مشاهدة النسخة كاملة : الشريف المرتضى
سرونة
06/08/2012, 11:45 PM
لو شئتَ يومَ البينِ أسعفتنى
لو شئتَ يومَ البينِ أسعفتنى ***** منك بما ليس له ثِقْلُ
بوقفة ٍ أشكو إليكَ الهوَى ***** فيها ودمعُ العينِ منهلُّ
فإنْ عليها عاذلٌ لامَنا ***** فطالما يُحْتَمَلُ العَذْلُ
ما لكَ مِثْلٌ يا غريرَ الصِّبا ***** وليس لى فى حبّكمْ مثلُ
وصلك محيى لقتيل الهوى ***** وفرقة ٌ منك هى القتلُ
ما شئتُ سُلواناً ولو شئتُهُ ***** لم يكُ عندي كَبِدٌ تسلو
سرونة
06/08/2012, 11:45 PM
وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ
وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ ***** لنا ثقة ٌ من خجلة ٍ في الصفائحِ
و ما كنتُ أخشى قبلها إنْ كشفتكمْ ***** أُكشِّفُكمْ عن مثلِ هذي القبائحِ
هبوني امرءاً لاَ منَّ منه عليكمُ ***** و لا كان يوماً عنكمُ بمنافحِ
وإن قادكُمْ كُرْهًا إلى ربوة ِ العُلا ***** نكصتمْ على الأقفاءِ نكصَ طلائحِ
و لم يسعَ فيما تبتغون ودونهُ ***** حجازٌ من الأعداءِ ليس ببارحِ
و أدناكمُ عفواً إلى جانبِ الغنى ***** و كلكمُ ما بين ناءِ ونازحِ
وقد صَلُحَتْ أيّامُكمْ باجتهادهِ ***** فلمْ يومهُ ما بينكمْ غيرُ صالحِ ؟
و أظفركمْ بالعزَّ والعزُّ شاهقٌ ***** وأنتمْ بلا طَرْفٍ إلى العزِّ طامحِ
شَحَذْتُكُمُ سيفًا أصُدُّ به العِدَى ***** وما كانَ عندي أنَّ سيفيَ جارِحي
و إنّ الذي أغراكمُ بقطيعتي ***** وقد كنتُ وَصَّالاً لكمْ غيرُ نازحِ
و إني لسمحٌ بفراقكمْ ***** وما كنتُ فيه برهة ً بالمُسامِحِ
تبدلتُ لما أنْ رأيتمْ ولم أعنْ ***** وإنّي لَسَمْحٌ باذلٌ بفراقِكمْ
و أخرجَ ما أبدعتمُ من مساءة ٍ ***** هوى لكمْ قد كان بين الجوانحِ
و لما شربتُ الودّ منكمْ بسومكمْ ***** رجعتُ بكفٍ بيعها غيرُ رابحِ
ولولايَ في ميزانِكمْ يومَ خبرة ٍ ***** لما كان إلاّ شائلاً غيرَ راجحِ
فلا تحسبوا أني مقيمٌ على أذى ***** فإنيَ موتورٌ كثيرُ المنادحِ
إذا ضرَّني يومًا صديقي وساءَني ***** فما هو إلاّ كالعدوَّ المكاحِ
تقطَّعَ وُدٌّ كان بيني وبينَكمْ ***** وطاحتْ به في الأرضِ إِحدى الطَّوائِحِ
فمالي إلى أوطانِكمْ من مطامِحٍ ***** و مالي إلى أعطانكمْ من مسارحِ
و ما ليَ إلمامٌ بدارِ حلولكمْ ***** وما كنتُ إلاّ بينَ غادٍ ورائِحِ
وإنْ كانتِ البطحاءُ دارَ مُقامِكمْ ***** فماليَ تَعريجٌ بتلك الأباطحِ
و أيقنتُ أني ثاوياً في دياركمْ ***** مقيمٌ على آلِ القفارِ الصحاصحِ
و كنتُ وما جربتكمْ كلفاً بكمْ ***** فأظفرني تجريبُكمْ بالفَضائِحِ
لنا في تلاقينا وجوهٌ ضواحكٌ ***** و كم دونهنّ من قلوبٍ كوالحِ
وقد كنتُمُ صُبحًا بغيرِ دُجُنَّة ٍ ***** فقد صرتُمُ جُنْحًا بغيرِ مصابحِ
فلا تسألوني عن صفاءٍ عَهِدتُمُ ***** فقد طار في هوجِ الرياح البوارحِ
فإنْ تشحطوا بعد اجتماعٍ وإلفة ٍ ***** ببعض الرَّزايا الهاجماتِ الفوادِحِ
فقلبيَ عنكمْ معرضٌ غيرُ مائقٍ ***** و دمعي عليكمْ جامدٌ غيرُ سافحِ
وما كلُّ ما لاقيتُ منكمْ شكوتُهُ ***** و أولُ جدَّ المرءِ تعريضُ مازحِ
فشتّانَ لو أنصَفْتُمُ من نفوسكمْ ***** و لم تظلموا ما بين هاجٍ ومادحِ
و إنّ غبينَ الناسِ من بات عرضهُ ***** تُعرِّضُهُ السُّوءَى لبعضِ القرائحِ
سرونة
06/08/2012, 11:45 PM
وما ضرَّني الإِمْلاقُ والثَّروة ُ التي
وما ضرَّني الإِمْلاقُ والثَّروة ُ التي ***** يذلّ بها أهلُ اليسارِ ضلالُ
أليس يبقّى المالُ إلاّ ضنانة ً ؟ ***** وأفقرَ أقواماً ندًى ونوالُ
إذا لم أُنِلْ بالمالِ حاجة َ مُعسرٍ ***** حصورٍ عن الشّكوى فمالى َ مالُ
سرونة
06/08/2012, 11:46 PM
إنَّ من يعذُلُ نُصْحًا
إنَّ من يعذُلُ نُصْحًا ***** في الهوى غيرُ نصيحِ
ما لمنْ ينص ***** فُ أنْ يُلْـ
أيُّ ثِقْلٍ لكَ يا لا ***** ـحَى على غيرِ القبيحِ
كلُّ ما لا يَشتهي يَلْـ ***** قى سليمٌ من صحيحِ
إنما تدخل عذلاً ***** بين جثماني وروحي
والّذي تَبغي به الرّا ***** حة َ لي غيرُ مريحِ
سرونة
06/08/2012, 11:46 PM
ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ
ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ ***** عليك فأيَّامُ السُّرور قلائلُ
ولا تَطلبِ الدُّنيا فإنَّ نعيمَها ***** سرابٌ تَراءَى في البسيطة زائلُ
رجاءٌ وإشفاقٌ كما لعبتْ لنا ***** بأطماعنا فيها البطونُ الحواملُ
وإنّ مكانَ الخطب فيما نعيده ***** خطوبٌ على قرب المدى وهو ماحلُ
سرونة
06/08/2012, 11:47 PM
قلْ لمشغوفٍ بِعَذْلي
قلْ لمشغوفٍ بِعَذْلي ***** في مساءٍ وصباحِ
كنْ كما شئتَ ودعني ***** في غدُوِّي ورواحي
ما على غيريَ منِّي ***** في فسادي وصلاحي
و إذا أفلحتَ فاتركْ ***** للورى غيرَ الفلاحِ
سرونة
06/08/2012, 11:47 PM
توقَّ ديارَ الحى ِّ فهى المقاتلُ
توقَّ ديارَ الحى ِّ فهى المقاتلُ ***** فما حشوُها إلاّ قتيلٌ وقاتلُ
أطعتَ الهوى حتّى أضرَّ بك الهوى ***** وعلّم حزماً ما تقول العواذلُ
وأين الهوى منّى وقد شحط الصّبا ***** وفارق فَوْدَيَّ الشّبابُ المُزايلُ
وقد قَلَصَتْ عنّي ذيولُ شَبيبتي ***** وفى الرّأس شيبٌ كالثّغامة ِ شاملُ
ولي من دموعي غدوة ً وعشيَّة ً ***** لبينِ الشّبابِ الغضِّ طَلٌّ ووابلُ
وكيف يُزيلُ الشَّيبَ أو يُرجعُ الصّبا ***** وجيبُ قلوبٍ أو دموعٌ هواطلُ؟
ولاح لنا من أبرقِ الحزنِ بارقٌ ***** كما لاح فجرٌ آخر اللّيل ناحلُ
يضىء ويخفى لا يدوم لناظرٍ ***** فلا هوَ مُستخفٍ ولا هوَ ماثِلُ؟
فلمّا أضاءتْ غبشة ً حال عندهمْ ***** وعَصْفَرَ واحمرَّتْ عليه الغلائلُ
ذكرتُ به مَن زارني مِن بلادهِ ***** وما الذّكر إلاّ ما تجرّ البلابلُ
أمنْ بعد أنْ جرّبتُ كلّ مجرّبٍ ***** وسَلَّمَ لي قَصْدَ السَّبيلِ الأفاضلُ
ولم يكُ لي عيبٌ يُعابُ بمثلهِ ***** أولو الفضل إلاّ ما تقوّل قائلُ
وسارتْ بروّادِ الفضائل كلّها ***** منَ الشّرقِ والتّغريب عنّي الرَّواحلُ
وحمّلتُ أعباءَ العشيرة ِ فى ندًى ***** ويوم ردًى ، والعودُ للعبءِ حاملُ
وحزتُ كراماتِ الخلائق وادعاً ***** وشاطرني ضيقَ المكانِ الحُلاحِلُ
وأنجدتُهمْ بالرَّأي والرَّأيُ عازبٌ ***** وجُدتُ لهمْ بالحزمِ والحزمُ ماطلُ
ولمّا اجتبونى لم يطرْ بهمُ أذًى ***** وبان لهمْ منّى صحيحٌ وباطلُ
وسحَّبتُ أثوابَ الملوك على الثَّرى ***** وغيرى َ من حلى ِ المكارمِ عاطلُ
ولي موقفٌ عندَ الخليفة ِ ما ادَّعتْ ***** عديلاً له هذي النُّجومُ الموائلُ
أقومُ وما بيني وبينَ سريرِه ***** مقامٌ ولا لى دونه الدّهرَ حائلُ
ويُحجبُ عنه الزّائرون وإنِّني ***** إليه على ذاك التحجّبٍ واصلُ
وما غابَ وجهي عن مدَى لَحْظِ طَرْفِه ***** لدى الخلق إلاّ وهو عنّى سائلُ
أضافَ إلى ما ليس لي ويَعُدُّني ***** منَ القوم خوَّارُ الأنابيبِ خاملُ
ويحسبُ أنّي كالّذين يراهمُ ***** من النّاسِ مسلوبُ البصيرة ِ غافلُ
ولم أخفَ إلاّ عن عمٍ ولطالما ***** تغطّى عن العشوِ الصّباحُ المقابلُ
فإمّا يقولُ السِّنْخُ والأصلُ واحدٌ ***** فقد ولدتْ كلَّ الرّجالِ الحواملُ
وجدتُ ولم أطلبْ عدوّاً مُكاشفاً ***** وما فاتنى إلاّ الصّديقُ المجاملُ
إلى كم أغضُّ اللَّحْظَ منّي على قذى ً ***** وتكدُرُ لي دونَ الأنامِ المناهلُ؟
وأصبحُ مغبوناً بكلّ مفهّهٍ ***** له منزلٌ بينَ الخليقة ِ سافلُ
إذا قالَ صدَّتْ أعينٌ ومَسامعٌ ***** ولم يكُ فيما قالَهُ الدَّهرَ طائلُ
وإنْ شهد النّجوى فلم يرض قومه ***** بنجوى ولا أثنتْ عليه المحافلُ
يُحاتلني والخَتْلُ من غيرِ شِيمتي ***** وما فضحَ التَّجريبَ إلاّ المُخاتلُ
ويزعمُ أنِّي كاذباً مستوٍ بهِ ***** وأنّى استوتْ بالرّاحتين الأناملُ ؟
فمن مبلغٌ عنّى ابنَ عوفٍ رسالة ً ***** كما شاءت الأشواقُ منّى الدّواخلُ
بَعُدنا جُسوماً والقلوبُ قريبة ٌ ***** فلا العهدُ منسى ٌّ ولا الودّ حائلُ
وكم ذالنا والهجرُ ملتبسٌ بنا ***** نلاقى ضميراً والهوى متواصلُ
فإنْ سكتتْ منّا شفاهٌ على قذى ً ***** فمن دونها منّا قلوبٌ قواتلُ
وكم لأُناسٍ بيننا من جوارحٍ ***** يرين تروكاتٍ وهنّ فواعلُ
وإنّ ثمار الزّرع يجنى إذا مضى ***** على الزّرع أزمانٌ وزالتْ حوائلُ
تسلَّ فأيّامُ الفراقِ كثيرة ٌ ***** لمُحْصٍ وأيّامُ التَّلاقي قلائلُ
وقد أسلفتنا الحادثاتُ ليالياً ***** ذهبْنَ فأينَ الآتياتُ القوابلُ؟
فلستُ بناسٍ ما حييتُ اجتماعنا ***** وقد نتجتْ فينا السّنون الحوائلُ
تمرُّ بنا الأيّامُ وهْيَ قصائرٌ ***** وتمضي لنا الأوقاتُ وهْيَ أصائِلُ
وإنّى لأرجو أن تعود وإنْ مضى ***** على فقدها ذاك المدى المتطاولُ
ألا لا أرَى حقّاً فأسلُكَ قصدَه ***** فقد طالما التفّتْ على َّ الأباطلُ
فإنّ الرّياحَ الضّاحكاتِ عوابسٌ ***** وإنَّ الغصونَ الممرعاتِ ذوابلُ
وسقّى الدّيارَ الماحلاتِ سحابة ٌ ***** لها أزجلٌ لا تنقضى وصلاصلُ
فإنّك من قومٍ إذا حملوا القنا ***** جرتْ علقاً من الكماة ِ العواملُ
يخوضون أظلامَ الوغَى وأكفُّهمْ ***** تضمُّ على ما أخلصَتْه الصيَّاقلُ
وتُعْرَفُ مِن آبائهم وجُدودهمْ ***** سِماتٌ على أخلاقِهمْ وشمائلُ
إلى الحزمِ لم يُثْنَوْا على الرَّأي والهوى ***** ولا شغلتهمْ عن عظيمٍ شواغلُ
ولا رفلتْ فيهمْ وقد سلبَ النَّدى ***** نفائسهمْ تلك الهمومُ الرّوافلُ
ولا خفقتْ في يومِ روعٍ قلوبُهمْ ***** ولا ارتعدتْ خوفَ الحِمامِ الخصائلْ
كأنّي بِهمْ مثلَ الذّئابِ مُغيرة ً ***** وقد ضحيتْ عنهنّ تلك القساطلُ
ومن فوقِهنَّ القومُ ما شَهدوا الظُّبا ***** لدَى الرَّوْعِ إلاّ والنِّساءُ ثواكلُ
ولستَ ترى إلاّ رجالاً كأنَّهمْ ***** مناصلُ فى الإيمانِ منها مناصلُ
تُبلَّغُ أوطارٌ لنا ومآربٌ ***** وتُدرَك ثاراتٌ لنا وطوائلُ
سرونة
06/08/2012, 11:48 PM
بيني وبين عواذلي
بيني وبين عواذلي ***** في الحبِّ أطرافُ الرماحِ
أنا خارجيٌّ في الهوَى ***** لا حكمَ إلاَّ للملاحِ
سرونة
06/08/2012, 11:48 PM
أيا شجراتِ الوادِيَيْنِ لعلَّني
أيا شجراتِ الوادِيَيْنِ لعلَّني ***** أعُوجُ بما تُظْلِلْنَهُ فأَقيلُ
وفيكُنَّ لي ما تَشْتهي النَّفْسُ من مُنى ً ***** وليس إلى ما تَشتهيهِ سَبيلُ
ولو أنّنى منكنّ زوّدتُ ساعة ً ***** تروّحَ فى أظلالكنّ عليلُ
وما أبتغى إلا القليلَ وكم شفى ***** كثيرَ سَقامٍ في الرِّجالِ قليلُ
سرونة
06/08/2012, 11:48 PM
فضَحَ الشَّيبُ شبابي فافتْضحْ
فضَحَ الشَّيبُ شبابي فافتْضحْ ***** و نكا قلبي به ثمّ جرحْ
جدَّ لي من بعد مزحٍ صبغهُ ***** و ركوبُ الجدَّ من كان مزحْ
فاتفى منيَّ عدوي واكتفى ***** و رأى كلَّ الذي كان اقترحْ
وذنوبٌ كُنَّ لي مغفورة ً ***** فاعْجَبوا كُلُّكُمُ منّي إذاً
كلَّما ناديتُهُ نحوي مضَى ***** و إذا قلتُ دنا مني انتزحْ
والّذي طيَّرَ عنِّي غُمَمي ***** حين وافى حلهُ بعدُ جلحْ
أعشَقُ اللَّيلَ ولا أهوى الصُّبُحْ
سرونة
06/08/2012, 11:49 PM
يا جامع المال كلهُ قبل آكلهِ
يا جامع المال كلهُ قبل آكلهِ ***** فإنَّما المالُ في الدنيا لمن أكلا
أنتَ المجارى إلى ما بتَّ تجمعُه ***** فاسبقْ إليه صروفَ الدّهرِ والأجلا
إنْ تُبقٍ مالَكَ حيناً لم تُبَقَّ لهُ ***** إمّا بطلتَ فَناءً عنه أو بَطلا
أمَّا الكريمُ فيمضي مالُهُ معه ***** ويتركُ المالَ للأعداءِ مَن بَخِلا
سرونة
07/08/2012, 11:03 PM
أبى يعصبُ الغاوون ما في عيابهم
أبى يعصبُ الغاوون ما في عيابهم*****و يلطخني بالشرَّ من هو ملطخُ
ولو شئتُ أضْحى بينَ داري وبينهُمْ*****بَساطٌ بعيدٌ للمطايا وبرزَخُ
كأني مقيمٌ بين قومٍ أذلة ٍ*****أميمُ رزاياً بالجنادل يدخُ
ولي مُهجة ٌ لم يبقَ إلاّ طُلولُها*****ترشُّ بأنواعِ الهمومِ وترضخُ
إذا قلتُ يومًا قد مضَى ما يريبُها*****تراسخَ بي ما لم يكنْ قبلُ يرسخُ
و يشمخُ قومٌ ناقصون عن العلا*****و كم بيننا أنْ كنتُ بالفضل أشمخُ
فقلْ للّذي يبغي لِحاقي غَباوة ً:*****أفي غيرِ فحْمٍ أنت دهرَك تنفُخُ؟
وما أنتَ إلاّ يَرْمَعُ الدَّوِّ كارعٌ*****وإلاّ فغرثانٌ ولا نارَ يطبُخُ
سرونة
07/08/2012, 11:03 PM
قالوا: الحبيبة ُ تَيّمَتْـ
قالوا: الحبيبة ُ تَيّمَتْـ*****ـكَ وواصلتك فقلتُ: أهلا
من بعد ما حمّلتُ من*****وجدٍ بها يا قومُ ثِقلا
ثِقلاً تحمَّله الهوى*****عن منكبى َّ فعاد سهلا
بتنا كما كره الحسود*****دُ ننالُ ما نَهواهُ حلاّ
فى ليلة ٍ ما قلتُ جا*****ءَ سوادُها حتى تَولّى
لفّتْ بشملى شملها*****يا حبّذا لفّاً وشملا
وَثَنَتْ عليَّ مُقَبَّعاً*****بقبائعِ العِقْيانِ طَفْلا
ومملأًّ صِبْغَ الشَّبيـ*****ـبة ِ مُسْبَكِرَّ النَّبْتِ جَثْلا
واهاً لظبى ٍ صدتهُ*****طَوعاً ولم أقنصْه خَتْلا
لم يُعطني قبلَ الرِّضا*****حتّى تسلّفهنَّ قبلا
ولقد أقول تبلّداً*****فيمن تملّكنى وخبلا
باللهِ قلْ ولك المُنى*****أيُّ المحاسنِ منك أحلى ؟
يا منْ أراه حالياً*****فى ناظرى َّ وما تحلّى
سرونة
07/08/2012, 11:04 PM
في مثلها يستثارُ الصبرُ والجلدُ
في مثلها يستثارُ الصبرُ والجلدُ*****وعندها يَتقاضَى الحزمُ ما يَجِدُ
وما الرزيَّة ُ إلاَّ أنْ تُلِمَّ بنا*****و نحن لاهونَ عنها غفلٌ بعدُ
مثلُ السَّوام رَعَى في أرضِ مَضْيَعة ٍ*****نام المسيمُ " بها " واستيقظَ الأسدُ
تَمشي الضَّراءَ وهامٌ لا تُخَمِّرُها*****مخلِّقٌ فوقَهنَّ العارِضُ البَرِدُ
وإنّما المرءُ في الأيّامِ مُحتَبَسٌ*****على المنيَّة ِ تَأتيهِ ومُقتَعَدُ
يسعى ولم يسعَ إلاَّ نحو حفرتهِ*****يخالُ معتمداً أو كيف يعتمد
جابَ البلادَ وعدَّى عن مَصارعِهِ*****فاختطّ " مصرعه " منْ بينها بلدُ
وكيف يَنْجو حِبالاتِ الرَّدى رجلٌ*****مستجمعٌ للمنايا بعده بددُ ؟
و قد علمنا بأنا معشرٌ أكلٌ*****للموتِ نوجدُ أحياناً ونفتقدُ
يرتاحُ نحوَ غدٍ من غَفلة ٍ أبداً*****مَنْ ليس يَدري بما تجني عليهِ غَدُ
كم ذا فَقَدنا كراماً لا إيابَ لهمْ*****حطوا من المنزل الأعلى " ونفتقدُ "
ذاقتْ شِفاهُهُمُ طعمَ الرَّدى مَقراً*****وطالما كانَ يجري بَينها الشَّهَدُ
و كم وردنا وما تغنى ورادتنا*****إنّا وردنا وأُعْفُوا مُرَّ ما وَرَدوا
لم يُغنِ عنهُمْ وقد همَّ الحِمامُ بهمْ*****ما جَمَّعوا لدفاع البُؤْسِ واحتشدوا
وليسَ يُجدي وإنْ أَرْبَى بكثرتِه*****على الفتى مَدَداً إذا انقضتْ مُدَدُ
" كأنهمْ بعد ما " امتدّ " الزمانُ لهمْ*****لمّا مَضَوا في سبيلِ الموتِ ما وُلِدوا
فنحنُ نبكي على آثارِهمْ جَزَعاً*****نقولُ لا تبعدوا عنا وقد بعدوا
قلْ للوزير سواك المرءُ نوقظهُ*****و سمعَ غيركَ يغشى العذلُ والفندُ
حتى متى أنتَ فيما فات مكتئبٌ*****جنى الحمامُ فلا عقلٌ ولا قودُ ؟
دَعِ التتبُّعَ للعمرِ الذي قطعتْ*****عنه الحياة َ المنايا وانْتَهى الأمدُ
ما دمتَ تطمعُ فيهِ فاحزنَنَّ له*****فإنْ يئستَ فلا حزنٌ ولا كمدُ
و استبقِ دمعك لا تذهبْ به سرفاً*****فمسرفٌ فيه " يضحى " وهو مقتصدُ
وإنْ جَزِعتَ لأنْ مُدَّتْ إليك يدٌ*****فبالّذي عشتَ ما مُدَّتْ إليك يَدُ
ومُنية ُ الوالدينِ الدَّهرَ أجمعَهُ*****أنْ يكرعا الموتَ حتى يسلمَ الولدُ
سرونة
07/08/2012, 11:04 PM
إنَّ العقيقَ يزيدني خَبَلا
إنَّ العقيقَ يزيدني خَبَلا*****إنْ زرتُه صبحاً وإنْ أُصُلا
ولقد وقفتُ عليه أسألُهُ*****عن ملعبِ الأحبابِ ما فَعلا؟
وقصيرِ عيشٍ فيه مُختَلَسٍ*****ولّتْ غضاضتهُ وما كملا
ومن السّفاهة ِ ظلتَ بعدهمُ*****تبكى الرّسومَ وتندبُ الطّللا
وعلى العقيقِ ربيبُ أفئدة ٍ*****ولّيْتُهُ أمري فما عدلا
دمثُ الشّمائلِ باتَ يقتلني*****وكأنَّه من ضَعفهِ قُتلا
لمّا استضَافَ إلى محاسنهِ*****سلبَ الغزالَ الجيدَ والكحلا
قل للذي مِن فَرْطِ غُرَّتِهِ*****ما زال حتّى حرّم " القبلا "
لا تعطنى غبَّ المطالِ فما*****أعطاك ما تبغيه منْ مطلا
فبما هَدَأْتَ تركتني قَلِقاً*****وبما أمنتَ أبّتنى وجلا
يا طيفُ زُرنا إن نَشِطَتْ لنا*****فالرّكبُ بالأبواءِ قد نزلا
عدَّ النّهارَ مطيّة ً لغبتْ*****وخذ الظّلامَ على السّرى جملا
ودع التعلّلَ فالحبيب إذا*****ملًّ الوصالَ تطلّبَ " العللا "
عجّل سراك إلى مضاجعنا*****وإذا حضرتَ فلا تغبْ عجلا
من أين يعلو من يحاذره*****قطعَ الخيالُ الحبلَ أم وصلا؟
قالوا : سلوتَ ؛ فقلتُ حاشَ لمنْ*****عشق الفضائلَ أنْ يقال سلا
لا تعذلوا " فالمجدُ " ليس لمن*****سمعَ الملامَ وسوَّغ العَذَلا
لي يا عذولي في الهوَى شَجَنٌ*****لم يخشَ منِّي في هوى ً مَلَلا
لمّا انقطعتُ إلى مودّتهِ*****لم يُبقِ لي عذلي به غَزَلا
لا تحفلنْ بالمرءِ تألفهُ*****أبداً لماء الوجهِ مبتذلا
وأرتَدْ لودِّك كلَّ منخَرِقٍ*****يهبُ الجديدَ ويلبسُ السَّمَلا
قد قلتُ للحادين أيقظهمْ*****داعى الرّحيلِ فأزعجوا الإبلا
أمُّوا بها مَلْكَ الملوكِ فما*****نبغى به عوضاً ولا بدلا
عقراً لها أنْ لا تردّ بها*****وأضلَّها مقتادُها السُّبُلا
ورعتْ فجاجاً لا تصيب بها الـ*****حَوْذانَ مكتهلاً ولا النَّفَلا
يأيّها الملكُ العريضُ ندًى*****فى معتفيهِ والطّويلُ علا
وابنَ الذي بسديدِ سِيرتِهِ*****يُضحي المُحَنَّكُ يضربُ المَثَلا
ما زال ثمّ قفوتَ سنّته*****يطأ الهضابَ ويسكن القللا
ومطالعُ الجوزاءِ قَبْلَكُمُ*****ما داسها بشرٌ ولا انتعلا
اسمعْ مديحاً ما أمنتُ به*****لولا اهتزازك عنده الزّللا
وإذا رضيتَ القولَ من أحدٍ*****حازَ الرِّهانَ وأدركَ المَهَلا
أمّا الذي أوْليتَنِيه بما*****شرَّفتَ من ذكري فقد وَصلا
مدحٌ تُفَضِّلُهُ ولو نُظِمتْ*****أبياتهُ لسواك ما فضلا
يَفديك مَن آمنتَ زَرْعتَه*****وكفيتَه من أمرهِ الجَلَلا
وأبَتَّهُ يَرِدُ الغِمارَ غِنى ً*****ولقد ثَوى يَتَبرَّضُ الوَشَلا
وإذا الملوك جروا إلى أمدٍ*****كنتَ اللّبانَ وكانت الكفلا
هذا وكم لك يومُ مَكْرُمة ٍ*****تروِي الطِّلابَ وتُشِبعُ الأملا
يومٌ تطيح به المعاذرُ والـ*****ـأقوالُ ترجُمُ وسْطَهُ العَمَلا
بذلٌ إذا قِسنا سِواهُ بهِ*****فكأنّما بخل الذى بذلا
لله درّك يا بن بجدتها*****تَقري السُّيوفَ وتُولِغُ الأَسَلا
فى موقفٍ حمى َ الحديدُ به*****حتى لو استوقدتَه اشتعَلا
والخيلُ نازية ٌ كأنَّ بها*****مسّاً منَ الجِنّانِ أو خَبَلا
تَسْتَنُّ بالفرسانِ ناجية ً*****كالوحشِ ريعَ أو القطا جفلا
سوّمْ " جيادك " وارمِ عن عرضٍ*****جيحونَ بالأبطالِ منتضلا
فعلى الذى وصل النجاحَ بما*****تهواهُ ثمَّ عليَّ أن تَصلا
واسعدْ بيوم المهرجانِ وخذْ*****منهُ طويلَ العمرِ مُقتبلا
وإذا لبستَ اللّيلَ تلبسهُ*****عَطِرَ الغَلائِلِ بارداً خَضِلاَ
واسلمْ ولا سلبَ الزَّمانُ لكمْ*****ظِلاًّ يفيءُ لنا ولا نَقَلا
وعيونُنا لا أبصرتْ أبَداً*****أمداً لأمركمُ ولا أجلا
واحتلّتِ النّعماءُ داركمُ*****وامتدَّ فيها العزُّ واتَّصلا
فعلى الإلهِ إِجابتي لكُمُ*****وعليَّ بالإشفاقِ أنْ أَسَلا
سرونة
07/08/2012, 11:04 PM
تلكَ الدِّيارُ برامَتينِ هُمودُ
تلكَ الدِّيارُ برامَتينِ هُمودُ*****دَرَسَتْ ولم تدْرُسْ لهنَّ عُهودُ
حيث التوى ذاك اللوى ثمّ استوى*****والتفَّ من شملِ الأراكِ بَديدُ
أوَ ما رأيت وقوفنا بمحجرٍ*****والدَّمعُ مِنْ جَفْني عليه يجودُ؟
مُتَرنِّحينَ منَ الغرامِ كأنَّنا*****قُضُبٌ تميلُ معَ الصِّبا وتميدُ
والرَّكبُ إمّا سادِرٌ مُتَهالكٌ*****أو راكبٌ ثبجَ السلوِ جليدُ
وعلى أهاضيبِ المُشقَّرِ غادة ٌ*****للرِّيمِ منها طَرفُهُ والجيدُ
صدتْ ولم تردِ الصدودَ وربما*****جاءَ العناءُ ولم يُرِدْهُ مُريدُ
ولقد طَرقتَ وما طَرَقْتَ صبابة ً*****" عيني " ونحن إلى الرحالِ " هجود "
في ظلِّ خُوصٍ كالقسيِّ طَلائح*****أخَذَتْ عَوارِيَهُنَّ منها البِيدُ
أني اهتديتَ وكيف زرتَ وبيننا*****دون الزيارة ِ مربخٌ وزرودُ ؟
و مفاوزٌ منْ دونهنّ مفاوزُ*****و تهائمٌ منْ فوقهنّ نجودُ
" وغرائرٍ " أنكرنَ شيبَ ذوائبي*****و البيضُ مني " عندهنّ " السودُ
أنكرنَ داءً ليسَ فيهِ حِيلة ٌ*****وذَمَمْنَ مَفْضًى ليس عنهُ مَحيدُ
يهوى الشبابُ وإنْ تقادم عهدهُ*****ويُمَلُّ هذا الشَّيبُ وهْوَ جديدُ
لا تَبْعُدَنْ عهدَ الشَّبابِ، ومِنْ جوًى*****أدعو له بالقربِ وهو بعيدُ
أيّامَ أُرمَى باللحاظِ وأرتمي*****و أصادُ في شركِ الهوى وأصيدُ
قد قلتُ للركب السراعِ يحثهمْ*****مُترنِّمٌ بحُدائه غِرِّيدُ
في سَبْسَبٍ خافي المعالمِ والصُّوَى*****فكأنَّما موجودُهُ مفقودُ:
منْ مبلغٌ فخرَ الملوكِ رسالة ً*****أعيَتْ عليَّ يقولُها المجهودُ؟
أتَرى لياليَّ اللواتي طِبنَ لي*****في ظلِّكَ الوافي عليَّ تعودُ؟
ومتى أزورُ ربيعَ أرضِك زَوْرَة ً*****و عليَّ من نسجِ الربيعِ " برودُ "
ومتى أراكَ وأنتَ تُسجِلُ مُعلِناً*****بفضيلتي بكَ والأنامُ شهودُ؟
و أنا الذي من بعد نأيكَ نازحٌ*****عن كلَّ ما فيه الهوى مطرودُ
أضحى أرى ما غيرهُ عندي الرضا*****وأُريدُ كُرهاً ما سِواهُ أُريدُ
للهِ حِلْمُك والرِّواقُ يُرى بهِ*****" للسائلين من الوفود " وفودُ
و القول يرزقهُ الشجاعُ " ويمترى "*****منه ويُحرَمُ نُطقَه الرِّعديدُ
في موقفٍ ينتابُ تامورَ الفتى*****للرُّعبِ إقرارٌ بهِ وجُحودُ
وعلى الأسرَّة ِ من ضيائك بارقٌ*****أو كوكبٌ جَهَرالنُّجومَ فَريدُ
وكأَنَّ وجهَك قُدَّ من شمسِ الضُّحَى*****أو منْ سنا قمرِ الدجى " مقدودُ "
لاذوا بمن ثَمَرُ المروءَة يانعٌ*****منه وأمُّ المكرماتِ ولودُ
والمنهلُ العِدُّ النَّميرُ، وحيثما*****يدنى المذودُ ويمنحُ المحدودُ
يا فخرَ مُلكِ بني بُويهِ ومَنْ له*****ظلٌ على هذا الورى ممدودُ
و المعتلي قمم " العلاءِ " بهمة ٍ*****قامتْ وهمَّاتُ الرِّجالِ قُعودُ
والمُنشىء َ الغُرِّ الغرائبِ في النَّدى*****حتى تعلمَ منه كيف الجودُ
هي دولة ٌ ما زلتَ ترأبُ شعبها*****و تذبُّ عنها كالئاً وتذودُ
تُنْمَى إذا انتسبتْ إليكَ ومالها*****" إلاكَ آباءٌ " لها وجدودُ
ورَدَدْتها بالأَمْسِ ثَلَّة َ قَفْرة ٍ*****شطتْ فأحرزها علينا السيدُ
أوقدتها بعد الخبوَّ فما لها*****أبَدَ الزَّمانِ تطامُنٌ وخُمودُ
منْ ذا الذي يرنو إليها طالباً*****و لها ببابك عدة ٌ وعديدُ ؟
لولا دفاعُك ما استقرَّ بمَفْرَقَيْ*****ذاك المتوجِ تاجهُ المعقودُ
ولَزالَ هذا الملكُ بعدَ مماتِهِ*****ولمالَ عنهُ دِعامُه المعمودُ
كم ذا صَلِيتَ وقاية ً لنعيمهِ*****يوماً يذوبُ بحَرِّهِ الجلمودُ
في ظهر " مستلبِ الفتورِ " كأنه*****هَيْقٌ بأجوازِ الفلاة ِ شَرُودُ
وكأنَّه ينسابُ في خَلَلِ القَنا*****يومَ الكريهة ِ أرقمٌ مزءودُ
في " غلمة ٍ " سلكوا طريقك في الوغى*****و البيضُ منهمْ ركعٌ وسجودُ
مُتسرِّعين إلى القِراعِ كأنَّهمْ*****و عليهمُ زبرُ الحديد حديدُ
يردون منْ شاءوا بغير " منية ٍ "*****فهمُ وإنْ غلبوا الأسودَ أسودُ
لا يأخذون المالَ إلاّ بالقنا*****تحمرّ منه " ترائبٌ " ووريدُ
أو منْ ظبا لم تعرَ يومَ كريهة ٍ*****إلاّ وهاماتُ " الكماة ِ " غمودُ
لا تحقرنَّ من العدوَّ صغيرة ً*****وارْدُدْ مكيدَة َ مَنْ تراهُ يكيدُ
وإذا اسْتَرَبْتَ بمنْ خَبَرْتَ فلا تَنَمْ*****فالداءُ يعدى والقليلُ يزيدُ
إنّ الحسودَ هو العدوُّ وإنما*****سَتَروا قبائحَهُ فقيلَ: حسودُ
والضِّغنُ تَطْمُرُهُ الأناة ُ فتَعْتَزي*****حزقاً إليه ضغائنٌ وحقودُ
و العودُ إنْ طرحَ التقادمُ قادحاً*****فيهِ ولم تَدْلكْهُ ظلَّ العودُ
لولا الصَّلاحُ بأنْ يُعاقَبَ مجرمٌ*****ما كان وَعدٌ مُطمِعٌ وَوَعيدُ
ضمنتْ لك الأقدارُ كلّ " محبة ٍ "*****وَأحَلَّكَ الرَّحمانُ حيثُ تريدُ
وَ نعمتَ بالنيروزِ نعمة َ ناشدٍ*****أضحى وَ حشوُ يمينهِ المنشودُ
وَعَرتْكَ فيهِ جلالة ٌ وإدالة ٌ*****وأتَتْكَ منه مَيامنٌ وسُعودُ
حتى يقولَ المستزيدُ : لك العلا*****ما فوقَ هذا في العَلاءِ مَزيدُ
سرونة
07/08/2012, 11:05 PM
رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا
رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا*****وحمّلتنا الحبَّ عبئاً ثقيلا
وكنتِ تُعاصينَ قولَ الوشاة ِ*****فلمّا مللتِ أطعتِ العذولا
ولو كنتِ يومَ لوى عالِجٍ*****وقفتِ ، شكونا إليك الغليلا
فإنْ أنتِ أنكرتِ ما نَدَّعيه*****جَعلنا النُّحولَ عليهِ دَليلا
ودمعاً تحبَّس قبلَ الفراقِ*****ويومَ الفراقِ أصابَ المَسيلا
سقَى الله جيرانَنا بالكُحيلِ*****وحيّا به الظَبْيَ أحوَى كَحيلا
ولقّاهمُ بالنّعيم الكثير*****وإنْ لم ينيلوكِ إلاّ قليلا
ففى القلب منهم ، على ضنّهمْ*****غرامٌ يماطلني أنْ يَزولا
معاشرُ لا يألفونَ الوفاءَ*****لصبٍّ ولا يعرفون الجميلا
إذا أمرضوا لم يعودوا المريضَ*****وإنْ قَتلوا لا يَدون القتيلا
وكم فيهمُ من مليحِ الدّلا*****ل تستلب العينُ منه " العقولا "
يُحيِّيكَ بالوردِ من وجنتيهِ*****ويسقيك من شفتيه الشَّمولا
ومن شعفٍ ظلتَ من بعدهم*****تُرَثِّي الرُّسومَ وتبكي الطُّلولا
وتسأل كلَّ طويلِ الصُّمو*****تِ يأبى له خلقه أنْ يقولا
ولولا شقاوة ُ جدِّ المحبّ لحقنا على سفوانَ الحمولا*****لحقْنا على سَفَوانَ الحُمولا
عشيّة َ سرنا على كثرهمْ*****نباريهمُ بوجيفٍ ذميلا
هنيئاً لنا فى مليك الملوك أنْ ملك الأرض عرضاً وطولا*****رضَ عَرضاً وطولا
دعوت الجبال فلم تمتنعْ*****فكيفَ تَرى لو دعوتَ السُّهولا؟
وشمْاءَ كالنَّجم مَرفوعة ٍ*****تفوت المنى وتزلُّ الوعولا
سموتَ إليها وظنّ الغبى ُّ أنّك لا تستطيع الوصولا*****يُ أنَّك لا تستطيعُ الوصولا
فما رمتَ حتّى ولجتْ الصّميمَ*****وغادرتَ ما عزّ منها ذليلا
وكانت وليس سبيلٌ إلى*****معاقلها فنهجتَ السّبيلا
تغاضيتَ عنها صنيعَ البطى ّ*****فلما عزمتَ سبقتَ العجولا
لَعمرُ أبيها لقد رامَها*****قتًى يركب الصّعبَ سمحاً ذلولا
فتى ً لا يبيتُ على رِيبَة ٍ*****ولا يأخذُ الأمرَ إلاّ جليلا
ولم يُرَ قبلكَ مُستخرجاً*****من الغِيلِ والأسدُ فيه الشُّبولا
وحيٍّ خبطتَ على غِرِّة ٍ*****فأبدلتهمْ بالرّغاءِ الصّهيلا
تأنَّيتَهمْ مَوهناً كي يروا*****صَباحِبهمْ مقبلاً والخيولا
عليهنَّ كلُّ شجاعِ الجَنا*****نِ لا يجد الذُّعرُ فيه مَقيلا
وكم لك من معجزٍ باهرٍ*****نراهُ فننكرُ منّا العقولا
تجيءُ به واحداً لا تريدُ*****مُعيناً ولا تستشيرُ الخليلا
كليثِ العرينِ يجرُّ الفريسَ*****إلى نفسهِ لا يريد الأكيلا
هنيئاً لنا في مليك الملو*****سناناً طريراً وعضباً صقيلا
ومن واقفٍ فوق رجّافة ٍ*****تزلُّ الأخامصُ عنها زليلا
ويفديك كلُّ بخيلِ اليدينِ*****يمنّ الكثيرَ ويعطى القليلا
تراه إذا ما استحرّ الطّعانُ*****كزَفِّ العوامل يمضي جَفولا
أما والذى زاره المحرمون*****على أنْ يُنيلَهمُ أو يُقيلا
ولاذوا خضوعاً بأحجاره*****وجرّوا بعقوتهنّ الذّيولا
وشعثٍ تلاقوا على المأزمينِ*****يَزُجُّون صُبحاً مَطيّاً كَليلا
ومضطبعين ببيض الثّيابِ*****تَراهمْ على عَرَفاتٍ نَزولا
لقد خصَّك اللهُ بالمأثُراتِ*****إذا ما عُددْنَ عدمْنَ العَديلا
وجادَ الزّمانُ لنا فيكمُ*****وكانَ الزّمانُ ضَنيناً بخيلا
فيا غَيثنا لا تَرِمْ أرضَنا*****ويا شمسنا لا تجزنا أفولا
ويا جبلَ اللهِ فى أرضهِ*****لروّاده أعفنا أن تزولا
فأنتَ الذي نلتُ منه المنى*****ثناءً جميلاً ونيلاً جزيلا
وأسكنتنى - وصروفُ الزّمان " تصرحنى - منك ظلاّ ظليلا "*****تُصحِّرُني- منك ظِلاًّ ظلَيلا
وكنتُ البَهيمَ طويلَ الزَّمانِ*****فأوضحتَ لى غرراً أو حجولا
أنَيروزَ مالكِنا دُمْ لهُ*****وكنْ بالذى يبتغيه كفيلا
وعْدْ أبداً طارقاً بابَه*****متى ما مضيتَ نويتَ القفولا
وإنْ أنتَ أفقدتنا غيره*****فأهدِ إليهِ البقاءَ الطَّويلا
سرونة
07/08/2012, 11:05 PM
أودُّ بأنني أبقى ويبقى
أودُّ بأنني أبقى ويبقى*****ليَ الولدُ المحببُ والتلادُ
و لا أقذى ولا أوذى بشيءٍ*****و أولُ خائبٍ هذا الودادُ
وأنِّي بينَ أثناءِ اللّيالي*****صلاحٌ لا يخالطه فسادُ
سرونة
07/08/2012, 11:05 PM
أمالكَ من غرامٍ ما أمالا
أمالكَ من غرامٍ ما أمالا*****وزادَك نُصحُ عاذلها خَبالا؟
ولو كانتْ وقد هجرتْ أرادتْ*****دلالاً لاحتملتُ لها الدّلالا
وما زال العذول يقول حتّى*****أذنتَ له فأسمعَك المُحالا
فما لك والحِجالَ وقد جعلتمْ*****قلوبَ العاشقين لكمْ حِجالا
وما أُلحي سِوى قلبي وفيهِ*****نُدوبٌ منكَ كيفَ إليك مالا؟
هجرتَ ونحنُ أيقاظٌ بوَجٍّ*****وزرتَ بِنَعفِ كاظمة ٍ خَيالا
وليس الهجرُ عن سببٍ ولكنْ*****خلوتَ وما خلونا منك بالا
وطيفٌ منكمُ بجنوب نجدٍ*****أرانى من " محاسنكمْ " مثالا
أقام على مضاجعنا هدوّاً*****فلمّا زال عنّا النّومُ زالا
لهوتُ بباطل الأحلامِ حتّى*****وددتُ لهنّ أنّ الّليل طالا
أليلتنا بكاظمة ٍ أضلّى*****بياضَكِ أنْ يلمَّ بنا ضَلالا
فليس الصُّبحُ من أَرَبي وحسبي*****ظِلالُ اللّيل أسكنه ظِلالا
ومعسولِ المراشف لو سقانى*****سقانى من مجاجته الزّلالا
متى يَفَتَرَّ يبسمْ عن نقيِّ*****شَتيتِ الرَّصْفِ تحسبُه سَيالا
كأنَّ بهِ سَحيقَ المسكِ وَهْناً*****تناثر أو عقيقَ الخمر سالا
وكان الدَّهرُ ألْبَسَني سَواداً*****أَروعُ به الغزالة َ والغزالا
نعمتُ بصبغهِ زمناً قصيراً*****فلمّا حالتِ الأعوامُ حالا
بفخر الملك أعتبتُ اللّيالى*****وعاد أجاجنا عذباً زلالا
وسالمنا الزّمانُ به وكانتْ*****حروبُ صروفه فينا سجالا
وأصبحتِ العراقُ بخير حالٍ*****وكانتْ أسوأَ الأمصار حالا
دخلتُ عليه مجلسه فأدنى*****وأعلاني مكاناً لا يُعالى
وأثقلني ولم أكُ طولَ عمري*****حملتُ لغيره المننَ الثّقالا
بإكرامٍ إذا عظمتْ وجلّتْ*****لدى قلبى أوائله توالى
وقولٍ كلّما " اضطربتْ " قلوبٌ*****" بحظّى " منه أعقبهُ فعالا
وبشرٍ يأخذ الأقوامُ منه*****أمامَ نَوالِ راحتهِ النَّوالا
ولمّا أنْ دعاكَ إليه بدرٌ*****سبقتَ إلى تَدارُكهِ العُجالى
فأحزنتَ السهولَ حمًى " وجرداً "*****محصَّنة ً وأسهلتَ الجبالا
وأبصَرها هِلالٌ خارقاتٍ*****ذيولَ النَّقْعِ يحملْنَ الهلالا
"عوابس" كلّما طرحت قتيلاً*****جعلنَ ضَفير لِمَّتِه قِبالا
عليهنَّ الأُلى جَعلوا العوالي*****- وما طالتْ - بأيديهمْ طوالا
كأنّ على قنيّهمُ نجوماً*****"خررن" على القوانس أوذبالا
ومُذ صَقلوا سيوفَهمُ المواضي*****بأعناق العدا هجروا الصّقالا
تمدُّ الحربُ منك بلوذعى ٍّ*****يسعِّرُها إذا خَبَتِ اشْتعالا
وقلبُك يا جريءَ القلب قلبٌ*****كأنَّكَ ما شهدتَ به القتالا
"وذى " لجبٍ تألّق جانباه*****كأنَّ به على الآفاقِ آلا
وفيه كلُّ سَلْهَبَة ٍ جَموحٍ*****يعاسِلْنَ المثقَّفَة َ الطِّوالا
فَلَوْتَ بكلِّ أبيَضَ مَشرفيِّ*****بكَبَّتِهِ رؤوساً لا تُفالى
ومَنْ لولاك زوّارُ الأعادي*****إذا ملّوك زدتهمُ ملالا
وشاهقة ٍ حماها مبتنيها*****وطوّلها حذاراً أن تنالا
وحصّنها وعند الله علمٌ*****بأنّك لم تدع "فيها" عقالا
تراها تستدقّ لمن علاها*****كأنَّ بها وما هُزِلَتْ هُزالا
وقُلَّتُها تمسُّ الأُفقَ حتى*****تقدِّرَها بحدِّ الشّمسِ خالا
ظفرتَ بها وضيفك من بعيدٍ*****يرى ما كان فيه إليك آلا
وما كان الزّمانُ يرى عليها*****لغيرِ الطيرِ جائلة ً مجالا
نقلتَ بما نقلتَ قلوبَ قوم*****ويحسبُك الغبيُّ نقلتَ مالا
وسقتَ إلى قوام الدِّينِ فتحاً*****يرى كلّ الفتوح له عيالا
وكم لك قبله من قاطعاتٍ*****مدى الآفاقِ لم تَخَفِ الكَلالا
إذا ما بات يقلب جانبيها*****قوامُ الدين تاهَ بها وصالا
فخذها فوق ما تهواه منها*****عطاءً ما لقيتَ به مطالا
ومجدِك، إِنّه قسمٌ جليلٌ*****لقد أتعبتَ فى الدّنيا الرّجالا
إذا طلبوك فتّهمُ جميلاً*****وإنْ رَمَقوك رُعْتَهمُ جمالا
فما لَكَ ليس تَرضى عن محلِّ*****كأنّك بعدُ لم تصبِ الكمالا ؟
ألستَ أتمنّا خلقاً وخلقاً*****وأبسطنا يميناً أو شمالا ؟
فما يبغى الذى يضحى ويمسى*****وقد جمع المهابة َ والجلالا ؟
ومَن لولاه كان الناسُ فَوْضى*****وكانَ الأمرُ مُطِّرَحّا مُذالا
فدمْ يا فخرَ " ملك " بنى بويهٍ*****دواماً لانريدُ به زَوالا
وقبلك من حرامٌ فيه مدحى*****فخذه اليوم مبذولاً حلالا
سرونة
07/08/2012, 11:06 PM
هلْ شافعٌ لي إلى نَعْمٍ وسيلتُها؟
هلْ شافعٌ لي إلى نَعْمٍ وسيلتُها؟*****ولا وسيلة َ إلاّ السُّقْمُ والجُهُدُ
لم تطعمِ الحبَّ فارتابتْ لطاعِمهِ*****ولم تَجِدْ بي فلم أوقنْ بما أجدُ
في القربِ والبعدِ هجرانٌ ومقلية ٌ*****فليس ينفعني قربٌ ولا بُعُدُ
ما نامَ ذِكرُكِ في قلبِي فيوقظُهُ*****برقٌ سَرى موهِناً أو طائرٌ غَرِدُ
أحبُّ منكِ - وإنْ ماطلتِ عن أربي -*****وعداً وكم أخلفَ الميعادُ من يَعِدُ
ما أطعمَ الحبَّ يأساً ثمَّ مَطْمَعَة ً*****لو كان لي بالّذي يجني عليَّ يَدُ
لا موقف الحبّ أنساه ونحن على*****رَضْفٍ منَ البينِ يخبو ثمَّ يَتَّقِدُ
حيث استندتُ إلى صبري فأسلمني*****والشّوقُ يأخذُ مِنِّي كلَّ ما يجدُ
سرونة
07/08/2012, 11:06 PM
نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا
نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا*****وصلينا فقد هجرتِ طويلا
ودَعينا من المَلالِ فما نَعْـ*****ـرفُ مولًى فى الحبّ إلاّ ملولا
وأطيعى فينا العذولَ فما زلـ*****ـتِ تطيعين فى المحبّ العذولا
وعدينا فربّما علّل الوعـ*****ـد فى الماطلين قلباً عليلا
قد مَرَرْنا على الدّيارِ تبدَّلْـ*****ـنَ دُثوراً بِجِدّة ٍ وخُمولا
نكرتها منّا العيونُ فما تعر*****ـرفُ إِلاّ رسومَها والطّلولا
وبوادى البشامِ من لو رشفنا*****ه شفينا من الفؤاد غليلا
جمعَ الحسنَ وجهُهُ فتولَّى*****ـهُ طلوعاً وكان يرجو الغُفولا
قلْ لمُغْرٍ بالصَّبرِ وهْوَ خَليٌّ*****وجميلُ العذول ليس جَميلا
ما جَهلنا أنَّ السُّلوَّ مُريحٌ*****لو وجدنا إلى السُّلوِّ سبيلا
جزعت للمشيب " جانية ُ الشّيـ*****ـبِ وقالت: بئس النَّزيلُ نزيلا
ورأتْ لمّة ً كأنّ عليها*****صارماً من مشيبها مسلولا
رَ اللّواتي علَّمْنَ فيه الجَهولا*****عَنَتُ الغانياتِ منه مَهولا
عانيتْ منه والحوادثُ ينكرْ*****نَ طُلوعاً لم ترجُ منه أُفولا
لا تذمّيه فالمشيبُ على طو*****لِ بقاءِ الفتى يكونُ دليلا
لو تخيَّرتُ والسّوادُ ردائي*****ما أردتُ البياض منه بديلا
وحسامُ الشبابِ غير صقيلٍ*****هو أشهَى إليَّ منه صَقيلا
قد طلبا فما وجَدْنا عنِ الشَّيـ*****ـبِ مَحيصاً يُجيرُنا أو مُميلا
إنّ فخرَ الملوك والدِّين والدَّو*****لة ِ ألقَى عليَّ مَنَّا ثَقيلا
نلتُ منه فوقَ المُنى وعُدِمْنا*****قبله من " يبلّغِ " المأمولا
فمتى ما مَثَلْتُ بينَ يديهِ*****مدّ ضبعى حتّى شأوتُ المثولا
وقراني والشّاهدون كثيرٌ*****منه ذاك الترَّحيبَ والتأهيلا
ثم أدنى إلى المحلّ الذى ينـ*****ـظرُ نحوي فيه المُساقون حُولا
كلَّ يوم له صنيعٌ كريمٌ*****كانَ للدَّهر غُرَّة ً وحُجولا
وأيادٍ جاءتْ وما " بعث " العا*****فى إليها من الطّلابِ رسولا
مُشرقاتٍ كما نظرتَ الثُّريّا*****أَرِجاتٍ كما نشقْتَ الشَّمولا
وولوعٍ بالجودِ يُجزِلُ إنْ أعـ*****طَى نفيساً وإنْ أجابَ سَؤولا
مَن سطا بابنِ واصلٍ بعدَ أنْ كـ*****ـانَ لملْكِ الملوك خَطْباً جَليلا؟
لَزَّهُ في قَرارة ٍ تخذَ اللُّجْـ*****ـجَة َ منها كهفاً له ومَقيلا
في سَفينٍ ما كنَّ بالأمسِ في أَرْ*****بقَ " إلاّ نجائباً وخيولا
وألالاً مذروبة ً ودروعاً*****ورماحاً خطّارة ً ونصولا
مستجيراً بغمرة ِ الماء لا ينـ*****ـوي مُقاماً ولا يريدُ رَحيلا
كره الموتَ فى النّزالِ عزيزاً*****فانثنَى هارباً فماتَ ذليلا
لم تنلها ختلاً وشرٌّ من الخيـ*****ـبَة ِ في الأمرِ أن تكونَ خَتولا
وأبيها " تلك " القلالُ لقد ما*****طلن من بأسك الشّديد مطولا
لم يؤاتين طيعاتٍ ولكنْ*****زلن لمّا أعييتها أنْ تزولا
وهلالٌ أرادَها غِرَّة ً منـ*****ـك فولَّى وما أصابَ فتيلا
زار " وهناً " كما تزور ذئاب الـ*****ـقاع ليلاً " فسالة ً " ونكولا
ورأى نفسه تهاب من الحر*****ب جهاراً فاختان حرباً غلولا
فتلقّيته كمنتظرٍ منه*****طلوعاً وكان يرجو " الغفولا "
في رجالٍ شُمٍّ إِذا رُئموا الضَّيـ*****ـمَ أسالوا من الدّماءِ سيولا
ألفوا الطّعنَ فى التّرائب واللّبّـ*****ـاتِ شيباً وصبية ً وكهولا
فثَوى بعد أن مَنَنْتَ عليهِ*****فى إسارٍ لولاه كان قتيلا
لابساً ربقة َ الحياة ِ وقد كا*****ن قَطوعاً عِقْدَ الحياة ِ حَلولا
يا أعزَّ الورى نِجاراً وخِيماً*****ومحلاًّ وجانباً وقبيلا
والذى عاد كلُّ صعب من السّؤ*****ددِ والمجد فى يديه ذلولا
شكر الله منك أنّك سهّلـ*****ـتَ إلى بيتهِ العتيقِ الوصولا
ورفاقُ الحجيج لولاك ما كا*****نوا على المشعرِ الحرامِ نُزولا
لا ولا عَقَّروا بخَيْفِ مِنى ً نِيـ*****ـباً وجرّوا على المقام ذيولا
أنتَ شاطرْتَهمْ مقيماً بأوطا*****نك ذاك التَّكبيرَ والتَّهليلا
إنّ عيد النّحرِ المبارك قد جا*****ءَ سريعاً بما تحبُّ عَجولا
فاغشَه ناعمَ الجوانح جَذْلا*****نَ شروداً فى الطيّباتِ دخولا
لا جفاك السُّعودُ من كلِّ يومٍ*****وتلقَّاك بُكرة ً وأَصيلا
فلئن أَنجبا وطابا فروعاً*****فبما طبتَ إذ نجبتَ أصولا
وعلى مثل ما عهدنا ليوثُ الـ*****ـغابِ تمضي قِدْماً عهدَنا الشُّبولا
سرونة
07/08/2012, 11:06 PM
ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى
ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى*****و إنْ لم يعدْ ماضٍ عليكِ يعودُ
و يازورنا لما سمحتَ بزورة ٍ*****سمحتَ بها وهناً ونحنُ هجودُ
على غفلة ٍ جاء الكرى باعثاً لنا*****بلا موعدٍ والزّائرون هُمُودُ
فيا مرحباً بالطّارِقي بعدَ هَجْعَة ٍ*****تَقَرُّ بهِ الأحلامُ وهْوَ بعيدُ
و علمني كيفَ المحالُ لقاؤهُ*****وأنَّى التقاءٌ واللّقاءُ كَؤودُ؟
و ما نحن إلاّ في إسارِ عدامة ٍ*****وعند كَرانا أنَّ ذاك وجودُ
سرونة
07/08/2012, 11:07 PM
على المُزمعين البين منّا عشيَّة ً
على المُزمعين البين منّا عشيَّة ً*****سلامٌ وإن كان السّلامُ قليلا
وما ضرَّهُمْ لمّا أرادوا ترحُّلاً*****عن الجزع لو داووا هناك عليلا ؟
ولو أنّنى ودّعتهمْ يوم بينهمْ*****قضيتُ ديوناً أو شفيتُ غليلا
ولمّا وقفنا بالدّيار التي خلتْ*****بَكينا على سُكَّانهنَّ طويلا
وكانتْ دموعُ النّاشجينَ عليهمُ*****بوادٍ جَفَتْهُ المعصِراتُ سُيولا
وعزَّ على طرفي بأنْ كانَ بعدَهمْ*****يرى أربعاً حلّوا بهنّ طلولا
فلا تطلبوا منّي دليلاً على الهوى*****كفى بضنَى جسمي عليه دليلا
ولا تحملوا ثقلاً على َّ من الهوى*****كفَى بالهوَى حَمْلاً عليَّ ثقيلا
أُحبُّ التي ضنَّتْ عليَّ بلحظة ٍ*****وقد أزمع الحى ُّ الحلول رحيلا
وظنّ بغاة ُ الشّرّ أنّى أملّها*****وهيهات قلبى أن يكون ملولا
خليلى ّ علّلنى على الحبّ بالمنى*****إذا كنتُ لا أرضَى سِواك خَليلا
وقلْ ليَ فيما أنتَ حيَّيتَ قائلاً*****لعلّ ضنيناً أن يجود ضئيلا
أيا ملك الأملاك خذْ ما سألته*****فما زلتَ لله الكريمِ سَؤُولا
وحاشا دعاءً منك يصدر فى ضحًى*****وعندَ مساءٍ أنْ يخيبَ قَبولا
وما كان إلاّ اللهَ لا شىء َ غيره*****برجعِ الذي غَلُّوه منك كفيلا
ولمّا تراخَى منك نصرٌ عهدتَهُ*****وظَنّوا جِواراً بالنَّجاحِ مَطولا
وكانتْ هناة ٌ باعد الله شرّها*****وكان عليها راعياً ووكيلا
ركبتَ من النّصر الذى قد عهدته*****منَ الله عَوْداً للرّجالِ ذَلولا
ولم تكُ إلاّ ساعة ً ثمّ أَسفرتْ*****كما رفعتْ أيدٍ هناك سُدولا
فعاود رمح الله منك مثقّفاً*****وعادَ حسامُ الله منكَ صقيلا
وقد علمَ الباغون أنّك زرتَهم*****تجرّ رعيلاً نحوهمْ ورعيلا
فلم يسمعوا إلاّ صهيل صواهلٍ*****وإلاّ لصكّاتِ الحديدِ صليلا
وحولك طلاّعون كلَّ ثنيّة ٍ*****إلى الموتِ صِرْفاً صِبْيَة ً وكهولا
كأنّهُمُ أُسْدُ الشَّرى حولَ غابة ٍ*****حَمَيْن وقد جدَّ النَّزالُ شُبولا
ومحتقرين للحمامِ تخالهمْ*****هجوماً على غير الحمامِ نزولا
وكلّ جرئ البأس مثل حياته*****إذا خافَ ذلاَّ أن يموتَ قتيلا
فما صدّقوا حتّى رأوا جانب الفلا*****يفيضُ رجالاً نُسَّلاً وخيولا
وظنُّوا نجاة ً منك والبَغْيُ صائرٌ*****قيوداً لهم لا تنثني وكُبولا
سلبتَ الرّجالَ المقْدمين نفوسَهمْ*****وكلَّ النّساءِ المحجباتِ بعولا
فلم يكُ إلاّ في التّراب مُجَدَّلاً*****وإلاّ مُقاسٍ في يديهِ جَديلا
فللّهِ يومُ القاع أوسعَ من ردى ً*****وساقَ إلى خَطْمِ الفحول فُحولا
حسبناهُ والآسادُ من خَلَلِ القنا*****تَضارَبُ فيه بالصَّوارمِ غِيلا
ولمّا رأَوها راية ً مَلَكيَّة ً*****تولّوا كسربِ الرّيدِ مرّ جفولا
وألقوا جميعاً كلَّ ما في أكفَّهمْ*****أعنّة َ جردٍ سبّقٍ ونصولا
وما أسرعوا إلاّ لكرع حتوفهمْ*****كما أسهلَ الموتُ الزّؤامُ وغولا
ولعمرُ أبيها فتنة ٌ لم تصرْ لنا*****وليّاً على طول الزّمان قتيلا
وعادتْ على من كان أضرم نارها*****وبالاً وحيناً لا يعاجُ وغولا
وكانتْ جبالاً شاهِقاتٍ ودستَها*****فغادرتها بيداً لنا وسهولا
فلا تَطعموا في مثلها بعدَ هذهِ*****فمن عزَّ لا بالحقِّ عادَ ذليلا
أمنْ بعد نعماءٍ عليكمْ عريضة ٍ*****جررتَ لها بين الأنام ذيولا
وكان لساحاتِ الجرائم طاوياً*****صفوحاً وساعات العثار مقيلا
تعرّيتَ منه بعد ما كنتَ تنتمى*****إليه ولا تبتغى سواه بديلا
فلو أنتَ بلّغتَ الذى قد بغيته*****لما كان عذرٌ جاء منك جميلا
وكيف بلوغٌ للذى سوّلتْ به*****لك النّفس مغروراً ولستَ عديلا
ولمّا كسوتَ الجِذْعِ منك بِشِلْوِه*****رأينا رجاءً للقلوبِ رسولا
وأطعمتَ منه الطّير رغماً لأنفه*****وكان طعاماً يَحْتَويهِ وبيلا
فإنْ لعبتْ يمناهُ فينا فإِنَّه*****بمعلبة ٍ للعاصفاتِ مُثولا
تصرّفه أيدى الرّياح فتارة ً*****جَنوباً وأخرى بالعشيِّ شُمولا
ولم يُبقِ فيه ما رأته عيونُنا*****تراتٍ لنا مطويّة ً وذحولا
هنيئاً بهذا العيد والفتح بعده*****وبالمهرجانِ غدوة ً وأصيلا
ولا زال هذا الملك ملكك سرمداً*****ودارُ مقامٍ رغدة ً ومَقيلا
وإنْ ذبلتْ أغصان قومٍ فلا رأتْ*****لغصنك عينٌ للزّمان ذبولا
ولا زلتَ فينا آمراً متحكِّماً*****عزيزاً قؤولاً فى الأنامِ فعولا
سرونة
07/08/2012, 11:07 PM
قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا
قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا*****وسَقيتِنا فيما جَنيتِ الحنظلا
أثكلتِ مَنْ لمّا جزعنا ثُكلَه*****أنسيتنا من قبه ما أثكلا
فالعينُ يجرى ماؤها لا للصّدى*****والقلبُ يوقدُ جمرهُ لا للصّلى
عادات هذا الدّهر أن يستلّ منّا الأمثلُ المأمولَ ثمّ الأمثلا*****ـنَا الأمثلَ المأمولَ ثمَّ الأَمثلا
إنّا نبدِّلُ كلَّ يومٍ حالة ً*****بخلافِها من قبلِ أنْ تُستبدلا
ويُنَقَّلُ الإنسانُ عن حالاتِهِ*****ولداته من غير أن يتنقّلا
نبنى المعاقلَ للخطوب فإنْ أتتْ*****رُسُلُ الحِمامِ فما ابْتَنينا مَعْقلا
كم ذا لنا تحتَ التُّرابِ محاسنٌ*****تُرمَى على عمدٍ إلى نحوِ البِلى
والمرءُ في كفِّ الزَّمانِ وديعة ٌ*****كي تُقتضَى وحديقة ٌ كي تُختَلى
ماذا البكاءُ على الذى ولّى وقد*****جعلتْ له جنّاتُ عدنٍ منزلا ؟
وعلى مَ نُسقَى الصَّابَ فيه؟ وإنَّهُ*****يسقى هناك كما يشاء السّلسلا
ملكَ الملوكِ أصخ لقولة ِ ناصحٍ*****حكمُ الصّوابِ لمثلها أن تقبلا
إنْ كنتَ حُمِّلْتَ الثَّقيلَ فلم تزلْ*****للحزمِ أنهضَ للثّقيلِ وأَحملا
عمرٌ قصيرٌ ما انقضى حتّى قضى*****فينا بأنّ لك البقاءَ الأطولا
يا حاملاً أثقالَنا حُوشيتَ أنْ*****تَعْيا بأمرٍ كارثٍ إِنْ أعضلا
ما إنْ عهدنا الدّهرَ إلاّ فارجاً*****بكَ ضيِّقاً أو مُوضحاً بك مُشكلا
فدعِ التفجّعَ والتوجّعَ والأسى*****وخذ الأجلَّ من الفتى والأجملا
خيرٌ من الماضى لنا الباقى ومنْ*****ثاوٍ تعجّلهُ الرّدى منْ أجّلا
فلئنْ هوَى جبلٌ فقد أثوَى لنا*****خَلَفاً لهُ ملأَ الكِنانة َ أنصُلا
لا تَعجبوا منه يصابُ فإنَّما*****نَدعو إلى ثِقْلِ الرِّحالِ الأبْزَلا
إن العواصفَ لا تنالُ منَ البنا*****إِلاّ بناءً كان منها أطوَلا
فاصبرْ لها فلَطالما أوْسَعتنا*****فى المعضلاتِ تجلّداً وتحمّلا
وإذا جزعتَ منَ المصاب فقلْ لنا:*****مَن ذا يكون إِذا جزعنا المَوْئلا؟
فتعزَّ بالباقى عن الفانى ردًى*****وبمن ثَوى ولهُ الهَوى عمَّن خلا
أخذَ الذي أعطى وبقّى بعدَه*****أوفَى وأليَقَ بالبقاءِ وأجملا
وإِذا قضَى اللهُ القضاءَ فكنْ إلى*****بغتاتهِ مستأنساً مسترسلا
لا تألمنَّ بنافعٍ لك دهره*****يعطى المرادَ ولا تجوّر أعدلا
ما إنْ ترى فى العمر سوءًا بعدها*****فاقبل من الدّهر المسىء تنصّلا
كم ذا شققتَ إلى بلوغِ إرادة ٍ*****قلبَ الخميس وخضت فيه القسطلا
وقطعتَ في أَرَبٍ بهيماً مظلماً*****وركبتَ في طَلَبٍ أغرَّ مُحَجَّلا
للهِ دَرُّكَ في مكانٍ ضيِّقٍ*****أرضَيتَ لمّا أنْ غضبتَ المُنْصُلا
والذّابلُ العسّالُ يأبى كلّما*****طعنَ الشَّواكلَ والكُلى أن يذبُلا
والخيلُ يخبطن الجماجمَ كلّما*****خبطتْ خيولُ النّاكلين الجَرْوَلا
لا راعَنا فيك الزّمانُ ولا رأتْ*****عينُ امرئٍ شعباً حللتَ معطّلا
وَعَلتْ ديارَك كلُّ هَوْجاءِ الخُطا*****تدع الكمى َّ معفّراً ومجدّلا
وإذا تحلحلَ يذبلٌ عن جانبٍ*****أرسَى به جُنِّبْتَ أنْ تتحَلْحَلا
وبقيتَ فينا آمراً متحكِّماً*****ومعظّماً بين الأنامِ مبجّلا
وسقى الإلهُ ترابَ من كانتْ على*****رغم الأنوف بنا الغمامَ المسبلا
سرونة
07/08/2012, 11:08 PM
عصيتُك والأنفاسُ منِّي هواجرٌ
عصيتُك والأنفاسُ منِّي هواجرٌ*****فكيف ترجيني وقيظك باردُ ؟
صحبتُ السرى حتى كساني ثيابه*****ونَظْمُ دَراريهِ عليَّ قلائِدُ
اُعانقُ سُمراً غيرَهُنَّ منَ الدُّمَى*****وأَلثِمُ بِيضاً غيرُهنّ الخَرائِدُ
و لي حاجة ٌ عند الأسنة ِ والظبا*****تهمُّ بها نفسي فأين المساعدُ ؟
تعافُ لها الآمالُ وهيَ نوافقٌ*****وينفُقُ فيها الموتُ والموتُ كاسدُ
إذا لاكتِ الهيجاءُ فيها نفوسنا*****فليس يفوت الشرطَ إلاّ المجالدُ
مراديَ أنْ تستلني في ملمة ٍ*****فإنّي حسامٌ صانَهُ عنك غامِدُ
فتًى يلبسُ الإقدامَ والصَّبرُ جازعٌ*****ويكرعُ ماءَ الصَّفْحِ والحلمُ حاقدُ
وكم ليَ من يوم عصبتُ بهِ الرَّدى*****وسمرُ العوالي للنُّفوسِ تُراودُ
وما ضُرَّ قولُ الكاشحين وإنَّما*****كلامُ الأعادي للمعالي مقالدُ
بقلبي غرامٌ ليس يشفيه منْ أرى*****أَلا كلُّ ما يَشْفي المريضَ العوائدُ
وما ضرَّني أنِّي خَليٌّ منَ الغِنى*****و وفرُ العلا عندي طريفٌ وتالدُ
سرونة
07/08/2012, 11:08 PM
أسيّدنَا الشريفَ عَلَوْتَ عن أنْ
أسيّدنَا الشريفَ عَلَوْتَ عن أنْ*****تضافَ إليكَ أوصافُ الجلالَهْ
لأنّك أوحدٌ والنّاسُ دونٌ*****ومن يسمو لمجدك أنْ ينالهْ ؟
وفُتَّ وزدتَ فضلاً إنّ فضلاً*****كفضلك لا تحيطُ به مقالَهْ
ولى أملٌ سأدركه وشيكاً*****بعون الله فيك بلا محالهْ
وليس على موالاتى مزيدٌ*****لأنّى لم أرثها عن كلالهْ
سرونة
07/08/2012, 11:08 PM
بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ
بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ*****و سقمك سقمٌ لا يكادُ يعادُ
فقد صرتُ مكروهاً على الشّيبِ بعدما*****عمرتُ وما عند المشيبِ أرادُ
فلي من قلوبِ الغانياتِ ملالة ٌ*****ولي من صلاحِ الغانياتِ فسادُ
و ما لي نصيبٌ بيعنّ وليس لي*****إذا هنّ زودن الأحبة َ زادُ
وما الشَّيبُ إلاَّ توأمُ الموتِ للفتى*****وعيشُ امرىء ٍ بعدَ المشيبِ جهادُ
سرونة
07/08/2012, 11:08 PM
رأينا بوادي الرِّمثِ ظَبْيَ صريمة ٍ
رأينا بوادي الرِّمثِ ظَبْيَ صريمة ٍ*****فصاد قلوباً لم يصدهنَّ صائدُ
تقلد حسناً في قلوبنا*****و أعيننا ما لم تزنهُ القلائدُ
و لما طلبنا الوصلَ لم يكُ وصلهُ*****لطالبهِ إلاَّ السُّها والفَراقدُ
وما ثَغرُهُ إلاَّ حصًى من غَمامة ٍ*****و ما فرعه في العين إلاّ أساودُ
و قالوا لقلبي خلَّ عنه وقاره*****و ما قاده إلاَّ الصبابة ُ قائدُ
وما يلتقي سالٍ وصَبٌّ إذا اسْتَوى*****فتى ً غيرُ ذي وجدٍ وَ منْ هو واجدُ
سرونة
07/08/2012, 11:09 PM
ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً
ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً*****أنيلي اليومَ من يهواكِ نَيلا
يميل إليك من كلفٍ ولكنْ*****إلى من لا يميل إليه ميلا
فإنْ لم يأتهِ منكمْ رسولٌ*****نهاراً فاجعلوه إليه ليلا
وقد قَطَر الجفاءُ فأوْسَعوهُ*****فسال على َّ بعد القطر سيلا
ولو كنتُ الممكّنَ من مرادى*****جررتُ على الطريق إليك ذيلا
فإنْ لم آتكمْ في ظهر طِرْفٍ*****ركبتُ أخامصى نجباً وخيلا
سرونة
07/08/2012, 11:09 PM
أُحِبُّ مَنْ ليس حظٌّ في مودّتِهِ
أُحِبُّ مَنْ ليس حظٌّ في مودّتِهِ*****وليس إلاّ الهوَى والهمُّ والكَمَدُ
يسوؤهُ أنَّه همِّي ويُغضِبُهُ*****أنِّي شكوتُ إليه بعضَ ما أجدُ
يا صاحبي لا تلمني في هوى ً هجمتْ*****به عليَّ الَّتي ما ردَّها أحَدُ
وافى ولم تسعَ لي رجلٌ لألحقهُ*****حرصاً عليهِ ولم تمددْ إليه يدُ
فإنْ يكن لكَ صبرٌ فيهِ أو جَلَدٌ*****فليس لي في الهوى صَبرٌ ولا جَلَدُ
سرونة
07/08/2012, 11:09 PM
ألا لا تَصِدْني بإِطماعة
ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ*****فلستُ على طمع مُقبلا
فإنّى ممّنْ إذا سمته*****قَبيحاً يُذَمُّ بهِ قالَ: لا
وما لى فى الذّلِّ من موطنٍ*****ولا أجعلُ الفُحشَ لي منزلا
ومنٍّ بلا دنسٍ أصطفيـ*****على ما بهِ دَنَسٌ إِنْ حَلا
أصيبتْ مقاتلُ كلّ الرّجا*****وما أن أصابوا ليَ المقتَلا
وكم ذا فرجتُ لهمْ ضيّقاً*****وكم ذا كفيتُ لهمْ معضلا
سرونة
07/08/2012, 11:10 PM
ولمّا تفرَّقنا كما شاءتِ النَّوى
ولمّا تفرَّقنا كما شاءتِ النَّوى*****تبينَ حبٌّ خالصٌ وتوددُ
كأني وقد سارَ الخليطُ عشية ً*****أخو جِنَّة ٍ ممّا أقومُ وأقعُدُ
سرونة
07/08/2012, 11:10 PM
وزَوْرٍ زارني واللَّيلُ داج
وزَوْرٍ زارني واللَّيلُ داج*****فعلَّلني بباطلهِ وولَّى
سقانى ريقه من كنت " دهراً "*****مَذوداً عن مَراشفهِ مُحَلاّ
وأَولى فوقَ ما أهواهُ منهُ*****وما يدري بما أَعطى وأَولى
وأرخصَ قربَه باللَّيل مَن لو*****سألنا قربَهُ بالصُّبحِ أغلى
نعمنا بالحبيبِ دُجى ً، فلمّا*****تولى واضمحلّ لنا اضمحلاّ
فإنْ يك باطلاً فسقيمُ حبٍّ*****أفاقَ به قليلا أو أبلاّ
تلاقِ " لانخاف " ولا نبالى*****بمن أوحَى بهِ وعليهِ دَلاّ
ولو أنَّ الصّباحَ يُطيعُ أمري*****لما كشفَ الظّلامَ ولا تَجلّى
سرونة
07/08/2012, 11:10 PM
صدتْ أسيماءُ عن شيبي فقلتُ لها
صدتْ أسيماءُ عن شيبي فقلتُ لها*****لا تَنْفُري فبياضُ الشَّيبِ معهودُ
عمرُ الشبابِ قصيرٌ لا بقاءَ له*****و العمرُ في الشيبِ يا أسماءُ ممدودُ
قالتْ: طُرِدتَ عنِ اللّذّاتِ قاطبة ً*****فقلتُ إني عن الفحشاءِ مطرودُ
ما صدني شيبُ رأسي عن تقى وعلاً*****لكنَّني عن قذَى الأخلاقِ مصدودُ
لولا بياضُ الضحى ما نيلَ مفتقدٌ*****و لم يبنْ مطلبٌ يبقى ومقصودُ
ما عادلَ الصُّبحَ ليلٌ لا ضِياءَ بهِ*****و لا استوتْ في الليالي البيضُ والسودُ
سرونة
07/08/2012, 11:10 PM
إنْ كنتُ أزمعتُ عن وجدى بكم هرباً
إنْ كنتُ أزمعتُ عن وجدى بكم هرباً*****فلا سقانى الظّما علاّ ولا نهلا
ليس التبدّلُ فى الأهواءِ من خلقى*****ولو تبدّلتُ منكمْ لم أجدْ بدلا
من غيرِ جرمٍ ولا عذرٍ لمعتذرٍ*****مللتمُ كلفاً لا يعرف المللا
سرونة
07/08/2012, 11:11 PM
أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها
أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها*****وأسبابُ دنياً بالغرُورِ أودُّها؟
و نفسٌ تنزى ليتها في جوانحٍ*****لذي قوة ٍ يسطيعها فيردها
تَعامَهُ عَمْداً وهْيَ جِدُّ بَصيرة ٍ*****كما ضلَّ عن عشواءَ باللّيل رُشدُها
إذا قلتُ يوماً: قد تَناهَى جِماحُها*****تجانَفَ لي عن منهجِ الحقِّ بُعْدُها
و لي نقدها من كلَّ شرٍّ " وربما "*****يكون بخيرٍ لا توفيه وعدها
وأُحْسَبُ مَولاها كما يَنْبغي لها*****و إني من فرطِ الإطاعة ِ عبدها
ترى في لساني ما تشاءُ من التقى*****ومِنْ حَسَناتٍ، ثمّ فعليَ ضدُّها
و أهوى سبيلاً لا أرى سالكاً " بها "*****كأنِّيَ أَقلاها وَغيري يَوَدُّها
وأَنسى ذُنوباً لي أتتْ فاتَ حصرُها*****حسابي وربّي للجزاءِ يَعُدُّها
أُقِرُّ بها رَغماً وليس بنافعي*****وقد طُويتْ صُحْفُ المعاذير جَحْدُها
ولمّا تراءَتْ لي مَغبَّة ُ قبحِها*****وعُرِّيَ عن دار المجازاة ِ بُرْدُها
تَنَدَّمتُ لمّا لم تكُنْ لي ندامة ٌ*****فألاَّ وفي " كفيَ " لو شئتُ ردها ؟
ولم أرَ كالدُّنيا تصُدُّ عن الّذي*****يودُّ محبوها فيحسنُ صدها
و تسقيهمُ منها الأجاجَ مصرداً*****وكيفَ بها لو طابَ للقوم عِدُّها؟
تعلَّقتُها وَرْهاءَ للخَرْقِ نسجُها*****وللمنع ما تُعطي وللحلِّ عقدُها
يدالُ الهوى " فيها " مراراً من الحجى*****و يقتادها صغراً كما شاء وغدها
و ما أنصفتنا تظهرُ الصفحَ كلهُ*****لجانٍ وفيما لا ترى العينُ حقدها
أراها على كلِّ العيوبِ حَبيبة ً*****فيا لِقلوبٍ قد حشاهُنَّ وُدُّها
وحبُّ بني الدُّنيا الحياة َ مُسيئة ً*****بهمْ ثلمة ٌ بالنفسِ أعوزَ سدها
ألا يا أُباة َ الضَّيمِ كيفَ اطَّباكُمُ*****وغيرُكُمُ يغترُّهُ الرِّفْدُ رِفْدُها؟
و كيف رجوتمْ خيرها " وإزاءكمْ "*****طلائحُ أرْداهُنَّ بالأمس كدُّها؟
وقد كنتمُ جرَّبتُمُ غِبَّ نفعِها*****و جرعكم كأسَ المراراتِ شهدها
تعاقبَ فيكمُ حرها بعد بردها*****فما ضَرَّها لو حَرُّها ثَمَّ بردُها؟
ولو لم تُنِلْكمُ كارهينَ نعيمَها*****لما ضركم كلَّ المضرة ِ جهدها
سَقَى اللهُ قلباً لم يَبِتْ في ضلوعِهِ*****هواها ولم يطرقْ نواحيهِ " وجدها "
ولم يَخشَ منها نحسَها فيبيتُهُ*****على ظَمأٍ إلاّ محيّاهُ سعدُها
تخفف من أزوادها ملءَ طوقهِ*****فهانَ عليه عند ذلك فقدُها
سرونة
07/08/2012, 11:11 PM
إنْ كانَ طيفُك زارنا
إنْ كانَ طيفُك زارنا*****فلقد تجنّبنا طويلا
علَّلتُمُ بطُروقكُمْ*****ومحالكم قلباً عليلا
ما كان يرضى بالكثيـ*****ـرِ وبعدكمْ رضيَ القليلا
فهو الغداة َ كفاقدِ*****أحبابَه نَدَب الطَّلولا
أوجدتموه إلى الأما*****نى فى لقائكمُ السّبيلا
سرونة
07/08/2012, 11:12 PM
سَئِمتُ مُقامي في الغبينة ِ مُغْمَدا
سَئِمتُ مُقامي في الغبينة ِ مُغْمَدا*****يراوحني فيها الملامُ كما غَدا
ألا إنّ جارَ الذلَّ من بات يتقي*****سناناً طريراً أوْ حساماً مهنداً
و ما خفية ُ الإنسان إلاّ غباوة ٌ*****وخوفُ الرَّدى للمرءِ شرٌّ منَ الرَّدى
تركتُ الهويني للردى َّ وإنني*****إذا غار مغترٌّ بها كنتُ منجدا
و أي مرادٍ لم أنلهُ بعزة ٍ ؟*****فأنفسُ حظي منه أنْ يتبعدا
و ما شعفي بالحرب إلاّ لأنني*****أرى السيفَ أهدى والكريهة أقصَدا
سقى اللهُ قلبي ما أعَفَّ عنِ الهوى*****و أقسى على نأي الحببِ وأجلدا
و إني متى ضنَّ الصديقُ بقربهِ*****أكنْ منه أسخَى بالبِعادِ وأجْوَدا
أرَى الهمَّ يرميني إلى كلِّ غاية ٍ*****ومَن لي بأَنْ ترضَى هموميَ مَقصَدا؟
لَعَلِّيَ أنْ ألقَى مِنَ النّاسِ واحدًا*****يكون على حرَّ المطالبِ مسعدا
وهيهاتَ، أعيا العزُّ كلَّ مُغامرٍ*****و أفنى على الدنيا مسوداً وسيدا
إذا اللهُ لم يُدنِ الفتى مِن مُرادِهِ*****فما زاده الإقدامُ إلاّ تبعدا
وسرٍّ حجبتُ النّاسَ عنه كأنّما*****قذفتُ به في لجة البحر جلمدا
وداريتُ عنه صاحبي وهْوَ دائبٌ*****ينازعهُ عرضُ الحديثِ إذا بدا
عذوليَ ما أخشى جناية َ كاشحٍ*****إذا الحزمُ واراني خَفيتُ عنِ العِدَى
لحا اللهُ هذا الدَّهرَ تأتي حظوظَهُ*****خطاءَ ويغشى ضيمه متعمدا
إذا نلتُ منه اليومَ حالاً حميدة ً*****أبى فتقاضاني ارتجاعتَها غَدا
تنقلنا الأيامُ عن كلَّ عادة ٍ*****و تبدلنا من موردِ العيشِ موردا
ولو كنتُ موفورَ الحياة ِ منَ الأذى*****على نبواتِ الدهرِ كنتُ مخلدا
وهوَّنَ ما ألقَى منَ الدَّهرِ أنَّهُ*****تَعمَّدني بالغدر فيمنْ تعمَّدا
و ليستْ حياة ُ المرءِ إلاَّ شرارة ً*****و لا بدّ يوماً أنْ تناهى فتخمدا
أما ووجيفِ العيسِ تنضو شفاهها*****لغاماً تحلاهُ الأزمة ُ مزبدا
ونهضة ِ أبناءِ اللّقاءِ لخُطَّة ٍ*****تجرُّ مماتاً أو تقلدُ سؤددا
لقد ألصقتني " بالحسين " خلائقٌ*****أعدنَ قديمَ المجدِ غضاً مجددا
هو المرءُ إنْ قلَّ التقدم مقدمٌ*****وإِنْ عزَّ زادٌ في العشيرة ِ زوَّدا
أبيٌّ على قولِ العوازلِ سمعهُ*****إذا أعرضوا دون الحفيظة ِ والندا
وأرْوَعَ من آل النبيِّ إذا انتمى*****أصابَ علياً والداً ومحمدا
" كرامٌ " سعوا للمجد من كلَّ وجهة ٍ*****كما بسطوا في كلّ مكرمة ٍ يدا
و ما فيهمُ إلاَّ فتى ما تلبستْ*****بهِ الحربُ إلاّ كان عَضْبًا مجرَّدا
وقاؤُك من صَرْفِ الرَّدى كلُّ ناكلٍ*****إذا صَدمَتْهُ النّائباتُ تَبَلَّدا
جَريءٌ إذا ما الأمنُ أَخلى جَنانَه*****فإنْ رابه ريبٌ تولى وعردا
وأنتَ الّذي لا يثلمُ الرُّعبُ شدَّه*****و قد لفتِ الخيلُ السوادَ المشردا
و كنتَ متى لاذتْ بنصرك بلدة ٌ*****ضممتَ إليها قطرة َ أسحمَ أربدا
رجالاً كأمثال الأسنة ِ " ركزا "*****وخيلاً كأمثالِ الأعنَّة ِ شُرَّدا
ولا أمنَ إلاّ أنْ تُرَدَّ صدورُها*****منَ الطَّعنِ يسحَبْنَ القَنا المتقصِّدا
طوالعَ من ليلِ العجاجِ كأنَّما*****زَحَمْن الدُّجَى عنهنَّ حتّى تقدَّدا
وقد سلبَ الإقدامُ لونَ جُلودها*****وأَلْبسَها بالطَّعن ثوبًا مورَّدا
و يومٍ طردتَ العدمَ عنه كأنما*****طردتَ به جُندًا عليك مجنَّدا
ولم تُلقَ إلاّ باسطًا مِن يمينهِ*****ببذلِ الندى أو ضارباً فيه موعدا
هنيئاً لك العيدُ المخلفُ سعدهُ*****عليك منَ النَّعماءِ ظِلاًّ مُمدَّدا
ولا زلتَ فيه بالغاً كلَّ إِرْبَة ٍ*****و لا زال مكروراً عليك مرددا
تهُبُّ رياحُ الجوِّ حولكَ كلُّها*****نَسيمًا ويطلُعْنَ الكواكبُ أَسْعُدا
سرونة
07/08/2012, 11:12 PM
أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري*****عَوارفَ لا أُطيقُ لها احتمالا
ثقائلَ لو حملنَ على شرورى*****لزال بها شرورى أوْ لمالا
هززتُك صارماً لم ينبُ عنّي*****لأمرٍ ما ارتضيتُ له الرّجالا
فكنتَ إلى َّ أسرعَ من غمامٍ*****تبجّسَ أو مسيلَ الشّعبِ سالا
ولمّا أنْ سألتُك في مُهمٍّ*****وجدتك قد سبقتَ به السّؤالا
ومهما كنتَ لى درعاً حصيناً*****فما أخشى المثقّفة َ الطّوالا
وإما كنتَ لي جبلاً منيعاً*****فلم ينل العدا منّى منالا
وإِنَّك من أُناسٍ إنْ أغذُّوا*****بطرقش الفضل لم يجدوا الكلالا
فإنْ تقصُرْ فإنَّ لها وشيكاً*****كما تهواه أمثالاً طوالا
ولمّا حزتمُ أملى أمرتمْ*****لسانى أنْ يقول لكمْ فقالا
ومن لم يدخّرْ عنّى فعالاً*****كريماً كيف أذخُرُه المُقالا؟
سرونة
07/08/2012, 11:12 PM
قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى
قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى*****يسحبُ منه مِطْرَفاً مورَّدا
صنيعَ مَنْ يطمعُ أنْ يُخلَّدا:*****جمعتَ ما لابدّ أن يبددا
إنْ لم يزُلْ في يومِهِ زالَ غَدا*****يا جامعاً لغيره محتشدا
نَضَدتَ مالاً هل نَضَدتَ أمَدا؟*****سيّانِ مَنْ سار يجرُّ العَدَدا
ومن يَظَلُّ واحداً مُنفرداً*****كلاهما مفارقٌ ما وَجدا
وصائرٌ ما يقتنيهِ قِدَدا*****وإنْ أتاهُ حَتفُه لا يُفْتدَى !
