المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشريف المرتضى



الصفحات : 1 2 [3]

سرونة
09/08/2012, 07:59 PM
يا صاحِ ليس لسرٍّ منك كتمانُ


يا صاحِ ليس لسرٍّ منك كتمانُ ***** فى "الودِّ والودُّ" لا يدرى له شان
وللغرام ـ وإنْ بِتْنا نكتِّمُهُ ***** عن أعينِ النّاس ـ آياتٌ وعُنوانُ
وقد تبيَّنَ ما بي الرّكْبُ حينَ بَدَتْ ***** لنا مَن الشِّعْبِ أقمارٌ وأغصانُ
حلوّا القلوبَ وما كانتْ لهم وطناً ***** إنَّ القلوبَ لِما تهواهُ أوطانُ
إنَّ الذين على وَدّانَ دارُهُمُ ***** فيهمْ ضنينٌ بما نهواه خوّانُ
إذا سألناه منّانا وما طلنا ***** وراح وهوَ بأنْ منّاك منّانُ
وإنْ شكوتُ إليه الحبّ أعطفهُ ***** إلى المحبّة ِ ولّى وهو غضبانُ
بَدْرٌ حُرِمنَا المُنَى منه ويُرْزَقُها ***** وإنما الحبُّ أرزاقٌ وحِرْمانُ
كأنهمْ بعد ما بانوا وحبّهمُ ***** مخيِّمٌ في سوادِ القلبِ ما بانوا
هلْ أنتَ يا قلبُ صاحٍ عن لقائهمُ ***** أمْ فيك يا قلبُ إنْ سُلِّيتَ سُلْوانُ؟
فالحبُّ عندهمُ بغضٌ ومقلية ٌ ***** والصّدقُ بينهمُ زورٌ وبهتانُ
يقادُ نَحْوَكمُ قلبي ويجْذُبني ***** إليكمُ معَ بعدِ الدّارِ أشطانُ
وما البليَّة ُ إلا أنَّني كَلِفٌ ***** بفارغٍ وفؤادي منهُ مَلآنُ
نبكى ومن قبلُ ما كنّا يروّعنا ***** داعى الفراقِ ولا تجرى لنا شانُ
كأنَّ أعْيُنَنا تجري لبَيْنِهمُ ***** دَوْحٌ يُزِعْزِعُهُ في الطَّلِّ شَفّانُ
يا قاتلَ اللهُ من بالرّملِ ودّعنا ***** فهنّ للقلبِ أشجاءٌ وأشجانُ
لمّا بسمنَ لنا أبدين عن شنبٍ ***** مُمَنَّعٍ ليس يُروى منه ظمآنُ
كالبَدْرِ إذْ شَفَّ عن أنوارِه سَدَفٌ ***** والدرّ أبرزهُ للعين أكنانُ
ماذا على زائري ليلاً على سِنَة ٍ ***** لو زار صبحاً وطرفُ العينِ يقظانُ !
زيارة ُ الطَّيفِ ضَرْبٌ من قطيعتِهِ ***** ووصلُ مَن لا تراهُ العينُ هِجْرانُ
وليس ينفعنى والبعدُ أعلمهُ ***** قربٌ أتانى به ظنٌّ وحسبانُ
يا راكبَ العِرْمسِ الوجناءَ في غَلَسٍ ***** تَنْجابُ عن مَرِّهَا مَرْوٌ وصَوّانُ
قلْ للذي حلَّ أرْجاناً فشرَّفَها ***** إِنَّ المُنى والغِنَى في الأرضِ أرْجانُ
حيثُ الثرى خضلُ الأكناف ترفع فى ***** يفاعهِ لقرى الأضياف نيرانُ
نارٌ يهانُ ذكى ُّ المندلى بها ***** ويوقدُ العنبُ الهندى ُّ والبانُ
للهِ درّك من قاضٍ لنا عدة ً ***** ألوى بها من لئيمِ القومِ ليانُ
معجّلِ الخيلِ والهيجاءُ ضاحية ٌ ***** عن أنْ تُناطَ بها لُجْمٌ وأرسانُ
من كلِّ هوجاءَ كالسِّرْحان عادية ٍ ***** كأنَّما مسَّها في الرَّوْعِ شيطانُ
واليومَ ترجفُ بالأبطالِ ساحتهُ ***** كأنَّه ثَمِلُ الأوصال نشْوانُ
أنتَ الذي إنْ رآهُ الخلقُ من أَمَمٍ ***** فللثّرى أنفٌ منهمْ وأذقانُ
لغيرك الجهرُ منهمْ دونَ سِرِّهمُ ***** ويستوي فيك إسرارٌ وإعلانُ
ما أذعنوا لك حتّى كنتَ فذّهمُ ***** وللفضائلِ إنكارٌ وإِذْعانُ
قد جرَّبوك خلالَ الأمرِ يَحْفِزُهُمْ ***** فما هفوتَ وأرسى منك ثهلانُ
وعاينوا منك إِقداماً على خَطَرٍ ***** إنّ الملوك على الأهوال شجعانُ
كم نلتُ منك الرّضا عفواً بلا تعبٍ ***** وكم أتانى َ من جدواك إحسانُ
كرَّمْتني فملكتَ الرِّقَ من عُنُقي ***** إنّ الكراماتِ للأحرار أثمانُ
بنى بويهٍ أدام اللهُ ملككمُ ***** ولا يزلْ فيكمُ عزٌّ وسلطانُ
ولا خلا وَطَنٌ منكمْ ولاعَطَنٌ ***** فإنّ أعطانكمْ للجودِ أعطانُ
لم يَأْلَفِ الملكُ إلاّ في بيوتِكمُ ***** حَلَلْتُمُ دارَه والنّاسُ جِيرانُ
فللتّرائبِ منكمْ كلّما "نضرتْ" ***** وللمفارقِ أطواقٌ وتيجانُ
إنْ جلَّ خَطْبٌ فأنتمْ منه لي وَزَرٌ ***** أوْ آدَ صَعْبٌ فأنتمْ فيه أعوانُ
وإنْ لقيتُ العِدا يومَ الكفاحِ فلي ***** من دونِهمْ أذْرُعٌ منكمْ وأيْمانُ
ومعشرٍ جحدوا نعماكَ عندهمُ ***** وغرَّهمْ منك للزّلاَّت غُفرانُ
أغضيتَ عنهمْ فما ارتابوا وما فطِنوا ***** إنَّ التغاضِيَ إِمْلاءٌ وإِهوانُ
حتّى رأوك مغذّاً فى ململمة ٍ ***** كاللّيلِ في طيِّها خيلٌ وفُرسانُ
فأجفلوا كشرارِ الزّندِ تخطفهمْ ***** خطفَ الأجادلِ أسيافٌ وخرصانُ
فراكبٌ رأسَ جذعٍ ليس يبرحهُ ***** وهاربٌ دونه أُكْمٌ وقيعانُ
أضحوا وقد لزّهمْ منك العنيفُ بهمْ ***** كخروعٍ لزّهُ نبعٌ وشريانُ
وقد درَى كلُّ ذي لُبٍّ بأنَّهمُ ***** عزّوا وعمّا قليلٍ بالرّدى هانوا
وطاحَ ما لَفَّقُوهُ من أباطِلِهمْ ***** إِزاءَ حقِّك إنَّ الحقَّ عُرْيانُ
والمِهْرَجانُ زمان بالسّعودِ وبالنْـ ***** نُجْحِ القريب إليك الدَّهرَ عَجلانُ
مضى الهجيرُ به عنّا لطيّتهِ ***** فالطّلُّ مستبردٌ والجوُّ ريّانُ
فانعمْ به وخذِ اللذّاتِ من يده ***** فإنّما هو للّذّاتِ إِبّانُ
ودمْ لنا لنعيمٍ مالغايته ***** وقتٌ ولا لمزيدٍ منه نقصانُ

سرونة
09/08/2012, 07:59 PM
لا تطلبِ الرِّزقَ في الدُّنيا بمنقصَة

لا تطلبِ الرِّزقَ في الدُّنيا بمنقصَة ٍ ***** فالرّزقُ بالذّلِّ خيرٌ منه حرمانُ
المالُ يمضى وتبقى بعده أبدا ***** على الفتَى منه أوساخٌ وأدْرانُ
ما للفتى فى الغنى من ذلّة ٍ عوضٌ ***** وليس في المالِ للأعراضِ أثمانُ

سرونة
09/08/2012, 07:59 PM
و زائرٍ زارني وهناً يغالطني

و زائرٍ زارني وهناً يغالطني ***** ولو لبستُ ثبابَ الصُّبحِ لم يزُرِ
تمت له وستورُ الليلِ مُسْبَلَة ٌ ***** بيني وبين يقيني والكرى سكري
ولو أرادَ خداعي غيرُ ذي وَسَنٍ ***** لكان من نيل ما يبغي على غررِ

سرونة
09/08/2012, 08:00 PM
إساءاتٌ وإحسانٌ

إساءاتٌ وإحسانٌ ***** وإِعطاءٌ وحِرمانُ
ونقضٌ ثمّ أبرامٌ ***** وسِرٌّ ثمّ إعلانُ
فكمْ ذا أيها الدّهـ ***** ـرُ زياداتٌ ونقصانُ ؟
ولمْ أنتَ لمن عاهد ***** تَ أو عاقدتَ خوّانُ ؟
فلا وصلك موصولٌ ***** ولا هجرُك هِجرانُ
فمن تكسوه عريانٌ ***** وما يبقَى منَ الناسِ
ومن يرجوك محرومٌ
ومن يرجوك محرومٌ ***** رؤوسٌ وجميعُ النّا
ومَنْ تُدْنيهِ أوْ تَهْديـ ***** ـهِ مقصًى ثمّ حيرانُ
مضى شيبٌ إلى المو ***** ت كما شاءَ وشبّانُ
ولمّا يغنِ أنصارٌ ***** منَ الموتِ وأعوانُ
ولاجاهٌ ولامالٌ ***** ولا عزٌّ وسلطانُ
أَلا أينَ بهاليلٌ ***** عهدناهمْ وغُرّانُ؟
عُراة ٌ من لباسِ العا ***** رِ ما خانوا ولامانوا
إِذا شاؤوا وإحسانُ
وأوطانهمُ للجو ***** دِ والإنعامِ أوطانُ
ولم يقَ لنا عدنا ***** نُ في باقٍ وقحطانُ
وطاحتْ عنهمُ بالمو ***** تِ أطواقٌ وتيجانُ
وأحراسٌ وآناسٌ ***** ووِلدانٌ وندمانُ
وأفراسٌ لَهنَّ السُّمْـ ***** ـرُ فى الهيجاءِ أرسانُ
وأسيافٌ لهنّ الها ***** مُ أغمادٌ وأجفانُ
فقلْ: ياصاحبَ الإيوا ***** نِ: لم يُنجِك إيوانُ
ومَن باتَ على غُمدا ***** نَ : ماذا ردّ غمدانُ ؟
وزالتْ نعمٌ غودر ***** نَ يحويهنَّ نَعْمانُ
ألا إنَّ ذَوي الأموا ***** لِ للورّاثِ خزّانُ
تعامَيْنا وكلُّ النّا ***** سِ في ذي الدّار عُمْيانُ
ونودينا ولكنْ أيـ ***** ـنَ أسماعٌ وآذانُ؟
وما ننجو وباغينا ***** سريعُ الخَطْوِ غَرْثانُ
ولاخُلْدَ وَطرْفُ المو ***** تِ للأحياءِ يَقْظانُ
وفى دارِ الألى كانوا ***** وبادوا نحن سكّانُ
نعى ٌّ أنا من جرّا ***** هُ بالأحزانِ ملآنُ
كأنّي خَبَلاً منه ***** ـ ومابي السُّكْرُ ـ ُ
ذوَى غصنٌ من الأصحا ***** بِ والأصحابُ أغصانُ
ولم يُغنِ الذي يُغنيـ ***** ـهِ أهلونَ وإخوانُ
وإنْ تمضى ففى قلبى ***** عليك الدّهرَ نيرانُ
وإنْ بنتَ فما أنتَ ***** كقومٍ بالرّدى بانوا
وإن سُلِّيتُ ماعندي ***** لمسلٍ عنك سلوانُ
ولا للغمضِ أجفانُ
سقى قبرك هطّالٌ ***** منَ الأنواءِ هتّانُ
له فى الصّبحِ والإمسا ***** ءِ إرزامٌ وإرنانُ
ولازالَ به رَوْحٌ ***** تلقّاه وريحانُ
وغفرانٌ عنِ الإِجرا
وقد واليتَ من فى عر ***** صَة ِ البعثِ لهمْ شانُ
وإنعامٌ على المولى
فكن يوم نشور الخلـ ***** ـقِ فيهمْ حيثما كانوا

سرونة
09/08/2012, 08:00 PM
إنْ كنتَ ترغبُ " في الثوا

إنْ كنتَ ترغبُ " في الثوا ***** ءِ " بهذه الدنيا عزيزا
فاحذَرْ مُنَى الأطماعِ أنْ ***** تُعنَى بها أو أنْ تحوزا
لها القعاقع ***** َ والأَزيزا
كم آمنٍ أَضحى المُطا ***** حَ بها وقد أمسى الحريزا
كانتْ له نعمٌ فررْ ***** نَ فعادَ قاطنُها نَشوزا
كم ذا نحوزُ وقد رأَيْـ ***** ـنا حائزاً تركَ المحوزا
وغدا قديراً ثمَّ أمسى ***** بعدَ قدرتهِ عَجيزا
أينَ الذين على التِّلا ***** عِ تبوَّءوا الوطنَ الحجيزا
سحبوا وراءهمُ الجيو ***** شَ وطالما سَحبوا الخُزُوزا
إنْ زُرْتَهم زرتَ الأهِلْـ ***** ـلة َ في مطالعها بُروزا
نَطقوا بما أعيا الرّجا ***** ل وعاد ناطقهمْ ضموزا

سرونة
09/08/2012, 08:00 PM
صبراً ففى الصّبر الجميل يهون فينا ما يهونُ

صبراً ففى الصّبر الجميل يهون فينا ما يهونُ ***** صَّبر الجميـ
لا تجزعنّ لكائنٍ ***** ماضٍ وخذْ مالا يكونُ
ودعِ الحنينَ فإنّه ***** ما ردّ مفتقداً حنينُ
واتركْ لنا قَرْعَ الجَبيـ ***** ـنِ فما جنى شيئاً جبينُ
وإذا التفتّ إلى الذى ***** خلّتْ لنا منك المنونُ
وإلى أبيك فإنّهُ ***** جبلٌ لنا أبداً حصينُ
فالغرمُ غنمٌ واصلٌ ***** وخشونة ُ الأيّامِ لينُ
مضتِ الشّمالُ وبُقِّيَتْ ***** رفقاً بنا منك اليمينُ
وذوى لنا غصنٌ وبا ***** قٍ منك للدُّنيا غُصونُ
فَلئِنْ ظَمئنا بالفقيـ ***** ـدِ فعندنا العذبُ المعينُ
ولئنْ مضى ليثٌ لنا ***** فاللّيثُ باقٍ والعرينُ
قرّتْ عيونٌ إنْ بقيـ ***** ـتَ لنا وإنْ ذرفتْ عيونُ
أنتمْ لنا دارٌ المقا ***** مِ وأنتُمُ الحبلُ المتينُ
ولنا كما شئنا بعقو ***** ة ِ داركمْ دنيا ودينُ
أنتمْ هداة ٌ في الظّلا ***** مِ وأنتمُ الحقُّ المبينُ
أنتمْ سيوفٌ فى الحوا ***** دثِ لا تلمُّ بها القيونُ
وإذا انتُدِيتمْ فالنَّدِيْ ***** لكم هو البلدُ الأمينُ
والمَوْقفانِ وزَمْزَمٌ ***** والحِجْرُ والحَجَرُ المَصونُ
من ذا ترى عفتِ النّوا ***** ئبُ عنه والزّمنُ الخَؤونُ؟
داءُ المنيّة ِ معضلٌ ***** ماتتْ بحسرتهِ القرونُ
لم ينجُ منه لا جوا ***** دٌ فى الرّجالِ ولا ضنينُ
ومحبّة ُ الدّنيا وهذى ***** منْ جنايتها جنونُ
يا أيّها الذّخرُ النّفيـ ***** ـسُ سلمتَ والكنزُ الثمينُ
وابنَ الذي شابَتْ ولم ***** تَرَ مثلَ دولتِهِ القرونُ
ساسَ الأقاصي والأدا ***** نى واحداً لا يستعينُ
بدّلْ بحزنك غيره ***** فلبّما ندم الحزينُ
واتركْ مراعاة َ اليقيـ ***** ـن فربّما ضرّ اليقينُ
فالعيشُ ليس تطيبهُ ***** إِلاّ أمانٍ أو ظُنونُ
صلَّى الإِلهُ على الذي ***** قرحتْ لمصرعهِ الجفونُ
حلَّ التّرابَ وما له ***** إلاّكَ شبهٌ أوْ قرينُ
وسقى جوانبَ قبرهِ ***** وَطْفاءُ هَيْدَبُها هَتونُ
تهمى عليه فإنْ رقتْ ***** خَلَفَتْ بعبرتها الشُّؤونُ

سرونة
09/08/2012, 08:01 PM
أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ

أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ ***** و قد نزحتْ بيدٌ بهمْ وبسابسُ
وما رَحلوا إلاّ وحشْوُ حُدوجِهمْ ***** شموسٌ لروادِ الهوى ومقابسُ
كأنَّ قطينَ الحيِّ لمّا تحمَّلوا ***** جميعاً ضُحى ً جُنحٌ منَ اللّيلِ دامسُ
أوِ الصَّخرُ من أعلامِ ثَهْلانَ زائلاً ***** أو الدوحُ دوحُ الغابة المتكاوسُ
فجادَ ديارَ العامريَّة ِ وابلٌ ***** وعادَ ديارَ العامريَّة ِ راجِسُ
و لا درستْ تلك الرسومَ ملموٌ ***** ولارَمَسَتْ تلكَ الطُّلولَ الرَّوامسُ
فقد طالما قضيتُ مأربة َ الصبا ***** بهنَّ وندماني الظباءُ الأوانسُ
و بيضٍ لبسنَ الحسنَ عن كلَّ ملبسٍ ***** فزانَ لنا مالا تزينُ الملابسُ
يعرن الصبا منْ لم يكن همهُ الصبا ***** فيطمع فيه كلُّ من هو آيسُ
و ساقطن عذباً من حديثٍ كأنهُ ***** نسيمُ رياضٍ آخرَ الليل ناعسُ
و لما التقينا والرقيبُ على الهوى ***** يخالسنا من لحظهِ ونخالسُ
أَرَيْنَ وجوهاً للجمال كأنَّها ***** نصولٌ حبتها للقيونِ والمداوسُ
فهنَّ كمالاً مالهنَّ صواحبٌ ***** وهنَّ عَفافاً مالهنَّ حوارسُ
حلفتُ بمن طافَ الحجيجُ ببيتِهِ ***** و من هو للركنِ اليمانيَّ لامسُ
و ايدي المطايا يبتدرن مغمساً ***** وهنَّ خَميصاتُ البطون خوامِسُ
طَواها السُّرى طيَّ الحريرِ على البِلَى ***** فهنَّ قِسِيٌّ مالهنَّ مَعاجِسُ
و منْ أمَّ جمعاً والمطيُّ لواغبٌ ***** تماطلُ مضماضَ الكرى وتماكسُ
و ما هرقوا عند الجمارِ على منى ً ***** من الدمِ منه مستبلٌّ وجامسُ
لقد ولدتْ منِّي النساءُ مُشيَّعاً ***** له الرَّوْعُ مَغْنى ً والحروبُ مجالسُ
و قد جربوا أني إذا احتدم الوغى ***** لأِثَوابِها دونَ الكتيبة ِ لابسُ
بضربٍ كما اختارتْ شفارُ " مناصلٍ " ***** و طعنٍ كما شاء الكميُّ المداعسُ
تطامنَ عني كلُّ ذي خنزوانة ٍ ***** و غمض دوني الأبلجُ المتشاوسُ
فلم يرَ لي لما سمقتُ مطاولٌ ***** ولم يبقَ لي لمّا سبقتُ منافِسُ
و ذللتها هوجاءَ " سامية " القرا ***** وما كلُّ روّاضٍ تطيعُ الشّوامِسُ
فقلْ للذي يبغي الفَخارَ ودونَهُ ***** مفاوز لا تسطيعهنّ العرامسُ
قعدتَ عن الحسنى وغيرك قائمٌ ***** وقمتَ إلى السَّوأى وغيرُك جالسُ
و رمتَ الذي لم تسعَ يوماً بطرقهِ ***** ونَيْلَ الجَنَى عفواً وما أنتَ غارسُ
وأنَّى ببرحِ الأمر في القومِ ناهضٌ ***** و أنتَ عن الأمر المبرحِ " خانسُ "
و لي النظرُ السامي إلى كلّ ذروة ٍ ***** فكيفَ تُساميني العيونُ النَّواكِسُ
ترومون أنْ تعلوا وأنتمْ أسافلٌ ***** و أن تشرقوا فينا وأنتم حنادس
نَهسْتُمْ لَعَمْري مَرْوَتي جَهلة ً بها ***** فيا للنهى ماذا استفاد النواهسُ ؟
و كيف عجميمْ هاتماً كلَّ عاجمٍ ***** ومارستُمُ مَن كَلَّ عنه الممارسُ
فما لعجاجي منكمُ اليومَ تابعٌ ***** و لا لعبابي منكمُ اليومَ قامسُ
فإنْ أنتُمُ أَقْذَيْتُمُ صفوَ عيشِنا ***** فقد رغمتْ آنافكمْ والمغاطسُ
وإنْ جرَّ دهرٌ نحوكُمْ بعضَ سعدِهِ ***** فما أنتمُ في الدهرِ إلاّ المناحسُ
و من ذا الذي لولاي آوى سروحكمْ ***** وأنتمُ لآسادِ الخطوب فرائسُ
وما البِيضُ بيضُ الهند لولا أكفُّها ***** و ما الخيلُ يومَ الروع إلاّ الفوارسُ
و إنْ أنتَ لم تحرسكَ نفسك نجدة ً ***** فليسَ بحامٍ عن جنابِك حارسُ
و مالك من كلّ الذين تراهمُ ***** و إنْ غضبوا إلاّ الطلولُ الدولرسُ

سرونة
09/08/2012, 08:02 PM
يظنّ رجالٌ بى ظنوناً شنيئة

يظنّ رجالٌ بى ظنوناً شنيئة ً ***** وكم أخفقتْ ممّن يظنّ ظنونُ
ويلقوننى بالبشرِ منهمْ ودونه ***** حقودٌ وغلٌّ فى الصّدور دفينُ
فإِنْ غرتُ في تفتيشِ مَن أستعينُهُ ***** فما هو إلاّ من على َّ يعينُ
وإنَّ امرأً يُمسي ويُصبحُ آمناً ***** من النّاسِ معْ تجربتهمْ لغبينُ

سرونة
09/08/2012, 08:03 PM
المرءُ يجمعُ، والدُّنيا مفرِّقة ٌ

المرءُ يجمعُ، والدُّنيا مفرِّقة ٌ ***** و العمرُ يذهب والأيامُ تختلسُ
ونحن نَخبِطُ في ظلماءَ ليس بها ***** بدرٌ يضيءُ ولا نجمٌ ولا قبسُ
فكم نرتِّقُ خَرْقاً ليس مُرْتَتِقاً ***** فيها ونحرسُ شيئاً ليسَ يَنْحرسُ
وكم نَذِلُّ وفينا كلُّ ذي أَنَفٍ ***** ونَستكينُ وفينا العِزُّ والشَّوَسُ
وكيفَ يرضَى لبيبٌ أنْ يكونَ له ***** ثوبٌ نقيٌّ وعرضٌ دونه دنسُ ؟
أم كيف يطبقُ يوماً جفنُ ذي دنسٍ ***** و خلفه فاغرٌ للموت مفترسُ

سرونة
09/08/2012, 08:03 PM
رماكَ فأَصْماك امرؤٌ لم تكنْ له

رماكَ فأَصْماك امرؤٌ لم تكنْ له ***** رميّاً ولم يخطرْ ببالك شأنهُ
ولو أنّنى حاذرتهُ لكفيتهُ ***** وكم آمنٍ جانٍ عليه أمانُهُ
فإنْ ساءني منهُ الغَداة َ مَغيبُهُ ***** لقد سرَّني منه طويلاً غِيابُهُ
وإنْ كنتُ مكلوماً بعقدِ ضميره ***** فإنَّ شِفاءً مايقولُ لسانُهُ
ولَلْموتُ خيرٌ للفتَى من مذلَّة ٍ ***** تنمُّ عليه أوْ هَوانٌ يُهانُهُ
وإنْ كنتُ يوماً تائباً عن مودّة الـ ***** ـرّجالِ فهذا وقتهُ وأوانهُ

