المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : $ النابغة الذبياني $



maryom2009
16/07/2012, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا و حبيبنا و قدوتنا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين














http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/01342458227.jpg (http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/01342458227.jpg)




















هو شاعر الملوك بلا منازع في عصره ومن فحول شعراء العرب في الجاهليه راجح العقل خصب الخيال رقيق المشاعر كان من اكثر الشعراء الذين يمكن أن يطلق عليهم لقب ( الشاعر السياسي )





لازم ملوك الحيره في العراق لاسيما النعمان أبو قابوس فوصل لديه إلى مايصبو إليه من حظوة رفيعة تمثلت في حل كثير من المشاكل القبليه والسياسيه لقومهكما في توطيد العلاقه الحميمه معه حيث كان ينادمه ويؤاكله في آنية من الفضه والذهب مستفيدا" من العطايا والهدايا التي كانت تغدق عليه0




وكذلك كان شأنه في اتصاله بملوك الغساسنه في الشام حيث عزز مكانته لديهم ونال شرف مجده الأدبي والسياسي بكل مايعني هذا الشرف من قيم ومعاني ساميه كان لها الأثر الكبير في سيرة حياته وشعره0




كان النابغه في جميع احواله صاحب الصوت المطاع بين قومه عظيم الوفاء لهم شديد الحفاظ على حلفائهم كان رجل المهابه والرأي السديد حين يخوض في سياسات القبائل


وكان حكيما في ادب السياسه والتعامل مع الملوك كما كان شاعرا فذا وحكما راجح الموقف في إدارة حلقات الشعر بين الشعراء المتنافسين في سوق عكاظ0





النابغة الذبياني - منتديات شاعر المليون (http://go.3roos.com/bhgfvtmyj69)






إذن من هو النابغة ؟؟؟





زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، أبو أمامة.


وبنو مرة بن عوف قوم النابغة أصل نسبهم يرجع إلى مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة ،


من قبيلة قريش من بني كنانة ولكن عوف بن لؤي خرج من قومه ودخل في بني ذبيان الغطفانيين وانتسب إلى سعد بن ذبيان





لماذا يطلق عليه النابغة؟





النابغة لقب بهذا اللقب لأنه نبغ في الشعر اي أبدع في الشعر دفعة واحده, واختلف النقاد في تعليله وتفسيره، أما ابن قتيبة فيذكر أنه لقب بالنّابغة لقوله:


وحلّت في بني القين بن جسر- فقد نبغت لهم منا شؤون


وردّ ابن قتيبة هذا اللقب إلى قولهم: "ونبغ- بالشعر- قاله بعد ما احتنك وهلك قبل أن يهتر".


وفي رأي البغدادي، أن هذا اللقب لحقه لأنه لم ينظم الشعر حتى أصبح رجلاً.


وربّما كان اللقب مجازاً، على حدّ قول العرب: نبغت الحمامة، إذا أرسلت صوتها في الغناء، ونبغ الماء إذا غزر.


فقيل: نبغ الشاعر، والشاعر نابغة، إذا غزرت مادة شعره وكثرت.



النابغة الذبياني - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة (http://go.3roos.com/nw7eym4npwv)





اختلف كثير من الرواة حول مسمى النابغة، ولكن مما تميل إليه النفس هو ما يروى أنه لم يقل الشعر إلا بعد أن تجاوز عمره الأربعين تقريباً، ولهذا يصفونه بالنبوغ،
ومن ذلك النابغة الجعدي .


وهناك أقوال كثيرة حول هذا المسمى ولكن ما قلته لعله يكون الأقرب.




http://elmsila.ahlamuntada.com/t1436-topic (http://go.3roos.com/x8jsiyj2ye6)







نشأة الشاعر ؟؟




ولا يعرف شيئاً يذكر عن نشأة الشاعر قبل اتصاله بالبلاط، فيما خلا ما نقله صاحب الروائع عن المستشرق دي برسفال، من مزاحمة النّابغة لحاتم الطائيّ على ماوية، وإخفاقه في ذلك.


ويذكر ابن قتيبة أن النّابغة كان شريفاً فغضّ الشعر منه، ويرى صاحب أدباء العرب أن النّابغة من سادات قومه، ويخالف هذا الاتجاه حين يقول: نشأ النّابغة في الوسط من قومه، لا في الذروة من الشرف.


ويقول آخرون: ولا معنى لقول الرواة: أنه أحد الأشراف الذين غضّ الشعر منهم.


والنابغة من سادات قومه، لما كان للشعراء من منزلة في الجاهلية وللدور الذي لعبه في توسطه لقومه عند الغساسنة ومنعهم من حربهم، في مواقف عديدة.



أما لماذا "غضّ الشعر منه" فزعم لا يقبله النقد الحديث، فقد كان النّابغة معزّزاً عند الملوك، ومكرماً في قومه، وإنما هو حسد الحاسدين الذين لم يقووا على الارتفاع إلى منزلة الشاعر،


فراحوا يعيّرونه لتكسبه بالشعر، وربّما قصد بتلك الغضاضة هروبه من بلاط النعمان إثر حادثة "المتجردة".







شعره



ولما كان للشعر، منزلته في نفوس القوم، ومكانته في مواطن المنافرة والخصومة إذ من شأنه أن يكسب القبيلة من القوة ومنعة الجانب، ما لا تظفر به في قتال،


رأينا النّابغة الذبياني، يهتم في ظروف هذه الحرب، بأمور قومه فراح يخوض غمارها بشعره، لا بسيفه فكشف لنا بذلك عن جانب حيّ من شاعريته، وناحية رئيسة من شخصيته.



كان همّ الشاعر في تلك الرحى الدائرة، أن يرجّح كفة ذبيان، على عبس فاستهدف في شعره "السياسي": اصطناع الأحلاف لقبيلته، من أحياء العرب ومن بينها بنو أسد.



وكما مثّل النّابغة دور الشاعر السياسي، في ظروف حرب داحس والغبراء فقد مثّل دور شاعر القبيلة،


في التوسط لقومه عند الغساسنة في أكثر من موقف: كانت بعض القبائل العربية، تنتهز فرصة انشغال الغساسنة في حربهم ضد المناذرة، فتغير على أرض غسّان طمعاً في الغنيمة، ومن بين هذه القبائل، قوم الشاعر بنو ذبيان.



وكان الغساسنة بكتائبهم، يوقعون بهؤلاء المغيرين، فيأسرون رجالاً منهم وكثيراً ما وقع رجال من فزارة أقرباء ذبيان، في قبضة الغساسنة،


فكان النابغة بما له من مكانة عند أمراء الغساسنة، يتلطّف في الشفاعة لهم، ويتوسط للعفو عنهم.






النابغة الذبياني - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة (http://go.3roos.com/nw7eym4npwv)







بماذا اشتهر ؟






اشتهر النابغة الذبياني بأنه أحد شعراء العصر الجاهلي، وبلغ منزلة عالية جعلته بمثابة (المحكم والناقد) ، ويروي الأصمعي أنه كان يضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها.


ومما روي عن أبي عبيدة قوله: يقول من فضّل النابغة على جميع الشعراء: هو أوضحهم كلاماً وأقلهم سقطاً وحشواً، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع ولشعره ديباجة.



ورغم أن له مواقف مع عدد كبير من الشعراء إلا أنه لم ينتشر سوى قصة الخنساء مع حسان ( ويروي بعضهم أن النابغة الذي ردّ على حسان وليست الخنساء)



وهي القصة التي تقول أن حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ ، دخل إلى خيمة النابغة



منشداً قصيدة من أبياتها:





لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ***** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ولـدنـا بني الـعـنقـاء وابن مـحـرق***** فـأكــرم بنا خالاً وأكـرم بنا عمّا




فقيل له: ضعفت افتخارك وأبرزته في ثمانية مواضع.




قال: وكيف؟



قيل:



قلت (لنا الجفنات) والجفنات ما دون العشر, فقللت العدد, ولو قلت (الجفان) لكان أكثر.
وقلت (الغر) والغرة البياض في الجبهة, ولو قلت (البيض) لكان أكثر اتساعاً.




وقلت (يلمعن) واللمع شيء يأتي بعد الشيء ولو قلت (يشرقن) لكان أكثر, لأن الإشراق أدوم من اللمعان.



وقلت (بالضحى) ولو قلت (بالعشية) لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً.



وقلت (أسيافنا) والأسياق دون العشر, ولو قلت (سيوفنا) كان أكثر



وقلت (يقطرن) فدللت على قلة القتل, ولو قلت (يجرين) لكان أكثر, لانصباب الدم,


وقلت (دماً) والدماء أكثر من الدم,



وفخرت بمن ولدت ولم تفتخر بمن ولدوك!




مآخذ عليه:



أخذ عليه حينما كان في يثرب أنه وقع في الإقواء ( الإقواء: اختلاف حركة الروى عما بنيت عليه القصيدة من حركة)


وذلك في أبياته:




مـن آل مـيـة رائـح أو مـغـــــتـد ***** عـجـلان ذا زاد و غـير مـــزودِ


زعـم الـبـوارح أن رحـلتـنـا غـداً ***** وبذاك خـبرنـا الـغـراب الأسـودُ




فـ الأسودُ جاءت مضمومة على عكس أبيات القصيدة التي جاءت مكسورة، ولم ينتبه لهذا العيب، ولذلك عمدوا إلى استئجار جارية تغني له الأبيات ثم تمدّ الحرف الأخير حتى اتضح له العيب.





وهذا يدل على أن المرء مهما بلغ به العلم من مبلغ سيقع حتماً في الخطأ ، المهم ألا يتكبر ويدّعي الفهم ويتجاهل ملاحظات الآخرين.






**النابغة الذبيانى قصة نبوغ وبديع اشعار ** (http://go.3roos.com/x8jsiyj2ye6)







شخصيته وأدبه :-





كان النابغه رجلا مهيبا في قومه ذا عفة وشرف يعيش عيشة الترف التي عادة ماترافق حياة الملوك والسلاطين بسبب صلته القريبة بهم



إلا أن هذه الشخصية المترفة الظاهر التي توحي بالخيلاء كانت في الباطن تنطوي على رصانة ورجاحه رأي ودراية ساعدت النابغه ليحتل المكان العالي في بني قومه



كما ساهمت في حظوته برضا الملوك من ممدوحيه من المناذره والغساسنه على السواء رغم ماناله من الحسد والوشاية التي لاحقت سيرة حياته طويلا

ولقد كان للنابغة تدخلاته المؤثره في الشؤون السياسية والقبلية إن على صعيد التحالف والإتفاقيات أو الحرب والسلم بين القبائل المتناحرة التي كانت بدورها امتدادا لمواقف ممدوحيه من الملوك من خلال السيطره والنفوذ المرتبطة بالقوتين الكبيرتين لكل من الفرس والروم أو على صعيد تلبية الحاجات المعيشية والإجتماعية التي تهم القبائل

حيث كان الناس يلجؤون إليه لحل مشاكلهم الإجتماعية والسياسية على السواء0




ولقد كان للنابغة دوره الرائد ومكانته الإجتماعية والسياسيه في محيطه كما كان لموقعه الأدبي بين الشعراء الأثر الأكبر في علو شأنه حيث حكموه في سوق عكاظ تقديرا لملكته الأدبية وحسن ذوقه وصواب حكمه وشاعريته التي تميزت برقة المشاعر وقوة العاطفة في آن معا

كما في خياله الخصب في الصور والتشابيه والاستعراضات الجمالية لهذا الخيال على أن هذه المزايا لم تسلم من بعض الشوائب خاصه ماأخذ عليه في ( الإقواء ) الذي تنبه إليه في وقت لاحق عندما كان شعره يغنى ويستمع إليه حيث تراجع وصحح الخطأ0



لقد كان النابغة الذبياني محط إجماع شعراء عصره وقبلة أنظار سياسييه وملوكه كما كان محل اهتمام النقاد والدارسين لحياته وشعره على مر العصور كابن قتيبه والأصبهاني وابن رشيق وسواهم من كبار المصنفين





النابغة الذبياني - منتديات شاعر المليون (http://go.3roos.com/bhgfvtmyj69)

maryom2009
18/07/2012, 02:41 PM
عمره ونشأته :-



عاش النابغه على الأغلب مابين ( 535 م - 604 م )



ونشأ في بيئه نصرانيه بين أهله على الوفاء والولاء لهم والتفاخر بقبيلته وحلفائها وشعره خير دليل على ذلك رغم مانابه من حسدهم بسبب عفته وشرفه


حتى قيل : إنه احد الأشراف الذين غض الشعر منهم




النابغة الذبياني - منتديات شاعر المليون (http://go.3roos.com/bhgfvtmyj69)








سوق عكاظ





اشتهر النابغة الذبياني بشعره كما اشتهر بكونه ناقد أدبي من طراز رفيع فكان يجلس في سوق عكاظ ويأتي إليه الشعراء يلقون شعرهم ويطلبون منه أن يقيم أشعارهم وفق المعايير الشعرية الراقية ,


أتاه الأعشى ذاك الشاعر المبدع وأنشده روائعه وكان عنده حسان بن ثابت , وهذه القصة حدثت قبل الإسلام ..


كان شعر الأعشى رائعا لدرجة انه طغى على كل ما قيل قبله .. ثم أتت الخنساء الشاعرة الكبيرة ودخلت في مجلس النابغة دون أن يستنكر أحد دخولها على مجلس الرجال كونها


إمراة وهو دليل على احترام العرب قبل الإسلام للمرأة وتقدير مهاراتها الأدبية والشعرية ..



أنشدت الخنساء قصيدتها الشهيرة والتي ترثي فيها أخاها صخر ..



قذى بعينيك أم بالعين عوار أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار



إلى أن قالت


وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار


وإن صخرا لمولانا وسيدنا وإن صخرا إذا نشتو لنحار



فقال لها النابغة : لولا أن أبا بصير أنشدني قبلك لقلت إنك أشعر الناس !! وأبا بصير لقب الأعشى وقال لها : أنت والله أشعر من كل أنثى ..


فقالت : والله ومن كل رجل !!! وهنا أتذكر الفنانة الراقية منى واصف حينما قامت بدور الخنساء من سنوات !!



عندئذ قام حسان بن ثابت محتجا أدبيا !! وقال : أنا والله أشعر منك ومنها !!


يقصد الأعشى والخنساء !! فقال له النابغة بما معناه : إسمعنا ما عندك ..


فقام حسان ينشد


لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحا وأسيافنا يقطرن من نجدة دما


ولدنا بني العنقاء وابني محرق فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما



فقال له النابغة : إنك شاعر !! لولا أنك قلت " يلمعن في الضحا " ولو قلت يبرقن في الدجى لكان ابلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر قدوما !!



وقلت " الجفنات " وهي تدل على العدد القليل وكان الاجدر أن تقول الجفان !!


وقلت " يقطرن من نجدة دما " فدل ذلك على قلة القتل فكان الأنسب أن تقول يجرين لكان أكثر لانصباب الدم !!



وقد افتخرت بولدك ولم تفتخر بمن ولدك !!!



فقام حسان من عند النابغة منكسرا حزينا !!


قصة كتبتها لكم وهي موجودة في كتاب " قصص العرب " وتوضح ما وصل إليه أجدادنا من الرقي الأدبي والفكري وتفوقوا في النقد الأدبي ..





النابغة الذبياني وحسان بن ثابت - شعر ونقد راقي (http://go.3roos.com/wzd8hkzn5dn)









ناقة النابغة الذبياني وثوره الوحشي






كان الشعر الجاهلي الإفرازَ التلقائيَّ للصحراء والخشية منها، والليالي والوحشة فيها،
والنغمات الكونية واللوعة المصاحبة لها.


كان التعاملَ الفطريَّ مع الحياة بما فيها من أحياء وجمادات، فأضاف ذلك إلى صدقه ومصداقيته، وجعله دائم النبض، صادق التعبير، لا يتطرق إليه الموت ولا تطغى عليه صفرة التقادم.



وكان الشعراء يستهلون قصائدهم الطوال بالوقوف على الأطلال، والبكاء على الديار التي غادرها أهلوها فصارت عفاء.


ولم يكن الشاعر، لدى تسكابه الدموع على تلك الدمن، إلا باكيًا على انكماشه أمام القوة الهائلة التي تبدل من حال إلى حال، وتَحكمُ بجبرية الترحال، وتفرق بين القلوب،


وتمسح بكفها المواسي على الرءوس فتحيل الشَعر إلى لون المشيب؛ فلم يكن البكاء إلا على الضعف البشري أمام المجهول المتخفي في دروب الصحراء الوعرة، ووحوشها المتربصة، ثم إن الشاعر يبكي الزمن البالي كما يذرف الدمع على الطلل المندحر تحت أقدام الليالي.



وبعد هذه الوقفة الساكنة المشحونة بالعواطف...


وبعد هذا الهم الممسك بشغاف القلوب الموجوعة...


لا مناص من الحركة والانطلاق، ومعاودة الإمساك بتلابيب الحياة..



وكيف يتأتى ذلك؟



الوسيلة الوحيدة المتاحة آنذاك هي الناقة ولا شيء يعدلها؛ وهذا يفسر الحب العارم الذي يوليه الشاعر لناقته؛


فهي التي تحمله من الشجن الذي يكاد يصهره ويذيبه، إلى القوة والفتوة والإمساك بتلابيب الحياة؛ ولذلك نرى شعراء ذلك العصر ينتقلون من الوقوف على الأطلال، والبكاء والاستبكاء،


إلى وصف الناقة القوية العفية التي تبدد الحزن وتسري الهم. لقد توجع النابغة كثيرًا وهو يخاطب دار مية بالعلياء، إذ أقوت هذه الدار وناء عليها الزمن بكلكل الخراب، ووقف الشاعر ذات أصيل يسائلها فعيت جوابًا،


فأين ذهبت أصوات أهلها وضحكاتهم وتناجيهم؟ لم يتبق أمام عيني الشاعر إلا محابس الخيل ومرابطها لا تكاد تبين، وهذا حاجز من تراب كأنه الحوض حول الخباء لئلا يقتحمه السيل.


لا شك أن الأمَة الشابة قد أجهدت نفسها حتى استقام هذا الحاجز هكذا، ولاشك أن الماء الذي قذفه السيل قد ازداد؛ فخافت الأمَة من طغيانه فخلت سبيله وسهلت مَسيلَه، وها هي الدار


الآن خالية من ساكنيها؛ إذ غادروها فتبدل الحال، وأفسد الدهر فيها ما أفسد، وهذا ديدنه إذ يحمل دائمًا أبدًا لواء التغيير والتبديل والمحو إذ أخنى قديمًا على النسر السابع من نسور لقمان بن عاد، وكان قد عمر فيما يقال أربعمئة سنة.



ثم يفيق الشاعر، ويتهيأ نفسيا للرحلة والانطلاق على جناح هذا البيت:
فعدِّ عما ترى إذ لا ارتجاع له * وانم ِ القتود على عيرانةٍ أجُدِ


إنها الحقيقة الجامدة: لا رجعة لما كان! فما عليك إلا أن ترفع عيدان الرحل على هذه


الناقة التي تشبه العير قوة ونشاطاً:



مقذوفةٍ بدخيس النحض بازلها ***** له صريفٌ صريفُ القعوِ بالمسدِ



هذه الناقة المتراكب لحمها، وكأنما رميت باللحم رميا:


كأن رحلي، وقد زال النهار بنا ***** يوم الجليل على مستأنسٍ وَحَدِ


من ووحش وجرة موشيٌّ أكارعهُ ***** طاوي المصيرِ، كسيف الصيقل الفرِدِ



لكأنني إذ أرحل على هذه الناقة أرحل على ثور مستأنس منفرد، وذلك يوم مررنا بشجر الجليل، هذا الثور من وحوش وجرة، ضامر أشد الضمور، بقوائمه نقط سود وخطوط داكنة، وإن كان للوهلة الأولى يبدو لماعاً كالسيف الذي أفرد من غمده فتبدى لمعانه وبياضه .



وهكذا بدأ التشبيه، تشبيه النابغة بقرته بذلك الثور من وحوش وجرة . وإذا كان لبيد بن ربيعة قد شبه ناقته بالسحابة الصهباء، ثم نعتها بأنها الأتان الوحشية،


ثم تعمق في الصورة وشبهها بالبقرة المسبوعة التي تحتم أن تجابه صراعا مريرا بفقدها ولدها .


ويأخذ في تصوير الناقة وهي تبحث عن ذلك الضائع الفقيد صائحة عليه منادية إياه، ولكن كف الريح تقبض على صوتها، وأنى للصريع أن يجيب!


وهو جثة ممزقة ضاع أكثرها إذ تـناوشته الأسنان المدببة، وها هو التراب قد غير لون بقاياه والأشلاء .


فيا لأشجان البقرة المسبوعة وما يضربها من ألم . وها هو الليل يقبل بالغطاء الأسود ليكمم العيون وهذا المطر والبرد وهذه الريح الخئون .


أيتها البقرة المكلومة قاومي هذا المنهمر على ظهرك من الصقيع .


ها هي تدور في المكان القفر باحثة عن وجاء يحميها من المتساقط الغزير ، وليس ثمة غير جزع شجرة، استطاعت أن تدلف إلى جوفه حتى انقشع الظلام وانجلى ،



وتوقفت السماء عن تسديد سهام الماء البارد والريح الشارد ، وها هي الشمس ترنو إلى البقرة المتهالكة المحزونة لا تفارق مكان فَقْد وليدها أياماً وليالي، ولا تنفكُّّّّّّّ تناديه عسى أن تعاوده الحياة ، وها هو ضرعها الذي كان عامراً بالدَّّر تجف أقنيته.


لن تسالمها الأيام ولن تهادنها الليالي إذ استيقظت من حزنها على صوت إنسان . وما أقسى البشر على أمثالها من البقر، فحاولت الفرار وقد قبض الخوف على جنانها، فطارت سهام الرماة تقصدها، فطاشت نلكم السهام،


فانطلقت وراءها الكلاب مسترخية الآذان سريعة العَدو، فلحقت بها، فوقفت البقرة عن عَدوها وقررت الثبات والمواجهة، فأطاح قرناها بأعدائها. ويا لها من بقرة!



هذا ما كان من أمر ناقة لبيد بن ربيعة الذي أجاد تصوير البقرة المسبوعة ليقول أخيرا إن ناقته تشبهها في عزيمتها وقوتها، فهل يذهب النابغة الذبياني أبعد من ذلك حين شبه ناقته بالثور الوحشي في قوته وجبروته وقدرته الفائقة على المواجهة والمجابهة، ويا له من ثور!




لقد وصفه بأنه مستأنس وَحَدٌ، أي يرفع طرفه ليتبين هل يرى أحداً، غنه من وحش وجرة موشي أكارعه،


أي أن قوائمه موشاة منقطة، وهو ضامر منقطع النظير:


أسرت عليه من الجوزاء سارية ٌ ***** تزجي الشمالُ عليه جامدَ البَرَدِ



لك أن تتخيل ذلك الثور في انفراده ووحشته إذ طرقته ليلا سحابة من نوء الجوزاء فأسقطت عليه في أشد البرد مطرها،



بل وبردها الجامد فأي مبيت سوء باته هذا الثور!:


فارتاع من صوت كلاَّبٍ فبات له ***** طوع الشوامت من خوف ومن صَرَدِ



وإذ يقدر الثور على تحمل البرد المتساقط في تلك الليلة الليلاء فإن صوت آدمي يطرق أذنيه وروحه بتحفيزاته للكلاب فيرتاع الثور لوقعها.


إنه جائع ملتحف بالبرد، ثم هذه الكلاب أخيراً:



فبثهن عليه، واستمر به ***** صمع الكعوب بريئات من الحردِ



يبثها الصائد عليه، فيستعد بقوائمه التي لا عيب فيها فهن لسن برهلات المفاصل:


وكان ضمران منه حيث يوزعه ***** طعنَ المعارك عند المحجر النجدِ



والصائد يغري أشرس كلابه ويدعى ضمران، ليقترب من الثور ويأخذ بمقاتله،


فاستبسل الثور في الدفاع عن نفسه حيث تهيإ له " ونظمه في قرنه" :



شك الفريصة بالمدرى فأنفذها ***** طعن المبيطر إذ يشفي من العضدِ



وبقرنه المدبب طعن الكلب ناحية الكتف، فأنفذ الطعنة وكأنه البيطار إذ يداوي الإبل المريضة في عضدها،


ولم يكن الثور يداوي الكلب وإنما أراد تمزيقه:


كأنه خارجا من جنب صفحته ***** سفود شَربٍ نَسَوهُ عند مفتادِ


لقد نفذ قرن الثور، واجتاز إلى الجانب الآخر من جسد الكلب


0 لكأن هذا القرن تركه السمار ناسين له حتى نضج ما فيه من لحم:



فظل يعجم أعلى الروق منقبضاً ***** في حالك اللون صَدق ٍ غير ذي أودِ


فظل يعجُمُ أعلى الروق منقبضاً ***** في حالك اللون صَدق ٍ غير ذي أودِ




ولك أن تتخيل المنظر العجيب، قرن الثور وقد نفد إلى الصفحة الأخرى من جسد الكلب ضمران الذي من شدة الألم يحاول أن يجمع قوائمه ومخالبه
على القرن الصلب غير المعوج ليخلص نفسه منه:



لما رأى واشقٌ إقعاص صاحبهِ ***** ولا سبـــيل إلى عقلٍ ولا قودِ


قالت له النفس إني لا أرى طمعاً ***** وإن مولاك لم يسلم ولم يصدِ




كان كلب آخر يدعى واشق يتطلع مذعوراً إلى ضمران وهو في محنته إلى الموت أقرب، ولا سبيل إلى أن يقتل به قاتله.


يا لحيرة واشق وهو يرى ما يرى؛ إذ تقتل الكلاب ولا يقع الصيد في يد الصائد.


لقد انتصر الثور في النهاية على الوحوش المترصدة كما سبق وانتصر ببقائه حيا رغم الأنواء وقسوة الطبيعة وجبروتها.


ويا له من صراع! إن هذا الثور القوي الذي لا يعرف للاستسلام سبيلاً يشبه ناقة النابغة، وكانت تلك الصورة كما رسمها النابغة فوارة بالحركة والحياة في مطولته التي مطلعها:


يا دار مية بالعلياء فالسندِ ***** أقوت، وطال عليها سالف الأمدِ



تلك الصورة التي أعاد النابغة صياغتها في مطولته الأخرى التي مطلعها:


عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدارِ ***** ماذا تحيون من نؤي وأحجارِ؟!



حيث يصف ناقته ناعتا إياها بأنها كهذا الثور المتفرد المستوحش الضارب في البراري والقفار:



كأنما الرحل منها فوق ذي جددٍ ***** ذبِّ الريادِ إلى الأشباح نظار ِ



مطرد أفردت عـنه حلائله ***** من وحش وجرة أو من وحش ذي قار ِ





ثم يتحدث عن تلك الليلة ذات الأنواء حيث يتساقط البرد والكطر، والثور يقاوم ويتحمل:



باتت له ليلة ٌ شهباء تَسعَـفُهُ ***** بحاصب ذات إشعان وإمطار ِ


وبات ضيفا لأرطاة، وألجأه ***** مع الظلام إليها وابل سار ِ




إنها ليلة تهب فيها ريح باردة تضربه وتحصبه، فماذا يفعل؟


وهذا المطر الذي يسح بهذا الليل ألجأه إلى تلك الشجرة الملجأ حتى جاء الصباح:



حتى إذا ما انجلت ظلماء ليلته ***** وأسفر الصبح عنه أي إسفار ِ


أهوى له قانص يسعى بأكلبه ***** عاري الأشاجع، من قناص أنمار ِ


محالف الصيد، هباشٌ، له لَحَمٌ ***** ما إن عليه ثيابٌ غيرُ إطمار ِ


يسعى بضغفٍ براها فهي طاوية ***** طولُ ارتحالٍ بها منه وتسيار ِ




ماذا حدث إذ أسفر الصباح ؟ لقد برز للثور صياد معه كلابه يسعى بها وهو من قبيلة أنمار المشهورة بالقنص، ويا له من قانص ذو خبرة ودراية وإن كان يرتدي ثوباً بالياً ،


يسعى بهذه الكلاب مسترخية الآذان، الجائعة التي أضناها الترحال:



حتى إذا الثورُ ، بعد النَّّفْر ، أمكنه ،***** أشلى ، وأرسل غضفاً كلها ضارِ



فكرَّ محمية ً من أن يفـــــــرَّ كمـــــا ***** كرَّ المحامي حفاظاً ، خشية العارِ





لقد دعا القناص كلابه لتصيد هذا الثور وهي كلاب ضارية، فكرّ الثور ولم يفرَّ كما يفعل من يخشى العار فلا يعطي ظهره لعدوه:



فشكَّ بالرَّوق منه صدر أولها ***** شكَّ المشاعب أعشاراً بأعشارِ




لقد شك بقرنه المدبب صدر الكلب الأول كما يفعل النجار في السهام:



ثم انثنى بعد للثاني ، فأقصدَهُ ***** بذاتِ ثغرِ ، بعيد القعرِ ، نعَّـــــارِ


وأثبت الثالثَ الباقي بنافــــذةٍ ***** من باسلٍ ، عالمٍ بالطعنِ ، كرَّارِ


وظلَّ في سبعةٍ منها لحقنَ بهِ ***** يكرُّ بالروق فيهــا كــــر إسوارِ





لقد انبرى للثاني بعد أن مزق الأول، انبرى له بطعنة في العمق وكذلك فعل مع ثالث الكلاب والسبعة الآخرين يكر ولا يفر فهو الرامي الحاذق.


ولا يزال الشاعر يصف ذلك الثور بعد أن قضى على الكلاب العشرة :



حتى إذا ما قضى منها لبانتَهُ **** وعاد فيها بإقبالٍ وإدبارِ



انقضَّ كالكوكب الدريِّ منصلتاً**** يهوي ، ويخلط تقريباً بإحضارِ



فذاك شبه قلوصي ، إذ أضرَّ بها ***** طولُ السُّرى والسُّرَى من بعد أسفارِ




إن هذا الثور الذي فعل ما فعل مع هذه الكلاب الضارية، ونافح ما نافح عن حياته التي أرادوا استباحتها حتى أُرهق إرهاقًا شديدًا ليشبه ناقة النابغة وقد أضر بها طول السُّرى ومواصلة الترحال .



ولنا أن نقف متأملين تلك المشاعر وقد انعكست أضواء المعركة وظلالها على وجه الشاعر المعجب أيما إعجاب بهذا الثور الهائل الذي استطاع ما لا يستطيعه البشر .


********





ناقة النابغة الذبياني وثوره الوحشي | الأدب العربي (http://go.3roos.com/5tm2wac0ohr)







علاقته بالحكام



كان أول اتصال النّابغة ببلاط الحيرة، دخوله على المنذر الثالث ابن ماء السماء في أواخر ملكه على ما يرجّح النقاد.

ومع اندحار اللخميين أمام الغساسنة في معركة يوم حليمة التي دارت بين جيش المنذر الثالث وجيش الحارث بن جبلة الغسّاني، فقد ظل النّابغة وطيد الصلة بالمناذرة إذ هنأ عمرو بن هند حين ارتقى العرش بعد أبيه.

ولكن علاقة الشاعر بالمناذرة انقطعت بعد ذاك ولا سيما في الفترة بين (570- 580)، وهي الفترة التي مثّل فيها دور الشاعر السياسي، لاهتمامه آنذاك بحوادث حرب السباق.

ومن الطبيعي أن يمثل النّابغة في حرب "السباق" دوراً له شأنه، وهو الشاعر الرفيع المكانة.







النابغة الذبياني - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة (http://go.3roos.com/nw7eym4npwv)

maryom2009
19/07/2012, 02:33 PM
اتصال النابغة بالمناذرة





يذكر ابن قتيبة أن النّابغة كان شريفاً فغضّ الشعر منه، ويرى صاحب أدباء العرب أن النّابغة من سادات قومه، ويخالف هذا الاتجاه حين يقول: نشأ النّابغة في الوسط من قومه، لا في الذروة من الشرف.



ويقول آخرون: ولا معنى لقول الرواة: أنه أحد الأشراف الذين غضّ الشعر منهم.


والنابغة منسادات قومه، لما كان للشعراء من منزلة في الجاهلية وللدور الذي لعبه في توسطه لقومه عند الغساسنة ومنعهم من حربهم، في مواقف عديدة.


أما لماذا "غضّ الشعر منه" فزعم لا يقبله النقد الحديث، فقد كان النّابغة معزّزاً عند الملوك، ومكرماً في قومه، وإنما هو حسد الحاسدين الذين لم يقووا على الارتفاع إلى منزلة الشاعر، فراحوا يعيّرونه لتكسبه بالشعر، وربّما قصد بتلك الغضاضة هروبه من بلاط النعمان إثر حادثة "المتجردة".


كان أول اتصال النّابغة ببلاط الحيرة، دخوله على المنذر الثالث ابن ماء السماء في أواخر ملكه على ما يرجّح النقاد.


ومع اندحار اللخميين أمام المناذرة في معركة يوم حليمة التي دارت بين جيش المنذر الثالث وجيش الحارث بن جبلة الغسّاني، فقد ظل النّابغة وطيد الصلة بالمناذرة إذ هنأ عمرو بن هند حين ارتقى العرش بعد أبيه. ولكن علاقة الشاعر بالمناذرة انقطعت بعد ذاك ولا سيما في الفترة بين (570- 580)،


وهي الفترة التي مثّل فيها دور الشاعر السياسي، لاهتمامه آنذاك بحوادث حرب السباق.


ومن الطبيعي أن يمثل النّابغة في حرب "السباق" دوراً له شأنه، وهو شاعر ذبيان الرفيع المكانة.



ولما كان للشعر، منزلته في نفوس القوم، ومكانته في مواطن المنافرة والخصومة إذ من شأنه أن يكسب القبيلة من القوة ومنعة الجانب، ما لا تظفر به في قتال، رأينا النّابغة الذبياني، يهتم في ظروف هذه الحرب، بأمور قومه فراح يخوض غمارها بشعره،
لا بسيفه فكشف لنا بذلك عن جانب حيّ من شاعريته، وناحية رئيسة من شخصيته.



كان همّ الشاعر في تلك الرحى الدائرة، أن يرجّح كفة ذبيان، على عبس فاستهدف في شعره "السياسي": اصطناع الأحلاف لقبيلته، من أحياء العرب ومن بينها بنو أسد.



وكما مثّل النّابغة دور الشاعر السياسي، في ظروف حرب داحس والغبراء فقد مثّل دور شاعر القبيلة، في التوسط لقومه عند الغساسنة في أكثر من موقف: كانت بعض القبائل العربية، تنتهز فرصة انشغال الغساسنة في حربهم ضد المناذرة، فتغير على أرض غسّان طمعاً في الغنيمة، ومن بين هذه القبائل، قوم الشاعر بنو ذبيان.




وكان الغساسنة بكتائبهم، يوقعون بهؤلاء المغيرين، فيأسرون رجالاً منهم وكثيراً ما وقع رجال من فزارة أقرباء ذبيان، في قبضة الغساسنة، فكان النابغة بما له من مكانة عند أمراء الغساسنة، يتلطّف في الشفاعة لهم، ويتوسط للعفو عنهم.


وعندما رقي النعمان الثالث، أبو قابوس عرش الحيرة، أراد أن يظهر بمظهر الملك العزيز الجانب وينافس أعداءه الغسانيين بمظاهر العظمة.



وكان النعمان على ما يظهر محباً للأدب أو كان يدرك على الأقل ما للشعر من أثر كبير في الدعاية للبلاط وتصويره بصورة الفخامة، وهكذا اجتمع في بلاطه جملة من الشعراء كان النّابغة أبرزهم وقد ترك آنذاك الغساسنة وعاد إلى الحيرة.





علاقته بالنعمان





وتتفق روايات المؤرخين على أن النّابغة نال حظوة كبيرة عند النعمان الذي قرّبه إليه بعد أن أحسن وفادته.


ولا شك أن الشاعر نزل من نفس الملك منزلة طيبة فآثره هذا بأجزل عطاياه وأوفر نعمه، مما لم ينله شاعر قبله،


ويذكر أبو الفرج في أغانيه أن النّابغة كان يأكل ويشرب في آنية من الفضة والذهب.


وعن ابن قتيبة عن ابن الكلبي الرواية الآتية التي تثبت مكانة الشاعر عند النعمان.


قال حسان بن ثابت: رحلت النعمان فلقيت رجلاً فقال: أين تريد فقلت هذا الملك قال: فإنك إذا جئته متروك شهراً، ثم يسأل عنك رأس الشهر ثم أنت متروك شهراً آخر ثم عسى أن يأذن لك فإن أنت خلوت به وأعجبته فأنت مصيب منه، وإن رأيت أبا أمامة النّابغة فاظعن، فإنه لا شيء لك.


قال: فقدمت عليه، ففعل بي ما قال، ثم خلوت به وأصبت منه مالاً كثيراً ونادمته فبينما أنا معه في قبة إذ جاء رجل يرجز.


فقال النعمان: أبو أمامة فأذنوا له، فدخل فحيا وشرب معه، ووردت النعم السود، فلما أنشد النابغة قوله:



فإنك شمسٌ والملوكُ كواكب


إذا طلعت لم يبدُ منهنَّ كوكبُ




دفع إليه مائة ناقة من الإبل السود، فيها رعاؤها، فما حسدت أحداً حسدي النّابغة لما رأيت من جزيل عطيته، وسمعت من فضل شعره.


واستبد النابغة بمودة الملك النعمان وجزيل عطائه وسابغ نعمه، فلا عجب أن يثير هذا حفيظة الشعراء ليعملوا على إفساد علاقته ببلاط الحيرة.


ومهما يكن من أمر فإن الدسيسة قد نجحت بعد لأي، وبات الشاعر مهدداً بدمه وحياته، لكنّ حاجب أبي قابوس عصام بن شهبر الجرمي- وكان بينه وبين النّابغة إخاء وصداقة- حذّره من غضب النعمان، ونصحه بترك البلاط، فاضطر النّابغة إلى الفرار، فلجأ إلى الغساسنة، وفي نفسه حسرة، وغيظ، وأمل في العودة.



يذكر ابن قتيبة، أن الرواة اختلفوا في السبب الذي حمل الملك النعمان على أن ينذر دم شاعره، على أننا نستطيع أن نحيط بأبرز الدوافع التي أوقعت الجفاء بين أبي قابوس والنابغة. وذكر قوم أن النابغة هجا الملك بقوله:




قبّح الله ثم ثنّى بلعن


وارثَ الصائغ الجبانَ الجهولا






اتصال النابغة بالغساسنة





ويقال بأن السبب في مفارقة النّابغة النعمان، ومصيره إلى غسّان، خبر يتصل بحادثة المتجردة. والمتجردة هذه، امرأة النعمان، وكانت فائقة الحسن، بارعة الجمال، وكان النعمان على ما يروى قصيراً دميماً أبرش.



وقد تعددت الروايات حول وصف النابغة للمتجردة. قيل بأن النابغة دخل على النعمان، ذات يوم، فرأى زوجته المتجردة وقد سقط نصيفها فاستترت منه بيدها.


فأمره النعمان بأن يصفها له فأنشأ قصيدته التي يقول فيها:



سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ***** فتناولتْه واتّقتنا باليدِ




وأردف ابن قتيبة يقول: وكان للنعمان نديم يقال له المنخّل اليشكري يتهمِ بالمتجردة ويظن بولد النعمان منها أنهم منه،


وكان المنخّل جميلاً، وكان النعمان قصيراً دميماً، فلما سمع المنخل هذا الشعر، قال للنعمان: ما يستطيع أن يقول مثل هذا الشعر إلا من قد جرّب.


فوقر ذلك في نفسه، وبلغ النابغة ذلك فخافه فهرب إلى غسان.



ولعلّ اتصال النابغة بالغساسنة، أعداء المناذرة، كان سبباً آخر من أسباب حقد الملك على الشاعر، ولا مسوّغ هنا للتفصيل ومناقشة هذه الآراء.


وأقام النابغة في بلاط الغساسنة، منقطعاً إلى عمرو بن الحارث الأصغر وإلى أخيه النعمان بن الحارث، وقد امتدح هؤلاء بقصائد عديدة، منها القصيدة البائية التي قالها في مدح عمرو بن الحارث الأصغر والتي مطلعها:



كليني لهمّ يا أميمة ناصب


وليل أقاسيه بطيء الكواكب



وبقي النابغة عند الغساسنة مدة من الزمن، ينشدهم شعره، ويشاركهم في محافلهم ومجالسهم، جاهداً في ذكر مفاخرهم وانتصاراتهم، إلى أن توفرت أسباب عودته إلى بلاط النعمان فترك جوارهم.


وذكر ابن قتيبة أن النعمان قد غمّه امتداح النابغة للغساسنة أعدائه وأيقن أن الذي قذف به عنده باطل،


فبعث يستقدمه إليه من جديد بقوله: "إنك صرت إلى قوم قتلوا جدّي فأقمت فيهم تمدحهم، ولو كنت صرت إلى قومك لقد كان لك فيهم ممتنع وحصن إن كنا أردنا بك ما ظننت، وسأله أن يعود إليه".



هكذا نظم النابغة اعتذارياته، ثم جاء أبا قابوس مع رجلين من فزارة هما: زيّان بن سيار ومنظور بن سيّار الفزاريين وبينهما وبين النعمان مودة وصفاء وكان الملك قد ضرب لهما قبة، وهو لا يعلم أن النابغة معهما.


وقد أشار النابغة على إحدى القيان أن تغني أبياتاً من قصيدته "يا دار مية" ومنها قوله:



أنبئت أن أبا قابوس أوعدني


ولا قرار على زأر من الأسد



فلما سمع الملك النعمان، هذا الشعر قال: هذا شعر علوي، هذا شعر النابغة.


وسأل عنه، فأخبر مع صديقيه الفزاريين، اللذين كلّماه فيه، فأمّنه النعمان. ومهما يكن من أمر الاختلاف حول أسباب عودة النابغة إلى بلاط الحيرة، فإن الشاعر استرجع مكانته عند الملك النعمان واستأنف مدائحه فيه.