هيهات ما أغفلنا عنِ الهدى*****وأوضحَ الحقَّ لنا لو قُصدا!
كم نركبُ الوَعْرَ ونَفْري الجدَدَا*****ونأخذُ الغيَّ ونُلْقي الرَّشَدا!
وكم يَرى الراؤون فينا الأَوَدا*****قد آن في زهيدِنا أنْ نَزْهدا
وبعد جَورٍ قد مضَى أنْ نقصِدا*****وأنْ نُرى عنِ الدَّنايا حُيَّدا
صبراً عن الوردِ وإنْ طال الصدى*****إنْ فاتَني العِدُّ أبيتُ الثَّمَدا
و لستُ أرضى بالهجانِ النقدا*****أما ترى زماننا ما أنكدا ؟
كأنَّنا إذا سألناهُ الجِدا*****نُرْحِلُ منه بازلاً مُقيَّدا
أو نَجتلي الشّمسَ بعينَيْ أرْمَدا*****أوْ نَمتري النّارَ بزَنْدٍ أصلَدا
وصاحبٍ أيقظني ورَقَدا*****و رام أنْ يصلحني " فأفسدا "
يحسُدني ولا أرى أن أُحسَدا*****بات يلاحيني على بذلِ الندا
فقلتُ لمّا لامَني وفَنَّدا*****مصوباً وتارة ً مصعدا
أليس عدلاً بالغنى أنْ أحمدا*****بتنا بذاتِ العلمين سهدا ؟
نرقُبُ في ليلٍ طويلٍ أَسودا*****كأنَّما ذرَّ علينا الإِثْمِدا
أو كان بالطُّولِ لِزامًا سَرْمدًا*****فجرًا كمصقولِ الغِرارِ جُرِّدا
كأنما الأفقُ به إذا بدا*****حال لجيناً لونهُ وعسجدا
و إنما " ننشد " أوتارَ العدى*****بكلَّ عريانِ العذارِ " أمردا "
ذي همَّة ٍ لم تَرمِ إلاّ صُعُدا*****إذا احتذَى بالحمدِ يومًا وارتدَى
ومدَّ بالبيضِ أوِ السُّمرِ يدا*****لم يدنُ من حيزومه خوفُ الردى
أسُؤددًا ولا أرومُ سُؤدُدا*****وما قضيتُ في الأعادي مَوعِدا؟
و لم أرمْ طولَ الحياة ِ البلدا*****مجتمعاً أحسبُ هماً صردا
مُزَمَّلاً بكلِّ وِتْرٍ مُكْمَدا*****موطئاً للمثقلاتِ الكتدا
منْ شاء أنْ يعدوَ في ما لي عدا*****نَهْضًا فقد أمكنَ ألاَّ تَقْعُدا
و استلَّ للفرصة ِ نصلاً مغمدا*****ورِدْ حياضَ العزِّ فيمن وردا
فمنْ بغى َ المجدَ " بجدٍّ " أيدا
سرونة
07/08/2012, 11:13 PM
أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا
أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا*****حمَّلَ قلبي الحَزَنَ الأثقلا؟
بليتُ والسّالمُ رهنٌ على*****قضيَّة ِ الدَّهر بأنْ يُبْتَلى
مُجَرَّحاً لا حاملٌ جارحي*****بكفّه رمحاً ولا منصلا
يقرعُ مروى بأكفّ الرّدى*****يردعنى من قبل أنْ ينزلا
وإنْ تأمَّلتُ أوانَ الرَّدى*****رأيتُ ليلاً دونه أليلا
كأنَّني أعشى وإنْ لم أكنْ*****أعشَى منَ الأمرِ الذي أَثْكلا
يا بؤسَ للإنسان في عيشهِ*****يسلُّ منه أوّلاً أوّلا
يَنْأَى عنِ الأهل وما ملَّهمْ*****ويُبدلُ الحيَّ وما استبدلا
بين ترى فى ملإ داره*****حتّى تراه فى صعيدِ الملا
فقلْ لقومٍ زرعُهمْ قائمٌ:*****زرعكمْ لابدَّ أنْ يختلى
وقلْ لمن سُرَّ بتخويلهِ*****خوّل منْ يأخذ منْ خوّلا
وقلْ لماشٍ في عِراصِ الرَّدى*****أنسيتَ من يستعثر الأرجلا
أسْمَنَك الدَّهرُ فلم تخشَه*****وإنَّما أسمنَ مَن أهزلا
إنْ تلفهِ للمرءِ مستركباً*****فهو الذى تلقاه مستنزلا
أوْ صانَهُ عن بذلهِ مرَّة ً*****فهو الذى يرجع مستبذلا
فلا يغرَّنْك وميضٌ لهُ*****ما لاح فى الآفاقِ حتّى انجلى
ولا تصدّقْ مائناً دأبهُ*****أن يكذبَ القولَ وأنْ يبطلا
وكلّنا يكرع صرفَ الرّدى*****إمّا طويلَ اللَّبْثِ أو مُعْجَلا
فما الذي يُجْزِعُ من طارقٍ*****إنْ لم يزرْ يوماً فما أمْهلا؟
نعى إلى قلبى َ شطراً له*****منه حقِّه أنْ يلقمَ الجندلا
فقلتُ ما أحسنتَ بلْ يا فتى*****ما أحسنَ الدَّهرُ ولا أجملا
يا دهرُ كم تنقل ما بيننا*****مَن ليس نَهوى فيه أن ينقلا؟
تأخذُ مِنّا واحداً واحداً*****بل تأخذ الأمثلَ فالأمثلا
أفنيتَ بالأمسِ شقيقاً له*****فانظرْ إلى حَظِّك ما أجزلا
قعدتَ تستهلكُ ما حُزتَه*****صبراً فصبرٌ غاية ُ المبتلى
قالوا تسلَّ اليومَ عن فائتٍ*****فقلتُ : بعداً لفؤادٍ سلا
لا تعذلوا المعولَ حزناً له*****فخيرُكم مَن ساعدَ المُعْوِلا
أيُّ فتى ً فارقنا غَنْوَة ً*****رُحِّلَ عنّا قبلَ أن نَرحلا
لا الجِدُّ مملوكٌ لديه ولا*****يخاف فى الخلوة ِ أنْ يهزلا
وذو عفافٍ كلّما سامه*****ذو الغشِّ منه مرَّة ً قال: لا
لا تألفُ الرّيبة ُ أبوابه
يا غائباً عنّى ولولا الرّدى*****ما غاب عنّى الزّمنَ الأطولا
سَرْبَلَني ما لابديلٌ له*****وربَّما استبدل مَن سَربلا
لا أخطأتْ قبرَك هطّالة ٌ*****ولا عداك المُزْنُ إنْ أسبلا
وجانبٌ أنتَ به ساكنٌ*****لا عدمَ القطرَ ولا أَمْحلا
ولا يزلْ والجدبُ فى غيره*****مروّضاً حوذانه " مبقلا "
وامضِ إلى حيث مضى معشرٌ*****كانتْ لهم فى الدّرجاتِ العلا
وصرْ لما صاروا فأنت الذى*****أعددتهمْ فى حذرٍ موئلا
فهمْ شفيعٌ لك إنْ زلَّة ٌ*****كانتْ وإنْ بعضُ عثارٍ خلا
وجنّة ُ الخلدِ لهمْ إذنها*****وموقداتُ النّارِ لا للصّلا
وحبّهمْ والفوزُ فى حبّهمْ*****أخرجَ مَن أخرجَ أو أدخلا
سرونة
07/08/2012, 11:41 PM
أما رأيتَ ضُحَيّا
أما رأيتَ ضُحَيّا*****أُدْمَ الركائبِ تُحْدَى ؟
يردنَ نجداً وما اشتا*****قَ مَن عليهنَّ نَجْدا
و فوقهنّ وجوهٌ*****مثلُ النجومِ تَبدَّى
يغربن " بدراً " ويطلعـ*****ـنَ بالإيابة سعدا
وقد تجلَّدْتُ حتّى*****يخالني القومُ جلدا
وما رَدِيتُ وممَّا*****أودّ أني أردى
قل للقلاصِ خفافاً*****يخدنَ بالظعنِ وخدا
تخالهنُّ سراعاً*****ربداً يبارين ربدا
بمنْ حملتنّ وجدي*****وما حملتنَّ وجْدا؟
حلفتُ بالبيتِ جاءوا*****إليهِ ركضاً وشدا
مطوفين عليه*****تقى كهولاً ومردا
والواردين ظِماءً*****من ماءِ زَمْزَمَ رَغْدا
و البائتين بجمعٍ*****لاقين في الله جهدا
يُقلِلْنَ من مَرْوِ جَمْعٍ*****للرَّمْيِ زَوجًا وفَرْدا
لهمْ أناملُ عيضتْ*****من جِلدها ثَمَّ جِلْدا
و بالنحائرِ تلقى*****عندَ الجِمارِ فتُرْدَى
تهدى إلى اللهِ براً*****والبِرُّ للهِ يُهدَى
و واقفي عرفاتٍ*****يرجون للهِ رفدا
ما أنْ تَرَى ثَمّ إلاّ*****ربًّا لعبدٍ وعبدا
عدُّوا الّذي كان منهمْ*****واستنفروا منه عَدَّا
لقد خلفتُ ألوفًا*****للناس عهداً وودا
و ما تعاطيتُ هزلاً*****ولا تعافيتُ جِدًّا
ولا صددتُ بوجهي*****عمنْ جنى ليَ صدا
ولا تَجاوزتُ قصدًا*****و لا تعديتُ حدا
ولا وهبتُ وِدادًا*****وَسُمتُ مُعطاهُ رَدّا
يا أوثقَ الناسِ عقداً*****و أعذبَ الناسِ وردا
لا راعَهمْ منكَ بَينٌ*****و لا أروا منك بعدا
فما استطاعوا لفضلٍ*****آتاك ربك جحدا
سلوك طوراً ولكنْ*****للسلّْ صانوك غمدا
فإنْ ضربتَ فماضٍ*****قدّ الضريبة َ قدا
ما زلتَ فيهمْ سناناً*****ـدٍ الّذي جَلَّ مَجْدا:
و ما أردتَ على الهو*****لِ نجدة ً منك جندا
فإنْ رموا كنتَ ترساً*****وإنْ ورَوْا كنتَ زَنْدا
و إن دجوا كنت صبحاً*****وإنْ ضَحَوْا كنتَ بَرْدا
خذْ ملءَ كفيك من عا*****مِكَ الّذي جاء رِفْدا
و ما وعدتَ به خذْ*****و من يد الدهرِ نقدا
ما كنتَ تمطُلُ وَعْدًا*****فكيفَ تُمطَلُ وَعْدا؟
و استشعرِ النجحَ درعاً*****والبِسْ من اليُمْنِ بُرْدا
و عشْ فما العيشُ إلاّ*****ما كانَ رَحْبًا ورَغْدا
يُراحُ بابُكَ فينا*****قصداً إليه ويغدى
و اخلدْ فخلدك أوفى*****منا علينا وأجدى
و لا يزلن نيوبُ الـ*****ـخطوبِ حولك دردا
و لا رأينا لشيءٍ*****نهواه عندك فقدا
سرونة
07/08/2012, 11:41 PM
أَمَلَلْتَني وزعمتَ أنْـ
أَمَلَلْتَني وزعمتَ أنْـ*****ـك خائفٌ منّى الملالهْ ؟
وأطعتَ فى َّ وما أطعـ*****ـتَ محرّفاً أبداً مقالهْ
وعلمتَ منّى ما علمـ*****ـتَ فلِمْ علمتَ على الجهالَهْ؟
يا منْ جفانى فى الضّحى*****وأَزارني وهْناً خيالَهْ
وحُرِمتُ منه صحيحَهُ*****وقبلتُ مضطرّاً مُحالَهْ
هل ضامنٌ منكمْ لنا*****ضمن الجميل فما بدا لهْ ؟
سرونة
07/08/2012, 11:42 PM
أبَتْ زَفَراتُ الحبِّ إلاَّ تَصعُّدا
أبَتْ زَفَراتُ الحبِّ إلاَّ تَصعُّدا*****ويأبَى لهيبُ الوجْدِ إِلاّ توقُّدا
و لم أرَ منْ بعد الذين تشردوا*****لأغنينا إلاّ رقاداً مشردا
تذكَّرتُ بالغَوْرينِ نَجْدًا ضَلالة ً*****ومن أين ذكرى غائرِ الدَّارِ مُنْجِدا؟
مضَى البينُ عنّا بالحياة ِ وطِيبها*****فلم يبق بعد البين شيءٌ سوى الردى
فقلْ للّذي يَنوي الفراقَ وعندَهُ*****بأني مطيقٌ في الفراق التجلدا
وَ عدتَ ببينِ يسلبُ العيشَ طيبه*****فما كان ذاك الوعد إلاّ توعدا
وما كانَ عندي أن يُفرَّق شَملُنا*****و يبعدُ عن داري العميدُ تعمدا
و ما سرني أنْ سرتَ عني وأنني*****مقيم بأرضي أو تغيبَ وأشهدا
سيرحمني من كان بالأمسِ حاسدي*****وما عادَلَ المرحومُ فيك المُحسَّدا
و أبقى وحيداً بعد أنْ كنتُ ثانياً*****وَ منْ ذا بعيدَ الأنسِ يرضى التوحدا ؟
وما زلتُ دهرًا بالتفرُّقِ قانعًا*****فما زلتَ بي حتّى كرهتُ التفرُّدا
هززتُك سيفًا ما انْثَنى عن ضَريبة ٍ*****مَضاءً كما أنّي نَقدتُك عَسْجَدا
وكان الّذي بَيني وبينَكَ كلّهُ*****وداداً وفي كلَّ الرجالِ توددا
فإنْ لم يكن سنخٌ يؤلفُ بيننا*****فقد ألَّفَتْ فينا الموَّدة ُ مَحتِدا
وَ منْ قربته دارُ ودٍّ مصححٍ*****إليَّ فلا كانَ المقرِّبُ مَولِدا
و ما كنتُ أخشى أنني فيك أبتلي*****وتُخرِجُ عن كَفَّيَّ منكَ المهنَّدا
وأُسقَى بكَ العذبَ النَّمِيرَ ويَنْثني*****فراقك يسقيني الأجاجَ المصردا
ولو لم تَرُحْ عنِّي لما كنتُ بالّذي*****أُبالي بناءٍ راحَ عنِّيَ أوغَدا
و قد زادني منك النظامُ كأنهُ*****رياضٌ بأعلى الحزنِ جاد لها الندى
و قلدني منا وما كنتُ قبله*****وجدك ما بين الرجالِ مقلدا
و لو أنني أنشدتهُ نغماً به*****معَ الصُّبحِ أطربتُ الحَمامَ المغرِّدا
كأنيَ لما أنْ كرعتُ زلاله*****كرعتُ زلالاً من سحابٍ على صدى
فخُذْهُ كما شاءَ الودادُ وشِئتَهُ*****نظاماً على مرّ الزمانِ منضدا
هو الماءُ طوراً رقة ً وسلالة ً*****وإنْ شئتَ طَورًا قوَّة ً كان جَلْمَدا
و لما دعوتَ القولَ مني سمعته*****وكانَ لمنْ يبغيهِ نَسْرًا وفَرْقَدا
لم تدعْ لى نوبُ الأيّامِ فى الخلقِ خليلا
لم تدعْ لى نوبُ الأيّامِ فى الخلقِ خليلا*****خَلْقِ خليلا
أنا صِفْرٌ مِن أخلاّ*****ئى وما كنتُ ملولا
فمتى يسمحُ لي الدّهْـ*****ـرُ وقد كان بخيلا
بخليلٍ جبتُ فى تحصيلهِ البعدَ الطّويلا*****ـصيلهِ البُعدَ الطَّويلا
أخذته منّى الأقـ*****ـدارُ صَعْباً وذَلولا
وطَوَتْه عَنِّي الأرْ*****ضُ اغتصاباً وغُلولا
فمتى استبدلتُ عنه*****لم أجدْ عنه بديلا
سرونة
07/08/2012, 11:42 PM
هذي المصيبة ُ ما أبقتْ لنا أبداً
هذي المصيبة ُ ما أبقتْ لنا أبداً*****صبراً عليها ولا خلتْ لنا جلدا
جاءتْ ولا هَمَّ في قلبي ولا كَمَدٌ*****فلم تَدَعْ فيهِ إلاّ الهمَّ والكَمَدا
يا سعدَنا لم يجِدْ فيكَ الزّمانُ وقد*****بلاك موضعَ إخشاعٍ وقد وجدا
انظر إلى الدهرِ لما أنْ ألمَّ بنا*****من أيِّ بابٍ إلى مَكروهنا قَصَدا؟
جبَّ السنام الذي كنا نصولُ به*****أفادَ بأنْ أبقَى شَوًى ويَدا
أنكَى بأفرسِ مَنْ ناجيتُه قَدَرٌ*****جارٍ وأفرسِ مَن حاذرتُ منه رَدَى
و الموتُ إنْ لم يزرْ يوماً ففي غدهِ*****و المرءُ إنْ لم يرحْ سعياً إليه غدا
لو يستطيع الذي يهوى البقاءَ له*****فداءه بالتي في جنبهِ لفدى
و لو أطاف الذي قيدتْ مشافرهُ*****إلى ورودِ حياضِ الموتِ ما وردا
و ما أرى الصبرَ لي رأياً فأسألهُ*****والقصدُ يُغْري به مَن كان مُقْتصدا
و لستُ أرضى له قولاً وفي كبدي*****جمرُ المصيبة ِ ما أغضى ولا خمدا
فإنْ أفقتُ فعندي كلُّ قافية ٍ*****تترى وقد ضمن الإنجازَ من وعدا
سرونة
07/08/2012, 11:44 PM
يا طالبَ الدّنيا على ذلٍّ بها
يا طالبَ الدّنيا على ذلٍّ بها*****أعززْ على بأن أراك ذليلا
ما لي أراك حَمَلْتَ في طلب الغِنَى*****- ولربّما صغرتْ يداك - ثقيلا
لو كنتَ تعقلُ أو تشاورُ عاقلاً*****كان الكثير وقد ذللتَ قليلا
ذلَّ امرؤ جعلَ المذلَّة َ دهرَهُ*****طلبَ المغانمِ منزلاً مأهولا
عدِّ المطامعَ كيفَ شئتَ وخذْ بها*****مِلْءَ اليدين منَ العفافِ بديلا
وإذا فجعتَ بماءِ وجهك لم يُفِدْ*****إنْ نلتَ من أيدى الرّجال جزيلا
سرونة
07/08/2012, 11:44 PM
سَقاني ولم أستَسْقِهِ فضلَ خَيرِهِ
سَقاني ولم أستَسْقِهِ فضلَ خَيرِهِ*****فلم يسقني إلاّ الذعافَ المصردا
و ما زال يدعوني إلى دارِ وصلهِ*****فلمّا دنوتُ الدّارَ ولَّى وعَرَّدا
فماذا على من خانني في ودادهِ*****إذا لم يكنْ منه الودادُ توددا
و لو كان يجني مخطئاً لعذرتهُ*****ولكنّه يجني عليَّ تعمُّدا
و إنيَ ممنْ نبا عنه منزلٌ*****و أنكرَ مثواه نآه فأبعدا
سرونة
07/08/2012, 11:45 PM
لعنة ُ الله على منْ
لعنة ُ الله على منْ*****كانَ بالودِّ بخيلا
وإذا آثرَ نَيْلاً*****كان للشَّرِّ مُنيلا
وإذا جرَّبتَ منه*****مضرباً كان كليلا
وكثيراً فإذا استَنْـ*****ـصرتهُ عاد قليلا
وجميلَ الوجهِ لو كنْـ*****ـتَ ترى منه الجميلا
وصحيحاً فإذا سـ*****ـيمَ ندًى كان عليلا
ليس حظّى وهوَ حظّى*****فى الورى إلاّ قليلا
سرونة
07/08/2012, 11:47 PM
فخراً فإنك من قومٍ إذا افتخروا
فخراً فإنك من قومٍ إذا افتخروا*****مَدُّوا إلى كلِّ نجمٍ في السَّماءِ يدا
مُحَسَّدينَ وهذا الفضلُ مَرْقَبة ٌ*****تجرّ قدماً على طلاعها الحسدا
لمّا رأينا سَجايا منهُمُ سُمعتْ*****كأننا ما رأينا منهمُ أحدا
سرونة
07/08/2012, 11:48 PM
دعِ الغِنى لبنيهِ
دعِ الغِنى لبنيهِ*****إنْ شئتَ أنْ لا تذلاّ
كم ذا تعلِّقُ ظِلاًّ*****مزايلاً مضمحلاّ ؟
إنْ أنتَ أعرضتَ عنه*****جثا إليك وحلاّ
وإنْ رآك حريصاً*****عليه يوماً تَولَّى
مَنْ فكّ رِبْقَة َ حِرْصٍ*****فإنَّما فكَّ غُلاّ
ومَنْ يجلُّ صنيعاً*****كانَ الأعزَّ الأجلاّ
منْ ملَّ حملَ ثقيلٍ*****من الرّجالِ أملاّ
ومن تكثَّرَ يوماً*****بالنّاسِ ذلَّ وقلاّ
لا تطلبنَّ دواءً*****للداءِ كان المعلاّ
ولا تبعْ بحرامٍ*****من المعيشة ِ حلاّ
للَّهِ نَدْبٌ جريءٌ*****رأى الغبينة َ ذلاّ
وعَدَّ ما في يديهِ*****ثِقْلاً عليهِ وكَلاّ
واستلّ بين رجالٍ*****من العَضيهة ِ سَلاَّ
ما العيشُ إلاّ كبرقٍ*****أو عارضٍ يتجلَّى
يعطيك جزءًا ويأبى*****شحّاً فيأخذ كلاّ
سرونة
07/08/2012, 11:49 PM
سَقى اللهُ الّتي طردَتْ وِسادي
سَقى اللهُ الّتي طردَتْ وِسادي*****و كانتْ لي معاصمها وسادا
جلعتُ وقد خلعتُ نجادَ سيفي*****غدائرها لعاتقيَ النجادا
فإنْ يكُ مُنْصُلي عَضْبًا حَديدًا*****فإنَّ لحسْنِها نُصُلاً حِدادا
فما أدري وقد قضيتُ نحبى*****أغيا كان ذلك أمْ رشادا ؟
سرونة
07/08/2012, 11:49 PM
يا أسمُ إنَّ صبابتي
يا أسمُ إنَّ صبابتي*****بك لو أويتِ لها طويلهْ
وأخذتنى بذنوبِ شيـ*****ـبٍ لم تكنْ لى فيه حيلهْ
نزلتْ شَواتي وَخْطَة ٌ*****منه أحاذرُها نزيلَه
وقضى الشّبابُ وليته*****لمّا قضى لم يقضِ غيلهْ
كان الشّبابُ وسيلتى*****فالآنَ ما لي من وسيلَهْ
لكِ مِنَّة ٌ يومَ الفرا*****ق - وقد وقفتِ لنا - ثقيلهْ
وأسَوْتِ بالتَّوديعِ في*****يومِ النَّوى نفساً عليلَهْ
وأنلْتِ منك عطيَّة ً*****ما كنتِ قبلُ لها مُنيلَهْ
هي عند مَن حَمَل الغرا*****مَ كثيرة ٌ وهيَ القليلَهْ
سرونة
07/08/2012, 11:50 PM
تلومُ وقد لاحَتْ طوالعُ شَيبِي
تلومُ وقد لاحَتْ طوالعُ شَيبِي*****وما كنتُ منها قبلَ ذاكَ مُفنَّدا
فحسبكِ من لومي وإلاّ فبعضه*****فما ابيضَّ إلاَّ بعضُ ما كانَ أسودا
ولا تُلزميني اليوم عَيبًا بصبغة ٍ*****" ستكتسبيها " إنْ بقيتِ لها غدا
ولو خُلِّدتْ لي حالة ٌ معْ تَولُّعِ الـ*****ـلَيالي بأَحوالي لكنتُ المخلَّدا
ولو لم أشِبْ أو تَنتقِصْنيَ مُدَّة ٌ*****لكنتُ على الأيّامِ نَسْرًا وفَرْقَدا
وإنَّ المشيبَ فِدْيَة ٌ من صغيرة ٍ*****أبِيتُ بها صِفْرًا منَ النّاسِ مُفْردا
أوسدُ بالصفاحِ لا منْ كرامة ٍ*****وإنّي غنِيٌّ وَسْطَها أنْ أُوَسَّدا
فلا تنفري يا نفسُ يوماً من الردى*****فما أنتِ إلاّ في طريقٍ من الردى
سرونة
07/08/2012, 11:50 PM
قلْ لقومٍ ما لكمْ فيـ
قلْ لقومٍ ما لكمْ فيـ*****ما قضى الرّحمان حيلهْ
كانتِ النيّاتُ منكمْ*****كلّها غيرَ جميلهْ
رمتُمُ الغِيلة َ، والمُغْـ*****ـتالُ من يذهب غيلهْ
ومودَّاتٌ لكُمْ ما*****تتْ وقد كانت عليلهْ
ربّ من يرجع بالنّقـ*****ـصِ وقد أمَّ الفضيلهْ
لم تكنْ دولتكمْ إلاّ كما نهوى فليلهْ*****كما نَهوى قَلِيلَهْ
فخذوها حسرة ً تبـ*****ـقى على الدّهر طويلهْ
لمردّيكمْ وشيكاً*****منّة ٌ فينا جزيلهْ
ما ضربتمْ يومَ جدّلـ*****ـتُمْ بأسيافٍ كَليلَهْ
لا ولا جادتْ عليكمْ*****بالرّدى كفٌّ بخيلهْ
سرونة
07/08/2012, 11:50 PM
ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها
ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها*****و أنّ دموعي لست أملك ردها ؟
تفيضُ على عينٍ مَرى الوجدُ ماءَها*****ولم تستطعْ أنْ يغلِبَ الصَّبرُ وجدَها
غزيرة ُ أنواءِ الجفونِ كأنَّها*****تَناهتْ إلى بعضِ البِحار فمدَّها
وقد كنتُ من قبلِ الفراقِ أهابُه*****كما هابَ ظلمانُ الصريمة ِ أسدها
و أشفقُ مما لا محالة َ واقعٌ*****و هلْ للمنايا قادرٌ أن يردها ؟
كأنيَ لما أنْ سمعتُ نعيها*****أناخَ على الأحشاءِ فارٍ فقَدَّها
و لم أستطعْ في رزئها عطَّ مهجتي*****و أجللتهُ عن أنْ أمزق بردها
و مما شجاني أنني لم أجد لها*****على خبرتي شبئاً يهون فقدها
و أنيَ لما أن قضى اللهُ هلكها*****على قلبيَ المحزونِ بُقِّيتُ بَعْدَها
حَنى يومُها الغادي كهولَ عَشيرتي*****على جَلَدٍفيهمْ وشيَّبَ مُرْدَها
و حطّ الرجالَ الشمَّ من كلَّ شامخٍ*****يلاقون بالأيدي من الأرض جلدها
و قلص عنها العزّ ما فدحتْ به*****فتحسبُ مولاها من الذلَّ عبدها
فكم كبدٍ حرى تقطع حسرة ً*****وكم عبرة ٍ قد أقرحَ الدَّمعُ خَدَّها
حرامٌ - وقد غيبتِ - عنيَ أن أرى*****منَ الخلقِ إلاَّ نظرة ً لن أودَّها
و سيانِ عندي أنْ حبتني خربدة ٌ*****بوصلٍ يرجى أو " حبتني " صدها
وهيهاتَ أنْ أُلْفى أُرقِّحُ صَرْمَة ً*****وأطلبَ من دارِ المعيشة ِ رَغْدَها
ومن أينَ لي في غيرِها عِوَضٌ بها*****وقد أحرزتْ سُبْلَ الفضائلِ وحدَها؟
أُسامُ التسلِّي وهْوَ عنِّي بمعزلٍ*****وكيف تُسامُ النَّفْسُ ما ليسَ عندَها؟
وبينَ ضُلوعي يا عذولُ نوافذٌ*****أبى العذلُ والتأنيبُ لي أنْ يسدها
و ودي بأنَّ الله يومَ اخترامها*****تخرَّمَ من جنبيَّ ما حازَ وُدَّها
وإنِّيَ لمّا غالها الموتُ غالني*****فبعدًا لنفسي إذْ قضَى اللهُ بُعدَها
أفي كلَّ يومٍ أيها الدهرُ نكبة ٌ*****تكدُّ حيازيمي فأحملُ كدَّها؟
بلغتُ أشُدِّي، لا بلغتُ وجزتُهُ*****وأعجلتَها مِن أنْ تجوزَ أشُدَّها
ففزتُ بأَسْنَى ما حَوَتْهُ رَواجِبي*****و جاوزت في أمَّ المصيباتِ حدها
فيا قلبُ لمْ أنتُ الجليدُ كأنما*****تحادثك الأطماعُ أنْ تستردها ؟
و ما كنتُ أهوى أنك اليومَ صابرٌ*****ويدعوك فتيانُ العشيرة ِ جَلْدَها
أليس فراقاً لا تلاقيَ بعده*****وغَيبة َ سَفْرٍ لا يُرجّون وفْدَها؟
أَلا فالبسِ الأحزانَ لِبسة َ قانعٍ*****بأثوابه لا يبتغي أن يجدها
وصمَّ عنِ المُغْرينَ بالصَّبرِ، إنَّهمْ*****يُطَفّون نارًا ألْهبَ اللهُ وقْدَها
و قبلكَ ما نال الزمانُ معلقاً*****بأجبالِ رضوى " يرتعي ثمّ مردها "
" تواعدَ " في شماءَ يرقبُ مزنة ً*****تصوبُ عليه أعذبَ اللهُ وردها
وتلقاهُ خُلْوًا لا يطالعُ رِيبة ً*****و لا يتقي خطءَ الليالي وعمدها
و داءُ الردى أفنى ظباءَ سويقة ٍ*****وطَيَّرَ عن أجزاعِ تَدْمُرَ رُبْدَها
و أفضى إلى حجبِ الملوكِ ولم يخفْ*****" شباها " ولم يرقبْ هنالك حشدها
يسير إليها كلَّ يومٍ وليلة ٍ*****على مهلٍ منه فبيسبقُ شَدَّها
وكم عُصبة ٍ باتتْ بظلِّ سَعادة ٍ*****تخطفها " أو " أولج النحسَ سعدها
وهدَّمها مَنْ كان شادَ بناءَها*****و جردها من كان أحكمَ غمدها
سلامٌ على أرضِ الطفوف ورحمة ٌ*****مَرى اللهُ سُقياها وأضرمَ زَنْدَها
ولا عَدِمتْ في كلِّ يومٍ وليلة ٍ*****حفائرُها من جنَّة ِ اللهِ رِفْدَها
فكمْ ثَمَّ من أشلاءِ قومٍ أعدَّها*****ليعطيَها ما تَبْتَغي مَنْ أعدَّها
و للهِ منها حفرة ٌ جئتُ طائعاً*****فأودعتُ ديني ثمَّ دنيايَ لحدها
و وليتُ عنها أنفضُ التربَ عن يدٍ*****نفضتُ ترابَ القبرِ عنها وزَندَها
و لم يسلني شيءٌ سوى أنّ جارتي*****قضى الله بعدي أن تجاور جدها
وإنِّيَ لمّا أنْ شققْتُ ضَريحَها*****إزاءَ شهيدِ الله أنجزتُ وعْدَها
وكيفَ تخافُ السَّوءَ يومَ حِسابِها*****و قد جعلتْ من أجندِ اللهِ جندها ؟
وتمسِكُ في يومِ القيامة ِ منهمُ*****بحُجْزَة ِ قومٍ لا يُبالونَ حدَّها
يَقونَ الّذي والاهُمُ اليومَ حَرَّها*****ويُعطونَه عَفْوًا كما شاءَ بَرْدَها
سرونة
07/08/2012, 11:51 PM
لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا
لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا*****ووفدَ همومٍ لم يردن رحيلا
ودمعٍ إذا حبَّستَه عن سبيله*****يعود هتوناً فى الجفون هطولا
فيا ليتَ أسرابَ الدموع التي جرتْ*****أسون كليماً أو شفين غليلا
أخالُ صحيحاً كلَّ يومٍ وليلة ٍ*****ويأبى الجوَى ألاّ أكونَ عليلا
كأنّي وما أحببتُ أهوى مُمَنَّعاً*****وأرجو ضنينا بالوصالِ بخيلا
فقُل للذي يبكي نُؤَيَّا ودِمْنَة ً*****ويندبُ رسماً بالعراءِ مَحيلا
عدانى دمٌ لى طلّ بالطّفِ إنْ أرى*****شجيّاً أبكّى أربعاً وطلولا
مصابٌ إِذا قابلتُ بالصَّبرِ غَرْبَه*****وجدتُ كثيرى فى العزاءِ قليلا
ورزءٌ حملتُ الثّقلَ منه كأنّنى*****مدى الدّهر لم أحملْ سواه ثقيلا
وجَدتُمْ عُداة َ الدِّين بعدَ محمّدٍ*****إلى كَلْمِه في الأقربينَ سبيلا
كأنّكمُ لم تنزعوا بمكانه*****خشوعاً مبيناً فى الورى وخمولا
وأيّكمُ ما عزّ فينا بدينه ؟*****وقد عاشَ دهراً قبلَ ذاك ذليلا
فقل لبنى حربٍ وآلِ أميّة ٍ*****إذا كنتَ ترضى أن تكون قؤولا :
سللتمْ على آلِ النبى ّ سيوفه*****مُلِئْنَ ثُلوماً في الطُّلى وفلولا
وقُدْتُمْ إلى مَن قادكمْ من ضلالكمْ*****فأخرجكمْ من وادييهِ خُيولا
ولم تغدروا إلاّ بمن كان جدّه*****إليكمْ لتحظوا بالنّجاة ِ رسولا
وتَرضون ضدَّ الحزم إن كان ملككُم*****بَدِيناً وديناً دِنْتموه هزيلا
نساءِ رسولِ اللَّه عُقْرَ دياركمْ*****يرجّعن منكمْ لوعة ً وعويلا
لهنّ ببوغاءِ الطّفوف أعزة ٌ*****سُقوا الموتَ صِرْفاً صبية ً وكهولا
كأنّهُمُ نُوّارُ روضٍ هَوَتْ بهِ*****رياحٌ جنوباً تارة ً وقبولا
وأنجمُ ليلٍ ما علوْنَ طوالعاً*****لأعيننا حتّى هبطن أفولا
فأيُّ بدورٍ ما مُحينَ بكاسفٍ*****وأى ُّ غصونٍ مالقين ذبولا
أمن بعد أن أعطيتموه عهودكمْ*****خِفافاً إلى تلك العهود عُجولا؟
رجعتمْ عن القصد المبين تناكصاً*****وحلتمْ عن الحقّ المنير حؤولا
وقعقعتمُ أبوابه تختلونه*****ومن لم يردْ ختلاً أصاب ختولا
فما زلتمُ حتّى جاب نداءَكمْ*****وأى ُّ كريمٍ لا يجيب سؤولا ؟
فلمّا دنا ألْفاكُمُ في كتائبٍ*****تطاولن أقطار السّباسب طولا
متى تكُ حَجْزَة ٌ أو كحجزة ٍ*****سمعتَ رُغاءً مُضْعفاً وصهيلا
فلم يُرَ إلاّ ناكثاً أو مُنكِّباً*****وإلاّ قَطوعاً للذِّمامِ حَلولا
وإلاّ قَعوداً عن لِمام بنَصْرِهِ*****وإلاّ جبوهاً بالرّدى وخذولا
وضغنَ شغافٍ هبّ بعد رقاده*****وأفئدة ً ملأى يفضنَ ذحولا
وبيضاً رقيقاتِ الشّفار صقلية ً*****وسمراً طويلاتِ المتون عُسولا
ولا أنتمُ أفرجتُمُ عن طريقهِ*****إليكمْ ولا لمّا أراد قفولا
عزيزٌ على الثَّاوي بطَيْبَة َ أَعْظُمٌ*****نُبِذْنَ على أرض الطُّفوف شُكولا
وكلُّ كريمٍ لا يلمّ بريبة ٍ*****فإنْ سِيمَ قولَ الفحشِ قالَ جميلا
يذادون عن ماءِ الفراتِ وقد سقوا الـ*****ـشَهادة َ من ماءِ الفرات بديلا
رُموا بالرَّدى من حيثُ لا يحذرونه*****وغُرُّوا وكم غَرَّ الغُفولُ غَفولا
أيا يومَ عاشوراءَ كم من فجيعة ٍ*****على الغُرِّ آلِ الله كنتَ نَزولا!
دخلتَ على أبياتهمْ بصابهمْ*****ألا بِئسما ذاك الدُّخولُ دُخولا
نزعتَ شهيدَ اللَّه منّا وإنَّما*****نزعتَ يميناً أو قطعتَ قليلا
قتيلاً وجدنا بعده دينَ أحمدٍ*****فقيداً وعزّ المسلمين قتيلا
فلا تبخسوا بالجور من كان ربّه*****بَرجْعِ الذي نازَعتموه كفيلا
أُحبُّكُمْ آلَ النبيِّ ولا أرى*****وَإنْ عذلوني عن هوايَ عَديلا
وقلت لمن يلحى على شغفى بكم*****وكم غيرِ ذي نُصحٍ يكونُ عَذولا
روَيْدَكُمْ لا تَنْحلوني ضلالَكمْ*****فلن تُرحِلوا منّي الغَداة َ ذَلولا
عليكم سلامُ الله عيشاً وميتة ً*****وسَفْراً تطيعون النَّوى وحُلولا
فما زاغ قلبى عن هواكم ، وأخمصى*****فلا زلّ عمّا ترتضون زليلا
سرونة
07/08/2012, 11:51 PM
متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ
متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ*****إلى الذي كان مألوفاً ومعهودا
كم ذا أرى كلَّ مذمومٍ ولستُ أرى*****بين الورى أبدَ الأيامِ محمودا
قالتْ: أراكَ بِهَمٍّ لا تفارقُهُ!*****فقلتُ: همِّي لأنِّي ظَلْتُ مَجهودا
إنْ شئتَ عزاً بلا ذلٍ يطيفُ بهِ*****فاقطَعْ منَ الحرصِ حَبلاً كانَ مَمدودا
خذْ كيفَ شئتَ عن الأقطار قاطبة ً*****واطلبْ منَ الرِّزق مطلوبًا ومَوْجودا
فلستَ تأخذُ إلاّ ما سبقتَ بهِ*****و لا تبدل بالمجدودِ مجدودا
مضى الثِّقاتُ فلا عينٌ ولا أثرٌ*****وأُورِدوا من حياضِ الموتِ مَوْرودا
و اصبحوا كهشيمٍ بات في جلدٍ*****بعاصفاتٍ من النكباءِ مكدودا
فما أُبالي وقد فارقْتُهُمْ غَبَنًا*****شحاً من الدهرِ في نفعٍ ولا جودا
ولا أضُمُّ يَدًا منِّي بغيرِهمُ*****و لا أودُّ من الأقوامِ مودودا
ولا أخافُ على مَن كان بعدَهُمُ*****نَحسًا وسعدا ولا بِيضًا ولا سُودا
سرونة
07/08/2012, 11:52 PM
جلبَ البرقُ لقلبي
جلبَ البرقُ لقلبي*****إذ سَرى بَرْحاً طويلا
سلّ للعينين فى جنـ*****ـح الدّجى سيفاً صقيلا
وهداني في سُرى اللّيـ*****ـلِ - وقد جرتُ - السّبيلا
وأراني من بعيدٍ*****ذلك الحيَّ الحُلولا
وخياماً حلهنَّ الـ*****ـحسنُ صَعْباً وذَلولا
كلّما استبدل منّى*****لم أردْ منه بديلا
سرونة
07/08/2012, 11:52 PM
إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ
إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ*****ونُفَرُّ بالغدواتِ والآصالِ
وكأنّنا نرعى القواءَ من الطّوى*****أبداً ونكرع من ظماً فى آلِ
يهوى الفتى طول البقاء ودونه*****ولعُ الرّدى وتعرّضُ الآجالِ
وتقوده آماله ووراءها*****قدرٌ يحطّم غربة َ الآمالِ
والمرءُ بين مصيبة ٍ فى النفس أو*****فى الأهل أو فى الحال أو فى المالِ
ولئنْ عفتْ عنه الحوادثُ إنَّهُ*****رهنٌ لبعض تقلُّبِ الأحوالِ
وسجيّة ٌ للدّهر فى أبنائهِ*****إلحاقُ كلِّ مؤثّلٍ بزوالِ
لله مفتقدٌ تحيّف فقدهُ*****من جانبى َّ وحزّ فى أوصالى
وأصمَّ ناعيهِ الغداة َ مَسامعي*****ورمى سوادَ جوانحى بخبالِ
وأزارني وفدَ الهموم يسمْنَني*****شططَ المنى فينلن كلَّ منالِ
وأباتنى قلقَ الوساد كأنّنى استبطنتُ للجنبين شوكَ سيالِ*****ـتَبْطَنْتُ للجنبين شوكَ سَيالِ
يبدو غرامى والتّجلّدُ مقصدى*****ويجيبنى دمعى بغير سؤالِ
ومتى طلبتُ الصَّبر عنهُ وجدتُه*****في حَيِّزِ الإعوازِ والإقلالِ
يا نازحاً غدرتْ به غدّارة ٌ*****لا يُتَّقَى مكروهُها بنزالِ
طالتْ به أيدى الخطوب ورزؤه*****أبقى ذرا العلياء غير طوالِ
رفعوا جوانبَ نعشهِ فكأنَّما*****رَفعوا بهِ جَبلاً منَ الأجبالِ
وطووا عليه صفائحاً ما نضّدتْ*****إلاّ على الإنعامِ والإفضالِ
وأرَوْهُ غيرَ مضاجعٍ لدَنيَّة ٍ*****ونَعَوْه غيرَ مدنَّسِ الأذيالِ
وتصدّعوا عن جانبيه وإنّه*****عطنُ الوفودِ ومجمع الأقوالِ
من " للذّمارِ " إذا الفحولُ " تهادرتْ "*****وخلطن بين تخبّطٍ وصيالِ ؟
منْ للوفود تصامتوا عن حجّة ٍ*****مَنْ للخصومِ تفاغَروا لجدالِ؟
منْ " للضّريك " إذا غدا فى أزمة ٍ*****صِفْرَ اليدين وراحَ بالأموالِ؟
مَنْ للجيوش يقودُها فيُعيدُها*****محفوفة ً بالسَّبْيِ والأنفالِ؟
منْ للخيولِ يثيرها " مقورّة َ "*****مثلَ الدّبى هاجتهُ ريحُ شمالِ ؟
منْ للقنا يروى صدورَ صعاده*****في كلِّ رَوْع من دمِ الأبطالِ؟
منْ للسّيوف يفلّ حدَّ شفارها*****بالضَّربِ بينَ كواهلٍ وقلالِ؟
كشفَتْ بطونُ الأرضِ شمسَ ظهورِها*****واستضجعتْ جوّاً لها فى جالِ
هيهات ضلّ عن القضاءِ وصرفهِ*****كيدُ الشُّجاعِ وحيلة ُ المحتالِ
أأبا عليَّ لن تُراعَ بمثِلها*****فاصبرْ لها ولَصَبْرُ غيرِك غالِ
يا حاملَ الأثقالِ ما حُمِّلْتَه*****ثِقلٌ وليس كسائرِ الأثقالِ
فذدِ الدّموع عن الجفون وطالما*****جمدتْ فلم تقطرْ على الأهوالِ
ومتى طَوع عنك السُّلوُّ سبيلَهُ*****فالبِسْ لمن يلقاك ثوبَ السّالي
وتعزَّ عمَّنْ لا يُعزَّى بعدَهُ*****إلاّ مكارمُ أبقيتْ ومعالى
سرونة
07/08/2012, 11:53 PM
وخُبِّرْتُها يومَ الْتَقينا بذي النقَّا
وخُبِّرْتُها يومَ الْتَقينا بذي النقَّا*****تعجَّبُ من وجدي وما عرفتْ وَجْدا
و تحسبُ أني مدعٍ عندها الهوى*****و تعرضُ عن دمعٍ بها أترعَ الخدا
فيا ليتني لم أكسَ منها صبابة ً*****كما هي ظنَّتْ لا ولم أعرفِ الجُهدا
و لما قرعنا بالنوى حين غفلة ٍ*****تجلدتُ مشتاقاً لتحسبني جلدا
وطارَ بقلبي طائرُ البَيْنِ عن يدي*****على أنَّني ما جُرتُ يومَ النَّوى قَصْدا
سرونة
07/08/2012, 11:54 PM
رضينا من عدانك بالمطالِ
رضينا من عدانك بالمطالِ*****ومن جدواك بالوعد المحالِ
وأقنعنا هواك وقد ظمئنا*****إلى وِرْدِ الزُّلالِ بكلِّ آلِ
وأنسانا دوامُ الهجر منكمْ*****وطولُ النّأى أيّامَ الوصالِ
وكنتِ الزَّوْرَ يطرقُني مساءً*****وإنْ منع الضّحى فإلى ظلالى
إلى أن صدّكِ الواشون عنّا*****فما نُزدارُ إلاّ في الخَيالِ
إلى كم تطلبين وليس عندي*****على الأيّامِ عذراً فى الملالِ ؟
وأشقى النّاسِ من يضحى ويمسى*****يُبالي في الهوى مَن لا يبالي
وبيضٍ راعهنَّ البيضُ منّى*****فقطَّعْنَ العلائقَ من حِبالي
جعلْنَ الذَّنبَ لي حتّى كأنّي*****جنيتُ أذى المشيبِ على جمالي
وليس الشّيب من جهتى فألحى*****ولا ردُّ الشّبيبة ِ فى احتيالى
وما أنسى عشيّة َ يومِ " جمعٍ "*****ونحنُ نَضُمُّ مُنتشرَ الرِّحالِ
وإذْ أدمُ المطى ِّ معقّلاتٌ*****على وادي مِنى ً بيدِ الكلالِ
نساءٌ من بني ثُعَلِ بنِ عمرو*****يصبن هناك أفئدة َ الرّجالِ
خرجْنَ إلى المُحَصَّبِ سافراتٍ*****وجيدُ اللّيلِ بالجوزاء حالى
يمسنَ بمسقطِ الجمراتِ فينا*****كما روَّعْتَ حيّاتِ الرِّمالِ
فحيّاهنَّ ربُّ البيتِ عنّا*****وأيّاماً بهنّ بلا ليالِ
سَقى اللهُ المُنَقَّى من محلِّ*****وما يحويهِ من سَلَمٍ وضالِ
وكم لى فيه من زمنٍ قصير*****بمن أهوى وساعاتٍ طِوالِ!
وأقوامٍ جروا فى كلّ فصلٍ*****بلا لجمٍ إلى " عالى " الكمالِ
بأفئدة ٍ إذا احْتَربوا رِزانٍ*****وأيمانٍ وأقدامٍ عجالِ
وأغلوا فى ندًى ووغى جميعا*****وما غبنوا بأَثمانِ المعالي
بدورٌ إنْ سريتَ بهمْ هدوّاً*****ففى يدك الأمانُ من الضّلالِ
تناط حمائلُ الأسيافِ منهمْ*****بعاتقِ كلِّ مُمتدِّ طُوالِ
هُمُ مَنعوا من المكروه سِرْبي*****وساقوا الأمنَ يرتع فى رحالى
وأعدونى وكلُّ اليأسِ عندى*****بنصرِهمُ على نُوَبِ اللّيالي
كأنِّي فيهمُ من ذي حِفاظٍ*****يلاطم عنك خرصانَ العوالى
تهيب به حفيظته فينزو*****كما تنزو السّهامُ بكلّ غالِ
ومولًى علّنى طرقاً أجاجاً*****بما أسقيهِ من عذبٍ زُلالِ
هدانٌ لا يريد السّلمَ إلاّ*****إذا ما كانَ يجبُنُ عن قتالي
أرى فى وجهه ماءَ التّصافى*****وفى أحشائه نارُ التّقالى
يسامينى فتعلينى عليه*****أهاضيبُ الرّواسخِ من جبالى
فقل لمُسوِّفٍ ببلوغِ شَأْوي*****ويمناهُ تقصِّرُ عن مُنالي
أبنْ لى أين قطرك من سيولى*****وأين حضيضُ أرضك من قلالى ؟
وكيف يعدّ بى منْ ليس فيه*****لباغي المجد شيءٌ من خِلالي؟
تضنُّ يمينهُ بالنّزر منها*****وأسخو للعفاة ِ بكلّ مالى
وليس لوعده أبداً نجاحٌ*****ويسبق موعدى أبداً نوالى
ألم ترَ أنّنى أحذو قديمى ؟*****وأحذو إنْ حذوت على مثالى
وأدّرعُ الدّجى واللّيلُ خافٍ*****وأركب غاربَ الخطبِ الجلالِ
وأكشفُ باطنَ الأمرِ المعمَّى*****وأطلعُ في الدَّآدي كالهلالِ
بعرضٍ لا أجود به مصونٍ*****ومالٍ لا أضنُّ به مذالِ
سل الأبطالَ عنّى يومَ " سلعٍ "*****وسيلُ الموتِ مُنحلُّ العَزالي
إذا عُقِد الغُبارُ الجونُ ليلاً*****تَرى فيه الأسنَّة َ كالذُّبالِ
وقد ألقى التَّضاغُطُ كلَّ رمحٍ*****فليس الطَّعنُ إلاَّ بالنِّصالِ
ألستُ هناك أسبقَهمْ بضربٍ*****وأشفاهمْ لذى الدّاءِ العضالِ ؟
أعد نظراً لعلّك أن تراها*****مُنَشَّرة َ النَّواصي كالسَّعالي
تخالُ بها وقدرُ الحربِ تغلي*****منَ النَّزَوانِ مسّاً من خَبالِ
وإنَّ جلودها تَهمي نجيعاً*****طَلاها اليومَ بالقَطرانِ طالي
وفوقَ ظهورِهنَّ بنو المنايا*****إذ لاقَوْا وأبناءُ القتالِ
فيقضي نَحْبَه قلبٌ مُغَـنُّى*****أضرَّ به أفانينُ المطالِ
سرونة
07/08/2012, 11:56 PM
قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ
قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ*****بالقادرِ الماضي العزيمة ِ أحمدِ
بموفقٍ شهدتْ له آباؤه*****أنْ سوفَ يشتملُ الخلافة َ في غدِ
جاءَتْه لم يُتعِبْ بها في صدرِهِ*****همّاً ولا أوْما إليها باليدِ
سبقتْ مخيلتها إليه وأكرمَ الـ*****ـنعماءِ طالعة ٌ أمامَ الموعدِ
ولقد علمتُ بأنَّها لا تَنْتضي*****إلاّ شبا ماضي الغرارِ مهندِ
لمّا مشَتْ فيه الظُّنونُ وأوسعَتْ*****طَمَعاً يروحُ معَ العدوِّ ويَغْتَدي
وتَنازعوا طُرُقاً إليها وعْرَة ً*****جاءتْهُ في سَنَنِ الطَّريقِ الأقصدِ
علقتْ بأوفى ساعدٍ في نصرها*****وأذبَّ عن مِصباحِها المتوقِّدِ
قَرْمٍ يضيفُ صَرامة َ المنصورِ في*****قمعِ العدوَّ إلى خشوعِ المهتدى
كالنّارِ عالية ِ الشُّعاعِ وربَّما*****أخفَتْ تضرُّمَها بطونُ الرِّمْدَدِ
يقظٌ يغضُّ جفونه وهمومهُ*****من كلِّ أطراف البلادِ بمرصَدِ
فخراً بني العباسِ إنّ قديمكمْ*****يأبى على الأيامِ غيرَ تجددِ
شرفٌ يميلُ بيَذْبُلٍ ويَلَمْلَمٍ*****و علاً تعرس في جوار الفرقدِ
و هيَ الخلافة ُ موطنٌ لم يفتقدْ*****أطوادَهُ وشَرارة ٌ لم تخمُدِ
إنْ نلتها ولكمْ لمجدك عندها*****قدمٌ وكم في نيلها لك من يدِ
قد وازنوك فكنتَ أضربَ فيهمُ
ودَعوك للأمرِ الجليلِ فلم تكُنْ*****نَزْرَ الفَخارِ ولا قليلَ السُّؤْدُدِ
يا بنَ الّذين إذا احتَبَوْا في مفخرٍ*****عصفوا بكلَّ سيادة ٍ لمسودِ
الطاعنو ثغرِ الرجال وعندهمْ*****أنّ المسلمَ بالفرارِ هو الردى
وإذا دُعوا لِمُلِمَّة ٍ فكأنَّما*****فُجِرتْ لها دُفَعُ الغمام المُزْبدِ
يفديكَ مَنْ يَغْشى بهاؤُك طرفَهُ*****من كلِّ رِعْديدِ الجَنانِ مُعرِّدِ
متطاولٍ فإذا عرضتَ للحظهِ*****لصقتْ أسرة ُ وجههِ بالجلمدِ
للهِ درك والعجاجُ محلقٌ*****والخيلُ تعثرُ بالقَنا المتقَصّدِ
و اليومُ تغدرُ بالمطالعِ شمسهُ*****فيطالعُ الدنيا بوجهٍ أسودِ
ما إنْ ترى إلاّ جريحاً ينثني*****ضَرِج القميصِ على طريحٍ مُقصَدِ
و البيضُ تعلمُ أنها ما جردتْ*****بيديك إلاّ من حشاشة ِ معتدِ
و أنا الذي ينمى إليك ولاؤهُ*****أبداً كما يُنمَى إليكُمْ مَولدي
ما حاجتي إلاّ بقاؤُك سالماً*****تُعلي مَقاماتي وتُدني مَشْهدي
وإذا دنوتُ إلى الرِّواقِ مُسلِّماً*****أقذيتَ بي فيه نواظرَ حُسَّدي
وكسوتَ مرتبتي هناك فضيلة ً*****تَبقى على عَقِبي بقاءَ المُسْنَدِ
في ساعة ٍ ملآى بكلَّ تحية ٍ*****تَنْجابُ عن أفواهِ قومٍ سُجَّدِ
و مواقفٍ عمرَ الجلالُ فناءها*****فالحسنُ فيها بالمهابة ِ مُرتَدِ
لا يستطيع الكرفُ يأخذُ لحظها*****إلاّ مخالسة ً كلحظِ الأرمدِ
وأحقُّ مَن لبسَ الكرامة َ مُخلصٌ*****ما شابَ صفوَ ودادهِ بتوددِ
أثني عليك وبيننا متمنعٌ*****صعبُ المرامِ على الرجالِ القصدِ
ولَئِنْ تحجَّبَ نورُ وجهك بُرهة ً*****عنِّي فهاتيكَ المناقبُ شُهَّدِي
خُذْها تَقَلَّبُ بينَ لفظٍ لم يَطُفْ*****نطقُ الرواة ِ به ومعنى أوحد
غَرّاءَ تستلبُ القَبولَ كأنَّما*****جاءتْ تبشرُ صادياً بالموردِ
واسلمْ أميرَ المؤمنين مزَوَّداً*****نعماءَ موفورِ الحياة ِ مخلدِ
تفنى القرونُ وطودُ ملكك راسخٌ*****في خيرِ منزلة ٍ وأشرفِ مقعدِ
سرونة
07/08/2012, 11:56 PM
ما الحبُّ إلاّ موئلُ المتعلّلِ
ما الحبُّ إلاّ موئلُ المتعلّلِ*****وبراعة ُ اللاَّحي وطَوْلُ العُذَّلِ
خدعٌ إذا اصطلتِ النّفوسُ بنارها*****لم تبقَ فيها مسكة ُ المتجمّلِ
عدْ بالسّلوِّ على الغرامِ فإنّه*****أمدُ المشوقِ وعزّة المتذلّلِ
للَّه قلبٌ ما اطمأنَّ به الهوى*****إلاّ تلوّمَ مزمعٍ متحمّلِ
لا تحسبَنْ وُدِّي لأوَّلِ راغبٍ*****طوعَ العيونِ ونُهزَة َ المتعجِّلِ
فلطالما أعرضتُ عن وجه الهوى*****وثنيتُ عن جهة الغوانى كلكلى
أمّا وقد صبغ المشيبُ ذوائبي*****للنّاظرين فلاتَ حينَ تغزُّلِ
وأزالَ من خطرِ المشيبِ تَوجُّعي*****علمى بأنْ ليس الشّبابُ بمعقلى
فلئن جزعتُ فكلُّ شيءٍ مجزعي*****ولئنْ أمنتُ فشيمَة ُ المسترسلِ
حسبُ الفتى زمنٌ يقرّب صرفهُ*****ما بينَ كلِّ إقامة ٍ وتَرحُّلِ
ممّا يُعلُّ الحزمَ إنْ لم يُرْدِهِ*****ظفرُ المقيمِ وخيبة ُ المتوغّلِ
جهدُ " العليمِ " كعفو آخرِ جاهلٍ*****والنّجحُ للسّاعى له والمؤتلى
حَتَّى مَ تأنسُ بالحوادثِ همَّتي؟*****والدَّهرُ يوحشُ ظِنَّة َ المتأمِّلِ!
ألقى على الأيّامِ وطأة َ حازمٍ*****متكشّفِ الأعضاء خافى المقتلِ
ومتى قدرتُ على الزّمان بسطوة ٍ*****فعلى أميرِ المؤمنين توكُّلي
بالطّائع اطَّادَتْ مذاهبُ أُمّة ٍ*****فَوْضَى على سُنَنِ النبيِّ المرسلِ
نال الخلافة َ وهى أبعدُ مرتقًى*****وأقامَ فيها وهْي أكرمُ منزلِ
كملتْ أداة ُ المجد فيهِ وربَّما*****كَمَلَتْ رياسة ُ مُخدَجٍ لم يكمُلِ
شِيَمٌ تَبَلَّجُ للعيون وتَنْثني*****طرقاتها تدجو على المتقيّلِ
متفاوتُ الطَّعْمينِ أَرْيٌ في فم الـ*****ـعافى وللباغى نقيعُ الحنظلِ
كرمٌ تبوَّأ في ظِلالِ شراسة ٍ*****كالماء يرتع فى فقار المنصلِ
وإذا تسرّع فى بداية ِ عزمهِ*****أخزى بهنّ رويّة َ المتمهّلِ
ماضٍ كحدِّ السَّيفِ إلاّ أنَّهُ*****لم تثنِ جرأته جزالة ُ " مفصلِ "
إنْ همّ لم تعقِ الهوينى همّه*****كالسّيلِ يلحق محزناً بالمسهلِ
وَكَلوا إليه عُرا الأمور وإنَّما*****وَكَلوا السَّماحَ إلى الغمامِ المُسبِلِ
عاذوا بمنخرقِ اليمين مضاؤه*****يكفى " العفاة َ " ذريعة َ المتوسّلِ
فإذا سَرَوْا فسناهُ أشرقُ كوكبٍ*****وإذا صَدَوْا فنداهُ أعذبُ منهلِ
غيرانُ يدفع عن قرارة ِ دينهمْ*****دَفْعَ الأسودِ عن العرينِ المُشبِلِ
متسرِّعٌ للطّالبين إلى الجَدا*****ثَبْتُ المقامة ِ في المقامِ الأهولِ
وإذا سألتَ فلم تغالِ ولم تخبْ*****وإنْ اشتطَطْتَ أخذتَ ما لم تسأَلِ
نأتِ الظُّنون فليس يهجسُ لامرىء ٍ*****فطنٍ من المعروفِ ما لم يفعلِ
وإذا تزاحمتِ الهموم بصدره*****جَلَّى غَيابَتَها بهمَّة ٍ فَيصلِ
قلقُ البصيرة ِ إنْ سرتْ أفكاره*****ظفرتْ بما خلفِ القضاءِ المسدلِ
سامى " البنيّة ِ " فى المكارمِ أسكنتْ*****منه الخلافة ُ فى معمٍّ مخولِ
كم قد تجاذَبها الرِّجالُ فلم تَنُخْ*****إلاّ على البيتِ الأَعزِّ الأطولِ
لبّتْ نداءكمُ وكم من هاتفٍ*****ما سَوَّغَتْه إِصاخة َ المُتَقَبِّلِ
أفضتْ إلى الكنف الخصيب فطالما*****كانتْ تقلّبُ فى الخبارِ الممحلِ
لم تلتئمْ بأكفّكمْ حتّى رأتْ*****تصديعكمْ فيها رءوس الزّمّلِ
يفديكَ مَن شَرِقتْ بمجدك نفسُه*****شرقَ المذانبِ بالغوادى الهطّلِ
رويتْ بفيص نوالك الخضل النّدى*****" فتبوّعتْ " فى بشرك المتهلّلِ
ولقد بلوك على الزّمان فصادفوا*****عَضْباً غنيّاً عن يمين الصَّيْقَلِ
لا يبعدُ اللهُ انْصلاتك للعِدا*****عجلاً تدهده جحفلاً فى جحفلِ
مُتوقِّداً في هَبْوَتي ذاك الدُّجى*****متهجّماً فى ضيقِ ذاك المدخلِ
إذْ لا جرىء َ البأسِ إلاّ محجمٌ*****حيرانُ يخبطُ حَيْرة ً بتأمُّلِ
والخيلُ قد عفَّى النَّجيعُ حُجولها*****حتى لأشكل مطلقٌ بمحجّلِ
ولكمْ رميتَ أخا مروقٍ هزّه*****أَشَرُ الجِماحِ بعزمة ٍ كالمِسْحَلِ
لا تستقلُّ بماضِغَيْهِ فتنكفي*****إلاّ وغاربه ضجيعَ الجندلِ
أَمُساوري الأضغانِ هل من غاية ٍ*****ما طالَها؟ أم فاضلٍ لم يفضُلِ؟
لا تُحرجوهُ بالعُقوقِ فتأخذوا*****من سخطه بزمام أمرٍ معضلِ
ملاّكمُ البالَ الرّخى َّ وكنتمُ*****ثاوين بين " تلدّدٍ " وتقلقلِ
أطغاكُمُ خَفضُ الأناة ِ ودونها*****نقمٌ تعدّل " جانبَ " المتزيّلِ
ما غرّكمْ إلاّ تغاضى خادرٍ*****مُتيقِّظِ العزماتِ عادي الأنصُلِ
إنْ يغتفرْ لا ينتقمْ أو ينتقمْ*****لا يصطلمْ أو يصطلمْ لا ينكلِ
خَلّوا السَّبيلَ لشمسِ كلِّ دُجُنَّة ٍ*****كثفتْ وموضحِ كلِّ خطبٍ مشكلِ
يا كاليءَ الإسلامِ ممَّن رامَهُ*****ومقيمَ أحكامِ الكتاب المنزلِ
أقصَى مُرادي أنْ أَراكَ وإنَّها*****أمنية ٌ حسبى بها لمؤمّلِ
تتساقط الحاجات عند بلوغها*****عن كلّ قلبٍ بالعلاءِ موكّلِ
هل لى إلى الوجه المحجّبِ نظرة ٌ*****ترمي بِصيتي فوقَ ظهرِ الشَّمْأَلِ؟
أجْلوا بها صدأَ الشُّكوكِ إذا اعترتْ*****دونى وأسكن ظلّها فى المحفلِ
أُثني وما هذا الثَّناءُ لمجتَدٍ*****فلذاك أبعدُ عن مقالِ المبطلِ
لا درَّ درُّ الانتجاعِ فإنّه*****دَنَسٌ لثوبِ المعتفي والمفضلِ
هيهات يبلغك المديحُ وإنّما*****أحظَى بفضل الجاهد المُتَغلغلِ
أسلفتنى النّعماءَ فى أهلى معاً*****فمتى ينوءُ بعبء حقِّك مِقْوَلي؟
ومددتَ من ضبعى ْ أبى فتركته*****يزرى بمنزلة ِ السّماكِ الأعزلِ
أوطأته قللَ العداة وإنّها*****قُلَلٌ مؤهَّلَة ٌ لوقعِ الأرجلِ
لمّا استطارَ البغيُ في آنافِهمْ*****وتَنَكَّبوا سُنَنَ السَّبيل الأمثلِ
أمطرتهمْ غلواءَ بأسٍ ردّهمْ*****يتدارسونَ بلاغة َ المتنصِّلِ
لم يَغْنِ إنْ دبُّوا بعذرٍ بعدَها*****ركبوا بذنبِهُم قوادمَ أجدَلِ
لا زلتَ تَستقضي الدُّهورَ مُحكَّماً*****فى النّائباتِ منيعَ ظهرِ المعقلِ
سرونة
07/08/2012, 11:57 PM
أتارِكي أَتَلافَى اليأسَ بالأملِ
أتارِكي أَتَلافَى اليأسَ بالأملِ*****وراجعي أتقاضَى الحزمَ بالزَّلَلِ؟
لا تحملنّى على وعرٍ فأركبهُ*****ولو توسَّمتَ منه طلعة َ الأجلِ
ولا تعلنّنى رنقاً فألفظهُ*****ولو لوجهٍ يراه النّاسُ للقبلِ
واستبقِ صمتى لمغرورٍ أقمتُ له*****ظهرَ الرَّجاءِ على رِجْلٍ من العِلَلِ
دَعني يغمَّدُ حلمي ما انْتَضَتْ هِمَمي*****أولا فهاك جوابى خذه من أسلى
إنْ لم أذَرْك تُلاقيني فَتُنْكرني*****فلا أطاعتْ سيوفى أصعبَ القللِ
ولا حملتُ القنا فى يومِ معركة ٍ*****وصارمتنى ظهورُ الخيل عن مللِ
أأنتَ أشجعُ أم دهرٌ يسالمنى ؟*****ويشرئبُّ إلى بِشْرِي فدعْ أملي
ألقى إلى َّ زماناً كان يجعله*****حِبالة ً لاقتناصِ الفارسِ البطلِ
وقال: قُدْني إلى ماشئتَ أسْعَ لهُ*****يا مالكاً مالكَ الأرقابِ والدُّوَلِ
وما احتفلتُ بشيءٍ ظلَّ يبذلهُ*****لأنَّ أكثرَ منه في يديَّ ولي
سرونة
07/08/2012, 11:58 PM
ما خامرَ الرِّزقُ قلبي قبلَ فَجْأَتِهِ
ما خامرَ الرِّزقُ قلبي قبلَ فَجْأَتِهِ*****و لا بسطتُ له في النائباتِ يدي
كم قد ترادَفَ لم أحفِلْ زيادَتَهُ*****و لو تجاوزني ما فتَّ في عضدي
إن أسْخَطِ الأمرَ أُدركْ عنهُ مُضطَرَباً*****و إنْ أردْ بدلاً من مذهبٍ أجدِ
سرونة
07/08/2012, 11:59 PM
ما زالَ يخدعُني باللَّطفِ والحِيَلِ
ما زالَ يخدعُني باللَّطفِ والحِيَلِ*****حتّى استجبتُ على كرهٍ إلى الغزلِ
لله قلبُ عميدٍ خرَّ مُنْجدلاً*****لمّا رأتْهُ لحاظُ الأعينِ النُّجُلِ
ما كانَ هذا الهوى لي في الحسابِ ولا*****هذي الصبَّابة ُ لولا الحسنُ من عملي
جاءَ الهَوى عَرَضاً لم أجنْهِ بيدي*****كأنَّه ليسَ منِّي وهْو من قِبَلي
ناشدْتُكمْ أن تقرُّوا مِن قلوبِكُم*****فبينَ جنبيَّ قلبٌ ما تَحَيَّزَ لي
كم قد نصحتُ لعذّالى وقلتُ لهمْ*****عذلتمُ اليومَ مشغولاً عن العذلِ
يعصيكُمُ قلبُهُ الغاوي ومن خَجَلٍ*****يطيعكمْ لفظهُ قولاً بلا عملِ
سرونة
07/08/2012, 11:59 PM
قد هويناهُ ناقضاً للعهودِ
قد هويناهُ ناقضاً للعهودِ*****وضَنيناً بالوعدِ والموعودِ
و رضينا ما كان منه وإنْ أرْ*****مضنا من تجنبٍ وصدودِ
يَمطُلُ الشيءَ في يديهِ وزادَ الـ*****ـمَطْلَ لؤماً أنْ كانَ بالمجودِ
يا خليليَّ والرَّكائبُ يطلُعْـ*****ـنَ من تهائمٍ ونجودِ
وقفة ً في زَرودَ، فالقلبُ يَهْوى*****منكمُ وقفة ً بحبليْ زرودِ
فزرودٌ مما أودُّ وإن كا*****ـلُكَ فينا بالنّائلِ المكدودِ
و هناك الغرامُ أضحى وإنْ أوْ*****دي زرودٌ وأهلهُ غيرُ مودِ
و ظباءٌ غنينَ بالنظمِ في الميـ*****ـسمِ عن نظمِ لؤلؤٍ في عقودِ
كسنا بارقٍ تعرض وهناً*****في حواشي بعضِ الليالي السودِ
أبياضٌ مجددٌ في سوادٍ ؟*****- كان قدماً - لا مرحباً بالجديدِ
يا لحاكُنَّ مَنْ رماكُنُّ بالحُسْـ*****لتقرننا بغيرِ جنودِ
قلما ضركنّ من شعراتٍ*****كنَّ يوماً على الوَقارِ شُهودي
لبهاءِ الملوكِ والدين والدو*****لة ِ شكري والفَرْطُ من تَمْجيدي
و بجدٍّ منه أروح وأحرا*****رُ " المعاني " وإنْ غمضنَ عبيدي
فأتاني منه كريمٌ تولى*****مدَّ ضبعي حتى أقامَ قعودي
ودعاني ولو سِواهُ دعاني*****ـبَ عليه في فَيلقٍ من حَديدِ
غافلاً عن مواهبٍ منكَ وافَيْـ
بعد ما كنتُ ثاوياً في أناسٍ*****أرتعي منهمُ جميمَ الحقودِ
نشدوا الحالَ حيثُ ساءَ فإنْ كا*****ن جميلاً فليس بالمنشودِ
وبتشريفك الّذي يرفَعُ النّا*****سِ طُرّاً فمن يكونُ نَديدي؟
و إذا " زارهُ " العفاة ُ أصابو*****هُ مرادَ الندى ومحنى العودِ
بين عانٍ في القيد غير طليقٍ*****وقَتيلٍ بالسَّيفِ غيرِ شهيدِ
أَشِبٍ بالقنا يُخالُ وأَبنا*****ءُ المنايا فيه عرينُ أسودِ
ورجالٍ لا يحفِلون إذا ما*****رئموا الضيمَ حفلة ً بالوعيد
كصلالِ الرِّمالِ أو كذئابِ الـ*****ـقاعِ رُقشاً هَبَيْنَ بعدَ رُكودِ
كلَّ مسترسلٍ إلى القرنِ ثبتٍ*****للمنايا كالصخرة ِ الصيخودِ
مُنْتَمٍ إنْ لَزَزْتَهُ عندَ جُرثو*****مة ِ فخرٍ منها إلى خيرِ عودِ
لا اقتربْنا إلاّ إِليك ولا زُرْ*****ناكَ إلاَّ عن سيبكَ المورودِ
و قضى اللهُ في عطاياك منه*****وعَطاياك عندَنا بالمزيدِ
ثُمّ نَادى في دارِ مُلْكِكَ: يا دا*****رُ أقيمي محروسة ً لا تبيدي
ومِنَ الآنِ فاستَمِعْ لندائي*****باياديك كلَّ " بيتٍ " شرودِ
سرونة
07/08/2012, 11:59 PM
وقوفى َ فى ذا الورى الخاملِ
وقوفى َ فى ذا الورى الخاملِ*****وقوفُ المَشُوقِ إلى العاذلِ
تصافح سمعى َ أقوالهمْ*****ولا يرجعون إلى طائلِ
فعرضُ البلاد على العارفين " أضيقُ " من مهجة ِ الباخلِ*****ـنَ أضيقُ من مهجة ِ الباخِلِ
ومن صدّ عن مثل أفعالهمْ*****" كمنْ صدّ عن كفّة الحابلِ "
ولمّا خبرتُ جميعَ البلا*****دِ لم أَرَ أضيعَ من عاقِلِ
ولولا ذوو النّقصِ فى دهرنا*****لَمَا عُرفَ الفضلُ للفاضِلِ
تعاظم منّى َ ما أبتغيهِ فما إنْ أعلّلُ بالباطلِ*****فما إنْ أُعلَّلُ بالباطلِ
وعوّدتُ قلبى فراقَ الحبيـ*****فما حنَّ شوقاً إلى راحلِ
يُعيِّرُني الضِّ*****يقَ أهلُ اليَسارِ
وما العزّ إلاّ لمنْ لا ترا*****هُ عينُك في موقفِ السائِلِ
إذا ما رأى الخِصْبَ عندَ اللّئا*****مِ أقامَ على البلد الماحلِ
وظلّ وبالك كلُّ " الرّخى ِّ "*****منَ المجد في شُغُلٍ شاغِلِ
وكيف أضِنُّ على شاكرٍ*****بظلِّ يفارقُني زائلِ؟
إذا لم يفارقك فى عامهِ*****فأنتَ المفارقُ من قابلِ
سرونة
08/08/2012, 12:02 AM
يا طيفُ أَلاَّ زُرتَنا بسَوادِ
يا طيفُ أَلاَّ زُرتَنا بسَوادِ*****لما " تصرعنا " حيالَ الوادي
ما كانَ ضرَّك والوُشاة ُ بمعزِلٍ*****عنا جميعاً لو طرقتَ وسادي ؟
والرّيُّ فيكَ وقد صَدَدْتَ فقل لنا*****- منا علينا - كيف ينقعُ صادِ ؟
من أجلِ أنّكَ تَسْتَبينُ على الكَرى*****أهوى الرقادَ ولاتَ حين رقادِ
و الحبُّ داءٌ في القلوبِ سقامهُ*****خافٍ على الرُّقباءِ والعُوّادِ
يا زورة ً من باخلٍ " بلقائهِ "*****عجلتْ عطيتهُ على الميعادِ
تركَ البياضَ لآمنٍ وأتى بهِ*****فَرَقَ الوشاية ِ في ثيابِ حدادِ
ولقد طرقتُ الخدْرَ فيه عقائلٌ*****ما قِلْنَ إلاّ في ضميرِ فؤادي
لمّا وردتُ خيامَهُنَّ سَقَينني*****من كلَّ معسولِ الرضاب برادِ
و مخضبِ الأطرافِ صدّ بوجههِ*****لما رأى شيبي مكانَ سوادي
و الغانياتُ لذي الشبابِ حبائبٌ*****و إذا المشيبُ دنا فهنّ أعادِ
شعرٌ تبدل لونهُ فتبدلتْ*****فيهِ القلوبُ شَناءَة ً بودادِ
لم تَجنِهِ إِلاّ الهمومُ بِمَفْرَقي*****و يخال " جاء به مع الميلادِ "
ولقد تكلَّفني الوشاة ُ وأَفرجوا*****عن جامحٍ متصاممٍ متمادِ
يلحَى العذولُ، وتلكَ منه سَفاهة ٌ*****وفؤادُه في الحبِّ غيرُ فؤادي
حتى كأنّ له صلاحي في الهوى*****دون الخلائقِ أو عليه فسادي
من مبلغٌ ملكَ الملوكِ رسالة ً*****مِنْ رائحٍ بثنائهِ أو غادِ؟
كم زارني وأنا البعيدُ عن الندى*****منْ سيبِ كفكَ من لهاً وأيادِ
عفواً كماانخرقَتْ شآبيبُ الحَيا*****مِن غيرِ إبراقٍ ولا إرعادِ
نِعَمٌ غلبْنَ على المزيدِ فما تَرى*****طَمعاً يجاوِزُهُنَّ للمُزْدادِ
لمّا كَثُرنَ عليَّ منك تبرُّعاً*****وتفجُّراً كثَّرنَ مِن حُسَّادي
كنتُ المشمرَ قبلها ولبستها*****فمشيتُ فيها " ساحباً أبرادي "
متأطراً أشراً كزعزعة ِ الصبا*****أفنانَ فرعِ الأيكة ِ الميَّادِ
و لأنتَ يا ملك الورى في معشرٍ*****طالوا مدى الأنجادِ والأمجادِ
فاتوا الأنامَ وحَلَّقوا في شاهقٍ*****عالٍ على الأعلامِ والأطوادِ
لا يتركون ذُرى الأسرَّة عزَّة ً*****إلاّ إذا رَكبوا ظهورَ جيادِ
قومٌ إذا اشتجر القنا ورأيته*****كالغابِ كانوا فيه كالآسادِ
وإذا مضتْ عَرَضاً أحاديثُ الوغَى*****قَلِقَتْ سيوفُهُم من الأغمادِ
الضاربينَ القرنَ وهْوَ مُصمِّمٌ*****بصوارمٍ بيضِ المتونِ حِدادِ
و الحاطمينَ غداة َ كلَّ كريهة ٍ*****في الدَّارعينَ صدورَ كلِّ صِعادِ
و الراسخين وهضبُ يذبلَ طائشٌ*****" والمقفرين " مكامن الأحقادِ
" وتراهمُ " كرماً خلالَ نعيمهمْ*****مُتَنصِّتين إلى غياثِ مُنادِ
سَعدَتْ بطالِعكمْ وبارك ربُّكمْ*****فيما حَوى واديكُمُ مِن وادِ
ففناؤه مجنى المكارم واللها*****و مجاثمُ الطلابِ والروادِ
للهِ درك نصبَ عورة ِ حادثٍ*****حدباً ترامى دونها وترادى
والخيلُ دامية ُ الجلودِ كأنَّما*****لُطِخَتْ على أجسادِها بجِسادِ
في ظهرِ روعاءِ الفؤادِ كأنها*****نجمٌ تهور أوْ شرارُ زنادِ
و القومُ أعناقٌ بغيرِ كواهلٍ*****حصدتْ وأجسامٌ بغير هوادِ
أمّا القلوبُ فهنَّ فيكَ أصادِقٌ*****و لمن سواك مصادقٌ ومعادِ
ألفتهنَّ على الندى فتألفتْ*****بدداً على الإثناءٍ والإحمادِ
و أنا الذي واليتُ فيك مدائحاً*****كالشّمسِ طالعة ً بغيرِ بلادِ
يترنمّ الخالي بهنّ وربما*****وَنَتِ الرِّكابُ فكنَّ حَدْوَ الحادي
يا لَيْتَهُنَّ عُرِضْنَ عندكَ من يدي*****و سمعنَ حين سمعنَ من إنشادي
فامْنُنْ بتقريبٍ إليك أفُزْ بهِ*****يا مالكَ التَّقريبِ والإبعادِ
فالخطّ عندك " عصمتي " ووثيقتي*****و الرأيُ منك ذخيرتي وعتادي
و أحقُّ بالإدناءِ من حجراتكمْ*****كلفٌ يوالي فيكمُ ويعادي
أنتمْ ملاذي في الخُطوبِ وأنتُمُ*****إنْ زلَّ بالمكروهِ منه عِمادي
أوْ سعتمُ لما نزلتُ بكمْ يدي*****وأَطبْتُمُ لمّا أضَفْتُمْ زادي
وأَريتموني بالمكارمِ أنَّني*****لم أدرِ كيفَ خلائِقُ الأجوادِ
" سبلٌ " من الأباءِ لما غيبوا*****في الأرض عنه أقامَ في الأولادِ
فاسلمْ لنا ملكَ الملوكِ ولم تزلْ*****تَبقَى على الدُّنيا بغيرِ نَفادِ
و اسعدْ بنيروزِ أتاك مبشراً*****ببلوغِ كلِّ محبَّة ٍ ومُرادِ
يمضي ويأتيك الزمان بمثلهِ*****أبداً يلفُّ مَراوحاً بمغادِ
لا رابَنا فيك الزَّمانُ ولم تَزَلْ*****يَفْديكَ مِنّا كلَّ يومٍ فادِ
في عزِّ مُلكٍ كالثُّريّا مُرتقًى*****شَثِنِ المرائِرِ ثابتِ الأوتادِ
سرونة
08/08/2012, 12:02 AM
يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي
يا ربِّ لا تجعلِ المنظورَ من أجلي*****يلقاك بالسّى ّءِ المكروهِ من عملى
واجعلْ مسيري إلى لُقياك يومَ تَرى*****حشرَ الأنامِ على نهجٍ من السُّبُلِ
فى واضحٍ جددٍ تأبى العثارَ به*****رِجْلي فلا هَفْوَتي فيه ولا زَللي
وأعطني الأمنَ في يومٍ تكونُ بهِ*****قلوبُ خلقك مُلقاة ً على الوَجَلِ
كم ذا أؤمل عفواً لستُ أكسبهُ*****ويلٌ لجلدى َ يوم النّارِ من أملى
وأُسْتَغَرُّ بما أمَّلتُ تخدَعُني*****لَيَّ الحوادثِ إذْ أَرْخَتْ من الطِّوَلِ
كأنَّني وزنادُ الخوفِ تلذعُني*****بما أخافُ وأرجو غيرُ محتفلِ
قولٌ جَميلٌ وأفعالٌ مُقبَّحة ٌ*****يا بعدَ ذا القول فى الدّنيا من العملِ
يا بُؤسَ للدَّهرِ غُرَّ العالِمون بهِ*****والجاهلونَ معاً في الأعصُر الأُوَلِ
مَضَوْا جميعاً فلا عينٌ ولا أثرٌ*****" حانوا " وحالوا وهذا الدّهرُ لم يحلِ
كأنّهمْ بعد ما استمطوا جنائزهمْ*****لم يَمْتطوا صَهَواتِ الخيلِ والإبلِ
قالوا : فرغتَ من الأشغال ؟ قلت لهمْ :*****لو لم أكن بانتظارِ الموتِ في شُغُلِ
إنِّي لأعلمُ علماً لا يخالجُه*****شكٌّ فأطمع للدّنيا ويطمع لى
بأنَّه لا مَحيصٌ عن مَدى سَفري*****ولا دواءٌ لِما أشكوهُ من عللي
وإنِّني سوفَ ألقَى ما يُطيحُ بهِ*****كيدي وتذهبُ عنه ضُلَّلاً حِيَلي
وكيف يطبق جفناً بالكرى رجلٌ*****وراءَه للرَّدى حادٍ منَ الأجلِ؟
أم كيف يصبح جذلاناً وليس له*****علمُ الإلهِ بعقبى ذلك الجذلِ ؟
يا راقداً ونداءُ الله يوقظُه*****ألاّ تزوَّدتَ فينا زادَ مُرتحلِ؟
مالي أراك على ربِّ الورى بَطِراً*****وأنتَ في النّاس ملآنٌ منَ الفَشَلِ
وكم تجود بجمّاتِ الثّوابِ غداً*****وأنتَ توصَفُ فينا اليومَ بالبُخُلِ
للهِ مَن لا تراهُ غِبَّ حادثة ٍ*****مُجرَّحاً بشفارِ اللَّومِ والعَذَلِ
يرنو إلى الدَّهرِ من أجفانِ صادقة ٍ*****بدا لها منه ما يخفى على المقلِ "
فالعزُّ في هجرة الدُّنيا وما ضمنتْ*****والذّلُّ فى طلب الأموال والدّولِ
سرونة
08/08/2012, 12:03 AM
إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذرنا
إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذرنا*****فلا اعتذارٌ مِنّا إلى أحَدِ
والعبدُ علماً بحلمِ سيِّدِهِ*****يذنبُ عمداً وغيرَ معتمدِ
ما حُجّتي عُدَّتي لكنْ تغا*****ضيك عن المذنبين من عددي
يا راكباً بلِّغِ السَّلامَ إذا*****شِمتَ خياما شطَّتْ على بُعُدِ
و قلْ لفخرِ الملوكِ قاطبة ً*****منْ والدٍ قد مضى ومن ولدِ
ومن حباهُ الإِله منزلة ً*****كم طلبوها فلم تنلْ بيدِ
عبدُكَ جَلْدٌ على الخطوبِ ومُذْ*****نأيتَ " عنه أضحى " بلا جلدِ
يُطرِقُ مُستوحشاً لما فاتَهُ*****منك وما بالأجفانِ من رَمَدِ
قد سارَ قلبي لمّا ارتحلتَ وما*****خانَ وإن كان خانَهُ جَسَدي
إنيَ يا ذا الجلالتين وقد*****خُلّفتُ عنكمْ كُرْهاً ولم أرِدِ
كخائفٍ في بلادِ مضيعة ٍ*****مستترٍ بالظلامِ منفردِ
أو حامل والظِّماءُ يُحرقهُ*****بعد معينِ عذب على ثمدِ
يا كثبي منه عدْ عليّ ويا*****بُعْديَ باللهِ قطُّ لا تَعُدِ
و قلْ لحسادِ ما خصصتُ بهِ*****ردوا زماني واستأنفوا حسدي
و ابق لنا في ظلالِ مملكة ٍ*****أعزَّ عزّاً من جانبِ الأسدِ
و ليهنكَ المهرجانُ " متئداً "*****بما ترجى وغير متئدِ
يمضي ويأتي منه لنا خلفٌ*****و أنتَ باقٍ لنا على الأبدِ
وعن قليلٍ أزورُ من بَلَدي*****دارَك معمورة ً على بَلَدِ
و ليس يحتاج - في الوصولِ إلى*****آمِدَ مفتوحة ً إلى أمَدِ
سرونة
08/08/2012, 12:03 AM
حلفتُ بشُعثٍ من نِزارٍ تعلَّقوا
حلفتُ بشُعثٍ من نِزارٍ تعلَّقوا*****بأستارِ مرفوعِ الذَّلاذلِ مائلِ
تلاقوا عليه ثائرين فأعرضوا*****بأرجائه عن أخذِ تلك الطَّوائلِ
وما رشَفوا من صخرة ٍ بشفاهِهمْ*****وما مسحوا من ركنه بالأناملِ
وما عقروا بالخيفِ تجرى شعابه*****بما " بذلوه " من سديسٍ وبازلِ
وأيدى المطايا إذ وقفن عشيّة ً*****على عرفاتٍ بعدَ طيِّ المنازلِ
لحبّكِ يا ظباءُ فى باطن الحشا*****وإنْ رُغِمَ الواشي، لطيفُ المداخلِ
وما أخلقتْ منه اللَّيالي وإنَّهُ*****جديدٌ على مرِّ المدى المتطاولِ
ويعجبنى منك الحديثُ إخالهُ*****صحيحاً وإنْ حدَّثَتْنا بالأباطلِ
كأنّي وقد نازعِتني القولَ قاطفٌ*****من الصّبحِ نوراً ببعضِ الخمائلِ
سرونة
08/08/2012, 12:04 AM
ألا يا أيُّها الحادي
ألا يا أيُّها الحادي*****قفِ العيسَ على الوادي
قفِ العيسَ ففي كفكَ إسعافي وإسعادي*****ـكَ إسعافي وإسعادي
و في الأظعانِ أباءٌ*****يِ عن أحْقافِ أعقادِ؟
كثيبٌ غيرُ منهالٍ*****و غصنٌ غيرُ " ميادِ "
و فرعٌ أجعدُ " الشعرِ "*****و لكنْ أيُّ إجعادِ !