سرونة
09/08/2012, 08:04 PM
أيا حاديَ الأظعانِ لمْ لا نعرسُ

أيا حاديَ الأظعانِ لمْ لا نعرسُ ***** لعلَّك أنْ تَحْظَى بقربك أنفُسُ
أنِخْ وانْضُ أَحْلاساً أكلْنَ جلودَها ***** فصرن جلوداً طالما أنت " محلسُ "
و إنْ كنتَ قد جاوزتَ بطنَ مثقبٍ ***** و ما فيه من ظلٍّ يقيءُ " فيلبسُ "
ففي الحَزْنِ مُخْضَرٌّ منَ الرَّوض يانِعٌ ***** و عذبُ زلالٍ بات يصفو ويسلسُ
تُدَرِّجُهُ أيدي الشَّمال كأنَّه ***** إذا أبصرَتْهُ العينُ نَصْلٌ مُضرَّسُ
وإنْ لم تُرِدْ إلاّ اللِّوَى فعلى اللِّوَى ***** سلامٌ ففيه موقفٌ ومعرسُ
وقومٌ لهمْ في كلِّ علياءَ منزلٌ ***** وعزٌّ على كلِّ القبائل أقعسُ
كرامٌ تضيءُ المشكلاتُ وجوههمْ ***** كما شفّ في تمٍّ عن البدر طرمسُ
و ما فيهمُ للهونِ مرعى ومجثمٌ ***** و لا منهمُ للذلَّ خدٌّ ومعطسُ
خليليَّ قُولا ما أَسَرَّ إليكما ***** وقد لَحَظَتْني عَينُهُ المتفرِّسُ
على حينِ زايلنا الأحبَّة َ بَغْتة ً ***** و كلُّ جليدٍ يومَ ذلك مبلسُ
صَموتٌ عن النَّجوى فإنْ سِيلَ مابِهِ ***** فلا قولَ إلاّ زَفرَة ٌ وتنفُّسُ
تُزعزعُهُ أيدي النَّوَى وهْو لابثٌ ***** و تنطقهُ شكوى الهوى وهو أخرسُ
و مما شجاني أنني يومَ بينهمْ ***** رجعت ورأسي من أذى البين " مخلسُ "
و قد كنتُ أخفيتُ الصبابة َ منهمُ ***** فنمّ عليها دمعيَ المتبجسُ
عشيَّة أُخفي في الرِّداءِ مسيلَهُ ***** ليسحبَ صحبي أنني متعطسُ
و ليلة َ بتنا بالثنية ِ سهدا ***** وما حَشْوُها إلاّ ظلامٌ وحِنْدِسُ
و قد زارنا بعد الهدوَّ توصلاً ***** إلى الزاد غرثانُ العشياتِ أطلسُ
شديدُ الطَّوَى عاري الجناجِنِ مابهِ
أتانيَ مُغبرَّ السَّراة ِ كأنَّه ***** من الأرض لولا أنه يتلمسُ
تضاءَل في قُطْرَيهِ يكتمُ شخصَهُ ***** و أطرقَ حتى قلتُ ما يتنفسُ
و ضمَّ إليه حسهُ متوجساً ***** وما عنده في الكيد إلاّ التوجُّسُ
يخادِعُني من كَيْسِهِ عن مَطيَّتِي ***** و لم يدرِ أني منه أدهى وأكيسُ
وأقْعى إزاءَ الرَّحْلِ يطلبُ غِرَّة ً ***** و يلقى إليه الحرصُ أنْ سوف أنعسُ
فقلتُ له لمَّا توالى خداعُهُ: ***** " تعزَّ " فما عندي لنابك منهسُ
و ما كنتُ أحميك القرى لو " أردتهُ " ***** برفقٍ ولكنْ دارَ منك التَّغَطْرُسُ
فلما رأى صبري عليه وأنني ***** أضنُّ على باغي خداعي وأنفسُ
" عوى " ثمّ ولى يستجير " بشدة ٍ " ***** و يطلبُ بهماً نام عنها المحبسُ
و كم خطة ٍ جاوزتها متمهلاً ***** و عرضيَ من لومِ العشيرة أملسُ
ومَكْرُمة ٍ أعطيتها متطلِّقاً ***** و قد ضنّ بالبذل " الخسيس " المعبسُ
و طرق إلى كسب المكارم والعلا ***** وبذلِ اللُّها أنهجتُها وهي دُرَّسُ
و مولى ً يداجيني وفي لحظاتهِ ***** شراراتُ أحقادٍ لمن يتقبسُ
يرمِّسُ ضِغْناً في سُوَيداءِ قلبِهِ ***** ليُخفِيَهُ لو كان للضِّغْنِ مَرْمَسُ
و يعجبُ أني في الفضائل فتهُ ***** ولمْ لا يفوتُ المصبحين المُغَلِّسُ
كأنّ وإياهُ معنى بمدنفٍ ***** يَبلُّ قليلاً ثم يأْبَى فينكُسُ
ومُشكلة ٌ أخلاقُهُ وخصالُهُ ***** كما شئتَ لماعاً يضيءُ ويبلسُ
فلا أنا عمَّا يُثمرُ الوصلُ أنتهي ***** ولا هوَ عن شأوِ القطيعة يحبسُ

سرونة
09/08/2012, 08:10 PM
وحَلَلْتِ من قلبي وأنتِ بخيلة

وحَلَلْتِ من قلبي وأنتِ بخيلة ٌ ***** مالا يحلُّ به الجوادُ المحسنُ
وسكنتِ ممَّنْ كلُّ جارحة ٍ له ***** شوقاً إليكِ وصَبْوَة ً لا تسكنُ
وأسرتنى وأنا الطّليقُ وطالما ***** أسَرَ الهوى وقَتَلْتِ مَنْ لا يُفتَنُ
وأردتِ كتمانَ الهوى فكتَمْتُهُ ***** والدَّمع يُبدي ما أُسرُّ وأُعلِنُ
وحَبَسْتِ في الشَّكوى لساناً واحداً ***** لو لم تكنْ لي بالشِّكاية ِ ألْسُنُ

سرونة
09/08/2012, 08:10 PM
أجبرتنا لا جمع اللهُ شملنا

أجبرتنا لا جمع اللهُ شملنا ***** فما أنتمُ إلاّ الذئابُ الأطالسُ
وما أنتُمُ إلاّ سَرابٌ بِقِيعَة ٍ ***** تُغَرُّ برؤياهُ الظِّماءُ الخوامسُ
وما أنتُمُ فيما رجاكُمْ ومادَرَى ***** لمنفعة ٍ إلاّ الطلولُ الدوارسُ
بذلتُ لكمْ مني الودادَ تكرماً ***** ومافيكُمُ إلاّ الذي هو شامسُ
ولان لكمْ صعبي وأغصانُ دوحتي ***** وأغصانُكمْ لي كلَّ يومٍ يوابِسُ
متى امتلأتْ أبصاركمْ من فضيلتي ***** ففيهنَّ عُوّارٌ بها ونَواخسُ
و إنْ تنبئوا عني بأدنى مسرة ٍ ***** فليس لكمء إلاّ الوجوه العوابسُ
وهل حَسَدُ الأقوامِ طاروا إلى العُلا ***** وأنتمْ بِطاءُ الخَطْو إلاّ وساوسُ
فلا وردتْ ماءً زلالاً مشافرٌ ***** و لا حبيتْ منكمْ بخيرٍ معاطسُ
ولاكنتُمُ إلاّ كما تكرهونَهُ ***** و لا اعتادكمْ نوءٌ من الرزق راجس

سرونة
09/08/2012, 08:11 PM
لعمرك إنّنى فارقتُ نجداً

لعمرك إنّنى فارقتُ نجداً ***** وقلبي مُودَعٌ فيها رهينُ
ومالى بعد فرقة ِ أهلِ نجدٍ ***** قرًى إلاّ نحيبٌ أوْ أنينُ
وعينٌ جفَ منها الدّمعُ حتّى ***** أُحاذِرُ أنْ تجودَ بها الشُّؤونُ
جفاها غمضها فكأنّ عيناً ***** لنا بعدَ الفِراقِ ولا جُفونُ
فيا ليتَ الصَّبابة َ يومَ ولَّوْا ***** ضُحى ً خفَّتْ كما خفَّ القطينُ
ولَيْتَهمُ وحسبي ذاك منهمْ ***** دروا أنّى لفرقتهمْ حزينُ
أُحبُّكمُ، وبيتِ اللهِ، حتى ***** يقالَ بهِ - وما صدقوا - جنونُ
وكم أنكرتُ حبّكُمُ فنادَى ***** به دمعٌ يبوحُ به هَتونُ
وأعظمُ ما يلاقيهِ قرينٌ ***** وأشجَى أنْ يفارقَهُ قرينُ
وكم لكمُ بقلبى من غرامٍ ***** يؤرِّقُني إذا هَدتِ العيونُ
أُلَجْلِجُ كلَّما سُوئِلْتُ عنه ***** كما وَرَّى عن البذلِ الضَّنينُ
فلا أنا مُعرِضٌ عنه صَموتٌ ***** ولا أنا مُعرِبٌ عنه مُبينُ
أرُونا موضعَ الإنصافِ منكمْ ***** فقد جلَّتْ عن المَطْلِ الدُّيونُ
ولا تبدوا صريحَ المنعِ منكمْ ***** فيغنينا عن الخبرِ اليقينُ

سرونة
09/08/2012, 08:12 PM
ألم تسألِ الطللَ الدارسا

ألم تسألِ الطللَ الدارسا ***** وكنتَ به واقفاً حابسا
وقد كان عهدي بهِ ضاحكاً ***** فكيفَ استحالَ بِلى ً عابسا
و ما لكَ مستوحشاً وسطهُ ***** وما كنتَ إلاّ به آنسا
ألا أينَ من كنتُ أرنو إليهِ ***** طويلاً وكنتَ له حارسا
وياليتني حينَ قابلتُهُ ***** دُرِسْتُ ولم أرَهُ دارسا
فكَمْ قد رأيتُ غزالاً به ***** لثوب الصبا والهوى لابسا
يَميسُ دلالاً وكم في الغصو ***** نِ ما لستُ أرضى به مائسا
سُقيتَ الرَّواءَ فقد طالما ***** سقيتَ فرويته خامسا
و لا زال مرُّ نسيمِ الريا ***** عليك كَلِيلَ الشَّبا ناعسا
و لا فرستكَ نيوبُ الزما ***** ن فقد كنتَ دهراً لها فارسا
ومَن كان عزّاً لبدرِ السَّماءِ ***** ءِ بأخمصهِ أبداً دائساً ؟
ولاكانَ هادمَ مايَبتنيهِ ***** و كنتُ على غيره شامسا
وكان لعيني الصَّباحَ المنيرَ ***** ـرَ فقوموا انظروا ليليَ الدامسا
فأيّ فتى ً لم يكن في بحا ***** ر أنعمهِ القائمَ القامسا
وقد كان غصنُ النَّقا مُورِقاً ***** فأصبح من بعده يابسا
ونَوءُ الرِّماحِ وبيضُ الصِّفا ***** عاد بنا جامداً جامسا
مضى عجلاً كضياء الزناد ***** كنتُ له قادحاً قابساً
كأنّ لقلبيَ منه الحريقَ ***** عليه وفي عينيَ الناخسا
و من عجبٍ أنني حين خا ***** ب طبيَّ وعاد به خائسا
رحلتُ به نحوَ دارِ البِلى ***** جِهاراً وأعطيتُه الرَّامسا
فلا سكنوا بعده منزلاً ***** و لا شمتوا بعده عاطسا
ولا نَبَّهوا لنظامِ المديـ ***** ـحِ في أحدٍ بعدَهُ هاجسا
عليك السلامُ وإنْ كنتُ منْ ***** لقائك طولَ المدى آيسا
و خذْ من دموعي الغزار التي ***** أكون بها أبداً نافسا
و قد ضاع بعدك من ذدت عنـ
فبيني وبين خطوب الزمان ***** حروبٌ ذكرتُ لها داحسا
ولولا جنونُ مقاديرِهِ ***** لما سبقَ الرّاجلُ الفارسا
و لا كان هارم ما يبتنيـ ***** وقالعُ أغراسهِ غارسا
سقاني وياليتَ لم يسقِني
وأسْمنَني وكسا أعظُمي ***** وعادَ لها عارقاً ناهسا

سرونة
09/08/2012, 08:13 PM
يا آلَ خيرِ عبادِ الله كلِّهمُ

يا آلَ خيرِ عبادِ الله كلِّهمُ ***** "ومن لهمْ فوق" أعناق الورى مننُ
كم تثلمون بأيدى النّاسِ كلّهمُ ***** وكم تعرّسُ فيكمْ دهرها المحنُ ؟
وكم يَذودُكُمُ عن حقِّكمْ حَنَقاً ***** مملأُّ الصّدرِ بالأحقادِ مضطغنُ
إنَّ الذين نَضَوْا عنكمْ تُراثكُمُ ***** لم يَغْبُنوكمْ ولكنْ دينَهمْ غَبَنوا
باعوا الجِنانَ بدارٍ لابقاءَ لها ***** وليس لله فيما باعه ثمنُ
أُحِبُّكمْ والذي صلَّى الجميعُ له ***** عندَ البناءِ الذي تُهدَى له البُدُنُ
وأرتجيكمْ لما بعد المماتِ إذا ***** وارى عن النّاس جمعاً أعظمٌ جبنُ
وإنْ يضلَّ أناسٌ عن سبيلهمُ ***** فليس لي غيرُ ما أنتمْ به سَنَنُ
وما أبالى إذا ما كنتمُ وضحاً ***** لناظِرَيَّ، أضاءَ الخلقُ أم دَجَنوا
وأنتمُ يوم ارمى ساعدى ويدى ***** وأنتمُ يوم يرمينى العدا الجننُ

سرونة
09/08/2012, 08:13 PM
تقولُ لي وأماقيها مطفِّحَة

تقولُ لي وأماقيها مطفِّحَة ٌ ***** من ذا أبان على صبغِ الدجى قبسا ؟
من ذا الذي علَّ من فوديك لونهما ***** و سلّ حسنك فيما سلَّ أو خلسا ؟
ما لي أراك ونورُ البدر منكسفٌ ***** في وجنتيك وخطٌّ فيهما طمسا ؟
كأنما أنت ربعٌ ضلّ ساكنهُ ***** أو منزلٌ عطلٌ من أهله درسا
ما ضرَّ شيباً وقد وافى بمنظره ***** تقذى النواظرُ لو أبطا أو احتبسا
أما علمتَ بأنا معشرٌ جزعٌ ***** نقلي الصباحَ ونهوى دونه الغلسا ؟
فقلتُ ما كان من شيءٍ عصيتُ به ***** ربِّي وإنْ ساءَ منّي القلبُ مُحْترسا
وما الشَّبيبة ُ إلاّ لُبْسَة ٌ نُزِعَتْ ***** بدلتُ منها فلا تستنكري اللبسا
وفيَّ كلُّ الذي تَهوينَ من جَلَدٍ ***** فما أُبالي أقامَ الشَّيبُ أم جَلسا
لا تطلبي اللهوَ مني والمشيبُ علا ***** رأسي فإنّ قعودَ اللهو قد مسا
و لا ترومي الذي عودتِ من ملقٍ ***** فكلُّ ما لان من قلبي الغداة قسا

سرونة
09/08/2012, 08:18 PM
ماذا على الرِّيمِ لوَحيّا فأحيانا

ماذا على الرِّيمِ لوَحيّا فأحيانا ***** وقد مررنا على عُسفانَ رُكبانا؟
ولَيتَهُ إذْ تَحامَى أن يُنَوِّلَنا ***** لم يستردّ الذى قد كان أعطانا
بل ليتَ ما طلنا بخلاً ومانعنا ***** يوماً تشبَّهَ بالمُعطي فمنّانا
لا يستفيق بجازينا بلا ترة ٍ ***** بالوصلِ هجراً وبالإعطاءِ حرمانا
وكيف يأبى مواعيداً تعلّلنا ***** مَن كان يوسِعُنا مَطْلاً وليّانا؟
عُجنا إليه صدروَ اليَعْمَلاتِ وقدْ ***** نضا الصّباحُ ثيابَ اللّيلِ عُريانا
والرَّكبُ بينَ صريعٍ بالكرَى ثَمِلٍ ***** ومائلِ الرّأسِ حتّى خِيلَ نَشْوانا
محلِّقِينَ تَهادَوْا في رحالِهمُ ***** من بطن مكّة َ أفراداً وأقرانا
حلّوا حقائبهمْ فيها مفرّغة ً ***** واسْتَحقبوا من عطاءِ اللَّه غُفرانا
من بعدما طوّفوا بالبيتِ واعتمروا ***** "واستلموا" منه أحجاراً وأركانا
وردَّدوا السَّعْيَ بينَ المَرْوَتين تُقى ً ***** حيناً عجالاً وفوق الرّيثِ أحيانا
وعقّروا منًى من بعد حلقهمُ ***** كومَ المطى ِّ مسنّاتٍ "وثنيانا"
واستمطروا بعراصِ الموقفين وقد ***** غامتْ عليهمْ سماءُ الله رضوانا
أرضٌ تراها طوالَ الدّهرِ مقفرة ً ***** والحجُّ يُنبِتُها شيباً وشبّانا
"مسلّبينَ" كأنَ البعثَ أعجلهمْ ***** فاستصحبوا من بطونِ الأرضِ أكفانا
للَّهِ دَرُّ اللّيالي في مِنى ً سَلَفَتْ ***** فكم جميلٍ بها الرَّحمانُ أولانا
خِلنا منازلَنا منها وقد نَزَعَتْ ***** كلَّ النُّزوع عن الأوطان أوطانا
والقاطنين بها والشّعبُ مفترقٌ ***** فينا وفيهم لنا أهلاً وإخوانا
وبالمحصَّبِ ظَبْيٌ سلَّ مِعْصَمَهُ ***** يرمى الجمارَ فأخطاها وأصمانا
أهدتْ إلينا وما تدرى ملاحتهُ ***** للعين بَرْداً وللأحشاءِ نيرانا
وسائلٍ عن طريقِ الحجّ قلتُ له: ***** لايقبلُ اللَّهُ إلاّ الصَّعْبَ قُربانا
فهْوَ الطّريقُ إلى سكْنَى الجِنان فقلْ ***** فيما يُصيِّرنا في الخُلدِ سَكّاناً
لمّا ركبناهُ أخرَجْنا على شَغَفٍ ***** من الصّدور أهالينا ودنيانا
ثمّ استوى فيه فى امنٍ وفى حذرٍ ***** عدلاً من الله أدنانا وأقصانا
فكم لقينا عظيماً مرَّ جانبنا ***** وكم مُنِينا بمكروهٍ تخطّانا
وكم رمانا الرَّدى عن قوسِ مَعْطَبَة ٍ ***** فصدَّه اللَّهُ أن يُصمي فأشوانا
وكم طلبنا مراماً عزّ مطلبهُ ***** لمّا انثنينا بيأسٍ عنه واتانا
ومُشْمخرِّ الذُّرا تَهْفو الوُعولُ به ***** تخاله من تمامِ الخلقِ بنيانا
يستحسرُ الطّرفَ عن إدراك ذُرْوَتِهِ ***** حتى يكرَّ إلى راميهِ حيرانا
جُبْناهُ لانهتدي إِلاّ بسارية ٍ ***** من أنجمِ اللّيلِ مسراها كمسرانا
نَنْجو سِراعاً كأنّ البُعدَ غلَّ لنا ***** أوِ امتطينا بذاك الدَّوِّ ظُلْمانا
إذا دنا الفجرُ منّا قال قائلنا ***** يابعدَ مصبحنا من حيثُ ممسانا
والعيسُ طاوية ُ الأحشاء ضامرة ٌ ***** لولا الرِّحالُ لخلناهنَّ أشطانا
إذا أتتْ بلداً عن غِبِّ مَتْلَفَة ٍ ***** رمى بها البلدُ المأتى ُّ بلدانا
تَهوي بشُعْبٍ شَرَوْا بالأجر أنفسَهمْ ***** وقلَّ ما أخذوا عنهنَّ أثمانا
لمّا دعوا من نواحى مكّة َ "ابتدروا" ***** ظهرَ الرَّكائب إيماناً وإيقانا
يا أرضَ نجدٍ سقاكِ اللَّهُ مُنبعقاً ***** منَ الغمامِ غزيرَ الماءِ ملآنا
إذا تضاحكَ منه البرقُ مُلْتَمِعاً ***** في حافَتَيْهِ أَرَنَّ الرَّعدُ إرْنانا
أرضٌ ترى وحشها الآرامَ مطفلة ً ***** وفى منابتها القيصومَ والبانا
وإنْ تُجِلْ في ثراها طَرْفَ مُختبرٍ ***** لا تلقَ إلاّ حديقاتٍ وغدرانا
ذكرتُ فيها أعاصيرَ الصّبا طرباً ***** واستأنفتْ لى َ فى الّلذاتِ ريعانا
أيّامَ لم تُمِلِ الأيّامُ من غُصُني ***** ولم يطرْ عن شواتى الشّيبُ غربانا
أيّامَ ترمي الغواني إنْ خَطَرْتُ وإنْ ***** نطقتُ نحويَ أحداقاً وآذانا
أيّامَ لم تُلْفِني إلاّ على كَثَبٍ ***** من موعدٍ أتقاضاه إذا حانا
أيّامَ كان مكانى للصّبا وطناً ***** وكان عَصريَ للّذّاتِ إبّانا
أمّا ابنُ حمدٍ فقد أوفى بذمّتهِ ***** لمّا اصطحَبْنا ولكنْ خان مَن خانا
وما تغيّر لى والقومُ إنْ جهدوا ***** حالوا وإنْ كرموا فى النّاس ألوانا
ولا قذيتُ بعوراءٍ له مرقتْ ***** سرّاً ودافعَ عنها النّاسُ إعلانا
ولا تكرّر طرفى فى خلائقهِ ***** إلاّ انثنَى غانماً حُسناً وإحسانا
أَظْما فيوردني من عذبِ منطقِهِ ***** راحاً ومن نفحاتٍ منه ريحانا
كأنَّني منه في خضراءَ أوسَعَها ***** نَوْءُ السِّماكين تَهْطالاً وتَهْتانا

سرونة
09/08/2012, 08:18 PM
تقولُ لي وأماقيها مطفِّحَة

تقولُ لي وأماقيها مطفِّحَة ٌ ***** من ذا أبان على صبغِ الدجى قبسا ؟
من ذا الذي علَّ من فوديك لونهما ***** و سلّ حسنك فيما سلَّ أو خلسا ؟
ما لي أراك ونورُ البدر منكسفٌ ***** في وجنتيك وخطٌّ فيهما طمسا ؟
كأنما أنت ربعٌ ضلّ ساكنهُ ***** أو منزلٌ عطلٌ من أهله درسا
ما ضرَّ شيباً وقد وافى بمنظره ***** تقذى النواظرُ لو أبطا أو احتبسا
أما علمتَ بأنا معشرٌ جزعٌ ***** نقلي الصباحَ ونهوى دونه الغلسا ؟
فقلتُ ما كان من شيءٍ عصيتُ به ***** ربِّي وإنْ ساءَ منّي القلبُ مُحْترسا
وما الشَّبيبة ُ إلاّ لُبْسَة ٌ نُزِعَتْ ***** بدلتُ منها فلا تستنكري اللبسا
وفيَّ كلُّ الذي تَهوينَ من جَلَدٍ ***** فما أُبالي أقامَ الشَّيبُ أم جَلسا
لا تطلبي اللهوَ مني والمشيبُ علا ***** رأسي فإنّ قعودَ اللهو قد مسا
و لا ترومي الذي عودتِ من ملقٍ ***** فكلُّ ما لان من قلبي الغداة قسا

سرونة
09/08/2012, 08:19 PM
لمّا أتاني ودُرٌّ في مُقَلَّدِهِ

لمّا أتاني ودُرٌّ في مُقَلَّدِهِ ***** وافترَّ يبسمُ عن مثلِ الذي لَبِسا
عطفتُ منه على ضعفي فظاظتهُ ***** فلم يكنْ لي على رفقي به وقسا
فظلّ يهتك مني كلّ مكتتمٍ ***** جوى ً ويسفح دمعاً كان محتبسا
و قال لي : أنتَ مسلولٌ ، فقلت له : ***** ماكانَ ذاك ولكنْ ربّما وعسى

سرونة
09/08/2012, 08:19 PM
نزور دياراً ما نحبّ لها مغنى

نزور دياراً ما نحبّ لها مغنى ***** وَنَسْألُ فيها غَيرَ ساكِنِهَا الإذْنَا
نقود إليها الآخذاتِ لنا المدى ***** عَلَيْهَا الكُماة ُ المُحْسِنونَ بها ظَنّا
ونصفى الذى يكنى أبا الحسنِ الهوى ***** وَنُرْضِي الذي يُسمى الإلڑهَ وَلا يُكنى