النـابغـة الذبيـاني .. أحـد شـعراء الجـاهليـة المشـهورين - منتديات بحر الثقافية (http://go.3roos.com/j5xy3dmideq)

maryom2009
19/07/2012, 07:56 PM
حياته




مدح النابغة ملوك المناذرة والغساسنة ، تغزل بالمتجردة زوجة النعمان بن المنذر ملك الحيرة فوشى به عند الملك وهمّ بقتله ، فالتجأ الى ملوك الغساسنة يمدحهم ويستعطفهم، ثم عاد ليكتب قصائده للنعمان يستعطفه ويعتذر إليه .

لم يدرك الإسلام .

مدح النابغة ملوك المناذرة والغساسنة ، تغزل بالمتجردة زوجة النعمان بن المنذر ملك الحيرة فوشى به عند الملك وهمّ بقتله ، فالتجأ الى ملوك الغساسنة يمدحهم ويستعطفهم، ثم عاد ليكتب قصائده للنعمان يستعطفه ويعتذر إليه .


لم يدرك الإسلام .

جاء في “نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب” لابن سعد الأندلسي: ((هو زياد بن عمرو من غيظ بن مرة، وهو أحد شعراء الجاهلية.


“لقب بقوله فقد نبغت لنا منهم شؤون وهو أحد الأشراف الذين غض منهم الشعر”.


قال الأصمعي: “كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء تعرض أشعارها عليه؛

فأنشدته الخنساء:


وإن صخراً لتأتم الهداة به

كأنه علم في رأسه نار

فقال: والله، لولا أن أبا بصير أنشدني آنفاً لقلت إنك أشعر الانس والجن! فقام حسان بن ثابت

فقال: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك؛ فقال إنك يا ابن أخي لا تحسن أن تقول:


فانك كالليل الذي هو مـدركـي

وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

خطاطيف حجن في حبال متـينة

تمد بـهـا أيد إلـيك نـوازع”



يتبع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟

maryom2009
31/07/2012, 01:44 AM
حياته




مدح النابغة ملوك المناذرة والغساسنة ، تغزل بالمتجردة زوجة النعمان بن المنذر ملك الحيرة فوشى به عند الملك وهمّ بقتله ، فالتجأ الى ملوك الغساسنة يمدحهم ويستعطفهم، ثم عاد ليكتب قصائده للنعمان يستعطفه ويعتذر إليه .

لم يدرك الإسلام .

مدح النابغة ملوك المناذرة والغساسنة ، تغزل بالمتجردة زوجة النعمان بن المنذر ملك الحيرة فوشى به عند الملك وهمّ بقتله ، فالتجأ الى ملوك الغساسنة يمدحهم ويستعطفهم، ثم عاد ليكتب قصائده للنعمان يستعطفه ويعتذر إليه .


لم يدرك الإسلام .

جاء في “نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب” لابن سعد الأندلسي: ((هو زياد بن عمرو من غيظ بن مرة، وهو أحد شعراء الجاهلية.


“لقب بقوله فقد نبغت لنا منهم شؤون وهو أحد الأشراف الذين غض منهم الشعر”.


قال الأصمعي: “كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء تعرض أشعارها عليه؛

فأنشدته الخنساء:


وإن صخراً لتأتم الهداة به

كأنه علم في رأسه نار

فقال: والله، لولا أن أبا بصير أنشدني آنفاً لقلت إنك أشعر الانس والجن! فقام حسان بن ثابت

فقال: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك؛ فقال إنك يا ابن أخي لا تحسن أن تقول:


فانك كالليل الذي هو مـدركـي

وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

خطاطيف حجن في حبال متـينة

تمد بـهـا أيد إلـيك نـوازع”






“قال أبو عبيدة: كان رجلان من الشعراء يقويان: النابغة وبشر بن أبي خازم، فأما النابغة فدخل يثرب فهابوه أن يقولوا له لحنت وانكفأت، فدعوا له قينة، وأمروها أن تغني من شعره ففعلت،

فلما سمع في الشعر غير مزود والغراب الأسود ومدت الكسرة لأجل اللحن حتى صارت ياء، ومدت الضمة حتى صارت واواً فطن لموضع الخطأ فلم يعد.


وأما بشر ابن أبي خازم فدله أخوه على ذلك فلم يعد.

وكان النابغة يقول: وردت يثرب وفي شعري بعض العاهة، فصدرت عنها وأنا أشعر الناس”.


“وقال صالح بن كيسان: كان والله النابغة مخنثاً، أما سمعت إلى قوله:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه


فتناولته واتقـتـنـا بـالـيد

فوالله ما يحسن هذه الإشارة، ولا هذا القول إلا مخنث”.


وكان خاصاً بالنعمان بن المنذر، ثم إنه هرب منه لأجل أنه شبب بزوجة النعمان المتجردة في قصيدته الدالية.

وقيل: كان السبب في هروبه أن عبد القيس بن خفاف التميمي ومرة بن سعد بن قريع


السعدي عملا هجاء في النعمان، فأنشداه النعمان، ونسباه إلى النابغة، ومنه:



قبح اللـه ثـم ثـنـي بـلـعـن


وارث الصائغ الجبان الجهـولا

من يضر الأدنى ويعجز عن ضر

(م) الأقاصي ومن يخون الخليلا

يجمع الجيش ذا الألوف ويغـزو

ثم لا يرزأ الـعـدو فـتــيلا


وكان جده لأمه صائغاً ثم إن النابغة بعد ذلك وفد على النعمان مع الفزاريين، فكلموه فيه،

فرضي عنه، وأنشد قصيدته الدالية:


يا دار مية بالعلياء فالسند

وأحسن الاعتذار فيها.


ومن واجب الأدب: قيل إنه لقب بالنابغة لكونه نبغ بالشعر كبيراً.


وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقدمه ويقول: هو أحسنهم شعراً، وأعذبهم بحراً، وأبعدهم قعراً.


وقال عمر رضي الله عنه: يا معشر غطفان، من الذي يقول:


إلى ابن محرق أعملت نفسي

وراحلتي وقد هدت العـيون

أتيتك عارياً خلـقـاً ثـيابـي

على خوف تظن بي الظنون

فوفيت الأمانة لم تـخـنـهـا

ومن يك في نصابك لا يخون


قالوا: النابغة، قال: ذلك أشعر الناس! وكان الخليل بن أحمد يقدمه على زهير،


وقال يوماً: إنه دخل على النعمان فأنشده:



متوج بالمعالـي فـوق مـفـرقـه

وفي الوغى ضيغم في صورة القمر

أخلاق مجد تجلت مـالـهـا مـثـل

في البأس والجود بين الحلم والخفر



فأمر أن يحشى فوه بالدر، وأن يكسى أثواب الرضا.


ثم قال الخليل: بمثل هذا تمدح الملوك! وكان أبو عمرو بن العلاء يقدمه بقوله:



كم قد أحل بدار الفقر بعد غـنـى

عمرو، وكم راش عمرو بن إقتار

يريش قوماً ويبري آخـرين بـهـم

لله من رائش عمرو ومـن بـار



وهو أحد الأشراف الذين غض الشعر منهم، وقد حمله إحسان النعمان بن المنذر على التجاوز في مدحه والذل له، على مكانه في ذبيان.


ولما تناهت حاله عند النعمان، وصار من أخص ندمائه، حسده أعداؤه، وعملوا على لسانه الهجاء المتقدم الذكر، ووجدوا له سبيلا بأنه كان جميلا وكان النعمان دميماً،


فقالوا له: إن المتجردة زوجة تعشقه، وزاد على ذلك وصفه لها بقوله:



وإذا طعنت طعنت في مستهـدف

رابي المجسة بالعبير مقـرمـد

وإذا نزعت نزعت عن مستحصف

نزع الحزور بالرشاء المحصـد

وإذا يعض تـشـده أعـضـاؤه

عض الكبير من الرجال الأدرد



وقالوا: ليس يصف هذا الوصف الباطن إلا من جرب! فغضب النعمان عليه، وهم بقتله، ففر منه.


وله في الاستعذار والاستعطاف من المحاسن ما انفرد به وتقدم، وهو أشعر الناس إذا رهب؛ فمن فرائد اعتذاره المنصوص على تقديمها قوله:



أنبئت أن أبا قابوس أوعـدنـي

ولا قرار على زأر من الأسد

لا تقذفني بركن لا كـفـاء لـه

وإن تأثفك الأعداء بـالـرفـد

ما قلت من سيئ مما أتيت بـه

إذاً فلا رفعت سوطي إلي يدي



قال أحد النقاد: وإنما دعا على يده؛ لأنه كان قد بلغ النعمان أنه عزم على الغارة على بلاده بقومه.


وقوله:



أتاني أبيت اللعن أنك لـمـتـنـي

وتلك التي أهتم منها وأنـصـب

حلفت فلم أترك لنـفـسـك ريبة

وليس وراء الله للمرء مـذهـب

لئن كنت قد بلغت عـنـي خـيانة

لمبلغك الواشي أغـش وأكـذب

ولكنني كنت أمرأ لـي جـانـب

من الناس فيه مستراد ومذهـب

ملوك وإخوان إذا ما قصـدتـهـم

أحكم في أمـوالـهـم وأقـرب

كفعلك في قوم أراك اصطفيتهـم

فلم ترهم في فعل ذلك أذنـبـوا

فلا تتركني بالـوعـيد كـأنـنـي

إلى الناس مطلي به القار أجرب

ألم تر أن الله أعـطـاك سـورة

ترى كل ملك دونهـا يتـذبـذب

وأنك شمس والملـوك كـواكـب

إذا طلعت لم يبد منهن كـوكـب

ولست بمستبق أخـاً لا تـلـمـه

على شعث، أي الرجال المهذب؟



وقوله:



وعيد أبي قابوس في غير كنـهـه

أتاني ودوني راكس فالضواجـع

فبت كأني سـاورتـنـي ضـئيلة

من الرقش في أنيابها السم ناقـع

أتاني أبيت اللعن أنك لـمـتـنـي

وتلك التي تستك منها المسامـع

مخافة أن قلـت: سـوف أنـالـه

وذلك من تلقاء مـثـلـك رائع

لكلفتني ذنب امـرئ وتـركـتـه

كذي العر يكون غيره وهو راتع

فان كنت لا ذو الضغن عني مكذب

ولا حلفي على البراءة نـافـع

فانك كالليل الذي هـو مـدركـي

وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وأنت ربيع ينعش النـاس سـيبـه

وسيف أعيرته المنـية قـاطـع




ومن فرائد نسيبه قوله:



سقـط الـنـصـيف ولـــم تـــرد إســـقـــاطـــه

فتـنـاولـتـــه واتـــقـــتـــنـــا بـــالـــيد

نظـرت إلـيك بـحــاجة لـــم تـــقـــضـــهـــا

نظـر الـســـقـــيم إلـــى وجـــوه الـــعـــود

لو أنـهـــا عـــرضـــت لأشـــمـــط راهـــب

عبـــد الإلـــه صـــرورة مـــتـــعـــبـــد

لرنـا لـرؤيتـهـــا وحـــســـن حـــديثـــهـــا

ولـــخـــالـــه رشـــداً وإن لـــم يرشــــــد

زعـم الـــهـــمـــام بـــأن فـــاهـــا بـــارد

عذب مـقــبـــلـــه شـــهـــي الـــمـــورد

زعـــــــم الـــــــهـــــــمـــــــ ام




ولم أذقه بأنهعذب متى ما ذقته قلت: ازدد


تجـلـــو بـــقـــادمـــتـــي حـــمـــامة أيكة

برداً أســـف لـــثـــاتـــه بـــالأثـــمــــد

كالأقـــحـــوان غـــداة غـــب ســـمــــــائه


جفـــت أعـــالـــيه وأســـفـــلـــه نــــد


والبيت الثاني عندهم من أغزل ما قالته العرب، وعابه الأصمعي لذكر السقم في صفتها.


وقوله من قصيدة في مدح عمرو بن الحارث الأصغر الغساني لما أجاره من النعمان:



كليني لهـم يا أمـيمة نـاصـب

وليل أقاسيه بطيء الكـواكـب

تطاول حتى قلت ليس بمنـقـض

وليس الذي يرعى النجوم بـآئب

وصدر أراح الليل عازب همـه

تطاول فيه الحزن من كل جانب




أراد براعي النجوم الصبح، فأقام مقامه الذي يغدو بالماشية للرعي؛

وهذا من بارع التلويح، وجعل صدره مأوى للهموم، وجعلها كالنعم الشاردة للسرح نهاراً،

الآوبة لمكانها ليلا لتقييد الألحاظ عما هي فيه مطلقة بالنهار، متسلية بسببه.

قال صاحب زهر الآداب: “وهو أول من أثار هذا المعنى.

وكره امرؤ القيس أن يخف عنه الهم في وقت من الأوقات، فقال:


ألا أيهـا الـلـيل ألا انـجــل

بصبح وما الإصباح منك بأمثل”



ومن فرائد هذه القصيدة قوله:



إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهـم

عصائب طير تهتدي بعصـائب

جوانـح قـد أيقـن أن قـبـيلـه

إذا ما التقى الجيشان أول غالب

تراهن خلف القوم خزراً عيونهـا

جلوس الشيوخ في ثياب المرانب

ولا عيب فيهم غير أن سيوفـهـم

بهن فلول من قراع الكـتـائب

تورثن من أزمـان يوم حـلـيمة

إلى اليوم قد جربن كل التجارب

تقد السلوقي المضاعف نسـجـه

وتوقد بالصفاح نار الحبـاحـب

رقاق النعال طيب حجـزاتـهـم

يحيون بالريحان يوم السبـاسـب

ولا يحسبون الخير لا شر بـعـده

ولا يحسبون الشر ضربة لازب



وبيته الثالث من التشبيهات العقم.

ويوم حليمة هو الذي قتل فيه الحارث بن أبي شمر ملك عرب الشام المنذر بن المنذر ملك عرب العراق، ونسب إلى حليمة بنت الحارث بن أبي شمر؛ لأنها حضرته محرضة لعسكر أبيها،


وتزعم العرب أن الغبار ارتفع في ذلك اليوم، وتكاثف حتى سد عين الشمس، وظهرت الكواكب.


ولما بلغ النابغة أن النعمان عليل قد اشتد ألمه أقلقه ذلك، ولم يملك الصبر عنه،

فسار إليه، فألفاه محمولا على سرير ينقل، فقال لعصام حاجبه:


ألم أقسم عليك لتخـبـرنـي

أمحمول على النعش الهمام؟

فاني لا ألومك فـي دخـول

“ولكن ما وراءك يا عصام”

فان يهلك أبو قابوس يهـلـك

ربيع الناس والبلد الـحـرام


وكان النعمان بن الحارث الغساني قد حمى قراقراً لتربع ماله، فتربعته ذبيان، فنهاهم النابغة، وخوفهم عقوبته، فعيروه خوفه منه.


ثم إن النعمان أوقع بهم، فقال النابغة:



وخوفتني بنو ذبيان خـشـيتـه

وهل علي بأن أخشاك من عار

وقلت: يا قوم إن الليث منقبـض

على براثنه لوثبة الـضـاري



ويستحسن في باب رثاء الملوك والعظماء قوله في حصن بن بدر سيد فزارة:



يقولون حصن ثم تأبى نفوسهـم

وكيف بحصن والجبال جنوح

ولم تلفظ الموتى القبور ولم تزل

نجوم السماء والأديم صحـيح

فعما قلـيل ثـم جـاء نـعـيه

فظل ندي القوم وهـو ينـوح



ومن فرائده التي يتمثل بها قوله في عامر بن الطفيل:


فان يك عامر قد قال جهـلا

فان مظنة الجهل الشبـاب

فانك سوف تحلم أو تنـاهـى

إذا ما شبت أو شاب الغراب


وقوله:


إذا حاولت في أسد فجـوراً

فاني لست منك ولست مني


وقوله:


نصحت بني عوف فلم يتقبـلـوا


وصاتي ولم تنجح لديهم وسائلي



وقوله:


ليهنئ بني ذبيان أن بـلادهـم

خلت لهم من كل مولى وتابع


ومن تاريخ ابن عساكر أن “الشعبي كان عند عبد الملك بن مروان يوماً، فدخل عليه الأخطل،

وأنشده ما قال فيهم من الشعر، فقال الشعبي: قاتل الله النابغة حيث يقول:



هذا غـلام حـسـن وجـهــه

مستقبل الخير بـديع الـتـمـام

للحارث الأكبـر والـحـارث ال

أصغر والحـارث خـير الأنـام

ثم لـهـنـد وهـنــد وقـــد

أفرغ في الخيرات منهـم إمـام

ستة أعـلام هـم مــا هـــم

هم خير من يشرب صوب الغمام


فقال عبد الملك: يا أخطل، لم لا تقول مثل هذا؟ فقال له الأخطل: أعوذ بالله من شرك يا شعبي”)).


المرجع: نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب لابن سعد الأندلسي


النابغة الذبياني - الحكواتي (http://go.3roos.com/kpqtcft0zcc)




له قصائد:..


يا دارَ مَيّةَ بالعَليْاء فالسَّنَد

أدب .. النابغة الذبياني : يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، ( معلقة ) (http://go.3roos.com/kyakykq8h7m)



إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ (http://go.3roos.com/ecz65t4giqh)


أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني (http://go.3roos.com/4nvlma4oqg2)


اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ (http://go.3roos.com/6r2xcmaj9el)


عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ، (http://go.3roos.com/xmstfbf9u9x)


لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ، (http://go.3roos.com/hkmtp2av6hp)


ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ، (http://go.3roos.com/v6r0628mo8b)


عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ، (http://go.3roos.com/8qslvq78qph)


ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ (http://go.3roos.com/40wt0uotabo)


دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ، (http://go.3roos.com/rawujl0smjl)


أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ، (http://go.3roos.com/h8ka4hqvoju)


بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما، (http://go.3roos.com/n489iqkvhe9)


قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ، (http://go.3roos.com/5ytracgvzns)


أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ، (http://go.3roos.com/anyh5k9d6lj)


لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ، (http://go.3roos.com/ej5u7p4az0y)


هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ، (http://go.3roos.com/j5cxaxnotoe)





النابغة الذبياني - الحكواتي (http://go.3roos.com/kpqtcft0zcc)



أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،



أدب .. النابغة الذبياني : أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي، (http://go.3roos.com/oqvib7qz26v)

maryom2009
01/08/2012, 11:51 PM
معلقة النابغة الذبياني






http://www.al-dalel.com/poem/Poem3.gif (http://go.3roos.com/vwex656cfz2)













(1)وَيُرْوَى (وَقَفْتُ فِيهَا أَصِيلًا) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (447).


وَشَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (202) وَيُرْوَى (طَوِيلًا) وَ (أُصَيْلَالًا).



(2)وَيُرْوَى (إِلَّا أَوَارِيَّ) بِدُونِ ال التَّعْرِيفِ. شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (447).



(3)وَيُرْوَى (رُدَّتْ) بِضَمِّ الرَّاءِ. شُعَرَاءُ النَّصْرَانِيَّةِ (1 / 659).



(4)وَيُرْوَى (أَضْحَتْ خَلَاءً) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (449) وَالأَغَانِي (11/27) والحَيَوَانَ (6 / 325).



(5)وَيُرْوَى (فَعَدِّ عَمَّا مَضَى).



(6)وَرَوَاهَا الأَصْمَعِيُّ (أَسْرَتْ).



(7)وَيُرْوَى (فَهَابَ ضُمْرَانَ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (453).


وَكَانَ الرِّيَاشِيُّ يَرْوِيهِ (ضَمْرَانُ) بالفتحِ.



(1)وَيُرْوَى (البُعْدِ) بِالضَّمِّ. وَيُرْوَى أَيْضًا (فِي الأَدْنَيْنِ وَالبُعْدِ).



(2)وَيُرْوَى (وَمَا أُحَاشِي) شَرْحَ القصائدِ العَشْرِ (455).



(3)وَيُرْوَى (إِذْ قَالَ المَلِيكُ لَهُ) الجَمْهَرَةَ، تَحْقِيقُ البَجَاوِيِّ (17).


وَيُرْوَى (فَازْجُرْهَا عَن الفَنَدِ).



(4)وَيُرْوَى (فَمَنْ أَطَاعَ فَأَعْقِبْهُ بِطَاعَتِهِ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (456).



(5)وَيُرْوَى (المِائَةَ الأَبْكَارَ) وَ (المِائَةَ الجَرْجُورَ).



(6)وَيُرْوَى:


وَالرَّاكِضَاتُ ذُيُولَ الرَّيْطِ فَنَّقَهَا ظِلُّ الهَوَادِجِ كَالغِزْلَانِ بِالجَرَدِ


أَسَاسَ البَلَاغَةِ (ركض).


وَيُرْوَى ( وَالسَّاحِبَاتُ ذُيُولَ المِرْطِ ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (460).



(1)وَيُرْوَى (تَنْزَعُ ) مِنْ (نَزَعَ). وَيُرْوَى (رَهْوًا).



(2)(الجَدَدِ) تُرْوَى بِضَمِّ الدَّالِ وَبِفَتْحِهَا، وَالضَّمُّ أَجْوَدُ.



(3)وَيُرْوَى بِالسِّينِ غَيْرِ المُعْجَمَةِ (سِرَاعٍ) أَسَاسَ البَلَاغَةِ (حكم).



(4)وَيُرْوَى (الحَمَامَ) وَالحَمَامُ) وَكَذَلِكَ (نِصْفُهُ) وَ (نِصْفَهُ)


وَيُرْوَى (أوْ نِصْفَهُ فَقَدِ).



(5)وَيُرْوَى (كَمَا زَعَمَتْ) وَيُرْوَى (لَمْ يَنْقُصْ وَلَمْ يَزِدِ).



(6)وَيُرْوَى (فَلَا لَعَمْرُ الَّذِي قَدْ زُرْتُهُ حَجِجًا) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (461).



(7)وَيُرْوَى (لَا والَّذِي آمَنَ الغِزْلَانُ نَمْسَحُهَا) الحَيَوَانَ ( 3 / 193).


وَيُرْوَى (بَيْنَ الغَيْلِ وَالسِّنْدِ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (461).



(8)وَيُرْوَى (مَا إِنْ أَتَيْتَ بِشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (462).



(9)وَيُرْوَى: هَذَا لَأَبْرَأُ مِنْ قَوْلٍ قَذَفْتَ بِهِ طَارَتْ نَوَافِذُهُ حَرًّا عَلَى كَبِدِي


شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (462).



(10)وَيُرْوَى (مَنْ يَأْتِيكَ بِالجَسَدِ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (462).



(1)وَيُرْوَى (نُبِّئْتُ).



(2)(فِدَاءٌ ) يُرْوَى بِالكَسْرِ وَالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ.



(3)وَتَرْتِيبُ هَذَا البَيْتِ الثَّالِثَ وَالأَرْبَعِينَ فِي رِوَايَةِ التِّبْرِيزِيِّ.



(4)وَيُرْوَى (إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُهُ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (463).



(5)وَيُرْوَى (كُلُّ وَادٍ مُزْبَدٍ لَجِبٍ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (464).



وَيُرْوَى (فِيهِ حِطَامٌ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (464).


(6)وَيُرْوَى (بِالخَيْسَفُوجَةِ مِنْ جَهْدٍ وَمِنْ رَعَدِ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (464).



(7)وَيُرْوَى (فَإِنْ تَسْمَعْ لِقَائِلِهِ فَمَا عَرَضْتُ....)


شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (465).



(8)وَيُرْوَى (هَا إِنَّ تَا عِذْرَةٌ ) وَيُرْوَى (قَدْ تَاهَ فِي البَلَدِ).


شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ ص (466).




معلقة النابغة الذبياني - معهد آفاق التيسير (http://go.3roos.com/5annbrhagxg)








شرح المعلقات العشر للخطيب: محمد بن عبد الله التبريزي





وقالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ




ويُكَنَّى أَبَا ثُمَامَةَ، وأَبَا أُمَامَةَ بابْنَتِهِ.واسْمُهُ زِيَادُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ ضَبَابِ بنِ جَابِرِ بنِ يَرْبُوعِ بنِ غَيْظِ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ بنِ الرَّيْثِ بنِ غَطَفَانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ بنِ عَيْلانَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ:




1- يا دَارَ مَيَّةَ بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ = أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الأَبَدِ
(العَلْيَاءُ): مُرْتَفَعٌ مِن الأرضِ.قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: قالَ: (بالعَلْيَاءِ)، فجاءَ بالياءِ؛ لأنَّهُ بَنَاهَا على: عَلِيتُ.و(السَّنَدُ): سَنَدُ الوادي في الجبلِ، وهوَ ارتفاعُهُ حيثُ يُسْنَدُ فيهِ؛أيْ: يُصْعَدُ.و(أَقْوَتْ): خَلَتْ مِنْ أَهْلِها.و(السَّالِفُ): المَاضِي.و(الأَبَدُ): الدَّهْرُ.




2- وَقَفْتُ فِيهَا أَصِيلاً كَيْ أُسَائِلَهَا =عَيَّتْ جَوَاباً ومَا بالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ
ويُرْوَى: (وَقَفْتُ فِيهَا طَوِيلاً كَيْ أُسَائِلَهَا). ويُرْوَى: (أُصَيْلاناً) و(أُصَيْلالاً). فمَنْ رَوَى: (أَصِيلاً) أَرَادَ: عَشِيًّا. ومَنْ رَوَى: (طَوِيلاً) جازَ أنْ يكونَ معناهُ: وُقُوفاً طويلاً،

ويَجُوزُ أنْ يكونَ معناهُ: وقتاً طويلاً. ومَنْ رَوَى (أُصَيْلاناً) ففيهِ قولانِ: أَحَدُهما: أنَّهُ تصغيرُ أُصْلانٍ، وأُصْلانٌ جَمْعُ أَصِيلٍ، كما يُقَالُ: رَغِيفٌ ورُغْفَانٌ.




والقولُ الآخَرُ: أنَّهُ بمنزلةِ قولِهم: على اللَّهِ التُّكلانُ، وبمنزلةِ قولِهم: غُفْرَانٌ.وهذا القَوْلُ الصحيحُ، والأوَّلُ خَطَأٌ؛ لأنَّ أُصْلاناً لا يَجُوزُ أنْ يُصَغَّرَ إلاَّ أنْ يُرَدَّ إلى أَقَلِّ العَدَدِ، وهوَ حُكْمُ كلِّ جمعٍ كثيرٍ.


وقولُهُ:(عَيَّتْ) يُقَالُ: عَيِيتُ بالأمرِ؛إذا لم تَعْرِفْ وَجْهَهُ.

وقولُهُ: (جَوَاباً) منصوبٌ على المصدرِ؛ أيْ: عَيَّتْ أنْ تُجِيبَ وَمَا بها أَحَدٌ. و(مِن) زائدةٌ.




3- إِلاَّ أَوَارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُهَا = والنُّؤْيُ كَالْحَوْضِ بِالْمَظْلُومَةِ الْجَلَدِ
ويُرْوَى: (إلاَّ أَوَارِيُّ)، والنصبُ أَجْوَدُ.

والأَوَارِيُّ والأَوَاخِيُّ واحدٌ، وهيَ: التي تُحْبَسُ بها الخيلُ.و(اللأْيُ): البُطْءُ،يُقَالُ: الْتَأَتْ عليهِ حَاجَتُهُ.

المعنى: بعدَ بُطْءٍ أَسْتَبِينُها.و(النُّؤْيُ): حَاجِزٌ مِنْ تُرَابٍ يُعْمَلُ حولَ البيتِ والخَيْمَةِ؛ لِئَلاَّ يَصِلَ إليهما الماءُ

. وأصلُ الظُّلْمِ: وَضْعُ الشيءِ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ، فـ(المَظْلُومَةُ): الأرضُ التي قدْ حُفِرَ فيها في غَيْرِ موضِعِ الحَفْرِ.

و(الجَلَدُ): الأرضُ الغليظةُ الصُّلْبَةُ مِنْ غيرِ حِجَارَةٍ.وإنَّما قَصَدَ إلى الجَلَدِ؛ لأنَّ الحَفْرَ فيها يَصْعُبُ، فيكونُ ذلكَ أَشْبَهَ شَيْءٍ بالنُّؤْيِ.




4- رَدَّتْ عَلَيْهِ أَقَاصِيهِ وَلَبَّدَهُ =ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بِالْمِسْحَاةِ فِي الثَّأَدِ
ويُرْوَى: (رُدَّتْ عليهِ أَقَاصِيهِ).

وهذهِ الروايَةُ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ إذا قالَ: رُدَّتْ عليهِ أقَاصيهِ، فـ(أَقَاصِيهِ) في مَوْضِعِ رَفْعٍ، فأَسْكَنَ الياءَ؛ لأنَّ الضمَّةَ فيها ثَقِيلَةٌ.وإذا رُوِيَ: رَدَّتْ، فـ(أَقَاصِيهِ) في مَوْضِعِ نَصْبٍ، والفتحةُ لا تُسْتَثْقَلُ، فكانَ يَجِبُ أنْ تُفْتَحَ الياءُ.

إلاَّ أنَّهُ يَجُوزُ إسكانُها في الضَّرُورَةِ؛ لأنَّهُ يُسْكَنُ في الرَّفْعِ والخَفْضِ، فأَجْرَى النَّصْبَ مُجْرَاهُمَا.


وأَيْضاً فإنَّهُ إِذَا رُوِيَ: (رَدَّتْ) فَقَدْ أَضْمَرَ ما لم يَجْرِ ذِكْرُهُ،أَرَادَ: رَدَّتْ عليهِ الأَمَةُ، إلاَّ أنَّ هذا جائِزٌ كَثِيرٌ إذا عُرِفَ معناهُ.

و(أَقَاصِيهِ): ما شَذَّ منهُ. و(لَبَّدَهُ): سَكَّنَهُ؛ أيْ: سَكَّنَهُ حَفْرُ الوليدةِ. و(الثَّأَدُ): المَوْضِعُ النَّدِيُّ التُّرابِ.




5- خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كَانَ يَحْبِسُهُ = ورَفَّعَتْهُ إلى السِّجْفَيْنِ فَالنَّضَدِ
(الأَتِيُّ): النَّهَرُ الصغيرُ.أيْ: خَلَّت الأَمَةُ سَبِيلَ الماءِ في الأَتِيِّ تَحْفِرُها.

و(رَفَّعَتْهُ): ليسَ يُرِيدُ بهِ عَلَّتْ، وإنَّما معناهُ:قَدَّمَتْهُ وبَلَغَتْ بهِ، كما تَقُولُ: ارْتَفَعَ القومُ إلى السُّلْطَانِ. و(السِّجْفَانِ): سِتْرَانِ رقيقانِ يَكُونَانِ في مُقَدَّمِ البيتِ.

و(النَّضَدُ): ما نُضِدَ مِنْ مَتَاعِ البيتِ.




6- أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُهَا احْتَمَلوا =أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
قولُهُ: (وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُوا) أرادَ: قَد احْتَمَلُوا.(أَخْنَى) فيهِ قولانِ: أحدُهما: أنَّ المعنى: أَتَى عليها.

والقولُ الآخَرُ،وهوَ الجَيِّدُ: أنَّ المعنى: أَفْسَدَ؛ لأنَّ الخَنَا: الفسادُ والنُّقصانُ.


7- فَعَدِّ عَمَّا تَرَى إذْ لا ارْتِجَاعَ لَهُ = وانْمِ القُتُودَ علَى عَيْرَانَةٍ أُجُدِ
(فَعَدِّ عَمَّا تَرَى)؛ أيْ: جُزْهُ وانْصَرِفْ عنهُ؛ إذْ كانَ لا رُجُوعَ لهُ.يعني: ما تَرَى مِنْ خَرَابِ الدُّورِ.

و(القُتُودُ): خَشَبُ الرَّحْلِ، وهوَ للجَمْعِ الكَثِيرِ.وفي القليلِ: أَقْتَادٌ. وحَكَى بعضُ أهلِ اللغةِ أنَّ الواحدَ قَتَدٌ.

و(العَيْرَانَةُ): المُشَبَّهَةُ بالعَيْرِ؛ لِصَلابَةِ خُفِّها وشِدَّتِهِ. و(الأُجُدُ): التي عَظُمَ فَقَارُها.وقَالُوا: هيَ المُوَثَّقَةُ الخَلْقِ.




8- مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا =لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعُوِ بِالْمَسَدِ
(مَقْذُوفَةٌ)؛ أيْ: مَرْمِيَّةٌ باللَّحْمِ.

و(الدَّخِيسُ) والدِّخَاسُ: الذي قدْ دَخَلَ بعضُهُ في بعضٍ، مِنْ كَثْرَتِه.

و(النَّحْضُ): اللَّحْمُ، وهوَ جَمْعُ: نَحْضَةٍ. و(البازِلُ): الكبيرُ. و(الصَّرِيفُ): الصِّيَاحُ.والصَّرِيفُ من الإِنَاثِ مِنْ شِدَّةِ الإعياءِ، ومِن الذُّكُورِ مِن النَّشَاطِ.

و(القَعُوُ):ما يَضُمُّ البَكْرَةَ إذا كانَ خَشَباً، فإذا كانَ حَدِيداً فهوَ خُطَّافٌ.ويُرْوَى: (لهُ صَرِيفٌ صَرِيفُ القَعُوِ) على الْبَدَلِ، والنَّصْبُ أَجْوَدُ.


9- كَأَنَّ رَحْلِي وقدْ زَالَ النهارُ بِنَا = بِذِي الجَلِيلِ علَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ
(زالَ النَّهَارُ بِنَا) معناهُ: انْتَصَفَ. و(بِنَا) بمعنَى عَلَيْنَا.

و(الجَلِيلُ): الثُّمامُ؛ أيْ: بموضِعٍ فيهِ ثُمَامٌ.و(المُسْتَأْنِسُ): الناظِرُ بِعَيْنِهِ.ومنهُ:{إِنِّي آنَسْتُ نَاراً}؛ أيْ: أَبْصَرْتُ.

ومنهُ قِيلَ: إِنْسَانٌ؛ لأنَّهُ مَرْئِيٌّ.ويُرْوَى: (على مُسْتَوْجِسٍ)، وهوَ: الذي قدْ أَوْجَسَ في نَفْسِهِ الفَزَعَ، فهوَ يَنْظُرُ.



10- مِنْ وَحْشِوَجْرَةَ مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ = طَاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَُدِ
خَصَّ وَحْشَ (وَجْرَةَ)؛ لأنَّها فَلاةٌ، يُقَالُ: إنَّ فيها سِتِّينَ مِيلاً، والوَحْشُ يَكْثُرُ بها.

ويقالُ: إنَّها قليلةُ الشِّرْبِ فيها. و(الْمَوْشِيُّ): الذي فيهِ ألوانٌ مُخْتَلِفَةٌ.وقولُهُ: (طَاوِي المَصِيرِ)؛ أيْ: ضَامِرُهُ. و(المَصِيرُ): المِعَى، وجمعُهُ مُصْرَانٌ، وجمعُ مُصْرَانٍ: مَصَارِينُ.وقولُهُ: (كسَيْفِ الصَّيْقَلِ)؛ أيْ: هوَ يَلْمَعُ.

وقولُهُ: (الفَرَدُ)؛ أيْ: ليسَ لهُ نَظِيرٌ.

maryom2009
02/08/2012, 04:22 AM
تابع - شرح المعلقات العشر للخطيب: محمد بن عبد الله التبريزي





11- سَرَتْ عَلَيْهِ مِن الْجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ =تُزْجِي الشَّمالُ عَلَيْهِ جَامِدَ الْبَرَدِ
قولُهُ: (سَرَتْ عَلَيْهِ من الجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ) كمعنى قولِهم: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا. و(تُزْجِي): تَسُوقُ.و(جَامِدُ البَرَدِ): ما صَلُبَ منهُ.


12- فَارْتَاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ فَبَاتَ لَهُ = طَوْعُ الشَّوَامِتِ مِنْ خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ
(ارْتَاعَ): فَزِعَ.وقولُهُ: (لَهُ)، الهاءُ في (لَهُ) عائدةٌ على الكَلاَّبِ، وإنْ شِئْتَ على الصَّوْتِ. قالَ الأَصْمَعِيُّ: المعنى: فباتَ لهُ ما أَطاعَ شَوَامِتَهُ من الخوفِ. وقالَ أبو عُبَيْدَةَ: المعنى: فباتَ لهُ ما يَسُرُّ الشوامِتَ.


ويُرْوَى: (طَوْعَ الشَّوَامِتِ).ومَنْ رَوَى هذهِ الروايَةَ فـ(الشَّوَامِتُ) عِنْدَهُ: القوائِمُ، يُقَالُ للقوائِمِ: شَوَامِتُ، الواحدةُ: شَامِتَةٌ.أيْ: فباتَ يَطُوعُ للشَّوَامِتِ؛ أيْ: يَنْقَادُ لها؛ أيْ: فَبَاتَ قائِماً.


13- فَبَثَّهُنَّ عَلَيْهِ واسْتَمَرَّ بِهِ = صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئاتٌ مِن الْحَرَدِ
(بَثَّهُنَّ): فَرَّقَهُنَّ.و(الصُّمْعُ): الضَّوَامِرُ،الواحِدَةُ: صَمْعَاءُ. و(اسْتَمَرَّ بِهِ)؛ أي: اسْتَمَرَّتْ بهِ قَوَائِمُهُ.و(الكُعُوبُ): جَمْعُ كَعْبٍ، وهوَ المَفْصِلُ مِن العِظامِ، وكلُّ مَفْصِلٍ مِن العِظَامِ: كَعْبٌ، عندَ العربِ. وأصلُ (الحَرَدِ): استرخاءُ عَصَبٍ في يَدِ البَعِيرِ مِنْ شِدَّةِ العِقَالِ، ورُبَّمَا كَانَ خِلْقَةً، وإذا كَانَ بهِ نَفَضَ يَدَيْهِ، وضَرَبَ بِهِمَا الأرضَ ضَرْباً شَدِيداً.


14- فَهَابَ ضُمْرَانُ مِنْهُ حَيْثُ يُوزِعُهُ = طَعْنَُ المَعَارِكِ عِنْدَ الْمُحْجَرِ النَّجُِدِ
ورَوَى الأَصْمَعِيُّ: (وكانَ ضُمْرَانُ مِنْهُ).ومَنْ رَفَعَ (طَعْنُ المَعَارِكِ) رَفَعَهُ بقولِهِ:(يُوزِعُهُ).و(ضُمْر� �انُ): اسمُ كَلْبٍ. و(يُوزِعُهُ): يُغْرِيهِ.وقولُهُ: (منْهُ)؛ أيْ: مِن الثورِ.


15- شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَهَا = شَكَّ المُبَيطِرِ إذْ يَشْفِي مِن العَضَدِ
(الفَرِيصَةُ): المُضْغَةُ التي تُرْعَدُ مِن الدابَّةِ عندَ البَيْطَارِ. ويُرِيدُ بـ(المِدْرَى) قَرْنَ الثَّوْرِ؛ أيْ: شَكَّ فَرِيصَةَ الكَلْبِ بقَرْنِهِ. و(العَضَدُ): داءٌ يَأْخُذُ في العَضُدِ، يُقَالُ: عَضِدَ يَعْضَدُ عَضَداً.


16- كأنَّهُ خَارِجاً مِنْ جَنْبِ صَفْحَتِهِ = سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِنْدَ مُفْتَأَدِ
الهاءُ مِنْ (كَأَنَّهُ) تعودُ على (المِدْرَى). و(خارجاً) حالٌ، والخبرُ: (سُفُّودُ شَرْبٍ). و(المُفْتَأَدُ): المُشْتَوَى.


17- فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلَى الرَّوْقِ مُنْقَبِضاً = في حالِكِ اللَّوْنِ صَدْقٍ غَيْرِ ذِي أَوَدِ
(يَعْجُمُ): يَمْضَغُ.و(الرَّوْقُ): القَرْنُ. و(الحالِكُ): الشديدُ السَّوَادِ. و(الصَّدْقُ): الصُّلْبُ.و(الأَوَدُ): العَوَجُ.


18- لَمَّا رَأَى وَاشِقٌ إِقْعَاصَ صَاحِبِهِ = ولا سَبِيلَ إلى عَقْلٍ ولا قَوَدِ
(وَاشِقٌ): اسْمُ كَلْبٍ.و(الإِقْعَاصُ): الموتُ الوَحِيُّ، وَأَصْلُهُ مِن القُعَاصِ، وهوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الغَنَمَ لا يُلَبِّثُهَا حتَّى تَمُوتَ.


19- قَالَتْ لَهُ النَّفْسُ: إِنِّي لا أَرَى طَمَعاً =وإنَّ مَوْلاكَ لَمْ يَسْلَمْ ولمْ يَصِدِ
المَوْلَى: الناصِرُ.وقولُهُ: (قالَتْ لهُ النَّفْسُ) تَمْثِيلٌ؛ أيْ: حَدَّثَتْهُ نفسُهُ بهذا.


20- فتِلْكَ تُبْلِغُنِي النُّعْمَانَ إِنَّ لَهُ = فَضْلاً على النَّاسِ في الأَدْنَى وفِي البَعَدِ
(فَتِلْكَ) يعني: ناقَتَهُ التي شَبَّهَهَا بهذا الثَّوْرِ. و(البَعَدُ) قيلَ: إنَّهُ مَصْدَرٌ، يَسْتَوِي فيهِ لفظُ الواحدِ والاثنيْنِ والجمعِ والمُذَكَّرِ والمؤنَّثِ.

وقيلَ: إنَّهُ جَمْعُ بَاعِدٍ، كما يُقَالُ: خادِمٌ وخَدَمٌ. ومعنى (في الأَدْنَى وفي البَعَدِ) كمعنى: القَرِيبِ والبَعيدِ.ومَنْ رَوَى: (البُعُدِ) فهوَ جمعُ بَعِيدٍ.


21- ولا أَرَى فَاعِلاً في النَّاسِ يُشْبِهُهُ = وما أُحَاشِي مِن الأقْوَامِ مِنْ أَحَدِ
المعنى: ولا أَرَى فاعلاً يَفْعَلُ الخيرَ يُشْبِهُهُ.