يراميني فأشويهِ*****و لا يرضى بإقصادي
ومَنْ لو شاءَ يومَ الجِزْ*****عِ ما ضنّ بميعادي
ومَنْ يُبْدِلُ إصلاحِـ*****ـيَ " في الحبَّ بإفسادي
متى ينقعُ من ريقِـ*****ـكَ إنْ جُدتَ به صادي
أبنْ لي هل " على " الجرعا*****ءِ في أهليك من غادِ؟
وهلْ مُحَّتْ رُباً كنتُ*****بها أسحبُ أبرادي؟
وأينَ الطَّيفُ من ظَمْيا*****ءَ أمسي وهو معتادي ؟
جفا صبحاً ووافاني*****صريعاً بينَ رُقَّادي
و أعناقُ المطايا منْ*****كلالٍ بين إعضادِ
تلاقينا بأرواحٍ*****وفارَقْنا بأجسادِ
دعِ العذلَ فغيرُ العَذْ*****لِ أضحَى وهْو مُقتادي
و غبراءِ كظهرِ التر*****سِ " أكالة ِ " أزوادِ
وللرِّيحِ بها أنٌّ*****حَكى غَمغَمة َ الشادي
تعسفتُ بوجافٍ*****على الإعياءِ وخادِ
لفخرِ الملك إنعامٌ*****على الحاضرِ والبادي
وجودٌ يدعُ الأجوا*****دَ قِدْماً غيرَ أجوادِ
و أموالٌ " يسوقنَ "*****إلى حاجة ِ مُرْتادِ
فتًى لا يُركِبُ الخُلْفَ*****" قرا " وعدٍ وإيعادِ
و لا يرضيهِ في المأز*****قِ إلاَّ ضربة ُ الهادي
ولا يَبْذُلُ للأَضيا*****فِ إلاّ صَفْوة َ الزَّادِ
إذا لذتَ به لذ*****تَ بطودٍ بين أطوادِ
وإنْ صُلتَ به صُلْـ*****ـتَ بليثٍ بينَ آسادِ
و يومٍ كمحلّ القد*****رِ حَشُّوهُ بإيقادِ
تراهُ أبداً يضر*****بُ أنجاداً بأنجادِ
وأبدلتَ الظُّبا بالها*****مِ أغماداً بأغمادِ
قِ ليثَ الغابة ِ العادي
ثَوى الخِيسَ وإنْ كانَ*****من القاع بمرصادِ
عزيز الطعمِ ما كان*****لخوّارٍ بمصطادِ
و مطوياً " كطيَّ " المـ*****ـرَسِ التفَّ على وادِ
له في كلِّ إشراقٍ*****لديغٌ بين عوادِ
وكم مِنْ نِعَمٍ تُؤْمٍ*****له عندي وأفرادِ
منيفاتٍ على الحاجِ*****مروقاتٍ عن العادِ
يُعارضْنَ سُيولَ الما*****ءِ إمداداً بإمدادِ
فقد طلنَ مدى شكري*****وبرَّحنَ بأَحمادي
أأنساكَ وإدناؤ*****ك يُعلينيَ في النّادِي؟
و تخصيصي بنجواكَ*****منَ القومِ وإفرادي
و إخراجك أضغاني*****من القلبِ وأحقادي
وتَكثيرُكَ بالنَّعْما*****ءِ أعدائي وحسادي
ويفديك منَ الأقوا*****مِ سَيّارٌ بلا حادِ
أبى الخيرَ فما " يرتا*****دُ " إلا شرَّ " مرتادِ "
و من يأتي إذا آتى*****بإنزارٍ وإزهادِ
و من يهفو بإصدارٍ*****كما يَهْفو بإيرادِ
بأغلالٍ منَ العُرفِ*****إذا سيل وأقياد
أتمَّ اللهُ ما أعطا*****كَ من عزٍّ ومن آدِ
و هنيتَ بنيروز*****كَ هذا الرّائحِ الغادي
و عشْ حتى تملَّ العيـ*****ـشَ عمراً غيرَ معتادِ
سرونة
08/08/2012, 12:04 AM
أما تَرى الدَّهرَ لا يَبقَى على حالِ
أما تَرى الدَّهرَ لا يَبقَى على حالِ*****طوراً بأمنٍ وأطواراً بأوجالِ ؟
أبغي النَّجاءَ وما أَنجو وإنْ غفلتْ*****عنّى المنون كما لم ينجُ أمثالى
شَواردٌ من مُصيباتٍ ثَبتْنَ لنا*****يصبن ما شئن من نفسٍ ومن مالِ
متى ينلْنَ الفتى قالوا: دَنا أجلٌ*****يا هلْ أرى فى اللّيالى غيرَ آجالِ ؟
بذلٌ يؤوب إلى منعٍ ، وعافية ٌ*****تجرُّ داءً ونُكسٌ بعدَ إبلالِ
وما سررتُ بأيّامِ الكمال فما*****" يعرو الفتى النّقصُ إلاّ عند إكمالِ "
يا ليت شعرى َ والأهواءُ مولعة ٌ*****برجم مُستترٍ في الغيبِ دَخَّالِ
بأيِّ نوعٍ منَ المكروهِ تُخْرجني*****هذي النَّوائبُ عن أهلي وعن مالي؟
وأى ُّ علقمة ٍ فى كفّ حادثة ٍ*****" أجنى " لها كى أسقّاها " وتجنى " لى
ما للنَّوائبِ يُعفِينَ الثُّمامَ كما*****يَعْنُفْنَ بالنَّبعِ أوْ يُقذفْنَ بالضّالي؟
وما لهنّ وما يبغين من أربٍ*****" يفنين " نفسى وقد أبقين أسمالى ؟
نلقَى المخاوفَ في الدُّنيا ونأمنُها*****ونطلبُ العزَّ في الدُّنيا بإِذلالِ
وتُستَذَمُّ لنا في كلَّ شارقة ٍ*****وما لها مُبغضٌ منّا ولا قالي
لِذاذة ٌ لم تُنَلْ إلاّ بمؤلمة ٍ*****وصحَّة ٌ لم تدُمْ إِلاّ بإعلالِ
فما أمنتُ بها إلاّ على حذرٍ*****ولا فرغتُ بها إلاّ بأشغالِ
ومسمعٍ جاء من أرجان يسمعنى*****قولاً يكثّر من همِّي وبَلْبالي
أَهدى على زعمهِ بَرْدَ اليقينِ بهِ*****فشبّ بين ضلوعى جمرة َ الصّالى
نعى إلى َّ قوامَ الدّين ؛ حادثة ٌ*****أحال ما جاء منها كلَّ أحوالى
فلو أَطَقتُ فنفسي لا تَضِنُّ بهِ*****شققتُ قلبى ولم أعرضْ لسربالى
ولم تنلْ عقرَ نفسى فى المصاب يدى*****فبتّ أعقرُ أطلابى وآمالى
أقول والرّبعُ مغبرٌّ جوانبهُ :*****مَنْ بدَّلَ المنزلَ المأهولَ بالخالي؟
منْ أخرج اللّيث من " ذاك " العرين ومنْ*****حطَّ المحلِّقَ في العَلياءِ مِن عالِ؟
مَنْ زعزعَ الجبلَ العاديَّ مَنْبتُه*****ومَن طَوى ذلك الجوّالَ في جالِ؟
مَنْ حلَّ عُثْلَ المنايا فيهِ ثمَّ رَمى*****قوائمَ السّابقِ الجاري بعُقّالِ؟
منْ ساجل الغيثَ هطّالاً بأذنبة ٍ*****مَنْ كايَلَ البحرَ مِكيالاً بمكيالِ؟
منْ طاول الشّمَّ حتّى طالهنّ ذراً ؟*****من وازن الصّمَّ مثقالاً بمثقالِ ؟
سائلْ بمَلْكِ الورى لِمْ زلَّ أخْمَصُهُ*****وهو الذي كان ثَبتاً غيرَ زوّالِ؟
وكيفَ أعجزَهُ هولٌ ألمَّ به؟*****وهو المدفّعُ أهوالاً بأهوالِ
وكيفَ أصحرَ بالبيداءِ مُنْفرداً*****مُخدَّمٌ بينَ أكنانٍ وأظلالِ؟
وكيف حطّ ملظُّ فى بلهنية ٍ*****من ناعمِ العيش داراً غيرَ مِحْلالِ؟
وكيف لم يُعطني من ثِقْلهِ طَرَفاً*****قَرْمٌ تحمَّلَ عنّي كلَّ أَثقالي؟
وكيف ضلّ بأيدى الحادثات فتًى*****مُعطِي النَّجاة ِ وهادي كلِّ ضَلاَّلِ؟
منْ للسّرير الذى تعنو الجباهُ له*****مقسومة ً بين تعظيمٍ وإجلالِ ؟
من للرّواقِ إذا حفّ الوفودُ به*****سامين نحو شرودِ النّطقِ قوّالِ ؟
من للعفاة ِ إذا ابتلّوا بنائلهِ*****صباحَ يومٍ شديد الهضم للمالِ؟
من للسّوايق يعرورى " مناسجها "*****وتَنْثني بالدَّمِ القاني بأجْلالِ؟
نزائعٌ كالنّعامِ الكدرِ نفّرها*****صراصرٌ من حديدِ الظّفرِ نشّالِ
أو كالسَّراحينِ تَفْري كلَّ مُقفرة ٍ*****غرثى من الزّاد تنسالاً بتعسالِ
من للقنا طال حتّى قال مبصره :*****ما هزّ هذا القنا إلاّ بأطوالِ ؟
من للصّوارم تعرى من مغامدها*****وتُكْتَسى أغْمُداً في هامِ أبطالِ؟
من للمكيدة حكّته لتبلوه*****تحكّكَ القلصِ الجربى بأجذالِ
من للكتائبِ خرساً غيرَ ناطقة ٍ*****يجلجل الطّعنُ فيها أى ّ جلجالِ
فيهنّ كلُّ هضيم الكشحِ معترقٍ*****مُشَذَّبٍ كسَحوقِ النَّخْلِ طُوّالِ
إذا مشى فى فضولِ الدّرع تحسبه*****مقلّباً نخوة ً أعطافَ رئبالِ
ذو ناظرٍ توقد الأضغانَ لحظتهُ*****كصلِّ رملة ِ وادٍ بينَ أصلالِ
قد كنتَ توعدنى العدَّ الغزيرَ ندًى*****فالآن أقنع بعد العدِّ بالآلِ
وما قنعتُ وبي في غيرهِ طمعٌ*****واليأسُ أرْوَحُ ولاّجٍ على البالِ
وكنتَ لي وَزَراً في كلِّ مُعضلة ٍ*****أُمسي أشمِّرُ فيها فضلَ أذيالي
وكنتَ أدنَى وقد ناديتُ مُنتصراً*****إليَّ في الخطبِ من نفسي ومن آلي
يا طالبى َّ خذا منّى اقتراحكما*****ما مانعٌ دون ما أخشَى ولا والِ
واستعجِلا في يديَّ اليومَ ثأرَكُما*****بذلتُ ما لم أكن فيه ببذّالِ
قد دَغْدَغَ الموتُ نُصَّاري وحاميتي*****وضعضَع الموتُ أطوادي وأجبالي
ونالني بالأذَى مَن كان يرمُقُني*****قبيل هذا الرّدى بالمربأ العالى
أصبحتُ فيك " أزيرُ الشّكّ " معرفتى*****عمداً وأصرفُ ذاك الخُبْرَ عن بالي
وأسأل الرّكبَ عندى مثل علمهمُ*****أرجو تَعِلَّة َ إلْباسي وإشكالي
قبرٌ على الكوفة الغرّاء نتبعه*****فى كلّ يومٍ بإرنانٍ وإعوالِ
كأنَّما مِسْكة ٌ في تربة ٍ فُتِقَتْ*****من طيبِ عَرْفِكِ أو ناجودُ جِرْيالِ
لم يدفنوك به لكنّهم هرقوا*****وما دَرَوْا سَجْلَ إحسانٍ وإجمالِ
وإنَّني آنفٌ سَقْيَ السَّحابِ لهُ*****فتربة ٌ أنتَ فيها غيرُ مِمْحالِ
جادتْك من صلواتِ الله أوعية ٌ*****غزيرة ٌ ذاتُ إسجامٍ وإسبالِ
مُلِثَّة ُ الوَدْقِ تَسْري اللّيلَ أجمعَهُ*****فإنْ غَدتْ وصلتْ صُبحاً بآصالِ
لا مسَّ منك البِلَى ما مسَّ من بشَرٍ*****فإنْ بَلِيتَ فما معروفُكَ البالي
وناب عنك جميلٌ كنتَ تعمله*****حيثُ النَّجاءُ لمن ينجو بأعمالِ
فالذِّكرُ عندي مقيمٌ إنْ نُسِيتَ وإِنْ*****سُلِيتَ يوماً فغيري قلبُه السّالي
سرونة
08/08/2012, 12:04 AM
جرعني حبه وباعدني
جرعني حبه وباعدني*****فلم أنلْ وصلَه ولم أكدِ
و زارني قبل أنْ تملكني*****فصرتُ عبداً له فلمْ يَعُدِ
يضحكُ عن لؤلؤٍ فإن يكنِ ال*****لؤلؤ ذا صُفرة ٍ فعَنْ بَرَدِ
و لستُ أرضى تشبيهَ لقيتهِ*****بساعة ِ الأمنِ أو جَنَى الشَّهَدِ
سرونة
08/08/2012, 12:05 AM
لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى
لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى*****تسومُني هجْرَ مَنْ في هجرهِ أجلي
دعْ عنك عَذْلي فإنَّ العذلَ منك وما*****هَذي الصَّبابة ُ من عندي ولا قِبَلي
وفى الهوادج من لو شاء علّلنى*****يومَ الرَّحيلِ وقد سِرْنا على عَجلِ
بوقفة ٍ لم يُرِدني يومَ ذاك بها*****" وهى " الشّفاءُ لما أشكوه من عللى
فلو مررنا على وادي العُذَيْبِ دَرى*****من عالج الشّوقَ أنّى " عنك " فى شللِ
كم ثمَّ من مهجة ٍ تقضى بلا قودٍ*****ومن دمٍ طُلَّ من وجدٍ على طَلَلِ
ومن فؤادٍ إذا سيقتْ ركائبهمْ*****طوعَ النَّوى من شَرافٍ سِيقَ في الإبلِ
تسوقُه النُّجْلُ إذْ بانتْ، ويوقظُهُ*****على الهوى لَمَعانُ المَبْسَمِ الرَّتِلِ
ومعشرٍ بمنًى أضحتْ شفارهمُ*****بلغنَ فى ثغراتِ الاينقِ البزلِ
وبالمحصَّبِ ينتابُ الجمارَ بهِ*****عصائبٌ جئنَ من سَهلٍ ومن جبَلِ
والبائتين بجمعٍ والرّكائبُ قد*****مَلَّتْ هنالك من شَدٍّ ومن رَحَلِ
ونازلي عرفاتٍ شاخصينَ إلى*****ذُؤابة ِ الشَّمسِ أنْ تدنو إلى الطَّفَلِ
لقد تبوّأ فخرُ الملك منزلة ً*****علياءَ شطَّتْ على الأيدي فلم تُنَلِ
ملساءَ يحسبُها الأقوامُ في مَلَكٍ*****وإنَّما هي بالتَّحصيلِ في رَجُلِ
ياموحشى ببعادى منه فى وطنى*****ومن بلادى ومن أهلى ومن خللى
وتاركي ـ بعد أنْ كانتْ زيارتُه*****حَلْياً بجيديَ ـ مملوءاً منَ العَطَلِ
إنّي جليدٌ على الأهوالِ قاطبة ً*****ولستُ في فرقتي إيّاك بالبَطلِ
أنتَ الذي نلتُ منه وهْوَ مُخْتَفِرٌ*****فوق الذى كان يسمو نحوه أملى
من ناظماتِ سُموطِ الفخر باقية ً*****يحول صبغُراللّيالى وهى لم تحلِ
ومن مقالٍ إذا فاه الرّواة ُ به*****كأنّه فى قديم الدّهر لم يقلِ
كم لى بحضرتك الغرّاءِ من قدمٍ*****ووقفة ٍ لم أخفْ فيها من الزّللِ
أروح أسحب فيها ذيلَ " مفتخرٍ "*****وساحبُ الفخرِ ينسَى ساحبَ الحُلَلِ
ماذا بقربك من عزٍّ ومفخرة ٍ*****وما بكفِّكَ من غُنْمٍ ومن نَفَلِ؟
وما بساحتك الغرّاء من شرفٍ*****وتربِ مجلسك المعمور " من قبلِ "
وأيُّ ذي خَنْزُواناتٍ يُدِلُّ بها*****بعقرِ دارك لم يعددْ من الخولِ ؟
إنَّ العراقَ إلى نجواك طامحة ٌ*****طماحة َ الهيمِ نحو العارض الهطلِ
وإنّ من بات " خوفٌ منك يعقلهُ "*****قد همّ أو كاد أنْ ينجو من العقلِ
فلا محوا الغدرَ لمّا أن بعدتَ " ومذْ "*****رِيعوا بقربك أَغضَوا عنه بالمُقَلِ
قد قلتُ للقوم غرّتهمْ بشاشته*****وربَّما شَرِقَ المُشتارُ بالعَسَلِ
لا تُحْرِجوهُ إلى شَعواءَ قاطعة ٍ*****فتخرجوا فيه " من أمنٍ إلى وجلِ
فالصّلحُ مّمن درى الضرَّ المحيطَ به*****ولا دفاعَ له صلحٌ على دَخَلِ
عُوتِبتُمُ فأبَيتمْ نُصحَ ذي شَفَقٍ*****وباظّبا يعتبُ الآبى أو الأسلِ
أرخَى لكمْ فحسبتُمْ لا زمامَ لكُمْ*****وليس يَفْرِقُ فَوْتاً مُمسِكُ الطِّوَلِ
وقد وألتمْ مراراً فى نكايتهِ*****وربَّما عَثر الجاني فلم يُؤَلِ
فاسلمْ لنا فخرَ هذا الملك وابقَ على*****مرّ الزّمان بظلٍّ غير منتقلِ
وقد مضَى عنك شهرُ الصَّومِ مُنْسلخاً*****يثنى عليك بخير القول والعملِ
فاسعدْ بذا العيدِ واقبلْ ما حباكَ بهِ*****من المسرّة ِ فيما شئت والجذلِ
مبرّءًا من لمامِ السّوءِ أجمعهِ*****مملّكاً أنفسَ الأعمارِ والمهلِ
سرونة
08/08/2012, 12:17 AM
هل هاجَ شوقَك صوتُ الطائرِ الغَرِدِ
هل هاجَ شوقَك صوتُ الطائرِ الغَرِدِ*****في الربعِ والربعُ عريانٌ بلا أحدِ ؟
غنَّاك ما قلبُه شوقاً بمُكتئبٍ*****وليس دمعٌ له حُزْناً بمطَّرِدِ
و ربما هاجَ أحزانَ الفؤادِ وما*****يَدْري خليٌّ منَ الأشجانِ والكَمَدِ
أمّا الذينَ رَمَتْ عَسفانَ عِيرُهُمُ*****بكلِّ مَوَّرة ٍ عَيرانة ٍ أُجُدِ
ففي الفؤادِ على آثارِهمْ جَزَعٌ*****لا يستفيق وهمٌّ غيرُ مفتقدِ
حنوا إليك وقد شطّ المزارُ بهمْ*****كأنهمْ لم يصدوا عنك من صددِ
قد قلتُ لمّا لقِينا الظَّعنَ سائرة ً:*****ماذا يفيد لقيناهنَّ من غيدِ ؟
مِن كلِّ مَوسومة ٍ بالحسن بَهْكَنَة ٍ*****كأنَّما سُرقتْ من جنَّة ِ الخُلُدِ
من عاذري في الغواني غبَّ منتشرٍ*****من المشيبِ كنوارِ الضحى بددِ
وافى ولم يبغِ مني أن أهيبَ به*****و حلَّ مني كرهاً حيث لم أردِ
و لو جنته يدي ما كنتُ طائعها*****لكنْ جناه على فوديَّ غيرُ يدي
دعْ عنك كلَّ لئيمِ الطّبعِ مُبتذَلٍ*****أذلَّ في عَرَصاتِ الدار من وَتَدِ
إنْ همّ بالخير عاقته عزائقهُ*****و إنْ مضى في طريق الحمدِ لم يعدِ
و لا تؤاخِ من الأقوامِ منطوياً*****على الضَّغينة ِ مملوءاً من الحسَدِ
نَشْواً منَ الغيِّ ما لم يَدْرِهِ أبَداً*****ولا يمرُّ بما يدري منَ الرَّشَدِ
يا فخرَ ملكِ بني العباس كلِّهمُ*****من والدٍ قد مضى منهمْ ومن ولدِ
ومَن يجودُ على ما في نَوافِلهِ*****بالفخر قبل الجود بالصفدِ
للهِ دَرُّكَ تَمري شَدَّ ناجية ٍ*****هوجاءَ مَرْشوشة ِ القُطرين بالنَّجَدِ
كأنها وكريم النجوِ يحفزها*****إلى بلوغِ المدى سيدٌ على جددِ
وفي يديك لَعوبُ المتنِ مُبتَدِرٌ*****إلى تقنُّصِ نفسِ الفارسِ النَّجِدِ
مثلُ الرشاءِ ولكنْ لا قليبَ له*****يومَ الكريهة ِ إلاّ منحني الكبدِ
ماذا يريبُ العدى لا درّ درهمُ*****من نازحٍ عن مقامِ العذلِ والفندِ
ما زالَ والظّمْءُ يَستدعي مكارِعَهُ*****إنْ فاتَهُ العِدُّ لم يُوردْ على ثَمَدِ
كم ذا لكفِّكِ من آثارِ مكرُمة ٍ*****في غنمِ مفتقرٍ أو فكَّ مضطهدِ
قلائدٌ مثلُ أطواقِ الحمامِ لنا*****تَبيدُ أُخرى اللّيالي وهْيَ لم تَبِدِ
و حاطها وهي بالبيداءِ مصخرة ٌ*****لأخذِ مستلبٍ أو لقمِ مزردِ
من بعد ما غاب عنها كلُّ منتصرٍ*****فمنْ جنى فبلا عقلٍ ولا قودِ
وجُبتَ أعداءَها عنها فلو طلبتْ*****لها عدواً طوالَ الدهرِ لم تجدِ
حتى استقرتْ وقد كانتْ مقلقلة ً*****تُساقُ من بلدٍ ناءٍ إلى بَلَدِ
لولا مكانُك كانتْ يومَ بَطشتها*****بلا ذراعٍ ولا كفٍّ ولا عَضُدِ
مَنْ كان غيرَك والرُّعيانُ قد هَجموا*****يضمُّ أرجاءَ تلك الثلة ِ الشردِ ؟
و منْ يدلّ - وقد ضلتْ حلومهمُ*****عنِ السَّدادِ إلى شيءٍ منَ السَّدَدِ
فالآن أصبح ما قد كان منتهكاً*****ذُؤابَة َ النِّيقِ أو عِرِّيسة ِ الأسدِ
لا فاتَنا لكَ دهرٌ لا تزالُ بهِ*****و لا انتهيتَ من الدنيا إلى أمدِ
و ضلّ عنا الذي نخشى ولا نضبتْ*****هذي الغضارة ُ عن أيّامنا الجُدُدِ
وعادكَ العيدُ أعواماً متى حُصِرتْ*****بالعدَّ كانتْ بلا حصرٍ ولا عددِ
في ظلَّ مملكة ٍ تبلى الصخورُ على*****طولِ المدى وهيَ لا تبلى على الأمدِ
سرونة
08/08/2012, 12:18 AM
ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى
ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى*****عطلاً بلا شاءٍ ولا جاملِ ؟
حالتْ مغانيه ووجدى به*****غضٌّ جديدٌ ليس بالحائلِ
لو أبصرتنى ناحلاً عينهُ*****لا ستأنس النّاحلُ بالنّاحلِ
لولا الألى حلّوا طلولَ الّلوى*****ما كان لى فيهنّ من طائلِ
دعْ عنك وَقّافاً على أربُعٍ*****يسألُ فيهن عنِ الرّاحلِ
فلن تراني أبداً سائلاً*****ما ليسَ يدري لغة َ السَّائلِ
ياصاحبيَّ اليومَ لا تلحيا*****على الهوَى مَن ليس بالقابلِ
لا تَصدُقاني عن ذنوبِ الصِّبا*****وعلِّلا قلبيَ بالباطلِ
فليس بالحُبِّ على مُتْلِفٍ*****أرْشٌ ولا عَدْوَى على قاتلِ
قد قلتُ للسّارى إلى سوأة ٍ*****تغويهِ فيها لذّة ُ العاجلِ
تفنى وتبقى من أحاديثها*****ما ليس بالفاني ولا الزّائلِ:
نهنهْ بنيّاتِ هواها ودعْ*****شاربَها صِرْفاً على الآكلِ
ولا تردْ غدرانها ناهلاً*****كم ظامئٍ أحمدُ من ناهلِ
لولا ثناءٌ خالدٌ ذكرهُ*****ما انتصف العالمُ من جاهلِ
إنّ لفخر الملك عندى يداً*****أعيا بأنْ يحملها كاهلى
لم تُجرِها في خاطرٍ فكرة ٌ*****ولم يَنَلْها أَمَلُ الآملِ
متى أفضْ فى ذكرها مثنياً*****فإنّنى فى شغلٍ شاغلِ
كأنَّما شَنَّ الذي بثَّها*****لَطِيمة ً في المجلسِ الحافلِ
أنتَ الذي تُعطي بلا موعدٍ*****وتترك الوعدَ على الماطلِ
كم أنقذتْ كفّك من موثقٍ*****عانٍ وكم نبّهتَ من خاملِ
والملكُ لولا أنتَ يا فخرهُ*****ما كان إلاّ نهزة َ الخاتلِ
أيُّ مُقامٍ لك في نصرِهِ*****وهو على هارى البنا مائلِ !
كالشّمس إلاّ أنّه فى الدّجى*****ما غاب عن عينك بالحائلِ
يُرجى ويُخشى فهْوَ كالبحر في*****ردى مُبيرٍ وندى واصِلِ
لا يولجُ الهزلَ على جدّه*****يوماً ولا الحقَّ على الباطِلِ
سيق إليه من قلوب الورى*****كلُّ حَرونٍ بالخُطا باخِلِ
وصادَ مِن أهوائهمْ بالنَّدى*****ما لم تَصِدْه كُفَّة ُ الحابِلِ
وعلّمتْ آلاؤه شكره*****والشُّكر مُستَمْلى ً على الباذِلِ
لا ضامك الدّهرُ ولازلتَ من*****نعيمهِ في منزلٍ آهِلِ
وانعمْ بذا العيدِ وخذْ سعده*****في عاجلِ العام وفي قابلِ
تَبلى وتُسْتَأْنفُ أثوابُه*****ترفلُ فيهنّ مع الرّافلِ
وضحِّ بالأعداءِ واجعلهمُ*****مكانَ ذاك النّعمِ الهاملِ
ولا عَدِمنا منكَ هذا الذي*****نراهُ من رَوْنقِكَ الشّاملِ
سرونة
08/08/2012, 12:18 AM
إلامَ أرامي في المنى وأرادي
إلامَ أرامي في المنى وأرادي*****وحشوُ صَلاحي في الزَّمانِ فَسَادي؟
و فجعي بما نالتْ يداي موكلٌ*****فما سَرَّني أنّي بلغتُ مُرادي
فكم من مصيباتٍ إذا لم يُصبنَني*****رواحاً وإمساءً فهنّ غوادِ
كأنّ جوادي يومَ يطلبني الردى*****ولا ناصرٌ لي منه غيرُ جَوادِ
و لا وزرٌ منه بزرق أسنتي*****ولا بِيضِ أسيافي وسُمرِ صِعادي
أفي كلّ يومٍ يقرع الموتُ مروتي*****ويُضرمُ أحشائي بغيرِ زِنادِ؟
فيا أَسهماً يمضِينَ حَولَ جَوانبي*****لرامي الرَّدَى أنَّى يُصِبْنَ فؤادي؟
فرُزْءٌ على رُزءٍ وفجعٌ يُبِيتُني*****على حرَّ جمرٍ أو فراشِ قتادِ
و هل طمعي في العيش إلاَّ جهالة ٌ*****وفي كفِّ رُوّادِ الحِمامِ قيادي؟
يُسارُ بنا في كلِّ يومٍ وليلة ٍ*****إلى حفرٍ تطوى لنا بوهادِ
وما نافِعي في هذهِ الدَّار مرّة ً*****بناءُ أهاضيبي ورفعُ عِمادي
فيا قربَ بين الفقر فيها من الغنى*****وبين ازدراعي تارة ً وحَصادي
وما إنْ وفَى غيثُ الرَّدى في أصادقي*****بأنْ عَلِقَتْ يُمناهُ لي بأعادِ
ومَن كانَ يُردي ذا حِذارٍ وفطنة ٍ*****فماذا ملامُ المهملِ المتمادى ؟
سلْ الدهرَ عن سادات لخمٍ وحميرٍ*****وأبناءِ نَهدٍ بعدَهُمْ ومُرادِ
وهل بقيتْ للعين والقلب بهجة ٌ*****بهوجِ اللَّيالي في ديارِ إيادِ؟
و هل تركتْ أيدي الردى من مخبرٍ*****لآلِ نزارٍ كلَّ يوم تنارِ ؟
ولو كنتُ مَوعوظاً بشيءٍ عرفتُهُ*****يقلِّل حِرصي لاتَّعظتُ بِعادِ
مضَوا بعدَ أن كانوا يُظَنُّ بقاؤهُمْ*****يكون على الدنيا بغير نفادِ
وقد قلَّدوا الأعناقَ منّا وأَتْرعوا*****بطون الليالي من لهاً وأيادِ
فيا " هبة َ اللهِ " ارتجعتَ إلى الردى*****و قد كنت في فضلٍ ذبالة َ نادِ
وما زلتَ خَرّاجاً عنِ الغيِّ والهوَى*****مدى الدهرِ ولاجاً لكلَّ رشادِ
وكنتَ لعيني ثمَّ قلبي سوادَهُ*****و ليس بياضٌ فيهما كسوادِ
فواللهِ ما ادري أغال نعيهُ*****رُقاديَ حُزْناً أم أطارَ فؤادي؟
على أنه ذرّ الأسى في جوانحي*****و أودعَ منيَّ في الجفونِ سهادي
وما ضَرَّني والنَّومُ ليس يزورني*****دُجًى وضُحًى أنِّي بغيرِ وِسادِ
فإنْ لم أعِرْ جسمي عليك حِدادَهُ*****فقلبيَ حزناً في ثيابِ حدادِ
و للهِ خطبٌ زارني بعد هجعة ٍ*****فحرَّم في عينَيَّ طعمَ رُقادي
وشرَّدَ عنِّي باصطبارٍ عَهدتُه*****" وأحرج " حيزومي وأضعف آدي
و عرف ما بيني وبين بلابلٍ*****عمرتُ وما يمررن لي ببلادِ
كأنِّي قضيضُ الجنْبِ حُزناً ولَوْعة ً*****و فرشي مهيداتٍ بغير مهادِ
ويا ليتني لمّا ثكلتُك لم أكُنْ*****جعلتك من سكانِ دار ودادي
وليتك لم تحلُلْ رِكابُكَ عَقْوَتي*****تراوحها صباً بها وتغادي
و ما بين قربٍ واشتياقٍ عهدتهُ*****حَوَتْ أضلُعي فَرقٌ وبينَ بُعادي
سقى اللهُ مَيْتاً لا يُرجَّى إيابُهُ*****وحلَّ عليه رَبْطَ كلِّ مَزادِ
وجادَ عليه كلُّ أَسْحمَ مُسْبِلٍ*****بعَذْبٍ صَقيلِ الطُّرَّتَينِ بُرادِ
له من وميضِ البرقِ ثوبٌ مَعَصْفَرٌ*****ومن رعدِه وهْناً زَماجرُ حادِ
و لا زالتِ الأنواءُ يسقين تربه*****إذا رائحٌ ولَّى تصَوَّبَ غادِ
بلا موعدٍ تَخشَى له النَّفسُ خُلفة ً*****و خيرُ اللها ما لم تكنْ بوعادِ
سرونة
08/08/2012, 12:19 AM
أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ
أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ*****فثمَّشفاءُ مابى من خبالِ
وإنْ أنكرتما منّى ضلالاً*****فماذا ضرّ غيرى من ضلالى ؟
فإمّا شئتما أنْ تسعدانى*****فمُرّا بي على الدِّمَنِ البَوالي
خرسن فلو ملكن النّطقَ يوماً*****شكَوْنَ إليك من جَنَفِ اللّيالي
لعلّى أنْ أرى طللاً لحبٍّ*****وآثاراً لأيّامِ الوِصالِ
نصيبُ مصاحبى منّى حنينٌ*****حنينُ الرّائماتِ إلى الفِصالِ
ومُنْهَلٌ منَ العَبَراتِ تَجري*****فينطقُ إنْ سكتُّ بسوء حالى
ومسترقٍ من الأحشاء يخبو*****أُوارُ النّارِ وهْوَ على اشتعالِ
وفى الغادين من يمنٍ فتاة ٌ*****تُضامُ مَعادة ً شبهَ الغزالِ
أشاق إلى المواعد من هواها*****وإِنْ كانتْ تُسَوِّفُ بالمُحالِ
وذللّنا طويلُ الهجر حتّى*****قنعنا فى التّزاور بالخيالِ
وخبَّرها الوشاة ُ بنا إِليها*****بما جَعَلَتْهُ عُذراً في المَلالِ
وقد كنتُ اعتزمتُ الصّبرَ عنها*****فلمّا أن بدأتُ به بدا لى
سقى نجداً ومن بجنوب نجدٍ*****مُلِثُّ الوَدْقِ منهمرُ العَزالي
كأنَّ بروقه يخفقن بلقٌ*****خرجْنَ على الظَّلامِ بلا جِلالِ
وأسيافٌ سللن على الدّياجى*****لها عهدٌ قريبٌ بالصّقالِ
فكم بجنوب نجدٍ من عزيزٍ*****صغيرِ الذَّنبِ مُحتَمَلِ الدَّلالِ!
إذا سلّى العواذلُ فيه قلباً*****مَشُوقاً لم يكنْ عنه بسالِ
فقولوا للأُلى دَرَجوا ملوكاً*****وحازوا باللّها ربقَ الرّجالِ
وهَبَّتْ في حَفاوتِهمْ وفيما*****ينالون الجنوبُ مع الشّمالِ:
أجِيلوا نظرة ً بِبني بويهٍ*****تَرَوْا سَعَة ً على ضيقِ المجالِ
لهمْ في كلِّ نائبة ٍ حلومٌ*****ثِقالٌ لا تُوازَنُ بالجبالِ
وفى العلياءِ فخرُ الملك يسمو*****سموَّ البدرِ فى غررِ اللّيالى
وقد علمتْ ملوكُ ببنى بويهٍ*****بأنَّك حاسمُ الدّاءِ العُضالِ
وأنّك فى الخطوبِ الجونِ منهمْ*****مكانَ النّارِ فى طرفِ الذبالِ
ولمّا رامَها مَن رامَ منهمْ*****عجلتَ إليه من قبل العجالِ
ليوثٌ كالأجادل ضارياتٌ*****على صهواتِ خيلٍ كالرّئالِ
تَحُفُّ بصلِّ رملة ِ بطنِ وادٍ*****تَناذرُ منه أصلالُ الرِّمالِ
إذا ما همَّ طوَّحَ بالتَّمادي*****وداسَ السِّلْمَ في طرقِ القتالِ
وأرغَمها أنوفاً من أناسٍ*****غَدَوْا يَستنزِلونَ عنِ النِّزالِ
وقد ساموك مشكلة ً لموعاً*****كما لمعَ الفضاءُ بلمعِ آلِ
وظنّ بك الغواة ُ الصّدَّ عنها*****وما ريعتْ قرومك بالإفالِ
فيالشجاعة ٍ بكَ ما أفادَتْ*****منَ النَّعماءِ عندك للموالي!
وأيَّة ُ صَعْبَة ٍ ذلَّلتَ قسْراً*****قراها أى ّ ذلٍّ للرّجال !
فقد عَلَّمتَ كيف تفوتُ شرّاً*****وكيفَ تجوزُ ضَيِّقة َ المجالِ
وليس يَضِلُّ إثْرَكَ مَن هَدَتْهُ*****مواقعُ مَنْسِمِ العَوْدِ الجَلالِ
إذا ما كنتَ لي وَزَراً حصيناً*****على نُوَبِ الزَّمانِ فما أُبالي
وخَوَّفَني العُداة ُ الشَّرَّ منهمْ*****فما خطرتْ مخافتهمْ ببالى
وراموا قطعَ أسبابٍ متانٍ*****علقتُ بها فما قطعوا قبالى
وما نَقَموا سِوى أنِّي لديهِ*****شديدُ القربِ مُستَمَعُ المقالِ
وأنّى فيه دون النّاس جمعاً*****أُعادي مَن أُعادي أو أُوالي
وكم لى فيه من غررٍ بواقٍ*****ومن سحرٍ سبقتُ به حلالِ
يغورُ إلى القلوب بلا حجابٍ*****ويشفيك الجواب بلا سؤال
وقافية ٍ متى استمعتْ أبرّتْ*****عذوبتها على الماءِ الزّلالِ
فلولا أنَّها كِلَمٌ لكانتْ*****فريدَ نحور ربّاتِ الحجالِ
وهذا العيدُة النّيروزُ جاءا*****كما نهواه فيك بخير فالِ
وما افترقا بهذا العصرِ إلاّ*****كما افترقتْ يمينٌ معْ شمالِ
فدُمْ لتكرُّمٍ أرخصتَ منه*****ولم يزلِ التَّكرُّمُ وهو غالِ
ويا نعمى له دومى وكونى*****على غيرِ الزّمان بلا زوالِ
سرونة
08/08/2012, 12:19 AM
هل الدارُ تدري ما أثارتْ من الوجدِ
هل الدارُ تدري ما أثارتْ من الوجدِ*****عشية عنتْ للنواظرِ من بعدِ ؟
بكيتُ ولولا نظرة ٌ بمحجَّرٍ*****إلى الدّارِ لم تجرِ الدّموعُ على خدِّي
أيا صاحِ لولا أنّ دمعيَ لم " يطحْ "*****وقد لاحَ رسمُ الحيِّ لم تدرِ ما عندي
كتمتُك وجدي طولَ ما أنتَ صاحبي*****فنادتْ دموعُ العين مني على وجدي
ولمّا أقرَّ الدَّمعُ بانَ لكَ الهوَى*****فلم يُغنِ إنكاري الغرامَ ولا جَحْدي
تذكَّرتُ نجداً بعد ما غُرتُ مَوْهِناً*****و أين امرءٌ بالغورِ من ساكني نجدِ ؟
وأذكرني شبهَ القضيبِ ونحنُ في*****ظهور مطايانا - قضيبٌ من الرندِ
ومُعْتجراتٍ بالجمال كأنَّما*****بسمنَ إذا يبسمن عن لؤلؤِ العقدِ
لهنَّ صباحٌ من وجوهٍ مُنيرة ٍ*****تخلَّلها ليلٌ من الفاحِمِ الجَعْدِ
غلبن على ودي ولولا محاسنٌ*****جَلَوْنَ علينا ما غَلبْنَ على ودِّي
وشرخِ شَبابٍ كنتُ أحقرُ فضلَهُ*****- إلى أن مضى - والضدُّ يعرف بالضدَّ
أمنتُ به بين الغواني وظلهُ*****عليَّ مقيمٌ من بعادٍ ومن صَدِّ
وقد قلتُ لمّا ضقتُ ذَرعاً بخُطّة ٍ*****شموسِ القرا : أين الوزير أبو سعدِ ؟
فتًى كانَ دِرعي يومَ تحصِبُني العِدَى*****و يوم ضرابي للطلي موضعَ الزندِ
وما جئتُه والرشدُ عنِّي بمعزِلٍ*****فأطلعني إلاّ على ذِرْوَة ِ الرُّشْدِ
و كم لك فيما بيننا من مواقفٍ*****تسلَّمتَ فيها رِبْقَة َ الحمدِ والمجدِ
فبالسَّيفِ طَوراً تولجُ النَّاسَ للهُدَى*****وطَوراً بأسبابِ التكرُّم والرِّفدِ
وأنتَ حميتَ الملكَ مِن كلِّ طالعٍ*****عليهِ كما تُحمَى العرينة ُ بالأسْدِ
على كلّ مطواعٍ إذا سمتهَ " ردي "*****وإنْ لم تسُمْه جَرْيَه فهو لا يردي
كأنك منه فوق غاربِ عاصفٍ*****منَ الرّيحِ أو في ظهرِ هَيْقٍ من الرُّبْدِ
وما لسَفاهٍ بلْ لفَرْطِ شَجاعة ٍ*****نزعتَ جلابيبَ المضاعفة ِ السَّرْدِ
كأنك من بأسٍ لبستَ قميصه*****لدَى الرَّوعِ في حَشْدٍ وما أنتَ في حَشْدِ
و ما لكَ في هزلٍ معاجٌ وإنما*****أتيتَ كما يؤتى الرجال من الجدَّ
ولم يُبْقِ حِلمٌ أنتَ مالكُ رِقِّهِ*****بقلبك بعدَ الصَّفح شيئاً منَ الحِقدِ
فيا نازحاً عني وماليَ بعده*****على جَوْرِ أيّامٍ إذا جُرنَ من مُعْدِ
أما آنَ للقربِ الّذي كانَ بيننا*****فولَّى حَميداً أنْ يُدالَ منَ البُعدِ؟
ولم تكُ دارٌ أنتَ فيها بعيدة ً*****ولكنَّني بالعذرِ في حَلَقِ القِدِّ
و ما أنا إلاّ شائرٌ كلَّ طرقة ٍ*****إليكَ على عُرْيِ المطهَّمَة ِ الجُرْدِ
فكم وطنٍ بالوُدِّ مِنِّي سَكنتُه*****وإنْ لم أُجرِّرْ في جوانبِهِ بُرْدي
بقلبيَ كلمٌ من فراقك مؤلمٌ*****وكم بالفتَى كَلْمٌ وما حَزَّ بالجِلدِ
و دمعي على ما فاتني منك قاطرٌ*****كأنيَ دون الناسِ فارقتني وحدي
سَقى اللهُ أيّاماً مَضَين وأنتَ بي*****حفيٌّ قريبُ الملتقى سبلُ الرعدِ
لهنَّ بقلبي عبقة ٌ أرجية ٌ*****تبرحُ بالنفحاتِ من عنبرِ الهندِ
وقد حالَ فينا كلُّ شيءٍ عَهدتُه*****فلم يبقَ محفوظاً عليك سوى عهدي
و لولا هناة ٌ كنتُ أقربَ منزلاً*****وما كلُّ سِرٍّ في جوانحنا نُبدي
فإنْ تنأَ فالعيوقُ ناءٍ وإنْ تغبْ*****فقد غابَ عنّا بُرهة ً كوكبُ السَّعدِ
و لا خير في وادٍ وأنت بغيرهِ*****و ما العيشُ مطلولاً خلافك بالرغدِ
و إنيَ مغمودٌ وإنْ كنتُ باتراً*****و لا بدّ يوماً أن أجردَ من غمدي
فإنْ كنتَ يوماً لستَ تَرضَى ضَريبة ً*****فإنك ترضى بالضريبة ِ عن حدي
لَحا اللهُ أبناءَ الزَّمانِ فإنَّهمْ*****بِتَيْهاءَ لا تَدْنو ضلالاً عنِ القَصدِ
و لم يرَ إلاّ الهزلُ ينفقُ عندهمْ*****فمن يشتري مني إذا بعتهُ جدي ؟
و مختلطاً فيه الذوائبُ كالشوى*****وحُرُّهُم مِن لُبسة ِ الذُلِّ كالعبدِ
و كم فيهمُ للجهلِ ميتٌ وربما*****يموتُ امرؤٌ لم يطوِهِ القومُ في اللَّحْدِ
فيا ليتَ أدواءَ الزَّمانِ التي عَصَتْ*****وأعْيَتْ على كلِّ المُداواة ِ لا تُعدي
وليسَ وفاءٌ للجميل بموعدٍ*****لَدَيَّ ويأتيني القبيحُ بلا وَعْدِ
و كم لك عندي من حقوقٍ كثيرة ٍ*****أنفنَ على حصري وأعيابها عدي
فإنْ فتنَ حمدي كثرة ً وزيادة ً*****فلّلهِ دَرُّ الفائتاتِ مَدى حَمْدي
و إني لمهدٍ كلَّ يومٍ قصيدة ٍ*****إليكَ وما يُهدي الأنامُ كما أُهدي
يسير بها عني الرواة ُ وإنها*****لتَخدي وما تخدي الرُّواة ُ كما تخدي
من الكلمِ الباقي على الدهرِ خالداً*****وكم كَلِم لم يُؤتَ شيئاً منَ الخُلدِ
هو الماءُ طوراً رقة ً وسلاسة ً*****وطوراً إذا ما شئتَ كالحجرِ الصَّلْدِ
و ما قدَّ إلاّ من قلوبٍ أديمهُ*****فليسَ له فيهنَّ شيءٌ منَ الرَّدِّ
فخذه رسولاً نائباً عن زيارتي*****فإنّ قصيدي فيك أنفعُ من قصدي
و دمْ لجلالٍ لستَ فيه مشاركاً*****وبذلِ النَّدى في النّاسِ والحلِّ والعَقدِ
سرونة
08/08/2012, 12:20 AM
ما لكِ فيَّ ربَّة َ الغَلائِلِ
ما لكِ فيَّ ربَّة َ الغَلائِلِ*****- والشّيبُ ضيفُ لمّتى - من طائلِ
أما ترين فى شواتى نازلاً*****لا متعة ٌ لى بعده بنازلِ ؟
محا غرامى بالغوانى صبغه*****واجتثّ من أضالعى بلابلى
ولاحَ في رأسيَ منهُ قَبَسٌ*****يَدُلُّ أيّامي على مَقاتِلي
كان شبابى فى الدّمى وسيلة ً*****ثم انقضتْ لمّا انقضتْ وسائلى
يا عائبى بباطلٍ ألفتهُ*****خذْ بيديك منْ تمنٍّ باطلِ
لا تعذلنّى بعدها على الهوى*****فقد كفانى شيبُ رأسى عاذلى
وقلْ لقومٍ فاخرونا ضلّة ً*****أين الحصيّاتُ من الجراولِ ؟
وأين قاماتٌ لكمْ دميمة ٌ*****من الرّجال الشمّخِ الأطاولِ ؟
نحن الأعالى فى الورى وأنتمُ*****ما بينهمْ أسافلُ الأسافلِ
ما تستوى - فلا تروموا معوزاً -*****فضائلُ السّاداتِ بالرّذائلِ
ما فيكمُ إلاّ دنى ٌّ خاملٌ*****وليس فينا كلِّنا من خاملِ
دعوا النّباهاتِ على أهلٍ لها*****وعَرِّسوا في أخفضِ المنازلِ
ولا تعوجوا بمهبٍّ عاصفٍ*****ولا تقيموا فى مصبِّ الوابلِ
أما تَرى خيرَ الورَى معاشري*****ثمَّ قَبيلي أفضلَ القبائلِ؟
ما فيهمُ إِنْ وُزِنوا من ناقصٍ*****وليس فيهمْ خُبرة ٌ من جاهِلِ
أقسمتُ بالبيتِ تطوف حوله*****أقدامُ حافٍ للتّقى وناعلِ
وما أراقوهُ على وادي مِنى ً*****عند الجِمارِ من نَجيعٍ سائلِ
وأذرُعٍ حاسرة ٍ تَرمي، وقدْ*****حان طلوعُ الشّمسِ - بالجنادلٍ
والمَوْقفينِ حطَّ ما بينَهُما*****عن ظهرِهِ الذُّنوبَ كلُّ حامِلِ
فإنْ يَخِبْ قومٌ على غيرِهما*****فلم يخِبْ عندَهما من آملِ
لقد نمتنى من قريشٍ فتية ٌ*****ليسوا كمن تعهدَ في الفضائلِ
الواردينَ من عُلى ً ومن تُقى ً*****دونَ المنايا صفوة َ المناهلِ
قومٌ إذا ما جُهِلوا في معركٍ*****دَلّوا على الأعراقِ بالشّمَائلِ
لأنَّهم أُسْدُ الشَّرى يومَ الوغى*****لكنَّهمْ أَهِلَّة ُ المَحافِلِ
إنْ ناضلوا فليس من مناضلٍ*****أو ساجلوا فليس من مساجلِ
سَلْ عنهمُ إنْ كنتَ لا تَعرفُهمْ*****سلَّ الظّبا وشرّعَ العواملِ
وكلَّ منبوذٍ على وجهِ الثَّرى*****تسمعُ فيه رنَّة َ الثَّواكلِ
كأنّما أيديهمُ مناصلٌ*****يلعبن يوم الرّوعِ بالمناضلِ
من كلّ ممتدِّ القناة ِ سامقٍ*****يقصرُ عنه أطولُ الحمائلِ
ما ضرَّني والعارُ لا يطورُ بي*****أنْ لم أكن بالملكِ الحُلاحِلِ؟
ولم أكنْ ذا صامتٍ وناطقٍ*****ولم أرُحْ بباقرٍ وجاملِ
خيرٌ من المالِ العتيدِ بذلهُ*****في طرقِ الإفضالِ والفواضلِ
والشُّكرُ ممنْ أنتَ مُغنٍ فقرَهُ*****خيرٌ إذا أحرزته من نائلِ
فلا تعرِّضْ منك عِرْضاً أملساً*****لخدشة ِ الّلوّامِ والقوائلِ
فليس فينا مُقدمٌ كمُحجِمٍ*****وليس منّا باذلٌ كباخِلِ
وما الغنى إلاّ حبالاتُ الثّنا*****فانجُ إذا شئتَ منَ الحبائلِ
إلى متى أحملُ من ثقلِ الورى*****مالم يطقه ظهرُ عودٍ بازل ؟
إنْ لم يَزرني الهمُّ إصباحاً أتَى*****- ولم أعِرْهُ الشَّوقَ- في الأصائلِ
وكم مُقامٍ في عراصِ ذِلَّة ٍ*****وعطنٍ عن العلاءِ سافل !
وكم أظلُّ مفقهاً من الأذى*****معلّلاً بالأباطلِ !
كأنّني وقد كملتُ دونَهمْ*****رَضِي بدونِ النَّصْفِ، غيرُ كاملِ
محسودة ٌ مضبوطة ٌ ظواهري*****لكنّها مرحومة ٌ دواخلى
كأنَّني شِعبٌ جِفاهُ قطرُهُ*****أو منزلٌ أفقرُ غيرُ آهلِ
فقلْ لحسَّادي: أَفيقوا فالَّذي*****أغضبكمْ منّى َ غيرُ آفلِ
أنا الذى فضحتُ قولاً مصقعاً*****مقاولى وفى العلا مطاولى
إنْ تَبْتنوا منَ العدا مَعاقلاً*****فإنّ فى ظلّ القنا معاقلى
لا تَسْتروا فضلي الذي أُوتيتُهُ*****فالشَّمسُ لا تُحجبُ بالحوائلِ
فقد فررتُمْ أبداً من سَطْوَتي*****فرَّ القطا الكدرِ من الأجادلِ
ولا تذُقْ أعينُكم طعمَ الكرَى*****وعندكُم وفيكمُ طوائلي
تَقوا الرَّدى وحاذِروا شرَّ الذي*****شبَّ أُوراي فَغَلَتْ مَراجلي
وجنّ تيّارُ عبابى واشتكتْ*****خُروقُ أسماعِكمُ صلاصلي
إنْ لم أطِرْ كمْ فَرَقاً تحملُكُمْ*****نُكْبُ الأعاصير مع القساطلِ
فلا أجبتُ من صريخٍ دعوة ً*****ولا أطعتُ يومَ جودٍ سائلي
ولا أناخَ كُلُّ قومي كَلَّهُمْ*****فى مغنمٍ أو مغرمٍ بكاهلى
وفى غدٍ تبصرها مغيرة ً*****على الموامى كالنّعامِ الجافلِ
يخرجن من كلّ عجاجٍ كالدّجى*****مثلَ الضُّحى بالغُرَرِ السَّوائلِ
منْ يرهنَّ قال من الذى*****سدَّ المَلا بالنَّعَمِ المطافلِ؟
وفوقهنّ كلُّ مرهوبِ الشّذا*****يروي السِّنانَ من دمِ الشَّواكلِ
أبيضُ كالسّيف ولكنْ لم يعجْ*****صُقالُه على يمينٍ صاقلِ
حيثُ تَرى الموتَ الزُّوامَ بالقَنا*****مستحبَ الأذيال والذّلاذلِ
والنَّقْعُ يغشَى العينَ عن لِحاظها*****والرَّكْضُ يرمي الأرضَ بالزَّلازلِ
وبُزَّتِ الأسلابُ أو تَمَخَّضَتْ*****بلا تمامٍ بطنُ كلِّ حاملِ
ولم يَجُزْ هَمُّ الفتى عن نفسهِ*****وذُهِلَ الحيُّ عنِ العقائلِ
إنْ لم أنَلْ في بابِلٍ مآربي*****فلي إذا ما شئتُ غيرُ بابِلِ
وإنْ أبِتْ في وطنٍ مُقَلْقَلاً*****أبدلتُه بأَظهُرِ الرَّواحلِ
وإنْ تضقْ بى بلدة ٌ واحدة ٌ*****فلم تضق فى غيرها مجاولى
وإنْ نبا عنّى خليلٌ وجفا*****نفضتُ من ودِّي له أناملي
خيرٌ من الخصبِ مع الذّلِّ به*****مَعَرَّسٌ على المكان الماحلِ
سرونة
08/08/2012, 12:20 AM
إنْ قَطَعَتْني عِلّتي عن قصدي
إنْ قَطَعَتْني عِلّتي عن قصدي*****وصَدَّني الزّمانُ أيَّ صَدِّ
عن مِشْيتي وخَبَبي وشدِّي*****فإنَّني لحاضرٌ بِوُدِّي
و بوفائي وبحسنِ عهدي*****سِيّانِ قربي معه وبُعدي
قلْ لعميدِ الدولة ِ الأشدَّ*****و المعتلي في هضبات المجدِ
والمشتري الغالي مَدًى من حمدِ*****من مالهِ وجاههِ بالنقدِ
ممضي عطاياه بغير وعدِ*****كم لكَ من بحرِ فخارٍ عِدِّ؟
يفوت إحصائي ويعيي عدي*****حوشيثَ من مكرِ الليالي النكدِ
و من خصامِ النائباتِ اللدَّ*****قد زارك الحولُ بكلَّ سعدِ
و بالبقاءِ الواسعِ الممتدّ*****فاجرُرْ به ما شئتَهُ من بُرْدِ
فوتَ الرَّدَى ممتَّعاً بالخُلدِ*****ثِقْ بالإلهِ المتعالي الفَرْدِ
ولا تخفْ في مطلبٍ من ردِّ*****ما لبني عبدِ الرَّحيم الأُسْدِ
من مشبهٍ في سؤددٍ ومجدِ*****خيرِ كهولٍ في الورى ومردِ
و خير حرٍّ بيننا وعبدِ*****فيهم هَوى حَلِّي وفيهمْ عَقدي
إنْ ركبوا يوماً لداءٍ معدِ*****رأيتَ جرداً فوق خيلٍ جردِ
متى أكن فيهمْ معيناً وحدي*****فلنْ ينالوا للعدَى بحَشْدِ
و لا يجدون لديهمْ جدي*****غيرُ كلامي فيهمُ لا يجدي
وكلُّ زَندٍ غيرَ زندي يُكْدي*****ما مسَّهمْ فهْوَ إليَّ يُعدي
و ما فراهمْ فهوَ فارٍ جلدي*****ما لهمُ والله مثلي بَعدي
سرونة
08/08/2012, 12:21 AM
خذ صاحبى عنّى الذى أملى
خذ صاحبى عنّى الذى أملى*****ودعِ الذى آباه من عذلى
أنا من أُناسٍ ليتَ قطعَهمُ*****قد كانَ لي بَدَلاً منَ الوَصْلِ
لا يطعمون سوى القبيحِ ولا*****يردون إلاّ قهوة َ الجهلِ
من كلّ عريانِ اليدين من الـ*****ـمعروف ملآنٌ من البخلِ
وكأنّهمْ ليلٌ بلا سحرٍ*****يأتيهِ أو عقدٌ بلا حلِّ
وكأنّهمْ فى صدر جارهمُ*****حنقاً عليهمْ مرجلٌ يغلى
فهمُ صقيعٌ لا دِثارَ بهِ*****وهَجيرُ مُقفِرة ٍ بلا ظِلِّ
وعقولهمْ لغفولهمْ سفهاً*****وصبيُّهمْ والٍ على الكَهْلِ
والجِدُّ مِنِّي كم أبَوْهُ كما*****أَأْبَى الَّذي فيهمْ منَ الهَزْلِ
يا ليتني لمّا مشيتُ إِلى*****عَرَصاتهمْ ما كنتُ ذا رِجْلِ
عجلَ الزّمانُ وأهلهُ معه*****من أنْ يُقيمَ عليهمُ مِثْلي
ما كان إلاّ فى ديارهمُ*****هضمى وبين بيوتهمْ ذلّى
وكأنَّني لمّا لففْتُ بهمْ*****شملى امرؤٌ متقطّعُ الشّملِ
وشغلتُ نفسي بُرهة ً بهمُ*****فكأنّنى منهمْ بلا شغلِ
يرموننى من قبلهمْ أبداً*****بالزُّورِ والبُهتانِ والبُطلِ
وجوائفُ الأقوالِ رامية ٌ*****تُنسي الرَّميَّ جوائِفَ النَّبْلِ
ومذانبٌ للماء ليسَ لها*****نهلى على ظمأى ولا علّى
أينَ الذينَ عهدتُ قبلهمُ*****سارينَ في طُرُقٍ إلى الفضلِ؟
الحاملين على قلوبهمُ*****همّى وفوق ظهررهمْ ثقلى
وكأنّهمْ قضبٌ يمانية ٌ*****مصقولة ٌ من غير ما صقلِ
كم فيهمُ من منشرٍ كرماً*****بعدَ المماتِ وقاتلِ المَحْلِ
ويطيع من كرمٍ تجلّله*****أمرَ النَّدى ودواعيَ البَذلِ
ما بيننا قربٌ ولا نَسبٌ*****وكأنّهم من برّهمْ أهلى
ودفاعُهمْ عنِّي يُرفِّهني*****عن أنْ أمُدَّ يداً إلى نَصْلي
لولاهمُ فى يومِ عاذمة ٍ*****لم أنجُ من أنيابها العصلِ
أرخصتُ غيرهمُ لأنّهمُ*****يغلون أثمانى كما أغلى
فهمُ جبالي إنْ ذُعِرتُ ولي*****يومَ ارتعاءِ نباتهمْ سهلى
فإذا همُ حلموا حلمتُ وفى*****يومِ انتقامٍ جهلهمْ جهلى
دَرَجوا فلا عينٌ تُشاهِدُهمْ*****أبداً ولا تأتيهمُ رسلى
فعلى قبورهمُ وإن درستْ*****ماشئن من قطرٍ ومن وبلِ
سرونة
08/08/2012, 12:28 AM
باللهِ يا أيامَ يثربَ عودي
باللهِ يا أيامَ يثربَ عودي*****عُودي لبلِّ حُشاشة ِ المعمودِ
ما كان أنضرَ بينهنّ محاسني*****في أَعينٍ رُمُقٍ وأخضرَ عودي!
أيّامَ لم يحنِ النَّوائبُ صَعْدَتي*****بمرورهنّ ولا لوين عمودي
كلاّ ولا عبثتْ بيضاتُ الردى*****في مفرَقي أو عارِضيَّ بسودِ
يا بعدَ ما بيني وبين حبائبي*****و الشيبُ في فوديَّ غيرُ بعيدِ
ولقد علمتُ وقد نُزِعْتُ شبيبتي*****أنْ لا نصيبٌ في الظباءِ الغيدِ
قد كانَ لي سَهمٌ سديدٌ في الدُّمَى*****لكنه بالششيب غيرُ سديدِ
قُل للّتي ضنَّتْ عليَّ بنظرة ٍ*****ذاتِ اللَّمى واللّؤلؤِ المنضودِ:
لِمْ تأسفينَ على المحبِّ بقُبلَة ٍ؟*****فكأنَّ ثغراً منك غيرُ بَرودِ!
خلي القطوبَ من الأسرة ِ " واكتفي "*****عن عقدهنّ بفرعك المعقودِ
أنتِ الطليقة ُ في هواهُ فاعلمي*****وتحكَّمي في الموثَقِ المَصْفودِ
قد كنتُ جلداً في الهوى لكنني*****يوم الفراقِ عليهِ غيرُ جليدِ
كم في الهوادج من قضيبٍ مائسٍ*****أو مُرتوٍ ماءَ الصِّبا أُمْلودِ
ما إنْ درى ماذا إليه يقودني*****من حُبِّهِ ويَعُودني من عيدي
ما لي وقد لفَّ الصباحُ خيامهمْ*****غيرُ الزفير وأنة ِ المورودِ
و مماطلٍ إنْ جاء يوماً وعده*****غلطاً ومكراً ضنّ بالموعودِ
في جيدهِ من حسنِه حَلْيٌ له*****والحَلْيُ خيرٌ منه حسنُ الجِيدِ
لي فرقتان ففرقة ٌ بيد النوى*****أو فرقة ٌ لتجنبٍ وصدودِ
قُلْ للذي ساقَ الظّعائنَ: ربَّما*****سوقتَ قلبي بين تلك البيدِ
و رميتَ في قلبي وفي عيني معاً*****بالنارِ ذاك وتلك بالتسهيدِ
وإذا دموعي يومَ سِلنَ شَهِدن بال*****ـوجدِ المبرح لم يفدكَ جحودي
ما ضرَّ مَن يَسْري سُراهُ ووجههُ*****خلفَ البدور على ليالٍ سُودِ
في ليلة ٍ بُرْدُ السَّماءِ موشَّحٌ*****بنجومها والنجمُ كالعنقودِ
في كلّ يومٍ تستجدّ قطيعة ً*****وجديدُ لؤمِ المرءِ غيرُ جديدِ
يا صاحبي فزْ بالرشاد وخلني*****قد كنتَ جاري في شبية ِ أَعصُري
هبْ لي الملامَ على الغرام فإنَّني*****ملآنُ من عذلٍ ومن تَفْنيدِ
قمْ سلَّ قلبي كيف شئتَ ولا ترمْ*****منه السلوَّ عن النساءِ الرودِ
لا تسألني أن أعيشَ بلا هوى ً*****فيهنّ واسألْ طارفي وتليدي
قد كنتَ جاري في شبيبة أعصري*****فكن المجاور في الزمان المودي
وامزجْ صفاءً قد عداكَ برَمْقِه*****و اخلطْ زماناً ناعماً بديدِ
ما إنْ رأيتُ ولم أكن مستثنياً*****في هذه الأيامِ من محمودِ
و إذا التفتّ إلى الذين ذخرتهمْ*****لشديدتي لم ألفِ غيرَ حسودِ
أنا بينَ خالٍ من جميلٍ قلبُه*****و من القبيح وبين كلّ حقودِ
وإذا صُددتُ عن المواردِ جمَّة ً*****فمتى يكونُ وقد ظمئتُ ورودي؟
لا بُلِّغتْ عِيسي مَداها إنْ نحَتْ*****غيرَ الكرامِ وقيدت بقيودِ
إنْ لم أثِرْها كالقَطا نحوَ العُلا*****يطوين بالإرفادِ كلَّ صعيدِ
وتلفُّ أيديها على طولِ الوَجا*****لفّ الإزارِ تهائماً بنجودِ
لا تستفيقُ منَ الدُّؤوبِ وإنَّما*****يضربْنَ بيداً في الفَلاة ِ ببيدِ
فعرِيتُ في يومِ الفَخارِ على الوَرى*****من فخر آبائي وفخر جدودي
قوم إذا سمعوا بداعية ِ الوغى*****طَلعوا النِّجادَ على الجيادِ القُودِ
لا يعبؤون إذا الرّماحُ تشاجَرَتْ*****يوماً بما نسجتْ يدا داودِ
و دفاعهمْ وقراعهمْ أدراعهمْ*****يومَ الوغَى من طعنِ كلِّ وريدِ
سادوا أكابرَ قومِ كلِّ عشيرة ٍ*****من قبلِ قطعِ تمائمِ المولود
فإذا سرحْتَ الطَّرفَ بينَ بيوتِهم*****لم تلقَ غيرَ مُغَبَّطٍ محسودِ
و أنا الذي أطلقتُ أسرَ سماحة ٍ*****في النّاسِ أو أنشرتُ مَيْتَ الجودِ
ما الفرقُ إنْ لم أعطِ ماليّ مُعْدماً*****ما بين إعدامي وبين وجودي ؟
فلو أنّ حاتمَ طيءٍ وقبيله*****وَفدوا عليَّ تعلَّموا من جُودي
ما للرجال إذا همُ حذروا سوى*****حرمي الأمينِ وظليَ الممدودِ
لم أتلُ قطُّ مسرَّة ً بمضرَّة ٍ*****فيهمْ ولا وعْداً لهمْ بوعيدِ
نقضُ الجبال الشُمِّ لا يُعْيي وقد*****أعيا على الأيام نقضُ عهودي
و إذا عقدتُ فليس يطمع طامعٌ*****في أن يحلَّ براحتيهِ عقودي
و الحادثاتُ إذا طرقن فلم أكن*****عنهنّ نَوّاماً ولا بهجودِ
إنْ أُضْحِ عَضْباً فالقاً قِممَ العِدَى*****فلربَّ عضبٍ عِيقَ عن تجريدِ
ليس الأسودُ - وإن منعنَ فرائساً*****و ربضن في الغاباتِ - غيرَ أسودِ
و إذا قعدتُ فسوف تبصرُ أعينٌ*****مني قيامي في خلال قعودي
أنا مُلجَمٌ بالحزمِ عن قَولي الّذي*****لو قلته لأشبتُ كلَّ وليدِ
حتى متى أنا في ثيابِ " إضامة ٍ "*****أقرى المناجي زفرة َ المجهودِ
أُلوى عنِ الأوطانِ لا تَدْنو لها*****كفايَ ليَّ الأرقم المطرود
و اذادُ عن وردي وبي صدأٌ وكمْ*****ظمآنِ قومٍ كان غيرَ مَذودِ
أَبغي الرَّذاذَ منَ الجَهام وتارة ً*****أرجو وأمري درَّ كلَّ جدودِ
والخيلُ تعثرُ بالجماجم والطُّلَى*****مخضلة ً عن يابس الجلمودِ
للهِ دركمُ بني موسى وقد*****صُدِمَ الحديدُ لدى وغًى بحديدِ!