سرونة
09/08/2012, 08:19 PM
صدتْ وما صدها إلاّ على ياسِ

صدتْ وما صدها إلاّ على ياسِ ***** من أن ترى صبغَ فوديها على رأسي
أحببْ إليها بليلٍ لا يضيء لها ***** إلاّ إذا لم تسرْ فيه بمقباسِ
و الشيبُ داءٌ لربات الحجالِ إذا ***** رأينَهُ وهْوَ داءٌ مالَهُ آسي
يا قُربَهُنَّ ورأسي فاحمٌ رَجِلٌ ***** و بعدهنّ وشيبي ناصعٌ عاسى
ماذا يريبك من بيضاء طالعة ٍ ***** جاءتْ بحلمي وزانتْ بين جلاسي
و ما تبدلتُ إلاّ خير ما بدلٍ ***** عُوِّضْتُ بالشّيبِ أنواراً بأنقاسِ
هيهاتَ قلبك من قلبٍ ذهبتِ به ***** هذا الضَّعيفُ وذاك الجلمدُ القاسي
تجزينَ وَصْلي بهجرٍ منك يمزجُ لي ***** كأس المنى وهيَ صرفُ الطعم بالياسِ
و نابحٍ بيَ دلتهُ غباوتهُ ***** حتَّى فَرَتْهُ بأنيابي وأضراسي
عوى ولم يدرِ أني لا يروعني ***** مِن مثلِهِ جَرْسُهُ من بينِ أجراسي
فقل لمن ضلّ عجزاً أن يساميني ***** يا بعدَ أرضكَ من طودٍ لنا راسِ
و أين فرعك من فرعي ومنشعبي ***** وأينَ أصلُكَ من أصلي وآساسي
ياقومُ مالي أَرى عِيراً مُعَقَّلَة ً ***** يُثيرهُنَّ اعتسافاً نخسُ نخّاسِ
و الشرُّ كالعرَّ يعدى غيرَ صاحبهِ ***** والكأسُ يَنْزعُها من غيرهِ الحاسي
و قد علمتمْ بما جرتْ وما شعرتْ ***** على العشائر دهراً كفُّ " جساسٍ "
و أنه واحدٌ شبتْ جنايتهُ ***** ناراً تضرمُ في كثرٍ من الناسِ
و إنما هاج في عبسٍ وقومهمُ ***** بنى فزارة َ حرباً سبقُ أفراسِ
والزِّبرقانُ انتضَى قولَ الحُطَيْئَة ِ في ***** أعراضِهِ خدعة ً من آلِ شَمّاسِ
كم تَنْبذون إلينا القولَ نَحسِبُهُ ***** ترمي إِلينا به أعجاسُ أقواسِ
يَحُزُّ في الجلد منَّا ثمَّ نحملُهُ ***** بُقياً عليكُمْ على العينينِ والرّاسِ
فكم تَدِرُّون شرّاً كلَّ شارقَة ٍ ***** وإنَّما الشرُّ يُستَدنَى بإبساسِ
و تحملون لنا خيلاً على جددٍ ***** منَ الطريقِ على مُسْتَوعِرٍ جاسِ
وكيف يصلُحُ قومٌ لم يَصِخْ لهمُ ***** سمعٌ إلى عذلِ قوامٍ وسواسِ
ضَلّوا كما ضَلَّتِ العَشْواءُ يُركِبُها ***** جُنْحُ الدُّجى ظهْرَ أجراعٍ وإرهاسِ
لمّا حماها سوادُ اللّيل عن نظرٍ ***** " يهدى " الطريقَ تقرتهُ بأنفاسِ
أما علمتمْ بأنا معشرٌ صدقٌ ***** وأنَّنا في التَّلاقي غيرُ أنكاسِ
و غنْ مشينا ، نجرَ الزغفَ تحسبنا ***** آسادَ بِيشَة َ تمشي بينَ أخياسِ
وأنَّنا لا يَمَسُّ الذَّمُّ جانبَنا ***** و لا يهمُّ لنا ثوبٌ بأدناسِ
و تحسب الجارَ فينا من نزاهتهِ ***** معرِّساً في الثّريّا أيَّ إعراسِ
إني أخاف وقد لاحتْ دلائلهُ ***** طلوعَ يومٍ بودقِ الموتِ رجاسِ
يُلْفَى حليمُكُمُ غيرَ الحليمِ بهِ ***** وكيِّسو القومِ فيهِ غيرَ أكياسِ
و الرمحُ ينطفُ في خدَ الثرى علقاً ***** نطفَ المزابرِ في حافاتِ قرطاسِ
يومٌ يرى منكمُ فيه عدوكمُ ***** ما شاء من قطع أرحامٍ وأمراسِ
لاتَطْرحوا النُّصْحَ مِنِّي وهْوَ مُتَّبَعٌ ***** طرحَ المبنَّ بأرضٍ سحقَ أحلاسِ
ولاتَكونوا كمن لم يدرِ في مَهَلٍ ***** من ساعة ِ الأمن عقبى ساعة ِ الباسِ
فإنَّما يذكرُ الإنسانُ حاضرَهُ ***** وكلُّ أمرٍ بما يمضي به ناسِ

سرونة
09/08/2012, 08:20 PM
أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة

أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً ***** وإلاّ فلا حَمداً كسبتَ ولا مَنّا
سُقيتَ الرَّدى إنْ هِبْتَ بادرة َ الرَّدى ***** وما أنت منّي إنْ جَنَحْتَ إلى الأدنَى
ألمْ تَرَني والموتُ مُلْقٍ جِرانَه؟ ***** أقدِّمُ نفساً ما أساءَتْ بهِ ظنّا؟
وإنّا لنُعطي السِّرَّ ماشاءَ من حِمى ً ***** وتأْبَى لنا الْحَوباءُ أن نستُرَ الضِّغْنا
حريّون أن نُعطَى المَقادَة َ في الورَى ***** وقد قصَّرتْ في الرَّوعْ كلُّ يَدٍ عنّا
طوالُ القنا ما بين أجفاننا قذًى ***** وظلُّ المنايا "الكالحاتِ" لنا مغنى
تخوّفنا أبناءُ قيسٍ وعيدهمْ ***** ولو أننا نخشى الوعيد لما سدنا
ولو فهموا عنّا مقالَ سيوفنا ***** لعلّمهمْ فحواه أنْ يقرعوا سنّا
أحقّاً بنى الإحجامِ ما طار عنكمُ ؟ ***** أطرتمْ وربّى فى ضلوعكمُ اللّدنا
وقد كنتمُ أطْفَأتمُ نارَ حِقْدِكمْ ***** فإنْ عدتمُ فى شبّ جمرتها عدنا
لَحا اللّهُ مَن يَحنو على الضَّيم جَنبَهُ ***** ولو أنَّ عنقَ الرُّمحِ في جنبه يُحنَى
يقولون إنَّ الأمنَ في هجرك الوغَى ***** ألا قبّح اللهُ امرأً يبتغى الأمنا
رَعى اللَّهُ فِتْياناً خِفافاً إلى العُلا ***** إذا عزموا أمضوا ولم يرقبوا إذنا
إذا ركبوا جنحاً أشابوا عذاره ***** وإنْ يمتطوا صبحاً أعادوا الضّحى وهنا
أذالوا على الأيّامِ صَوْنَ غرامِهمْ ***** فلن يُبصروا من غيرِ طلعتها حُسنا
ونالتْ بأسرار القلوب ظنونهمْ ***** كأنّ لهمْ في كلِّ جارحة ٍ إذْنا

سرونة
09/08/2012, 08:21 PM
ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي

ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي ***** لمن هو في المودة ِ مثلُ نفسي
ومَن لولاه لاستَوْبَأَتُ وِرْدي ***** ولاستخشنتُ مَسِّي عند لَمْسي
فتى ً ناط اإلهُ به فروعي ***** ولفَّ بأصلِهِ أصلي وجنسي
أصولُ بهِ على كَلَبِ الأعادي ***** و آوى منه في هضباتِ قدسِ
وضَوْءُ جبينهِ ليلاً وصُبحاً ***** إذا قابلتهُ بدرى ومسي
فقلْ للزَّينبيِّ مقالَ خِلٍّ ***** صربحِ الودَّ لم يلبسْ بلبسِ
أتذكرُ إِذْ هبطنا ذاتَ عِرْقٍ ***** و نحن معاً على أقتادِ عنسِ ؟
على هوجاءَ يُخرجُها التَّنَزِّي ***** أمامَ اليَعْمَلاتِ بغيرِ حِلْسِ
وإذْ سالتْ إِلينا من هُذَيلٍ ***** شعابُ الواديين بغير بخسِ
رجالٌ لا يبالون المنايا ***** تُصبِّحُهمْ نهاراً أو تُمَسِّي
بألسنة ٍ خلقن لغير ذوقٍ ***** وأفواهٍ شُقِقْنَ لغير نَهْسِ
يُشيعون الطَّعامَ النَّزْرَ فيهمْ ***** إذا ما الزّادُ أمكنَ كلَّ حَرْسِ
كأنهمُ على الحراتِ منها ***** وقد طَلعوا عليك بغيرِ لُبْسِ
نَفَيْتَهُمُ وقد دَلَفوا إلينا ***** بزوراءِ المناكبِ ذاتِ عجسِ
كأنَّ حنينَها للنَّزْعِ فيها ***** حنينُ مُسنَّة ٍ فُجِعَتْ بخَمْسِ
ولمّا أنْ لَقُوا منّا جميعاً ***** شفاءَ الهمَّ في ضربٍ ودعسِ
عَلوْا قُلَلاً لكلِّ أشمَّ طَوْدٍ ***** على طرقٍ من الآثار طمسِ
كأنَّ غروبَ قَرْنِ الشَّمسِ يَطْلي ***** ذوائبهُ وأعلاهُ بورسِ
فداؤك أيها المحتلُّ قلبي ***** حياة ُ مُرَوَّعِ الأحشاءِ نُكْسِ
يُعرِّدُ قبلَ بارقة ِ المنايا ***** ويتَّخذُ الهزيمة َ شرَّ تُرْسِ
فكم شاهدتُ قبلك من رجالٍ ***** وددتُ لأجلهمْ ما كان حسي
حَدَستُ بأنَّ عَقْدَهُمُ ضعيفٌ ***** وكانوا في الرَّكاكة ِ فوقَ حَدْسي
بأجلادٍ من التتريفِ بيضٍ ***** و أعراضٍ من التقريف غبسِ
كأنَّ مَقامَ جارِهُمُ عليهمْ ***** مقامُ مؤملٍ لرجوع أمسِ
يُنادي منهُمُ مَن صمَّ عنهُ ***** كما رجعتْ تندبُ أهلُ رمسِ
و لما أنْ نزلتُ بهمْ قروني ***** جفانَ خديعة ٍ وكؤوسَ ألسِ
وعدتُ وليس في كفيَّ لما ***** شريتهُمُ سِوى وَكْسي ونَحْسي
" يسومها " مسوقها الركايا ***** و في الأحشاء حاجٌ ليس ينسى
يُشاطرُك الهمومَ إذا ألمَّتْ ***** ويُوسِعُك التقيُّلَ والتأسِّي
و غصنكَ من مودتهِ وريقٌ ***** وغرسك في ثراهُ خيرُ غَرْسِ
وقاني اللهُ ما أخشاه فيمنْ ***** به من بينِ هذا الخلقِ أُنْسي
و نكبَ فيه عن قلبي الرزايا ***** فأُصبِحُ آمناً أبداً وأُمسي

سرونة
09/08/2012, 08:29 PM
قل لجافٍ كلّما سيـ

قل لجافٍ كلّما سيـ ***** ـمَ وصالاً زاد ضنّا
ليتَهُ يزدادُ إحسا ***** ناً كما يزداد حسنا
قد لَبِسنا م ***** ن جَوَى حُبْـ
لا أرانا اللَّهُ في نَفْـ ***** ـسك ما أبصرتَ منّا
بلغَ الكاش ***** حُ بالبَيْـ
فوحقّ الحبِّ لم يصـ ***** ـنِ الّذي كانَ تمنَّى
لو درى العاذلُ أنّى ***** لم اُطِعْه ما تعنَّى
أتُرى عن حسنِ رأْيٍ ***** زارنا طيقك وهنا ؟
لم يفدنا ، وطريفٌ ***** خادعٌ يوجبُ منّا
إنَّما الطَّيفُ كلفظٍ ***** فارغٍ مافيه معنى

سرونة
09/08/2012, 08:29 PM
إني مررتُ على جنا

إني مررتُ على جنا ***** دِلَ فوقَ أَرْماسٍ دُروسِ
مُحِيَتْ على قُرِّ الشّتا ***** ءِ وحرَّ هاجرة ِ الشموسِ
فكأنهنَّ من البلى ***** آثارُ " نقسٍ " في طروسِ
كم ضمنتْ من ضغيمٍ ***** قَرِمٍ إلى قنصِ النُّفوسِ
" ومتوجٍ " سحب الكما ***** ة ُ وراءَه ذيلَ الخميسِ
" وغزير " ماءِ الوجنتين كريمِ ناحية ِ الجليسِ ***** ـنِ كريمِ ناحية ِ الجليسِ
يعطي الكثيرَ إذا النفو ***** سُ شححنَ بالنزرِ الخسيسِ
بَعُدُوا على قُرْبِ المَزا ***** رِ عن السعادة ِ والنحوسِ
و كأنهمْ لخفوتهمْ ***** شَرْبٌ تساقَوْا بالكؤوسِ
تخذوا الثرى فرشاً لهمْ ***** و توسدوا قللَ الرؤسِ
يا للثرى كم فيه منْ ***** عِلْقٍ يُضّنُّ به نفيسِ
حملتهُ أيدي المشفقيـ ***** ـنَ إلى قرارة ِ كلِّ بوسِ
و تصدعوا وهوَ المنى ***** عن قبرهِ صَدْعَ السُّدوسِ

سرونة
09/08/2012, 08:29 PM
سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا؟

سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا؟ ***** ولا سقمٌ بهنّ ولا هوينا
ولمّا أنْ رأينا الدّارَ وَحْشاً ***** منَ الآناسِ أمْطَرْنا الجفونا
وقفنا نأخذُ العبراتِ منّا ***** ونُجريهنَّ ما شاؤوا وشِينا
وقال الفارعون منَ الغواني ***** وداءِ الحبِّ " إنّ بنا جنونا
كأنَّ عيونَنا فَنَنٌ مَطِيرٌ ***** تسيّلهُ نعاماهُ فنونا
ومِن قِبَلِ الهَوَادِج يومَ بانوا ***** رُمِينا بالمحاسنِ إذْ رُمِينا
أخذْنَ قلوبَنا وعَجبن منّا ***** ونحن بلا قلوبٍ لمْ بقينا ؟
فياللهِ أحداقُ الغوانى ***** أمَرْنَ بأنْ عَشِقْنَ فما عُصِينا
مَررْن بنا ونحن بغيرِ بَلْوَى ***** فما جاوَزْنَنا حتى بُلينا
وما زال الهوى حتّى رضينا ***** بهنّ على الصّدودِ فما رضينا
ولمّا أنْ مَطَلْن وَدِدْتُ أنّي ***** فدَيْتُ ردى ً نفوسَ الماطلينا
ومِن سَفَهٍ وقوفُك في المغاني ***** تساءلُ عن فريقٍ فارقونا
سقينا بعد بينهمُ دموعاً ***** وكفنَ فما وقفن وما روينا
فليت الحبَّ أشعرَ منْ عزيزٌ ***** عليه أنْ يبين بأنْ يبينا
ولم نرَ من خلال السّجفِ إلاّ ***** عيوناً فى الوصاوصِ أوْ جبينا
ودِدْتُ وما ودِدْتُ لغير جُرمٍ ***** وهنّ القالياتُ وما قلينا
ولمّا أنْ مشَيْن أرَيْنَ صُبحاً ***** دعاصَ الخبتِ يهززن الغصونا
وهان على عيونٍ وادعاتٍ ***** هجوعاً أنْ نبيتَ مؤرّقينا
وشنباءِ المضاحك من نزارٍ ***** فقدتُ لحسنِ بهجتها القرينا
منَ الّلائي ادَّرَعْنَ الحسنَ سَهْماً ***** يصبنَ به صميمَ الدّارعينا
ولولا أنّها سألتْ فؤادى ***** فجدتُ به لكنتُ به ضنينا
رَمَتْني بالخِيانة ِ في ودادي ***** وكنتُ على مودّتها أمينا
دعينا أنْ نزوركِ أمَّ عمروٍ ***** وإلاّ بالزِّيارة ِ واعِدينا
وقد أورثتنى سقماً فإنْ لم ***** تُداويهِ الغداة َ فعلِّلينا
فكمْ ليلٍ لبستُ به وشاحاً ***** ذوائبَ من هضيمٍ أو قرونا
عَفَفْتُ وقد قَدَرْتُ وليس شيءٌ ***** بأجملَ من عفافِ القادرينا
وزَوْرٍ زارني واللّيلُ داجٍ ***** وقد ملأ الكَرى منّا العيونا
يرينى أنّه ثانٍ وسادى ***** مُضاجِعُهُ؛ وزُورٌ مايُرينا
نعمتُ بباطلٍ ويودّ قلبى ***** وداداً لو يكون لنا يقينا
فيا شعراتِ رأسٍ كنّ سوداً ***** وحلنَ بما جناه الدّهرُ جونا
مشيبكِ بالسّنينَ ومن همومٍ ***** وليْتَكِ قد تُرِكْتِ معَ السِّنينا
كرهتُ الأربعين وقد تدانتْ ***** فمنْ ذا لي بردِّ الأربعينا؟
ولاح بمفرقى قبسٌ منيرٌ ***** يَدُلُّ على مقاتِليَ المَنونا
وإنّى إنْ فخرتُ على البرايا ***** فخرتُ بمن يبذُّ الفاخرينا
بآباءٍ وأجدادٍ كِرامٍ ***** كما كانوا على كلِّ البنينا
أَلسْنا أشجَعَ الثَّقَلْينِ طُرّاً ***** وأوفاهمْ وأجودهمْ يمينا ؟
وأطعمهمْ وأقراهمْ ضيوفاً ***** وأعطاهُمْ إذا وهبوا الثَّمينا
وأركبهمْ لمعضلة ٍ قموصٍ ***** تَشامَسُ عن ركوبِ الرَّاكبينا
وأنضرهمْ وأطهرهمْ ذيولاً ***** وأمضاهمْ وأقضاهمْ ديونا ؟
وإنّا إنْ شهدنا الحربَ يوماً ***** فَرَيْنا بالسُّيوفِ وما فُرِينا
وإنْ أبصَرْتَنا نحمي حَريماً ***** رأيتَ الأسدَ يحمين العرينا
فإنْ طلبَ النّدى كنّا بحوراً ***** وإنْ حذر الرّدى كنّا حصونا
نقود إلى الكريهة ِ كلَّ يومٍ ***** خيولاً ماونينَ ولا وجينا
وكلَّ مغمّسٍ فى الرّوع يقرى ***** صفائحَه التّرائبَ والشُّؤونا
يطاعنُ بالرّماحِ فلا يبالى ***** سَليماً عادَ منها أمْ طَعينا
فإنْ عدّوا خَوَرْنَقَهُمْ عَدَدْنا ***** لنا البيتَ المحرَّمَ والحَجُونا
وزَمْزَمَ مَوْرِداً تُثْني عليه ***** إذا وردتْ شفاهُ الواردينا
وجمعاً تلتجى زمراً إليه ***** لواغبُ يضطربن بلا غبينا
يُخَلْن ضُحى ً وبحرُ الآلِ يجري ***** سفائِنَ يتَّبعْنَ بنا سَفينا
وخَيْفَ مِنى ً تفاهَقَ وادياهُ ***** بهاماتِ الرِّجالِ مُلَبَّدينا
فلستَ تَرى بها إلاّ عَقيراً ***** من الكومِ الذّرا أوْ عاقرينا
وإنْ فخروا بطخفة َ أوْ كلابٍ ***** فخرنا باللّيالى الغرِّ فينا
بخيبرَ أوْ ببدرٍ أو حنينٍ ***** وأحدٍ والمنايا يرتمينا
دفعنا عن رسول اللهِ طعناً ***** وضرباً بالصّوارمِ من لقينا
وقَيْناه ومن يهوى هواهُ ***** بأسيافِ الجلادِ وما وقينا
بأَبصارٍ تُذَرُّ منَ السَّوافي ***** فلا تُنحَى ولا تُحدَى ركابي
وأجسادٍ عُرِينَ من المخازي ***** ومن كرمٍ وخيرٍ ما عرينا
فلا أرماحنا يعرفن ركزاً ***** ولا الأسيافُ يعرفن الجفونا
وكنّا فى اللّقاءِ وفى عطاءٍ ***** يضنّ به نجيبُ إذا دعينا
وكم طافتْ بدوحتنا عيونٌ ***** فلم تَرَ في جوانبها هَجِينا
ألمْ ترَ هذه الأيّامَ عوجاً ***** موارقَ من أكفِّ الّلابسينا؟
وقد كنَّ الصِّحاحَ بغيرِ داءٍ ***** فهاهنَّ الصَّحائحُ قد دُوِينا
أُقلِّبُ في الورى قلبي وطَرْفي ***** فأعجبُ من ضلالِ الحائرينا
عيونٌ عاشياتٌ من هُداها ***** وقدماً ما كللنَ ولا عشينا
وآراءٌ مضلَّلَة ُ النَّواحي ***** لُوِينَ عن الإصابة ِ أوْ زُوِينا
وإنّى لو شكوتُ إلى جنينٍ ***** أشَبْتُ بحَرٍّ شكوايَ الجنينا
" وصمّاءٍ بثثتُ " لها التّشكى ***** أهوّنها وتأبى أن تهونا
رأتْ عندي السُّرورَ، ولو بغيري ***** ألمّتْ ظلَّ مكتئباً حزينا
وظنّوا أنَّها تُفني اصطباري ***** وشرُّ القومِ أكذبهمْ ظنونا
وقالوا: إنَّها خُطَطٌ صعابٌ ***** فقلت : نعم ، ولكنْ قد خطينا
ولمّا لم تَنَلْ منّي مَراماً ***** أحالتْ شامتيها حاسدينا
وكم غُرَّ الرّجالُ فجرَّبوني ***** فلم أكُ في تجاربِهمْ غَبينا
وقد لمسوا بأيديهمْ صفاتى ***** فما وَجدوا على الأيّامِ لِينا
جزَى الزَّوراءَ عن مَلَلٍ فإنّي ***** رأيتُ بها الأذمّة َ ما رعينا
فلا تحنى ولا تحدى ركابى ***** إليها بالرِّجال متى حُدِينا
فإنَّ محاسناً حُدِّثتُ عنها ***** وكنّ بها زماناً قد فنينا
وليس لها لأرْوَى غيرُ رسمٍ ***** وأطلالٍ لنعماءٍ بَلينا
فإنْ تنزعْ نزعتَ لباسَ عزٍّ ***** وإنْ تلبس لبستَ هناك هونا
وإنْ تنظرُ نظرتَ إلى خطوبٍ ***** ترقَّصُ عن قلوبِ الشّامتينا
فعدِّ قرارَ عقوتها سليماً ***** طليقاً كنتَ فيها أم رهينا
وقرِّبْ للنَّجاءِ قَطَاة َ نَهْدٍ ***** وإلاّ فالعذافرة َ الأمونا
فلا بقيتْ كما نحنُ اللّيالي ***** وأُبدلنا منَ الرِّيبِ اليقينا
وأَطْلِعْها نُجوماً غارباتٍ ***** كُشِطْنَ بما نراهُ أو مُحينا
وذَعْذِعْها جهالاتٍ تلاقَتْ ***** وضعْضِعها ضَلالاتٍ بُنينا

سرونة
09/08/2012, 08:30 PM
شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي

شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي ***** وقد ملأتْ منه الطَّوالعُ راسي
ولاتطلبي عندي الصَّبابة َ بعدَها ***** سَفاهاً فإنّي للصَّبابة ِ ناسِ
فلم تطفَ إلاّ بالمشيب عرامتي ***** و لم يمحَ إلاَّ بالمشيب شماسي
و من غير أحواضِ البطالة ِ مشربي ***** و في غير أسبابِ الغرامِ مكاسي
و ما ليَ تعريجٌ إلى ريمِ رملة ٍ ***** ولا ليَ إِلمامٌ بظبْيِ كِناسِ
لقد كان قلبي كالقلوبِ على الهوى ***** فمذْ زارَ هذا الشَّيبُ صُيِّر قاسِ
فلا لهوَ مذْ لاح المشيبُ بمفرقي ***** وصارَ قِناعاً في العيونِ لراسي

سرونة
09/08/2012, 08:31 PM
أنتمْ على َّ وإنْ لم

أنتمْ على َّ وإنْ لم ***** تدروا أرقُّ وأحنى
أردتُ أنْ تَحملوا اليو ***** مَ فوق ظهرى َ منّا
فعفتمُ وأبيتمْ ***** شحّاً على َّ وجبنا
فكنتمُ باتّفاقٍ ***** خيراً لنا الآن منّا
وما غُبِنّا بلَ انْتُمْ ***** بذاك أظهرُ غبنا
وما أساتُ ولكنْ ***** أحسنتُ بالسّوءِ ظنّا
ظَننتُكُمْ لِمُلّمٍ ***** عوناً وفى الخوفِ أمنا
حتّى خبرتُ فكنتمْ ***** كاللّفظ ما فيهِ مَعْنى