ومعنى (وما أُحَاشِي):وما أَسْتَثْنِي، كما تَقُولُ: حَاشَى فُلاناً.وإنْ شِئْتَ خَفَضْتَ، إلاَّ أنَّ النَّصْبَ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ قد اشْتُقَّ منهُ فِعْلٌ، وحُذِفَ منهُ كما يُحْذَفُ مِن الفعلِ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ}.و(مِن) زائدةٌ في قَوْلِهِ: (مِنْ أَحَدِ).


22- إلاَّ سُلَيْمَانَ إِذْ قَالَ الإِلَهُ لَهُ: = قُمْ فِي البَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَن الْفَنَدِ
(إلاَّ سُليمانَ) في مَوْضِعِ نَصْبٍ على البَدَلِ منْ مَوْضِعِ (أَحَدِ). وإنْ شِئْتَ على الاسْتِثْنَاءِ. ويُرْوَى: (إذْ قالَ المَلِيكُ لَهُ).ويُرْوَى: (فَارْجُزْهَا عَن الْفَنَدِ). و(الحَدُّ): المَنْعُ. و(الفَنَدُ): الْخَطَأُ.


23- وَخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهُمْ = يَبْنُونَ تَدْمُرَ بِالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
(خَيِّسْ)؛ أيْ: ذَلِّلْ.و(الصُّفَّاحُ): جَمْعُ صُفَّاحَةٍ، وهيَ حِجَارَةٌ رِقاقٌ عِرَاضٌ.


24- فَمَنْ أَطَاعَ فَأَعْقِبْهُ بِطَاعَتِهِ = كما أَطَاعَكَ وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ

25- ومَنْ عَصَاكَ فَعَاقِبْهُ مُعَاقَبَةً = تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقْعُدْ عَلَى ضَمَدِ

(الضَّمَدُ): الحِقْدُ، يُقالُ: ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً، فهوَ ضَمِدٌ.






26- إلاَّ لِمِثْلِكَ أوْ مَنْ أَنْتَ سَابِقُهُ = سَبْقَ الْجَوَادِ إِذَا اسْتَوْلَى على الأَمَدِ
قولُهُ: (أَوْ مَنْ أَنْتَ سَابِقُهُ)؛ أيْ: لِمِثْلِكَ في حَالِكَ أوْ لِمَنْ فَضْلُكَ عليهِ كفَضْلِ السَّابِقِ على المُصَلِّي؛ أيْ: لَيْسَ بينَكَ وبينَهُ في الفَضْلِ والشَّرَفِ إلاَّ يَسِيرٌ. (اسْتَوْلَى عليهِ): إذا غَلَبَ عليهِ.و(الأَمَدُ): الغايَةُ.


27- واحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ إِذْ نَظَرَتْ = إِلَى حَمَامٍ سِراعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ
أيْ:كُنْ حَكِيماً كفتاةِ الحَيِّ إذْ أَصَابَتْ وجَعَلَت الشيءَ في مَوْضِعِهِ.وهيَ لم تَحْكُمْ بشيءٍ، إنَّما قَالَتْ قَوْلاً فَأَصَابَتْ فيهِ. ومعناهُ: كُنْ في أَمْرِي حَكِيماً، ولا تَقْبَلْ مِمَّنْ سَعَى بِي. و(الثَّمَدُ): الماءُ القليلُ.


28- قالَتْ: أَلا لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامَُ لَنَا = إِلَى حَمَامَتِنَا ونِصْفُهُ فَقَدِ
يُرْوَى: (الحَمَامَ) و(الحَمَامُ).وكذلكَ (نِصْفَهُ) و(نِصْفُهُ).فإذا نَصَبْتَهُ تكونُ (مَا) زائدةً، وإذا رَفَعْتَهُ تكونُ كافَّةً لـ(لَيْتَ) عن العَمَلِ، ويَصِيرُ بعدَها مُبْتَدَأٌ وخبَرٌ، كما تَقُولُ: زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. و(قَدْ) بمعنى: حَسْبُ.


29- يَحَفُّهُ جَانِبَا نِيقٍ وتُتْبِعُهُ = مِثْلَ الزُّجَاجَةِ لَمْ تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ
(يَحَفُّهُ): يَكُونُ في نَاحِيَتِهِ. و(النِّيقُ): أَعْلَى الجَبَلِ. قالَ الأَصْمَعِيُّ: إذا كانَ الحَمامُ بينَ جَانِبَيْ نِيقٍ كانَ أَشَدَّ لِعَدَدِهِ؛ لأنَّهُ يَتَكَاثَفُ ويكونُ بعضُهُ فوقَ بعضٍ.وإذا كانَ في مَوْضِعٍ وَاسِعٍ كانَ أَسْهَلَ لِعَدَدِهِ. ووَصَفَ أنَّها قدْ أَسْرَعَتْ.


قالَ أبو عُبَيْدَةَ: وهيَ عَيْنُ اليَمَامَةِ، وزَرْقَاءُ اليَمَامَةِ.وقولُهُ: (مِثْلَ الزُّجَاجَةِ)، يعني: عَيْنَهَا.و(لم تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ)؛ أيْ: لم تَرْمَدْ فَتُكْحَلَ.


30- فَحَسَبُوهُ فَأَلْفَوْهُ كَمَا حَسَبَتْ: = تِسْعاً وتِسْعِينَ لَمْ تَنْقُصْ ولم تَزِدِ
ويُرْوَى: (كما زَعَمَتْ).و(أَلْفَوْهُ): وَجَدُوهُ.وكانَ الحَمَامُ الذي رَأَتْهُ سِتَّةً وسِتِّينَ، ولها حَمَامَةٌ في بيتِها، فلَمَّا عَدَّت الحَمَامَ الذي رَأَتْهُ قالَتْ:

لَيْتَ الْحَمَامَ لِيَهْ =إِلَى حَمَامَتِيَهْ


ونِصْفَهُ قَدِيَهْ =تَمَّ الحَمَامُ مِيَهْ




وقولُها: (إِلَى حَمَامَتِيَهْ)؛ أيْ: معَ حَمَامَتِيَهْ، فَيَكُونُ سَبْعَةً وسِتِّينَ، ونِصْفُ ما رَأَتْهُ ثلاثةٌ وثلاثونَ، فَيَكُونُ مائةً كما قالَتْ.


31- فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا =وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ
قالَ الأَصْمَعِيُّ: (الحِسْبَةُ): الجِهَةُ التي يُحْسَبُ منها، وهيَ مثلُ اللِّبْسَةِ والجِلْسَةِ.

فقالَ: أَسْرَعَتْ أَخْذاً في تلكَ الجِهَةِ. ويقالُ: ما أَسْرَعَ حِسْبَتَهُ؛ أيْ: حِسَابَهُ. والحَسْبَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ.


32- أَعْطَى لِفَارِهَةٍ حُلْوٍ تَوَابِعُهَا = مِن المَوَاهِبِ لا تُعْطَى عَلَى نَكَدِ
أيْ: لا أَرَى فَاعِلاً في الناسِ يُشْبِهُهُ، أَعْطَى لِفَارِهَةٍ.ويُرْوَى: (عَلَى حَسَدِ).

ويُرْوَى: (حُلْوٌ تَوَابِعُها) على الابتداءِ والخبرِ، والمبتدأُ والخبرُ في مَوْضِعِ جَرٍّ.


33- الْوَاهِبُ المِائَةَ الأَبْكَارَ زَيَّنَهَا = سَعْدَانُ تُوضِحَ في أَوْبَارِهَا اللِّبَدِ
ويُرْوَى: (المائةَ الجُرْجُورَ).
والجُرْجُورُ: الضِّخَامُ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ على لَفْظٍ واحدٍ. و(السَّعْدانُ): نَبْتٌ تَسْمَنُ عليهِ الإبلُ وتَغْزُرُ أَلْبَانُها ويَطِيبُ لَحْمُها. و(تُوضِحُ): اسمُ موضِعٍ.ومَنْ رَوَى: (يُوضِحَ) بالياءِ؛ فإنَّهُ يَذْهَبُ إلى أنَّ مَعْنَاهُ: يُبَيِّنُ، وهوَ فِعْلٌ. و(اللِّبَدُ): ما تَلَبَّدَ مِن الوَبَرِ، الواحِدَةُ: لِبْدَةٌ.ويُرْوَى: (في الأَوْبَارِ ذِي اللِّبَدِ).


34- والسَّاحِبَاتِ ذُيُولَ المِرْطِ فَنَّقَهَا = بَرْدُ الهَوَاجِرِ كَالْغِزْلانِ بالجَرَدِ
ويُرْوَى: (والرَّاكِضَاتِ).وعَنَى بـ(السَّاحِبَاتِ): الجَوَارِيَ. و(فَنَّقَهَا): طَيَّبَ عَيْشَها؛ أيْ: هيَ لا تَسِيرُ في شِدَّةِ الحَرِّ.ويُرْوَى: (أَنَّقَهَا)؛ أيْ:أَعْطَاها ما يُعْجِبُها. و(الجَرَدُ): المَوْضِعُ الذي لا يُنْبِتُ.


35- والخَيْلَ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتِهَا = كالطَّيْرِ تَنْجُو مِن الشُّؤْبُوبِ ذِي الْبَرَدِ
ويُرْوَى: (تَنْزِعُ). و(تَمْزَعُ): تَمُرُّ مَرًّا سَرِيعاً.ويُرْوَى: (رَهْواً).والرَّهْوُ: السَّاكِنُ. و(غَرْباً)؛ أيْ: حِدَّةً. و(الشُّؤْبُوبُ): السَّحابُ العَظيمُ القَطْرِ القليلُ العَرَضِ، الواحِدَةُ: شُؤْبُوبَةٌ.قيلَ: ولا يُقالُ لها: شُؤْبُوبَةٌ، حتَّى يَكُونَ فيها بَرَدٌ.


36- والأُدْمَ قَدْ خُيِّسَتْ فُتْلا مَرَافِقُهَا = مَشْدُودةً بِرِحَالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ
(الأُدْمُ): النُّوقُ. و(خُيِّسَتْ): ذُلِّلَتْ. ويُقَالُ: (جُدُدٌ) وجُدَدٌ، والضمُّ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ الأصلُ، ولِئَلاَّ يُشْكِلَ بجَمْعِ جُدَّةٍ. ومَنْ قالَ: جُدَدٌ في جَمْعِ جَدِيدٍ أَبْدَلَ مِن الضمَّةِ فتحةً؛ لِخِفَّةِ الفتحةِ.


37- فلا لَعَمْرُ الذي قَدْ زُرْتُهُ حِجَجاً = وما هُرِيقَ على الأَنْصَابِ مِنْ جَسَدِ
(هُرِيقَ) وأُرِيقَ واحِدٌ. و(الأَنْصَابُ): حِجَارَةٌ كانَت الجاهليَّةُ تَنْصِبُها وتَذْبَحُ عندَها.و(الجَسَدُ) هنا: الدَّمُ.والجَسَدُ والجِسَادُ: صِبْغٌ.


38- والمُؤْمِنِ العَائِذَاتِ الطَّيْرَ يَمْسَحُهَا = رُكْبَانُ مَكَّةَ بَيْنَ الْغِيلِ والسَّنَدِ
(الْعَائِذَاتُ): ما عاذَبالبيتِ من الطيرِ.ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ: (بَيْنَ الْغِيلِ والسَّعَدِ) بكسرِ الغيْنِ، وقالَ: هُمَا أَجَمَتَانِ كانَتَا بينَ مَكَّةَ ومِنًى.

وأَنْكَرَ الأصمعيُّ هذهِ الروايَةَ، وقالَ: إنَّما (الغِيلُ) بكسرِ الغينِ: الغَيْضَةُ، والغَيْلُ بفتحِ الغَيْنِ: الماءُ، وإنَّما يَعْنِي النابغةُ ما كانَ يَخْرُجُ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ.


39- ما إِنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ = إذاً فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ يَدِي
(إنْ) هنا توكيدٌ، إلاَّ أَنَّها تَكُفُّ (مَا) عن العملِ، كما أنَّ (مَا) تَكُفُّ (إنَّ) عن العَمَلِ في قَوْلِكَ: إِنَّمَا زيدٌ مُنْطَلِقٌ. ومعنى (فلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ يَدِي)؛ أيْ: شَلَّتْ.


40- إذاً فَعَاقَبَنِي رَبِّي مُعَاقَبَةً = قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ مَنْ يَأْتِيكَ بِالْحَسَدِ

41- هذا لأَبْرَأَ مِنْ قَوْلٍ قُذِفْتُ بِهِ = طَارَتْ نَوَافِذُهُ حَرًّا على كَبِدِي
(النَّوَافِذُ): تَمْثِيلٌ مِنْ قَوْلِهم: جُرْحٌ نَافِذٌ؛ أيْ: قَالُوا قَوْلاً صارَ حَرُّهُ على كَبِدِي، وَشَقِيتُ بهِ.


42- مَهْلاً فِدَاءٌ لَكَ الأَقْوَامُ كُلُّهُمُ = وما أُثَمِّرُ مِنْ مَالٍ ومِنْ وَلَدِ
(أُثَمِّرُ): أَجْمَعُ. ويُرْوَى: (فِدَاءً) على المصدرِ.والمعنى: الأَقْوَامُ كُلُّهم يَفْدُونَكَ فِدَاءً.

ويُرْوَى: (فِدَاءِ) بمعنى: لِيَفْدِكَ، فبَنَاهُ كما بُنِيَ الأمرُ؛نَحْوُ: دَرَاكِ وتَرَاكِ؛ لأنَّهُ بمعنى أَدْرِكْ واتْرُكْ.


43- لا تَقْذِفَنِّي بِرُكْنٍ لا كِفَاءَ لَهُ = وَلَوْ تَأَثَّفَكَ الأَعْدَاءُ بِالرِّفَدِ
ويُرْوَى: (وإنْ).

(الكِفَاءُ): المِثْلُ. و(تَأَثَّفَكَ الأعداءُ): احْتَوَشُوكَ، فصَارُوا مِنْكَ مَوْضِعَ الأَثَافِيِّ مِن القِدْرِ. ومعنى (بالرِّفَدِ)؛ أيْ: يَتَعَاوَنُونَ عَلَيَّ، يَسْعُونَ بِي عِنْدَكَ.


44- فما الفُرَاتُ إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُهُ = تَرْمِي أَوَاذِيُّهُ العِبْرَيْنِ بالزَّبَدِ
(جَاشَتْ): فارَتْ. و(الْغَوَارِبُ): ما عَلا منهُ، الواحِدُ: غَارِبٌ.و(الأَوَاذِيُّ): الأمواجُ. و(العِبْرَانِ): الشَّطَّانِ.


45- يَمُدُّهُ كُلُّ وَادٍ مُزْبِدٍ لَجِبٍ = فِيهِ حُطَامٌ مِن اليَنْبُوتِ وَالْخَضَدِ
ويُرْوَى: (كُلُّ وَادٍ مُتْرَعٍ). ويُرْوَى: (فيهِ رُكامٌ). و(المُتْرَعُ): المملوءُ.و(اللَّجِبُ): ذُو الصَّوْتِ. و(الرُّكَامُ): المُتكاثِفُ.و(اليَنْبُوتُ): ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ.و(الخَضَدُ): ماثُنِيَ وكُسِرَ مِن النَّبْتِ.


46- يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً = بِالْخَيْزُرَانَةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ
ورَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ: (بالخَيْسَفُوجَةِ مِنْ جَهْدٍ ومِنْ رَعَدِ).و(الخَيْزُرَانَةُ): كُلُّ ما ثُنِيَ.و(النَّجَدُ): العَرَقُ مِن الكَرْبِ.وقالُوا: أرادَ بالخَيْزُرَانَةِ: المُرْدِيَّ. والخَيْسَفُوجَةُ قِيلَ: هوَ السُّكَّانُ. و(الأَيْنُ): الإِعْيَاءُ.


47- يَوْماً بِأَجْوَدَ مِنْهُ سَيْبَ نَافِلَةٍ = ولا يَحُولُ عَطَاءُ الْيَوْمِ دُونَ غَدِ
(السَّيْبُ): العَطَاءُ.و(النَّافِلَةُ): الزِّيَادَةُ.

ومعنى (ولا يَحُولُ عَطَاءُ اليومِ دُونَ غَدِ): إنْ أَعْطَى اليومَ لم يَمْنَعْهُ ذلكَ أنْ يُعْطِيَ في الغَدِ.وأضافَ إلى الظَّرْفِ على السَّعَةِ؛ لأنَّهُ ليسَ حقُّ الظروفِ أنْ يُضَافَ إليها. ويُرْوَى: (يَوْماً بِأَطْيَبَ مِنْهُ).


48- أُنْبِئْتُ أَنَّ أَبَا قَابُوسَ أَوْعَدَنِي = ولا قَرَارَ على زَأْرٍ مِن الأَسَدِ
(أَبُو قَابُوسٍ): النُّعْمَانُ بنُ المُنْذِرِ. ويُرْوَى: (نُبِّئْتُ). ويقالُ: زَأَرَ الأسدُ يَزْئِرُ ويَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيراً.


49- هذا الثَّنَاءُ فَإِنْ تَسْمَعْ لِقَائِلِهِ = فَمَا عَرَضْتُ أَبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ
ويُرْوَى: (فإنْ تَسْمَعْ بِهِ حَسَناً * فَلَمْ أُعَرِّضْ أَبِيتَ اللَّعْنَ بِالصَّفَدِ).(الصَّفَدُ): العَطَاءُ.

قالَ الأصمعيُّ: لا يكونُ الصَّفَدُ ابْتِدَاءً، إنَّما يَكُونُ بمنزلةِ المُكَافَأَةِ، يُقَالُ: أَصْفَدْتُهُ أُصْفِدُهُ إِصْفَاداً؛ إذا أَعْطَيْتَهُ، والاسمُ: الصَّفَدُ.وصَفَدْتُهُ أَصْفِدُهُ صَفْداً وصِفاداً؛ إذا شَدَدْتَهُ، والاسمُ أيضاً: الصَّفَدُ.ومعنى (أَبَيْتَ اللَّعْنَ)؛ أيْ: أَبَيْتَ أنْ تَأْتِيَ شَيْئاً تُلْعَنُ عليهِ.


50- هَا إنَّ تَاعِذْرَةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ =فَإِنَّ صَاحِبَهَا قَدْ تَاهَ فِي الْبَلَدِ
ويُرْوَى: (فإِنَّ صَاحِبَهَا مُشَارِكُ النَّكَدِ).

(تَا) بمعنى هذهِ. ويُرْوَى: (إنَّ ذِي عِذْرَةٌ). ويُرْوَى: (إنَّها عِذْرَةٌ). وعِذْرَةٌ وعُذْرَةٌ ومَعْذِرَةٌ واحِدٌ. ومعنى (إنَّهَا)؛ أيْ: إنَّ هذهِ القصيدةَ عُذْرٌ؛ أيْ: ذاتُ عُذْرٍ.





معلقة النابغة الذبياني - معهد آفاق التيسير (http://go.3roos.com/5annbrhagxg)

maryom2009
02/08/2012, 10:16 PM
تعريف / بمعلقة النابغة



اعتبر التبريزي قصيدة النابغة الدالية الاعتذارية من القصائد العشر وهي المعلّقات


المذهبات. ومطلع هذه القصيدة:



يا دار ميَّة بالعلياء فالسَّنَدِ- أقْوَتْ وطال عليها سالِفُ الأبد




ومن أهم جوانب هذه القصيدة:




ذكر الديار الدارسة، الانتقال إلى وصف الناقة وتشبيهها في قوّتها ونشاطها بالثور الوحشي، وصف الصراع بين الثور والكلاب، التخلص من وصف الناقة إلى مدح النعمان، الاعتذار والاجتهاد في تبرئة نفسه مما اتهم به.



وفي شعر النابغة بعامة، وفي غسّانياته كما في اعتذارياته، ومنها قصيدته الدالية التي أنزلها التبريزي منزلة المعلّقات..



في جميع ذلك تتجلّى صورة واحدة لشاعرية متكاملة ذات خصائص بيّنة واضحة المعالم من أهمها البعد عن التكلف ودقة التعبير وحسن الديباجة ورونقها والعناية بالكنايات والاستدارات التشبيهية فضلاً عن الاستهلالات الجيدة وحسن التخلص إلى الأغراض الأساسية كالمدح والاعتذار.



ويبدو أن النابغة لم يطب له المقام طويلاً بين غساسنة الشام، أو أنه هيّجه حنينُه إلى العراق. وكان الزمن أسرع إلى برْء النابغة من خوفه وألمه من النعمان، وإلى إذابة أحقاد النعمان على النابغة، مما زرعه في نفسه الحسَّاد والوشاة.




لذلك يعود النابغة إلى قصور الحيرة، تسبقه اعتذاريات رائعة للملك، كان من أفضلها القصيدة الدّاليّة. ولقد فتحت هذه القصيدة باب الحيرة وقلب ملكها أمام الشاعر الطريد مرة أخرى، وعاد الصّفاء إلى علاقتهما.



القصيدة تتردّد ما بينالوقوف على الأطلال عبر نغم جديد حزين، إلى وصف ناقته وتشبيهها بالثّور،


ومناظر من الصّيد والقنص، والعراك ما بين الثور والكلاب، إلى أن بلغ موضوعه الأساسي، فيقدّم نفسه مرة أخرى للملك، مُبْرءاً ومبرراً من أخطائه،


معتذراً عن الجفوة السابقة، لاجئاً أخيراً إلى نوع من المديح المغلّف بالحب والصداقة، وتكرار طلب التصافي والإخلاص ما بين ندّيْن.



ويمتزج النفس القصصي بالسيّالة الشعريّة، حتى يبدو ثمة انسجام داخلي، في بنية القصيدة. وفي لوحة وقوفه أمام الأطلال عرض لخلاصة قصة حب، كان ذروتها ذلك البيت الشّهير.



أمست خلاءاً وأمسى أهلُها احتملُوا- أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ.



وقد تضمن كذلك إشارة إلى أسطورة لبد، التي توحي بجبروت الزمان واندراس الذكريات، ومضيّ الأحبة، تحت كرّ أيامه.


وينتقل الشاعر إلى وصف منظر صيد، بعد أن يشبه ناقته بالثور، ثم كيف همت الكلاب بالصيد. ويستخدم الشاعر صوراً واقعية بارعة في وصف التَّضاد والصراع، وألوان الهجوم والطعن.


ويرصد لكرم الملك وشجاعته بصور مضخَّمة، مفَخَّمة، اللّفظ والإيحاء والتشابيه. حتى يصل إلى قصة أخرى، هي قصة زرقاء اليمامة، وكأنه في تشبيه صواب الرؤية عند الملك بزرقاء اليمامة، يطلب منه أن يحكم في موضوعه بنفس النظرة والروية.


ويلجأ الشاعر إلى تضخيم خوفه من الملك، ويرجوه التمهّل في أمره، ويشبّه جبروته وكرمه بالفرات. إلى أن يطلب المعذرة والغفران، بأسلوب مليء الإيقاع، فَخْمٍ مَحْكم التركيب،


لا بد أنه كان من أهم عوامل شهرة الشاعر، وكونه شاعر بلاط من الطراز الأول.





تعريف بمعلقة النابغة (http://go.3roos.com/qd5enzifitx)



كل شيء عن المعلقات -سماع - تحميل - شرح - نصوص - تعريفات - كتب - أبحاث | www.hanialtanbour.com (http://go.3roos.com/brt9uaeewzq)

maryom2009
02/08/2012, 10:24 PM
النابغة والمعلقة





اختلف رواة الأدب ونقاده حول أهمية النابغة وشعره في الجاهلية وهل هو من أصحاب المعلقات أم لا؟



أ- قدم التبريزي في كتابه شرح المعلقات القصائد السبع ثم أضاف إليها النابغة الذبياني والأعشى بن الأبرص.
ب- قدم الزوزني في كتابه شرح المعلقات القصائد السبع ولم يذكر بينها قصيدة النابغة التي وسمت بالمعلقة.
ج- أما الخطابي فقد ذكر في كتابه شرح المعلقات السبع ولم يذكر ضمنها النابغة الذبياني.
د- أما الخطابي فقد ذكر المعلقات وذكر من بين الشعراء النابغة لكنه قدم لنا قصيدة ليست بالمعلقة وإنما وضع:



عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار
ماذا تحيون من نؤي وأحجار


وعدد أبياتها ستون.
ه- قدم لنا الهاشمي في كتابه جواهر الأدب المعلقات وأورد لنا قصيدة "عوجوا فحيوا دمنة الدار" وعدد أبياتها ستون بيتا.
و- تأرجح بقية نقلة الأدب بين هذين الرأيين إما في نقل القصيدة الرائية أو القصيدة الدالية غير أن النابغة يبقى بين من يقولون بوجود المعلقة وبين من ينفي قصائده من المعلقات، وبين من يقول برائيته معلقة ومن يقول بالدالية.
والأغلب هم الذين نفوه من شعراء المعلقات سواء كان النحاس أو ابن الأنباري أو التبريزي أو الزوزني.
بينما لم يختلف النقاد في شأن الشعراء الآخرين أو في قصائدهم. ولو درسنا هاتين القصيدتين لنرى أية قصيدة أحق أن تدخل في عداد هذه القصائد المطولة لوجدنا: أ- أغلب الرواة الذين نقلوا معلقة النابغة قالوا بالدالية سواء ما نقله التبريزي أو الأعلم الشنتمري أو النحاس أو ابن الأنباري.


ولو درسنا هذه القصيدة لرأينا أنها تختلف عن منهاج القصائد المطولة ولو كانت هذه القصيدة طويلة لكنها تختلف في فنها عن القصائد الأخرى التي اعتبروها معلقات فهذه القصيدة تبدأ بالوقوف على الأطلال ثم وصف ناقته ثم الموضوع وهو الاعتذار.


أما الرائية فقد بدأها بالوقوف على الأطلال، ثم الغزل ومن ثم وصف الطريق ومن ثم وصف ناقته ثم المديح والاعتذار.


وبهذا تبقى الرائية أتم في فنونها وأقرب إلى المطولات من الدالية ولكن الإجماع شبه منعقد على الدالية وطالما أوردت المخطوطة الدالية ولهذا سأناقشها على أساس أنها المعلقة وسأسقط من مراجعي المراجع التي ناقشت الرائية كجواهر الأدب وجمهرة أشعار العرب في معلقة النابغة.


وقال النابغة الذبياني ويكنى أبا ثمامة، وأبا أمامة زياد بن معاوية ويقال زناد بن عمرو بن معاوية بن خباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان:




يا دار مية بالعلياء فـالـسـنـد
أقوت وطال عليها سالف الأمد


العلياء: مكان مرتفع من الأرض.قال ابن السكت: قال: بـالعلياء، فجاء بالياء لأنه بناها على عليت
والسند: سند الوادي في الجبل، وهو ارتفاعه حيث يسند فيه: أي يصعد فيه.



وقفت فيها أصيلا كي أسائلهـا
عيت جوابا وما بالربع من أحد


ويروى وقفت فيها طويلا، ويروى طويلاناً وأصيلالاً فمن روى أصيلا أراد عشيا، ومن روى طويلا جار أن يكون معناه وقوفا طويلا، ويجوز أن يكون معناه وقفا طويلا، ومن روى أصيلانا ففيه قولان، أحدهما أنه تصغير أصلان وأصلان جمع أصيل كما يقال رغيف ورغفان، والقول الآخر بمنزلة غفران وهذا هو القول الصحيح، والأول خطأ لأن أصلانا لا يجوز أن يصغر إلا أن يرد إلى أقل العدد.
وهو حكم كل جمع كثير
وقوله عييت يقال عيبت بالأمر، إذا لم تعرف وجهه
وقوله: جوابا منصوب على المصدر أي عيت أن تجيب وما بها أحد ومن زائدة للتوكيد فأنا به عيي.




إلا الأواري لأيا مـا أبـينـهــا
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد


ويروى أواري بضم الهمزة والنصب أجود، والأواري والأواخي واحد وهي التي تحبس بها الخيل، واللأي، البطء يقال التأت عليه صاحبته أي بعد بطء استبانها
والنؤي حاجز من تراب يعمل حول البيت والخيمة لئلا يصل إليها الماء
والمظلومة الأرض من غير عمارة، ولا حجارة، وإنما قصد إلى الجلد لأن الحفر فيها يصعب فيكون ذلك أشبه شيء بالنؤي.



ردت عليه أقاصـيه ولـبـده
ضرب الوليدة بالمسحاة فالثأد

يروى بفتح الراء وضمها ردت عليه أقاصيه، وهذه الرواية أجود لأنه إذا قال ردت عليه أقاصيه. فأقاصيه في موضع رفع فأسكن الياء لأن الضمة فيها ثقيلة وإذا روي ردت فأقاصيه في محل نصب. والفتح لا يستثقل فكان يجب أن يفتح الباء إلا أنه يجوز إسكانها في الضرورة لأنه تسكين في الرفع والخفض، فأجرى النصب مجراهما وأيضا فإنه إذا روي ردت، فقد أضمر ما لم يجر ذكره أراد ردت عليه الأمة، إلا أن هذا يجوز إذا عرف معناه،
وأقاصيه ما شذ منه ولبده سكنه أي سكنه حضر الوليدة
والثأد الموضع الندي التراب، الثأد ثأد يثأد فهو ثئد.



خلت سبيل أتي كان يحبـسـه
ورفعته إلى السجفين فالنضد






الأتي: النهر الصغير، أي خلت الأمة سبيل الماء في الأتي تحفرها،
ورفعته ليس يريد به علت الماء، ومعناه [قدمته، وبلغت به] كما تقول ارتفع القوم إلى السلطان
والسجفان ستران رقيقان يكونان في مقدمة البيت
والنضد ما نضد من متاع البيت.




أضحت خلاء، وأضحى أهلها احتملوا
أخنى عليها الذي أخنى على لـبـد



ويروى ارتحلوا، أخنى: أفسد لأن الخنا الفساد والنقصان، وقيل أخنى عليها أتى.




فعد عما ترى إذ لا ارتجاع له
وانم القتود على عيرانه أجد


يعني ما ترى من خراب الديار
والقتود خشب الرحل وهو للجمع الكثير وفي القليل أقتاد والواد قتد.




مقذوفة بدخيس النحض بازلـهـا
له صريفٌ صريفُ القعد بالمسد






مقذوفة: أي مرمية باللحم
والدخيس والدخاس الذي قد دخل بعضه في بعض من كثرته
والنحض: اللحم، وهو جمع نحضة بالحاء المهملة، والضاد المعجمة
والبازل الكبير

والصريف: الصياح، والصريف من الإناث من شدة الإعياء، ومن الذكور من النشاط
والقعد بالضم البكرة، إذا كان خشبا وإذا كان حديدا فهو خطاف، ويروى صريف صريف بالرفع على المصدر وعلى النصب أجود وعلى البدل أحسن.







كأن رحلي وقد زال النهار بنـا
بذي الجليل على مستأنس وخد






زال النهار أي انتصف
وبنا بمعنى علينا


والجليل الثمام أي موضع فيه ثمام

والمستأنس الناظر بعينه ومنه قوله تعالى: (إني آنست نارا) أي أبصرت ومنه قيل إنسان لأنه مرئي ويروى على مستوحش وهو الذي أوجس في نفسه الفزع.




من وحش وجرة موشـي أكـارعـه
طاوي المصير كسيف الصيقل الفرد






خص وحش وجرة لأنها فلاة قليلة الشرب
والموشى الذي فيه ألوان مختلفة
طاوي أي ضامر
والمصير: المصار وجمعه مصران وجمع مصران مصارين أي هو يلمع كسيف الصقيل
والفرد الذي ليس له نظير ويجوز فيه فتح الراء وضمها.




سرت عليه من الجوزاء سارية
تزجى الشمال عليه جامد البرد


ويروى جامد البرد.




فارتاع من صوت كلاب فـبـات لـه
طوع الشوامت من خوف ومن صرد


ارتاع فزع، وهو افتعل من الروع، ويقال وقع ذلك في روعي بالضم أي في خلدي، والهاء في قوله له عايدة على الكلاب بفتح الكاف....

وإن شئت على الصوت فبات له ما أطاع شوامته من الخوف، وقال أبو عبيدة فبات له ما يسر الشوامت
ويروى طوع الشوامت، فمن روى هذه الرواية، فالشوامت عنده القوائم، يقال للقوائم شوامت الواحدة شامتة، أي فبات يطوع للشوامت أي ينقاد لها فبات قائما.



فبثهن عـلـيه واسـتـمـر بـه
صمع الكعوب بريئات من الحرد


بثهن فرقهن


الصمع: الضوامر الواحدة صمعاء، ويقال أذن صمعاء إذا كانت ملساء بالرأس، ومنه قيل صومعة لأن رأسها قد رقق، وفلان أصمع القلب أي حديده

الكعوب جمع كعب وهو المفصل من العظام وكل مفصل من العظام عند العرب كعب، واستمر به أي قد استمرت قوائمه

وأصل الحرد استرخاء عصب في يد البعير من شدة العقال، وربما كانت خلقة وإذا كانت به نفض يديه وضرب بهما الأرض ضربا شديدا وهذا عيب فيه.




فغاب ضمران منه حيث يوزعـه
طعن المعارك عند المحجر النجد


وروى الأصمعي وكان ضمران منه، ومن رفع طعن المعارك رفعه بيوزعه
ويروى النجد والنجد والنجد فمن روى النجد فهو نعت المعارك والنجد: الشجاع من النجدة ومن روى النجد بالفتح فهو نعت للمحجر، والنجد: وهو المكر، ونجد ينجد نجدة فهو نجدة إذا عرق من شدة الكرب.

ومن روى النجد فهو من نعت المحجر أيضا إلا أنه دل على حذف

والتقدير عند المحجر ذي النجد فيكون مثل قوله تعالى (ولكن البر من آمن بالله) أي ولكن ذو البر من آمن والنجد جمع نجود وهي من حمر الوحش التي لا تحمل، وقيل هي الطويلة المشرفة وقد يكون نجد جمع نجد وهو الشجاع، وجمع نجد أنجاد.



شك الفريصة بالمذرى فأنفـذهـا
شك المبيطر إذ يشفي من العضد


الفريصة المضغة التي ترعد من الدابة عند البيطار
ويريد بالمذرى قرن الثور أي شك فريصة الكلب بقرنه
والعضد داء بالعضد، يقال عضد يعضد عضدا.



كأنه خارجا من جنب صفـحـتـه
سفود شرب نسوه عند مـفـتـئد


فظل يعجم أعلى الروق منقبـضـا
في حالك اللون صدق غير ذي أود


يعجم: يمضغ
الروق القرن
الحالك الشديد السواد
والصدق الصلب
والأود: العوج، وكأنما انتصب كالحائط، والعود يقال فيه عوج بالفتح، وما كان من أرض يقال عوج بالكسر.




لما رأى واشق إقعاص صاحبه
ولا سبيل إلى عقل ولاقـود


واشق اسم كلب
والإقعاص الموت الوحي السريع، وأصله من القعاص وهو داء يأخذ الغنم لا يلبثها حتى تموت.




قالت له النفس إني لا أرى طمعا
وإن مولاك لم يسلم ولميصـد



المولى: الناصر. وهذا تمثيل أي حدثته النفس بهذا.




فتلك تبلغـنـي الـنـعـمـان أن لـه
فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد


أي الناقة التي شبهها بهذا الثور
والبعد بفتح الباء والعين، قيل أنه مصدر يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث وقيل إنه جمع باعد كما يقال خادم وخدم، وحارس وحرس، والمعنى في الأدنى وفي البعد كمعنى القريب والبعيد ومن روى البعد فهو جمع بعيد.



ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه
وما أحاشي من الأقوام من أحد


أي لا أرى فاعلا يفعل الخير يشبهه
ومعنى وما أحاشي أي وما استثني كما تقول حاشا فلانا وإن شئت خفض والنصب أجود لأنه قد اشتق منه فعل وحذف منه كما يحذف من الفعل ومثله قوله تعالى (قلن حاشا الله) ومن في قوله من أحد زائدة.



إلا سليمـان إذ قـال الإلـه لـه
قم في البرية فاصدرها عن الفند


إلا سليمان في موضع نصب على بدل من موضع من أحد وإن شئت على الاستثناء.



وخيس الجن إني قد أذنت لهم
يبنون تدمر بالصفاح والعمد


خيس: ذلل، وتدمر مدينة بأرض المشرق بأطراف ديار بكر
والصفاح جمع صفاحة وهي حجارة رقاق عراض.



فمن أطاع فاعقبه بطـاعـتـه
كما أطاعك وادلله على الرشد


ويروى فمن أطاعك فانفعه.




ومن عصاك فعاقبه مـعـاقـبة
تنهى الظلوم ولا تعقد على ضمد


الضمد: الحقد يقال ضمد يضمد ضمدا فهو ضمد.




إلا لمثلك أو مـن أنـت مـائلـه
يكبو الجواد إذا استولى على الأمد


أي لمثلك فلك كفضل سابق أي ليس بينك وبينه في العقل والشرف إلا بسبب استولى عليه إذا غلب والأمد الغاية.




واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت
إلى حمام شراع وارد الثـمـد


أي كن حكيما كفتاة الحي إذ أصابت، وجعلت الشيء في موضعه وهي لم تحكم بشيء، إنما قالت قولا فأصابت فيه. ومعناه كن في أمري حكيما ولا تقبل ممن سعى بي
والثمد الماء القليل.




قالت إلا ليتما هذا الحمام لنا
إلى حمامتنا أو نصفه فقد


ويروى الحمام بالرفع والنصب، وكذلك نصفه، فإذا نصبته تكون ما زائدة، وإذا رفعته تكون ما كافة ليت عن العمل، وما بعدها مبتدأ وخبر. كما تقول: إنما زيد منطلق وقد بمعنى حسب.




يحفه جانبـا نـيق وتـتـبـعـه
مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد


تحفه: تكون في ناحيته
والنيق أعلى من الجبل، وقال الأصمعي: إذا كان الحمام من جانبي نيق كان أشد لعدده، لأنه يتكاثف، ويكون بعضه فوق بعض، وإذا كان في موضع واسع كان أسهل لعدده.




فحسبوه فألفوه كما حـسـبـت
تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد


فالعدد كما حسبت تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد
ويروى كما زعمت وألفوه: وجدوه، وكان الحمام الذي رأته ستا وستين ولها حمامة واحدة في بيتها فلما عدت الحمام الذي رأته قالت:




ليت الحمام ليه
إلى حمامتيه


ونصفه فـديه
تم الحمام ميه


وقولها إلى حمامتيه أي مع حمامتيه فيكون سبعا وستين ونصف ما رأته ثلاثة وثلاثون فيكون مائة كما قالت.




فكملت مائة فيها حمامـتـهـا
وأسرعت حسبة في ذلك العدد


الحسبة: الجهة التي تحسب وهي مثل اللبسة والجلسة، فقال: أسرعت أخذا في تلك الجهة يقال ما أسرع حسبته! أي حسابه والحسبة المرة الواحدة.



أعطى لفارهة حلو توابـعـهـا
من المواهب لا تعطى على نكد


أي لا أرى فاعلا من الناس يشبهه يعطي كما أعطى لفارهة ويروى على حسد، حلو توابعها مبتدأ وخبر في موضع جر.




الواهب المائة الأبكار زينـهـا
سعدان توضح في أوبارها اللبد


ويروى المائة الجوجوز، وهي الضخام، ويكون الواحد والجمع على لفظ واحد.
والسعدان نبت تسمن عليه الإبل وتغزر ألبانها، ويطيب لحمها، وتوضح اسم موضع، ومن روى يوضح بالياء، فمعناه يبين، وهو فعل.
واللبد ما تلبد من الوبر الواحدة لبد ويروى في الأوبار ذي اللبد.




والسابحات ذيول المرط فنقهـا
برد الهواجر كالغزلان بالجرد


ويروى والراكضات، وعنى بالسابحات الجواري وفتقها طيب عيشها أي هي لا تسير في الحر
ويروى أنقها أي أعطاها ما يعجبها
والجرد الموضع الذي لا نبات فيه.




والخيل تمزع غربا في أعنتهـا
كالطير من الشؤبوب ذي البرد


والخيل بفتح اللام وكسرها، ويروى تنزع، وتمزع: تمرمرا سريعا. ويروى: رهوا والرهو الساكن، وغربا أي حدة والشؤبوب: السحاب العظيم القطر القليل العرض، الواحدة شؤبوبة ولا يقال لها شؤبوبة حتى يكون فيها برد، ويروى مزعا.




والأدم قد خيست فتلا مرافقها
مشدودة برحال الحيرة الجدد


الأدم: النوق، خيست: ذللت، ومنه سمي السجن مخيسا ويقال مخيس ومثله مكاتب بمعنى واحد يقال: جدد وجدد والضم أجود لأنه الأصل، ولئلا يشكل بجمع جدد ومن قال جدد في جمع جديد بدل الضمة فتحة لحقتها.




فلأيا لعمر الذي قد زرته حجـجـا
وما هريق على الأنصاب من جسد


هريق وأريق واحد
والأنصاب معلومة
والجسد هنا الدم، والجساد صبغ وكذلك الجسد.




والمؤمن العائذات الطير تمسحها
ركبان مكة بين الغيل والسنـد



العائذات: جمع عائذة مما عاذ بالبيت من الطير
وروى أبو عبيدة بين الغيل والسعد بكسر الغين وهما أجمتان كانتا بين مكة ومنى.
وأنكر الأصمعي هذه الرواية وقال إنما الغيل بكسر الغين الغيضة وبفتحها الماء، وإنما يعني النابغة ما يخرج من جبل أبي قبيس.



ما إن أتيت بشيء أنت تكرهـه
إذا فلا رفعت سوطي إلى يدي


إن ههنا توكيد إلا أنها تكف ما عن العمل كما أن ما تكف أن عن العمل، والمعنى شلت يدي ويروى ما قلت من سيء مما أتيت به..