ما إن ترى إلاّ صريعاً هافياً*****كرع الحمامَ وليس بالملحودِ
ومُجدَّلاً بالقاعِ طارَ بصفوهِ*****نَسْرٌ وبقَّى شِلْوَه للسِّيدِ
هذا وكم جيشٍ أتاهُمْ ساحِباً*****فوق الإكامِ ذيولَ كلَّ برودِ
غصانَ من خيلٍ به فوارسٍ*****ملآنَ من عُدَدٍ لهُ وعديدِ
ردوا رؤساً كنَّ فيه منيعة ً*****بالضَّرب بينَ مُشجَّجٍ وحَصيدِ
ومتَى استَرَبْتَ بنَجْدتي في خُطَّة ٍ*****فمِنَ الطَّعانِ أوِ الضِّرابِ شهودِ
خُذها فما تسطيعُ تَدفعُ إنَّها*****في الغاية ِ القُصوى منَ التَّجويدِ
مالاكها من شاعرٍ حنكٌ ولا*****أفضَى إليها ذهنُ كلِّ مُجيدِ
غرّاءَ لو تُليتْ على ظُلَمِ الدُّجَى*****شابتْ لها لممُ الرجالِ السودِ
ينسيك نظمٌ حيك بين كلامها*****نَظْمَ الثُّغورِ ونَظْمَ كلِّ فريدِ
ليسَ الّذي اعتسفَ القريضَ بشاعرٍ*****و إذا أصابَ فليس بالمحمود
و إذا التوى الكلمُ الفصيحُ على امرئٍ*****يوماً فأحرارُ الكلامِ عبيدي
و إذا أردتَ تعافُ ما سطر الورى*****فاسمعْ قصيدي تارة ً ونشيدي
سرونة
08/08/2012, 12:29 AM
إذا ما خطاني الدَّهرُ يوماً فلم يُصِبْ
إذا ما خطاني الدَّهرُ يوماً فلم يُصِبْ*****صَميمي فما يُرضيهِ غيرُ خليلي
وأخذُ الرَّدى نفسي كأخذِ أصادِقي*****فلم يَحمِني كُثْرُ الأَذى بقليلِ
فإنْ أنتَ لم تسمعْ عويلاً يميتني*****ففى كلّ ماضٍ رنّتى وعويلى
وكيف أغُبُّ الحزنَ يوماً، وإنَّما*****سبيلُ جميعِ الهالكينَ سبيلي؟
سرونة
08/08/2012, 12:30 AM
قمْ فاثنِ لي فوق الوهاد وسادي
قمْ فاثنِ لي فوق الوهاد وسادي*****فالآنَ طابَ بفيَّ طعمُ رُقادي
قد شردتْ نصبي وأيني راحتي*****و استبدلتْ عيني الكرى بسهادِ
و إذا رعيتَ ليَ اإخاءَ فهنني*****ببلوغِ أوطاري ونَيلِ مُرادي
للهِ يومٌ ملتُ فيه على المُنى*****وثني الزمانُ إلى السرورِ قيادي
و حذرتُ دهري من أمورٍ جمة ٍ*****فأناخَ فيه الأمنُ وسْطَ فؤادي
نفَحتْ أميرَ المؤمنين عطيّة ٌ*****غرّاءُ من وافي العطاءِ جوادِ
جبلٌ من الأَجبال، إلاّ أنّه*****عند الورى ولدٌ من الأولادِ
والسَّيفُ أنتَ ولم يكُن مَن سَلَّهُ*****فينا ليتركه بغير نجادِ
و الغابُ أهيبُ ما يكون إذا ثوتْ*****أشبالُه فيه معَ الآسادِ
و الطعنُ في الأرماحِ يعوزُ في الوغى*****لولا الأسنة ُ في رؤس صعادِ
والنَّصلُ لولا حدُّه وغِرارُه*****ما كنتَ حاملَه ليومِ جِلادِ
قالوا: أتَى وَلَدٌ. فقلتُ: صَدَقْتُمُ*****لكنه عضدٌ من الأعضادِ
إنْ كان مهدٍ رضيعاً " نومة ً "*****فغداً يكون على ذُرا الأعوادِ
وتراهُ إمّا فوقَ صَهْوة ِ منبرٍ*****يَعِظُ الورى أو في قَطاة ِ جَوادِ
ما ضَرّهُ من قبلِ سلٍّ غِمْدَهُ*****أنَّ السُّيوفَ تُسَلُّ من أغمادِ
و البدرُ يطويه السرارُ وتارة ً*****هو بارزٌ وسطَ الكواكبِ بادِ
حيا الإلهُ صباحَ يومٍ زارنا*****فيه وحيا ليلة َ الميلادِِ
ريانُ من ظفرٍ ونيلِ إرادة*****ملآنَ بالإسعافِ والإسعادِ
فَلَنِعْمَ عهداً عهدُه وأوانُهُ*****سقّاهُ ربّي صوبَ كلِّ عِهادِ
لو أنصف القومُ الألى لم ينصفوا*****جَعلوا به عيداً منَ الأعيادِ
يا خيرَ من حنتْ إليه سريرتي*****طُرّاً ومَن حنَّتْ إليهِ جيادي
وابنَ الَّذي طالَ الخلائقَ كلَّهمْ*****فضلاً وإن كانوا على الأطوادِ
ما إن رأيتَ ولا ترى شبهاً له*****أبداً من الزهاد والعبادِ
روَّى بصائرَهُ تُقًى ويمينُهُ*****جلَّتْ عنِ الشَّهَواتِ وهْيَ صَوادِ
فكأنَّه لخشوعه ـ ولباسُه*****حللُ الخلائفِ - مرتدٍ بنحادِ
ذَخروا النُّضارَ لهمْ ولم تكُ ذاخراً*****إلاّ ثوابَ لهاً وشكرَ أيادِ
أنا ذلك المحضُ الذي جربتمُ*****أبداً أوالي فيكمُ وأعادي
وإذا بلغتُكُمُ عَقرتُ ركائبي*****و نقضتُ من حذرِ النوى أقتادي
ما إِنْ أُبالي بعدَ قُربي منكُمُ*****أنْ كان مِن كلِّ الأنام بُعادي
و إذا نصحتُ لكمْ فما ألوي على*****ما شفَّني أو فَتَّ في أعضادي
إِنِّي لراضٍ بالسِّفالِ وأنتُمُ الْ*****مُعْلونَ لي ولقد علتْ أجدادي
أبوابُكمْ كرماً وجوداً فائضاً*****عطنُ الوفودِ وغاية ُ القصادِ
ما إنْ يُرى إلاّ عليها وحدَها*****وفدُ الورى وتزاحمُ الورادِ
حوشيتُ أن أعني بغير دياركم*****أو أنْ أجرَّ بغيرها أبرادي
و إذا رشادي كان بينكمُ فما*****أبغي إذا خُيِّرتُ غيرَ رشادي
وكأنَّني ضَوَّعتُ نَشرَ لَطيمة ٍ*****لما سننتُ مديحكمْ في النادي
ما كان لولا أنكمْ قدمتمْ*****منٌّ لمخلوقٍ على أكتادي
أنا في جواركمُ بأنعمِ عيشة ٍ*****وَ أجلَّ منزلة ٍ وأخصبِ نادِ
راضٍ بأنْ نفسي فدتك وما حوتْ*****كفايَ لي من طارفٍ وتلادِ
وإذا الزَّمانُ نَبا بِنا عن مطلبٍ*****وغطا بياضَ طماعِنا بسوادِ
قمنا فنلنا ما نشاء من العلا*****بالقائم الماضي الشَّبا والآدي
شائي الكرامِ بفضلهِ في نفسه*****طوراً وبالآباء والأجدادِ
ما كان إلاّ في السماءِ وما ارتقى*****قُلَلَ المعالي في بطونِ وِهادِ
لا تعتمدْ إلاّ عليَّ لخدمة ٍ*****إِنّي وَجَدِّك خيرُ كلِّ عمادِ
ومتى انْتقَدتَ فلن ترى ليَ مُشْبهاً*****في خدمة ٍ يا أخبرَ النُّقَّادِ
و إذا أردتَ عظيمة ً فاعتفْ بمنْ*****ما دبّ فيه على العظيم تمادِ
عَجِلٍ إلى داعي الصَّريخ كأنَّهُ*****متوقعٌ أبداً نداءَ مُنادِ
أنا منكمُ نسباً ووداً صادقاً*****أبداً أراوحُ حفظه وأغادي
أَجدى على القُربى إليَّ تقرُّبي*****و أحبُّ من نسبي إليَّ ودادي
يا أيها المتحكمون على الورى*****بالعدلِ في الإصدارِ والإيرادِ
حسبي الذي أوتيته من حبكمْ*****وولائكمْ ذُخراً ليومِ مَعادي
إنْ كنتمُ قللتمُ ليَ بينكمْ*****شِبْهاً فقد كثَّرتُمُ حُسَّادي
للهِ دَرُّكَ في مُقامٍ ضَيِّقٍ*****حرَّ الردى متلهبِ الإيقادِ
و كأنما الأقدامُ فيه تقلقلا*****وطئتْ على الرمضاءِ شوكَ قتادِ
والسَّيفُ يرتع في يديك منَ العِدى*****بالضَّربِ بينَ ترائبٍ وهَوادِ
و الرمحُ يهتكِ كلَّ ثغرة ِ باسلٍ*****طعناً ويشربُ من دمِ الأكبادِ
و إذا أسال من الكميّ نجيعه*****غبَّ الطعانِ أسالَ كالفرصادِ
و الخيلُ يستلبُ الطعانُ جلودها*****فكأنها خلقتْ بلا أجلادِ
حتّى وَفَتْ لك نَجدة ٌ ألبستَها*****في النَّاكثينَ الوعدَ بالإيعادِ
و قضتْ لدين الله كفك حقه*****وبلغْتَ للإسلامِ كلَّ مُرادِ
فاسمعْ مديحاً لم تَشِنْهُ مَينَة ٌ*****تَسْري قوافيهِ بكلِّ بلادِ
قطاعَ كلَّ ثنية ٍ وتنوفة ٍ*****طَلاّعَ كلِّ عَليَّة ٍ ونِجادِ
زينتْ به الأغراضُ فهو كأنه*****وَشْيُ الجسومِ وحِلية ُ الأجسادِ
رِفْدي عليه حسنُ رأيك إنَّني*****راضٍ به من سائر الأرفادِ
لا عيبَ فيه غيرَ أنْ لم يستمعْ*****من منطقي ويزفه إنشادي
سرونة
08/08/2012, 12:30 AM
أيّها السّائلُ كى يعـ
أيّها السّائلُ كى يعـ*****ـلمَ حالي مِن سؤالي
أنا فى عشرِ الثّمانين البعيدات الطّوالِ*****ـنَ البعيداتِ الطِّوالِ
كم تخطّيتُ إليها*****من سهولٍ ورمالِ
وثَراءٍ وافتقارٍ*****واهتداءٍ وضلالِ
حوليَ الآجا*****لُ يَفْرِسْـ
ـنَ نفوساً وحِيالي*****بى َ أنموذجَ حالى
ليس بدٌّ للذى يسـ*****ـعى بعيداً من كلالِ
والّذى يسكن داراً*****من زوالٍ وانتقالِ
ربّ أقوامٍ - بلا جر*****مٍ - يريغون ارتحالى
والذي يهوَوْنَ منّي*****ليس في أيدي الرِّجالِ
لستُ أقلاهمْ فلمْ لى*****من لدُنْهمْ كلُّ قالِ؟
سرونة
08/08/2012, 12:30 AM
أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي
أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي*****حبَوْتَ به من نعمة ٍ وتعهُّدِ
وأرسلتَ تستدعي المديحَ وإنّه*****لرأسيَ تاجٌ والسواران في يدي
ولم يكُنِ التَّشريفُ لي دَرَّ درُّه*****سوى خزّ أثوابي ودرَّ مقلدي
وما أخَّرَ النَّظْمَ الّذي كنتَ خاطباً*****به بينَ هذا الخلق في كلِّ مَشْهدِ
سِوى مرضٍ حُوشيتَ منه وإنّني*****لراضٍ بأنِّي للأَذى عنك مُفْتَدِ
وحالَ عن التَّجويدِ ما قد شَكوتُه*****ولم أرضَ قولاً فيكَ غير مجوَّدِ
وليس لمعقولِ اللِّسانِ مقالة ٌ*****تقالُ ولا مشيٌ لرجلِ المقيدِ
و كيف اطراحي مدحَ من كان مدحه*****به الدَّهرَ تَسبيحي وطولُ تهجُّدي؟
أصولُ به فعلاً على كلِّ فاعلٍ*****و أزهى به قولاً على كل منشدِ
وكم ليَ في مدحي عُلاكَ قصائدٌ*****فَضَلْنَ افتخاراً نَظْمَ كلِّ مُقصِّدِ
يسرن على الأكوار شرقاً ومغرباً*****و يقطعن فينا كلَّ برٍّ وفدفدِ
ويُطْربْنَ مَن أَصغَى لهنَّ بسمِعه*****كما أطربتْ ذا الخمرِ ألحانُ معبدِ
فإنْ غرَّد الشادي بهنَّ تنعُّماً*****تناسيتَ تغريدَ الحَمامِ المغرِّدِ
خدمتُكَ كهلاً مُذ ثلاثون حجة ً*****أروح بما ترضاه مني وأغتدي
ولم تكُ منِّي هفوة ٌ ما اعتمدتُها*****فكيف لما تأتي يدُ المتعمدِ ؟
و ما كان إلا في رضاك تشمري*****ولا كان إلاّ في هواك تَجرُّدي
تنامُ الدُّجَى عنِّي وأقطعُ عُرضَه*****دعاءً بما تَهْوَى بجَفْنٍ مُسَهَّدِ
و أعلمُ أني مستجابٌ دعاؤه*****لصادقِ إِخلاصِي ومحضِ تَوَدُّدي
و كنتَ ملكتَ الرقَ منيَ سالفاً*****فخذْ رِبْقَتي عفواً بملكٍ مُجدَّدِ
فأما موالينا بنوك فإنهمْ*****علَوْا في سماءٍ للعُلا كلَّ فرقدِ
سيوفُ غوارٍ بيننا وتسلطٍ*****كهوفُ قرارٍ بيننا وتمهدِ
همُ ورثوا تلك النجابة َ فيهمُ*****كما شئتها عن سيدٍ بعد سيدِ
حُسدتَ بهمْ لمّا تَناهَى كمالُهمْ*****و لا خيرَ فيمن عاش غيرَ محسدِ
و كم لهمُ في الملكِ من عبقٍ به*****و من مرتقى ً عالي البناءِ مشيدِ
وتُعرَفُ فيهمْ من شمائلك التي*****بَهرتَ بها آثارَ مجدٍ وسؤدُدِ
ولم تَرمِ لمّا أنْ رميتَ إلى المنى*****بهمْ أَسهماً إلاّ بسهم مُسدَّدِ
فلا زلتَ مكفياً بهمْ كبلَّ ريبة ٍ*****ولا زلتَ فيهمْ بالغاً كلَّ مَقْصِدِ
وإِنَّك من قومٍ إذا شَهدوا الوغَى*****فما شئتَ من عانٍ بها وفتى ً ردِ
ومن أبيضٍ عندَ الضِّرابِ مُثلَّمٍ*****و من أسمرٍ عند الطعان مقصدِ
أبَوْا أن يسدُّوا عن عظيمِ أناتِهِ*****وأن يُحجموا عن جاحمٍ متوَقِّدِ
وأن يرجعوا إلاّ بشملٍ مجمَّعٍ*****جنوه لهمْ من كفَّ شملٍ مبددِ
ولم يُرَ فيهمْ والمخاوفُ جمَّة ٌ*****مولٍّ إلى أمنٍ ولا من معردِ
ولم يَرْتَوُوا إلاّ بما سالَ بالقَنا*****كما يرتوي بالماءِ من عطشٍ صدِ
و دمْ أبداً للمجدِ والحمدِ والندى*****تعومُ انغماساً في بقاءٍ مُخلَّدِ
وإن رامَ دهرٌ أنْ يسوءَك صرفُه*****فأصغَى بمصلومٍ وعضَّ بأدْرَدِ
و لا طلعتْ يوماً على دولة ٍ بها*****بلغنا بها إلاّ كواكبُ أسعدِ
سرونة
08/08/2012, 12:31 AM
دعْ رجالاً ينازعون على الما
دعْ رجالاً ينازعون على الما*****ل ولا تحفلنْ بجمع المالِ
خيرُ ماليكَ ما سددتَ به الحا*****جة َ أو ما بذلته لنوالِ
سرونة
08/08/2012, 12:31 AM
هل أنتَ راثٍ لصبّ القلبِ معمودِ
هل أنتَ راثٍ لصبّ القلبِ معمودِ*****دوي الفؤادِ بغير الخردِ الجودِ ؟
ما شفَّهُ هجرُ أحبابٍ وإنْ هَجروا*****من غيرِ جُرمٍ ولا خُلفِ المواعيدِ
وفي الجفونِ قذاة ٌ غَيرُ زائلة ٍ*****وفي الضّلوع غرامٌ غيرُ مفقودِ
يا عاذلي - ليس وجدٌ بتُّ أكتمه*****بين الحَشا وَجدُ تعنيفٍ وتفنيدِ
شربي دموعي على الخدين سائلة ً*****إنْ كان شُرْبُكَ من ماءِ العناقيدِ
و نمْ فإنّ جفوناً لي مسهدة ً*****عمرَ الليالي ولكنْ أيَّ تسهيدِ ؟
وقد قضيتُ بذاك العذلِ مَأْرَبَة ً*****لو كان سمعيَ عنه غيرَ مسدودِ
تلومُني: لم تُصْبك اليومَ قاذفتي*****ولم يعدْك كما يعتادُني عيدي
فالظّلمُ عَذْلُ خليِّ القلبِ ذا شَجَنٍ*****وهُجنَة ٌ لومُ موفورٍ لمجهودِ
كم ليلة ٍ بتُّ فيها غيرَ مرتفقٍ*****و الهمُّ ما بين محلولٍ ومعقودِ
ما غن أحنُّ إليها وهيَ ما ضية ٌ*****و لا أقول لها مستدعياً : عودي
جاءتْ فكانت كعوارٍ على بصرٍ*****وزايلتْ كزيالِ المائدِ المُودي
فإنْ يودُّ أناسٌ صبحَ ليلهمُ*****فإنّ صبحيَ صبحٌ غيرُ " مودودِ "
عشية ٌ هجمتْ منها مصائبها*****على قلوبٍ عنِ البَلْوى مَحاييدِ
يا يوم عاشورَ كم طأطأتَ من بصرٍ*****بعد السموّ وكم أذللتَ من جيدِ
يا يومَ عاشورَ كم أطردتَ لي أملاً*****قد كان قبلكَ عندي غيرَ مطرودِ
أنتَ المُرنِّقُ عيشي بعدَ صفوتِهِ*****و مولجُ البيضِ من شيبي على السودِ
جزْ بالظفوفِ فكم فيهنّ من جبلٍ*****خرّ القضاءُ به بين الجلاميد
وكم جريحٍ بلا آسٍ تمزِّقُهُ*****إمّا النُّسُورُ وإمَّا أضبُعُ البيدِ
وكم سَليبِ رماحٍ غيرِ مستترٍ*****و كم صريعِ حمامٍ غيرِ ملحودِ
كأنَّ أوجُهَهم بيضاً ملألئة ً*****كواكبٌ في عِراصِ القفرة ِ السُّودِ
لم يطعموا الموتَ إلاّ بعد أنْ حطموا*****بالضَّربِ والطعنِ أعناقَ الصَّناديدِ
و لم يدعْ فيهمُ خوفُ الجزاءِ غداً*****دماً لتربٍ ولا لحماً إلى سيدِ
من كلَّ أبلجَ كالدينار تشهده*****وسْطَ النَّدِيِّ بفضلٍ غيرِ مجحودِ
يغشَى الهياجَ بكفٍّ غيرِ مُنقبضٍ*****عن الضِّرابِ وقلبٍ غير مَزْؤودِ
لم يعرفوا غيرَ بثَّ العرفِ بينهمُ*****عفواً، ولا طُبعوا إِلاَّ على الجودِ
يا آلَ أحمدَ كم تلوى حقوقكمُ*****ليَّ الغرائبِ عن نبت القراديدِ
و كم أراكمْ بأجواز الفلا جزراً*****مبددين ولكنْ أيَّ تبديدِ ؟
لو كان ينصفكم من ليس ينصفكمْ*****ألقى إليكمْ مطيعاً بالمقاليدِ
حُسدتمُ الفضلَ لم يُحرزْهُ غيركُمُ*****والناسُ ما بين محرومٍ ومحسودِ
جاؤا إليكمْ وقد أعطوا عهودهمُ*****في فيلقٍ كزهاءِ الليلِ ممدودِ
مستمرحين بأيديهمْ وأرجلهمْ*****كما يشاؤن ركضَ الضمرِ القودِ
تَهوي بهمْ كلُّ جرداءٍ مُطهَّمة ٍ*****هوِيَّ سَجْلٍ منَ الأوذامِ مَجدودِ
مُستشعرين لأطرافِ الرِّماح ومِنْ*****حدَّ الظبا أدرعاً من نسجِ داود
كأنَّ أصواتَ ضَربِ الهامِ بينَهُمُ*****أصواتُ دَوْحٍ بأيدي الرِّيح مَبْرودِ
حمائمُ الأيكِ تبكيهمْ على فننٍ*****مُرنَّحٍ بنسيم الرِّيحِ أُملودِ
نُوحي؛ فذاك هديرٌ منكِ مُحتَسَبٌ*****على حسينٍ فتعديدٌ كتغريدِ
أُحبِّكمْ والّذي طافَ الحجيجُ بهِ*****بمبتنى ً بإزاءِ العرش مقصودِ
وزمزمٍ كلَّما قِسْنا مواردَها*****أوفَى وأَربَى على كلِّ المواريدِ
والموقِفينَ وما ضَحَّوْا على عَجلٍ*****عندَ الجِمارِ من الكومِ المقاحيدِ
و كلَّ نسكٍ تلقاه القبولُ فما*****أمسى وأصبحَ إلاّ غيرَ مردودِ
و أرتضى أنني قدْ متُّ قبلكمُ*****في مَوقفٍ بالرُّدينيَّاتِ مَشْهودِ
جَمِّ القتيلِ فهاماتُ الرِّجالِ به*****في القاع ما بين متروكٍ ومحصودِ
فقلْ لآلِ زيادٍ أيُّ معضلة ٍ*****ركبتموها بتخبيبٍ وتخويد
كيفَ استلبتُم منَ الشُّجعانِ أمرَهُمُ*****والحربُ تَغلي بأوغادٍ عَراديدِ؟
فرقتمُ الشملَ ممنْ لفّ شملكمُ*****وأنتمُ بينَ تَطْريدٍ وتَشريدِ
و منْ أعزكمُ بعد الخمولِ ومنْ*****أدناكُمُ مِن أمانٍ بعدَ تبعيدِ؟
لولاهمُ كنتمُ لحماً لمزدردٍ*****أو خلسة ً لقصير الباع معضودِ
أو كالسِّقاءِ يَبيساً غيرَ ذي بللٍ*****أو كالخباءِ سَقيطاً غيرَ مَعْمودِ
أعطاكمُ الدهرُ مالا بدّ " يرفعه "*****فسالبُ العودِ فيها مورقُ العودِ
ولا شَربتمْ بصفوٍ لا ولا عَلِقَتْ*****لكمْ بنانٌ بأزمانٍ أراغيدِ
و لا ظفرتمْ وقد جنتْ بكم نوبٌ*****مُقلقلاتٌ بتمهيدٍ وتَوطيدِ
و حول الدهر رياناً إلى ظماءٍ*****منكمْ وبدل محدوداً بمجدودِ
قد قلتُ للقوم حطوا من عمائهمْ*****تحقُّقاً بمصابِ السّادة ِ الصِّيدِ
نُوحوا عليه؛ فهذا يومُ مصرعِه*****وعَدِّدوا إنَّها أيّامُ تَعديدِ
فلي دموعٌ تبارى القطرَ واكفة ٌ*****جادتْ وإن لم أقلْ يا أدمعي جودي
سرونة
08/08/2012, 12:32 AM
أَلا ما لقلبٍ بأيدي الغُواة
أَلا ما لقلبٍ بأيدي الغُواة ِ*****يُعلَّلُ في الحبِّ بالباطلِ
يرنّ اشتكاءً إلى نازلٍ*****وإمّا اشتياقاً إلى راحلِ
ويُضحي قتيلَ بدورِ الخدو*****رِ وَجْداً وما من دمٍ سائلِ
وكيف انتفاعى بأنّى كتمـ*****ـتُ بنطق الغرامِ عن العاذلِ
ولى ألسنٌ شاهداتٌ به*****من الدّمع والجسدِ النّاحلِ
والحزمِ في الموقفِ الهائلِ*****لِ ما لِيم في النّاسِ من عاقلِ
وزَوْرٍ أتاني وكلُّ العيونِ*****نِ من النّومِ فى شغلٍ شاغلِ
وكم بيننا حائلٌ هائلٌ*****وأوْهَمَ أنْ ليسَ مِن حائلِ
ولولا لذاذة ُ ذاك الغرو*****رِ ما كانَ في الطَّيف من طائلِ
وكيفَ أخافُ وأنتَ الخَفيرُ*****غداة َ المنى في يد الباسلِ
أقول لركبٍ على أينقٍ*****سراعٍ كذئبِ الغضا العاسلِ
وقد أكلَ السَّيرُ أوصالَها*****وأيْنُ السُّرى خيرَ ما آكلِ
فما شئتَ من تامكٍ ناحل*****وما شئتَ من ضيِّقٍ حائلِ
بلا عضدٍ وبلا كاهلِ*****إلى عقوة ِ الأوحدِ العادلِ
دعوا قائلاً غيرَ ما فاعلٍ*****وعُوجوا على القائل الفاعلِ
إلى صائلٍ لم تَطُفْ مرَّة ً*****عليه صِقالاً يدا صاقِلِ
فتى ً يُعمِلُ السَّيفَ يومَ الهياجِ*****ج ويتّركُ الجبنَ للنّابلِ
وما كان يوماً وقد مسّه اللّـ*****ـغوبُ من الجدِّ بالهازلِ
فللهِ دَرُّكَ من زائدٍ*****عطاء على أملِ الآملِ
وبانَ لنا الحقُّ من باطلِ*****عِ فضلاً وذا الجودِ بالباخلِ
ويومَ يُسقَّى الرَّدى حاضريهِ
شهدتَ فكنتَ مكانَ العَفارِ*****وللرُّمح في موضعَ العاملِ
وإنّى لأعشق منك الكما*****لَ فلم أر قبلك من كاملِ
وآسى على زمنٍ مرّ بى*****ومالى َ مثلك من كافلِ
لدى معشرٍ أنا ما بينهمْ*****ولا ناهضٍ لهُمُ حاملِ
فدرُّ قريضى بلا ناظمٍ*****وغرُّ مَقالي بلا قائلِ
وحلى ُ كلامى وما استأصلوا*****ه مدى الدّهر منهم على عاطلِ
ولولا مكانك كان الملو
ولا دافعٍ شرَّ ما حاذرو*****ه ولا ناهضٍ لهم حاملِ
وكم ذا أعدتَ لهمْ ملكهمْ*****وأرجوك أنَّك لي قابلي
فأضحى على ثابتٍ راسخٍ*****وقد كانَ في هائرٍ مائلِ
وقد جرّبوا منك ما جرّبو*****عليهنَّ كلُّ فتى ً باسلِ
وخالوك جهلاً كمن يعهدو*****وكم غُرَّ ذو الحزمِ بالجاهلِ
ولمّا طلعتَ ولم يشعروا*****فأيقظهمْ من كرى الغافلِ
أطاعَ لكَ الصَّبُ بعدَ الجماحِ*****مقالاً يبرِّحُ بالقائلينَ
وإنّ خُراسانَ زَلْزَلْتَها*****وما لكَ من ركنٍ زائلِ
وساروا إليك كأسدِ الصّريـ*****لداري ورحليَ من غائِلِ؟
وأضحى كثيرهمُ كالقليـ*****ـل وناصرهمْ منك كالخاذلِ
وأسمَعْتَنا أنَّة َ المُعْوِلاتِ*****تِ على القوم أو رنّة َ الثّاكلِ
ولمّا رأَوا صَهَواتِ الجيادِ
وولَّوا وفارسُهمْ في المماتِ*****على الرّغمِ منها يدُ الحاملِ
فلم تَرَ غيرَ قتيلٍ هوَى*****تَدَوَّسُهُ الخيلُ أو قاتل
ت بحدِّ سيوفك كالرّاجلِ
وظنُّوا نُكولَك لمّا دَعَوك*****وحاشاكَ من خُلُقِ النَّاكلِ
وليس الشّجاعة ُ هتكَ الوريـ*****بعرِّيسَة ِ الأسدِ الصّائلِ
ولكنّها بامتطاءِ الصّوا*****ب والحزم فى الموقفِ الهائلِ
فلا تَلُمِ النّاسَ في شوقِهمْ*****إلى غيثك السبِلِ الهاطِلِ
وإمّا التَّنابُلُ للخاملِ*****ت من كان فى البلد الماحلِ ؟
فإن كنتَ قد غبتَ عن " بابلٍ "*****فذكرُك ما غابَ عن بابِلِ
ومثلُ مُثولك بينَ الرِّجالِ*****ل ثناؤك فى المجلس الحافلِ
وما زلتَ تمطلنا باللّقا*****ءِ للحزم عاماً إلى قابلِ
ومَن كان إرجاؤه باللِّقا*****ءِ مصلحة ً ليس بالماطلِ
فقولي لقومِيَ إنّي اعتصمتُ*****ـتُ بعرّيسة ِ الأسدِ الصّائلِ
فلا مفزعٌ أبداً مفزعى*****ولا هائلٌ أبداً هائلي
ولا مثل عزّى به لامرئٍ*****ولا لكليبِ بنى وائلِ
أَلا فاحُبُني بداومِ الصَّفاءِ*****إذا جاءَ نفعيَ من باطِلِ
وقد حزتَ منِّي جميعَ القبولِ*****لِ وأرجوك أنّك لى قابلى
وإنّى لأرضى بأنْ كنتَ بى*****عليماً وكلُّ الورَى جاهلي
وما أنْ أُبالي جَفاءً لهمْ*****إذا كنتَ وحدَك لي واصلي
ولمّا جعلتك لى موئلاً*****دعانى الورى خيرَ ما وائلِ
فأسندتُ ظهرى إلى يذبلٍ*****وألقيتُ ثقلى على بازلِ
وإنّى مقيمٌ وإن أجدبتْ*****بلادي على الرَّجُلِ الفاضلِ
ولستُ بغير الطّوالِ الخطا*****إلى الفخر فى النّاس بالحافلِ
ولا من حياض الأذى والصّدى*****يزعزعنى قطُّ بالنّاهلِ
وليس الفتى للذى سار عنـ*****ـهُ من دَنَسِ العِرْضِ بالغاسلِ
فخذها ومن بعدها مثلها*****فكمْ ذا تنبّه من غافلِ
وقد جاءَ عفواً منَ القائلِ
ولم أكُ قبلَ امتداحي عُلا*****ك إلاّ كبُرْدٍ بلا رافلِ
فهبْ ليَ مافاتَ من زلَّة ٍ*****فما زلتَ تصفحُ عن واهلِ
وما كلُّ مَن قرعتْ كفُّهُ*****لأبوابه فيه بالدّاخلِ
فلا زالَ نجمُك نَجْمُ السُّعو*****دِ غيرَ الخفيِّ ولا الآفلِ
وبُقِّيتَ مُشتملاً بالثَّواءِ*****ءِ بغير رحيلٍ مع الرّاحلِ
سرونة
08/08/2012, 12:33 AM
صددتِ بلا جرمٍ صدودَ قطيعة
صددتِ بلا جرمٍ صدودَ قطيعة ٍ*****و عندكِ أني لا أجازيكِ بالصدَّ
وغرَّكِ أنِّي في إِسارٍ منَ الهَوى*****و كم فلتَ المأسورُ من حلقِ القدَّ
فلا تطلبي ما ليس عندي تَعنُّتاً*****سيكفيكِ منِّي لو تأمَّلتِ ما عندي
سرونة
08/08/2012, 12:33 AM
من شاء أن يعذلنى فى الهوى
من شاء أن يعذلنى فى الهوى*****فلستُ بالمصغى إلى عذلهِ
يعذُلني في ذا الهوى فارغٌ*****وطافحٌ قلبى َ من شغلهِ
قد لامَني في عِشْقِ من حُبُّهُ*****أَبلى فؤادي وهْوَ لم يُبْلِهِ
وقاتلي سحرٌ بأجفانهِ*****وليس لى طرفٌ إلى قتلهِ
سرونة
08/08/2012, 12:33 AM
ومُنتَقِباتٍ بالجمالِ أَتينَنا
ومُنتَقِباتٍ بالجمالِ أَتينَنا*****و قد ملّ منا كلُّ راعٍ وعائدِ
فقُلن وقد أنكرْنَ ما بيَ مِن ضَنًى :*****أَلا ما تَرى ما بينَ تلك الوسائِدِ؟
فقلتُ وقلبي واجفٌ غيرُ ساكنٍ*****غراماً ودمعي سافحٌ غيرُ جامدِ
وجدتُ غراماً ما تجدنَ وما استوى*****بحاملِ ثقلٍ في الهوى غيرُ واجدِ
فملنَ كما مالتْ غصونٌ مريحة ٌ*****يضاحكن منا حاضراتِ الولائدِ
سرونة
08/08/2012, 12:33 AM
صادَ قلبي عشيَّة َ النَّفْرِ ظبْيٌ
صادَ قلبي عشيَّة َ النَّفْرِ ظبْيٌ*****وظباءُ الفلاة صيدُ الرّجالِ
ذو دلالٍ، وإِنَّما يسكنُ القلـ*****ـبَ كما شاء واشتهى ذو دلالِ
بتُّ أشكو إلى وَلوعٍ بهجري*****نافرٍ عن زيارتى ووصالى
راجياً وعده وإنْ أخلف الوعـ*****ـدَ وأنساك طيبه بالمطالِ
سرونة
08/08/2012, 12:34 AM
كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ
كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ*****ومدفّعٍ عن وجده ممطولِ
ولقد حملتُ غداة زمّتْ للنّوى*****أُدْمُ الرّكائبِ فيه كلَّ ثقيلِ
وقنعتُ منهمْ بالقليل ولم أكنْ*****أرضَى قُبَيلَ فراقِهمْ بقليلِ
لولا دموعي يومَ قامتْ ودَّعتْ*****ما كانَ روضُ الحَزْمِ بالمطلولِ
وأرتك وجهاً لم تنرْ شمسُ الضّحى*****إلاّ بهِ ما كانَ بالمملولِ
وتقلَّدَتْ بأساودٍ من فرعِها*****وتبسّمتْ عن أشنبٍ معسولِ
ورنتْ إليك بطرف جوذرِ رملة ٍ*****وخطتْ بحِقْفٍ في الإزارِ مَهيلِ
إنْ كنتَ تُنكرُ ما جَنَتْه يدُ النَّوى*****فالشّاهدان صبابتي ونُحولي
ما ضرَّ مَن ضَنَّتْ يداهُ بمُنْيَتِي*****أن لا يضنَّ على َّ بالتّعليلِ ؟
فإلى متى أشكو إلى ذى قسوة ٍ*****وإلى متى أرجو نوالَ بخيلِ؟
قُل للحُداة ِ خِلالَ عيسٍ ضُمَّرٍ*****بطُلًى إلى حادي الرَّكائبِ مِيلِ
حطّوا إلى ملكِ الملوك رحالكمْ*****ففناؤه للرّكبِ خيرُ مقيلِ
حيث الثّرى لاقى الجباه وأرضه*****للقومِ موسعة ٌ من التّقبيلِ
وكأنَّما قمرُ الدَّياجي وجههُ*****ورُواءُ لونِ الصّارمِ المصقولِ
للهِ دَرُّك في مقامٍ لم تزلْ*****عجلاً تلفّ رعيله برعيلِ
والخيلُ جائلة ٌ على قِممٍ هَوَتْ*****ومناكبٍ فارقْنَ كلَّ قليلِ
وكأنَّهنَّ يخُضْنَ ماءَ ترائبٍ*****لمجدّلين يخضن ماءَ وحولِ
قد جرَّبوك غداة َ جنَّتْ فتنة ٌ*****رمتِ العقول من الورى بخبولِ
فكأنَّ مُضْرمَها مضرَّمُ عَرْفَجٍ*****فى الدّوِّ حان حصاده بقبيلِ
وكأنَّها عشواءُ في غبشِ الدُّجَى*****تطوى الفلا خبطاً بغير دليلِ
فعدلتها بالرّأى حتّى نكّبتْ*****عنّا بغير قنًى وغيرِ نصولِ
وركبتَ منها وهْيَ شامسة ُ القَرا*****عمّا قليل ظهرَ أى ِّ ذلولِ
ولوَ انَّها عاصَتْك حكَّمتَ القَنا*****فيها وحدَّ الباترِ المسلولِ
وملأتَ قطرَ الأرضٍ وهي عريضة ٌ*****بصوامٍ وذوابلٍ وخيولِ
وبكلِّ مُستَلَبِ المَلامِ كأنَّما*****شهد الكتيبة طالباً بذحولِ
عريانَ إلاّ من لباسِ بسالة ٍ*****ظمآنَ إلاّ من دمٍ لقتيلِ
وأنا الذى أهوى هواك وأبتغى*****أبداً رضاكَ وإنِّه مأمولي
ومتى تبدَّل جانباً عن جانبٍ*****قومٌ فإنّك آمنٌ تبديلى
وإذا صَححتَ فإنَّ قلبي مُقسِمٌ*****أنْ لا يبالى فى الورى بعليلِ
وذرِ انتقادي بالشُّناة ِ فلم تُنِرْ*****شمسُ الظّهيرة للعيون الحولِ
وليسْلُني عن فوتِ ما نالَ الورى*****إنْ لم أقمْ فيه مَقامَ ذليلِ
خُذْها كما ابتسم النَّهارُ لمُدجنٍ*****أعيا عليه قصدُ كلّ سبيلِ
وكأنّها للمبصريها جذوة ٌ*****ولناشقيها " فغمة ٌ " لشمولِ
وكأنّما هى عزّة ً لا تبتغى*****عرّيسة ٌ للأسدِ ذاتُ شبولٍ
وكأنَّها روضُ الفلا عبثتْ بهِ*****أيدى شمالٍ سحرة ً وقبولِ
صينتْ عن المعنى المعاد وقولها*****ما كانَ في زمنٍ مضَى بمقولِ
وإذا النّضارة ُ فى الغصون تغيّرتْ*****كانت نضارتُها بغيرِ ذبولِ
فاسعدْ بهذا العيد وابقَ لمثلهِ*****فى منزلٍ من نعمة ٍ مأهولِ
ولقد نضوتَ الصّومَ عنك ولم تعجْ*****فيه بجانبِ هفوة ٍ وزليلِ
وكففتَ عن كلِّ الحرامِ وإنَّما*****صاموا عن المشروب والمأكولِ
وإذا بقيتَ فما نبالي مَنْ جَرتْ*****منّا عليه ردًى دموعُ ثكولِ
سرونة
08/08/2012, 12:34 AM
ما ضرَّ مَن زار وجُنحُ الدُّجى
ما ضرَّ مَن زار وجُنحُ الدُّجى*****يكحلُ منه الأفقُ بالإثمدِ
لو زارني والصبحُ في شمسه*****بلونها الفاقعِ في مجسدِ
كيف اهتدى لي في قميصِ الدجى*****مَن كان في الإصباحِ لا يهتدي؟
أخْلَفني وعدُك في زَورَة ٍ*****فكيفَ وافيتَ بلا موعدِ ؟
ليستْ يداً منك وما زدتني*****في النومِ شيئاً لم يكن في يدي
بات الكرى يوهمني أنه*****مُضاجعٌ جسمي على مَرقدِ
حتى إذا الصبحُ بدا لمحهُ*****كنتُ مكانَ الأنزح الأبعدِ
و زار قلبي والهوى كله*****زورة طرفي الأقرحِ الأكمدِ
سرونة
08/08/2012, 12:35 AM
اسعدْ سعدتَ بساعة التّحويلِ
اسعدْ سعدتَ بساعة التّحويلِ*****وبقاءِ ملكٍ في الأنامِ طويلِ
وإِذا قدمتَ على المسرَّة ِ فليكنْ*****ذاك القدوم لنا بغير رحيلِ
وإذا دخلتَ إلى رباعك كان ذيّاك الدّخولُ لديك خيرَ دخولِ*****لديك خيرَ دُخولِ
قد آنَ أن تحظَى الأسرَّة ُ منك بالـْ*****ـسُكنى كما حَظِيَتْ ظهورُ خيولِ
دعْ منزلاً لا أهلَ فيه ولا بهِ*****وأقمْ لنا بالمنزل المأهولِ
لو تستطيعُ منازلٌ فارقْتَها*****وحللتَ فيها اليومَ أيَّ حلولِ
لسعتْ إليك تشوّقاً ولأوسعتْ*****يمناك من ضمٍّ ومن تقبيلِ
ولقد رأيتُ بخاطري وبناظري*****في غابك المرهوبِ خيرَ شُبولِ
الشّمسُ أنتَ وهمْ نجومٌ حولها*****أقسَمْنَ أن لا رُعْتَنا بأفولِ
لولا شهادتُهم عليك لكنتَ فيـ*****وقد أقولُ لمن أراهُ يخيفُني
إنْ ينحفوا لصباً فقد جثموا علًى*****ولهمْ بفضل الأصل كلُّ عبولِ
أيُّ البدور وقد تَبدَّى طالعاً*****من قبلِ تَمِّ ليس بالمهزولِ؟
زينتْ علاك بنور أوجههمْ كما*****زين الجواد بغرّة ٍ وحجولِ
لهمُ القبولُ من المحاسن كلَّها*****والحسنُ مطروحٌ بغير قبولِ
ما فيهمُ إلاّ الذي هو صارمٌ*****ماضى الشّبا ذو رونقٍ مصقولِ
إنْ كان أغمدَ برهة ً فلسلّهِ*****والمغمدُ المرجوّ كالمسلولِ
عبقوا بنشر الملك وسط مهودهمْ*****وبغاية ِ التّعظيم والتّبجيلِ
فهمُ غُصونٌ لا ذَوَيْنَ على مدَى*****مرّ الزّمان ولا دنتْ لذبولِ
لا تختشِ ما عشتَ بادرة َ العِدى*****فكثيرُهمْ من مكرِهمْ كقليلِ
وابعثْ إلى مُعطيك كلَّ إرادة ٍ*****من دعوة ٍ مسموعة ٍ برسولِ
إنّ الذى أعطى المنى فيما مضى*****يعطيك فى آتيك فوقَ السّولِ
لك من مَعوناتِ الإِلهِ ونصرهِ*****فى الرّوعِ أى ُّ أسنّة ٍ ونصولِ
ولقد أقول لمن أراه يخيفنى*****ويسدُّ عن طُرُقِ الرَّجاءِ سبيلي:
دعني وعاداتِ الإله فإنَّني*****لا أترك المعلومَ للمجهولِ
أوَ ما رأيتَ اللهَ لمّا ضاقتِ الـأرجاءُ كيف أتى بكلّ جميلِ ؟*****ـأَرجاءُ كيف أتَى بكلِّ جميلِ؟
وأناَ الذى أهوى هواك ولا أرى*****إلاّ بحيثُ تقيل فيه مقيلى
وأنا الجوادُ فإنْ سُئلتُ تحوُّلاً*****وإذا دخلتَ إلى رباعك كان ذيْـ
حوشيتَ أن يعنى سواك بخاطرى*****أو أنْ أجرّر فى ذراه ذيولى
وإذا بقيتَ مملَّكاً ومسلَّماً*****فقد ارتقيتَ إلى ذرا مأمولى
خُذْها على عجلٍ فإِنْ قصَّرتُها*****فبقدرِ ما أسلفتَ من تطويلى
لي في الثَّناءِ على عُلاكَ قصائدٌ*****كالشّمسِ تدخلُ دارَ كلِّ قبيلِ
طبّقن شرقاً فى البلاد ومغرباً*****ولهنّ فى القيعان كلُّ ذميلِ
وسكنَّ أَلْبابَ الرِّجال، وحيثُما*****كان القريض إليه غيرَ وصولِ
سرونة
08/08/2012, 12:35 AM
رأيتُ فلم أرَ فيما رأيتُ
رأيتُ فلم أرَ فيما رأيتُ*****مُصاباً كيومِ ردَى الأوحدِ
و عودني الرزءَ مرُّ الزمانِ*****و مثلُ الذي حلّ لم أعتدِ
وفارقني بَغْتة ً مثلما*****يفارق مقبض سيفي يدي
على حينَ دانَتْ له الآبِياتُ*****وقادَ القُرومَ ولم يُقتَدِ
و قد كنتُ أحسب أنّ الحمامَ*****بعيدٌ عليه فلم يبعدِ
و ما كان إلاّ كقولِ العجولِ*****لمن قام وسطَ الندى أقعدِ
وساعدني في بكائي عليـ*****كلُّ بعيد الأسى أصيدِ
تلين القلوبُ وفي صدره*****أصمُّ الجوانبِ كالجلمدِ
و كم ذا رأينا عيوناً بكينَ*****عند الرزايا بلا مسعدِ
جرَيْنَ فألحقنَ عندَ الدُّموعِ
وأعيَتْ محاسُنه أنْ تُنالَ*****فإنْ حَسدَ القومُ لم يَحْسُدِ
وكم قعدَ القومُ بعدَ القيامِ*****ومذْ قامَ بالفضلِ لم يُقعدِ
وماتَ وغادَرَه جُودُه*****خليَّ اليدين من العسجدِ
و لم يدخرْ غيرَ عزَّ الرجال*****وعزٍّ يبينُ معَ الفرقَدِ
وغيرَ ضِرابٍ يقطُّ الرؤوسَ*****إذا خَمَدَ الجمرُ لم يَخمُدِ
و طعنٍ يمزق أهبَ النحورِ*****كمَعْمَعَة ِ النّارِ بالفَرْقَدِ
وكم قد شهدناه يومَ الوغى*****و بيضُ النصولِ بلا أغمدِ
يَشُلُّ الكُماة َ بصدرِ القناة ِ*****شلكَ للنعمِ الشردِ
وتهديهِ في الظُّلماتِ السُّيوفُ*****و كم ضلَّ في الروعِ من مهتدِ
فتى ً في المشيبِ وما كلُّ منْ*****حَوى الفضلَ في الشَّعَرِ الأسودِ
فيا لوعتي فيهِ لا تَقْصُري*****ويا دمعتي فيهِ لا تجمُدي
و يا سلوتي فيه لا تقربي*****وإن كنتِ دانية ً فابعدي
و يا لائمي في ثناءٍ له*****هجدتَ وعينيَ لم تهجدِ
فلم أرثهِ وحده بلْ رثيتُ*****معالم عرينَ من سؤددِ
وما جادَ جَفني وقد كان لا*****يجودك إلاَّ على الأجودِ
و وافقني بالوفاقِ الصريحِ*****موافقة َ النومِ للسهدِ
وإنَّ التناسُبَ بينَ الرِّجالِ*****بالودَّ خيرٌ من المحتدِ
و خلفني بانتحابٍ عليهِ*****يقضُّ على أضلعي مرقدي
فإنْ عاد مضجعيَ العائدون*****خفيتُ نحولاً على العودِ
فقُلْ للقَنابِلِ: لا تَركبي*****وقُلْ للكتائبِ: لا تحشُدي
و قلْ للصلاة ِ بنار الحروبِ*****قد ذهبَ الموت بالمُوقِدِ
و قلْ للصوارمِ مسلولة ً*****فُجِعْتُنَّ بالصّارمِ المُغمَدِ
و قلْ للجيادِ يلكنَ الشكيمَ*****بلا مُسرِجٍ وبلا مُلبِدِ:
أَقِمْنَ فما بعدَهُ للخيولِ*****مقاديرُ حتى مع القودِ
و قلْ لأنابيبِ سمرِ الرماحِ*****ثَوِيْنَ حِياماً بلا مَوْرِدِ
فلا تَطلعَنْ فوقكُنَّ النُّجومُ*****فذاك طلوعٌ بلا أسعدِ
وكيفَ يرِدْنَ نَجيعَ الكُماة ِ*****بغيرِ شديدِ القوى أيدِ ؟
أرى ذا أسى ً فبمنْ أقتدي ؟
و كيف السوُّ وعندي الغرامُ*****يبرِّحُ بالرَّجُلِ الأجلَدِ؟
ولي أَسفٌ بافتقادٍ له*****نَفَدْتُ حنيناً ولم يَنْفَدِ
فيا غافلاً عن طروقِ الحمامِ*****رقدتَ اغتراراً ولم يرقُدِ
و يا كادحاً جامعاً للألوفِ*****وغيرُك يأخذها من غدِ
و هل للفتى عن جميع الغنى*****سوى بلَّ أنملة ٍ من يدِ
فبنْ مثلما بان ظلُّ الغمامِ*****عن طالبي سَحِّهِ الرُّوَّدِ
وبِتْ كارهاً في بُطونِ التُّراب*****وكم سكنَ التُّربَ من سَيِّدِ
و لا زال قبرك بين القبور*****يُنضَحُ بالسَّبِلِ المُزْبدِ
ويَنْدى وإِنْ جاورَتْهُ القبورُ*****و فيهنَّ بالقاعِ غيرُ الندى
و حياك ربك عند اللقاءِ*****بعفوٍ ومغفرة ٍ سرمدِ
و خصك يومَ مفرَّ العبادِ*****بالعَطَنِ الأفسحِ الأرغدِ
سرونة
08/08/2012, 12:36 AM
نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ
نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ*****والرَّكبُ من وَسَنٍ على شُغلِ
فطنوا لهجركِ إذْ بخلتِ ضحًى*****وعموا كرًى عن ساعة البذلِ
بتنا نجدّ وكيف جدّ فتًى*****مسترهنٌ فى قبضة ِ الهزلِ
أهدي التي خلقتْ كما اقترحتْ*****حسناً وما استرضَتْه من دَلٍّ
كم قد أساءَتْ وهْي عامدة ٌ*****فجعلتُها للحبِّ في حِلِّ
ولقد درى من لا يخادعنى*****أنّى صريعُ الأعينِ النّجلِ
إنَّ الذينَ تَرحَّلوا سَحَراً*****قتلوا بذاك وما نووا قتلى
لم يحملوا يومَ الرّحيل سوى*****قلبي العميد بهمْ على البُزْلِ
وإذا رأيتَ جمالَ غانية ٍ*****فهو الذى سرقته من جملِ
بيضاءُ تفضحُ بالضِّياءِ ضُحى ً*****ودجًى بفاحمِ شعرها الجثلِ
وتنكرتْ لمّا رأتْ وضحاً*****متلهّباً فى مفرقى يغلى
وليننى زمناً بهنّ فمذ*****شاب العذارُ كتبنَ بالعزلِ
فكم ارتديتُ وذا الشّبابُ معى*****بغديرة ٍ وبمعصمٍ طفلِ
فالآنَ ما يَمْشي لغانية ٍ*****خَطْوي ولا تَقتادُها رُسْلي
قُيِّدتُ عنها بالمشيب كما*****عقلَ الشّرودُ الصّعبُ بالشّكلِ
لا تُلزميني اليومَ ظالمة ً*****ما ليسَ من عَقْدي ولا حَلِّي
إنَّ المشيبَ وقد ذُمِمْتُ بهِ*****من فعلِ ربِّكِ ليس من فِعلي
ما إِنْ نزلتُ عليه أَرْحُلَه*****وهو الذي وافَى إلى رَحْلي
من مبلغٌ عنّى لأشكره الـ*****ـملكَ العزيزَ وجامِعَ الفضلِ؟
والفاعلَ الفعلاتِ ما عهدتْ*****بين الأنام وقائلَ الفصلِ
أنتَ الذي سوَّيتَ مُعتلياً*****بالفخر بين الفرع والأصلِ
لله درّك فى الهياجِ وقد*****قامَ الحمامُ به على رجلِ
والحكمُ للسُّمرِ الطوالِ بهِ*****فى القومِ أو للأبيضِ النّصلِ
والحربُ تعذِمُ كلَّ مُضْطَبِع*****بروائها بنيوبها العصلِ
وهناك من شرّ القنا علقٌ*****كالطّلِّ آونة ً وكالوبلِ
والطّعنُ يفتقُ كلَّ واسعة ٍ*****كالباب فاغرة ٍ إلى الأكلِ
فى موقفٍ زلقٍ تشيب به*****لو أبصرته مفارقُ الطّفلِ
ملآنَ بالآسادِ ضارية ً*****غصّان من خيلٍ ومن رجلِ
كنتَ الأعزَّ به وقد خفضتْ*****فيه رؤوس القوم من ذلِّ
وسَقَيْتَ أُمَاتِ الكماة ِ بهِ*****ضرباً وطعناً جرعة َ الثُّكلِ
حتّى كأنّك لا تخاف ردًى*****أوْ لا تعاف مرارة َ القتلِ
كم قد فرجتَ وأنتَ محتقرٌ*****لا تَرتضي مِن ضَيِّقٍ أَزْلِ
ونفختَ من كرمٍ قضى ومضى*****روحاً لنا وقتلتَ مِن مَحْلِ
وأريتَنا أنَّ الأُلى سُطِرَتْ*****نَفَحاتُهمْ كانوا أُولي بُخْلِ
قد كان فى قلبى وأنت على*****شكواك مثلُ صوائبٍ النَّبْلِ
وكأنَّني لمّا سمعتُ بهِ*****حيرانُ مُمتلىء ٌ من الخَبْلِ
ولو أنّنى أسطيع فديتها*****لفديتُها بالنَّفسِ والأهلِ
وحملتُ ثقلاً لامرئٍ حملتْ*****طولَ الزّمانِ يمينه ثقلى
أنتمْ إذا خفتُ الأذَى عُصُري*****وإذا ضَحيتُ فأنتمُ ظِلِّي
وإذا ضربتُ فأنتمُ جننى*****وإذا ضربتُ فأنتمُ نصلى
وإذاظمئتُ فمن غديركمُ*****نهلى ومن جدواكمُ علّى
ولقد فرغتُ من الأمور معاً*****وثناؤكمْ ومديحُكمْ شُغلي
ولأنتَ من قومٍ إذا وعدوا*****سَفّوا عن الإخلافِ والمَطْلِ
زَحموا الكواكبَ من مراكزِها*****ومَشَوا على النَّسْرين بالنَّعْلِ
والوعرُ كالجردِ المبين إذا*****قطعوا مدّى والحزنُ كالسّهلِ
يا مالكاً لا مثلَ يعدلُهُ*****ما في ولائك آخَرٌ مِثلي
ما كان بعضى فى يدى ْ بشرٍ*****فالآنَ خذْ منّي هوى ً كُلِّي
واسمعْ مديحاً بتّ أنظمه*****يميله منك على َّ ما يملى
أغليتُه دهراً ومذ عَلِقتْ*****بك راحتى أرخصتُ ما أغلى
سرونة
08/08/2012, 12:36 AM
سقاني السُّلافة َ مِن ريقهِ
سقاني السُّلافة َ مِن ريقهِ*****وأقطفني الورَدَ من خدِّهِ
و عوضني بقصير الوصالِ*****عما تطاول من صدهِ
وأَوسعني الكَثْرَ من رِفْدِه*****و ما كنتُ أطمع في وعدهِ
و قلتُ لمن لام في حبهِ*****غَششتَ فمن ليَ مِن بعدِهِ؟
وشاعَ غرامي به في الأنامِ*****فمالي سبيلٌ إلى جَحْدِهِ
ومن أينَ أطلبُ في حُسنِهِ*****له الشِّبهَ والحسنُ من عندِهِ؟
سرونة
08/08/2012, 12:36 AM
إذا لم أجدْ خِلاًّ من النّاسِ مُجملاً
إذا لم أجدْ خِلاًّ من النّاسِ مُجملاً*****فمن ليَ منهُمْ بالعدوِّ المجاملِ؟
فما إنْ أرى إلاّ عدوّاً أخافُه*****على َّ ويرمى كلَّ يومٍ مقاتلى
ومن كلّ ما فكّرتُ فى محنتى به*****قرعتُ جبيني أو عضضتُ أنامِلي
وفى الخير تلقى قائلاً غيرَ فاعلٍ*****وفى الشّرّ تلقى فاعلاً غيرَ قائلِ
سرونة
08/08/2012, 12:37 AM
أمِن شَعَرٍ في الرّأس بُدِّلَ لونُهُ
أمِن شَعَرٍ في الرّأس بُدِّلَ لونُهُ*****تبدَّلتِ يا أسماءُ عنّي وعن ودِّي؟
فإنْ يكُ هذا الهجرُ منكِ أو القِلَى*****فليس بياضُ الرأس يا أسمُ من عندي
تصدين عمداً والهوى أنتِ كلهُ*****و ما كان شيبي لو تأملتِ من عمدي
وليس لمن جازَتْهُ ستُّون حجُّة ً*****من الشيب إنْ لم يرده الموتُ من بدَّ
ولا لومَ يوماً من تغيُّرِ صِبْغتي*****إذا لم يكن ذاك التغيرُ من عهدي
سرونة
08/08/2012, 12:37 AM
من ذا الذى ينجو من الآجالِ
من ذا الذى ينجو من الآجالِ*****فى هابطٍ من أرضهِ أو عالِ ؟
و منِ المعرّجُ عن صروفِ نوائبٍ*****يُجرَرْنَ فيه أو حُتوفِ ليالِ؟
يا قربَ بينَ إقامة ٍ وترحُّلٍ*****و الصّبحُ صبحُ العيش والآصالِ
و إذا اللّيالى قوّضتْ ما تبتنى*****فكأنَّها ما بلَّغتْ آمالي
ما لي أُعلَّلُ كلَّ يومٍ بالمُنى*****وأُساقُ من عِدِّ إلى أَوشالِ؟
ويغرُّني الإكثارُ من نَشَبٍ وما الـ*****ـإكثارُ إلاّ أوَّلُ الإقلالِ
قطِّعْ حبالكَ من فتى ً عصفَتْ به*****هُوجُ المنون فقد قَطعتُ حبالي
كم من أخٍ عُرِّيتُ منه بالرَّدى*****فعططتُ قلبى منه لا سربالى
ووصلتهُ حيّاً ولمّا أن أتتْ*****رُسُلُ الحِمامِ إليهِ ماتَ وِصالِي
جَزعي رخيصٌ يومَ فاجَأَ فقدُه*****قلباً به صبّاً وصبريَ غالِ
ونبذته فى حفرة ٍ مسدودة الـأعماق عن ريحى ْ صباً وشمالِ*****ـأعماقِ عن رِيحَيْ صَباً وشَمالِ
وكأنّه لمّا مضى بمسرّتى*****عَجِلاً أتاني من مَطيفِ خيالي
حتّى متى أنا فى إسارِ غرورة ٍ*****وَرْهاءَ تَسحرني بكلِّ مُحالِ؟
ما لي بها إلاّ الشَّجا وعلى الصَّدى*****وقدِ استطالَ عليَّ غيرُ الآلِ
بخلائقٍ مملولة ٍ مذمومة ٍ*****عوجٍ ولكنْ ما لهنّ ملالى
أوَ ما رأيتَ وقد رأيتَ معاشراً*****سكنوا كما اقترحوا قلالَ معالِ
حَكُّوا بهامِهِمُ السَّماءَ وجرَّروا*****فى الخافقين فواضلَ الأذيالِ
وتحلّقوا شرفاً وعزّاً باهراً*****والموتُ حطّهمُم الأجبالِ
من كلِّ مَهضومِ الحَشا سَبْطِ الشَّوى*****كَرَماً وممتدِّ القناة ِ طُوالِ
دخّالِ كلِ كريهة ٍ ولاّجِها*****جوّابِ كلِّ عظيمة ٍ جوّالِ
متهجّم إذْ لاتَ حين تهجّمٍ*****واليومُ مثرٍ من قنًى ونصالِ
وإذا همُ سئلوا ندًى وجدوا وقد*****سبقوا إليه قبل كلّ سؤالِ
طلعوا على أُفقِ النَّدى في ساعة ٍ*****لا طالعٌ فيها طلوعَ هلالِ
يا نازحاً عنِّي على ضَنِّي بهِ*****خذ ما تشاء اليومَ من إعوالى
قد كنتُ ذا ثقلٍ ولكنْ زادنى*****فيكَ الرَّدى ثِقْلاً على أثقالي
يا ليتَني ما إنْ تخذتُك صاحباً*****وأُحيلَ ودٌّ بيننا بِتَقالِ
فارَقْتني وأُخِذْتَ قسراً من يدي*****من غيرِ أنْ خطرَ الفراقُ ببالي
من ذا قضى من شملنا بتبدّدٍ*****ورمَى اجتماعاً بيننا بزِيالِ؟
إنْ يَسلُ عنك الجاهلون محاسناً*****عرَّسْنَ فيك فلستُ عنك بسالِ
أوْ لَمْ تَرُعْهمْ بالفراقِ فإنَّني*****مُذْ بِنتَ ممتلىء ٌ منَ الأَوجالِ
إنْ تدنُ منّي وُصلة ً وقرابة ً*****فلأنتَ فى قلبى من الحلاّلِ
وأجلُّ من قرباك بالنسب الذى*****لا حمدَ فيهِ قرابة ُ الأفعالِ
فدعِ التّناسبَ بالشّعوب فما له*****جدوى ً تَفي بتناسبِ الأحوالِ
ما ضرّ خلّى أن يكون مفارقاً*****في عنصري وخلالهِ كخِلالي
وإذا خليلى لم أطقْ فعلاً به*****يكفى الرّدى زوّدته أقوالى
وسقى الإلهُ حفيرة ً أسكنتها*****ما شئتَ من سحٍّ ومن هطّالِ
وأتَتْكَ عفواً كلُّ وَطْفاءِ الكُلى*****ملأى منَ اللّمَعانِ والجَلْجالِ
وإذا مضتْ عَجْلى استنابتْ غيرَها*****كيلا تضرّ بذلك الإعجالِ
وإذا انقلَبْتَ إلى الجِنانِ فإنَّما*****ذاك التفرُّقُ غاية ُ الإقبالِ
ولقيتَ من عفو الإلهِ وصفحهِ*****فوقَ الذى ترجو بغير مطالِ
وإذا نجوتَ السّوءَ فى يومٍ به*****كانَ الجزاءُ فإنَّ كعبَك عالِ
سرونة
08/08/2012, 12:37 AM
إلى كَم أقودُ قوماً
إلى كَم أقودُ قوماً*****بِطاءً إلى ودادي؟
و أهوى لهمء دنواً*****ويهوَوْنَ لي بُعادي
و أضحى لهمْ صديقاً*****و ما همْ سوى أعادِ
وأبغي صلاحَ شأني*****بمنْ همُّه فَسادي
و كم ذا أجود دهري*****لمن ليس بالجوادِ
أرى معشراً غضاباً*****لأنْ كنتُ ذا تلادِ
و أنْ كنتُ في الثريا*****وكانوا ثَرى الوِهادِ
الا طالما رأيتمْ*****جثومي على الوسادِ
أنال الهوى ويلقى*****إلى راحتى مرادي
و أعطى مقادَ قرمٍ*****أبيٍ على القيادِ
وتَجري إلى الأماني*****فلا تلتوي جِيادي
ولي منزلٌ حصينٌ*****مكينٌ من الفؤادِ
إذا همّ لي بلاءٌ*****فلي منه ألفُ فادِ
وأنْتم جُفاءُ سَيلٍ*****مطارٍ بخبتِ وادِ
و إلاّ فسفرُ دوٍّ*****بعيدٍ بغيرِ زادِ
سروا في القواءِ صبحاً*****عَطاشَى بلا مَزادِ
وجابوا الفَلاة َ ليلاً*****ضَلالاً بغيرِ هادِ
سرونة
08/08/2012, 12:38 AM
ومن عجائب أمرى أنّنى أبداً
ومن عجائب أمرى أنّنى أبداً*****أريدٌ من صحَّتي ما ليس يبقَى لي
هل صحَّة ٌ من سَقامٍ لا دواءَ له*****وكيفَ أبقَى ولمّا يبقَ أمثالي؟
وما أريد سوى عينِ المحال فلا*****سبيلَ يوماً إلى تبليغِ آمالي
سرونة
08/08/2012, 12:38 AM
قل للذي يحسدُنا في الهوَى
قل للذي يحسدُنا في الهوَى*****والمرءُ لا يخلو منَ الحاسدِ
قد زارني الظبيُ الذي لم يزلْ*****يفلتُ من أُنشوطة ِ الصَّائدِ
في ليلة ٍ ساهرها ـ نائلاً*****ما يتهي - خيرٌ من الراقدِ
قلتُ له والقولُ في حقهِ*****يستخرج الحِقْدَ من الحاقِدِ:
ليتكَ لما كنتَ لي ممرضاً*****جئتَ مع العوادِ لي عائدي
إنّ عناءَ الواجدِ المبتلي*****عتابه من ليس بالواجد
سرونة
08/08/2012, 12:38 AM
والله لا ذقتُ يوماً
والله لا ذقتُ يوماً*****مرارة ً للسّؤالِ
ولا سمحتُ بعرضى*****وقاية ً دون مالى
ولا رضيتُ قراراً*****إلاّ قلالَ المعالى
سرونة
08/08/2012, 12:39 AM
قادتْ حرانيَ يوم النفرِ خرعبة
قادتْ حرانيَ يوم النفرِ خرعبة ٌ*****و ضلَّ عني ما أوتيتُ من جلدِ
قضتْ عليَّ ولم تعمدْ بنظرتها*****و كم أصابَ صميماً غيرُ معتمدِ
كأنَّما مُهجَتي والبُزْلُ مرحلة*****مطيعة للنَّوى في ماضِغَيْ أسدِ
فليتني ساعة ً أششكو صبابتها*****سرًّا إليها ولا أشكو إلى أحدِ
سرونة
08/08/2012, 12:39 AM
واللهِ لا كانَ لي مالٌ أضِنُّ بهِ
واللهِ لا كانَ لي مالٌ أضِنُّ بهِ*****ولا رددتُ بغير النّجحِ سؤّالى
ولا ادَّخرتُ سوى جودٍ ومكرُمة ٍ*****ذخائراً لم أبتْ فيها بأوجالِ
المالُ مالى إذا يوماً سمحتُ به*****وما تركتُ ورائي ليس من مالي
وفى غدٍ أنا مرموسٌ بمقفرة ٍ*****ملْساءَ عاطلة ٍ من جانبِ الخالِ
خالٍ وإنْ كنتُ ذا أهلٍ وذانشبٍ*****عارٍ وإن كان بالبوغاء سربالى
سرونة
08/08/2012, 12:52 AM
قلتُ وقد لاحَ بريقُ الدُّجَى
قلتُ وقد لاحَ بريقُ الدُّجَى :*****منْ رصع الظلماءَ بالعسجدِ ؟
كأنه يخفق ريحٌ على*****رابية ٍ تلعبُ بالمِطْرَدِ
هديتني الطرقَ ولو لم تنرْ*****لكنتُ في الظَّلماء لا أهتدِي
كأنَّه سَيفٌ ولكنَّهُ*****طوعُ بنانِ المُخرِجِ المُغمِدِ
سرونة
08/08/2012, 12:52 AM
لا تلمِ الدّهرَ ولا تعذلِ
لا تلمِ الدّهرَ ولا تعذلِ*****فطالما صُمَّ عن العُذَّلِ
فى كلّ يومٍ مرّ من صرفهِ*****لنا أَميمُ الرَّأسِ بالجندلِ
مفوّقاً أسهمه وجهتى*****من كان مدلولاً على مقتلى
أنقل من سفلٍ إلى علوه*****طَوراً ومن عالٍ إِلى أسفلِ
كأنَّني قسطلة ٌ أُلقيتْ*****في كفِّ مجنونٍ منَ الشَّمْأَلِ
يا موتُ ما أبقيتَ من شمّخٍ*****غرٍّ وما جاوزتَ من رذّلِ
صرعى بكاساتك مملوءة ً*****مترعة ً من ذلك الأقتلِ
كم أخرجتْ كفّك مستعصماً*****لا يحذر السّوءَ من المعقلِ
أينَ أناسٌ سكنوا قبلنا*****ذُرا العُلى في الزَّمن الأوَّلِ؟
من كلّ غرثانِ الشّوى من خنًى*****مُستَمَعِ الأقوالِ في المحفِلِ
كأنّما طلعته طلقة ً*****سيفٌ قريبُ العهد بالصّيقلِ
سيقوا إلى الموتِ كما سُوِّقَتْ*****نجائبُ الغادين بالأرحلِ
و فجعة ٍ جاءتْ على بغتة ٍ*****تغصّنى بالبارد السّلسلِ
كأنَّما جَرَّعَني نابهٌ*****بذكرِها كأساً منَ الحنظلِ
إنّ أبا الفتح قضى هالكاً*****بفادحٍ من قَدَرٍ مُنزَلِ
ثلّمَ من مروى َ فقدانه*****و حزّ لمّا حزّ بالمفصلِ
فالآنَ قلبي جُرُحٌ كلُّه*****ربّ جروحٍ لسنَ بالأنصلِ
نجمَ المعالى إنّها خطّة ٌ*****يبينُ فيها كلُّ مُستَبْسِلِ
حملتَ منها أيّما صخرة ٍ*****و الثّقلُ محمولٌ على البزّلِ
لا تنظرِ اليومَ إلى حرِّها*****لذّاعة ً تَعنِفُ بالمُصْطَلي
وانظرْ إلى ماتركتْ بعدَها*****من نعمٍ للواهب المجزلِ
دع زمناً في الغاب خلّى لنا*****أسوده تعبث بالأشبلِ
ولا تلُمْهُ ورؤوسٌ لنا*****سليمة ٌ إنْ عاثَ بالأرجُلِ
وفي كثيبٍ فاتَنا سَلْوة ٌ*****إنْ دفعَ السَّوءُ عن الأجبُلِ
و اصبرْ عليها طخية ً مرّة ٍ*****فإنَّها عن كَثَبٍ تَنْجلي
عداك ما أرهف من حدّها*****و عن أبيك الأوحدِ الأكملِ
ثُمَّ بَنيكَ الغُرِّ مُلِّيتَ مِنْ*****بقائِهمْ بالأمثلِ الأمثلِ
فاعدِلْ لهذي نِعماً ضَخْمة ً*****عن سنّة ِ المكتئبِ المعولِ
وكذّبِ القائلَ فى قولهِ :*****قد ظلمَ الدَّهرُ ولم يعدِلِ
إنْ كان حزنٌ فليكُنْ من فتى ً*****لم يقل السّوء ولم يفعلِ
فالحزنُ مغفورٌ ولولا الأسى*****لم يحسنِ الصّبرُ ولم يجملِ
لابدّ للمصبح فى نعمة ٍ*****يصبحه فى ليلهِ الألبلِ
وليس للقاطنِ فى بلدة ٍ*****مُعرِّساً بدٌّ منَ المَرْحَلِ
إِنِّيَ منكمْ بِوِدَادِي لكُمْ*****ووسط أبياتكمُ منزلى
ما مسَّكُمْ من جَذَلٍ مَسَّني*****وما يصبْ من حرقٍ فهوَ لى
يا راحِلاً لا أرتجي عودَهُ*****وإنْ رَجَونا عودَة َ الرُّحَلِ
سقى الذى واراك فى تربة ٍ*****سحُّ قطارِ الواكفِ المسبلِ
ولا يزلْ قبرك فى روضة ٍ*****يُنفَحُ بالجادِيِّ والمَنْدَلِ
تعاقبُ الأنواءُ نوّاره*****فمن ملثِّ القطرِ أو منجلِ
سرونة
08/08/2012, 12:53 AM
تقول لِي: إِنَّما الستّون مُقْطَعة ٌ
تقول لِي: إِنَّما الستّون مُقْطَعة ٌ*****بين الرجال ووصلِ الخرد الغيدِ
و ما استوى يفنٌ ولتْ نضارتهُ*****في الغانياتِ بغضٍّ ناضرِ العودِ
فقلتُ ما الشيبُ إلاّ لبسة ٌ لبستْ*****ما أثرتْ بيَ في بخلٍ ولا جودِ
ولا وفاءٍ ولا غدرٍ ولا كَلَفٍ*****و لا ملالٍ ولا إنجازِ موعودِ
إنّ الحفاظَ - وبيضي فيه لامعة ٌ -*****خيرٌ من الغدرِ لو جربتِ في سودي
سرونة
08/08/2012, 12:53 AM
طلبتُ الغنى حرصاً على بذلى الغنى
طلبتُ الغنى حرصاً على بذلى الغنى*****فلم أره إلاّ بكفّ بخيلِ
وكنتُ متى أرجو البخيلَ لحاجة ٍ*****حُرِمتُ رشادي أو ضَللْتُ سبيلي
وقلتُ لمن ذمّ القليل ضراعة ً :*****قليلٌ يصونُ الوجهَ غيرُ قليلِ
وكم للذى حاز الغنى بعد فقده*****بكاءٌ ومن حزنٍ عليه طويلِ
فأينَ وأحوالُ الرِّجال شتائتٌ*****مقامُ عزيزٍ من مقامِ ذليلِ ؟
فسلْ خالقاً فضلَ العطيّة ِ مجزلاً*****فإنَّ عطاءَ الخلقِ غيرُ جزيلِ
وأشقى الورى من كان أكبرَ همّه*****هجاءُ ضَنينٍ أو مديحُ مُنيلِ
سرونة
08/08/2012, 12:53 AM
لا تلمني على الهوى
لا تلمني على الهوى*****فالهوى غالبُ الجلدْ
أيُّما صالحٍ مضى*****بهوى البيضِ ما فسدْ ؟
ليس ينجو من أن يصا*****دَ بحبلِ الهوى أحدْ
أنا أهواهُ ظالمًا*****مخلفاً ما به وعدْ
كلما قمت طالباً*****وصله في الهوى قعدْ
وإذا ما نَفى وشرْ*****عني الكرى رقدْ
سرونة
08/08/2012, 12:54 AM
يا قاتلى إنْ كنتَ تر
يا قاتلى إنْ كنتَ تر*****ضَى من ودادي بالمحالِ
فلسوفَ أقنع من لقا*****ئك لى بطيفٍ من خيالِ
زورٌ بزورٍ مثلهِ*****حذْوَ الأديمِ على مِثالِ
كيفَ استجزتَ الصِّدقَ في*****هجري وكذباً في وصالي؟
وجعلتَ منعك في الضُّحَى*****وتركتَ برّك فى اللّيالى
ما نلتقى إلاّ كما*****زعمتْ أَمانٍ في الكرى لي
أنتَ الحبيبُ فلِمْ صنيـ*****ـعك لى شبيهٌ بالتّقالى ؟
وأرى نَوالَك في يدي*****إنْ رمته صعبَ النّوالِ
والرّخصُ عندك كلّه*****فى باطلٍ والحقُّ غالِ
سرونة
08/08/2012, 12:54 AM
منّا الوصالُ ومنكُمُ الهجرُ
منّا الوصالُ ومنكُمُ الهجرُ*****وعلى إساءَتكمْ بنا الشُّكرُ
ولكلِّ مَن أَسدى الجميلَ سوى*****مسدي الجميل إليكمُ - أجرُ
ياطلعة ً للحسنِ يظلمُها*****مَنْ قالَ يوماً إنّها البدرُ
إِنْ كان جُرماً ما ظننتِ بِنا*****فالجرم يمحو " وزره " العذرُ
حنت إليكمْ كلُّ غادية ٍ*****وبكى عليكمْ بَعديَ القَطْرُ
وثراكُمُ لازالَ مُلتمعاً*****في حافتيهِ النورُ والزهرُ
وإذا ابتغى وطناً يقيمُ به*****سَحُّ الحَيا فرُباكُمُ الخُضرُ
وكأنّ قلبي يومَ بَينِكُمُ*****شطرٌ أقام وعنكمْ شطرْ
ولقد وقفتُ على وداعكُمُ*****وجوانحي من صبرها صِفْرُ
وبهنَّ مِن تَلذيع بَينِكُمْ*****جمرٌ " بودي أنه الجمرُ "
وإذا مددتُ يداً إلى جَلَدي*****فمحلقٌ عني به نسرُ
يا صاحبيَّ وما عذرتكما*****أنْ تنجُوَا عمّن به الأسرُ
و صحوتها عن صاحبٍ ثملٍ*****لم تَنْزُ في أوصالِهِ الخمرُ
َ مِن عُجْبٍ يمرُّ بهِ*****و لربّ سكرٍ دونه السكرُ
وصَممتُما عنه وليسَ به*****" مما " يخاف عليكما وقرُ
ألاّ وقد فسحَ الزَّمانُ لنا*****أعطانه واستغزرَ الدرُّ ؟
و كأنما الحولُ " المجرمُ " منْ*****غفلاتنا " عن " مره شهرُ
و إذا الأزمة ُ في أناملنا*****والنَّهْيُ للأقوامِ والأمرُ
للهِ أمٌّ غلستْ بفتى ً*****حتى شَككنا أنه الفجرُ
قامتْ تمطِّي عنهُ عالمة ً*****أنّ الذي جاءتْ به الفخرُ
وتَشاهدت من قبلِ مولدهِ*****بذكائهِ الأعراقُ والنَّجْرُ
فأتَى كما شاءَ الصديقُ له*****لا مَرْقَعٌ فيهِ ولا جَبْرُ
وتخالُ كِبْراً في شمائلهِ*****مِن عزَّة ٍ ولغيرهِ الكِبرُ
" وتراه في يوم الهياجِ إذا*****وضحَ الحمامُ وصرح الذعرُ "
يهوى إلى قنصِ النفوس كما*****يهوى إلى فرصاته الصقرُ
وبكفهِ في كلِّ مَعركة ٍ*****ترد الدماءَ البيضُ والسمرُ
كم ذا أطيلُ القولَ في زمنٍ*****سِيّانِ فيه الخيرُ والشّرُّ
أشرارُه في نَجْوة ٍ أبداً*****مِن شرِّه والمُبتَلَى الحُرُّ
قومٌ يرونَ الفقرَ بينهُمُ*****أنْ تُعدمَ الأموالَ والوَفْرُ
و يعدُّ غيرهمُ فقيرهمُ*****مَن لا جميلَ له ولاذِكرُ
و كأنما المعروف بينهمُ*****من حشمة ٍ منه هو النُّكْرُ
كيف الفلاحُ وبيننا خلفٌ*****لا نائلٌ منهمْ ولا بشرُ ؟
نَبذوا الجميلَ وراءَ أظهرِهمْ*****فرباعهمْ من فعله قفرُ
و غذا عددتَ خيارهمْ فهمُ*****مَن لا انتفاعَ بهمْ ولا ضَرُّ
في كلَّ يومٍ منهمُ ترة ٌ*****لو كان في أمثالهمْ وترُ
و لربّ فعلٍ دقّ صاحبهُ*****حتى أتاك وجرمهُ هدرُ
سرونة
08/08/2012, 12:54 AM
أما تَرى الدَّهرَ مسلولاً صوارمُه
أما تَرى الدَّهرَ مسلولاً صوارمُه*****تفرى وتقطع منّا كلَّ موصولِ ؟
معلّلاً كلّما يدوى ويسقمه*****وربَّما ضرَّ ذا سُقمٍ بتعليلِ
أمَّلْتُ فيه أموراً ما ظفرتُ بها*****وعاد يسحب ذيلَ المنعِ تأميلى
فعدِّ مثواك عن شىء ٍ منيتَ به*****فلا انتفاعٌ لمشغولٍ بمشغولِ
سرونة
08/08/2012, 12:55 AM
لَقَلَّ غَناءُ العَتْبِ والمجرِمُ الدّهرُ
لَقَلَّ غَناءُ العَتْبِ والمجرِمُ الدّهرُ*****و ضلتْ أمانٍ لا يبلغها العمرُ
لعمرُ العلا لا ظلتُ طوعَ شكية ٍ*****و إنْ كان قلبي ما يحلُّ به وترُ
لك اللهُ قلباً ما أقلّ اكتراثه*****بما يتفادى من تحملهِ الصبرُ !
تمرُّ العطايا لاتكشِّف ناجذي*****وتأتي الرَّزايا وهْيَ من جَزَعي صِفْرُ
و سيانُ عندي ثروة ٌ وخصاصة ٌ*****قنوعيَ إثرائي وللجزعِ العسرُ
هجرتُ فضول العيشش إلاّ أقلها*****و في القوم من يطغى على حلمه الوفرُ
أعفّ وأسبابُ المطامع جمة ٌ*****و أعلم والألبابُ يخدعها " المكرُ "
لكلّ زمانٍ خطة ٌ من مذاهبي*****و أشقى الورى من " لا يصرفه " الدهرُ
و لم أرَ من يهي عند شدة ٍ*****ويأخذُ مِن وافي تجلُّدهِ الضُّرُّ
صَمَتُّ ولم أصمتْ وفي القول فضلة ٌ*****وقلتُ فلم يأنسْ بمنطِقَي الهُجرُ
وإنّي قليلُ الرَّيثِ فيما يُريبُني*****لذاك ركابي ليس يحظى بها مصرُ
غنيٌّ بنفسي عن عديدي ومعشري*****وإنِّيَ مَن يُلقى على غيرِه الفخرُ
و مولى ً كداء القلب أعيا دواؤه*****يُجشِّمُني مالا ينوءُ به ظَهرُ
طَوى غنِّيَ الإنصافَ من غيرِ ريبة ٍ*****ومابي إلى الإنصاف مِن أحدٍ فقرُ
ألا ليت شعري هل أرى غير صاحبٍ*****عليَّ تلظى سره وليَ الجهرُ
فما أمتري إلاّ وفاءً مُصرَّداً*****مَذيقاً يُنادي من جوانبهِ الغَدْرُ
إذا ما ترامتْ بي سَجايا مُخاللٍ*****فأهونُ ماترمي يدايَ لهُ الهَجْرُ
صديقُكَ من أرضى مَغيبَك قولُهُ*****ولم يَعْرُهُ من فخِ عهدِك مايَعْرو
أما وأبى ما بتُّ طوعَ مضيمة ٍ*****و قد عرفتني نفسها البيضُ والسمرُ
أبَيْتُ انْقياداً للأنامِ بِحَبْلِهِ*****وذاك صَنيعٌ يستجيبُ له الشُّكرُ
يودّ رجالٌ أن أهشّ إليهمُ*****و قلّ عن الشحناء ما ينفع البشرُ
وآنسَ بي مَنْ لا يلينُ قيادُه*****خلائقُ طالتْ أنْ يُطاوِلَها ذِكرُ
و مما نفى عن شيمتي الكبرَ فيهمُ*****يقيني بانّ الكبرَ آفته الكبرُ
عدِمتُ المُنى ما أكدرَ العيشَ عندَها*****ولولا المَنى ما استنجدَ السَّفَرَ السَّفْرُ
و من عمرتْ دارُ المنى من همومه*****تمادى وربعُ المجد من مثله قفرُ
وما كَلَفي بالعمرِ أهوَى وُفورَه*****و عند الفناءِ يستوي النزرُ والدثرُ
و داء الورى حبُّ الحياة وشدّ ما*****تفاقَمَ خطبُ الدّاء ماكانَ لا يبرُو
بنفسِيَ مَن لا يقبضُ اللّومَ سمعُه*****و لا يجتنى من فرع منطقه عذرُ
جريءٌ إذا ضاق العراك بأهلهِ*****مليءٌ إذا أكدى من الأملِ الصدرُ
أحبُّ من الفتيان كلَّ مشيَّعٍ*****عصيٍّ فلا نهيٌ عليه ولا أمرُ
يجرُّ أمامَ الرَّكبِ فضلَ قناتهِ*****و لا قلبَ إلاّ قد تملكه الذعرُ
ينال الصدى منه ويحمى نطافهم*****حِفاظٌ على الضَّرّاءِ مركبُه وعْرُ
ومُستوهلٍ لا يألفُ المجدَ فعلُه*****إطاعتُه باعٌ وغايتُه فِتْرُ
يمدّ إلى العلياءِ عيناً كليلة ً*****ويبسطُ كفّاً ليس يعرفُها النّصر
متى يشرعِ الخَطِّيُّ يطلبُ نحرَهُ*****فكلُّ مكانٍ من جوانبه نحرُ
أقول له والرعبُ يصبغ لونه*****و أنفاسه يهفو بجريتها البهرُ
سيعلمُ مَن بالظَّنِّ يُحيي رجاءَهُ*****بأنّ " مباراتي " لآماله قبرُ
و لي وطرٌ ينجى الجيادَ ادّ كارهُ*****و لم يشقَ مني في تذكرهِ فكرُ
سأُعطي المطايا مانَوَتْه إلى النَّوى*****فما عاقني وصلٌ ولاراعني هَجرُ
إذا ما نضتْ أرضُ العراقِ ركابنا*****فقُلْ للمهاري: يومُ تعريسِكِ الحشرُ
لبستُ بها البيداءَ واللّيلُ نافرٌ*****و قد كاد أنْ يفترَّ عن ثغره الفجرُ
و مال الدجى يخفي عن الشرقِ شخصه*****و في قبضة ِ الآفاق من جسمه طرُ
أقول لصحبي والكرى مترددٌ*****يبدده همٌّ وينظمه فرُ
وقد عَطفتْ أيدي الكَرى من رقابهمْ*****كما عطفتْ أعطافَ شارِبها الخَمرُ
عيونُ الدجى أحنى على المجد منكمُ*****فما بالُها تَرْنو وأجفانُكمْ فتْرُ
سألتُكمُ بالله لا تَتَثاقلوا*****على عَلَل الآسادِ أو يطلعَ البدرُ
وملومة ٍ يغشى النهارَ غُبارُها*****لها لَجَبٌ كالرِّيح هايجَها القَطرُ
حَملنا إليها الموتَ والبيضَ والقَنا*****بأيدٍ دمُ الأبطالِ في وَقْعها هَدْرُ
شببنا بها نارَ الطعانِ بفتية ٍ*****مساعيرَ يخبو من تلظيهمُ الجمرُ
إذا انتقموا لم يطمع العفوُ فيهم*****وإنْ صَفحوا لم يستفزَّهمُ الغِمْرُ
و ما بعثوا في مستطيرٍ عزيمة ً*****فحاجَزَها بَرٌّ ولا ذادَها بَحرُ
و إنْ تلقهمْ قلاًّ لدى كلَّ مطمعٍ*****فإنَّهمُ في كلِّ نائبة ٍ كُثْرُ
أَمُغْرية ً باللَّوم في سَمعِ مُعرِضٍ*****دعوتِ شَروداً مايحيقُ بِهِ سِحْرُ!
وراءكِ إني ما تركتُ لباحثٍ*****منَ الدَّهر مايُفضي إليَّ به سَبْرُ
تماطلني الأزمانُ عن ثمراتها*****وينجحُ فيما يدَّعيهِ بها الغَمْرُ
فيا ليتني قصرتُ طولَ تجاربي*****فلا عيَ إلاّ عيشُ منْ ماله خبرُ
وأشهدُ لو طالتْ يدُ الحزمِ في الورى*****لما درّ للدنيا على أهلها درُّ
ولو شئتُ حُلَّتْ رِبقة ُ المال في يدي*****ومانفعُ مالٍ دونَ عَورتهِ سِترُ
دعِ المالَ يمري دَرَّه كلُّ حاشدٍ*****فذخرك من " كسب " المعالي هو الذخرُ
و لا تحسبنْ مستسلماً لتلادهِ*****طليقاً فأهواءُ التلادِ له " أسرُ "
هل العزُّ إلاَّ أن ترى غيرَ طالبٍ*****طلابُك غُرْمٌ ليس يُخلِفُهُ أجرُ
و لا خيرَ في رفدٍ تمدُّ له يدٌ*****ولا في عطاءٍ يُقتضى عندَهُ شُكرُ
رضيتُ وما أرضى بلوغاً لغاية ٍ*****و عند امتداد " الضيم ما يحمد العشرُ "
وهل مُبهجي قَدْرٌ رَضِيْ النَّاسُ مثلَه*****إذا كانَ همِّي لا يحيطُ به قَدرُ
سقَى اللهُ دهراً لم أطِعْ فيه رِقْبة ً*****ولم يَنْهَني منه ملامٌ ولازَجْرُ
إذا التبستْ بي خطة ٌ فتّ شأوها*****كما فوت " الأقذاءَ " جانبه التبرُ
" نصيبك " مما يكثر الناسُ ذكرهُ*****ومحصولُه في عَرْضِ أفعالهمْ نَزْرُ
فللمجدِ ما أَهوَى البقاءَ وربَّما*****حباني به عصرٌ ودافعني عصرُ
سرونة
08/08/2012, 12:55 AM
ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ
ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ*****وكم نَجا النَّبلَ مَن لم ينجُ من مُقَلِ
دعتْ هواى إليها فاستجاب لها*****غنيّة ٌ عن سوادِ الكحلِ بالكحلِ
بيضاءُ تفضحُ صبحَ اللّيلِ إنْ نشرتْ*****ذُؤابة ً في فروعِ الفاحمِ الرَّجلِ
ولو رأتْ وجهَها شمسُ النَّهارِ وقدْ*****ألْقَتْ معاجرُها غابتْ منَ الخَجلِ
ولم يطرْ بى َ لولا حبّها غزلٌ*****فساقنى حسنها كرهاً إلى الغزلِ
فلو رآها عذولٌ تاب معتذراً*****من أنْ يعودَ إلى شيءٍ منَ العَذَلِ
مرَّتْ بنا وفؤادي لي فما بَرحتْ*****حتّى كأنّ فؤادى قطُّ لم يكُ لى
وزارنى طيفها وهناً فأوهمنى*****زيارة ً كنتُ أرجوها فلم أَنَلِ
هي الزِّيارة ُ معسولاً تطعُّمُها*****وليس فيها لنا شيءٌ منَ العَسَلِ
لو كان طيفك أولانا زيارته*****على الحقيقة ِ ما ولّى على عجلِ
عطيّة ُ النّومِ منعٌ لا انتفاعَ بها*****للعاشقين ، وجودُ الطّيف كالبخلِ
فكيف جئتِ إلينا غيرَ سائرة ٍ*****على جوادٍ ولا حِدْجٍ على جَملِ؟
وكيف لم تُوقظي صحبي وقد هَجعُوا*****برنّة ِ الحلى ِ أو من "فغمة ِ" الحللِ ؟
قد قلتُ للرّكب حثّوا كلَّ سلهبة ٍ*****جَرْداءَ أو جَسْرَة ٍ من أينُقٍ بُزُلِ
فى مهمهٍ لا ترى فيه لناجية ٍ*****في ظهرها الكُورُ غيرَ الشدِّ والرَّحَلِ
حطّوا بعقوة ِ ركنِ الدّين وابتهجوا*****بالمنهلِ العذبِ أوفى المنبتِ الخضلِ
حيثُ الملوكُ ملوكُ الأرض خاشعة ٌ*****لمالك الأرضِ والأعناقِ والدُّوَلِ
وجانبٌ تنهبُ الأموالُ فيه فما*****يرضَى لمن أمَّلَ الأموالَ بالأملِ
ومطرحٌ ليس فيه للملامِ يدٌ*****ولا مُعابٌ لتفصيلٍ ولا جُمَلِ
ما فيه إلاّ صريحٌ أو علانية ٌ*****بالاتفّاقِ ولا صلحٌ على دخلِ
كم موقفٍ ثمَّ فيه ليسَ مُحتِكمٌ*****غيرَ الصّوارمِ والخطيّة ِ الذبلِ
حيثُ النَّجاءُ مَروقٌ كفُّ طالبهِ*****وموقدُ الحربِ يرمى القومَ بالشّعلِ
شهدتَه بجنَانٍ ما ألَمَّ بهِ*****ذعرٌ ولا مسّه مسٌّ من الوجلِ
ثَبْتُ المقامة ِ في دحضٍ مزالقُهُ*****لو زالتِ الصّمُّ يوماً عنه لم يزلِ
وأنتَ في ظهرِ ملطومٍ بغرَّتهِ*****كأنَّه شِدَّة ً قَدْ قُدَّ مِن جَبَلِ
لا يعرف الطّيشَ فى سلمٍ وممتلئاً*****في ساعة ِ الرَّوع ممّا شئتَ من خَبَلِ
محكّكٌ فيه أنّى شاء فارسه*****للرَّيثِ إنْ رامَه طَوراً وللعَجَلِ
فقل لمن شكّ جهلاً فى شجاعته*****وإنّه قانصٌ نفسَ الفتى البطلِ :
من أين تحكم إلاّ فى يديه ظباً*****يوم الكريهة فى الأجسام والقللِ ؟
أو من سواه تروّى فتقَ طعنته*****نحرَ المدجَّجِ ظمآناً منَ الأَسَل؟
مَن عالجَ الملكَ لولاهُ وقد طرأتْ*****على ضواحيه صعباتٌ من العللِ ؟
مَن راشَهُ بعد أنْ حُصَّتْ قَوادِمُهُ*****من صانه وهو فى أظفارِ مبتذلِ ؟
مَن ذبَّ عنه ببيضٍ ما عَرفْنَ وقد*****سللن فى نصره عوداً إلى الخللِ ؟
من ردّ عنه نيوباً للخطوب وقد*****هفون بالرّأى أو برّحن بالحيلِ ؟
من كفّ أيدى َ أقوامٍ به عبثوا*****وردّهنّ بما يكرهن من شللِ ؟
لا تَحسبنِّي كأقوامٍ خبرتَهمُ*****قيدوا بأرشية ِ النّعماءِ والنّفلِ
بلا قرارٍ على دارٍ يحلّ بها*****ولا مقامٍ على شىء ٍ من السّبلِ
فإنّنى لك صافٍ غيرُ ذى كدرٍ*****وواردٌ منك عِداً غيرَ ذي وَشَل
وإنْ تبدَّلَ قومٌ عنك وانتقلوا*****فليس لي منكَ عُمْرَ الدَّهرِ من بَدَلِ
وإنْ يحولوا ويضحوا غيرَ من عهدوا*****فإنّنى لم يزلْ ودّى ولم يحلِ
وإنْ يملّوا وما ملَّ الجميلُ بهمْ*****فإنّنى معتقٌ من ربقة ِ المللِ
خوَّلتني منك إكراماً يُخَيَّلُ لي*****أنَّ الأنامَ لما خوَّلتني خَوَلي
وما جذلتُ لشىء ٍ فى الزّمان وقدْ*****أسحبتني باجتبائي حُلَّة َ الجَذَلِ
فإنْ وردتُ زلالاً غبَّ معطشبة ٍ*****ففى ولائك علّى اليومَ أو نهلى
ومذْ وصلتُك دونَ النّاس كلِّهِم*****فقد قطعتُ على خبرٍ بهمْ وصلى
ومذْ جعلتُ لظهري منك مستَنَداً*****غَنِيتُ عن أَكَمِ القِيعانِ بالجبلِ
فاسعدْ بذا العيدِ وليمضِ الصِّيامُ فقد*****أَثنى عليكَ بخيرِ القولِ والعملِ
يمضى بلا هفوة ٍ فى عرضه مرقتْ*****ولا عثارٍ ولا شيءٍ منَ الزَّلَلِ
وعشْ موقّى خطوبَ الدّهرِ محتمياً*****عمادُ عزّك عن ثلمٍ وعن ميلِ
وثوبُ فخرك لا يطوى على شعثٍ*****وشمسُ ملكك لا تُدنَى إلى طَفَلِ
سرونة
08/08/2012, 08:14 PM
أمِن أجلِ مَن سارتْ بهنَّ الأباعرُ
أمِن أجلِ مَن سارتْ بهنَّ الأباعرُ*****ضُحى ً والهَوى فيهنَّ قلبُك طائرُ؟
جزعتَ لأنْ غابوا وتلك سفاهة ٌ*****تُلامُ بها لو أنَّ لُبَّك حاضرُ
و لما جحدتُ الحبَّ قال خبيره :*****إذا كنتَ لاتهوى فلِمْ أنتَ زافرُ
يلومونني والحبُّ عنديَ دونهمْ*****ومن أينَ للمشتاقِ في النّاس عاذرُ
أيا صاحِ في الربعِ الذي بان أهلهُ*****كأنهمُ سربٌ على الدوَّ نافرُ
فلا الرَّبعُ فيه منهمُ اليومَ رابعٌ*****و لا سمراتُ الجزعِ فيهنّ سامرُ
أعِنِّي غداة َ البينِ منك بنظرة ٍ*****فقد عَشِيَتْ بالدَّمعِ منَّا النَّواظرُ
وسرَّك فاكتمْهُ عليك وخلِّنا*****فقد ظهرتْ بالبين منا السرائرُ
و قل لحبيبٍ خاف مني " ملالة ً "*****محلُّك من قلبي مَدى الدَّهر عامرُ
فللّهِ يومُ الشِّعب قلبي وقد بدَتْ*****منَ الشِّعبِ أطلاءٌ لنا وجآذرُ
وقفنا فدمعٌ قاطرٌ من جُفونهِ
وفي السِّرْبِ ملآنٌ منَ الحسنِ مُتْرَعٌ*****أوائلُ قلبي عندَهُ والأواخرُ
أجود عليه بالمنى وهوَ باخلٌ*****وآتي وصالاً بينَه وهْوَ هاجرُ
أحبُّ الثَّرى النجديَّ فاحَ بعَرْفِه*****إلى الركبِ رجراجُ العشياتِ مائرُ
و يعجبني والناعجاتُ مشيحة ٌ*****خيالٌ من الزوراءِ في الليل زائرُ
يزورُ وأعناقُ المطيِّ خواضعٌ*****كلالاً " وأحشاها ظوامٍ " ضوامرُ
إلى ملكِ الأملاكِ أعملتُ مادحاً*****قوافيَ تنتابُ العلا وتزاورُ
نوازعَ لا يدنو الكلالُ وجيفها*****و لا " بتشـ ـكى " أينهنَّ المسافرُ
حَملن إليه من ثنائي بفضلهِ*****و إنعامه ما لا تقلُّ الأباعرُ
إلى حيث حلّ المجد جما عديدهُ*****وحيثُ يكونُ السُّؤدُدُ المتكاثرُ
فأنت الذي أوليتني النعمَ التي*****تغيبُ النجومُ الزهرُ وهيَ ظواهرُ
غرائبُ لم تَسبقْ إليهنَّ فِكرة ٌ*****ولا أحضَرَتْها في القلوبِ الضَّمائرُ
عرفتُ بهنّ الناسَ لما أصبنني*****فبانَ صديقٌ أو عدوٌّ مُكاشِرُ
كأنّ الذي يثنى بهنّ وما وفى*****بمبلغهنّ كافرٌ وهوَ شاكرُ
و قبلك ما فتُّ الملوكَ فلم يكن*****لتيجانِهمْ من نَظْمِ لفظي جواهرُ
و ما كان تاج الملة ِ احتلّ سمعهُ*****قريضي ولم يشعرْ بأنيَ ششاعرُ
إلى أن مضى عني ومن كان بعده*****و سارت بتقريضي علاكَ السوائرُ
ثناءٌ حدته من " علاك " كرائمٌ*****ثقالٌ على الأعناق غُرٌّ غرائرُ
كأنِّيَ أَنْثوهُنّ ربُّ لَطيمة ٍ*****تَجَعْجَعَها في سوقِ دارِينَ عاطِرُ
فهبْ ليَ مافرَّطتُ فيهِ وما مضَتْ*****ضَياعاً به عنّي السِّنونُ الغوائرُ
ودونَكَ منِّي اليومَ كلَّ قصيدة ٍ*****مهذبة ٍ قد ثقفتها الخواطرُ
إذا أُنشدتْ قال المُصيخون: هكذا*****تنظمُ في أهلِ الفخار المفاخرُ
وقد علمَ المغرورُ بالملك أنَّكم*****سِدادٌ له ممَّنْ سِواكُم وحاجرُ
و أنكمُ من دونهِ لمريغه*****رماحٌ طِوالٌ أو سيوفٌ بواتِرُ
فكمْ مزقتْ أشلاءَ قومٍ تطامحوا*****إلى الملكِ أنيابٌ لكمْ وأظافرُ
ودونَ الثَّنايا المطلعاتِ إلى الذُّرا*****ذُرا المُلِكِ مفتولُ الذِّراعين خادِرُ
يصرِّفُ أحياءَ الوَرى وهْوَ وادعٌ*****و يطرقُ إطراقَ الكرى وهو ناظرُ
وتصبحُ في فَجٍّ منَ الأرض دارُهُ*****وفي أُذُنِ الآفاقِ منه زماجرُ
مهيبٌ فلا تلوى عليه حقوقه*****مطالاً ولا تعصى لديه الأوامرُ
ويركبُ أثباجاً منَ الأمر لم يكُنْ*****ليرْكَبَها إلاّ الغلامُ المخاطرُ
ومُغبَّرة ِ الآفاقِ بالنَّقعِ لا يُرَى*****بأرجائها إلاّ القَنا المتشاجرُ
و إلاّ يدٌ تهوي إلى القرن بالردى*****و إلاّ دمٌ من عاملِ الرمحِ قاطرُ
تَبلَّجتَ فيها والوجوهُ كواسِفٌ*****وأقدَمْتَ بأساً والنُّفوسُ حواذرُ
وقُدتَ إليها كلَّ جرداءَ سَمْحة ٍ*****لها أولٌ في السابقاتِ وآخرُ
إذا أُرْسِلتْ في الخيلِ تَعْدو إلى مدى ً*****تُحاضرُ حتى لاتَرى مَن تحاضِرُ
فلا أوحشَتْ منك الدِّيارُ ولاخَلَتْ*****محافلُ من أسمائكمْ ومنابرُ
و ضلتْ صروفُ الدهرِ عنك " وحاذرتْ "*****رباعك أن تعتادهنّ المحاذرُ
تروح وتغدو في الزمان محكماً*****وتَجري بما تَهواهُ فينا المقادِرُ
ويَفديك مَن لا يُرتَجى لِمُلَّمة ٍ*****ولاهوَ فيما أنتَ تصبرُ صابرُ
تموهَ دهراً لومه ثم صرحتْ*****به النفسُ إذ ضاقتْ عليه المعاذرُ
و هنئتَ يومَ المهرجانِ فإنه*****زمانٌ " كزهر الروض " أخضرُ ناضرُ
توسَّطَ في قُرٍّ وحَرٍّ فخلْفَهُ*****وقُدَّامَه ظهائرٌ وصَنابرُ
و دمْ مستقرَّ العزَّ مستوفزَ العدى*****فأُمُّ زمانٍ لا يسرُّك عاقرُ
سرونة
08/08/2012, 08:15 PM
يا عليلَ الطَّرْفِ رِفقاً
يا عليلَ الطَّرْفِ رِفقاً*****بضنَى قلبٍ عليلِ
هو راضٍ بعدَ أنْ لم*****يرضَ ما دونَ القليلِ
كم لعينيكَ ولمّا*****تجنِ فينا من قتيلِ ؟
أنتَ فى قلبى وإنْ غيّبتَ عن عينى نزيلى*****يبْتَ عن عيني نزيلي
أيُّ عذرٍ مَعَ إِمْكا*****نِ العطايا بالبخيلِ؟
وأحقُّ النّاس بالإجـ*****ـمالِ ذو الوجه الجميلِ
ما الّذى ضرّك لو عا*****نقتنى يومَ الرّحيلِ؟
يومَ لا يحفلُ لي سَمْـ*****ـعٌ بعذلٍ من عذولٍ
طال من يومٍ فراقٌ*****لكمُ غيرُ طويلِ
فهو من بعد قرارٍ*****من وجيفٍ وذميلِ
سفرٌ ما كان لى زا*****دٌ به غيرُ عَويلي
ليس لي غيرُ الأسى عنـ*****ـدك والهمِّ الدّخيلِ
لا حرمتُ السّولَ ممّنْ*****هو دونَ الخلق سُولي
وإذا حلأّتنى عنـ*****ـكَ فمن يروى غليلى ؟
وإذا لم تنلِ الرّفـ*****ـدَ فمالى من منيلِ
سرونة
08/08/2012, 08:15 PM
مِن مثلها كنتَ تخشى أيها الحَذِرُ
مِن مثلها كنتَ تخشى أيها الحَذِرُ*****والدَّهرُ إنْ همَّ لا يُبقي ولا يَذَرُ
نعاكَ ناعٍ إلى قلبٍ كأنّ به*****لواذعَ الجمر لما ساءه الخبرُ
فلم يكن ليَ إلاّ أن أقول له*****بفيكَ - ناعيَ هذا الراحلِ - الحجرُ
كم ذا نداءٍ لماضٍ غيرِ مُلتفتٍ*****وكم عتابٍ لجانٍ ليس يعتذرُ
فكلما استلّ منا صاحبٌ فمضى*****و لا إيابَ له قالوا هو القدرُ
و ليس يدري الفتى لمْ طالَ عمرُ فتى ً*****ولا لأيَّة ِ حالٍ يُنقَصُ العُمُرُ
وقد طَلبنا فلا نُجحٌ ولا ظَفَرٌ*****و قد هربنا فلا منجى ً ولا عصرُ
و هذه عبرٌ لا شكّ مالئة ٌ*****منا العيونَ ولكنْ أين معتبرُ ؟
نعلُّ من كلَّ مكروهٍ ويملكنا*****حبُّ الحياة ِ الّتي أيّامُها غَرَرُ
وما التزامُ المنى والمرءُ رهنُ ردى ً*****إلاّ جنونٌ يغول العقلَ أو سكرُ
يا قاتلَ الله هذا الدهرَ يزرعنا*****ثمّ الحصادُ فمنه النَّفعُ والضّرَرُ
فإن يكن معطياً شيئاً فمرتجع*****وَ إنْ يكن مبطئاً يوماً فمبتدرُ
داءٌ عرا آل قحطانٍ فزال بهمْ*****و ذاق منه نزارٌ واحتسى مضرُ
من بعد أن لبسوا التيجان واعتصموا*****و أركبوا ثبجَ الأعواد واشتهروا
وأَوسعو النّاسَ من رَغْبٍ ومن رَهَبٍ*****وعاقبوا باجترامِ الذَّنبِ واغتفروا
تندى مفارقهمْ مسكاً فإنْ جهلوا*****نمَّتْ عليهمْ بريَّا نشرِها الأُزُرُ
ويسحبون ذيولَ الرَّيْطِ ضامنة ً*****أنْ ليس تُسحَبُ إلاّ منهمُ الحِبَرُ
قالوا: قضَى غيرَ ذي ضَعفٍ ولا كِبَرٍ*****فقلت : ما كلُّ أسبابِ الردى كبرُ
وغَرَّني فيكَ بُرْءٌ بعدَ طولِ ضَنى ً*****و منْ يبتْ خطراً أودى به خطرُ
ما ضرّ فقدك والأيامُ شاهدة ٌ*****بأنَّ فضلكَ فيها الأنجُمُ الزُّهُرُ
أغنيت في الأرض والأقوام كلهمُ*****منَ المحاسنِ مالم يُغنِه المَطَرُ
فأنتَ شمسُ الضُّحى للسَّاربينَ وللـ*****ـسارينَ في جُنحِ ليلٍ ضوءُك القمرُ
إن تمسِ موتاً بلا سمعٍ ولا بصرٍ*****فطالما كنتَ أنتَ السمعُ والبصرُ
وإنْ تَبِتْ حَصِراً عن قولِ فاضلة ٍ*****فطالما لم يكنْ من دَأْبك الحَصَرُ
قالوا: اصطبرْ عنه بأساً أو مُجاملة ً*****والصَّبرُ يُلعَقُ من أثنائهِ الصَّبِرُ
ولو دَرى مَن على حُزنٍ يقرِّعني*****بمن فُجعتُ ومن خُوِّلتُه عَذَروا
وكيفَ أَسلو ومافي غيرهِ عِوَضٌ*****من الرجال ولا لي عنه مصطبرُ ؟
وكيفَ لي بعدَه مَيْلٌ إلى وَطَرٍ*****و ليس لي أبداً في غيره وطرُ ؟
مُجاوراً دارَ قومٍ ليس جارُهُمُ*****بنصرِهمْ أبَدَ الأيّامِ ينتصرُ
في أربُعٍ كلَّما زادوا بها نَقَصوا*****نقصَ الفناءِ وقلوا كلما كثروا
فاذهبْ كما شاءتِ الأقدارُ مقتلعاً*****منّا بهِ الخوفُ مجنوناً به الحَذَرُ
فللقلوبِ الَّتي أبهجْتَها حَزَنٌ*****" وبالعيون " التي أقررتها سهرُ
وما لعيشٍ وقد ودَّعْتَه أَرَجٌ*****ولا لِلَيلٍ وقد فارقتَه سَحَرُ
وما لنا بعدَ أن أضحتْ مطالعُنا*****مسلوبة ً منك أوضاحٌ ولا غررُ
سرونة
08/08/2012, 08:15 PM
رأيتكمْ فى أمورٍ غير مسفرة
رأيتكمْ فى أمورٍ غير مسفرة ٍ*****ما ينقصنى شغلٌ إلاّ إلى شغلِ
فإنْ تكنْ تلكمُ الأشغالُ قاطعة ً*****عن غيركمْ فشفاها الله من عللِ
وإنْ يكن ذاكَ تعويقاً لشرّكمُ*****فينا فيا حبّذا الأشغالُ من عقلِ
لا خير فيمن تنساه الرّجاءُ فما*****تسرى إليهُ بنيّاتٌ من الأملِ
ولم يبتْ أحدٌ منه وإن بعدتْ*****عنه محلّته إلاّ على وجلِ
سرونة
08/08/2012, 08:16 PM
إن كان غيبك الترابُ الأحمرُ
إن كان غيبك الترابُ الأحمرُ*****وحَلَلْتَ مَرْتاً لا يزورُك زُوَّرُ
فلقد جزعتُ على فراقك بعدما*****ظنُّوا بأنّي عنكَ جَهْلاً أصبِرُ
فالنّارُ في جَنْبَيَّ يوقدُها الأسَى*****و الماءُ من عينيَّ حزناً يقطرُ
كم في الترابِ لنا محياً مشرقٌ*****بيدِ المَواحي أو جبينُ أزهرُ
ومرفَّعٌ فوقَ الرِّجالِ جلالة ً*****و متوجٌ ومطوقٌ ومسورُ
أعيتْ على طلبِ الرَّدى نُجُبُ السُّرى*****وخُطا المَهارَى والجيادُ الضُّمَّرُ
و مضى الأنامُ تكنهمْ آجالهمْ*****فمغصَّصٌ ومنغَّصٌ ومُحَسَّرُ
و مخالسٌ ما كان يحذر هلكه*****و متاركٌ ومقدمٌ ومؤخرُ
و كأنهمْ بيد الحمامِ يلفهمْ*****عصفٌ تصفقهُ خريقٌ صرصرُ
و مواطنٌ لترنمٍ وتنعمٍ*****و مواطنٌ فيها الزوافر تزفرُ
لو كان في خلدٍ لحيًّ مطمعٌ*****فيها وروادِ المنية ِ مزجرُ
لنجا المنونَ مغامرٌ في حومة ٍ*****وخطا المنيَّة َ في العرين القَسْوَرُ
و لسدّ طرقَ الموتِ عن أبوابه*****كسرى وحادَ عن المنيَّة ِ قيصَرُ
ولكانَ مَن وُلدتْ نِزَارٌ في حمًى*****منهُ ودفّاعُ العظيمة ِ حِمْيَرُ
ولمَا مضَى طَوعَ الرَّدى مُتكبِّرٌ*****سكن القلاعَ ولا مضى متجبرُ
و لما خلا عن أهله ووفودهِ*****و ضيوفهِ فينا مكانٌ مقفرُ
فانظرْ بعينكَ هل تَرى فيما مضى*****عنا وصار إلى الترابِ مخبرُ ؟
و لقد فقدتُ معاشراً ومعاشراً*****ويسرُّني أنْ لم يكنْ ليَ معشَرُ
و اشتطّ روادُ الحمامِ عليَّ في*****أهلي وقومي فانتقَوْا وتَخيَّروا
فمجدلٌ وسطَ الأسنة ِ بالقنا*****و يمينه فيها حسامٌ يشهرُ
و معصفرٌ أثوابهَ طعنُ القنا*****ما كان يوماً للباسِ يعصفرُ
و مقطرٌ لولا القضاءُ تقطرتْ*****فينا النجومُ ولم يكن يتقطرُ
و معفرٌ دخل السنانُ فؤاده*****ما كانَ يألفُه الترابُ الأحمرُ
و الذاهبون من الذين ترحلوا*****ممَّنْ أقامَ ولم يَفُتْني أكثرُ
خذْ بالبنانِ من الحياة فإنما*****هو عارضٌ متكشفٌ متحسرُ
و دعِ الكثيرَ فإنما لهمومهِ*****جمعَ النُّضارَ إلى النُّضارِ مُبَدِّرُ
وكأَنَّما ظلُّ الحياة ِ على الفتى*****ظِلٌّ أتاهُ في الهجيرِ مُهجِّرُ
ما للفتى في الدهر يومٌ أبيضٌ*****ووراءَهُ بالرُّغم موتٌ أحمرُ
ولِمنْ تراهُ ساكناً في قصرهِ*****متنعِّماً هذي الحفائرُ تُحفرُ
وعلى أبي الفتحِ الّذي قنصَ الرَّدى*****ماءُ الأسى من مقلتي يتحدرُ
قد كانَ لي منه أنيسٌ مُبهِجٌ*****فالآنَ لي منه وَعوظٌ مُذْكِرُ
إنْ لم يكن مِن عُنصري وأُرومتي*****فلحُرمة ِ الآدابِ فينا عنصرُ
أو لم تكنْ للعُربِ فيك ولادَة ٌ*****فالمعربون كلامهمْ بك بصروا
" ما ضرّ " شيئاً من نمته أعاجمٌ*****و لديه آدابُ الأعاربُ تسطرُ
و لكمْ لنا عربُ الأصولِ تراهمُ*****عمياً عن الإعرابِ لم يستبصروا
و لقد حذرتُ من التفرق بيننا*****شحاً عليك فجاءني ما أحذرُ
وذخرتُ منكَ على الزّمانِ نفيسة ً*****لو كان يُبقى للفتَى مايَذخَرُ
ونَفضتُ بعدكَ راحتي من معشرٍ*****لو سابقوك إلى الفضيلة ِ قصروا
فمتى حَزِنتُ عُذِرتُ فيك على الأسى*****وإذا سَلوتُ فإنَّني لا أُعذَرُ
و الغدرُ سلوانُ الفتى " لحميمهِ "*****بعدَ الحِمامِ وليس مِثليَ يغدُرُ
ولقد رأيتُكَ مُطفئاً من لوعتي*****و الحزن يملي منه ما أنا أسطرُ
فافخرْ بها مَيْتاً فكم لمعاشرٍ*****من بعد أن قبروا بقبر مفخرُ
كَلِماً يُعِرْنَ الشِّيبَ أردية َ الصِّبا*****فكأنهمْ طرباً بها لم يكبروا
وتراهُ طَلاَّعاً لكلِّ ثَنيَّة ٍ*****يسري بأفواه الورى ويسيرُ
يصفو بلا كدرٍ يشنين صفاءه*****والشِّعرُ يصفو تارة ً ويُكدَّرُ
و كأنه في ليلِ أقوالٍ مضتْ*****قمرٌ بدا وسْطَ الدُّجُنَّة ِ أنورُ
فإليه منا كلُّ طرفٍ ناظرٌ*****وعليه مِنّا كلُّ جِيدٍ أصْوَرُ
وسقاكَ ربُّك ماءَ كلِّ سحابة ٍ*****تهمى إذا ونتِ الغيوم وتمطرُ
و إذا طوتْ عنك العداة ُ كنهوراً*****وافى ترابك بالعشيّ كنهورُ
وكأنَّه والبَرقُ ملتمعٌ بهِ*****بردٌ على أيدي الرياحِ محبرُ
ومتى ذهبتَ بزلَّة ٍ فإلى الّذي*****يمحو جرائر من يشاء ويغفرُ
سرونة
08/08/2012, 08:16 PM
مَن لي بمن إنْ سُمتُه حاجة
مَن لي بمن إنْ سُمتُه حاجة ً*****شَمَّرَ فيها فَضْلَ أذيالِهِ؟
فيبذلُ النَّفسَ ولا يرتضي*****فى لزباتى بذلَ أموالهِ
وحاملٍ ثقلى على ظهرهِ*****كأنَّه من بعضِ أثقالِهِ
لو غدَر النّاسُ به كلُّهمْ*****ما خطرَ الغدرُ على بالِهِ
وربَّما أعرضتُ عنه فلا*****أعدمُ منه فضلَ إقبالهِ
ما عثرتْ رجلُ امرئٍ منفضٍ*****أغنته كفّاهُ بإذلالهِ
ولا رأته عينُ ذى زلّة ٍ*****أَبدَلَ إفحاشاً بإجمالِهِ
سرونة
08/08/2012, 08:17 PM
مس يقولون: أسبابُ الحياة كثيرة
مس يقولون: أسبابُ الحياة كثيرة ٌ*****فقلتُ: وأسبابُ المنونِ كثيرُ
و ما هذه الأيامُ إلاّ مصائدٌ*****وأشراكُ مكروهٍ لنا وغُرورُ
يُسارُ بنا في كلِّ يومٍ وليلة ٍ*****فكم ذا إلى ما لا نريد نسيرُ .