سرونة
09/08/2012, 08:32 PM
قدني إليك فقد أمنتَ شماسي

قدني إليك فقد أمنتَ شماسي ***** وكُفيتَ منِّي اليومَ صدقَ مِراسي
و لقيتني متخعاً لا يرتجى ***** نَفْعي ولا يُخشَى العشية َ باسي
أَسري بلا هادٍ بكلِّ مُضِلَّة ٍ ***** وأجوبُ مُظلمة ً بلا مِقْباسِ
و أذودُ عن قلبي الهمومَ كأنني ***** أحمى أسودَ رى ً عن الأخياسِ
وتُدِرُّ لي نُوَبُ الزَّمانِ مَصائباً ***** في كلِّ شارقة ٍ بلا إبساسِ
في أَسْرِ قاصمة ٍ أُخادعُ جِيرتي ***** عنها وأكتُمُ داءَها جُلاّسي
فأنا الجريحُ بلا شفارِ صوارمٍ ***** و أنا الرميُّ بغير ما أقواسِ
يا للرجالِ لفجعة ٍ يدي ***** وددتها ذهبتْ عليّ براسي
ما زلتُ " أحذر " وردها حتى أتتْ ***** فحسوتها في بعض ما أنا حاسِ
راديتها فلقيتُ منها صخرة ً ***** صماءَ من جبلٍ أشمٍّ راسِ
ومَطلتُها زَمناً ولمّا صَمَّمَتْ ***** لم يَثْنِها مَطْلي وطولُ مِكاسي
و منعتها دمعي فلما لم تجدْ ***** دمعاً تحدَّرَ أوقَدَتْ أنفاسي
و مسيبة ٍ ولجتْ على سرجِ الهدى ***** آلِ النبيّ حفائرَ الأرماسِ
ثلموا بها بعد التمامِ كأنما ***** ثلموا بجدعِ الأنفِ يومَ عطاسِ
و تراهمُ بعد الهدوَّ كأنهمْ ***** سِرْبُ الخَميلة ِ رِيعَ من فِرْناسِ
يا صاحبي هل نابَ سمعك مثلما ***** قد نابني نبأٌ أطارَ نُعاسي
لا أرتضي منهُ وضوحَ يقينِهِ ***** و أودُّ أني منه في إلباسِ
أنْحَى على كَبِدي بوَشْكِ سَماعِهِ ***** ناراً جنوبها بمواسي
وظَنَنْتُهُ مثلَ الرّزايا قبلَه ***** فإذا بهِ رُزءاً عزيزَ الآسي
حظرٌ أَعُطُّ عليه صبري بعدَهُ ***** وأُجِلُّهُ عن أن أعُطَّ لباسي
لا تنكرا من فيض دمعيَ عبرة ً ***** فالدمعُ خيرُ مساعدٍ ومواسي
و إذا سئلتُ عن الذي بيَ بعدهُ ***** فصممتُ عنه فلا تَعِبْ إبلاسي
ونَعى إليّ، وليتَه لم ينعَ لي ***** عَنَتَ القُرومِ وفاضحَ السُّوّاسِ
ومُعثِّرَ النُّجَباءِ خلفَ ترابِهِ ***** ومُعجِّز النُّظَراء والأجناسِ
من قاد شوسَ الفخر بعد تقاعسٍ ***** و استاقَ شمّ الذكر بعد شماسِ
من كان مرجوا لكلَّ حفيظة ٍ ***** تُدعَى ومدعوّاً ليومِ عَماسِ
من كان يأبى فضله العالي الذرا ***** مِن أن يُقاسَ إلى الورى بقياسِ
مَن كان طَلْقَ الوجهِ يومَ طَلاقة ٍ ***** ومعبِّساً شَرَساً على الأشراسِ
ذاك الذي جمع الفخارَ فخارهُ ***** سبقاً إليه من جميع الناسِ
إنّ الفضائلَ بعد فقدِ " محمدٍ " ***** دَرَسَتْ معالمُها معَ الأدراسِ
فالآنَ هنَّ كشَنَّة ٍ مَنْبوذة ٍ ***** أو حلسِ مستغنٍ عن الأحلاسِ
" واهاً لعمرك " من قصيرٍ طاهرٍ ***** و لربَّ عمرٍ طال بالأرجاس
و لتربُ قبركَ ما حوى من منتحٍ ***** جوّابِ أرضٍ في عُلاً دَوّاسِ
بتنا وأنتَ لآملٍ حيث المنى ***** وأتَى الصَّباحُ وأنتَ عندَ الياسِ
يا موتُ كيف أخذتَ نفسيَ تاركاً ***** نفساً عليها جمة َ الأنفاسِ ؟
كيف اجتنبتَ سوى الأكارع عامداً ***** و أصبتَ حين أصبتَ أمَّ الراسِ ؟
إلاّ أخذتَ بمن أخذتَ عصائباً ***** ليسوا لمكْرُمة ٍ منَ الأكياسِ!
ووقيتَه بي ما عراهُ فالرَّدَى ***** مما يجود به الفتى ويواسي
قُلْ للذين تَشَامتوا في يومِهِ ***** ما بالرَّدَى طَرَقَ الفتَى مِن باسِ
إما مضى وبقيتمُ من بعده ***** فلقد مضى صفراً من الأدناسِ
هل فيكمُ من دافعٍ لحمامهِ ***** في هابطٍ من أرضِهِ أوجاسِ
أو فائتٍ يوماً وقد بلغ المدا ***** لهواتِ ذاك الفاغرِ الفراسِ ؟
يا ساقيَيَّ مِنَ المحاذِر شَرْبة ً ***** ما ذُقْتما، لاذُقْتما في كاسي
ما دار ما أدويتما قلبي به ***** من قبلُ في فكري ولا إيجاسي
ها فانظرا منِّي الدُّموعَ غزيرة ً ***** و تعجبا لخشوعِ قلبٍ قاسِ
و تعلما أنّ الذي بي كلما ***** رقدَ المسلَّمُ هاجَ لي وسواسي
لو كانَ مَن يرمي سَوادي بادياً ***** لتقيتهُ وحميتُ منه أناسي
لكنَّه يخفَى عليَّ مكانُهُ ***** ويَدِقُّ عن بصري وعن إحساسي
كيف النجاءُ ولا نجا من جاثمٍ ***** فيما يشاءُ من الفتى خنَّاسِ
يَلِجُ البيوتَ منيعة ً لاتُرتقَى ***** وتضِلُّ عنه أعينُ الحُرَّاسِ
إنْ شاءَ كانَ مُواصلاً لمرائِري ***** أو شاءَ كان مُعطِّلاً أمراسي
صلي الإلهُ على ضريحك وارتوى ***** من كلِّ مُنْهَمِرِ الحيا بجَّاسِ
صخبِ الرعودِ كأن جرسَ غمامهِ ***** جَزْلاً أُعِينَ بسائرِ الأجراسِ
وكأنَّما رُكَّامُهُ مُتلبِّداً ***** عيسٌ معقلة ٌ إلى أعياسِ
وَرمَتْ رياحُ الجوِّ تُربَكَ كلَّما ***** رمتِ الثرى بالناعم المياسِ
حتى يُرى خَضِلاً تَعانقَ حولَهُ ***** قُضُبُ الأقاحي ماثلاً للآسِ
منْ مبلغٌ فخرَ لملوك بأنني ***** للفضل من نَعماهُ لستُ بناسِ
شَرَّدتَ عنِّي كَرْبَهَا من غُمَّة ٍ ***** وعدلتَ لي الإِيحاشَ بالإيناسِ
و خلستني منه وقد ضمتْ على ***** جلدي الرواجب أيَّ يومِ خلاسِ
إن كان فرعي قد مضى وبقيتَ لي ***** فالفرعُ مسدولٌ على الآسِ
ولَئِنْ رُزِئْتُ فقد محوتَ رَزِيَّتي ***** بيديك محوَ النقس من قرطاسِ

سرونة
09/08/2012, 08:32 PM
وزائرٍ ما أجبنهْ

وزائرٍ ما أجبنهْ ***** ما زارَ إلاّ في سِنَهْ
وعنَّ لي في غَلَسٍ ***** فلا عدمنا عننهْ
ذو دَدنٍ، وإِنَّما ***** نعشَقُ منه دَدَنَهْ
يهجرنى مجاوراً ***** يسمع قولى أذنهْ
حتّى إذا حلَّ النَّوَى ***** حدا إلى َّ ظعنهْ
لم يأتِ إلاّ في دُجى ً ***** وصبحه ما أمنهْ
وزارنى فى وطنى ***** مخلّياً فى وطنهْ
ثمَّ أطاب وسنى ***** لمّا أطار وسنهْ
أبدَلني هِجرانُهُ ***** بزورة ٍ مؤتمنهْ
باطلة ٍ لكنَّها ***** من المسىء ِ حسنهْ
ما أحسنَ النصرَ على ***** مُقاطعٍ ما أَحَسَنَهْ
فليتها زيارة ٌ ***** تكونُ منهُ ديدنَهْ
ما بعثَ الواشي إلى ***** ما نحنُ فيه ظِنَنَهْ
ولا رمَى ذو فِطَنٍ ***** إليه يوماً فطنهْ
فبِتُّ ليلي كلَّه ***** أضمُّ منه غصنهْ
وألثِمُ الصُّدغُ الذي ***** عقربهُ وزرفنهْ
لولا الدّجى يشفع لى ***** لَما لقيتُ مِنَنَهْ
جادَ به مُستَرْخَصاً ***** وما نَقَدْتُ ثَمَنَهْ
في ساعة ٍ كأنَّها ***** لَذَاذَة ً ألفُ سَنَهْ
واصَلَ فيها سَكَنٌ ***** بعدَ فراقٍ سَكَنَهْ
ما أنصف الدّهرُ الّذى ***** أخافَني وآمَنَهْ
ألقى إليه رسنى ***** ثمّ أجرُّ رسنهْ
ما أغبنَ الحبَّ لمنْ ***** حُمِّلَهُ ما أغبَنَهْ!
مُمتَحَنٌ يكرهُ إنْ ***** فارقَ منكمْ مِحَنَهْ
وسابحٌ في دَرَنٍ ***** ولا يميط درنهْ
ثمّ طعينٌ همّهُ ***** تقبيلُهُ مَن طَعَنَهْ
أوْ زمنٌ يموت من ***** حيثُ غَشومٌ أَزْمَنَهْ
قلتُ له فقراً إلى ***** نوالهِ ومسكنهْ :
يا مالكاً لي بهوى ً ***** أسررتهُ وأعلنهْ
ومَن إذا غابنَ حُسْـ ***** ـناً بدرَ تمٍّ غبنهْ
هل عودَة ٌ لمثلها؟ ***** فقال لى : ما أهونهْ

سرونة
09/08/2012, 08:34 PM
قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ

قد زرتَ ليلة َ هوَّمْنا على العيسِ ***** ونحنُ نَطوي الفَلا من غيرِ تَعريسِ
زيارة ً إنْ تكنْ زَوراً فقد نفعتْ ***** و نفستْ من خناقٍ أيَّ تنفيسِ
و متعة ٍ لم يسرْ فيها الملامُ ولا ***** أطيعَ أمرٌ بها يوماً لأبليسِ
أمسكتُ نفسي بها والهمُّ يخفزها ***** وبائراً لا يزالُ الدَّهرَ يُخْملُه
ماذا أردتَ بما أوْلَيْتَنِيهِ فقدْ ***** أنِستُ من جَزْعِ وادٍ غير مأنوسِ
و كيفَ عاجَ شبابٌ لا ازوارَ به ***** و لا اعوجاجَ على شيبٍ وتقويسِ
وماظننتُ طَليقاً ماله أرَبٌ ***** يأتي بجنحِ الليالي ربعَ محبوسِ
حلفتُ بالبيت ملقى اللائذين به ***** هناك ما بين تسبيحٍ وتقديسِ
أتوه مثرية ً ذنباً أكفهمْ ***** وفارقوهُ بأَيْمانٍ مَفاليسٍ
والمَوْقِفَينِ ماضَحَّوا على عجلٍ ***** عن الجمارِ من الكوم المقاعيسِ
وما أَراقوهُ من جاري دمٍ بمنًى ***** و انشروا من نجيعٍ ثمَّ مرموسِ
للمالُ أبذلهُ للطالبين له ***** جزءٌ منَ المالِ مَغْموماً به كيسي
و الذكرُ مني وإنْ رحلتُ تنقله ***** نجوى الرجال وأسطارُ القراطيس
وإنْ بقيتُ فلِلْعَلْياءِ أركبُها ***** والمجدِ مابينَ تَصبيحٍ وتَغليسِ
و للمآرب والحاجات أبلغها ***** في المأثُراتِ على رُغم المعاطيسِ
و إنْ هدمتُ كما شاء العدا بردى ً ***** فما تهدم بنياني وتأسيسي
وإنْ فُقِدْتُ فلم يُفقَدْ كما علموا ***** قَهري الأساوِدَ والآسادَ في الخِيس
فليس تعريسُ من يرمى به قدرٌ ***** قعرَ الحفيرة ِ إلاّ كالتّعاريسِ
وما حنينِيَ إلاّ للعلاءِ إذا ***** حنَّ الرِّجالُ إلى هذي الطّراميسِ
و سيرتْ سيرتي صحفُ الرواة وكم ***** منَ الأحاديثِ مُلقى ً غيرَ مَطروسِ
أغدو وعِرْضيَ مَحروسٌ بلا أَمَلٍ ***** يسمو إليه وما لي غيرُ محروسِ
عزَّ الذي لا يبالي أين مسكنه ***** و لا يفرق بين الخفضِ والبوس
يا للرجال لهمٍّ بات يصحبني ***** أنَّى أقمتُ وفي سَيري وتَعريسي
كأنَّني راكبٌ منه على حَذَرٍ ***** قَرا طريقٍ خفيِّ الأثْرِ مطموسِ
لم يُعْيِني بعدَ أنْ أعيا الرِّجالَ معاً ***** من بين شمٍّ كنجم الأفق أشوسِ
ولم يَرُعْني وقد راعتْ صواعقُهُ ***** وسْطَ العرينة ِ أحشاءَ العنابيسِ
ولامزيَّة َ لولا ما يجيءُ بهِ ***** فضلُ الفتى بين مسعودٍ ومنحوس
ولم أكنْ قبلُ في فضلٍ بمتَّبعٍ ***** و لم أكنْ قطُّ في حيًّ بمدموسِ
سَلْ عن ضرابي وعن طعني لدَى رَهَجٍ ***** والسُّمرُ تتركُ في كفيِّ نحورَهُمُ
و السمرُ تترك في كفي نحورهمث ***** مقسومة ً بين معضوضٍ ومنهوسِ
و البيضُ تسمعُ في هام الرجال وفي ***** أعضائهمْ مثلَ أصواتِ النَّواقيسِ
جاءوا صحاحاً بلا جرحٍ ولا أثرٍ ***** ثمّ انثنوا بين مضروبٍ ومدعوسِ
و إنني كلَّ من شاغبتُ أفرسهُ ***** و لم أزلْ في الأعادي غيرَ مفروسِ
لا أوحش اللهُ مني كلَّ مضطجعٍ ***** منَ الفخارِ ولارَحْلي ولاعِيسي
و لا رأتني عينٌ قط مرتدياً ***** عاراً ولا كان كم شنعاءَ ملبوسي
بخستُ دون الورى ظلماً وما نظرتْ ***** عينايَ ذا مأثراتٍ غيرَ مبخوسِ
وقد قبستُ جميلاً دونَهُمْ بيدي ***** و أيُّ خيرٍ لفضلٍ غير مقبوسِ ؟
كن مالكاً قممَ الساداتِ كلهمُ ***** أوْ لا ، فكن مفرداً في قمة ِ القوسِ
إنْ كان بيتك خلواً لا جميلَ به ***** فإنَّ بيتيَ منه غيرُ مكنوسِ
وإِنْ تكنْ في مَلامِ القومِ مُنْغمساً ***** فإنَّني في ملامٍ غيرُ مغموسِ
و إنْ توقفتَ عن مغنى العلا فعلى ***** وادي الفضيلة ِ تَوقيفي وتحبيسي
و ما دنستُ بعارٍ في الرجال وما ***** لمسُ الكواكب إلاّ دون تدنيسي
لا تسكنني وكيسي أنتَ تعرفهُ ***** إلاّ جوارَ المناجيب الأكاييسِ
كأنَّ أوجُهَهُمْ من نورها غَصَبَتْ ***** ضوءَ الصباح وأنوارَ المقاييسِ
ولاتُعجْ بي على وادي الخمولِ ولا ***** شِعْبِ اللّئامِ وأجزاعِ الضَّغابيس
فليس منك جميلاً أنْ تجاورَ بي ***** معَ الطّهارة ِ أبياتَ الأراجيسِ
لولاي لم يهتد الأقوام كلهمُ ***** سبلَ الكلامِ ولا طرقَ المقاييسِ
درستُهُ فهْوَ مِلءُ العين تُبصرُه ***** غضَّ النَّواحي جديداً غيرَ مدروسِ
وبتَّ أُوضحُهُ حتّى جعلتُ بما ***** كشفتُ ما كان مظنوناً " كمحسوس "
فما مشوا فيه إلاّ تبعاً أثرى ***** و لا جنوا غيرَ أشجاري ومغروسي
و كان من قبل أن محضتُ صفوتهُ ***** مُرِّدداً بينَ تلبيسٍ وتدليسِ
و بائراً لا يزال الدهرَ " حليتهُ " ***** " وعاثرَ الحظّ " لولا فرطُ تحبيسي

سرونة
09/08/2012, 08:34 PM
لا تَسَتعِنْ أبداً بمنْ

لا تَسَتعِنْ أبداً بمنْ ***** يحتاجُ منك إلى معونَة
وافزعْ إلى نصرِ الّذي ***** نَصَر الأنامَ بلا مَؤُونَهْ
وإذا وفَى لك بالمرا ***** دِ فلا تكنْ أبداً خؤونهْ
فجهاتُ من لبس التّقى ***** محروسة ٌ فيه مَصونَهْ

سرونة
09/08/2012, 08:35 PM
قلْ للألي أطعموني في وصالهمُ

قلْ للألي أطعموني في وصالهمُ ***** حتَّى طمعتُ فأَلقوني على الياسِ
وقد غُرِرْتُ بهمْ دهراً بلا سَببٍ ***** و أغبنُ الناسِ من يغترّ بالناسِ
همْ عوَّضونيَ هَجراً من مُواصلة ٍ ***** وأَبدلونيَ إيحاشاً بإيناسِ
ولو علمتُ بمالي في صُدورهُمُ ***** قطعتُ منهمْ قُبيلَ اليوم أمراسي
فما قرعتُ لهمْ باباً لأدخلهُ ***** ولارفعتُ إليهمْ مرَّة ً راسي
لكنْ جنيتُ على نفسي بذاك وكم ***** تجنى اليدان على العينين والراس

سرونة
09/08/2012, 08:35 PM
بأبى زائراً أتانى َ جنحاً

بأبى زائراً أتانى َ جنحاً ***** لا وداداً منه فعنّى ومنّى
زادَه ضِنَّة ً بموضعهِ الما ***** لكِ قلبي بُخلاً عليَّ وضَنّا
لم ينلنى شيئاً وعند رقادى ***** أنّه جاءني فأغنَى وأقنَى
صَدَّ صُبحاً والعينُ منِّيَ يَقْظَى ***** وسرى واصلاً وعينى َ وسنى
وجفا بالنَّهار من بعد أنْ خُيْـ ***** ـيِلَ لي أنّه أتانيَ وَهْنا
زورة ٌ ما درى بها ذلك الزّا ***** ئرُ ربعى فكيف يوجب منّا ؟
هو لاهٍ عنها وما بتُّ فيه ***** لم يحطهُ علماً ولم يكُ ظنّا
فهى َ تعليلة ٌ لصبٍّ عليلٍ ***** أوْ خداعٌ يهدى لقلبى المعنّى
فهى مثلُ السّراب أو مثلُ لفظٍ ***** " ماله حاصلٌ " ولا فيه معنى

سرونة
09/08/2012, 08:36 PM
أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى

أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى ***** فلقد قضيتَ ردى ً برغم معاطِسِ
ما دار في فكري فراقك هكذا ***** دون الأنام ولا جرى في هاجسي
وذخرتُ منك مودَّة ً فسُلِبْتُها ***** والدَّهرُ مشغولٌ بسلبِ نَفائسي
ما كنتَ من جِنسي ولامن أُسرَتي ***** و لنتَ بالودّ الصحيح مجانسي
صانعتُ فيك معاشراً وكتمتهمْ ***** وجدي عليك وصبوتي ووساوسي
وحبستُ دمعي أنْ يسيلَ تجمُّلاً ***** لو كان دمعٌ لا يسيلُ لحابسِ
ولقد لبستَ منَ الزَّمان جلالَهُ ***** وجلستَ منه في أعزِّ مجالسِ
وحكمتَ في الملكِ الذي ماحَكَّموا ***** فيه سوى ماضي العزيمة ِ سائسِ
و رأيت دونك كلَّ ذي " خيرية ٍ " ***** سامي البنية ِ في علاً متشاوسِ
وفرجتَ بالآراءِ ضِيقَ شديدة ٍ ***** و محوت بالأضواء ضيقَ حنادسِ
و ضربت بالأسيافِ كلَّ مسايفٍ ***** و دعستَ بالأرماحِ كلَّ مداعسِ
ورددتَ ذا لَجَبٍ يضيقُ به الفَلا ***** ملآنَ مِن جُنَنٍ له وقوانسِ
وأريتَ أنَّ فوارساً في طيَّة ٍ ***** بالطعن في اللبات غيرُ فوارسِ
وإذا أناسٌ نافسوك وقدّروا ***** أن يلحقوك فضحتَ كلَّ منافسِ
أو ناضلوك فَضَلْتَهُمْ بصوائبٍ ***** أو زاحموك زحمتهمْ بقدامسِ
وركبتَ كلَّ مُطاوعٍ مُتعطِّفٍ ***** لما ابتلوا بروافسٍ وشوامس
وإذا اختبرتَ ففي الزَّمانِ أكايسٌ ***** حازوا الكمالَ وفيه غيرُ أكايسِ
في كلَّ يومٍ لي حميمُ مودة ٍ ***** أعطيهِ من فَقْدٍ يمينَ الرَّامِسِ
وأصونُهُ بالتُّربِ والتُّربُ الذي ***** فيه أكفُّ دوارسٍ وكوامسِ
وأودُّ أنِّي بعدَ ذاك لقيتُهُ ***** لو يلتقي حيٌّ بميتٍ دارس
و غذا رجعتُ رجعتُ صفراً " يائساً " ***** عن مُقفرٍ من كلِّ شيءٍ يابسِ
و هو الزمانُ فعبرة ٌ لمغفلٍ ***** أَطوارُهُ أو ضُحكة ٌ للعابِسِ
أيردُّ ما أعطاك غيرَ ملبثٍ ***** من بعد أن أعطاك غيرَ مماكسِ ؟
و غذا نجونا من خطوبِ ملمة ٍ ***** - عرضت لنا - تأتي نيوبُ نواهسِ
أين الألى حلوا السماءَ وعارضوا ***** زُهْرَ النُّجومِ مقابساً بمقابسِ
فاستفرشوا الكرمَ المبرَّ على الورى ***** عَفْواً مكانَ نمارِقٍ وطَنافِسِ
و سرى لهمء ذكرٌ ذكيٌّ عرفهُ ***** شرقاً وغرباً في ظهور عرامسِ
و كأنّ أوجههمْ بحسنٍ صقلتْ ***** قُضُبُ الوغَى مصقولة ٌ بمداوسِ
من كلّ ممتعضِ الحمية ِ آنفٍ ***** ذي مارنٍ في الذُّلِّ ليس بعاطسِ
أخنى الزمانُ عليهمُ وسقاهمُ ***** كأسَ الحمامِ فما ترى من نابسِ
فكأنهمْ عصفٌ تحكمُ غدوة ً ***** و عشية ً فيه هبوبُ روامسِ
كانتْ ديارُهُمُ نهاراً مُشرقاً ***** فالآن عُدْنَ كجُنحِ ليلٍ دامِسِ
و برغمهمْ من بعد أن سكنوا الذرا ***** سكنوا بطونَ صفاصفٍ وبسابسِ
لا زال قبرك يا محمدُ مفهقاً ***** من كلِّ منهمِرِ السَّحائبِ راجِسِ
صخبِ الرعودِ كأنما أجراسهُ ***** صبحاً وإمساءً زئيرُ عنابسِ
وإذا القبورُ دُرِسْنَ يوماً فليكُنْ ***** قبرٌ به وسِّدْتَ ليسَ بدارسِ

سرونة
09/08/2012, 08:36 PM
يا منْ قُرِنتُ به على

يا منْ قُرِنتُ به على ***** رغمى فصرتُ له قرينا
وشريتُه لمّا غُرِرْ ***** تُ فلم يكن عِلْقاً ثَمينا
وظننتُ أنِّي غابنٌ ***** فيه فكنتُ به غَبينا
لمّا خبرتك لم أجدْ ***** شيئاً أكون به ضنينا
وإذا جعلتُكَ قُرَّة ً ***** للعين أسخَنْتَ العيونا

سرونة
09/08/2012, 08:37 PM
قد كانَ لي غَلَسٌ لافجرَ يمزِجُهُ

قد كانَ لي غَلَسٌ لافجرَ يمزِجُهُ ***** فالآنَ فجري بلا شيءٍ منَ الغَلَسِ
قالوا : تسلَّ فشيباتُ الفتى قبسٌ ***** فقلتُ: ذاك، ولكنْ شرُّ ماقبسِ
و زارني لم أردْ منه زيارتهُ ***** شَيبٌ ولم يُغنِ أعواني ولاحرسي
يضيءُ بعدَ سوادٍ في مطالعِهِ ***** لفاغرٍ من ردى الأيامِ مفترسِ

سرونة
09/08/2012, 08:37 PM
قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ

قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ ***** فى الأحاديث شأمة ً ويمينا :
لم تنيلوا شيئاً ففيمَ شمختمْ ؟ ***** وعهدنا ذا النّيلِ يشمخ فينا
إنَّ كِبْرَ الفتَى ولا فضلَ فيهِ ***** عندَ أهل النُّهَى يكونُ جنونا
ـرُكُهُ النّاسُ ***** كلُّهم فاتركونا
في غدٍ يرجعُ الغنيُّ فقيراً ***** وهزيلاً مَن كانَ ليسَ سمينا
لم يكن من شراكمُ وتدلّسـ ***** ـتمْ على ناظريهِ إلاّ غنينا
وظننّا بكمْ جميلاً ولكنْ ***** " أكذبتْ " منكمُ السّجايا الظّنونا
وَوَرَدْنا فلم تكونوا مَعيناً ***** وهززنا فلم تكونوا غُصونا
ما رأينا منكمْ وأنتم على أفْـ ***** ـضلِ ما تبتغون إلاّ مَهِينا
عبقاً بالقبيح ما كانتِ السّو ***** آت إلاّ موسّماً مزنونا
لم يكن للدّفاعِ حصناً حريزاً ***** لا ولا في البِياعِ عِلْقاً ثمينا
وخصالاً إذا تؤمّلنَ كانتْ ***** مسخناتٍ " قلوبنا " والعيونا
ووجوهاً بيضاً فإنْ سُئِلوا الخَيْـ ***** ـرَ وما هنَّ أهلُهُ عُدْنَ جُونا
عَجَزوا مُعظمَ الزّمانِ، فلمّا ***** قدروا بعد عجزهمْ ظلمونا
وتراهمْ عن كلّ خيرٍ نكولاً ***** وعلى الشّرِّوحده قادرينا
ليس وعدٌ منهمْ وإن غِلطُوا بالـ ***** ـوعدِ يوماً كانوا له ماطلينا
وهُمُ الواجدون حتى إذا ما ***** سئلوا الرّفدَ أصبحوا عادمينا
نتمنّى من لُؤْمِهِمْ أنَّهمْ لم ***** يرفدونا وأنّهمْ حرمونا
والذى ذاق مرّهمْ يتمنّى ***** بدلاً منه أن يذوق المنونا
أرنى منهمُ وخذ مهلة طو ***** لَ مدى الدَّهرِ واحداً مأمونا
وقريناً أكون فرداً فأرضا ***** هُ أنيساً لِوَحْشَتي وقَرينا
كلُّ مَنْ قرَّبوه قرَّبَ نَهْداً ***** هَرَباً منهُمُ وإلاّ أمونا
لا ولا ناكثاً لبَيْنٍ ثنايا ***** هُ ولا قارعاً لبُعْدٍ جَبينا
وإذا ما جُفونُنا سِلْنَ حُزْناً ***** لنواكمْ فلسنَ منّا جفونا

سرونة
09/08/2012, 08:41 PM
كم ذا تطيش سهامُ الموتِ مخطئة

كم ذا تطيش سهامُ الموتِ مخطئة ً ***** نَحري وتُصمي أخلاّئي وأَخداني
ولو فطنتُ وقد أردى الزّمانُ فتًى ***** علمتُ أنَّ الذي أصماهُ أصماني
وكيفَ تَبقَى حُشاشاتٌ تُقَلِّبها ***** فى كلّ يومِ يدا غرثانَ ظمآنِ ؟
أم كيف نأمل أنْ يبقى امرؤٌ أبداً ***** يفدي منَ الموتِ إنساناً بإِنسانِ؟
سودٌ وبيضٌ من الأيّامِ لونهما ***** لا يستحيلُ وقد بدّلنَ ألوانى
هيهاتَ حُكِّمَ فينا أزْلَمٌ جَذَعٌ ***** يُفني الورى بينَ جُذعانٍ وقُرحانِ
فلا حميمٌ لنا يُبقي الحِمامُ بهِ ***** ولاجديدٌ لنا يُبقي الجديدانِ
يعطى العطيّة َ تتلوها رزيّتها ***** ويطعمُ الشّهدَ ممزوجاً بخطبانِ
وربَّما حُرِمَ الرِّزقَ الحريصُ وقد ***** أنضى المطيَّ ووافَى منزلَ الوَاني

سرونة
09/08/2012, 08:42 PM
فجعة ٌ ما احتسبتها فى زمانى

فجعة ٌ ما احتسبتها فى زمانى ***** نادَمَتْ بي غرائبَ الأحزانِ
وأشدُّ الخطوب عُنفاً بنفسٍ ***** ما أتى بغتة ً بغيرِ أوانِ
أيُّها الآخذي بشأنِ التسلِّي ***** جلَّ مابي عن طاعة ِ السُّلْوانِ
رُمْتَ عَذْلي وأنتَ تجهلُ مابي ***** وفؤادي مستيقِنٌ ما عَناني
خلجتْ فى ببغاءَ نبوة ُ دهرٍ ***** مُولَعٍ بالنَّفيسِ من أثماني
بعثَ الدّهرُ نحوَها يدَ شخصٍ ***** مزعجِ الكيدِ ثائرِ الأضغانِ
غالها فرصة ً وما الغافلُ الوسـ ***** ـنانُ كُفْواً للرّاصِدِ اليقظانِ
لو أتى معلناً بيوم ركاها ***** لانثنى غانماً من الحرمانِ
أمكنتهُ حشاشة ً طالما خا ***** بَتْ لديها وسائلُ الإمكانِ
صدّها الحينُ عن تعاطى حذارٍ ***** منه والحينُ عقلة ُ الأذهانِ
إنْ تكنْ عُوجِلَتْ فما مُهلة ُ المُر ***** جى على سنّة ِ الرّدى بأمانِ
ذاتَ جسمٍ يَحْكي الزَّبَرْجَدَ قدْ نِيـ ***** ـطَتْ ذُراهُ بمِنْسَرٍ مَرْجاني
وخَوافٍ قد فارقتْ لونَها الأظـ ***** ـهرَ فيها بمنظرٍ أُرجُواني
غضّة ُ اللّونِ تبصرُ العينُ منها ***** روضة ً أخْمَلَتْ بلا بُستانِ
تُرجعُ القولَ كالصَّدى في أقاصي ***** درجاتِ الإفصاحِ والتِّبيانِ
تمحضُ الصّدقَ إنْ أجابتْ سؤولاً ***** وهى َ خلوٌ من فهم تلك المعانى
لا استقلَّتْ من بعدِ فقدِكِ وَرْقا ***** ءٌ تبكّى الدّجى على الأغصانِ

سرونة
09/08/2012, 08:43 PM
حتّامَ ذمِّي عندكمْ أزماني

حتّامَ ذمِّي عندكمْ أزماني ***** وبحبِّكمْ طرقَ الزّمانُ جَناني؟
تالله ما أنصفتمُ فى حبّكمْ ***** فرداً وأنتمْ والغرامُ اثنانِ
لو أنّ هذا الحبَّ يظهر شخصهُ ***** لدخلتُ في أحشائهِ بسِنانِ
لكنَّه يرمي القلوبَ ويتَّقي ***** بسوادِها من أسهمِ الشُّجعانِ
يا ليتَ شعرى كيف يثأر عاشقٌ ***** وعدوّه فى موطنِ الأخدانِ ؟
يا مَن يغيرُ على المحبِّ بقلبهِ ***** ألاّ انفردتَ له من الأعوان ؟
لو كانَ ذاك لما انفردتَ بطائلٍ ***** ولعدتَ تسحب بردة َ الحرمانِ
وأنا الّذى راع اللّيالى بأسهُ ***** فشعارها من أسترِ الألوان
يلقَى الرَّدَى بعزيمة ٍ هو عندَها ***** والعيشُ إلاّ في الذُّرا سِيّانِ
سَلْ عنِّيَ الأبطالَ إذْ عمَّمْتُهمْ ***** بقواضبى بدلاً من التّيجانِ
تُخبِرْكَ عن نَصْلِ الفَراشِ رؤوسُهمْ ***** ونحورُهمْ تُنبيك عن خُرصاني
لا تأمنُ الأعداءُ منّى نجدة ً ***** ظفرى بهمْ يلقاهمُ بأمانى
يا عاذلى فى بذلِ نفسى للوغى ***** أنتَ الكفيلُ بعيشِ كلِّ جبانِ
إنَّ الرَّدى دَيْنٌ عليكَ قضاؤه ***** فاسمحْ به في أشرفِ الأوطانِ
من فات أسبابَ الرّدى يوم الوغى ***** لحقتهُ فى أمنٍ يدُ الحدثانِ
لو كانَ هذا الدَّهرُ يُنصفُ ساعياً ***** لوطئتُ منه مطالعَ الدّبرانِ
لا تأملنْ زمناً يؤلّف ورده ***** بين الأسودِ الشّوسِ والسّرحانِ
يعطى بنيهِ العيشَ لا عن صبوة ٍ ***** ويشلّهمْ عنه بلا شنآنِ
فمتى رأيتَ مجرِّراً أذيالَهُ ***** ناديته يا صاحبَ الأكفانِ
عندى له صبرٌ يردّدُ ريقه ***** في صدره وقذاهُ في الأجفانِ
ولطَالما جرَّعتهُ كأسَ الأسى ***** وجَدَحْتُها بأسنَّة ِ المُرّانِ
كن يا زماني كيف شئتَ فلن تَرى ***** شخصَ المذلّة ِ لائذاً بلُباني
ما كلُّ مَن تَلقَى يبيعُك عقلَه ***** ولَبَيْعُهُ من أكبرِ الخُسْرانِ
ألقيتُ عن قلبي السُّرورَ لفارغٍ ***** من همَّتي بغرورِه ملآنِ
ما عاقني سِرْبُ السُّرورِ، وإنَّما ***** كبرُ النّفوسِ شبيبة ُ الأحزانِ
ومُبرَّإٍ من كلِّ ماشمل الورَى ***** ألقيتُ من ثِقَتي إليه عِناني
لمّا كساني حُلَّة ً من وُدِّهِ ***** أُنْسِيتُ سَلْبَ حَبائبي رَيْعاني
ما زلتُ أفحصُ في الورَى عن مثلهِ ***** حتّى ظفرتُ بمن أقول كفانى
طمحتْ إليه عينُ كلِّ رئاسة ٍ ***** لولاه ما نظرتْ إلى إنسانِ
لو شاء ما فاتَتْه أبعدُ رُتْبَة ٍ ***** يسعى إليها الخلقُ بالأجفانِ
لكنَّه نظرَ الممالكَ دونَهُ ***** فَزَها على السُّلطانِ مِن سلطانِ
سبقَ الكرامَ السّالفين إلى العُلا ***** والسَّبْقُ للإحسانِ لا الأزمانِ
يا مَنْ عَلا بي ظهرَ وَرْدٍ سابقٍ ***** لمّا رأى ذمّى إليه حصانى
إيّاك أنْ تفشى سريرة َ وذّنا ***** فيصدّنى عن قربك الملوانِ
ويمدّ صرفُ الدّهرِ نحوى طرفه ***** وهو الذي لولاكَ ليس يراني
هذا الذي ذكراهُ آنسَ ناظري ***** وهواهُ أوحشني منَ الأشجانِ
أُهدي إليه من كلامي أيِّمّا ***** لكنْ لها من مدحهِ بعلانِ
تتجاذبُ الخُطّابُ دونَ جَنائها ***** ويردُّ عنها أجملُ الفتيانِ
فتودُّ كلُّ جوارحى فى مدحه ***** أنْ كنَّ من شوقٍ إليه لساني

سرونة
09/08/2012, 08:43 PM
بربّك أيّها البرقُ اليمانى

بربّك أيّها البرقُ اليمانى ***** تكشّفْ لى بلمعك عن أبانِ
فَقِدْماً ما جَلَوْتَ عليَّ وَهْناً ***** شَماماً في صبيغة ِ أُرْجُوانِ
وكدْتَ وماشعرتَ بذاك منِّي ***** تَدُلُّ الطّالبين على مكاني
أرقتُ لضوءِ نارٍ منك تبدو ***** وتخبو في السّماءِ بلا دُخانِ
كما لَوَّحْتَ في ظلماءِ ليلٍ ***** إلى الأبطال في العَضْبِ اليماني
أراكَ إذا لمعتَ، وعن قليلٍ ***** تغيب فلا أراك ولا ترانى
وأرقُبُ منك خدَّاعاً لحِسِّي ***** مروقاً بالتّقلبِ عن عيانى
كأنَّك لاتُقِرُّ على طريقٍ ***** أخذتَ سناك من عهد الغوانى
وتخفق فى نواحى الأفقِ حتّى ***** كأنّك فى الوغى قلبُ الجبانِ
تخبُّ إلى َّ من بلدٍ بعيدٍ ***** منيعٍ لا تعلّقه الأمانى
وتذكرنى وبالك غيرُ بالى ***** ضلالاً ما تقدّم من زمانى
وعيشاً كنتُ أجري فيه دهراً ***** إلى اللّذّاتِ مستلبَ العنانِ
إذا خطرتْ ملاحتهُ بقلبى ***** جَرى شوقاً إلى رؤياه شاني
إذ البيضُ الحسانُ إلى َّ ميلٌ ***** وإذْ وصلُ الغوانى فى زمانى
وإذْ أمسى وأصبحُ كلَّ يومٍ ***** على عُقَبِ الحوادثِ في أمانِ
زمانٌ كان لى فيه صحابٌ ***** كرامٌ من بني عبدِ المُدانِ
منَ النَّفَرِ الّذين أبَوْا إبائي ***** وقادوا في أزِمَّتِهمْ جِراني
ولفّوا شملهمْ بالشّملِ منّى ***** وكنت مدا الزّمان بغر ثانِ
ولولا أنّهمْ "حلفُ" الأعادى ***** وقونى من عداتى "ما عدانى "
يمسّهمُ الأذى قبلى ويعنى ***** جميعهمُ لعمرك ما عنانى
وتَلْقاهمْ يؤودُهُمُ احتياجي ***** ولايكفيهمُ لي ماكفاني
مَضَوْا لسبيلهمْ وبقيتُ فَرْداً ***** أَعضُّ على فراقهمُ بَناني

سرونة
09/08/2012, 08:44 PM
وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني

وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني ***** وما جرّتْ إلى َّ يدا زمانى
فقلتُ لها لو استمليتِ ما بى ***** لأملتهُ عليكِ غروبُ شانى
تعمَّدني زَماناً ريبُ دهري ***** فلمّا أنْ تعمّدنى رمانى
ولي مُتَزَحْزَحٌ عنه لوَ انِّي ***** أراهُ بناظِريَّ كما يراني
أقودُ إلى المقابرِ كلَّ يومٍ ***** على رغمي خبيئاً في جَناني
وأودعهُ على أنّى شفيقٌ ***** عليه كلَّ غبراءِ المَحاني
"مطمّسة ٍ" يضلّ المرءُ فيها ***** ضَلالَ العَصْفِ خرَّ من الفِنانِ
مُعَرَّسُ كلِّ مملوكٍ ومَلْكٍ ***** ومضطجعُ المكرّمِ والمهانِ
وفارقني بداهية ِ اللّيالي ***** حبيبٌ ما سلَوْتُ ولا سَلاني
فأُصبحُ فيه مجتمعَ الأماني ***** وأمسى حيث لا تأتى الأمانى
وقالوا : قد مرنتَ على الرّزايا ***** فقلتُ لهمْ: وما يُغني مِراني؟
وفى الأيّامِ مطرقة ٌ صموتٌ ***** تَقمَّصُ بالشّجاعِ وبالجبانِ
فهَبْها لم تكنْ جَذَمَتْ يميني ***** ألَيْستْ بالتي أوْهَتْ بَناني؟
وهبها لم تكن صدعتْ قناتى ***** أليْستْ بالتي ثلمَتْ سِناني؟
أَلا مَن عاذري من جارِ سوءٍ ***** إذا لم آتِهِ هَرَباً أَتاني
معانٍ فى الّذى يبغيهِ منّى ***** وإنْ أربى ومدلولٍ مكانى
له أيدٍ بما أجنى عليه ***** ومالى بالذى يجنى يدانِ
أقدّره المسالمَ وهو حربٌ ***** وأحسبُهُ بعيداً وهْوَ دانِ
وتعدونى صوائبهُ لغيرى ***** وما أُعدي حميمي ما عَداني
فيا ليت الذي أقلاهُ منهُ ***** وأجفوه قلانى أوْ جفانى
تأملْ أنتَ أدرى اليومَ منّى ***** أَصِرْفٌ ما سقاني السّاقيانِ؟
وهلْ غنَّى ليَ العَصْرَانِ فيمنْ ***** هَوِيتُ بما سمعتُ ليُطرباني؟
وهلْ أحسستَ ي ***** ا حادي المطايا
عشيّة َ قلّص المحبوبُ عنّى ***** وقامَ بما كرهتُ النّاعيانِ
وقد أرعيتُ نطقي منك سَمعاً ***** فهل أنكرتَ شيئاً من بيانى ؟
فإنّى من ينال الخطبُ منه ***** فيأنف أنْ يفوه به لسانى
وغيرُ الذّودِ ملّكَ بعد خمسٍ ***** جِمامَ الماءِ قُعْقِعَ بالشِّنانِ
وصبراً بالّتى لا أتّقيها ***** بضَرْبي في الكريهة ِ أوْ طِعاني
ومن طَمَعٍ أُخادعُ مِنْ يقيني ***** على عَمْدٍ وأُكِذبُ من عِياني
وأضحى فى بنى الدّنيا مقيماً ***** وفى أيدى نوائبها عنانى
تلاعبُ بى الحوادثُ كلَّ يومٍ ***** وتُقْرِئني أساطيرَ الزَّمانِ
وبالزَّوْراءِ أحداثٌ بَناها ***** على الإعظامِ والإكرامِ بانِ
علونَ تقًى على شرفاتِ رضوى ***** وطلن علاً على هضبى ْ أبانِ
وهنَّ على العراقِ لمن يراها ***** وأفنِية ُ الإلهِ لها مَغانِ
فكم سببٍ لهنّ إلى العطايا ***** وكم بابٍ لهنَّ إلى الجِنانِ
وللأقوامِ تَطْوافٌ عليها ***** طوافهمُ على الرّكنِ اليمانى
قبورٌ للأجادِلِ من قريشٍ ***** ذوي السُّوراتِ تُتْلى والمَثاني
منَ النَّفرِ الأُلى جمعوا المعالي ***** وحازوا فى العلا قصبَ الرّهانِ
أُناسٌ لا يُبالون المنايا ***** ونارُ الحربِ ساطعة ُ الدّخانِ
وتلقاهُمْ بحربٍ أوبجَدْبٍ ***** مطاعيناً مطاعيمَ الجفانِ
فحُطّا صاحِبَيَّ بهمْ رِحالي ***** قبيلَ نزولِ أمرٍ ترقبانِ
أقمْ فى ظلّهمْ ما دمتُ حيّاً ***** ويدركنى بعقوتهمْ أوانى
لعلّى أنْ أجاورهمْ صريعاً ***** فآخذ من شفاعتهمْ أمانى
فقد قضّيتُ بالهفواتِ عمرى ***** ونلتُ من الخطايا ما كفاني

سرونة
09/08/2012, 08:44 PM
قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى

قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى ***** فشأنك أنّى اليومَ طوعُ شؤونى
ولا تَلْحَني إنْ ضَلَّ عنّي تصبُّري ***** فقد ضلّ عنّى صاحبى وقرينى
ويامنْ عهدناه ضنيناً بدمعهِ ***** كنِ اليومَ في ذا الرُّزءِ غيرَ ضَنينِ
وإنْ كنتَ مرتاداً حنيناً ولوعة ً ***** فخذْ سَرَفاً من لوعتي وحنيني
فلم تُشْفَ إلاَّ بالبكاءِ حرارتي ***** ولم تُقضَ إِلاّ بالدّموعِ ديوني
فأيُّ نفيسٍ قلَّص الموتُ شخصَه ***** على بَغْتَة ٍ عنّا وأيُّ ثمينِ!
مُعَرَّسُ أسراري إذا ما تَقَلْقَلَتْ ***** وملقى همومى خالياً وشجونى
ومَن كان عَوْني يومَ أبغي معونة ً ***** بحيثُ شمالي لا تُعينُ يميني
وعارٍ من الفحشاء زلّ به الرّدى ***** كما زلَّ نَصْلٌ في أكفِّ قُيونِ
أمينٌ على سرِّ الأخلاءِ حيثما ***** يكون أمينُ القومِ غيرَ أمينِ
فأيُّ شَجاة ٍ بعدَه لجوانحي ***** وأى ُّ قذاة ٍ بعده لجفونى
وعاذلة ٍ هبّتْ على َّ تلومنى ***** فقلتُ: دَعيني والمصابَ دَعيني
لقد فاتَني منه الذي كنتُ أَرْتجي ***** وأخلفتنى فيه الذى تعدينى
عِديني ومَنِّيني سِواهُ فقد مَحا ***** طروقُ الرّدى فيه "طريقَ ظنونى "
وإِنْ كنتِ تبغيني ففي جانبِ الأسَى ***** فإنّكِ فى السّلوانِ لاتجدينى
فلا تَتَّقيني في البكاءِ وكلّما ***** سئمتُ فأعييتُ البكاءَ فَقِيني
ولا تسأليني: لِمْ جَزِعْتَ؟ وإنَّما ***** عن الحزنِ لم أبلغه فيه سلينى
قرعتَ به يا موتُ قلبي فلِمْ تَلُمْ ***** على فقدهِ أني قرعتُ جبيني؟
ولا غروَ أنْ أبكى لمنْ خفّ بالرّدى ***** إذا كنتُ أبكى يومَ خفَّ "قطينى "
أفى كلِّ يومٍ أيّها الدّهرُ فرقة ٌ ؟ ***** فراقُ حميم أوْ فراق خدينِ !
ففى أى ِّ فجٍّ لا أراك تنوبنى ؟ ***** وأى ُّ عجيبٍ لا أراك ترينى ؟
وكم أنا مغرورٌ بك العمرَ كلَّه ***** تخادعنى عن خبرتى ويقينى
تقلّبنى فيما أرجّى وأتّقى ***** وترعَى سهولي تارة ً وحُزوني
وإنّ حرونى يومَ ينقاد مقودى ***** سريعٌ إلى الغاياتِ غيرُ حَرونِ
أَلا يابنَ حَمْدٍ رُزْءُنا فيه واحدٌ ***** وما كنتَ يوماً بالمرزّءِ دونى
فلا تحملنَّ العبءَ وحدك كلّهُ ***** فإنّى على الأعباءِ خيرُ معينِ

سرونة
09/08/2012, 08:45 PM
يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ

يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ ***** فكم لنا عندهنّ اليوم من شجنِ
ماذا على النَّفرِ الغادينَ لو سَمحوا ***** بنظرة ٍ من خلالِ السِّجْفِ لم تَبِنِ
قالوا: نراك بلا سُقْمٍ!فقلتُ لهمْ: ***** السّقمُ فى الجسمِ ليس السّقمُ فى البدنِ
فى القبِ منكمْ حزازاتٌ لو انكشفتْ ***** لعاذلى فيكمُ مابات يعذلنى
هل فى الهوى من غريمٍ لا يماطلنى ***** أوْ من خليلٍ عليه لا يعنّفنى
لا يعرف الدّارَ إلاّ قام يندبها ***** ولا يسائلُها إلاّ عنِ السَّكَنِ
ولي فؤادٌ إِذا أصبحتَ تأمُرُه ***** بالصَّبرِ أمسَى بغيرِ الصَّبْرِ يأمرني
ومُسرفٌ كلَّما واصَلْتُ قاطعني ***** بَغْياً عليَّ وإنْ واصلتُ باعَدَني
وإنْ شكوتُ إليه بعضَ قسوتهِ ***** لانتْ صخورُ شرورى وهو لم يلنِ
وقد جفانى َ حتّى أنّ طارقهُ ***** في ظُلمة اللّيل عَمداً ليس يطرقُني
للهِ أيّامُ فخرِ الملك من علقتْ ***** به المكارمُ مجرى الرّوحِ للبدنِ
ومَن يجودُ بما تحوي أنامِلُهُ ***** منَ النّفائس في سرِّ وفي عَلَنِ
أعطيتَ حتى كأنَّ الجودَ مُبتَدَعٌ ***** وإنّ شيئاً من المعروفِ لم يكنِ
للهِ درّك والأبطالُ هائبة ٌ ***** ومَنْ يُطيقُ وإن أَوْفَتْ بلاغتُهُ
والسّمرُ تفتقُ طعناً كلَّ "راعفة " ***** منَ النَّجيع بمثلِ العارِضِ الهَتِنِ
في ظهرِ طاوية ِ الأحشاءِ ضامرة ٍ ***** كأنَّها قِدْحُ نَبْعٍ جِيبَ بالسَّفَنِ
قلْ للذين أَرادوا نيلَ غايتِهِ: ***** أين الحضيضُ من الأعلامِ والقننِ ؟
كم ذا اهتديتمْ ولا هادٍ سواه على ***** ظلماءَ لو مرَّ فيها الصُّبحُ لم يَبِنِ
أحبّهُ ، وقليلٌ ذاك محتقرٌ ***** حبَّ الغريبِ القَصِيِّ الدّارِ للوطَنِ
وأرتضى ملكه لى بعد ما عزفتْ ***** نفسي عن المَلِكِ الجبّار يملكُني
وأرتجيهِ لأيّامٍ أطالعها ***** غيباً بلا باطلٍ فيها ولا دَرَنِ
يَفديك كلُّ وِساعِ الباعِ في طَبَعٍ ***** شَحْطٍ على مُرتجيهِ ضيِّقِ العَطَنِ
مازال والنّاسُ شتّى في خلائقهم ***** غَرْثانَ من كرمٍ ملآنَ من جُبُنِ
يريدُ نيلَ العُلا عفواً بلا تعبٍ ***** وكم دوينَ العلا من مركبٍ خشنِ
لايُدركُ العزَّ إلاّ كلُّ ذي أَنَفٍ ***** نابٍ عن العجزِ شرّادٍ عن الوهنِ
يُلقي الثَّراءَ على وجهِ الثَّرى أبداً ***** ويتركُ الغثَّ منبوذاً على السَّمِنِ
دانَ الزّمانُ لنا بعدَ الجِماحِ،ولو ***** سِواك راضَ شِماساً منه لم يَدِنِ
فالآنَ نجري إلى اللذّاتِ نأخذُها ***** بلا عذارٍ يعنّينا ولا رسنِ
هنّيتَ بالعيدِ واعتادتْ ربوعك منْ ***** سعودهِ كلُّ وطفاءٍ من المزنِ
وعشتَ من نبواتِ الدّهرِ قاطبة ً ***** وإنْ دهين الورى فى أوثقِ الجننِ
ولا تغبْ عن نعيمٍ ظلتَ تألفهُ ***** ولا تخبْ عن منًى فيه ولا تهنِ
هذا الثّناءُ فإنْ كانتْ مدائِحُهُ ***** يقصرن عنك فبعدُ الشّأوِ يعذرنى