[إلا مقالة أقوام شقـيت بـهـا
كانت مقالتهم قرعا على الكبد]


إذا فعاقبني ربـي مـعـاقـبة
قرت بها عين من يأتيك بالحسد


هذا لأبرأ من قول قذفـت بـه
طارت نوافذه حرا على كبدي


النوافذ تمثيل من قولهم جرح نافذ أي قالوا قولا صار حره على كبدي وشقيت بهم.




مهلا فداء لك الأكوام كلهـم
وما أثمر من مال ومن ولد


أثمر أجمع
ويروى فداء بالنصب على المصدر ومعناه الأقوام كلها يفدونك فداء ويروى فداء بمعنى ليفدك فبناه، كما بنى الأمر دراك وتراك لأنه بمعنى أدرك واترك.




لا تقذفني بركيد لا كفاء له
ولو تأثفك الأعداء بالرفد


الكفاء: المثل
تأثفك اجتوشوك، فصاروا منك الأثافي من القدر
ومعنى بالرفد، أي يتعاونون ويسعون بي عندك.



فما الفرات إذا جاشت غواربه
ترمي أواذيه العبرين بالزبد


جاشت: فارت
والغوارب ما علا الواحد غارب
الأواذي: الأمواج
العبران الشطآن.




يمده كل واد مـزبـد لـجـب
فيه حطام من الينبوت والخضد



ويروى مترع، ويروى فيه ركام، المترع الممتلى المملوء
واللجب الصوت والركام: المتكاثف، والينبوت نوع من النبت، والخضد بالفتح ما ثنى وكسر من النبت.




يظل من خوفه الملاح معتصما
بالخيزرانة بعد الأين والنجـد



وروى أبو عبيدة الخيسفوجة من جهد ومن رعد.
والخيزرانة كل ما ثني وهي السكان
والأين الإعياء... والنجد العرق من الكرب.




يوما بأجود منه سـيب نـافـلة
ولا يحول عطاء اليوم دون غد



السيب: العطاء، أي إن أعطى اليوم لم يمنعه ذلك من أن يعطي في غد، وأضاف إلى الظرف على السعة لأنه ليس من حق الظروف أن يضاف إليها ويروى يوما بأطيب منه.





أنبئت أن أبا قابوس أوعـدنـي
ولا قرار على زأر من الأسد






أبا قابوس هو النعمان بن المنذر ويروى نبأت يقال زأر الأسد يزئر ويزأر زأرا وزئيرا.



هذا الثناء فإن تسمع لـقـائلـه
فما عرضت أبيت اللعن بالصفد

ويروى فإن تسمع به حسنا فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد.



الصفد العطاء قال الأصمعي: لا يكون الصفد ابتداء إنما يكون بمنزلة المكافآت يقال أصفدته إصفاداً وأصفدة، إذا أعطيته، والاسم الصفد وصفدته أصفدة صفداً وصفاداً إذا شددته والاسم أيضاً الصفد أي أبيت أن تأتي شيئا تلعن عليه.



ها إن تا عذرة إلا تكن نفعت
فإن صاحبها قد تاه في البلد


ويروى فإن صاحبها مشارك النكد، ويروى أن تا عذرة، ويروى أنها عذرة تأتي بمعنى هذه.
قال الفراء: قال لها هل لك يا تا في قالت له: ما أنت بالمرضي.

ويقال ذي هي هند وهذه هند وذه هند، وتا هند، وفي هند، وذي هند إلا أن الهاء إذا قلت ذه بدل ذي فهي بدل من الياء لأن ما قبلها مكسور ويقال عذرة وعذرة وعذرة ومعذرة واحد.

وبمعنى أنها: أي أن هذه القصة عذر أي ذات عذر وصلى الله على سيدنا محمد وآله.




http://www.p7r.com/vb/showthread.php?t=15003 (http://go.3roos.com/j5xy3dmideq)


http://hanialtanbour.com/poems/53.html (http://go.3roos.com/4c3jfs57kx9)

maryom2009
02/08/2012, 11:11 PM
القصص والأمثال عند النابغة الذبياني







القصص والأمثال في شعر النابغة




سيد قومه ذو مكانة في قومه كان سفيرهم لدى الملوك ولسانهم الناطق وشاعر هم المنافح .



وهو مع ذلك يعد من أشعر شعراء العرب بل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جعله أشعر العرب وعقب على ذلك صاحب العقد الفريد أنه يظن مراد عمر أنه أشعر شعراء غطفان

كما تدل الرواية الثانية ولعلنا نجمع بين هذا الراى وما رآه محقق ديوانه الدكتور مفيد قميحة إذ ذكر أن نظرة عمر بن الخطاب إلى أن النابغة أشعر إنما هي لما في شعر النابغة من مكارم الأخلاق التي تتوافق مع القيم والمبادىء الإسلامية .



وقد ذكرت كتب الأدب أن النابغة بلغ في الشعر مكانة عظيمة فكان يضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها فيحكم بينهم .

ويكفيه أنه صاحب المعلقة المشهورة (يا دار مية بالعلياء فالسند ) .


والمطالع لشعر النابغة يجد في شعره حكماً مبثوثة هنا وهناك تدل على رجاحة عقله وبعد نظره ، كما أن فيه ذكراً للثواب والعقاب واليوم الآخر وتأثراً بالقصص والأمثال .

ولعل هذا جاء من اتصاله بالمناذرة والغساسنة أومن معاينته لبعض الأحبار والرهبان كما يرى محقق الديوان .

فأحببت في هذه المقالة أن أستعرض بعض هذه المواضع في شعره وأبين بعض القصص والأمثال التي تعرض لها وبالله التوفيق .


1-يقول النابغة في قصيدة يا دار مية في آخر وصفه للديار والأطلال البوالي ذاكراً إقفارها :




أمست خلاء ً وأمسى أهلها احتملوا ***أخنى عليها الذي أخنى على لبد



فمن هو لبد هذا الذي ضرب به النابغة المثل وما هي قصته وما مناسبة ذكرها في هذا الموضوع ؟




يذكر الدكتور محمد الإسكندراني في تحقيقه لكتاب عيون الأخبار أن لبد: هذا آخر نسور لقمان بن عاد . والذي قيل في ذلك : أن لقمان بعثته عاد في رفدها إلى الحرم يستسقى لها ،فما أهلكوا خير لقمان بين أن يعيش عمر سبع بعرات سمر من أظب عفر في جبل وعر لا يمسها القطر،

أوعمر سبعة أنسر كلما هلك نسر خلف بعده نسر ،وكان قد سال الله طول العمر ،فاختار النسور فكان يأخذ الفرخ حين خروجه من البيضة فيربيه فيعيش ثمانين سنة حتى هلك فيها ستة فسمى السابع لبداً

فلما كبر وهرم وعجز عن الطيران كان يقول له : انهض يا لبد ،فلما هلك مات لقمان(عيون لأخبار لابن قتيبة الدنيوري. تحقيق محمد الأسكندراني .ج3،ص348 ،دار الكتاب العربي .ط3)




ويقصد النابغة في بيته الآنف الذكر أن الديار أقفرت والذي غير أحوالها وبدلها وأفسد ما كانت عليه هو الذي أهلك لبداً وهو مرور الليالي والأيام وكر السنون والأعوام .




وقد ذكر الشعراء هذه القصة وأشاروا إليها فمن ذلك ببيت النابغة الذي نحن بصدده ومن ذلك أبيات ذكرت في طول عمر أبي مسلم معاذ بن مسلم الهرا النحوي الكوفي وقد وردت هذه الأبيات منسوبة إلى محمد بن مناذر في العقد الفريد

وذكرها ابن خلكان في الوفيات ونسبها إلى السري بن أبي غالب الخزرجي الشاعر المشهور والبيت الذي يهمنا من هذه الأبيات قول الشاعر :



يا نسر لقمان كم تعيش وكم *** تسحب ذيل الحياة يا لبد



2- وقال النابغة في نفس القصيدة في معرض مدحه للنعمان وأنه لا يشبهه من أحد إلا:



إلا سليمان إذا قال الإله له*** قم في البرية فاحددها عن الفند


وخيس الجن إني قد أذنت لهم ***يبنون تدمر بالصفّاح والعمد




فالنابغة هنا يذكر نبي الله سليمان عليه السلام ويشير إلى نبوته بقوله (إذ قال الإله له )ووجه الشبه بين ممدوحه وسليمان

كما يظهر في الشطر الثاني من البيت الأول هو إقامة الحق والعدل وإبعاد البرية عن الخطأ والباطل .




وكما دل أمر الإله على النبوة فإن هذا الشطر يدل عليها أيضاً فإن الأنبياء هم الذين يدلون البشرية على طريق الحق والعدل وينهونهم عن طريق الخطأ والباطل .


ويدل كذلك على ملك سليمان عليه السلام فإن الملوك هم الذين يطبقون الأحكام ويقيمون للناس أمورهم ولعل كلمة (احددها ) تدل على استخدام القوة في منع الخطأ والباطل وهذا من أمر الملوك ،




ثم يبين في البيت أن الله قد ذلل الجن فهم يأتمرون بأمره وقد ورد تقرير هذه الحقيقة في القرآن الكريم عند ذكر سليمان في سورة سبأ ( ومن الجن من يعملون بين يديه بإذن ربه ،ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ) وقد أطال المفسرون والمؤرخون في الكلام على هذا التسخير وأنواعه المذكورة في هذه الآية والتي تليها مما لا يدخل في صلب موضوعنا ،

ويكفينا من ذلك المثال الذي ضربه النابغة وهوأن سليمان سخر الجن في بناء المدن ومنها مدينة تدمر .

وقال شارح دواوين الشعراء الستة الجاهليين الأستاذ عبد المتعال الصعيدي رحمه الله في شرحه لهذا البيت :وتدمر مدينة ببرية الشام .والصفاح :حجارة عراض كالصفائح والعمد الأساطين من الرخام .

(دواوين الشعراء الستة الجاهليين شرح وترتيب عبد المتعال الصعيدي .ص198 مكتبة القاهرة المنيرية بالأزهر.ط2 .1374هـ-1955)




وقد أشار إلى بناء الجن لتدمر الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه قصص الأنبياء حيث قال :

وقد ذكر المتكلمون على العمران والبلدان أن اصطخر بنتها الجان لسليمان وكان فيها قرار مملكة الترك قديماَ،وكذلك غيرها من بلدان شتى كتدمر وبيت المقدس ،وباب جيرون وباب البريد اللذان بدمشق على أحد الأقوال .(قصص الأنبياء لابن كثير .ص512، المكتبة الثقافية )


وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة اطلاع النابغة على علوم أهل الكتاب وأخبار أنبيائهم لكثرة احتكاكه بهم يوم كان يفد على ملوك المناذرة والغساسنة



3-وقال في نفس القصيدة مخاطباَ النعمان :



أحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت *** إلى حمام شراع ٍوارد الثمد


تحفه جانباً نيقٍ وتتبعه***مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد


قالت (ألا ليتما هذا الحمام لنا *** إلى حمامتنا ونصفه فقد)


فحسبوه فألفوه كما حسبت *** تسعاً وتسعين لم تنقص ولم تزد


فكملت مائة فيها حمامتها *** وأسرعت حسبةً في ذلك العدد




يقصد بفتاة الحي هنا زرقاء اليمامة التي اشتهرت بحدة بصرها وهي من بقية طسم وجدبس .

والقصة أنها رأت سرباً من الحمام ويقول بعض شراح القصيدة أن المراد بالحمام هو القطا وحسبته فوجدته ستاً وستين والذي قالته:



ليت الحمام ليه . إلى حمامتيَه .
أونصفه قديَه .تمّ الحمام ميَه




فأضافت إليه نصفه مع الحمامة التي في بيتها فبلغ المائة ولما ورد الماء حسبوه فوجدوا ستاً وستين كما قالت فكانت أسرع في أخذ حساب ذلك الطيرفي تلك الناحية .




وقد ضرب النابغة هذا المثل للنعمان وطلب منه أن يحكم كحكمها ويقصد بذلك كن حكيماً كهذه الفتاة إذ أصابت ووضعت الأمر في موضعه- وليس من الحكم بمعنى القضاء يحمله بهذا على الإصابة في أمره معه فإنه إنما ساق هذه القصيدة اعتذاراً إلى النعمان .




4-وقال النابغة في معاتبته لبني مرة لتحالفهم عليه مع طلبه لحوائجهم عند الملوك بقوله:


(وإني لألقى من ذوي الضعن منهم ***وما أصبحت تشكو من الوجد ساهرة


كما لقيت ذات الصفا من حليفها ***وما انفكت الأمثال في الناس سائرة


فقالت له أدعوك للعقل وافياً ***ولا تغشيني منك بالظلم بادرة


فوثقها بالله حين تراضيا*** فكانت تديه المال غباً وظاهره


فلما توفى العقل إلا أقله*** وجارت به نفس عن الحق جائرة


تذكر أنى يجعل الله جنة *** فيصبح ذا مالٍ ويقتل واتره


فلما رأى أن ثمر الله ماله *** وأثل موجوداً وسد مفاقرة


أكب على فأس يحد غرابها *** مذكرة من المعاول باتره


فقام لها من فوق جحر مشيدٍ *** ليقتلها أوتخطئ الكف بادره


فلما وقاها الله ضربة فأسه *** وللبرعين لا تغمض ناضره


فقال :تعالي نجعل الله بيننا*** على مالنا أوتنجزي لي آخره


فقالت يمين الله أفعل إنني ***رأيتك مسحوراً يمينك فاجرة


أبى لي قبر لا يزال مقابلي ***وضربة فأس فوق رأسي فاقره




وهذه القصة من أساطير العرب المشهورة .

وذات الصفا حية في واد حمته من الناس ، فهبط عليها أحد أخوين ليرعى إبله في واديها ،فرعاها زماناً إلى أن نهشته فقتلته فأتاها أخوه ليقتلها فصالحته على أن تعطيه دية أخيه ديناراً كل يوم فرضي بهذا إلى أن كثر ماله ثم تذكر ما فعلته بأخيه فأخذ فأساً فأحدها ثم ضربها حين مرت به فقطع ذنبها فقطعت عنه الدينار ،فأتى جحرها فحياها وخرجت إليه فضربها في رأسها فأخطأه .

فقالت :ما هذا ؟ فاعتل بقطع الدينار ،فقالت: ليس بيني وبينك إلا العداوة .فخاف من شرها وعرض عليها أن يتواثقا كما كانا ،فقالت له: كيف أعاودك وهذاأثر سيفك ! فصار مثلاً فكذلك النابغة يتعجب من بني مرة كيف يتحالفون عليه وعلى قومه ثم يطلبون منه أن يقوم بحوائجهم عند الملوك فضرب لهم مثلاً ذات الصفا .




5- وقال النابغة يمدح عمرو بن هند واصفاً حسن قيامه بحاجته بعد أن وصف سوء حاله عند القدوم




فألفيت الأمانة لم تخنها ***كذلك كان نوح لا يخون




والرجل لا يقصد غير نوح نبي الله أبداً فإن عدم الخيانة من صفات الأنبياء صلوات الله عليهم ولعله خص نوح بالذكر لأنه مكث يدعو قومه ألف سنة إلا50 عاماً دون كلل أو ملل فالأمانة التي كلف بها أعظم من أن تضيع .وفي هذا إثبات آخر على اطلاع النابغة على أخبار أهل الكتاب .




وختاماً .. تمّ الكلام على القصص والأمثال في شعر النابغة ..





القصص والأمثال عند النابغة الذبياني - أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://go.3roos.com/46cwliqa9im)

maryom2009
02/08/2012, 11:28 PM
***مفاضلة بين حسان والخنساء فى سوق عكاظ فى الجاهلية***







نبغ من الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – الكثير من الشعراء ومنهم شاعر النبى صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضى الله عنه , والخنساء بنت عمرو رضى الله عنها ,


وهذه القصة تحكى مفاضلة بين حسان والخنساء فى سوق عكاظ فى الجاهلية , حيث كانت تُعقد مجالس للموازنة بين الشعراء , ويجلس للتحكيم فيها أكابر الشعار أمثال النابغة الذبيانى وغيره ,


حيث كان هؤلاء الحكام يفاضلون بين الشعراء وينقدون أشعارهم , ويصححون ما قد يرد فيها من أخطاء , وإليكم الرواية كما جاءت فى كتاب الأغانى للأصفهانى


[ ... ما كان بين النابغة وحسان بسوق عكاظ حين مدح النابغة الخنساء ..


أخبرني عمي الحسن بن محمد قال حدثني محمد بن سعد الكراني عن أبي عبد الرحمن الثقفي، وأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة ،


وأخبرنا إبراهيم بن أيوب الصائغ عن ابن قتيبة:-


أن نابغة بني ذبيان كان تضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء؛ فدخل إليه حسان بن ثابت وعنده الأعشى وقد أنشده شعره ,


وأنشدته الخنساء قصيدتها التى مطلعها :



" قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ ... أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ "


حتى انتهت إلى قولها:



وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِـهِ ... كَأَنَّهُ عَلَــمٌ فـي رَأســِهِ نــارُ
وَإِنَّ صَخراً لَمولاِنا وَسَيِّدُنا ... وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ



ومعنى البيتين أن صخرا إمام للناس يأتمون به ويهتدون بهديه , كأنه جبل على قمته نار مشتعلة فلا تخفى على أحد ( وهذا البيت صار مثلا بعد ذلك كما يقولون : فلان اشهر من نار على علم .. )




وتقول فى البيت الثانى أن صخرا مولاهم ويدهم , وأنه كريم فمتى يأتى علي الناس الشتاء ببرودته وصقيعه , يكثر من نحروذبح الذبائح لضيوفه


فقال: لولا أن أبا بصيرٍ – يقصد الأعشى وهو شاعر مشهور من أصحاب المعلقات - أنشدني قبلك لقلت: إنك أشعر الناس !!


فقال حسان: أنا والله أشعر منك ومنها.


قال: حيث تقول ماذا؟


قال: حيث أقول:



لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى ... وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجـدَةٍ دَما
وَلَدنا بَني العَنقاءِ وَاِبني مُحَـــرَّقٍ ... فَأَكرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِذا اِبنَما





ومعنى البيتين أن حسان رضى الله عنه يفخر بقومه وكرمهم وأن لهم جفان ضخمة أى أوعية ضخمة للطعام , تنصب فى الضحى ليأكل منها الناس ,


وفى نفس الوقت فهم شجعان واسيافهم تقطر دما من كثرة نجدة الناس , ثم يفخر بأنهم أخوال لهذين الحيين ( بنى العنقاء ) و ( ابنى محرق ) فأكرم بهم أخوالا وأكرم بهم ابناء
وكلمة ( ابنما ) تعنى ابن , ويجوز زيادة ( ما ) فيها .



فقال: إنك لشاعر لولا أنك قللت عدد جفانك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك.



وفي رواية أخرى: فقال له: إنك قلت " الجفنات " فقللت العدد ولو قلت " الجفان " لكان أكثر. وقلت " يلمعن في الضحى " ولو قلت " يبرقن بالدجى ". لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً.


وقلت: " يقطرن من نجدة دماً " فدللت على قلة القتل ولو قلت " يجرين " لكان أكثر لانصباب الدم. وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك. فقام حسان منكسراً منقطعاً. .. ]


طبعا نقد النابغة واضح وهو ينبه إلى أن حسان لم يوفق فى إختيار الألفاظ المناسبة التى تدل على معانى الكثرة والمبالغة ,


كما أنه نقده فى معنى من المعانى وهو أنه فخر بأبنائه ولم يفخر بآبائه , والعادة عند العرب أن يفخر المرء بآبائه , ويترك لأولاده الفخر به .




ولقد دافع قدامة بن جعفر فى كتابه ( نقد الشعر ) عن بيت حسان السالف ذكره فقال :-


[ ... فمن ذلك أن حسان لم يرد بقوله: الغر، أن يجعل الجفان بيضاً، فإذا قصر عن تصيير جميعها أبيض نقص ما أراده، وإنما أراد بقوله: الغر، المشهورات، كما يقال يوم أغر ويد غراء، وليس يراد البياض في شيء من ذلك، بل تراد الشهرة والنباهة.




وأما قول النابغة في: يلمعن بالضحى، أنه لو قال: بالدجى، لكان أحسن من قوله:


بالضحى، إذ كل شيء يلمع بالضحى، فهو خلاف الحق وعكس الواجب، لأنه ليس يكاد يلمع بالنهار من الأشياء إلا الساطع النور الشديد الضياء،


فأما الليل فأكثر الأشياء، مما له أدنى نور وأيسر بصيص، يلمع فيه، فمن ذلك الكواكب، وهي بارزة لنا مقابلة لأبصارنا، دائماً تلمع بالليل ويقل، لمعانها بالنهار حتى تخفى، وكذلك السرج والمصابيح ينقص نورها كلما أضحى النهار، والليل تلمع فيه عيون السباع لشدة بصيصها، وكذلك اليراع حتى تخال ناراً.



وأما قول النابغة، أو من قال: إن قوله في السيوف: يجرين، خير من قوله: يقطرن، لأن الجري أكثر من القطر، فلم يرد حسان الكثرة، وإنما ذهب إلى ما يلفظ به الناس ويتعاودونه من وصف الشجاع الباسل والبطل الفاتك بأن يقولوا: سيفه يقطر دماً،


ولم يسمع: سيفه يجري دماً، ولعله لو قال: يجرين دماً، لعدل عن المألوف المعروف من وصف الشجاع النجد إلى ما لم تجر عادة العرب به

. ..
]




ثم إن حكم النابغة للخنساء رضى الله عنها بالتفوق لا يحط من شأن حسان بن ثابت البتة , فهو أكبر الشعراء المخضرمين وسيدهم , وهو سيدنا لأنه صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وشاعره , ولكنما هو خلاف فنى فحسب






http://www.startimes.com/f.aspx?t=30923153 (http://go.3roos.com/attrgenuxid)

maryom2009
04/08/2012, 01:10 AM
بنية القصيدة في شعر النابغة الذبياني







إنّه النّدم على ما بدر منه، والاعتذار عن ما بلغ النعمان من أكاذيب.


وفي قصيدته الّتي مطلعها ((أمن ظلاّمة الدَّمن البوالي)) يُركّز الشاعر على اثبات سوء ظنّ النعمان ومحاولة رفع هذا الظّلم المرتب على هذا الظّن الّذي لا تدعمه الحجّة والبراهين، يقول:





فإن كنتَ امرأً قد سؤتَ ظناًّ
بعبدك والخطوبُ إلى تبالِ



فأرسِلْ في بني ذيبان فاسألْ
ولا تعجَلْ إليّ عن السّؤآلِ



فلا عَمْرُ الذي أثنى عليه
وما رَفَعَ الحجيج إلى إلال



لما أغفلتُ شكركَ فانتصحني


وكيف ومن عطائِكَ جِلُّ مالي !



ولو كفِّي اليمينُ بغتك خَوْفاً
لأفْرَدتُ اليمينَ من الشّمالِ( )





فسوء الظنّ أدّى إلى أن يظلم النعمان شاعره، وكان على النعمان أن يتأكّد قبل أن يقطع صلته بالشاعر ويغيّر نظرته،


فما مدى انعكاس هذا الإحساس على مقدمة القصيدة ورحلتها ؟


قد سبق ذكره أنّ جميع قصائد الاعتذار لا تبدأ بمقدمات غزلية لارتباط الغزل في بعض الرّوايات بقضية الجفوة بين النعمان والنابغة، كما ذكر أيضاً أن ثلاث قصائد من قصائد الاعتذار تبدأ بالأطلال،


وانّ قصيدة واحدة من الأربع تبدأ بمقدمة يشكو فيها من الهموم، وقد بدأت هذه القصيدة بمقدمة طللية ترد فيها ألفاظ وصور توحي بالظّلم وبالتغيير الجارف الذي يقطع أو يحول دون بقاء هذه الدّيار شاخصة يستطيع من يمر بها التعرّف عليها، لقد أصبحت ملعباً للوحوش، خالية من البشر،


وفي هذا إشارة إلى ما حصل بينه وبين النّعمان، يقول الشاعر في مقدمة القصيدة:




أمِنْ ظّلاّمَة الدِّمنُ البوالي
بمُرْ فضِّ الحُبَيِّ إلى وُعالِ


فأمواه الدّنا فَعُويْرضاتٍ
دوارِسَ بعد أحياءٍ حِلال


تأبدّ لا ترى إلاّ صواراً
بمرقوم عليه العهد خالِ


تعاورَها السّوارى والفوادي
وما تذري الرّياح من الرّمالِ


أَثِيثٌ نبتُه جَعْدٌ ثَراهُ
به عوذُ المَطافِل والمتالي


يُكَشِّفْنَ الآلاء مُزَيّنات
بغاب رُدَيْنَةَ السُّحم الطِّوالِ


فلمّا أَن رأيتُ الدّارَ قَفْراً
وخالفَ بالُ أهل الدّارِ بالي


نَهضْتُ إلى عُذافِرَةٍ صَمُوتٍ
مُذَكَّرَةٍ تَجِلُّ عَنِ الكَلالِ( )




فلماذا أطلق الشاعر اسم ((ظلاّمة)) على صاحبة الديار؟

إنّ هذا الأسم يوحي بمدى الظّلم الّذي وقع على النابغة عند ما لم يتأكّد النعمان من صحة الأخبار الّتي وصلته،

لقد أصبحت هذه الدّيار ديار ظلامة بعد النابغة ومسكناً للوحوش، أصبحت خالية من الأنيس،

ولا ترى فيها إلاّ بقر الوحشي، فهل يعني هذا أن النّابغة على أطلال علاقته القديمة بالنعمان الّتي تغيّرت،

ولم يعد يقيم بعده في قصر النّعمان إلاّ أناس يشبهون هذه البقرة الوحشية، لقد أصبح النابغة غريباً عن قصر النعمان لا يأنس فيه أحد بفعل التغيّرات الكثيرة الّتي طرأت وحاولت طمس معالم تلك العلاقة الطيّبة:




تَعاورَها السَّواري والغوادي
وما تذري الرّياح من الرّمالِ




وإذا أصبح الدّار خالياً من الانسانِ، فإنه في الوقت نفسه أصبح يعجُّ بالحيوانات المتوحشة ((المطافل والمتالي)).

ويصف الشاعر هذه البقرات بأنّها ذات قرون طويلة ((يكشفن)) بها الأشجار، واستعمل نون النّسوة الّتي تستعمل عادةً للعاقل، وهو يرسم صورة النّعيم الذي تعيش فيه،

وكأنّها رمزٌ لأولئك الوشاة الّذين أصبحوا يعيشون في تلك القصور الّتي كان يعيش فيها الشاعر أيام كانت علاقتة صافية لا يكدرها شيء مع النعمان، لكن الشاعر عندما وجد أهل هذا الدار قد تغيّروا ناحيته، وأصبحت قفراً من الودّ، والعلاقات الانسانية رَحَلَ عنها:



فلمّا أن رأيت الدّار قفراً
وخالف بالُ أهل الدار بالي



نهضتُ إلى عُذافرةٍ صَموتٍ
مُذَكّرةٍ تجلُّ عن الكلالِ




لكنّه لم يحدّد الوجهة الّتي رحل إليها، ولم يشر سوى في هذا البيت إلى رحلته، لأنّه لم يجد مفرّاً من النّعمان،

وفي هذه القصيدة لا نجد اختلافاً كثيراً عن القاعدة الّتي سقناها في بقية اعتذاراته، على الرغم من أنّها تحتوي على رحلة يصف فيها الشاعر ناقته، ويشبهها بثور وحشي إلاّ أنّه جعل من هذه الرّحلة وسيلةً للكشف عن حالته النفسية،

وهو في النهاية لا يرحل بعيداً عن النعمان، لأنّ النعمان ((كالّليل)) يدركه أينما ذهب( ).

وفي هذه القصيدة تبدأ بمقدمة طللية، يقول فيها:



يا دار مَيَّةّ بالعلياء فالسّند
أَقْوَتْ وطالَ عليها سالِفُ الأبد


وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلْها
عَيَّتْ جواباً وما بالّربع من أحَدِ


إلا الأواريَّ لأياً ما أُبيّتنُها
والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومة الجلَدِ


ردّت عليه أقاصيه ولبّدَهُ
ضربُ الوليدةِ بالمسحاة في الثَّأّد


خلَّتْ سبيلَ أتيٍّ كان يَحْبِسُهُ
وَرَفَّعَتُه إلى السِّجفَيْنٍ فالنّضدِ


أمْستْ خلاءً وأمسى أهلُها احتملوا
أخنى عليها الّذي أَخْنى على لُبَدِ( )





إنّ الخوف وعدم الشعور بالأمان الّذي يعاني منه الشاعر بعد تهديد النعمان له انعكس على أجزاء القصيدة كلّها وهو خوف مشوب بأمل النّصر إلاّ أنّ الظّروف تبدو أقوى من قدرة الشاعر،

هذا الانسان الّذي يبدو ضعيفاً أمام القوى الجبارة الّتي تستطيع تغيير الأمور وقهر الإرادات،

فهذه الدّار كانت متحصّنة لا يستطيع أحد الوصول اليها، ولا تستطيع السّيول التأثير فيها لأنّها في مكان عالٍ على مستند الجبال،

إلاّ أنّ الّدهر كان أقوى منها بفعل العوامل الّتي تعاقبت عليها حتّى غيرت ملامحها، ولم يستطع الشاعر التعرّف عليها،

وترد هنا لفظة ((مظلومة)) وان كان اللغويون قد اقتصروا على معناها اللغوي الاّ أنّها تدلّ على ما يعانيه الشاعر من الظّلم والجور،

ولم تستطع الجهود المبذولة حماية هذه الدّيار، لقد أمست هذه الدّيار خلاءً لا حياة فيها، رحل عنها أهلها، فالدّهر يغيّر كلّ شيء.




إنّ الشاعر كما ذكرنا في اعتذاراته السابقة يشكو من تغيّر الأحوال وتبدلها بينه وبين النعمان بفعل الوشاة،

الذين دمّروا تلك العلاقة الوطيدة الّتي كان من القوّة بحيث لم يخطر على بال الشاعر أنّها ستنتهي،

وظلّ الشاعر يتساءل عن الأسباب الّتي تجعل النعمان يستجيب لقول الوشاة مع أنّ أدلّتهم لا تقف أمام ما يطرحه النابغة من أدلة والأيمان الّتي يرددها في كل اعتذاراته، ولكن النابغة لم يجد الجواب الشافي لما يطرحه:




وقفت فيها أصيلاناً أسائلُها
عيّت جواباً وما بالّربع من أحد





ولكي يسلى همّه يذهب إلى ناقته محاولاً نسيان الماضي، وقد نتوقع منه رحيلاً يبعده عن النعمان، ولكنّه يخيب ظنّنا ويعود في النهاية إلى النعمان، كأنّه يطالبه بفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما:




فَعدِّ عمّا ترى إذ لا ارتجاع له
وانْم القُتُودَ على عَيْرانةٍ أُجُدِ



مقذوفةٍ بدخيسِ النَّحضِ بازِلُها
له صَريفٌ صريفُ القَعْوِ بالمَسدِ( )




ويشبّه هذه الناقة بثور وحشي، لكنّ الفزع أيضاً يسيطر عليه حتّى في رحلته إلى النعمان، أنّه فزع خائف من عدم قبول عذره،

فيظهر هذا الفزع والخوف في الثور الوحشي، وان كان يريد بذلك سرعة الناقة في الظاهر:




كأنّ رحلي وقد زالَ النّهارُ بنا
بذي الجليل على مستأنسٍ وَحِدِ



من وَحْشِ وَجْرَةَ موشيٍّ أكارعُهُ
طاوي المصير كَسَيْف الصّيقل الفردِ( )




إنّ هذا الثّور يمثّل رمزاً للنّابغةِ الّذي يصارع الأهوال، تأتيه من كلّ جانب منفرداً،

ولا يكاد يتخلّص من همٍّ حتّى يهجم عليه همّ آخر، فهاهو الثور يعاني من الجوع والمطر والبرد،

ولم تكتف الأيّام بهذا بل يفاجئه صوت الصيّاد وكلابه، ويظلّ في صراعٍِ معهم حتّى ينتصر( )،

وما هؤلاء الكلاب إلاّ أعداء النابغة الّذين وشوا به إلى النعمان:



أَسْرَتْ عليه من الجوزاء ساريةٌ
تُزجي الشَّمالُ عليه جامِدَ البَردِ



فارتاعَ من صوتِ كَلاّب فبات له
طوع الشّوامتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ



فَبثَهُنَّ عليه واستمرّ به
صُمْع الكُعُوبِ بَريئاتٌ منَ الحَرَدِ



وكان ضُمْرانُ منه حيث يُوزِعُه
طَعْنَ المعارك عند المُحجَرِ النجُدِ



شَكّ الفريصَةَ بالمدرى فأنفذها
طعْن المُبَيْطِرِ إذ يَشفي مِن العَضدِ( )





وعندما نصل إلى غرض القصيدة نجد أنّ الطمع في عدل النعمان والخوف من بطشه يسيطران على معظم أبيات القصيدة،

وهذا الجوّ يكادُ يُسيطرُ على عاطفة الشاعر، فهو يشبه النعمان بنبيّ الله سليمان (عليه السلام) الّذي أرسله الله ليصلح شأن البريّة ويمنع ارتكاب الأخطاء والآثام،

وبكلمة مختصرة يُقيم العدلَ، فيقول:




ولا أرى فاعلاً في الناسِ يُشبهه
ولا أُحاشي منَ الأقوامِ مِن أحَدِ


الاّ سليمانَ إذ قال الإله له
قُمْ في الريّةِ فاحْدُدْها عنِ الفَنَدِ


.............
...............


فمَنْ أطاعك فانفعه بطاعته
كما أَطاعَكَ وادْلُلْه على الرَّشَدِ


ومنْ عَصاكَ فعاقبه مُعاقَبةً
تَنهي الظّلومَ ولا تَقْعُدْ على ضَمَدِ( )






وهذا يؤكّد أنّ تشبيه الشاعر ناقَتَه بالحمار الوحشي والاستطراد في وصف حالته النفسية لم يكن بعيداً عن جوّ القصيدة،

فهو يدقّق في اختيار أوصاف مناسبة تلفت نظر النعمان إلى العدل، وتُشعره بالمسؤولية، وهنالك تشبيه آخر أقرب من هذا،

إذ يطالب الشاعر النعمان بأن يكون مثل فتاة الحيّ في حكمه، وقدرة تميّزه كعدم خطأ فتاة الحيّ في دقّة حكمها على عدد الحمام على الرغم من كثرته واندفاعه،


ويعني بذلك أي كُنْ حكيماً في إصدار حكمك عليّ ولا تخطئ في أمري( )، قائلاً:



احكُمْ كحكم فتاة الحيّ إذ نظرتْ
إلى حمامٍ شراعٍ واردِ الثّمدِ


يحفُّه جانباً نيقٍ وتُتبعه
مثلَ الزّجاجَةِ لم تُكحلْ مِنَ الرّمَدِ


قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا
إلى حمامتنا ونِصفُهُ فقدِ


فحسَّبوهُ فألفَوْهُ كما حسَبَتْ
تسعاً وتسعين لم تنقُصْ ولم تَزِدِ( )





ويظهر هنا خوف النّابغة وطمعه بالأمان في قسمه هذا:



فَلا لَعَمْرُ الّذي مَسَّحْتُ كَعبتَهُ
وما هُريقَ على الأنصاب منْ جسَدِ



والمُؤْمِن العائذاتِ الطّيَر يَمْسحُها
رُكبانُ مكّةَ بين الغَيل والسَّعَدِ



ما قلتُ من سيِّءٍ ممّا أتيتَ به
إذاً فلا رَفعتْ سَوْطي إليَّ يدي( )




فما الّذي جعل النابغة يعرج بقسمه إلى ذكر تأمين الله تعالى للطيور في الحرم ومنع الناس من اصطيادها، والمؤمن العائذات ؟

إنّه يطمح في مكانٍ آمن يلوذ إليه كهذه الطّيور، فهو لم يرتكب ذنباً يستحق العقاب:
إلاّ مقالةَ أقْوامٍ شَقيتُ بها



كانَتْ مقالتُهم قَرْعاً على الكَبدِ( )




إنّ طغيان الزّمن والقوّة الجبارة الّتي ظهرت في الأطلالِ والّتي توحي بعدم التكافؤ تظهر في موازنةِ الشاعر بين حالة ضعفه وقوّة النّعمان،

هاتان الحالتان غير المتكافئتين، يضاف إلى قوّة النعمان كراهية بعض هؤلاء الوشاة، ودفعهم النعمان للانتقام،

إنّها عواملٌ جارفة ستؤدّي إلى طمس واندثار علاقة الشاعر بالنعمان، وربّما يؤدّي ذلك إلى طمس حياة الشاعر بأكملها وتحويلها كتلك الأطلال إلى أشلاء،


لذا فهو يطلب من النعمان التمهّل قبل أن يحكم على الشاعر في حالة غضب:



أُنبئتُ أنّ أبا قابوسَ أوعَدَني
ولا قرار على زأرٍ من الأسدِ



مَهْلاً فِداءً لك الأقوامُ كُلُّهُمُ
وما أُثَمِّرُ مِن مال ومن ولَدِ



لا تقْذِفنِّي برُكْنٍ لا كفاءَ له
وإن تأثّفَكَ الأعداءُ بالِّرفَدِ( )




وهكذا نجد أنّ أجزاء القصيدة متلاحمة فلا يعقل أن يقول النّابغة هذه القصيدة وهو يعاني من الخوف والظّلم فيقف على أطلال الحبيبة، ثمّ ينتقل الى الرّحلة دون أن يكون لهذا كلّه صلة بموضوعه الّذي يقلقه،

إنّ الجوّ ليس جوّاً لذكر الأحباب الّذين مضوا، كما أنّه ليس جوّاً لوصف النّاقة والتفصيل في متابعة ثور وحشي، لقد استطاع النابغة تحميل أجزاء قصيدته هموماً تتناسب مع ما يذكره في غرضها، وكانت كلها تصبّ في هذه البوتقة.


وقد لاحظنا في القصائد الإعتذارية جميعها أنّها لا تبدأ بالغزل لحساسية هذا الموضوع وارتباطه بالخلاف بين الشاعر والنعمان، فمن غير المعقول أن يردّد أمام النعمان تصابيه، أو أن يظهر أمامه بمظهر المتصابي حتى لا يؤكّد تلك المقولة الّتي أشاعها الوشاة،


لكنّه حينما اتّجه إلى ملك آخر بدأ قصيدته بمقدمة غزلية، منها مدحه لعمرو بن هند الملك المعروف بالتصابي بهذه القصيدة الّتي يقول في مقدمتها:



أتاركةٌ تَدَلُّلَها قَطامِ
وضِنّاً بالتَّحيّة والكلامِ


فإن كان الدّلالَ فَلا تَلَجّي
وإن كان الوداع فبالسّلام


فلو كانّتْ غداةَ البييْنِ منَتْ
وقد رفعوا الخُدُورَ على الخيامِ


صفَحتُ بنظرةٍ فرأيْتُ منها
تُحيتَ الخِدرِ واضعةَ القِرامِ


تَرائبَ يستضيءُ الحَلْيُ فيها
كَجمْرِ النّارِ بُذِّرَ بالظّلامِ( )





وقد يكون من النادر أن نجد شاعراً يبدأ قصيدةً يمدح أميراً أو ملكاً بمناسبة نصره على الأعداء بمقدمة غزلية،

لكنّنا إذا تعمّقنا في قراءة غرض القصيدة نجد وصفاً لجمال النساء السّبايا اللاّتي أخذهُنَّ عمرو بن هند عندما انتصر على القوم الّذين غزاهم، إذ يقول:


فَصَبّحهُمْ بها صَهْباءَ صِرْفاً
كَأَنّ رؤوسهم بَيْضُ النَّعامِ


فَذاقَ الموْتَ منْ بَرَكَتْ عليه
وبالنّاجينَ أظفارٌ دَوامِ


وَهُنَّ كأنهنَّ نِعاجُ رَمْل
يُسوّينَ الذُّيُولَ على الخدامِ


يُوَصّينَ الرّواةَ إذا أَلَمُّواً
بِشُعْثٍ مُكْرَهينَ على الفِطامِ( )





ويبدو أنّ فرح ابن هند بهذه الغنيمة من النساء قد هيّأ للشاعر الجوّ ليدغدغ عاطفة هذا الملك الذي عرف بتصابيه كما هو مذكور في معلقة عمرو بن كلثوم( ).


ولابدّ هنا من الإشارة إلى ذكاء الشاعر وفنّه في عدم الإتيان بما هو ليس مناسباً في مقدمات قصائده.


فالشعر الجاهلي إذن ((يتسم بكلّ سمات الفنّ في قربه من المنابع البدائية للفن وامتياحه منها، وفي قيامه بوظيفة أساسية كسلاح تواجه به الحياة في الدّفاع عن كيانه
ونفسه))( ).





نتائج البحث


بعد الانتهاء من هذه الدراسة لبنية القصيدة في شعر النابغة الذبياني ـ دراسة تحليلية وتطبيقية ـ توصل البحث إلى جملة من النتائج الأساسية نوجزها فيما يأتي:



- تعدّ القصائد ذوات الموضوع الواحد من القصائد ذوات الانفعال الذّاتي الّذي لا يحتمل التمهّل أو الإتيان بالمقدمات، وعددها أربع قصائد، العتاب، الغزل، الهجاء، المدح،

منها ما يحتمل أن يكون قصيدة متعددة الموضوعات، سقطت منها مقدمتها ورحلتها، ومنها ما هو تام مستقيم المعنى يدخل الشاعر في الغرض مباشرةً.


- أمّا القصائد ذوات الموضوعات المتعددة فتضمّنت ثلاث حالات من حيث عدد الأجزاء الوارة فيها:


- قصائد مكتملة تتكوّن من مقدّمة ورحلة وغرض.


- قصائد مكوّنة من مقدمة، يدخل بعدها الشاعر إلى غرض القصيدة دون أن يصف الناقة.

- قصائد سقط منها الغرض.