و ما الدهرُ إلاّ فرحة ٌ ثمّ ترحة ٌ*****و ما الناسُ إلاَّ مطلقٌ وأسيرُ
سرونة
08/08/2012, 08:17 PM
أيّها الشّيخُ إنّ من ثوّرَ الصّيـ
أيّها الشّيخُ إنّ من ثوّرَ الصّيـ*****ـدَ كمن صاده بحكمِ العقولِ
هجتَ منّى على القوافى جناناً*****لم يكنْ عن بديعها بكليلِ
فطمى بحرُ خاطرى فترامى*****فيه قولي من غيرِ معنى ً مَقُولِ
ذلك الفضلُ إذ دللتَ على الفضـ*****ـل ولا بدّ فى السّرى من دليلِ
سرونة
08/08/2012, 08:17 PM
يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة
يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة ً*****اسمعْ فعندِيَ أنباءٌ وأخبارُ
كلُّ الرِّجالِ إذا لم يَخْشعوا طَمعاً*****ولم تكدِّرهمُ الآمالُ أحرارُ
إنْ تضحُ داريَ في عُمانَ نائية ً*****يوماً عليَّ فبالخلصاءِ لي دارُ
لو لم يكنْ ليَ جارٌ مِن نِزارِهِمُ*****يحنو عليَّ فمن قحطانهمْ جارُ
و إنْ يضقْ خلقٌ من صاحب سئمٍ*****فلم يضقْ بيَ في ذي الأرض أقطارُ
و ما أبالي ونفسي اتملكها*****أَسْرُ الغرامِ أقامَ الحيُّ أَم ساروا
سَقْياً لقلبٍ يَعافُ الذُّلَّ ذي أَنَفٍ*****العارُ في لبهِ سيانِ والنارُ
يكسو الجديدَ لمن يعتامُ مِنحتَه*****ولُبسُه الدَّهرَ أهدامٌ وأطمارُ
ذلّ الذي في يد الحسناءِ مهجته*****و من له في ذواتِ الخدرِ أوطارُ
و عزّ من لاهوى منه وكان له*****عنه مدى الدهر إقصاءٌ وإقصارُ
ماسرَّني أنَّني أحوي الغِنى وبَدا*****في كفّ جاريَ إعسارُ وإقتارُ
وأنَّ لي نَصرة ً من كلِّ حادثة ٍ*****و ما له من صروف الدهرِ نصارُ
وأنَّني بالغٌ من عيشتي وَطَراً*****و ليس تقضى له ما عاش أوطارُ
لاباركَ اللهُ في وادي اللّئامِ ولا*****سالتْ به عند جَدْبِ العامِ أمطارُ
و الخيرُ كافة ُ هذا الخلقِ كلهمُ*****و الناسُ بالطبعِ والأخلاقِ أشرارُ
إنَّ الّذينَ أقاموا قَبْلنا زَمناً*****محكمين على أيامهمْ ساروا
خلتْ منازلهمْ منهمْ وشردهمْ*****دهرٌ خَؤونٌ لمن يؤذيهِ غَدّارُ
و حطمهمْ قدرٌ من بعد أن رفعتْ*****منهمْ إلى قلة ِ العلياءِ أقدارُ
سرونة
08/08/2012, 08:18 PM
ألا إنَّ قلبِيَ من بعدِكمْ
ألا إنَّ قلبِيَ من بعدِكمْ*****أفاق وفارقنى باطلى
فأصبحتُ خلوَ ضمير الفؤاد*****وقد كانَ في شُغُلٍ شاغلِ
وما لى َ يا قومُ تعريجة ٌ*****بذاتِ حلى ٍّ ولا عاطلِ
ولا أنا أطمعُ في جائدٍ*****ولا أنا أيْأَسُ من باخلِ
ولا بتّ أشتاق من صبوة ٍ*****إلى غاربٍ بالنّوى آفلِ
ولا كنتُ أحفلُ في بلدة ٍ*****مقيماً بمستوفزٍ راحلِ
ومن عجبٍ أنّ ذات السّوار*****تواصلُ من ليس بالواصلِ
يُصبُّ بها يَمَنيُّ النِّجارِ*****وتسكن وسطَ بنى وائلِ
وتعتاض من جانبٍ فاهقٍ*****منَ الخِصْبِ بالجانبِ الماحِلِ
أَعيذُكَ من مُهبلاتِ الزَّمانِ*****حَكمْنَ على الرَّجلِ العاقلِ
ومن نفحاتٍ عدون النّبيه*****وعُجْنَ على منزلِ الخاملِ
ومن آنفٍ أضرعتْهُ الخطوبُ*****حتّى تعرّض للنّائلِ
ومن كلمٍ جدَّ بالسّامعين*****وجدّ عن المنطقِ الهازلِ
ومن طمعٍ للفتى خائبٍ*****ومن أملٍ فى الغنى حائلِ
ومن صبوة ٍ نحو مستقلعِ الـ*****ـغروسِ وشيكِ النّوى زائلِ
ومن خدعٍ لبدور النّضار*****وهبن المذلّة َ للسّائلِ
وقد علمَ القومُ أنِّي شَطَطْتُ*****بسرحى َ عن مسقطِ الوابلِ
وأَجْمَعتُه يرتَعيهِ العدوُّ*****نجاءً عن الخلقِ السّافلِ
ولمّا أنفتُ من الأَعطياتِ*****رميتُ الوفى َّ على الماطلِ
فأصبحتُ عريانَ من منية ٍ*****تسوق الهوانَ إلى الأملِ
أقولُ لقومٍ يودُّون أنْ*****تصوب عليهمْ يدُ الباذلِ
فما شئتَ من ملطمٍ ضارعٍ*****وماءِ حياءٍ لهم سائلِ:
إذا كانَ نفعُكمُ آجلاً*****فلي دونَكمْ راحة ُ العاجلِ
سرونة
08/08/2012, 08:18 PM
ودهمٍ كسونَ الليلَ سودَ ثيابه
ودهمٍ كسونَ الليلَ سودَ ثيابه*****عليهنَّ فيحاءُ الفروج فَؤورُ
عَلتْ والمنى تَرنو إليها كما علا*****مليكٌ على كرسيه وأميرُ
منَ اللاّتِ فيهنَّ السَّديفُ كأنَّه*****إذا ما تراءَتْه العيونُ ثَبيرُ
يُحَزْنَ لأضياف الشّتاءِ فكلُّ مَن*****أرادَ القِرى منهنَّ فهْوَ قديرُ
كأنّ شحومَ البزلِ الكومِ وسطها*****يطارحه فوارهنّ صبيرُ
فما للبيوتِ دونهنّ مغالقٌ*****و لا للكلابِ حولهنّ هريرُ
فكم عُقِرتْ من أجلهنَّ شِمِلَّة ٌ*****و ذاق الردى حتى فهقنَ بعيرُ
سرونة
08/08/2012, 08:19 PM
لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعللِ
لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعللِ*****فالعمرُ أقصرُ أوقاتاً من الشُّغُلِ
وما السُّرورُ على خَلْقٍ بمتَّئدٍ*****وما النّعيم على الدّنيا بمتّصلِ
قضى الزّمانُ بأن يبتزّ نحلته*****ما يبرم الصّبحُ تعريه يدُ الطّفلِ
أقولُ إذ لامَني في الحبِّ جاهلُه:*****لو كنتَ لاقيتَ ما ألقاه لم تقلِ
خفّضْ عليك فإنّى غيرُ منعطفٍ*****على ملامٍ ولا مصغٍ إلى عذلِ
إذا نزعت هوًى فى ثوب غرّته*****فإنَّ سِرَّ الصِّبا في خمرة ِ الغَزَلِ
وشافعُ الحبِّ لا تنفكُّ طاعتُه*****أدنَى إِلى النَّفس من همٍّ إِلى جَذَلِ
لا تأنسنَّ بلينِ الصَّعبِ في كَلَفٍ*****فاللَّيثُ يَصبو ويَعلو منكِبَ البَطَلِ
ولا يغرّنك حلمٌ فى مواطنه*****فالدَّهرُ يُغضي ويقضي أعضلَ العُقَلِ
وكيفَ يُدنَى منَ التَّشميرِ في حَدَثٍ*****مَن داؤهُ في ظهورِ الخيلِ والإبلِ؟
أدنَى شعارَيْهِ درعٌ في تفضُّلِه*****وكفّه منبتُ العسّالة ِ الذّبلِ
يرضَى النِّجادَ بديلاً من تَمائمهِ*****وأحمر النّقعِ من محمرّة ِ الحللِ
ولا وسادَ له إلاّ جوارحه*****ولا يمهّد إلاّ جلدة َ السّبلِ
ما يَعجُمُ الخطبُ لي عُوداً على خَوَرٍ*****ولا يكشِّفُ منّي القلبُ عن وَهَلِ
ولا امتطيتُ صنيعاً ذُمَّ راكبُه*****ولا أدار لسانى القولَ فى خطلِ
هيهات أرهب من هذا الورى أحداً*****وقد رأيت شمولَ العجز والفشلِ
إِنَّ الرِّجالَ وإِنْ راعتْك كثرتُهمْ*****إذا خبرتهمُ لم تلفِ من رجلِ
من لم تكن غاية َ العلياءِبغيته*****فلن ألابسهُ إلاّ على دخلِ
للَّهِ يومٌ أتاني وهْوَ مبتسمٌ*****لقيتُ فيه نفوسَ القومِ بالأجلِ
على حصانٍ ، حصينٌ منْ تجلّله*****كأنّه قد تعلّى ذروة َ الجبلِ
رحبِ الجبين قصيرِ الظّهر من سعة ٍ*****كأنّ راكبه منه على الكفلِ
لمّا طلعتُ بصدقِ العزمِ مُشتملاً*****رأى الكماة بوجهى مالئ المقلِ
وغرّة ُ الشّمسِ بالقسطالِ فى كللٍ*****وبالبصائر خدُّ الأرضِ فى خجلِ
قل للنّوائب إمّا كنتَ مخبرها :*****بينى وبينك قرعُ البيضِ والأسلِ
في فتية ٍ عشقوا الحربَ العَوانَ فما*****يزورُ عشقَهمُ شيءٌ سِوى المَلَلِ
لا يَرهبون المنايا أنْ تُلمَّ بِهمْ*****ولا يخافون يوماً جُرعة َ الثُّكُلِ
إليكِ عنِّيَ أخلاقَ اللّئامِ فما*****يُجيدُ سَمعي إلى نجواكِ من مَيَلِ
من شاء أن يتحامى الهونُ حوزته*****يكنْ بوفدِ الأماني غيرَ مُحتفلِ
لا يقنُصُ الدَّهرُ قلبي في حبائلهِ*****ولا يميل اعتزامى فى صبا أملِ
لا زلتِ يا أعينَ الحسّاد مطرفة ً*****دونى ويا قلبهمْ لا زلتَ فى خزلِ
مَن يحسدِ المجدَ غَصّانٌ بحسرتِهِ*****وعاشقُ المجدِ لا يُلفَى على مَلَلِ
لا تنظرَّنَّ امرأً من غيرِ حاسدهِ*****فليس يدرك صدقاً ناظرُ الحولِ
سرونة
08/08/2012, 08:19 PM
جنيتُ علينا أيُّها الدّهرُ عامداً
جنيتُ علينا أيُّها الدّهرُ عامداً*****و لم تعتذرْ أني وليس لك العذرُ ؟
و كنتُ متى ما أسأل الدهرَ " حاجة ً "*****تكونُ له فيما أتى خَرِسَ الدَّهرُ
بنفسيَ مَنْ لو جاوَدَ القَطرُ بذَّه*****أو البحر في فيض الندى خجل البحرُ
و يا منزلاً أمسى به غيرُ أهلهِ*****عَدَتْك تحيَّاتٌ ولاجادك القَطْرُ
ولازلتَ مَنْزوعاً منَ الخيرِ كلِّهِ*****و لا زال مسنوناً بساحتك الشرُّ
فأينَ الأُلى كانوا بجوِّك نُعَّماً*****تدورُ عليهمْ في أباريقِها الخَمرُ
لنا منهُمُ كلُّ الذي يملكونَهُ*****و ليس لهمْ إلاّ المحامدُ والشكرُ
وإنِّي لمُطفٍ بالمعاريضِ غُلَّتي*****وبالسرِّ سرِّ القولِ إذ يمكنُ الجهرُ
سرونة
08/08/2012, 08:19 PM
متى أنا ناجٍ من سهام الغوائلِ
متى أنا ناجٍ من سهام الغوائلِ*****يصبن فما يرضين غير المقاتلِ ؟
وحتّى متى تبرى النّوائبُ صعدتى*****وتقرعُ بابي طارقاتُ النَّوازلِ؟
أروحُ وأغدو في إسارِ غُرورِها*****تخادعنى فى كلّ يومٍ بباطلِ
إذا لم يُصِبْني سهمُ عامي تَخاطؤاً*****أصابَ كما شاءَ الرَّدى سهمُ قابلِ
رهينُ رزايا ما يُمَلُّ طروقُها*****وملّ طروقى فى مدًى متطاولِ
تُخالسُني قومي وغُرَّ أصادقي*****وتُعرِي بَناني من نفيسِ عقائلي
فإنْ لم يردْ صبحى على َّ مع الرّدى*****فيا ويلُ أمِّي ويلُها من أصائلي
أصاب الرّدى أبناءَ لخمٍ وحميرٍ*****وساقَ إلى الأجداثِ شُوسَ القبائلِ
وأفنى نزاراً واليمانين قبلهمْ*****وحطّهمُ من شاهقاتِ المعاقلِ
وزارهمُ صبحاً وكلَّ عشيّة ٍ*****فلم يسبقوه بالجياد الصّواهلِ
ولم تغنهمْ بيضٌ رقاقٌ قواطعٌ*****ولم تنجهمْ زرقٌ لسمر الذّوابلِ
وما انتصروا من بأسه وهو واحدٌ*****بما احتشدوا أو جمّعوا من قنابلِ
ولا مُضَمراتٍ للطِّرادِ كأنَّها*****تجوبُ الفَلا بعضُ الذّئابِ العواسلِ
يُقَدْنَ إلى أرضِ العدوِّ عوارياً*****فتدخل فى نسج الثّرى فى غلائلِ
عليهنّ ولاّجون كلَّ عظيمة ٍ*****ومحتقرون فى علًى كلَّ هائلِ
إذا ظمئتْ أحشاؤهُمْ من حفيظة ٍ*****فلم تروِهمْ غيرُ الدِّماءِ السَّوائلِ
فكم في الثَّرى مَن كان عِبْئاً به الثَّرى*****وكم فى التّرابِ من مليكٍ حلاحلِ
ومن مغزمٍ بالجود لم يثنِ عنده*****بلا مَلئها من رِفْدِه كفَّ سائلِ
إذا زارَهُ يوماً فقيرٌ فإنَّما*****يروحُ غنيَّا من جيادٍ وجاملِ
أقولُ لناعي المكرُماتِ وقد ثَوى*****أَبوها بملتفِّ الظُّبا في القساطلِ
بمَدْرَجة ٍ للعاصفاتِ تَلاحفتْ*****مَعارفُها مَطموسة ٌ بالمجاهلِ:
ألاقلتَ ما يا ليتَ ما كنتَ قلته*****فكم ضرمٍ فى القلب من قول قائلِ
نَعيتَ إلى قلبي ولم تَدرِ مثلَهُ*****وعرّفتَ ما بينى وبين البلابلِ
وباعْدتَ عن عيني قِراها منَ الكَرى*****وأغريتَ جَفني بالدُّموع الهواطلِ
فتى ً كان مِحْجاماً عن العارِ راكباٍ،*****- وقدرُ الغى تغلى - صدورَ العواملِ
إذا قالَ لم يتركْ مقالاً لقائلٍ*****وإن صال لم يترك مصالاً لصائلِ
ودلّ على أحسابه بفعاله*****ونمّ على أعراقه بالشّمائلِ
ولا كانَ إلاّ ناجياً من عَضيهَة ِ*****ولا ساعياً إلاّ بطُرْقِ الفضائلِ
تعادلَ منه الأصلُ والفرعُ وارتوتْ*****أواخُره من شبهِ ماءِ الأوائلِ
كأنِّيَ لمّا أنْ شَنَنتُ حديثَهُ*****شننتُ ذكيَّ المسكِ بينَ المحافلِ
فإنْ عَقمتْ فيهِ ليالٍ قصيرة ٌ*****فقد أنجبت فيه بطونُ الحواملِ
وإنْ نزلَ القاعَ القفارَ فكَم لهُ*****بحَبِّ قلوبٍ بيننا من منازِل
وإنَّك من قومٍ كأنَّ وجوهَهُمْ*****سيوفٌ ولكنْ ما جلين بصاقلِ
إذا افتخروا حازوا الفخارَ وطأطأوا*****بأيديهمُ طولَ الفتى المتطاولِ
ولم تُلفهِمْ إِلاّ بعيدينَ بالعُلا*****وطيب السَّجايا من يدِ المتناولِ
فكم فرَّجَتْ ألفاظُك الغُرُّ ضيِّقاً*****وما فرجوه بالقنا والمناصلِ
وما زالتِ الآراءُ منك صوائباً*****يقطِّعنَ في الأعداءِ كلَّ الوصائلِ
ولمّا استلبتَ اليومَ وحدك من يدى*****رجعتُ ومالى غيرُ عضّ الأناملِ
فبنْ غيرَ مذمومٍ فكم بان بيننا*****بلومٍ وتعنيفٍ جريحُ المفاصلِ
أقمتَ مقامَ الأمن فينا أو الغنى*****وأقلعتَ إقلاعَ الغيوث الهواطلِ
وما كنتُ أخشى أنّ أيّامك التى*****طَردنا بهنَّ الهمَّ غيرُ أطاولِ
ولا أنّنى أدعوك حزناً ولوعة ً*****وأنت بشغلٍ عن جوابى َ شاغلِ
ولو أنّنى وفّيتُ رزءك حقّه*****لأصبحتُ أو أمسيتُ رزؤك قاتلى
كأنِّيَ مرمِيّاً بفقدِك كارعاً*****كؤوسَ الشَّجايا مِن رميِّ الشَّواكِلِ
وما ضرَّ مَن أدعوهُ أوفَى أصادقي*****إذا لم يكن من معشرى وقبائلى ؟
ألا فاسْقني من دمعِ عيني وغنِّني*****بنَوحِ النِّساءِ المُعْولاتِ الثَّواكلِ
وإن كانَ حزني عندك اليومَ مُسرِفاً*****فلا تدنِ سمعى من مقال العواذلِ
فقلْ للذي عالاهُ فوقَ سَريرهِ*****يريدُ بهِ البيداءَ فوقَ الكواهل:
هُبِلتَ؛ أتدري مَن حملتَ إلى الثَّرى*****صَريعاً وقد واريتَ خلفَ الجنادلِ؟
وأى ُّ لزازٍ للخصومِ دفنته*****وأنزلته فى منزلٍ غير آهلِ ؟
فلا مطلتك الرّاهماتُ برحمة ٍ*****فما كنتَ يوماً في ندى ً بمماطلِ
ولازال قبرٌ أنت فيه تجوده*****كما شاء أنواءُ الضّحى والأصائل
وإنْ حالتِ الهيآتُ منك على البلى*****ففضلُكَ ما بينَ الورَى غيرُ حائلِ
وإنْ زال شجوٌ عن قلوبٍ شجيّة ٍ*****فحزني عليكَ الدَّهرَ ليسَ بزائلِ
سرونة
08/08/2012, 08:20 PM
إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ
إمّا بقيتَ فهلكُ غيرِك هَيِّنٌ*****و إذا نجوتَ فجرمُ دهرك يغفرُ
و إذا المحاذر تِهنَ عنك فما لنا*****ولنا الأمانُ عليك شيءٌ يُحذرُ
ما نحنُ إلاّ للرَّدى وإلى الرَّدى*****فمقدَّمٌ لِحمامِهِ ومؤخَّرُ
وعلى المنيَّة ِ طُرْقُنا ومسيرُنا*****و الرجلُ تهفو والأخامص تعثرُ
ذاقَ الرَّدى متكرِّمٌ ومُبخَّلٌ*****و أتى الحمامَ معجلٌ ومعمرُ
كم شذَّبتْ منّا السِّنون وكم طَوى*****منا الخضارمَ ذا الترابُ الأغبرُ
لاتربة ٌ إلاّ وفيها للبِلى*****خدٌّ أسيلٌ أو جبينٌ أزهرُ
من عاش إما مات أو كانت له*****في كلّ يومٍ عبرة ٌ تتحدرُ
و هو الزمان فاحكٌ مستغربٌ*****ممّا استفادَ وناشجٌ مُستعبِرُ
وقصورُنا قصرانِ؛ هذا مُخرَبٌ*****متعطلٌ حزناً وهذا يعمرُ
وعيونُنا عينان؛ هذي دمعُها*****متحلِّقٌ ودموع أخرى تَقطرُ
إنّ المصيبة في الأحبة ِ للفتى*****لو كان يعلم نعمة ٌ لا تشكرُ
فدعِ التذكر للذين تطارحوا*****بيدِ المنون فهالكٌ لا يُذكرُ
وإِذا جرى قَدَرٌ بشيءٍ فارضَه*****فالمعتبون لساخطو ما يقدرُ
باهِ الرجالَ بفضل حلمك فيهمُ*****وافخرْ به فبمثلِ ذلك يُفخَرُ
و إذا ألمَّ بك الزمان فلا تلمْ*****خُلْساتِه فَلما خطاهُ أكثرُ
ولطالما عزَّيتَ غيرَك في رَدى ً*****بالصَّبر والمُعزَى بصبرٍ يَصبِرُ
ما إنْ رمتنا بالجنادل شدة ٌ*****إلاّ وأنتَ لها الأشدُّ الأصبرُ
تفدى الإناثُ ذكورَ من الورى*****ويقي الكبيرَ منَ الحمامِ الأصغَرُ
و ليسلَ عنها إنها درجتْ وللتقوى الإزارُ وللعفافِ المئزرُ*****ـتقوى الإزارُ وللعفافِ المِئزَرُ
كسرٌ له جَبرٌ بأمثالٍ له*****و وقاك ربكَ كسرة ً لا تجبرُ
سرونة
08/08/2012, 08:43 PM
يا صاحبيَّ تَنجَّزا عِدَة
يا صاحبيَّ تَنجَّزا عِدَة ً*****من صائد الألباب والمقلِ
عدّة ُ النّوى غيرُ الوفاءِ بها*****والقولُ مطّرحٌ بلا عملِ
قولا له والقولُ مطمعة ٌ*****للعتب فى أسماحِ ذى بخلِ
يا فارغاً لا وَجْدَ يَسكنُه*****حتّى متى أنا منك فى شغلِ ؟
يا منْ يَضِنُّ بكلِّ نافعة ٍ*****حتّى يَضِنَّ عليَّ بالأملِ
لو شئتَ عدتَ إلى مواصلة ٍ*****وزيارة ٍ حالتْ ولم أحُلِ
سرونة
08/08/2012, 08:44 PM
لاتُوعدَنِّي الشّرَّ تُرهبُني
لاتُوعدَنِّي الشّرَّ تُرهبُني*****فلربَّما لم يُنجني حَذرُهْ
فوقوعُ مكروهٍ أعالجه*****خيرٌ من المكروه أنتظرهْ
وإذا صَفا يومٌ ظفرتُ به*****فَلِمَنْ يعيشُ إلى غدٍ كدرُهْ
فلربَّ مُغتبطٍ بليلتِه*****شنَّ الهمومَ بقلبهِ سَحرُهْ
والعيشُ ماتَقْضي به وَطَراً*****فكميتٍ من فاته وطرهْ
وإذا قصُرْنَ به مطالبُهُ*****عن راحتيه فلم يطلْ عمرهْ
والدَّهرُ إمّا شمسُه بضحًى*****ترديك أو في ليلة ٍ قمرهْ
و إذا أنامكَ غير متئدٍ*****في القبر أشبه طوله قصرهْ
سرونة
08/08/2012, 08:44 PM
لمَّا اعتنقنا ليلة َ الرَّملِ
لمَّا اعتنقنا ليلة َ الرَّملِ*****ومُضاجِعي ما بيننا نَصْلي
قالت : أما ترضى ضجيعك منْ*****جسمي الرَّطيب ومِعْصَمي الطَّفْلِ؟
ألاّ احتملتَ فراقَ نصلك ذا*****فى هذه الظّلماءِ من أجلى ؟
انظرْ إلى ضيق العناقِ بنا*****تنظرْ إلى عقدٍ بلا حلِّ
لا بيننا يجرى العقارُ ولا*****فضلٌ به لمدبّة ِ النّملِ
فأجبتُها: إنِّي أخافُ إذا*****فطنوا بنا أهلوكِ أوْ أهلى
عُدَّيهِ مثلَ تميمة ٍ نُصبتْ*****كي لا نُصابَ بأعينٍ نُجْلِ
إنّي أخافُ العارَ يُلصقُ بي*****يوماً ولا أخشَى من القتلِ
سرونة
08/08/2012, 08:44 PM
بجانب الكرخ من بغداد عنّ لنا
بجانب الكرخ من بغداد عنّ لنا*****ظبيٌ ينفِّرُهُ عن وصلنا نَفَرُ
ذُؤابتاهُ نجادا سيفِ مقلتِهِ*****وَجَفنُهُ جفنه وَأفُرِندُهُ الحَوَرُ
ضَفيرتاهُ على قتلي تَضافرتا*****فمن رأى شاعراً أودى به الشعرُ ؟
سرونة
08/08/2012, 08:45 PM
وقالوا نراها خطّة ً مدلهمّة
وقالوا نراها خطّة ً مدلهمّة ٍ*****ففتها وإلاّ أنتَ رهنُ حبالها
فقلتُ: وهل أخشَى ودرعي كفاية ٌ*****منَ الله ما ترمي العِدا من نِبالها؟
فكم وَرْطَة ٍ ضاقتْ عليَّ فلم يزلْ*****بى َ الله حتّى انتشانى من خلالها
وكم نكبة ٍ طالتْ يداً لتنالنى*****فباعد ما بينى وبين منالها
سرونة
08/08/2012, 08:45 PM
كم في الكثيب وكم عارضته قمرٌ
كم في الكثيب وكم عارضته قمرٌ*****يودّ أنّ له من حسنه القمرُ
يَجني عليَّ سقاماً سُقمُ مُقلتِه*****و كلُّ جرمٍ جناه الحبُّ مغتفرُ
قال العواذلُ: سَرْعاً ما عشِقتَ، وما*****يدرون أنَّ طريقَ العِشقِ مُختصرُ
وما الصَّبابة ُ إلاّ خُلسة ٌ عَرَضتْ*****سمعٌ جَناها على الأحشاءِ أو بصرُ
النارُ في كَبِدي مذ غبتَ عن بصري*****و من جفوني وقد فارقتني المطرُ
سرونة
08/08/2012, 08:47 PM
أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ*****تامكة ً بين الجبالِ كالجبلْ
حنّ لها نبتُ الخزامى بالّلوى*****وشبَّ حَوْذانُ العَميم واكتهلْ
من يعملاتٍ ما وردن عن هوًى*****ولم تبتْ من شلّها على وجلْ
كرائمٌ يبذلن للضّيف قرًى*****ودونهنّ البيضُ تدمى والأسلْ
يوسعْنَنَا الرَّسْلَ مقيمينَ وإنْ*****سرنا فيوسعن الرّسيمَ والرّملْ
كلمن حتّى ما "يعيّرن" إذا*****جدّ فخارٌ بسوى قربِ الأجلْ
قد قلتُ للسّارين يبغون العلا*****وربّ سارٍ عميتْ عنه السّبلْ
فى مهمهٍ ملتبسٍ أقطاره*****لو نسلَ الذّئب به صبحاً لضلْ
يسترجفُ الطِّرْفَ إذا خبَّ بهِ*****غبَّ السّرى ريحُ النّعامى والشّملْ
أمُّوا بها مالكَ أملاكِ الورى*****عمادَ هذا الدّين سلطانَ الدّولْ
حيثُ تُرى الهامُ إليه سُجَّداً*****وأرضه معمورة ٌ من القبلْ
والسّؤددُ الرّغدُ وأموالُ الغنى*****تُهانُ في عِراصِهِ وتُبتَذَلْ
ومنبتُ الجودِ الذي نُوّارُهُ*****يُمطّرُ في كلِّ صباحٍ ويُطَلْ
الثّابتُ العزمِ إذا طيشٌ هفا*****والواجدُ الرَّأي إذا الرَّأي بَطَلْ
ذو فكرة ٍ تنير كلَّ ظلمة ٍ*****كأنَّها جَذوة ُ نارٍ تشتعلْ
ظَلْتَ بحرِّ الحرب في عصابة ٍ*****يحرِّمون الطِّعنَ إلاّ في المُقَلْ
من كلِّ سيّارٍ إلى الذِّكرِ وإنْ*****شتّتَ ذاك الذّكرُ شملاً أو قبلْ
كأنه أقنى على مرقبة ً*****يدمى إذا ضمَّ وإنْ أدمى نشلْ
حتّى حَميتَ جانبَ الملكِ وقد*****خِيفَ عليه ثَلَلٌ بعدَ ثَلَلْ
لولا مداواتُك من أمراضهِ*****بالضَّرْبِ والطَّعنِ جميعاً ما أبَلْ
كم صعبة ٍ ركبتَها مُعضلة ٍ*****تطعمها الريثَ إذا أكدى العجلْ
وطامحٍ بغير حقٍّ للعلا*****زحزحتَه عنِ التَّراقي فنزَلْ
وجامحٍ إلى الهَوى ومائلٍ*****عن النُّهى رددتَه عن المَيَلْ
أيُّ فتى ً من قبلِ أنْ أرشدْتَهُ*****قعقعَ أبوابَ المعالي فدخَلْ؟
وأى ُّ خرقٍ عبقَ الجود به*****لم يسألِ المعروفَ يوماً فبذل~
وأى ّ ماشٍ فى مزلاّتِ الرّدى*****جاز ولم يخش عليه من زللْ
وأين ما حمّل ما حمّلته*****بين عظيمٍ وجسيمٍ فحملْ
من معشرٍ ما خُلقتْ إلاّ لهمْ*****أَسِرَّة ُ الملكِ وتيجانُ الدُّوَلْ
ما ولدوا إلاّ وفى أيديهمُ*****أزمَّة ُ الدَّوْلاتِ من عَقْدٍ وَحلْ
في جُلَلِ الملك لهمْ ـ كاسية ً*****أجسادَهمْ ـ مَنْدوحة ٌ عن الحُلَلْ
قد جاءَني ما كنتَ تهديهِ على*****شَحْطِ النَّوى طوراً وفي قربِ النَّزَلْ
قولٌ وفعلٌ ألحقاني بالعُلا*****والماءُ قد يلحق غصاً بالطّولْ
فضّلتنى على الورى وكلُّ منْ*****فضّلته على الورى كلاًّ فضلْ
وقلتَ ما حَلَّيْتَني الدَّهرَ به*****وكم ثويتُ مُوسعاً من العَطَلْ
كم لكَ عندي نِعَمٌ فُتْنَ المُنَى*****ولم تنلهنّ بنيّاتُ الأسلْ
أرفلُ منهنَّ وكم ماشٍ أَرى*****على الثّرى في مِثلهنّ ما رَفَلْ
يا أيّها المالك منّى ربقة ً*****أعيتْ على الشُّمِّ العرانين الأُوَلْ
كم رامَ منّي بعضَ ما أجرَرْتُه*****مَن مدَّ ضَبْعَيهِ له فما وَصَلْ
أيقظتنى على القريض بعدما*****نكَّب غاويهِ طريقي وعَدَلْ
وقالَ في مجدك إنْ كنتَ تفي*****عقدتَ أنْ لا تقرضَ الشّعرَ فَحَلْ
فخذ كما أثرتها قافية ً*****كأنّما شىء ٌ سواها لم يقلْ
نزّهتها لمّا أردتُ سوقها*****إلى علاك من نسيبٍ وغزلْ
كأنَّما هشَّتْ وقد صِيغتْ بها*****حَبُّ القلوب من سرورٍ وجَذَلْ
لا ملَّك اللهُ لنا غيرَكمُ*****ولا نأَى عزَّكُمُ ولا انتقلْ
ودارُ ملكٍ أنتَ فيها لم تزلْ*****مأهولة ً من الوفود والخولْ
ودرَّتِ النُّعمى عليكمْ ثَرَّة ً*****ونلتموها عَلَلاً بعدَ نَهَلْ
سرونة
08/08/2012, 08:47 PM
قالت مشيبك فجرٌ والشباب إذا
قالت مشيبك فجرٌ والشباب إذا*****زُرناكَ ظلمة ُ ليلٍ فيه مستترُ
فقلت من كان هجري الدهرَ عادتهُ*****ما إنْ له ببياضِ الشَّيبِ مُعتَذَرُ
لاتُسخطيه فهذا الشَّيبُ مَظهرة ٌ*****على عيوبٍ بضدّ الشيب تستترُ
ترينَ مني وضوءُ الشيب يفضحني*****مازاغَ عنه ورأْسي أسودُالبصرُ
سرونة
08/08/2012, 08:48 PM
أمّا الشَّبابُ فقد مضتْ أيّامُهُ
أمّا الشَّبابُ فقد مضتْ أيّامُهُ*****واستلّ من كفّى الغداة َ زمامهُ
وتنكَّرتْ أيّامُهُ وتَغيَّرتْ*****جاراته وتقوّضتْ آطامهُ
ولقد درى من فى الشبابِ حياته*****أنّ المشيبَ إذا علاه حمامهُ
عوجا نحيى ّ الرّبعَ "يدللنا" الهوى*****فلربَّما نفع المحبَّ سَلامُهُ
واستعبرا عنِّي بهِ إنْ خانني*****جَفني فلم يمطُرْ عليهِ غَمامُهُ
فمن الجفونِ جوامِدٌ وذوارفٌ*****ومن السّحاب ركامهُ وجهامهُ
دِمَنٌ رضعتُ بهنَّ أخلافَ الصِّبا*****لو لم يكنْ بعدَ الرَّضاعِ فطامُهُ
ولقد مررتُ على العقيق فشفّنى*****أنْ لم تُغنِّ على الغصون حَمامُهُ
وكأنّه دنفٌ تجلّد مؤنساً*****عوّاده حتّى استبان سقامهُ
من بعدما فارقته فكأنّه*****نشوانُ تمسحُ تربَهُ آكامُهُ
مَرِحٌ يهزُّ قناتَهُ لا يأتلي*****أَشَرُ الصِّبا وغرامُهُ وعُرامُهُ
تندى على حرّ الهجير ظلالهُ*****ويُضيءُ في وقتِ العشيِّ ظَلامُهُ
وكأنّما أطياره ومياههُ*****للنّازليه قيانه ومدامهُ
وكأنّ آرامَ النّساءِ بأرضه*****للقانِصي طَرْدِ الهوى آرامُهُ
وكأنّما برد الصّبا حوذانه*****وكأنّما ورق الشّباب بشامهُ
وعَضيهة ٍ جاءتْكَ من عَبِقٍ بها*****أَزرى عليكَ فلم يجُزْهُ كلامُهُ
ورماك مجترئاً عليك وإنّما*****وافاك من قعر الطّوى ّ سلامهُ
وكأنَّما تَسْفي الرِّياحُ بعالِج*****ماقالَ أو ما سطَّرتْ أقلامُهُ
وكأنّ زوراً لفّقتْ ألفاظهُ*****سلكٌ وهى فانحلّ عنه نظامهُ
وإذا الفتى قَعدتْ به أخوالُهُ*****فى المجد لم تنهض به أعماقه
وإذا خصالُ السّوءِ باعدن امرءًا*****عن قومهِ لم تُدنِهِ أرحامُهُ
ولكمْ رمانى قبل رميكِ حاسدٌ*****طاشَتْ ولم تخدشْ سِواهُ سِهامُهُ
ألقَى كلاماً لم يَضِرْني وانثنى*****وندوبه فى جلده وكلامهُ
هيهاتَ أنْ أُلفَى رَسيلَ مُسافِهٍ*****ينجو به يوم السّبابِ لطامهُ
أو أن أرى فى معركٍ وسلاحهُ*****بدلَ السّيوف قذافهُ وعذامهُ
ومن البلاءِ عداوة ٌ من خاملٍ*****لاخلفَه لِعُلًى ولا قُدَّامُهُ
كثرتْ مساويه فصار كمدحه*****بينَ الخلائقِ عيبُهُ أوْ ذامُهُ
والخُرْقُ كلُّ الخُرقِ من متفاوتِ الـ*****ـأفعالِ يَتْلو نقضَهُ إبرامُهُ
جَدِبِ الجَنابِ فجارُهُ في أزْمة ٍ*****والضَّيفُ موكولٌ إليهِ طعامُهُ
وإذا علقتَ بحبله مستعصماً*****فكفقعِ قَرْقَرَة ٍ يكونُ ذِمامُهُ
وإذا عهودُ القومِ كنّ كنبعهمْ*****فالعهد منه يراعهُ وثمامهُ
وأنا الذى أعييتُ قبلك من رستْ*****أطوادُه واستشرفتْ أعلامُهُ
وتتبّع المعروفَ حتّى طنّبتْ*****جوداً على سننِ الطّريقِ خيامهُ
وتنادَرتْ أعداؤهُ سَطَواتِهِ*****كاللَّيثِ يُوهَب نائياً إرزامُهُ
وترى إذا قابلته فى وجهه*****كالبدرِ أشرقَ حينَ تمَّ تَمامُهُ
حتّى تذلّل بعد لأى ٍ صعبهُ*****وانقادَ منبوذاً إليَّ خطامُهُ
يهدى إلى ّ على المغيب ثناؤهُ*****وإذا حضرتُ أظلّنى إكرامهُ
فمضَى سَليماً مِن أداة ِ قوارضي*****واستام ذمّى بعده مستامهُ
والآن يوقظنى لنحتِ صفاتهِ*****من طال عن أخذ الحقوق نيامهُ
ويسومُني مالم أزلْ عن عزَّة ٍ*****ونزاهة ٍ آباه حين أسامهُ
"ويلسّنى " ولئنْ حلوتُ فإنّنى*****مقرٌ وفى حنكِ العدوّ سمامهُ
فلبئسَما منَّتْه منِّي خالياً*****خطراتُه أو سُوِّلتْ أحلامُهُ
أمَّا الطَّريفُ منَ الفخارِ فعندنا*****ولنا من المجد التّليد سنامهُ
ولنا من البيت المحرّم كلّما*****طافتْ بهِ في مَوسمٍ أقدامُهُ
ولنا الحَطيمُ وزَمْزَمٌ وتراثُنا*****نِعْمَ التُّراثُ عن الخليل مَقامُهُ
ولنا المشاعرُ والمواقفُ والَّذي*****تهدى إليه من منًى أنعامهُ
وبجدّنا وبصنوه دحيتْ عن الـ*****ـبيت الحرامِ وزعزعتْ أصنامه
وهما علينا أَطلعا شمسَ الهدى*****حتى استنار حلالهُ وحرامهُ
وأبى الذى تبدو على رغم العدا*****غرّاً محجّلة ً لنا أيّامهُ
كالبدر يكسو الّليلَ أثواب الضّحى*****والفجرُ شبّ على الظلام ضرامهُ
وهو الذي لا يقتضي في موقفٍ*****إقدامهُ نكصٌ به أقدامهُ
حتّى كأنّ حياته هى حتفه*****ووراءَه ممّا يُخافُ أمامُهُ
ووقَى الرَّسولَ على الفراشِ بنفسهِ*****لمّا أرادَ حِمامَه أقوامُهُ
ثانيهِ فى كلّ الأمور وحصنه*****فى النّائباتِ وركنه ودعامهُ
للَّهِ دَرُّ بلائهِ ودفاعِهِ*****واليومُ يَغْشى الدَّارعين قتَامُهُ
وكأنّما أجمُ العوالى غيلهُ*****وكأنّما هو بينها ضرغامهُ
وتَرى الصَّريعَ دِماؤه أكفانُهُ*****وحنوطه أحجاره ورغامهُ
والموت من ماء التّرائب ورده*****ومنَ النّفوسِ مَرادُه ومَسامُهُ
طلبوا مداهُ ففاتَهمْ سَبقاً إلى*****أمَدٍ يشقُّ على الرِّجالِ مَرامُهُ
فمتى أجالوا للفخارِ قداحهمْ*****فالفائزاتُ قِداحُهُ وسهامُهُ
وإذا الأمور تشابهت واستبهمتْ*****فجِلاؤها وشفاؤها أحكامُهُ
وتَرى النديَّ إذا احتبى لقضيَّة ٍ*****عوجاً إليها مصغياتٍ هامهُ
يُفْضي إلى لُبِّ البليدِ بيانُه*****فيعى وينشئُ فهمه إفهامهُ
بغريبِ لفظٍ لم تُدِرْهُ أَلْسُنٌ*****ولطيفِ معنًى لم يفضّ ختامهُ
وإذا التفتّ إلى التّقى صادقته*****مِن كلِّ بِرِّ وافراً أقسامُهُ
فاللَّيلُ فيهِ قيامُه مُتهجِّداً*****يتلو الكتابَ وفي النَّهارِ صيامُهُ
يطوي الثلاثَ تعفُّفاً وتَكرُّماً*****حتّى يُصادفَ زادَه مُعْتامُهُ
وتراهُ عُريانَ اللِّسانِ منَ الخَنا*****لا يهتدى للأمر فيه ملامهُ
وعلى الذى يرضى الإلهَ هجومه*****وعلى الذى لا يرتضى إحجامهُ
فمضَى برئياً لم تَشِنْهُ ذُنوبُهُ*****يوماً ولاظفِرتْ به آثامُهُ
ومفاخرٍ ما شئتَ إن عدّدتها*****فالسَّيلُ أطبقُ لا يُعَدُّ زهامُهُ
تعلو على من رام يوماً نيلها*****من يذبلٍ هضباتهُ وإكامهُ
سرونة
08/08/2012, 08:49 PM
كلّ امريءٍ ناله جدٌّ فأسعده
كلّ امريءٍ ناله جدٌّ فأسعده*****و إن أساء إلى الأقوام معذورُ
ويلُ أمِّ في الورَى أكْدتْ مطالبُه*****فإنه بسحاب اللومِ ممطورُ
و كيف يعزى إلى عجزٍ وليس به*****من خاب سعياً وخانته المقاديرُ
سرونة
08/08/2012, 08:49 PM
ألا ربَّ أمرٍ بتُّ أحذرُ غِبَّهُ
ألا ربَّ أمرٍ بتُّ أحذرُ غِبَّهُ*****وقد نابنى فيه العناءُ المجشّمُ
غدا وهو سرٌّ لا يرامُ "اطلاعهُ"*****وعادَ مساءً وهْوَ نَهْبٌ مُقًسَّمُ
تندَّمتُ في أعجازهِ حينَ لم يكُنْ*****وقد فات من كفى َّ إلاّ التّندّمُ
وما خاننى التّدبير فيه وإنّما*****قضاءٌ جرى فيما سخطتُ مبرّمُ
ولو كان لا يكدى أخو الحزمِ مرّة ً*****ويُشوَى لما ماتَ الصَّحيحُ المُسَلَّمُ
ومن ذا الّذى يعطى الإرادة َ كلّها*****ومن ذا الذى فى الأمر لا يتلوّمُ ؟
إذا شئتَ أنْ تلقَى السَّليمَ عَدِمْتَهِ*****وأكثرُ من تلقى المرزّى المكلّمُ
وأغبنُ من تلقى من النّاس جاهلٌ*****يظنّ الّذى يخفيه لا يتعلّمُ
ومسترسلٍ فى فعله بعد ما بدا*****لعينيه جهراً ما يزمّ ويخطمُ
سرونة
08/08/2012, 08:50 PM
حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ
حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ*****و طافوا به يوم الطواف وكبروا
و بالحصياتِ اللات يقذفنَ في منى ً*****و قد أمّ نحو الجمرة ِ المتجمرُ
ووادٍ تذوقُ البُزْلُ فيهِ حمامَها*****فليس به إلا الهدى ُّ المعفرُ
و جمعٍ وقد حطتْ إليه كلاكلٌ*****طلائحُ أضْنَتْها التَّنائفُ ضُمَّرُ
يُخَلْن عليهنَّ الهوادجُ في الضُّحى*****سفائنَ في بحرٍ منَ الآلِ يزخَرُ
ويومِ وقوفِ المحرِمينَ على ثرًى*****تَطاحُ به الزلاَّتُ منهُمْ وتُغْفَرُ
أتوه أساري الموبقاتِ وودعوا*****و ما فيهمُ إلاّ الطليقُ المحررُ
لقد كسرتْ للدين في يوم كربلا*****كسائرُ لاتُوسَى ولا هي تُجْبَرُ
فإما سبيٌّ بالرماحِ مسوقٌ*****و إما قتيلٌ في التراب معفرُ
وجرحى كما اختارتْ رماحٌ وأنصُلٌ*****و صرعي كما شاءت ضباعٌ وأنسرُ
لهم والدجى بالقاعِ مرخٍ سدوله*****وجوهٌ كأمثال المصابيح تزهَرُ
تراح بريحانٍ ورحمة ٍ*****و توبل من وبل الجنانِ وتمطرُ
فقل لبني حربٍ وفي القلب منهمُ*****دفائنُ تَبْدو عن قليلٍ وتظهرُ
ظَننتمْ وبعضُ الظَّنِّ عجزٌ وغَفلة ٌ*****بأنّ الذي أسلفتمُ ليس يذكرُ
و هيهاتَ تأبى الخيلُ والبيضُ والقنا*****مجاري دمٍ للفاطميين يهدرُ
و لستمْ سواءً والذين غلبتمُ*****و لكنها الأقدار في القومِ تقدرُ
وإنْ نِلتموها دولة ً عَجْرفيَّة ً*****فقد نال ما قد نال كسرى وقيصرُ
و ليس لكم من بعد أن قد غدرتمُ*****بمن لم يكُن يوماً منَ الدَّهرِ يغدُرُ
سِوى لائماتٍ آكلاتٍ لحومَكُم*****وإلاّ هجاءٌ في البلادِ مُسَيَّرُ
تقطَّعَ وصلٌ كان منّا ومنكُمُ*****ودانٍ منَ الأرحامِ يَثني ويَسطُرُ
وهل نافعٌ أنْ فرَّقَتنا أصولُكمْ*****أصولٌ لنا نأوي إليها وعنصرُ؟
وعضوُ الفتى إنْ شُلَّ ليس بعضوهِ*****و ليس لربّ السرب سربٌ منفرُ
ولابدَّ من يومٍ بهِ الجوُّ أغبرٌ*****وفيه الثَّرى من كثرة ِ القتلِ أحمرُ
وأنتمْ بِمجتاز السُّيولِ كأنَّكمْ*****هشيمٌ بأيدي العاصفاتِ مطيرُ
فتهبطُ منكم أرؤسٌ كنَّ في الذُّرا*****و يخبو لكم ذاك اللهيب المسعرُ
و يثأرُ منكم ثائرٌ طال مطلهُ*****و قد تظفر الأيام من ليس يظفرُ
سرونة
08/08/2012, 08:54 PM
ألا لله ما صنع الحمامُ
ألا لله ما صنع الحمامُ*****وما وارتْ بساحتها الرّجامُ
طوى من لا سبيلَ إلى لقاهُ*****وإنْ جدَّ التَّطَلُّبُ والمَرامُ
وكيفَ لقاءُ مَن دهتِ اللَّيالي*****وغرّبه صباحٌ أو ظلامُ ؟
وهيهاتَ المطامعُ في أُناسٍ*****أقاموا حيث لا يغنى المقامُ
ثَوَوْا متجاورين ولا لقاءٌ*****وناجَوْا واعظين ولا كلامُ
خلقنا للفناءِ وإنْ غررنا*****بإيماضٍ من الدّنيا يشامُ
ونبصرُ ملءَ أعيننا فعالَ الـرّدى وكأنّنا عنه نيامُ*****رَدى وكأنَّنا عنه نِيامُ
" وتحلو " مذقة ُ الدّنيا لحى ٍّ*****له من بعدِها كأسٌ سِمامُ
غَمامٌ من مواعدِها جَهامٌ*****وأسبابٌ لجَدْواها رِمامُ
وما الأحزانُ والأفراحُ فيها*****وإنْ طاوَلْنَنا إلاّ مَنامُ
ولو علمَ الحَمامُ كما علمنا*****منَ الدُّنيا لما طَرِب الحَمامُ
سلامٌ الله غادٍ كلَّ يومٍ*****على مَن ليس يبلغُه السّلامُ
على عبقِ الثّرى خضلِ النّواحى*****وإنْ لم يستهلَّ له الغمامُ
مضى صفرَ الحقيبة ِ من قبيحٍ*****غريباً فى صحيفته الأثامُ
نقى َّ الجيبِ عفَّ الغيبِ "برٌّ"*****حرامٌ ليس يألفه الحرامُ
منَ القومِ الأُلى دَرَجوا خِفافاً*****وزادُهمُ صلاة ٌ أو صيامُ
لهمْ في كلّ مَأْثَرَة ٍ حديثٌ*****كما طابتْ لناشِقها المُدامُ
مَضَوا وكأنَّهمْ، من طيبِ ذكرٍ*****تراهُ مُخلَّداً لهمُ، أقامُوا
تعزَّ أبا على ٍّ فالرّزايا*****متى تَعْدوك ليس لها احترامُ
وما صابتْ سهامُ الموت خلقاً*****إذا طاشتْ له عنك السَّهامُ
وغيرُك مَن تُثقفِّهُ التَّعازي*****ويعدلُ من جوانبه الكلامُ
فإنّك من تجافى العتبُ عنه*****وأَعْوَزَ في خلائقه الملامُ
سرونة
08/08/2012, 08:54 PM
ولما أردتُ طروقَ الفتاة
ولما أردتُ طروقَ الفتاة ِ*****و صاحبني صاحبٌ لا يغارُ
صَموتُ اللّسانِ بعيدُ السَّماعِ*****فسريَ مكتتمٌ والجهارُ
وَضاقَ العناقُ فصارَ الرِّداءُ*****لها مَلبساً ولباسي الخِمارُ
وَما لفَّنا كالتفافِ الغصونِ*****جميعاً هنالك إلاّ الإزارُ
وطابَ لنا بعدَ طولِ البعادِ*****رواء الحديث وذاك الجوارُ
شربتُ بريقتها خمرة ً*****و لكنها خمرة ٌ لا تدارُ
كأنَّ الظّلامَ بإشراقِ ما*****أنالتْ وأعطته منها نهارُ
وأثَّر في جيدِها ساعدي*****وأثَّر في جانبيَّ السِّوارُ
فلو صُبَّتِ الكأسُ ما بيننا*****لما خرجت من يدينا العقارُ
ونابَ منابَ ليالٍ طوالٍ*****تقصر هذي الليالي القصارُ
سرونة
08/08/2012, 08:55 PM
ما للقلوب غداة َ السّبتِ مزعجة
ما للقلوب غداة َ السّبتِ مزعجة ً*****وللدّموع غداة َ السّبت تنسجمُ ؟
وللرّجالِ يحلّون الحُبا وَلَهاً*****من " أنّهمْ علموا " فى ذاك ما علموا
تجرى دموعُ عيونٍ ودّ صاحبها*****لو أنَّهنَّ على حرِّ المصابِ دمُ
كأنَّنا اليومَ من همٍّ تقَسَّمَنا*****نهبٌ بأيدى ولاة السّوءِ مقتسمُ
نثنى الأكفَّ حياءً عن ملاطمنا*****وفى الحشا زفراتُ الحزنِ تلتطمُ
ونكتمُ النّاسَ وَجْداً في جوانحنا*****وكيف نكتُم شيئاً ليس ينكتمُ؟
يا موتُ كم لكريمٍ فيك من ترة ٍ*****أعيا بها الرّمحُ والصّمصامة ُ الخذمُ
وكم ولجتَ وما شاورتَ صاحبه*****قصراً على بابه الحرّاسُ والخدمُ !
وكم عظيمِ أُناسٍ قد سطوتَ بهِ*****لم يغُنِ عنه فتيلاً ذلك العِظَمُ!
وما نجا منك لا صغرٌ ولا كبرٌ*****ولا شبابٌ ولا شيبٌ ولا هرمُ
هيهاتَ مُكِّن من أرواحنا حَنِقٌ*****فظٌّ وحكّمَ فى أجسامنا قرمُ
أينَ الّذين على هذي الثّرى وطئوا*****وحُكِّموا في لذيذ العيش فاحتكموا؟
ومُلِّكوا الأرضَ من سهلٍ ومن جبلٍ*****وخُوِّلوا نِعَماً ما مِثْلَها نِعَمُ
حتّى إذا بلغ الميقاتُ غايته*****لم يَسلموا ولشيءٍ طالما سلموا
لم يبق منهمْ على ضنّ القلوب بهمْ*****إلاّ رسومُ قبورٍ حشوُها رِمَمُ
مسنّدين إلى زوراءَ موحشة*****ظلماءَ لا إِرَمٌ فيها ولا عَلَمُ
كأنّما طبّقتْ أجفانهمْ سنة ٌ*****أو شَفَّهمْ لِبلى أجسادِهمْ سَقَمُ
يغضون من غير فكرٍ يرتأون له*****ويأزمون على الأيدى وما ندموا
فلا يغرَّنْك في المَوْتى وجودُهُمُ*****فإنّ ذاك وجودٌ كلّه عدمُ
قل للوزير وإن جلّتْ مصيبته :*****هيهات فاتكَ ما يجرى به القلمُ
إنَّ التي أنت ملآنٌ بلوعَتِها*****مضتْ كما مضتِ الأحياءُ والأُمَمُ
ملّيتَ دهراً بها من غير محسبة ٍ*****وغير من رجعَ الموهوبَ متهمُ
وحزنك اليوم عقبى ما سررتَ به*****حيناً وعقبى الذى تلتذّه الألمُ
وما خصصتَ بمكروهٍ تجلّلنا*****ونحن قبلك بالبأساءِ نستهمُ
فاصبرْ، فصبرُك موصولٌ بموهبة ٍ*****تَبقى وكلُّ الذي أعطيتَ مُنصرمُ
وكنْ كمن أنتَ مشغوفٌ بسيرتهِ*****ممَّن أصابَهُمُ المكروهُ فاحتزِموا
لا يألمون بشىء ٍ من مصائبهمْ*****حتّى إذا أُولِمُوا في دِينهمْ أَلِموا
وقد مضَى ما اقتضاهُ الرُّزءُ من جَزعٍ*****فأينَ ما يقتضيهِ العلمُ والكرمُ؟
سرونة
08/08/2012, 08:55 PM
أتدري مَن بها تلك الدِّيارُ؟
أتدري مَن بها تلك الدِّيارُ؟*****و تعلم ما غطا ذاك الخمارُ ؟
أقامتْ ضَرَّة ُ القمرينِ فيها*****فكلُّ بلاد ساكنها نهارُ
فتاة ٌ حُكِّمتْ في كلِّ حُسنٍ*****و ليس لغيرها فيه الخيارُ
ففي كلّ القلوب لها وجيبٌ*****كما كلُّ القلوبِ لها ديارُ
فحسبك يا زمانُ فمنك عندي*****قبيحٌ لا يحسنُه اعتذارُ
أأنسى الغدرَ منك وَ أنت إلفي*****و غشكَ لي وَ أنتَ المستشارُ
و عندي من حديثك ما لو أني*****سمرتُ به لشاب له الصغارُ
سرونة
08/08/2012, 08:56 PM
بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ
بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ*****وورْدٌ ولكنْ لو حلاليَ طعمُهُ
خطوتُ عدا العشرين أهزأُ بالصِّبا*****فلمّا نأى عنّى تضاعف همّهُ
فيا ليت ما أبقى الشّبابُ وجازهُ*****سريعاً على عِلاّتِهِ لا يؤُمُّهُ
وليتَ ثَرائي من شبابٍ تعجَّلتْ*****بشاشتُهُ عنِّي تأبَّدَ عُدْمُهُ
مشيبٌ أطار النّومَ عنّى "أقلّه"*****فكيف به إن شاع فى الرّأسِ عظمهُ
تعاقبنى بؤسُ الزّمانِ وخفضهُ*****وأدّبنى حربُ الزّمانِ وسلمهُ
وقد علمَ المغرورُ بالدَّهرِ أنَّهُ*****وراء سرور المرء فى الدّهر غمّهُ
فكيفَ سُروري بالكثيرِ أنالُهُ*****وحكمُ قليلِ الوُجدِ في القصدِ حُكمُهُ
وما المرءُ إلاّ نَهْبُ يَوْمٍ وليلة ٍ*****تخبُّ به شهبُ الفناء ودهمهُ
يُعلِّلُهُ بَرْدُ الحياة ِ يَمَسُّهُ*****ويغترُّهُ رَوْحُ النَّسيمِ يشمُّهُ
وكان بعيداً عن منازعة ِ الرّدى*****فألْقَتْهُ في كفِّ المنيَّة أُمُّهُ
على أنَّنا نَبغي النَّجاءَ وكلُّنا*****يلاقيه من أمر المنيّة ِ حتمهُ
ألا إنّ خيرَ الزّاد ما سدّ فاقة ً*****وخيرُ تلادى َّ الذى لا أجمّه
وإنّ الطّوى بالعزِّ أحسنُ بالفتى*****إذا كانَ من كسب المذلَّة ِ طعمُهُ
إذا وطرٌ لم أنضُ فيه عزيمة ً*****فسِيّانِ عندي صحَّتاهُ وسُقمُهُ
وإنّى لأنهى النّفسَ عن كلّ لذّة ٍ*****إذا ما ارتقَى منها إلى العِرضِ وَصْمُهُ
وأعرضُ عن نيل " الثّراء " إذا بدا*****وفى نيله سوءُ المقالِ وذمّهُ
أعفُّ وما الفحشاءُ " منّى " بعيدة ٌ*****وحسبى َ من صدٍّ عن الأمرِ إثمهُ
وما العفُّ من ولّى عن الضّرب سيفه*****ولكنّ من ولّى عن السّوءِ حزمهُ
وهبتُ اهتمامي للعُلا ومآربي*****وللمرء يوماً " إنْ حبا " ما يهمّهُ
عن السِّعيِ والأرزاقُ حِرْصاً تؤُمُهُ؟
يفوت طلابى مشربٌ لما أعافهُ*****ويُعْوِزُ فحصي صاحبٌ لا أذمُّهُ
إذا كان هذا الغدرُ في النّاس شيمة ً*****فأنفسُ شىء ِ صاحبَ المرءَ عزمهُ
ولما نَبا زيدٌ عن الطِّيبِ عهدُه*****نَبوتُ، وفي قلبي من الوَجْدِ جَمُّهُ
وداويتُه بالهجرِ والهجرُ داؤهُ*****وخير دوائى ْ معضلِ الدّاء حسمهُ
ومن يك من قبل الوشاة ِ بمسمعٍ*****تقاصر عن نيل الحقيقة ِ علمهُ
وأروعَ لم تَمْلَ النَّوائبُ ذرعَهُ*****ولاضلَّ في ليلِ السَّفاهة ِ حِلمُهُ
ثقيلٌ على جنب العدوّ وإن غدا*****خفيفاً على ظهر المطيّة ِ جسمهُ
شددتُ يدى بحجزة ِ حازمٍ*****مصيبٍ لأغراض العواقب سهمهُ
وماضٍ على الشّحناء فى غير زلّة ٍ*****وقد ملَّ إلاّ من عتابك جُرمُهُ
له الدَّهرُ منِّي إنْ ألمَّ خلالَهُ*****وأعوزَه منِّي مكانٌ يلمُّهُ
وأتعبُ مَن عاداك مَن لاتنالُهُ*****ولم يرتبطْ يوماً بعرضك وسمهُ
وعيشٍ كما شاء الحسود صحبته*****حوى غنمه قومٌ وعندى َ غرمهُ
" تحلاّ " عن الطّرقِ الأجاجِ " قرومهُ "*****وتكرعُ من عذبِ المشاربِ بَهْمُهُ
وحقّ لما لا يبهجُ النّفسَ قربهُ*****على وصله أن يبهج النّفس صرمهُ
سأركبها بزلاءَ ذاتَ مخاوفٍ*****متى يخبر " المرغوب " عنها تضمّه
وأتركُ ما بيني وبينَ حَبائبي*****وحظُّهُمُ منِّي على الغيبِ رَجمُهُ
فلا عيش إلا من تحامتْ نعيمه*****صروفُ اللّيالى أو تجافى ملمّهُ
وجيشٍ كما مدّ الظّلامُ رواقه*****سواءٌ بهِ هَضْبُ العريكِ وَهَضْمُهُ
إذا ما سَرى يَبغي الفِرارَ مُشَمِّراً*****فأنفسُ خوّاضِ الكريهة ِ " غنمهُ "
يضمّ رجالاً من قريشٍ إذا دعوا*****ليومِ نزالٍ أشبعَ الطَّيرَ لحمُهُ
بنفسى َ من ولّى تسايرهُ المنى*****حَميداً وما ولَّى عن القلبِ وَهْمُهُ
أَغارُ عليه من فلاة ٍ تُقِلُّهُ*****وأحسدُ فيه جِزْعَ وادٍ يضمُّهُ
وما غابَ إلاّ أحضرَ البدرَ وجهُهُ*****وليس له فى منتهى الهشِّ قسمهُ
سرونة
08/08/2012, 08:57 PM
يا ربّ ليلٍ أخذنا فيه منيتنا
يا ربّ ليلٍ أخذنا فيه منيتنا*****كأنَّ أوَّلَهُ في ذاك آخرُهُ
كأنّ نجمَ الثريا ملَّ مجمعنا*****فما استطاع مقاماً وهو ناظرهُ
و مهمهٍ جبتهُ وحدي على قلقٍ*****معودٍ ليَ خوضَ البحرِ حافرهُ
مَن لونُهُ يستمدُّ اللّيلُ ظُلمتَه*****و الفجرُ من وجهه لاحت عساكرهُ
معانقاً نبعة ً سمراء ما حملتْ*****إلاَّ ليومٍ جريءٍ من يباشرهُ
و لا فرتْ يدها نحراً فتتركهُ*****َتْ منه مضاربُه
و صاحبٍ ما نبتْ منه مضاربه*****في كلِّ خَطبٍ، ولم تُؤمَن محاذِرُهُ
يَظَلُّ شوقاً إلى الأعناق مُنتصباً*****لنفسه قبل أن يرتاحَ شاهرهُ
و لي جنانٌ كأنّ الأرضَ ساحتهُ*****فما يضيقُ لمرهوبٍ يُخامرُهُ
يستنزرُ الكثرَ من هذا الزمان له*****فكلُّ ما حلّ فيه فهو حاقرهُ
سرونة
08/08/2012, 08:58 PM
أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟*****ضاعَ العزاءُ وضلَّتِ الأحلامُ
نبأٌ تُفَكُّ له الصدورُ عن الحِجا*****وتهانُ أخطارُ النّهى وتضامُ
ومُصيبة ٍ وَلَجَتْ على ملكِ الورَى*****أبوابه " والذّائدون " نيامُ
حلّ الرّجال بأمرها عقدَ الحبا*****فكأنّهمْ وهمُ القعودُ قيامُ
واستوهلتْ آراؤهمْ فتراهُمُ*****لا نَقْضَ عندَهمُ ولا إبرامُ
حاروا فليس لديهمُ إنْ خوطِبوا*****أو خاطبوا فهمٌ ولا إفهامُ
كالغِمْدِ فارقَ نَصْلَه في مَعركٍ*****والسّلكُ ملقى ليس فيه نظامُ
يأيّها الملك الذى لجلاله*****يتعلّمُ التّوقير والإعظامُ
صبراً فبالأدبِ الذى أسلفته*****فى النّائباتِ تأدّبَ الأقوامُ
أين التّشزّرُ للخطوب وأين ذا*****ك الصَّبرُ والإطراقُ والإزمامُ؟
فالثِّقْلُ لا يسطيعُه مِن شارفٍ*****" كوماء " إلاّ غاربٌ وسنامُ
والنّبعُ تسلبه النّجابة ُ فرعهُ*****ونجا بلؤمٍ خِرْوَعٌ وثُمامُ
والثّلمُ ليس يكون إلاّ فى ظبا الـ*****ـماضى ويخلو منه وهوَ كهامُ
والبُخلُ يَتَّرِكُ النّفيسَ وإنَّما*****فقد النّفائسَ ماجدون كرامُ
والحربُ تقتنص الشّجاع، وآمِنٌ*****فيها المنونَ الواهنُ المحجامُ
شبلٌ محا فيه الرّزيّة َ إنّه*****باقٍ لنا من بعده الضّرغامُ
وثنيّة ٍ من يذبلٍ جدنا بها*****" إذْ " يذبلٌ خلفٌ له وشمامُ
أخذَ الرَّدَى نَفْساً وغادرَ أنفساً*****فاذهبْ حمامُ فما عليك ملامُ
وأحقُّ منّا بالبكاءِ ـ على الذي*****سلب الزّمانُ - الفضلُ والإنعامُ
والخيلُ قانية ُ النّحورِ كأَنَّما*****بجلودِها الحِنّاءُ والعُلاّمُ
لم يدنُ منهنّ النّزول ولم يغبْ*****عنهنَّ إِسراجٌ ولا إِلجامُ
وليبكهِ الرّمحُ الأصمُّ تعطّلتْ*****حركاتُهُ والباترُ الصَّمْصامُ
ومؤمِّلون أَناخَ شُعْثَ رِكابهمْ*****بفنائهِ "الإنفاضُ" والإعدامُ
بكروا ليستلبوا الغِنَى ويروِّحوا*****فحلا لهمْ ثمرُ النّدى فأقاموا
يا نازحاً فَضَلَ الأكابرَ ناشئاً*****وجنَى ثمارَ السِّنِّ وهْوَ غلامُ
تَزْوَرُّ عن صَبَواتهِ سُنَنُ الصِّبا*****وتطيح عن خلواته الآثامُ
وقضى ولم تقض اللّبانة ُ ريبة ً*****منه ولا عَلِقَتْ به الأَجرامُ
أمّا القلوبُ فإنَّهنَّ رواجِفٌ*****حزناً ليومك والدّموعُ سجامُ
ماذا على الجَدَثِ الذي أسكنتَهُ*****أَلاّ يمرَّ على ثراهُ غَمامُ؟
"يكفيه منك السّكب" إنْ جمدَ الحيا*****والمستهلّ إذا السّحابُ جهامُ
أوْ لا يجاورَ روضة ً وضريحُهُ*****منه بعرفك روضة ٌ ومدامُ
أو لا يُحيِّيه الرّفاقُ وعاكفٌ*****للَّهِ منهُ تحيّة ٌ وسلامُ
قبرٌ تشقُّ له القلوبُ وقبله*****عندَ القبورِ تُشقَّقُ الأهدامُ
وتعقّرُ المهجُ الحرامُ حيالهُ*****وسواه تعقر عنده الأنعامُ
ما نحنُ إِلاّ للفناءِ وإِنَّما*****تغترّنا بمرورها الأيّامُ
ومتى تأمّلْتَ الزَّمانَ وجَدْتَهُ*****أجلاً وأيّامُ الحياة ِ سقامُ
نُضحي ونُمسي ضاحكين، وإِنَّما*****لبكائنا الإصباحُ والإظلامُ
ونُسَرُّ بالعامِ الجديد، وإنَّما*****تسرى بنا نحو الرّدى الأعوامُ
فى كلّ يومٍ زورة ٌ من صاحبٍ*****منّا إلى بطن الثّرى ومقامُ
لاتُرتجى منه إيابة ُ قادمٍ*****هيهاتَ أعوزَ من ردًى قَدَّامُ
فاسلمْ لنا ملكَ الملوكِ مُحَصَّناً*****في راحتيك منَ الخطوب زِمامُ
تأبى المقادرُ ما أبيتَ ولا تزلْ*****تجرى بما تختاره الأقلامُ
ولمن هويتَ نجاحة ٌ وفلاحة ٌ*****ولمنْ شنئتَ الكبتُ والإرغامُ
فالملكُ مذْ رُفعتْ إليكَ أُمورُه*****حرمٌ على كلّ الرّجالِ حرامُ
سرونة
08/08/2012, 08:58 PM
ليتَ أنّا لانعرفُ القومَ فيهمْ
ليتَ أنّا لانعرفُ القومَ فيهمْ*****حَيَدٌ عن وِدادنا وازورارُ
ولبئسَ الصَّديقُ هبَّ نسيماً*****بمقالٍ وبالحشاشة ِ نارُ
وإذا سُمْتُهُ نُهوضاً بثِقْلٍ*****خانني منه عودُهُ الخَوَّارُ
فعفاءٌ على وداد أناسٍ*****هو ما بينهمْ غبارٌ مثارُ
إنّ قوماً كانوا الكرامَ لدينا*****أوحشَتْ منهمُ علينا الدِّيارُ
لم يبتْ بينهمْ قبيحٌ ولا عرجَ فيهم فيما يعرجُ عارُ*****رجَ فيهم فيما يُعرّجُ عارُ
هم ليوثٌ إذا استحرت وفي يو*****مِ عطاءٍ هُمُ عطاءً بِحارُ
خلفونا وعرسوا في محلٍّ*****هَجَرتْهُ الخُطا فليسَ يُزارُ
مالهمْ مؤنِسٌ سِوى عَرفجِ الدَّوْ*****وِ سَقاهمْ كما سقاهُ القُطارُ
فتراهمْ في القاعِ صَرعى كَرَكْبٍ*****هجَّروا عندنا قليلاً وساروا
سرونة
08/08/2012, 08:59 PM
أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ*****وحبَّذا ومضُهُ لو أنَّهُ أَمَمُ
أمسى يشنُّ على الآفاقِ صبغنه*****كأنّما الجوّ منه عندمٌ ودمُ
ينزو خلالَ الدُّجى واللّيلُ مُعتكرٌ*****نزوَ الشّرارة ِ من أرجائها الغممُ "
ولامعٌ قابعٌ طوراً إِخالُ به الـ*****اللّيلُ يضحك والآفاق تبتسمُ
قد شاقنى وبلادى منه نازحة ٌ*****إلى وجوهٍ بهنَّ الحسنُ يعتصمُ
قومٌ يَضِنُّون بالجَدْوى فإن بذلوا*****من غيرِ عمدٍ لشيءٍ في الهوى ندموا
ويأمرونا بصبرٍ عن لقائهمُ*****وكيفَ نصبرُ والألبابُ عندهُمُ؟
وعَيَّرتْني مشيبَ الرَأس خُرْعُبَة ٌ*****وربّ شيبٍ بدا لم يجنه الهرمُ
" لاتتشكّى ْ " كلوماً لم تصبكِ فما*****يَشكو أذى الشَّيب إلاّ العُذرُ واللِّمَمُ
شيبٌ كما شُنَّ في جُنحِ الدُّجى قَبَسٌ*****أوِ انجَلَتْ عن تباشيرِ الضُّحى ظُلَمُ
ما كنتُ قبل مشيبٍ باتَ يظلُمني*****لظالم أبَدَ الأيّامِ أنْظَلِمُ
يا صاحبيَّ على نَعْمانَ دونَكما*****قلباً تَذَكُّرُ نَعْمانٍ له سَقَمُ
كم فيه من قاتلٍ عمداً ولا قودٌ*****وظالمٍ لمحبِّيهِ ولا حَكَمُ
وماطلٍ ما اقتضيناهُ مواعدنا*****إلا وفى سمعه عن قولنا صممُ
وسلِّما فهناكَ الحبُّ مجتمعٌ*****على شعابٍ بهنَّ الضَّالُ والسَّلَمُ
يَلحَى العذولُ وما استنصحتُهُ سَفَهاً*****وكلُّ من يَبْتديك النُّصْحَ مُتَّهَمُ
وما على مثلهِ لولا تكلُّفُهُ*****منَ الأَحِبَّة ِ لَمُّوا الحَبْلَ أمْ صَرَموا؟
يا مَنزلَ الغيثِ مُرخًى من ذَلاذِلِهِ*****يحثُّه صَخَبُ التَّغريدِ مُهتزمُ
كأنَّما سُحْبُهُ سُحْماً مهدَّلَة ً*****زالتْ بها الصّمُّ أو "شلّتْ" بها النّعمُ
سقى المنازلَ من أرْجانَ ما احتملتْ*****رفهاً فلا حاجة ٌ تبقى ولا سأمُ
مواطنٌ "أبّهاتُ" الملك ثاوية ٌ*****فيهنّ والسّؤددُ الفضفاضُ والكرمُ
الموردُ العذبُ مبذولاً لواردهِ*****والمالُ يُظلمُ بالجَدْوى ويُهتَضَمُ
وجانبٌ لا يخاف الدّهرُ فيه ولا*****يهابُ من نَفَجاتٍ عنده العَدَمُ
للنّازلين محلُّ القاطنين به*****والأقربون لأضيافِ القِرى خَدَمُ
وواهبٌ سالبٌ ماشاءَ من عَرَضٍ*****ومنعمٌ محسنٌ طوراً ومنتقمُ
"يلقى " على كثبِ النّعمى شراشرة ُ*****فالحمدُ مجتمعٌ والمالُ مقتسمُ
أما قناتك يا ملكَ الملوك فما*****زالتْ تردّ نيوبَ القومِ إذْ عجموا
صمّاً يرجّعُ عنها الغامزون لها*****وفى أناملهمْ من غمزها ألمُ
وقد بلوك ونارُ الحربِ موقدة ٌ*****واليومُ ملتهبُ القطرين محتدمُ
يومٌ كأنَّ أُسودَ الغاب ضارية ٌ*****فرسانُهُ وقنا فرسانِهِ الأَجَمُ
في ظهرِ مَعْروقة ِ اللَّحْيَيْنِ ثائرة ٍ*****كأنَّما مسَّها من طيشِها لَمَمُ
معقولة ٌ بازدحام الخيل تعثرها*****ولا عِثَارَ بها، الأحشاءُ والقِمَمُ
وفتية ٌ كقداحِ النّبعِ تحملهمْ*****على خطارِ الرّدى "الأخطارُ" والشّيمُ
بينَ القَنا والظُّبا مسلولة ً نَشؤوا*****وفى ظهور الجيادِ القرّحِ احتلموا
من كلّ ملتبسٍ بالطّعنِ منغمسٍ*****يَعْتمُّ بالدَّمِ طَوراً ثمَّ يلتئِمُ
تراهُمُ كيفما لاقوا أعادِيهَمْ*****لا يغنمون سوى الأرواح إنْ غنموا
محجّبين عن الفحشاء قاطبة ً*****كأنّهمْ بسوى المعروف ما علموا
إنْ ظاهروا البدرَ في ثوبِ الدُّجَى ظَهروا*****أو ظالموا اللَّيثَ في عِرِّيسهِ ظلموا
كم أَوْهنوا من جراثيمٍ وماوَهنوا*****وأَرغموا من عرانينٍ وما رُغِموا
وأرهقوا من عظيمٍ خنزوانته*****يئطُّ فى القدِّ أو تهفو به الرّخمُ
"تقيّلوا" منك أخلاقاً تثبّتهمْ*****فى مأزقٍ هزّه الشّجعانُ فانهزموا
وأقدموا بعد أَنْ ضاقَ المَكَرُّ بهمْ*****لمّا رأَوك على الأهوالِ تَقتحمُ
من مبلغٌ مالكَ الأطرافِ مألكة ً*****فإنَّما العِيُّ في الأقوالِ مُحتَشَمُ
بعدتمُ فحسبتمْ بعدكمْ حرماً*****والأمنُ دونَ النَّوى منكُم هو و
كلُّ ناءٍ وإنْ شطَّ البِعادُ بهِ*****تناله من بهاءِ الدّولة ِ الهممُ
كالشَّمسِ في الفلكِ الدَّوَّارِ قاصية ٌ*****ويصطلى حرّها الأقوامُ والأممُ
وإنّما غرّكمْ بالجهلِ أنّكم*****سَرقتمُ ماظننتمْ أنَّه لكمُ
تَغنَّموا سِلْمَه واخشَوْا صَريمتَه*****فالسِّلْمُ من مثلِهِ ياقومُ مُغَتَنَمُ
واستمسكوا بذمامٍ من عقوبتهِ*****فليس تنفع إلاّ عنده الذّممُ
بنى بويهٍ أتمّ اللهُ نعمتكمْ*****ولا يزلْ منكمُ فى الملكِ محتكمُ
وأنتَ ياملكَ الأملاك عشْ أبداً*****فما سلمتَ لنا فالخلقُ قد سَلموا
وانعمْ نعمتَ بذا النّيروزِ مرتقياً*****إلى المحلّ الذى لم ترقهُ قدمُ
مُبَلَّغاً كلَّ ماتَهوى وإِنْ قَصُرَتْ*****عنه الأمانيُّ موصولاً لك النِّعمُ
سرونة
08/08/2012, 08:59 PM
ظننتُمْ محلَّ الأمرِ فيكُمْ وعندكُمْ
ظننتُمْ محلَّ الأمرِ فيكُمْ وعندكُمْ*****و لم تعلموا ماذا تجرّ المقادرُ
وغرَّ نُفوساً ظاهراتٍ غُرورُه*****ومن دونِ مايقضي به اللهُ ساترُ
وفاتكمُ ما كنتمُ تحسبونه*****وطارَ بهِ، والشّكرُ لله، طائرُ
ورُمتمْ ضِراراً لم يُرِدْهُ مليكُهُ*****وليس لمن يُقضى له النفعُ ضائرُ
و رفعتمُ منكم رءوساً فطؤطئتْ*****بأيدٍ عزيزاتٍ وكُبَّتْ مناخِرُ
فلا تولعوا من بعدها بطماعة ٍ*****ففيما مضى عن مثل ذلك زاجرُ
سرونة
08/08/2012, 08:59 PM
أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ*****فما نلقى وإنْ حقرتْ عظيمُ
ولو صدق الوشاة ُ إليك عنّى*****لقالوا إِنّه دَنِفٌ سقيمُ
أفاقوا من هوًى فلحوا عليه*****ومن لا يعرفُ البَلْوى يلومُ
يلومُ على الهوى مَن ليس يدري*****وداداً أنَّه أبداً مُقيمُ
وناموا والهوى سَقَمٌ دَخيلٌ*****طويلٌ لا ينامُ ولا يُنِيمُ
وليلة َ زارنا منكمْ خيالٌ*****وجِلْدُ اللّيل من وَضَحٍ بَهيمُ
وأحسبُهُ الضَّجيعَ على وِسادي*****وما رامَ اللّقاءَ ولا يرومُ
وكيفَ يزورُ من بلدٍ بعيدٍ*****ولاعَنَقٌ هناك ولارَسيمُ؟
ومعشوقٍ له نطقٌ رخيمٌ*****يُدِلُّ به ومُنْتَطَقٌ هَضيمُ
لنا من لفظهِ دُرٌّ نَثيرٌ*****ومن ثغرٍ له درٌّ نظيمُ
خلوتُ به وباطنه سليمٌ*****بلا دَنَسٍ وظاهرُه كليمُ
لمنْ طللٌ وقفتُ به سحيراً*****أصيحابى وقد هوتِ النّجومُ ؟
وللظَّلماءِ في الخضراءِ بُرْدٌ*****وُشومٌ بالكواكب أَو رُقومُ
وعُجنا نحوَهُ والشَّوقُ حادٍ*****قلائصَ فى مغانيها القصيمُ
وكيف سؤالُ رسمٍ "عن فريقٍ"*****ولم تعرف فتخبرك الرّسومُ ؟
لفخر الملك فى شرف المعالى*****محلٌّ لا يُرامُ ولا يَرِيمُ
وفضلٌ حلّ ساحته خصوصٌ*****وأفضالٌ تجلّلنا عمومُ
خلائقُ كالزُّلالِ العَذْبِ أضحَى*****يزعزعه لدى صحرٍ نسيمُ
وصدرٌ لا يبيت عليه حقدٌ*****وَلاَ تَسْرِي بِسَاحَتِهِ السَّخِيمُ
وبشْرٌ قبلَ أنْ تكفِ العطايا*****يُشاهدُه فيستغني العديمُ
وإنْ قِسناهُ فالتَّبريزُ نقصٌ*****لمن يَعدُوهُ والتَّبذيرُ لُومُ
ألا قلْ للألى ملكوا البرايا*****وعشعش فى ديارهمُ النّعيمُ
وحلّوا كلَّ شاهقة ِ المبانى*****منَ العلياء يسكنُها الكريمُ
وطالتْ فيهمُ أيدٍ إذا ما*****تمنّوه كما طالتْ جسومُ
ملوكٌ ما لهمْ طرفٌ دَنيٌّ*****يهابُ به ولا خُلُقٌ ذَميمُ!
أرونا مثلَ فخرِ الملكِ فيكُمْ*****يَقومُ منَ الأمور بما يقومُ؟
ومن خضعتْ لغرّتهِ النّواصى*****وقيدتْ فى أزمّتهِ القرومُ
فللَّهِ انبعاثُكَ كلَّ يومٍ*****تسومُ منَ العظيمة ما تَسومُ
على جرداءَ إنْ حبستْ فقصرٌ*****وإنْ ركضتْ لِهَمٍّ فالظَّليمُ
وحولك فى ململة ٍ رجالٌ*****ركودٌ فى سروجهمُ جثومُ
وفى أيديهمُ أسلٌ طوالٌ*****لها ذِمَة ٌ إلى الأَرواحِ هِيمُ
إذا غضبوا رأيتَ الموتَ صِرْفاً*****على مُهَجِ الكرامِ بهمْ يحومُ
وعيدُ النَّحْرِ يُخبرُ أنَّ ظِلاًّ*****مَنَنْتَ بهِ على الدّنيا يدومُ
وقد جادتْ سحائبهُ سُعوداً*****ونُعْمى لاتجودُ بها الغيومُ
فنلْ منه الطّلابَ فكلُّ يومٍ*****أَنالَكَ ماطلبتَ أخٌ حميمُ
فعيشٌ لاتكونُ بهِ مُماتٌ*****ودهرٌ لستَ عاذره ملومُ
وأُمُّ الدّهر ناسلة ٌ ولكنْ*****لمثلك أنْ يكون لها عقيمُ
وما نخشى صروفَ الدّهرِ جمعاً*****وأنّك من بواثقها حريمُ
سرونة
08/08/2012, 08:59 PM
لو لم يعاجله النوى لتحيرا
لو لم يعاجله النوى لتحيرا*****وقَصارُهُ وقد انتأَوا أن يُقصِرا
أفكلما راعَ الخليطُ تصوبتْ*****عَبَراتُ عينٍ لم تقلَّ فتَكثُرا؟
قد أوقدتْ حرقُ " الفراق " صبابة ً*****لم تستعرْ ومرينَ دمعاً ما جرى
" شعفٌ " يكتمه الحياءُ ولوعة ٌ*****خفيتْ وحقّ لمثلها أن يظهرا
" وأبي " الركائبِ لم يكن " ما علنه "*****صبراً ولكنْ كان ذاك تصبرا
لَبَّيْنَ داعية َ النَّوى فأَرَيْنَنا*****بينَ القِباب البيضِ موتاً أحمرا
و بعدن بالبين المشتتِ ساعة ً*****" فكأنهنّ " بعدن عنا أشهرا
عاجوا على ثَمْدِ البِطاحِ وحُبُّهمْ*****أجرى العيونَ غداة بانوا أبحرا
وتَنكَّبوا وَعْرَ الطَّريق وخَلَّفوا*****مافي الجوانح من هَواهُمْ أوعرا
أمّا السّلوُّ فإنّه لا يهتدي*****قصد القلوب وقد حشينَ تذكرا
قد رُمتُ ذاك فلم أجدْه، وحَقُّ مَنْ*****فقدَ السبيلَ إلى الهدى أن يعذرا
أهلاً بطيفِ خيالِ مانعة " الحبا "*****يقظى ومفضلة ٍ علينا في الكرى
ما كان أنعمنا بها من زورة ٍ*****لو باعدتْ وقتَ الورودِ المصدرا !
