركبٍ أراق السّير ماءَ وجوههمْ ***** ولوّحها تهجيرهمْ فى الودائقِ
وماهوَ إلاَّ نازلٌ طلبَ القِرَى ***** فعقِّرْ له بالبِيضِ حُمْرَ الأيانقِ

سرونة
06/08/2012, 11:01 PM
شعإذا شئتَ أنْ تَلقى الهوانَ فلُذْ بمن

شعإذا شئتَ أنْ تَلقى الهوانَ فلُذْ بمن ***** يُرَجَّى لنفعٍ أو لدفعِ مَضَرَّة ِ
فهامُ الرِّجالِ الآنفينَ عزيزة ٌ ***** وإنْ حُمِّلتْ مَنًّا لذي المنِّ ذَلَّتِ
وعدِّ عنِ الأطماعِ فَهْيَ مَذلَّة ٌ ***** ولو خالطتْ شُمَّ الجبالِ لخرَّتِ
فويلٌ انفسٍ حُلِّئَتْ عن مرامها ***** وويلٌ لنفسٍ أعطيتْ ما تمنَّتِ
وليس بخافٍ قبحُ حرصٍ على غنًى ***** ولكنْ عقولٌ بالضّراعة ِ جُنّتِ

سرونة
06/08/2012, 11:02 PM
ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ

ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ ***** أخدع القلبَ بادّكار التّلاقى
وأطفّى بالدّمعِ نارَ غرامٍ ***** كان عَوناً لها على الإحراقِ
مائلاً بينَ نهضة ٍ ومَقامٍ ***** حاكماً بينَ سلوة ِ واشتياقِ
أذكرُ الشّوقَ بالصّدود " ليخفى " ***** وأدارى الّلحاظَ بالإطراقِ
كلُّ شيءٍ أدنى إليَّ من الصَّبـ ***** ـرِ وصبرُ المشوقِ عينُ النِّفاقِ
يا خليليَّ من ذؤابة ِ قَيْسٍ ***** فى التّصابى رياضة ُ الأخلاقِ
غنّيانى بذكرهمْ تطربانى ***** واسقياني دمعي بكأسٍ دِهاقِ
وخذا النّومَ " من " جفونى فإنّى ***** قد خلعتُ الكرى على العشّاقِ
واسألا لي الشِّمالَ عن نَشْرِ أرضٍ ***** كنتُ أُحْيي بطيبهِ أرماقي
إنَّها إنْ مشَتْ بوادي الخُزامى ***** صنعتْ فيه صنعة َ السّرّاقِ
لي زمانٌ ظامٍ إِلى ماءِ وجهي ***** يَمْتَرِيهِ بكلِّ ما إملاقِ
يتمنّى بسطى يمينى ليستمـ ***** طرفيها عزالى َ الأرزاقِ
دون ما رامه جماحُ أبى ٍّ ***** شمّرى ِّ الجنانِ مرِّ المذاقِ
تتنَاهى عنه الخطوبُ إذا ما ***** عانقتْ كفه نحورَ العتاقِ
قد تمرّستُ بالّليالى فحسبى ***** ما أرى لى فى ودّها من خلاقِ
لِفَناها أَقوى ذَريعة ِ عُسْرٍ ***** وبلوغُ المُرادِ بالإخفاقِ
كم مقامٍ ملأتُ فيه فمَ الصُّبْـ ***** ـحِ بجيشٍ عرمرمٍ غيداقِ
سترَ الجوَّ بالعجاجِ فعينُ الـ***** شمسِ مَطْرُوفة ٌ عن الإشراقِ
في رجالٍ يسابقون ظُباهُمْ ***** عند وثباتها إلى الأعناقِ
كلُّ غَضٍّ يَرى المنايا حياة ً ***** والعوالى إلى المعالى مراقِ
قد سحبتُ القنا بكلِّ طريقٍ ***** " سئم السّيرَ فيه صبرُ النّياقِ "
أنا تِرْبُ الظُّبا رفيقُ العَوالي ***** حربُ هذي الطُّلى عدوُّ التَّراقي
فالقيانى الرّدى فإنّى رداهُ ***** وازجرا بى النّجومَ فى الآفاقِ
وإلى أحمدّ الّذى ظلّ عودُ الـ ***** ـمجدِ لمّا استهلَّ في إيراقِ
جذبتنى " وسائلٌ " للعلا فيـ ***** ـه غرامي لأَسْرها في وَثاقِ
لبستْ منه حليها فاستهامتْ ***** بالتحلّى به عن الأحداقِ
ذاك مُوهى عِقْدِ الخطابِ إذا ما اعْـ ***** ـتلجَ القولُ فى لها المسلاقِ
رابطُ الجَأْشِ في جليلِ الرَّزايا ***** شاردُ الفِكْرِ في المعاني الدِّقاقِ
لستُ أرضَى بأنْ أقولَ: هو البَدْ ***** رُ ومُذْ تَمَّ لم يُصَبْ بمحاقِ
فتّ " بالبرّ " بالمعالى بينها ***** فانظرنْ هل ترى لهمْ من لحاقِ ؟
"كنتُ " أقضى على الورى بخلاف الـ ***** ـمجدِ حتّى قيّدتَ من إطلاقى
كيف لا أجتنى له ثمر المد ***** ـيَ فأُغْنَى عنِ المواضي الرِّقاقِ
" واقفٌ " عنده جوادُ سباقى ***** وإلى هذه المعالي سِباقي
لستُ أسخو لكلّ شخصٍ بلحظى ***** ولوَ أنَّ القَتاد في آماقي
ولَباعي غالٍ على كلِّ جِيدٍ ***** ليس إلاّ لقدر رمحى عناقى
جاءك العيدُ ضامناً رِيَّ آما ***** لك من مَنْهَلٍ له رَقْراقِ
فالقه بالمنى وناشده شعرى ***** تجدَنْهُ إليه بالأشواقِ
واشفِقَنْ عن ضميرِه تُلْفِ حبِّي ***** رافلاً بين خِلْبِهِ والصِّفاقِ
لا اطمأنَّ الرَّدى إليك ولا زِلْـ ***** ـتَ تَلَقَّى جماعة ً بفراقِ
وأطاعَ الزَّمانُ فيك المعالي ***** فاللّيالي معروفة ٌ بالشِّقاقِ

سرونة
06/08/2012, 11:02 PM
عثرتُ ولولا انتياشُ الإلهِ

عثرتُ ولولا انتياشُ الإلهِ ***** لكنتُ صريعَ رَدَى عَثْرتي
وأخرجني اللهُ من قعرها ***** وقد كنتُ صرتُ إلى اللُّجّة ِ
على حينَ ساءَتْ بنفسي الظُّنونُ ***** وأشرفْتُ منها على الخُطَّة ِ
وكانَ العِدَى يبصرونَ الّذي ***** تصوّره لهمُ بِغضَتي
ولمَّا كفاني الّذي خِفتُهُ ***** وقد كنتُ في وسطِ الخيفة ِ
أتاني بقدرتهِ آية ً ***** علمتُ بها سَعَة َ القدرة ِ
فيا رافعاً بي مُنعماً ***** عليَّ بما لم تنلْ مُنيتي!
ويامن رغبتًُ إلى نصرِهِ ***** فما ردَّني عنهُ بالخَيبة ِ
ويا عاصمًا لي منَ الموبقاتِ ***** وما كنتُ أطمعُ في عصمتي!
ويا مُعطيًا فوقَ ما أَبتغي ***** بلا طَلَبٍ وبلا بُغية ِ!
ويا فارجًا ظُلُماتِ الخطوبِ ***** وليس سَبيلٌ إلى الفُرجَة ِ
شكرتُك لا بالغاً ما مننتَ ***** ولكنْ بلغتُ مدى مُنْيتي
وما ليَ شكرٌ ولا أَهتدي ***** إليهِ على قَدَرِ النِّعمة ِ

سرونة
06/08/2012, 11:02 PM
يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ

يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ ***** أعزز على َّ بأنّنا لا نلتقى
دخلَ الزَّمانُ كما كرِهنا بيننا ***** ورمَى اجتماعاً بيننا بتفرُّقِ
ووددتُ لمّا قلتُ قد فارقته ***** تحت الجنادل أنّنى لم أصدقِ
وطرحْتُهُ مُتَسربلاً نَسْجَ الثَّرى ***** في قعرِ مُسودِّ الجوانبِ ضيِّقِ
وفعلتُ فيه وإنّنى شفقٌ به ***** لمّا يئستُ فِعالَ غيرِ المشفقِ
ورجعتُ عنه كأنَّني لم ألقَهُ ***** وكأنَّني بنسيمهِ لم أعْبَقِ
أبكي وليس يردُّ مَيْتاً ماضياً ***** جَزَعي عليه ولا طويلُ تحرُّقي
وسَرقتُه مِنْ بينِ مَنْ حُرِّمتُه ***** ففقدته فوددتُ أنْ لم أسرقِ
أينَ الذين بَنَوا رفيعاتِ البُنَى ***** مِن بارقٍ وسَدِيرِهِ وخَوَرْنَقِ
ومن ابتنى الهرمين ثمّ علاهما ***** بالعَصْب والدِّيباج والإستبرقِ
أم أينَ مَن أعلى بُنَى إيوانِهِ ***** عزّاً كنجمٍ في السّماءِ محلِّقِ
وتَرى اللّيالي بُكرة ً وعشيَّة ً ***** خَضِلَ الأصائلِ منه غضَّ الرَّونَقِ
كانت تفتّحُ للثّرا أبوابه ***** فثناه مصرعه ببابٍ مغلقِ
ولكمْ توسّد فى القلالِ نمارقاً ***** فالآنَ نُوسدُه صَعيدَ الأبرقِ
ومتوّجٍ بمرصّعٍ من عسجدٍ ***** بُوغاؤه في اللحْدِ تاجُ المَفْرَقِ
تهتزّ " فوق " شواته فى حفرة ٍ ***** من بعد ألوية ٍ غصونُ العشرقِ
سَوَّى الرَّدَى بينَ الرِّجالِ فباسلٌ ***** كمجبّنٍ ومموّلٍ كالمملقِ
وإذا مَضَوا حِزَقاً إلى حُكمِ البِلى ***** نُبذوا إلى كَفَّيْ سَفيهٍ أَخْرَقِ
فجلودهمْ ببنانِ كلِّ ممزّقٍ ***** وعظامهمْ فى ما ضغى ْ متعرّقِ
كانوا الحلولَ بكلِ قصرٍ شاهقٍ ***** فهمُ الحلولُ بكلّ قفرٍ سملقِ
وكأنَّ فارسَهمْ لِطْرِفٍ ماعلا ***** وخطيبهمْ فى محفلٍ لم ينطقِ
قُل للذي كنزَ الكنوزَ لغيره ***** جهلاً وجمّع ماله لمفرّقِ
إنْ كنتَ ما أنفقته ضنّاً به ***** أَضحى برغمك في أناملِ مُنفِقِ
وإذا البخيلُ حمى لضنٍّ نفسه ***** من رزقه فكأنّه لم يرزقِ
ونَعى إليَّ السُّمسميَّ مُخَبِّرٌ ***** فوددتُ أنّ لسانه لم يخلقِ
وجهدتُ كلَّ الجهدِ وهو محقّقٌ ***** لمقاله أنْ كان غيرَ محقّقِ
فبليتُ من نجواهُ لا ناجى بها ***** بمسَّهدٍ طولَ الدُّجَى ومؤرَّقِ
وسلبتُ منه كلَّ خلقٍ معجبٍ ***** وفَقدتُ منه كلَّ شيءٍ مُونِقِ
وطلبتُه بينَ الرِّجالِ فلم يكنْ ***** ولربَّ مطلوبٍ بِنا لم يلحقِ
وكأنَّني من بعدهِ ذو قَفْرة ٍ ***** صَفِرَتْ إداوتُهُ كليلُ الأينُقِ
ولقد مَحا آدابَه وعلومَه ***** منّا الرّدى بالرّغمِ محوَ المهرقِ
فكأنّنا لكلامه لم نستمعْ ***** وكأنّنا لعبيره لم ننشقِ
ولوِ الرَّدى ممّا يدافعُه الفتى ***** لدفعتُ عنه بكلِّ غالٍ أرْوَقِ
وبكلِّ خوَّارِ المهزَّة ِ باترٍ ***** عضبٍ رقيقَ الشّفرتين مذلّقِ
وحطمتُ فى رداك أسنّة ً ***** فوق الجياد الضّمّراتِ السّبّقِ
حتّى ألفَّ مثلّماً بمثلّمٍ ***** ومنَ الوشيج مدقَّقاً بمدقَّقِ
في غُلْمَة ٍ مُتَسرِّعينَ إلى الرَّدَى ***** متهجّمين على المقامِ الضيّقِ
من كلّ وضّاح الجبين كأنّه ***** قمرٌ وممتدِّ القناة ِ عَشَتَّقِ
مُتزاحمين فَمنْسِرٌ في مَنْسِرٍ ***** أو فَيْلقٍ بضرابه في فَيلقِ
لم يشربوا إلاّ كؤوسَ قِسِيِّهِمْ ***** أو يَطْعموا إلاّ لحومَ المأْزقِ
لِقناهُمُ بينَ الأضالعِ في الوغَى ***** زَجَلٌ ولا زجلُ الأَباءِ المُحْرَقِ
وإذا همُ طعنوا تريبَ مجرّدٍ ***** أَضحى بنسجِ نَقيعهِ في فَيلقِ
وصَحبتني وأنا امرؤٌ متدرِّعٌ ***** درعَ الشّبابِ وبردة ً لم تخلقِ
لم تُمحَ مِنّي جِدَّتي ونَضارتي ***** كلاّ ولا نضبتْ غضارة ُ رونقى
جادتْ عليك سحائبٌ مُنهلَّة ٌ ***** من كلِّ منفتِقِ الكُلى مُتخرِّقِ
صخبِ الرّعودِ له زماجرُ أخجلتْ ***** باللّيلِ زمجرة َ الهزبرِ المحنقِ
وكأنّه متراكماً صمٌّ هوتْ ***** من شاهقٍ أو جِلّة ٌ من دَرْدَقِ
وسقاكَ ربُّك ليس ما يَسقي بهِ ***** بمصرّدٍ كلاّ ولا بمرّنقِ
ورثيتُ منك أخا فضائلَ لم تزلْ ***** كالشّمسِ أو كالكوكبِ المتألّقِ
عجزتْ يدي عن أن تَبَرَّكَ ميِّتاً ***** فخذِ المبرَّة َ كلَّها من مَنطقي

سرونة
06/08/2012, 11:03 PM
يقولون: قد قرَّتْ ولم تبقَ نزوة ٌ

يقولون: قد قرَّتْ ولم تبقَ نزوة ٌ ***** فقلتُ: أرى في طيِّها نَزَواتِ
فلا تَجمعوا في يومِكمْ شملَ معشرٍ ***** يكونُ غداً ياقومُ طوعَ شتاتِ
وما المُهْمِلُ المغرورُ إلاّ الَّذي يُرى ***** نَؤومَ الدّجى عن طالبٍ لتِرابِ
حفيّاً بتزويق اللّسانِ مُنمِّقاً ***** ولكنّه عن أنفسٍ كَدِراتِ

سرونة
06/08/2012, 11:03 PM
ما كان يومك يا أبا إسحاقِ

ما كان يومك يا أبا إسحاقِ ***** إلاّ وداعى للمنى وفراقى
وأشدَّ ماكانَ الفراقُ على الفتى ***** ماكانَ موصولاً بغيرِ تلاقِ
ولقد أتانى من مصابك طارقٌ ***** لكنَّهُ ما كانَ كالطرَّاقِ
فالنّارُ يوقدُها الأسَى في أضلُعي ***** لا للصِّلى والماءُ من آماقي
ما كان للعينين قبلك بالبكا ***** عهدٌ ولا الجَنْبينِ بالإقلاقِ
وأطقتُ حملَ النّائباتِ ولم يكنْ ***** ثِقْلٌ برُزئِك بيننا بمطاقِ
لولا حمامك ما اهتدى همٌّ إلى ***** قلبي ولا نارٌ إلى إحراقي
وسلبتُ منك أجلَّ شطرى ْ عيشتى ***** وفجعتُ منك بأنفسِ الأعلاقِ
وقذيتُ فى قلبى بفقدك والقذى ***** فى القلبِ ينسينا قذاة َ الماقِ
لمّا رأيتُك فوقَ صهوة ِ شَرْجَعٍ ***** بيدٍ المنايا أظلمتْ آفاقي
وكأنَّني من بعدِ ثُكلك ذُو يدٍ ***** جذّاءَ أو غصنٌ بلا أوراقِ
أو راكبٌ فى القفر دفّى ْ جسرة ٍ ***** غرثى بلا شثٍّ ولا طبّاقِ
إنِّي عليك لما ذهبتَ لموجَعٌ ***** وإليك لمّا غبتَ بالأشواقِ
يا نافعى والجلدُ منّى ضيّقٌ ***** برزِيَّتي أَلاَّ يَضيقَ نِطاقي
كم من ليالٍ لى قصارٍ بعده ***** طُوِّلْنَ بالإٍيجاعِ والإيراقِ
ولو افتُدِيتَ فداكَ بادرة َ الرَّدى الْـ ***** ـأقوامُ بالمهجاتِ والأحداقِ
وبكلِّ مُمتلىء الضُّلوعِ بسالة ً ***** هادٍ إلى طرقِ الهدى سبّاقِ
تهمى دماً من كفّه سحبُ الوغى ***** من غيرِ إرعادٍ ولا إِبراقِ
وتراه يهوى فى التّراب إلى ظباً ***** مسلولة ٍ وإلى ظهورِ عتاقِ
وإلى سِنانٍ فوقَ هامة ِ ذابلٍ ***** هتّاكِ كلِّ تربية ٍ خرّاقِ
أينَ الرِّجالُ المالكو رِبَقِ الورَى ***** والمُرْتقون إلى أعزِّ مراقِ
والطّاردون بجودهمْ وعطائهمْ ***** فى المملقين عوادى َ الإملاقِ
ولهمْ أكفٌّ ما تولّتْ وحدها ***** فى النّاسِ إلاّ قسمة َ الأرزاقِ
وإذا همُ لبسوا المحاسنَ أهونوا ***** ـآدابِ من أهلي وبالأخلاقِ
سِيقوا إلى حُفَرِ القَواءِ كأنَّهمْ ***** ذَوْدٌ تُصرِّفُه يدا سَوّاقِ
وتطارحوا في قعر مظلمة ِ الهُوَى ***** محجوبة ِ الإصباحِ والإشراقِ
واستنزلوا عن كلّ شاهقة ِ البنا ***** من حيث لا ترقى أخامصُ راقِ
فهمُ وقد كان الفضاءَ محلّهمْ ***** ما بين أطباقٍ وفى أعماقِ
ماذا الغرورُ من الزّمان بكاذبٍ ***** نَغْلِ المودَّة ِ في الهوى مَلاَّقِ
فى كلّ يومٍ ينثنى عنه الّذى ***** يرجوه مملوءًا من الإخفاقِ
وإذا مددتُ إِلى الزَّمانِ أنامِلي ***** وشَددتُ في أسْرِ الطِّماعِ وَثاقي
فالأمرُ موكولٌ إلى متجرّمٍ ***** والعظمُ مرمى ٌّ إلى عرّاقِ
ما إنْ وَنَتْ سَكَناتُ قلبك بُرهة ً ***** فيه بساعة ِ جأشِك الخفّاقِ
ومنَ البليَّة ِ أنَّنا كَلِفون مِنْ ***** هذي الحياة ِ بمِنْكَحٍ مِطْلاقِ
فى كلّ يومٍ نرتوى من شرّها ***** مائين من حَذَرٍ ومن إشفاقِ
وأنا الأسيرُ لها فمن هذا الذي ***** يسعى إلى الأيَّامِ في إطلاقي
ومودَّة ٌ بينَ الرّجالِ تضمُّهمْ ***** وتلفُّهمْ خيرٌ منَ الأعراقِ
مَن ذا نَضا عنّا شعارَ جمالنا ***** ورمى هلالَ سمائنا بمحاقِ ؟
من ذا لوانا والصّدا علقٌ بنا ***** عن وردِ ذاك المنهلِ الرّقراقِ ؟
فلئنْ خرِستَ عن البيانِ فطالما ***** حكّمتَ أنّى شئتَ بالإنطاقِ
ولئنْ منعت عن البراحِ فبعد ما ***** جوَّلتَ أو طوَّفتَ في الآفاقِ
ولئنْ كبوتَ عن المدا بعد الرّدى ***** فيما سبقت غداة يوم سباق
ولئنْ تحمَّلْتَ التّرابَ فطالما ***** قد كنتَ محمولاً على الأعناقِ
فليمضِ بعدك من أحبُّ فقد مضى ***** منك الحمامُ ببغيتى ووفاقى
مالي انتفاعٌ بعدَ فقدِك صاحباً ***** حلوَ المذاقة ِ فى الورى بمذاقِ
نسجتْ عليك رياضُ كلِّ بلاغة ٍ ***** وسقاك منها ما تشاءُ السَّاقي
وعصتْ على كلِّ الرِّجالِ فقُدْتَها ***** لرضاك بالأرسانِ والأرباقِ
وملكتَها طولَ الزَّمانِ وإنَّما ***** فازتْ وقد ووريتَ بالإعتاقِ
طلبوا مداك ففتَّهمْ وسبقتَهمْ ***** رَكْضاً ولم تَسمحْ لهمْ بلِحاقِ
فالآن بعد اليأسِ منها أيقنوا ***** أنّ البلاغة َ فى يدِ الرزّاقِ
ولْيسقِ قبرَك كلُّ مُنخرقِ الكُلَى ***** مرعادُ كلّ عشيّة ٍ مبراقِ
فإذا جفا التّربَ السحابُ فعنده ***** ما اخترتَ من سحٍّ ومن إطباقِ
لم يفنِ دهرٌ من نأى وله بنا ***** كلمٌ على مرّ الزّمان بواقِ
وإذا مضيتَ وفيك فضلٌ باهرٌ ***** فمنْ نسلتَ فأنتَ حى ٌّ باقِ

سرونة
06/08/2012, 11:04 PM
هجرتُكِ خوفَ أقوالِ الوُشاة

هجرتُكِ خوفَ أقوالِ الوُشاة ِ ***** وهجرُكِ مثلُ هِجرانِ الحياة ِ
وأنت كرامة ً عندي كعيني ***** وما تَنْجو العيونُ منَ القَذاة ِ
ولولا الحبُّ ما سَهُلتْ حُزوني ***** ولا لانتْ بأيديكُمْ صَفاتي
وقالوا قد عشقتَ فقلت عِشقٌ ***** كما اقترح الهوى فمن المؤاتي؟
بنفسي مَن إذا ما رمتُ وَصْفًا ***** لحسنٍ فيه أعْيَتْني صِفاتي
ولو أغنى عن العشّاقِ شيئٌ ***** ودافع عنهمُ أغنتْ حُماتي

سرونة
06/08/2012, 11:04 PM
مَن كان لا تُرضيه منك مودَّة

مَن كان لا تُرضيه منك مودَّة ٌ ***** فاخذرْ عداوته بكلّ طريقِ
فعدوُّ ماتولاهُ غيرُ مغيّرٍ ***** وحسودُ ما تُعطاهُ غيرُ مُفيقِ
وإذا طلبتَ مودّة ً ترضى بها ***** لم تُلْفِها من بينِ كلِّ فريقِ

سرونة
06/08/2012, 11:05 PM
أمنْ بعد ستّينَ "قد جُزتُها"

أمنْ بعد ستّينَ "قد جُزتُها" ***** تعجَّبُ أسماءُ من شَيبتي؟
وأعجبُ من ذاك لوْ ما كَبِرتُ ***** ولم ينزلِ الشَّيبُ في لِمَّتي
فإن كنتِ تأبَينَ شيبَ الغِذار ***** فكمْ خُيِّبَ المرءُ مِن مُنْيَة ِ
وإنْ أنتِ يوماً تخيّرتِ لي ***** فشيبيَ أصلحُ مِن مِيتتي
فلا تغضبي من صنيع الزّمانِ ***** فما لكِ شيءٌ سِوى الغَضْبة ِ

سرونة
06/08/2012, 11:06 PM
عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ

عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ ***** والرَّكبُ بينَ مُسهَّدٍ ومؤرَّقِ
ومصرّعين من الكلال كأنّهمْ ***** صَبحوا وما صَبحوا بكلِّ مُروَّقِ
متوسِّدين وقد أَمالَ رقابَهمْ ***** سُكرُ الكَرَى لهم خُدودَ الأينُقِ
إنْ كان زُوراً باطلاً فَلَطعمُهُ ***** حلوٌ شهيٌّ في فم المتذوِّقِ
لم ينههَ عنّى تقوّسُ صعدتى ***** والشّيبُ يضحك ثغره فى مفرقى
ومُرشَّفِ الوَجناتِ لولا حسنُهُ ***** سَلَتِ القلوبُ معاً فلم تَتَعشَّقِ
يَسبي العيونَ بحُسنِ خدٍّ مُونقٍ ***** حاز الجمالَ وغضِّ قَدٍّ مُورقِ
وافى وهاماتُ الكواكبِ ميّلٌ ***** والصُّبحُ قد أَلقَى يداً في المشرقِ
واللّيلُ فى بردٍ رقيقٍ أزرقٍ ***** سملٍ ولكنْ بعدُ لم يتخرّقِ
بردتْ زيارتهُ غليلَ تحرّقى ***** وشَفتْ وما علمتْ طويلَ تشوُّقي
مازدتهُ شيئاً - وبين جوانحى ***** لهبُ الغرام - على الحديثِ المونقِ
يالائمى فى الحبِّ لو قاسيته ***** لعلمتَ أنَّك كاذبٌ لم تَصدُقِ
ما كنتَ للعذلِ الذي لم تُلفِني ***** أُصغي إِليه منَ الصَّبابة ِ مُعنِقي
فدعِ الملامة َ لا مفيقٌ من هوى ً ***** فينا ولا في رأيه من مُفْرِقِ
قل للوزير أبى المعالى وابنها ***** وسليلِ كلِّ نجيبة ٍ لم تخفقِ
يا سيِّدَ الوزراءِ من ماضٍ ومِن ***** آتٍ ومخلوقٍ ومن لم يخلقِ
لازلتَ بينَ تملُّكٍ وتحكُّمٍ ***** أبداً وبين تصعّدٍ وتحلّقِ
في خَفضِ عيشٍ لا يزولُ نطاقُهُ ***** عن ساحتيك وظلّ عزٍّ محدقِ
للهِ دَرُّك حيثُ تَشْتجِرُ القَنا ***** تحتَ العجاجِ على ظهورِ السُّبَّقِ
واليومُ غصّانٌ بكلِّ مجدّلٍ ***** فوق الثّرى وبأذرعٍ وبأسوقِ
والموتُ يستلبُ النّفوسَ بطعنة ٍ ***** أو ضربة ٍ فكأنّما لم تخلقِ
أوقدته حتى استطار شراره ***** وغمرتَ فيه فيلقاً فى فيلقِ
وعصابة ٍ مرقتْ فرضتَ جماحها ***** حتّى التوى فكأنَّما لم تمرُقِ
أنزلتها قسراً على حكم الظّبا ***** وقضيَّة ِ العالي الأشَمِّ الأزرَقِ
والبيضُ بين مسلّمٍ ومثلّمٍ ***** والسّمرُ بين مصحّحٍ ومدقّقِ
لاتحفلنْ بالغابطين على الذى ***** أوتيتَ من بحر الفخارِ المفهقِ
وقهرتهمْ بمحلّة ٍ لاترتقى ***** وبهرتَهمْ في جودك المتدفِّقِ
ودع الحسودَ يقول ماهو أهلهُ ***** فالقولُ بين مكذّبٍ ومصدّقِ
ليس الحسودُ وإنْ تموَّه أمرُهُ ***** فى النّاس إلاّ كالعدوِّ المحنقِ
أنا فى بنى عبد الرّحيم مخيّمى ***** وإذا علقتُ فمنهمُ متعلّقى
وبنشرهمْ عبقٌ ولولا أنّه ***** يا صاحبي نشرٌ لهمْ لم أعْبَقِ
أعطيتُهُمْ ودِّي ولو بيدي المنى ***** شاطرتُهمْ من مدَّتي ماقد بَقي
ولوَ أنَّ في كفِّي الشّبابَ وقد مضى ***** لبذلتهُ وخصصتهمْ بالرّيقِ
فى أى ّ شعبٍ من شعوبِ مرادهمْ ***** - حتّى أتاهمَ - لم أخبَّ وأعنقِ
فبأى أمرٍ فيهمُ لم ألتبسْ ***** وبأيِّ حبلٍ منهمُ لم أعلَقِ
كم أنقذوا من حتفِ كربٍ واسعٍ ***** أو أخرجوا من كفِّ خَطبٍ ضيِّقِ
ورقَوْا منَ العلياء مالا يُرتقَى ***** وأَتَوا منَ الغايات مالم يُلحَقِ
ومتى رأيتَهمُ رأيتَ تقرُّبي ***** من دارهمْ وتخصّصى وتحقّقى
لاباعدَ اللهُ اللِّقاءَ ولارمَى ***** شملاً يضمّ جميعنا بتفرّقِ
قد زارنا التّحويلُ يخبر أنّه ***** أبداً يقابلنا بوجهٍ مُشرقِ
صقلَ الإلهُ حُسامَه وأزارَه ***** طَلْقاً بكلِّ تهلُّلٍ وتألُّق
كم ذا لنا أملٌ به متنظَّرٌ ***** شَوقاً ومن قلبٍ به متعلِّقِ
وكساهُ من حُلَلِ القَبول مَجاسداً ***** ما كنَّ من وشْيٍ ومن إستَبْرَقِ
وبه مفاخرُ دهرِنا وعلاؤهُ ***** دون الدّهور على الجبال الشّهّقِ
وإذا استمعتَ فلا تُصِخْ إلاّ إلى ***** كلمٍ جلبن على الورى من منطقى
في رونقٍ بَهِجٍ، وليس برائقٍ ***** ما لم يكن عذباً ولا ذا رونقِ
ومنمّقِ طبعاً وكلُّ منمّقٍ ***** بتعسّفٍ يلقاك غيرَ منمّقِ
وإذا نطقتُ بغير مدح فضائلٍ ***** جمعتْ لكمْ فكأنّنى لم أنطقِ

سرونة
06/08/2012, 11:07 PM
ـنكرتْ ليلة َ اعتنقنا حسامي

ـنكرتْ ليلة َ اعتنقنا حسامي ***** وهو مُلقى ً بيني وبين الفتاة ِ
إنْ يكن عائقاً يسيراُ عن الضمّ ***** فما زال واقياً من عُداتي
هوَ قِرْنٌ صفوٌ ولا بُدَّ في كلْـ ***** ـلّ صفاءٍ ننالهُ من قذاة ِ
وانتفاعٌ وما رأينا انتفاعاً ***** أبدَ الدَّهرِ خالياً مِن بَذاة ِ

سرونة
06/08/2012, 11:07 PM
بقلبى َ منكِ الهمُّ والحزنُ والأسى

بقلبى َ منكِ الهمُّ والحزنُ والأسى ***** وقلبُكِ ما يدري بما أنَا لاقِ
وعندكِ رِقِّي والهوى أنتِ كلُّهُ ***** ولكنَّني عبدٌ مَنَيْتِ إباقي
وما أنتِ إلاّ فُرقة ٌ بعد أُلْفَة ٍ ***** وإلاّ فإعراضٌ مكانَ فراقِ

سرونة
06/08/2012, 11:08 PM
قِفا بي على تلكَ الطُّلولِ الرَّثائثِ

قِفا بي على تلكَ الطُّلولِ الرَّثائثِ ***** مُحِينَ بنَسْجِ المُعصِراتِ المواكثِ
ولا تَسألوا عنِ اصطبارٍ عهِدْتُما ***** فقد بانَ عنّي بانتهاكِ الحوادثِ
كأنَّ فُؤادي بالنَّوَى لعبتْ بهِ ***** نيوبُ أسودٍ أو مخالبِ ضابِثِ
أجوِّلُ فب الأطلالِ نظرة َ عابِثٍ ***** وما أنا حزناً واشتياقاً بعابثِ
كأنّي وقد سارتْ مطيُّ حُدوجهمْ ***** أُلاطِمُ موجَ اللُّجَّة ِ المتلاطِثِ
فللْهِ حِلمي يومَ مرَّتْ رِكابُنا ***** على عَجَلٍ منها برِمثِ المناكِثِ
وودّ فؤادي أنّهنّ روائثٌ ***** وهُنَّ بما يُحْفَزْنَ غيرُ روائثِ
جَحدتُ الهوى لمّا سُئلتُ عن الهوى ***** وكمْ غِرّة ٍ من ذي شَجًا في المباعثِ
وآليتُ خوفَ الشرِّ ألاَّ أُحبَّكمْ ***** وتلك لعَمْرُ اللهِ حِلفة ُ حانثِ
بني عمِّنا لا تَطْمعوا في لِحاقنا ***** فكمْ بين أسماكِ السُّهى والكثاكِثِ
سبقناكمُ عفواً ولم تلحقوا بنا ***** على جَهْدِ مَجهودٍ ولَهْثَة ِ لاهِثِ
وقِدماً عهدتمُ عنكمُ وقد ***** عُضضتُمْ بأنيابِ الخطوبِ الكوارثِ
ونحنُ على إمَّا جِيادٍ ضَوامرٍ ***** وإمّا على أقتادِ خُوصٍ دلائثِ
وما زِلتُمُ مُسْتطمرين سَحائبًا ***** بنصركُمُ ما بينَ تلكَ الهثاهثِ
فَخَرْتُمْ بغيرِ الدَّينِ فينا وإنَّما ***** فخرتُمْ بأَنسابٍ لِئامٍ خبائِثِ
وإِنَّ لكمْ أطمارَ ذُلٍّ كأنَّها ***** من الشّينِ أطمارُ النّساءِ الطّوامثِ
وقلتُمْ بأنّا الآمِرون عليكُمُ ***** وذاك بأسبابٍ ضعافٍ نكائثِ
وما ضَرَّنا أنّا خَلِيّون من غِنًى ***** وكم شِبَعٍ يَهْفو بهِ غَرْثُ غارثِ
قَعدتُمْ عنِ الإجمالِ فينا بباعثٍ ***** وقُمنا به فيكمْ بلا بعثِ باعثِ
وما غرّكمْ إلاّ التغافلُ عنكمُ ***** على ظالمٍ منكمْ لدينا وعائثِ
فأُقسمُ بالبيتِ الذي جوّلتْ به ***** أخامصُ أقوامٍ كرامٍ مَلاوِثِ
وبالبدنِ في وادي مني يومَ عَقرهمْ ***** يُقَدْنَ إلى أيدٍ هناكَ فَوارثِ
تَخالُ رِياطَ الفاتقينَ نحورَها ***** برشِّ دمٍ غُلالَة َ طامثِ
ومَنْ باتَ في جَمْعٍ كليلاً منَ الوَجا ***** إلى شُعُثٍ منَ السُّرى وأشاعثِ
لنحنُ بنشر الفخرِ أعبقُ منكمُ ***** وأسمقُ منكمْ في الجبالِ اللّوابِثِ
لنا السَّلَفُ الأَعلى الّذي تعهدونَهُ ***** عَلقنا بهِ من وارثٍ بعدَ وارثِ
هُمُ أوسَعُوا في النّاسِ ضِمْنَ أكفّهمْ ***** وهمْ أوسعوا في الأزْمِ جوعَ المغارثِ
وهُمْ وَرِثُوا آباءَهمْ مأثُراتِهمْ ***** وأنتُمْ منَ العلياءِ غيرُ مَوارِثِ
وهمْ نَزَّهوا أولادَهم بأواخِرٍ ***** وشِنْتمْ قديماً كان منكم بحادثِ
ونحنُ غداة َ الجَدْبِ خيرُ مَخاصبٍ ***** ونحنُ غداة َ الرَّوعِ خَيرُ مَغاوثِ
وأطعنُ منكم للكلى بمثقّفٍ ***** نضمُّ عليهِ بالطُّوالِ الشَّوابثِ
وأضربُ منكمْ للرؤوسِ لدي وغى ً ***** وأوْهَبُ منكُمْ للهِجانِ الرَّواغثِ
لنا في الندى سَحٌّ وهَطلٌ ووابلٌ ***** وكيفَ لكُمْ فيه بقَطْرِ الدَّثائثِ؟
وما خَزيتْ منّا رؤوسٌ بريبة ٍ ***** تُكشّفها في النّاسِ نبثة ُ نابِثِ
فكيفَ لكمْ نَكَثٌ بنا ومنَ أجلِنا ***** ولم تُبْتَلوا "منّا" بنَكْثة ِ ناكثِ
فلا تَكسِفوا أنوارَنا بظلامِكمْ ***** ولا تعدِلوا أصقارنا بالأباغِثِ
خذوا من كلامي اليومَ زفرة َ زافرٍ ***** وأنّة َ مَكْروبٍ ونفثَة َ نافثِ

سرونة
06/08/2012, 11:08 PM
وليلة َ زُرتنا واللّيلُ داجٍ

وليلة َ زُرتنا واللّيلُ داجٍ ***** على عجلٍ ونحن على البراقِ
وجُدتَ لنا بتقبيل الثّنايا ***** على رغم الوشاة ِ وبالعناقِ
تَلاقَينا بأرواحٍ ظِماءٍ ***** عشيّة َ " مالأجسادٍ " تلاقِ
ولمّا أنْ تفرَّقنا رجعنا ***** إلى ما نحن فيه الفراقِ
فإنْ يكُ باطلاً لاحقَّ فيه ***** فكم من باطلٍ حلوِ المذاقِ

سرونة
06/08/2012, 11:08 PM
كم ذا سَرَى بالموتِ عنّا مُدْلِجُ

كم ذا سَرَى بالموتِ عنّا مُدْلِجُ ***** أبكي اشتياقًا بي إليه وأنشِجُ
وأوَدُّ أنِّي ما تَعرَّى جانبي ***** منّي ولم يُخْرجْهُ عني مُخرجُ
وكذا مضى عنّا القُرونُ يكبُّهمْ ***** خطبٌ أخو سَرفٍ وصَرْفٌ أعوجُ
خَدَعَتْهُمُ الدُّنيا برائقِ صِبْغِها ***** واقتادَهُمْ شَوقًا إليها الزِّبْرِجُ
فتطامَحوا وتَطاوحوا بيدِ الرَّدَى ***** وتقوّموا ثم انثنوا فتعوّجوا
وكأنهم لما عموا بظلامِ أرْ ***** ماسٍ لهمْ ما أَشرقوا أو أبْلجوا
لم يُنجِهمْ وقدِ الْتَوى بهمُ الرَّدى ***** وإليهِ يُمضى أو عليه يُعَرَّجُ
وهو الزمان فمسْمِنٌ أو مُهزِلٌ ***** طولَ الحياة ِ ومحزنٌ أو مُبهِجُ
ومسلِّمٌ لا يَبْتَلي ومُسالمٌ ***** وموادِعٌ لا يختلي ومُهَيِّجُ
والمرءُ إمّا راحلٌ أو قد دنا ***** منهُ وما يدري الرَّحيلُ المزعجُ
بينا تراهُ في النّديِّ "منشِّراً" ***** حتى تراهُ في الحفيرة يُدرجُ
تَسري به نحو الرَّدى طولَ المدَى ***** بيضٌ وسودٌ كالرّكائبِ تهدجُ
وإذا الردى كان المصير فما الأسى ***** منّا على نشبٍ وثوبٍ يَنْهَجُ؟!
لولا المقادِرُ قاضياتٌ بيننا ***** خَبْطًا لما سَبق الصحيحَ الأَعرجُ
ياناعيَ ابنِ محمدٍ ليتَ الذي ***** خبّرتَنيهِ عن الحقيقة ِ أعوجٌ
أفصحتَ لا أفلحتَ بالنبإِ الذي ***** للقلبِ منه توقّدٌ وتوهجٌ
ولَطالما ضنَّ الرِّجالُ بمثلِ ما ***** صرّحتَ عنه فجمعوا أو لَجْلَجوا
يا ذاهبًا عنّي ولي مِن بعدهِ ***** قلبٌ به متلهّبٌ متأجْجٌ
أعزِزْ عليَّ بأنْ أراكَ مُسَرْبَلاً ***** بالموتِ تُدفن في الصعيد وتولَجَ
في هوّة ٍ ظلماءَ ليس لداخلٍ ***** فيها على كرّ اللّيالي مَخْرَجُ
بيني وبينك شاهقٌ لا يُرتقى ***** طُولاً وبابٌ للمنيَّة مُرْتَجُ
ويُصَدُّ عنك القاصِدونَ فما لهمْ ***** أبدًا على شِعْبٍ حَلَلْتَ مُعَرَّجُ
كم ذا لنا تحتَ التُّراب أناملٌ ***** تندى ندى ً وجبين وجهٍ أبْلَجُ
من أين لي في كلِّ يومٍ صاحبٌ ***** يَرضاهُ منِّي الدَّاخلُ المُتَوَلِّجُ؟
هيهاتَ فرَّ من الحِمامِ مغامِرٌ ***** حيناً وَكَعَّ عن الحِمامِ مُدَجَّجُ
وكَرِعْتُ منك الردَّ صِرفاً صافياً ***** وَلَكَمْ نَرى ودًّا يُثابُ ويُمزَجُ
لا تُسْلِني عنهُ فتسلية ُ الفتى ***** عمّن به شَغَفُ الفؤادِ تَهيّجُ
ولكمْ غَطا منّي التجمّلُ في الحَشى ***** مِن لاعِجاتٍ في الأضالعِ تَلْعَجُ
فاذهبْ كما شاء القضاءُ وكن غداً ***** في القومِ إمَّا سُوِّدوا أو تُوِّجوا
لَهُمُ بأفنية ِ الجِنانِ مساكنٌ ***** طابتْ مساكنُها وظلٌّ سجْسَجُ
وسقى ترابَكَ كلُّ مُنخرِقِ الكُلى ***** يسري إذا ما شئتَهُ أو يُدلِجُ
للرَّعدِ فيهِ قعاقِعٌ وزماجِرٌ ***** والبرق فيه توهجٌ وتموجُ
والنَّوْرُ في حافاتِهِ مُتفسِّحٌ ***** والأُقحوانُ بجانبيهِ مُفَلَّجُ
وإذا سقاكَ اللهُ من رحماتِهِ ***** فَلأَنتَ أسعدُ من أتاهُ وأفلجُ


سرونة
06/08/2012, 11:09 PM
يا جالباً للأرقِ

يا جالباً للأرقِ ***** ومُورثاً للحُرَقِ
ومَن إليه وحدَهُ ***** خوفاً عليه قلقى
وهاجري في فَلَقٍ ***** وزائري في الغَسَقِ
هل نافعي عذبُكِ يا ***** عذبٌ ومنه شَرَقي
كيف تضِنُّ بالهوَى ***** بموعدٍ لم يصدقِ ؟
ونظرة ٍ يسرقُّها ***** مَن لم يُزَنْ بالسَّرَقِ
تسئُ تعويلاً على ***** تَعويلِك المُلَفَّقِ
طيفُكَ ما أبصرَهُ ***** بقَطْعِ ذاكَ الأَبرَقِ
خُيِّل أنّا نَلتقي ***** زوراً وليس نلتقى
وافى إلينا " والكرى " ***** يثنى إليه عنقى
عينُ رقيبٍ مشفقٍ ***** موكّلٍ بالحدقِ
كأنّها ساهرة ٌ ***** حائرة ٌ لم تُطرِقِ
أعجبْ بها زيارة ً ***** لعانفٍ لم يرفقِ
باطلة ً كأنَّها ***** هناك من محقّقِ
كأنّ شوقاً قادها ***** وهى " كمن " لم يشتقِ
بتُّ بها أُغلوطة ً ***** أمسكُ " منها " رمقى
ومُخفقٍ كأنَّهُ ***** من طمعٍ لم يخفقِ
لمّا دنا الصّبحُ إلى ***** وساده كاليققِ
أضحى يعضّ كفّه ***** على الدُّجَى مِن حَنَقِ
في فتية ٍ تَعوَّدوا ***** بالسّيف ضربَ المفرقِ
وطعنَ كلِّ ثغرة ٍ ***** من أسمرٍ بأزرقِ
كأنَّهمْ أُسْدُ الشَّرى ***** أو جِنَّة ٌ من سَمْلَقِ
من كلِّ ركّابٍ إلى الـ ***** ـهولِ ظهورَ السّبّقِ
وصادمٍ بفَيْلقٍ ***** يومَ الوغَى لفَيْلَقِ
فى كلّ يومٍ يعتلى ***** ظهرَ علاً ويرتقى
كأنّه من كرمٍ ***** إلى نَدى ً لم يُسبَقِ

سرونة
06/08/2012, 11:09 PM
أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ

أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ ***** والبَينُ ما عنهُ هُناك مَعاجُ؟
لا تطلبوا "منِّي" السلوَّ فليس مِنْ ***** حاجي وليَ في منْ ترحّلَ حاجُ
قالوا: اصطبرْ والصبرُ ليسَ بزائلٍ ***** مَنْ عندَهُ بالغانياتِ لجاجُ
ودواءُ أمراضِ النّفوسِ كثيرة ٌ ***** والحبُّ داءٌ ليس منه علاجُ
بيني وبين تجلُّدي وتماسكي ***** والعيسُ تُرحلُ للفراق رِتاجُ
همْ أَوقدوا نارَ الهوَى في أضلُعي ***** بقراقهمْ يومَ الرّحيل وهاجوا
في ساعة ٍ ما إنْ بها إلاّ حوى ً ***** يُضني وسيلُ مدامعٍ ثجّاجُ
عاجُوا علينا بالوَداعِ وليسَ لي ***** صَبرٌ عليهِ فليتَهُمْ ما عاجوا
وسَرَوا بمُسوَدٍ بهيمٍ مالهمْ ***** إلاّ وجوهُ البيضِ فيه سراجُ
وغذا همُ بالرغمِ منّا أدلجوا ***** أودى المتيَّمَ ذلك الإدلاجُ
ولقد نعى وَصْلي لكمْ وبكى به ***** قبلَ الفراقِ النَّاعقُ الشَّحّاجُ
نادَى فأزعَجَ كلَّ من لم يأْتِهِ ***** لولاهُ إِقلاقٌ ولا إزعاجُ
لِمْ شِرْبُكمْ عندي النَميرُ وعندكمْ ***** شِربي على الظمأِ الشديد أجاجُ؟
وإذا ضنِنتمْ بالعطاءِ فليتَهُ ***** ما كان إفقارٌ ولا إحواجُ؟
والبُخلُ مِلْءُ بيوتِكمْ فمتى يُرَى ***** يُثرى ويُغنى منكمُ المحتاجُ
وأنا الفصيحُ فإنْ شكوت إليكمُ ***** جَنَفَ الغرامِ فإنَّني اللَّجلاجُ
وفلاحُ قلبٍ لا يُرجّى بعدما ***** وَلِيَتْ عليهِ الطِّفلة ُ المِغْناجُ
أقسمتُ بالبيتِ الحرامِ وحولَهُ ***** للزَّائريهِ منَ الوُفودِ ضَجاجُ
عَرَقَتْهُمُ حتَّى أتَوْهُ هُزَّلاً ***** بيدٌ عِراضٌ دونَهُ وفجاجُ
ومنى وبُدْنٍ ما صًرعنَ بتُربها ***** ـنَدْبُ الخفيفُ إذا عَلا الهِلباجُ
والمَوْقِفَيْنِ عليهما وإليهما ***** طَلَبَ "النّجا وتزاحمَ" الحُجاجُ
لولايَ لم يكُ للنّدى سيلٌ ولا ***** في الرَّوع إلجامٌ ولا إسراجُ
ما ضَرَّني أنْ ليسَ فوقَ مَفارقي ***** تاجٌ ومن فضلي عليَّ التّاجُ
وأنا الغبينُ وضيتُ بإن تُرى ***** فوقي العيوبُ وتحتيَ الهِملاجُ
وبأنْ تَقِلَّ مَكارمٌ مِنِّي ولي ***** ثَمَرٌ كثيرٌ سائغٌ وخَراجُ
والضّاحكون بيومِهمْ ما فيهُمُ ***** إلاّ الذي هو في غدٍ نشّاجُ
دعْ مَن يكونُ جمالَهُ وفخارَهُ ***** في الفاخرينَ الوَشْيُ والدّيباجُ
فثيابُ مِثلي يومَ سِلْمٍ عِفَّة ٌ ***** وثيابُ جسمي في اللّقاءِ عَجاجُ
قلْ للأُلى سَخِطوا الجميلَ فمالهمْ ***** يومًا إلى كسبِ العُلا مِنهاجُ:
لو شئتمُ أن تعلموا لعلمتُمُ ***** علمي فليس على العلوم سِياجُ
ما فيكمُ لولايَ لو أنصفتمُ ***** دخَّالُ كلِّ كريهة ٍ خَرّاجُ
كلُّ الفضائلِ في يدَيَّ وما لكُمْ ***** منهنَّ أفرادٌ ولا أزواجُ
ومعالمي خضرُ الذّوائبِ لم يَسرِ ***** فيهنَّ إخلاقٌ ولا إنْهاجُ
ولقد ظهرتُ فليس يُخفي شُهرتي ***** في النّاسِ إدراجٌ ولا إدماجُ
وعَشيتُمُ منّي وفوق رؤؤسكمْ ***** بالرّغم يلمع كوكبي الوّهاجُ
فالمَكْرُماتُ عقيمة ٌ منكُمْ ولي ***** منهنّ في كلّ الزّمانِ نتاجُ
ما فيكمُ صفوٌ ولكنْ أنتمُ ***** كَدَرٌ لصفوٍ في الوَرى ومِزاجُ
قُوموا أَروني تابعًا فردًا لكُمْ ***** ودَعُوا الّذي أتباعُهُ الأفواجُ
والنقصُ ملتحفٌ بكمْ ما فيكمُ ***** عنهُ المحيصُ ولا لهُ إفراجُ
حتَّى سُويعاتُ السُّرورِ قَصيرة ٌ ***** فيكُمْ ووضعُ الحاملاتِ خِداجُ
وإذا رضيتم بالحُطامِ فلا ارتوى ***** صادٍ ولا امتلأتْ لكمْ أعفاجُ
من لي بخِلٍ يستوي ليَ عنده ***** يُسْري وعُسْري والغِنى والحاجُ؟
وإذا عَرَتني في الزّمانِ شديدة ٌ ***** فَهُوَ المكشِّفُ كَرْبَها الفَرّاجُ
ما يَسْتوي جَدْبٌ وخِصْبٌ لا ولا ***** وَشَلٌ وبحرٌ فائضٌ عَجَّاجُ
بِتْنا ونحن المُعرِقون تقودنا ***** بينَ العِدى وتَسُوقُنا الأعلاجُ
ماوِرْدُنا في الدهر إلاّ رَنْقُهُ ***** ولنا الإضاعة ُ فيهِ والإمراجُ
لا خيرَ في هامٍ بغير أزِمّة ٍ ***** فينا وسَجْلٍ ليس فيه عِناجُ
ماحقُّ مِثلي وهو ممّن قولُهُ ***** يسري إلى الآفاقِ منه لِهاجُ

سرونة
06/08/2012, 11:10 PM
تَضاحكْتِ لمّا رأيتِ المشيبَ

تَضاحكْتِ لمّا رأيتِ المشيبَ ***** ولم أر من ذاك ما يضحكُ
ومازال دَفْعُ مَشيبِ العِذا ***** لا يستطاعُ ولا يملكُ
وقال لى الدّهرُ لمّا بقيتُ : ***** ـتُ: إمّا المشيبُ أوِ المَهْلَكُ
فقولي وأنتِ تعيبينَهُ ***** لأيِّ طريقيهما أسلُكُ