وقد وجدنا في اعتذاريات النّابغة سيطرة المقدّمات الطللية، فمن قصائد الاعتذار الأربع نجد قصيدة واحدة تبدأ بمقدمة شكوى، وبقية القصائد تبدأ بمقدمات طللية.


- وقد اختفت المقدمات الغزلية من قصائد الاعتذار، فربّما تعود هذه الظاهرة إلى معاناة الشاعر في هذه القصائد، فكأنّه يبكي على أطلال العلاقة المندثرة الّتي كانت عامرةً بينه وبين النّعمان،

وان موضوع الغزل قد يوحي بصحة الوشاية الّتي وصلت إلى النعمان، لذا اختفت المقدمات الغزلية من قصائد الاعتذار لدى الشاعر.


- ومن خلال تحليلنا لهذه القصائد وجدنا أنّها متلاحمة الأجزاء، تسيطر عليها عاطفة مهيمنة من مقدمتها مروراً برحلتها حتّى الغرض الأخير،


وهذا يوضّح خطأ من يذهب إلى أنّ القصيدة الجاهلية المتعددة الأغراض عبارة عن أجزاء منفصلة لا رابط بينها.





بنية القصيدة في شعر النابغة الذبياني – دراسة تحليلية وتطبيقية - منتديات مكتبتنا العربية (http://go.3roos.com/xyfx4hx3j3h)

maryom2009
04/08/2012, 11:03 PM
رأي النقاد ؟؟؟




اجتمعت كلمة النقاد على أن النابغة أحد شعراء الطبقة الأولى إن لم يكن رأس هذه الطبقة بعد امرئ القيس، وليس أدلّ على علو منزلته من ترأسه سوق عكاظ


وفي ذلك يقول الأصمعي: كان النابغة يضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. ومما روي عن أبي عبيدة قوله: يقول من فضّل النابغة على جميع الشعراء: هو أوضحهم كلاماً وأقلهم سقطاً وحشواً، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع ولشعره ديباجة.



وذكر أبو عبيدة أيضاً أنه سمع أبا عمرو بن العلاء يقول: "كان الأخطل يشبّه بالنابغة". وعن أبي قتيبة، قال الشعبي: دخلت على عبد الملك بن مروان وعنده رجل لا أعرفه، فالتفت إليه عبد الملك فقال: من أشعر الناس فقال: أنا، فأظلم ما بيني وبينه، فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين فتعجب عبد الملك من عجلتي فقال: هذا الأخطل، فقلت أشعر منه الذي يقول:


هذا غلام حسن وجهه- مستقبل الخير سريع التمّام


فقال الأخطل: صدق أمير المؤمنين، النابغة أشعر مني، فقال عبد الملك: ما تقول في النابغة قلت قد فضله عمر بن الخطاب على الشعراء غير مرّة. ولم تكن منزلة النابغة عند المحدثين بأقل منها عند الأقدمين فقد شهد كثيرون منهم بما في شعره من إيقاع موسيقي، وروعة في التشبيه، وبراعة في أغراض الشعر المتباينة ولا سيما في الوصف والمدح والاعتذار،

وفي ديوانه من هذه الفنون العديد من القصائد الدالة على نبوغه وشاعريته، في مخاطبة الملوك وكسب مودّتهم والاعتذار إليهم حتى قيل "وأشعر الناس النابغة إذا رهب"، وقال عنه بديع الزمان الهمذاني: والنابغة "لا يرمي إلا صائباً".



وفي طليعة العوامل التي أسهمت في تفوق شاعرية أبي أمامة في ضروب المعاني ومختلف الأساليب، رجاحة فكره، إذ كان ذا بصيرة بمواطن الكلام، متميزاً بنظرته الثاقبة والقدرة على الملاءمة بين الأقوال والمواقف، يحسن بباعث الموهبة والذائقة التي صقلتها الدربة والمراس، الملاءمة بين ركني المقال أي بين الصورة والجوهر، فهو يؤدي الدلالات دقيقة لأنه يجيد انتقاء الألفاظ الدالة ووضعها في مواضعها الصحيحة في سياقه الشعري العام.



ولعلّ السمة اللافتة في شعره ذاك التأثر بالظروف المكانية والزمانية الذي حمله على أن يضفي على فنونه طابعاً من الواقعية مستمداً من البيئة البدوية أو الحضرية، فهو جزل شديد الأسر في أوصافه الصحراوية، رقيق عذب واضح العبارة بعيد عن الخشونة ممعن في السهولة، في وصف حالات الوجدان، وفي أداء الخواطر أو إرسال الحكم، إلا إذا اقتضت البلاغة الإبقاء على لفظة غير فصيحة لكنها دالة، كلفظة الشعثِ في قوله:


ولستَ بِمُسْتبْق أخا- لا تلمّه على شَعَثِ.





سيرة النابغة الذبياني - منتديات ورقات (http://go.3roos.com/m6je4h5q580)













أربع كلمات احب إلى الله :سبحان الله،الحمد لله ،ولا إله إلا الله، والله أكبر

maryom2009
04/08/2012, 11:58 PM
النابغة الذبياني :الشاعر المذعور







لقد كان عنترة منغمسا في الحروب القبلية ليس طمعا في الغنيمة أو في المال ، وإنما حبا في نيل حريته أولا ثم إن هذه الحرية كانت طريقه إلى الاقتران بعبلة بنت عمه.


أما النابغة فكان ينفر من الحروب ، ومن الصراعات القبلية الدامية ، وكان شعره ، ليس تعبيرا عن بطولة أو عن مواقف بطولية ،

بل كان طمعا في عصافير النعمان ونياقه وهداياه ، أو في المال ونبدأ من ظاهرة الطمع في شعره.


1- عطايا النعمان للنابغة


> قال النابغة يصف عطايا النعمان :


فلا عمر الذي أثنى عليه
وما رفع الحجيج إلى إلال

لما أغفلت شكرك فانتصحني
وكيف ؟ ومن عطائك جل مالي


فالنابغة لا يغفل الشكر للنعمان مقابل النصائح التي يسديها له...

وعدم إغفاله الشكر يرجع إلى الأموال التي يهبها النعمان للنابغة . كقوله:


الواهب المائة المعكاة زينها
(سعدان توضح) في أوباره اللبد


والمعكاة ، صفة للنياق القوية.... أما (سعدان توضح) فهو مكان أو مرعى ومن أخصب المراعي التي ترعى بها إبل النعمان وتترك آثار النعمة على ظهر الإبل وهو الشعر الكثيف (اللبد).


أو قوله :


وأنت ربيع ينعش الناس سيبه
وسيف أعيرته المنية قاطع


فالنعمان بالنسبة للنابغة ربيع منعش حتى ولو كان أبناء الجزيرة العربية في حالات قحط ومجاعة . أو كانوا من ضحايا سيفه القاطع ...؟


أو قوله :


أخلاق مجدك جلت ما لها خطر

في البأس والجود بين العلم والخبر



فالنعمان يمتاز (بأخلاق) مجيدة (وأخلاق) كثيرة وجليلة وليس لها حصر ، يستوي في ذلك بأسه في (أيام البؤس)... أو جوده في (أيام النعيم)...

وهذه الأخلاق لا تحتاج إلى أي إعلام أو خبر.

أو قوله :


لولا الهمام الذي ترجى نوافله
لقال صاحبها في عصبة : سيروا



وفي هذه الأبيات يتجلى النعمان ، وكأنه قبلة الفضيلة ومثالها الأعلى... مع أن في شعر النابغة وسيرته مع المناذرة ما يناقض ذلك ،

فكل اعتذارياته تشي بالحذر والخوف جنبا إلى جنب مع العطايا والهبات...


لكن عمرو بن العلاء، وهو أحد رواة شعر النابغة، ينكر ذلك ، فقد سألوا عمرو بن العلاء : هل كان النابغة يمدح النعمان خوفا من بطشه ...؟

قال عمرو بن العلاء: لا ، لم يكن النابغة خائفا في اعتذاره .... فقد كان آمنا .... وما كان النعمان يجرؤ على إرسال جيش إلى ديار بني ذبيان ،

وما كانت ذبيان لتسلمه بسهولة (راجع شرح المعلقات العشر ، لأحمد أمين الشنقيطي) .


وكلام عمرو بن العلاء ينفي الخوف والحذر عن النابغة ولكنه يؤكد طمعه بعصافير النعمان... والعصافير نوق كرائم من ذوات السنامين ...

لكن الحقيقة أن الشاعر (http://go.3roos.com/fjcfauxvxsf)بقدر ما كان يحرص على عطايا النعمان كان يخاف منه... فالخوف هنا مركب من حرصه على العطايا ومن تصرفاته مع ملوك الغساسنة التي لم يرض بها النعمان.



2- مخاوف النابغة


> قالوا عن النابغة الذبياني أنه (أشعر الناس إذا رهب) ومن معاني الرهبة: الخشية والهيبة والخوف والحذر ، وهذا الحكم مستنبط من اعتذارياته وقد كانت اعتذاريات النابغة ،

كلها تشي بخوف النابغة وحذره من الملك الهمام ، ومن ملوك المناذرة والغساسنة بدون استثناء قال يخاطب الحارث الغساني:


وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي
على وعِلِِ في ذي المطارة عاقل


فالخوف من الحارث الغساني ، خوف بلغ مداه في نفس الشاعر وإلى حد أنه يشبه خوف (الوعل) في هربه من الصياد ...

لكن قد يكون خوفه من الغساسنة خوفا على قبائل ذبيان بعد ما جهز الملك الغساني جيشا لمحاربتهم،

وبعد ما عجز الشاعر عن إقناع قبائله بالابتعاد عن بطش الحارث الغساني قال يخاطب قبيلته:


نصحت بني عوف ، فلم يتقبلوا
وصاتي ، ولم تنجح لديهم وسائلي

فقلت لهم لا أعرفن عقائلا
رعابيب من جنبي أريك وعاقل



هنا الملاحظ أن الشاعر لا يخاف على نفسه من الحارث فهو من شعراء البلاط الغساني ، وهم من أصدقائه المبجلين:


لهم شيمة ، لم يعطها الله غيرهم
من الجود والأحلام غير عوازب


وله عندهم جانب رفيع ، وجانب يقوله علنا للنعمان بن المنذر.

قال النابغة للنعمان يصف علاقته بالغساسنة:


ولكنني كنت امرأ لي جانب
من الأرض فيه مستراد ومذهب

ملوك وأخوان إذا ما أتيتهم
أحكم في أموالهم وأقرّب


إذن هو ليس خائفا من ملوك غسان لا لأن عطاياهم قليلة بل لأنهم أكثر دماثة وأكثر سموا ورفعة من النعمان بن المنذر ومن الوشاة في بلاطه.


فمع الخوف من النعمان ، يكون الحذر ، وتكون الوشاية كما في قوله يخاطب الملك النعمان:


أتاني أبيت اللعن أنك لمتني
وتلك التي أهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشن لي
هراسا به يعلي فراشي ويقشب
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
وليس وراء الله للمرء مذهب
لئن كنت قد بلغت عني خيانة
لمبلغك الواشي أغش وأكذب



هنا الخوف ، يصل إلى حد الذعر من لوم النعمان بن المنذر ، ومن لومه لا يخاف وحسب ، بل ويكابد المواجع وهذه المواجع تؤرقه وتجعل فراشه شوكا يبيت عليه طوال المساء وعلى ماذا ... ؟

لأن الوشاة قد أوغروا صدر الملك بخيانته له ... وأي خيانة ....؟


أجمع الرواة على أن خوفه كان من ذهابه إلى الغساسنة بدون إذن النعمان فوشوا به وكادوا به، إلى حد أن النعمان أضمر حقدا على الشاعر مع أن الشاعر لم يذهب إلى الغساسنة إلا لإنقاذ أسرى قبيلته من سجن الحارث الغساني وكان بين الأسرى إحدى بنات الشاعر،

ولعلها المذكورة في مطلع قصيدته البائية التي يمدح بها الحارث الغساني:


كليني لهمّ يا أميمة ناصب
وليل أقاسيه بطيء الكواكب


لكن هناك رواية أخرى، ولكنها ضعيفة، تقول أن هذا الجفاء بينه وبين النعمان سببه المتجردة زوجة النعمان، وليس سببه أسر الغساسنة لبعض أفراد قبيلته ذبيان.


قالوا أن النعمان طلب منه وصف المتجردة ... بعد ما دخلت على الملك والشاعر معه ، فوصفها وصفا فاحشا ، ولكنه وصف أصاب المفصل ، قال النابغة يصف مواطن الطهر والعهر:



فإذا لمست لمست أجثم جاثما
متحيزا بمكانه ملء اليد

وإذا طعنت طعنت في مستهدف
رابي المجسة بالعبير مقرمد


والقصيدة مطلعها (أمن آل مية رائح أو مغتدي)ٍ.


هذه القصيدة تكشف تفاصيل المتجردة وتضاريس جسدها بصورة جعل المنخل اليشكري ، يهمس للنعمان ، بأن هذا الوصف لا يكون إلا من مجرب.

(وكان النعمان رجلا قصيرا ذميما وأبرص) ، فأوغر المنخل صدر النعمان على الشاعر.حتى أضمر قتل النابغة .

وكان عصام حاجب الملك يسمع ، فوشى بالملك وبالمنخل للنابغة فهرب النابغة إلى الشام خائفا من تلك الوشاية ...

وأثناء وجوده في الشام قام المنخل اليشكري ووضع شعرا يهجو به النعمان ونسبه للنابغة ... فزاد الطين بلة فظل الملك يتحين أي فرصة للبطش بالنابغة.


لكن كما يقال في المثل العامي (آخرة المحنش للحنش) أو (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها) وهكذا كان مصير المنخل اليشكري والمتجردة .

فما هي إلا أيام حتى اكتشف الملك مكيدة قصره وعرف أن المتجردة على علاقة شريرة بالمنخل اليشكري، فقد أنجبت من المنخل ولدين نسبتهما إلى النعمان وحينها أمر الملك بقتل الشاعر والمتجردة.


وبعدها رجع الشاعر مجللا بالنصر. هذه واحدة من حكايات البلاط ووشاته ومكائدهم ، إضافة إلى تاريخ المناذرة البشع في قتل الشاعر طرفة بن العبد ،

وفي قتل الشاعر عبيد بن الأبرص وفي قتل الشاعر عدي بن زيد العبادي ، وما إلى ذلك من قتلى في أيام بؤس النعمان وسعده.


كان بلاط النعمان وكرا للدسائس والمكائد وتلفيق التهم على الناس والإيقاع بهم بين مخالب الإفك والبهتان ومن هذا البلاط هرب النابغة إلى بلاط الغساسنة ومكث هناك يمدحهم بقصائد هي من عيون الشعر العربي .

حتى عفا عنه النعمان وعاد إلى بلاطه مدبجا اعتذاراته. ولبيان مخاوفه هذه سنبدأ من بيته المشهور في الاعتذار:


أتيتك عاريا خلقا ثيابي
على خوف تظن بي الظنون


هذا البيت من قصيدة يمدح بها الملك عمرو بن هند اللخمي وهي أبلغ بيت في الاعتذار، لكن دون أن نعرف سبب الاعتذار،

والاعتذار فيها قائم على مخافة الشاعر من الملك اللخمي بصورة جعلته بريئا من كل أقوال الوشاة فكلمة الحال (عاريا) كناية عن طهر الشاعر وبراءته.


ومن بعد هذا تتوالى الاعتذارات إلى الملك النعمان بن المنذر كما في قوله:


أنبئت أن أبا قابوس أوعدني
ولا قرار على زأر من الأسد


الاعتذار في هذا البيت يفيد علة الهرب وسببه... فهو لم يهرب إلا لأن الملك النعمان أضمر السوء كما يفيد التشبيه فقد شبه الملك بالأسد الغضبان، والغضب مع الأسد لا يعني الشجاعة بل يعني البطش... نعم فما بعد الغضب إلا الافتراس .


وكذلك قوله معتذرا:


فلا تتركني بالوعيد كأنني
إلى الناس مطلي به القار ، أجرب


البيت يصور خوف الشاعر من هجر النعمان وجفاه، فتركه على التهديد والوعيد سيجعله منبوذا ليس من الناس، بل من البلاط،


وهذا ما يخيفه أكثر من بطش النعمان لأن في بطشه راحة أما في ابتعاده عن القصر فهو العذاب الأليم .

وتهديد النعمان للشاعر ووعيده كثير في أشعار النابغة منها قوله:

وعيد أبي قابوس في غير كنهه
أتاني ودوني راكس فالضواجع
فبت كأني ساورتني ضئيلة
من الرقش ، في أنيابها السم ناقع
يسهد من ليل التمام سليمها
لحلي النساء في يديها قعاقع


هنا الخوف من وعيد الملك يبلغ مداه، فهو لا يكاد يقر له قرار من الخوف نهارا ولا ليلا ففي النهار يعيش وكأنه البعير الأجرب منبوذا من بين القطيع في البلاط، أما في الليل فهو فريسة الأفاعي، والأفاعي كناية عن جواسيس النعمان أو عن غدره وبطشه.


يبدو الاعتذار في الظاهر مديحا للملك ، ولكنه في الحقيقة ذم وتشنيع،

ويتجلى هذا أكثر في بيته المشهور بجودة التشبيه في قوله:


وإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع


فهو لا يعلن خوفه وحسب بل يكاد يدين النعمان ويذمه، والتشبيه يؤكد ذلك فالنعمان شخصية منحطة لا يقدر على إدراك الحقيقة،

ولكنه يقدر على البطش وعلى التهديد والوعيد، ولذا شبهه بالليل، والليل مخيف في حياة البدوي المتنقل في الصحراء،

وليس هناك ليل أحسن من هذا الليل المخيف سوى ليل الغساسنة:


كليني لهمّ يا أميمة ناصب
وليل أقاسيه بطيء الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض
وليس الذي يرعى النجوم بآيب


هنا مع الغساسنة نجد الشاعر يكابد الليل فهو مسهد ومهموم ومغموم وحزين، ولكنه يستأنس ببعض النجوم ،

ولكنها نجوم متشردة بالأفق وليس لها أي راع ، والراعي هنا كناية عن الفجر، لكن الفجر نفسه كان غائبا في ذلك الليل المخيف، ولكن بصورة أقل من خوف المناذرة.


المهم يبقى الخوف، والوشاية، والحذر كلها مظاهر تملأ نفس الشاعر وشعره، وكل هذه المظاهر نتيجة سببها الأحقاد والضغائن التي أثارها الحسد والحساد عليه، لكن يبقى الطمع هو السبب الذي أغرق الشاعر في الخوف وما نتج عنه من هموم وأحزان،

أو من مخاوف لم يقدر على التحرر منها إلا بعد أن مات الملك الهمام، وبعد أن غادر الشاعر بلاطه راجعا إلى ديار بني ذبيان ..

وهناك اعتزل الشعر ومات ........ مات ولم يهتر عقله كما قالوا (راجع الشعر والشعراء لابن قتيبة والأغاني جــــــــ11ــ وراجع المعلقات العشر للشنقيطي وراجع ديوانه المطبوع في دار صادر بيروت، بتقديم ( كرم البستاني).



وفي هذا كله نجد النابغة الذبياني شاعرا لا يقابل عنترة مقابلة الضد بالضد بل نجد النابغة على النقيض من عنترة تماما.


لقد قتلت الحروب عنترة بعد ما بلغ أراذل العمر وعلى يد فارس شاب من قبيلة طي وأثناء معركة هزمت فيها عبس وقتل فارسها.. لكن موت عنترة لم تمت بطولته.

فقد عاش عبر التاريخ مثالا ساطعا تتمثله الأمة العربية حتى اليوم وكذلك شعره.
أما النابغة فليس له من البطولة سوى الذل والخوف والمهانة جريا وراء عصافير النعمان ........


لكن النابغة الذبياني ظل شاعرا يسبح في التاريخ ويضعه ابن سلام الجمحي في صدارة الفحول الأربعة امرئ القيس والنابغة وزهير والأعشى وبهذا الترتيب . وهو ترتيب تاريخي ليس إلا..؟!!



3- شعر النابغة


> والنابغة الذبياني شاعر وناقد في آن، فقد كانت له خيمة تنصبها قريش وملوك الغساسنة في مكة وفيها يجري النقد لأهم مظاهر الثقافة الجمالية، وكان هو الحكم فيها وكذلك كانت مجالسه في مدينة يثرب،

فبفضل أدباء يثرب استقام شعر النابغة الذبياني، قال النابغة (دخلت يثرب وفي شعري عاهة، وخرجت منها وأنا أشعر الناس) (راجع المعلقات العشر للشنقيطي وألأغاني جــــ11ــــــ ومقدمة ديوانه.)


وقد قال ابن سلام الجمحي في الطبقات: كان النابغة أحسن الشعراء ديباجة شعر، كما كان شعره يمتاز بالرونق والطلاوة وكان شعره متين البيت وجزيل اللفظ،

وكان شعره كلاما ليس فيه تكلف، وذلك بفضل مدينة يثرب ونقادها لأشعاره.. ومدينة يثرب هذه هي التي احتضنت القرآن ورفعته بعد أن رفضته مكة.



وهذه الأحكام يقولها أكثر علماء الشعر العربي وعلماء البيان والبلاغة ولكن كانت في شعر النابغة وما زالت عيوب لم يتركها النقاد وخاصة عيوب القافية كالإقواء والإسناد والإكفاء وما إلى ذلك من عيوب سوف نقف عندها أثناء دراسة شعره من حيث البناء والخصائص الفنية إن شاء الله.







النابغة الذبياني :الشاعر المذعور - ثقافة و ادب و موروث ثقافي (http://go.3roos.com/fjcfauxvxsf)

maryom2009
05/08/2012, 09:52 PM
http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/11335978432.gif (http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/11335978432.gif)








النابغه الذبيانى وجمال اللغه العربيه




هذا مقال لاحد عشاق اللغه العربيه فاروق شوشه




جمال العربية



ونحن نتكلم عن جمال العربية فناً وإبداعا. وإن كان ذلك لا يحول بيننا وبين النظر إلى النابغة في قصيدته هذه وفي سائر شعره على أنه شاعر صناع, (يجود صنعته ـ أي الشعر ـ ويتقنها, ويظل عاكفا عليها يعيد فيها النظر, ويطيل البحث والتأمل والتهذيب والتشذيب. حتى يخرج فنه على الصورة الدقيقة المحكمة التي يريدها له, في أناة شديدة, وتجويد بالغ, وحرص واضح على تنقية ألفاظه وعباراته وإحكام صوره.




والنابغة لا يختلف عن سائر شعراء عصره غرابة وبداوة ومعجما شعريا وصورا مستوحاة من بيئته ومنتزعة من واقعه. لكنه يختلف عنهم من حيث ذوقه الحضاري الرقيق المرهف الذي اكتسبه من خلال اتصاله الطويل بكل من المناذرة والغساسنة في الحيرة والشام, ومخالطته للبلاطين المقصودين من كثير من شعراء ذلك الزمان




. من هنا يتمثل هذا الذوق الرقيق المرهف في انتقاء مفرداته واختيار زوايا صوره, وفي الطابع الحضاري الذي يكسو شعره, وينثر في ثناياه أفكارا وصورا مسيحية, خاصة عندما يكون الأمر متصلا بمدح الغساسنة الذين يدينون بالمسيحية.



وفي البرهنة على سبق النابغة وابتكاره لفن الاعتذار في الشعر العربي ووضع تقاليده الفنية, كثر الاستشهاد بأبيات للنابغة تقف في فضاء هذا الفن الشعري باعتبارها منارات هادية ومعالم كاشفة, ومنها قوله:










أتاني ـأبيت اللعن ـأنك لمتني**** وتلك التي أهتم منها وأنصـبُ



حلفت فلم أترك لنفسـك ريبـةً**** وليس وراء الله للمرء مذهـبُ



لئن كنت قد بلغت عني خيانـة**** لمبلغك الواشي أغش وأكـذبُ






وقوله في قصيدة أخرى :







وعيد أبي قابوس في غير كنهه***** أتاني ودوني راكس فالضواجع



فبت كأني ساورتنـي ضئيلـةُ *****من الرقش في أنيابها السم ناقعُ





ومنها البيتان اللذان يحفظهما الناس ويتداولونهما لما فيهما من صورة مفزعة افتن في إبداعها النابغة ـ على غير مثال سابق أو وضع مألوف ـ حتى ليتحسس كل من يستمع إليهما رأسه أو رقبته,


مخافة أن تكون هذه الخطاطيف المقوسة قد أدركته وانغرست فيه لتجذبه وتشده.


يقول النابغة:






فإنك كالليل الذي هـو مدركـي ***** وإن خلت أن المنتأى عنك واسعذ



خطاطيف حجن في حبال متينةٍ *****تمتد بهـا أيـد إليـك نـوازعُ





ثم البيت الذي يترافع به النابغة عن نفسه متهماً غيره من الظالمين الجناة:






أتوعد عبداً لـم يخنـك أمانـةً*****وتترك عبداً ظالماً وهو ضالعُ ؟






ويفتن الرواة في إيراد بعض التفاصيل عن قصة قصيدة المتجردة, فيقولون إن النابغة في بعض دخلاته على النعمان قد فاجأته المتجردة, فسقط نصيفها عنها ـ والنصيف نصف ثوب أو نصف خمار (أي غطاء الوجه) ومن هنا فقد سمي بالنصيف لأنه نصف ـ فغطت وجهها بمعصمها,


فقال النابغة ما قاله واصفا مفتناً, وقد كنى عنها حتى لا يشير إليها صراحة, لكن شعره فضحه, وتصويره الرائع خذل ذكاءه وكشف عن مراده, فكان من الأمر ما كان.


واللوحة التي يبدعها النابغة, تقدم للمتجردة صورة فاتنة, تستثير الخيال والحواس معا, وتنبض بقدرته الفذة على التصوير والاستقصاء وصولا إلى أدق التفاصيل.


إنه يرى بعين العاشق الذي فاجأه مشهد لم يتوقعه ولم يحسب حسابه, فنطق بالسر وباح.


والعاشقون إن ينطقوا بالسر أبيحت دماؤهم كما يقول المتصوفة


. لكن النابغة لم يكن متصوفا ولا عرف التصوف. إنه مصور حسي المزاج, موغل في نظرته الفاحصة التي تغزو وتقلب وتتذوق.




إن نظرة المتجردة قد أصابت فؤاده بسهمها النافذ, وكأنها نظرة الغزال الذي اكتملت تربيته وتزيينه, فما أجمل عينيها وما أروع سوادهما وما أبدع طول عنقها, وهي منعمة تطلى بالزعفران وتتطيب به, نعيماً ورفاهية, وهي بضة ناعمة, كالشمس إشراقا ونورا, وهي درة مكنونة في صدفتها حين أطلعها الغواص ورآها هلل لها وسجد شاكرا, مستمتعا بروعة صفائها ورقة بشرتها,


ثم هي دمية من مرمر, كأنها مرفوعة منصوبة على قاعدة من رخام, رعاية لها وحفظا وإثارة لجمال المشهد والمعاينة وحين نصل إلى البيت الذي يقول فيه:






نظرت إليك بحاجة لم تقضها *****نظر السقيم إلى وجوه العوّد






نكون قد بلغنا ذروة الكشف عما كان يخالج وجدان النابغة وهو يصور لنا جمال المتجردة. إنها تنظر نظرا ضعيفا لا تقدر معه على الكلام, نظر خائف مراقب, وأرادت الكلام ـ وهو جوهر حاجتها ـ فلم تقدر خشية الرقباء والوشاة, فهي كالسقيم الذي ينظر إلى من يزوره من العواد بطرف فاتر ضعيف وهو غير قادر على الكلام!




والآن إلى قصيدة المتجردة للنابغة الذبياني:






آمن آل مية رائـح، أو مغتـد،*****عجلان, ذا زاد, وغير مـزوَّدِ



أفد الترحـل غيـر أن ركابنـا*****لما تزل برحالنـا, وكـأن قـدِ



زعم البوارح أن رحلتنـا غـداً*****وبذاك تنعاب الغـراب الأسـودِ



لا مرحبا بغـد, ولا أهـلا بـه*****إن كان تفريق الأحبة فـي غـدِ



حان الرحيل, ولم تودع مهـددا*****والصبح والإمساء منها موعدي



في إثر غانية رمتـك بسهمها*****فأصاب قلبك, غير أن لم تقصدِ



غنيت بذلك, إذ هم لـك جيـرةٌ*****منها بعطـف رسالـة وتـوددِ



ولقد أصابت قلبـه مـن حبهـا*****عن ظهر مرنان, بسهم مصـرد



نظرت بمقلـة شـادن متربـبٍ*****أحوى، أحـم المقلتيـن, مقلـدِ



والنظم في سلك يزيـن نحرهـا*****ذهب توقد, كالشهـاب الموقـدِ



صفراء كالسيراء، أكمل خلقـه*****كالغصن, في غلوائه, المتـأودِ



والبطن ذو عكن, لطيف طيـهُ*****والإتـب تنفجـه بثـدي مقعـدِ



محطوطة المتنين، غير مفاضةٍ*****ريا الروادف، بضـة المتجـردِ



قامت تراءى بين سجفـي كلـةٍ*****كالشمس يوم طلوعها بالأسعـد



أو درة صدفـيـة غواصـهـا*****بهج، متى يرها يهـل ويسجـدِ



أو دمية من مرمـر, مرفوعـةٍ*****بنيت بآجـر, يشـاد, وقرمـدِ



سقط النصيف, ولم ترد إسقاطه*****فتناولتـه, واتقتـنـا بالـيـدِ



بمخضب رخص, كـأن بنانـهعنم، على أغصانـه لـم يعقـدِ



نظرت إليك بحاجة لم تقضهـا*****نظر السقيم إلى وجـوه العـوَّدِ



تجلو بقادمتـى حمامـة أيكـة*****بـرداً أسـف لثاتـه بالإثمـدِ



كالأقحوان، غداة غـب سمائـه*****جفت أعاليـه، وأسفلـه نـدي



زعم الهمام، بـأن فاهـا بـارد*****عذب مقبلـه، شهـي المـوردِ



زعم الهمام، ولـم أذقـه، أنـه*****عذب، إذا ما ذقتـه قلـت: ازددِ



زعم الهمام، ولـم أذقـه، أنـه*****يشفى بريا ريقها العطش الصدي



أخذ العذارى عقدهـا، فنظمنـه*****مـن لؤلـؤ متتابـع، متسـردِ



لو أنها عرضت لأشمط راهـب*****عبدالإلـه، صـرورة، متعبـدِ



لرنا لبهجتها، وحسـن حديثهـا******ولخاله رشـداً وإن لـم يرشـدِ





النابغه الذبيانى وجمال اللغه العربيه - منتديات بالحكم (http://go.3roos.com/s5yp66c7zpe)

maryom2009
05/08/2012, 11:16 PM
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لَمُتْنِي







النابغة الذبياني




أتاني أبيت اللعن أنـك لمتنـي* وتلك التي أهتم منهـا وأنصـبُ




فبت كـأن العائـدات فرشن لـي* هراسا به يعلى فراشي ويقشبُ




حلفت فلم أترك لنفسـك ريبـة * وليس وراء الله للمـرء مذهـبُ




لئن كنت قد بلغت عنـي وشاية * لمبلغك الواشي أغـش وأكـذبُ




ولكنني كنت امرأ لـي جانـب* من الأرض فيه مستراد ومذهبٌ




ملوك وإخـوان إذا مـا أتيتهـم* أحكـم فـي أموالهـم وأقـربٌ




كفعلك في قوم أراك اصطفيتهم * فلم ترهم في شكر ذلك أذنبـوا




فلا تتركنـي بالوعيـد كأننـي* إلى الناس مطلي به القار أجربُ




ألم تر أن الله أعطـاك سـورة* ترى كل َملْـك دونهـا يتذبـذبُ




فإنك شمس والملـوك كواكـب* إذا طلعت لم يبد منهن كوكـبُ




ولستَ بمُستبقٍ أخاً لاتلُّمُّه *على شعث أي الرجال المهذبُ




فإن أك مظلوما ؛ فعبـد ظلمتـه* وإن تك ذا عتبى فمثلـك يعتـبُ







نبذة سريعة عن قائل النص ومناسبته :




شاعرنا قائل النص هو: النابغة الذبياني وقد سّمي بذلك لنبوغه بالشعر فجأة وهو كبير بعد أن امتنع عنه صغيرا وأول أبيات قالها كانت وكأن الغيب وضعها على لسانه فهي تصف مستقبله الذي خذله وأوجعه بعدما فتح له أبواب الشرق والغرب:




المرء يأمل أن يعيش* وطول عيش قد يضره




تفنى بشاشته ويبقى * بعد حلو العيش مرة




وتسوؤه الأيام حتى * لا يرى شيئا يسره




كم شامت بي إن هلكـ ـــــــ ت وقائل لله دره




وقد ظهر النابغة في زمن عجيب مثل حياته الأكثر عجبا ويمكن أن نلخص جوه السياسي بثلاث نقاط :




1-حرب عظيمة فرقت بين أبناء العمومة عبس و ذبيان وذلك من أجل تصرف طائش أثناء سباق بين الفريقين . وقيامها واستمرارُها أربعين سنة هو أمر طبيعي في ذلك العصر الذي كان فيه الحلم عملة نادرة مما دعا العرب أن ينصبوا الحلم سيّدا على جميع أخلاقهم .




2-احتكاك ذبيان المتواصل مع الغساسنة مما حول شاعرنا إلى منصب دبلوماسي مشفق يحاول تهدئة الأجواء بين الأعراب الجاهليين (ذبيان الذين أحرقت قلوبهم حياة البادية وشظفها ) وبين العرب المسيحيين (الغساسنةالمتحضرين الذين أتخمتهم النعمة والرفاهية ).




3-منافسه عظيمة وشرسة لكنها مثمرة أدبيا بين الحيرة وغسان استغل فيها الشاعر منزلته عند الاثنين كما أن الطرفين استغلا شاعرنا لنشر أمجادهما بمعنى أن الجميع : بحث عن مصلحته كما يجب .




وشاعرنا من عبيد الشعر المنقحين الصبورين أي أنه كان دقيقا وحريصا ( ومع ذلك كان له أخطاء فنية كشفها معاصروه) ولكنه استحق فعلا تلك الخيمة الحمراء التي صال فيها وجال مع شعراء ذلك الزمان أغضب بعضهم وأرضى بعضهم وملأ قلوب الكثيرين منهم بالحسد وللأسف فقد لاحق الحسد شاعرنا كظله حتى أنزله من مقاعد الذهب الأنيقة ورمى به على أراضي الشوك .




إذْ كانت لشاعرنا حظوة عند النعمان بن المنذر وبسبب بعض الإفتراءات المخيفة اضطر للفرار من الحيرة ولجأ لألد أعدائها ( الغساسنة ) !! !لكنه لم يجد الراحة ولم يسعد إلا حين عاد يحمل في يده كفناً وفي قلبه انكسارا أعاد له صديقه العزيز.




ومن العجائب أن الشاعر تذلل واسترضى النعمان طويلا فعفا عنه’ أما النعمان فساءت علاقته بكسرى حين رفض النعمان تزويجه وحاو ل الأخير تهدئته إلا إن كسرى اشتدت نقمته فمزق جسد النعمان المنعم تحت أقدام الفيلة سنة 602 هـ ''ولقد انتقم العرب ( أيام كانوا يعرفون الثأر ممن يهينهم !!! ) لمقتل الملك العربي في وقعة ذي قار .


الليل عند النابغة (شرح قصيدة أتاني أبيت اللعن) (http://go.3roos.com/cr7jjjm8sm3)

maryom2009
06/08/2012, 11:12 PM
ديوان الشاعر : النابغة الذبياني



عدد القصائد : 77






كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،








كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،****و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ


تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ،****و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآيبِ


و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ،***تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ


عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة ٍ****لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ


حَلَفْتُ يَميناً غيرَ ذي مَثْنَوِيّة ٍ،****و لا علمَ ، إلا حسنُ ظنٍ بصاحبِ


لئِن كانَ للقَبرَينِ: قبرٍ بجِلّقٍ،****وقبرٍ بصَيداء، الذي عندَ حارِبِ


وللحارِثِ الجَفْنيّ، سيّدِ قومِهِ،****لَيَلْتَمِسَنْ بالجَيْشِ دارَ المُحارِبِ


و ثقتُ له النصرِ ، إذ قيلَ قد غزتْ**كتائبُ منْ غسانَ ، غيرُ أشائبِ


بنو عمه دنيا ، وعمرو بنُ عامرٍ ،***أولئِكَ قومٌ، بأسُهُم غيرُ كاذبِ


إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ***عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ


يُصاحِبْنَهُمْ، حتى يُغِرْنَ مُغارَهم***مِنَ الضّارياتِ، بالدّماءِ، الدّوارِبِ


تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها،***جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ


جوَانِحَ، قد أيْقَنّ أنّ قَبيلَهُ،****إذا ما التقى الجمعانِ ، أولُ غالبِ


لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها،****إذا عرضَ الخطيّ فوقَ الكواثبِ


على عارفاتٍ للطعانِ ، عوابسٍ ،****بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ


إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا،****إلى الموتِ ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ


فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ ،****بأيديهمُ بيضٌ ، رقاُ المضاربِ


يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ ،****ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ


ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ،****بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ


تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ٍ ،****إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ


تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ،****وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ


بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ،****و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ


لهمٌ شيمة ٌ ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ ،***منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ


محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ، ودينهمْ ،****قويمٌ ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ


رقاقُ النعالِ ، طيبٌ حجزاتهمْ ،يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ


تُحَيّيهم بيضُ الولائِدِ بينَهُم****وأكسِية الأضريج فوق المشاجِبِ.


يصونونَ أجساداً قديماً نعيمُها****بخَالصَةِ الأرْدَانِ خُضرِ المناكِبِ.


ولا يحسِبُونَ الخيرَ لا شَرّ بعدهُ****ولا يحسِبُون الشرّ ضربةَ لازبِ.