جزعتْ لوخطاتِ المشيب وإنما*****بلغَ الشبابُ مدى الكمال فنورا
والشيبُ إنْ فكَّرتَ فيه مَورِدٌ*****لا بدّ يوردهُ الفتى إن عمرا
يبيضُّ بعدَ سوادهِ الشَّعَرُ الذي*****لو لم يزره الشيبُ واراه الثرى
زَمنَ الشّبيبة ِ لا عدَتْكَ تحيَّة ٌ*****وسقاك مُنهمِرُ الحَيا ما استُغزِرا
فلطالما أضحى ردائي ساحباً*****في ظِلِّك الوافي وعودِيَ أخضرا
أيامَ يرمقني الغزالُ إذا رنا*****شعفاً ويطرقني الخيالُ إذا سرى
و مرنحٍ في الكورِ يحسبُ أنه اصطبح العقار وإنما اغتبق السرى*****ـطبحَ العُقارَ وإنَّما اغتبقَ السُّرى
بطلٌ صفاهُ للخداع مَزلَّة ٌ*****فإذا مشى فيه الزماعُ تغشمرا
إمّا سألتَ به فلا تسألْ بِهِ*****ناياً يناغي في البَطالة مِزْمَرا
واسأل به الجرد العتاقُ مُغيرة ً*****يخبطنَ هاماً أويطأن سَنَوَّراًيح
ملْنَ كلَّ مُدجَّجٍ يَقري الظُّبا*****عَلَقاً وأنفاسَ السَّوافي عِثْيَرا
قَوْمي الّذين وقد دَجَتْ سُبُلُ الهُدَى*****تَركوا طريقَ الدِّين فينا مُقمِرا
غلبوا على الشرفِ التليد وجاوزوا*****ذاك التَّليدَ تَطرُّفاً وتخيُّرا
كم فيهمُ من قسورٍ متخمطٍ*****يردى إذا شاء الهزبرَ القسورا
متنمرٍّ والحربُ إن هتفت به*****أدته بسامَ المحيا مسفرا
و ملومٍ في بذلهِ ولطالما*****أضحى جديراً في العُلا أنْ يُشْكرا
ومُرَفَّعٍ فوقَ الرِّجالِ تخالُه*****يومَ الخطابة ِ قد تسنَّم مِنْبرا
جَمعوا الجميلَ إلى الجمالِ وإنَّما*****ختموا إلى المرأى الممدحِ مخبرا
سائلْ بهمْ بدراً واحداً والتي*****ردَّتْ جبينَ بني الضَّلال مُعفَّرا
للَّهِ دَرُّ فوارسٍ في خَيبرٍ*****حَملوا عن الإسلام يوماً مُنْكَرا
عصفوا بسلطان اليهودِ وأولجوا*****تلك الجوانحَ لوعة ً وتحسُّرا
واستلحموا أبطالهمْ واستخرجوا الـ*****ـأَزلامَ من أيديهمُ والمَيسِرا
و بمرحبٍ ألوى فتى ً ذو جمرة ٍ*****لاتُصطلى وبسالة ٍ لاتُعتَرى
إنْ حزّ حزّ مطبقاً أو قال قا*****لَ مصدَّقاً أو رامَ رامَ مطهَّرا
فثناه مصفرَّ البنان كأنما*****لطخَ الحمامَ عليه صبغاً أصفرا
" تهفو " العقابُ بشلوهِ ولقد هفتْ*****زمناً به شمُّ الذوائبِ والذرا
أمّا الرّسولُ فقد أبانَ ولاءَهُ*****لو كان ينفع " جائراً " أن ينذرا
أمضى مقالاً لم يقله معرضاً*****و اشاد ذكراً لم يشده " مغررا "
وثَنى إليهِ رقابَهم وأقامَهُ*****علماً على باب النجاة مشهرا
و لقد شفى " يومُ الغدير " معاشراً*****ثَلِجَتْ نفوسُهمُ وأَدْوى مَعشرا
قَلِقَتْ بهمْ أحفادُهمْ؛ فمرجِّعٌ*****نفساً ومانعُ أنة ٍ أن تجهرا
ياراكباً رقصتْ به مَهْرِيَّة ٌ*****أشِبَتْ بساحته الهمومُ فأَصْحرا
عُجْ بالغَريِّ فإنَّ فيه ثاوياً*****جبلاً تطأطأ فاطمأنَّ به الثَرى
و اقرا السلامَ عليه من كلفٍ به*****كشفتْ له حجبُ الصباح فأبصرا
فلوِ استطعتُ جعلتُ دارَ إقامتي*****تلكَ القبورَ الزهرَ حتى أقبرا
سرونة
08/08/2012, 09:00 PM
ما أرادتْ إلاّ الجفاءَ ظلومُ
ما أرادتْ إلاّ الجفاءَ ظلومُ*****يوم رامتْ عنّا ملسنا نريمُ
روّعتْ بالفراقِ قلباً إذا ريـ*****ـعَ بذكرِ الفراقِ كادَ يهيمُ
وأرادتْ قصدَ الغميمِ ولو أنّا استطعنا كان المحلَّ الغميمُ*****ـنا استطعنا كان المحلَّ الغميمُ
وكتمنا وَجْداً بها ساعة َ البَيْـ*****ـنِ ولكنْ دَمْعُ العيونِ نَمومُ
لم يطلْ بيننا غداة َ افتراقنا*****- من حذارٍ - ضمٌّ ولا تسليمُ
ضاعَ مِنّا بينَ الوشاة ِ ببينٍ*****- ما احتسبناه - سرّنا المكتومُ
أيُّ دمعٍ جرى ونحنُ بنَجْرا*****نَ لنا والدّيارُ ثَمَّ رُسومُ
دِمَنٌ لو رَنَتْ إليهنَّ عينا*****كَ قُبَيْلَ الفراقِ قلتَ النُّجومُ
ومغانٍ منَ النُّحولِ كأروا*****حٍ ولكنْ ليستْ لهنَّ جُسومُ
ـلٌ أَدَمْعٌ أم لؤلؤٌ منظومُ؟*****ـه طويلاً لو كانَ فيهِ يُنيمُ
وعجيبٌ وهْوَ المَليءُ ثراءً*****كيف يلوى عن جانبيه الغريمُ
طلعتْ فالهلالُ يبصرُ منها*****ورنتْ نحونا فقيلَ الرّيمُ
رحلَ النّاكثون بالعهدِ عن دا*****رِ حفاظٍ وأنتَ فيها مُقيمُ
وتناهَوْا عنِ الوفاءِ وهذا الْـ*****ـغَدْرُ داءٌ بينَ الأنام قديمُ
وملامٌ متى استقمتُ إذا كا*****ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ
لا أبالى متى استقمتُ إذا كا*****ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ
وإذا سُمتُها كما اشترطَ المجـ*****ـدُ فنادِ الرّجالَ : لا ، لا تسوموا
قلْ لفخر الملوك عنّى َ والقو*****لُ صحيحٌ بينَ الورَى وسَقيمُ:
قد رأينا بك الملوك وإنْ رمـ*****ـتَ من المأثراتِ مالم يروموا
لكَ من فوقِهمْ إذا نحنُ قِسنا*****هُمْ إلى مجدك المحلُّ العظيمُ
إنَّ في بلدة ِ السَّلامِ هُماماً*****ليس يهدى إلاّ له التّسليمُ
من أناسٍ لهمْ إلى سورة الجهـ*****ـلِ أَناة ٌ وفي السَّفاهِ حُلومُ
وإذا ما دعوا لحومة ِ حربٍ*****وطيورُ الرَّدى هناك تحومُ
وهبوا العذرَ للجبانِ وعاصوا*****من على مكرعِ الحمامِ يلومُ
قد لبسْنَ الدِّماءَ فالبُلْقُ كُمْتٌ*****ما تَوضَّحْنَ، والأغرُّ بَهيمُ
زارَ أرضَ الزّوْراءِ لمّا اقشعرَّتْ*****مثلما زارتِ المحولَ الغيومُ
جاءها حين لا يمرّ بها السّا*****ري دُثوراً ولا يُسيم المُسيمُ
ليس يغضى عنها وتمضى قضايا*****هُ عليها إلاّ الغَشومُ الظَّلومُ
فهى الآن كالصّفاة ِ استدرتْ*****ليس فيها لمجتليها ثلومُ
روضة ٌ غَضَّة ٌ فأمّا نداها*****فرذاذٌ وريحها فنسيمُ
فإلى بابهِ مُناخُ المطايا*****وعليهِ وَفْدُ الرَّجاءِ مُقيمُ
حرمٌ آمنٌ به يُنصَفُ المظـ*****ـلومُ عفواً ويُمنحُ المحرومُ
بلغوا عنده الرّجاء وكم با*****توا وأُمُّ الرَّجاءِ فيهمْ عقيمُ
دَرَّ دَرُّ الذي فَضَلْتَ به النّا*****سَ عطاءٌ دثرٌ وخلقٌ كريمُ
وسجايا ملكنَ كلَّ فؤادٍ*****هنَّ فيهِ عندَ الصَّميمِ صَميمُ
أيّها المنعمُ الذى أعوزَ الفقـ*****ـرُ على جوده وأعيا العديمُ
لك من شكرِ كلِّ من سَطَرَ الشكْـ*****ـرَ قديماً خُصوصُهُ والعُمومُ
وإذا ما مدائحُ المرءِ لم يَصْـ*****ـدُقْنَ في نَعْتِهِ فهنَّ خُصومُ
وإذا ما أُعيرَ وصفاً محالاً*****فَهْوَ قَذْفٌ لعِرضهِ ورُجومُ
إن هذا التّحويلَ جاء وقد عا*****هَدَنا أنَّه الدُّهورَ يدومُ
وهْوَ يُهدي إليك ما أنتَ تهوا*****ه وما نحن فى هواك نرومُ
وابقَ مستخدمَ الزّمانَ فخير الـ*****ـعيش عيشٌ به الزّمان خدومُ
سرونة
09/08/2012, 06:01 PM
عرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ
عرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ ***** كأن لم تكنْ لأنيسٍ ديارا
ذكرتُ بها نَزواتِ الصِّبا ***** بساحاتها والشبابَ المعارا
وقوماً يشنّون لا يفتُرو ***** ـن إمّا النُّضارَ وإمّا الغِوارا
أبوا كلما عذلوا في الجميـ ***** ـل إلاّ " انبعاقاً " وإلا انفجارا
أمنتُ على القلبِ خوانة ً ***** تطيعُ جِهاراً وتَعصي سِرارا
أقادُ إليها على ضنها ***** ولولا الهوَى لملكتُ الخِيارا
و قالوا وقد بدلتْ حادثاتُ ***** زمانيَ ليلَ مشيبي نهارا :
أتاه المشيبُ بذاك الوَقارِ ***** فقلت لهمْ: ما أردتُ الوَقارا
فيا ليتَ دهراً أعارَ السّوا ***** دَ إذ كان يرجعه ما أعارا
وليتَ بياضاً أراد الرّحيلَ ***** عُقيبَ الزِّيارة ماكان زارا
و مفترشٍ صهواتِ الجيادِ ***** إذا ما جرى لا يخاف العثارا
تراه قويماً كصدر القنا ***** لا يطعمُ الغمضَ إلاّ غرارا
سرى في الظلام إلى أن أعا ***** دَ مرآة َ تلك الليّالي سِرارا
فلما ثناه " جنابُ الأجلَّ " ***** ـلِ نَفَّضَ عن مَنكِبيهِ الغُبارا
وشرَّد عنه زَماعَ الرَّحيلِ ***** فألقى عصاه وأرخى الإزارا
مزارٌ إذا " أمه " الرائدون ***** أَبَوْا أن يَؤمُّوا سِواه مَزارا
و مغنى ً إذا اضطربتْ بالرجال ***** رحالْ الركائب كان القرار
فللهِ دَرُّك من آخذِ ***** و قد وترَ المجدُ ثارا
و من جبلٍ " ما استجار المروعُ " ***** به في البوائق إلاّ أجارا
فتى ً لا ينامُ على رِيبة ٍ ***** ولا يأخذُ الغَمَّ إلاّ اقتسارا
ولايصطفى غيرَ سيّارة ٍ ***** منَ الذّكرِ خاض إِليها الغِمارا
و قد جربوك خلال الخطو ***** ب عيَّ بهنّ لبيبٌ فحارا
فما كنتَ للرُّمح إلاّ السّنانَ ***** ولا كنتَ للسَّيفِ إلاّ الغِرارا
و إنك في الروع كالمضرحيَّ ***** أضاقَ على الطائراتِ المطارا
و كم لك دون مليك الملوك ***** مقامٌ ركبتَ إليه الخطارا
و ملتبسٍ كالتباس الظلا ***** م أضرمتَ فيه من الرأي نارا
وكنتَ اليمينَ بتلك الشُّغوبِ ***** وكان الأنامُ جميعاً يسارا
ولمّا تبيَّنَ عُقْبى الأمورِ ***** وأسفرَ دَيجورُها فاستنارا
درى بعد أن زال ذاك المرا ***** ءُ من بالصواب عليه أشارا
" ولولا " دفاعك عمن تراهُ ***** رأينا أكفَّ رجالٍ قِصارا
و لي نفثة ٌ بين هذا المديح ***** صبرتُ فلم أعطَ عنها اصطبارا
أأدنو إليك بمحض الوداد ***** وتبعُدُ عنّي وداداً ودارا
وأُنسى فلا ذكرَ لي في المغيبِ ***** و ما زادني ذاك إلاّ ادكارا
و إني لأخشى وحوشيتَ منه ***** أنْ يحسب الناسُ هذا ازورارا
و لستُ بمتهمٍ للضمير ***** ولكنّني أستزيدُ الجِهارا
و لو قبل الناسُ عذر امرئٍ ***** لأوسعتُهم عن سِوايَ اعتذارا
فليس لهمْ غيرَ ما أبصروه ***** عِياناً وعدّوا سواهُ ضِمارا
وكانت جواباتُ كُتْبي تجيءُ ***** إليَّ سراعاً بفخرٍ غزارا
فقد صِرْنَ إِمّا طوَيْنَ السِّنينَ ***** وإمّا وَرَدْنَ خِفافاً قِصارا
وكيف تخيبُ صغارُ الأمورِ ***** لدى من أنال الأمورَ الكبارا ؟
أنجد سارٍ بها ثمّ غارا
و من كلمٍ كنبال المصيبِ ***** وبيتٍ شَرودٍ إذا قيلَ سارا
يُغنِّي بهنَّ الحُداة ُ الرِّكابَ ***** و يسقى بهنّ الطروبُ العقارا
كِ صَيَّرْتَه راعياً لي فصارا
ولمّا بنيتَ بساحاتهِ ***** أطلتَ الذرا ورفعت المنارا
فلا زلتَ يا فارج المشكلاتِِ ***** تنالُ المرادَ وتكفي الحذارا
و هنئتَ بالمهرجانِ الذي ***** يعودُ كما تبتغيهِ مِرارا
يعودُ بما شئتَ شَوقاً إليك ***** مِراراً وإنْ لم تُعِرْه انتظارا
ولِمْ لا يتيهُ زمانٌ رآ ***** كَ فَضلاً لأيّامهِ وافتخارا؟
سرونة
09/08/2012, 06:02 PM
جَسيمة ٌ حَمَّلها جسيمُ
جَسيمة ٌ حَمَّلها جسيمُ ***** على العظيم يصبر العظيمُ
مصيبة ٌ خفّ بها الحليمُ ***** مسكنها من الفتى الصّميمُ
ليس بها غمضٌ ولا تهويمُ ***** كأنَّها بكرعِكِ الخُرطومُ
رامَكَ من دهرِك ما ترومُ ***** وارتُجعَ الرِّفْدُ فمنْ تلومُ؟
مضتْ إِفالٌ وثَوَتْ قُرومُ ***** والبدرُ باقٍ فلتَبِنْ نُجومُ
فلتسلُ عنه إنّك السّليمُ ***** ساوَى السَّخيَّ في الرَّدى اللَّئيمُ
وذاقه المرزوق والمحروم ***** نحنُ على طرقِ الرَّدى جُثومُ
ونحوهُ الإيجافُ والرَّسيمُ ***** لولا الرَّدى وإنّه الهَجومُ
ما شمتَتْ بناتجٍ عقيمُ ***** ولا استوى الصّحيحُ والسّقيمُ
الموتُ داءٌ للورى قديمُ ***** سِيطَ بهِ الممدوحُ والمذمومُ
ما عنه تعريجٌ ولا تحويمُ ***** وليس تأخيرٌ ولا تقديمُ
لا تَشْكُونْ وغيرُك المظلومُ ***** كلٌّ بما لاقيتهُ أميمُ
صبراً وإنْ أوجعتِ الكلومُ ***** ولتنأَ عن جانبك الهمومُ
ففى البلاءِ يعرفُ الكريمُ ***** خيرٌ من الزّائل ما يدومُ
لك النّعيمُ إنْ يفتْ حميمُ ***** لا كان منك جانبٌ مثلومُ
ولا مشتْ في صدرك الغُمومُ ***** ولا عراكَ القَدَرُ الغَشومُ
سقى ثراه الهاطلُ السّجومُ ***** وجاده هيدبه المركومُ
واعتصرتْ فى قبره الغيومُ ***** ففيهِ نجمٌ ثاقبٌ مُقيمُ
سرونة
09/08/2012, 06:02 PM
أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا
أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا ***** عراهُ من يرب البلى ما عرا ؟
لو لم أكنْ صبّاً لسكّانهِ ***** لم يجرِ من دمعي له ماجَرى
رأيته بعد تمامٍ له ***** مقلباً أبطنهُ أظهرا
كأنّني شكّاً وعِلماً بهِ ***** أقرأ مِن أطلالهِ أسطُرا
وقفتُ فيه أينُقاً ضُمرّاً ***** شذب من أوصالهنّ السرى
لي بأناس شغلٌ عن هوى ً ***** و معشري أبكى لهم معشرا
أجلْ بأرض الطفّ عينيك ما ***** بينَ أناسٍ سُرْبلوا العِثْيَرا
حَكَّم فيهم بغيُ أعدائِهمْ ***** عليهم الذؤبانَ والأنسرا
تخال من لألاءِ أنوارهمْ ***** ليلَ الفيافي لهمُ مقمرا
صَرعى ولكنْ بعد أن صَرَّعوا ***** وقطَّروا كلَّ فتى ً قَطَّرا
لم يرتضوا درعاً ولم يلبسوا ***** بالطعن إلاّ العلقَ الأحمرا
من كلّ طيانِ الحشا ضامرٍ ***** يركبُ في يوم الوغَى ضُمَّرا
قلْ لبني حربٍ وكم قَوْلة ٍ ***** سطرها في القوم من سطرا
تهتمْ عن الحقّ كأنّ الذي ***** أنذركم في الله ما أنذرا
كأنَّه لم يَقرِكُمْ ضُلَّلاً ***** عن الهدى القصدَ بأمّ القرى
ولا تَدرَّعْتُم بأثوابهِ ***** من بعد أن أصبحتمُ حسرا
و لا فريتمْ أدماً " مرة ً " ***** ولم تكونوا قطُّ ممَّن فَرى
وقلتُمُ: عنصرنا واحدٌ ***** هيهات لا قربى ولا عنصرا !
ما قدم الأصلُ امرءاً في الورى ***** أخره في الفرع ما أخرا
وغرَّكُم بالجهل إمْهالُكم ***** وإنَّما اغترَّ الَّذي غُرِّرا
حلأَّتُمُ بالطفّ قوماً عن الْـ ***** ـماءِ فحُلِّئْتُمْ به الكَوْثرا
فإنْ لَقُوا ثَمَّ بكم مُنكَراً ***** فسوف تَلْقَون بهم مُنكرا
في ساعة يحكم في أمرها ***** جدهم العدل كما أمرا
و كيف بعتمْ دينكمْ بالذي أسـ ***** ـتَنْزره الحازمُ واستحقرا!
لولا الذي قدر من أمركمْ ***** وَجَدتُم شأنَكمُ أَحقر
كانت منَ الدَّهرِ بكم عثرة ٌ ***** لا بدّ للسابق أن يعثرا
لاتفخروا قطُّ بشيءٍ فما ***** تركتُمُ فينا لكم مَفْخرا
ونِلتموها بَيعة ً فَلتة ً ***** حتّى ترى العينُ الّذي قُدِّرا
كأنَّني بالخيل مثلُ الدُّبى ***** هبتْ به نكباؤه صرصرا
وفوقَها كلُّ شديدِ القُوى ***** تخاله من حنقٍ قسورا
لا يمطرُ السمرَ غداة َ الوغى ***** إلاَّ برشَّ الدمِ إنْ أمطرا
فيرجعُ الحقُّ إلى أهلهِ ***** و يقبلُ الأمر الذي أدبرا
ياحججَ اللهِ على خلقهِ ***** و من بهم أبصرَ من أبصرا
أنتمْ على الله نزولٌ وإن ***** خالَ أُناسٌ أنكمْ في الثَّرى
قد جعل الله إِليكمْ كما ***** علمتُمُ المبعثَ والمحشرا
فإِن يكنْ ذنبٌ فقولوا لمن ***** شفعكمْ في العفو أن يغفرا
إذا توليتكمُ صادقاً ***** فليس منِّي ”مُنكَرٌ” مُنكِرا
نَصرتُكمْ قولاً على أنّني ***** لآملٌ بالسيفِ أن أنصرا
وبينَ أضلاعيَ سِرٌّ لكمْ ***** حوشيَ أن يبدو وأن يظهرا
أنظرُ وقتاً قيل لي بُحْ به ***** و حقّ للموعود أن ينظرا
وقد تبصَّرتُ ولكنَّني ***** قد ضقتُ أن أكظم أو أصبرا
و أيُّ قلبٍ حملتْ حزنكمْ ***** جَوانحٌ منه وما فُطِّرا
لاعاشَ مِن بعدكُمُ عائشٌ ***** فينا، ولا عُمِّرَ مَن عَمَّرا
و لا استقرت قدمٌ بعدكم ***** قرارة ً مَبْدى ولا مَحضَرا
و لا سقى اللهُ لنا ظامئاً ***** من بعد أن جنبتمُ الأبحرا
و لا علتْ رجلٌ وقد زحزحت ***** أرجُلُكمْ عن مَتْنهِ مِنْبرا
سرونة
09/08/2012, 06:03 PM
ومِن سَفَهٍ لمّا مررتُ على الحِمى
ومِن سَفَهٍ لمّا مررتُ على الحِمى ***** بكيتُ وهل يُبكي الجليدَ المعالِمُ؟
شربتُ بهِ لمّا رأيتُ خُشوعَه ***** دُموعي وغنَّتْني عليهِ الحَمائِمُ
ولمّا رأينا الدَّارَ قَفْرى منَ الهوى ***** وليس بها إلاّ الرّياحُ السّمائمُ
كرعنا الجوى صرفاً بأيدى رسومها ***** فلم ينجُ منّا يوم ذاك سالمُ
وما برحتْ أيدى المطى ّ مكاننا ***** كأنَّ المطايا ما لهنَّ قوائمُ
كأَنِّيَ لم أعصِ الهَوى وهْوَ غالبٌ ***** ولم يقلِ الأقوامُ إنّك حازمُ
ولم أكُ صلبَ العودِ يومَ يقودُني ***** أكُفٌّ شِدادٌ أو نيوبٌ عَواجمُ
فإنْ يكُ لي دمعٌ بسرِّيَ بائحٌ ***** فلي منطقٌ للوَجْدِ مِنيَ كاتمُ
فللّهِ يومُ الشَّعْبِ ما جَنتِ النَّوى ***** علينا وما ضمّتْ عليه الحيازمُ
عشيّة رحنا والغرامُ يقودنا ***** وليسَ لنا إلاّ الدُّموعُ السَّواجمُ
نطارُ إلى داعى الهوى فكأنّنا ***** جيادٌ سراعٌ مالهنّ شكائمُ
نظرتُ وظعنُ الحى ّ تحدى بذى النّقا ***** وأيدى المطايا بالحدوجِ رواسمُ
وقد رثّ شملٌ بالفراقِ وحولنا ***** منَ الوَجْدِ لَوّامٌ لنا ولوائمُ
فلاهٍ تخطّاهُ التجلُّدُ مُفحَمٌ ***** وساهٍ تَوخّاهُ التبلُّدُ واجمُ
فلم تلفنى إلاّ عيونٌ فواترٌ ***** وإلاّ خدودٌ للعيون نواعمُ
غذين الصّبا حتّى ارتوينَ من الصّبا ***** سنينَ كما تغذو الصبى ّ المطاعمُ
ومُشتكياتٌ ليس إلاّ أناملٌ ***** يُشِرْنَ إلى شكوى النَّوى ومعاصمُ
ونادمة ٌ كيفَ استجابتْ لِبَيْنِنا؟ ***** وقد شقيتْ بالعضّ منها الأباهمُ
وأعرض عنّا بالخدودِ وما لنا ***** إليهنَّ لولا بَغْيُهنَّ جَرائمُ
وما كنتُ أخشى أنّ قلبى تنوشه ***** محكّمة ً فينا النّساءُ الظّوالمُ
ولا أنّ شوقى لا يزال يهيجه ***** ثرًى مقفرٌ أو منزلٌ متقادمُ
سرونة
09/08/2012, 06:04 PM
ذكرتك في الخلوات التي
ذكرتك في الخلوات التي ***** شَننتَ بهنَّ عليَّ السُّرورا
وكنتَ لدَيجُورِهِنّ الصّباحَ ***** و في سهكاتٍ لهنّ العبيرا
فضاقتْ عليَّ سهوبُ الديار ***** وصارتْ سُهولتُهنَّ الوُعورا
و أظلمَ بيني وبين الأنام ***** و ما كنت من قبل إلاّ البصيرا
وطالَ عليَّ الزَّمانُ القصيرُ ***** وكانَ الطَّويلُ عليَّ القصيرا
فها أنا منك خليَّ اليدين ***** وفيكَ كليلَ الأماني حَسيرا
فقدتك فقدَ الزمان الحبيب ***** إليَّ وفقدي الشبابَ النضيرا
و هون رزءك من لم يحطْ ***** بأنِّي أعالجُ منهُ العسيرا
فظنوا ، وما علموا ، أنه ***** صغيرٌ وماكانَ إلاّ كبيرا
فقلْ للَّذي في طريق الحِما ***** يرعى البدور ويعلى القصورا
و يغفل عن وثباتِ المنون يدعن ***** الشوى ويصبن النحورا
إلى كم تظلُّ وأنتَ الطّليقُ ***** بأيدي الطّماعة ِ عبداً أسيرا؟
إذا ما أريثُ أريثُ الرحالَ ***** و إما قربتُ قربتُ الغرورا ؟
وإن نلتَ كلَّ الذي تَبْتغيه ***** فما نلتَ إلاّ الطَّفيفَ الحقيرا
وما أخذَ الدَّهرُ إلاّ الذي ***** أعادَ فكيفَ تلومُ المُعيرا؟
و كم في الأسافل تحت الحضيض ***** أخامصِ قومٍ علونَ السَّريرا
و كم ذا صحبنا لأكل التراب ***** أناساً ثووا يلبسون الحريرا
و كم أغمد التربُ في لحدهِ ***** حُساماً قَطوعاً ولَيثاً هَصورا
أخيَّ " حسينُ " ومن لي بأن ***** تجيب النداء وتبدي الضميرا ؟
عَهدتُك تَطردُ عنِّي الهمومَ ***** و تذكرني بالأمور الأمورا
أُخانُ فآخذُ منك الوفاءَ ***** و أظما فأكرع منك النميرا
وكم ليلة ٍ كنتَ لي ثانياً
سَقى اللهُ قبرَك بينَ القبورِ ***** سحاباً وَ كيفَ النواحي مطيرا
ءِ عِيراً بِطاءً يُزاحِمْنَ عِيرا
كأنَّ زماجرَه المُصْعِقاتِ ***** ضجيجُ الفحول عزمن الهديرا
تُعصفرُهُ وَمَضاتُ البروقِ ***** فتسحبُه من نَجيعٍ عَصيرا
مجاورَ قومٍ بأيدي البِلى ***** تمزقهمْ يرقبون النشورا
و لا زال قبرك من نوره ***** بجنحِ الظلام يضيء القبورا
ولازلتَ مُمتلىء الرّاحتينِ ***** نَعيماً ولاقيتَ رَبّاً غَفورا
سرونة
09/08/2012, 06:05 PM
صَمَتَ العواذلُ في أَساكِ وسلَّموا
صَمَتَ العواذلُ في أَساكِ وسلَّموا ***** لمّا رأَوْا أنَّ العزاءَ محرَّمُ
لاموا وكم من فائهٍ بملامة ٍ ***** هو عند نقّادِ الملامة ِ ألومُ
ما أغفلَ العذّالَ عمّا فى الحشا ***** من لاذعاتٍ جمرُها يتضرَّمُ
لو أنصفوا اعتذروا وقد عاصيتهمْ ***** وأبَيْتُ نصحَهمُ بأنِّيَ مُغرَمُ
كم بيننا تتنعّمون وأبتلى ***** أوْ تسلمون من الكُلومِ وأُكْلَمُ؟
فى القلب من حرّ المصيبة لوعة ٌ ***** لا تعلمون بها وقلبى أعلمُ
لا يَستوي بكُمُ ـ وما من ثَلمة ٍ ***** بصفاتكمْ - شعثُ الصّفاة ِ مثلّم
ذاوى القضيب له بنانة ُ آسفٍ ***** يجرى لطولِ عضاضها منها الدّمُ
يا للرّجالِ لهاجمٍ بيد الرّدى ***** أعيا فقيلَ هو القضاءُ المبرمُ
ومصيبة ٍ ليلي ـ وقد ساوَرْتُها ـ ***** ليلُ اللّديغِ بها ويومى أيومُ
ركبتْ من الأثباج مالا يرتقى ***** وتهضَّمتْ في القومِ ما لا يُهضَمُ
شوطرتُ نصفى واقتسمتُ وأنتمُ ***** أشطاركمْ موفورة ٌ لا تقسمُ
فمتَى عَطَسْتُ فإنَّ أنفيَ أجدعٌ ***** وإذا بَطَشْتُ فساعِدٌ ليَ أجذَمُ
وإذا نظرتُ فليس لى من بعد منْ ***** خُولستُهُ إلاّ السّوادُ المظلِمُ
وهو الزّمانُ فوافدٌ ومودّعٌ ***** ومؤخَّرٌ فاتَ الرَّدى ومقدَّمُ
ومبلّغٌ آمالهُ ومخيّبٌ ***** ومُجرِّرٌ ذيلَ الثّراءِ ومُعْدِمُ
لا تَعجبوا لمُرَزِّءٍ ومُكَلَّمٍ ***** إنّ العجيبَ مصحّحٌ ومسلّمُ
قلْ للذي يبني البناءَ كأنَّهُ ***** لم يدرِ أنَّ بناءَه مُتَهدِّمُ:
مهلاً فما الدّنيا وإنْ طالتْ لنا ***** إلاّ كظلّ غمامة ٍ يتصرّمُ
هلْ حظّنا منها وإن عظمتْ بها النّعماءُ إلاّ مشربٌ أو مطعمُ ؟ ***** ـنَعماءُ إلاّ مَشْربٌ أو مَطعمُ؟
أرنى بها صفواً بغيرِ تكدّرٍ ***** وحلاوة ً ما سيطَ فيها العلقمُ
أو لذَّة ً نِيلتْ وليس يحفُّها ***** أبدَ الزَّمانِ تكلُّفٌ وتجشُّمُ
عُجْ بالمطيِّ على الدِّيارِ فنادِها ***** أين الألى برباكِ دهراً خيّموا ؟
من كلِّ مرهوبِ الشّذاة ِ كأنَّهُ ***** ليثٌ إذا ضغطَ الفريسة َ يَرزُمُ
يقظانُ ينتهزُ الفخارَ إذا خَلَتْ ***** سبلْ الفخار ونام عنها النّوّمُ
ومُحجَّبون من القِذاعِ كأنَّهُمْ ***** بسوَى جميلِ الذّكرِ لمّا يعلموا
ومهذَّبون، وكم يفوتُ مَعاشراً ***** شتّى الشّعوبِ مهذّبٌ ومقوّمُ
وتراهمُ متهجّمين على الرّدى ***** وإذا رأوا سُبُلَ العَضِيهة ِ أَحجموا
الشّاهدينَ اليومَ وهْوَ عَصَبْصَبٌ ***** والهازمين الجيشَ وهو عرمرمُ
والفالقين الهامَ فى يوم الوغى ***** فمتوّجٌ يهوى ردًى ومعمّمُ
أخنى على إثرائهمْ فأبادهُ ***** جودٌ لهمْ لا ينثنى وتكرّمُ
وأبى لهمْ كرمُ العروق إذا جنوا ***** يوماً على أموالهمْ أن يندموا
ويصون عرضهمُ الذى شحّوا به ***** دينارهمْ فى بذلهِ والدّرهمُ
وإذا همُ سلموا وبات وليّهمْ ***** مُستهلكاً فكأنَّهُمْ لم يَسْلموا
كم فيهمُ قرمٌ إلى بذل القرى ***** صبٌّ بأسبابِ العلاءِ متيّمُ
متقدِّمٌ واليومُ مسوَدُّ الدُّجَى ***** إذ قَلَّ مِن نحوَ الرَّدى يتقدَّمُ
فى موقفٍ فيه الحسامُ مثلّمٌ ***** والرّمحُ فى طعنِ الكلى متحطُِّ
والطّعن يفتق كلَّ نجلاءٍ لها ***** قَعْرٌ كما فَغَرَ البعيرُ الأعْلمُ
والخيلُ تُخضَبُ بالنَّجيعِ فشُهْبُها ***** محمرّة ٌ والوردُ منها أدهمُ
كانوا البدورَ وبعد أن عصفَ الرَّدَى ***** بهمُ همُ رِمَمُ الثَّرى والأَعْظُمُ
سكنوا العراءَ وطالما امتلأتْ وقد ***** جعلتْ لهمْ تلك الأسرّة ُ منهمُ
يا ربّة َ البيتِ المحرّمِ تربهُ ***** عن أنْ يلمّ به فعالٌ يحرمُ
قطن العفافُ به وعرّس عنده ***** كرمٌ كعمرِ الدَّهرِ لا يتثلَّمُ
ما إنْ بهِ صُبحاً وكلَّ عشيَّة ٍ ***** خشناءَ إلاّ صوّمٌ أو قوّمُ
ومستهدون كأنّما حسناتهمْ ***** فى ليلهمْ ذاك البهيمِ الأنجمُ
مالي أراكِ وكنتِ جِدَّ حَفِيَّة ٍ ***** لا نلتقي أبداً ولا نتكلَّمُ؟
بينى وبينكِ شاسعٌ متباعدٌ ***** أو حالكٌ شَحِبُ الجوانبِ مُظلمُ
آبَ الرِّجالُ الرّاحلون، ودونَنا ***** سفرٌ طويلٌ ليس منه مقدّمُ
ما كانَ عندي والبلايا جَمَّة ٌ ***** أنّى أصابُ بكمْ وأعرى منكمُ
وأُذادُ حينَ أُذادُ عن أمواهِكُمْ ***** وأصدّ عن باب اللّقاءِ وأحرمُ
وكان ابتهالكِ جنّة ً فإذا رمى ***** جِهَتي العِدا تَزْوَرُّ عنِّي الأسهُمُ
ودُعاؤكِ المرفوعُ مصلحُ دائماً ***** ما أفسدوا أو ناقضٌ ما أبرموا
فالآنَ لي من بعدِ فقدِك جانبٌ ***** عارٍ وظُفرٌ في العدِّ مُقَلَّمُ
لم يمضِ ماضٍ بانَ وهْوَ محمّدٌ ***** ونأى أشدَّ النّأى وهو مذمّمُ
لكِ جنّة ٌ مأهولة ٌ فاستبشرى ***** بدخولها فالآخرين جهنّمُ
وإذا وصلتِ إلى النَّعيمِ فهيِّنٌ ***** من قبله ذاك البلاءُ الأعظمُ
صّلى الإلهُ على ضَريحك والتقتْ ***** فيه عليكِ كما يشاءُ الأنعُمُ
وجرى النّسيمُ عليه كلَّ عشيّة ٍ ***** واعتادَهُ نَوْءُ السِّماكِ المُرْزِمُ
فالغيثُ فيه ناشجٌ مستعبرٌ ***** والبرقُ منه ضاحكٌ متبسّمُ
وتروّضتْ جنباتهُ فكأنّه ***** بردٌ تنشّرَ بالفلاة ِ مسهّمُ
وإذا المطى ُّ بنا بلغن مكانه ***** فمكلّمٌ منّا له ومسلّمُ
ومنَ الشَّجا أنَّا نكلِّم في الثَّرى ***** من لا يصيخُ لنا ولا يتكلّمُ
سرونة
09/08/2012, 06:06 PM
خلِّ مَن كان للجنادل جارا
خلِّ مَن كان للجنادل جارا ***** لا تعرهُ تلهفاً وادكارا
فغبين الرجال من سلبتهُ ***** نوبُ الدهرِ في المصابِ اصطبارا
واعتَبِرْ بالَّذين حَلُّوا منَ العليا ***** ء والكبرياء داراً فدارا
ملكوا الأرضَ كلَّها ثمَّ مَن كا ***** ن على الأرض في الزمان مرارا
فترى دورَهُمْ وكنَّ مِلاءً ***** بالمسرّات بعدهُنَّ قِفارا
مُظلماتٍ من بعد ***** ِ أن أوقدتْ فيـ
وأكفّاً يوابساً طالمَا فِضْـ ***** ـن على الخلق عسجداً أو نضارا
أينَ قومٌ كنّا نراهُمْ على الأطـ ***** ـواد حلوا ثرى الصعيد انتشارا
زَحموا الأنجمَ العُلا غيرَ راضيـ ***** ـن لهم ذلك الجوارَ جوارا
كلُّ قرمٍ قد طاب أصلاً وفرعاً ***** و قديماً وحادثاً ونجارا
ضمَّ ملكاً وبسطة ً بيديهِ ***** طيعاتٍ إلى البراري البحارا
و تراه يجرّ في كلَّ فجٍّ ***** طلبَ العزَّ جيشه الجرارا
لم يزل آنس المفارق حتى ***** خلع الموتُ تاجه والسوارا
ثمَّ ولَّى ممكِّناً مِن رَداهُ ***** فيه تلك الأنيابَ والأظفارا
إنّ هذا الزمان يأخذ منا ***** كلَّ يومٍ خيارنا والخيارا
وأعزّاؤنا إذا لم يفوتو ***** نا صغاراً فاتوا وماتوا كبارا
وكأنّ الذي تهالكَ في الفَجْـ ***** ـطَتْ بنا القارعاتُ فينا جُبارا
و إذا لم تطقْ ثقيلَ الرزايا ***** فعلى ما نعجزُ الأغمارا ؟
عزّ من بزّ من أراد وأفنى ***** حِمْيَراً تارة ً وأخرى نِزارا
فتراهمْ من بعد عزٍّ عزيزٍ ***** في بطون الهوى غباراً مطارا
وإذا ما أجَلْتَ بينَ ديارٍ ***** لهُمُ اللّحظَ لم تجدْها ديارا
لم تدعْ حادثاتُ هذي الليالي ***** منهمُ أعيناً ولا آثارا
وطَوَتْ عنهُمُ ومنهمْ إلى الأحـ ***** ـياءِ منّا الأنباءَ والأخبارا
ورأينا من واعظاتِ المواضي ***** للبواقي ما يملأ الأبصارا
غير أنا نزداد في كلّ يومٍ ***** خدعاً من زماننا واغترارا
فإلى كم نصدق المينَ منه ***** كلَّ يومٍ ونأمنُ الغَرّارا
ونسومُ الأرباحَ، والرِّبحُ ياصا ***** ح إذا ما مضيتَ كان خَسارا
يا بن عبد العزيز ليتك ما بنتَ ***** ولاسارَ سائرٌ بكَ سارا
كان " حذري " عليك يستلب الغمضَ سهاداً فقد كفيتُ الحذارا ***** ـضَ سُهاداً فقد كفيتُ الحِذارا
إنما المرءُ سكن الوكـ ***** رَ قليلاً مهجراً ثمَّ طارا
وطِوالُ السّنين بعدَ تَقَضٍّ ***** و نفادٍ ما كنّ إلاَّ قصارا
أيُّ بدرٍ لم يُنتَقَصْ بمُحاقٍ ***** بعد أن كان للعيون استدارا ؟
وظلامٍ ما جاء غِبَّ صباحٍ ***** ملأ الأرضَ كلَّها واستنارا
ليس عاراً هذا المصابُ وكان الضْـ ***** ـضعفُ عنه بينَ الأجالدِ عارا
إنما العيشُ لو تأمَّلتَ ثوبٌ ***** خِيلَ مُلكاً لنا وكان مُعارا
أيُّها الثّاكلُ المحبَّة َ لاتثـ ***** ـكلْ جزاءً عنها طويلاً كُثارا
واصطبرْ مُؤثراً تفُزْ بثوابٍ ***** لاتُضِعْهُ بأنْ صبرتَ اضطرارا
فدعِ الشَّكوَ من جُروح اللّيالي ***** " فجروح " الأيام كنّ جبارا
لا تشكنَّ بالذي قسمَ الأعما ***** وتولّى به الغمامُ يُسقِّيـ
و بلغتَ الأوطارَ قدماً فما را ***** بَك يوماً أن تُحرمَ الأوطارا
قد مضى رائداً أمامك بشرى ***** لكَ في عَرْصة ِ الجنانِ قرارا
أيُّ نفعٍ في أن تقيمَ وتَمضي ***** حيداً عن ثوابه وازورارا
وإذا ما وزنتَ ذاك بهذا ***** كنتَ معطى ً فيما عراك الخيارا
كنْ وَقوراً على مَضاضة ِ خَطْبٍ ***** حُطَّ عن مَنْكِبَيْ سِواك الوَقارا
و إذا ما سواك كان دثاراً ***** كنتَ لي بالودادِ منك شعارا
وتَرى بَرقَه ضَحوكاً وإنْ كا ***** نَ عَبوساً ورعدَهُ النقَّارا
و عدته الجدوبُ في كلَّ محلٍ ***** وكَسَتْهُ أنوارُه الأَنوار
سرونة
09/08/2012, 06:06 PM
من ذا عذيرى َ من قومٍ أذاقهم
من ذا عذيرى َ من قومٍ أذاقهم ***** ضِغنُ العداوة ِ حتَّى مالها عَلَمُ؟
مُكَتَّمٌ كلُّ ما بيني وبينهُمُ ***** وليس كلُّ الذى نأباه ينكتمُ
وقد رضيتُ اتِّقاءً أنْ أُكاشِحَها ***** أن يظلمونى َ أحياناً فأنظلمُ
سرونة
09/08/2012, 06:07 PM
" خيالك يا أميمة ُ كيف زارا "
خيالك يا أميمة ُ كيف زارا " ***** على عجلٍ وما أمنَ الحذارا ؟
" سرى يطأ الحتوفَ إليَّ وهناً " ***** ومَن تَبع الهوى ركبَ الخِطارا
أتى ومضَى ولم يَنقَعْ غليلاً ***** سِوى أنْ هاجَ للقلبِ ادِّكارا
وكم من ليلة ٍ نادمتُ فيها ***** سنا قمرٍ كفيتُ به السرارا
جلوتُ بصبحٍ طلعتَه الدَّياجي ***** فعاد الليلُ من وضحٍ نهارا
ولمّا أنْ رجوتُ له انعطافاً ***** و لم أخفِ انحرافاً وازورارا
نظرتُ إليه نظرة َ مُستميحٍ ***** أحالتْ وردَ وجنتيهِ بهارا
دعِ الدَّرَّاتِ يحلبُها احتكاراً ***** رجالٌ لا يرون الذلَّ عارا
وعدِّ عنِ المطامعِ في حَقيرٍ ***** يزيدك عند واهبه احتقارا
وإن كان اليَسارُ يجرّ مَنّاً ***** عليك به فلا تُرِدِ اليَسارا
ولا تخشَ التواءَ الدَّهر يوماً ***** فإنّ الدهرَ يرجع ما أعارا
على ملك الملوك سلامُ مولى ً ***** يخوضُ إلى ولا يتهِ الغِمارا
تَقلقلَ دهرَه في النّاس حتّى ***** علقتَ به فكنتَ له القرارا
حلفتُ بمعشرٍ شُعثِ النَّواصي ***** غداة َ النَّحرِ يرمون الجِمارا
و مضطجعِ النحائر عند وادٍ ***** أُمِيرَ نَجِيعُهُنَّ به فمارا
ومن رَفعتْ لزائره قريشٌ ***** سراعاً عن بنيتهِ الستارا
ومَن لبَّى على عرفاتِ حتّى ***** تَوارى من ذُكاءٍ ماتَوارى
لقد فقتَ الألى سلفوا ملوكاً ***** كما فاقتْ يمينهمُ اليسارا
وجُزْتَهُمُ وماكانوا بِطاءً ***** وطُلتَهُمُ وماكانوا قِصارا
و كان الملكُ قبلك في أناسٍ ***** ومابلغوا الذي ليديكَ صارا
ولو أنَّ الأُلى من آلِ كسرى ***** رأَوكَ تسوسُ بالدُّنيا اقتدارا
لما عَقدوا على فَوْدَيهِ تاجاً ***** و لا جعلوا بمصمهِ السوارا
وأنتَ أَشفُّهُمْ خَلْقاً وخُلْقاً ***** وأكرمُهمْ وأزْكاهمْ نِجارا
وأطلقُهمْ -وقد ظَفروا- امتناناً ***** و أطهرهم - وقد قدروا - إزارا
وأطلقُهمْ يداً بندى ً وبؤسٍ ***** و أمنعهمْ وأحماهمْ ذمارا
و اطعنهمْ بذي خطلٍ وريداً ***** و اضربهمْ بذي فقرٍ فقارا
فللّهِ انصلاتُك نحوَ خَطبٍ ***** خلعتَ إلى تداركه العذارا
وحولكَ كلُّ أبّاءٍ حَرونٍ ***** يُحرِّم في معاركهِ الفِرارا
إذا ما هجته هيجتَ منه ***** وقد حَدَقَ العُداة ُ به قِطارا
وإنْ أيقظتَه في ليلِ شَغْبٍ ***** فقد أوقدتَ منه فيه نارا
عمادَ الدين خلَّ عن الهويني ***** فإنَّ لكلِّ جاثمة ٍ مَطارا
طبيبُ الداءِ أعيا فاستطارا
فإن الحربَ منشؤها حديثٌ ***** وكان الشَّرُّ مبدؤه ضِمارا
و ربَّ ضغائنٍ حقرتْ لقومٍ ***** رأينا من نتائجها الكبارا
فماذا غرهم وسواك ممنْ ***** يزيدُ به مجرِّبُه اغترارا
و قد شهدوا بفارسَ منك يوماً ***** ومِرجَلُ قومها بالبغي فارا
جَنَوا حرباً وظنُّوا الرِّبحَ فيها ***** و كم ربحٍ جررتَ به الخسارا
كا الظمأَ الحديدُ ضحى ً فروتْ ***** بسالتُك الأسنَّة َ والشِّفارا
وصُلتَ على جموعِهُمُ بجُرْدٍ ***** أطارَتْهم سَنابِكُها غُبارا
قتيلُهُمُ رأى الموتَ اغْتناماً ***** و أمُّ قتيلهمْ تهوى الإسارا
أزرتك يا مليكَ الأرض مني ***** ثناءً ما استلبتُ به الفخارا
فمدحك قد كساني الفخرَ برداً ***** و أسكنني من العلياءِدارا
يخال الناظرون إليَّ أني ***** كرعتُ وقد سمعتَ به عقارا
فدونك كلَّ سيارٍ شرودٍ ***** يزيد على مدى الدهرِ انتشارا
تُطيف به الرُّواة ُ فكلُّ يومٍ ***** يَرَون له خَبيئاً مُستثارا
إذا شربوه كان لهمْ زلالاً ***** وإِنْ نَقَدوه كان لهمْ نُضارا
وإِنْ قَرنوه يوماً بالقوافي ***** مضى سبقاً وولاها العثارا
أدام اللهُ ما أعطاك فينا ***** وخوَّلك المحبّة َ والخِيارا
و لا زالت نواريزُ الليالي ***** تعود لما ترجيه مزارا
وأسعدك الإلهُ بكلِّ يومٍ ***** سعوداً لا تحطّ له منارا
و لا أعرى لكم أبداً شعاراً ***** و لا أقوى ولا أخلى ديارا
و لا أمضى بغير رضاك حكماً ***** ولا أجرى به فَلَكاً مُدارا
سرونة
09/08/2012, 06:09 PM
أطوادُ عزِّك لا تُرامُ
أطوادُ عزِّك لا تُرامُ ***** ولَصِيقُ بيتِكَ لا يُضامُ
ولكَ المكارمُ قصَّرتْ ***** عن نيل غايتها الكرامُ
وإذا حللتَ ببلدة ٍ ***** فكأنّما حلَّ الغمامُ
ولقد دَرى كلُّ الملو ***** كِ بأنَّكَ الملك الهُمامُ
وإذا همُ قيدوا إليـ ***** ـك فأنت رضوى أو شمامُ
وكأنّما أنتَ الضّيا ***** ءُ لمبصرٍ وهمُ الظّلامُ
وإذا اقتسمتُمْ فالشَّوى ***** لهمُ وحصّتك السّنامُ
وسلا الملوكُ عن العلا ***** ءِ وأنت صبٌّ مستهامُ
فمتَى رأَوك مُشمِّراً ***** لعظيمة ٍ قعدوا وقاموا
ضُ لبُعدِ مط ***** لبها المنامُ
ضاقوا بها ووسعتها ***** ورأَوكَ يقظاناً فناموا
لله درّك فى مقا ***** مٍ لا يطيب به المقامُ
والرّمحُ ينطفُ فى يمينـ ***** ـك من نجيعٍ والحسامُ
والخيلُ تعثرُ في الجما ***** جم والشَّفيعُ لها القَتامُ
لم يبقَ فوقَ جلودِها ***** بالطّعنِ سرجٌ أو لجامُ
كم ذا أجارَ ولا مُجيـ ***** وإهابُهُ موتٌ زُؤامُ
والأرضُ حمراءُ القَرا ***** حصباؤها جثثٌ وهامُ
يهتزّ فوقهمُ - وقد ***** طُرِحوا- ثُغامٌ أو بشَامُ
وتَوهَّموا جَهلاً بأنْـ ***** ـداثٌ وأكفانٌ رَغامُ
لاموك فى حسدٍ وكمْ ***** من لائمٍ فيهِ الملامُ
ورأَوا قُعودَك في أمو ***** ولربَّ مُعضلة ٍ يُقَضْ
وتوهّموا جهلاً بأنّك مغمداً سيفٌ كهامُ ***** َ بها الكلامُ
حتّى رأوك وقد نهضـ ***** ـتَ بعبئها وهمُ رغامُ
وركبتَها مُتَوفِّراً ***** خرقاءَ ليس لها زمامُ
وملكتَ منها ما وهبْـ ***** ـتَ وفى يديك لها انتقامُ
لكَ من إلهكِ والعُلو ***** قُ بحبلهِ جيشٌ لُهامُ
والنَّصرُ منهُ وحدَهُ ***** إنْ خان نصّارٌ وخاموا
كم أخرجتك عن المضا ***** ئقِ منه أفعالٌ كرامُ
كم أَوقدوا ناراً لها ***** فى كلّ ناحية ٍ ضرامُ
فنجوتَ منها وهى بر ***** دٌ لا يضيرك أو سلامُ
وولايتي لك عُروة ٌ ***** وثقى فليس لها انفصامُ
وإذا ذكرتُك عرَّجتْ ***** عن ساحتى الخططُ العظامُ
وقصائدٌ لي في أبيـ ***** ـك وفيك زين بخا الكلامُ
راقتْ فجُنَّ بها رُوا ***** ة ُ الشِّعر أوْ غنَّى الحَمامُ
فكأنَّما هي روضة ٌ ***** بالحزْنِ جادَ بها غَمامُ
أو ديمة ٌ وطفاءُ ضا ***** حَكها نسيمٌ مُستهامُ
ولها بكلّ مفازة ٍ ***** رَتَكٌ كما رَتَكَ النَّعامُ
وصَحائحٌ وَلَرُبَّ شِعـ ***** ـرٍ ولا يفارقُه السَّقامُ
فافطِرْ فقد أَثنى بما ***** أوْلَيْتَه ذاك الصِّيامُ
شهرٌ يمرّ وليس فيـ ***** ـهِ نزاهة ً فعلٌ حرامُ
فدُمِ الدُّهورَ، فبعضُ ما ***** ذخرَ الإلهُ لكَ الدَّوامُ
وبنَاؤكَ المرفوعُ في الـ ***** ـعيّوق ليس له انهدامُ
وعليك تجتازُ الشُّؤو ***** نُ مخلَّداً عامٌ فعامُ
وإذا ألمَّ ردًى فليـ ***** ـسَ له بداركُمُ لِمامُ
وكفى به الله الكفا ***** ية َ كلَّما فَغَرَ الحَمامُ
سرونة
09/08/2012, 06:10 PM
يا ديار الأحباب كيف تحولـ
يا ديار الأحباب كيف تحولـ ***** ـتِ قِفاراً ولم تكوني قِفارا؟
ومحتْ منكِ حادثاتُ اللّيالي ***** رغم أنفي الشموسَ والأقمارا
و استردّ الزمانُ منك " وما سا ***** ور " في ذاك كله ما أعارا
و رأتكِ العيونُ ليلاً بهيماً ***** بعد أن كنتِ للعيون نهارا
كم لياليَّ فيك هما طوالٌ ***** ولقد كنَّ قبلَ ذاك قِصارا
لِمَ أصبحتِ لي ثَماداً وقد كنـ ***** قِ فكنتمْ عنّا غفولاً حَيارى
ولقد كنتِ برهة ً لي يميناً ***** ماتوقعتُ أن تكوني يسارا
إنّ قوماً حلوكِ دهراً وولوا ***** أو حشوا بالنوى علينا الديارا
ياخليلي كنْ طائعاً ليَ ما دُمـ ***** ما أبالي فيكَ الحِذارَ فلا تخـ
لم يذوقوا الردى جزافاً ولكنْ ***** بعد أن أكرهوا القنا والشفارا
وأطاروا فَراشَ كلِّ رؤوسٍ ***** وأماروا ذاك النجيعَ المُمارا
إنّ يوم الطفوف رنحني حز ***** ناً عليكم وماشربتُ عُقارا
و إذا ما ذكرتُ منه الذي ما ***** كنتُ أنساه ضيق الأقطارا
و رمى بي على الهموم وألقى ***** حيداً عن تنعمي وازورارا
لستُ أرضى في نصركمْ وقد احتجْـ ***** ـتمْ إلى النّصر مِنِّيَ الأشعارا
و أقول الذي كتمتُ زماناً ***** و توارى عن الحشا ما توارى
قل لقومٍ بنوا بغير أساسٍ ***** في ديارٍ ما يملكون منارا
واستعاروا منَ الزّمان وما زا ***** لتْ لياليه تستردُّ المعارا :
ليس أمرٌ غصبتموه لزاماً ***** مَيُّ أنَّى لي أقصُرُ اليومَ عن كُلْ
أيُّ شيءٍ نَفعاً وضُرَاً على ما ***** عود الدهرُ لم يكن أطوارا ؟
قد غدرتمْ كما علمتم بقومٍ ***** لم يكنْ فيهم فتى ً غَدّارا
ودَعوتمْ منهمْ إليكم مُجيباً ***** كرماً منهُمُ وُعوداً نِضاراً
أمنوكمْ فما وفيتمْ وكم ذا ***** آمنٌ ، من وفائنا الغدارا
و لكمْ عنهمُ نجاءٌ بعيدٌ ***** ـضَى بأن بتُّ للأكارم جارا
و أتوكمْ كما أردتمْ فلما ***** عايَنوا عسكراً لكمْ جرَّارا
و سيوفاً طووا عليها أكفاً ***** وقناً في أيمانكمْ خطارا
علموا أنكم خدعتمْ وقد يخد ***** عُ مكراً من لم يكن مكّارا
كان من قبل ذاك سترٌ رقيقٌ ***** بيننا فاستلبتُمُ الأستارا
وتناسيتُمُ وما قَدُمَ العهـ ***** ـدُ عهوداً معقودة ً وذمارا
و مقالاً ما قيل رجماً محالاً ***** و كلاماً ما قيل فينا سرارا
قد سَبرناكُمُ فكنتمْ سَراباً ***** وخَبرناكُمُ فكنتمْ خَبارا
وأردتمْ عزّاً عزيزاً فما ازددْ ***** تمْ بذاك الصَّنيع إلاّ صَغارا
وطلبتمْ ربحاً وكم عادتِ الأربا ***** حُ مابيننا فعُدْن خَسارا
كان ما تُضْمِرون فينا من الشَّرْ ***** رِ ضِماراً، فالآن عادَ جِهارا
في غدٍ تُبصر العيونُ إِذا ما ***** حلنَ فيكمْ إقبالكمْ إدبارا
و تودون لو يفبد تمنٍّ ***** أنَّكُم ما ملكتُمُ دينارا
لم يكونوا زيناً لقومهمُ الغرَّ ***** و لكنَّ شيناً طويلاً وعارا
وكأنّي أثنيكُمُ عن قبيحٍ ***** بمقالي أزيدكم إصرارا
قد سمعتمْ ما قال فينا رسول الله ***** يتلوه مرة ً ومرارا
وهو الجاعلُ الذي تراخَوا ***** عن هوانا من قومه كفّارا
و إذا ما عصيتمُ في ذويه ***** حال منكمْ إقراركمْ إنكارا
وغُرِرتمْ بالحلمِ عنكم وما زِيـ ***** ـدَ جَهولٌ بالحلم إلاّ اغترارا
وأخذتمْ عمّا جَرى يومَ بدرٍ ***** و حنينٍ فيما تخالون ثارا
حاشَ لله ماقطعتم فتيلاً ***** لا ولا صرتُمُ بذاك مَصارا
إنّ نور الإسلام ثاوٍ وما استطا ***** عَ رجالٌ أن يكسفوا الأنوارا
قد ثللنا عروشكمْ وطمسنا ***** بيد الحقّ تلكُمُ الآثارا
ثمّ قُدناكُمُ إلينا كما قا ***** دتْ رعاة ُ الأنعام فينا العشارا
كم أطعتمْ أمراً لنا واطرحنا ***** ما تقولون ذلة ً واحتقارا
كم لنا منكمْ جروحٌ رِغابٌ ***** وجروحٌ لمّا يكُنَّ جِبارا
و ضرارٌ لولا الوصية بالسلـ ***** ـمِ وبالحلم خاب اك ضرارا
صِدقكمْ بعد أن فَضحتمْ نِزارا
وإِذا ما الفروعُ حِدنَ عن الأصـ ***** ـل بعيداً فما قَرُبْنَ نِجارا
إنّ قوماً دنوا إلينا وشبوا ***** ضَرَماً بيننا لهمْ وأُوارا
ما أرادوا إلاّ البوارَ ولكنْ ***** كم حمى اللهُ من أراد البَوارا
فإلى كم والتجرياتُ شعاري ***** و دثاري ألابس الأغمارا
قَسماً بالّذي تُساقُ لهُ البُدْ ***** نُ ويكسى فوق الستار ستارا
وبقومٍ أَتَوا مِنى ً لا لشيءٍ ***** ـنَ قبيحٌ سَعوْا إليه إحضارا
وبأيدٍ يُرفَعْنَ في عَرَفاتٍ ***** داعياتٍ مخولاً غفارا
كم أتاها مُخيَّبٌ مايُرجَّى ***** فانْثَنى بالغاً بها الأَوطارا
والمصلّين عندَ جَمْعٍ يُرجّو ***** ن الذي ما استجيرَ إِلاّ أجارا
وأعادَ الهجيرُ والقُرُّ والرَّوحا ***** تُ منها تحت الهجار هجارا
يا بني الوحي والرسالة والتطـ ***** ـهير من ربهمْ لهمْ إكبارا
إنكم خيرُ من تكون له الخضـ ***** ـراءُ سقفاً والعاصفاتُ إزارا
وخيارُ الأنيس لولاكُمُ فيـ ***** ـها تحلون من يكونوا خيارا ؟
و إذا ما شغفتمُ من ذنوب الـ ***** ـخلق طراً كانت هباءً مطارا
وأقاسي الشَّدّاتِ بُعداً وقُرباً ***** وأخوضُ الغمارَ ثمّ الغمارا
و أموراً يعيين للخلق لولا ***** أنني كنت في الأذى صبارا
أنا ظامٍ وليس أنقعُ أنْ أُبـ ***** ـصرَ في الناس ديمة ً مدارا
و طموحٍ إلى الخيار فما تبـ ***** ـصرُ عيني في الخلق إلاّ الشِّرارا
ليتَ أنّي طِوالَ هذي اللّيالي ***** نلتُ فيهنَّ ساعة ً إيثارا
و إذا لم أذق من الدهر إحلا ***** ءً مدى العمر لم أذق إمرارا
سالياً عن غروس أيدي الليالي ***** كيفَ شاءتْ وقد رأيتُ الثّمارا؟
أيُّ نفعٍ في أن أراها دياراً ***** خالياتٍ ولا أرى ديارا
وطردناكُمُ عن الكفر بالّلـ ***** ذب فيه أعيوا عليَّ السكارى
فسقى اللهُ مانزلتمْ من الأر ***** ض عليه الأنواءَ والأمطارا
وإذا ما اغتدى إليها قِطارٌ ***** فثنى الله للرواح قطارا
غير أنِّي متى نُصرتمْ بطعنٍ ***** أو بضربٍ أسابق النصارا
و إلى أن يزول عن كفيَ المنـ ***** ـعُ خذوا اليوم من لساني انتصارا
و اسمعوا ناظرين نصر يميني ***** بشبا البِيض فَحْليَ الهدَّارا
فلساني يحكي حُسامي طويلاً ***** بطويلٍ وما الغرار غرارا
وأُمِرْنا بالصَّبرِ كي يأتِيَ الأمـ ***** ـرُ وما كلُّنا يطيقُ اصْطبارا
و إذا لم نكن صبرنا اختياراً ***** عن مرادٍ فقد صبرنا اضطرارا
أنا مهما جريت في مدحكمْ شأ ***** واً بعيداً فلن أخافَ العِثارا
و إذا ما رثيتكمْ ***** بقوافيَّ سراعاً فمرجلُ الحيَّ سارا
عاضني الله في فضائلكم علـ ***** ـماً بشكٍّ وزادني استبصارا
وأراني منكُمْ وفيكُمْ سريعاً ***** كلَّ يومٍ ما يُعجبُ الأبصارا
سرونة
09/08/2012, 06:10 PM
قل لقومٍ لا أبالى
قل لقومٍ لا أبالى ***** فيهمُ مَن ذا ألومُ
رحلوا نجداً وقلبى ***** في ثَرى نجدٍ مُقيمُ
قل لمن يعذلُ: دعْ عَذْ ***** إنَّ مَن يسلُفُ في الحُبـ
ما استْوَى منكَ ومِن قلْـ ***** ـبى صحيحٌ وسليمُ
سرونة
09/08/2012, 06:11 PM
أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية
أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ ***** وأدركتُ من طلبِ الثّأرِ ثارا
قوافي ما كنّ إلاّ الغمام ***** سَقى بعدَ غُلَّتهنّ الدِّيارا
إذا ما نقدن وجدن النضارَ ***** وإمّا كُرِعْنَ حُسِبْنَ العُقارا
و هنأنني بأيادي الإمام ***** كسون الجمال وحزن الفخارا
لبسْتُ بهنَّ على مَفْرِقَيْـ ***** ـيَ تاجاً وفي مِعصميَّ سِوارا
ولو شئتُ لمَّا تيسَّرْنَ لي ***** لنالتْ يداي المحيط المدارا
و ما كنّ إلاّ لشكٍّ يقيناً ***** ولبّاهُ منِّي الإخاءُ الصَّريـ
ولِمْ لا أصولُ وقد صارَ لي ***** شعار إمام البرايا شعارا ؟
ولمّا تعلَّقَ زينُ القضا ***** ة قلبيَ صار لمثواي جارا
غفرتُ له هفولاتِ الزمان ***** و كنّ الكبار فصرن الصغارا
ـحُ حينَ دعا أو إليه أشارا
فإنْ تفتخرْ بأبيكَ الرّشيدِ ***** ملأتَ لنا الخافقين افتخارا
وإنَّك مِن معشرٍ خُوِّلوا ***** من المأثرات الضخام الكيارا
يسودُ وليدهُمُ الأشْيَبينَ ***** ويُعطون في المعضلات الخِيارا
تمازج ما بيننا بالودادِ ***** و عانق منا النجارُ النجارا
و نحن جميعاً على الكاششحين ***** فكنتَ السنانَ وكنا الغرارا
فخذها تطول قنانَ الجبال ***** و إن كنّ للشغل عنها قصارا
ولازلتُ فيك طوالَ الزَّما ***** نِ أُعطى المرادَ وأُكْفَى الحِذارا
سرونة
09/08/2012, 06:11 PM
لا تسلنى عن المشيبِ فمذ جلّلَ
لا تسلنى عن المشيبِ فمذ جلّلَ ***** رأسى كرهاً جفانى الغرامُ
ليس للَّهوِ والصَّبابة ِ واللّذْ ***** فى أربعِ المشيب مقامُ
ما جَنى الشيبَ في المفارقِ إلاّ ***** عَنَتُ الغانياتِ والأيّامُ
هو نقصٌ عندَ الحسانِ كما أنْ ***** أنّ شباباً مكانّ شيبٍ تمامُ
وسَقامٌ وما استوتْ لك في نَيـ ***** نيل أمانيك صحّة ٌ وسقامُ
ومتى رمتُ عَرجة ً عنه قالتْ ***** لي التّجاريبُ: رُمتَ ما لا يُرامُ
سرونة
09/08/2012, 06:12 PM
تَزوريننا وَهْناً، ولو زرتِ في الضُّحى
تَزوريننا وَهْناً، ولو زرتِ في الضُّحى ***** لأطلقتِ من ضيق الوِثاق أسيرا
وما كانَ ما أشعرتنيهِ زيارة ً ***** ولكنَّها كانت لقلبِيَ زُورا
فإنْ لم تَكُنْ حقاً فإنِّي جَنيتُها ***** إلى أنْ يدا ضوء الصباح سرورا
" فجاءتْ " إلى ليلي الطويل فخيلتْ ***** لعينيَ أو قلبي فعادَ قصيرا
لقاءٌ شَفى بعضَ الغليل ولم أكنْ ***** عليه وإن كنتُ القديرَ قديرا
و ما كان إلاّ فكرة ً لمفكرٍ ***** وذكراً جنى منه الظّلامُ ذَكورا
و لما انقضى ما صرتُ إلاّ كأنني ***** محوتُ بضوءِ الصُّبح منه سُطورا
سرونة
09/08/2012, 06:12 PM
طريقُ المعالى عامرٌ لى َ قيّمُ
طريقُ المعالى عامرٌ لى َ قيّمُ ***** وقلبي بكشفِ المعضلاتِ مُتيَّمُ
ولي همَّة ٌ لا تحملُ الضَّيمَ مرّة ً ***** عزائمُها في الخَطْبِ جيشٌ عَرَمْرَمُ
اُريدُ منَ العلياءِ ما لا تنالُهُ الْـ ***** ـسيوفُ المواضي والوَشيحُ المقوَّمُ
وأُورِدُ نفسي ما يُهابُ ورودُهُ ***** ونارُ الوغى بالدّارعين تضرّمُ
ألا ربّ مرهوبٍ جلوتُ ظلامه ***** ووجهيَ من ماءِ النُّحورِ مثلَّمُ
وعدتُ وقد أبليتُ ما جلّ قدره ***** ورأسي بتاج النَّصرِ فيهِ مُعمَّمُ
يطيببفى َّ الموتُ ما شجر القنا ***** وكلُّ فمٍ فيه من الموتِ علقمُ
وقد عجمتْ منّى اللّيالى ابنَ همّة ٍ ***** يهونُ عليهِ ما يجلُّ ويعظمُ
صليبٌ على الأيّامِ لا يستفزّه ***** وعيدٌ ولا يجري عليهِ تَحكُّمُ
نظرتُ إلى هذا الزَّمان بعينِه ***** فثغريَ في أحداثهِ مُتبسِّمُ
إذا المالُ ذلّتْ دونه عنقُ كادحٍ ***** تطاول منّى ما جناه المذمّمُ
سَقَى اللهُ أيّاماً نعمنا بظلِّها ***** وكلٌّ إلى كلِّ حبيبٌ مكرَّمُ
وكم ليلة ٍ بِتنا برغمِ رقيبنا ***** علينا من التّقوى رداءٌ مسهّمُ
أضمُّ حشًى قد أنهش السيرُ بردها ***** إلى من حشاه مطمئنٌّ منعّمُ
وأدنى بناناً دأبها سلُّ قائمٍ ***** إلى من له كفٌّ رطيبٌ ومعصمُ
فإنْ أبْلَتِ الأيّامُ ناظرَ بَهْجَتي ***** فلم تبل منّى ما به أتقدّمُ
فغرّتهُ من أبيضِ النّصرِ نورها ***** وصهوتُه إلى المآثرِ سُلَّمُ
أبا حسنٍ لا غاضَ ما فاضَ بيننا ***** من الصّفوِ ما تصبو إلى الماءِ حوّمُ
تَضَاءَلَ ما نَسْمو بهِ من ولادة ٍ ***** بمحضِ ودادٍ لم يشبهُ تجرّمُ
أطال لسانى فى ثنائك أنّه ***** ثناءٌ على َّ ما حييتُ ينظّمُ
وقدّمتُ قولاً من مديحى مصدّقاً ***** طرازُ افتخاري منه بالحسنِ يُعلَمُ
وهذا جوابٌ عنه لمّا استطعته ***** فبحريَ منه الآنَ ملآنُ مُفْعَمُ
سرونة
09/08/2012, 06:12 PM
إذا ما حَذرتَ الأمرَ فاجعَلْ إِزاءَه
إذا ما حَذرتَ الأمرَ فاجعَلْ إِزاءَه ***** رجوعاً إلى ربٍّ يقيك المحاذرا
و لا تخ أمرا أنت فيه مفوضٌ ***** إلى اللَّه غاياتٍ له ومصادرا
و لا تنهضْ في الأمر قوماً أذلة ً ***** إذا قعدوا جنباً أقاموا المعاذرا
وكنْ للذي يقضي به اللّهُ وحدَه ***** و إنْ لم توافقه الأمانيُّ شاكرا
ولا تفخرَنْ إِلاّ بثوبِ صيانة ٍ ***** إِذا كنتَ يوماً بالفضيلة فاخرا
و إني كفيل بالنجاء من الأذى ***** لمن لم يبتْ يدعو سوى الله ناصرا
سرونة
09/08/2012, 06:13 PM
قباءٌ لها أعلى الرّبى وخيامُ
قباءٌ لها أعلى الرّبى وخيامُ ***** تُرامُ وهل في الباخلين مَرامُ؟
وقفنا فجَفنٌ ماؤه متحدِّرٌ ***** وجَفْنٌ جفاهُ الماءُ فهْوَ جَهامُ
وأعجلنا حادي المطايا فما لنا ***** عليهنَّ إلاّ أَنَّة ٌ وسلامُ
وما الدّار من بعد الذين تحمّلوا ***** عن الدّار إلاّ يرمعٌ وسلامُ
فما لَكِ يا لَمْياءُ في جانبِ النَّوى ***** تُطيعينَها فينا وأنتِ غَرامُ؟
وهجرُكِ صِرْفٌ لا لقاءَ يشوبُهُ ***** فإنْ عَنَّ يوماً فاللّقاءُ لِمامُ
تصدّين عنّا ساهراتٍ عيوننا ***** وما زرتنا إلاّ ونحن نيامُ
لقاءٌ بجُنحِ اللّيلِ طَلْقٌ محلُّهُ ***** وفى الصّبحِ محظورٌ على َّ حرامُ
فخيرٌ من اليقظان من بات نائماً ***** وخيرٌ من الصّبحِ المنير ظلامُ
ألا قلْ لمن ملَّ الطّريق إلى العدا ***** وقد ملّ من مسِّ الرّحال سنامُ
وللعيس من طولِ الوجيفِ مع الوَجَى ***** على كلّ ملحوبِ السّراة ِ بغامُ
لهنَّ وأيديهنَّ تستلبُ المدى ***** طلًى مائلاتٌ بينهنّ وهامُ
أَنيخوا بركنِ الدِّين شُعْثَ مَطِيِّكُمْ ***** وحلّوا فما بعد الهمامِ همامُ
وقولوا لسُوّاقِ المطايا: تَنازحوا ***** بعيداً، فهذا منزلٌ ومُقامُ
أقيموا على منْ وجههُ الشّمسُ بهجة ً ***** وكفَّاه من فيضِ النّوالِ غمامُ
فللجود إلاّ فى نواحيه كلفة ٌ ***** وللمال إلاّ فى يديه زمامُ
فتًى يهبُ الأموالَ طَلْقاً، وإنما ***** تجودُ سماءُ القطر حينَ تُغامُ
ولا ضِيمَ للجارِ المقيم ببابهِ ***** وإنْ كانتِ الأموالُ فيه تُضامُ
وكم موقفٍ صعبِ الوقوفِ شهدتَه ***** وللشّمس من نسج الكماة ِ لثامُ
وللأرض رى ٌّ من سيول نجيعهِ ***** وللطّير من لحم الجسومِ طعامُ
وما لبث الأعداءُ حتّى نثرتهمْ ***** كما انحلَّ مِن عقدِ الفتاة ِ نِظامُ
كأنّهمُ صرعى بمدرجة ِ الصّبا ***** إكامٌ بقاعٍ ليس فيه إكامُ
وظَنّوا وكم ذا للرِّجالِ طماعة ٌ ***** نَجاحاً فخابوا يومَ ذاك وخاموا
وكم حاملٍ يومَ الكريهة قاطعاً ***** وساعدُه عندَ الضِّرابِ كَهامُ
وحولكَ ولاّجونَ كلَّ مَضيقة ٍ ***** نحافٌ ولكنَّ النُّفوسَ ضِخامُ
وما بذلوا الأرواح إلاّ لأنّهمْ ***** كرامٌ وما كلُّ الرِّجالِ كرامُ
وقد علموا لمّا عرا الملك ما عرا ***** ولجَّ به داءٌ وطالَ سَقامُ
بأنَّك أصبحتَ الدَّواءَ لدائهِ ***** ومالك فى شىء ٍ صنعت ملامُ
وأصلحتَها ماهُزَّ رمحٌ لطعنة ٍ ***** ولا سلّ فيها للقراعِ حسامُ
ولُذْتَ بحلمٍ عنهمُ يومَ طيشِهمْ ***** ينافس فيه يذبلٌ وشمامُ
ولولا اعتبارُ النّصف عندك لم تكنْ ***** تُسامُ خلافَ النَّصْفِ حين تُسامُ
أعِذْنيَ من قولِ الوُشاة ِ ومعشَرٍ ***** لهمْ كلماتٌ حشوهنّ كلامُ
فلو شئتَ لم يخدُشْنَ جلدي وطالما ***** وقيتَ فلم تخلصْ إلى َّ سهامُ
فشبهُ سقيمٍ من حديثٍ مصحّحٌ ***** وصدقٌ وكذبٌ في المقال كَلامُ
فما أنا ممّنْ يركب الأمرَ يجتوى ***** عليه ويُلحَى عندَه ويُلامُ
ومالى َ تعريجٌ بدارِ خيانة ٍ ***** ولا لي على غيرِ الوفاءِ مقامُ
نفذتَ بدَرٍّ من هوائك أَعظُمي ***** فليس لها عمرَ الزّمانِ فطامُ
فما ليَ إلاّ من هواكَ علاقة ٌ ***** ولا ليَ إلاّ في يديكَ زِمامُ
وما كنتُ لولا أنَّك اليومَ مالِكي ***** أرامُ ونجمُ الأفقِ ليس يرامُ
وكم لى بمدحى فى علاك قصائدٌ ***** لهنّ بأفواهِ الرّواة ِ زحامُ
مُرقِّصَة ٌ للسَّامعين نشيدُها ***** ما رقصتْ بالشّاربينَ مُدامُ
هَدَجْنَ على القيعان شرقاً ومَغرباً ***** كما هيجَ في دَوِّ الفلاة ِ نَعامُ
فلا تخش من جحدٍ لنعماك فى الورى ***** فنعماك أطواقٌ ونحن حمامُ
ولا تُدنِ إلاّ مَن خبرتَ مغيبَه ***** ففى النّاس نبعٌ منجبٌ وثمامُ
فلا عبثتْ منك اللّيالي بفُرصة ٍ ***** ولا عاث فى ربعٍ حللتَ حمامُ
ولا خَصمتْ أيّامُنا لكَ دولة ً ***** فلم يكُ في حقٍّ أبَنْتَ خِصامُ
وهنّئتَ بالعيد الجديد ولم تزلْ ***** يعودُك فِطْرٌ بعدَهُ وصيامُ
فما كُتبتْ فيهِ عليك خَطيئة ٌ ***** ولا شانَ من بِرٍّ أتيتَ أثامُ
وأعطاك يومُ المِهْرَجانِ مسرَّة ً ***** لها يومُ نقصانِ العطاءِ تَمامُ
وطالتْ لنا أيّامُك الغُرُّ سَرْمداً ***** ودامَ لها بعدَ الدَّوامِ دَوامُ
ولا زال فينا نورُ وجهك ساطعاً ***** فإنّك شمسٌ والأنامُ قتامُ
سرونة
09/08/2012, 06:13 PM
ألا حبذا زمنُ الحاجرِ
ألا حبذا زمنُ الحاجرِ ***** و إذا أنا في الورق الناضرِ
أجرر ذيل الصبا جامحاً ***** بلا آمرٍ وبلا زاجرِ
إِلى أنْ بدا الشَّيبُ في مَفرَقي ***** فكانت أوائله آخري
وزَوْرٍ تَخطَّى جَنوبَ المَلا ***** فناديت أهلاً بذا الزائرِ
أتاني هُدوّاً وعينُ الرَّقيـ ***** ـب مطروفة ٌ بالكرى الغامرِ
فأعجبْ به يسعف الهاجعيـ ***** ـن وتحرمه مقلة ُ الساهرِ
و عهدي بتمويه عين المحبّ ***** تَنُمُّ على قلبهِ الطّائرِ
فلمّا التقينا بِرُغم الرُّقا ***** وقد وقفوا من لهيبِ الوَداعِ
و بيضُ العوارضِ لما برز ***** نَ برَّحْنَ بالقمرِ الباهرِ
يعرن الحليمَ خفوفَ السفيهِ ***** وما كنتُ إلاَّ قليلَ الصَّديـ
و فيهنّ آنسة ٌ بالحديثِ ***** و في " البذل " كالرشأ النافرِ
بطرفٍ فتورٍ " ويا حرما " ***** بقلبيَ من ذلك الفاترِ
ويا عاذلي لو تذوقُ الهوَى ***** وأعلمُ إنْ كانَ غيري لديـ
تلومُ وقلبُك غيرُ الشَّجيِّ ***** ألا ضلّ أمرك من آمرِ
أقول لركبٍ أرادوا المسيـ ***** ـرَ وقد أخذوا أهبة َ السائرِ
عِ على حرَّ مستعرٍ فائرِ
فمن مدمعٍ جامدٍ للفراق ***** وآخرَ واهي الكُلَى قاطرِ
إذا ما مررتمْ على واسطٍ ***** فعوجوا على الجانبِ العامرِ
وأهدوا سلامي إلى غائبٍ ***** بها وهْوَ في خاطري حاضري
إلى كم أسوَّفُ منهُ اللقاءَ ***** و كم أرتدي بردة َ الصابرِ !