سرونة
06/08/2012, 11:10 PM
سقى دارَها حيث استقرتْ بها النّوى

سقى دارَها حيث استقرتْ بها النّوى ***** منَ المُزنِ مخروقُ المَزادِ خَدوجُ
وكنتُ إذا سرتُ قصداً لغير ما ***** أميلُ إلى أبياتِها وأعوجُ
فليَ من جوى ً فيهنّ رنّة ُ عاشِقٍ ***** ولي أدمعٌ تجري دمًا ونشيجُ
فإنْ تلْحَني يوماً وقلبكَ طَيِّعٌ ***** خَليٌّ فلي قلبٌ بهنَّ لَجوجُ
حلفتُ بربِّ الواقفينَ عشية ً ***** على عَرفاتٍ والمَطيُّ وُلوجُ
وبالبُدْنِ تهوي نحو جمعٍ خِفافها ***** من الأينِ منها راعفٌ وشَجيجُ
وما عقروه في منى من مُنسِنَّة ٍ ***** لها بين هاتيك الجِمارِ خَديجُ
وبالبيتِ لاذ المُحرمون برُكنهِ ***** وطافَ به بعد الحجيجِ حجيجُ
ولمّا قضوا أوطارهمْ منه ودّعوا ***** وأرزاقُهمْ من ضِيقهنَّ فرُوجُ
لَحُبُّك من قلبي كقلبي كرامة ً ***** فليسَ له عُمْرَ الزَّمان خُروجُ
فإن عَذَلُوهُ زِيدَ شَجْوًا وهاجَهُ ***** على وجْدِهِ مالا يكاد يَهيجُ
وكيف يفيد العَذْلُ والعذلُ ظاهِرٌ ***** وحبُّك مابين الضّلوعِ وَلوجُ؟

سرونة
06/08/2012, 11:11 PM
دعِ الجِزْعَ عن يُمناك لاعن شمالكا

دعِ الجِزْعَ عن يُمناك لاعن شمالكا ***** فلي شَجَنٌ أحنو عليه هنالكا
وقْف بِي وإنْ سار المطيُّ بأهلِهِ ***** وجدْ لى به واجعله بعضَ حبائكا
ولولا الهوى ما بتُّ أسألُ باخلاً ***** وآملُ مَنّاناً وأعشَقُ فارِكا
ومن ذا الذى لولاه ذلّلَ صعبتى ***** وليّنَ منّى للشّموسِ العرائكا ؟
منَ اللاّئي يَفْضحن الغصونَ نضارة ً ***** وبالجيد يخجلنَ الظّباءَ الأواركا
عَفَفْنَ فما استشهدن يومَ تفاخُرٍ ***** على عبقِ الأفواه إلاّ المساوكا
ولمّا أرَتْنا ساعة ُ البين عَنْوَة ً ***** وجوهاً وِضاءً أو شُعوراً حوالكا
نزعنا ثيابَ الحلمِ عنّا خلاعة ً ***** فلم نَرَ إلاّ سادراً مُتهالكا
وإلاّ بدوراً بالرَّحيلِ كواسفاً ***** وإلاّ شموساً بالحدوجِ دوالكا
ومُنتَقِباتٍ بالجمال ملكْنَنا ***** وما كنّ لى لولا الجمالُ موالكا
قتلن ولم يشهرن سيفاً وإنّما ***** شهرن وجوهاً طلقة ً ومضاحكا
فأقسمتُ بالبزلِ الهجانِ ضوامراً ***** يردن بنا البيتَ الحرامَ رواتكا
ويُبْصَرْنَ من بعد الكَلالِ نَواحلاً ***** وقد كنَّ من قبلِ الرَّحيلِ تَوامكا
بركنَ على وادى منًى بعد شقوة ٍ ***** ومن بعد أنْ قضّينَ منّا المناسكا
ومن بعد أنْ طرّحن أحلاسَ أظهرٍ ***** أكَلْن ظهوراً بالسُّرى وحواركا
أبَيْنَ ومايأبَيْنَ إلاّ نجابة ً ***** قُبيلَ بلوغٍ للمرامِ المباركا
وما قِلْنَ إلاّ بعدَ لأْيٍ وبعدَما ***** قَطعْنَ اللِّوى قَطْعَ المَدَى والدَّكادِكا
لقد حلّ ركنُ الدّين ماشاء من ربًى ***** وطالتْ مَعاليه الجبالَ السَّوامكا
ومازال نهّاضاً إلى المجدِ ثائراً ***** وذا شغفٍ بالعزِّ والفخر سادكا
فإنْ طلب الأقوامُ عوناً على علاً ***** توحَّدَ لا يبغي العَوِينَ المشاركا
رضيتك ما ملكَ الملوك من الورى ***** لقلبى َ من دون البرّية ِ مالكا
ولمّا ثنتْ كفّى عليك أناملى ***** تركتُ احتقاراً كلَّ من كان مالكا
فإنْ كنتُ قد قلقتُ شرقاً ومغرباً ***** فها أناذا ربُّ المطى ِّ بواركا
فمالي انتقالٌ بعدَ مَغْنى ً غَنيتُه ***** ومالى ارتحالٌ بعد يومِ لقائكا
وأنتَ الذي فُتَّ الملوكَ فلم يكنْ ***** لعالى البنا فى المجدِ مثلُ علائكا
أبَوْا وأبَيْتَ الضَّيْمَ فينا ولم يكنْ ***** لكلِّ أُباة ِ الضَّيمِ مثلُ إبائكا
وقد علم المُعْطَوْنَ بعدَ سُؤالهمْ ***** بأنَّك تُغني الفقرَ قبلَ سؤالكا
وكم لك من فضلٍ حقرتَ مكانه ***** وإنْ هو أَخزى حاتِماً والبرامكا
علوتَ عن السَّامي إليك بطرفِهِ ***** فأينَ منَ الرّاقينَ حولَ جبالكا
وما سلَّموا حتّى رأَوك محلِّقاً ***** يشقُّ على الأيدين بعدُ منالكا
فإنْ خَبروا بالفضل منك رقابة ً ***** فقد شاهدوا ما شاهدوا من جلالكا
ومَن كان ذا ريبٍ به في شَجاعة ٍ ***** وبأْسٍ يَسَلْ عنه الوَغى والمعاركا
غداة َ أسألَ الطّعنُ فى ثغرِ العدا ***** كما شاءت الأيدى الدّماءَ السّوافكا
وما حملتْ يُمناه إلاّ صوارماً ***** لكلِّ وريدٍ من كَمِيٍّ بَواتكا
ولمّا استطار البغى ُ فيهمْ أطرتَ فى ***** طِلابِهمُ من ذي الجيادِ السَّنابكا
فروّيتَ منهمْ أسمرَ اللّون ذابلاً ***** وحكَّمتَ فيهمْ أبيضَ اللَّونِ باتكا
وما شعروا حتّى رأوها مغيرة ً ***** عجالاً لأطرافِ الشّكيمِ لوائكا
يُخَلْنَ ذئاباً يَبتدِرْن إلى القِرى ***** وإلاّ سيولاً أو رياحاً سواهكا
ويلقينَ من قبل اللّقاءِ عوابساً ***** وبعد طلوع النّصر عدنَ ضواحكا
وفوقَ القَطا منهنَّ كلُّ مُغامرٍ ***** إذا تارَكُوه الحربَ لم يكُ تاركا
يُخيضُ الظُّبا ماءَ النّحورِ من العِدا ***** ويخضبُ منهمْ بالدّماءِ النّيازكا
ولو شِئتَ حكَّمتَ الصَّوارمَ فيهمُ ***** وسُمراً طِوالاً للنُّحور هَواتكا
فسقّيتهمْ حتّى ارتووا أكؤسَ الرّدى ***** وحَرَّقْتَهُمْ حتَّى امَّحوا بأُوارِكا
وضربُ طُلى ً قطَّ الطُّلى متواتراً ***** وطعنُ كلًى عطّ الكلى متداركا
فإنْ رجعوا منها بهلكِ نفوسهمْ ***** فأيديهمُ جرّتْ إليها المهالكا
فقضَّيتَ مِن أوطارنا كلَّ حاجة ٍ ***** وأخرجتَ أوتاراً لنا وحسائكا
وكنتَ متى لاذوا بعفوك صافحاً ***** وإنْ معكوا كنتَ الألدَّ المماعكا
فبشرى بما بُلِّغتَه مِن إرادة ٍ ***** وشكراً لما أوتيتهُ من نجائكا
وللهِ عاداتٌ لديك جليلة ٌ ***** يَقُدْنَ إليك النَّصرَ قبلَ دُعائكا
وما كان إلاّ اللهُ لاشىء َ غيره ***** منجّيك منها والشّفاءُ لدائكا
ولا فِكْرَ فيمن صَمَّ لمّا دعوتَه ***** وربُّ الورَى طُرّاً مجيبُ دعائكا
فإنْ كنتَ يوماً طالباً ناصحاً لكمْ ***** بلا رِيبَة ٍ منه فإنِّيَ ذالكا
فما أنا إلاّ فى يديك على العدا ***** وفى قسمك الأسنى وتحت لوائكا
وما لى َ فى ليلى البهيم من الورى ***** ولا صبحَ فيه غيرُ نور ضيائكا
فلا تخشَ منّى جفوة ً فى نصيحة ٍ ***** وكيف ومالى خشية ٌ من جفائكا
ولا تدَّخرْ يوماً لخدمتك التي ***** تخصُّك إلاّ الحازمَ المتماسكا
ولا تغتررْ بالظّاهراتِ من الورى ***** فكم يققٍ يتلوه أقترُ حالكا
وقد خبّر النيروزُ قدومه ***** يُنيخُ السُّعودَ الغُرَّ فوق رجالكا
فخذ منه فيما أنت ترجو وتبتغى ***** على عقبِ الأيّامِ فوقَ رجائكا
ودمْ لا انجلتْ عنّا شموسك غرّباً ***** ولا زال عنّا ما لنا من ظلالكا

سرونة
06/08/2012, 11:11 PM
ونَجلاءَ لا تَرْقا لها الدّهرَ دمعة ٌ

ونَجلاءَ لا تَرْقا لها الدّهرَ دمعة ٌ ***** لها بين أطباقِ الضّلوعِ نشيجُ
تُضيِّقُ رَتْقًا ما بها من تَفَتُّقٍ ***** وتُفْرِجُ فيما ليسَ فيهِ فُروجُ
فلا دارُها في ساعة ِ النأي تنتئي ***** ولا بُرؤُها فيما يعوجُ يعوجُ
تَصَمُّ عن الرّاقينَ منها كأنّها ***** مُصِرٌّ على عَذْلِ اللُّحاة ِ لَجوجُ
تُفادَى وتُحْشى بالسِّبارِ فَسَبْرُها ***** دَخولٌ إلى أعماقها وخَروجُ
لها فَغْرَة ٌ إنْ شاءَ يومًا وُلوجَها ***** خَروقٌ لها بالرُّمحِ فهْوَ وَلوجُ

سرونة
06/08/2012, 11:11 PM
ماضَرَّ مَن رَهِبَ الملوكَ لوَ أنَّه

ماضَرَّ مَن رَهِبَ الملوكَ لوَ أنَّه ***** رهبَ الذى جعل الملوكَ ملوكا
وإذا رجوتَ لنعمة ٍ أو نِقمة ٍ ***** فارجو المليكَ وحاذرِ المملوكا
وإذا دعوتَ سِوى الإلهِ فإنَّما ***** صيَّرتَ للرحمانِ فيكَ شَريكا

سرونة
06/08/2012, 11:12 PM
أَمِنْكِ الشَّوقُ أرَّقني فهاجا

أَمِنْكِ الشَّوقُ أرَّقني فهاجا ***** وقد جَزَعتْ ركائبنا النّباجا
وطيفُكِ كيفَ زارَ بذاتِ عِرْقٍ ***** مَضاجعَ فِتْية ٍ وَلَجوا الفِجاجا؟
تَطرَّقنا ونحن نخالُ ألا ***** يعوجَ بِنا منَ البَلوَى فعاجا
فأوْهَمَنا اللِّقاءَ ولا لقاءٌ ***** وناجَى لو بصدقٍ منه ناجَى
أَلَمَّ بنا وما رَكبَ المطايا ***** ولا أَسرى ولا ادَّلجَ ادِّلاجا
ومُعتَكِرِ الغدائرِ باتَ وَهْنًا ***** يُسقِّيني بريقتهِ مُجاجا
أضاءتْ لي صباحتُهُ فكانتْ ***** -وجُنحُ الليلِ ملتبسٌ- سِراجا
ومُنتسبٍ إلى كرمِ البوادي ***** خبرْتُ فكان ألأَمُ منْ يُفاجا
عذاهُ اللؤمُ صِفاً والداهُ ***** فضمَّ إليهِ من صَلَفٍ مِزاجا
وكفٍ لا تُمدُّ إلى جميلٍ ***** كأنَّ بها وما شَنَجتْ شَناجا
عداني بالطّفيفة ِ من حقوقي ***** وأطبقَ دونَ ضَفَّتيَ الرِّتاجا
وقد حاجَجْتُهُ فيها مُبينًا ***** فما أرعى مسامعهُ الحِجاجا
يَلَجُّ وكم أدالَ اللهُ ممَّنْ ***** على غُلواتهِ ركبَ اللَّجاجا
ألا قلْ للأجلدِلِ من بُوَيْهٍ ***** أرى أوَداً شديداً واعوجاجا
ومُثْقَلَة ً كؤوداً "لاتُرادى " ***** وداهية ً صَموتًا لا تُناجَى
ديارُكُمُ لكمْ قَولاً ويَجْبي ***** سِواكمْ مِن جوانبِها الخَراجا
وفي أرجاءِ دِجْلَة َ مُؤْبِداتٌ ***** وأدواءٌ تريد لها علاجا
رعانا بَعْدكُمْ مَن كانَ يَرعَى ***** على الغِيطانِ إبْلاً أو نِعاجا
وذُؤبانٌ تخطَّفُ كلَّ يومٍ ***** لكُمْ ما خَفَّ من نَعَمٍ وراجا
فمن عنّا يبلِّغكُمْ خُطوبًا ***** إذا ذُكِرتْ يَصَمُّ لها المُناجَى ؟
تَملَّكنا ببُعْدِكُمُ الأعادي
فما نَرجو لِتَيْهَتِنا رَشادًا ***** ولا نَرجو لضَيْقنا انْفِراجا
وإنَّ بنا وما يَدري المُعافَى ***** شجى ً في الصدّر يعتلج اعتلاجا
وإنَّ السّرحَ تحميهِ أسودٌ ***** فلا درّاً نصيبُ ولا نِتاجا
ونحنُ وغيرُكمْ والٍ علينا ***** كظالِعة ٍ نطالبُها الرّواجا
ومَنْ ضربَ القليبَ ببطنِ سَجْلٍ ***** ولم يشددْ إلى وَذَمٍ عِناجا
أَرونا النَّصْفَ فيمنْ جارَ دهرًا ***** فإنَّ بنا إلى الإنصافِ حاجا
فإنَّكُمُ الشِّفاءُ لكلِّ داءٍ ***** ويأْبَى كيُّكُمْ إلاّ نِضاجا
وصُونوا الدَّوْلة َ الغرَّاءَ ممن ***** يُداجي بالعداوة ِ أو يُداجى
"يريم" كصلِّ رَملة ِ بطنِ وادٍ ***** فإمّا فرصة ٌ هاجتْهُ هاجا
ولا تنتظروا في الحربِ منهمْ ***** تماماً طالما نُتِجتْ خِداجا
فما زالوا متى قُرعوا صخوراً ***** مُلَمْلَمة ً وإن صُدعوا زجاجا
لعلِّي إن أراها عن قريبٍ ***** على الزّوراءِ "تمترقُ" العجاجا
عليها كلُّ أرْوَعَ من رجالٍ ***** كرامٍ طالما شَهدوا الهياجا
تَراهمْ يُولغون ظُبا المواضي ***** ويُرْوونَ الأسنّة َ والزِّجاجا
وتَلقاهُمْ كأنَّ بهمْ أُوامًا ***** إلى أن يَبْزلوا بدمٍ وِداجا
فدونَك يا شَقيقَ اللؤْمِ قَولاً ***** يسوؤكَ ثمَّ يوسِعُنا ابتهاجا
وخذ ماهِجتَ من كَلِمٍ بواقٍ ***** فما حقُّ المُفَوَّهِ أنْ يُهاجا

سرونة
06/08/2012, 11:12 PM
لذْ بالعزاءِ فلا خلٌّ تضنُّ به

لذْ بالعزاءِ فلا خلٌّ تضنُّ به ***** ولا مقيمٌ على دار الحفاظِ لكا
ولا وفيٌّ إذا أعطيتُه مِقَتي ***** أعطى المحبّة َ أو تاركته تركا
ولا لبيبٌ يعاطيني نصيحتَه ***** ويسلك الرّحلَ منّى حيثما سلكا
إنْ كان خبَّ بيَ الدَّهرُ العثورُ إلى ***** بُغضِ الذي كنتُ أهواهُ فقد بركا
أما ترانيَ في ظلماءَ داجية ٍ ***** ضاع الصّباحُ بها للقومِ أو هَلَكا
وقد شكوتُ فلم أرجعْ بنافعة ٍ ***** لكنْ شكوتُ إلى مَن مثلُ ذاك شكا
فى كلّ يومٍ أخو غدرٍ يقلّبنى ***** على الحضيضِ وقد ألمستهُ الفلكا
يَبغي خِلافي فإنْ لا يَنْتُهُ خشُنتْ ***** منه الخلائقُ أو باكيته ضحكا
وكم مصرٍّ على مَقْتٍ وتَقْلِيَة ٍ ***** أعطيتُه طَرَفَ البُقْيا فما امْتَسكا
ما ضرَّني مالكاً نفسي ومأْرَبتي ***** أنْ لا أكون على أعوادهمْ ملكا ؟
ما دام عرضك لم تثلمهُ ثالمة ٌ ***** بين الرّجالِ فخلِّ المالَ منتهكا
واحقنْ حياتك فى خدّيك مبتذلاً ***** مِن دونهِ لدمِ الأرواحِ مُنْسَفِكا
أما تَرى الرِّزقَ يأتي المرءَ ممُتلئاً ***** من الكرى فدعِ الإيجافَ والرّتكا
ودعْ حذاراً فكم حذرٍ تقوم به ***** ما كان رِدْءاً لمكروهٍ يَحُلُّ بِكا
والمرءُ يَعْطَبُ مدلولاً على طَرَفٍ ***** إلى الصَّواب وينجو المرءُ مرتبكا
كم حائدٍ عن رداهُ غيرِ ذي عُدَدٍ ***** وكارعٍ من رداهُ يحمل الشِّكَكا
ولي صديقُ الضَّواحي وهو مُضطبعٌ ***** من العداوة أثواباً له سلكا
إذا " سهلتُ " عليه بات يحزنُ لى ***** وإنْ تضوّأتُ يوماً عنده " دلكا "
وكلّما اندملتْ منّي جوائفُهُ ***** قَرَّفَ منها بأظفارٍ له ونكا
يَذري دموعاً على الخدَّين يُوهمني ***** منه الودادَ وما إنْ للودادِ بكى
وكلّما كان عندي أنّه بيدي ***** وجدْتُه في يدِ الأقوامِ مُشتركا
وصاحبٍ خدعتْ عينَيَّ نظرتُه ***** ما كان تبراً ولا مالاً إذا سبكا
أخذتُه وبقيتُ الدَّهرَ أجمعَهُ ***** أودّ أنّى له أمسيتُ متّركا
بينى وبين الورى سترٌ أرقّعهُ ***** ولو تغافلتُ عن ترقيعهِ انتهكا
فقلْ لحسّادِ فضلٍ بتُّ أملِكُهُ ***** الفضلُ يا قومُ فى الدّنيا لمن ملكا
زَكَتْ غُروسي فما ذنبي إلى نَفَرٍ ***** ما كان يوماً لهمْ غرسى نما وزكى ؟

سرونة
06/08/2012, 11:14 PM
برعاكمْ يا أهلَ يثربَ حاجي

برعاكمْ يا أهلَ يثربَ حاجي ***** وعليكمُ دون الأنامِ مَعاجي
ومتى ادَّلجتُ إلى زيارة ِ أرضكمْ ***** حَذرَ الوشاة ِ فحبَّذا إدْلاجي
كمْ فيكمُ لَمَنِ الهوى من شأنِهِ ***** من مَبْسَمٍ رَتِلٍ وطَرْفٍ ساجِ
ومُحَكَّمٍ في الحسنِ يُكرَعُ عندَهُ ***** كأسُ الهوى صِرفاً بغيرمزاجِ
ماذا على مَن ضنَّ دهرًا بالنَّدى ***** لوكان يوماً ضَنَّ "بالأحداجِ"
"ويسوؤني " وهو الذي في كفِّهِ ***** ما شئتُ من جَذَلي ومن إبهاجي
ويذودني وبيَ الصدى عن عَذْبِهِ
وَصْلٌ كعشواءِ الظّلامِ تردّداً ***** وقطيعة ٌ تَجري على مِنهاجِ
ياقاتلَ اللهُ اللواتي باللَّوى ***** أوْرَطْنَنا حُبًّا وهنَّ نواجِ
"مازلن" بالرّجل الصحيحِ من الهوى ***** حتى تعايا فيه كلُّ علاجِ
ياصاحبيَّ تنظّرا بأخيكما ***** أنْ تَسْتثيرا العيسَ بالأحداجِ
حتّى التَوَتْ هامُ الكواكبٍ مُيَّلاً ***** والفجرُ في عَقِبِ الدّجى كسراجِ
"وأبي" الظّعائِنِ يومَ رُحْنَ عشيّة ً ***** والبينُ شاهدُنا بغيرِ خِلاجِ
لقدِ احتوَيْنَ على قلوبِ معاشرٍ ***** خفّتْ كما خفّ القطينُ الناجي
ودّعننا من غيرِ علمٍ بالذي ***** أَودَعْنَنا من جاحِمٍ وهّاجِ
في قعرهِ بَدَلاً منَ الأمواجِ ***** في لُبّهِ أو مُعولٍ " بِنشاجِ"
يَذري دماً من عينِهِ فكأنَّه ***** يبكي أحِبّتَهُ من الأوداجِ
وأنا الذي استوطنتُ ذِرْوَة َ هاشمٍ ***** وحَلَلْتُ من عدنانَ في الأَثباجِ
الضَّاربين الهامَ في يومِ الوغَى ***** والقائلين الفصْلَ يومَ حِجاجِ
والزّاحمين ترفُّعاً وتنزُّهاً ***** للطالعات دُجًى عنِ الأبراجِ
والساحبين إلى ديار عدوّهمْ ***** أذيالَ كلِّ "مُعَضَّلٍ" رَجْراجِ
كالبحرِ تلتمعُ الأسنَّة ُ والظُّبا ***** فب قعرهِ بَدَلاً من الأمواجِ
يحوي رجالاً لا يبالون الرّدى ***** إلا ردًى في غيرِ يومِ هِياجِ
نَبذوا الحياة َ وأمْرَجوا أرواحَهمْ ***** بينَ المنايا أيَّما إمراجِ
وأتَوْا على صَهَواتِ جُرْدٍ ضُمَّرٍ ***** ملأَى منَ الإلجامِ والإسراجِ
فأتتْ كما شاءَ الشُّجاعُ خفائفاً ***** مثلَ القِداحِ تُجيلهُنَّ لحاجُ
قومٌ دفاعُهُمُ النجاة ُ لخائفٍ ***** وندى أكفّهمُ اليَسارُ لراجِ
لا يغضبون إذا الرّجالُ تغاضبتْ ***** إلا العقائلَ من عظيم التاجِ
وإذا الوجوه تكالحتْ حذر الردى ***** فوجوهُهمْ أقمارُ كلِّ عَجاجِ
ومتى شَبيهَهُمُ طلبتَ وجدتَهمْ ***** ضَربوا على أحسابِهمْ برِتاجِ
ولقد طلبتُ على العظيمة ِ مُسْعِداً ***** فرجعتُ منقلباً على أدراجي
ووجدتُ أطمارَ الحفائظ بَيْننا ***** في كلِّ شارقة ٍ إلى إنهاجِ
زمنٌ عقيمُ الأمَّهاتِ منَ الحِجا ***** فإذا حَمَلْنَ وضعنَهُ لخِداجِ
كم حاملٍ فيه لِعِبْءِ فهاهَة ٍ ***** "متعثّرِ" بلسانهِ لَجْلاجِ
غِرٌّ تجرُّ النائباتُ لسانَهُ ***** فإذا اطمأنَّ فدائِمُ التّشحاجِ
كَلِفٌ ببيضِ الأُزْرِ لكن قد غدا ***** متقنعاً فينا بعِرٍَ داجِ
وتراهُ يرضى "خِفّة َ" من سُؤْدَدٍ ***** إنْ باتَ يومًا موقَرَ الأعفاجِ
قد قلتُ للباغي المروءَة َ عندهم ***** يرمي القليبَ بغيرذاتِ عِناجِ
ماذا تُكلِّفُ ذاتَ بطنٍ حائلٍ ***** جدّاءَ من درٍّ لها ونِتاجِ؟
وتريدُ أن تحظى بجمّاتِ الغنى ***** من معدنِ الإقتارِ"والإنفاجِ"
ومن الغباوة ِ أن يظنّ مؤمّلٌ ***** جُرَعَ"الإساغَة ِ" من مَغَصٍّ شاجِ