حَبَوتُ بها غسّانَ إذْ كنتُ لاحقاً****بقَومي وإذْ أعْيَت عليَّ مذاهبي








إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ





إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ****بعضُ الأودّ حديثاً، غيرَ مَكذوبِ


بأنّ حِصنْاً وحَيّاً منْ بَني أسَدٍ،****قاموا ، فقالوا : حمانا غيرُ مقروبٍ


ضلتْ حلومهمُ عنهم ، وغرهمُ****سنُّ المعيديّ غي رعيٍ وتغريبِ


قادَ الجيادَ منَ الجولانِ ، قائظة ً ،***منْ بينِ منعلة ٍ تزجى ، ومجنوبِ


حتى استغاثتْ بأهلِ الملحِ ، ما طمعتْ ****،في منزلٍ ، طعمَ نومٍ غيرَ تأويبِ


يَنضَحْنَ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ أتأقَها****شدُّ الرواة ِ بماءٍ ، غيرِ مشروبِ


قُبُّ الأياطِلِ تَردي في أعِنّتِها،****كالخاضِباتِ منَ الزُّعرِ الظّنابيبِ


شُعْتٌ، عليها مِساعيرٌ لِحَرْبِهِمُ،****شُمُّ العَرانِينِ مِنْ مُرْدٍ ومن شِيبِ


و ما بحصنٍ نعاسٌ ، إذ تؤرقهُ****أصْواتُ حَيٍّ، علي الأمرارِ، مَحرُوبِ


ظَلّتْ أقاطيعُ أنعامٍ مُؤبَّلة ٍ،*****لدى صَليبٍ، على الزّوْراءِ، منصوبِ


فإذا وُقيتِ، بحمدِ اللَّهِ، شِرّتَها،****فانجي، فَزارَ، إلى الأطوادِ، فاللُّوبِ


ولا تُلاقي كما لاقَتْ بَنو أسَدٍ،****فقدَ أصابَتْهُمُ منها بشُؤبُوبِ


لم يَبقَ غيرُ طَريدٍ غير مُنْفَلِتٍ،****ومُوثَقٍ في حِبالِ القِدّ، مَسْلوبِ


أو حُرة ٍ كَمهَاة ِ الرّملِ قد كُبِلَتْ****فوقَ المعَاصِمِ منها، والعَراقيبِ


تدعو قعيناً وقد عضّ الحديدُ بها ،****عَضَّ الثّقافِ على صُمّ الأنابيبِ


مُستَشعِرينَ قدَ الفَوا، في ديارِهِمُ،****دُعاءَ سُوعٍ، ودُعميٍّ، وأيّوبِ







أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ،






أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ****و تلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ



فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي****هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ


حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،****وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ


لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،****لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ


و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ****منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب


مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ،****أحكمُ في أموالهمْ ، وأُقرّبُ


كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ،****فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا


فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني****إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ


ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً*****ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ


فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ*****إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ


و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ*****على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟


فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ*****وإنْ تكُ ذا عُتَبى ؛ فمثلُكَ يُعتِبُ






فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً،




فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً،*****فإنّ مَظِنّة َ الجَهْلِ الشّبابُ


فكُنْ كأبيكَ، أو كأبي بَراءٍ،****توافقكَ الحكومة ُ والصوابُ


ولا تَذهَبْ. بحِلمِكَ، طامِياتٌ****منَ الخيلاءِ ، ليسَ لهنّ بابُ


فإنكَ سوفَ تحلمُ ، أو تناهى ،****إذا ما شبتَ ، أو شابَ الغرابُ


فإن تكُنِ الفَوارِسُ، يومَ حِسْيٍ،****أصابوا، مِنْ لِقائِكَ، ما أصابوا


فما إنْ كانَ مِنْ نَسَبٍ بَعيدٍ،****ولكنْ أدرَكوكَ، وهُمْ غِضابُ


فوارسُ ، منْ منولة َ ، غيرُ ميلٍ ،****و مرة ً ، فوقَ جمعهمُ العقابُ






مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ،



مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ،*****والدّهرُ بالوِترِ ناجٍ، غيرُ مطلوبِ


ما من أناسٍ ذوي مجدٍ ومكرمة ٍ ،*****إلاّ يشدّ عليهم شدة َ الذيبِ


حتى يبيدَ ، على عمدٍ ، سراتهمُ ،*****بالنافذاتِ منَ النبلِ المصاييبِ


إني وجدتُ سِهامَ الموتِ مُعرِضَة ً*****بكلّ حتفٍ، من الآجالِ، مكتوبِ










أرَسماً جديداً من سُعادَ تَجَنَّبُ؟




أرَسماً جديداً من سُعادَ تَجَنَّبُ؟*****عفتْ روضة ُ الأجداد منها ، فيثقبُ


عفا آية ُ ريحُ الجنوبِ معَ الصبا ،*****وأسحَم دانٍ، مزنُهُ متَصَوِّبُ











كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها



كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها****مصكٌّ ، يباري الجونَ ، جأبٌ معقربُ




رعى الروضَ حتى نشتِ الغدرُ والتوتْ*****برِجْلاتِها، قِيعانُ شرجٍ وأيهَبُ








حذّاءُ مدبرة ٌ، سكّاءُ مقبلة ٌ،




حذّاءُ مدبرة ٌ، سكّاءُ مقبلة ٌ،*****



للماء ، في النحرِ منها ، نوطة ٌ عجبُ



تدعو القطا ، وبها تدعى ، إذا نسبتْ*****
يا حسنها ، حين تدعوها ، فتنتسبُ







لعمري ، لنعمَ المرءُ من آلِ ضجعمٍ ،



لعمري ، لنعمَ المرءُ من آلِ ضجعمٍ ،****تزورُ ببُصرى ، أو ببُرقة ِ هارِبِ



فتى ، لم تلدهُ بنتُ أمٍ قريبة ٍ ،****فيضوي ، وقد يضوى رديدُ الأقاربِ






وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،





وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،*****يصولُ الوَرْدُ فيها والكُمَيتُ


إلى ذُبيانَ، حتى صبّحَتْهُمْ،****و دونهمُ الربائعُ والخبيتُ






كأنّ الظُّعنَ، حينَ طَفَوْنَ ظُهراً،،




كأنّ الظُّعنَ، حينَ طَفَوْنَ ظُهراً،،****سَفِينُ البَحرِ يَمّمْنَ القَراحاَ

قفا ، فتبينا أعريتناتٍ****يوخي الحيُّ ، أمْ أموا لباحا

كأنّ ، على الحدوجِ ، نعاجَ رملٍ ،****زهاها الذعرُ ، أو سمعتْ صياحاَ








و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكن





و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكن****
قتباً يعضّ بغاربٍ ، ملحاحا


فالرفقُ يمنٌ ، والأناة ُ سعادة ٌ ،****
فتأنّ في رفقٍ تنالُ نجاحاَ


واليأسُ ممّا فاتَ يُعقِبُ راحَة ً،****
ولربّ مَطعَمة ٍ تَعودُ ذُباحا


يعدُ ابنَ جَفنَة َ وابن هاتكِ عَرشه،****
و الحارثينِ ، بأن يزيدَ فلاحا


ولقد رأى أنّ الذين هوَ غالَهُمْ،****
قد غالَ حميرَ قيلها الصباحاَ


والتَّبّعينِ، وذا نُؤاسٍ، غُدوَة ً****
و علا أذينة َ ، سالبَ الأرواحا







يقولون: حِصنٌ، ثم تأبَى نفوسُهم؛



يقولون: حِصنٌ، ثم تأبَى نفوسُهم؛****و كيفَ بحصنٍ ، والجبالُ جموحُ

ولم تَلفظِ الموتَى القُبورُ، ولم تَزلْ****نجومُ السماءِ، والأديمُ صَحيحُ










يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، ( معلقة )




يــا دارَ مَــيّــةَ بــالــعَــلــيْــاءِ فــالــسَّــنَــد

أقْــوَتْ وطَـــالَ عــلــيــهــا ســالــفُ الأبَدِ

وقــفــتُ فــيــهــا أُصَــيــلاً كـي أُســائِلُـها

عَــيَّــتْ جَــوابًــا ومــا بالــرَّبعِ مِــن أحَـدِ

إلاّ الأواريَّ لأيًـــا مــــا أُبَــــيّــــنُــــهَـــ ــا

والــنُّــؤيُ كــالــحَــوْضِ بالمَظلومَةِ الجَـلَدِ

رُدَّتْ عــلــــيَــهِ أقــاصــــيـــهِ،ولَــــب َّــــدَهُ

ضَــرْبُ الــولــيــدةِ بالمِسْــحاة ِ في الــثَّأَدِ

خــلَّــتْ سَـــبــيــلَ أتــيٍّ كــانَ يَــحــبسُــهُ

ورَفَّــعــتْــهُ إلــى الـسَّـجْـفـيـنِ فـالـنَّـضَـــدِ

أمــسَــتْ خَــلاءً وأمــسَى أهلُـها احْتــمَلُوا

أخْــنَــى عَــلــيــهــا الذي أخْنَى على لُــبَدِ

فــعَــدِّ عَــمَّــا تــرَى إذْ لا ارتِــجــاعَ لـــهُ

وانْــمِ الــقُــتُــودَ عــلــى عَــيْــرانــةٍ أُجُـدِ

مَــقْــذوفــةٍ بــدَخــيس الـنَّــحْضِ بـازِلُـهــا

لــه صَــريــفٌ صَــريــفَ الـقَـعْـوِ بالمَسَدِ

كــأنَّ رَحْــلــي وقــد زالَ الــنّــهــارُ بــنـا

يَــومَ الــجَــلــيلِ عــلـى مُســـتأنِـسٍ وحَــدِ

مِــن وَحــشِ وَجــرةَ مَــوشــيٍّ أكــارِِعــهُ

طَــاوِي الـمَـصـيـرِ كَـسِـيفِ الصَّيقَلِ الفَرَدِ

سَــرتْ عــلــيــه مِــن الــجَــوزاءِ سَـاريةٌ

تُــزجــي الــشَّــمــالُ عــليهِ جــامِدَ الـبَرَدِ

فَـارتـاعَ مِـن صَــوتِ كــلابٍ فـبــاتَ لـــهُ

طَـوْعَ الـشَّـوامـتِ مِـن خَـوْفٍ ومِـن صَرَدِ

وكــانَ ضُـمْـرانُ مِــنــهُ حــيــثُ يُـوزِعُـهُ


طَــعــنَ الــمُــعارِكِ عـنـد المَحـجَرِ النَّـجُدِ

شــكَّ الــفَــريــصــةَ بالمِــدْرَى فأنـفَــذَهــا

طَــعــنَ الــمُــبَــيــطِرِ إذ يَشفي مِن العَضَدِ

كــأنّــهُ خــارجًــا مــن جَــنــبِ صَـفْـحَـتَهِ

سَــفُّــودُ شَــرْبٍ نَــسُــوهُ عِــنــدَ مُــفْــتَــأدِ

فــظَــلَّ يَــعــجَــمُ أعلَى الرَّوْقِ مُـنــقــبضًا

فــي حَــالــكِ الــلَّوْنِ صـدقٍ غَـيرِ ذي أوَدِ

لــمَّــا رأى واشــقٌ إقــعــاصَ صـــاحــبِـهِ

ولا سَـــبـــيـــلَ إلـــى عَـــقـــلٍ ولا قَــــوَدِ

قالـتْ لـه النــفــسُ :إنِّــي لا أرَى طَــمعًا

وإنَّ مَــوْلاكَ لــم يَــسْــلــمْ ولـــم يَـــصِـــدِ

فَــتــلــكَ تُــبــلِــغُــنــي الــنُّــعــمانَ أنَّ لـهُ

فـضلاً عـلى الـنَّـاسِ فـي الأدنَى وفي البَعَدِ

ولا أرَى فــاعِــلاً فــي الــنَّــاسِ يُــشــبِـهُهُ

ولا أُحــاشِـــي مِــن الأقْـــوَامِ مـــن أحَـــدِ

إلاّ سُــــلــــيــــمــــانَ إذ قــــالَ الإلـهُ لـــهُ

قًُــمْ فــي الــبــريَّــةِ فــاحْــدُدْهــا عنِ الفَنَـدِ

وخــيِّــسِ الــجِــنَّ إنّــي قـــد أَذِنْــتُ لــهمْ

يَـبْــنُــونَ تَــدْمُــرَ بـالـصُّـفَّــاحِ والــعَـــمَـــدِ

فـمَــنْ أطــاعَــكََ فــانــفَــعْــهُ بـطــاعـتــهِ

كـمــا أطــاعَـــكَ وادْلُـلْــهُ عــلــى الــرَّشَّــدِ

ومــنْ عَــصــاكَ فــعــاقِــبْــهُ مُــعــاقَــبَــةً

تَــنْـهَــى الـظَّـلـومَ ولا تَـقـعُـدْ عـلـى ضَــمَـدِ

إلاّ لِــمــثْــلِــك َ، أوْ مَــنْ أنــتَ سَــابِــقُــهُ

سـبــقَ الـجــوادِ إذا اسْـتَــولَـى عـلـى الأمَـدِ

أعــطَــى لــفــارِهَــةٍ حُــلــوٍ تــوابِــعُـــها

مـــنَ الــمَــواهِــبِ لا تُــعْــطَــى على نَـــكَـدِ

الـواهِــبُ الـمـائَــةَ الـمـعْــكــاءَ زيَّــنَــهــا

سَــعْــدانُ تـوضِـحُ فــي أوْبــارِهـا الـلِّـــبَـــدِ

والــراكــضَــاتِ ذُيــولَ الــرَّيْــطِ فَـنَّـقَـهـا

بَــرْدُ الــهَــواجــرِ كــالــغــزلانِ بالـــجَــردِ

والــخَــيـلَ تَــمـزَغُ غــربًـا فـي أعِـنَّـتِـهـا

كـالطَــّيـرِ تَــنـجو من الشُّـؤْبـوبِ ذي الـبَرَدِ

والأُدمُ قــدْ خُــيِّــسَــتْ فُــتــلاً مَــرافِــقُـها

مَــشـــدودَةً بــرِحَـــالِ الــحِــيِـــرة ِ الــجُــدَدِ

واحْــكــمْ كَــحُــكمِ فَتاة ِ الحيِّ إذْ نَظَــرتْ

إلـــى حَـــمــــامِ شِــــراعٍ وَارِدِ الــــثَّــــمَـــدِ

يَــحــفُّــهُ جــانــبًــا نــيــقٍ وتُــتْــبِــعُــــهُ

مِـثـــلَ الـــزُّجـــاجَــةِ لــم تَـكْـحلْ من الرَّمَــدِ

قــالــتْ ألا لَـيْـتَـمـا هــذا الـحَــمــامُ لــنـا

إلــــى حَــــمـــامَــتِــنــا ونِــصـــفُــهُ فَـــقَــــدِ

فَحــسَّــبُــوهُ فــألْــفَــوْهُ كــمــا حَــسَــبَـتْ

تِـــسـعًـا وتِـــسـعـيـنَ لـم تَـنـقُـصْ ولــم تَــزِدِ

فَـكـمَّــلــتْ مـائــةً فـيــهـا حَـمــامــتُــهــا

وأسْـــرَعـتْ حِـسْــبـةً فـي ذلــــكَ الــــعَــــدَدِ

فــلا لَــعَــمْـرُ الـذي مَـسَّــحـتُ كَـعــبـتَـهُ

ومـــا هُـــريـــقَ عـلـى الأنْـــصـابِ من جَسَدِ

والــمـؤمـنِ الـعـائِـذاتِ الـطّـيـرَ تـمسَحُها

رُكْــــبــانَ مــــكَّــة َ بــــيــنَ الـغَـيْـلِ والسَّعَـدِ

مـا إنْ أتــيــتُ بــشَــيءٍ أنــتَ تَــكْــرهُهُ

إذًا فــــلا رَفَــــعَــتْ سَــوْطــي إلــــيَّ يَــــدِي

إلاّ مــقــالــة َ أقــوامٍ شَــقــــيــتُ بــهـــا

كــــانَــــتْ مــــقــالَــتُــهُــمْ قَـرْعًا على الكَبــِـدِ

إذًا فَــعــاقــبــنــي ربِّـــي مُــعـــاقــبــــةً

قَــــرَّتْ بــــهــا عَــيــنُ مــنْ يأتـيـكَ بالــفــَنَــدِ

هـــذا لأبــرأَ مِــنْ قَــوْلٍ قُـــذِفْـــتُ بِـــهِ

طَــــارَتْ نَــوافِــــذُهُ حَــــرًّا عـــلــى كَـــبِـــدي

أُنْــبِــئْــتُ أنَّ أبــا قــابـــوسَ أوْعَـدَنـي

ولا قَـــــرارَ عــــلـــــى زَأْرٍ مـــــــنَ الأسَـــــدِ

مَــهْــلاً فِـــداءٌ لــك الأقـــوامِ كُـــلّــهُـــمُ

ومــــا أُثَــــمِّــــرُ مــن مـــــالٍ ومـــــنْ وَلَــــــدِ

لا تَــقْــذِفْــنــي بِــرُكْــنٍ لا كَــفــاءَ لـــهُ

وإنْ تَـــــأثَّــــفَـــــكَ الأعـــــداءُ بـــــالـــــرَّفَـــدِ

فــمــا الــفُــراتُ إذا هَــبَّ الــرِّيــاحُ لـهُ

تَــــرمــي أواذيُّــــهُ الــعــــبْــرَيــنِ بـــالـزَّبَــــدِ

يَـــمُـــدُّهُ كـــلُّ وادٍ مُـــتْــــرَعٍ لَـــجِـــبٍ

فـــيـــهِ رِكـــامٌ مـــن الـــيَـــنْــبـوتِ والـخَــضَـدِ

يــظَــلُّ مِــن خَــوفِــهِ المَــلاَّحُ مُعتَصِـمًا

بـــالـخَـيْـزرانَــــةِ بَـــعــدَ الأيْــــنِ والـنَّـــجَــــدِ

يــومًــا بِــأجْــوَدَ مــنـهُ سَـيْــبَ نـافِــلَــةٍ

ولا يَـــحُـــولُ عَـــطــــاءُ الـــيـــومِ دونَ غَـــــدِ'

هـذا الـثَّـنـاءُ فـإنْ تَـسـمَــعْ بـه حَــسَـــنًا

فـــلـــم أُعـــرِّض أبَـــيـــتَ الـلّـــعـنَ بـالـصَّــفَدِ

هــا إنَّ ذي عِــذرَة ٌ إلاَّ تــكُــنْ نَـفَـعَــتْ

فــــإنَّ صـــــاحــبَـــهـا مُـــــشـاركُ الـــــنَّــكَـــدِ





http://go.3roos.com/loocb9a9rex

maryom2009
07/08/2012, 11:25 PM
أمِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،






أمِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،****عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ

أَفِل التّرَحّلُ، غير أنّ ركابنا****لما تزلْ برحالنا ، وكأنْ قدِ

زَعَمَ البَوارِحُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،****و بذاكَ خبرنا من الغداف الأسود

لا مرحباً بغدٍ ، ولا أهلاً بهِ ،****إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِ في غَدِ

حانَ الرّحيلُ، ولم تُوَدِّعْ مهدَداً،****والصّبْحُ والإمساءُ منها مَوْعِدي

في إثْرِ غانِيَة ٍ رَمَتْكَ بسَهَمِها،****فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ

غنيتْ بذلك ، غذ همُ لكَ جيرة ٌ ،****منها بعَطْفِ رسالَة ٍ وتَوَدُّدِ

ولقد أصابَتْ قَلبَهُ مِنْ حُبّهَا،****عن ظَهْرِ مِرْنانٍ، بسَهمٍ مُصردِ

نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ****أحوى ، أحمَّ المقلتينِ ، مقلدِ

و النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرها ،****ذهبٌ توقَّدُ، كالشّهابِ المُوقَدِ

صَفراءُ كالسِّيرَاءِ، أكْمِلَ خَلقُها****كالغُصنِ، في غُلَوائِهِ، المتأوِّدِ

والبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُ،****والإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ

محطُوطَة ُ المتنَينِ، غيرُ مُفاضَة ٍ،****ريّا الرّوادِفِ، بَضّة ُ المتَجرَّدِ

قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة ٍ ،****كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ

أوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها****بهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ

أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعة ٍ،****بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ

سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ،****فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ

بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ****عنم على اغصانه لم يعقدِ

نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها،****نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ

تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَة ٍ،****برداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِ

كالأقحوانِ، غَداة َ غِبّ سَمائِه،****جفتْ أعاليهِ ، وأسفلهُ ندي

زَعَمَ الهُمامُ بأنّ فاها بارِدٌ،****عذبٌ مقبلهُ ، شهيُّ الموردِ

زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ****عذبٌ ، غذا ما ذقتهُ قلتَ : ازددِ

زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ****يشفى ، بريا ريقها ، العطشُ الصدي

أخذ العذارى عِقدَها، فنَظَمْنَهُ،****مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ، مُتَسَرِّدِ

لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍ ،****عبدَ الإلهِ ، صرورة ٍ ، متعبدِ

لرنا لبهجتها ، وحسنِ حديثها ،****و لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ

بتَكَلّمٍ، لو تَستَطيعُ سَماعَهُ،****لدنتْ لهُ أروى الهضابِ الصخدِ

و بفاحمٍ رجلٍ ، أثيثٍ نيتهُ ،****كالكرمِ مالَ على الدعامِ المسندِ

فإذا لَمستَ لمستَ أجخثَمَ جاثِماً،****متحيزاً بمكانهِ ، ملءَ اليدِ

و إذا طَعَنتَ طعنتَ في مستهدفٍ ،****رابي الَمجَسّة ِ، بالعَبيرِ مُقَرْمَدِ

و إذا نزعتَ نزعتَ عن مستحصفٍ****نَزّعَ الحَزَوَّرِ بالرّشاءِ المُحْصَدِ

و إذا يعضّ تشدهُ أعضاؤهُ ،****عضّ الكَبيرِ مِنَ الرّجالِ الأدردِ

ويكادُ ينزِعُ جِلدَ مَنْ يُصْلى به****بلوافحٍ، مثلِ السّعيرِ المُوقَدِ

لا واردٌ منها يحورُ لمصدرٍ*****عنها ، ولا صدرٌ يحورُ لموردِ





أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني (http://go.3roos.com/loocb9a9rex)

maryom2009
08/08/2012, 04:15 AM
اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ





اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ****
بروضَة ِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأساوِدِ


تعاورها الأرواحُ ينسفنَ تربها ،****
و كلُّ مثلثٍ ذي أهاضيبَ ، راعدِ


بها كلّ ذيالٍ وخنساءَ ترعوي****
إلى كلّ رجافٍ ، من الرملِ ، فاردِ


عهدتُ بها سعدي غريرة ٌ****
عَرُوبٌ، تَهادى في جَوارٍ خرائِدِ


لعمري ، لنعمَ الحيّ صبحَ سرْ بنا****
و أبياتنا ، يوماً ، بذاتِ المراودِ


يقودهمُ النعمانُ منهُ بمصحفٍ ،*****
و كيدٍ يغمّ الخارجيَّ ، مناجدِ


و شيمة ِ لا وانٍ ، ولا واهنِ القوى****
وَجَدٍّ، إذا خابَ المُفيدونَ، صاعدِ


فآبَ بأبكارٍ وعونٍ عقائلٍ ،****
أوانِسَ يَحمْيها امْرُؤٌ غيرُ زاهِدِ


يُخَطّطْنَ بالعيدانِ في كلّ مَقْعَدٍ،****
و يخبأنَ رمانَ الثديّ النواهدِ


ويضربْنَ بالأيْدي وراء بَراغِزٍ،****
حِسانِ الوُجوه، كالظّباءِ العواقِدِ


غرائِرُ لم يَلْقَيْنَ بأساء قَبلَها،****
لدى ابن الجلاحِ ، ما يثقنَ بوافدِ


أصابَ بني غيظٍ ، فأصحوا عبادهُ ،****
وجَلّلَها نُعْمَى على غيرِ واحِدِ


فلا بُدّ من عوجاءَ تَهْوي براكِبٍ،****
إلى ابنِ الجُلاح، سيَرُها اللّيلَ قاصِدُ


تخبّ إلى النعمانِ ، حتى تنالهُ ،****
فِدى ً لكَ من رَبٍّ طريفي، وتالِدي


فسكنتَ نفسي ، بعدما طارَ روحها ،***
وألبَستَني نُعْمَى ، ولستُ بشاهِدِ


وكنتُ امرأً لا أمدَحُ الدّهرَ سُوقَة ً،****
فلَسْتُ، على خَيرٍ أتاك، بحاسِدِ


سبَقْتَ الرّجالَ الباهِشيِنَ إلى العُلَى****
كسبقِ الجوادِ اصطادَ قبل الطواردِ


علَوتَ مَعَدّاً نائِلاً ونِكايَة ً،*****
فأنتَ، لغَيثِ الحمدِ، أوّلُ رائِدِ








أبقيتَ للعبسيّ فضلاً ونعمة ً ،





أبقيتَ للعبسيّ فضلاً ونعمة ً ،****ومَحمَدة ً من باقياتِ المَحامِدِ


حباءُ شقيقٍ فوقَ أعظمِ قبره ،****و ما كان يحبى قبله قبرُ وافدِ


أتى أهلهُ منهُ حباءٌ ونعمة ٌ ؛****ورُبّ امرىء ٍ يَسعِى لآخرَ قاعدِ









يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً،






يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً،*****بعدَ الذينَ تتَابَعوا بالمَرْصَدِ




لو عاينتكَ كماتنا بطوالة ٍ ،*****بالحَزْوَريّة ، أو بلابة ِ ضرغدِ



لثويتَ في قدٍّ ، هنالك ، موثقاً*****في القومِ، أو لَثَوَيْتَ غيرَ موَسَّدِ






عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،






عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،****ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟


أقوى ، وأقفَرَ من نُعمٍ، وغيّرهَ****هُوجُ الرّياحِ بها والتُّربِ، مَوّارِ


وقفتُ فيها، سراة َ اليومِ، أسألُها****عن آلِ نُعْمٍ، أمُوناً، عبرَ أسفارِ


فاستعجمتْ دارُ نعمٍ ، ما تكلمنا ،****و الدارُ ، لو كلمتنا ، ذاتُ أخبارِ


فما وجَدْتُ بها شيئاً ألوذُ به،****إلاّ الثُّمامَ وإلاّ مَوْقِدَ النّارِ


وقد أراني ونُعْماً لاهِييَنِ بها،****والدّهرُ والعيشُ لم يَهمُمْ بإمرارِ


أيّامَ تُخبْرُني نُعْمٌ وأُخبِرُها،****ما أكتُمُ النّاسَ من حاجي وأسراري


لولا حبائلٌ من نعمٍ علقتُ بها ،****لأقْصَرَ القلبُ عَنها أيّ إقْصارِ


فإن أفاقَ ، لقد طالتْ عمايتهُ ؛*****والمرءُ يُخْلِقُ طوراً بعد أطوارِ


نبئتُ نعماً ، على الهجرانِ ، عاتبة ً****سَقياً ورَعياً لذاك العاتِبِ الزّاري


رأيتُ نعماً وأصحابي على عجلٍ ،*****والعِيسُ، للبَينِ، قد شُدّتْ بأكوارِ


فريعَ قلبي ، وكانتْ نظرة ٌ عرضتْ****حيناً ، وتوفيقَ أقدارٍ لأقدارِ


بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها،****لم تُؤذِ أهلاً، ولم تُفحِشْ على جارِ


تلوثُ بعدَ افتضالِ البردِ مئزرها ،****لوثاً ، على مثلِ دِعصِ الرملة الهاري


و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها ،****في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ


تسقي الضجيعَ - إذا استسقى - بذي أشرٍ***عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ


كأنّ مَشمولة ً صِرْفاً برِيقَتِها،****من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ


أقولُ ، والنجمُ قد مالتْ أواخرهُ****إلى المغيبِ : تثبت نظرة ً ، حارِ


ألَمحَة ٌ من سَنا بَرْقٍ رأى بصَري،****أم وجهُ نعمٍ بدا لي ، أم سنا نارِ ؟


بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ ،****فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ


إنّ الحمولَ التي راحتْ مهجرة ً ،****يتبعنَ كلّ سيفهِ الرأي ، مغيارِ


نَواعِمٌ مثلُ بَيضاتٍ بمَحْنية ٍ،****يحفزنَ منهُ ظليماً في نقاً هارِ


إذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هيّجَني،*****وإنْ تغربّتُ عنَها أُمِّ عَمّارِ


و مهمة ٍ نازحٍ ، تعوي الذئابُ بهِ ،****نائي المِياهِ عنِ الوُرّادِ، مِقفارِ


جاوزتهُ بعلنداة ٍ مناقلة ٍ****وعرَ الطّريقِ على الإحزان مِضمارِ


تجتابُ أرضاً إلى أرضٍ بذي زجلٍ****ماضٍ على الهولِ هادٍ غيرِ مِحيارِ


إذا الرّكابُ وَنَتْ عَنها ركائِبُها،****تشذرتْ ببعيدِ الفترِ ، خطارِ


كأنّما الرّحلُ منها فوقَ ذي جُدَدٍ،****ذبَّ الريادِ ، إلى الأشباحِ نظارِ


مُطَرَّدٌ، أفرِدتْ عنْهُ حَلائِلُهُ،****من وحشِ وجرة َ أو من وحش ذي قارِ


مُجَرَّسٌ، وحَدٌ، جَأبٌ أطاعَ له****نباتُ غيثٍ ، من الوسميّ ، مبكارِ


سَراتهُ، ما خَلا لَبانِه، لَهقٌ،****و في القوائمِ مثلُ الوشمِ بالقارِ


باتَتْ له ليلَة ٌ شَهباءُ تَسفعُهُ****بحاصبٍ ، ذاتِ إشعانٍ وأمطارِ


وباتَ ضيَفاً لأرطاة ٍ، وألجأهُ،****مع الظّلامِ، إليها وابلٌ سارِ


حتى إذا ما انجلَتْ ظلماءُ لَيلَتِهِ،****و اسفرَ الصبحُ عنهُ أيّ إسفارِ


أهوى له قانصٌ ، يسعى بأكلبهِ ،*****عاري الأشاجع، من قُنّاصِ أنمارِ


مُحالفُ الصيّدِ، هَبّاشٌ، له لحمٌ،*****ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ


يسعى بغضفٍ براها ، فهي طاوية ٌ ،*****طولُ ارتحالٍ بها منهُ ، وتسيارِ


حتى إذا الثّوْرُ، بعد النُفرِ، أمكَنَهُ،*****أشلى ، وأرسلَ غضفاً ، كلها ضارِ


فكرّ محمية ً من ان يفرّ ، كما*****كرّ المحامي حفاظاً ، خشية َ العارِ


فشكّ بالروقِ منه صدرَ أولها ،*****شَكّ المُشاعِبِ أعشاراً بأعشارِ


ثمّ انثنى ، بعدُ ، للثاني فأقصدهُ****بذاتِ ثغرٍ بعيدِ القعرِ ، نعارِ


وأثبَتَ الثّالثَ الباقي بنافِذَة ٍ،*****من باسِيلٍ عالمٍ بالطّعنِ، كرّارِ


وظلّ، في سبعة ٍ منها لحِقنَ به،*****يكُرّ بالرّوقِ فيها كَرّ إسوارِ


حتى إذا قَضَى منها لُبانَتَهُ،*****وعادَ فيها بإقبالٍ وإدبارِ


انقضّ ، كالكوكبِ الدريّ ، منصلتاً ،*****يهوي ، ويخلطُ تقريباً بإحضارِ


فذاكَ شبْهُ قَلوصى ، إذ أضَرّ بها*****طولُ السرى والسرى من بعد أسفارِ







لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،






لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،****


وعنَ ترَبُّعِهِمْ في كلّ أصْفارِ




وقلتُ: يا قومُ، إن اللّيثَ مُنقَبِضٌ****


على براثنهِ ، للوثبة ِ الضاري






لا أعْرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدامِعُها،****


كأنّ أبكارها نعاجُ دوارِ






ينْظرْنَ شزْراً إلى من جاء عن عُرُضٍ****


بأوجهٍ منكراتِ الرقّ ، أحرارِ






خَلَفَ العضاريطِ لا يوقَينَ فاحشة ً،****


مستمسكاتٍ بأقتابٍ وأكوارِ






يُذرينَ دمعاً، على الأشفار مُنحدراً،****


يأملنَ رحلة َ حصنٍ وابنِ سيارِ






إما عُصِيتُ، فإنّي غيرُ مُنفَلِتٍ****


مني اللصابُ ، فجنبا حرة ِ النارِ






أو أضعُ البيتَ في سوداءِ مظلمة ٍ ،****


تقيدُ العيرَ ، لا يسري بها الساري






تدافعُ الناسَ عنا ، حينَ نركبها ،****


من المظالمِ تدعى أمّ صبارِ






ساق الرفيداتِ من جوش ومن عظمٍ****


و ماشَ منْ رهطِ ربعيٍ وحجارِ






قَرْمَيْ قُضاعة َ حَلاً حَولَ حُجرته****


مَدّا عليهِ بسُلاّفٍ أنْفارِ






حتى استقلّ بجمعٍ ، لا كفاءَ له ،****


ينفي الوحوشَ عن الصحراءِ جرارِ






لا يَخفِضُ الرِّزّ عن أرضٍ ألَمّ بها؛****


ولا يَضِلُّ على مصباحِهِ السّاري






وعَيّرَتْني بَنُو ذُبيانَ خَشْيَتَهُ،****


وهل عليّ بأنْ أخشاكَ مِنْ عَارِ؟














ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،





ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،****
وزبّانَ، الذي لم يَرْعَ صِهْرِي


فإيّاكُمْ وَعُوراً دامياتٍ،****
كأن صِلاءَهُنّ صِلاءُ جَمْرِ


فإني قد أتاني ما صنعتمْ ،****
و ما وشحتمُ من شعرِ بدرِ


فلم يكُ نولكمُ أن تشفذوني ،****
و دوني عازبٌ وبلادُ حجرِ


فإنّ جوابها، في كلّ يومٍ،****
ألَمّ بأنْفُسٍ منكمْ، وَوَفْرِ


ومَنْ يَتَرَبّصِ الحَدَثانَ تَنزِلْ****
بمولاهُ عوانٌ ، غيرُ بكرِ













نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،





نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ،****يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ


فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني****مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي


أرأيتَ، يومَ عُكاظَ، حينَ لقِيتَني****تحتَ العَجاجِ، فما شَقَقتَ غُبارِي


إنّا اقتَسَمنْا خُطّتيَنْاَ بَيْنَنَا،****فحملتُ برة َ ، واحتملتَ فجارِ


فلتأتينكَ قصائدٌ ، وليدفعنْ****جيشٌ إليكَ قوادمَ الأكوارِ


رهطُ ابنِ كوزٍ أدراعهم ،****فيهمْ، ورهطُ ربيعة َ بنِ حُذارِ


ولِرَهْطِ حَرّابٍ وقَدٍّ سُورَة ٌ****في المَجدِ، ليسَ غُرابُهُم بمُطارِ


وبنو قُعَينٍ، لا مَحَالَة َ أنّهُمْ****آتوكَ ، غيرَ مقلمي الأظفارِ


سَهِكِينَ مِن صَدإ الحديدِ كأنّهم،****تحتَ السنورِ ، جنة ُ البقارِ


وبنُو سُواءَة َ زائرُوكَ بوفِدِهِمْ****جيشاً، يَقودُهُمُ أبو المِظفارِ


وبنو جَذيمَة َ حَيّ صِدْقٍ، سادة ٌ،****غلبوا على خبتٍ إلى تعشارِ


متكنفي جنبيْ عكاظَ كليهما ،****وُفُراً، غَداة َ الرّوعِ والإنفار


و الغاضريونَ ، الذينَ تحملوا ،****بِلِوائِهِمْ، سَيراً لِدارِ قَرارِ


تَمشي بهمْ أُدْمٌ، كأنّ رِحالَها****عَلَقٌ هُرِيقَ على مُتُونِ صُوارِ


شُعَبُ العِلافيّاتِ بين فُرُوجِهِمْ،****و المحصناتُ عوازبُ الأطهارِ


بُرُزُ الأكفّ من الخِدامِ، خوارجٌ،****منْ فرجِ كلّ وصيلة ٍ وإزارِ


شُمُسٌ، مَوَانعٌ كلّ ليلة ِ حُرّة ٍ،****يُخْلِفْنَ ظَنّ الفاحِشِ المِغْيارِ


جَمْعاً، يَظَلّ به الفضاءُ مُعَضِّلاً،****يَدَعُ الإكامَ كأنّهنّ صَحاري


لم يحرموا حسنَ الغذاءِ ، وأمهمْ****طفحتْ عليكَ بناتقٍ مذكارِ


حَولي بَنُو دُودانَ لا يَعصُونَني،****وبنَو بَغيضٍ، كلّهُمْ أنصارِي


زيدُ بنُ زيدٍ حاضِرٌ بعُراعِرٍ،****و على كنيبٍ مالكُ بنُ حمارِ


و على الرميشة ِ ، من سكينٍ ، حاضرٌ ؛***و على الثينة ِ من بني سيارِ


فيهمْ بناتُ العسجديّ ولاحقٍ ،****ورقاً مراكلها منَ المضمارِ


يَتَحَلّبُ اليَعضيدُ مِنْ أشداقِها،****صُفراً مناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ


تشلى توابعها إلى ألافها ،****خَبَبَ السّباعِ الوُلّهِ، الأبكارِ


إتّ الرميشة َ مانعٌ أرماحنا****ما كانَ مِنْ سَحَمٍ بها، وصَفارِ


فأصَبْنَ أبْكاراً، وهُنّ بإمّة ٍ،****أعْجَلْنَهُنّ مَظِنّة َ الإعْذارِ







كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،





كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،****
وهَمّينِ: هَمّاً مُستَكنّاً وظاهرَا


أحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها،****
وَوِرْدُ هُمومٍ لم يَجِدْنَ مَصادِرَا


تُكَلّفُني أنْ يَفعَلَ الدّهرُ هَمّها،****
و هل وجدتْ قبلي على الدهرِ قادرا؟


ألَمْ تَرَ خَيرَ النّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ****
على فِتيَة ٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ، سائِرَا


و نحنُ لديهِ ، نسألُ اللهَ خلدهُ ،****
يردّ لنا ملكاً ، وللأرضِ ، عامرا


ونحنُ نُرَجّي الخلُدَ إن فازَ قِدحنُا،****
و نرهبُ قدحَ الموتِ إن جاء قامرا


لكَ الخيرُ إن وارتْ بك الأرضُ واحداً****
و اصبحَ جدُّ الناسِ يظلعُ ، عاثرا


وردتْ مطايا الراغبينَ ، وعريتْ****
جيادكَ ، لا يحفي لها الدهرُ حافرا


رأيتُكَ تَرعاني بعينٍ بَصيرَة ٍ،****
وتَبعَثُ حُرّاساً عليّ ونَاظِرَا


و ذلكَ منْ قولٍ أتاكَ أقولهُ ،****
ومِنْ دَسّ أعدائي إليكَ المآبِرَا


فآلَيتُ لا آتيكَ، إن جئتُ، مُجْرماً،****
و لا أبتغي جاراً ، سواكَ ، مجاورا


فأهْلي فِداءُ لامْرِىء ٍ، إنْ أتَيتُهُ****
تَقَبّلَ مَعرُوفي، وسَدّ المَفاقِرَا


سأكعمُ كلبي أن يربيكَ نبحهُ ،****
وإن كنتُ أرعى مُسحَلانَ فحامرَا


و حلتْ بيوتي في يفاعٍ ممنعٍ ،****
تَخالُ به راعي الحَمولة ِ طائِرَا


تزلّ الوعولُ العصمُ عن قذفاتهِ ،****
وتُضحي ذُراهُ، بالسحابِ، كوافِرَا


حِذاراً على أنْ لا تُنالَ مَقادَتي،****
و لا نسوتي حتى يمتنَ حرائرا


أقولُ ، وإن شطتْ بيَ الدارُ عنكمُ****
غذا ما لقينا من معدٍ مسافرا :


ألِكنْي إلى النّعمانِ حيثُ لَقيتَهُ،****
فأهْدَى لهُ اللَّهُ الغُيوثَ البَواكِرَا


و صصبحهُ فلجٌ ولا زالَ كعبهُ ،****
على كلّ من عادى من الناس ، ظاهرا


و ربَّ عليهِ اللهُ أحسنَ صنعهِ ،****
وكانَ لهُ، على البَريّة ِ، ناصِرَا


فألْفَيتُهُ يَومْاً يُبِيدُ عَدُوَّهُ،****
وبَحْرَ عَطاءٍ، يَستَخِفّ المَعابِرَا






لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ



لقد قلتُ للنّعمانِ، يوْمَ لَقيتُهُ****


يُريدُ بني حُنّ، ببُرقَة ِ صادِرِ


تجنبْ بني حنّ ، فإنّ لقاءهمْ****
كريهٌ، وإنْ لم تَلقَ إلاّ بصابِرِ


عِظامُ اللُّهى َ، أوْلادُ عُذْرَة َ إنّهُمْ****
لهاميمُ ، يستلهونها بالحناجرِ


و همْ منعوا وادي القرى من عدوهم****
بجمعٍ مبيرٍ للعدوّ المكاثرِ


منَ الوارداتِ الماءِ بالقاعِ تستقي****
بأعجازها ، قبلَ استقاءِ الخناجرِ


بُزاخِيّة ٍ ألْوَتْ بلِيفٍ، كأنّهُ****
عفاءُ قلاصٍ ، طارَ عنها ، تواجرُ


صغارِ النوى مكنوزة ٍ ليسَ قشرها،****
إذا طارَ قِشرُ التَّمْرِ، عنها بطائِرِ


هُمُ طَرَدوا عَنها بَلِيّاً، فأصبْحتْ****
بَلِيُّ بوادٍ، من تِهامة َ، غائِرِ


و هم منعوها من قضاعة َ كلها ،****
و من مضرَ الحمراءِ ، عند التغاورِ


و هم قتلوا الطائيَّ بالحجر ، عنوة ً****
أبا جابرٍ، واستَنكَحوا أُمَّ جابرِ







http://go.3roos.com/h6y753mzv6n

maryom2009
08/08/2012, 11:24 PM
ألا أبلغا ذبيانَ عني رسالة ً ،





ألا أبلغا ذبيانَ عني رسالة ً ،****فقد أصبْحتْ، عن منَهجِ الحقّ، جائرهْ


أجِدَّكُمُ لن تَزْجُرُوا عن ظُلامَة ٍ****سفيهاً ، ولن ترعوا لذي الودّ آصرهْ


فلو شَهِدَتْ سهْمٌ وأبناءُ مالِكٍ،****فتعذرني منْ مرة َ المتناصرهْ


لجاؤوا بجمعٍ ، لم يرَ الناسُ مثله ،****تَضاءلُ منه، بالعَشِيّ، قصائرَهْ


ليهنئْ لكم أن قد نفيتمْ بيوتنا ،****مندى عبيدانَ المحلئِ باقرهْ


وإني لألْقَى من ذوي الضِّغْنِ منهمُ،****و ما أصبحتْ تشكو من الوجدِ ساهرهْ


كما لَقِيَتْ ذاتُ الصَّفا من حَليفِها؛****وما انفكّتِ الأمثالُ في النّاس سائرَهْ


فقالت له : أدعوكَ للعقلِ ، وافياً ،****و لا تغسيني منك بالظلمِ بادرهْ


فلما توفي العقلَ ، إلاّ أقلهُ ،****و جارتْ به نفسٌ ، عن الحقّ جائرهْ


تذكرَ أني يجعلُ اللهُ جنة ً ،****فيصبحَ ذا مالٍ ، ويقتلَ واترهْ


فلما رأى أنْ ثمرَ اللهُ مالهُ ،****وأثّلَ موجوداً، وسَدّ مَفاقِرَهْ


أكَبّ على فَأسٍ يُحِدّ غُرابُهَا،****مُذكَّرَة ٍ، منَ المعاوِلِ، باتِرَهْ


فقامَ لها منْ فوقِ جحرٍ مشيدٍ ،****ليَقتُلَها، أو تُخطىء َ الكفُّ بادرَه


فلما وقاها اللهُ ضربة َ فأسهِ ؛****وللبِرّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه


فقالَ : تعاليْ نجعلِ اللهَ بيننا****على ما لنا ، أو تنجزي ليَ آخرهْ


فقالتْ : يمينُ اللهِ أفعلُ ، إنني****رأيتُكَ مَسْحوراً، يمينُكَ فاجرَهْ


أبى لي قبرٌ ، لا يزالُ مقابلي ،****و ضربة ُ فأسٍ ، فوقَ رأسي ، فاقرهْ







ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،





ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،****و ما وداعكَ منْ قفتْ به العيرُ


و ما رأيتكَ إلاّ نظرة ً عرضتْ ،****يوْمَ النِّمارة ِ، والمأمورُ مأمورُ


إنّ القُفولَ إلى حيَ، وإن بَعُدوا،****أمسَوْا، ودونَهُمُ ثَهْلانُ فالنِّيرُ


هل تبلغنيهمُ حرفٌ مصرمة ٌ ،****أجدُ الفقارِ ، وإدلاجٌ وتهجيرُ


قد عُرّيتْ نصْفَ حولٍ أشهراً جُدُداً****يسفي ، على رحلها ، بالحيرة ، المورُ


وقارَفَتْ، وَهْيَ لم تَجرَبْ، وباعَ لها****من الفصافصِ ، بالنميّ ، سفسيرُ


ليستْ ترى حَوْلَها إلْفاً، وراكِبُها****نشوانُ، في جَوّة ٍ الباغوثِ، مَخمورُ


تلقي الإوزينَ ، في أكنافِ دارتها ،****بَيْضاً، وبينَ يدَيها التّبنُ مَنشورُ


لولا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ،****لَقالَ راكِبُها في عُصْبَة ٍ: سيرُوا