و قد ضاق بي مذ نأيتَ العرا ***** قُ كما ضاق عقدٌ على شابرِ
كأنيَ لما حماك البعا ***** دُ عن ناظرَيَّ بلا ناظرِ
و إنيَ من فرطِ شوقي إليك ***** و وجدي ، كسيرٌ بلا جابرِ
ويُحسَبُ بينَ الضُّلوع الفؤادُ ***** و قد طار في مخلبيْ طائرِ
فيا لك من مجرمٍ مسلمٍ ***** تغيب عنه " شبا الناصرِ "
و من واترٍ ظفرتْ عنوة ً ***** بأثوابه قبضة ُ الثائرِ
ولولا الوزيرُ ابنُ حَمْدٍ لَما ***** سألتُ وصالَ امرئٍ هاجرِ
ـقِ في النّاس كالضَّيغمِ الخادرِ
حوشيتَ من سنة ِ الجائرِ
و يا نافعي بزمان الوصال ***** لِ لِمْ عادَ نفعُك لي ضائري
تفرَّدتَ بي دونَ هذا الأنام ***** وشُورِكتُ في قَسْمِكَ الوافرِ
و من عجبٍ أن يرومَ البطـ ***** ـئُ عن الودّ منزلة َ " الباكرِ "
وقد علمَ القومُ إذ وازَنو ***** ك أينَ الجَهامُ منَ الماطرِ
وأينَ الحضيضُ منَ الفرقدينِ ***** وأينَ الخبيثُ منَ الطَّاهرِ
و إنك وحدك في ذا الزما ***** نِ تستنتجُ الفضلَ من عاقرِ
وتَصْبو على نَفَحاتِ الخطو ***** ب سمعاً إلى منطق الشاكرِ
أهزك بالشعر هزَّ الشجاع ***** عِ يومَ الوغَى ظُبَتَيْ باترِ
تِ سموطاً على مفرقِ الفاخرِ
و أعلمُ إنْ كان غيري لديك كالجفن إني كالناظرِ ***** نّي كالنَّاظرِ
ولستُ إذا فُتَّني ثمَّ نلتُ ***** جميعَ المنى لستُ بالظَّافرِ
سرونة
09/08/2012, 06:13 PM
نضوتُ ثياب اللّهو عنّى فقلّصتْ
نضوتُ ثياب اللّهو عنّى فقلّصتْ ***** وشيّبنى قبل المشيب همومُ
وقد كنتُ فى ظلّ الشّباب بنعمة ٍ ***** وأى ُّ نعيمٍ للرّجال يدومُ ؟
وقد علمَ الأقوامَ إنْ لم يُغالطوا ***** بأنَّ صَحيحاً بالمشيب سَقيمُ
وإنّ غنيّاً فى الهوى ونزيلهُ الـ ***** ـمشيبُ فقيدُ الرّاحتين عديمُ
سرونة
09/08/2012, 06:15 PM
لكَ ماتراماهُ لِحاظُ النَّاظرِ
لكَ ماتراماهُ لِحاظُ النَّاظرِ ***** وإليكَ مرجعُ كلِّ مَدحٍ سائرِ
وأراكَ أفضلَ مَن تعاورَ فضلَه ***** إخفاءُ مُخفٍ أو إشادة ُ ذاكرِ
هذي الخلافة ُ مذْ مَلأتَ سريرَها ***** في بُردة ِ الزّمن الأنيقِ النَّاضرِ
سكنتْ إليك وأكثبتْ لكفيئها ***** و هي القصية عن رجاء الخاطرِ
غادرتمُ مستامها في غيركمْ ***** نهباً حصيدَ أسنة ٍ وبواترِ
وإذا انْتَمى شَرفٌ إلى أعقابهِ ***** أغناكَ أوَّلُ سُؤدَدٍ عن آخِرِ
ضَمِنَتْ همومُك كلَّ خَطبٍ مُوئدٍ ***** وأقامَ عدلُكَ كلَّ رأيٍ جائرِ
و نأى بمجدك عن " تقبلِ ماجدٍ " ***** كرمٌ يبرج بالغمام الماطرِ
و مواطنٌ لك لا تقلّ مزنداً ***** صَهَواتِ جُرْدٍ أو ظُهورَ منابرِ
خَبُثَ الزَّمانُ فمذ غَمرتَ فِناءَه ***** أضحَى سلوكَ مَناقبٍ ومآثرِ
فافخرْ أميرَ المؤمنين فما أَرى ***** بعديلِ عزِّك في الورَى من فاخرِ
وتَهنَّ بالشَّهرِ الجديدِ فقد أتى ***** في خيرِ آونة ٍ بأسعدِ طائرِ
تنتابك الأيامُ غيرَ مذممٍ ***** يَلقَى امتنانَك واردٌ عن صاردِ
و أنا الذي يرضيك باطن غيبه ***** و كفاك في الأقوامِ حسنُ الظاهرِ
أَفضى إلى خَلَدي ودادُك مثلما ***** أفضى الرُّقادُ إلى جفونِ السَّاهرِ
مالي يُتيِّمُني لقاؤك وهْو لي ***** شططٌ وغيري فيه كلُّ القادرِ
و لربما ألغى حقوقك واصلٌ ***** " وأتاك يشرح " في رعاية هاجرِ
وأحقُّ ما أرجوهُ منكَ زيارة ٌ ***** أدعى لها في الناس أيمنَ زائرِ
أربٌ متى قضيته ببلوغه ***** كثرتَ شجوَ مكاثري ومفاخري
هل لي على تلك الممالك وقفة ٌ ***** في ذلك الشَّرفِ المُنيفِ الباهرِ
أم هل لساني يومَ ذاك مُترجمٌ ***** عن بعض ما اشتملتْ عليه ضَمائري
و تيقني أنْ ليس جدي نافعي ***** إنْ لم يكن جَدِّي هنالك ناصري
و إذا التحية للخليفة أعرضتْ ***** فهناك أُمُّ القول أبخلُ عاقرِ
فامنُنْ بإذنٍ في الوصول فإنَّني ***** ألفي بفرطِ الشوق أولَ حاضرِ
سرونة
09/08/2012, 06:15 PM
فطيَّبَ رَيّاها المقامُ وضَوَّأتْ
فطيَّبَ رَيّاها المقامُ وضَوَّأتْ ***** بإشراقِها بينَ الحطيمِ وزَمْزما
فيا ربِّ إنْ لقّيتَ وجهاً تحيّة ً ***** فحيِّ وجوهاً بالمدينة ِ سُهَّما
تجافين عن مسّ الدهان وطالما ***** عَصَمْنَ عن الحِنّاءِ كفّاً ومِعْصَما
وكم من جليدٍ لا يخامره الهوى ***** شَنَنَّ عليه الوَجْدَ حتّى تَتَيما
أهانَ لهنّ النّفسَ وهى كريمة ٌ ***** وألقَى عليهنَّ الحديثَ المُكَتَّما
تسفّهتَ لمّا أنْ " مررتَ " بدارها ***** وعوجلتَ دونَ الحِلْمِ أنْ تتحلَّما
فعُجْتَ تُقرِّي دارساً مُتَنَكِّراً ***** وتسألُ مصروفاً عنِ النُّطْقِ أعجما
ويومَ وقفنا للوَداعِ وكلُّنا ***** يعدّ مطيعَ الشّوقِ من كان أحزما
نُصِرتُ بقلبٍ لا يُعَنَّفُ في الهوى ***** وعيناً متى استمطرتها " مطرتْ " دما
سرونة
09/08/2012, 06:16 PM
صبرتُ ولولا أنْ يقولوا سَفاهة
صبرتُ ولولا أنْ يقولوا سَفاهة ً ***** لآيستُ عذالاً على الصبر من صبري
و قالوا : لها عنها ، فقلت : لأنكم ***** جهلتمْ حَزازاتٍ لها سكنتْ صدري
يُقَلِّبْنَ قلبي كلَّ يومٍ وليلة ٍ ***** على جَمَراتٍ ليتهنَّ منَ الجمرِ
بنفسِيَ مَن لا وصلَ مِن بعد هجرهِ ***** و لا أوبة ٌ منه ترجى مع السفرِ
و من لا سبيلٌ لي إلى أنْ أزوره ***** بطرفي وإنْ لم يخلهِ اللهُ من ذكري
فإنْ لم تكنْ أفنَتْ جَميعي فلم تَرِمْ ***** مودِّعـة ً إلاّ وقد سكبتْ شطري
وولَّتْ بعمري إذ تولَّتْ بطيبهِ ***** فها أنا ذا " حيٌّ " أعيش بلا عمرِ
سرونة
09/08/2012, 06:17 PM
مَن ذا يؤمِّلُ بعدَك الأيّاما
مَن ذا يؤمِّلُ بعدَك الأيّاما ***** ويروم فى الدّنيا الغداة مراما
خلطتْ مصيبتُك الولاة َ ونظَّرَتْ ***** بين الرّجال وسوّتِ الأقداما
فاليومَ لا حرمٌ يصان ولا شباً ***** يُخشَى ولا عِزٌّ عليه يُحامَى
الملكُ زالَ دعامُهُ وقدِ التوى ***** والجيشُ ضلَّ دليلُهُ فأقاما
والرّأيُ مشتَرَكٌ بأيدي مَعشرٍ ***** لا يحسنون النّقضَ والإبراما
كانت حياتُك للزَّمانِ حياتَه ***** وغدا زمانُك للزَّمان حِماما
فبكاؤنا حلٌّ عليك وطالما ***** كان البكاءُ على سِواكَ حَراما
ماذا الذى صنع الحمام فإنّه ***** ما جبَّ إلاّ ذروة ً وسناما
وهَوى إلى مَطْوَى الشّجاعِ فحازَهُ ***** واستلَّ من أخياسه الضّرغاما
ما ضرَّه لو كانَ قدَّمَ غيرَهُ؟ ***** لكنَّه يتخيَّرُ الأقواما
ومعوَّدٍ جَذْبَ الأزمَّة ِ في الوَرى ***** جذب الرّدى منه إليه زماما
بلغَ المُنى ويزلُّ مَن بلغَ المُنَى ***** وكما اعتبرتَ النَّقصَ كان تماما
يجني الحِمامُ ونحنُ نُلحي غيرَهُ ***** " فاذهبْ " حمامُ فقد كفيتَ ملاما
تعدو على من شئتَ غيرَ " مدافعٍ " ***** تلجُ البيوت وتدخل " الآطاما "
قُلْ للذين بنَوْا عليهِ ضَريحَهُ ***** وطووا عليه صفائحاً وسلاما
لم تدفنوه وإنّما واريتمُ ***** فى التّربِ منه يذبلاً وشماما
وكأنّما الجدثُ الذى وسّدته ***** جَفْنٌ تناولَ من يديَّ حُساما
أرجُ الجوانبِ لم أُصِبْهُ بمنْدَلٍ ***** لدنٍ ولم أشننْ عليه مداما
ما زالَ والأوتارُ تحقرُ غيظَه ***** يضوى الحقودَ ويسمنُ الأحلاما
وتراه يدّخر المكارمَ والعلا ***** وسواه يذخر عسجداً أوساما
إنّ الجيوش بلا عميدٍ بعده ***** فَوْضَى كسِيدِ الدَّوِّ راعَ سَواما
يغضون من غير العوارِ عيونهمْ ***** جزعاً له ويطأطئون الهاما
فضعوا السُّيوفَ عن الكواهل خُشَّعاً ***** فحسامُكمْ قد شامَهُ مَن شاما
وإذا أرادكُمُ العدوُّ فأَحجِموا ***** ذهب الذى يعطيكمُ الإقداما
وإذا عقرتمْ فالجيادُ فلا فتًى ***** يَبغيكُمُ الإسراجَ والإلجاما
كُبُّوا الجِفانَ فليسَ تُملأُ بعَدهُ ***** للنّازلين من الضّيوفِ طعاما
وتعوَّضوا عنه القُطوبَ فلن تَرَوْا ***** من بعدهِ مُتبلِّجاً بَسّاما
والثّغرَ خافوه فقد أخذ الرّدى ***** مَن كان للثَّغرِ المخوفِ كِعاما
وانسوا نظامَ الأمر بعد وفاته ***** بَطَلَ النِّظامُ فما نُحسُّ نِظاما
قد بصَّرَتْنا الحادثاتُ وأيقظتْ ***** منّا العقولَ وإنّما نتعامى
وأرتْ مصارعنا مصارعُ غيرنا ***** لكننّا نتقوّتُ الأوهاما
يُفني البنينَ اليومَ مَن أفنَى لهمْ ***** من قبله الآباءَ والأعماما
أينَ الَّذينَ على التِّلاعِ قصورُهمْ ***** قطعوا السِّنينَ وصرَّموا الأعواما؟
من كلّ معتصبِ المفارقِ لم يزلْ ***** تعنو لهُ قِممُ الرِّجالِ غُلاما
ومحكَّمين على النُّفوسِ كرامة ً ***** حكم الزّمانُ عليهمُ فألاما
لمّا بَنَوْا خُططَ العَلاءِ وشيَّدوا ***** قعد الرّدى فيما ابتنوهُ وقاما
سكنوا الوهادَ من القبور كأنّهمْ ***** لم يسكنوا الأطوادَ والأعلاما
أأبا عليٍّ دعوة ً مردودة ً ***** هيهات يسمعك الأنيس كلاما
مالي أراكَ حللتَ دارَ إقامة ٍ ***** من حيث لا تهوى الرّجالُ مقاما ؟
هبَّ النِّيامُ وفارقوا سِنَة َ الكَرَى ***** وأراك مُلْقى ً لا تهبُّ مَناما
شِبْهَ السّقيمِ وليتَ ما بكَ من ردى ً ***** نزلتْ بهِ الأقدارُ كانَ سَقاما
جادتْك كلُّ سَحابة ٍ هطّالة ٍ ***** وحدا الغمامُ إلى ثراك غماما
وعداكَ ما كان الجَهامُ فلم تكنْ ***** " لمريغِ " ما تحوى يداك جهاما
وعليك من ماضٍ مودّعٍ ***** ويقلّ إهدائى إليك سلاما
سرونة
09/08/2012, 06:17 PM
سألتُكِ رَبَّة َ الوجهِ النَّضيرِ
سألتُكِ رَبَّة َ الوجهِ النَّضيرِ ***** وذاتَ الدَّلِّ والطَّرْفِ السَّحورِ
صلي دنفاً ببذلكمُ معنى ***** و يقنعهُ القليل من الكثيرِ
أيحسنُ صدكمْ وبكمْ حياتي ***** وأنْ أظما وعندكُمُ غديري
و إني أستطيل إذا هجرتمْ ***** و سادي مدة َ الليلِ القصيرِ
و جأشكمُ كما تهوون مني ***** و جأشي منكمُ قلقُ الضميرِ
إذا لم أستجِرْ بكُمُ فمن ذا ***** يكون على صبابتكمْ مجيري ؟
سرونة
09/08/2012, 06:18 PM
منْ على هذه الدّيار أقاما
منْ على هذه الدّيار أقاما ***** أو ضفا ملبسٌ عليه وداما ؟
عُجْ بنا نندبُ الذين تَولَّوْا ***** باقتيادِ المنونِ عاماً فعاما
فارقونا كهلاً وشيخاً وهِمّاً ***** ووليداً ويافعاً وغلاما
وشحيحاً جعدَ اليدين بخيلاً ***** وجواداً مُخوِّلاً مِطعاما
سكنوا كلَّ ذروة ٍ من أشمٍّ ***** يَحسِرُ الطَّرْفَ ثمّ حلُّوا الرَّغاما
أيّها الموتُ كم حططتَ عليّاً ***** سامى َ الطّرفِ أوْ جببتَ سناما ؟
وإذا ما حدرتَ خَلْفاً وظنّوا ***** نَجْوة ً من يديكَ كنتَ أَماما
أنتَ ألحقتَ بالذكى ّ غبيّاً ***** فى اصطلامٍ وبالدّنى ٍّ هماما
ولقد زارني فأرَّقَ عَيني ***** حادثٌ أقعد الحجى وأقاما
حدتُ عنه فزادنى حيدى عنـ ***** ـهُ لصوقاً بدائهِ والتزاماً
وكأنِّي لمّا حملتُ به الثِّقْـ ***** ـلَ تَحمَّلتُ يَذْبُلاً وشَماما
فخذِ اليومَ من دموعي وقد كُنْ ***** نَ جُموداً على المصابِ سِجاما
إنَّ شيخَ الإِسلامِ والدِّين والعلْـ ***** ـمِ تَولَّى فأزعجَ الإِسلاما
مَن لفضلٍ أخرجتَ منه خَبيئاً ***** ومعانٍ فضضتَ عنها ختاما ؟
مَن لسوءٍ ميَّزتَ عنه جَميلاً ***** وحلال خلّصتَ منه حراما ؟
من يُنيرُ العقولَ من بعد ما كنْ ***** نَ هُموداً ويُنتجُ الأفهاما؟
من يعير الصّديقَ رأياً إذا ما ***** سَلَّه في الخطوبِ كانَ حُساما؟
صِ وصيِّ، وكم نصرتَ إِماما ***** نَ رجالٌ أثْرَوْا عيوباً وذاما
إنَّ جِلْداً أوضحتَ عادَ بهيماً ***** وصباحاً أطلعتَ صارَ ظَلاما
وُزلالاً أوْرَدتَ حالَ أُجاجاً ***** وشفاءً أورثتَ آلَ سَقاما
لن ترانى وأنت من عدد الأمـ ***** ـواتِ إلاّ تجمّلاً بسّاما
وإذا ما اختُرِمتَ منّي فما أرْ ***** ـرِ غُفولاً رأيتُ منهمْ نياما
قادَه نحوَهُ فكانَ زِماما ***** ليتَ قوماً تحمَّلوا الأجراما
لَهُمُ في المَعادِ جاهٌ إذا ما ***** بَسطوه كفَّى وأغنَى الأناما
لا تخفْ ساعة َ الجزاءِ وإنْ خَا ***** فَ أُناسٌ فقد أخذتَ ذِماما
أودعَ اللَّهُ ما حللتَ منَ البَيْـ ***** والّذي كان غُرّة ً في دُجَى الأيْـ
ولوى عنه كلّما عاقه التّر ***** بُ ولا ذاقَ في الزَّمانِ أُواما
وقضى أن يكون قبرك للرّحمة ِ والأمن منزلاً ومقاما ***** ـمة ِ والأمنِ منزلاً وَمَقاما
وإذا ما سقى القبورَ فروّا ***** ها رهاماً سقاك منه سلاما
سرونة
09/08/2012, 06:19 PM
أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري
أمِنكِ سرى طيفٌ وقد كانَ لا يسري ***** ونحنُ جميعاً هاجعون على الغَمْرِ
تعجَّبتُ منه كيفَ أَمَّ رِكابَنا ***** وأرحُلَنا بينَ الرِّحال وما يَدْري
و كيف اهتدى والقاعُ بيني وبينه ***** و لماعة ُ القطرين مناعة ُ القطرِ ؟
و أفضى إلى شعثِ الحقائب عرسوا ***** على منزلٍ وَعْرٍ ودَوِّيَّة ٍ قَفْرِ
وقومٍ لَقُوا أعضادَ كلِّ طَليحة ٍ ***** بهامٍ مَلاهُنَّ النُّعاس منَ السُّكْرِ
سروا وسماكُ الرمح فوق رؤسهمْ ***** فما هوموا إلاَّ على " وقعة " النسرِ
وباتَ ضجيعاً لي ونحنُ منَ الكرى ***** كأنا تروينا العتيقُ من الخمرِ
أضمّ عليه ساعديَّ " إلى " الحشا ***** وأَفرشُهُ مابينَ سَحْري إلى نَحري
تمنَّيتُهُ والليلُ سارٍ بشخصِهِ ***** إلى مَضجعي حتَّى التَقيْنا على قَدْرِ
و بيضٍ لواهنَّ المشيبُ عن الهوى ***** فأَنْزَرْنَ من وصْلي وأوسَعْنَ مِن هَجْري
و ألزمنني ذنبَ المشيب كأنني ***** جَفَتْهُ يدايَ عامداً، لا يدُ الدَّهرِ
أَمِنْ شَعَراتٍ حُلنَ بيضاً بمَفْرَقي ***** ظَنَنتنَّ ضَعْفي أو أَيِسْتُنَّ من عُمري
محاكنَّ ربي إنما الشيبُ قسمة ٌ ***** لما فات من شرخِ الشبيبة من أمري
سقى اللهُ أيَّامَ الشَّبيبة ِ رَيِّعاً ***** ورَعْياً لعصرٍ بانَ عنِّيَ من عصرِ
لياليَ لاتَعْدو جِماليَ مُنيَتي ***** و لا ترددُ الحسناءُ نهيي ولا أمري
وليلُ شبابي غاربُ النَّجم فاحمٌ ***** ترى العينَ تسري فيه دهراً بلا فجرِ
وإذ أنا في حُبِّ القلوب مُحكَّمٌ ***** و أفئدة البيض الكواعب في أسري
أَلا يابني فِهْرٍ شَكيَّة َ مُثقَلٍ ***** منَ الغَيظِ مَلآنِ الضُّلوع منَ الوِتْرِ
تسقونه في كلّ يومٍ وليلة ٍ ***** بلا ظمأٍ كأس العداوة والغدرِ
وأغضبكمْ ماطوَّلَ اللهُ في يدي ***** وأعلاه مِن مَجْدي وأسناهُ مِن فَخْري
و إنيَ ممنْ لا تحطُّ ركابهُ ***** على البلد " النابي المجلهِ بالحسرِ "
وإنَّ لساني عازبٌ قد علمتُمُ ***** عن العورِ أن أجريهِ والمنطق الهجرِ
وكمْ ساءَكمْ نفعي ولم يكُ منكُمُ ***** وسَرَّكُمُ ما قيَّضَ الدَّهرُ من ضَرِّي
و أرضاكمُ عسري وإن كان عسركمْ ***** وأسْخَطكمْ يُسري وإن لم يكن يُسري
و قد كنتُ أرجوكمْ لجبري فها أنا ***** أخافُكُمُ طولَ الحياة ِ على كسري
وكان لكم منِّي جَميعي فلم يزلْ ***** قبيحكُمُ حتَّى زَوى عنكُمُ شَطري
وغرَّكُمُ أنِّي غَمَرتُ عُقوقَكُمْ ***** و أخفيته عن أعين الناس بالبرَّ
أزملهُ في كلَّ يومٍ وليلة ٍ ***** كما زَمَّلَ المقرورُ كشحَيْهِ في قُرِّ
وأكظِمُهُ كَظْمَ الغريبة ِ داءَها ***** و لولا اتساعي ضاق عن كظمهِ صدري
وكيف أُرامي من ورائي عدوَّكمْ ***** وفيكم ورائي مَن أخافُ على ظهري
وأنَّى أُرجِّيكُمْ لبُرْءٍ جِراحتي ***** و ما كان إلاَّ عن سهامكمُ عقري
وأنِّي لأرضَى منكُمُ إنْ رضِيتُمُ ***** بأن تبخلوا بالحلو عني وبالمرَّ
وأنْ لاتكونوا للعدوِّ مخالباً ***** إذا لم تكونوا يوم فريي بكم ظفري
وهل فيكُمُ إلا امرؤٌ شاعَ ذكرُهُ ***** لِما شاعَ مابينَ الخلائق من ذكري؟
ومَن هو غُفْلٌ قبلَ وَسْمي وعاطلُ ***** التَّرائب لولا دُرُّ نَظْميَ أو نثري
و شنعاءَ جاءتْ من لسان سفيهكمْ ***** تصاممتها عمداً وما بيَ من وقرِ
و أعرضت عنها طاويَ الكشح دونها ***** وطيُّ اليماني البرد أبقى على النشرِ
رَعى اللهُ قوماً خلَّفوني عليكُمُ ***** شددتُ بهمْ في كلّ معضلة ٍ أزري
بطيئين عن سلمي ، فإن عزم العدا ***** مُحاربتي كانوا سِراعاً إلى نَصري
ولي دونَهمْ حقِّي وفوقَ ظهورِهمْ ***** إذا عضَّني المكروهُ ثِقْليَ أو وِقْري
صحبتهمُ أستنجد الكر فيهمُ ***** و قد كنتُ في الأقوام مستنجداً صبري
همُ أخصبوا مرعايَ فيهمْ ومسرحي ***** و همْ آمنوا ما بين أظهرهمْ وكري
وهم بَرَّدوا في النَّائباتِ جَوانحي ***** و همْ تركوا ذنبي غنياً " عن " العذرِ
و قد كنتُ ألقى فيهمُ كلَّ مترعٍ ***** من الحسن معقولِ الأسرة ِ كالبدرِ
أمين الخطا لم يسرِِ إلاّ إلى تقى ***** و لا دبّ يوماً للأخلاء بالمكرِ
تراهُ مليّاً والعَوالي تَنوشُه ***** بأنْ يولج المجرَ العظيمَ " على المجرِ "
و يمسى حديثُ القومِ عنه ويغتدي ***** ذكياً ششذاهُ بينهمْ أرجَ النشرِ
كأنهمُ شنتْ ثناهُ شفاههمْ ***** يشنون في النادي سحيقاً من العطرِ
مَضَوْا بَدَداً عنِّي وحلَّقَ بعدَهُمْ ***** بما سَرَّني في العيش قادِمَتا نَسْرِ
فلا أغمضُ العينين إلاّ على قذى ***** و لا أقلب الجنبين إلاّ على جمرِ
سرونة
09/08/2012, 06:20 PM
خلِّها إِنها تريدُ الغميما
خلِّها إِنها تريدُ الغميما ***** طالما أنجدَ الصَّحيحُ سَقيما
ليس ترعَى حتّى تقيمَ بوادي الـ ***** ـحبّ إلاّ وجيفها والرّسيما
ليس إلاّ " نجران " إنّا نرى منّا قلوباً بآلِ " نجرانَ " هيما ***** نا قلوباً بآلِ نجرانَ هِيما
جنّبوها التّعريسَ حتّى تروها ***** نازلاتٍ " بحضرموتٍ " جثوما
يا ديارَ الأحبابِ لا أبصرتكِ الـ ***** ـعينُ من بعدِ أن حللتِ رُسوما
إنّ عيشاً لنا خلسناه من أيـ ***** دى الرّزايا لديك كان نعيما
أينَ ظبيٌ عهدتُهُ في نَواحيـ ***** ـكِ دَخولاً حَبَّ القلوب هَجوما؟
أَقْصدَتْني عيناهُ يومَ تلاقَيْـ ***** ـنا بفسحِ الحمى وراح سليما
والتقطنا من لفظه الدّرَّ نثراً ***** ورأيناهُ بابتسامٍ نَظيما
واعتنقنا فكنتُ سقماً هضيماً ***** ذا نحولٍ وكان حسناً هضيما
كيف أبغى نصفاً وقلبى َ ولّى ***** طائعاً للهوى على َّ غشوما
وإذا قلتُ قد سلوتُ وخلّى الـ ***** ـحبُّ عنّى لقيتُ منه عظيما
ليس يُجدي ودمعُ عيني نَمومٌ ***** ـرُ ولولاهُمُ لكان بَهيما
ولقد قلتُ والجَوَى يُخرسُ النُّطْـ ***** ـقَ ذهولاً وحيرة ً ووجوما :
كيف أمسيتَ راحلاً بفؤادى ***** وإذا ما دعوتُ قوماً إلى الهبْـ
لا تلمنى فكلُّ من حملَ الأشـ ***** جانَ يرضى بأن يكونَ مَلوما
أيُّ شيءٍ منِّي على راقدِ الطَّرْ ***** فِ خَلِيٍّ إنْ بِتُّ أرعَى النُّجوما؟
وإذا كنتُ بالهوى ذا اعوجاجٍ ***** فاهنَ دونى بأن تكون قويما
لا تزدنى بذا الزّمان اختباراً ***** فلقد كنتُ بالزّمانِ عليما
أين أهلُ الصّفاءِ كنّا جميعاً ***** ثمّ ولَّوْا إلفَ الرّياح هَشيما
رمتهمْ بعد أن توفّاهمُ المو ***** تُ فما أنْ أصبتُ إلاّ رَميما
من عذيرى من الزّمان أخى عو ***** جاءَ أعيا على َّ أنْ يستقيما ؟
ليس يعطى البقاءَ إلاّ لمن يسـ ***** ـلبنّه ذلك البقاءُ حميما
وغنيّاً ما زالَ صَرْفُ اللّيالي ***** ـبَثَ حتى رأيتُه مَهدوما
وسعوداً جرّتْ إلينا نحوساً ***** وسروراً جنى علينا هموما
نحنُ قومٌ إذا دُعي النّاسُ للفخْـ ***** ـرِ إفالاً ندعى إليه قروما
وإذا ما ثَوَوْا لدى العزِّ في الأطْـ ***** ـرافِ كنّا عندَ الصَّميم صَميما
ومتى عدَّدوا محلَّة َ فخرٍ ***** لم تكنْ تلك زمزماً وحطيما
من أناسٍ كانوا كما اقترح المجـ ***** ـدُ جُنوحاً عندَ الحِفاظِ لزوما
لم يحلّوا دارَ الهوانِ وكانوا ***** فى المعالى فوق النّجوم نجوما
لبسوا البيض والرّماحَ دروعاً ***** لم يصونوا إلاّ بهنَّ الجسوما
كلّ مستبسلٍ تراه لدى الحر ***** بِ سَفيهاً وفي النَّديِّ حليما
لا يحبّ الحياة َ إلاّ لأنْ يغـ ***** ـنى فقيراً أو أنْ يصون حريما
وتراه مكلّماً وصفيحُ الـ ***** ـهند يزدادُ بالضِّراب ثُلوما
قد حَفظنا ما كانَ جِدَّ مضاعٍ ***** ودعمنا مالم يكنْ مدعوما
وبنا استنتجَ الرَّجاءُ وقد كا
وإذا هبّت الخطوبُ ولم تكـ ***** ـفِ كَفَيْنا العظيمَ ثمَّ العظيما
سَلْ بنا أيُّنا وقد وُزِنَ الأمْـ ***** ـجادُ أسنَى مجداً وأكرمُ خِيما؟
وإذا شانتِ القروفُ أديماً ***** من أناسٍ من ذا أصحُّ أديما ؟
ولنا عزمة ٌ بها نمطر المظـ ***** ـلومَ عدلاً ونرزقُ المحروما
والفتى من إذا يهبّ على العا ***** في سَموماً قومٌ يهبُّ نَسيما
كم أدارى وقلّما نفع التّعـ ***** ـليلُ هَمّاً لا يبرحُ الحَيْزوما
لم أجدْ مُسعداً عليه ومن ذا ***** مُسعدٌ في الورى الحُسامَ الخَذوما؟
ولخيرٌ من أنْ تعيش غبيّاً ***** باخسَ الحظِّ أن تموت كريما
سرونة
09/08/2012, 06:21 PM
لنشرِ فضلك آثاري وأخباري
لنشرِ فضلك آثاري وأخباري ***** و في ولائك إعلاني وإسراري
و أنت منْ بين بتنا نسودهُ ***** صِفْرٌ من العابِ عُريانٌ منَ العارِ
أَوْليتَ مالم يكن أرجوهُ مُبتدئاً ***** و حزتَ غاية َ تأميلي وإيثاري
و كيف يبلغ شكري من أطال يدي ***** مدا وأعلق بالعلياء أظفاري ؟
إنَّ الأجلَّ أبا الخطّاب أسكنني ***** في عَرْصَة ِ العزِّ داراً أيَّما دارِ
أَعلى بحضرة مَلْكِ الأرض منزلتي ***** عَفواً ورفَّع في مثواهُ مِقداري
و قام لا حصرٌ منه ولا عجلٌ ***** يجلو على سمعه أبكارَ أشعاري
فالآنَ قِدْحي المعلَّى في مجالِسهِ ***** إذا ذُكِرتُ وزندي عنده الواري
فقُدْ جزاءً لما أوليتَ مِن مِنَني ***** زمامَ كلِّ شَرودِ الذِّكر سَيّارِ
ما كان قبلك " مطواعاً " إلى أحدٍ ***** و لا لغيرك في الدنيا بزوار
فخذْ إليك مقاليدي مُسلَّمَة ً ***** فلستُ أُرخصُ إِلاّ فيك أشعاري
يزيدُ عليها جِدَّة ً وتصرُّما
سرونة
09/08/2012, 06:21 PM
إنّ على رملِ العقيق خيماَ
إنّ على رملِ العقيق خيماَ ***** زوّدنى منْ حلّهنَّ السّقما
بِنّا فما نأملُ من لقائنا ***** ذاتَ الثّنايا الغُرِّ إِلاّ الحُلُما
أهوى وإن كان لنا تعلّة ً ***** طيفاً يوافى منكم مسلّما
يبذلُ لي من بعدِ أن ضَنَّ بهِ ***** وشافعي النومُ العِذارَ والفما
وجادَ حِلاًّ والدُّجَى شعارُنا ***** بنائلٍ لو كان صُبحاً حَرَما
حبَّ بها إلمامة ً مامونة ً ***** وزَوْرَة ً يُزيحُ فيها التُّهما
وجدتُ فيها كلّما أحببتهُ ***** لكنَّ وجداناً يضاهي العَدَما
ما علمتْ نفسي بماذا حُمِيَتْ ***** ولا الذي جادَ عليها عَلِما
عجبتِ ياظمياءُ من شيبٍ غدا ***** مُنتشراً في مَفْرَقي مُبتسما؟
لو كانَ لي حكمٌ يُطاعُ أمرُهُ ***** حميتُ منه لِمَّتي واللِّمَما
تهوينَ عن بيضٍ برأسى سوده ***** وعن صباحٍ في العِذارِ الظُّلَما؟
قليتِ ظلماً كالثّغامِ لونهُ ***** ولونُ ما تبغين يحكي الفَحما
صِبغُ الدُّجَى أبعدُ عن فاحشة ٍ ***** ولم يزلْ صبغُ الدُّجى متَّهما
منْ عاش لم تجنِ عليه نوبٌ ***** شابتْ نواحى رأسه أم هرما
أما ترى صاحِ التماعَ بارقٍ ***** طالعني وميضُهُ منَ الحِمى ؟
مُعَصْفَرَ الأرْفاغِ مَوْشِيَّ المَطا ***** مضرّجاً إمّا دماً أو عندما
لولا اختلاسي في الدُّجَى لوَمْضِهِ ***** رأيت منه فى صحارٍ إضما
لم أدرِ ما جَدواهُ إلاَّ أنَّه ***** أذكرنى إلمامهُ ذاتَ الّلمى
عجبتُ من سهمٍ له أقصدنى ***** ولم يسلْ لى مقتلٌ منه دما
وعاج من أودى الهوى فؤاده ***** بحبِّها يعجبُ ممَّن سَلِما
قلْ لبني الحارثِ: خَلُّوا نَغَمي ***** فلستُمُ ممَّنْ يَشُلُّ النَّعَما
بشلّها كلُّ غلامٍ منتمٍ ***** يومَ الوغَى إلى القَنا إنِ انتمى
تراه إنْ خيف الرّدى ضلالة ً ***** صبّاً بأسبابِ الرّدى متيّما
كتمتُمُ البغضاءَ دهراً بيننا ***** فالآنَ قد شاعَ الذي تَكتَّما
وخلتمونا شحمة ً منبوذة ً ***** يأخذُها مَن شاءَها مُلتقما
لو كنتمُ باعدتمُ شراركمْ ***** عن يابس العرفجِ ماتضرّما
وطالما كنّا- وأنتُمْ نُكَّصٌ- ***** نَجْبَهُ إِمّا عاملاً أو لَهْذَما
ضاغَمتمونا جَهْلَة ً وإنَّما ***** ضاغمتُمُ مَن كان منكمْ أَضغما
وإنّما طلتمْ بما جدنا به ***** ولم نَذَرْه عندنا مُخيَّما
فعادَ ما صُلْتُمْ به وطُلْتمُ ***** قد رَثَّ أو أخلَقَ أو تهدَّما
فما الذي أطمعَكُمْ ولم تكنْ ***** أهلاً لأطماعكمُ وما رَمَى ؟
تركتُمُ أعراضَكُمْ مبذولة ً ***** وصُنتمُ دينارَكمْ والدِّرهما
وقلتمُ: إنَّ النَّجارَ واحدٌ ***** كم من أديمٍ فاقَ فضلاً أُدُما
فى كلّ يومٍ لى َ منكمْ صاحبٌ ***** أضاءَ في ودادهِ وأَظلما
أقسمَ أنْ يفضلنى وطالما ***** فى مفخرٍ أحنثتُ منه قسما
وذو اعوجاجٍ كلّما محَّصني ***** صادفَ منِّي صاحباً مقوِّما
فإنْ فخرتمْ بذوى تنعّمٍ ***** فقومُنا لم يَعْرفوا التَّنَعُّما
باتوا قياماً في الدُّجَى وبِتُّمُ ***** من بعد سوآتٍ مضين نوّما
ولم يكونوا فى ضحًى - وأنتمُ ***** في كِظَّة ٍ الإِكثارِ إلاّ صُوَّما
لاتأمنوا الليثَ على إطراقهِ ***** قد يعزم الّليثُ إذا ماأرزما
وحاذِروا عازمَ قومٍ آدَهُ ***** فوتُ المُنى ففاعلٌ مَن عَزما
إلى متى أنتَ على سمتِ الأذى ***** تكظمِ داءً قد أبى أنُ يكظما ؟
هل نِلتَ إنْ نِلْتَ الأمانيَّ التي ***** ترومُ إلا مشرباً أو مطعما؟
إنّا مُقيمون بدارِ ذلَّة ِ ***** نُسقَى بها في كلِّ يومٍ عَلْقما
ومهملون لا يجازى محسنٌ ***** ولا يَخافُ جرمَه مَن أَجرما
نَهْضاً إلى العزِّ فمن عاف القَذَى ***** ولم يَهبْ وِرْدَ الحِمامِ أَقدما
كأنَّني بهنَّ أعجازُ السُّرى ***** يلكن عن لوكِ العليق اللّجما
يخبْطنَ غِبَّ الضَّرب والطَّعنِ وقد ***** سَئِمْنَ إمّا لِمَّة ً أو أعظُما
وفوقهنّ كل مرهوبِ الشّذا ***** إذا همى انهلّ وإن زاد طما
من معشرٍ إنْ حاربوا أو غالبوا ***** لم يعرفوا ملالة ً أو سأما
أهلّة ُ النّادى وآسادٌ إذا ***** كان القنا فى الرّوع منهم أجما
همْ طَردوا الإِمْلاقَ عن ديارِهمْ ***** وأمطروا فى المعتفين النّعما
دعْ شجرَ القاعِ لمن يخبطهُ ***** يَخُبِطُ إمّا نَشَماً أو سَلَمَا
فما الفتى كلُّ الفتى إلاّ امرؤٌ ***** زمَّ خياشيمَ الهوى أو خطما
والرّزقُ يأتيك لم تبسُطْ لهُ ***** كفّاً ولم تسعَ إليه قدما
لا نزلَ الرِّزقُ على مُسْتمطرٍ ***** لرزقه من المخازى ديما
ولا ثَوَى اليُسْرُ بدارِ باخلٍ ***** متى يُسَلْ بَذْلَ اليَسارِ جَمْجَمَا
ولا رَعى اللهُ أخا مَكْرُمَة ٍ ***** أوسعها من بعد فوتٍ ندما
سرونة
09/08/2012, 06:22 PM
يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ
يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ ***** وأحقَّ مُولٍ في الزَّمانِ لشاكرِ
و أشقَّ من " وطأ " الكواكب مرتقى ***** و أععزَّ من ليث العرينِ الخادرِ
قد جاءني التَّشريفُ منك كأنَّه ***** قِطَعُ الرِّياض عُقيبَ غيثٍ ماطرِ
و كأنه بردُ الشبابِ نضارة ً ***** أو بشرُ آونة ِ الربيع الزاهرِ
أثوابُ عزٍّ لم يكنّ للابسٍ ***** إلاّ رياشَ مفاخرٍ ومآثرِ
يُجرَرْنَ فوقَ ذُرا المجرَّة ِ عِزَّة ً ***** و يطرنَ فوق النسرِ ذاك الطائرِ
و لقد سننتَ شريعة ً للجود في ***** غير الهدية ِ أنه للحاضرِ
لم ترضَ ماشرعَ الكِرامُ، وكم لنا ***** من ناقصٍ عن غاية ٍ أو قاصرِ
حتّى جعلتَ لحاضرٍ أو ناظرٍ ***** كلَّ الذي رَمَقَتْه عينُ النّاظرِ
شاطَرْتَني تلك النَّفائسَ قاسماً ***** بيني وبينك كلَّ علقٍ فاخرِ
فكأننا متساهمان بضاعة ً ***** حُطَّتْ إِلينا من ظهورِ أباعرِ
أرسلتُها مَثَلاً شَروداً في النَّدى ***** يسري بها لك كلُّ بيتٍ سائرِ
جاءتْ كما اقترح التكرُّمُ مامشَى ***** فيها اللسان ولا سرتْ في خاطرِ
هيهاتَ منكَ الأوَّلون وإِنْ هُمُ ***** صاروا منَ المعروف خيرَ مصايرِ
سبقوا وجزتَ مداهمُ متمهلاً ***** سَبْقَ الكريمة للهَجينِ العاثر
فمتى أضفناهمْ إليك فإنما ***** قِسْنا الثَّمادَ إلى الخِضَمِّ الزَّاخرِ
فافخرْوتِهْ فخرَ الملوك على الورَى ***** و على الطوالع في المحيط الدائرِ
فلقد فَضَلْتَ جميعَهمْ بفضائلٍ ***** وفواضلٍ ومكارمٍ ومكاثرِ
و محاشنٍ نظمَ الزمانُ لمفرقيْ ***** ملكِ الملوك بها سموطَ جواهر
واسلمْ وإنْ لفَّتْ صروفُ زمانِنا ***** هذا الأنامَ معاشراً بمعاشرِ
في ظلَّ ملكٍ ضلَّ عن أيدي الردى ***** وازورَّ عن سَنَنِ الحِمامِ الزَّائرِ
سرونة
09/08/2012, 06:22 PM
لقاؤكِ يا سلمى وإنْ كانَ دائما
لقاؤكِ يا سلمى وإنْ كانَ دائما ***** يعزّ علينا أنْ يكون لماما
وقد كانَ صُبحاً يملأ العينَ قُرَّة ً ***** فعاد بقول الكاشحين ظلاما
كِلا الهَجر منكِ الطَّرفَ أنْ لا تُعرِّجي ***** على الحى ّ أيقاظاً وزرتِ نياما
ولم يشفِ ذاك القربُ وهو مرجّمٌّ ***** منَ القومِ سُقماً بل أثارَ سَقاما
وما كان إلا باطلاً غير أنّنا ***** كُفِينا به ممَّن يلومُ مَلاما
سرونة
09/08/2012, 06:23 PM
مالي تُطيحُ صُروفُ الدَّهر أخياري
مالي تُطيحُ صُروفُ الدَّهر أخياري ***** والمرءُ من كلِّ شيءٍ حازَه عارِ
يَزْهَى بجارٍ ودارٍ وهْيَ آهلة ٌ ***** حتّى يصيرَ بلا جارٍ ولا دارِ
وسِيقَ سَوقاً عنيفاً غيرَ مُتَّئدٍ ***** إلى التي نبشتها كفُّ حفارِ
في قعرِ شاحطة ِ الأعماقِ حالكة ٍ ***** سدتْ مطالعها بأحجارِ
هَوَى إِليها بلا زادٍ سِوى أَرَجٍ ***** من مندلٍ عبقٍ أو سحقِ أطمارِ
ذاقَ الرَّدى دافعُ القصرِ المَشيدِ بهِ ***** و ناعمٌ بين جناتٍ وأنهارِ
لم يُغنِ عنه وقد همَّ الحِمامُ بهِ ***** أنْ باتَ من دونِ أردامٍ وأستارِ
أمّا الزَّمانُ فغدَّارٌ بصاحبهِ ***** وما الشّقاوة ُ إِلاّ حبُّ غدَّارِ
فبينما هو يُعطيني ويُوسِعُ لي ***** حتّى يكونَ بهِ فَقري وإِعساري
فليس يُنصفُني مَن عاد يظلمُني ***** و ليس ينفعني من كان ضراري
وكيف أبلغُ أوطاري بذي خَطَلٍ ***** ما كان إلاَّ به حرمانُ أوطاري ؟
ندورُ في كلِّ مَخشاة ٍ ومَرْغَبَة ٍ ***** من تحتِ مُستعجل الوثباتِ دوَّارِ
كأنَّنا تَترامانا نوائبُهُ ***** عصفٌ ترامى به سوراتُ تيار
ظِلُّ وشيكٌ تَلاشِيهِ وأفنِيَة ٌ ***** موضوعة ٌ نصبَ إخرابٍ وإقفارِ
لا تأمننَّ صروفَ الدهر مغمضة ً ***** إِغماضَ ليثٍ منَ الأرواح مُمْتارِ
الدَّهرُ سالبُ ما أعطَى ومانِعُهُ ***** فما الصَّنيعُ بدينارٍ وقِنطارِ
تُقيمُ منه على عوجاءَ زائلة ٍ ***** ومائلٍ مُزلِقِ الأرجاءِ مُنهارِ
والمرءُ مادامَ مأسوراً بشهوتِهِ ***** معذَّبٌ بينَ إِحلاءٍ وإمرارِ
طوراً جديباً وطوراً ذا بلهينة ٍ ***** فمَن عَذيريَ من تاراتِ أطواري؟
من عائدي من جوى همٍّ يؤرقني ***** نَفى رقادي وجافَى بينَ أشفاري؟
أرعَى نجوم الدُّجَى أنَّى مسالكُها ***** ولانديمَ سِوى بثِّي وأفكاري
لحادثٍ في أخٍ ماكنتُ أحذرُه ***** وأينَ من حادثاتِ الدهرِ إحذاري؟
لما دعا باسمه الناعي فأسمعني ***** ضاقتْ عيّ هموماً كلُّ أوطاري
ولُذتُ عنه بإنكاري منيَّتَهُ ***** حتى تحقق شرادٌ بإنكاري
فالآن بين ضلوعي كلُّ لاذعة ٍ ***** تدمى وحشو جفوني كلُّ عوارِ
رزئتهُ حاملاً ثقلي ومضطلعاً ***** شحاً عليها من الأقوام أسراري
فيا دموعي كوني فيه واكفة ً ***** ويا فؤادي أحترقْ جرَّاهُ بالنّارِ
عرِّجْ على الدّارِ مُغبرّاً جوانبُها ***** فاسأل بها عجلاً عن ساكني الدارِ
كانتْ تَلألأُ كالمصباح وهْيَ بما ***** جنى عليها الردى ظلماءُ كالقارِ
وقلْ لها: أَين ماكنَّا نراهُ على ***** مرَّ الندى بكِ من نقضٍ وغمرار ؟
وأينَ أوعية ُ الآدابِ فاهقة ً ***** تجري خِلالَكِ جَريَ الجدول الجاري؟
وأينَ أبكارُ فضلٍ جئنَ فيكِ وقد ***** جاءَ الرِّجالُ بعُونٍ غيرِ أبكار؟
و أين طيبُ ليالٍ فيك ناعمة ٍ ***** كأنهنّ لنا أوقاتُ أسحارِ ؟
يا أحمدُ بن عليٍّ والردى عرضٌ ***** يزورُ بالرُّغم منّا كلَّ زَوّارِ
نأى يشقُّ مداهُ أن تقربهُ ***** قلائصٌ طالما قربن أسفاري
علقتُ بحبلٍ غيرِ منتكثٍ ***** عند الحفاظِ وعودٍ غيرِ خوّارِ
و قد بلوتك في سخطٍ وعند رضيً
فلم تفذنيَ إلا ما أضنُّ به ***** ولم تَزدنيَ إِلاَّ طيبَ أخبارِ
لاعارَ فيما شربتَ اليومَ غُصَّتَهُ ***** منَ المنونِ وهل بالموتِ مِن عارِ
ولم يَنلْكَ سِوى ما نال كلَّ فتى ً ***** عالي المكانِ ولاقَى كلَّ جبّارِ
فلو وَقَتْكَ منَ الأقدار واقية ٌ ***** حماكَ كلُّ طَلوعِ النَّجد مِغْوارِ
إذا دعتهُ من الهيجاء داعية ٌ ***** سَرى إلى الموتِ مثلَ الكوكِب السَّاري
ما كان ثاري بناء عن منال يدي ***** لو كان في غير أثناء الردى ثاري
فاذهبْ كما ذهبتْ سراءُ أفئدة ٍ ***** أو أمنُ خائفة ٍ أو نيلُ أوطارِ
عريانَ من كلّ ما عيبَ الرجالُ به ***** صِفْرَ الحقيبة ِ من شيءٍ من العارِ
و لا يزلْ خضلِ الهدابِ يقطره ***** على تُرابك سَحّاً ذاتُ إعصارِ
حتى يُرى بينَ أجداثٍ يحاورُها ***** ريانَ ملآنَ من زهرٍ ونوارِ
سرونة
09/08/2012, 06:23 PM
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد ***** رأيتُ فيك العدوَّ محتكما
في ساعة ٍ لو رآكَ في يدهِ ***** أقسَى عدوِّ لرقَّ أو رحما
قُتِلتَ بالذُّلِّ والمهانة ، والقتـ ***** ـلُ مريحٌ إذا أسال دما
فإن تعشْ برهة ً فأنت بما ***** رُمِيتَ مَيْتٌ لم تسكُنِ الرَّجَما
وإنْ تكن ناجياً منَ الموتِ فالمو ***** تُ مُنَى مَن يعالجُ السَّقما
لم تنجُ منه كما علمتَ ومَنْ ***** سلَّمه الاتّفاقُ ما سلما
شلّتْ يدا من رمى فلم تصمك الرّمية ُ لمّا لم يدر كيف رمى ***** ى فلم تُصْمِكَ الرْ
إنَّ الأُلى في صدورهمْ حَنَقٌ ***** لم تعفُ آثارُهُ ولا انصرما
همّوا ولم يفعلوا لعائقة ٍ ***** وفاعلٌ للأمور من عزما
ألمَّ سوءٌ وما أتمَّ وكمْ ***** أنشبَ أظفاره وما عدما
فاخشَ لها عودة ً فجارمها ***** صبٌّ بها ليس يعرف النّدما
إنّ الذى أنت غنمُ بغيتهِ ***** ما ظَفِرتْ كفُّهُ وما غَنما
وقد قضَى اللهُ أن يُزيلَ لنا ***** نعمة َ من ليس يشكر النّعما
ما شكَّ قومٌ قُذِفتَ وسْطَهُمُ ***** أنّ جنوناً بالدّهر أو لمما
أخَفْتَني ثمَّ ما أمنتَ، فلا ***** يأمن منّا من خاب أو ندما
فقلْ لقومٍ غُرُّوا بفتنتهِ: ***** إِنَّ أديماً دبغتُمُ حَلُما
ظننتُمُ أنّه ينيرُ لكمْ ***** فزادكمْ فوقَ ظُلمة ٍ ظُلَما
وإِنْ أبَيْتُمْ إلاّ عبادَتَهُ ***** فقد رأينا من يعبد الصّنما
وقلتُمُ إنَّه أخو كرمٍ ***** وما رأينا فيكمْ له كرما
وقالَ قومٌ: أعطى فقلتُ لكمْ: ***** إنْ كان أعطى فطالما حرما
قد ثلم الدّهرُ ما بناه لكمْ ***** وتاب ممّا جناه واجترما
فلا تَروموا مثلَ الذي كان ***** فذاك الشَّبابُ قد خُرِما
بالجدِّ نلتُ الذى بلغتُ ولم ***** تعملْ إليه كفّاً ولا قَدما
ولا أساسٌ لما بنيتَ فما ***** نُنكرُ منه أنْ زالَ وانْهدَما
فقد سئمناك والمدى كثبٌ ***** ومن ثوى الرّيفَ جانبَ السّأما
وإنْ تصبْ بالرّدى فليس ترى ***** كانوا بِسِلْمِ، إنْ سادَ في حَومة الـ
وإنْ تغبْ فالذي به غُصَصٌ ***** منك بَواقٍ يقولُ: لا قَدِما
فلا سقى الله وادياً - حلّه السّو ***** ءاتُ لمّا حللته - الدّيما
ولا هَناك الذي أتاكَ ولا ***** أمنتَ فيما جنيته النّقما
وماءُ قومٍ حلَلتَ بينهُمُ ***** لا كان عذباً لهمْ ولا شيما
فلا يرعنى منك الوعيد فما ***** زلتُ أولّيهِ منّى َ الصّمما
ومَن تَرى أنَّني أهابُ أذى ً ***** فمبصرٌ فى منامه حلما
سَلْ عن صخوري مَن كان يَقرعُها ***** وعن قناتي امرأً لها عَجَما
رَمْيَة ُ لمّا لم يدرِ كيفَ رَمى ***** كلاّ ولا مضغة ً لمن ضغما
قد كنتُ سيلاً وكنتمُ وهداً ***** وكنتُ ناراً وكنتمُ فحما
للهِ قومٌ رأيتُ قبلكَ فوْ ***** قَ العرشِ من هذهِ البِنا جُثُما
لم يكُ فيهمْ ولا لهمْ أحَدٌ ***** خالٍ بسوءِ الفِعالِ مُتَّهما
من كلِّ قرمٍ يشفى إذا شهد الحومة َ بالبيض والقنا القرما ***** ـحَومَة َ بالبِيض والقنا القَرَما
يرهبُ في عُرضة ِ الملام ولا ***** يرهبُ يوماً في جسمهِ الألما
كأنَّني بالخيولِ ثائرة ً ***** معجلة ً أنْ تقلّدَ اللّجما
مثلُ الدّبا إذْ يقول مبصرها ***** شلَّ اليمانون بالقنا النّعما
وفوقهنّ الكماة ُ حاملة ٌ ***** سمراً طوالاً وبتّراً خذما
لم يَنْثروا بالسُّيوفِ مُصْلتة ً ***** فى الحرب إلاّ الأجسادَ والقمما
وربَّما ساعدَ اللّسانُ فلمْ ***** أحبسْ لساناً عن نطقهِ وفَما
خُذْها ومن بعدِها نظائرُها ***** فلستُ للصِّدقِ فيكَ مُحتشِما
فأغبنُ النّاسِ كلّهمْ رجلٌ ***** هاجَ لساناً أو نبَّهَ القلما
سرونة
09/08/2012, 06:23 PM
أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ
أنجدْ إذا شئتَ في الأرزاق أو أغرِ ***** فلستَ تأخذُ إلاَّ من يدِ القدَرِ
و ما أصابك والأقدارُ كافلة ٌ ***** بأَنْ يُصيبَكَ لاتَلْويه بالحذَرِ
و قد رأيتُ الذي تذوى القلوبُ به ***** لولم يكنْ ليَ قلبٌ صِيغَ مِن حَجَر
فكِّرْ بقلبك فيما أنت تُبصرُهُ ***** فالأرضُ مملوءة ُ الأقطارِ بالعِبَرِ
و لا تبتْ جذلاً بالشيء يتركهُ ***** عليكَ خطبٌ جَفا عَمْداً ولم يَذَرِ
ولاتقلْ: فاتتِ الأخطارُ إنْ عَزَبَتْ ***** فلم يَفُتْ خَطَرٌ إلاّ إِلى خَطَرِ
كيف القرارُ لمن يمسي ويصبح في ***** كلِّ الذي هو آتيهِ على غَرَرِ
يبيتُ إما على شوك القتادِ له ***** جنبٌ ، وإما على فرشٍ من الإبرِ
أجلْ لخاظكَ في الأقوامِ كلهمُ ***** فلستَ تُبصرُ إِلاّ سَنْحَة َ البَصَرِ
أما ترى ما أراهُ من عيوبهمُ ***** وليسَ فيها لهمْ عذرٌ لمعتذِرِ
في كلَّ يومٍ تراني بين أظهرهمْ ***** أحتال في نفعِ من يحتال في ضروري
قالوا: اصطبرْ قلتُ: قد جُرِّعتُ قبلكُمُ ***** من التصبرِ كاساتٍ من الصبرِ
وما انتفعتُ وطولُ الهمِّ يَصحبُني ***** عمرَ الحياة ِ بما قد طال من عمري
وقد غرستُ غُروساً غيرَ مُثمرة ٍ ***** و عاد بالكدَّ من لم يحظَ بالثمرَ
من أين لي في جميع الناس كللهمُ ***** حلوُ الشمائل منهم طيبُ الخبرِ ؟
أحلى لقلبيَ من قلبي وأعذبُ في ***** مَذاقِهِ ليَ مِن سمعي ومن بَصَري
وكلَّما غَمزَتْ كفِّي جوانبَه ***** غمزتُ منه أنابيباً بلا خورِ
أبثهُ عحرى حتى يكون لها ***** كفيلَها وأُقضِّي عنده بُجَري
سرونة
09/08/2012, 06:24 PM
ربِّ كنْ لى منها لباساً حصيناً
ربِّ كنْ لى منها لباساً حصيناً ***** إنّها دونَ ما كفيتَ قديما
أنتَ أطلقتنى وكنتُ أسيراً ***** ثمّ داويتَ من أمورى سقيما
أنتَ ألقيتنى على ذروة ِ الأمـ ***** ـنِ وقد كانَ لي الحِذارُ نديما
أنتَ نكَّبْتَ عنِّيَ الخُطَطَ الجُو ***** نَ ظلماءً إلى ذرارى َ هيما
أنتَ نَجَّيْتَني- ومن حوليَ الأُسْـ ***** ـدُ سِغاباً هَرْتَ الشُّدوقِ- سليما
رفعتَ الملامَ عنّى وقد كنـ ***** ـتُ لدى كلِّ من أراه مليما
وتلافيتَ بى اعوجاجاً إلى الشّرِّ فأصبحتُ من لدنك قويما ***** رِ فأصبحتُ من لَدُنْك قَويما
كم أراد العداة ُ ثلمى وقدّر ***** تَ سواه فلم يرونى ثليما
كم أرادوا بى َ الشّقاءَ فأبدلـ ***** ـتَ بما حاولوهُ منِّي نَعيما
كم عظيمٍ حملتَ عنِّيَ لولا ***** نُصرة ٌ منكَ ما حملتُ عظيما
لستُ أنسى وهم يهبّون لى كلّ سمومٍ لمّا هببتَ نسيما ***** لَ سَمومٍ لمّا هَبَبْتَ نسيما
لا تُضِعْني وقد جعلتُك في الأخـ ***** ـطار حرزاً من الأذى وحريما
وأجبْ منّى َ النّداءَ فلم تحـ ***** ـرمْ سؤالاً ولا مطلتَ غريما
سرونة
09/08/2012, 06:24 PM
ضَنَّتْ عليك ضنينة ُ الخِدْرِ
ضَنَّتْ عليك ضنينة ُ الخِدْرِ ***** يومَ الوداع بطلعة البدرِ
و وشى إليك بوشكِ فرقتها ***** صوتُ الغراب وأنتَ لاتدري
فذهلتُ لولا نظرة ٌ عرضتْ ***** و وجمتُ لولا دمعة ٌ تجري
وكأنَّني لمّا وطئتُ على ***** حرّ النوى أمشي على جمرِ
و مخضب الأطراف ماطلني ***** بوصالهِ عصراً إلى عصرِ
حتّى أزارتْني محاسنُهُ ***** بعدَ الهدوِّ سُلافَة َ الخمرِ
ما كانَ عندي أنَّني أبداً ***** متحملٌ منا من السكرِ
وكأنَّما لعفافِ خَلْوَتِنا ***** ذاكَ التَّلاقي كان في الجهرِ
لا ريبة ٌ في كلّ ذاك ولا ***** قُرْبٌ ولا قُبَلٌ على ثَغْرِ
و القربُ من خاشٍ عواقبهُ ***** مثلُ النَّوى ، والوصلُ كالهجرِ
سرونة
09/08/2012, 06:25 PM
كنّا جميعاً ثمّ فرّق بيننا
كنّا جميعاً ثمّ فرّق بيننا ***** قدرٌ إذا ما كفّ صمّ وصمّما
فارقْتُ منه طِيبَ عيشي كلَّه ***** ورُزِئْتُهُ منه الأَنْعَما
وحملتُ كلَّ عظيمة ٍ من بعدها ***** خُولِسْتُ مَن كان الأجلَّ الأعظما
وكأنَّني من بعدِ أنْ فارقتُه ***** كفٌّ يفارقُ ساعداً أو مِعْصما
ما نلتقى من بعد أن صار الثّرى ***** مثواك إلاّ أنْ أعوج مسلّما
والوصلُ كان محلّلاً حتّى اهتدتْ ***** طرقاتهِ البلوى فصار محرّما
وعليك من ربّ السلام تحيّة ٌ ***** وسقاكَ منحلَّ العَزالي مُفعما
وعلى َّ غهداءُ المراثى شرّداً ***** فى كلّ يوم عشتهُ متكلّما
سرونة
09/08/2012, 06:25 PM
تَراءَتْ لنا يومَ الأُبَيْرِقِ في الدُّجَى
تَراءَتْ لنا يومَ الأُبَيْرِقِ في الدُّجَى ***** و نحن بلا بدرٍ فنابتْ عن البدرِ
و أغنتْ برياها وما إنْ تعطرتْ ***** عن العطرِ حتى ما تحنّ إلى العطرِ
و قام محياها ضياءً وبهجة ً ***** مقامَ طلوعِ الفجر أو لؤلؤ البحرِ
وحكَّمَها فينا الهوى فتلاعبَتْ ***** بنا أريحيّاتُ الجَوى وهْيَ لاتَدري
سرونة
09/08/2012, 06:27 PM
من أرى فى الدّجى ذا خطلٍ
من أرى فى الدّجى ذا خطلٍ ***** أقدمَ الأشواقَ لمّا قدما ؟
لاحَ منه طَرَفٌ ذو مَلَّة ٍ ***** لم يُنِرْ في الأفق حتّى التَأَما
كلّما قلتُ أتى ولّى وإنْ ***** ضاء لى شيئاً قليلاً أظلما
خلته مقتبساً ذا عجلٍ ***** أو فماً من عجبٍ مبتسما
أو جباناً هاب من إقدامه ***** أو لساناً عن مقالٍ جَمْجَما
أو تقيّاً ورعاً ذا حفّة ٍ ***** كلَّما همَّ بذَنْبٍ نَدِما
أوْ حُساماً ردَّهُ مَنْ سَلَّهُ ***** أو فتًى أفصحَ ثمّ استعجما
فهُوَ النَّاكصُ عن زَوْرَتِهِ ***** وهو الرّاجع عمّا غرما
عصفرَ الأفقَ فقلنا إنّه ***** أمطر الجوَّ عن الأرضِ دما
كان سقمى قد مضى من جسدى ***** فأزار البرق جسمى السّقما
سرونة
09/08/2012, 06:27 PM
أتاكَ الرَّدَى من حيثُ لاتحذرُ الرَّدَى
أتاكَ الرَّدَى من حيثُ لاتحذرُ الرَّدَى ***** وغافصني فيك الحِمامُ ولا أدري
فإنْ ينسك الأقوامُ بعد تذكرٍ ***** فإنيَ معمورُ الجوانح بالذكرِ
و إنْ كان عمري ما انقضى بعد أن مضى ***** مَداكَ فقد نغَّصتَ لي باقيَ العمرِ
فلا زالَ ماوُسِّدتَ فيه منَ الثَّرى ***** يعاوده ما شاء من سبلِ القطرِ
سرونة
09/08/2012, 06:27 PM
حلفتُ بمعشرٍ عَسَفوا المطايا
حلفتُ بمعشرٍ عَسَفوا المطايا ***** يريدون البنيَّة َ مِن تِهامَهْ
وكلِّ معرّقٍ كالنّسعِ ضمراً ***** له رتكٌ ولا رتكُ النّعامهْ
أتوا "جمعاً" وقد وقفوا جميعاً ***** على عَرَفاتٍ يا سُقِيَتْ مُقامَهْ
عِراصٌ مَن يَزُرْ منهنَّ شِعباً ***** فقد أمنَ الملامة َ والنّدامهْ
وما هرقوه عند منًى يبارى ***** بَجَرْيَتِهِ بها ماءَ الغمامَهْ
وأحجار قذفن تقًى وبرّاً ***** كما قُذفتْ بإصبعها القُلامَهْ
وأقدامٍ يَطُفْنَ على أشَمٍّ ***** يُطِلْن، وقد عَلِقْنَ به، استلامَهُ
لقد فضل القبائلَ آلُ موسى ***** كما فضلتْ على العطبِ السّلامهْ
همُ دعموا قبابَ المجد فينا ***** ولولاهمْ لكان بلا دعامهْ
وهمْ دأَبوا إلى طُرُقِ المعالي ***** وما حَفِلوا بشيءٍ من سَآمَهْ
وما أيمانهمْ إلاّ لبيضٍ ***** يُبلِّغْنَ الفتَى أبداً مَرامَهْ
وسُمرٍ مثلِ أرْشِيَة ٍ طوالٍ ***** يَقُدْن إلى الكَمِيِّ بها حِمامَهْ
وما أموالُهمْ إِلاّ لجودٍ ***** وإلاّ للحَمالة ِ والغرامَهْ
وفيهمْ عرّست وبهمْ أقامتْ ***** شريداتُ الشَّجاعة ِ والصَّرامَهْ
وعرفهمُ يضوع على البرايا ***** كما طابتْ لناشِقها المُدامَهْ
ولولا أنّهمْ فينا لكانتْ ***** رباعُ العزِّ ليس بها إقامهْ
سرونة
09/08/2012, 06:28 PM
شطتْ عليك لبانة ُ الصدرِ
شطتْ عليك لبانة ُ الصدرِ ***** وحُرِمتَها من حيثُ لاتدري
وطلبتُ عُذراً للزَّمان فلمْ ***** نعرفْ له شيئاً منَ العذرِ
و فجعتَ في ظلماءِ داجية ٍ ***** بالنَّيِّراتِ معاً وبالفجرِ
و مضى الذي طمس الحمامُ به ***** وضحَ الصباح وغرة َ البدرِ
و طوى الردى رغماً لآنفنا ***** كلَّ المحاسن منه في القبرِ
فكأننا من بعد مصرعه ***** سفرٌ بلا زادٍ ولا ظهرِ
أو مُرهَقون بكلِّ بائقة ٍ ***** غلبوا وقد جهدوا على الصبرِ
هيمٌ يماطلها الورودُ وقد ***** بَعُدَ المدى عَشراً إلى عَشرِ
من ذا لمرغبة ٍ ومرهبة ٍ ***** فينا ومَن للنَّهْي والأمرِ؟
و مروعٍ شرد الحذارُ به ***** ملآنَ من خوفٍ ومن ذُعْرِ
و مكارمٍ تدعُ الزمان بلا ***** شيءٍ من الإملاقِ والفقرِ
أُثْني عليكَ بما صنعتَ وكمْ ***** فاتَ الصَّنيعُ مواقعَ الشُّكرِ
وأكفُّ غَرْبَ الدمعِ مُصطبراً ***** لو كانَ دمعٌ كُفَّ لا يجري
أنتَ الذي لم ترض في شرفٍ ***** إلاَّ بغرَّ عقائلِ الفخرِ
و محوتَ محوَ الطرسِ عن زمنٍ ***** أصبحتَ فيه مجاثمَ العسرِ
وجعلتَ مُعدِمَه كواجدهِ ***** و مقله بالفضلِ كالمثرى
من معشرٍ لم يَرتضوا وَطَراً ***** في العزَّ إلاَّ قمة َ النسرِ
وإذا دعوتَهُمُ لنازلة ٍ ***** حَشدوا عليك بقُرَّحٍ ضُمْرِ
وبكلِّ مُلتهبِ العزيمة ِ في الـ ***** ـبأساءِ صبّارٍ على الضُّرِ
لم يَمْتطوا كَتَدَ المعابِ ولا ***** عقدوا مآزهم على وزرِ
و إذا علا لهبُ الجمال بهمْ ***** " وهبوا رواءَ الحسن للبدر "
يعطون في الإعسار من كرمٍ ***** مثل الذي بعطون في اليسرِ
و هابُ مشبعة ٍ لمسغبة ٍ ***** غازونَ ظلاَّمون للجُزْرِ
فترى على حُسّادِ نِعمتِهمْ ***** يتلاحظون بأعينٍ شُزْرِ
يا صاحبيَّ على طماعية ٍ ***** في العيش تُركبنا قرا وعرِ
لاتَحسبا في الدّار عَدْوَتَهُ ***** إنَّ الرَّدَى أَعدى منَ العُرِّ
هي عادة ٌ للدهر واحدة ٌ ***** فاصبرْ لمُرِّ عوائدِ الدَّهرِ
بَقَّى الذي يبقى ويرجع في ***** كل الذي أولى من البرِّ
إن كان سرَّ فقد أساءَ شَجى ً ***** أو كان راشَ فإنّه يَبري
سَوَّى الرَّدى بينَ المُطاحِ على ***** طرق الردى ومشيد القصرِ
يامَن يُقيلُ عِثارَ أرحُلِنا ***** كيفَ استجبتَ لزلَّة العَثْرِ
ألاَّ دَفعتَ وقد دُفعتَ إلى ***** وردِ المنون بمالك الأثرِ !
و بأذرعٍ تهوى بمصلتة ٍ ***** بيضٍ وطائشة ِ الخطا سمرِ
أوَلستَ ولاَّجاً على حَذِرٍ ***** تكفيهِ خرّاجاً منَ القهرِ
هيهاتَ ليس لمن يُطيفُ به ***** جيشُ المنيَّة ِ عنهُ مِن فَرِّ
ما لي أراك بدار مضيعة ٍ ***** تَسري الرِّفاقُ وأنتَ لاتَسْري
في هوة ٍ ظلماءَ بين هوى ً ***** سدتْ مطالعهنَّ بالصخرِ
وكأنَّما سُقِّيتَ مُنعَقِراً ***** لاتَستفيقُ سُلافة َ الخمرِ
زودتني ومضيتَ مبتدراً ***** حزَّ المُدَى ولواذعَ الجمرِ
وتركتني والدَّهرُ ذو دُوَلٍ ***** أعشَى اللّحاظَ مُقلَّمَ الظُّفْرِ
أَرمي فلا أَصمي، فإنْ رُمِيَتْ ***** جِهتي رُميتُ معرِّضاً نَحري
و أصدُّ عن لقيا العدوَّ وهل ***** ألقى العدوّ ولستَ في ظهري ؟
وإذا مضَى مَن كان يعْضدُني ***** ويشدُّ يومَ كريهة ٍ أَزْري
و يردّ عني كلَّ طارقة ٍ ***** و يخوض كلَّ ردى إلى نصري
فالخطُّ لي أنْ لا أهيجَ وغيً ***** حتى أكون مسالماً دهري
كيف اللقاءُ وأنت رهنُ بلي ***** لا يرتجى إلاَّ مع الحشرِ ؟
هجرٌ ولكن ليس يُشبِهُهُ ***** شيءٌ من الإعراضِ والهجرِ
و قطيعة ٍ ما كنتُ أحذرها ***** إلاَّ عليك فلم يُفِدْ حِذْري
لا متعة ٌ لي في الحياة فما ***** أحياهُ بعدَك ليس مِن عمري
إنْ لم يكنْ كُلِّي عليك قضَى ***** لما قضيتَ فقد قضى شطري
فاذهبْ كما ذهب الغمام فقدْ ***** ملأ المذانِبَ منه بالقَطْرِ
وخلوتَ من عيني بغيرِ رضاً ***** مني ولما تخلُ من سرى
مازلتُ أكتمُ منك شاجية ً ***** و بلابلاً صماً عن الزجرِ
و أجلهُ عن أن أبوح به ***** في نظمِ قافية ٍ من الشعر
حتى انقضى صبري وجاش كما ***** جاش الهدير يهده صدري
سرونة
09/08/2012, 06:28 PM
قلْ لمنْ خدُّهُ منَ اللّحْظِ دام:
قلْ لمنْ خدُّهُ منَ اللّحْظِ دام: ***** رقّ لى من جوانحٍ فيك تدمى
يا سقيمَ الجفون من غيرِ سقمٍ ***** لا تلمنى إنْ متُّ منهنّ سقما
أنا خاطرتُ في هواكَ بقلبٍ ***** ركبَ البحرَ فيك أَباً وأُمّا
سرونة
09/08/2012, 06:29 PM
لاتكشفنَّ عيوبَ النَّاس ما استترتْ
لاتكشفنَّ عيوبَ النَّاس ما استترتْ ***** فكاشفُ العيب من همٍّ على خَطرِ
و لا تكنْ بجميلٍ عللوك به ***** مُستسلمَ القلب مشغولاً عن الحَذَرِ
فالسُّوءُ يظهرُ مِن دانٍ ومُنْتَزحٍ ***** والنّارُ تخرجُ من قَدْحٍ منَ الحجرِ
والمرتَضَى في إخاءٍ لستَ واجدَهُ ***** ومَنْ عداهُ فمثلُ الشَّوك والشَّجَرِ
وكلُّ مَن أنتَ لاقِيهِ وآلَفُهُ ***** مفرَّقُ فيه بينَ الخُبْرِ والخَبَرِ
سرونة
09/08/2012, 06:29 PM
أَلمَّتْ بنا بعدَ الهدوِّ، وربمَّا
أَلمَّتْ بنا بعدَ الهدوِّ، وربمَّا ***** ألمَّ بنا مَن ليسَ نَرجو لِمامَهُ
فيالكَ من يومٍ شحطتَ بياضهُ ***** فلم يَعْدُني حتّى رضيتُ ظَلامَهُ
ومنْ مغرمٍ يقلى لذيذَ انتباهه ***** ويَهْوَى لِما جرَّ المنامُ منامَهُ
ومنْ مسعفٍ جنحاً بطيبِ عناقهِ ***** وكم حَرَمَ العُشّاقِ صُبحاً كلامَهُ
فإنْ لم يكن حقّاً فقد بات مغرمٌ ***** يداوى بتلك الباطلاتِ سقامهُ
فحبَّ به من باذلٍ لى حلالهُ ***** وفادٍ بذاك البذل منّى حرامهُ
ومن ملتقًى عذبِ المذاقِ وتحتهُ ***** فلم يرضَ لى حتى ربحتُ أثامهُ
ولا عيبَ فيهِ غيرَ قربِ زوالِهِ ***** على أَنَّ مُشتاقاً أرادَ دوامَهُ
سرونة
09/08/2012, 06:29 PM
ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري
ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري ***** ثمّ انقضيتَ وما قضيتُ أوطاري
أنَّى يزورُ على الظَّماءِ مِنْ شَحِطٍ ***** مَن كان صُبْحاً وقُرباً غيرَ زَوَّارِ؟
و ليس ينفع من يضحى بمجدبة ٍ ***** أنْ باتَ مابينَ جنَّاتٍ وأنهارِ
قد زارني قبلك الشيبُ الملمُّ ضحى ً ***** فما هششتُ له ما بين زواري
وكنتُ أعذرُ نفسي قبل زَوْرتِهِ ***** فالآنَ ضاقتْ على اللذَّاتِ أعذاري
لوامعٌ لم تكنْ للغيثِ جاذبة ً ***** وأنجُمٌ لم تُنِرْ للمُدْلِجِ السَّاري
لامرحباً ببياضٍ لم يكنْ وَضَحاً ***** لغرة ِ الصبحِ أو لمعاً لنوارِ
أبعدَ أنْ سمقتْ في العزَّ أبنيتي ***** وجالتِ الأرضَ آثاري وأخباري
ونِلتُ ماذِيدَ عنه كلُّ مُلتَمِسٍ ***** عفواً وطامَنَ عنه كلُّ جبّارِ
وداسَ بي أُفُقَ الجوزاءِ مُنتعلاً ***** ماشِيدَ من فضلِ أقداري وأخطاري
يرومُ شأوي وقد عزَّ اللِّحاقُ بهِ ***** طماعة ٌ من قصير الخطو عثارِ
أضلهُ اللؤمُ عن ذمي وجنبهُ ***** خمولهُ وقعَ أنيابي وأظفاري
و قد عجمتمْ أنابيبي فلم تجدوا ***** فيهنَّ إلاّ صَليباً غيرَ خَوّارِ
وما نهضتُمْ بأعباءٍ نهضتُ بها ***** ولا أحطتُمْ بأطرافي وأقطاري
ولا ضَربتمْ ونَقْعُ الحربِ مُلتبِسٌ ***** في فيلقٍ كزهاءِ الليل جرارِ
لايُبعدِ اللهُ أقواماً مَضَوا سَلَفاً ***** كانوا على نبواتِ الدهرِ أنصاري
شموسُ دجني ومقباسي على غسقٍ ***** و في الحنادسِ أنواري وأقماري
قومٌ إذا نزلوا داراً على عَجَلٍ ***** كانوا نزولاً مع النعمى على الدارِ
و إن أهبتُ بهمْ في يومِ معركة ٍ ***** جاؤا ولم يمطلوا عنها بأعذارِ
لايرهبون سِوى إيلامِ لائمة ٍ ***** ولايخافون إلاّ جانبَ العارِ
كأنَّهمْ وُلدوا في الحرب وارْتضعوا ***** بسائلٍ من نجيع الطعن موارِ
لا يعرفُ المالَ إلاّ حين يجعلهُ ***** سَدّاً لثلْمٍ وإِغناءً لإِفقارِ
جفانهُ كجوابي الماءِ فاهقة ٌ ***** وخُلْقُهُ كزُلالٍ بينها جارِ
كم قد بلغتُ بهمْ في مطلبٍ أَرَبي ***** و كم أحذتُ بهمْ من معشرٍ ثاري
وكم جَرَرْتُ حقوقي بعدَ ما شَحَطَتْ ***** بنصرِهم من لَهاة ِ الضَّيغمِ الضّاري
المطعمين على خصبٍ ومسغبة ٍ ***** والمنعمين على عُسرٍ وإيسارِ
طاحوا وماطاحَ حُزني بعدهمْ ونأَوْا ***** عني وما نزحوا من بين أفكاري
رزئتهمْ فيدي من بعدهم صفرتْ ***** منَ النَّفيس، وقلبي من هوى ً عارِ
و لم يفتهمْ وقد حازوا الكمال على ***** كلّ الخلائقِ إلاّ طولُ أَعمارِ
وقد مررنا بدارٍ بعدَهُمْ خَشَعَتْ ***** بعد اعتلاءٍ وأقوتْ بعد إعمارِ
سرونة
09/08/2012, 06:30 PM
أيا ظبية ً فى ربى جاسمِ
أيا ظبية ً فى ربى جاسمِ ***** سقيتِ حيا واكفٍ ساجمِ
طلعتِ لنا في خلالِ الهضابِ ***** فبُحتِ بسرِّ امرىء ٍ كاتِم
وكنْ غُصّة ً في لَهاة ِ العدوِّ ***** وأعيا على رُقْيَة ِ اللاّئِمِ
وقد ضمّنا موقفٌ للوداع ***** خلا للمحبّين من زاحِمِ
فمن مظهرٍ شوقهُ بائحٍ ***** ومن كاتمٍ وجده كاظمِ
إذا اضطرب الشوق فى قلبهِ ***** فلو كان نَصْفاً أنامَ القيامَ
وكم فيه من عادمٍ عائمٍ ***** ومن واجدٍ للغنى آجمِ
ولا تبعدنْ عن نداءِ الصّريخِ ***** وعن هبّة ِ الثّائرِ العازمِ
فلابدَّ من و ***** ثْبة ٍ للذّئا
ولستُ بمستبطئٍ للزّمان ***** وقد ضمنوا سرعة َ السّالمِ
ولولاك كنتُ نَفورَ الجَنا ***** نِ لا أستنيمُ إلى رائِمِ
ولمّا بَلوْتُ الورى أنكرتْ ***** وما ظلمتْ إصبعي خاتمي
بريئين من كلِّ عارٍ وذامِ
وما إنْ أبالى إذا كنتَ منْ
سرونة
09/08/2012, 06:31 PM
دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً ***** و لا تنظري إلاّ إلى حسنِ مخبري
فإنّي وخيرُ القول ما كان صادقاً ***** لدي الفخر سباقٌ إلى كلَّ مفخرِ
أُعرِّسُ في دار الحِفاظِ وإنْ نأى ***** وشَمَّرَ عنها كلُّ ماضٍ مُشمِّرِ
و إن حال قومٌ عن هدى ً وتغيروا ***** فإنِّي بِسَمْتِ القَصْدِ لم أتغيَّرِ
و أعلمُ أنّ الدهرَ يعبثُ صرفهُ ***** بما شاءَ من مال البخيل المُقَتِّرِ
فإنّ الردى دينٌ علينا قضاؤهُ ***** فبينَ مُسقًّى كأسِهِ ومؤخَّرِ
و ليس كقومي في ندى وسماحة ٍ ***** ولا معشرٌ في يومِ رَوْعٍ كمعشري
هُمُ ضربوا للطَّارقين خيامَهمْ ***** وهمْ رفعوا النِّيرانَ للمُتَنوِّرِ
و همْ كشفوا يومَ الوغى طخياتهِ ***** بكلّ طويل الساعدين عشنزرِ
فإنْ كنتِ لا تدرين بأسي ونجدتي ***** فقومي اسألي عن نَجدتي كلَّ عِثْيَرِ
و كلَّ صفيحٍ بالضرابِ مثلمٍ ***** وكلَّ وشيجٍ بالطِّعان مكسَّرِ
وأينَ مُقامي إنْ جهلتَ إقامتي ***** وجدك إلاّ في قطا كلَّ ضمرِ
عذلتَ على تبذير مالي وهل ترى ***** نجمعُ إلاَّ للجؤور المبذرِ ؟
أفرقهُ من قبل أن حال دونه ***** رحيليَ عنه بالحِمامِ المقَدَّرِ
ومن قبلِ أنْ أُدْلَى بملساءَ قَفْرَة ٍ ***** إلى جَدَثٍ ضَنْكِ الجوانبِ أغبرِ
مضى قيصرٌ من بعد كسرى وخليا التلاعب في أموال كسرى وقيصرِ ***** ـلاعبَ في أموالِ كسرى وقيصرِ
وجالَ الرَّجى في دورِ آلِ مُحرِّقٍ ***** و زال بأجيالٍ لأبناء منذرِ
ردوا لم يجاورا من حمامٍ سطا بهمْ ***** بمالٍ عريضٍ أو عديدٍ مُجَمْهَرِ
فبينَ كريمِ المفرقينِ متوجٍ ***** وبينَ محلَّى المِعْصَمين مُسَوَّرِ
و أصغوا إلى داعي الردى وتهافتوا ***** تهافُتَ خَوَّارِ الأَباءِ المُسَعَّرِ
وطرَّدهمْ عمّا ابتَنوْه كما هَفَتْ ***** خريقُ رياحٍ بالسَّحاب الكنَهْوَرِ
أزال فما أبقى لهمء من تكبرٍ ***** وأخشعَ ما خلَّى لهمْ من تجبُّرِ
وكانوا زماناً بهجة ً لتأمُّلٍ ***** فآبوا انقلاباً حسرة ً لتذكرِ
سرونة
09/08/2012, 06:31 PM
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مقسامٍ
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مقسامٍ ***** وثَراها حربٌ لماءِ الغَمامِ
وإذا ما نظرتَ لم تَرَ إلاّ ***** نعمة ً جمّة ً لقومٍ لئامِ
وبطيئين عن مزاولة ِ الخيـ ***** ـرِ سِراعاً إلى انتهاكِ الحرامِ
كلُّ جارٍ لهمْ بغيرِ وفاءٍ ***** وصديقٍ لهمْ بغير ذِمامِ
وبمن حلَّ أرضَها كلَّ يومٍ ***** سَخَطٌ دائمٌ على الأيّامِ
ليس فيها عيشٌ قصيرٌ وساعا ***** تُك فيها الطِّوالُ كالأعوامِ
وإذا ما طلبتُ فيها دواءً ***** لسقامى فليس غيرُ سقامِ
فَضُحاها مثلُ الدُّجى بمخازٍ ***** فاضحاتٍ وصبحُها كالظَّلامِ
ومحلٌّ لا عهدَ فيه لمعرو ***** فٍ ولا عرجة ٌ على إنعامِ
قد كَرَعْنا منه ولا ظَمَأٌ فيـ ***** ـنا منَ البَوِّ في بحورٍ طَوامِ
سرونة
09/08/2012, 07:04 PM
مرّ علينا فكنفنا به
مرّ علينا فكنفنا به ***** من بين من مرّ ولا يدري
تزيدُ في العمر مُناجاتُهُ ***** إنْ كانَ شيءٌ زادَ في العمرِ
كأنما صيغ من المشتري ***** فاختال أو صيغ من البدرِ
قلت له يوماً وقد زارني ***** معطَّرَ الجلدِ بلا عِطْرِ
مَلكْتَني حُسناً وكم مالكٍ ***** بحسنه ناصية َ الحرَّ
لاتَبْلُني منك بإعراضة ٍ ***** فإنَّني أَنفقُ مِن صَبري
سرونة
09/08/2012, 07:04 PM
قد مضى شهرُ الصّيامِ
قد مضى شهرُ الصّيامِ ***** عارياً من كلِّ ذامِ
صُمْتَ عن كلِّ قبيحٍ ***** وأثامٍ وحَرامِ
لا كقومٍ عن شرابٍ ***** صومهمْ أو عن طعامِ
وأتى العيدُ بشيراً ***** بالتحيّاتِ الجسامِ
وبظلٍّ لك ممدو ***** دٍ على هذي الأنامِ
ونزوحٍ عن حذارٍ ***** وبلوغٍ لمرامِ
وقرارٍ وسرورٍ ***** وثَباتِ ودوامِ
يدعُ الأعداءَ ما بَيْـ ***** ـنَ قُعودٍ وقيامِ
كم مقامٍ لكَ فيهِ ***** للورى خيرُ مقامِ
حيث ليس الأمر إلاّ ***** للقنا أو للحسامِ
ومواضٍ تملأ البيـ ***** ـد خليّاتٍ بهامِ
ما يغادرنَ وقد دحـ ***** ـرَجْنَ بياضاتِ النَّعامِ
مثلما أشرق صبحٌ ***** بينَ أثناءِ الظَّلامِ
كم أيادٍ لكَ في النّا ***** سِ كأطواق الحمامِ
وعطاءٍ يُخجلُ الدَّرْ ***** تِ من ماءِ الغمامِ
وسرًى فى ظلمِ اللّيـ ***** ـلِ إلى فعلِ الكِرامِ
لم تزلْ تعدلُ عن دا ***** رِ معابٍ وملامِ
غيرَ راضٍ من ظهورِ العِـ ***** ـيسِ إلاّ بالسَّنامِ
فافخرِ اليومَ بأنْ ليـ ***** س مناوٍ ومسامِ
لا ولا الماضي منَ الأسْـ ***** ـيافِ بالسَّيفِ الكَهامِ
قل لقومٍ غرّه منـ ***** ـه تغاضٍ وتحامِ
وازورارٌ عن مُكافا ***** ة ٍ لجانٍ ذى اجترامِ
ليس إطراقُ أسودِ الـ ***** ـغابِ إطراقَ النِّيامِ
إنما يخشى الذى يعـ ***** ـجل عن طيشِ السّهامِ
قد رأَوا عاقبة َ الإبْـ ***** ـقاءِ عاماً بعدَ عامِ
وإذا ما قيسَ فضلٌ ***** بان هضبٌ من شمامِ
وجيوشُ الحكم كم أغـ ***** ـنين عن جيشٍ لهامِ
لم تزلْ كفّاك فينا ***** بين عفوٍ وانتقامِ
واصطناعٍ لكِرامٍ ***** وامتناعٍ من مَضامِ
وبلوغٍ في الأعادي ***** للأماني واحتكامِ
واجتذابٍ من أنوف الـ ***** ـخلقِ صغراً بالزّمامِ
لا قضَى الله لمّا أعْـ ***** ـطاك إلاَّ بالتَّمامِ
وثَنى عنهُ سريعاً ***** كلَّ خرمٍ وانثلامِ
واختلالٍ وانحلالٍ ***** وانقطاعٍ وانصرامِ
فاستمعها كلماتٍ ***** صادراتٍ عن غرامِ
وصريحٍ من ولاءٍ ***** وصَفاءٍ كالمُدامِ
ما جرى إلاّ ولائي ***** لكَ ما بينَ عظامي
وله منك رضاعٌ ***** دامَ من غير انفطامِ
وإذا ناجاك مدحٌ ***** فاطَّرحْ عنّي كلامي
سرونة
09/08/2012, 07:05 PM
لو أنصف الناس قالوا أنتمُ جبلٌ
لو أنصف الناس قالوا أنتمُ جبلٌ ***** يأوى إليه بنو الإشفاقِ والحذرِ
لولاكمُ سنداً لي والعدا أثري ***** ماكنتُ من مكرِهمْ إلاّ على غَرَرِ
قد كنتُمُ نلتُمُ مايبتغيهِ لكمْ ***** ذَوو المودَّة ِ لولا عائقُ القدرِ
سطا على ملكمْ يوماً فمزقهُ ***** كلَّ التمزقِ نبواتٌ من الغيرِ
فمن يكن عنده يا قومُ مصطبرٌ ***** فإنَّني طولَ عُمري غيرُ مُصطبرٍ
سرونة
09/08/2012, 07:06 PM
على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي
على الرَّبعِ رَبْعِ الرَّاحلينَ سلامي ***** وإنْ هاج تسليمى عليه أوامى
تذكَّرتُ لمّا أنْ مررتُ على اللِّوى ***** بأهلِ اللّوى وجدى وطولَ سقامى
وما مكَّنَ الحادون بي من تَلوُّمٍ ***** عليه ولا حطّ بعضَ لثامى
وساروا وقلبي من ورائي تلفُّتاً ***** وإنْ كان قصدُ النّاعجاتِ أمامى
وما كنتُ من قبل الذين ترحّلوا ***** أقادُ إلى دار الهوى بزمامِ
ولمّا تركنا الأَثْلَ من جَنَباتِنا ***** وأطربنى منهنّ نوحُ حمامِ
رمانى غزالُ الواديينِ بسهمهِ ***** وطاشتْ وعندى الشّيبُ عنه سهامى
وما رابه إلاّ ابيضاضُ مفارقى ***** وأنَّ صباحي في مكانِ ظلامي
نفضتُ الصِّبا عن أمِّ رأسي وقَلَّصَتْ ***** عن الغانياتِ شرّتى وعرامى
فماليَ تعريجٌ بذاتِ قلائدٍ ***** ولا ليَ إلمامٌ بذاتِ خِدامِ
فكم بينَ أنِّي رُقْتُهنَّ بفاحمي ***** وبينى َ لمّا راعهنّ ثغامى
أقولُ وقد حلَّفتُ سَلْعاً لناقتي ***** وزفرتها موصولة ٌ ببغامِ
وحنَّتْ كما حنَّ الآباءُ محرَّقاً ***** تلاطمهُ النّكباءُ أى َّ لطامِ
فؤادى َ مشتاقٌ ودمعى َ جامدٌ ***** وأنتَ بلا شوقٍ ودمعك هامِ
وليس بمُغنٍ في سوادِ جوانحٍ ***** لقلب من وجدٍ بياضُ لغام
قِفي بي على الزَّوْراءِ في خيرِ موقفٍ ***** وعوجي بنا منها بخيرِ إمامِ
فما لَكِ إنْ بلَّغْتِنِيه مَشافِرٌ ***** يعدن إلى قطع المدا بخطامِ
ولستُ أبالى كيف أصبحتِ بعدها ***** أَجبَّاءَ أم كَوْماءَ ذاتَ سَنامِ
وقد عَلِقَتْ كفَّيَّ بالنَّبعِ من مُنى ً ***** فما أنا أمنى بعدها بثمامِ
فقولوا لِمَلْكِ النّاس عنِّيَ قولة ً ***** إذا قلتُها لم أخشَ فيه مَلامي؟
ألستَ الذى لولاه لم يكُ "ركننا" ***** بركنٍ ولا مدعومهُ بدعامِ ؟
ولولا الذي نظَّمتَهُ منه جاهداً ***** لغُودِرَ محلولاً بغيرِ نظامِ
ولا كان منّا غيرُ حائمِ قفرة ٍ ***** يلوذُ على حرِّ الصَّدى بحِيامِ
فأينَ ملوكُ الأرضِ منكَ وأين مِنْ ***** تَبَلُّجِ إصباحٍ سوادُ ظلامِ؟
وأى ُّ مليكٍ قبلك اليوَ قادرٌ ***** مضَى لم يطُفْ فيه برَبْعِ أثامِ؟
وأى ُّ حلالٍ قبلما أنت فاعلٌ ***** رأيناهُ لم يمزِجْهُ بعضُ حرامِ؟
وأنتَ الذي أوْلَيْتنا النِّعمَ التي ***** تركْنَ كِرامَ النّاسِ غيرَ كِرامِ
وقد جرّبوا منك الحفيظة َ حيثما ***** دعيتَ إليها والعيونُ سوامِ
لدَى ساعة ٍ ما إنْ بها مُتحكِّمٌ ***** سوى ذابلٍ لدنٍ وحدِّ حسامِ
وأنت على جنبى ْ سريعٍ إلى المدا ***** كأنّك منه فوق ظهرِ شمامِ
وللخيلِ إمّا من نجيعٍ براقعٌ ***** وإلاّ عثارٌ فى الصّعيد بهامِ
شللتَ على دوٍّ قطيعَ نعامِ
وحولك طلاّعون كلَّ ثنيّة ٍ ***** إلى الموتِ ورّادون كلَّ حِمامِ
إذا قذفوا فى حومة ٍ فكأنّما ***** تضرّمُ منه قفرها بضرامِ
تراهمْ كراماً بالنّفوسِ لدَى الوغَى ***** ولكنَّهمْ في الحربِ جِدُّ لِئامِ
جعلتُك حِصْني يومَ خوفي من الأذى ***** وتُرساً من الأعداء يومَ أُرامي
فأنتَ سِناني يومَ طَعْنِيَ في الكُلى ***** وأنتَ حُسامي إنْ سلَلْتُ حسامي
ولستُ أبالى - بعد أن إبتَ بالّذى ***** تريعُ جروحي عندَه وكِلامي
وإنّ عَنائي في هواك لَراحة ٌ ***** وإنّ انتقاصى فى رضاك تمامى
وعن كلِّ شيءٍ تَجْتَويهِ طرائدي ***** وفى كلِّ شىء ٍ ترتضيه حيامى
وما ضرَّني لمّا شَرِبتُك أنَّني ***** غَرَفتُ فلم أشربْ كؤوسَ مُدام
ولا أنّ كفّى لم أنطها بعصمة ٍ ***** من النّاس أطواراً وأنت عصامى
وحوشيتُ أن ألقى سواك مملّكاً ***** هواى َ ومعطى باليدين غرامى
فإنْ تكُ أسبابٌ لديكَ ضعيفة ٌ ***** فأسبابُ قربي منك غيرُ رِمامِ
فلا حانَ يومٌ منكَ فيه قطيعتي ***** ولا آن وقتٌ فيه منك صرامى
ولا اطّرحتْ إلاّ بربعك أرحلى ***** ولا كانَ إلاّ في ذُراك مُقامي
وأى ُّ كلامٍ لم يكنْ بمفاخرٍ ***** سبقتْ بها سِلْكاً فليسَ كلامي
وهنّيتَ يومَ المهرجانِ فإنّه ***** كفيلٌ بما تهوَى بكلِّ مَرامِ
يبشّرنا فيما نرى بإقامة ٍ ***** وفى نعمٍ ألبستها بدوامِ
وما جاءَنا إلاّ بأسعدِ طالعٍ ***** ولا زارَنا إِلاَّ بأفضلِ عامِ
ومهما تَدُمْ فالعينُ فيه قريرة ٌ ***** وكلُّ غصونٍ للأنامِ نَوامِ
سرونة
09/08/2012, 07:06 PM
عرِّجْ على الدِّراسة ِ القَفْرِ
عرِّجْ على الدِّراسة ِ القَفْرِ ***** ومُرْ دموعَ العين أن تَجري
فلو نهيتُ الدَّمعَ عن سَحِّهِ ***** و الدار وحشٌ لم تطعْ أمري
منزلة ٌ أسلمَها للبِلى ***** " عبرُ " هبوبِ الريح والقطرِ
فُجِعْتُ في ظلمائها عَنْوة ً ***** بطلعة ِ الشّمسِ أو البَدرِ
لهفانُ لامِن حرِّ جمرِ الجَوَى ***** ُ لا من نَشْوَة ِ الخَمرِ
كأنَّني في جاحم من شَجاً ***** ومن دموعِ العينِ في بحرِ
عُجتُ بها أُنفِقُ في آيِها ***** ما كان مذخوراً من الصبرِ
في فِتْيَة ٍ طارتْ بأوطارِهمْ ***** في ذيلهمْ أجنحة ُ الدَّهر
ضيموا وسقوا في عراص الأذى ***** ما شاءت الأعداء من مرَّ
كلَّ خميصِ البطن بادي الطوى ***** ممتلىء الجلد منِ الضُّرِّ
يبري لحا صعدتهِ عامداً ***** بريَ العصا من كان لا يبري
كأنَّهُ من طولِ أحزانِهِ ***** يساقُ من أمنٍ إلى حذرِ
أو مفردٌ أبعده أهلهُ ***** عن حيهِ من شفقِ العرَّ
يا صاحبي في قعر ممطوية ٍ ***** لو كان يرضى ليَ بالقعرِ
أما ترانيَ بينَ أيدي العِدا ***** ملآنَ من غيظٍ ومن وِتْرِ
تَسري إلى جلديَ رُقْشٌ لهمْ ***** و الشرُّ في ظلمائها يسري
مُرَدَّدٌ في كلِّ مَكروهة ٍ ***** أنقلُ من نابٍ إلى ظفرِ
كأنني نصلٌ بلا مقبضٍ ***** أو طائرٌ ظلّ بلا وكرِ
بالدّار ظُلماً غيرُ سُكّانها ***** وقد قَرَى مَن لم يكن يَقْري
والسَّرحُ يرعَى في حميم الحِمَى ***** ما شاء من أوراقه الخضرِ
و قد خبا لي الجمرَ في طيهِ ***** لوامعٌ يُنْذرنَ بالجَمْرِ
لاتَبكِ إنْ أنتَ بكيتَ الهدَى ***** إلاّ على قاصمة ِ الظَّهرِ
و ابكِ حسيناً والألى صرعوا ***** أمامَه سَطراً إلى سَطرِ
ذاقوا الرَّدَى مِن بعدِ ما ذَوَّقوا ***** أمثالَهُ بالبيضِ والسُّمْرِ
قتلٌ وأسرٌ بأبي منكمُ ***** مَن نيلَ بالقتلِ وبالأسرِ
فقلْ لقومٍ جئتَهم دارَهمْ ***** على مواعيدٍ من النَّصرِ
قروكمُ لما حللتمْ بها ***** - ولا قرى - أوعية َ الغدرِ
و اطرحوا النهجَ ولم يحفلوا ***** بما لكمْ في مُحكم الذِّكرِ
و استلبوا إرثكمْ منكمُ ***** من غير حقٍّ بيدِ القَسْرِ
كسرتُمُ الدِّينَ ولم تَعلموا ***** وكسرة ُ الدِّين بلا جَبْرِ
فيا لها مظلمة ً أولجتْ ***** على رسول الله في القبرِ
كأنَّهُ مافكَّ أعناقُكمْ ***** بكفهِ من ربقِ الكفرِ !