سرونة
06/08/2012, 11:14 PM
تهوين أنْ أرقى ذرا الممالكِ

تهوين أنْ أرقى ذرا الممالكِ ***** والعمرُ يمضى فى خلال ذلكِ
هالكة ٌ تتبعُ إثْرَ هالكِ ***** كم من أخٍ لي أو حميمٍ شابِكِ
ولّتْ به عنّى يدُ الهالكِ ***** فجعُ الرّدى متمّماً بمالكِ
بعدتَ يا يحيى بعادَ الهالكِ ***** بِعادَ لا قالٍ ولا مُتارِكِ
لكنَّه أخذُ الرَّدى للواشكِ ***** لاقي الجبانِ والشّجاعِ الفاتكِ
بدّلتَ بالأرض ثرى الدّ كادكِ ***** وبالضّياءِ قعرَ لحدٍ حالكِ
وبالأنيسِ رَنَّة ً من ساهكِ ***** سادكة ٌ قد ظفرتْ بسادِكِ
مسالكٌ ما رجعتْ بسالكِ ***** أعيَتْ على الأخفافِ والسَّنابِكِ
سقيتَ صوبَ الدّيمِ السّوافكِ ***** من كلّ ذاتِ هيدبٍ مباركِ
دلاّحة ٍ كالنّعمِ الأواركِ ***** دنياى َ " ما دارَ مقامٍ " داركِ
هيهاتَ أنْ أعْلَقَ في حبالِكِ ***** وما " عفا " من جسدى جراحكِ
وهذهِ الفَعْلة ُ مِن فِعالِكِ

سرونة
06/08/2012, 11:14 PM
إنَّ الَّتي حكتِ الضُّحَى

إنَّ الَّتي حكتِ الضُّحَى ***** والصُّبحُ في أسْرِ الدياجي
ما كنتُ يومَ تعرَّضتْ ***** لي من حِبالها بناجِ
أدْوَتْ فؤادي من صَبا ***** بتها وضنّتْ بالعلاجِ
ولقد أقولُ لها وضلَّ ***** لَ عنِ النَّصيحة ِ مَنْ يُداجي:
يا حلوة ً كم دون حُلْـ ***** ـوكِ للمتيمٍ من أجاجِ
وإذا ضَنِنْتِ فقد أسَأْ ***** تِ وفي يديكِ بلوغُ حاجي

سرونة
06/08/2012, 11:15 PM
ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ

ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ ***** وماذا الذى ينتابنى من خيالكِ ؟
هجرتِ وأنتِ الهمُّ إذ نحنُ جِيرة ٌ ***** وزرتِ وشحطٌ دارنا من دياركِ
فما نلتقي إلاّ على نَشوة ِ الكرَى ***** بكلّ خدارى ٍّ من اللّيل حالكِ
يفرّق فيما بيننا وضحُ الضّحى ***** وتجمعنا زهرُ النّجومِ الشّوابكِ
وما كان هذا البذلُ منك سجيَّة ً ***** ولا الوصلُ يوماً خَلَّة ً من خِلالِكِ
فكيفَ التقينا والمسافة ُ بيننا ***** وكيف خطرنا من بعيدٍ ببالكِ ؟
وقد كنتِ لمّا أوسعونا وشاية ً ***** بنا وبكمْ آيستنا من وصالكِ
فلم يبقَ فى أيماننا بعد ما وهتْ ***** عقودُ التَّصابي رُمَّة ٌ من حبالِكِ
وليلة بتنا دون رملة ِ مربخٍ ***** خطوتِ إلينا عانكاً بعد عانِكِ
وما كان مَن يستوطنُ الرَّملَ طامعاً ***** وأنتِ على وادى " القرى " فى مزاركِ
ولمّا امتطيتِ الرّملَ كنتِ حقيقة ً ***** بغير الهدى لولا ضياءُ جمالكِ
تزورين شُعثاً ماطَلُوا اللّيلَ كلَّه ***** على أعوجيَّاتٍ طِوالِ الحوارِكِ
إذا خِفْنَ في تِيهٍ من الأرضِ ضَلَّة ً ***** ولا ضوءَ أوْقَدْنَ الحصَى بالسَّنابِكِ
سلامٌ على الوادي الذي بانَ أهلُهُ ***** ضُحيّاً على أُدْمِ المطيِّ الرَّواتِكِ
وفيهنّ ملآنٌ من الحسنِ مفعمٌ ***** يفئُ بعزمِ النّاسك المتماسكِ
يتاركنى وصلاً وبذلاً ونائلاً ***** وموضعهُ فى القلب ليس بتاركى
إذا افْتَرَّ يوماً أو تبسَّمَ مُغرباً ***** فعن لؤلؤٍ عذبٍ نقى ّ المضاحكِ
أبى الرّشفَ حتّى ليس يثنى بطيبه ***** بُعَيْدَ الكَرى إلاّ فروعَ المساوِكِ
ولمّا تنادوا غفلة ً برحيلهمْ ***** فما شئتَ بين الحى ّ من متهالكِ
ومن معقولٍ يشكو الفراقَ وواجمٍ ***** ومِن آخذٍ ما يبتغيهِ وتاركِ
مَضَوا بعد ما شاقوا القلوبَ ووكَّلوا ***** بأعيننا فيضَ الدّموع السّوافكِ
عشيّة َ لاثوا الرّبطَ فوق حدوجهمْ ***** على مثلِ غزلان الصّريمِ الأواركِ
يحدّثنَ عن شرخ الصّبا كلَّ من رأى ***** تماماً لهنَّ بالثّدِيِّ الفَوالِكِ
ألا إنَّ قوماً أخرجوكُنَّ قد بَغَوا ***** وسَدُّوا إلى طُرْقِ الجميلِ مَسالكي
هُمُ منحونا بِشْرَهمْ ثمَّ أَسْرجوا ***** قلوباً لهمْ مملوءة ً بالحسائكِ
تَرى السِّلْمَ منهمْ بادياً في وجوههمْ ***** وبينَ ضلوعِ القومِ كلُّ المعاركِ
وما نَقَموا إلاّ التّصامُمَ عنهمْ ***** وصَفحي لهمْ عن آفكٍ بعد آفكِ
وإنّى َ ألقى القولَ بالسّوءِ منهمُ ***** بمَدْرَجِ أنفاسِ الرِّياحِ السَّواهكِ
وأسترُ منهمْ جانبَ الذَّمِّ مُبْقياً ***** على خارقٍ منهمْ لذاك " وهاتكِ "
إذا كنتُمُ آتاكُم اللهُ رُشْدَكمْ ***** تودّون ودّاً أنّنى فى الهوالكِ
فمنْ ذاكُمُ أعددتُمُ لذمارِكمْ ***** إذا قمتمُ فى المأزقِ المتلاحكِ ؟
ومَن ذا يُنيلُ الثّأرَ عفواً أكفَّكمْ ***** وتظفركمْ أيّامه " بالممالكِ " ؟
ومن قوله يومَ الخصومة ِ فيكمُ ***** يبرِّحُ بالخصمِ الألدِّ المماحِكِ
ومَن دافَعَ الأيّامَ عن مُهَجاتِكمْ ***** وهنَّ أخيذاتُ لأيدى المهالكِ ؟
رأيتكمُ لا ترشحون لجاركمْ ***** من الخير إلاّ بالضّعافِ الرّكائكِ
يبيتُ خميصاً فى القضيض وأنتمُ ***** كظيظون جثّامون فوق الأرائكِ
تَنوبكُمُ أو شِلْوُهُ للمناهكِ
وإنْ الذى يمريكمُ لعطائهِ ***** لمستمطرٌ رفدَ الأكفّ المسائكِ
ألا هلْ أرى فى أرضِ بابلَ أدرعاً ***** تصول بأسيافٍ رقاقٍ بواتكِ ؟
وهلْ أردنْ ماءَ الفراتِ قبيلة ً ***** بلا ظمأٍ مشلولة ً بالنّيازكِ ؟
يعُجُّ القنا بالطَّعنِ في ثُغَراتها ***** عجيجَ المطايا جُنَّحاً للمباركِ
وهلْ أَنافي فجٍّ من الأَرض خائفٌ ***** أذودُ بأطراف القنا للصّعالكِ ؟
فمن لي على كسب المحامِدِ والعُلا ***** ورغمِ الأعادي بالصَّديق المشاركِ

سرونة
06/08/2012, 11:15 PM
مولايَ يا بدرَ كلِّ داجية

مولايَ يا بدرَ كلِّ داجية ٍ ***** خذ بيدي قد وقعتُ في اللُّجَجِ
حُسنُك ما تنقضي عجائبُهُ ***** كالبحرِ حدَّثْ عنه بلا حَرَجِ
بحقِّ مَن خطَّ عارِضَيْك ومَنْ ***** سلَّطَ سُلطانَها على المُهَجِ
مدَّ يديكَ الكريمتينِ معي ***** ثمّ ادعُ لي مِن هواكَ بالفَرَجِ

سرونة
06/08/2012, 11:15 PM
مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ

مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ ***** كظبية ٍ أفلتتْ أثناء أشواكِ
نبكى ويضحكها منّا البكاء " لها " ***** ماذا يمرّ من المسرور بالباكى
فقلتُ والقولُ قد يَشْفي أخا شَجَنٍ ***** وربَّما عطفَ المشكوُّ للشاكي
أُعطيتِ منّا الذي لم نُعطَ منكِ فلو ***** رام الهوى النّصف أعطانا وأعطاكِ
ولستِ بالرِّيمِ لكنْ فيكِ أحسنُهُ ***** ولستِ ظَبْياً وريّا الظَّبْيِ رَيّاكِ
تودّ شمسُ الضّحى لو كنتِ بهجتها ***** وودّ بدرُ الدّجى لو كان إيّاكِ
قد كنتُ أحسبني جَلْداً فأيْقظني ***** منّى على الضّعفِ أنّى بعضُ قتلاكِ
لا باركَ اللهُ في قلبٍ قَلاكِ ولا ***** أَبكى السّماءَ لمن بالسُّوءِ أبكاكِ
ولا تولَّى الذي ولاّكِ جانِبَهُ ***** ولا عدا الخيرُ إلاَّ مَنْ تعدّاكِ
أشقَيتِ منّا قلوباً لا نقولُ لها: ***** أشقَى الإلهُ الذي بالحبِّ أشقاكِ
وكنتِ ملذوذة ً والمرُّ منك لنا ***** وما أمرَّكِ شيءٌ كانَ أحلاكِ
هل تذكرين - وما الذكرى بنافعة ٍ - ***** مَسْرَى الرّكائبِ يومَ الجِزعِ مسراكِ
فى ليلة ٍ ضلّ فيها الرّكبُ " وجهتهمْ " ***** لولا ضياءُ جمالٍ من مُحيّاكِ
بتنا نميلُ على أقتادنا طرباً ***** مُصغينَ نحو الذي بالحسنِ أطراكِ
مسهَّدين ولولا داءُ حبِّكمُ ***** أكرى العيونَ لنا مَن كان أكراكِ
إنْ بتِّ آمنة ً منّا عليك كما ***** شاء العفافُ فإنّا ما أمنّاكِ
أو كنتِ سالية ً لمّا خطاكِ هوى ً ***** غدا علينا فإنّا ما سَلَوْناكِ
وإنْ مللتِ فقوماً لا ملالَ بهمْ ***** وإنْ شئمتِ فإنّا ما سئمناكِ
أيُّ الشّفاءِ لداءٍ في يديكِ لنا ***** وأى ُّ رى ٍّ لصادٍ من ثناياكِ ؟
لولا الغُواة ُ وخوفٌ مِن وِشايتهمْ ***** ما كان مثواى إلاّ حيثُ مثواكِ
مَلكْتِنا بالهوَى والحبُّ مَتْعَبَة ٌ ***** فحبذا ذاك لو أنّا ملكناكِ
ولو أُصِبْتِ بداءٍ قد أصِبْتُ به ***** علمتِ مافي فؤادٍ باتَ يَهْواكِ
إنْ تشكرى فاشكرى من لم يذقكِ هوًى ***** ومَن بحبِّك أبلانا وأبلاكِ
وكيف يصو فؤادٌ فيكِ مختبلٌ ***** تسرى سرى دمهِ فيه حميّاكِ ؟
ولو رميتِ وريعانُ الشّباب معى ***** أصميتِ مِنِّيَ مَن بالحبِّ أصماكِ
كم مرّة ٍ زرتنا وهناً على عجلٍ ***** سريتِ فيه وما أسرتْ مطاياكِ
حتّى التقينا على رُغم الرُّقادِ وما ***** ذاك اللّقاء سوى وسواسِ ذكراكِ
فإنْ هجرتِ وقد أخلفتِ واعدة ً ***** فبالذي زُرتِ ما واعدتِنا ذاكِ

سرونة
06/08/2012, 11:16 PM
سَلِ الجِزْعَ أين المنزلُ "المتنازحُ"

سَلِ الجِزْعَ أين المنزلُ "المتنازحُ" ***** وهل سكَنٌ عادٍ من الدّارِ رائخُ؟
وقد كنتُ قبلَ البينِ "أكتتمُ" الهوى ***** فباحَ به دمعٌ من العينِ سافحُ
يجودُ وإنْ أزرى وأنّبَ ناصحٌ ***** "ويهمي" وإنْ أغرى وألّبَ كاشحُ
ألا إنّ يوماً نلتُ فيهِ "منى " الهوى ***** برغم العدى يومٌ "لَعَمْركَ" صالحُ
ولمّا تلاقَينا بشِعْبِ مُغَمِّسٍ ***** على شَرَفِ فيه الوكورُ الجوارحُ
خَلطنا نُفوسًا بالنفوسِ صَبابة ً ***** وضاقَ اعتناقٌ بيننا وتَصافُحُ
وليلة َ أضْللنا الطّريقَ إليكمُ ***** فلم يهدِ إلاّ العنبرُ المتفاوحُ
وإلاّ سقيطُ الدُّر زعزع سِلكَهُ ***** غُصونٌ تُثنّيها الرِّياحُ النَّوافِحُ
فإنْ لم "يُشافِهنا" بكمْ أبطَحُ الحِمى ***** فلا سُقيتْ ماءَ السّحابِ الأباطحُ
وإن لم تكنْ تلك المسارحُ مُلتقى ً ***** لأهل "الهوى " فلا عَمِرْن المسارحُ
يضِنّونَ بالجدوى عليَّ وإنني ***** لأمنحهمْ من فرع الأراكِ صوادحُ
ومن قبلُ شاقَتني ونحن على مِنًى ***** حمائمُ من فرعِ الأراكِ صوادحُ
يَنُحْنَ ولم يُضمِرنَ شَجْوًا وإنَّما ***** شجى ً واشتياقاً ما تنوحُ النّوائحُ
فللِّهِ يومُ الحُزْنِ حين تطلَّعَتْ ***** لنا من نواحيهِ العيونُ الملائحُ
شَبَبْنَ الهوى فينا وهنّ سوالِمٌ ***** وغادَرْننا مَرْضى ، وهُنَّ صحائِحُ
أمنْ بعد دُسْتُ الثّريا بأخمصي ***** وطأطأ عني الأبلخُ المتطامحُ؟
تَرومينَ أنْ أَغنَى بدارِ دناءَة ٍ ***** ولي عن مَقامِ الأدنياءِ منادِحُ؟
وقد علمتْ أحباءُ فِهْرِ بن مالكٍ ***** بأنِّيَ عن تلك العَضائِهِ نازحُ
وأنّيَ لا أدنوكم الرّبية ِ التي ***** تسامحُ فيها نفسُه مَن تسامحُ
وأنّيَ لا أرضى بتعريضِ معشرٍ ***** يُذعذِعُ عِرْضي قولُهُ وهْوَ مازِحُ
يَخُرّ فلا يدري لمن هو جارحٌ ***** ويقدحُ لا يدري بما هو قادحُ
وما غرني من "مومضٍ" فيَّ "مِدْحَة ً" ***** وما غرّت الأقوامَ إلاّ المدائحُ
ولولا فخارُ الملكِ ما كنتُ ثاويًا ***** ورَحلي على ظهر المطيّة ِ بارحُ
ولا طالعًا إلاّ مُخارمَ لم يكنْ ***** ليطلعَها إلاّ الشّجاعُ المُشايحُ
وقلْقَلَها رُكبانها نحو بابهِ ***** كما طاحَ مِن أعلامِ نَهْلانَ طائحُ
بملومة ٍ فيها القَنا والصَّفائحُ ***** حرامٌ على أخفافكنَّ الصّحاصِحُ
أنِخْنَ بمنْ لا نَبتغي بَدَلاً بهِ ***** فما ضرّ شيئاً أنّكنَّ طَلائحُ
بحيثُ الجفانُ الغّرُّ تُفْهَقُ "للقِرى " ***** مِلاءً وميزانُ العطيَّة ِ راجحُ
إلى ملكٍ لا يأْلَفُ الهَزْلَ جِدَّهُ ***** ولا تُضمرُ الفحشاءَ منهُ الجوانحُ
وَقورٌ وأحلامُ الأنامِ طوائِشٌ ***** ويُبدي ابتسامًا والوجوهُ كوالحُ
سَقى اللهُ أيّامًا لنا في ظِلالِهِ ***** فهنَّ لأظلامِ الزَّمانِ مصابحُ
لياليَ تنهَلُّ الأمانيُّ حُفَّلاً ***** علينا كما انهلّتْ غيومٌ طوافحُ
ولمّا تناهبنا الثّناءَ بفضلهِ ***** وجاشَتْ بما تُولي يداهُ القرائحُ
ثناءً كنشرِ المندليِّ "تعبّقتْ" ***** به في ابتلاجِ الصّبحِ هوجٌ بوارحُ
تقاصر عن علياءِ مجدك قائلٌ ***** وقصَّرَ عن إِتيانِ حَقِّك مادحُ
ومَن كَتم النُّعْمى عن النّاس راجِيًا ***** تَناسِيَها نمَّتْ عليه المنائحُ
وقد علموا "لمّا عرا الملكَ داؤهُ" ***** ولا مَنهجٌ يشفي من الداءِ واضحُ
بأنّكَ عن ساحاتهِ الدّاءَ طاردٌ ***** وأنّك عن أكتادهِ الثِّقْلَ طارحُ
وما شعروا حتّى صَبَحْتَ ديارَهمْ ***** بماومة ٍ فيها القنا والصفائحُ
وجُردٍ تَهاوَى كالقِداحِ أجالَها ***** على عَجَلٍ يبغي الغِلابَ مُرابحُ
فما "رمْتَ" حتى الطيّرُ تعترِقُ الطُّلى ***** وحتِّى جبينُ التُّربِ بالدَّمِ راشحُ
وكم لكَ من يومٍ له أنتَ حاقرٌ ***** وفي ملِهِ نُجْحٌ لو أنّك ناجحُ
أتيتَ به عفواً مراراً ولم "يَطُرْ" ***** سِواكَ به في عُمرهِ وهْوَ كادحُ
وما أنا ألاّ من مَدَدْتَ بِضَبْعِهِ ***** إلى حيثُ لا ترنو العيونُ الطّوامحُ
أروحُ وأغدو كلَّ يومٍ وليلة ٍ ***** نَصيبيَ فيهِ مِن عطائك رابحُ؟
أأنساكَ تُدنيني إلى الجانبِ الذي ***** نصيبي فيهِ عطائك رابحُ؟
وتوسعُ لي في مشهد "القومِ موضعاً" ***** تضيقُ به منهمْ صُدورٌ فسائحُ
فما أنا إلاَّ في رياضِك راتعٌ ***** ولا أنا إلاّ مِن زنادك قادحُ
هنيئاً بيومِ المِهرجانِ فإنّهُ ***** وكلَّ زمانٍ نحوَ فخرِكَ طامحُ
تَعِزُّ بك الأيامُ وهي ذليلة ٌ ***** وتسخو الليالي منكَ وهيَ شحائحُ
فهذا أوانٌ ميسمُ اليُمنِ بَيِّنٌ ***** عليهِ وعُنوانُ السعادة لائحُ
ولازلتَ تستقري الزمانَ وأهلَهُ ***** لكَ الخلدُ فيه والمدى المتطاوحُ

سرونة
06/08/2012, 11:16 PM
أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى

أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى ***** وتَشكو، ولكن ليسَ تَشْكو إلى مُشْكِ
فيا دمنة الحى ّ الذين تحمّلوا ***** بوادي الغَضا ماذا ألمَّ بنا منكِ
خشعتِ فلا عينٌ تراكِ لناظرٍ ***** دثوراً ولا نطقٌ يخبّرنا عنكِ
وأذْكرْتِني والشَّيبُ يضحكُ ثَغرُهُ ***** بلمّتنا عهدَ الشّبيبة ِ والفتكِ
ليالى َ لا حلمٌ لذى الحلمِ والنّهى ***** ولا نسكٌ فيها يصابُ لذى نسكِ
فللهِ أفواهٌ لقينَ أُنوفَنا ***** بأذكى وقد ودَّعْن من عَبَقِ المسكِ
وكم من سقيمٍ ليس نرجو شفاءهُ ***** بأجراعكمْ أو من أسيرٍ بلا فكِّ
فقلْ للأُلى تاركْتُهمْ لاحتقارِهمْ ***** فأبصرَهمْ كفِّي وأَطمعَهمْ تركي
لَكَمْ مَرَّة ٍ مَحَّصتكمْ وخَبَرْتُكمْ ***** فبهرجكمْ نقدى وزّيفكمْ سبكى
فلا يبعدَنْ مَن كنتُ بالأمس بينهمْ ***** على هَضْبة ٍ الباني وفي ذِروة ِ السَّمكِ
بلغتُ بهمْ ما لم تَنَلْهُ يدُ المنى ***** وحُكِّمتُ حتَّى صرتُ أحكمُ في الملكِ
وجاورتهمْ شمَّ العرانين كلّما ***** معكتُ بهمْ جاروا " سبيلى " فى المعكِ
كرامٌ فلا أموالُهمْ لُعبابِهمْ ***** ولا دَرُّهمْ للحَقْنِ لُؤماً وللحَشْكِ
وأفنية ٌ لا يُعرَفُ الضَّيمُ بينَها ***** ولا الفقرُ مرهوبٌ ولا العيش بالضّنكِ
همُ أخرجوا من ضيقِ سخطٍ إلى رضاً ***** وهمْ أبدلوا قلبى اليقين من الشكِّ
وهمْ نزَّهوني أنْ أذِلَّ لمطمعٍ ***** وهمْ حقنوا لى ماءَ وجهى من السّفكِ
وهمْ ملّكونى بعدما كنتُ ثاوياً ***** مدى الدّهرِ واستعلوا بنجمى على الفلكِ
وكنتُ وكانوا إلفة ً وتجاوراً ***** مكان سرودِ العقدِ من مسلك السّلكِ
مَضَوا لابديلٌ لي ولا عِوَضٌ بهمْ ***** فها أنا ذا دهرى على فقدهمْ أبكى

سرونة
06/08/2012, 11:16 PM
منْ رأى الأظغانَ فوق الـ

منْ رأى الأظغانَ فوق الـ ***** ـبيدِ من بُعدٍ تلوحُ؟
كسَفينٍ عصفتْ فيـ ***** هِنّ للنَّكباءِ ريحُ
أو غمامٍ هو بالما ***** ءِ الذي فيه دَلوحُ
أو رئالٍ راتكاتٍ ***** ليس فيهنّ طَليحُ
رُحنَ بالرغمِ من الأنـ ***** ـفِ وما إنْ قلتُ: روحوا
ففؤادي بعد أن بِنّ ***** كما شِئنَ قَريحُ
وغبوقي دمعُ عيـ ***** ـني هَتوناً والصَّبوحُ
وثَنايا بينهُنَّ ال ***** خَمرُ والمسكُ يفوحُ
ومليحُ العِطفِ لو كـ ***** ـنُ الكُلَى فهْوَ طريحُ
أيُّ شيءٍ ضَرَّ والحا ***** دي بما يخشى صَدوحُ؟
مِن سلامٍ لم يكُنْ بالسْـ ***** ـسِّرِّ من وَجدٍ يبوحُ
إنَّ مَنْ شحَّ عن الصَّدْ ***** يانِ بالماءِ شَحيحُ
ولقد هاجَ اشتياقي ***** نَوحُ قُمْرِيٍّ ينوحُ
غَرِدٌ مسكنُهُ الطُّبّا ***** قُ أوْ لا فالطُّلوحُ
أيُّها الداني إلينا ***** لا يكنْ منكَ النُّزوحُ
نحنُ أجسادٌ وأنتَ الد ***** دَهْرَ في الأجساد روحُ
وبحربٍ ثمَّ في جَدْ ***** بٍ جَنوحٌ وَمنوحُ
وإذا لم ينفحِ القو ***** مُ فيُمناك النَّفوحُ
وإذا الجُرمُ بذي الحِلْـ ***** ـمِ هفا أنتَ الصَّفوحُ
إنْ شككْتُمْ منهُ في النَّجْـ ***** ـدة ِ والشّكُ فضوحُ
فانظروهُ في الوغى يحْـ ***** ليسَ إلاّ ناطحٌ بالْـ
والقنا يولِغُ من نحـ ***** ـرٍ نجيعاً والصفيحُ
حيثُ لا يطوى على الميـ ***** ـتِ من الأرضِ ضَريحُ
ليسَ إلاّ ناطحٌ بالطـ ***** ـطَعنِ قَعْصًا أو نَطيحُ
وكَرورٌ وفَرورٌ ***** ومُشيحٌ ومُليحُ
ومضى البين فلا عا ***** دَ بِعادٌ ونُزوحُ
فقلوبٌ حَرِجاتٌ ***** هنَّ في ذا اليومِ فِيحُ
قد رأتْ ما كانَ يرجو ***** بعضَه الطَّرفُ الطموحُ
ورأينا ثَمَرَ الحُسْـ ***** ـنى وما يجني القبيحُ
ومضى الصّعبُ ولم يبـ ***** ـقَ لنا إلاّ السّميحُ
وانقضَى الضِّيقُ ووافا ***** نا منَ العيش الفَسيحُ
قلْ لمن كانَ جريحًا: ***** دَمِلتْ تلكَ الجروحُ
ليسَ إلاّ أملٌ قدْ ***** نيل أو بيعٌ رَبيحُ
ولنا في الأمنِ بالدّوِّ ***** سروبٌ وسُروحُ
وخيولٌ نحو ما نهـ ***** ـوَى منَ الأمر جُنوحُ
وقلوبٌ ساكناتٌ ***** وجَنانٌ مستريحُ
ولنا الأعوادُ ما فيـ ***** ـها وُصومٌ وجُروحُ
والجلودُ الملْسُ ما فيـ ***** ـها قُروفٌ وقُروحُ
فاقبلِ التوبة َ من دهْـ ***** ـرٍ خَلا منهُ قبيحُ
غشَّ حِينًا وهُوَ الآ ***** نَ بما نهوى نَصوحُ
باسمٌ طَلْقٌ وكم با ***** نَ لنا منه الكُلوحُ
إنَّما الجَدُّ لمن نا ***** لَ المَدى وهْوَ مُريحُ
سوفَ تأتيك كما تهْـ ***** ـوَى فُروجٌ وفُتوحُ
وسعودٌ ما محاهُنَّ ***** دروسٌ ومُصوحُ
ولِما أجملتُ تَفصيـ ***** ـلٌ طويلٌ وشروحُ
فخذِ التَّعْريضَ حتّى ***** يأتيَ القولُ الصّريحُ
وإذا عنّ اتقلءٌ ***** عَيَّ بالقولِ الفصيحُ
لا تزل في نِعَمٍ تغـ ***** ـدو عليها وتروحُ
ونأى عن مشيِ عِزٍّ ***** لكَ أيْنٌ ورُزوحُ
وعِراصٌ لك لا أَقْـ ***** ـوَيْنَ من خِصْبٍ وسُوحُ
وليطِحْ عنكَ الذي لمْ ***** ترضَهُ فيما يَطيحُ
فالفتى مَن كان مجدًا ***** قاصرًا عنه المديحُ