كأنها خاضِبٌ أظْلافَهُ، لَهِقٌ،****قهدُ الإهابِ ، تربتهُ الزنابيرُ


أصاخَ مِنْ نَبَأة ٍ، أصغى لها أُذُناً،****صماخها ، بدخيسِ الروقِ ، مستورُ


من حسّ أطلسَ ، تسعى تحته شرعٌ****كأنّ أحناكها السفلى مآشيرُ


يقولُ راكِبُها الجِنّيّ، مُرْتَفِقاً:****هذا لكنّ ، لحمُ الشاة ِ محجورُ





صلُّ صفاً لا تنطوي من القصرْ ،



صلُّ صفاً لا تنطوي من القصرْ ،****طويلة ُ الإطراقِ من غيرِ خفرْ

داهية ٌ قد صغرتْ من الكبرْ ،****كأنما قد ذهبتْ بها الفكرْ

مهروتة ُ الشدقينِ ، حولاءُ النظرْ ،****تفترّ عن عوجٍ حدادٍ ، كالإبرْ






يومَا حَليمة َ كانَا من قَديمِهِمُ،




يومَا حَليمة َ كانَا من قَديمِهِمُ،****و عينُ باغٍ ، فكانَ الأمرُ ما ائتمرا


يا قومُ إنّ ابنَ هندٍ غيرُ تارِكِكُمْ؛****فلا تكونوا، لأدنَى وقعَة ٍ، جَزَرَا





أخلاقُ مجدكَ جلتْ ، ما لها خطرٌ ،




أخلاقُ مجدكَ جلتْ ، ما لها خطرٌ ،****في البأسِ والجودِ بينَ العِلمِ والخبرِ

متوجٌ بالمعالي ، فوقَ مفرقهِ ،*****وفي الوَغي ضَيغَمٌ في صُورة ِ القمرِ






بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى





بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى****مَظِنّة ِ كلبٍ، أو مِياهِ المواطِرِ




ترى الرّاغبينَ العاكِفينَ ببابِهِ،****على كلّ شيِزى أُترِعتْ بالعُراعرِ





له بفناءِ البيتِ سوداءُ فخمة ٌ ،****تلقمُ أوصالَ الجزورِ العراعرِ


بقيّة ُ قَدْرٍ مِنْ قُدورٍ تُوُرّثَتْ****لآلِ الجُلاحِ، كابراً بعدَ كابرِ


تظلّ الإماءُ يبتدرنَ قديمها ،****كما ابتَدَرَتْ سَعدٌ مياهَ قُراقِرِ


وهم ضرَبوا أنفَ الفَزاريّ، بعدما****أتاهم بمَعقُودٍ من الأمرِ، قاهرِ


اتطمعُ في وادي القرى وجنابه ،****و قد منعوا منهُ جميعَ المعاشرِ ؟





أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني (http://go.3roos.com/h6y753mzv6n)

maryom2009
09/08/2012, 04:43 AM
من مبلغٌ عمرو بنَ هندٍ آية ٍ ،






من مبلغٌ عمرو بنَ هندٍ آية ٍ ،****
ومنَ النَّصيحَة ِ كثرة ُ الإنذارِ



لاأعرِفَنّكَ عارِضاً لرِماحنِا،****
في جفّ تغلب ، واديَ الامرارِ



يا لهفَ أمّي، بعدَ أسرَة ِ جَعوَلٍ،****
ألاّ أُلاقيَهم ورهطَ عِرارِ







فإن يكون قد قضَى ، من خِلّه وطراً،








فإن يكون قد قضَى ، من خِلّه وطراً،****


فإنّني منك لمّا أقضِ أوطاري



يدني عليهنّ دفاً ، ريشهُ هدمٌ ،****

و جؤجؤاً ، عظمه ، من لحمه ، عارِ




المرءُ يأملُ أن يَعيشَ،



المرءُ يأملُ أن يَعيشَ،****و طولُ عيشٍ قد يضرهْ

تفنى بشاشتهُ ، ويبقى ،****بعدَ حلوِ العيشِ ، مرهْ

وتَخونُهُ الأيّامُ، حتَى****لا يَرَى شيئاً يَسُرّهْ

كَم شامتٍ بي، إن هلكتُ،****و قائلٍ : للهِ درهْ









عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،






عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى ، فالفوارعُ،****
فجنبا أريكٍ ، فالتلاعُ الدوافعُ


فمجتمعُ الأشراجِ غيرِ رسمها****
مصايفُ مرتْ ، بعدنا ، ومرابعُ


توَهّمْتُ آياتٍ لها، فَعَرَفْتُها****
لِسِتّة ِ أعْوامٍ، وذا العامُ سابِعُ


رَمادٌ ككُحْلَ العينِ لأياً أُبينُهُ،****
و نؤيٌ كجذمِ الحوض أثلمُ خاشعُ


كأنّ مجرّ الرامساتِ ذيولها ،****
عليه ، حصيرٌ ، نمقتهُ الصوانعُ


على ظَهْرِ مِبْنَاة ٍ جَديدٍ سُيُورُها،****
يَطوفُ بها، وسْط اللّطيمة ِ، بائِع


فكَفْكفْتُ مني عَبْرَة ً، فرَدَدتُها****
على النحرِ ، منها مستهلٌّ ودامعُ


على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا،****
و قلتُ : ألما أصحُ والشيبُ وازعُ ؟


وقد حالَ هَمٌ، دونَ ذلكَ، شاغلٌ****
مكان الشغافِ ، تبغيهِ الأصابعُ


وعيدُ أبي قابوسَ، في غيرِ كُنهِهِ،****
أتاني، ودوني راكسٌ، فالضواجِعُ


فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة ٌ****
من الرُّقْشِ، في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ


يُسَهَّدُ، من لَيلِ التّمامِ، سَليمُها،****
لحليِ النساءِ ، في يديهِ ، قعاقعُ


تناذرَها الرّاقُون مِنْ سُمّها،****
تُطلّقُهُ طَورا، وطَوراً تُراجِعُ


أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني ،****
و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ


مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،****
و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ


لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ ،****
لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ


أقارِعُ عَوْفٍ، لا أحاوِلُ غيرَها،****
وُجُوهُ قُرُودٍ، تَبتَغي منَ تجادِعُ


أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً،****
له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ


أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،****
و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ


أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،****
و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ


حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً،****
وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟


بمصطحباتٍ من لصافٍ وثيرة ٍ ،****
يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهُنّ التّدافُعُ


سماماً تباري الريحَ ، خوصاً عيونها ،****
لَهُنّ رَذايا، بالطّريقِ، ودائِعُ


عليهِنّ شُعْثٌ عامِدونِ لحَجّهِمْ،****
فهنّ، كأطرافِ الحَنيّ، خواضِعُ


لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ،****
كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ


فإن كنتُ ، لا ذو الضغنِ عني مكذبٌ ،****
و لا حلفي على البراءة ِ نافعُ


ولا أنا مأمُونٌ بشيءٍ أقُولُهُ،****
و أنتَ بأمرٍ ، لا محالة َ ، واقعُ


فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،****
وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ


خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة ٍ ،****
تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ


أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة ً ،****
و تتركُ عبداً ظالماً ، وهوَ ظالعُ ؟


وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ،****
وسيفٌ، أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ، قاطِعُ


أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ ،****
فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ


و تسقى ، إذا ما شئتَ ، غيرَ مصردٍ ،****
بزوراءَ ، في حافاتها المسكُ كانعُ







ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ


ليهنئ بني ذبيانَ أنّ بلادهمْ****خلتْ لهمُ من كلّ مولى وتابعِ


سوى أسدٍ يحمونها كلّ شارقٍ ،****بألفَيْ كَمّيٍ ذي سِلاحٍ، ودارِعِ


قُعُوداً على آلِ الوجيهِ ولاحقٍ،****يقيمونَ حولياتها بالمقارعِ


يهزونَ أرماحاً طوالاً متونها ،****بأيْدٍ طوالٍ، عارياتِ الأشاجِعِ


فدَعْ عَنكَ قوْماً لا عِتابَ عَلَيهِمُ،****هُمُ ألحَقُوا عَبسْاً بأرضِ القعاقِعِ


و قد عسرتْ ، من دونهمْ بأكفهمْ ،****بنو عامرٍ عسرَ المخاضِ الموانعِ


فما أنا في سهمٍ ، ولا نصرِ مالكٍ****و مولاهمُ عبدِ بنِ سعدٍ ، بطامعِ


إذا نزَلوا ذا ضَرْغَدٍ، فعُتائِداً،****يُغَنّيِهمُ فيها نَقيقُ الضفادِعِ

قُعُوداً لَدَى أبياتِهِمْ يَشْمِدونَها،****رمى اللهُ في تلكَ الأنوفِ الكوانعِ






و إنْ يرجعِ النعمانُ نفرحْ ونبتهجْ ،




و إنْ يرجعِ النعمانُ نفرحْ ونبتهجْ ،****ويأتِ مَعَدّاً مُلكُها وربيعُهَا

ويَرْجعِ إلى غسّانَ، مُلكٌ وسؤدُدٌ،****و تلكَ المنى ، لو أننا نستطيعها

وإنْ يَهْلِكِ النّعمانُ تُعرَ مَطَيّهُ،****و يلقَ ، إلى جنبِ الفناءِ ، قطوعها

و تنحطْ حصانٌ ، آخرَ الليل ، نحطة ً***تقضقضُ منها ، أو تكادُ ضلوعها

على إثرِ خيرِ الناس ، إن كانَ هالكاً****و إنْ كانَ في جنبِ الفتاة ِ ضجيعها







تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،



تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،****هذا لعَمْرُكَ، في المَقالِ، بديعُ

لو كنتَ تَصدُقُ حبَّهُ لأطَعْتَهُ؛****إنّ المحبّ، لمن يُحبّ، مُطيعُ





أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني (http://go.3roos.com/026rig4ym62)

maryom2009
09/08/2012, 02:10 PM
دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ،





دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ،****وكيفَ تَصابي المرء، والشّيبُ شاملُ؟


وقفتُ بربعِ الدارِ ، قد غيرَ البلى****مَعارِفَها، والسّارِياتُ الهواطِلُ


أسائلُ عن سُعدى ، وقد مرّ بعدَنا،****على عَرَصاتِ الدّارِ، سبعٌ كوامِلُ


فسَلّيتُ ما عندي برَوحة ِ عِرْمِسٍ،****تخبّ برحلي ، تارة ً ، وتناقلُ


موثقة ِ الأنساءِ ، مضبورة ِ القرا ،****نعوبٍ ، إذا كلّ العتاقُ المراسلُ


كأني شَددَتُ الرّحلَ حينَ تشذّرَتْ،****على قارحٍ ، مما تضمنَ عاقلُ


أقَبَّ، كعَقدِ الأندَريّ، مُسَحَّجٍ،****حُزابِية ٍ، قد كَدمَتْهُ الَمساحِلُ


أضرّ بجرداءِ النسالة ِ ، سمحج ،****يقبلها ، إذْ أعوزتهُ الحلائلُ


إذا جاهدتهُ الشدّ جدّ ، وإنْ ونتْ****تَساقَطَ لا وانٍ، ولا مُتَخاذِلُ


و إنْ هبطا سهلاً أثارا عجابة ً ؛****وإنّ عَلَوَا حَزْناً تَشَظّتْ جَنادِلُ


ورَبِّ بني البَرْشاءِ: ذُهْلٍ وقَيسِها****و شيبانَ ، حيثُ استبهلتها المنازلُ


لقد عالني ما سرها ، وتقطعتْ ،****لروعاتها ، مني القوى والوسائلُ


فلا يَهنىء الأعداءَ مصرَعُ مَلْكِهِمْ،****و ما عشقتْ منهُ تميمٌ ووائلُ


و كانتْ لهمْ ربعية ٌ يحذرونها ،****إذا خضخضتْ ماءَ السماءِ القبائلُ



يسيرُ بها النعمانُ تغلي قدورهُ ،****تجيشُ بأسبابِ المنايا المراجلُ


يَحُثّ الحُداة َ، جالِزاً برِدائِهِ،****يَقي حاجِبَيْهِ ما تُثيرُ القنابلُ


يقولُ رجالٌ، يُنكِرونَ خليقَتي:****لعلّ زياداً ، لا أبا لكَ ، غافلُ


أبَى غَفْلتي أني، إذا ما ذكَرْتُهُ،****تَحَرّكَ داءٌ، في فؤاديَ، داخِلُ


و أنّ تلادي ، إنْ ذكرتُ ، وشكتي****ومُهري، وما ضَمّتْ لديّ الأنامِلُ


حباؤكَ ، وو العيسُ العتاقُ كأنها****هجانُ المها ، تحدى عليها الرحائلُ


فإنْ تَكُ قد ودّعتَ، غيرَ مُذَمَّمٍ،****أواسيَ ملكٌ تبتتها الأوائلُ


فلا تبعدنْ ، إنّ المنية َ موعدٌ ؛****و كلُّ امرئٍ ، يوماً ، به الحالُ زائلُ


فما كانَ بينَ الخيرِ لو جاء سالماً ،****أبو حجرٍ ، إلاّ ليالٍ قلائلُ


فإنْ تَحيَ لا أمْلَلْ حياتي، وإن تمتْ،****فما في حياتي، بعد موتِكَ، طائِلُ


فآبَ مصلوهُ بعينٍ جلية ٍ ،****وغُودِرَ الجَولانِ، حزْمٌ ونائِلُ


سقى الغيثُ قبراً بينَ بصرى وجاسمٍ ،****بغيثٍ ، من الوسمي ، قطرٌ ووابلْ


و لا زالَ ريحانٌ ومسكٌ وعنبرٌ****على مُنتَهاهُ، دِيمَة ٌ ثمّ هاطِلُ


و ينبتُ حوذاناً وعوفاً منوراً ،****سأُتبِعُهُ مِنْ خَيرِ ما قالَ قائِلُ


بكى حارِثُ الجَولانِ من فَقْدِ ربّه،****و حورانُ منه موحشٌ متضائلُ


قُعُودا له غَسّانُ يَرجونَ أوْبَهُ،****وتُرْكٌ، ورهطُ الأعجَمينَ وكابُلُ





أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ،



أهاجَكَ، من أسماءَ، رَسمُ المَنازِلِ،****بروضَة ِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأجاوِل

أربتْ بها الأرواحُ ، حتى كأنما****تَهادَينَ، أعلى تُربِها، بالمناخِلِ

وكلُّ مُلِثٍ، مُكْفَهِرٍ سَحابُهُ،****كَميشِ التّوالي، مُرْثَعِنّ الأسافلِ

إذا رَجَفَتْ فيهِ رَحى ً مُرْجَحِنّة ٌ،****تبعقَ ثجاجٌ ، غزيرُ الحوافلِ

عهدتُ بها حياً كراماً ، فبدلتْ****خناطيلَ آجالِ النعامِ الجوافلِ

ترى كلَّ ذيّالٍ يُعارِضُ رَبْرَباً،****على كلّ رَجّافٍ، من الرّمل، هائلِ

يُثِرْنَ الحَصَى ، حتى يُباشِرْنَ بردَهُ****غذا الشمسُ مجتْ ريقها بالكلاكلِ

وناجيَة ٍ عَدّيتُ في مَتنِ لاحِبٍ،****كسَحْلِ اليَماني، قاصِدٍ للمَناهِلِ

لهُ خلجٌ تهوي فرادى ، وترعوي****إلى كلّ ذي نيرينِ ، بادي الشواكلِ

و إني عداني ، عن لقائكَ ، حادثٌ ،****و همٌّ ، أتى من دون همك ، شاغلُ

نصحتُ بني عوفٍ ، فلم يتقبلوا****وَصاتي؛ ولم تَنجَحْ لديهِمْ وسائلي

فقلتُ لهُمْ: لا أعرِفَنّ عَقائلاً****رعابيبَ من جَنْبَيْ أريكٍ وعاقِلِ

ضواربَ بالأيدي ، وراء براغزٍ ،****حسانٍ ، كآرامِ الصريمِ الخواذلِ

خلالَ المطايا يتصلنَ ، وقد أتتْ****قنانُ أبيرٍ ، دونها ، والكواثلِ

وخَلَّوا له، بينَ الجِنابِ وعالِجٍ،****فراقَ الخليطِ ذي الذاة ِ ، المزايلِ

و لا أعرفني بعدما قد نهيتكمْ ،****أُجادِلُ يَوْماً في شويٍّ وجامِلِ

و بيضٍ غريراتٍ ، تفيضُ دموعها ،****بمُسْتَكْرَهٍ، يُذرِينَهُ بالأنامِلِ

وقد خِفتُ، حتى ما تزيدُ مخافتي****على وعلٍ ، في المطاوة ِ ، عاقلِ

مخافة َ عمرو أنْ تكونَ جيادهُ*****يُقَدْنَ إلينا، بينَ حافٍ وناعِلِ

إذا استعجلوها عن سجية ِ مشيها ،****تَتَلَّعُ، في أعناقِها، بالجحافِلِ

شوازبَ ، كالأجلامِ ، قد آلَ رمها ،****سَماحيقَ صُفراً في تَليلٍ وفائِلِ

ويَقْذِفْنَ بالأولادِ في كلّ مَنزِلٍ،****تشحطُ في أسلائها ، كالوصائلِ

ترى عافياتِ الطيرِ قد وثقتْ لها****بَشَبعٍ من السّخلِ العِتاقِ الأكائلِ

برى وقعُ الصوانِ حدَّ نسورها ،****فهُنّ لِطافٌ، كالصِّعادِ الذّوابِلِ

مُقَرَّنَة ً بالعِيسِ والأُدْمِ كالقَنا،****عليها الخُبُورُ مُحْقَبَاتُ المَراجِلِ

و كلُّ صموتٍ ، نثلة ٍ ، تبعية ٍ ،****ونَسْج سُلَيْمٍ كلَّ قَضّاءَ ذائِلِ

علينَ بكديونٍ ، وأبطنَّ كرة ً ،****فهنّ وضاءٌ ، صافياتُ القلائلِ

عتادُ امرئٍ لا ينقضُ البعدُ همه ،****طلوبُ الأعادي ، واضحٌ ، غيرُ خاملِ

تحينُ بكفيهِ المنايا ، وتارة ً****تَسُحّانِ سَحّاً، من عَطاءٍ ونائِلِ

إذا حَلّ بالأرضِ البريّة ِ أصْبَحَتْ****كئيبة َ وجهٍ ، غبها غيرُ طائلِ

يَؤمّ برِبْعّيٍ، كأنّ زُهاءَهُ،****إذا هَبَطَ الصّحراءَ، حَرّة ُ راجلِ





أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،


أمِنْ ظَلاّمَة َ الدِّمَنُ البَوالي،*****بمرفضّ الحبيّ إلى وعالِ

فأمواهِ الدنا ، فعويرضاتٍ ،****دوارسَ بعدَ أحياءٍ حلالِ

تَأبّدَ لا ترى إلاّ صُواراً****بمرقومٍ ، عليهِ العهدُ ، خالِ

تعاورها السواري والغوادي ،****وما تُذري الرّياحُ من الرّمالِ

أثيثٌ نبتهُ ، جعدٌ ثراهُ ،****بهِ عُوذُ المَطافِلِ والمتاليْ

يُكَشِّفْنَ الألاءَ، مُزَيَّناتٍ،****بغابِ ردينة َ السحمِ ، الطوالِ

كأنّ كشوحهنّ ، مبطناتٍ****إلى فوقِ الكُعُوبِ، بُرُودُ خالِ

فلما أنْ رأيتُ الدارَ قفراً ،****و خالفَ بالُ أهلِ الدارِ بالي

نهضتُ إلى عذافرة ٍ صموتٍ ،****مُذَكَّرَة ٍ، تَجِلّ عَنِ الكَلالِ

فداءٌ ، لامرئٍ سارتْ إليهِ****بِعذرَة ِ رَبّها، عمّي وخالي

ومَن يَغرِفْ، من النّعمانِ، سَجْلاً،****فليسَ كَمَنْ يُتَيَّهُ في الضّلالِ

فإنْ كنتَ امرأً قد سؤتَ ظناً****بعبدكَ ، والخطوبُ إلى تبالِ

فأرْسِلْ في بني ذبيانَ، فاسألْ،****ولا تَعْجَلْ إليّ عَنِ السّؤالِ

فلا عمرُ الذي أثني عليهِ ،****وما رفَعَ الحَجيجُ إلى إلالِ

لما أغفلتُ شكركَ ، فانتصحني ،****و كيفَ ، ومنْ عطاتكَ جلُّ مالي

و لو كفي اليمينُ بغتكَ خوناً ،****لأفْرَدْتُ اليَمِينَ مِنَ الشّمالِ

و لكنْ لا تخانُ ، الدهرَ ، عندي ،****و عندَ اللهِ تجزية ُ الرجالِ

له بحرٌ يقمصُ بالعدولي ،****وبالخُلُجِ المُحَمَّلَة ِ، الثّقالِ

مضرٌّ بالقصورِ ، يذودُ عنها****قراقيرَ النبيطِ إلى التلالِ

وَهُوبٌ للمُخَيَّسَة ِ النّواجي،****علَيها القانِئَاتُ مِنَ الرّحالِ





تخفٌّ الأرضُ ، إن تفقدكَ يوماً ،



تخفٌّ الأرضُ ، إن تفقدكَ يوماً ،****وتَبقَى ما بَقيتَ بها ثَقيلا

لأنكَ موضعُ القسطاسِ منها ،****فَتمنَعُ جانِبَيْها أنْ تَمِيلا







حَدِّثُوني بني الشَقيقَة ِ ما يَمـ


حَدِّثُوني بني الشَقيقَة ِ ما يَمـ****يمنعُ فقعاً ، بقرقرٍ ، أن يزولا

قَبّحَ اللَّهُ، ثمّ ثَنّى بلَعْنٍ،****وارثَ الجبانَ ، الجهولا

مَنْ يضرّ الأدنى ، ويَعجزُ عن ضرّ****الأقاصي، ومن يخونُ الخَليلا

يجمعُ الجيشَ ، ذا الألوفَ ، ويغزو****ثمّ لا يرزأُ العدوَّ فتيلا





ماذا رُزِئْنا بهِ من حَيّة ٍ ذكَرٍ،


ماذا رُزِئْنا بهِ من حَيّة ٍ ذكَرٍ،****نَضناضَة ٍ بالرّذايا، صِلِّ أصلالِ

لا يهنئِ الناسَ ما يرعونَ من كلاءٍ ،****و ما يسوقونَ من أهلٍ ومنْ مالِ

بعدَ ابنِ عاتكة َ الثاوي على أبوى ،****أضحى ببلدة ٍ لا عَمٍّ ولا خالِ

سهلِ الخليفة ِ ، مشاءٍ بأقدمهِ ،****إلى ذواتِ الذّرى ، حمّالِ أثْقالِ

حسبُ الخليلينِ نأويُ الأرضِ بينهما ،****هذا عليها، وهذا تحتَها بالي



بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،






بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،****و احتلتِ الشرعَ فالأجزاعَ من إضما

إحْدى بَلِيٍّ، وما هامَ الفُؤادُ بها،****إلاّ السفاهَ ، وإلاّ ذكرة ً حلما

ليستْ منَ السودِ أعقاباً إذا انصرفتْ ،****و لا تبيعُ ، بجنبيْ نخلة ، البرما

غراءُ أكملُ منْ يمشي على قدم****حُسْناً وأمْلَحُ مَن حاوَرْتَهُ الكَلِمَا

قالت: أراكَ أخا رَحْلٍ وراحِلَة ٍ،****تغشى متالفَ ، لن ينظرنك الهرما

حياكِ ربي ، فإنا لا يحلْ لنا****لهوُ النساءِ ، وإنّ الدينَ قد عزما

مشمرينَ على خوصٍ مزممة ٍ ،****نرجو الإلهَ، ونرجو البِرّ والطُّعَمَا

هَلاّ سألْتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي،****إذا الدّخانُ تَغَشّى الأشمَطَ البَرما

وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ،****تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا

صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ****يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا

يُنْبِئْكِ ذو عرِضهِمْ عني وعالمهُم،****وليسَ جاهلُ شيءٍ مثلَ مَن عَلِمَا

إنّي أُتَمّمُ أيساري، وأمْنَحُهُمْ****مثنى الأيادي ، وأكسو الجفنة َ الأدما

و اقطعُ الخرقَ بالخرقاءِ ، قد جعلت ،****بعدَ الكَلالِ، تَشكّى الأينَ والسّأمَا

كادَتْ تُساقِطُني رَحلي وميثرَتي****بذي المَجازِ، ولم تُحسِسْ به نَعَمَا

من قولِ حرِمِيّة ٍ قالتْ وقد ظَعَنوا:****هل في مخفيكمُ من يشتري أدما

قلتُ لها ، وهيَ تسعى تحتض لبتها :****لا تحطمنكِ ؛ إنّ البيعَ قد زرما

باتتْ ثلاثَ ليالٍ ، ثم واحدة ً ،****بذي المَجازِ، تُراعي مَنزِلاً زِيَمَا

فانشقّ عنها عمودُ الصبح ، جافلة،****عدوَ الحوص تخافُ القانصَ اللحما

تَحيدُ عن أسْتَنٍ، سُودٍ أسافِلُهُ،****مشيَ الإماءِ الغوادي تحملُ الحزما

أو ذو وشومٍ بحوضي باتَ منكرساً ،****في ليلة ٍ من جُمادى أخضَلتْ دِيَمَا

باتَ بحقفٍ من البقارِ ، يحفزهُ ،****إذا استَكَفّ قَليلاً، تُربُهُ انهدَمَا

مولي الريحِ روقيهِ وجبهتهُ ،****كالهِبْرَقيّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَمَا

حتى غدا مثلَ نصلِ السيفِ منصلتاً ،****يَقْرُو الأماعِزَ مِنْ لبنانَ والأكَمَا







قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ،


قالتْ بنو عامرٍ : خالوا بني اسدٍ ،****يا بؤسَ للجَهْلِ، ضَرّاراً لأقوامِ

يأبى البلاءُ ، فلا نبغي بهمْ بدلاً ،****و لا نريدُ خلاءً بعدَ إحكامِ

فصالِحُونا جَميعاً، إنْ بَدا لكُمُ،****و لا تقولوا لنا أمثالها ، عامِ

إني لأخشَى عليكمْ أن يكونَ لكُمْ،****من أجلِ بَغضائِهِمْ، يوْمٌ كأيّامِ

تَبدو كَواكِبُهُ، والشّمسُ طالعة ٌ،****لا النورُ نورٌ ، ولالإظلامُ إظلامُ

أو تَزْجُرُوا مُكْفَهِراً لا كِفاءَ له،****كاللّيْلِ يخلِطُ أصراماً بأصْرامِ

مستحقبي حلقِ الماذيّ ، يقدمهم****سشمُّ العرانينِ ، ضرابونَ للهامِ

لهمْ لواءٌ بكفيْ ماجدٍ بطلٍ ،****لا يَقطَعُ الخَرْقَ إلاّ طَرْفُهُ سامِ

يَهدي كتائبَ خُضرا، ليس يَعصِمها****إلاّ ابتدارٌ ، إلى موتٍ ، بإللجامِ

كم غادرَتْ خَيلُنا منكم، بُمعتركٍ،****للخامعاتِ ، أكفاً بعدَ أقدامِ

يا ربّ ذاتِ خليلٍ قد فجعنَ بهِ ،****ومُؤتَمِينَ، وكانوا غَيرَ أيتْامِ

والخَيلُ تَعْلَمُ أنّا، في تجاوُلِها*****عندَ الطعانِ ، أولو بؤسى وإنعامِ

و لوا ، وكبشهمُ يكبو لجبهتهِ ،****عندَ الكُماة ِ صَريعاً، جوفُهُ دامِ






http://go.3roos.com/026rig4ym62

maryom2009
09/08/2012, 10:44 PM
لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيراناً، تركْتُهُمُ






لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيراناً، تركْتُهُمُ****
مثلَ المَصابيحِ، تجلو لَيلة َ الظُّلَمِ


لا يبرمونَ ، إذا ما الأفقُ جللهُ****
بردُ الشتاءِ ، منَ الإمحالِ ، كالأدم


همُ الملوكُ وأبناءُ الملوكِ لهمْ****
فضْلٌ على النّاسِ، في اللأواء والنِّعمِ


أحْلامُ عادٍ، وأجسادٌ مُطَهَّرَة ٌ****
منَ المعقة ِ والآفاتِ والإثمِ







جمعْ محاشكَ يا يزيدُ ، فإنني



جمعْ محاشكَ يا يزيدُ ، فإنني****



أعددتُ يربوعاً لكمْ وتميما



و لحقتُ بالنسبِ الذي عيرتني ،****
و تركتَ أصلكَ ، يا يزيدُ ، ذميما



عَيّرْتَني نَسَبَ الكِرامِ، وإنّما****
فَخْرُ المَفاخِرِ إنْ يُعَدّ كَريمَا


حدبتْ علّ بطونُ ضنة َ كلها ،****
إنْ ظالِماً فيهِمُ، وإنْ مَظلُومَا


لولا بنو عوفِ بنِ بهثة َ أصبحتْ ،****
بالنَّعْفِ، أُمُّ بَني أبيكَ عَقيمَا





أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ





أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ****بعبسٍ إذا حلوا الدماخَ فأظلما


بجمعٍ ، كلونِ الأعبلِ الجونِ لونهُ ،****ترى ، في نواحيه ، زهيراً وحذيما


همُ يردونَ الموتَ ، عند لقائهِ ،****إذا كانَ وِرْدُ المَوتِ، لا بُدّ، أكرَمَا




ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،



ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،****
أمحمولٌ ، على النعشِ ، الهمامُ


فإني لا ألامُ على دخولٍ ؛****
و لكنْ ما وارءكَ يا عصامُ ؟


فإنْ يهلكْ أبو قابوس يهلكْ****
ربيعُ النّاسِ، والشّهرُ الحرامُ


و نمسكُ ، بعدهُ ، بذنابِ عيشٍ****
أجَبِّ الظّهْرِ، ليسَ لهُ سنَامُ






أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ،


أتارِكَة ٌ تدَلَلّهَا قَطامِ،****وضِنّاً بالتّحِيّة ِ والكَلامِ

فإنْ كانَ الدّلالَ، فلا تَلَجّي؛****وإنْ كانَ الوَداعَ، فبالسّلامِ

فلو كانتْ ، غداة َ البينِ ، منتْ ،****وقد رَفَعُوا الخدُورَ على الخِيامِ

صفحتُ بنظرة ٍ ، فرأيتُ منها ،****تُحَيْتَ الخِدْرِ، واضِعَة َ القِرامِ

ترائبَ يستضيءُ الحليُ فيها ،****كجمرِ النارِ بذرَ بالظلامِ

كأنّ الشّذْرَ والياقوتَ، منها،****على جَيْداءَ فاتِرَة ِ البُغامِ

خلتْ بغزالها ، ودنا عليها****أراكُ الجزْعِ، أسْفَلَ مِن سَنامِ

تَسَفُّ بَريرَهُ، وتَرودُ فيهِ،****إلى دُبُرِ النّهارِ، مِنَ البَشَامِ

كأنّ مُشَعْشَعاً مِنْ بُصرَى ،****نَمَتْهُ البُخْتُ، مَشدودَ الختامِ

نَمَينَ قِلالَهُ مِنْ بَيتِ راسٍ****إلى لقمانَ ، في سوقٍ مقامِ

غذا فضتْ خواتمهُ علاهُ****يَبيسُ القُّمَّحانِ، منَ المُدامِ

على انيابها بغريضِ مزنٍ ،****تَقَبّلَهُ الجُباهُ مِنَ الغَمامِ

فأضحتْ في مداهنَ بارداتٍ ،****بمنطلقِ الجنوبِ ، على الجهامِ

تلذُّ لطعمهِ ، وتخالُ فيهِ ،****إذا نَبّهْتَها، بَعدَ المنَامِ

فدعها عنكَ ، إذْ شطتْ نواها ،****ولَجّتْ، مِنْ بعادِكَ، في غرامِ

ولكنْ ما أتاكَ عن ابنِ هِنْدٍ،****منَ الحزمِ المبينِ ، والتمامِ

فداءٌ ، ما تقلّ النعلُ مني****إلى أعلى الذؤابة ِ ، للهمامِ

ومَغزاهُ قَبائِلَ غائِظاتٍ،****على الذِّهْيَوْطِ، في لَجِبٍ لهامِ

يُقَدْنَ مَعَ امرىء ٍ يَدَعُ الهُوَيْنا،****و يعمدُ للمهماتِ العظامِ

أعينِ على العدوّ ، بكلّ طرفٍ ،****وسَلْهَبَة ٍ تُجَلَّلُ في السِّمَامِ

وأسْمَرَ مارِنٍ، يَلتاحُ، فيه،****سِنانٌ، مثلُ نِبراسِ النِّهامِ

وأنْبَأهُ المُنَبّىء ُ أنّ حَيّاً****حُلُولاً مِنْ حَرامٍ، أو جُذامِ

و أنّ القومَ نصرهمُ جميعٌ ،****فِئَامٌ مُجْلِبُونَ إلى فِئَامِ

فأوردهنّ بطنَ الأتمِ ، شعثاً ،****يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّوَامِ

على إثرِ الأدلة ِ والبغايا ،****و خفقِ الناجياتِ منَ الشآمِ

فباتُوا ساكِنينَ، وباتَ يَسري،****يقربهمْ لهُ ليلُ التمامِ

فَصَبّحَهُمْ بها صَهْباءَ صِرْفاً،****كأنّ رؤوسهمْ بيضُ النعامِ

فذاقَ المَوْتَ مَنْ بَرَكَتْ عَلَيْهِ،****و بالناجينَ أظفارٌ دوامِ

وهُنّ، كأنّهُنّ نِعاجُ رَمْلٍ،****يسوينَ الذيولَ على الخدامِ

يُوَصّينَ الرّواة َ، إذا ألَمّوا،****بشُعْثٍ مُكْرَهِينَ على الفِطامِ

و أضحى ساطعاً بجبالِ حمسى ،****دُقاقُ التُّرْبِ، مُخْتَزِمُ القَتامِ

فهمّ الطالبونَ ليدركوهُ ،****وما رامُوا بذلكَ مِنْ مَرامِ

إلى صَعْبِ المقادَة ِ، ذي شَريسٍ،****نماهُ ، في فروعِ المجدِ ، نامِ

أبُوهُ قَبْلَهُ، وأبُو أبيهِ،****بَنَوا مَجدَ الحياة ِ على إمامِ

فدوختَ العراقَ ، فكلُّ قصرٍ****يجللُ خندقٌ منهُ ، وحامِ

وما تَنفَكّ مَحْلُولاً عُراها،****على متناذرِ الأكلاءِ ، طامِ










طَلَعوا علَيكَ برايَة ٍ مَعروفَة ٍ
طَلَعوا علَيكَ برايَة ٍ مَعروفَة ٍ****






يومَ الأبيسِ ، إذ لقيتَ لئيما


قومٌ تدارك، بالعقيرة ، ركضُهُمْ****
أولادَ زردة ، إذ تركتَ ذميماَ





و لستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً ،



و لستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً ،*****حذارَ غدٍ ، لكلّ غدٍ طعامُ


تمحضتِ المنونُ لهُ بيومٍ*****أتَى ، ولكلّ حاملة ٍ تمامُ







هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ،



هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ،****مستقبلُ الخيرِ ، سريعُ التمامْ

للحارِثِ الأكبر، والحارثِ****الأصغرِ، والأعرجِ خيرِ الأنامْ

ثمّ لهندٍ ، ولهندٍ ، وقد*****أسرع ، في الخيراتِ ، منه إمامْ

خمسة ُ آبائِهِمُ، ما هُمُ؟****همْ خيرُ من يشربُ صوبَ الغمام






ألا أبلغْ ، لديكَ ، أبا حريثٍ ؛



ألا أبلغْ ، لديكَ ، أبا حريثٍ ؛****وعاقِبَة ُ المَلامة ِ للمُليمِ

فكيفَ ترى معاقبتي وسعيي****بأذوادِ القَيصمَة ِ، والقَصيمِ

فنمتُ الليلَ ، إذْ أوقعتُ فيكم ،****قبائلِ عامرٍ وبني تميمِ

وساغَ لي الشّاربُ، وكنتُ قَبْلاً،****أكادُ أغصّ بالماءِ الحميمِ





نَفْسُ عصامٍ سوّدَتْ عِصامَا،


نَفْسُ عصامٍ سوّدَتْ عِصامَا،****و علمتهُ الكرّ والإقداما

وصَيّرَتْهُ مَلِكاً هُمَامَا،****حتى علا ، وجاوزَ الأقواما





لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ،







لعَمْرُكَ، ما خَشيتُ على يَزيدٍ،****
مِنَ الفَخْرِ المُضَلّلِ، ما أتاني


كأنّ التّاجَ، مَعصُوباً عليهِ،****
لأذوادٍ أُصِبْنَ بذي أبَانِ


فحسبكَ أن تهاضَ بمحكماتٍ****
يَمُرّ بها الرّوِيّ على لِساني


فقَبْلَكَ ما شُتِمْتُ وقاذَ عُوني،****
فما نَزُرَ الكَلامُ ولا شَجاني


يصدّ الشاعرُ الثنيانُ عني ،****
صدودَ البكرِ عن قرمٍ هجانِ


أثرتَ الغيّ ، ثمّ نزعتَ عنهُ ،****
كمَا حادَ الأزَبُّ عن الظِّعانِ


فإنً يقدرً عليكَ أبو قبيسٍ ،****
تمطَّ بكَ المعيشة ُ في هوانِ


و تخضبْ لحية ٌ ، غدرتْ وخانتْ،****
بأحمرَ ، من نجيعِ الجوفِ ، آني


وكنتَ أمِينَة ُ، لوْ لم تَخُنْهُ،****
و لكنْ لا أمانة َ لليمانِ








فإنْ يقدرْ عليّ أبو قبيسٍ ،



فإنْ يقدرْ عليّ أبو قبيسٍ ،****

تَجِدْني، عندَه، حَسَنَ المكانِ


تَجِدْني كنتُ خيراً منكَ غَيْباً،****
و أمضى باللسانِ وبالسنانِ


و أيّ الناسِ أغدرُ منْ شآمٍ ،****
لهُ صردانِ ، منطلقِ اللسانِ


فإنّ الغَدْرَ، قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ،****
بناه ، في بني ذبيانَ ، باني


و إنّ الفحلَ تنزعُ خصيتاهُ ،****
فيصبحُ جافراً قرحَ العجانِ








أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني (http://go.3roos.com/55iqkq9hao0)

maryom2009
09/08/2012, 11:29 PM
غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ ،



غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ ،****فأعْلى الجِزْعِ للحَيّ المُبِنّ

تعاورهنّ صرفُ الدهرِ ، حتى****عَفَوْنَ، وكلُّ مُنْهَمِرٍ مُرنّ

وقفتُ بها القلوضَ ، على اكتئابٍ ،****وذاكَ تَفارُطُ الشّوقِ المُعَنّي

أُسائِلُها، وقد سَفَحَتْ دُموعي،****كأنّ مَفيضَهُنّ غُروبُ شَنّ

بُكاءَ حَمامَة ٍ، تَدعو هَديلاً،*****مفجعة ٍ ، على فننٍ ، تغني

الكني يا عيينَ إليكَ قولاً****سأهديهِ إليكَ ، إليك عني

قوافيَ كالسلامِ ، إذا استمرتْ ،****فليسَ يردّ مذهبها التظني

بهنّ أدينُ مَنْ يَبْغي أذاني،****مداينة َ المداينِ ، فليدنيب

أتخذلُ ناصري وتعزّ عبساً ،****أيَرْبوعَ بنَ غَيْظٍ للمِعَنّ

كأنكَ منْ جمالِ بني أقيشٍ ،****يقعقعُ ، خلفَ رجليهِ ، بشنّ

تكونُ نَعامة ً طَوراً، وطَوراً****هوِيَّ الرّيحِ، تَنسُجُ كُلّ فَنّ

تمنَّ بعادهمْ ، واستبقِ منهمْ ،****فإنكَ سوفَ تتركُ والتمني

لدى جَرعاءَ، ليسَ بها أنيسٌ؛****و ليسَ بها الدليلُ بمطمئنّ

إذا حاوَلْتَ، في أسَدٍ، فُجوراً،****فإني لستُ منكَ ، ولستَ مني

فهُمْ دِرْعي، التي استلأمْتُ فيها،****إلى يومِ النسارِ ، وهمْ مجني

وهمْ وَرَدوا الجِفارَ على تَميمٍ؛****و هم أصحابُ يومِ عكاظَ ، إني

شَهِدْتُ لهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍ،****أتَيْنَهُمُ بوُدّ الصَّدْرِ منّي

وهُمْ ساروا لِحُجْرٍ في خَميسٍ،****وكانوا، يومَ ذلك، عندَ ظنَيّ

وهُمْ زَحَفوا، لغَسّانٍ، بزَحْفٍ****رحيبِ السَّربِ، أرعنَ، مُرْجحنّ

بكلِّ مُجَرَّبٍ، كاللّيثِ يَسْمُو****على أوصالِ ذَيّالٍ، رِفَنّ

وضُمْرٍ كالقِداحِ، مُسَوَّماتٍ،****علَيها مَعْشَرٌ أشباهُ جِنّ

غداة َ تعاورتهُ ، ثمّ ، بيضٌ ،****دفعنَ إليهِ في الرهجِ المكنّ

ولو أنّي أطَعْتُكَ في أُمورٍ،****قَرَعْتُ نَدامَة ً، منْ ذاكَ، سِنّي





وأعيارٍ صوادِرَ عن حَماتا،


وأعيارٍ صوادِرَ عن حَماتا،****لِبَينِ الكَفرِ والبُرَقِ الدّواني

ألا زعمتْ بنو عبسٍ بأني ،****ألا كَذَبُوا، كبيرُ السنّ فانِ






ناتْ بسعادَ عنكَ نوى شطونُ ،





ناتْ بسعادَ عنكَ نوى شطونُ ،****
فبانَتْ، والفؤادُ بها رَهينُ

و حلتْ في بني القينِ بن جسرٍ ،****
فقد نبغتً لنا ، منهم ، شؤونُ

تأوّبني، بِعَمَّلَة َ، اللّواتي****
مَنَعْنَ النّومَ، إذ هَدأت عيونُ

كأنّ الرحلَ شدّ بهِ خذوفٌ ،****
من الجَوناتِ، هاديَة ٌ عَنونُ

منَ المستعرضاتِ بعينِ نخلٍ ،****
كأنّ بَياضَ لَبّتِهِ سَدينُ

كقوسِ الماسخيّ ، أرنّ فيها ،****
منَ الشّرعيّ، مَربوعٌ مَتينُ

إلى ابنِ مُحَرِّقٍ أعمَلْتُ نَفسي،****
و راحلتي ، وقد هدتِ العيونُ

اتيتكَ عارياً خلقاً ثيابي ،****
على خوفٍ ، تظنّ بيَ الظنونُ

فألْفَيْتُ الأمانَة َ لم تَخُنْهَا؛****
كذلك كانَ نُوحٌ لا يخونُ







أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني (http://go.3roos.com/55iqkq9hao0)

maryom2009
09/08/2012, 11:36 PM
فَتًى ، تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ؛



فَتًى ، تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ؛****على أنّ فيه ما يُسيءُ المُعادِيَا


فتًى ، كملَتْ أخلاقُهُ، غير أنّهُ****جوادٌ ، فما يبقي على المالِ باقيا









سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،


سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،*****أكلَ الدهرُ عليهمْ وشربْ








بعاري النواهقِ ، صلتِ الجبينِ




بعاري النواهقِ ، صلتِ الجبينِ ،*****يستنّ كالتيسِ في الحلبِ






متى تأتهِ ، تعشو إلى ضوءِ نارهِ ،


متى تأتهِ ، تعشو إلى ضوءِ نارهِ ،*****تجدْ خيرَ نارٍ ، عندها خيرُ موقدِ





فأضحتْ بعدما وَصَلتْ بدارٍ



فأضحتْ بعدما وَصَلتْ بدارٍ*****شطونٍ ، لا تعادُ ولا تعودُ






حباءُ شقيقٍ فوقَ أحجارِ قبرهِ ،



حباءُ شقيقٍ فوقَ أحجارِ قبرهِ ،*****و ما كان يحبى ، قبله ، قبرُ وافدِ






بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،


بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،*****و مفصلٍ من لؤلؤٍ وزبرجدِ





إذا تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة ً ،



إذا تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة ً،*****ولا الجارَ محروماً، ولا الأمرَ ضائِعا




صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،



صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،*****حبتمْ بها فأناختكم بجعجاعِ






يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،


يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،***** و حاملَ الإصرِ عنهم ، بعدما غرقوا






إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها



إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها*****غَضُوبٌ، وإن نالتْ رِضًى لم تُزهزِقِ






وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،



وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،*****كما عُرّيتْ، ممّا تُمرّ، المغازِلُ



الطاعنُ الطعنة ، يومَ الوغى ،


الطاعنُ الطعنة ، يومَ الوغى ،*****ينهلُ منها الأسلُ الناهلُ





جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،


جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،*****جزاءَ الكِلابِ العاوياتِ، وقد فعل

ظَلَلنْا ببَرقاءِ اللُّهيمِ، تلُفنّا*****قَبولٌ نَكادُ مِن ظِلالَتِها نُمسي

إذا أنا لم أنفعْ خليلي بودهِ ،*****فإنّ عَدوّي لا يَضُرّهمُ بغضي






خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَة ٍ،


خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَة ٍ،*****تحتَ العجاج، وأُخرى تعلُكُ اللُّجُما




أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني (http://go.3roos.com/s3ilzihhayg)





ألممْ برسمِ الطللِ الأقدمِ ،



ألممْ برسمِ الطللِ الأقدمِ ،*****بجانبِ الِ ، فالأيهمِ






تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ،




تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ،*****و تتقي مربضَ المستنفرِ الحامي

فلن أذكرَ النعمانَ إلاّ بصالحٍ ،*****فإنّ لهُ عندي يُدياً وأنعما





أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي النابغة الذبياني (http://go.3roos.com/bexcgjqekzt)

maryom2009
10/08/2012, 04:50 AM
حياته مع النعمان بن المنذر:




- ارتبطت حياة شاعرنا بالنعمان بن المنذر فأكثر مانعرفه من قصصه يدور حول هذا الملك الذي كان ينتمي لعائلة المناذرة التي كانت تحكم الحيرة وماجاورها من مناطق العرب؛ فنحن نرى شاعرنا يُعرف بمدح هذا الملك وتزداد شهرة هذا الملك بمدح النابغة له . ولايقصر هذا الملك في إكرام هذا الشاعر فقد قيل أنه كان يمنحه على القصيدة مائة ناقة من أنفس نياق العرب.