و لا كساكمْ بعد أن كنتمُ ***** بلا رِياشٍ حِبَرَ الفَخرِ
فهْوَ الذي شادَ بأَرْكانِكمْ ***** من بعد أن كنتم بلا ذكرِ
و هو الذي أطلع في ليلكمْ ***** من بعد يَأْسٍ غُرَّة َ الفجرِ
يا عصبَ الله ومن حبهمْ ***** مخيِّمٌ ماعشتُ في صدري
و من أرى " ودهمُ " وحدهُ ***** زادي إذا وُسِّدتُ في قبري
و هوَ الذي أعددتهُ جنتي ***** وعِصمتي في ساعة ِ الحَشْرِ
حتّى إذا لم أكُ في نُصْرَة ٍ ***** من أحدٍ كان بكمْ نصري
بموقفٍ ليس به سلعة ٌ ***** لتاجرٍ أنفقُ من برَّ
في كلّ يومٍ لكمُ سيدٌ ***** يُهدَى مع النِّيبِ إلى النَّحْرِ
كم لكُمُ من بعدِ شِمْرٍ مَرَى ***** دماءكمْ في التربِ من شمرِ
ويحَ " ابنِ سعدٍ عمرٍ " إنهُ ***** باعَ رسولَ اللهِ بالنَّزْرِ
بغى عليهِ في بني بنتِهِ ***** و استلّ فيهمْ أنصلَ المكرِ
فهوَ وإنْ فاز بها عاجلاً ***** مِن حطَبِ النّار ولا يدري
متى أرى حقكمُ عائداً ***** إليكمُ في السرَّ والجهرِ ؟
حتى متى ألوى بموعودكمْ ***** أمطلُ من عامٍ إلى شهرِ ؟
لولا هناتٌ هنّ يلونني ***** لبحتُ بالمكتومِ من سرى
ولم أكنْ أقنَعُ في نصركمْ ***** بنَظْمِ أبياتٍ منَ الشِّعرِ
فإنْ تَجلَّتْ غُمَمٌ رُكَّدٌ ***** تَركنني وَعْراً على وَعْرِ
رأيتموني والقنا شرعٌ ***** أبذُلُ فيهنَّ لكم نَحْري
على مطا طرفٍ خفيفِ الشوى ***** كأنّهُ القِدْحُ من الضُّمْرِ
تخاله قد قدَّ من صخرة ٍ ***** أو جِيبَ إذْ جِيبَ منَ الحَضْرِ
أعطيكُمُ نفسي ولا أرتضي ***** في نصركمْ بالبذل للوفرِ
و إنْ يدمْ ما نحن في أسرهِ ***** فاللهُ أولى فيه بالعذر
سرونة
09/08/2012, 07:07 PM
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ ***** بما يولى من المننِ الجسامِ
أبي سعدٍ ومَن لولاهُ كانتْ ***** أمورُ العالمين بلا نظامِ
أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي ***** مديحٌ سار فى قومٍ لئامِ
ولو أنِّي جريتُ على اختياري ***** وكانتْ راحتي فيها زِمامي
لَما عرَّجتُ إلاّ عن لئامٍ ***** ولاعرَّستُ إِلاّ في كِرامِ
ولكنّ التّقيّة َ لم تزلْ بى ***** تقودُ إلى فعالٍ أو كلامِ
عن القومِ الذين على هداهمْ ***** بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ
تلقّينا مجاملة َ الأعادى ***** وفى الأحشاءِ وقدٌ كالضّرامِ
ولولا ما تراه سمعتَ قولى ***** وكم بلى َ المفوّهُ بالكمامِ
وإنّى راقبٌ زمناً وشيكاً ***** يَبينُ به الصَّباحُ منَ الظّلامِ
أَقولُ إذا أردتُ بلا اتّقاءٍ ***** وآتي ما أشاءُ بلا احتشامِ
فعيشُ المرءِ لا عَبِقاً بسُؤْلٍ ***** ولا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ
هو الزّمنُ الذى ما صحّ يوماً ***** لعانٍ فى يديه من السّقامِ
جَموحٌ بينَ أضدادٍ فنَحْسٌ ***** بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ
وما يسْطيعُ فَرْقاً فيهِ إلاّ ***** قليلٌ بينَ عَضْبٍ أو كَهامِ
وقد عشيتْ عيونٌ فيه عن أنْ ***** تميّز بين نبعٍ أو ثمامِ
وكلُّ مقالة ٍ قيلتْ دفاعاً ***** لشرٍّ فهى صفرٌ من ملامِ
ومنْ لا فضلَ فيه ولا خلالٌ ***** تقدّم ما يقدّمه كلامى
فما الأقدامُ تعدلُ بالهوادى ***** ولا خُفٌّ يُسَوَّى بالسَّنامِ
ومن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً ***** بتفضيلٍ إِلى دارِ التَّمامِ
ومدحك لامرئٍ كذباً هجاءٌ ***** وطيفٌ زارَ في سُكْرِ المنامِ
ولو أنّا عددنا كلَّ نابٍ ***** عن الحسنى حقيقٍ بالملامِ
لكانَ النّاسُ كلُّهمُ سواءً ***** وأخرجناك من كلِّ الأنامِ
فمدحك دون كلِّ النّاسِ حلٌّ ***** وفى باقى الورى كلُّ الحرامِ
سرونة
09/08/2012, 07:24 PM
شكرتك ربي معْ يقيني بأنني
شكرتك ربي معْ يقيني بأنني ***** قصيرُ القوى والبطشِ عن سلعِ الشكر
فإنْ كانَ شُكري وهْوَ ذا مُتَقَبَّلاً ***** فمَنٌّ على مَنٍّ وبِرٌّ على بِرِّ
و أعلنتُ شكري وهو عنك مقصرٌ ***** لأخرج في النعماءِ عن حيزِ الكفرِ
وإنِّي لأَرجو أنْ تكونَ عطيَّتي ***** على قدر من أولى العطية َ لا قدري
سرونة
09/08/2012, 07:25 PM
عليكَ أميرَ المؤمنين سَلامي
عليكَ أميرَ المؤمنين سَلامي ***** وفى يدك الطّلى زمامُ غرامى
وأَنتَ الذي لمّا بلغتُ ديارَه ***** بلغتُ المُنَى عفواً ونلتُ مَرامي
ولم يكُ إِلاّ عليك توكُّلي ***** ولا كانَ إِلاّ في ذُراك مقامي
وحبّك ثاوٍ فى سوادِ جوانحى ***** وأنت صباحى فى سوادِ ظلامى
ولمّا وردتُ العِدَّ في عزِّك الذي ***** به الشَّرفُ الأقصى بلَلْتُ أُوامي
ولستُ أبالى من امامِ عظيمة ٍ ***** أَمامي بها دونَ الأنامِ إِمامي
ومالى التفاتٌ بعد أنْ كنتَ جنّتى ***** إلى منْ رمانى عامداً بسهامِ
وما شقّت الأوطار إلاّ بلغتها ***** بكلِّ صهيلٍ تارة ً وبغامِ
ومحتقرين للدّءوبِ كأنّهمْ ***** سراعاً إلى القيعانِ فوق نعامِ
إذا التفّ منهمْ واحدٌ بقبيلة ٍ ***** فقد لفَّ نبعٌ منهمُ بثمامِ
وإِنْ قُذِفوا في حَوْمة ٍ فكأنَّما ***** قذفتَ يبيساً من غضاً بضرامِ
كأنّهمُ لم يعرفوا الموتَ جرأة ً ***** عليه ولا واروا فتًى برجامِ
فقلْ للذي يَبغي مساماة َ هاشمٍ ***** وقد فضلوا فى الفجر كلَّ مسامِ
وفيهمْ شعارُ الدّين يجرى ومنهمُ ***** - كما شاهد الأقوامُ - كلُّ همامِ
وقد ملكوا الأرضَ العريضة َ كلّها ***** وقادوا عرانينَ الورَى بخِطامِ
عدلتَ بحصباء الثّرى أنجمَ العلا ***** وسوّيتَ ظلماً جثّماً بقيامِ
فأينَ ضياءٌ ساطعٌ من ظلامِهِ؟ ***** وأين سماءٌ من حضيض رغامِ ؟
فللَّهِ أيّامٌ مضَيْنَ وأنتُمُ ***** تخوضون فيها الخيلَ لجَّ قتامِ
وللخيلِ إمّا بالجسومِ طريحة ً ***** عِثارٌ وإمّا بالصَّعيدِ بهامِ
وما إنْ ترى فى ذلك "الحين" آمراً ***** مطاعاً سوى رمحٍ وحدِّ حسامِ
ولمّا أردتُمْ فصلَ ما كانَ مُلبِساً ***** ضربتمْ لهاماً فى الورى بلهامِ
وما زلتُمُ حتَّى أخذتُمْ تُراثَكُم ***** وأنتمْ كرامٌ من أكفِّ لئامِ
وطارَ الذي لا خيرَ فيهِ كأنَّهُ ***** عُقَيبَ انبلاجِ الصُّبحِ طيفُ مَنامٍ
وحقّكمُ فى النّاس ما كان خافياً ***** ولكنْ تغابٍ دونه وتعامِ
وفُزتُمْ به من غيرِ أنْ تَتدنَّسوا ***** بعارٍ وأنْ تقذوا عليه بذامِ
فللّه ما قاسيتمُ من شديدة ٍ ***** وداويتُمُ في اللهِ أيَّ سَقامِ
وعرِّضتُمُ أجلادَكمْ في حَفيظة ٍ ***** لكلِّ كُلومٍ صَعْبة ٍ وكَلامِ
وحمّلتمُ الأعباءَ وهى ثقيلة ٌ ***** وكم من ثقيلٍ فوق ثقلِ سلامِ
وإنْ كنتمُ عرّيتمُ من مقامكمْ ***** زماناً فكم صُدَّ الضُّحَى بظلامِ
فواديكمُ والحمدُ لله مفهقٌ ***** منَ العزِّ فينا والبحورُ طَوامِ
وأنتمْ كما شئتُمْ وشاءَ وليُّكمْ ***** ودمعُ الذي يُشجَى بذلك هامِ
وبالقائمِ الماضي الشَّبا قامتِ العُلا ***** وهبَّتْ عيونٌ بعدَ طولِ مَنامِ
ولولاه كنّا مثلَ نهبٍ مقسّمٍ ***** وليس لنا في ذي الأذَّية ِ حامِ
هنيئاً بهذا العيد ياخيرَ مفطرٍ ***** كما كنتَ عصرَ اليومِ خيرَ صيامِ
فإنْ تركوا مآكلاً ومشارباً ***** فإنّك ترّاكٌ لكلّ حرامِ
وإنْ جانَبوا بعضَ الأثامِ تَورُّعاً ***** فأنتَ الذى جانبتَ كلَّ أثامِ
وإنْ خشعَ الأقوامُ يوماً لربِّهمْ ***** فأينَ خُشوعٌ من خشوعِ شَمامِ؟
فلا زلتَ طلاّعاً لكلِّ ثنيَّة ٍ ***** منَ العمرِ سبّاقاً لكلِّ حِمامِ
وإنْ لم يدمْ شىء ٌ فمتّعتَ بالذى ***** به أنتَ مشغوفٌ بكلِّ دَوامِ
وبُلِّغتَ من ذُخرِ النُّبُوة ِ كلّما ***** ترامى وعنه بالنّضالِ تحامى
فبشِّرْ بوالي العهدِ قومَك عاجلاً ***** فلا طَرْفَ إلاّ نحوَ ذلك سامِ
ولا اجتازَ ثَلْمٌ لم تَرِدْه بريبة ٍ ***** ولامرَّ نقصٌ محْتَوٍ بتمامِ
ولا اعتلّ شىء ٌ كان فيك مصحّحاً ***** ولا انحلّ منك الدّهرَ سلكُ نظامِ
وإنْ أجدبتْ أجراعُ قومٍ فلا يزلْ ***** جنابُك مَمطوراً بكلِّ غَمامٍ
فلا تحفلنْ إلاّ بما أنا قائلٌ ***** ولا تسمعنْ فى المدحِ غير كلامى
ونُصحُكمُ فرضٌ، فدونَك قولة ً ***** حططْتُ لها حتّى أقولَ لِثامي
لقد ظفِرتْ أيّامُكُمْ بمحمَّدٍ ***** بماضٍ حديدِ الغَرْب غيرِ كَهامِ
فخدمتُهُ أغنتكُمُ وهْوَ واحدٌ ***** وكم واحدٍ أغنى عناءَ أنامِ
فضُمَّا عليه باليدينِ، فإنَّه ***** ملى ٌّ كما نهوى بكلِّ مرامِ
وليس سعودُ المرءِ إلاّ رضاكُمُ ***** وإنْ يطفْ منكمْ بربعِ ملامِ
خدمْتُكمُ والرَّأسُ منِّيَ فاحمٌ ***** وها الرّأسُ مبيضُّ الذّرا كثغامِ
ولم تظفروا منّى بهفوة ِ عامدٍ ***** تُطأطىء ُ رأسي أو تجرُّ مَلامي
فمَغْنى ً جَفوتمْ لا وطأتُ تُرابَهُ ***** ولاضُربتْ يوماً عليه خيامي
ومالى َ تعريجٌ بغير شعابكمْ ***** ووادٍ حَللتمْ فيه دارُ مُقامي
وعنكمْ ضرابي أو طعانيَ في العِدا ***** وفيكمْ جدالى كلّه وخصامى
فلا زلتُ موقوفَ الغرامِ عليكمُ ***** إلى أنْ أزورَ تربتى بحمامى
وعقركمُ لا كان منه ترحّلى ***** ودَرُّكُمُ لا كانَ منه فِطامي
وإنّى َ منكمْ وصلة ً وولادة ً ***** وفى حبّكمْ - لازلت عنه - مسامى
وسِيطَ بلحمي ودُّكمْ ثمَّ رُوِّيَتْ ***** عظامِيَ منه وهيَ غيرُ عظامي
وذكركمُ زادى وقوتى َ فى الورى ***** ومثلُ شرابي طعمُهُ وطعامي
سرونة
09/08/2012, 07:25 PM
ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة
ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ ***** منَ الذَّمِّ إلاَّ ما ثَوى في الضَّمائرِ
فليتكُمُ لمّا أتيتُمْ بسَوْءَة ٍ ***** و لا عاذرٌ منها أتيتمْ بعاذرِ
و ما كنتُ أخشى منكمُ مثلَ هذه ***** و كم من عجيبٍ بين طيّ المقادرِ
و لما قدرتمْ بعد عجزٍ أسأتمُ ***** وكم عفَّ عن سوءٍ بنا غيرُ قادِرِ
و ما نافعٌ منا وحشوُ قلوبنا ***** قبيحٌ من البغضاءَ حسنُ الظّواهِرِ
فلا بَرِحَتْ فيكمْ خطوبُ مَساءَة ٍ ***** ولاحُجِبَتْ عنكمْ نُيوبُ الفواقِرِ
وما زلتُمُ في كلِّ ما تَحذرونَهُ ***** و إن حاص قومٌ عن أكفَّ المحاذرِ
سرونة
09/08/2012, 07:26 PM
من أين لى معدٍ على الأيّامِ
من أين لى معدٍ على الأيّامِ ***** ومعالجٌ فيهنّ طولَ سقامى ؟
أو ضامنٌ لى أن أعمرّ ساعة ً ***** والموتُ من خلفى ومن قدّامى
مالي بما تَقضي اللّيالي طاقة ٌ ***** يا صاحِ فى نقضٍ ولا إبرامِ
عصف الرّدى بأقاربى وأصاحبى ***** والتفَّ بالآباءِ والأعمام
واجتثَّ إخوانى معاً وقبائلى ***** واجتذّ نبعى تارة ً وثمامى
وأباتنى صفرَ الأناملِ من أخٍ ***** آوى إليهِ أوْ أبلُّ أوامى
وأَرى منَ الأقوام لمّا أنْ مُحُوا ***** بيدِ الرَّدى ما حلَّ في أقوامي
كم ضلّ عنّى ما أحاول واهتدى ***** داري الذي لم يجرِ في أوْهامي
وأتى النّجاحُ فتًى وما أنْ سامهُ ***** ومضتْ بخيبتِها يدُ المُستامِ
هل نحنُ في الأيّامِ إِلاّ معشرٌ ***** صمٌّ بلا فهمٍ ولا إفهامِ
وكأنّنا فيها نحزُّ جلودنا ***** حَزَّ المُدى لحماً على أوْضامِ
نُهوى وِصالَ مَلولَة ٍ قطَّاعة ٍ ***** ونريد مثوى غيرِ ذاتِ مقامِ
وأريدُ لي فيها دواماً كاذباً ***** ما تمَّ في أحدٍ وأينَ دوامي؟
والمرءُ في هذي الحياة مُحكِّماً ***** يمناهُ بين تصاممٍ وتعامِ
فى أسرِ تقتيرٍ مكانَ تكرّمٍ ***** أو قهرِ إقدامٍ مكانَ تحامِ
وتقوده ذلاًّ وصغراً مذقة ٌ ***** من خائلٍ أو ودقة ٌ لجهامِ
ولنا النُّهى وكأنَّنا في غفلة ٍ ***** فى هذه الدّنيا من الأنعامِ
نبكى على الدّنيا ومنها دهرنا ***** فالجفنُ منها أو عليها هامِ
ورضاعها - لادرّ درُّ رضاعها ***** فهو البليّة ُ فى جوار فطامِ
وكأنّما العمرُ الطّويلُ إذا انقضى ***** طيفٌ رأَتْه مُقلة ٌ بمنامِ
ويغرُّني فأظنُّ أنّي خالدٌ ***** ما طال أو ما امتدَّ من أعوامي
وإذا وُعظتُ بمن أُصِبتُ من الورَى ***** فحمامُ كلِّ العالمين حمامى
كم ذا فرجتُ شدائداً ودفعتُها ***** بالرّمحِ آونة ً وبالصّمصامِ
ورقيتُ في الآدابِ كلَّ ثنيَّة ٍ ***** وعلَوْتُ في الأطلاب كلَّ سَنامِ
حتّى إذا أمَّ الحِمامُ زيارتي ***** لم يُنجِ إِسراجي ولا إِلْجامي
لا بدّ للسّارى دجًى من وقفة ٍ ***** والنّاطقين بنا من الإرمامِ
والصّاعدين على الورى فوق الرّبى ***** من أن يحطّوا عن ذرا الأعلامِ
ومُصيبة ٍ غطَّتْ عليَّ بصيرتي ***** ورمَتْ ضياءَ جوانحي بظلامِ
وغفلتُ عنها والرَّزايا زُوَّرٌ ***** ساحاتِ أيقاظٍ وربعَ نيامِ
وتسلَّمتْ وَسَنَ الكَرى من مُقْلَتي ***** وتناولتْ خَفْضي منَ الأيّامِ
وتقطَّعتْ عِصَمي وكانَ حلولُها السْـ ***** ـسّببَ القوى َّ إلى انحلالِ نظامى
ولقد هفا قلبى بها ولعثرة ٌ ***** بالقلبِ تُنسي عَثْرة َ الأقدامِ
قلْ للوزير وقد حسا من حرّها ***** لمّا أتَتْهُ غيرَ كأسِ مُدامِ:
حوشيتَ من حزنٍ عقيبَ مسرّة ٍ ***** فينا ومن نقصٍ بُعَيَد تمامِ
وإذا خطاك الدّهرُ لم يجتزْ بما ***** لا نَرتضيهِ فما عليهِ مَلامي
وإذا التوتْ عن ساحتيك صروفهُ ***** عَفواً فقد فُزْنا بكلِّ مَرامِ
وإذا بقيتَ مُسَلماً فَلَهيِّنٌ ***** مَن باتَ حَشْوَ جنادلٍ وسِلامَ
وإذا صححْتَ منَ الكُلومِ فدعْ بنا ***** من شئتَ مجروحاً بكلّ كلامِ
وإذا السَّراة ُ تَخصَّصَتْ وتمنَّعَتْ ***** فدعِ الشَّوى تُرمَى بأيِّ سِهامِ
فاصبرْ لها وإِنِ ارتَمَت فطالما ***** يَزدادُ في اللأْواءِ صبرُ كِرامِ
وإِذا جزعْتَ فكيفَ يصبرُ معشرٌ ***** ما فيك ليس بهمْ من الأحلامِ ؟
ولربّما أثمَ الحزينُ ولم تزلْ ***** فينا عرى َّ الكفِّ من آثامِ
أنت الذي لمَّا نزلنا شِعْبَه ***** لُذْنا بهَضْبَيْ يَذْبُلٍ وشَمامِ
وإِذا تقاسَمتِ الرِّجالُ وكانَ في ***** قسمٍ فذلك أوفرُ الأقسامِ
وإذا احْتَبى فعلى السَّكينة ِ والنُّهى ***** وإذا اختطَى فإلى المحلِّ السّامي
ومكارمٌ مشكورة ٌ حين افتدتْ ***** فينا طويلَ لزامها بلمامِ
وليسلَ عنه إنّ آخذه الّذى ***** أَخَذَ الشُّبولَ ردى ً منَ الضِّرغامِ
صَبراً صبرتُ، وفي يديك زِمامي ***** أنّى حللتَ من البلادِ خيامى
وإذا حللتَ أسًى حللتُ وإن تردْ
وبحسبِ ما ترجو قعودِيَ وادعاً ***** وبحسبِ ما تَخشى يكونُ قيامي
وضربتُ منك بحدّ عضبٍ قاطعٍ ***** لمّا ضربتُ من الورى بكهامِ
لا تنكرنْ ميلى إذا ما ملتُ بى ***** صعبٍ يلمُّ وأنتَ فيه دعامى
فجميعُ أعضاءِ الرّجالِ تصرّفاً ***** طولَ الزّمانِ توابعٌ للهامِ
كلُّ الوصائلِ يقتطعن على الفتى ***** إلاّ وصالَ محبّة ٍ وغرامِ
يا آلَ عبّاسٍ ومَن لولاهُمُ ***** كنّا بلا سرجٍ على الإظلامِ
إنْ يمضِ منكمْ شيخكمْ فلفحلكمْ ***** باقٍ لكمْ ولنا على الأعوامِ
وليلهَ عن ماضٍ ثاوٍ ثوى ***** وليسلَ عن نهرٍ ببحرٍ طامِ
وإذا ذَوى غصنٌ فلا جزعٌ وقدْ ***** أبقى لنا الأصلَ الأشمَّ السّامى
لم يمضِ عنّا مَن مضَى وظلامُهُ ***** لِتَهجُّدٍ ونهارُهُ لصيامِ
صلّى الإلهُ على الَّذي قَنَصَ الرَّدى ***** وعلى ثراهُ تحيَّتي وسَلامي
ولتبكِ فيه غدوة ً وعشيّة ً ***** فى كلِّ يومٍ عينُ كلِّ غمامِ
فلقد مضى صفرَ الحقيبة ِ من قذًى ***** عريانَ من دنسٍ وثوبِ حرامِ
أرضَى بطاعتِهِ الصَّباحَ ولم يكنْ ***** يوماً عليه ملامة ٌ لظلامِ
فلقلَّ فيه رعاية ً لحقوقهِ ***** ما سيَّرتْ أو سطَّرَتْ أقْلامي
سرونة
09/08/2012, 07:27 PM
حَذِرتُكُمُ وكم للهِ عندي
حَذِرتُكُمُ وكم للهِ عندي ***** صنيعٌ في كفايتِهِ حِذاري
و لو أني أشاءُ لكنتُ منكمْ ***** مكانَ النجمِ في الفلك المدارِ
و لم أرَ منكمُ إلاَّ خطوباً ***** فلولا الشَّيبُ شابَ لها عِذاري
رددتُمْ رَبَّ آمالٍ طِوالٍ ***** يلوذُ بكمْ بآمالٍ قِصارِ
و كنتُ وقد حططتُ بكمْ رحالي ***** نزلتُ بكم على غيرِ اختيارِ
فلا خصبتْ بلادكمُ بجدبٍ ***** و لا جيدتْ بأنواءٍ غزارِ
و لا نظرتْ عيونٌ مدلجاتٌ ***** بهنّ على الظلام ضياءَ نار
و إني آملٌ فيكمْ وشيكاً ***** و إنْ موطلتُ عنه بلوغَ ثاري
سرونة
09/08/2012, 07:27 PM
هل الشيبُ إلاّ غصّة ٌ فى الحيازمِ
هل الشيبُ إلاّ غصّة ٌ فى الحيازمِ ***** وداءٌ لرّباتِ الخدور النّواعمِ
يحدنَ إذا أبصرنه عن سبيلهِ ***** صدودَ النّشاوى عن خبيث المطاعمِ
تعمَّمتُهُ بعدَ الشَّبيبة ِ ساخطاً ***** فكان بياضُ الشّيبِ شرَّ عمائمى
وقنّعتُ منه بالمخوفِ كأنّنى ***** تقنَّعتُ من طاقاتِهِ بالأراقمِ
وهيَّبني منه كما هابَ عائجٌ ***** على الغابِ هيباتِ اللّيوثِ الضَّراغمِ
وهدَّدني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ ***** سَنا وَمْضِهِ بالقارعاتِ الحواطمِ
كفانيَ عُذَّالي على طِرْبَة ِ الصِّبا ***** وقامَ بلَوْمٍ عِفْتُهُ من لوائمي
وقصَّر عنِّي باعُ كلِّ لَذاذة ٍ ***** وقصَّر دوني خَطْوُ كلِّ مُخالِمِ
فوالله ما أدرى أصكّتْ مفارقى ***** بفهرِ مشيبٍ أوْ بفهرِ مراجمِ ؟
ولمّا سقانيهِ الزّمانُ شربتهُ ***** كما أُوجِرَ المَأْسورُ مُرَّ العلاقمِ
حنتنى َ منه الحانياتُ كأنّنى ***** إذا ظَلْتُ يوماً قائماً غيرُ قائمِ
وأصبحتُ يُستَبْطَى مُثولي ويُدَّعَى ***** وما صَدقوا فيَّ اختلالُ العزائمِ
فلا أنا مدعوٌّ ليومِ تَفاكُهٍ ***** ولا أَنا مرجُوٌّ ليومِ تخاصُمِ
فلا تَطلبا منِّي لقاءَ مُحارب ***** فما أنا إلاّ فى ثيابِ مسالمِ
ولا تَدفعا بي عنكما غُشْمَ غاشمٍ ***** فإنّى َ فى أيدى المشيبِ الغواشمِ
فلو كنتُ آسو منكما الكلمَ ما رأتْ ***** عيونُكما عندي كُلومَ الكوالِمِ
وإنّى أميمٌ بالمشيبٍ فخلّيا ***** ولا تَطلبا عندي علاجَ الأمائِمِ
مشيبٌ "كخرقِ الصّبحِ عالٍ" بياضهُ ***** بُرودَ اللّيالي الحالكاتِ العوارمِ
وتطلع فى أفقِ الشّبابِ نجومهُ ***** طلوعَ الدّرارى فى خلالِ الغمائمِ
كأنِّيَ منه كلمَّا رمتُ نهضة ً ***** إلى اللّهوِ مقبوضُ الخُطا بالأداهمِ
تُساندني الأيدي وقد كنتُ برهة ً ***** غنيّاً بنفسى عن دعامِ الدّعائمِ
وأخشعُ في الحطبِ الحقيرِ ضَراعة ً ***** وقد كنت دفّاعاً صدورَ العظائمِ
وقد كنتُ أبّاءً على كلّ "جاذبٍ" ***** فلما علاني الشيَّبُ لانتْ شكائمي
ولمّا عرانى ظلّهُ وحملتهُ ***** أنِسْتُ على عَمْدٍ بحَمْلِ المظالِمِ
فلا ينغُضَنْ رأسي إلى العزِّ بعدَما ***** تجللّهُ منه مذلُّ الجماجم
فيا صبغة ً حمّلتها غيرَ راغبٍ ***** ويا صبغة ً بدّلتها غيرَ سائمِ
ويا زائرى من غير أن أستزيره ***** كما زِيرَ حَيْزومُ الفتى باللَّهاذِمَ
أقمْ لا ترمْ عنّى وإنْ لم تكنْ هوًى ***** فكم قد سَخِطْنا فَقْدَ غيرِ مُلائمِ
فمن مبدِ لى من صحبهِ بظلامهِ ؟ ***** ومن عائضى عن بيضهِ بالسّواهمِ ؟
ومن حاملٌ عنِّي الغَداة َ غرامَهِ؟ ***** وقد كنتُ نهّاضاً بثِقْلِ المغارِمِ؟
فيا بيضَ بيضَ الرّأسِ هل لى َ عودة ٌ ***** إلى السّودِ من أغياركنّ الفواحمِ ؟
تنازحْنَ بالبِيضِ الطَّوالعِ شُرَّداً ***** كما شرّد الإصباحُ أحلامَ نائمِ
ويا فجرَ رأسي هل إلى ليلة ِ المُنَى ***** سبيلٌ وكرّاتِ المواضي القوائمِ؟
ليالى َ أفدى بالنّفوسِ وأرتدى ***** من البيض إِسعافاً ببيضِ المعاصِمِ
فإنْ كان فقدانى الشبيبة َ لازماً ***** فحُزْني عليها الدَّهرَ ضربة ُ لازمِ
وإنْ لم يكنْ نوحى بشافٍ وأدمعى ***** فدمعُ الحيا كافٍ ونَوْحُ الحمائمِ
سرونة
09/08/2012, 07:28 PM
لمّا طَلعْنَ عليَّ في غَسَقٍ
لمّا طَلعْنَ عليَّ في غَسَقٍ ***** فَخَلَفْنَ ضَوءَ الشَّمسِ والقمرِ
ساوَمْنَني قلبي فرُحْنَ بهِ ***** عني وكم بيعٍ على غرر
و أخذن مني ما سمحتُ به ***** في اليسؤِ من حالي وفي العسرِ
وكحَلْنَ عيني كلَّما مَرِهَتْ ***** ببكائها منهنَّ بالسَّهَرِ
ووعَدْنَني ما لا يَغبنَ بهِ ***** من غيرِ معذِرَة ٍ لمعتَذِرِ
قد كنتُ أحذرُ ما بُليتُ بهِ ***** دهراً وكم بَلْوى معَ الحذرِ
سرونة
09/08/2012, 07:29 PM
خلِّ عنها مَنيحة ً للئِّامِ
خلِّ عنها مَنيحة ً للئِّامِ ***** واسْلُ عمّا يُسيلُ سُحْبَ المَلامِ
وتعلّمْ كلَّ الذى أنت محتا ***** جٌ إليه فى هذه الأيّامِ
أينَ أُخطي صَوابَها والتَّجاريـ ***** ـبُ جثومٌ خلفى ومن قدّامى
ببيانٍ يسرى برأى ٍ مصيبٍ ***** كالسُّرى بالمصباحِ في الإظلامِ
خُلِقَ المرءُ ناقصاً وهو يُدمي ***** أظهرَ العيسِ فى ابتغاءِ التّمامِ
من رأى اللهُ أن ينوط به الحا ***** جَ فليسَ الغِنى له بمرامِ
ومُعنًّى بسدِّ طُرْقِ المنايا ***** وهو ملقًى على طريقِ الحمامِ
قد مضى باطلى وأقشع عنّى ***** وتجلّتْ جهالتى وعرامى
وتناسَيتُ ماتقولُ ليَ الشِّرْ ***** رَة ُ والشيبُ لامعٌ في ظلامي
فعدولى عن الهوى وصدوفى ***** وعكوفى على النّهى ومقامى
وأطعتُ النّصيحَ من عد أنْ كنـ ***** ـتُ على النّصحِ خالعاً للجامى
وتجافيتُ طائعاً مَسْرَحَ اللَّهْـ ***** ـوِ ومجنى المنى ومحبى اللّئامِ
وأَعَدْتُ العُفاة َ بالجاهِ والما ***** لِ يجرّون بردة َ الإنعامِ
وتعلّمتُ أنّما زورة ُ الآ ***** مالِ فينا كزورة ِ الأحلامِ
ومُقامي منَ الخلائفِ في يو ***** مِ اجتماعِ الوفود خيرُ مقامِ
ما لغيرى مثلُ الذى لى َ منهمْ ***** من صنوفِ الإعظامِ والإكرامِ
لم يزالوا ولن يزالوا مشيديـ ***** ـنَ محلِّي ومُجْزِلي أقسامي
ومُهيبين بي وقد عَنَتِ الشُّو ***** رى إلى الرَّأي في الأمور الجِسامِ
وإذا ماحكمتُ في الأمرِ سَدّوا ***** طرقاتِ الخروجِ عن أحكامى
ويردّون سرحهمْ عن جميع الـ ***** ـقاعِ ما لم يكن به أنعامى
ملكوا رِبْقَتي لِما سَيَّروهُ ***** مِن لُصوقي بودِّهمْ والتزامي
وإليهمْ إذا تحيّز أقوا ***** مٌ بقومٍ تحيُّزي وانضمامي
وتخصّصتُ بالملوكِ يلبّو ***** ن نِدائي ويسمعون كلامي
وإذا ما ذممت يوماً عليهمْ ***** في عظيمٍ أمضَوْا هناك ذِمامي
ومتى أعْضَلَتْ خُطوبٌ صِعابٌ ***** أو وهى للملوك سلكُ نظامِ
جعلوني دليلَهمْ في ضَلالٍ ***** مُوقَدٍ أو صباحَهمْ في ظلامِ
قد رأَوْا يومَ هيَّجوا ملكَ البَصْـ ***** ـرة ِ كفّى له عن الإقدامِ
بعد أنْ أزمعَ اللّقاءُ وأهوى ***** لاقتناصِ الطّلى هوى َّ القطامى
وتراءَتْ للنّاسِ شَنعاءُ صَمّا ***** ءُ تجوبُ الدّجى بغير خطامِ
قلّدونى إصلاحها ورموا بى ***** طلبَ السّلمِ فى صعابِ المرامى
فتلافَيْتُ دَرْأَها باعتدالي ***** ودعمت اعوجاجها بدعامى
وأعَدْتُ الصَّفاءَ من بعدِ أنْ كا ***** ن "مسوقاً" من قبضة ِ المستامِ
كيفَ يبغي شَأْوي وقد ملكَ الفَوْ ***** تَ عَثورُ الخُطا قصيرُ المَرام؟
وغبيٌّ يَخالُ وهْوَ ورائي ***** أنَّه من فضيلة ٍ مِن أمامي
ليس ذنبي عليه غيرَ زِيادا ***** تي عليه ونقصَه عن تَمامي
قد خصمتُ الذين مدّوا إلى الفخـ ***** ـر طماحاً بقطع كلِّ خصامِ
لم يُصِبْني بالسُّوءِ رامٍ وكم أصْـ ***** ـمَى وأرَدَى بما يُعابُ الرّامي
غُرِسَتْ في ذُرا الفخارِ أُصولي ***** وفروعي خُضْرُ الغصونِ نوامِ
فدعوا للشّجاع مطواه فى الوا ***** دي وخَلُّوا العرينَ للضِّرْغامِ
ليس بيني وبينَ أوَّلِ قومي ***** غيرُ برٍّ أوْ مرسلٍ أو إمامِ
أوْ عظيمٍ مؤهَّلٍ لخطوبٍ ***** شامساتٍ أوْ حادثاتٍ عظامِ
بحلومٍ مثل الصّخورِ رزانٍ ***** ووجوهٍ مثلِ البُدورِ تَمامِ
أرجى الذّكرِ طيّبى النّشرِ بسّا ***** مينَ من كلِّ باسلٍ بسّامِ
ليس قيهمْ إلاّ الرئيسُ على الأشـ ***** ـياخِ طُرّاً والسِّنُّ سِنُّ الغُلامِ
خلفوا الغيثَ فى المحلولِ وكانوا ***** فى البرايا الأرواحَ فى الأجسامِ
وإذا ما الدِّماءُ سِلْنَ وأطرا ***** فُ العوالى همتْ بموتٍ زؤامِ
وهبوا العيشَ للمماتِ وآبوا ***** بأُنوفٍ شُمٍّ عن الإرغامِ
وتسلَّوْا والعِرْضُ أَمْلَسُ لم يُدْ ***** مَ بقرفٍ عن الجلودِ الدّوامى
وأبى طعنهمْ سوى ثغرة ِ النّحـ ***** ـر وضربُ السُّيوفِ غيرِ الهامِ
وإذا ما قرنْتَهمْ بسواهُمْ ***** بان ما بين تلعة ٍ وشمامِ
كان لَوْلايَ غائضاً مكرعُ الفقـ ***** ـهِ سحيقَ المدا وبحرُ الكلامِ
ومعانٍ شحطن لطفاً عن الأفـ ***** ـهامِ قرّبتها من الأفهامِ
ودقيقٌ أبرزتهُ بجليلٍ ***** وحلالٌ أبنتهُ من حرامِ
كم لَدودٍ خصمتُهُ بجدالٍ ***** فكأنّى كعمتهُ بكعامِ
وعنودٍ هديتهُ بعد أنْ كا ***** ن شروداً عن سنّة ِ الإسلامِ
وطويلِ اللّسانِ صبّتْ عليه ***** بمقالى غمائمُ الإفحامِ
وبنثرى والنّظمِ سارتْ إلى الآ ***** فاقِ شُوسٌ يمدُدْنَ فضلَ زِمامِ
قد بلغتُ الذى أردتُ وجاوز ***** تُ طويلاً تمنّى َ الأقوامِ
ما أبالى - وقد رأيتُ بنفسى ***** ما ترجَّتْ منِّي ـ بُدورَ حِمامي
وتعرّتْ مآزرى وذيولى ***** مِن عيوبٍ مذمومة ٍ وأَثامِ
فحياة ٌ كميتة ٍ، ورحيلٌ ***** إنْ تَدانَى وشيكُهُ كمُقامِ
سرونة
09/08/2012, 07:29 PM
هو الزمان فلا عيشٌ يطيب به
هو الزمان فلا عيشٌ يطيب به ***** و لا سرورٌ ولا صفوٌ بلا كدر
يحني الفتى فإذا لميتْ جنايتهُ ***** أحال من ذنبهِ ظلماً على القدرِ
وكلَّ يومٍ منَ الأيّامِ يُعجبُنا ***** فإنَّما هو نقصانٌ منَ العُمُرِ
سرونة
09/08/2012, 07:34 PM
ربّ ذنبٍ يضيق عن مسرحِ العذ
ربّ ذنبٍ يضيق عن مسرحِ العذ ***** رِ وجانِ لا صفحَ عن أجرامِهْ
وحقيقٍ باللَّومِ أخرَسَني الدَّهـ ***** ـرَ زماناً فلم أفهْ بملامهْ
وشَتيتِ الظُّنونِ يحذرُ كلَّ الـ ***** ـحِذْرِ من خلفِهِ ومن قُدّامِهْ
لم يبنْ لى إقبالهُ من تولّيـ ***** ـهِ ولم أدرِ برأه من سقامهْ
كلّما ساءني بفعلٍ قبيحٍ ***** جاءنى منه سرّنى بكلامهْ
سرونة
09/08/2012, 07:34 PM
أيا زائراً باللّيل من غيرِ أنْ يَسري
أيا زائراً باللّيل من غيرِ أنْ يَسري ***** و هل زائرٌ بالليل من غير أن يسري ؟
ويا مُشْبهاً للفجرِ ضوءُ جبينِهِ ***** أبنْ لي قليلا كيف روعتَ بالفجرِ
تجودُ علينا والمعاذيرُ جَمَّة ٌ ***** و تبخلُ بالجدوى وأنت بلا عذرِ
ولمَّا تعاتبنا على الهجرِ صُغتَ لي ***** دُنُوَّك من بُعدٍ ووصلكَ من هجرِ
وأَوليتَ بِرّاً لم يكنْ عندَ واصلٍ ***** إليه " وإن " أغنى " نصيباً " من الشكر
سرونة
09/08/2012, 07:35 PM
يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ
يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ ***** كيف خلا أُفقُكِ من أَنجُمِ؟
عهدي بها يرتعُ سكّانُها ***** في ظلِّ عيشٍ بينَها أَنعَمِ
لم يُصبِحوا فيها ولم يَغْبُقوا ***** إلاّ بكأسى ْ خمرة ِ الأنعمِ
بكيتُها من أَدمُعٍ لو أَبَتْ ***** بكيتُها واقعة ً من دمِ
وعُجتُ فيها راثياً أهلَها ***** سَواهِمَ الأوصالِ والمَلْطَمِ
نحلنَ حتّى حالهنّ السّرى ***** بعضَ بقايا شطنٍ مبرمِ
لم يدعِ الإسآدُ هاماتها ***** إلاّ سقيطاتٍ على المنسمِ
يا صاحبي يومَ أَزالَ الجَوَى ***** لحمى بخدّى َّ عن الأعظمِ
"داويتَ" ما أنت به عالمٌ ***** ودائى َ المعضلُ لم تعلمِ
ولستُ فيما أَنا صبٌّ به، ***** منْ قرن السّالى َ بالمغرمِ ؟
وَجْدي بغيرِ الظَّعنِ سيّارة ً ***** من مُخْرِمٍ ناءٍ إلى مَخْرِمِ
ولا بلفّاءَ هَضيمِ الحشا ***** ولا بذاتِ الجيد والمعصمِ
فاسمعْ زفيري عندَ ذكرِ الأُلى ***** بالطّفِّ بين الذّئبِ والقشعمِ
طَرْحَى فإمّا مُقْعَصٌ بالقَنا ***** أو سائلُ النّفسِ على مخذمِ
نثرٌ كدرٍّ بددٍ مهملٌ ***** لغفلة ِ السِّلكِ فلم يُنْظَمِ
كأنّما الغبراءُ مرميّة ٌ ***** مِن قِبَلِ الخضراءِ بالأنجمِ
دعوا فجاءوا كراماً منهمُ ***** كم غَرَّ قوماً قَسَمُ المُقسِمِ
حتّى رأوها خرياتِ الدّجى ***** طَوالعاً من رَهَجٍ أقْتَمِ
كأنَّهمْ بالصُّمِّ مَطرورة ٌ ***** لمنجد الأرض على متهمِ
وفوقَها كلُّ مَغيظِ الحَشا ***** مُكتِحِلِ الطَّرْفِ بلونِ الدَّمِ
كأنَّه من حَنَقٍ أجْدَلٌ ***** أرشدَهُ الحِرْصُ إلى مَطْعَمِ
فاستقبلوا الطّعنَ إلى فتية ٍ ***** خُوّاضِ بحرِ الحَذَرِ المُفْعَمِ
من كلِّ نهَّاضٍ بِثِقْلِ الأذى ***** موكّلِ الكاهلِ بالمعظمِ
ماضٍ لما أمَّ فلو جاد فى الـ ***** ـهيجاءِ بالحَوْباءِ لم يندَمِ
وكلِّ عانٍ في إسارِ الهوى ***** أُطعِمْ يومَ السَّلمِ لم يَطعم
مثلّمِ السّيفِ ومن دونهِ ***** عرضٌ صحيحُ الحدِّ لم يثلمِ
فلم يزالوا يكرعون الظّبا ***** بين تراقى الفارسِ المعلمِ
فمُثخَنٌ يحملُ شَهّاقة ً ***** تحكى لراءٍ فغة َ الاعلمِ
كأنّما الورسُ بها سائلٌ ***** أو أنبتتْ من قضبِ العندمِ
ومستزلٌّ بالقنا عن قرا ***** عَبْلِ الشَّوَى أو عن مَطا أدهمِ
لو لم يكيدوهمْ بها كيدَة ً ***** لانْقلبوا بالخِزْي والمَرْغَمِ
فاقتبضتْ بالبيضِ أرواحهمْ ***** في ظلِّ ذاك العارضِ الأَسْحَمِ
مصيبة ٌ سيقتْ إلى أحمدٍ ***** ورَهْطِهِ في الملأِ الأعظمِ
رُزْءٌ ولا كالرُّزْءِ من قبلِهِ ***** ومُؤلمٌ ناهيكَ من مؤلِمِ
ورمية ٌ أصمتْ ولكنّها ***** مصمية ٌ من ساعدٍ أجذمِ
إنْ خافِ فقراً لم يجُدْ بالنَّدى ***** من جائرٍ عن رشدهِ أوعمِ
يُحسبُ يَقظانَ منَ النُوَّمِ:
لا تحسبوها حلوة ً إنّها ***** أَمَرُّ في الحلقِ من العَلْقَمِ
صرّعهمْ أنّهمُ أقدموا ***** كم فدى َ المحجمُ بالمقدمِ
هل فيكمُ إلاّ أخو سوءة ٍ ***** مُجَرَّحُ الجِلْدِ منَ اللُّوَّمِ
إنْ خاف فقراً يجدْ بالنّدى ***** أوهابَ وَشْكَ الموتِ لم يُقْدِمِ
يا آلَ ياسينَ ومَنْ حُبُّهمْ ***** مَنْهَجُ ذاك السَّنَنِ الأقومِ
مهابطُ الأملاكِ أبياتهمْ ***** ومستقرُّ المنزلِ المحكمِ
فأنتمُ حجّة ُ ربّ الورى ***** على فَصيحِ النُّطقِ أو أَعجمِ
وأينَ؟ إلاّ فيكُمُ قُرْبَة ٌ ***** إلى الإلهِ الخالقِ المنعمِ
واللهِ لا أخليتُ من ذكرِكمْ ***** نَظْمي ونثري ومَرامي فمي
كلاّ ولا أغببتُ أعداءكمْ ***** من كَلمِي طَوْراً ومن أسْهُمي
ولا رئى يومَ مصابٍ لكمْ ***** مُنكشِفاً في مشهدٍ مَبْسَمي
فإنْ أغبْ عن نصركمْ برهة ً ***** بمرهفاتٍ لم أغبْ بالفمِ
صلَّى عليكُمْ ربُّكمْ وارتَوَتْ ***** قبورُكمْ من مُسبِلٍ مُثْجِمِ
مقعقعٍ تخجلُ أصواتهُ ***** أصواتَ ليثِ الغابة ِ المُرْزِمِ
وكيف أستسقي لكمْ رحمة ً ***** وأَنتمُ الرَّحمة ُ للمجرمِ؟
سرونة
09/08/2012, 07:35 PM
لاتنظري اليومَ يا سلمى إليَّ، فما
لاتنظري اليومَ يا سلمى إليَّ، فما ***** أبقى المشيبُ بوجهي نظرة َ البشرِ
جنى عليَّ فقولي كيف أصنع في ***** جانٍ إذا كان يَجني غيرَ مُقتدرِ
عرا فأعرى من الأوطار قاطبة ً ***** قهراص وألبسني ما ليس من وطري
وقد حَذرتُ ولكنْ ربَّ مُغتربٍ ***** لم أنجُ منه وإنْ حاذرتُ بالحذرِ
فإنْ شكوتُ إلى قومٍ مساكنُهمْ ***** ظلُّ السَّلامة ِ رَدُّوني إلى القَدَرِ
كوني كما شئتِ في طولٍ وفي قِصَرٍ ***** فليسَ أيّامُ شيبِ الرّأس من عُمُري
فقل لمن ظلّ يسلي عن مصيبتهِ ***** لا سلوة ٌ ليَ عن سمعي وعن بصري
شرُّ العقوبة ِ ياسلمى على رجُلٍ ***** عقوبة ٌ من صروفِ الدَّهر في إِ
نْ كانَ طالَ له عمرٌ فشيَّبَهُ ***** فكلُّ طولٍ عداهُ الفضلُ كالقِصَرِ
يلينُ منه ويرخى من معاجمهِ ***** كرهاً ولو كان منحوتاً من الحجرِ
فإن تكن وخطاتُ الشيب من شعري ***** بيضاً فكم من بياضٍ ليس بالغررِ
ما كلُّ إشراقة ٍ للصبحِ في غلسٍ ***** و ليس كلُّ ضياءٍ من سنا القمرِ
سرونة
09/08/2012, 07:35 PM
و أعرضتِ حتى لا أراك وإنما
و أعرضتِ حتى لا أراك وإنما ***** أرى منك وجهَ الشمسِ أو طلعة َ البدرِ
و لم يكُ ذاك الصدّ إلاَّ لمقلتي ***** و قلبيَ عن مغنى هواك بلا سترِ
وهجرُكِ منِّي ليس إلاّ لعلَّة ٍ ***** و لكنّ هجراً جاء منكِ بلا عذرِ
ويومِيَ لا ألقاكِ فيهِ وأجتلي ***** به منكِ وجهَ الحُسن ماهو من عُمري
و إن لم يكن لي منكِ صفحٌ فأعطني ***** نصيباً من البلوى وحظا من الصبرِ
فلا تفتنوا بعدي بشيءٍ فإنني ***** فتنتُ بمملوءِ الجفون من السحرِ
يسيءُ وما ينوي الإساءة َ عابثاً ***** و يقلقني شوقاً إليه وما يدري
و هان عليه والهوى ليس عنده ***** دموعٌ لبينٍ منه أو جَفوة ٌ تجري
فيا ليتَ من يشفي الجوى لم يعلني ***** و من لم يكن نفعي به لم يكن ضري
سرونة
09/08/2012, 07:36 PM
وزائرٍ ما زار إلاّ
وزائرٍ ما زار إلاّ ***** ـلا في سَوادِ الظُّلَمِ
جاد ولم يدرِ بما ***** جاد ولمّا يعلمِ
ومتّعَ القلبَ من الـ ***** ـخيرِ بما لم يَدُمِ
بات الكرى يشفع لى ***** فى نيلِ تلك النّعمِ
عطيَّة ٌ ما طُلبتْ ***** ومنّة ٌ لم ترمِ
لا عيبَ إلاّ أنّها ***** زيارة ٌ في الحُلُمِ
سرونة
09/08/2012, 07:36 PM
لَدارُكَ من قلبي كقلبي كرامة
لَدارُكَ من قلبي كقلبي كرامة ً ***** و برك عندي ليس يبلغه شكري
وأنتَ الذي أبغيهِ في شَطَطِ المُنَى ***** وأشرطُه يوَم الشِّراطِ على دهري
و ما راعني إلاّ فراقك بغتة ً ***** و قلبيَ مملوءٌ لوصلكَ بالبرَّ
و كنتُ وقد عريتُ منك كمدلجٍ ***** تعري على الظلماء من طلعة ِ البدرِ
و لم أدرِ ما في يومنا غيرَ أننا ***** قُطِعْنا بقَطْرٍ لا يدومُ عن القَطْرِ
سرونة
09/08/2012, 07:36 PM
ولمّا التقينا والقلوبُ مهيجة
ولمّا التقينا والقلوبُ مهيجة ٌ ***** وأيماننا مشغولة ٌ بالقوائمِ
جَعلنا القنا فيهم مكانَ ضلوعِهمْ ***** وحدَّ الظُّبا منهمْ مكانَ العمائِمِ
وأَقدَمَتِ النَّصْرَ البعيدَ سيوفُنا ***** وقد كانَ لولا سلُّها غيرَ قادمِ
وعُدنا كما شِئنا تَعَثُّرُ خيلُنا ***** عُقيبَ التَّلاقي بالطُّلى والجماجِمِ
سرونة
09/08/2012, 07:36 PM
قلتُ لمسودٍّ له شعرهُ
قلتُ لمسودٍّ له شعرهُ ***** هل لكَ في المبيضِّ مِن شَعري؟
خذْهُ وإْنْ لم ترضَه صاحباً ***** مع الدمى يبقى مدى العمري
فقال : ما أبعدَ ما بيننا ***** ونازحٌ أمرُكَ مِن أمري
عمرتَ ستين ونيفتها ***** ونَيَّفَتْ منِّي على عَشْرِ
ليس إلى دائك من حيلة ٍ ***** فاجرعْ ملاءً أكْؤُسَ الصَّبرِ
سرونة
09/08/2012, 07:37 PM
لا تخشَ من غائلة ٍ فُوِّضَتْ
لا تخشَ من غائلة ٍ فُوِّضَتْ ***** إلى الإلهِ القادرِ العالمِ
ونَمْ إذا شئتَ، فإنَّ الذي ***** يرعاكَ فيها ليسَ بالنّائمِ
كم ذا وَقَى اللهُ بألْطافِهِ ***** شَرَّ غَشومٍ مُجمِعٍ عازمِ
وكم أزال اللهُ من ظالمٍ ***** وأنصفَ القاعدَ من قائمِ
سرونة
09/08/2012, 07:37 PM
ماضرَّ مَن للنّوى زُمَّتْ ركائبُهُ
ماضرَّ مَن للنّوى زُمَّتْ ركائبُهُ ***** لو جادَ لي ساعة َ التَّوديع بالنَّظرِ
رميتُمُ القلبَ منِّي بالوجيبِ وقد ***** فارقتمونيَ والعينينِ بالسَّهَرِ
وكدتُ أقضي غداة َ البين من جَزَعٍ ***** لولم يكنْ قلبٌ صِيغَ من حجرِ
وكيفَ يَسْلاكُمُ قلبي المشوقُ وقد ***** غيَّبتُمُ نَصري بالبين عن بَصري
وما تركتُ قراراً من فراقِكُمُ ***** لكنْ حذرتُ وكم لم ينجني حذري
سرونة
09/08/2012, 07:37 PM
ضنَّ عنّي بالنَّزْرِ إذْ أنا يقظا
ضنَّ عنّي بالنَّزْرِ إذْ أنا يقظا ***** نُ وأعطَى قليلَه في مَنامي
زورة ٌ عاجلتْ وما هى إلاّ الزّ ***** زُورُ سُقماً مُبرِّحاً من سَقامِ
والتقينا كما اشتهينا ولا عيـ ***** ـبَ سِوى أنَّ ذاكَ في الأحلامِ
وإذا كانتِ الملاقاة ُ ليلاً ***** فاللّيالي خيرٌ منَ الأيّامِ
سرونة
09/08/2012, 07:38 PM
أمنتُ حذاري منكمُ وكفيتكمْ
أمنتُ حذاري منكمُ وكفيتكمْ ***** وأنتم بمنِّ الله وَسْطَ المحاذِرِ
فما لكُمُ عندي وقد عشتُ بُرهة ً ***** أخافكُمُ بغياً عليَّ بعاذِرِ
فلا تأمنوا إنْ كنتمُ قد أمنتمُ ***** سِهامَ الأعادي من سهامِ المقادِرِ
و كم ذا انفضتُ الكفّ من نصرَ أسرتي ***** على خطة ٍ خشناءَ واللهُ ناصري
و كم ذا خشيتُ الأمرَ قبل هجومهِ ***** و سرْ بلته كرهاً فلم يكُ ضائري
سرونة
09/08/2012, 07:42 PM
هبتْ تلومُ على الندى هندُ
هبتْ تلومُ على الندى هندُ ***** يا هندُ خيرٌ من غِنًى حَمْدُ
الحمدُ يَبقَى لي وإنْ تَلِفَتْ ***** نفسي وفاتَ الأهلُ والوُلْدُ
و المالُ تأكلهُ النوائبُ والأحداثُ حتى ما لهُ ردُّ ***** النَّوائبُ وال
ويَبيتُ يحرسُهُ وإنْ دفعتْ ***** عنه الكرامُ الطِّفْلُ والعبْدُ
و الحمد لا يستطيع بأخذه ***** مِنْ راحتيَّ النَّاكِلُ الوَغْدُ
و إذا سريتُ سرى معي وضحاً ***** وهْناً وجُنْحُ اللّيلِ مُسْوَدُّ
يا هندُ إنَّ الدّارَ زائلة ٌ ***** والقربُ يأتي بعدَهُ بُعْدُ
عُمْري يروحُ وما أهَبْتُ بهِ ***** ذاك الحِمامُ بهِ ولا يَغْدُو
ما كنتُ بالمنقادِ في يَدِه ***** لو كان في أيدي الردى بدُّ
والمرءُ غاية ُ لُبْسِهِ كَفَنٌ ***** يَبْلى ، وآخِرُ بَيتِهِ اللَّحْدُ
كم معشرٍ هُجرتْ ديارُهُمُ ***** بأساً وعرَّج عنهُمُ القصْدُ
متجاورينَ بدارِ مَضْيعَة ٍ ***** لا حرَّ عندهمُ ولا بردُ
ما فارقوا إلاّ برغمِهُمُ ***** في النّاسِ مَنْ عَشِقوا ومَنْ وَدُّوا
و إذا دعا وجداً يدلُّ بهِ ***** عند المنية ِ خانهُ الوجدُ
فاتَ الأصمَّ اليابسَ الجَلْدُ ***** مُكْثٌ على الدُّنيا ولا خُلْدُ
أحداثُ حتّى ما لَهُ رَدُّ ***** خوفَ الرَّدى غَوْرٌ ولا نَجْدُ
كلُّ النُّفوسِ وإنْ غفلنَ هوًى ***** بينَ الحِمامِ وبينها وعْدُ
والنَّدْبُ فَسْلٌ في الزّمان إذا ***** أهوى له والوهنُ الجلدُ
لو فاتَ تشعيثُ الزَّمانِ فتًى
ونَجَتْ وعولُ هضابِ كاظمة ٍ ***** منه وما شَقِيَتْ به الرُّبْدُ
و تودّ هندٌ وهيَ مشفقة ٌ ***** أني خلدتُ وفاتها الودُّ
وتردُّ عنِّي كلَّ طارقة ٍ ***** أنَّى وليس يطيعُها الردُّ!
و تقول لا عبثَ البعادُ بنا ***** وتضِلُّ عمَّنْ خانهُ البُعْدُ
و تؤودها البأساءِ إنْ نزلتْ ***** داري وعرَّسَ عندِيَ الجَهْدُ
و تريدُ لي ما ليس في يدها ***** أمداً على الأيامِ يمتدُّ
وتُعيذُني ما ليس ينفعُها ***** من راحة ٍ ما بَعْدَها كَدُّ
تَسَلِين إنْ زلَّتْ بِنا وبِكمْ ***** قدمٌ وطول بيننا العهدُ
كم جاء مثلك وهيَ ذاهلة ٌ ***** من حادثٍ بعضُ الَّذي يبدو
في وَهْيِ ليلٍ شَبَّها زَنْدُ
يَلِجُ البيوتَ وليس يدفعُهُ ***** هَزْلٌ يرادُ به ولا جِدُّ
لا تَخدِشي خداً عليَّ فما ***** ردّ الفتى أنْ يخدش الخدُّ
و تعلمي إنْ كنتِ عالمة ً ***** أنّ الحمامَ على الورى يعدو
ما إنْ جنى وردٌ عليكِ ردى ***** حتّى يُعَطَّ لذلك البُرْدُ
لا تحفلي بالشامتين فما ***** أنا في المنية ِ دونهمْ وحدُ
لم يُدركوا بعدي الطِّلابَ ولا ***** سدوا بمثلي الخرقَ إنّ سدوا
ولقد كفيتُهُمْ وما شَعروا ***** كيْدَ العِدا ولكيدهمْ وَقْدُ
وعَلَتْ بهمْ لمّا جَذَبْتُهُمُ ***** بيديَّ قسراً تلكمُ الوهدُ
نزعوا الخمولَ بما كسوتهمُ ***** من مَأْثُراتٍ حشوُها المجدُ
وتناهبوا الأوْساقَ مِنْ شَرَفٍ ***** لا صاعَ فيه لهمْ ولا مدُّ
و أنا الذي وسطَ الخميسِ إذا ***** ناديتُ: شُدُّوا بالقنا شَدّوا
و عليَّ منْ خلعِ القنا حلقٌ ***** لم يدنها نسجٌ ولا سردُ
في حيثُ يُنجيك الطِّعانُ ولا ***** ينجى الأقبُّ القارحُ النهدُ
ينجو قذاها غيرَ متئدٍ ***** مِثْلَ الوَسيقة ِ لَزَّها الطَّرْدُ
ويَصُدُّ عن تَزويقِ زينتِها ***** حيثُ استُثِيرَ فَأَعْوَزَ الصَّدُّ
تنبى بهِ أسبابها النكدُ
يا مرة ً ويظنّ ذائقها ***** أبَدَ الزّمانِ بأنَّها شَهْدُ!
ما دام غيكِ وهو منك هوى ً ***** فيدوم فيك ويذهب الرشدُ
كم ذا عقدتِ على الوفاءِ وما ***** ينفكُّ يضعفُ ذلك العقدُ ؟
وذنوبُ صَرْفِكِ إنْ عُدِدْنَ لنا ***** فَنيَ الزَّمانُ وما انْقَضَى العَدُّ
أمّا ديارُ السّاكنينَ إلى ***** نجواكِ فهْيَ الدُّرَّسُ المُلْدُ
لا جَرْسَ فيها غيرَ أنْ صَدَحَتْ ***** قُمْرِيَة ٌ أو قَعْقَعَ الرَّعْدُ
وبكى على مَنْ حلَّها ومضَى ***** مسحنككُ القطرينِ مربدُّ
زَجِلاً كأنَّ صَليلَ هَيْدَبِهِ ***** زأرتْ وقد ريعتْ به الأسدُ
أينَ الّذينَ على القِنانِ لهمْ ***** شَرفٌ عزيزٌ بَحرُهُ عِدُّ؟
مُدّوا النعيمَ فحينَ تَمَّ لهمْ ***** سُلبوه وانقطعَ الّذي مُدّوا
من كلَّ أباءِ الدنية ِ لمْ ***** يُفْلَلْ له في مَطلبٍ حَدُّ
كاللّيثِ أبرزَ شخصَهُ خَمَرٌ ***** والسَّيفِ أعلَنَ مَتْنَهُ غِمْدُ
ذعنتْ لعزتهمْ وهيبتهمْ ***** الشيبُ في الأحياءِ والمردُ
ويسودُ طفلُهُمُ تميمتُهُ ***** لم تنفصمْ وقرارهُ المهدُ
ردوا الخطوبَ قعدنَ ناكصة ً ***** لكنَّهمْ للموتِ ما ردّوا
ما نافعٌ جدى إلى أمدٍ ***** جدَّ الفتى وقدِ التَوى الجَدُّ
فَلَئِنْ فُقِدْتُ فإنَّ لي كَلِماً ***** حتماً خوالِدَ ما لها فَقْدُ
تفرى البلادَ وما يحسُّ بها ***** عَنَقٌ على دَوٍّ ولا وَخْدُ
من كلَّ قافية ٍ مرقصة ٍ ***** يَشْدو بها الغِرِّيدُ إنْ يَشْدُو
و إذا تضوع نشرُ نفحتها ***** قال العرارُ تضوع الرندُ
طلعتْ كشمسِ ضحى ٍ على أفقٍ ***** بيضاءَ لا يَسْطيعها الجَحْدُ
و كأنما أغراضها شررٌ
سيارة ٌ جمحُ الكلامِ لها ***** سمحٌ وحرُّ فصيحها عبدُ
يثنى عليها الحاسدون على ***** إحسانها وخصومُها اللُّدُ
فلو أنّ جوهرَ لفظها جسدٌ ***** لأضافَهُ في سِلْكِهِ العِقْدُ
سرونة
09/08/2012, 07:54 PM
كذا تكشفُ الغمّاءُ بعد ظلامها
كذا تكشفُ الغمّاءُ بعد ظلامها ***** وتبرأ أوطانُ العلا من سقامها
وتغمدُ بيضُ الهندِ من بعد فجعها ***** جُسومَ الكُماة ِ المُصْلِتين بِهامِها
وتُركَزُ سمرُ الهندِ من بعدِ خَرْقِها ***** نحورَ العدا طعناً وفضِّ ختامها
وتَضحي رياضُ الحَزْنِ خُضْراً أريضة ً ***** وقد رُويتْ كما اشتهتْ مِن غَمامِها
ويضحكُ وجهُ الخَطْبِ بعدَ عُبوسِهِ ***** وتخمدُ نارُ الحربِ بعد اضطرامها
فيا رُكْنَ دينِ الله والعروة ُ الّتي ***** كُفِينا بصُنْعِ اللهِ شَرَّ انفصامِها
هنيئاً بها من نعمة ٍ فاتتِ المنى ***** فلم يبقَ للآمالِ غيرُ دوامها
وما قادها من بعد انْ أعيتِ الورى ***** إليك سِوى ربِّ الورى من خِطامِها
فلم تكُ إلاّ عزمة ً منك فى التّقى ***** كفَتْك منَ الأيّامِ سُوءَ اعتزامِها
دعوتَ لها مَن لا يخيبُ دعاؤُهُ ***** فأرعاكَ منها مِنْ أجَلِّ مَسامِها
فكانَ ضَميناً بُعدُها بدُنُوِّها ***** مكان كفيلاً صدعها بالتئامها
وما زلتُ أرجوها ومنتظراً لها ***** كمنتظرٍ من حاملٍ لتمامِها
وكنتَ إذا ما حادثاتٌ تعرَّضَتْ ***** رأيتَ جلاها من خلالِ قتامها
فكفكَفْتَ منها قبلَ حينِ طلوعِها ***** وروَّأتَ فيها قبلَ وَشْكِ انهجامِها
فإنْ كنتَ قد قاسيتَ منها عظيمة ً ***** فإنَّ العظيمَ مُبتَلى ً بعظامِها
فإن أجرمتْ فيك اللّيالي فقد أَتَتْ ***** على عجلٍ منها بمحوِ اجترامها
وقد وادعتنا اليومَ فاغفر لها الذى ***** مضَى من تجنِّيها وفَرْطِ عُرامِها
وداوتْ جروحاً من يَدَيها رغيبة ً ***** وعَفَّتْ نُدوباً من نُدوبِ عِذامِها
ووقّرتها بعد الجنونِ وقد ثوتْ ***** خَبوطاً عَثوراً خُفُّها بزمامِها
فها هيَ لاتُقذَى بشيءٍ منَ القَذى ***** ولا يستطيعُ الدَّهرُ حلَّ نظامِها
حمًى يتّقيهِ المقدمون وخطّة ٌ ***** أبَتْ لمُغيرٍ ثُلَّة ً مِن سَوامِها
فيا بعدَ مرمى ليلها من صباحها ***** ويا بُعْدَ مَرْمَى نَبعها من ثُمامِها
وعلّمتَ أملاكَ الورى إنْ تعلّموا ***** لدى نكبة ٍأنْ يخلصوا من مذامها
وإنْ يشتروا فى ساحة ِ العزِّ رتبة ً ***** تجاذبها الأيدى بحكمِ استيامها
ومغرورة ٍ بالسِّلْمِ حنَّتْ إلى الوغَى ***** فلم تمشٍ إلاّ فى طريق اصطلامها
رَمَتْك فلمَّا لم تُصِبْك تَناكصتْ ***** مخيّبة ً مجروحة ً بسهامها
ولمّا رأتْ منك الصَّريمة َ أَبدَلَتْ ***** على مضضٍ إقدامها بانهزامها
فروّيتَ ظمآنَ الثّرى من دمائها ***** وأشبعتَ ذؤبانَ الفضا من عظامها
وما برحتْ حتّى أدرتَ وما درتْ ***** كؤوسَ رَداها لا كؤوسَ مُدامِها
ولمّا تركتَ السَّيفَ فيهمْ وحُكمَهُ ***** جعلتَ بُكاها في مكانِ ابتسامِها
عصابة ُ بَغْيٍ بُوعِدَتْ عن حُلومِها ***** فلم تدرِ جهلاً شَيخَها من غُلامِها
أقامتْ على دارِ العُقوقِ فلم تَرِمْ ***** وما رَدَّدَتْ إلاّ طويلَ ملامِها
ولمّا رأَتْكَ مُقبلاً حازَ فَهْمُها ***** وأشكلَ فيها رمحها من حسامها
وطاحَ الذي غُرَّتْ به من وساوسٍ ***** وصارتْ كحُلمٍ أبصرتْ في منامِها
همُ ثوّروها فتنة ً لم تفدهمُ ***** سوى حزّهمْ أوصالها وانتقامها
وقد نَكَّرها جُهْدَهمْ فعرفْتَها ***** وقد طلعتْ من قبلِ حَطِّ لِثامِها
وهمْ أقدوها جهلة ً بمآلها ***** فما احترقوا إلاّ بشبِّ ضِرامِها
وهمْ زَعزعوها وارتَجَوْا لذَّة َ الجَنى ***** فلم يجتنوها اليومَ غيرَ حِمامِها
نثرتهمُ ضرباً وطعناً بقفرة ٍ ***** كأنَّهُمُ بالعينِ بعضُ رَغامِها
وزدتَ وقد طَرَّحْتَهمْ حِزَقاً بها ***** بطرقِ المنايا فى عدادِ إكامها
ولم تكُ إلاّ مثلَ قَبْسَة ِ قابِسٍ ***** ونُغْبَة ِ كُدْرٍ ما ارتَوَتْ من أُوامِها
وكان تولّيها عقيبَ مجيئها ***** وكانَ الرَّضاعُ في جِوارِ فطامِها
وأنت على معروقة ٍ عند شدّها ***** كذئبِ الفَلا أوْ شِدَّة ً كسِلامِها
تخال وقد هزّ المراحُ كليلها ***** نجومُ الثُرَيّا حِلْيَة ً للجامِها
كأنّك منها فوقها أوْ كراكبٍ ***** منَ الشُّمِّ أَعلى هَضْبَة ٍ من شَمامها
فكفّاك فى تصريفها كعنانها ***** ورِجْلاك في إمساكِها كحِزامِها
تدوسُ بك القتلى وقد ملؤوا الثَّرى ***** بغير توّقيها وغيرِ احتشامها
فخذها كما أعطاك ربّك دولة ً ***** حباكَ بما تَهوى بدارِ مُقامِها
مجدّدة ً ما للخطوبِ معرّجٌ ***** عليها ولا إلمامة ٌ من لمامها
ورام العدا أنْ يسلبوك ثيابها ***** وقد حالتِ الأقدارُ دونَ مَرامِها
وأنْ ينزلوك عن قراها كأنّهمْ ***** بما فعلوا عالوك فوق سنامها
فلا طَرَقتْها للحوادثِ طَرْقة ٌ ***** ولا عبثتْ أيدى الردى بانثلامها
ولا زِلْتَ مَحْبُوّاً بها كلَّ ليلة ٍ ***** مُحَيّاً على طولِ المدى بسَلامِها
سرونة
09/08/2012, 07:54 PM
لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ
لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ ***** عليه ما بين ضراءٍ وإضرارِ
و ربما كان من قومي وما شعروا ***** ذنبٌ تضيقُ به ساحاتُ أعذاري
ما زالَ أهلُ الحِجا والحلمِ كلُّهُمُ ***** مطالبين عن الأعمار بالثارِ
كنْ كيف شئتَ ولم تدنسْ بفاحشة ٍ ***** تُلقي على الذَّمِّ أو تُدني منَ العارِ
من أين لي والمنى ليستْ بتافعة ٍ ***** خلٌّ أرى فيه أغراضي وأوطاري ؟
يمسهُ الخطبُ قبلي ثمّ يصرفهُ ***** عني ولو خاض فيه لجة َ النارِ
وواحدٌ عندَه عَزْلي وتَولِيَتي ***** ومُستوٍ عندَه فقري وإيساري
ما ودَّني لانتفاعٍ بي ولا عَلِقَتْ ***** بنانهُ بإزاري خوفَ أحذاري
مالي بليتُ وما قصرتُ في طلبٍ ***** بكلَّ خبٍّ خلوعِ العهد غدارِ
أخفي له السرَّ عن نفسي وليس له ***** في النّاس دَأْبٌ سِوى إفشاءِ أسراري
إنّ الديارَ التي كنا نسرُّ بها ***** ما عجتُ فيها وقد أقوتْ بديارِ
مرابعٌ عطلتْ منها وأندية ٌ ***** لارِجْسَ فيها ولا بأسٌ لسَمَّارِ
من بعدما امتلأتْ من كلّ ممتعضٍ ***** من النية ِ في الغرائِ صبارِ
كانت مسايلَ أيدٍ بالنَّدى سُمُحٌ ***** فالآنَ هنَّ مُسيلاتٌ لأمطارِ
يعطي الكثيرَ إذا ما المال ضنّ به ***** مُعطٍ ويَقري إذا مالم يكنْ قارِ
تَزْوَرُّ عنهنَّ أيدي العِيس واخدة ً ***** و لا يعوج بهنّ المدلجُ الساري
و قد عرينَ على رغم الأنوف لنا ***** من كلِّ نفعٍ وإحلاءٍ وإمرارِ
سرونة
09/08/2012, 07:54 PM
عذيري منَ القومِ الذين أراهُمُ
عذيري منَ القومِ الذين أراهُمُ ***** مدى الدّهرِ لا يهوون منّى سوى ظلمى
همُ كلموا جسمى ولم يكُ عندهمْ ***** بأنّ كلومى ليس يا قومُ من جسمى
ولولا احتقارى همْ عدًى لرميتهمْ ***** ولكنَّني فيهم أغارُ على سهمي
وقد خبرونى كلَّ يومٍ وليلة ٍ ***** فما أنكروا منِّي ولاكَرِهوا طعمي
سرونة
09/08/2012, 07:55 PM
ومُنتقباتٍ بالجمالِ على مِنى
ومُنتقباتٍ بالجمالِ على مِنى ً ***** شغلنا بهنّ عن حصى المتجمرِ
ضعفنَ عن الشكوى فلما أردنها ***** أشرن إلينا بالبنان المحمرِ
فما شئتَ من طيبٍ ذكيٍّ لناشقٍ ***** وما شئتَ من حسنٍ أنيقٍ لمُبصِرِ
و لله أبصارٌ سبتنا جفونها ***** غداة َ تلاقينا بسعبِ المعمرِ
ولمّا تفرَّقْنا ولم يبقَ بيننا ***** سوى ذكرة ٍ من عاشقٍ متذكرِ
بكينَ على وَشْكِ الفراقِ بلؤلؤٍ ***** على عُصْفُرٍ من نَرجِسٍ متحدِّرِ
سرونة
09/08/2012, 07:56 PM
زارك زوّارُ الحلمْ
زارك زوّارُ الحلمْ ***** مسلماً بذى سلمْ
فى ليلة ٍ ظلماؤها ***** حالكة ٌ من الظّلمْ
كأنّها إثمدة ٌ ***** أو صلدة ٌ من الفحمْ
جاء وسادى عائداً ***** فلم أبِنْ منَ السَّقَمْ
والرَّكبُ في ظلِّ نَقى ً ***** لو زعزعوه لانهدمْ
كأنَّما مَرُّ الصَّبا ***** رَقَّشَ فيه بقلَمْ
في فِتْيَة ٍ جابوا الدُّجَى ***** إلى الضُّحَى جَوْبَ الأُدُمْ
عارين من كلِّ قَذى ً ***** كاسين من صفوِ الشّيمْ
توسَّدوا أذْرُعَهم ***** من الكلالِ والسّأمْ
وافترشوا من الكرى ***** على الثَّرى تلكَ اللِّمَمْ
من سبسبٍ خافى الصّوى ***** لا إِرَمٌ ولا عَلَمْ
من عاذرى وأين لى ***** من عاذرٍ - فيما يلمْ ؟
يُؤْلمني جزاءُ ما ***** داويته من الألمْ
وإنْ غفرتُ جرمهُ ***** أعادَ ما كانَ جَرَمْ
يَبْغي سِقاطي، والّذي ***** يريدُه أعيا الأُمَمْ
ويَرتجي أنِّيَ في النْـ ***** ـنّاسِ كما كان زعمْ
متى أُرِدْ شيئاً أبَى ***** أوْ قلتُ : لا؛ قال : نعمْ
عن الفتى سلْ فعلهُ ***** ودَعْ أُصولاً وجِذَمْ
ما ينفع المرءَ بلا ***** نَحيزة ٍ خالٌ وعَمْ
ومن يدى كلِّ امرئ ***** يصيبُهُ حَمْدٌ وذَمْ
لا خيرَ في مُبتذَلٍ ***** يصغُرُ في يومِ العِظَمْ
هان فلا قدرٌ له ***** مثلُ لفيظٍ من عجمْ
يغضبهُ إنْ ليمَ فى ***** سيّئة ٍ ولم ألمْ
وإنِّني رِمْتُ عنِ الـ ***** ـفحشاءِ وهوَ لم يرمْ
عدِّ عنِ القومِ لهمْ ***** مَنٌّ ولم يُسْدُوا نِعَمْ
ضَلُّوا عنِ الخيرِ كما ***** ضلَّ شرودٌ عن لقمْ
وعن مكانٍ لم يُقِمْ ***** غيرك فيه لا تقمْ
إنّ لفخر الملك عنـ ***** ـدي نِعَماً فُقْنَ النِّعَمْ
جئنَ غزاراً حفّلاً ***** يفضحنَ فى السّحِّ الدّيمْ
ما سرَّني وكُنَّ لي ***** بأنّ لى حمرَ النّعمْ
أنتَ الذي أوْ لَيْتَني ***** منَ العُلا ما لم أرُمْ
وكنتُ عنها غافلاً ***** وقاعداً لو لم تقمْ
فالآنَ يمشي قدمي ***** بحيثُ لم تمشِ قَدَمْ
والآن أثنى معلناً ***** بكلِّ غرّاءِ البهمْ
يسمعها من بينه ***** وبينها كلُّ صممْ
مَن ذا يُعاليني وقدْ ***** ساندنى الصّخرُ الأصمّْ ؟
سَقْياً لفخرِ الملكِ منْ ***** مغتفرٍ ومنتقمْ
ومن أطاعتْ أمره ***** عربُ الفيافى والعجمْ
كم ذا على أرْجائِهِ ***** زَمَّ أُنوفاً وخَزَمْ
وكم على رِفْقٍ بهِ ***** قوّضَ بيتاً وهدمْ
وهْوَ كما شاءَ لهُ ***** ذاك النّجارُ والكرمْ
قد قلتُ للقومِ وقد ***** غرّوا بطولِ ما كظمْ
حذارِ من خافى السّرى ***** أَسْرَى بجُنْحٍ من ظُلَمْ
كالصّلِّ إذْ همَّ مضى ***** واللّيثِ إنْ ضَمَّ عَذَمْ
والبحرِ إنْ زادَ طَمى ***** والغيثَ إنْ جادَ سَجَمْ
وموقفٍ ضنكِ الخطا ***** ملآنَ من لَحْمٍ ودَمْ
يذمّ من عفّ كما ***** يحمدُ فيه من ظلمْ
كأنّما القومُ به ***** من قَلَقٍ على ضَرَم
حَضَرْتَهُ بهمَّة ٍ ***** أوفتْ على كلّ الهممْ
وأنتَ طلقٌ باسمٌ ***** فى لاتَ حينَ مبتسمْ
تُشبِعُ فيه بالقَنا ***** مَن زارَه مِنَ الرَّخَمْ
إنِّيَ عَضْبٌ باتِرٌ ***** فاستلّنى فى كلِّ همّْ
والسِّرُّ عندي راهنٌ ***** أكتمُهُ عمَّنْ كَتَمْ
وإنْ ألمَّ حادثٌ ***** فإنّنى لما ألمّْ
سِيّانِ عندي في هَوى ً ***** ترومُهُ بَرٌّ وَيَمْ
وأى ُّ خطبٍ معضلٍ ***** ضرَّم ناراً فاضطرمْ؟
وانقبضتْ عنه الخُطا ***** واقفة ً لمّا ادلهمّْ
فاجعلْ عيانى دونهُ ***** لسدِّ ما منه انثلمْ
فإنَّني من بَينهمْ ***** فرّاجُ هاتيك الغممْ
ولا تَعُجْ في خُطَّة ٍ ***** عن ناصحٍ بمتّهمْ
واجدعْ أنوفاً رغمتْ ***** من كلّ ذى أنفٍ رغمْ
ودُمْ على شكرِ الذي ***** خوَّلك اللهُ يَدُمْ
والمِهْرَجانُ مُخبرٌ ***** أنَّ لك العُمرَ الأَتَمْ
تَبقى لأمثالٍ له ***** فى نعمٍ لا تنثلمْ
لا بدّلَ العزُّ الذى ***** أُولِيتَه ولا انصَرَمْ
وبابك المعمورُ له ***** عطّلَ من وفدِ الخدمْ
وعشتَ ما شئتَ لنا ***** لا عَدَمٌ ولا هَرَمْ
سرونة
09/08/2012, 07:56 PM
إذا لم تكوني دارَ فضلٍ ونفحة
إذا لم تكوني دارَ فضلٍ ونفحة ٍ ***** أنالُ بها العافي فلستِ بدارِ
أبى المجدُ يوماً أنْ أكونَ معرِّجاً ***** على " سفهٍ " أو أنْ ألمَّ بعارِ
ولا كنتُ يوماً للهوانِ مُصافياً ***** ولابينَ أبياتِ اللِّئام قراري
برزتُ فما أخفي عليك كأنَّني ***** على ذِروة الأطوادِ توقُّدُ ناري
و ما ظاهري في الناسِ إلاّ كباطني ***** و ليليَ في ثوبِ التقى كنهاري
طلبتمْ عَواري ظالمينَ فلم تكنْ ***** لتظفَرَ كفٌّ منكُمُ بعَواري
فإنْ كنتَ لا تعرفْ وقاريَ جاهلاً ***** فسلْ شامخاتِ الصُّمِّ كيف وقاري
و لما جرينا للفخارِ عثرتمُ ***** وأعوزَكُمْ أن تسمعوا بعثاري
و ربّ مقامٍ لم يقمهُ سوى الفتى ***** كفاني لساني فيه وقعَ غراري
أدِرْ لي نديمي كلَّ يومٍ وليلة ٍ ***** كؤوسَ نجيعٍ لاكؤوس عُقارِ
وإنْ شئتَ إطرابي هناك فغنِّني ***** و قدرُ الوغي تغلى بمدركِ ثاري
و قلء للعدا كفوا فضولَ طماحكمْ ***** فما أنتمُ باللاحقين غباري
سرونة
09/08/2012, 07:57 PM
ضرَّمَ قلبي فاضَطَرمْ
ضرَّمَ قلبي فاضَطَرمْ ***** فى أفقهِ ذاك الضّرمْ
كأنّه نجمٌ هوى ***** أو عَلَمٌ على عَلَمْ
يخفق فى جنحِ الدّجى ***** مضوّئاً تلك الظّلمْ
يقول من يبصرهُ : ***** مَنْ ضرَّجَ الأُفْقَ بِدَمْ؟
كأنَّما خالَطَهُ ***** مسُّ جنونٍ أوْ لممْ
شككتُ لمّا لمْ تقفْ ***** حالٌ له على قدمْ
وخلتُ من رَيْبي بهِ ***** أنّى أراهُ فى الحلمْ
كأنّه ذو بُخُلٍ ***** يقول لا بعد نعمْ
أو جَسَدٌ مُرَدَّدٌ ***** بينَ العوافي والسَّقَمْ
فاللّيلُ مُبْيَضٌّ بهِ ***** وقبله كان الأحمّْ
كانَ بهيماً فانْثَنَى ***** منه أغرَّ ذا رَثَمْ
عجبتُ واللّيلُ على ***** قطوبه كيف ابتسمْ ؟
زار ولم يجرِ له ***** ذكرٌ ولم يدعُ بفمْ
ما نامَ عنِّي وَمْضُهُ ***** طولَ الدّجى ولم أنمْ
أذكرنى إيماضهُ ***** عيشاً تقضّى وانصرمْ
وفتية ً مفهقة ً ***** صدورُهمْ منَ الهِمَمْ
من نعمٍ مخلوقة ٌ ***** أيديهمُ ومِن نِقَمْ
ما فيهمُ إلاّ فتى ً ***** مُمتلىء ٌ منَ الكرَمْ
كم قد سَرى في كَرَمٍ ***** فما اشتكى من السّأمْ
وكم علا في سُؤْدُدٍ ***** ظهرَ ثبيرٍ وإضمْ
إذا ادّعى ما شاء من ***** فضيلة ٍ فما ظلمْ
سرونة
09/08/2012, 07:57 PM
قرنتني يا محلَّ الذمَّ معتمداً
قرنتني يا محلَّ الذمَّ معتمداً ***** بصاحبٍ ما ارتضاهُ لي أخو نظرِ
وكنتَ لاشكَّ فيما أنتَ جامعُهُ ***** كجامعٍ بينَ ضوءِ الفجرِ والقمرِ
سرونة
09/08/2012, 07:57 PM
أقول لصحبى وقد هوّموا
أقول لصحبى وقد هوّموا ***** أصبحٌ بدا لكمُ أمْ ضرمْ ؟
أضاء الظّلامَ ولم يدنهِ ***** صباحٌ وأنَّى تُضيءُ الظُّلَمْ؟
بريقٌ يُعرِّفُني بالعقيقِ ***** ولو لم يَلُحْ لَمْعُهُ لم أنَمْ
كأنَّ تخاطيطه في السّوادِ ***** دِ تخاطيطُ وارسة ٍ أوْ عنمْ
كأنّ الرّياحَ شننّ النّضا ***** رَ وإمّا نضحنَ سماءً بدمْ
أوِ الصُّبحُ يقلُصُ ظلَّ الظّلامِ ***** مِ أو النّارُ سارية ٌ فى فحمْ
وإمّا جوادٌ بهيمٌ بدتْ ***** لمُبصِرِهِ غُرَّة ٌ أو رَثَمْ
فيا حبَّذا وَمْضُهُ لو أراكَ ***** كَ - وأنتَ بيبرين - أهلَ العلمْ
أناساً يدارون سقمَ السّقيمِ ومن أجلهمْ دبَّ ذاك السّقمْ ***** ومن أجلهِمْ دَبَّ ذاك السَّقَمْ
وكم ضيمَ وسطَ مغانيهمُ ***** فتى ً قبلَ حبِّهِمُ لم يُضَمْ
ولا خيرَ فى بارقٍ لم يكنْ ***** رسولَ الحَيا وبشيرَ الدِّيَمْ
سرونة
09/08/2012, 07:58 PM
أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ
أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ ***** في ليلة ٍ لاقَذَى فيها سِوى القِصَرِ
فبتُّ أدني إلى قلبي ومن بصري ***** مَن حلَّ عندي محلَّ القلب والبصرِ
لم يطعمِ الغمضَ قلبٌ فيه مقتسمٌ ***** و إنه لقريرُ العين بالسهرِ
كم بين إذْ أنا في تعذيبهِ سهري ***** وبينَ إذْ أنا في تقبيلهِ سَمري
لاأشكرُ الدَّهرَ أولى في الزَّمان يداً ***** " ثم " استردّ الذي أولاه في السحرِ