سرونة
06/08/2012, 11:17 PM
عَلَّ الهوى يَهْفو به العَذَلُ

عَلَّ الهوى يَهْفو به العَذَلُ ***** ويغضّ من جمحانهِ المللُ
والحبُّ أضيعُ ما أطاف به ***** قلبٌ ونِيطَ بحفظهِ شُغُلُ
ولقد صحبتُ العيشَ مصطبراً ***** سلوان لا يسطيعنى الغزلُ
إنْ شئتُ أعمدتُ الخباءَ ولا ***** تحظَى بيَ الأستارُ والكِلَلُ
ومُلَوَّحِ الخدَّين تحملُهُ ***** أبداً على أعناقِها السُّبُلُ
نابٍ عن الأوطانِ فهوَ متى ***** ظفرتْ به الأوطان مرتحلُ
تركَ البلادَ لمنْ أقامَ بها ***** وتقطَّعتْ عن عيشِهِ العُقَلُ
يسعى إلى العلياءِ يُحرزُها ***** سعياً تحامَى وقْعْهُ الزَّلَلُ
وإذا الفتى كُتبَ النَّجاءُ لهُ ***** فالكلمُ يعفو والأذى جللُ
دَيني وإنْ ألْوَى المِطالُ بهِ ***** تَلْويهِ نحوي البِيضُ وَالأَسَلُ
وسواى َ إنْ قعد الزّمان به ***** قعدتْ به الآراءُ والحيلُ
والدَّهرُ يجذبُنا إلى أَمَدٍ ***** تَغنَى بهِ الأسفارُ والرَّحِلُ
ما أقربَ الأعمالَ من أجلٍ ***** العمرُ صبحٌ والرّدى أصلُ
والمرءُ إنْ أخطاهُ طالبهُ ***** لم تُخطِهِ من دهرِهِ الغِيَلُ
ملقًى على طرقِ الخطوبِ له ***** من كَرِّها حَلٌّ ومُرتَحَلُ
أيقودنى أملى فأتبعهُ ؟ ***** والذّلُّ يصحب من له أملُ
وعليَّ تستعلي الرّجالُ وما ***** يبدو لعيني منهمُ رجلُ
ما لي أُعلَّلُ بالخِداعِ وقد ***** تردى المعلّلَ دهره العللُ
"تقذى " جفونى كلُّ " رائقة ٍ " ***** ويمرُّ فى لهواتى َ العسلَ
فى كلّ يومٍ صاحبٌ سئمٌ ***** يلقى على ظهرى فأحتملُ
وإذا وصلتُ إلى الحسين فدَى ***** وصلى له الخلاّنُ والخللُ
ذاك الذي جُمِعَ الولاءُ له ***** وتشايعتْ فى حبّه المللُ
في كلِّ عارفة ٍ له قَدَمٌ ***** ولكلِّ مَكرُمة ٍ بهِ مَثَلُ
سبطُ الأناملِ وبلهُ ديمٌ ***** للمعتفين ووِرْدُه عَلَلُ
والجودُ حيثُ الوعدُ مُفتَقَدٌ ***** والقولُ معقودٌ به العملُ
وإذا " أعار " القولَ منطقه ***** خفتَ الكلامُ وأمسكَ " الزّملُ "
هذا وكم غمّاءَ خالطَها ***** والظنُّ فيها شاربٌ ثملُ
أدّتهُ وضّاحَ الجبين كما ***** أدّتْ صقال الصّارمِ الخللُ
ولأنتَ إنْ عدّ امرؤٌ سلفاً ***** من معشرٍ إنْ فوضوا فضلوا
المُفْضِلون إذا الورى بَخلوا ***** والمقدمون إذا همُ نكلوا
والمعجلو الجردِ العتاقِ ولا الـأرسانُ تمسكها ولا الجدلُ ***** ـأَرْسانُ تمسكُها ولا الجُدُلُ
غلبوا على خطط العلاءِ وكم ***** قد رامها قومٌ فما وصلوا
لا يطمحون إلى بُلَهْنِيَة ٍ ***** في طيِّها التّأْنيبُ والعَذَلُ
وإذا الصَّريحُ عَلَتْ غَماغِمُهُ ***** وأزلّ من خطواتهِ البطلُ
مَلؤوا الفضاءَ بكلِّ مُنْصَلِتٍ ***** مادبّ فى حيزومه الوجلُ
لله درّك والثّرى ضرجٌ ***** والبيضُ تهطلُ والقنا خضلُ
فَلَرُبَّ نازلة ٍ نَدبتَ لها ***** عزماً تَولَّجَ رَيْثَه العَجَلُ
ومروّعٍ حصّنتَ مهجته ***** وقد اشْرَأَبَّ لأخذِها الأَجَلُ
حيث الرّدى موفٍ بكلكلهِ ***** ينجاب عنه الثّكلُ والهبلُ
والسّمرُ فى اللّبّاتِ طائشة ٌ ***** والبيضُ تكثمُ شطرها القللُ
هجرَ الحسودُ تباعَ زفرته ***** وتحسَّرتْ عن صدره الغِلَلُ
ورآك أسبق إنْ جريتَ ولو ***** أعطته سبقَ لحاظها المقلُ
واليأسُ أروحُ للقلوب إذا ***** كانت إلى المطلوب لا تصلُ
ما ضرَّ مَن يرضاك جُنَّتَهُ ***** إنْ حكّمتْ فيه القنا الذّبلُ ؟
حسبى دفاعك فهو لى حرمٌ ***** يَضُفو على سِرْبي وينسدِلُ
أعليتَ طرفى وهو منخفضٌ ***** وحميتَ رَبْعي وهْو مُبتَذَلُ
وبلغتَ بي في العزِّ منزلة ً ***** كلُّ الورى عن مثلها " نزلُ "
فلأشكرنّك ما مشتْ " بفتًى ***** قدمٌ " وحنّتْ للنّوى إبلُ
وليهنك العيدُ الذى عزبتْ ***** عنه الهمومُ وأطبقَ الجَذَلُ
يومٌ تطيح به الذّنوبُ كما ***** دفع الغُثاءَ العارضُ الهَطِلُ
فاسعدْ بهِ فالعزُّ مؤتَنَفٌ ***** بقدومه والمجدُ مقتبلُ
واسلمْ على نُوَبِ الزَّمانِ وإنْ ***** شقيتْ بها الأملاكُ والدّولُ
والعنقُ أولى أنْ يصان وأنْ ***** يشقى بجمرة ِ دائهِ الكفلُ

سرونة
06/08/2012, 11:17 PM
خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ

خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ ***** والقلبُ من ذكرِ الأحبَّة ِ يفرحُ
ما كانَ عندي أنَّ غِزلانَ النَّقا ***** لوادِ طَرْفِي يوم رامة َ تسنح
لمّا مَرَرْنَ بنا خطفْنَ قُلوبَنا ***** وقلوبُهنّ مقيمة ٌ لا تبرحُ
والدارُ من بعد الشواغفِ إنّما ***** هي للجَوى والحزنِ مغنًى مَطرحُ
للهِ زَوْرٌ زارنا وقتَ الكرى ***** والليلُ جَوْنُ أديمِهِ لا يوضِحُ
والعيسُ من بعدِ الكلالِ مُناخة ٌ ***** والرَّكبُ فيما بينهنَّ مُطرَّحُ
فيما طرقتَ وليلُنا مُستَحلِكٌ ***** لو ما طرقْتَ وصُبحُنا متوضِّحُ
بينا يؤلفنا أغمٌّ مُظلمٌ ***** حتى يقرّقنا مضئٌ أجْلَحُ
ياصاحبيَّ على الزمانِ تأملاً ***** ما جرَّهُ هذا الزَّمانُ الأقبحُ
في كلِّ يومً ليَ خليطٌ يَنتئي ***** عنّي ودارٌ بالمسرة ِ تنزحُ
وهمومُ صدرٍ كلَّما دافعتُها ***** آلتْ طِوالَ الدَّهرِ لا تَتَزحزحُ
لا أستطيعُ لها الشكاية َ خيفة ً ***** والهمُّ لا يُشكى لقلبكَ أجْرحُ
وإذا طلبتُ ليَ الإخاءَ فليسَ لي ***** من بينهم إلاّ الّسَؤولُ الأرسحُ
من كلِّ مشتهر العيوبِ وعندهُ ***** أنَّ العيونَ لعيبهِ لا تَلمحُ
ومجاورٍ ما كنتُ يوماً راضياً ***** بجوارهِ ومشاورٍ لا ينصحُ
ومعاشرٍ نبذوا الجميلَ فما لهمْ ***** إلاّ بأودية ِ القبائحِ مَسرَحُ
ومنَ البَليَّة ِ أنَّني حُوشِيتما ***** أُمسي كما يَهْوى العدوُّ وأُصبحُ
في كربة ٍ لا تَنْجلي وشَديدة ٍ ***** لا تنقضي ودُجُنَّة ِ لا تُصبِحُ
جَمري تناقَلُهُ الأكفُّ ولم تجدْ ***** لَفْحاً له وجمارُ غيري تلفحُ
وإذا عزمتُ على النّجاءِ فليس ما ***** أنجو به إلاّ الطِّلاحُ الرُّزَّحُ
قُل للَّذي يعدو به في مَهْمَهٍ ***** طِرْفٌ تخيّرهُ الفوارسُ أقرحُ
بلِّغْ بلغتَ عميدَنا وزعيمَنا ***** ومشرِّفًا دُنيًا لنا لا يَمْصَحُ
إنّي ببعدِكَ في بهيمٍ مُظلمٍ ***** لمّا عداني مَن به أستصبحُ
إنْ طابَ ليّ طعمُ الحياة ِ أمر!َهُ ***** شوقٌ إليكَ كما علمتَ مبرِّحُ
ولقد علمتُ زمانَ تَبغي كارهًا ***** قُربي بِبُعدِكَ أنَّني لا أربحُ
وأنا الذي من بعدِ نأيكَ مُبْعَدٌ ***** عن كلِّ ما فيهِ الإرادة ُ مُنزَحُ
في أسْرِ أيدٍ بالأذى مَفْتوحة ٍ ***** لكنَّها عندَ النَّدى لا تُفتحُ
ومهوِّنٌ عندي الشدائدَ أنّها ***** تدنو الأنامَ وأنتَ عنها الأنزحُ
وإذا عَدَتْكَ سهامُ دهرٍ ترتمي ***** فدعِ السِّهامَ لجِلدِ غيرِك تجرحُ
ما ضَرَّنا وقلوبُنا مُلتفَّة ٌ ***** دَوٌّ تَعَرَّضُ بيننا أو صَحْصَحُ
فالأبعدونَ معَ المودَّة حُضَّرٌ ***** والأقربون بلا الموَّدة ِ نُزَّحُ
ولقدْ فضحتَ معاشراً لم يبلغوا ***** شأْوًا بلغتَ وفضلُ مثلك يفضحُ
وتَركتنا من بعدِ حقٍّ كانَ في ***** كفَّيكَ نَغبُقُ بالمُحالِ ونَصْبَحُ
وإذا بنو عبد الرَّحيم تَبوَّءوا ***** شِعْبًا فإنّي بينهُمْ لا أبرحُ
المسرعون إلى الصّريخ فإن قضوا ***** وَطَرَ الوَغَى فهُمُ الجبالُ الرُّجَّحُ
لا أستطيعُ فراقهمْ ولربمّا ***** فارقتُ مَن بفراقهمْ لا أسمحُ
وأنا الجواد فإنْ سُئلتُ تحوُّلاً ***** عن قربِكُم فأنا البخيلُ الشَّحْشَحُ
قومٌ وقَوْني الشَّرَّ وهو مُصَمِّمٌ ***** وكفونيَ "الضراءَ" وهي تُصرِّحُ
إنْ ناكروا الأمرَ الذميمَ تباعدوا ***** أو باكروا المَغنى الكريمَ ترَوَّحوا
وإذا دَعوتَهُمُ لنصرِك منْ ردًى ***** جاءتْ إليكَ بهمْ جِيادٌ قُرَّحُ
مِثْلَ الدّبا لَفّتْهُ فينا زَعزَعٌ ***** والسَّيلُ ضاق به علينا الأبطحُ
والبيضُ في قلل الكُماة ِ غمودُها ***** والسّمرُ من ماءِ التّرائبِ تُنضحُ
فعليك منّي غائبًا عن مُقلتي ***** فدموعها حتى تراهُ تسفَحُ
تسليمَة ٌ لا تَنْقضي وتَحيَّة ٌ ***** يمضي المدى وقليبها لا ينزحُ
وصَفحتُ عن ذنبِ الزَّمانِ وإنّني ***** عن ذنبهِ بفراقنا لا أصفحُ

سرونة
06/08/2012, 11:18 PM
على مَن ثَوى أرضَ الحجازِ تحيَّة

على مَن ثَوى أرضَ الحجازِ تحيَّة ٌ ***** فليسَ إلى غيرِ السَّلام سبيلُ
ولا زال منهلٌ من الودقِ هاملٌ ***** تجرّرُ منه فى رباه ذيولُ
ولا ظفرتْ أيدى الخطوبِ بربعه ***** ولا أبصرته العينُ وهو هطولُ
أُحِبُّ مناخاً بالحجاز تعاصفَتْ ***** إلينا بريّاه صباً وشمولُ
كأنِّي وقد فارقتُه من صبابة ٍ ***** وإن كنتُ فى حكمِ الصّحاحِ عليلُ
وما ذاك من حبِّ الدِّيارِ وإنِّما ***** خليلى َ منها حيث حلّ خليلُ
وقليلٌ لمن فى الجزعِ أنّ منحته ***** غرامي وهل بعد الفراقِ قليلُ؟
ووجدى به مستودعٌ لا يبثّه ***** حديثٌ ولا يَفْري قواهُ عذولُ
وسمعُ سوائى فيه لّلوم سامعٌ ***** وألبابُ غيرى فى هواه محولُ

سرونة
06/08/2012, 11:18 PM
ليسَ في العشقِ جُناحُ

ليسَ في العشقِ جُناحُ ***** بل هو الدَّاءُ الصُّراحُ
همَ جِدُّ جرّه مع ***** قَدَرِ اللهِ المِزاحُ
وظلامٌ ما لساريـ ***** ـهِ مدى الدهرِ صباحُ
هو سُكرٌ مثلما دبَّـ ***** بَتْ بأعضائك راحُ
وسَقامٌ ما بهِ بُرْ ***** ءٌ ولا فيهِ صَلاحُ
وعذابٌ إنْ نأى عنـ ***** ـهُ وصالٌ وسماحُ
ويحَ أهلِ العِشقِ في لجٍ ***** ـجٍ غزيرِ العُمقِ طاحوا
جحدوا الحبَّ ولكنْ ***** كَتَموهُ ثمَّ باحوا
ولهم ألسُنُ دمعٍ ***** تَرجمتْ عنه فِصاحُ
ليتَ أهلَ العِشْقِ ماتوا ***** فأراحوا واستراحوا

سرونة
06/08/2012, 11:19 PM
أأغفُلُ والدَّهرُ لا يغفُلُ

أأغفُلُ والدَّهرُ لا يغفُلُ ***** وأنسى الذي شأنُه أعضلُ؟
ويطمعنى أنّنى سالمٌ ***** وداءُ السّلامة لى أقتلُ
ويمضي نهاري وإظلامُهُ ***** بما غيره الأحسنُ الأجملُ "
وآمُلُ أنِّي أفوتُ الحِمامَ ***** " أمانٍ " لعمرك لى " ضلّلُ "
وكيف يَرى آخِرٌ أنَّهُ ***** مُبَقَّى وقد هلك الأوّلُ؟
ولمّا بدا شَمَطُ العارضينِ ***** لمن كانَ من قبلهِ يَعذُلُ
تَناهَوْا وقالوا: لسانُ المشيبِ ***** لهُ من جوارحِنا أعذَلُ
فقلتُ لهمْ: إنِّما يعذُلُ الـ ***** ـمشيبَ على الغى ِّ من يقبلُ
فحتّى متى أنا لا أرعوى ***** ولِمْ لا أقولُ ولا أفعلُ؟
وكم أنا ظمآنُ طولَ الحياة ِ ***** وفى كفّى َ الباردُ السّلسلُ ؟
أمانٍ ولا عملٌ بينهنَّ ***** كجوٍّ يغيمُ ولا يهطلُ
وما النّاسُ إلاّ كبهمِ المضيعِ يحزنُ فى الأرضِ أو يسهلُ ***** ّ كبَهْمِ المضيـ
فمن عاملٍ مالَهُ خِبرة ٌ ***** وآخرَ يدري ولا يعملُ
فيا ليتَ من علم الموبقاتِ ***** وقارفها رجلٌ يجهلُ
أمن بعد أنْ مضت الأربعون ***** سراعاً كسربِ القطا " يجفلُ "
ولم يبقَ فيك لشرخ الشّبابِ ***** مآبٌ يرجَّى ولا مَوْئِلُ
تَطامحُ نحوَ طويلِ الحياة ِ ***** ويوشك أنْ ما مضى أطولُ ؟
ألا إنَّما الدّارُ دارُ البلاءِ ***** ففى شهدها أبداً حنظلُ
يُعافَى منَ الدّاءِ مَن يُبتَلى ***** وينجو منَ الموتِ مَن يُقتَلُ
وسقمٌ أقام جميعَ الأساة ِ ***** على أنّه سقمٌ يقتلُ
أيا ذاهلاً ونداءُ الحتو ***** فى النّاسِ يوقظ من يذهلُ
طريقٌ طويلٌ وأنتَ امرؤٌ ***** لعلَّك في زادِهِ مُرْمِلُ
أليس وراءك مزورّة ٌ ***** عليها الصَّفائحُ والجَندلُ؟
بها الصّبحُ ليلٌ وليلُ البلا ***** دِ ليلٌ بساحتها أَلْيَلُ
إذا ما أناخ الفتى عندها ***** مقيماً فيا بعدَ ما يرحلُ
وإنْ جاءَها فوقَ أيدي الرِّجال ***** فبالرُّغمِ من أنفِهِ ينزلُ
على أنّه ليس عنها له ***** - وإنْ حاصَ - " منجًى ولا مرحلُ "
منازلُ ليس لحيٍّ بها ***** معاجٌ ولا وسطها منزلُ
خلتْ غيرَ ذئبٍ تراه بها ***** يُعاسِلُ أو صُرَدٍ يَحْجِلُ
وإلاّ تَرنُّمُ حنَّانَة ٍ ***** تَئطُّ كما زَفَرَ المِرْجَلُ
تريمُ وتقفلُ مجتازة ً ***** بمن لا يَريمُ ولا يَقفُلُ
ألا أينَ أهلُ النَّعيمِ الغزيرِ ***** وأينَ الأجادلُ والبُزَّلُ؟
وأينَ الغطارفُ من حِميَرٍ ***** وما مُلِّكوهُ وما خُوِّلوا؟
وأينَ الذين إِذا ما انتَجَوْا ***** أَزَمَّ بنجواهمُ المحفِلُ؟
وأطرقَ كلُّ طويلِ الّلسانِ ***** صَموتاً يُجيبُ ولا يَسألُ
إذا ما مشوا يسحبون البرودَ ***** فللرّشفِ " ما مشتِ " الأرجلُ
وقومٌ إذا ما سَرَوْا زَعزعوا ***** قَرا الأرضِ بالخيلِ أو زلزلوا
تقام ممالكهمْ بالقنا ***** ويجبى خراجهمُ المنصلُ
وكم قلَّبوا في العبادِ العيونَ ***** فلم يبصروا غيرَ ما أفضلوا
وتلقاهُم عندَ خوفِ البلادِ ***** وبين بيوتهمُ المعقلُ
مَضَوا مثلما مضتِ السَّاريا ***** تُ أثنَى بها الوطنُ المُبقِلُ
وأزعجهمْ من " قلالِ " القصور ***** فلم يلبثوا المزعجُ المعجلُ

سرونة
06/08/2012, 11:20 PM
ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي

ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي ***** منذُ فارَقْتني عليكَ جريحُ
إنَّ جَفْني عليك حزنًا جوادٌ ***** وهو في كلِّ مَن سواكَ شَحيحُ
عَذَلوني وما استوى عند أهل الـ ***** ـنَّصْفِ والعدلِ سالمٌ وجريحُ
داءُ قلبي يُدْوَى وفيهِ من الأشْـ ***** ـجانِ ما فيهِ ما يقولُ الصَّحيحُ
ُوإذا لم تكنْ مُصيخاً إلى عَذْ ***** لٍ فِسيّانِ أعجَمٌ وفصيحُ
لي لسانٌ ومدمعٌ حَمَلا رُزْ ***** ءَك ذا كاتمٌ وذاك يَبوحُ
ويراني الصّحيحَ من ليس يدري ***** أنَّ غيري هوَ السَّليمُ الصَّحيحُ
وَبِرغمي عَريتُ منكَ وبُعِدْ ***** تَ ردى ً واحتوى عليكَ الضّريحُ
مفردٌ والأنيسُ عنْك بعيدٌ ***** ليس إلاّ جنادلٌ وصفيحُ
وغمامٌ موكّلُ الجَفْنِ بالقَطْـ ***** رِ ووُرْقٌ منِ الحِمامِ ينوحُ
ليس ينجو من الحِمامِ مليحٌ ***** لا ولا صادقُ الضِّرابِ مُشيحُ
وإذا أمّكَ الحِمامُ فما يُغْـ ***** ـني من الطيرِ بارحٌ وسَنيحُ
ومِنَ أينَ البقاءُ والجسمُ تُربٌ ***** يَتَلاشى ؟ وإنَّما الرُّوحُ روحُ
وإذا غاية ُ الفتى كانتِ المو ***** تَ فماذا التَّعميمُ والتَّلميحُ؟
كلُّ يومٍ لنا بطُرْقِ الرّزايا ***** طَلَبَ الغُنْمَ رازحٌ وطليحُ
رائحٌ مالهُ غُدُوٌّ، وإمّا ***** ذو غدوٍ لكنهُ لا يروحُ
وإذا فاتَنا غَبوقُ المنايا ***** باتِّفاقِ الزَّمانِ فهْوَ الصَّبوحُ
كم لنا مُودَعًا إلى ساعة ِ الحشـ ***** ـرِ ببطنِ التّراب وجهٌ صبيحُ
وجليلاً مُعظَّمًا كانَ للآ ***** مالِ فيهِ التّرحيبُ والتَّرشيحُ
أيُّها الذَّاهبُ الّذي طاحَ والأحـ ***** ـزانُ مِنّا عليه ليس تَطيحُ
لا عرفتَ القبيحَ في دارك الأخـ ***** ـرى ، فما كانَ منك فعلٌ قبيحٌ
ليس إلاّ الصّلاة ُ والصّومُ والتَّشهـ ***** ـيدُ جُنْحَ الظّلامِ والتّسبيحُ
وحديثٌ تَرويهِ ما فيه إلاَّ ***** واضحٌ نيِّرٌ وحقٌ صحيحُ
إنّ قوماً ما زال حشواً لأَضلا ***** عِك ودٌ لهمْ نقيٌّ صريحُ
لك وِرْدٌ من حوضهم غيرُ مطرو ***** قٍ وبابٌ إليهمُ مفتوحُ
والتقاءٌ بُهْمٌ وحولَهُمُ النّا ***** سُ فذا خاسرٌ وذاك ربيحُ
والثّوابُ الّذي يضيقُ بقومٍ ***** هو من أجلهمْ عليكَ فسيحُ
لستُ أخشى عليك عُسرًا ومنهمْ ***** لكَ مُعطٍ ونافحٌ ومُميحُ
فسقى قبرَك الذي أتت فيهِ ***** مُسبِلٌ هاملُ السَّحابِ سَفوحُ
كلّما جازه غمامٌ نزيحٌ ***** جاءَه مُثقَلُ الرِّبابِ دَلوحُ
وإذا زاره الرّجالُ فلا زا ***** لَ عليهم منه الذُّكاءُ يفوحُ