سرونة
09/08/2012, 08:45 PM
ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة

ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ ***** أحِنُّ إلى مَن لا يحنُّ حنيني؟
وأندبُ مرموساً بملساءَ قفرة ٍ ***** فياليتنى ناديتُ غيرَ دفينِ
كأنّي وقد قُطِّعتَ عَنيَ هالكاً ***** تقطَّعَ منِّي أكْحَلي ووَتِيني
فَرَتْ نائباتُ الدّهرِ أغصانَ دَوْحَتي ***** ولاقَ أُصولي ما أصابَ غُصوني
فإن يقيتْ بعدَ القرينِ حُشاشتي ***** قليلاً فإنّى لاحقٌ بقرينى

سرونة
09/08/2012, 08:46 PM
رضيتُ بالدُّونِ لمّا لم أجدْ وَزَراً

رضيتُ بالدُّونِ لمّا لم أجدْ وَزَراً ***** ولو وجدتُ لما أُرضيتُ بالدُّونِ
كم ذا أعالجُ إمّا كاشحاً حنقاً ***** أَوْ أُبتَلى بصديقٍ غيرِ مأمونِ
ما زلتُ بُقياً على الأحوالِ تجمعُنا ***** أطيعه وهو طولَ الدّهرِ يعصينى
بعداً وسحقاً لقومٍ لا حفاظَ لهمْ ***** كنزْتُ عندهمُ وُدّاً فملُّوني
ما زلتُ فيهمْ وصولاً من يقاطعنى ***** ورائشاً عندهمْ مَن كان يَبْريني
منّوا على َّ بأن لم يسلبوا نسبى ***** سَقْياً ورَعْياً لفضلٍ غيرِ ممنونِ
من كلِّ أَخْرَقَ مأْسورٍ بشهوتِهِ ***** مُخَدَّعٍ برخاءِ العيشِ مفتونِ
ظنّوا وليس لهمْ فضلٌ يقدِّمُهمْ ***** إِنَّ التقدُّمَ في أَيدي السَّلاطينِ
هيهاتَ ما الفضلُ إلاّ ما حبَتْك به ***** أمُّ الفضائلِ من عقلٍ ومنْ دينِ
ما كان مبتاعهمْ إلاّ أخا ندمٍ ***** وليس بائعهمْ إلاّ بمبغونِ
جَنَوْا سَقامي وكم فيهمْ وعندَهُمُ ***** طَبٌّ بدائي ولكنْ لا يُداويني
يقولُ قومٌ ومالى فيهمُ دولٌ ***** أجفوهُ بَذْلاً له فيهمْ ويجفوني؟
كم بين فقرٍ وإثراءٍ ؟ فقلت لهمْ : ***** أينَ الذي رفع الإِيوانَ تسحبُه
عشْ مفرداً غيرَ مقرونٍ فلا جَذَلٌ ***** إلاّ بأنِّيَ فردٌ غيرُ مقرونِ
لوكنتُ أعلمُ أنّ البعدَ يؤمنني ***** بعدتُ لكنّ بعدى لا ينجّينى
مَنْ مُخرِجي من بلادي فهْيَ مَوبئة ٌ؟ ***** وكلّ داءٍ بها فى الخلقِ يعدبنى
وقد عمرتُ زماناً فى مرابعها ***** أعدو المحاذرَ فيها وهى َ تعدونى
وقد صحبتُ الذي بالغيِّ يأمرني ***** وبالّذي يُدْنِسُ الأعراضَ يُغريني
إنّي لأعجبُ منه وهو ذو عَجَبٍ ***** يَبيعني قبلَ أن يَلقى ويَشْريني!
يقيهِ نحرى من رامٍ فريسته ***** يومَ الوغَى هو عُمْرَ الدَّهْرِ يرميني
وكلّما أخرجتْ كفِّي القَذاة َ له ***** من جَفْنِهِ باتَ يَشْجيني ويُقذيني
وكم ألبّيهِ فى ضرّاءَ يركبها ***** ولم يكن يومَ سرّاءٍ يلبّينى
مَن لي بِحُرٍّ منَ الإِخوانِ ذي أَنَفٍ ***** أكفيه أثقاله طوراً ويكفينى ؟
لا يلتقى بى َ إلاّ عند نائبة ٍ ***** يُعينُ فيها ومكروهٍ يُعنِّيني
فهو المُؤاتي، ولكنْ في مُذَمَّمَة ٍ ***** يثنى على َّ "ونردى " لا يؤاتينى
خذْ كيف شءتَ فما الدّنيا بخالدة ٍ ***** ولا البقاءُ على خلقٍ بمضمونِ
خلقتَ من طينة ٍ لمّا خلقتَ فلمْ ***** تربأ بنفسكَ أنْ تهدى إلى الطّينِ ؟
إلى التّراب يصير النّاسُ كلّهمُ ***** مِن مُفْهَقٍ بالغِنى كفّاً ومِسْكينِ
مبدّلين بتربٍ عن ملابسهمْ
يغنى مويلك مفنى مالِ قارونِ
إذا بدا لك طوداً لاح فى بينِ ؟
وأين عالٍ على غمدانَ محتقراً ***** من كِبْرياءٍ به، غُرَّ العَثانينِ؟
وأينَ مَن حلَّ في خَفّانَ مُحْتَكِماً ***** على الملوكِ مُحَيّاً بالرَّياحين؟
كأنّهمْ ساكنى غبر القبورِ لهمْ ***** لم يسكنوا بيننا غُبْرَ البساتين
بادوا فلا أثَرٌ منهمْ ولاخبرٌ ***** إلاّ أساطيرُ تقريظٍ وتأبينِ
يا ليتَ شعرى َ أى ُّ الأرض تنبتُ لى ؟ ***** وأى ُّ تربٍ من البوغاءِ يعلونى ؟
وأى ُّ وقتٍ من الأوقاتِ أكرههُ؟ ***** أجيبُ فيه حمامى إذْ ينادينى
إنْ كنتُ لم أعْيَ من خَطْبٍ رُميتُ به ***** فإِنَّ خَطْبَ صُروفِ الدَّهرِ يُعْييني

سرونة
09/08/2012, 08:46 PM
رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ

رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ ***** ولا تَعُجْ بصديقٍ غيرِ مأمونِ
ولا تُقِمْ بينَ أقوامٍ خلائقُهُمْ ***** خشنٌ وإنْ كنت فى خفضٍ وفى لينِ
ماذا العناءُ وظلُّ العودِ يقنعنى ***** وذا الشّقاءُ وبعضُ القوتِ يكفيني؟
والمالُ تصبحُ صفراً كفُّ جامعهِ ***** ولو أَنافَ على أموالِ قارونِ
وليس ينفعنى والدّاءُ يعنفُ بى ***** إذا وجدتُ طبيباً لا يداويني
مَن لي بمن إنْ هَفَتْ رِجلاهُ في زَلَقٍ ***** حَميْتُهُ أو هفَتْ رِجْلايَ يحميني؟
يرمى العدا أبداً عنّى وليس يرى ***** - ولو رمانى جميع النّاس - يرمينى
أشكو إلى اللهِ قوماً عشتُ بينهُمُ ***** يرضَون من كلّ ما يبغون بالدُّونِ
لا رونقٌ لهمُ يرضاهُ لى بصرى ***** ولا لهمْ عَبَقٌ يرضاهُ عِرْنِيني
من كلِّ أخْرَقَ بالشَّنعاءِ مُضطَبعٍ ***** وبالّذي دنَّسَ الأعراض مَزْنونِ
اعدوه لا جائزاً منه بناحية ٍ ***** والشّرُّ كالعُرِّ في الأقوامِ يُعْديني
لولا التّنوخى ُّ لم آنسْ إلى أحدٍ ***** ولا أجَبْتُ وِداداً مَن يناديني
ولا رأتنى َ عينٌ لامرئٍ أبداً ***** إلاّ عريّاً خليّاً غيرَ مقرونِ
ليلى بزورتهِ فى مشرقٍ يققٍ ***** والصبحُ أسعدُ صبحٍ حين يأتينى
كأنّه مبهجٌ أضحى يبشّرنى ***** ومطربٌ أبَداً أمسَى يُغنِّيني
لو يستطيع حمانى كلَّ بائقة ٍ ***** وباعدَ السُّودَ في رأسي عنِ الجُونِ
يطيعنى وهو مّمن لا امتنان له ***** كأنّه طولَ هذا الدّهر يعصينى
كم ليلة ٍ بتُّ منه فى بلهنية ٍ ***** أُعطيهِ ما يبتغي منّي ويُعطيني
كأنَّنا باخضرارٍ من تذكُّرنا ***** نمسى ونصبحُ فى خضرِ البساتينِ
ونابَ مِنّا حديثٌ باتَ يُطربُنا ***** عن أنْ أُسَقِّيَهُ كأساً ويَسقيني
متى سقانى فروّانى مواصلة ً ***** فما أُبالي بمن في الخَلْقِ يجفوني
وإنْ جَرى ليَ مدحٌ في مقالتِه ***** فقل لمن شاء فى الأقوام يهجونى
لم تخْلُ إلاّ بهِ الدُّنيا ولا مَرَقتْ ***** منه الخلائقُ عن بحبوحة ِ الدّينِ
لا أدْرَكتْ أُذُني ما ليس يُعجبني ***** فيه ولا مُقلتي ما ليسَ يُرْضيني
ولا استردَّ الذى أعطيتُ منه ولا ***** عادتْ غصونٌ كستنى منه تعرينى

سرونة
09/08/2012, 09:21 PM
إنّ نعمى وما درتْ

إنّ نعمى وما درتْ ***** حملتنى بظعنها
سَرَقَت ليلة َ الجِما ***** رِ فؤادي بحسنها
كنتُ صُبحاً حُرّاً وأمْـ ***** ـسيتُ من بعض قنّها
طَلَبتْني على شجا ***** عة ِ قلبي بجُبْنِها
كنتُ لمّا كنّيتُ عنـ ***** ـها كأنّي لم أعْنِها
ليتنى كنتُ فى الظّلا ***** مِ ضجيعاً لغصنها

سرونة
09/08/2012, 09:21 PM
يا طائرَ الأيكِ غرّدْ لى على الفننِ

يا طائرَ الأيكِ غرّدْ لى على الفننِ ***** وداوِ ما بيَ من همٍّ ومن حَزَنِ
وفى الفؤاد شجونٌ غيرُ زائلة ٍ ***** إنْ كان قلبك خلواً غيرَ ذى شجنِ
مالي أراك بلا شَوْقٍ ولا كَلَفٍ ***** ولا حبيبٍ ترجّيهِ ولا سكنِ ؟
إنْ كنتَ تُنْصَفُ ممَّنْ أنتَ تعشَقُه ***** فإنّنى عاشقٌ من ليس ينصفنى
وما الشّقاوة ُ إلاّ فتنة ٌ سكنتْ ***** قلباً وأفلح قلبٌ غيرُ مفتتنِ
وفى الكثيب الذى فارقتهُ عجلاً ***** ما شاءتِ العينُ من حسنٍ ومن حسنِ
أُحبُّ فيه عَسوفاً ليس يرأفُ بي ***** وقاسى َ القلبِ فظّاً ليس يرحمنى
ما الوعدُ منه بمألوفٍ لعاشقهِ ***** فإنْ يعدْ فهوَ بالإنجاز يمطلنى
يسىء ُ بى مالكاً رقّى ولستُ أرى ***** حظّاً لنفسى منه أنْ يحرّرنى
نفسي الفداءُ لخوّانٍ كلفتُ به ***** أظلُّ أونسهُ دهراً ويوحشنى
وهمُّ نفسي خَليٌّ باتَ يَشْغلني ***** أو الصَّحيحُ الذي مازالَ يُمرضُني
وكم ليالٍ مضتْ لى فى خناصرة ٍ ***** ينامُ فيها قريراً مَنْ يُؤَرِّقُني
ظبى ٌ تجافى الجوى عنه فروّحه ***** يُقيمني حُبُّهُ طوراً ويُقعِدُني
مُحيِّرٌ وجهُهُ للشّمسِ إنْ طلعتْ ***** ومخجلٌ قدّه إنْ ماس للغصنِ
أطيعهُ وهو يعصينى وأنصفهُ ***** كما يحاول من نفسى ويظلمنى
ما للخيالِ الذي قد كانَ يطرقُنا ***** أيّامَ وصلكمُ قد عاد يطرقنى ؟
نفتْ يقينى َ عن قلبى أباطلهُ ***** فما لعينى َ حقٌّ لا ولا أذنى
قلْ للحُداة وقد زَمُّوا لِرحْلَتِهمْ ***** يومَ الفراقِ خياشيماً من البدنِ
دقَّتْ وما زالتِ الأشطانُ تجذبُها ***** إلى المهامهِ حتّى صرن كالشّطنِ :
حملتمُ اليومَ قلبى فى هوادجكمْ ***** فليس ينفعُني أنْ تحملوا بَدَني
ولستُ في وطنٍ فارقتموهُ وفي ***** رحالكمْ حيثما يمّمتمُ وطنى
يا صاحبيَّ على ما الدَّهرُ مُحدثُهُ ***** من مركبٍ لَيِّنٍ أَوْ مركبٍ خَشِنِ
قولا لملكِ ملوك الأرض كلّهمُ ***** والرُّكنِ للدّينِ والماضي على السُّنَنِ:
قد نلتَ ما لم ينلْ كسرى ولا بلغتْ ***** همّاتُ عمروٍ ولا سيفِ بن ذى يزنِ
ما إنْ يكونُ لأخلاقٍ خُصصتَ بها ***** كريمة ٍ فى الورى شبهٌ ولم يكنِ
تغضى وما حاذر الأقوامُ كلّهمُ ***** من الرّجالِ سوى إغضاءِ ذى فطنِ
وتتركُ القولَ لم تحمدْ مواضعهُ ***** وكم صموتٍ وما يدعى من اللّكنِ
يَفديك كلُّ جَمودِ الكفِّ عن كرمٍ ***** للعرضِ مطّرحٍ للمالِ محتجنِ
ناءٍ عن الخيرِ مُنْحازٍ بناحية ٍ ***** عن المكارمِ صَبَّارٍ عن الوَهَنِ
للهِ درّك فى هولٍ نفضتَ به ***** عن الضُّلوعِ مُرورَ الرُّعْبِ والجُبُنِ
والطّعنُ يفتقُ فى كفّيك فاغرة ً ***** كشِدْقِ أعْلَمَ أوْ لا فهْي كالرُّدُنِ
وأنتَ في معشرٍ شُمِّ أُنوفُهُمُ ***** لم يرتضوا فى هضابِ المجدِ بالقننِ
عارينَ إلاّ منِ الحسناءِ قاطبة ً ***** كاسينَ إلاّ من الشّنعاءِ والدّرنِ
ومشتري الحمدِ لمّا قلَّصَتْ هِمَمٌ ***** عن غاية الحمد بالغالى من الثمن
لهمْ ثيابٌ نقيّاتٌ بلا دَنَسٍ ***** مرَّ اللّيالى وعيدانٌ بلا أبنِ
وإنْ دعوتَ بهمْ فى يومِ ملحمة ٍ ***** جاءوك شدّاً على الأكوارِ والحصنِ
بأَذرُعٍ لم تزلْ منهمْ معوَّدَة ً ***** هزَّ الظّبا البيضِ أو سمرَ القنا اللّدنِ
قلْ للّذي باتَ يرميني وليس له ***** علمٌ بأنّك لى أوقى من الجننِ :
لا تَبْغِ سَلْبي ولا تَمْدُدْ إلى سَلَبي ***** منك اليدين وركنُ الدّين يحرسنى
قد كنتُ قبلك أهجو الدَّهرَ مجتهداً ***** وقد رزقتك لا عتبٌ على الزّمنِ
فأنتَ أحلى لقلبي من مُناهُ وفي ***** عيني عُقيبَ السُّرى والأَيْنِ من وَسَني
قدنى إليك فما أعطيتُ معتصباً ***** بالتاج قبلك رقّى لا ولا رسنى
واعلمْ بأنّى َ فى يمناك مدّخراً ***** خيرٌ من المالِ فى أبياتِ مختزنِ
فإِنْ تجدْني كما جرَّبتَ ذا لَسَنٍ ***** فإِنَّ مدْحَك موقوفٌ على لَسَني
وما رضيتُ سواكُمْ آمراً أبداً ***** وقد رضيتُك تَنْهاني وتأمرني
إذا مدحتُك لم أَقرعْ بلائمة ٍ ***** وباتَ يعذرني مَن باتَ يعذُلني
قصائدٌ رقَّصَتْ بالسّامعين كما ***** ترقِّص الخمرُ في أحشاء ذي أَرَنِ
فالغورُ كالنّجدِ فى نشر الرّواة ِ لها ***** والحى ُّ من مضرٍ كالحى ِّ من يمنِ
لي في امتداحك أسبابٌ تُقدِّمني ***** وتارة ً ليَ أسبابٌ تؤخِّرني
فطَوْلُ فضلك عن قومي يُجنِّبني ***** وعظمُ حلمك عن هفوى يشجّعنى
فاسعدْ بذا العيدِ والإِفطار إنّهما ***** والنّجحَ فى كلّ ما تبغيهِ فى قرنِ
وقد مضَى الصَّومُ لم يُكتبْ عليك بهِ ***** ذنبٌ ولا نالَهُ شيءٌ منَ الظَّنَنِ
يثنى عليك كما أثنى الرّياضُ وقد ***** جيدتْ ضواحيه إصباحاً على المزنِ
ودمْ لمجدٍ تعلّيهِ وممتحنٍ ***** أخرجْتَه كَرَماً من قبضة ِ المِنَنِ
ما افَتَرَّ فجرٌ وما لاحَتْ بشائرُهُ ***** وما تَرَنَّمَ قُمْرِيٌّ على غُصُنِ

سرونة
09/08/2012, 09:22 PM
يا مالكاً رِقِّي بلا ثَمَنِ


يا مالكاً رِقِّي بلا ثَمَنِ ***** غير الملاحة ِ منه والحسنِ
إنَّ الذى نمَّ الوشاة ُ به ***** لم يَصْدقوا فيه ولم يكُنِ
وهَجَرتني فطردتَ مُعتمداً ***** عن مُقْلَتَيَّ لَذاذَة َ الوَسَنِ
فقبيح ظلمكِ فيه يعذلنى ***** ومليحُ ظلمٍ منك يعذرنى
ولِمنْ ألومُ؟ وإنّما بصري ***** هذي جنايتُهُ على بَدَني
هى محنة ٌ لولا الغرورُ بها ***** حازتْ ضِراراً سائرَ المِحَنِ
ولوَ انَّ لي قلباً يُطاوِعُني ***** ليئِسْتُ ممَّنْ ليسَ يرحمني
فقطعتُ من إنصافِهِ أَمَلي ***** ونفضتُ من إسعافِهِ دَرَني

سرونة
09/08/2012, 09:22 PM
سأبلغُ حاجاتي وإنْ كنَّ نُزَّحاً

سأبلغُ حاجاتي وإنْ كنَّ نُزَّحاً ***** بكلّ رقيقِ الشّفرتينِ يمانِ
وكلِّ طويلٍ كالرّشاءِ مددتهُ ***** يناجيكَ منه رأسُهُ بسِنانِ
وإنّى حرونٌ عن ديارٍ مريعة ٍ ***** وكم ساقَ لي عِزّاً طويلُ حِراني
وقلبي مطيعٌ لي وإنْ كنتُ كالّذي ***** نلاقيهِ من هذا الزَّمانِ عصاني
وأعلمُ أنّ الدّهرَ يعبث صرفهُ ***** بمالِ فُلانِ تارة ً وفلانِ

سرونة
09/08/2012, 09:22 PM
أقلا فشأنكما غيرُ شانى

أقلا فشأنكما غيرُ شانى ***** ولستُ بطوعكما فاتركانى
ولا تجْشَما عَذْلَ مَن لا يُصيخُ ***** فما تُعدِلاني بأنْ تَعذُلاني
غرامي بغيرِ ذواتِ الخدودِ ***** ووجدى بغير وصالِ الغوانى
ولي شُغُلٌ عن هوى الغانياتِ ***** وما الحبُّ إلاّ فراغُ الجنانِ
ومن أجلِ وَسْواسِ هذا الغرامِ ***** أقامَ العزيزُ بدارِ الهَوانِ
ولولا الهوى ما رأيتَ الشُّجاعَ ***** يَقنِصُ في حَومة ٍ للجبانِ
ولي عِوَضٌ بوجوهِ الصَّوابِ ***** مشرقة ً عن وجوه الحسانِ
فأغنى من البيضِ بيضُ الضّراب ***** وأغنى من السّمرِ سمرُ الطّعانِ
دعانى إليهِ فلبّيتهُ ***** مليكُ الورى والعلا والزّمانِ
دعانى ولولا ولائى الصّريح ***** لدولتهِ وجدها ما دعانى
أتتهُ ولم يأتها ريبة ً ***** يَغارُ على مِثلها الفَرقدانِ
وكنتُ أراها له بالظُّنونِ ***** فقد صرتُ أُبصرها بالعِيانِ
فدونَكَها دولة ً لاتَبيدُ ***** كما لا يبيدُ لنا النّيّرانِ
بناها لك اللهُ فى شامخٍ ***** بعيدِ الرِّعانِ رفيعِ القِنانِ
فقد علمَ المُلكُ ثمَّ الملوكُ ***** أنّك أولاهمُ بالرّهانِ
وأنَّك أضرَبُهُمْ بالحُسامِ ***** وأنَّكَ أطعنُهمْ بالسِّنانِ
وأنّكَ أبذَلهمْ للبدُورِ ***** وأملاهُمُ في قِرى ً للجِفانِ
وأنّك سلماً وحرباً أحقُّ ***** بظهر السَّريرِ وظهرِ الحِصانِ
وأنّك فى خشناتِ الخطوبِ ***** أبعدُهُمْ عن محلِّ اللِّيانِ
فللّهِ دَرُّك يومَ التَوَتْ ***** عليك الخطوبُ التواءَ المثانى
وقد ذهبوا عن طريق الصّوابِ ***** وأنتَ عليه وما ثمَّ ثانِ
دعوك إليها دعاءَ الرّكوبِ ***** سُرَى اللّيل للقمر الأَضْحَيانِ
وقالوا هلمَّ إلى خطّرٍ ***** تُقَعْقِعُ بالشَّرِّ لا بالشِّنانِ
عشيّة َ لاكوا ثمارَ النّكولِ ***** وذاقوا جنى عجزهمْ والتّوانى
ولاحتْ شواهدُ مشنوءة ٍ ***** ودلّ على النّارِ لونُ الدّخانِ
وأشعرنا الحزمُ قبلَ اللّقاءِ ***** بيومٍ يسيلُ ردى ً أرْدَنانِ
وأنتَ على ظهر مجدولة ٍ ***** منَ الشَّدِّ والطَّرْدِ جَدْلَ العِنانِ
كأنّ الذى فوقها راكبٌ ***** قرا يذبلٍ أوْ سراتى ْ أبانِ
إلى أن جذبتَ صِعابَ الرِّقابِ ***** وشُمَّ المخاطمِ جَذْبَ العِرانِ
وغيرُك يندمُ في فائتٍ ***** وليس له غيرُ عضِّ البنانِ
وغرَّهمُ منك طولُ الأناة ِ ***** وكم غُرَّ في السَّرْعِ من بُعْدِ دانِ
فلا تَسْتغرّوا بإطراقة ٍ ***** تهابُ كإطراقة ِ الأفعوانِ
ولا تحسبوا حلمهُ ديدناً ***** فكم نزعَ الحِلْمَ إصرارُ جانِ
وإنّك فى معشرٍ شأنهمْ ***** إذا شَهدوا معركاً خيرُ شانِ
لهمْ رممٌ كلّما رجّلتْ ***** فبالسّائل العَصْبِ لا بالدِّهانِ
وأيمانهمْ خلقتْ فى الهياجِ ***** لضربٍ يقطٌّ الطّلى أو طعانِ
يحلّون فى كلّ مرهوبة ٍ ***** محلَّ الغرارِ الحسامِ اليمانى
وإنْ أنتَ طاعنتَ أغنوك فى الـ ***** ـقناة ِ، وقد حضروا، عن سِنانِ
فيا رُكنَ أدياننا والجمال ***** لمِلَّتنا في نأى ً أو تَدانِ
أبوك الذي سامني مدحَه ***** ومازلتُ عنه طويلَ الحِرانِ
إلى أنْ ثناني إليه الوِدا ***** دُ منه وكرَّمني فاشتراني
وما زال يجذبنى باليدين ***** حتّى عطفتُ إليه عنانى
ولمَّا رَقاني ولم أعْيِهِ ***** وأعييتُ من قبله منْ رقانى
فسيَّرتُ فيه منَ الصّائباتِ ***** دراكاً نحورَ العدا والمعانى
وأطربتهُ بغناءِ المديحِ ***** فأغنيتهُ عن غناءٍ القيانِ
فخذ منّى اليومَ ما شئتَ منْ ***** صنيعِ الضّمير ونسجِ اللّسانِ
كلاماً يغور إليه البليدُ ***** وينقلُهُ مُسرعاً كلُّ وانِ
شموساً يبرّحُ بالهاتفين ***** ولمّا هَتَفْتُ به ماعصاني
غنيّاً بصنعته لم يطفْ ***** بلفظِ فلانٍ ومعنى فلانِ
فلو رامه الأفقُ ما ناله ***** ولولاكَ كُفْواً لهُ ما عَداني
ولي خدمة ٌ سَلفتْ في الزَّمانِ ***** صدعتُ بها غرّة ً فى زمانى
ولمّا رأتْنِيَ منكَ اللِّحاظُ ***** حمتنى هنالك منك اليدانِ
وأسكنتُ عندك ظلاًّ أقول : ***** كفانيَ مانلتُ منه كفاني
وما زلتُ مذْ ذاك تحنو على ***** ودادك فى الصّدرِ منّى الحوانى
يَهابُ مراسِيَ مَن رامني ***** ويُخطئني خِيفة ً مَن رماني
ولولا دفاعك عنّى لما ***** تغيّبَ عن ريبِ دهرى مكانى
ولا كنتُ ممّنْ يَرى سيِّئاً ***** بغير ومقلتُهُ لاتَراني
ولمْ لا أتِيهُ وأنتَ الذي ***** تَنَخَّلَني خِبرة ً واصطفاني؟
ولمّا انتسبتُ إلى عزّهِ ***** حميتُ الذى كان قدماً حمانى
فلا زلتَ من تبعاتِ الخطوب ***** ومن كلّ طارقة ٍ فى أمانِ
وأصبحتَ مُصًطبحاً ماتَبيتَ ***** تُرامقُهُ من مُنى ً أو تراني
ولا فارقتكَ ضروبُ السّرورِ ***** ولا صارمتك فنونُ التّهانى