سرونة
06/08/2012, 11:25 PM
بِنَقا الرِّمْثِ من شَرافٍ غزالٌ

بِنَقا الرِّمْثِ من شَرافٍ غزالٌ ***** ضلّ عنّى وليس منه الضّلالُ
لم تزلْ بي الأيّامُ حتّى لَوَتْهُ ***** عن لقائي والوشاة ُ والعُذّالُ
والعُذَيْبَ العُذَيْبَ يا ركبُ فالقلْـ ***** ـبُ له بالعُذُيْبِ داءٌ عُضالُ
كلّما قلتُ قد مضى عاد منه ***** وله ما يغبّنا وخبالُ
من أناسٍ للوعدِ بينهمُ خلـ ***** نَ لياليَّ مُذْ نأيتُمْ طَوالُ
إنْ تناءوا فليس منهمْ تدانٍ ***** أو تدانَوْا فليس منهمْ وِصالُ
لا تلمْ ساكنَ الحجازِ بقلبٍ ***** فيه من أهلِ بابلٍ بَلْبالُ
كدتُ أقضى يومَ الفراق " لبانا ***** تى َ " لولا أنّ المطايا عجالُ
ليس يُجدي يا صاحبيَّ وقوفٌ ***** بطُلولٍ ولا يُرَدُّ سُؤالُ
إنَّما الرَّبْعُ بالمقيمين فيهِ ***** وهو خلوٌ من ساكنيه مثالُ
يابنَ حمدٍ ماذا صنعتَ بقلبى ***** حينَ سِيقتْ برَحْلك الأجمالُ؟
فُرقة ٌ صعبة ٌ كما انصدعَ القَعْـ ***** ـبُ بكفِّ الصَّدِي وفيه الزُّلالُ
فحرامٌ على الجفونِ وقد غِبْـ ***** ـتَ كراها والدَّمعُ طَلْقٌ حَلالُ
وبعيدٌ شعبُ الصداعِ فؤادٍ ***** رحتَ عنه مودَّعاً أو مُحالُ
إنَّ للدَّهر يومَ فارقتَ بغدا ***** دَ عليها جريرة ً لا تُقالُ
امّحى نورها فما هى إلاّ ***** ليلة ٌ غابَ عن دُجاها الهلالُ
أنتَ فيها فى القرِّ شمسٌ وفى القيـ ***** ـظِ وحرِّ الهجيرِ أنتَ الظّلالُ
يا لَحا اللهُ مَن أراك على النَّاْي ***** طريقاً للسّوءِ فيه مجالُ
حِدْتَ عنه قبلَ التورُّطِ فيه ***** قلّما ينفع الوروطَ احتيالُ
خبرٌ ضرّم القلوبَ وإنْ كا ***** نتْ رسولاً به إلينا الشّمالُ
جاء من لامع الخلالِ كما يلـ ***** ـمعُ فى جانبِ البسيطة ِ آلُ
قد غررنا به وكم غرّتِ النّا ***** سَ قديماً محاسنٌ وجمالُ
قد بلوناك يابن حمدٍ على الخطْ ***** ـب تناهى وازورّ عنه الرّجالُ
وخبرناكَ حاملاً فأَصَبْنا ***** كاهلاً لا تَؤودُهُ الأثقالُ
وعرفناك لا تسائلُ يوماً ***** عن كلامِ الفحشاء كيف يقالُ
واعترفنا طوعاً بأنّك فينا ***** إنْ بطشنا يميننا والشّمالُ
ليس يَثني الزَّمانُ يا قومُ عمّا ***** ساءني في الذي أُحِبُّ مَقالُ
كلَّ يومٍ يَروعُني من نواحيـ ***** ـه على الأمن فُرقة ٌ أو زَوالُ
هالني فيك بالفراقِ وقد كُنْـ ***** ـتُ بما في صُروفِهِ لا أُهالُ
وأراني، وليتَهُ ما أراني ***** كيف حالتْ من قبليَ الأحوالُ
وتبيّنتُ أنّه ليس للدّنـ ***** ـيا صفاءٌ ولا لأمرٍ كمالُ
وبقينا فيمن يملُّ ولكنْ ***** ليس يغنى عن الأسير الملالُ
لا مقالٌ منهمْ يُرَجَّى ومَن ليـ ***** ـس مقالٌ منه فليس فعالُ
وإذا أعوزَ التّجمّلُ فالإعـ ***** ـوازُ منه الإحسانُ والإجمالُ
عدِّ يابن الحسين عن كلِّ من ليـ ***** ـسَ له في الكِرامِ عمٌّ وَخالُ
ليس من داءِ حقدهِ ما دجى الّليـ ***** ـلُ وما أشرقَ الدُّجَى إبْلال
ويُريكَ أنَّه يُرامي مراميـ ***** ـكَ وليستْ إلاّ إليك النّبالُ
معشرٌ خوّلوا الكثيرَ وفيما ***** ينفقون الإنزارُ والإقلالُ
لا يَخِفّون في الجميل ولا تُسـ ***** ـحبُ فى الخير منهمُ أذيالُ
وتراهمْ يرضيهمْ أنْ يقلّوا ***** فى الأعادى وتكثرُ الأموالُ
وكأنّ الآمالَ فيهمْ رسومٌ ***** دارساتٌ تَسْفي عليها الرِّمالُ
أنتَ ما بينهُمْ غريبٌ وأَهلٌ ***** لك فى حبّهمْ كثيرٌ ومالُ
فانجُ عنهمْ فما يُقيمُ على الخَسْـ ***** ـفِ وإنْ قيَّدوه عَوْدٌ حَلالُ

سرونة
06/08/2012, 11:25 PM
إنْ عاقبَ الشَّيبُ السَّوادَ بمَفْرَقي

إنْ عاقبَ الشَّيبُ السَّوادَ بمَفْرَقي ***** فالّليلُ يتلوهُ الصَّباحُ الواضحُ
منْ أخطاَتْهُ وقدْ رمتْ قوسُ الرّدى ***** تبيضُّ منه مفارقٌ ومسائحُ
لو كانَ للَّيلِ البهيمِ فضيلة ٌ ***** لم تُدْنَ منه مقابِسٌ ومصابحُ
البيضُ للعينينِ وجهٌ ضاحكٌ ***** والسّودُ لعينينِ وجهٌ كالحُ
وأشدُّ من جَذَعِ الجِيادِ إذا جرتْ ***** جَرْيًا وأصبرُهُنَّ نَهْدٌ قارحُ
والبُزْلُ تَغْتالُ الطَّريقَ سليمة ً ***** وعلى الطريقِ من البِكارِ طلائحُ

سرونة
06/08/2012, 11:26 PM
يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ

يجدُّ بنا صرفُ الزّمان ونهزلُ ***** ونوقظ بالأحداثِ فيه ونغفلُ
ونغترُّ في الدُّنيا برَيْثِ إقامة ٍ ***** ألا إنَّما ذاك المقيمُ مُرَحَّلُ
يُقادُ الفتى قَوْدَ الجنيبِ إلى الرَّدى ***** وما قادهُ منه المغارُ المفتّلُ
وما النّاسُ إلاّ ظاعنٌ أو مودّعٌ ***** ومستلبٌ مستعجلٌ أو مؤجّلُ
فمن رجلٍ قضّى الحمامُ ديونه ***** وآخرَ يُلوى كلَّ يومٍ ويُمْطَلُ
وأفنِيَة ٍ إمّا فِناءٌ مُراوَحٌ ***** مُغادَى إليه أو فناءٌ مُعَطَّلُ
وما هذه الأيّامُ إلا منازلٌ ***** إذا ما قطعنا منزلاً بان منزلُ
بنو الأرضِ يعلو واحدٌ " فوق ظهرها " ***** وآخرُ تعلو هى عليه فيسفلُ
تعاقبَ سجلى ْ ماتحٍ فى ركيّة ٍ ***** فسَجْلٌ له يَرقَى وآخرُ ينزلُ
فناءٌ ملحُّ ما يغبّ جميعنا ***** إذا عاشَ منّا آخِرٌ ماتَ أوّلُ
وقالوا: تَمَنَّ العمرَ تحظَ بطولِهِ ***** فقلتُ: وما يُغني البقاءُ المطوَّلُ؟
قصيرُ مقامِ المرءِ مثلُ طويلهِ ***** يفئُ إلى وردِ المنونِ ويوصلُ
أَروني الّذي فاتَ الحِمامَ ومن له ***** إذا أمّهُ المقدارُ ظهرٌ ومعقلُ ؟
وأينَ الذين استنزلَ الدَّهرُ منهمُ ***** بهاليلَ لمّا أَحزنوا العزَّ أسْهَلُوا؟
تراهمْ كآسادِ الشَّرى في حفيظة ٍ ***** فإنْ سُئلوا المعروفَ يوماً تهلَّلوا
أذيدوا فلم يغنوا ولم يغنِ عنهمُ ***** منَ الذَائدين ما أنالوا وخَوَّلوا
ولا أسمرٌ صَدْقُ الكعوبِ عَنَطْنَطٌ ***** ولا شادخٌ وافي الحِزامِ مُحجَّلُ
وكم صاحبٍ لى كنتُ أكره فقده ***** تسلَّمَه منِّي الفَناءُ المعجَّلُ
أُبدَّلُ بالإخوانِ ما إنْ مَلَلْتُهمْ ***** وبالرُّغم منِّي أنَّني أتبدَّلُ
مقيمٌ بمستنِّ الخطوبِ تعلّنى ***** أفاويقَ أخلافِ الزّمان وتنهلُ
وأُغضِي على ما آد ظهري كأنَّني ***** على حدثانِ الدّهرِ عودٌ مذلّلُ
فيا ليتَ أنِّي للحوادثِ صخرة ٌ ***** تحمّلُ أثقالَ الخطوبِ فتحملُ
تمرُّ بها الأيّامُ وهي مُظِلَّة ٌ ***** بعلياءَ لا تَهفو ولا تَتَزَيَّلُ
ويا ليتَ عندي اليومَ بعضَ تَغَفُّلٍ ***** فأنعمُ منّا بالحياة ِ المغفّلُ
ألا علِّلانِي بالحياة ِ وخادِعا ***** يقينى فكلٌّ " بالحياة ِ " معلّلُ
وقولا لعلّ الدّارَ شحطٌ من الرّدى ***** وعمرُك من أعمارِ غيرِك أطولُ
ولا تعدانى الشّرَّ قبلَ نزولهِ ***** فإنّ انتظارَ الشّرّ أدهى وأعضلُ
ومُدّا بأسبابِ الحياة ِ طَماعتي ***** فإنّا على الأطماع فيها نُعوِّلُ
وقودا إليَّ اليومَ ما شئتُ منكما ***** فإنّا غداً من هذه الدّارِ نُنقَلُ
ودانٍ إلى شِعبي وقلبي تنازَحَتْ ***** به فى بطونِ الأرضِ غبراءُ مجهلُ
تلفتُّ أبغي في الطَّماعة ِ عَوْدَه ***** وهيهات عمّا فى التّرابِ المؤمّلُ
عليك ابن يحيى كلَّ يومٍ وليلة ٍ ***** سلامٌ كما شاء المحيّون " مسهلُ "
ولا زال قبرٌ أنتَ فيه موسّدٌ ***** يُزاحُ بنشر المندليِّ ويوبَلُ
وإنْ جَفَتِ الأنواءُ تُرباً فلم يزلْ ***** تمرُّ بهِ وهو المَجودُ المبلَّلُ
تدرُّ عليه كلُّ وطْفاءَ جَوْنة ٍ ***** ويسري إليه البارقُ المتهلِّلُ
ولمّا نعاك النّاعيان تهاطَلَتْ ***** بوادرُ ما كانتْ لغيرك تهطِلُ
وعالوك قهراً فوق صهوة ِ شرجعٍ ***** لنا من نواحيهِ حنينٌ وأزْمَلُ
غداة َ أديلَ الحزنُ منّا فلم يكنْ ***** هنالك إلاّ معولاتٌ ومعولُ
ولا قلبَ إلاّ وهو منك مكلّمٌ ***** ولا لُبَّ وهْو فيك مُذَهَّلُ
تقطَّع ما بيني وبينك والتُّقى ***** عليك على كرهي ترابٌ وجْنَدَلُ
مُجاورَ قومٍ فرَّق الموتُ بينهمْ ***** وأجداثهمْ فى رأى عينٍ توصّلُ
كأنّهمُ كانوا عكوفاً ببابلٍ ***** " فراقهمُ " منها الرّحيقُ المسلسلُ
منحتك قولى حين لا فعلَ فى يدى ***** ويا ليتني فيه أقولُ وأفعلُ
وليس يردّ الموتَ ما نحن بعده ***** نروّى من الأشعار أو نتنحّلُ

سرونة
06/08/2012, 11:26 PM
فما ماءُ مُزْنٍ بات جَفْنَ سحابة ٍ

فما ماءُ مُزْنٍ بات جَفْنَ سحابة ٍ ***** يصوبُ على أعلى الصُّخور ويسفحُ
توزَّعَهُ عَبْرُ الرُّبا فكأنَّهُ ***** مُلاءٌ رحيضٌ بالفَلاة ِ مُطرَّحُ
وإنْ صافحتهُ الرّيحُ وهي ضعيفة ٌ ***** تمرُّ عليه قلتَ: صُحْفٌ تُصَفَّحُ
بأعذبَ من فيها إذا ما توسّنتْ ***** وهبَّتْ وجلدُ اللَّيلِ بالصُّبحِ يوضِحُ
وما روضة ٌ باتَ الخُزامى يحفّها ***** ونَوْرُ الأقاحي وسْطَها يتفسّحُ
كأنّ بمغناها تُفَضُّ لَطيمة ٌ ***** مُجَعْجِعَة ٌ أو مَنْدَلُ الهند ينفحُ
بأطيبَ مِنْ أردانها حينَ أقبلتْ ***** وغصنُ النَّقا في دِرْعها يترنَّحُ
وما مُغزِلٌ أَضحتْ بدوٍّ صَريمة ً ***** تفسّح في تلك الفيافي وتسرحُ
تَفيءُ إلى ظلِّ الكِناسِ وتارة ً ***** تَشَوَّفُ من أعلى الهضابِ وتسنحُ
بأحسنَ منها يومَ قامتْ فودَّعتْ ***** قُبَيلَ التَّنائي والمدامعُ تنزحُ
وما وِردُ مطرودٍ عن الوردِ خامسٍ ***** وما هزَّهُ الدَّوحِ المُبِنِّ بقَفْرة ٍ
تُسقّى الهيامُ حولَهُ وهو ظامئٌ ***** فلا الورْدُ يُدنيهِ ولاهو يبرحُ
بأروى وأشهى من رُضابٍ تمُجُّهُ ***** ثنايا عِذابٌ من ثناياكِ تَمْتَحُ
وما نوحُ قُمْرِيٍّ على فرعِ أيكة ٍ ***** يَمُنُّ له ذكرُ الفراقِ فيصدحُ
له مدمعُ "الشاكي" جفوناً وقلبُهُ ***** بما جرّه فقدُ الأليفِ مُقَرّحُ
بأشجى شجى ً مني غداة َ ذكرتُكمُ ***** ووادي مِنًى بالعيسِ والقومِ يطفحُ
وماهزة ُ الدَّوحِ المُبِنِّ بقفرة ٍ ***** تُزعزعُ منه الرِّيحُ ما يتسمَّحُ
إذا انتشرتْ فيهِ الشّمالُ عشية ً ***** رأيتَ حَماماً فوقهُ يترجحُ
بأظهَرَ منّي هزّة ً يومَ أقبلتْ ***** تشكّى الهوى وحْياً به لا تُصّرِّحُ
تعاورها خوفُ النّوى والعِدى معاً ***** فلاهيَ تَطويهِ ولاهيَ تُفصحُ
وما مُنْيَة ٌ سِيقَتْ إلى كَلِفٍ بها ***** مُقيمٍ على تَطْلابِها ليس يبرحُ
إذا لامَهُ اللاحون فيها طَما بهِ ***** إلى نَيلها شوقٌ لَجوجٌ مُبرِّحُ
بأشهَى وأحلَى من لقائِك مَوهِنًا ***** وألحاظُ مَنْ يَبْغي النَّميمة َ نُزَّحُ
وما مُقْفَقِلُّ الكفِّ شَحْطٌ عن النَّدى ***** له راحة ٌ من ضَنّة ٍ لا تَرَشَّحُ
أتاهُ الغِنَى من بَعْدِ يأْسٍ وكَبْرَة ٍ ***** فليس بشيءٍ خِيفة َ الفَقْرِ يسمحُ
بأبخلَ منِّي يومَ ساروا بنظرة ٍ ***** إليكِ وأحداقُ الرِّفاق تُلَمِّحُ
حلفتُ بربّ الراقصاتِ عشيّة َ ***** إلى عَرفاتٍ وهي حَسْرى ورُزَّحُ
ومَنْ ضَمَّهُ جَمْعٌ وبينَ بلادِهمْ ***** إذا اقتربوا سَهْبٌ عريضٌ مطوِّحُ
وبالبُدنِ تُهدى في منى ً لمليكها ***** وتُدنى إلى أخرى الجمالُ فتُذبحُ
لأنتِ على رُغمِ العدوِّ من الّذي ***** يُضئُ سوادَ الليلِ أبهى وأملحُ
ونجواكِ تَشفي السُّقمَ طَوراً وتارة ً ***** يُعَلُّ بنجواكِ السَّليمُ المُصَحِّحُ
وأنتِ وإنْ أوقدتِ في القلبِ جمرة ً ***** تَلَظى على كَرِّ الليالي وتَلْفَحُ
أعزُّ عليهِ مَوضعًا من سوادِهِ ***** وأعذبُ فيهِ منْ مُناهُ وأرْوَحُ

سرونة
06/08/2012, 11:27 PM
أتُرى يؤوبُ لنا الأُبَيْـ

أتُرى يؤوبُ لنا الأُبَيْـ ***** ـرقُ والمنى للمرءِ شغلُ
طللٌ " لعزّة َ " ما يزالُ ***** على ثراهُ دمٌ يُطَلُّ
قتلوا وما قتلوا وعنـ ***** ـدهمُ لنا قودٌ وعقلٌ
قل للذين على مَوا ***** عِدهمْ لنا خُلفٌ ومَطْلُ:
كم ضامنى من لاأضيمُ ***** وملَّني مَن لا أَمَلُّ
يا عاذلاً لعتابه ***** كلٌّ على سمعى وثقلُ
إنْ كنت تأمر بالسّلوِّ ***** وِ فقلْ لقلبي كيفَ يَسْلو؟
قلبي رهينٌ في الهوَى ***** " إن كان قلبك منه يخلو "
ولقد علمتُ على الهوى ***** أنّ الهوى سقمٌ وذلٌّ
وتعجّبتْ جملٌ لشيـ ***** ـبِ مفارقي وتشيبُ جَمْلُ
ورأتْ بياضاً فى سوادٍ ***** ما رأتْه هُناك قَبْلُ
كَذُبالة ٍ رُفعَتْ على الـ ***** ـهضباتِ للسّارين ضلّوا
أيُّ المفارقِ لا يُزا ***** رُ بذا البياضِ ولا يحلُّ ؟
لا تنكريهِ - ويبَ غير ***** ك- فهْو للجهلاءِ غُلٌّ
ومعرّسٍ أيقظته ***** واللّيلُ للآفاقِ كُحْلُ
فى لييلة ٍ مضروبة ٍ ***** والقُرُّ في الأطرافِ نَمْلُ
نزعَ الكَرى ثمَّ استوى ***** فكأنَّه للرَّكْبِ جِذْلُ
يا صانعَ البُكراتِ والرَّو ***** حاتِ تنقُلُه شِمَلُّ
يَنْبو به في كلِّ شا ***** رقة ٍ مرادٌ أو محلُّ
هذا أبو الخطّاب ذو الـ ***** ـنّعماءِ سيّدنا الأجلُّ
أحللْ به عُقَدَ الرِّحا ***** لِ فليس بعد اليومِ حلُّ
واعقرْ قلوصك عنده ***** فهناك مالٌ ثمَّ أهلُ
يا مفزعَ الملهوفِ ممّا ***** خافَ يعمِدُ أو يَزِلُّ
ومحصِّنَ المهجاتِ لمّا ***** أنْ غَدَوْنَ وهنَّ أُكْلُ
وعلى الوسائدِ منك للـ ***** أقوامِ مرهوبٌ مُجَلُّ
متخمّطٌ يعدُ الرّجا ***** لَ ودونهمْ خرقٌ مضلُّ
رهبٌ ورغبٌ عنده ***** فكأنَّه شمسٌ وطَلُّ
ولربّ داهية ٍ يضيـ ***** ـقُ بكيدها السّمعُ الازلُّ
مطموسة ِ الأعلام فى ***** طرقاتها حرجٌ وأزلُ
كنتَ ابنَ بجدتها وقدْ ***** دعى َ الرّجالُ لها فقلّوا
ولقد تحقَّقتِ النَّوا ***** ئبُ أنَّ غَرْبَك لا يُفَلُّ
وحريزَ أْمنِك لا يُراعُ ***** وذودَ أرضك لا يشلُّ
أقسمتُ بالبيت الحرام ***** يزورُه رَكْبٌ ورَجْلُ
وبزمزمٍ والكارعيـ ***** ـنَ لِما بها نَهلوا وعَلُّوا
والنّازلين على منًى ***** لهمُ بها عَقْرٌ وبَزْلُ
وبمسقطِ الجمراتِ فى الـ ***** ـوادي المُغَمِّسِ واستهلّوا
إنّ السّجايا الغرَّ عنـ ***** ـدك ليس يعدلهنّ مثلُ
كرمٌ وعدلٌ فائضٌ ***** من ذا له كرمٌ وعدلُ ؟
وجنانُ مفتقرِ الجرا ***** ئرِ لا يقيمُ عليه ذحلُ
كم نعمة ٍ لك جمّة ٍ ***** عندى ومعروفٌ وفضلُ
وصنائعٍ مشهورة ٍ ***** طرقٌ إلى شكرى وسبلُ
ما أنسَ لا أنسَ اهتما ***** مَك بي وقد شَحَطَ المحلُّ
ومواقفاً لى قمتها ***** والحاسدون إلى ّ قبلُ
وكفيتَني شَطَطَ السؤا ***** لِ وأيُّ غَضْبٍ لا يُسَلُّ؟
إنْ لم نُوَفِّك قَدْرَ شكـ ***** ـرِكَ فالمحارمُ تُستَحَلُّ
واسمعْ فذا النّيروزُ يخـ ***** ـبرُ أنّ جدّك فيه يعلو
وخلودَ عزِّ لا يُحا ***** لُ ولا يزال ولا يملُّ
واسلمْ فإنّا لا نبالي ***** بعد برءك من يعلُّ
وإذا بقيتَ محرَّماً ***** فجميع ما نخشاه حلُّ

سرونة
06/08/2012, 11:28 PM
يا قلبُ قل لي أين صادفك الهوى

يا قلبُ قل لي أين صادفك الهوى ***** أم كيف عنّ لك الغزالُ السانحُ ؟
كيف أطباكَ إلى الهوى غمرٌ بهِ ***** سُكرُ الصِّبا جَذَعًا وأنتَ القارحُ؟
إنَّ الّذينَ على مِنًى عُلِّقْتَهُمْ ***** راحُوا وكم أَردَى المقيمَ الرَّائحُ
ما ضَرَّهمْ طَرَحوا الحدوجَ، وإنَّما ***** أحداجهمْ مهجٌ لنا وجوانحُ
وتَكلَّفوا ذَبْحَ الهَدِيِّ وإنَّما ***** ألْحاظُهُنّ لنا هناكَ ذَوابحُ

سرونة
06/08/2012, 11:28 PM
يا راكباً وصلَ الوجيفَ ذميلُهُ

يا راكباً وصلَ الوجيفَ ذميلُهُ ***** هل زال من وادى الأراك حمولهُ ؟
عُجنا عليه وللقلوب بلابلٌ ***** هيّجنهنّ ربوعهُ وطلولهُ
فخشوعنا لخشوعهِ ونحولنا ***** ـ إن كنتَ تُنكرُه ـ جناهُ نُحولُهُ
من أجلِ دارٍ فوقَ وَجْرَة َ أقفرتْ ***** سيلٌ منَ العينين لجَّ همولُهُ
نبكى وما أجدى على متتبّعٍ ***** أثرَ الدّيارِ بكاؤه وعويلهُ
يا وحشَ وَجْرَة َ هل أراكَ على ثرى ً ***** غضِّ النباتِ تحومُهُ وتجولُهُ
وهل الأراكُ ـ وإنْ تقادمَ عهدُه ـ ***** أغنى به فأظلّه وأقيلهُ ؟
وهل الكئيبُ بحالِهِ أم رُفِّعتْ ***** بالرّامساتِ عن الكثيب ذيوله ؟
أهواكَ يا شجرَ الأراكِ وبيننا ***** عُرضَ الحجازِ لمن بغاك وطُولُه
إنّ الزّمان جميعه بك طيّبٌ ***** إصباحُهُ وظلامُهُ وأصيلُهُ
إنَّ الأُلى حلّوا اللِّوَى وتحمَّلوا ***** وضحَ الضّحى فيهمْ " لقلبك " سوله
ضنّوا عليك من النّدى بقليله ***** وكثيرُ حبِّك عنَدهمْ وقليلُهُ
ووراءَهُمْ قَرِمٌ إلى أزوادِهمْ ***** ظام إِليهمْ لا يَبُلُّ غليلُهُ
ترجو معاودة َ الوصالِ كما بدا ***** إِبّانَ جادَ به عليه بخيلُهُ؟
يا ردَّ ربّكمُ إلى َّ بعيدكمْ ***** وأمالَ قلبَكُمُ عليَّ يُميلُهُ
ومزوَّدٍ ماءَ الشّبابِ كأنَّهُ ***** قمرُ الدّجنّة ِ حسنهُ " ومثولهُ "
أظْما إلى تقبيلهِ ولوَ انَّني ***** قبّلتهُ لم يرونى تقبيله
ضاقتْ به أقطارهُ وأقضَّ - حتّى زارنى صبحاً - عليه مقيلهُ ***** تَى زارني صُبحاً عليه مَقِيلُهُ
من بعد ما كان الوصالُ سبيلنا ***** فيهِ وكانَ الهجرَ منه سبيلُهُ
وكأنما هو نعمة ً ولدونة ً ***** نشوانُ دبَّتْ في العظامِ شَمولُهُ
منْ مانعٌ عنّى وقد شحطَ الصّبا ***** شَيباً على الفَوْدين آنَ نزولُهُ؟
وافى هوى َّ السّلكِ خرّ نظامهُ ***** والشِعْبُ سالَ على الدِّيارِ مَسيلُهُ
سبق احتراسى من أذاه بطيئهُ ***** لمّا تجلَّلني فكيفَ عَجولُهُ؟
ما ضرَّهُ لمّا أرادَ زيارة ً ***** لو كانَ بالإيذانِ جاءَ رسولُهُ؟
لا مرحباً ببياضِ رأسي زائراً ***** أعيا على َّ حلولهُ ورحيلهُ
من كان يرقبُ صحة ً من مدنفٍ ***** فالشّيبُ داءٌ لا يبلُّ عليلهُ
نصل الشّبابُ إلى المشيب وإنّما ***** صِبْغُ المشيبِ إلى الفناءِ نُصولُهُ
أعجبْ به صبحاً يودُّ ظلامهُ ***** وشهابُ داجية ٍ يحبُّ أفولهُ
قالوا: المشيبُ نباهة ٌ، وأوَدُّ أنْ ***** باقٍ على َّ من الشّبابِ خمولهُ