سرونة
09/08/2012, 09:22 PM
وسَّدَني كفَّهُ وعانقني

وسَّدَني كفَّهُ وعانقني ***** ونحنُ في سَكْرَة ٍ منَ الوَسَنِ
وباتَ عندي إلى الصَّباحِ وما ***** شاعَ التقاءٌ لنا ولم يَبِنِ
خادعنى ثمّ عدّ خدعته ***** لمقلتى منّة ً من المننِ
فليت ذاك اللّقاءَ ما زال أوْ ***** ليتَ خيالاً فى النّومِ لم يكنٍ
وزارنى زورة ً بلا عدة ٍ ***** وما أتى وقتها ولم يحنِ
فإنْ تكنْ زورة ً موهّمة ً ***** فقد أمنّا فيها الظّننِ
وإنْ تكنْ باطلاً فكم باطلٍ ***** عاشَ به ميِّتٌ منَ الحَزَنِ

سرونة
09/08/2012, 09:23 PM
يا يومُ أى ُّ شجًى بمثلك ذاقه

يا يومُ أى ُّ شجًى بمثلك ذاقه ***** عُصَبُ الرَّسولِ وصفوة ُ الرّحمانِ؟
جرّعتهمْ غصصَ الرّدى حتّى ارتووا ***** ولَذعْتَهمْ بِلَوَاذِعِ النّيرانِ
وطَرَحْتَهمْ بَدَداً بأجوازِ الفَلا ***** للذّئبِ آونة ً وللعِقْبانِ
عافوا القرارَ وليس غير قرارهمْ ***** أوْ بردهمْ موتاً بحدّ طعانِ
مُنِعوا الفُراتَ وصُرِّعوا مِن حولِهِ ***** من تائقٍ للوردِ أوْ ظمآنِ
أوَ ما رأيتَ قراعهم ودفاعهم ؟ ***** قِدْماً وقد أُعْرُوا منَ الأعوانِ؟
مُتزاحمين على الرَّدى في موقفٍ ***** حُشِيَ الظُّبا وأَسِنَّة َ المُرَّانِ
ما إنْ به إِلاّ الشّجاعُ وطائرٌ ***** عنه حذارَ الموتِ كلُّ جبانِ
يومٌ أذلَّ جماجماً من هاشمٍ ***** وسرى إلى عدنانَ أو قحطانِ
أرْعى جميمَ الحقِّ في أوطانهمْ ***** رَعْيَ الهشيمِ سوائِمَ العُدوانِ
وأنارَ ناراً لاتبوخُ وربَّما ***** قد كان للنِّيرانِ لونُ دُخانِ
وهُوَ الذي لم يُبقِ من دينٍ لنا ***** بالغدرِ قائمة ً من البنيانِ
ياصاحبيَّ على المصيبة ِ فيهمُ ***** ومشاركى َّ اليومَ فى أحزانى
قوما خُذا نارَ الصَّلى من أضلُعي ***** إنْ شئتما والماءَ من أجفاني
وتعلّما أنّ الذى كتّمته ***** حَذَرَ العِدا يأْبى على الكتمانِ
فلو أنّنى شاهدتهمْ بين العدا ***** والكفرُ معلولٍ على الإيمانِ
لخضبتُ سيفى من نجيع عدوّهمْ ***** ومحوتُ من دمهمْ حجول حصانى
وشفيتُ بالطَّعنِ المبرِّحِ بالقنا ***** داءَ الحقودِ ووعكة َ الأضغانِ
ولَبِعْتُهُمْ نفسي على ضَنٍّ بها ***** يومَ الطُّفُوفِ بأرْخصِ الأثمانِ

سرونة
09/08/2012, 09:23 PM
إذا أنتُمُ لم تشفعوا في قَباحة

إذا أنتُمُ لم تشفعوا في قَباحة ٍ ***** ولم تشفعوا في خائفٍ بأمانِ
فما أنتمُ إلاّ سرابٌ بقيعة ٍ ***** يضلّلُ رأيى أوْ يغرّ عيانى
وجدْتُكمْ لم تَصْلحوا لرُخائنا ***** ولا لزمانِ البؤسِ والحدثانِ
وما أنتُمُ أهلٌ لودِ قلوبِنا ***** ولكنَّ للبغضاءِ والشَّنَآنِ
أقمْ واحِداً فرداً ودعْ عنك مرّة ً ***** نفاقَ فلانٍ أوْ خداعَ فلانِ
فكمْ عشتُ مقروناً بقومٍ صحبتُهمْ ***** ولكنَّني لم أنتفعْ بِقرانِ
أذمُّ زماني فيهمُ ومِنَ أجلِهم ***** وما الذَّنبُ لو أنصفتُ ذنبَ زماني
فإنْ أنتَ أنكرتَ المعاريضَ وانتَهَتْ ***** إليك مغازٍ بينها ومعانِ
فهذا وقولي في يد الحزمِ مُوثَقٌ ***** فكيف إذا أطلَقْتُ فيه عِناني؟

سرونة
09/08/2012, 09:23 PM
فى العناءِ الطّويل كيف وقعتمْ ؟

فى العناءِ الطّويل كيف وقعتمْ ؟ ***** لاعَدِمْتمْ هذا العناءَ المُعَنِّي
قد مضتْ نوبة ُ السّرور فلم يبـ ***** ـقَ سوى تَرْحَة ٍ ونَوْبة ِ حُزْنِ
وركوبٍ ظهورَ حدبٍ شموسا ***** تٍ على كلِّ راكبيهنّ خُشْنِ
أيّها المظهرُ القبيحَ وقد كا ***** ن قديماً ما بين قبحٍ وحسنِ
ليس من بات مرصداً مضرمَ الكيـ ***** ـدِ بكُفْوٍ للغافلِ المطمئِنِّ
أيُّ شيءٍ أردتَ بي ثُمّ ماذا ***** رابَ يوماً صميمَ قلبكِ منِّي؟
ليت حالاً دامتْ بعقل فمن ذا ؟ ***** يُرتجَى أنْ يدومَ حالاً بأفْنِ
إنْ تَبِتْ حِصْنُك الثَّراءُ وقومٌ ***** نصرُهمْ في يديك، فاللهُ حِصْني
وإذا ما اتّخذتَ ركناً منَ النّا ***** سِ فمن غيرُهمْ لعَمْرُكَ ركني؟
لم تقدنى قهراً إليك فمن قبـ ***** ـلك بالقهر نحوه لم يقدنى
أنا حرٌّ بينَ الرّجالِ، فما يَمْـ ***** ـلكُ رِقِّي ذو المنِّ فيهمْ بمَنِّ
رابني في اختيارِ مثلِك عقلي ***** وأرتنى المحالَ عينى وأذنى
وظننتُ الجميلَ ثمّ تأَمَّلْتُ ***** فأكدى حدسى وأخفقَ ظنّى
ولوَ انّي لمّا شريتُك جرّبْـ ***** ـتُكَ قبلَ الشِّراءِ مابانَ غَبْني
كيفَ ضيَّعْتَني وقد كنتَ بي فَوْ ***** قَ محلِّ السّماك لو لم تضعنى
فإذا هجتنى فقد ودّ منْ قبـ ***** ـلك مَن ودَّ أنَّه لم يَهِجْنِي
أنا فى كلّ ساعة ٍ بين أمريـ ***** ـنِ فمبكٍ عينى ومضحكِ سنّى
ومقيمٌ على خطارِ اللّيالى ***** بينَ راوٍ يروي عليّ وعنِّي
وتجنٍّ من الزّمان ومن يدر ***** رِكُ ياقومُ غاية َ المُتَجَنِّي؟
ولوَ انِّي أطَعْتُ عزمي لأصبحـ ***** ـتُ من النّاس نافضاً فضلَ ردنى

سرونة
09/08/2012, 09:24 PM
ولمّا تعانَقْنا ولم يكُ بيننا

ولمّا تعانَقْنا ولم يكُ بيننا ***** سِوى صارمٍ في جَفْنِهِ، لامنَ الجُبْنِ
كرهتُ عناقَ السّيف من أجلِ جفنهِ ***** فها عانقى منّى حساماً بلا جفنِ
فما كنتِ إلاّ منه في قبضة ِ الحِمَى ***** ولا ذقتِ إلاَّ عندَهُ لذَّة َ الأمْنِ
ويجنى على منْ شئتِ منكِ غرارهُ ***** وأمّا عليكِ ساعة َ فهْو لا يَجني

سرونة
09/08/2012, 09:24 PM
كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ

كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ ***** يومَ طُلولٍ ورُسومٍ ودِمَنْ
لولا ليالي الخَيْفِ ماكانَ لنا ***** قلبٌ على حبِّ الغواني مُرْتَهَنْ
عَنَّ لنا منكِ على وادي مِنى ً ***** نَوْءُ غرامٍ ليتَهُ ماكانَ عَنْ
لم تقصدى رمى َ الجمارِ إنّما ***** رَميتِنا دونَ الجِمارِ بالفِتَنْ
كم صادَنا ثَمَّ فصِرْنا رِقَّهُ ***** مِنْ شَعَرٍ جَعْدٍ ومن وجهٍ حَسَنْ
ليتَ قَطيعاً بانَ عنّا باللِّوَى ***** من بعد أنْ أورطَ حبّاً لم يبنْ
وليتَه مَنَّ بوصلِ حَبْلِهِ ***** على قلوبٍ لم تُطِقْ حَمْلَ المِنَنْ
نِمْتُمْ وما تعرفُ منّا أعيُنٌ ***** من بعد أنْ ظعنتمُ طعمَ الوسنْ
راعكِ يا أسماءُ منّي بارقٌ ***** ضوّأ ما بين العذارِ والذّقنْ
لا تَنْفِري منهُ ولا تَسْتنكري ***** فهو صباحٌ طالما كان دجنْ
ثاوٍ نأى إذْ رحل الدّهرُ به ***** وأى ُّ ثاوٍ فى اللّيالى ما ظعنْ ؟
إنْ كان أحيا الحلمَ فينا والحجى ***** فإنّه غالَ المزاحَ والأرنْ
كم كعَّ مملوءَ الإهابِ من صِباً ***** عن العلا وأطلق الهمَّ اليفنْ ؟
نحن أناسٌ مالنا محلّة ٌ ***** إلاّ قلالُ الرّاسياتِ والقننْ
ما نقتنى إلاّ لهبّاتِ الوغى ***** سمرَ الرّماحِ والصّفاحِ والحصنْ
منّا النبى ُّ والوصى ُّ صنوهُ ***** ثُمَّ البَتولُ والحسينُ والحَسَنْ
وعمّنا العبّاسُ ، من كعمّنا ؟ ***** أبناؤه الغرُّ مصابيحُ الزّمنْ
من كلّ مرهوبِ الشّذا دانتْ له ***** ممالك لمّا تدنْ لذى يزنْ
جرّوا الجيوشَ والزّحوفَ مثلما ***** جرَّ اليمانيُّون أذيالَ اليُمَنْ
واعتصبوا بالعزّ لمّا اعتصبتْ ***** ملوكُ لَخمٍ بالنُّضارِ في شَدَنْ
وكم لنا مفخرة ٌ دينيّة ٌ ***** أحْذَتْ نِزارٌ كلُّها هامَ اليَمَنْ
سائلْ بنا إنْ كنت لا تعرفنا ***** سلَّ الظّبا البيضِ وهزّاتِ اللّدنْ
وكلَّ شعواء لها غمغمة ُ الـ***** ـشاكي إذا حَنَّ لمنْ يشكو وأنْ
مغبرّة ٌ بالنّقعِ حمراءُ الثّرى ***** إذْ ليس عينٌ للفتى ولا أُذُنْ
نُعدُّ في يومِ الوغَى أنجبَنا ***** مَن ضربَ القَرْنَ بسيفٍ وطَعَنْ
ومَن تراهُ خائفاً، حتّى إذا ***** تورّد الحومة َ فى الرّوعِ أمنْ
ومن إذا اعتنَّ هياجٌ لم يَخِمْ ***** أوْ جاد بالنّيلِ الجزيلِ لم يمنْ
لم تدخل الفحشاءُ فى أبياتنا ***** ولم نشر يوماً إليهنّ الظّننْ
ليس بهنَّ صَبْوَة ٌ ولا صِباً ***** ولم يصبْ فيهنّ لهوٌ أو دونْ
مَرافِدُ الفقر وأبوابُ الغِنَى ***** وعصمة ُ الخوفِ وعزُّ المُمتَهَنْ
وليس فينا كِظَّة ٌ من مَطْعَمٍ ***** ولم نعبْ قطُّ بما تجنى البطنْ
فقلْ لقومٍ فاخَرونا قبلَ أنْ ***** ينفّضوا أعراضهمْ من الدّرنْ
أينَ رؤوسُ القومِ من أخامصٍ ***** فى مفخرٍ أمْ أين وهدٌ من قننْ ؟
كيف تُرامونا وأنتمْ حُسَّر ***** أم كيف تغشون الظّبا بلا مجنْ ؟
قد كنتُمُ هادَنْتمونا مرَّة ً ***** ثمَّ التويْتُمْ هُدْنَة ً على دَخَنْ
وإنْ تكنْ عِيدانُكمْ صيغَتْ لنا ***** مِنْ أُبَنٍ فإنَّنا بلا أُبَنْ
وإنْ يَبِتْ أديمُكمْ ذا لَخَنٍ ***** فلم يكنْ فينا أديمٌ ذا لَخَنْ
شَنَنْتُمُ بغضاءَكمْ فينا، وكمْ ***** شَنَّ امرأٌ في قومِهِ مالم يُشَنْ
وكم وردتمْ صفونا ولم نردْ ***** مِن صفوكمْ إلاّ أُجاجاً قد أَسِنْ
ولم نزلْ نحملُ من أثقالكمْ ***** ما عجزتْ عنه ضليعاتُ البدنْ
دعوا لنا ظاهركمْ ثمّ اجعلوا ***** قبيحَكُمْ إنْ شِئْتُمُ فيما بَطَنْ
ماذا على مَنْ بجميلٍ ضَنُّهُ ***** على أخٍ لو كان بالشَّنعاءٍ ضَنْ؟
لولا احتقاري لكُمُ برَيْتُكمْ ***** ولم أرِدْ تقويمكمْ بَرْيَ السَّفَنْ
لا تَحذروا رَبَّ حُسامٍ صارمٍ ***** وحاذروا رَبَّ بيانٍ ولَسَنْ
يَفْنَى الفتَى وقولُهُ مخلَّدٌ ***** يمضى عليه زمنٌ بعد زمنْ
خلِّ لأبناءِ الغِنَى دُنياهُمُ ***** فمنْ يُهِنْ هذا الثَّراءَ لم يَهُنْ
فإنَّما الرّاحة ُ في هجرِ الغِنَى ***** والمالُ للألْبابِ هُمٌّ وحَزَنْ
سِيّانِ ـ والدّهرُ أخو تبدُّلٍ ـ ***** خِصْبٌ وجَدْبٌ وهُزالٌ وسِمَنْ
وليس يُنجي مِن ردى ً ساقتْ إلى ***** وروده الأقدارُ مالَ مختزنْ
ولا الرّماحُ والكفاحُ بالظُّبا ***** ولا الخيولُ والدُّروعُ والجُنَنْ
ولا تُقِمْ على الأذَى في وَطَنٍ ***** فحيثُ يعدوك الأذى هو الوطنْ
فإنَّما بيتُ فتى ً ذي أَنَفٍ ***** إمّا السّماءُ شاهقاً أوِ الجَنَنْ

سرونة
09/08/2012, 09:25 PM
قال لى عاذلى تناءَ عن الحبّ

قال لى عاذلى تناءَ عن الحبّ ***** بِ، وأنَّى من سكرة ِ الحبِّ صَحْوُ؟
لامَ مُسْتهتراً بها وهْوَ سالٍ ***** وشجيّاً بحبّها وهوَ خلوُ
كلُّ يومٍ على الهوى لمحبٍّ ***** هو فى قبضة ِ الصّببة ِ لغوُ
ليس إلاّ التّكديرُ فى الحبّ والتّر ***** نيقُ عمداً فكيف يطلبُ صفو ؟
قد شكونا إلى التي ساقَنا الحُسْـ ***** ـنُ إليها، لو كان ينفعُ شَكْوُ
وسألنا الجانى علينا مد الأيّام ***** ـيَام عَفْواً، فلم يكنْ منهُ عَفْوُ
كلَّ يومٍ لهُ عليك احتراقٌ ***** من فراقٍ ومنْ صدودك شجوُ
وعقابٌ وليس منه احْترامٌ ***** وعتابٌ ولم يكن منه هفوُ

سرونة
09/08/2012, 09:25 PM
لا تطمعى فى سلوِّ قلبٍ

لا تطمعى فى سلوِّ قلبٍ ***** ليسَ له عن هَوى ً سُلُوُّ
قلبُكِ خالٍ وبي انْشغالٌ ***** وما استوى الشغلُ والخلوُّ
يا بأبي مَن هدا مَناماً ***** وما لعيني بهِ هُدُوُّ
إنْ تَدْنُ يوماً إلى وصالي ***** فحبّذا ذلك الدّنوُّ
أو تَحْنُ من بعدِ طولِ صَدٍّ ***** فربَّما أكْثَبَ الحُنُوُّ

سرونة
09/08/2012, 09:25 PM
ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ

ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ ***** ويفوت طرفى شخصَ من أهواهُ
ما ذاك إلاّ أنّه غبطَ الرّدى ***** أهلَ الزّمانِ بقُرْبهِ فدهاهُ
لبّاهُ لمّا أنْ دعاه مشمّراً ***** وبرغمِ قلبى أنّه لبّاهُ
ولقد رمَى قلبي الرَّدى لمّا انْتَحى ***** مَن كانَ حشوَ ضميرهِ فرماهُ
كيف السّلوُّ ؟ وكلّما أمرَ النّهى ***** بلزومِهِ قلبي أبَى فعصاهُ؟
أمْ كيف أنساهُ ؟ وفقدُ نظيرهِ ***** يأبى لقلبى الدّهرَ أنْ ينساهُ
وكأنَّني وَجْداً به وصبابة ً ***** أنّى طمحتُ بناظرى َّ أراهُ
ولقد تمكَّن في الفؤادِ مكانُهُ ***** لمّا بلوتُ على الزّمانِ سواهُ
ولربّما أصغى يودّك كلّه ***** نحو الذى تهواهُ من تقلاهُ
ويحقُّ لى آبى العزاءَ عن أمرئٍ ***** مازالَ إنْ عزَّ القبيحُ أباهُ
يُضحى خميصَ البطنٍ من زاد الهَوى ***** والحرُّ من للهِ كان طواهُ
وتراه منقبضَ الجوارحِ والخطا ***** فإذا سَرى فإلى الجميل سُراهُ
يُعيي الورَى إسخاطُهُ مَعَ أنَّه ***** في كلِّ شيءٍ يرتضيهِ رِضاهُ
والأمرُ يُعرِضُ عنه مالم يرتبطْ ***** بك نفعُهُ فإذا عَناكَ عناهُ
ولمنْ يودّك ودّهُ وصفاءهُ ***** ولمن يريبك ريبهُ وقلاهُ
ولكَ الّذى يرجوه لا يثنى به ***** كفّاً وليس عليك ما يخشاهُ
ولقد رأيتُ أخاه في النَّسَبِ الذي ***** لا حَمْدَ فيه وما رأيتَ أخاهُ
والنّاسُ كلُّهُمُ لأَصلِ واحدٍ ***** وتفاضلُ الأقوامِ فى عقباهُ
لهفى على من كان قولى بعد ما ***** واراهُ خَلْفَ التُّربِ ما واراهُ
ليس البعيدَ أخو التّغرّبِ والنّوى ***** لكنَّ من هلنا عليه ثراهُ
سيّانِ عندي بعدَ نازلة ِ الرَّدى ***** مَنْ مدَّ أوْ قَصَرَ الزّمانُ مَداهُ
والدّارُ زائلة ٌ بنا لولا المنى ***** ممّنْ تَعَوَّدَ أنْ تخيبَ مُناهُ
يسعَى الفتى فيما يجرُّ ذيولَه ***** وإلى المنايا سعيهُ وخطاهُ
ويُسَرُّ إنْ أرخَى الزَّمان خِناقَهُ ***** ووراءَه حَنِقٌ يَحُدُّ مُداهُ
يخفى على عمدٍ أوانَ طروقهِ ***** فالمرءُ لا يدرى متى يلقاهُ
هيهاتَ حلَّ الموتُ كلَّ قَرارة ٍ ***** منّا وألقى فى الجميعِ عصاهُ
وحدا إليه غدوة ً وعشيّة ً ***** بركابنا من لا يملُّ حداهُ
والنّفسُ ترجو عودَ كلِّ مسافرٍ ***** إلاّ امرءاً قضتِ المنونُ نَواهُ

سرونة
09/08/2012, 09:26 PM
عذيري من خليلٍ لِـ

عذيري من خليلٍ لِـ ***** ـيَ يَقْلاني وأَهواهُ
يؤاتينى فأرجوهُ ***** ويَجفوني فأخشاهُ
وما أنسى - وحوشيتُ ***** من الغدرِ وحاشاهُ -
حَبيباً شَ ***** فَعَ الحبُّ
إليهِ فترضّاهُ ***** وفيه كانَ مَأْواهُ
" وخدّى فوق يسراهُ " ***** وجنبى تحت يمناهُ

سرونة
09/08/2012, 09:26 PM
أرنى العجائبَ يا أباها

أرنى العجائبَ يا أباها ***** فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجل بعينى ثمّ قلـ ***** ـبى ذا جواهُ وذى قذاها
أرنى فبين جوانحى ***** ممّا تُرينِيهِ لَظاها
فى كلِّ يومٍ من نوا ***** ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
مالي أُقيمُ على منا ***** زلَ أوحشتْ ممّنْ ثواها
وتبدّلتْ غيرَ الّذى ***** قد كنتُ أعهدُ من حلاها
آوى هواها بعد ما ***** ـما كنتَ تبغي في سِواها
دمنٌ إذا مرّ اللّبيـ ***** ـبُ على نواحيها طَواها
وكأنَّه يأتي الحُتو ***** فَ أوِ الخسوفَ إذا أتاها
وإذا الفتى ملكَ اختيا ***** راً في مآربهِ عَداها
لكَ عِبرَة ٌ فيمنْ عَرَتْـ ***** ـهُ وعبرة ٌ فيمن عراها
هيهات منك إذا نَزَلْـ ***** ـتَ بها على سغبٍ قراها
في قفرة ٍ فَقدتْ بها ***** عيني، وقد تاهتْ، ضِياها
عرِّجْ على الأبواءِ منْ ***** عيسٍ نجوتَ به خطايا
وكأنَّها في قَفرة ٍ ***** عصفٌ تصفّقهُ صباها
ولقد عَفَتْ من قبلِ أنْ ***** أوفتْ فقلْ لى من عفاها
قلْ للقطين بعقرها ***** وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها؟
لِمْ ملَّها من غيرِ جُر ***** مٍ كان منها لمْ قلاها ؟
من بعد ما كان المعرّ ***** سَ والمحبّسَ لمْ نآها ؟
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ ***** لِمْ باعَها لمّا اشتراها؟
ولقد لبستُ بها الغَضا ***** رة َ والنّضارة َ فى دماها
وعقيلة ٍ مالى إذا ***** ما زرتها إلاّ هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ ***** خَلْقي وأخلاقي مُناها
مالي مَقيلٌ عند حَسْـ ***** ـناءِ اللَّمَى إلاّ حشاها
ولى َ الغصونُ من الشّيبـ ***** ـبة ِ لا أُحاذرُ مِنْ ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لى ***** من كاعبٍ إلاّ رضاها
فالآن أدعى شيخها ***** من بعد أنْ أدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرَّحمانُ دا ***** راً للهوانِ ولا سقاها
وافتَرَّ عنها كلُّ فا ***** تحة ٍ بماءِ المزنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى ***** خيرٌ كثيرٌ من غناها
فإذا رهنتَ القربَ منـ ***** ـها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمـ ***** ـرك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها ***** عن عِزِّ أنفسهمْ رُشاها
وتعوَّدوا أنْ يأخذوا ***** بضراعة ٍ منها جداها
والذّلُّ فى الدّنيا لمنْ ***** إمّا اتَّقاها أوْ رجاها
خفيتْ فما تدرى لحيـ ***** ـرتنا خَساها مِنْ زَكاها
سِ وليس يقنعها شواها
ما للعيونِ عيوننا ***** فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ ***** يلممْ بها هرماً عشاها
وبِنًى يقولُ خبيرُها: ***** شلّتْ أناملُ من بناها
وأهاضبٌ ما كان إلاّ ***** فى الحضيضة ِ من علاها
وأكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا ***** رعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ ***** للسّامعين فما غطاها
أينَ الذين تبوَّؤوا ***** مِن هذه الدُّنيا عُلاها؟
ولهمْ أناملُ لم يفضْ ***** فى المجدِ بين سوى حباها
ما أمسكتْ يومَ الوغَى ***** إلاّ ظباها أوْ قناها
ولهمْ إذا اجتنبتْ شرا ***** رُ الحربِ منها مصطلاها
وكأنّما أحداقهمْ ***** حنقاً على حنقٍ جذاها
لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجيـ ***** ـعِ وأشبعوا لحماً طواها
لم يَسكنوا إلاّ قِلا ***** لاً ليس يرقى مرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكـ ***** ـروهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسِهمْ ***** إلاّ مناها أوْ رداها
من كلِّ وضّاحٍ إذا ***** عرضتْ له ريبٌ أباها
بلغَ النَّهاية َ في الورى ***** وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولَّى خُطَّة ً ***** عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أَكْدى الرِّجا ***** لُ الحافرون إذا أَماها
وعموا عن العلياءِ شا ***** هقة َ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمة ٍ ***** إلاّ أباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا ***** مقة ً وهمْ موتى ثراها
طُرحوا بحالِكة ٍ جَوا ***** نبُها دَحاها مَن دَحاها
يمحوهمْ بالرّغمِ منْ ***** آنافهمْ منها بلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْـ ***** ـدَ فراقِهم إلا بُكاها

سرونة
09/08/2012, 09:26 PM
هيَ الدّارُ موقوفٌ عليكَ بكاها

هيَ الدّارُ موقوفٌ عليكَ بكاها ***** فلا تعُدها يوماً تؤمُّ سِواها
وخلِّ اعتذاراً بالرِّكاب فإنَّما ***** بكفّ الذى يعدو الرّكابَ خطاها
هَوِيتُ ثَراها قاصداً مَن مشَى بها ***** ولولا هواها ما هويتُ ثراها
ولمّا عرفنا دارها بمحجّرٍ ***** وحلّتْ عيونٌ بالدّموعِ حباها
نظرتُ إليها يومَ سارتْ حُدوجُها ***** فلم يكُ للأجفانِ غيرُ قَذاها
وقفنا عليها طاعة ً لقلوبنا ***** رِكاباً حَداها الشَّوقُ حينَ حَداها
فكانَ حنينَ المُهْجَساتِ رُعودُها ***** وصوبَ دموعِ النّاشجين حياها
فيا منزلاً بانتْ وفيه ضياؤها ***** وليستْ به وهناً وفيه نشاها
سقاكَ من الأنواءِ ما شئتَ من ندًى ***** ولازلتَ ريّانَ الثَّرى وسَقاها
أُحبُّكَ والبيتِ الّذي طوّفَتْ به ***** قريشٌ ومسّتْ تربهُ بلحاها
ومَنْ حَطَّهُ بيتاً عتيقاً محرَّماً ***** وجابَ له الأحجارَ ثمَّ بناها
وقومٍ نَضَوْا بالمَوْقِفَيْنِ ذنوبَهُمْ ***** ومن حلَّ فى وادى منًى وأتاها
وبالحصياتِ اللاّتى ينبذن حسبة ً ***** ومنْ قلّها منْ صخرها ورماها
لَئِنْ كنتِ من دارِ الغرامِ صحيحة ً ***** فلي مُهْجَة ٌ لم يبقَ غيرُ ذَماها
وزارتْ وسادى فى الظّلامِ خريدة ٌ ***** أرها الكرى عيني ولستُ أراها
تَمانَعُ صُبحاً أنْ أراها بناظري ***** وتبذلُ جنحاً أنْ أقبّلَ فاها
ولمّا سرتْ لم تخشَ وهناً ضلالة ً ***** ولا عرف العذّالُ كيف سراها
فما ذا الذى من غير وعدٍ أتى بها ***** وماذا على بعدِ المزارِ هداها ؟
ويا ليتني لمّا نزلتُ بِشِعْبها ***** تكونُ قِرايَ أوْ أكونُ قِراها
وقالوا : عساها بعد زورة ٍ باطلٍ ***** تزورُ بلا ريبٍ فقلتُ: عساها
ألاّ نكّب الأنواءُ دارَ مهانة ٍ ***** فما عندنا للنّفسِ غيرُ ضناها
مقيمٌ بلا زادٍ سوى الصّبر والحجى ***** على شجراتٍ لا أذوق جناها
لغيري اخضرارٌ من فروعِ غُصونِها ***** وليس عليه بلْ على َّ ذواها
أشيمُ بروقاً لا أرى الغيثَ بعدها ***** وأرقبُ سُحْباً لا يَطُلُّ نَداها
ولو كنتُ أرجوها قنعتُ فإنّنى ***** حُرِمْتُ بها فيما حُرِمتُ مُناها
وإنّى لمغرورٌ بقومٍ أذلّة ٍ ***** يحلّون من أرضِ الهوانِ ذراها
وإنْ جئتهمْ تشكو مضيضَ ملمّة ٍ ***** تَقَوْا بك مغلولَ اليدين شَباها
وكلِّ مَليءٍ بالمَلامِ مذمَّم ***** عرته المخازى مرّة ً وعراها
يهشُّ إلى العوراءِ وهى َ قصيّة ٌ ***** ويعمى عن العلياءِ وهو يراها
صحبتكمُ أجلو بكمْ عنّى َ القذا ***** فأعشَى عيوني قربُكمْ وغَطاها
وكنتُ أُرَجِّي صبحَكمْ بحنادِسٍ ***** فكنتمْ نهاراً للعيونِ دُجاها
فليت الذى ما كان للعين قرّة ً ***** وقد أبصرته لا يكون عماها
ودارُكمُ دارٌ إذا ما مضَى بها ***** كريمٌ عداها معرضاً وطواها
إذا قرّبتْ شيئاً لديه انتوى لها ***** وإنْ عُرضتْ يوماً عليه أباها
وماهانَ إلاّ خائفٌ يستجيرها ***** ولاخاب إلاّ مَنْ مَنا فَرَجاها
وما المُسْلَمُ المخدوعُ إلاّ نَزولُها ***** ولا المُهْمَلُ المبذولُ غيرُ حِماها
فلا بارك الرّحمان فيمنْ أحبّها ***** وبارك فيمن ملّها فقلاها
ولا بَلَغَتْها النّاجياتُ طَلَبْنَها ***** وعقّلنَ عن إدراكها بوجاها
فأَيُّ انتفاعٍ بالبلادِ عريضة ً؟ ***** وباتَ قصيراً في الرّجال جَداها
فكلُّ بلادٍ لم يفدك اقترابها ***** فما قربها إلاّ كبعدِ مداها
رمِ المطرحَ الأعلى من الفضل كلّهِ ***** ولا ترضَ فى أكرومة ٍ بسواها
وخلِّ ضنيناً بالحياة ِ فإنّه ***** فداها ببذلِ العِرْضِ حين فَداها
فلستَ لدى حكمِ العشيرة ِ شيخَها ***** إذا لم تكنْ يوم الطّعانِ فتاها
وكيف ولم تحملْ بظهرك ثقلها ***** تدورُ على قطبٍ نَصَبْتَ رحاها؟
وما سدتها فى يوم سلمٍ ولم تكنْ ***** بسيّدها فى الضّربِ يوم وغاها
فكن إنْ أردتَ العزَّ فيها مسالماً ***** شِفارَ مَواضيها وزُرْقَ قناها
فلي في معاريضِ الكلامِ تَعِلَّة ٌ ***** ومن عللِ الأدواء منه شفاها
فإن يمكن التّصريحُ صرّحتُ آنفاً ***** وروَّيتُ أحشاءً أطَلْتُ ظماها
وإلاّ فجمجامٌ من القولِ سائرٌ ***** بأيدي عِناقِ النّاعجاتِ كفاها

سرونة
09/08/2012, 09:27 PM
نجوتُ القَنا والبيضُ تدمَى مُتونُها

نجوتُ القَنا والبيضُ تدمَى مُتونُها ***** ولم أنجُ يوماً من مقالِ سفيهِ
ففخرُ الفتى بالفضلِ منه وعندَهُ ***** أجلُّ له من فخرهِ بأبيهِ
فكمْ بين عِرْضٍ سالمٍ ومُمزَّقٍ ***** وكم بين مرءٍ خاملٍ ونبيهِ
وكم قلتُ للنّفسِ العَزوفِ لَدى الوَغى ***** رِدي مَكْرَعاً من قبلِ أنْ تَرِديهِ
ولاتطلبي مني الفِرارَ على الرَّدى ***** فإنكِ إنْ رُمْتيهِ لم تجِديهِ

سرونة
09/08/2012, 09:27 PM
خليلى َّ من فرعى ْ معدٍّ تأمّلا

خليلى َّ من فرعى ْ معدٍّ تأمّلا ***** بعينيكُما بَرْقاً أضاءَ يمانِيا
كما قلَّبَتْ خَرْقاءُ في غَبَشِ الدُّجَى ***** ذراعاً شُعاعِيَّ المعاصِمِ حاليا
هَفا ثُمَّتَ استخفى فقلتُ لصاحبي: ***** ألا هلْ أراك البرقُ ما قد أرانيا ؟
تبسَّمَ عن وادي الخُزامَى وميضُهُ ***** وخالسَ عينيى َّ الحمى والمطاليا
وضرَّمَ مابيني وبينَ مَتالعٍ ***** فأبصرتُ أشخاصَ الخيامِ كماهيا
أضاءَ القصورَ البيضَ من جانبِ الحمى ***** فقلتُ: أثَغْراً ما أرى أمْ أقاحيا؟
وأقبل يشتقّ الغمامَ كأنّما ***** يزاحمُ بالبيداءِ كوماً متاليا
تَراغَيْن لمّا أنْ دعاهُنَّ حالبٌ ***** وأرسلنَ بالإبساسِ أبيضَ صافيا
أقولُ وقد والَى عليَّ وميضَه: ***** ألا ما لهذا البرقِ صَحْبي ومالِيا؟
يشوّقنى منْ ليس يشتاق رؤيتى ***** ويذكرنى منْ ليس عنّى راضيا
وما ذاكَ عن جُرْمٍ، ولكنْ بدأتُهُ ***** بصَفْوِ ودادٍ لم يكنْ عنه جازيا
ديارٌ وأحبابٌ إذا ما ذكرتُهمْ ***** شَجِيتُ ولم أمِلكْ دموعي هوامِيا
أوانسُ إنْ نازَعْنَنا القولَ ساعة ً ***** نثرن على الأسماعِ منه لآليا
ويُحْسَبْنَ من حُسنٍ بهنَّ وزينة ٍ ***** على أنَّهنّ عاطِلاتٌ حَواليا

سرونة
09/08/2012, 09:27 PM
ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا

ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا ***** فلستُ ألوامُ اليومَ بعدك " باكيا "
ولو كنتُ لا أخشَى دموعاً غزيرة ً ***** تنُمُّ على ما بي كتَمْتُك ما بِيا
وغيرُ لساني ناطقٌ بسريرتي ***** فلم ينجنى أنّى ملكتُ لسانيا
أعِنِّي على شَجْوي بشجوٍ مُضاعفٍ ***** ولا تُدِنني قلباً منَ الحزنِ خاليا
ولا تسلنى عمّنْ رزئتُ وإنْ تردْ ***** مساعفتى فى " الرّزءِ لم تك " ساليا
إذا صاحبي أَضحى وبي مثلُ ما بهِ ***** غداة َ تلاقينا أطلنا التّشاكيا
يلوم المعافى وهو خلوٌ من الأذى ***** ولم يَعْنِهِ من أمرهِ ما عنانِيا
ولو كان ما بى من هوى لمحجّبٍ ***** أقام على هجرى أطعتُ اللّواحيا
وَهمٌّ عراني من أخٍ عَصَفَتْ به ***** صروفُ اللّيالى ليته ما عرانيا
فقرّبَ منّى كلَّ ما كان شاحطاً ***** وبعّد منّى كلَّ ما كان دانيا
وقلتُ لمنْ ألقى إلى َّ نعيّهُ ***** على الكرهِ منّى : لا أباً لك ناعيا
هَتَفْتَ إلى قلبي بفقدِ محمَّدٍ ***** فغادرتَ أيّامى على َّ لياليا
ولمّا تباكينا عليه وعُرِّيَتْ ***** طماعتنا منه شأوتُ البواكيا
فقلْ لأناسٍ أمكنوا من أديمهمْ ***** بما رَكبوا منه هناك العواريا:
خذوها كما شاء العقوقُ " عضيهة ً " ***** وجرّوا بها حتّى المماتِ المخازيا
ولا ترحضوها بالمعاذير عنكمُ ***** فلنْ تُخفيَ الأقوالَ ما كانَ باديا
" ألؤماً " مبيناً للعيون وأنتمُ ***** تعدّون " عرقاً " فى " الأكارم " خافيا ؟
فلو كنتُمُ منه كما قيلَ فيكمُ ***** لكفكفتمُ عنه سيوفاً نوابيا
خطَوْتُمْ إليه بالحِمامِ ذِمامَكمْ ***** فأنّى ولم تخطوا إليه العواليا ؟
أفى الحقّ أنْ تعدوا عليه " ولم يكنْ " ***** على مثلكمْ - ما غدرَ النّاسُ - عاديا
فما نفعُكمْ إنْ نِلتُمُ منه غِيلَة ً ***** وما ضَرَّه أنْ زَلَّ في التُّرْبِ هاويا
فَتكْتُمْ به غَدْراً فألاّ وكفُّهُ ***** تقلّبُ مسنونَ الغرارينِ ماضيا ؟
على قارحٍ مثلِ العلاة ِ وتارة ً ***** تراهُ كسِرْحانِ البسيطة ِ عادِيا
ملكتمْ عليه مِنَّة ً لو نهضتُمُ ***** إلى كسبها نلتمْ بذاك الأمانيا
ولكنّكمْ ضيّعتموه شقاوة ً ***** فكنتُمْ كمُهرِيقِ الإداوة ِ صادِيا
وهوَّن وَجْدي أنَّ قتلاً أراحَهُ ***** ولم يتحمّلْ للّئامِ الأياديا "
فيا ليتَ أنّي يومَ ذاك شَهِدتُهُ ***** فدافعتُ عنه باليدينِ الأعاديا
وروَّيتُ من ماءِ التّرائبِ والطُّلى ***** من الغادرين صعدتى وسنانيا
بني مَزْيَدٍ لاتقتلوا بأخيكُمُ ***** منَ القومِ خَوّارَ الأنابيبِ خاويا
وإنْ تثْأَروا فالثّأْرُ بالحيِّ كلِّهِ ***** وما ذاك من داءِ الرَّزيَّة ِ شافيا
ألا قوّضوا تلك الخيامَ على الرّبا ***** وكبّوا جفاناً للقرى ومقاريا
وجُزّوا رقابَ الخيلِ حولَ قبابهِ ***** فلستُ براضٍ أنْ تجزّوا النّواصيا
وحثّوا عويلَ النّادباتِ وأبرزوا ***** إليهنّ عُوناً منكمُ وعَذارِيا
ولا تسكنوا تلك المغانى َ بعده ***** " فقد أوحشتَ تلك المغانى مغانيا "
ولولا الذي أبقَى لنا اللَّهُ بعدَهُ ***** بمَثْوَى عَليِّ لافتقدنا المعاليا
" هوى " كوكبٌ والبدرُ فى الأفقِ طالعٌ ***** فما ضَرَّ مُرتاداً ولاضَلَّ ساريا
إذا طعنوا لزّوا الكلى فى نحورها ***** وإن ضربوا قَدُّوا الطُلَى والتَّراقِيا
بِداراً إلى السَّرحِ المُفْيءِ بقفرة ٍ ***** فقد هاج راعى السّرحِ أسداً ضواريا
ولا تَتَعمَّدْ جانيَ القومِ منهمُ ***** فكلُّ امرىء ٍ فى الحى ِّ أصبح جانيا
سقَى اللَّهُ قبراً حلَّ غربيَّ واسطٍ ***** ولا زال من نوءِ السّماكين حاليا
ولا برحتْ غرُّ السّحائبِ تربه ***** تُنشِّرُ حَوْذاناً به وأقاحيا
تعزَّ ابنَ حمدٍ فالمصائبُ جمّة ٌ ***** يصبنَ عدوّاً أوْ يصبنَ مصافيا
وهلْ نحنُ في الأيّامِ إلاّ معاشرٌ ***** نُقضِّي دُيوناً أوْ نردُّ عواريا
أجلْ فى الورى طرفاً فإنّك مبصرٌ ***** قُبوراً مُثولاً أوْ دياراً خواليا
وداءُ الرّدى فى النّاسِ أعيا دواءهُ ***** فلا تشكُ داءً أوْ تصيبَ مداويا
إذا شئتَ أنْ تَلْقَى مُنَى العيش كلِّه ***** فكنْ بالذى يقضى به لله راضيا
وكيفَ أُعاطيك العَزاءَ؟ وإنَّما ***** مصابُك فيه يابنَ حَمْدٍ مُصابيا
ولستُ أبالى من مضى من أصادقى ***** إذا كنتَ لي ـ وُقِّيتُ فَقْدَك ـ باقيا

سرونة
09/08/2012, 09:28 PM
أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ

أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ ***** صبحاً حتّى يلومَ عشيّا
لمتنى أنْ نبوتُ عمّنْ رمانى ***** ثمّ لم أقضِ أنْ أكون رميّا
وحقيقٌ باللَّومِ دونكَ دهرٌ ***** لا أرى فيه " صاحباً " مرضيّا
كم أرانى الزّمانُ قبلك من كنـ ***** ـتُ خَلِيّاً منه فعدتُ شَجِيّا
لم أزلْ مغضياً على هفواتٍ ***** منه لو جزننى لكنتُ غبيّا
لو وفَى صاحبٌ وفَى لي سوادٌ ***** زار فودى َّ منذ كنتُ صبيّا
شطّ عنّى لمّا ارعويتُ وقد كا ***** ن مقيماً أيّامَ كنتُ غويّا
قد سلونا وفاءكمْ ويئسنا ***** أنْ نرى منكمُ عطاءً هنيّا
وسئمنا علاجكمْ وعلمنا ***** أنّ بين الضّلوعِ داءً دوّيّا
يَعِدُّ البِرَّ ماطِلاً فإذا أوْ ***** عَدَ يوماً شرّاً أَتاك وحَيّا
علِّلونا بظاهرٍ من جميلٍ ***** ودعوا مُضمرَ القلوبِ خَفِيّا
فبعيدٌ عن المجرّبِ منّا ***** أنْ يعيدَ العدوَّ " شىء ٌ " وليّا
أتَراني أنسَى حفاظَ كِرامٍ ***** كان بالي منهمْ زماناً رَخِيّا؟
قارَعوا عنِّيَ الخطوبَ وَسَدّواً ***** يومَ سيلِ المكروهِ عنّى الأتيا
وانتضوا بينهمْ وبين أعادى َّ ***** طوالَ الخطى ِّ والمشرفيّا
كم بلاهمْ أعداءهمْ فأصابوا ***** مَحْتِداً أمْلَساً وعِرضاً نقيّا
وخِلالاً تكذِّبُ الكَلِمَ العَوْ ***** راءَ فيهمْ أو اللسّانَ البَذِيّا
" وترى وعدهمْ وبذلهمُ الأمـ ***** ـوالَ هذا نزراً وذاك سنيّا "
يضعفُ المرءُ منهمُ في يدِ الحقْ ***** وإن كان فى اللّقاءِ قويّا
وتراهُ الوَقاحَ في حَوْمَة ِ الحرْ ***** بِ وفي حَوْمَة ِ السؤالِ حَيِيّا
لا رعى اللهُ لى متى لم يجد عهـ ***** ـدهمُ فى جوانحى مرعيّا
أنا من قد علمت لا أركبُ الظّهـ ***** ـرَ الموطّا حتّى يكون عليّا
وإذا جانبٌ منَ الأرض لم يسـ ***** ـطِعْ مقامي استطعتُ عنه مُضِيّا
ومتى ما اقتضَى كلاميَ أمرٌ ***** لم أكنْ بالمقالِ فيه عَيِيّا

سرونة
09/08/2012, 09:28 PM
يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة

يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة ً ***** لم تقرِ همّاً ولا بخلاً بواديها
أحسرْ بها غيهبَ الأحوانِ عن فكرى ***** فكم ليالٍ بها زيّدتْ واريها
لم أدرِ لمّا امتطَتْها كفُّ حاملها ***** أحلَّتِ الكأسَ أم خَدَّيْ مُعاطيها
وعائبٍ لمشيبي وهْوَ لابِسُهُ ***** ولم يَعِبْ حُلَّة ً في النّاسِ كاسِيها
لم يدرِ أنَّ مشيبَ الرّأسِ من فِكَري ***** لم يَسْرِ رَكْبُ مشيبٍ في نواحيها
أليس ينقص يوماً فى ذراً لهمُ ***** ماءُ الشّباب غزيرٌ فى عزاليها ؟
وما الفناءُ بموقوفٍ على حدثٍ ***** والنّابُ في الذُّوْدِ أغْنَى من حَواشيها
وعاذلٍ من صنيعٍ قد تدرّعه ***** وليس يَشْفي منَ الأمراضِ شاكيها
طويتُ كشحى َّ عنه ثمّ قلتُ له : ***** ما العيشُ إنْ جَنَحَتْ نفسي لِلاحيها
دَعْني أنَلْ من زماني بعضَ لَذَّتِهِ ***** فقد وثقتُ بأنّ الدّهرَ يفريها
وكيفَ آنسُ بالدُّنيا ولستُ أرى ***** إلاّ امرءاً قد تعرَّى مِن عَواريها؟
كأنّها غصّة ٌ حلّتْ بمبلعها ***** أوْ كالقَذاة ِ أقامتْ في مآقيها
" نصبوا " إليها بآمالٍ مخيّبة ٍ ***** كأنّنا ما نرى عقبى أمانيها
فى وحشة ِ الدّار ممّنْ كان يسكنها ***** كلُّ اعتبارٍ لمن قد ظلّ يأويها
لا تكذِبنَّ فما قلبي لها وطنٌ ***** وقد رأيتُ طلولاً من مغانيها
كم قد ركبتُ إلى العلياءِ ظهرَ فَلاً ***** تضلُّ فيه قَطاة ٌ عن مَجاثيها
وقفرة ٍ تُنكرُ الأنْسُ الوحوشَ بها ***** ولايُرجِّي ورودَ الماءِ صاديها
إذا تراختْ ركابى عن مهامها ***** ركبتُ فيها اعتزاماً لا يباليها
هانتْ على َّ مخوفاتُ الخطوبِ فما ***** أَثْني يمينيَ عن قُصْوَى مَراقيها
كأنّما قد نعى الدّنيا مخلّدها ***** أوْ في يديَّ أمانٌ من لياليها
" ومنْ تكنْ " نفسهُ لم يملها جزعٌ ***** فزجرُ مُهْرِك في الهيجاءِ ماليها
وإنْ تكنْ لم تَذَرْ كُثْرَ الأنامِ لها ***** قُلاًّ فشِلْوُ هَزيلِ الجَنْبِ كافيها
نفسي تنازعُني حالاً يضيقُ لها ***** عَرضُ البلادِ فمن لي مِن تَقاضيها؟
لقد دَعَتْ سامعاً لم تَكْدَ دعوتُهُ ***** وطالبتْ بعظيمٍ مَنْ يُؤاتيها؟
أقْلِلْ لديَّ بأنباءِ الزَّمانِ فما ***** أهابُ نفسي لأنّي لا أُرَجِّيها
لا تجتنِ العزَّ إلاّ من حدائقهِ ***** فكم رياضٍ عراضٍ خاب جانيها
ما عزّ من ذلَّ فى تطلابِ عزّتهِ ***** مجاوِرُ النّارِ من قُرٍّ كصاليها
إنَّ المعالى َ لا تعطيك صهوتها ***** وما سعتْ لك رجلٌ فى مساعيها
لم تَنتَهِزْ مادَنا من فرعِ دَوِحتِها ***** فكيفَ تَسمو إلى مافي أقاصيها؟

سرونة
09/08/2012, 09:28 PM
يا خليلي أراك منْ شَغفِ الحبْ

يا خليلي أراك منْ شَغفِ الحبْ ***** خَلِيّاً وأنتَ تُلحي عليهِ
لو هداني إلى سُلُوِّي سُلُوٌّ ***** منك فى الحبِّ لاهتديتُ إليهِ
بأبى منْ يودّ قلبى بأنْ أمـ ***** ـسيتُ وحدى مقبّلاً شفتيهِ
والذى نشرُ كلِّ طيبٍ ذكى ٍّ ***** فى ندًى يستفادُ من نفحتيهِ
وغزالٍ وقعتُ لمّا تعاطيـ ***** ـتُ فراراً منَ الهوى في يَدَيْهِ
أنْكَرَتْ عينُهُ ادَّعاءَ سَقامي ***** كم سقامٍ فى باطنى لمْ تريهِ