سرونة
06/08/2012, 11:28 PM
والفضلُ في الشَّعَرِ البياض وليتَه
ولقد عجبتُ لمعشرٍ صانُوا الغِنى ***** وأَذَالَ منهم ما سواه مُذيلُهُ
ظلُّ الغنَى يا ساكني ظلِّ الغنَى ***** يُخشَى عليه زوالُهُ وحُئولُهُ
لم يَثرِ مَن لم يُغنِ مُفتقراً ولمْ ***** يَنَلِ الغِنى مَن لا تراهُ يُنيلُهُ
والجودُ لا يُبقي التَّلادَ على الفَتى ***** والبخلُ عنوانُ الغِنَى ودليلُهُ
لا يفضُلُ الأقوامَ إلاّ ماجدٌ ***** دبَّتْ إلى أيدي الرِّجالِ فُضُولُهُ
للبرِّ ما كسبتْ يداهُ وللنّدى ***** منهُ الغَداة َ حُزونُهُ وسهولُهُ
متلهّبٌ فإذا علا قممَ العدا ***** بسيوفهِ ماتتْ هناك ذُحولُهُ
سائلْ لتعرفنى ففيك جهالة ٌ ***** " خطباً " تراه يطولنى وأطولهُ
لمّا التَوَتْ عنه كواهلُ معشرٍ ***** أَضحى عليَّ دقيقُهُ وجليلُهُ
فَلَّتْ مقارعة ُ الزَّمانِ مضاربي ***** والسَّيفُ تشهدُ بالمَضاءِ فُلولُهُ
وتبيّنتْ " بدمِ " الرّجال صرامتى ***** واليومُ تجرى بالدّماءِ سيولهُ
وبصيرتى يوم الهياجِ بصيرة ٌ ***** والنَّقْعُ مُرْخى ً في الوجوه سُدولُهُ
يومٌ يكرّ عزيزهُ يبغى الرّدى ***** ويفرُّ يستبقي الحياة َ ذليلُهُ
وأنا الذى فضلَ العشائرَ قومه ***** بعلاهُ واستلبَ الفخارَ قبيلُهُ
ومتى تأمَّلتَ الزَّمانَ فإنَّهُ ***** وادٍ بغرِّ المكرماتِ أسيلهُ
إنّ الفتى ما إنْ تطيب فروعه ***** لمجرّبٍ حتّى تطيب أصولهُ
والنَّاسُ في الدّنيا إذا جرَّبْتَهمْ ***** بينَ الملا طاشتْ هناك عقولُهُ
كم طالبٍ مالا ينال وراكبٍ ***** من سيّئٍ مالا يقال زليلهُ
ومُزاولٍ تعجيلَ أمرٍ لو أتَى ***** عَجِلاً إِليه لساءَه تعجيلُهُ
ومُرَقِّح نَشَباً حواهُ غيرُهُ ***** ومؤمِّلٍ ولغيرهِ مأمولُهُ
والرِّزقُ يُحْرَمُه الخبيرُ ويهتدي ***** عفواً إليه عَقولُهُ وجَهولُهُ
لا ذاك يدري كيفَ خابَ ولا درَى ***** هذا عليهِ كيف كانَ حصولُهُ
وأخ بدا منهُ القبيح عُقيبَ ما ***** فعلَ الجميلَ فضاعَ منه جميلُهُ
شَفَّعَ الزِّيارة َ هجرُهُ وبِعادُهُ ***** وتلا الوصالَ صدودهُ وعدولهُ
ما إنْ يروعُك قصدُهُ مستشعراً ***** نسجَ الدّجى حتّى يروع قفولهُ
متلوّنٌ ، إعطاؤه حرمانهُ ***** متقلّبٌ ، ممنوعهُ مبذولهُ
من عاذرى من مرهقى أو معلقى ***** من ودّهِ علقاً يرادُ بديلهُ ؟
دَنِساً كرَبْطِ الحائضاتِ لبِسْنَهُ ***** فلَزِمْنَهُ حتّى استطارَ نَسيلُهُ
علِّلْ برفقكَ مَن لقيتَ منَ الورى ***** إنَّ العليلَ شفاؤه تعليلُهُ
ودع القلوبَ بغلّها مطويّة ً ***** ما السِّرُّ إلاّ ما إليكَ وصولُهُ
وانصحْ لنفسك إنْ نصحتَ فكلُّ مَن ***** تلقاه فى الدّنيا يقلُّ قبولهُ

سرونة
06/08/2012, 11:29 PM
أما سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا

أما سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا ***** غنى َّ ولم يدرِ أني بعضُ منْ جرحا ؟
لم أقترحْ منه ما غنَّى الغداة َ بهِ ***** و ربّ منْ نال " ما " يهوى وما اقترحا
و لي جفونٌ من البلوى مسهدة ٌ ***** لا تعرفُ الغمضَ مما ترقبُ الصبحا
فقلْ لممرضِ قلبي بعد صحتهِ ***** إنَّ السّقيمَ الّذي أدويتَ ما صَلُحا
قد جَدَّ بي المزحُ من صَدٍّ دُهيتُ بهِ ***** وطالما جدَّ بالأقوامِ من مَزَحا
ماذا على القلبِ لولا طولُ شِقْوتِهِ ***** مِنْ نازلٍ حلَّ أو من نازحٍ نَزَحا
يا مُثْكِلي نومَ عينٍ فيهِ ساهرة ٍ ***** جَفْني عليك بدمعي فيك قد قُرِحا
وفيَّ ضِدّانِ لا أسطيعُ دَفْعَهُمَا ***** نارٌ بقلبي وماءٌ بالهَوى سَفَحا
و قد عذلتمْ فؤاداً بالهوى كلفاً ***** لو كان يقبل نصحاً للذي نصحا
صَحا الّذي يشربُ الصَّهْباءَ مُتْرَعة ً ***** وشاربُ الحبِّ أَعيا أنْ يُقالَ: صَحا
لم يبرحِ الوجدُ قلبي بعد أن عذلوا ***** على صَبابتِهِ لكنَّه بَرِحا
وقد ثَوى أُمَّ رأسي للصَّبابة ِ ما ***** ما يغرى بمعصيتي منْ لامني ولحا
ليتَ الفراقَ الذي لا بدّ أكرعُ منْ ***** كاساتهِ الصبرَ صرفاً لا يكون ضحا
و ليت أدمَ المهاري الناهضات بما ***** تَحوي الهوادجُ كانت رُزَّحًا طُلُحا
طوَوْا رحيلَهُمُ عنِّي فنمَّ بهِ ***** عَرْفُ اليَلَنْجوجِ والجادي إذا نَفَحا
وقد طلبتُ ولكنْ ما ظَفِرتُ بهِ ***** منَ الفراقِ الّذي أَمُّوه مُنْتَدَحا
أهوى من الحيَّ بدراً ليس يطلعُ لي ***** يوماً وظبى َ فلاة ٍ ليته سنحا
أَبَتْ ملاحَتُهُ من أنْ يجودَ لنا ***** فليتهَ في عيونِ العشقِ ما ملحا
و كان لي جلدٌ قبلَ الغرامِ به ***** فالآن أفنى اصطباري وجدهُ ومحا
و زائرٍ زارني والليلُ معتكرٌ ***** و الصبحُ في قبضة ِ ما وضحا
كأنَّهُ كَلِمٌ راعَتْ وليس لها ***** معنى ً ولمعة ُ برقٍ خلبٍ لمحا
لو أنه زارني والعينُ ساهرة ٌ ***** أعطيتُه من نصيبِ الشُّكرِ ما اقترحا
أعطى إلى العين مني قرة ً وأتى ***** قلبي فأذهبَ عنه الهمَّ والترحا
زورٌ أبيتُ به جذلانَ منتفعاً ***** و كم من الزورِ ما طرنا به فرحا
وباتَ يسمحُ لي منه بنائِلِهِ ***** لكنه راجعٌ فيما بهِ سمحا
يا صاحبي إنْ تردْ يوماً موافقتي ***** فقد بلغتَ بيَ الأوطارَ والنُّجَحا
جنبنيَ اللهوَ في سرٍّ وفي علنٍ ***** وعاطِ غَيري إذا غنَّيتَه القَدَحا
و لا تهبْ بي إلى ثنييْ بلهنية ٍ ***** واجعلْ نِداءَك لي من فادحٍ فَدَحا
فلستُ أفرحُ إلاّ بالذي مدحتْ ***** مني الرجالُ فلا تطلبْ ليَ الفرحا
وكنْ إذا اصطبَحَ الأقوامُ في طَرَبٍ ***** بالمجدِ مغتبقاً والحمدِ مصطحبا
منْ لي بحرٍّ من الأقوامِ ذي أنفٍ ***** يَنْحو طريقي الذي أنحوهُ حينَ نَحا
تراهُ والدَّهرُ شَتَّى في تقلُّبِهِ ***** لا يقبلُ الذُّلَّ كيما يقبلُ المِنَحا
و إنْ مضى لم تعجهُ الدهرَ عائجة ٌ ***** ولا يُقادُ إلى الإقدامِ إنْ جَنَحا
حلفتُ بالبيتِ طافتْ حوله عصبٌ ***** مِن لاثمٍ ركنَه أو ماسحٍ مَسحا
و البدنِ حلتْ ثرى جمعٍ وقد " ودجتْ " ***** وإنَّما بلغَ الأوطارَ مَن رَزَحا
و بالحصياتِ يقذفنَ الجمارُ بها ***** و بالهدى على وادي منى ذبحا
و شاهدي عرفاتٍ يومَ موقفهمْ ***** يَسْتصفحون كريمًا طالما صَفَحا
لقد حللتُ من العلياءِ أفنية ٍ ***** ما حلها بشرٌ نحو العلا طمحا
و قد منحتُ وضلّ الناسُ كلهمُ ***** عنه طريقاً لطيبِ الذكر ما فتحا
كان الزمان بهيماً قبل أنْ منحتْ ***** فضائلي جلده الأوضاحَ والقرحا
و قد رجحتُ على قومٍ وزنتُ بهمْ ***** وما عليَّ منَ الأقوامِ مَنْ رَجَحا
فإنْ كدحتُ ففي عزٍّ أضنُّ به ***** و ضلّ منْ في حطامٍ عمره كدحا
ما زلتُ أسا وباقي الناسِ أبنية ٌ ***** وكنتُ قُطبًا وحولي العالمون رَحا
و أيُّ ثقلٍ وقد أعيا الرجالَ على ***** ظهري الذي حمل الأثقال ما طرحا ؟
وسُدْتُ قَوميَ في عصرِ الصِّبا حَدَثًا ***** و لم يسودوا مشيباً لا ولا جلحا
فكمْ قدحتُ وأضرمتُ الورَى لَهبًا ***** و كمْ من الناس قد أكدى وما قدحا
فقلْ لقومٍ غرستُ البِرَّ عندَهُمُ ***** فما رَبحْتُ وكم من غارسٍ رَبِحا:
ليتَ الّذي غرَّ قلبي من تجمُّلكُمْ ***** ما سال فينا له وادٍ ولا رشحا
وليتني لم أكن يومًا عرفْتُكم ***** و كنتُ منكمْ بعيدَ الدار منتزحا
قد عاد صدريَ منكمْ ضيقاً حرجاً ***** و كان من قبل أنْ جربتُ منشرحا
فلا تروموا لِوُدِّي أوْبَة ً لكُمُ ***** إنّ الجوادَ جوادَ الودَّ قد جمحا
طرحتموني كأنّي كنتُ مُطَّرَحًا ***** و لمتموني كأني كنتُ مجترحا
وخلتُ أنَّكُمُ تجزونَني حَسَنًا ***** فالآن أوْ سعتموني منكمُ القبحا
فلا تَظنُّوا اصطلاحًا أنْ يكونَ لنا ***** فلمْ يدعْ ما أتيتُمْ بيننا صُلُحا
و لو جزيتكمُ سوءاً بسوءتكمْ ***** لكنتُ أنْبِحُ كلبَ الحيِّ إنْ نَبَحا
و لا سقتكمْ من الأنواءِ ساقية ٌ ***** و لا نشحتمْ إذا ما معشرٌ نشحا
ولا يَكُنْ عَطَنٌ منكُمْ ولا وَطَنٌ ***** مُتَّسعًا بالّذي تَهْوَوْنَ مُنفسِحا
و لا لقيتمْ بضراءٍ لكمْ فرجاً ***** ولا أَصَبتم بسرّاءٍ بكُمْ فَرَحا

سرونة
06/08/2012, 11:29 PM
لي منزلٌ ولمنْ سلاكُمْ منزلُ

لي منزلٌ ولمنْ سلاكُمْ منزلُ ***** فدعوا العذولَ على هواكمْ يعذلُ
وإِذا مررتُ بغيرِ ما أسطيعُهُ ***** فمن الضَّرورة ِ أنَّني لا أَقبَلُ
بأبى وأمّى راحلٌ طوعَ النّوى ***** ويُوَدُّ قلبي أنَّه لا يَرحَلُ
ولقد حملتُ غداة َ زمّتْ للنّوى ***** أحمالكمْ فى الحبِّ ما لا يحملُ
وعجبتمُ أنّى بقيتُ وقد مضى ***** بالعيشِ من كفِّي الخَليطُ المُعْجَلُ
ليس اصطباراً ما ترون وإنّما ***** هو للّحاة ِ تصبّرٌوتجمّلُ
فدعوا القرونَ بزفرة ٍ لم تستمعْ ***** بعد الفراقِ ودمعة ٍ لا تهطلُ
فالنّارُ يخمدُ ظاهراً لك ضوؤها ***** ووراء ذاك لهيبُ جمرٍ مشعلُ
مَن لي بقلبِ الفارغين منَ الهوى ***** لا مهجة ٌ تضنى ولا تتقلقلُ
من شاء فارقنى فلا طللٌ له ***** يبكى ولا عنه رباعٌ تسألُ
وإذا الرّجالُ تعزّزوا ومشتْ إلى ***** مهجاتِهمْ رُسُلُ الغرامِ تذلَّلوا
وأُساة ُ أدواءِ الشِّكاية ِ كُلُّهمْ ***** يدرون أنَّ الحبَّ داءٌ مُعضِلُ
من مبلغٌ ملكَ الملوكِ بأنّنى ***** بلسانِ طاعته أعلُّ وأنهلُ
قد كنتُ أمطل منْ بغى منّى الهوى ***** حتّى دعاني منك مَن لا يَمطُلُ
فبلغتُ عندك رتبة ً لا تُرتَقَى ***** ونزلتُ منك مكانة ُ لا تنزلُ
وعلمتُ حين وزنتُ فضلك أنّه ***** من كلّ فضلٍ للأماجدِ أفضلُ
لله درُّ بني بُوَيْهٍ إنَّهمْ ***** أعطوا وقد قلّ العطاءُ وأجزلوا
ولهمْ بأسماكِ المجرّة ِ منزلٌ ***** ما حلّهُ إلاّ السّماكُ الأعزلُ
المطعمين إذا السّنونُ تكالحتْ ***** واغبرَّ في النّاسِ الزّمانُ المُمحِلُ
والمبصرين مكانَ حزِّ شفارِهمْ ***** فى الرّوع إذ أعشى العيونَ القسطلُ
والدّاخلين على الأسنّة ِ حسّراً ***** إنْ قلَّ إدخالٌ وعزَّ المدخَلُ
فهمُ الجبالُ رزانة ً فإذا دعوا ***** لعظيمة ٍ خفّوا لها واستعجلوا
وهُمُ الرؤوس وكلُّ مَن يَعدوهمُ ***** فى المعتلين أخامصٌ أو أرجلُ
لهُمُ القُطوبُ تَوَفُّراً فإذا هُمُ ***** همّوا بأنْ يعطوا النّوالَ تهللّوا
وإذا المحاذرُ بالرّجالِ تولّعتْ ***** فهمُ من الحذرِ الملمِّ المعقلُ
إنْ خوّلوا من غير أن يعنوا بما ***** قد خوّلوا فكأنّهمْ ماخوّلوا
وإذا التفتّ إلى عراصهمُ الّتى ***** عزّ الذّليلُ بها وأثرى المرملُ
لم تلقَ إلاّ معشراً روَّاهُمُ ***** غبَّ العطاشِ تفضّلٌ وتطوّلُ
كم موقفٍ حَرِجٍ فرجتَ مضيقَه ***** والرّافدان لك القنا والأنصلُ
في حيثُ لا تُنجي الجيادُ وإنَّما ***** تُنجيك بِيضٌ للقراعِ تُسَلَّلُ
وشهودُ بأسِك أسمرٌ متدقِّقٌ ***** أو أبيضٌ ماضي الغِرار مُفَلَّلُ
أعطيتَ حتَّى قيل إنَّك مُسرِفٌ ***** وحلُمتَ حتّى قيلَ إنّك مُهمِلُ
وجددتَ في كلِّ الأمورِ فلم يكن ***** من قبلُ إلاّ مَن تَجِدُّ ويهزِلُ
ومشيتَ فى الخطط الصّعائب رافلاً ***** ومن الذى لولاك فيها يرفلُ ؟
وأريتَنا لمّا رَميتَ فلم تَطِشْ ***** عن مقتلٍ أنَّى يُصابُ المَقتلُ
والملكُ مذ دافعتَ عن أرجائهِ ***** مَطْوَى الأساود أو غرينٌ مُشْبِلُ
قلْ للّذينَ تحكَّموا جهلاً بهِ ***** ولطالما قتلَ الفتى ما يجهلُ
خلّوا التعرُّضَ للَّذي لا يُتَّقَى ***** فلربَّما عجلَ الذي لا يعجلُ
والسّمُّ مكروعاً وإنْ طال المدا ***** بمطالهِ يردى الرّجالَ ويقتلُ
وأنا الذى جرّبته ولطالما ***** نخلَ الرِّجالَ تدبُّرٌ وتأمُّلُ
ثاوٍ بدارٍ أنت فيها لم أردْ ***** عوضاً بها أبداً ولا أستبدلُ
وعجمتَ حين عجمتَ منِّي صَعْدَة ً ***** تنبو إذا ضمّتْ عليها الأنملُ
وعلمتَ أنّى خير ما ادّخرتْ يدٌ ***** وأَوى إليه لَدى الحِذارِ مُعَوِّلُ
وعصائبٍ أعييتهمْ بمناقبى ***** إنْ يَصْدقوا في عَضْهَتي فتقوَّلوا
قالوا، وكم من قولة ٍ مطرودة ٍ ***** عن جانبِ الأسماع لا تتقبّلُ
هيهاتَ أينَ منَ الصُّقورِ أباغثٌ ***** يوماً وأين من الأعالى الأسفلُ ؟
وتضاحكوا ولوَ انَّهمْ علموا بما ***** تجنى جهالتهمْ عليهمْ أعولوا
وإذا عريتَ عن العيوب فدع لها ***** من شاء فى أثوابها يتسربلُ
وكن الذى فاتَ الخداعَ فكلّ منْ ***** تبع الطّماعة َ فى الخديعة يبهلُ
وأعُدُّ إثرائي وجاري مُعسِرٌ ***** دَنَساً على أُكرومتي لا يُغسلُ
وقنعتُ من خلّى بعفوِ ودادهِ ***** لا بالّذي يجفو عليهِ ويثقلُ
وإذا بدا منه التودُّدُ فليكنْ ***** في صدرهِ يَغلي عليَّ المِرْجَلُ
قولوا لمن وردَ الأُجاجَ تعسُّفاً ***** لي فوقَ ما أَهوي الرَّحيقُ السَّلْسَلُ
عندى المرادُ وأنت فيما تجتوى ***** دونى وفى ربعى المرادُ المبقلُ
وظفرتُ بالبحر الخضمِّ وإنّما ***** أغناك لا يرويك منه الجدْوَلُ
ولك الجدائدُ فى حلابك طالباً ***** دونى وفى كفّى الضّروعُ الحفّلُ
فاسعدْ بهذا العيدِ وابقَ لمثلهِ ***** يمضى الورى ولك البقاءُ الأطولُ
في ظلِّ مَملكة ٍ تزولُ جبالنا الْـ ***** شُم العوالي وهْيَ لا تتزلزلُ
واسمعْ كلاماً من مديحك شارداً ***** طارتْ به عنّى الصّبا والشّمألُ
صعبَ المطا ممّتْ يريد ركوبه ***** لكنّه عودٌ لدى َّ مذلّلُ
هوَ كالزُّلالِ عذوبة ً وسَلاسة ٌ ***** وَإِذا شددتَ قواهُ فهْوَ الجَندلُ
صبحٌ وفي أبصارِ قوم ظلمة ٌ ***** أرى ٌ وفى حنكِ العدوِّ الحنظلُ
لو عاش نافسنى به " مزنيّهمْ " ***** أوْ لا فيحسدنى عليه " جرولُ "

سرونة
06/08/2012, 11:32 PM
لا قضَى الله لقلبي

لا قضَى الله لقلبي ***** في الهوى أن يستريحا
أنا راضٍ من هوى البيضِ بأن كان قريحا ***** ـضِ بأنْ كانَ قَريحا
يا مليحَ الوجهِ لمْ ***** تصنعُ ما ليسَ مليحا ؟
لا أطاعَ القلبُ مِنِّي ***** أبداً فيكَ نَصيحا

سرونة
06/08/2012, 11:32 PM
قد كان يدرك عندكنّ السّولُ

قد كان يدرك عندكنّ السّولُ ***** فالآنَ لا وَصْلٌ ولا تعليلُ
ليلى وأنتمْ نزّحٌ بمحجّرٍ ***** ليلٌ كما شاءَ الغرامُ طويلُ
لم يبق منّى بعد يوم فراقكمْ ***** إلاّ دموعٌ للفراقِ تسيلُ
نَمَّتْ على وَجْدي بكمْ لو أنَّها ***** كتَمَتْهُ جامدة ً لَنَمَّ نُحولُ
ومللتُمُ مَن لا يملُّ هواكُمُ ***** من غيرِ جرمٍ والمَلولُ مَلولُ
قالوا: السّلوُّ دواءُ دائك منهُمُ ***** صَدقوا؛ ولكنْ ما إليه سبيلُ
رحنا وحشوُ قلوبنا كلفٌ بكمْ ***** نلوى على ألوائنا فنميلُ
فكأنَّما عبثتْ بنا دَيْرِيَّة ٌ ***** أو ساورتْ منّا العظامَ شمولُ
كم دون خيماتِ الحسانِ حشاشة ٌ ***** تفنى ضياعاً أو دمٌ مطلولُ
وحياضهنَّ من الزّلالِ فواهقٌ ***** لو كان ينقع عندهنَّ غليلُ
ودَعوْتِني عبثاً إلى خلعِ الهوَى ***** أنَّى وقلبي بالهوى مكبولُ؟
لكِ يا ابنة َ البكرى ّ بين قلوبنا ***** حكمٌ يُطاعُ ومنزلٌ مأهولُ
وملكتِ منَّا بالجمال جماجماً ***** إنْ كنتِ منصفة ً فهنَّ غلولُ
لَمْ تحملي ثِقْلَ الهوَى فَحَقَرْتِهِ ***** وخفيفُ أعباءِ الغرامِ ثقيلُ
وإذ رأينا منكِ طلعتَك التي ***** هي رونقٌ أو جوهرٌ مصقولُ
خرس اللّحاة ُ على هواك وعرّجوا ***** عنّا فأخيبُ من نراه عذولُ
وطرقننى وهناً بأجوازِ الرّبا ***** وطروقهنّ على النّوى تخييلُ
فى ليلة ٍ وافى بها متمنّعٌ ***** ودنَتْ بعيداتٌ وجادَ بخيلُ
يا ليت زائرنا بفاحمة الدّجى ***** لم يأْتِ إلاّ والصَّباحُ رسولُ
فقليلُهُ وضَحَ الضُّحى مُستكثَرٌ ***** وكثيرُهُ غَبَشَ الظّلامِ قليلُ
ما عابَهُ- وبه السرورُ- زوالُهُ ***** فجميع ما سرّ القلوبَ يزولُ
أمَّا الشُّعوبُ كثيرة ٌ وَلَشِعْبُنا ***** من هاشمٍ شِعْبٌ هناك جليلُ
الأُفقُ فيه معَ الشُّموس كواكبٌ ***** والغابُ فيه مع الأسود شبولُ
والجانبُ الخَضِل النَّدى لم يُلْفَ عن ***** جدواه ممنوعٌ ولا ممطولُ
وإذا الرّجالُ تفاخروا وتفاضلوا ***** أرسَى بهمْ دونَ الورى التَّفضيلُ
من كلِّ وضّاحِ الجبين كأنّه ***** عضبٌ جلاه الصّيقلون صقيلُ
وملوّمٍ فى المكرماتِ وطالما ***** عُذِر الضَّنينُ بها ولِيمَ بَذولُ
وكأنّه فرداً إذا شهد الوغى ***** ضَرباً وطَعناً معشرٌ وقبيلُ
ومعاشرٍ لولاهمُ ما بيننا ***** ما كان تعظيمٌ ولا تبجيلُ
عنهمْ تلقّيتِ العظاتُ ومنهمُ ***** فهمَ الهدى وتعلّمَ التّأويلُ
وبيوتهمْ مأوى الرّشادِ وبينهمْ ***** سطرَ الكتابُ ونزّلَ التّنزيلُ
وتراهمُ صبحاً وكلَّ عشيّة ٍ ***** يأْتيهمُ مِيكالُ أو جَبْريلُ
لو أنَّهمْ لم يَنْهجوا سُبُلُ التُّقَى ***** ما بان تحريمٌ ولا تحليلُ
فهُمُ عن الأمرِ الدَّنيِّ جوامدٌ ***** وهُمُ إلى الأمرِ العليِّ سُيولُ
بيتٌ أقام دعامه وقبابه ***** إمّا إِمامٌ أو أخوهُ رسولُ
بيتٌ يُناجي اللهَ حَلاَّلٌ بهِ ***** وعليهمُ الأملاكُ فيه نزولُ
ومساكنٌ ما غابَ عن أفواهِهمْ ***** فيهنَّ تقديسٌ ولا تَهْليلُ
لهمُ منًى والموقفانٍ وزمزمٌ ***** والبيتُ والتّطوافُ والتجويلُ
والحِجْرُ والحَجَرُ الذي لصَفاتِهِ ***** أبَدَ الزَّمانِ الضَّمُّ والتّقبيلُ
للهِ ماجشموه عن أديانهمْ ***** والدّارعون عن الطّعان نكولُ
طرحوا الأناة َ وطوَّحوا بحِذارهمْ ***** وتيقّنوا أنّ الجبانَ ذليلُ
وتَراكبوا مثلَ الدَّبَى في غمرة ٍ ***** ما إنْ بها إِلاّ قَناً ونُصولُ
والخيلُ ساطعة ُ العجاج كأنَّما ***** لعجاجِها ضوءُ الصَّباحِ دليلُ
ليلٌ نجومُ سمائِهِ زُرْقُ القنا ***** والشّمسُ فيه صارمٌ مسلولُ
ومُغامرٍ يَلِجُ القَتامَ وما لَهُ ***** إلاّ حسامٌ في يديهِ دليلُ
ربح الحياة َ بطعنهِ وضرابهِ ***** والهائبُ النَّخِبُ الجبانُ قتيلُ
خُذها فما لطلوعِها ـ مُبيضَّة ً ـ ***** كطلوع أوضاحِ الصّباحِ أفولُ
وكأنّما أمنيّة ٌ بلغتْ بها ***** كأنّها روضُ الثّرى المطلولُ
سيارة فى عرضِ كلّ تنوفة ٍ ***** ولغُرُّ أبكارِ الكلام ذَميلُ
وإذا قرنتَ بها سواها برَّزتْ ***** غررٌ لها لمّاعة ٌ وحجولُ
والشِّعْرُ منه ناصعٌ مُتَخَيَّرٌ ***** حُسناً ومنه الكاسفُ المرذولُ
ومن القريض سعادة ٌ وشقاوة ٌ ***** ومن القريض نباهة ٌ وخمولُ
وقليلُهُ حيثُ الصّوابُ وكُثرُهُ ***** من قائليه وساوسٌ وخبولُ
والقارضون الشّعر إمّا مولجٌ ***** أبوابُه أو مُبعَدٌ مَعْدولُ
ولكمْ لطلاّعِ الثّنايا نحوه ***** مُتَزحزِحٌ عن طُرْقِهِ وذَليلُ
طلبوا وما وَصلوا وكم من طالبٍ ***** أمراً وليس له إليه وصولُ
وإذا همُ لم يحسنوا فى قولهم ***** أشعارهمْ ؛ أحسنتَ كيف أقول ؟!

سرونة
06/08/2012, 11:32 PM
أتانى والرّكبانُ يأتى نجيّهمْ

أتانى والرّكبانُ يأتى نجيّهمْ ***** بما ساءَ أو سرَّ الفتى وهْوَ غافلُ
بأنّ الذى سالتْ شعابُ النّدى به ***** تلاقتْ على رغمى عليه الجنادلُ
وحلّ بدارٍ ليس عنها معرّجٌ ***** ولا نازلٌ فيها مدى الدَّهرِ راحلُ
أمنْ بعد أن راع القرومَ هديره ***** ونِيلتْ بما تجني يداهُ الطَّوائلُ
يضامُ ويسقى غرّة ً أكؤسَ الرّدى ***** فللهِ حقٌّ غاله ثمَّ باطلُ!
فإنْ غبتَ عنّا فالنّجومُ غوائبٌ ***** وإنْ زلت عنّا فالجبالُ زوائلُ
وما أنتَ مقتولاً وذكرُك خالدٌ ***** بل أنتَ لمن قد ظلّ بعدك قاتلُ
فلا حَملتنا للجلادِ ضوامرٌ ***** ولا فرّقتنا من بلادٍ رواحلُ
ولا عاد من حربٍ بما شاء صارخٌ ***** ولا آب من جدبٍ بما رام سائلُ
ولا تبكهِ منّا العيونُ وإنّما ***** بكَتْهُ المواضي والقنا والعواملُ
ولولا هناتٌ سوف يقلعُ عذرها ***** ضحى ً أو عشيّاً قالَ ما شاءَ قائلُ

سرونة
06/08/2012, 11:35 PM
ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ

ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ ***** وللأيّامِ ترغبُ عن جِراحي
و للدنيا تماطلُ بالرزايا ***** مطالَ الجربِ للإبلِ الصحاحِ
تُسالمني ولي فيها خَبِيءٌ ***** أَغَصُّ عليه بالعَذْبِ القَراحِ
و يا لملمة ٍ نزعتْ يميني ***** وَ حصتْ بالقوادمِ منْ جناحي
فتنتُ بها ومنظرها قبيحٌ ***** كما فتنَ المتيمُ بالملاحِ
ألا قلْ للأخاريرِ من قريشٍ ***** وسُكَّانِ الظّواهِرِ والبِطاحِ:
هَوَى من بينكمْ جبلُ المعالي ***** و عرنينُ المكارمِ والسماحِ
وجبَّ اللهُ غاربَكمْ فكونوا ***** كظالعة ٍ تحيد عن المراحِ
يُدَفِّعُها مُسوِّقُها المُعَنَّى ***** و قد شحطَ الكلالُ عن البراحِ
وغُضّوا اللَّحْظَ عن شَغَفٍ إليهِ ***** فما لكُمُ العَشيَّة َ مِنْ طَماحِ
غُلِبْناهُ كما غُلِبَ ابنُ ليلٍ ***** و قد سئمَ السهادَ على الصباحِ
فقلْ لمعاشِرٍ رَهبوا شَباتي ***** وما تَجني رماحي أو صِفاحي
رِدُوا من حيثُما شِئْتُمْ جِمامي ***** فإني اليومَ للأعداءِ ضاحِ
ورُوموني ولا تخشَوْا قِراعي ***** فقد أصبحتُ مُستَلَبَ السِّلاحِ
وقودوني فما أنا في يديكمْ ***** على ما تَعهدون من الجِماحِ
و لا تنتظروا مني ارتياحاً ***** فقد ذهب ابن موسى بارتياحي
فللسببِ الذي يشجى التزامي ***** وللسَّببِ الّذي يُسلي اطِّراحي
لواني ما لواني عن مرادي ***** وحالَ الدَّهرُ دونَ مَدَى اقتراحي
فلا دوٌّ تخبُّ به ركابي ***** و لا جوٌّ تهبُّ به رياحي
فَمَنْ للخيلِ يقدِمُها مُغِذًّا ***** ينازعنَ الأعنة َ كالقداحِ ؟
ومَنْ للبيضِ يُولِغُها نَجيعًا ***** من الأعداء في يومِ الكفاحِ ؟
ومَنْ للحربِ يُقِدُ في لَظاها ***** إذا احْتَدَمَتْ أنابيبَ الرِّماحِ؟
و منْ لمسربلٍ في القدَّ عانٍ ***** على وجلٍ يذادُ عن السراحِ ؟
ومن للمال يَعْصي فيه بَذْلاً ***** أساطيرَ العواذلِ " واللواحي " ؟
و من لمسوفٍ بالوعد يلوى ***** ومَطروحٍ عنِ الجَدوى مُزاحِ؟
هيَ الدُّنيا تُجَمْجمُ ثمَّ تأتي ***** مِنَ الأَمْرِ المبرِّحِ بالصِّراحِ
تنيلُ عطية ً وتردُّ أخرى ***** و تطوى الجدَّ في عينِِ المزاحِ
فمنْ يعدى على أمَّ الرزايا ***** إذا جاءتْ بقاسية ِ الجِراحِ؟
سلامُ الله تنقلهُ اللّيالي ***** و يهديهِ الغدوُّ إلى الرواحِ
على جدثٍ تشبث من لؤيٍّ ***** بينبوعِ العبادة والصَّلاحِ
فتى ً لم يروَ إلاّ من حلالٍ ***** و لم يكُ زادهُ غيرَ المباحِ
ولا دَنِسَتْ له أُزُرٌ بعارٍ ***** ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ
خفيفُ الظهرِ من " حملِ " الخطايا ***** وعُريانُ الصَّحيفة ِ من جُناحِ
مَسوقٌ في الأمورِ إلى هُداها ***** ومَدْلولٌ على بابِ النَّجاحِ
مِنَ القوم الّذين لهمْ قلوبٌ ***** بذكرِ اللهِ عامرة ُ النَّواحي
بأجسامٍ من التقوى " مراضٍ " ***** لمبصرِها وأديانٍ صِحاحِ
بنى " الآباءِ " قوموا فاندبوهُ ***** بألسنة ٍ بما " تثنى " فصاحِ
وإنْ شئتمْ له عَقْرًا فشلُّوا ***** نفوسَ ذوي اللقاحِ عن اللقاحِ
أصابَكَ كلُّ مُنْهَمِرٍ دَلوحٍ ***** " وحاملُ " كلَّ مثقلة ٍ رداحِ
وروَّاك الغَمامُ الجُون يَسْري ***** بطيءَ الخَطْوِ كالإِبلِ الرِّزاحِ
ترابٌ طاب ساكنهُ فباتتْ ***** تأرَّجُ فيهِ أنفاسُ الرِّياح
غنيٌّ أنْ تجاورهُ الخزامى ***** وتُوقَدُ حوله سُرُجُ الأقاحي

سرونة
06/08/2012, 11:35 PM
قلْ للذين تناكصَتْ ثقتي

قلْ للذين تناكصَتْ ثقتي ***** بهمُ وقهقَرَ عنهمُ الأملُ
ووجدتُهمْ عَمداً بلا خطأٍ ***** رابوا بما قالوا وما فعلوا
ما كانَ عندي أنَّني أبداً ***** عن عقرِ دار الودّ أنتقلُ
ومللتُمُ مَن لا يحولُ ولا ***** يمشي بعَرْصة ِ سِرِّه المَلَلُ
وغُرِرتُمُ من دولة ٍ عرضَتْ ***** والدّهرُ لو أنصفتمُ دولُ
هي عيشة ٌ من بعدِها هُلُكٌ ***** أو صحَّة ٌ في إثْرها عِلَلُ
وقد احتملتُ وإِنَّما غَشَمَتْ ***** ظَلماً أُمورٌ ليس تُحتَمَلُ
وعهدتكمْ قولاً بلا عملٍ ***** فالآنَ لا قولٌ ولا عملُ
ومن المنى لى مرُّ غيركمُ ***** والصّاب عند ضرورة ٍ عسلُ
قد كانَ قبلكُمُ وما لبثوا ***** قومٌ إلى ما نِلتُمُ وُصُلُ
طاروا كما وقعوا بلا سببٍ ***** وتراهمُ خرجوا كما دخلوا
لاتحسبوها اليومَ دائمة ً ***** فالظِّلُّ ظلُّ الشّمسِ ينتقلُ
شتّان بين معاشرٍ نصحوا ***** لم يقبلوا وماشرٍ قبلوا
من أين فى الدّنيا وكيف بها ***** حالٌ من السّرّاءِ تتّصلُ
يفرى الزّمانُ وليس نبصره ***** ما ليسَ تَفري البِيضُ والأَسَلُ

سرونة
06/08/2012, 11:36 PM
لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ

لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ ***** و نورُ وجهكَ في الظلماءِ مصباحي
وحمرة ٌ نُشِرتْ في وجْنَتيكَ بها ***** ملكتَ ناصِيَتَيْ وَردٍ وتُفّاحِ
وقد لَحَوْني على وجْدي فقلْ لهمُ: ***** كيف انثنى خائباً من طاعتي اللاحي
تلومُني والتِياعٌ ما يفارقُني ***** ملءَ الضلوعِ بقلبٍ غيرِ مرتاحِ
و أنتَ صاحٍ ولاحٍ منْ به سكرٌ ***** و ما استوى في الهوى الُ والصاحي
قمْ غنني بأحاديثِ الهوى طرباً ***** و سقني من دموعي ملءَ أقداحي
ولا تَمِلْ بي إلى مَن لا أُسَرُّ به ***** ففي يمينك أحزاني وأفراحي
و قد شجيتُ بقمريٍ على غصنٍ ***** باكٍ بلا أدمعٍ يجرين نواحِ
قلْ للّذين أرادوا مثلَ مَفْخرتي: ***** أنَّى لكمْ مثلُ غُرّاتي وأوضاحي؟
و هلْ تبيتون إلاّ في حمى كنفي ***** وفي خَفارة ِ أسيافي وأرماحي؟
منْ فيكم وقد اشتدّ الخصامُ له ***** مِنْ دونِكم مثلُ إيضاحي وإفصاحي؟
ما زال رائدكمْ في كلَّ مكرمة ٍ ***** لولايَ فيكمْ بوجهٍ غيرِ وضاحِ
و قد بلغتُ مراماً عزّ مطلبهُ ***** لم تبلغوهُ وعيسى غيرُ أطلاحِ
و كم ثوتْ منكمُ الأحوالُ فاسدة ً ***** حتَّى صرفتُ إليها وجهَ إصلاحي
لا لذُّة ٌ ليَ في غيرِ الجميلِ ولا ***** في غيرِ أودية ِ المعروفِ أفراحي
دفعتُ عنكم بمَا تجلو القُيونُ وقد ***** دفعتمُ الشرَّ عجزاً " عنه " بالراحِ
سيّانٍ سِرِّي وجَهري في ظِهارتِهِ ***** ومُستوٍ خَمَري فيهِ وتَرْواحي
ورثتُ هذي الخصالَ الغرَّ دونكمُ ***** عن كلَّ قرمٍ طويلِ الباعِ جحجاحِ
قومٌ إذا ركبوا يوماً على عجلٍ ***** ضاق الفضاءُ وسَدّوا كلَّ صَحْصاحِ
تَرى جيادَهُمُ في كلِّ مُعتَرَكٍ ***** تلقى من الأرض صفاحاً بصفاحِ
همُ البحورُ لمنْ يعتادُ رفدهمُ ***** والنَّاسُ ما بينَ أوْشالٍ وضَحْضاحِ
لو طاولوا النجمَ لم يطلعْ على أحدٍ ***** أو صاولوا النّارَ لم تظهرْ لقدّاحِ
أولاكَ قومي فجيئوني بمثلهمُ ***** في منزلٍ هابطٍ أو ظاهرٍ ضاحِ
معالمٌ لا مرورُ الدهرِ يخلقها ***** ولا يخافُ على مَحْوٍ لها ماحِ

سرونة
06/08/2012, 11:37 PM
لعينِك منها يومَ زالتْ حمولُها

لعينِك منها يومَ زالتْ حمولُها ***** - وإنْ لم تنلْ - تذرافها وهمولها
ومن أجلها لمَّا مررتَ بدارِها ***** وقد أوحشتْ منها شجتنى طلولها
ولولا الهوى لم تَلْقَني بمنازلٍ ***** نواحلَ يستدعى نحولى نحولها
أغنّى بها مجهولة ً لم تبنِ لنا ***** ويذكرنى غضَّ الوصالِ محيلها
منَ الّلاتي يُسغِبْنَ النِّطاقَ هضامة ً ***** ويمشينَ بالبطحاء خِرشاً حُجولُها
يقفنَ فيستوقفن لحظَ عيوننا ***** فما هنّ للأبصار إلاّ كبولها
أُريغُ جَداها وهْي جِدُّ بخيلة ٍ ***** وأعْيا على راجي الغواني بخيلُها
وليلة َ بتنا بالأبيرقِ جاءنى ***** على نشوة ِ الأحلامِ وهناً رسولها
خيالٌ يرينى أنّها فوق مضجعى ***** وقد شطّ عنّى بالغويرِ مقيلها
فيا ليلة ً ما كان أنعمَ بثَّها ***** تنازحَ غاوِيها وخابَ عذولُها
وما ضرَّني منها وقد بتُّ راضياً ***** بِباطلها أنْ بانَ صُبحاً بُطولُها
فلمّا تجلّى الّليلُ بالصّبحِ وامّحتْ ***** دَياجِرُ مُرخاة ٌ علينا سُدولُها
أَفَقْتُ فلم يحصلْ عليّ مِنَ الذي ***** خدعتُ به إلاّ ظنونٌ أجيلها
. . . . . . . . . . . . ***** وربَّ بُغاة ٍ ضَلَّ عنها سبيلُها
. . . . . . . . . . . . ***** فما للمطايا ثمَّ إلاّ حلولها
. . . . . . . . . . . . ***** مذلَّلة الأرجاءِ سهلٌ وصولُها
وكم عُصبة ٍ حَطَّتْ لديه رحالَها ***** فأتْرَبَ عافيها وعزَّ ذليلُها
لدى مجلسٍ لا يمزج الهزلُ جدّهُ ***** ولا ينطق العوراءَ فيه قؤولها
تُلَوّى بهِ الأعناقُ مَيْلاً عن الهوى ***** وينصفُ من ضخمِ الشّعوب هزيلها
إذا لم يملْ فيه إلى الحقِّ جورُه ***** عن القصدِ يوماً لم تجدْ من يميلها
فتى ً كلُّ أطرافٍ له في كتيبة ٍ ***** يُصرِّفُها أو مَكْرُماتٍ يُنيلُها
يُهابُ كما هابَ الشُّجاعُ قَريعَه ***** ويُرجَى كما تَرجو الغوادي مُحولُها
وحلّ من العلياء ما لا تحلّه ***** حذاراً من الشّمِّ العوالى وعولها
ففى كفّه رقُّ المكارمِ والنّدى ***** وما بيدِ الأقوامِ إلاّ غُلولُها
أآلَ بويهٍ احفظوه لدولة ٍ ***** له وعليه صعبها وذلولها
نماها فما تدعو سواه أباً لها ***** ومنجحره دبّتْ إلينا شبولها
مدحتُك لا أنِّي إخالُ مديحة ً ***** تحيط بأوصافٍ لديك جميلها
ولم يأتنى التّقصيرُ من عجز منطقى ***** ولكنْ دهاني من معاليك طولُها
ولو أنّنى وفّيتُ فضلك حقّه ***** عددتُ مديحي زلَّة ً أستقيلُها
فعشْ فى نعيمٍ لا يرى منه آخرٌ ***** وحالٍ بعيدٌ أنْ يحولَ حؤُولُها

سرونة
06/08/2012, 11:37 PM
يا مليحَ الوجهِ لمْ فعلكِ لي غيرُ مليحِ ؟

يا مليحَ الوجهِ لمْ فعلكِ لي غيرُ مليحِ ؟ ***** هِ لِمْ فِعْـ
إنَّ مَنْ يبذُلُ نفسًا ***** في الهوى غيرُ شحيحِ
لم تَخِرْ جِسميَ فَرْدًا ***** لكَ معْ جسميَ روحي
و الهوى بلوى ولكنْ ***** لسقيمٍ بصحيحِ
كم ليالٍ سهرى فيـ ***** ـكَ غبوقي وصبوحي
لي بكاءٌ من دمٍ صِرْ ***** فٍ منَ الجَفْنِ القريحِ
كلما استبدلتُ أبدلـ ***** ـتُ قَبيحًا بقبيحِ
و إذا طاوعتُ أمر الـ ***** ـحبَّ عاصيتُ نصيحي

سرونة
06/08/2012, 11:44 PM
عليلُكُمُ يرجو الشِّفاءَ وإنَّما الـ

عليلُكُمُ يرجو الشِّفاءَ وإنَّما الـ ***** ـعليلُ ولا يرجو الشفاء عليلُ
إذا كان دأبي بالهوى وهْوَ قاتلٌ ***** فإِنَّ أُساتي في الرِّجالِ قليلُ
وما بي إلى أنْ أكتمَ الحبَّ حاجة ٌ ***** وفى كلّ أحوالى عليه دليلُ
فهل لى إلى أنْ يبرحَ الحبُّ مهجتى ***** كما لم يكنْ فيها الغَداة َ سبيلُ؟
كأنِّيَ لمّا أنْ ذكرتُ فراقَكمْ ***** تمشّتْ بعقلى فى الصّحاة ِ شمولُ
فما أنا عن شكوى الصّبابة ِ ساكنٌ ***** وإنْ أشكُها لم أدرِ كيفَ أقولُ
وسيّانِ عندى قبل بلواى َ بالهوى ***** أضنّ ضنينٌ أم أنالَ منيلُ
وما العزُّ إلاّ سلوة ٌ لا هوًى بها ***** وكلُّ أسيرٍ بالغرامِ ذليلُ

سرونة
06/08/2012, 11:45 PM
سلامٌ على العمل الصالحِ

سلامٌ على العمل الصالحِ ***** وغادٍ من النُّسكِ أو رائحِ
سلامٌ على السَّنَنِ المستقيمِ ***** سلامٌ على المَتْجرِ الرّابحِ
سلامٌ على صَومِ يومِ الهجيرِ ***** و هبة ِ ذي مدمعٍ سافحِ
سلامٌ على عَرَصَاتٍ خَلَوْ ***** نَ للدِّين من غابقٍ صابحِ
وفارقَنا يومَ جدَّ الرَّحيـ ***** ـلُ عريانَ من ميسمٍ قاضحِ
فتًى كان في دارنا هذِه ***** بطرفٍ إلى غيرها طامحِ
تراهُ إذا غسقَ الخابطو ***** ن على منهجٍ للهدى واضحِ
محمدُ " فارقتنا " عنوة ً ***** فجرحي الرَّغيبُ بلا جارحِ
و أودعتني في صميم الفؤا ***** دِ مِنِّيَ ما ليسَ بالبارحِ
و هون رزءك أني أقولُ ***** مضيتَ إلى مُنية ِ الفارحِ
إلى نِعَمٍ ليس كالأَعْطَياتِ ***** و نافحها ليس كالنافحِ
وإنَّ الوزارة َ مُذْ فارقَتْ ***** جنابَك في مطرحِ الطّارحِ
كنارٍ العراءِ بلا مصطلٍ ***** و سجلِ القليب بلا ماتحِ
ودارُ السّياسة ِ مجفُوَّة ٌ ***** وغُدرانُهنَّ بلا ناشِحِ
و كنتَ وقد طرحتها بنانـ ***** ـكَ مُحتقِراً خيرَ ما طارحِ
فلو سئلتْ عنك لاستعجلتْ ***** إلى منطقِ الشاكر المادحِ
و كم لك في المجدِ من ثورة ٍ ***** إلى البلد الشاحط النازحِ
على كلّ منفرجِ " الكاذنتين " ***** كَتُومٍ لأنفاسهِ سابحِ
تراه إذا اسودّ ليلُ العجاجِ ***** منَ الرَّوْعِ كالكوكبِ اللائحِ
و قد علموا حين شبوا الأوارَ ***** مَجَسَّكَ من لاذِعٍ لافِحِ
بأنّك أضربُ من حاملٍ ***** لسيفٍ وأطعنُ من رامحِ
وأكتَمُ للسِّرِ حينَ اكتَوَتْ ***** خطوبٌ على الناشر البائحِ
و أنك منتقماً إذ تكون ***** " لذحلكَ " خيرٌ من الصافحِ
تفيءُ إلى الأبلجِ المستنيرِ ***** من الرأي في المعضلِ الفادحِ
وإنْ عَنَّ يومُ حِباءٍ هَطَلْتَ ***** وفي النّاسِ مَنْ ليس بالرّاشِحِ
مضيتَ خفيفًا منَ الموبقاتِ ***** وأينَ الخفيفُ منَ الدّالِحِ؟!
ولو أنصفَ النّاسُ تُربًا أُهِيلَ ***** على جسدٍ ناصعٍ ناصحِ
لزاروه واستنزلوا عنده ***** عطاءً من المانع المائحِ
فإمّا نزحتَ وراءَ الصَّفيحِ ***** فلستَ عن الخير بالنَّازحِ
فللهِ قبرٌ أراقوا بهِ ***** ذَنوبًا من الذُّخُر الصّالِحِ
تمرُّ به أرِجَ الخافقينِ ***** ملآنَ من عَبَقٍ فائِحِ
فإنْ نحن قسنا إليه القبورَ ***** أبرَّ بميزانهِ الراجحِ
و لا زالَ منهمرُ الطرتين ***** يَسُحُّ بماءٍ له سائحِ
عليه وإنْ كان مستغيناً ***** بما فيه من كرمٍ طافحِ
تساوى الأنامُ بهذا الحمامُ ***** فسهلُ المعاطفِ كالجامحِ
وقامتْ به حجَّة ُ الزّاهدينَ ***** وضاقَ لَهُ عُذُرُ الكادحِ
و كلٌّ مصيخٌ وإنْ كان لا