وتدور الأيام بشاعرنا وهو يتنعم بجوائز النعمان وتقل هيبة الملك في نفس شاعرنا بعد أن أصبح يرى نفسه نديماً وصديقاً له ، وتقل هيبة الملك عند شاعرنا عندما يرى زوجته المتجردة ولعله كان في نوبة من نوبات السكر ورآها فراعه جمالها وأخذ هذا الجمال يلعب في رأسه حتى قال قصيدة هي من أروع قصائده يصف فيها المتجردة وجمالها وفيها يقول:





مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
عجلانَذا زادٍ وغيرَ مزودِ
أَفِدَ التّرَحّلُ غير أنّ ركابنا
لما تزلْ برحالناوكأنْ قدِ



لا مرحباً بغدٍ ولا أهلاً بهِ
إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِ في غَدِ


في إثْرِ غانِيَة ٍ رَمَتْكَ بسَهَمِها
فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ



نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍأحوىأحمَّ المقلتينِ ، مقلدِو النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرهاذهبٌ توقَّدُكالشّهابِ المُوقَدِصَفراءُ كالسِّيرَاءِ أكْمِلَ خَلقُهاكالغُصنِ في غُلَوائِهِ المتأوِّدِوالبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُوالإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِمحطُوطَة ُ المتنَينِ غيرُ مُفاضَة ٍريّا الرّوادِفِ بَضّة ُ المتَجرَّدِقامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة ٍكالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِأوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُهابهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِأو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ مرفوعة ٍبنيتْ بآجرٍ تشادُوقرمدِسَقَطَ النّصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَهُفتناولتهُواتقنا باليدِبمُخَضَّبٍ رَخْصٍ كأنّ بنانَهُعنمٌيكادُ من اللطافة ِ يعقدُنظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِهانظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِتَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَة ٍبرداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِكالأقحوانِ غَداة َ غِبّسَمائِهجفتْ أعاليهِوأسفلهُ نديزَعَمَ الهُمامُ بأنّ فاها بارِدٌ،عذبٌ مقبلهُشهيُّ الموردِزَعَمَ الهُمامُ ولم أذُقْهُ أنّهُعذبٌ إذا ما ذقتهُ قلتَ : ازددِزَعَمَ الهُمامُ ولم أذُقْهُ أنّهُيشفى بريا ريقها العطشُ الصديأخذ العذارى عِقدَها فنَظَمْنَهُمِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍمُتَسَرِّدِلو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍعَبَدَ الإلهِ صرورة ٍمتعبدِلرنا لبهجتهاوحسنِ حديثهاو لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ





يقول النابغة هذه القصيدة البديعة فيسمعها النعمان ويحمل عليه في نفسه ، ويزداد غضب النعمان حين يروي هذه القصيدة شخص حاقد قيل أنه المنخل اليشكري ويزيد فيها أبياتا فاحشة لم يُعرف أن النابغة يقول مثلها ،
ثم يكاد النعمان ينفجر من الغيظ حين يقول له المنخل : إن بعض هذه الأوصاف لايذكرها إلا من عاين وجرب ؛ فيتوعد النعمان النابغة بالموت. ويصل هذا الوعيد إلى سمع النابغة فيرتاع قلبه ويطير شعاعاً .


ومع قوة الروع الذي خالط النابغة سارع بالهرب ولم يهدأ روعه بأن يرجع إلى قومه بل جد في الهرب حتى وصل إلى أعدى أعداء النعمان وهو عمرو بن الحارث الغساني وأخوه النعمان بن الحارث ...وهنا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل حياة شاعرنا ...






هروبه إلى الغساسنة:


- قلنا أن النابغة لما قال قصيدته في المتجردة توعده النعمان بالقتل فهرب إلى الغساسنة. وهناك اطمأن قلبه لأنه يعلم أنه في حصن منيع عندهم . فإن كان النعمان يقدر أن يصل إلى النابغة عند بني ذبيان فإنه لايستطيع أن يصل إليه عند الغساسنة الذين يملكون دولة أقوى من دولة المناذرة.




ولم يقصر الغساسنة في إكرام شاعرنا لسببين ؛ أولهما: رغبتهم في المدح وذيوع الصيت ومن أفضل من النابغة في تحقيق ذلك لهم . والثاني: هو نكاية ً منهم في النعمان بن المنذر عدوهم اللدود. ولم يقصر النابغة في مدحهم ونشر صيتهم بين العرب، ولقد قال فيهم أبدع القصائد التي فاقت في جودتها ماقاله في النعمان بن المنذر ، وعلى رأس قصائده تلك القصيدة البائية التي قالها في مدح عمرو بن الحارث وجيشه وفيها يقول:




كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،
و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ
تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ،
و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآيبِ
و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ،
تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ
عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة ٍ
لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ


و ثقتُ له النصرِ إذ قيلَ قد غزتْ
كتائبُ منْ غسانَغيرُ أشائبِ


إذا ما غزوا بالجيشِحلقَ فوقهمْ
عَصائبُ طَيرٍتَهتَدي بعَصائبِ
يُصاحِبْنَهُمْحتى يُغِرْنَ مُغارَهم
مِنَ الضّارياتِبالدّماءِالدّوا رِبِ
تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها
جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ
جوَانِحَقد أيْقَنّ أنّ قَبيلَه ُ
إذا ما التقى الجمعانِأولُ غالبِ
لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها
إذا عرضَ الخَطِّيُّ فوقَ الكواثبِ
على عارفاتٍ للطعانِعوابسٍ
بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ
إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا،
إلى الموتِ ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ
فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ ،
بأيديهمُ بيضٌ ، رقاُق المضاربِ
يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ ،
ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ
ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ،
بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ
تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ٍ
إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ
تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ
وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ
بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ،
و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ
لهمٌ شيمة ٌ ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ ،
منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ
محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ، ودينهمْ ،
قويمٌ ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ
رقاقُ النعالِ ، طيبٌ حجزاتهمْ ،
يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ



- ويستمر النابغة في مدح الغساسنة . وكلما قال قصيدة وطار ذكرها عنهم كلما ازداد غيظ النعمان وندمه على التفريط في النابغة ،


ويزيد به الهم حين يكتشف أن الأبيات الفاحشة في قصيدة النابغة لم تكن من إنشائه بل دسها ذلك الحاسد المنخل اليشكري الذي علم النعمان فيما بعد أنه على علاقة غير بريئة مع زوجته المتجردة ؛


فيقال أن النعمان اختطف المنخل ثم أخفاه عن عيون الناس فلم يُعلم مصيره فمن قائل أنه رماه في السجن حتى مات ،


ومن قائل أنه دفنه حياً في بئر مهجورة إلى آخر هذه الأقوال التي تقال عن من لايُعرف مصيره.



عودته إلى النعمان:


بعد أن علم النعمان بخطئه في حق النابغة ندم على خسارته للنابغة فأرسل إليه من يطمئنه ويقول له إن النعمان أبو قابوس رضي عنك ، فيطيش قلب النابغة من الفرح . ومع أنه كان مكرماً لدى الغساسنة إلا أنه حن إلى أيامه السابقة مع النعمان ولعل الحياة مع النعمان كانت أنعم أو أنه كما يقال " مالحب إلا للحبيب الأول" .


وعاد النابغة إلى النعمان ولكن بصحبة اثنين من ندماء النعمان من بني فزارة ولبث في خيمتهما ، ثم إن النعمان أرسل إليهما غانية تغني لهم بعض أشعار العرب والنعمان لايعلم بمكان النابغة عندهما ،


فأخذ النابغة الغانية وحَفَّظها شيئاً من قصيدته التي أحدثها في الاعتذار من النعمان وهي التي اشتهرت فيما بعد وقالوا أنها هي معلقته وفيها يقول:



يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،
أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ
وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها،
عَيّتْ جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ


أمستْ خلاءً ، وأمسى أهلها احتملوا
أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ
فعَدِّ عَمّا ترى ، إذ لا ارتِجاعَ له،
و انمِ القتودَ على عيرانة ٍ أجدِ


فتلك تبلغني النعمانَ ، إنّ لهُ
فضلاً على النّاس في الأدنَى ، وفي البَعَدِ
و لا أرى فاعلاً ، في الناس ، يشبهه ،
ولا أُحاشي، من الأقوام، من أحَدِ


إلاّ لِمثْلِكَ، أوْ مَنْ أنتَ سابِقُهُ
سبقَ الجوادإذا استولى على الأمدِ
أعطى لفارِهَة ٍ، حُلوٍ توابِعُها،
منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ


الواهِبُ المائَة ِ المعْكاء، زيّنَها
سَعدانُ توضِحَ في أوبارِها اللِّبَد



ما قلتُ من سيءٍ مما أتيتَ به ،
إذاً فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي
إلاّ مقالة َ أقوامٍ شقيتُ بها
كانَتْ مقَالَتُهُمْ قَرْعاً على الكَبِدِ
إذاً فعاقَبَني ربي معاقبة ً
قَرَّتْ بها عينُ منْ يأتيكَ بالفَنَدِ
أُنْبِئْتُ أنّ أبا قابوسَ أوْعَدَني
و لا قرارَ على زأرٍ منَ الأسدِ
مَهْلاً، فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ،
و ما أثمرُ من مالٍ ومنْ ولدِ
لا تقذفَنِّي برُكنٍ لا كفاءَ له ،
وإنْ تأثّـفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ
فما الفُراتُ إذا هَبّت غواربه
تَرمي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزّبَدِ
يَمُدّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ، لجِبٍ،
فيه ركامٌ من الينبوتِ والحضدِ
يظَلّ، من خوفهِ، المَلاحُ مُعتصِماً
بالخيزرانة ِ ، بعدَ الأينِ والنجدِ
يوماً، بأجوَدَ منه سَيْبَ نافِلَة ٍ،
ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ
هذا الثّناءُ، فإن تَسمَعْ به حَسَناً،
فلم أُعرّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفَدِ
ها إنّ ذي عِذرَة ٌ إلاّ تكُنْ نَفَعَتْ،
فإنّ صاحبها مشاركُ النكدِ



وتعود الغانية وتغني للنعمان تلك الأبيات فيقسم أنها لايمكن إلا أن تكون من إنشاء النابغة ، ويطير قلبه فرحاً ،ولكنه يكتم فرحه ويقول : ائتوني به .


فيأتون به وقد خضبوا لحيته بالحناء ، فيقول النعمان : كان أولى أن تخضب لحيتك بالدم ياأباأمامة . فيعتذر النابغة ويشفع له الفزاريين ، ويلقي قصيدته ثم يكرمه النعمان ،



ولكن لاتطول السعادة إذ سرعان مايموت النعمان فيرثيه النابغة بأبيات يقول فيها:



ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ،
أمحمولٌ ، على النعشِ ، الهمامُ
فإني لا ألامُ على دخولٍ ؛
و لكنْ ما وارءكَ يا عصامُ ؟
فإنْ يهلكْ أبو قابوس يهلكْ
ربيعُ النّاسِ، والشّهرُ الحرامُ
و نمسكُ ، بعدهُ ، بذنابِ عيشٍ
أجَبِّ الظّهْرِ، ليسَ لهُ سنَامُ



وكان النابغة وقتها قد أسن جداً فترك قول الشعر ولم يطل به الأمد حتى لحق برفيق عمره النعمان... وإلى مقال آخر نتحدث لكم فيه عن مكانة النابغة الأدبية ورأي عمر بن الخطاب في النابغة وحديث حول اختلاف الأدباء حول معلقته.

maryom2009
10/08/2012, 04:51 AM
مرتبته الشعرية عند العرب:



- كانت أكثر قبائل العرب تقدم النابغة على جميع شعراء عصره بل وكانوا يقدمونه على امرئ القيس .
- وقد ورد عن عمر بن الخطاب أنه خرج وببابه وفد من غطفان ، فقال : أي شعرائكم الذي يقول :





حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،
وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ
لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،
لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ
منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب
مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ،
أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ
كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ،
فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا
فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني
إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً
ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ
فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ
إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ
على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟



قالوا : ذلك النابغة ياأمير المؤمنين . فقال عمر بن الخطاب: فمن القائل:





أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني ،
و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،
و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ
لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ ،
لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ


أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً،
له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ
أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،
و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ
أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،
و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً،
وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟


لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ،
كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ


فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،
وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ




قالوا:هو النابغة ياأمير المؤمنين. قال : فذلك هو أشعر شعرائكم.





- وكان النابغة إذا ورد على أي من ملوك المناذرة والغساسنة حجبوا غيره من الشعراء وتفرغوا له وأكرموه أفضل إكرام.



- ولا عجب في تقديم العرب للنابغة على امرئ القيس،فالنابغة أحدث من امرئ القيس ، فهو إذن سار على خطاه وزاد عليها وهو فوق ذلك يتميز عن امرئ القيس وغيره من معاصريه بوضوح الكلام وجودة المقاطع ، وحسن المطالع ، وحلاوة الديباجة .



أضف إلى ذلك أن النابغة كما علمنا من سيرته كان كثير الارتياد لسوق عكاظ ؛ وهذا يجعلنا نستنتج أنه كان يحرص على أن يجعل شعره مفهوماً لأكثر الناس ويحاول تجنب الكلمات صعبة الفهم بقدر استطاعته ؛ لذا نجد أكثر شعر النابغة مفهوماً حتى لمتابعي الأدب في وقتنا الحالي على عكس امرئ القيس الذي يعجز حتى شيوخ الأدب عن فهم بعض أشعاره.



- ومما تفوق فيه النابغة على أكثر شعراء الجاهلية أنه ضمن شعره بعض قصص الأنبياء والأمم البائدة والأمثال على ألسنة الحيوانات...وهذا يدل على ثقافة واسعة لانعلم من أين استقاها .



فمن شعره يذكر قصص الأنبياء قوله:



إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ :
قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ
وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ
يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ
فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ ،
كما أطاعكَ ، وادللـهُ على الرشدِ
ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً
تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ



ومن شعره في الأمثال عن الحيوانات قوله الذي حكى فيه قصة تلك الحية التي قتلت شخصاً فأقسم أخوه أن يقتلها ،فقالت له : أعطيك كل يوم دينار وتتركني فتركها إلى مدة ،


ثم إنه تذكر مقتل أخيه فعاد ليغدر بها بالفأس ، ولكنها نجت بعد أن أثر فيها بفأسه . ثم إنه قال لها بعد فترة تعالي نتصالح وارجعي وأعطيني ديناراً كل يوم.فقالت : كيف أنسى وهذا أثر فأسك.



ففي ذلك يقول النابغة:


كما لَقِيَتْ ذاتُ الصَّفا من حَليفِها؛
وما انفكّتِ الأمثالُ في النّاس سائرَهْ
فقالت له : أدعوكَ للعقلِ ، وافياً ،
و لا تغشيني منك بالظلمِ بادرهْ
فلما توفي العقلَ ، إلاّ أقلهُ ،
و جارتْ به نفسٌ ، عن الحقّ جائرهْ
تذكرَ أنَّى يجعلُ اللهُ جنة ً ،
فيصبحَ ذا مالٍ ، ويقتلَ واترهْ
فلما رأى أنْ ثمرَ اللهُ مالهُ ،
وأثّلَ موجوداً، وسَدّ مَفاقِرَهْ
أكَبّ على فَأسٍ يُحِدّ غُرابُهَا،
مُذكَّرَة ٍ، منَ المعاوِلِ، باتِرَهْ
فقامَ لها منْ فوقِ جحرٍ مشيدٍ ،
ليَقتُلَها، أو تُخطىء َ الكفُّ بادرَه
فلما وقاها اللهُ ضربة َ فأسهِ ؛
وللبِرّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه
فقالَ : تعاليْ نجعلِ اللهَ بيننا
على ما لنا ، أو تنجزي ليَ آخرهْ
فقالتْ : يمينُ اللهِ أفعلُ ، إنني
رأيتُكَ مَسْحوراً، يمينُكَ فاجرَهْ
أبى لي قبرٌ ، لا يزالُ مقابلي ،
و ضربة ُ فأسٍ ، فوقَ رأسي ، فاقرهْ



وقد تكررت مثل هذه الأمثال والقصص في أشعار النابغة لدرجة أثارت الريبة في نفوس عدد من نقاد الأدب في نسبة هذه الأشعار إليه؛



إذ قالوا كيف لكافرٍ أُميّ مثل النابغة أن يعرف قصصاً عن الأنبياء والأمم البائدة؟! وهذا الكلام مردود عليه بأن النابغة عاش فترات ليست بالقصيرة بين الغساسنة النصارى ،


بل وهناك من قال أن النابغة نفسه كان نصرانياً ؛ وعلى هذا فما أسهل أن يعرف النابغة الكثير من قصص الأنبياء والأمم البائدة من حوار بسيط مع من عندهم علم بالتوراة والإنجيل.





خلاف الأدباء حول معلقته:

- وقد يتعجب البعض أنه مع تقديم العرب لشعر النابغة إلا أنهم على القول الراجح لم يجعلوا له قصيدة من المعلقات .

ولا عجب في ذلك فتقدمه كان لكثرة قصائده الجياد على عكس عدد من شعراء المعلقات أمثال طرفة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة الذين لايزيد عدد قصائدهم الجياد عن اثنتين أو ثلاث .

أما النابغة فأنت تجد له أكثر من عشرين قصيدة في منتهى الجودة تقترب كلها في مستواها من المعلقات، بل كما قدمنا أن من أدخلوا النابغة في شعراء المعلقات اختلفوا في ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة؟! فقال البعض أن معلقته هي قصيدته الاعتذارية التي قالها في النعمان والتي مطلعها :


يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،
أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ


وقال فريق آخر بل المعلقة هي القصيدة التي قالها في مدح عمرو بن الحارث الغساني والتي مطلعها:

كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ


وقال فريق ثالث : بل معلقته هي التي مطلعها:

عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟

والطريف أن كثيراً من هواة الأدب يحسبون أن معلقة النابغة هي تلك القصيدة البديعة التي قالها في وصف المتجردة زوجة النعمان والتي مطلعها:


مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ


وهي تستحق ذلك من جهة جودتها لكن أيًّا من الروايات لم تذكر أن هذه القصيدة عدت في المعلقات بل إن بعض النقاد ينفي أن يكون النابغة هو قائل هذه القصيدة...ولكن نقول لهؤلاء مهلاً!

إذا لم يكن النابغة هو قائل هذه القصيدة فلماذا هرب إذاً من النعمان ؟!

وإذا شككنا في نسبة هذه القصيدة إلى النابغة وهي الثابتة بالروايات الأدبية فماذا نثبت من قصائده إذاً. أقول لهم بعض التعقل ياإخوان ولاتندرجون مع أتباع نظرية "" خالف تُعرف" فتفسدوا علينا هذا التاريخ الأدبي الجميل




http://go.3roos.com/90tot98xn2h

maryom2009
10/08/2012, 04:58 AM
مرتبته الشعرية عند العرب:



- كانت أكثر قبائل العرب تقدم النابغة على جميع شعراء عصره بل وكانوا يقدمونه على امرئ القيس .
- وقد ورد عن عمر بن الخطاب أنه خرج وببابه وفد من غطفان ، فقال : أي شعرائكم الذي يقول :





حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،
وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ
لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،
لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ
منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب
مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ،
أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ
كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم ،
فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا
فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني
إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً
ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ
فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ
إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ
على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟



قالوا : ذلك النابغة ياأمير المؤمنين . فقال عمر بن الخطاب: فمن القائل:





أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني ،
و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ،
و ذلك ، من تلقاءِ مثلكَ ، رائعُ
لعمري ، وما عمري عليّ بهينٍ ،
لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ


أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً،
له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ
أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ،
و لم يأتِ بالحقّ ، الذي هو ناصعُ
أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ،
و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ً،
وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟


لكلفتني ذنبَ امرئٍ ، وتركته ،
كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ


فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،
وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ




قالوا:هو النابغة ياأمير المؤمنين. قال : فذلك هو أشعر شعرائكم.





- وكان النابغة إذا ورد على أي من ملوك المناذرة والغساسنة حجبوا غيره من الشعراء وتفرغوا له وأكرموه أفضل إكرام.



- ولا عجب في تقديم العرب للنابغة على امرئ القيس،فالنابغة أحدث من امرئ القيس ، فهو إذن سار على خطاه وزاد عليها وهو فوق ذلك يتميز عن امرئ القيس وغيره من معاصريه بوضوح الكلام وجودة المقاطع ، وحسن المطالع ، وحلاوة الديباجة .



أضف إلى ذلك أن النابغة كما علمنا من سيرته كان كثير الارتياد لسوق عكاظ ؛ وهذا يجعلنا نستنتج أنه كان يحرص على أن يجعل شعره مفهوماً لأكثر الناس ويحاول تجنب الكلمات صعبة الفهم بقدر استطاعته ؛ لذا نجد أكثر شعر النابغة مفهوماً حتى لمتابعي الأدب في وقتنا الحالي على عكس امرئ القيس الذي يعجز حتى شيوخ الأدب عن فهم بعض أشعاره.



- ومما تفوق فيه النابغة على أكثر شعراء الجاهلية أنه ضمن شعره بعض قصص الأنبياء والأمم البائدة والأمثال على ألسنة الحيوانات...وهذا يدل على ثقافة واسعة لانعلم من أين استقاها .



فمن شعره يذكر قصص الأنبياء قوله:



إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ :
قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ
وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ
يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ
فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ ،
كما أطاعكَ ، وادللـهُ على الرشدِ
ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً
تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ



ومن شعره في الأمثال عن الحيوانات قوله الذي حكى فيه قصة تلك الحية التي قتلت شخصاً فأقسم أخوه أن يقتلها ،فقالت له : أعطيك كل يوم دينار وتتركني فتركها إلى مدة ،


ثم إنه تذكر مقتل أخيه فعاد ليغدر بها بالفأس ، ولكنها نجت بعد أن أثر فيها بفأسه . ثم إنه قال لها بعد فترة تعالي نتصالح وارجعي وأعطيني ديناراً كل يوم.فقالت : كيف أنسى وهذا أثر فأسك.



ففي ذلك يقول النابغة:


كما لَقِيَتْ ذاتُ الصَّفا من حَليفِها؛
وما انفكّتِ الأمثالُ في النّاس سائرَهْ
فقالت له : أدعوكَ للعقلِ ، وافياً ،
و لا تغشيني منك بالظلمِ بادرهْ
فلما توفي العقلَ ، إلاّ أقلهُ ،
و جارتْ به نفسٌ ، عن الحقّ جائرهْ
تذكرَ أنَّى يجعلُ اللهُ جنة ً ،
فيصبحَ ذا مالٍ ، ويقتلَ واترهْ
فلما رأى أنْ ثمرَ اللهُ مالهُ ،
وأثّلَ موجوداً، وسَدّ مَفاقِرَهْ
أكَبّ على فَأسٍ يُحِدّ غُرابُهَا،
مُذكَّرَة ٍ، منَ المعاوِلِ، باتِرَهْ
فقامَ لها منْ فوقِ جحرٍ مشيدٍ ،
ليَقتُلَها، أو تُخطىء َ الكفُّ بادرَه
فلما وقاها اللهُ ضربة َ فأسهِ ؛
وللبِرّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه
فقالَ : تعاليْ نجعلِ اللهَ بيننا
على ما لنا ، أو تنجزي ليَ آخرهْ
فقالتْ : يمينُ اللهِ أفعلُ ، إنني
رأيتُكَ مَسْحوراً، يمينُكَ فاجرَهْ
أبى لي قبرٌ ، لا يزالُ مقابلي ،
و ضربة ُ فأسٍ ، فوقَ رأسي ، فاقرهْ



وقد تكررت مثل هذه الأمثال والقصص في أشعار النابغة لدرجة أثارت الريبة في نفوس عدد من نقاد الأدب في نسبة هذه الأشعار إليه؛



إذ قالوا كيف لكافرٍ أُميّ مثل النابغة أن يعرف قصصاً عن الأنبياء والأمم البائدة؟! وهذا الكلام مردود عليه بأن النابغة عاش فترات ليست بالقصيرة بين الغساسنة النصارى ،


بل وهناك من قال أن النابغة نفسه كان نصرانياً ؛ وعلى هذا فما أسهل أن يعرف النابغة الكثير من قصص الأنبياء والأمم البائدة من حوار بسيط مع من عندهم علم بالتوراة والإنجيل.






خلاف الأدباء حول معلقته:


- وقد يتعجب البعض أنه مع تقديم العرب لشعر النابغة إلا أنهم على القول الراجح لم يجعلوا له قصيدة من المعلقات .


ولا عجب في ذلك فتقدمه كان لكثرة قصائده الجياد على عكس عدد من شعراء المعلقات أمثال طرفة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة الذين لايزيد عدد قصائدهم الجياد عن اثنتين أو ثلاث .


أما النابغة فأنت تجد له أكثر من عشرين قصيدة في منتهى الجودة تقترب كلها في مستواها من المعلقات، بل كما قدمنا أن من أدخلوا النابغة في شعراء المعلقات اختلفوا في ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة؟! فقال البعض أن معلقته هي قصيدته الاعتذارية التي قالها في النعمان والتي مطلعها :



يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،
أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ



وقال فريق آخر بل المعلقة هي القصيدة التي قالها في مدح عمرو بن الحارث الغساني والتي مطلعها:


كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ



وقال فريق ثالث : بل معلقته هي التي مطلعها:


عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟


والطريف أن كثيراً من هواة الأدب يحسبون أن معلقة النابغة هي تلك القصيدة البديعة التي قالها في وصف المتجردة زوجة النعمان والتي مطلعها:



مِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ



وهي تستحق ذلك من جهة جودتها لكن أيًّا من الروايات لم تذكر أن هذه القصيدة عدت في المعلقات بل إن بعض النقاد ينفي أن يكون النابغة هو قائل هذه القصيدة...ولكن نقول لهؤلاء مهلاً!


إذا لم يكن النابغة هو قائل هذه القصيدة فلماذا هرب إذاً من النعمان ؟!


وإذا شككنا في نسبة هذه القصيدة إلى النابغة وهي الثابتة بالروايات الأدبية فماذا نثبت من قصائده إذاً. أقول لهم بعض التعقل ياإخوان ولاتندرجون مع أتباع نظرية "" خالف تُعرف" فتفسدوا علينا هذا التاريخ الأدبي الجميل





http://go.3roos.com/90tot98xn2h

maryom2009
17/08/2012, 05:17 AM
نبذة النيل والفرات:






النابغة الذبياني هو شاعر الملوك بلا منازع في عصره، ومن فحول شعراء العرب في الجاهلية، راجح العقل، خصب الخيال، رقيق المشاعر. كان من أكثر الشعراء الذين يمكن أن يطلق عليهم لقب "الشاعر السياسي".



لازم ملوك الحيرة في العراق لا سيما النعمان أبو قابوس، فوصل لديه إلى ما يصبو إليه من حظوة رفيعة تمثلت في حل كثير من المشاكل القبلية والسياسية لقومه، كما في توطيد العلاقة الحميمة معه حيث كان ينادمه ويؤاكله في آنية من الفضة والذهب، مستفيداً من العطايا والهدايا التي كانت تغدق عليه.



وكذلك كان شأنه في اتصاله بملوك الغساسنة في الشام حيث عزز مكانته لديهم ونال شرف مجده الأدبي والسياسي بكل ما يغني هذا الشرف من قيم ومعاني سامية كان لها الأثر الكبير في سيرة حياته وشعره.



كان النابغة في جميع أحواله صاحب الصوت المطاع بين قومه، عظيم الوفاء لهم، شديد الحفاظ على حلفائهم. كان رجل المهابة والرأي السديد حين يخوض في سياسات القبائل، وكان حكيماً في أدب السياسة والتعامل مع الملوك، كما كان شاعراً فذاً، وحكماً راجح الموقف في إدارة حلقات الشعر بين الشرعءا المتنافسين في سوق عكاظ.



كان النابغة رجلاً مهيباً في قومه، ذا عفة وشرف، يعيش عيشة الترف التي عادة ما ترافق حياة الملوك والسلاطين بسبب صلته القريبة بهم.




إلا أن هذه الشخصية المترفة الظاهر التي توحي بالخيلاء، كانت في الباطن تنطوي على رصانة ورجاحة رأي، ودراية ساعدت النابغة ليحتل المكان العالي في بني قومه، كما ساهمت في حظوته برضا الملوك من ممدوحيه من المناذرة والغساسنة على السواء رغم ما ناله من الجسد والوشاية التي لاحقت سيرة حياته طويلاً.


ولقد كان للنابغة تدخلاته المؤثرة في الشؤون السياسية والقبلية، إن على صعيد التحالفات والاتفاقيات أو الحرب والسلم بين القبائل المتناحرة التي كانت بدورها امتداداً لمواقف ممدوحيه من الملوك، من خلال حالة السيطرة والنفوذ المرتبطة بالقوتين الكبيرتين لكل من الفرس والروم، أو على صعيد تلبية الحاجات المعيشية والاجتماعية التي تهم القبائل حيث كان الناس يلجؤون إليه لحل مشاكلهم الاجتماعية والسياسية على السواء.




ولقد كان للنابغة دوره الرائد ومكانته الاجتماعية والسياسية في محيطه، كما كان لموقعه الأدبي بين الشعراء الأثر الأكبر في علو شأنه حيث حكموه في سوق عكاظ، تقديراً لملكته الأدبية وحسن ذوقه وصواب حكمه، وشاعريته التي تميزت برقة المشاعر وقوة العاطفة في آن معاً، كما في خياله الخصب في الصور والتشابيه، والاستعراضات الجمالية لهذا الخيال.



على أن هذه المزايا لم تسلم من بعض الشوائب خاصة ما أخذ عليه في "الإقواء" الذي تنبه إليه في وقت لاحق عندما كان شعره يغنى ويستمع إليه، حيث تراجع وصحح الخطأ. لقد كان النابغة الذبياني محط إجماع شعراء عصره، وقبلة أنظار سياسييه وملوكه، كما كان محل اهتمام النقاد والداسين لحياته وشعره على مر العصور كابن قتيبة والأصبهاني، وابن رشيق وسواهم من كبار المصنفين.






Nwf.com: ديوان النابغة الذبياني: النابغة الذبيان: كتب (http://go.3roos.com/sx3m29cig0x)






الصورة الفنية عند النابغة الذبياني






للصورة الفنية مناهجها المتعددة، وأساليبها المختلفة، ونحن نلمسها عند الشعراء في تعبيرهم عن وجدانهم وأفكارهم، وإن كان استخدامهم لها يختلف من واحد لآخر، وقد أظهر هذا المؤلف الذي بين أيدينا خصوصية الصورة عند النابغة الذبياني، وتعني بها الصورة التي كان الشاعر يصفها ويبدعها عن طريق الخيال، وعن طريق ترتيبه للعناصر الجديدة التي يأتي بها.


فمثلاً: صورة الأطلال وصورة المرأة في الشعر القديم يشترك فيها الشعراء جميعاً في عصر ما قبل الإسلام، ولكن كل شاعر يرتب صورة حسب خياله هو، وحسب عناصره التي يستمدها من حياته وبيئته التي يعيش فيها، ويتأثر بما حوله منها، مستخدماً في ذلك كل الأدوات والوسائل التي تعينه على إظهار مقدرته الفنية. ومن هنا يكون التباين والتمايز في تركيب الصورة الفنية عند الشعراء.





Nwf.com: الصورة الفنية عند النابغة الذب: خالد محمد الزوا: أدبيات: كتب (http://go.3roos.com/gmqu8lwbbcw)









ديوان النابغة الذبياني





يضم هذا الكتاب بين طياته ديوان النابغة الذبياني الشاعر الذي امتاز من بين شعراء الجاهلية بالمدح والاعتذار، فقد مدح ملوك غسّان، وملوك الحيرة بقصائد خلوتهم مدى الدهر. وللنابغة شعر كثير يفتخر به، وهو لا يفخر بقوته وبطشه في القتال،



ولكنه يفخر بمكانته في قومه وعلو همته وقيمة مركزه، ولم يستخدم النابغة فن الهجاء للتكسب كما فعله غيره من الشعراء بل وردت في قصائده أبيات متناثرة يهجو فيها خصومه من الملوك أو من زعماء القبائل، وهو في هجائه متأدب عاقل، وقصائده في هجاء عامر وزرعة وسواهم تدل دلالة واضحة على أنه ذلك الشيخ الحكيم الذي ينصح خصمه أكثر من أن يحقّره.




ومن الفنون الشعرية التي أجاد فيها النابغة الوصف، فقد وهب شدة الملاحظة ودقتها، وأغرم بالطبيعة فوصف كثيراً من المناظر والوحوش والطيور. ولم تَخلُ قصائده من التشبيب كعادة الشعراء الجاهليين، فهو يتغزل بصديقته ويذكر الديار والدراسة وما له من ذكريات فيها. وهو يصف المحبوبة كأنها الشمس.






أما عمل المحققة في هذا الديوان فقد تمَّ باختيارها بعض النسخ المتواجدة، فوجدت أن بعضها يختلف عن الآخر، ووجدت أن هناك بعض القصائد في نسخة (ديوان النابغة صنعة ابن السكيت) فأضافتها إلى القصائد التي في الديوان، ورتبتها جميعاً على الأحرف الأبجدية وقوافي القصائد.





وحرصت على أن تكون هذه النسخة شاملة ومشروحة شرحاً كاملاً ليتحقق من خلالها للقارئ الفائدة.







شرح ديوان النابغة الذبياني





الديوان الذي نقلب صفحاته هو للنابغة الذبياني الذي هو أحد فحول شعراء الجاهلية، ومن أعيانهم المذكورين.


وقد ذهب بعض النقاد إلى أنه كان أحسن الناس ديباجة شعر، وأكثرهم رونق كلام، وأجزلهم بيتاً، في غير تكلف ولا تفتت، حتى عدَّ في الطبقة الأولى بعد أمير شعراء العصر الجاهلي "امرئ القيس".



وكان لا ينسج كلامه إلا على منوال الفصاحة، فيجيء شعره متين السبك، جيد الحبك، صافي الديباجة، واضح المعاني، وقد شهد له عمر بن الخطاب، وأبو الأسود الدؤلي، وحماد الراوية، والأخطل، وجميع صاغة الشعر العربي.



والذبياني هو أحد شعراء المعلقات، وقد اشتهرت معلقته وعدّت من عيون الشعر لما اشتملت عليه من فنون الوصف والقصص والحكمة والأدب.


وهي التي مدح بها النعمان بعدما جفاه ويعتذر إليه فيها، وكان بنو قريع قد وشوا به ورموه بالمتجردة. وقد جاءت في طيات هذا الكتاب ضمن المختارات التي حفل بها ديوان النابغة الذبياني.





Nwf.com: شرح ديوان النابغة الذبياني: سيف الدين الكات: من التراث ال: كتب (http://go.3roos.com/qztfgaehvc7)







النابغه الذبياني ..





يعتبر هذا الشاعر من ابلغ شعراء عصره واكثرهم حكمة في شعره وقد عاش في العصر الجاهلي وهو المصطلح الذي يطلق على مرحلة ما قبل الاسلام فقد تميز العرب في شبه الجزيره العربيه بهذا النوع من الفن الادبي واكثروا فيه من المعاني والبلاغه الشعريه وقد تفرد البعض منهم في اسلوب ونهج خاص تميز به عن أقرانه وبه اكتسب الشهره الواسعه والتي ما زالت مدويه الى يومنا هذا..



فشاعرنا يعتبر من ابرز شعراء عصره واكثرهم شهرة في ادبه وقد عاش في بيئه لونت حياته وشعره بالكثير من المأثر الانسانيه خصوصا وانه قد تعرض الى الكثير من الامور الجسام التي ربما تشظت في شعره وقصائده المتنوعه وأخرجت نتاجا مؤثرا فما يعيشه الشاعر في بيئته من تحولات مختلفه يتحول الى شعرا .




وقد ضربت شهرته كل بلاطات الملوك العرب في تلك الفتره وهي دولتان دولة المناذره المحاذيه للفرس ودوله الغساسنه المحاذيه للرومان في الشام وهي دول او ممالك كانت تحتمي بهذه الامبراطوريات وتعتبر من حلفاءها فقد تنقل شعره الى هذه القصور وسمعه الملوك واثنوا عليه لما فيه من روحية التغني وما يحمل من طباع العرب المشتركه كمبدأ التفاخر والثأر والكرم والذي هو ملازم للشخصيه العربيه ويتولد مع جينات افرادها.




عاصر النابغه الذبياني الكثير من الحروب والغارات التي كانت تشن بين القبائل العربيه نفسها وتغنى ببطولات قبيلته ومملكته واثنى على القاده والملوك في عصره وكان لشعره الاثر الكبير في حسم المعارك وتغير نتيجتها فعملية التفاخر تدفع بالانسان وتجعله يقاتل بشراسه الرجال الاقوياء فربما يذكره شاعر في شعره وينتشر خبره بين القبيله وهذه سمه ربما ملازمه للانسان في تلك الفتره وربما ما زالت متعلقه بألبعض الى الان


ومن ابرز الحروب التي عاشها هذا الشاعر هي حرب داحس وحرب الغبراء التي تذكر المصادر التاريخيه انها استمرت لمده اربعين عاما




وكان من ابرز فرسانها عنتره بن شداد الرجل الاسطوره بالقوه والجلد والبطولات التي يستشهد بها فما ان ذكر عنتره الان الا تراود على اسماع المتلقي ذلك البطل الذي حمى قبيلته من خطر الاعداء وذلك الفارس الذي لا يشق له غبار وايضا تؤكد بعض المصادر ان النابغه الذبياني ولمكانته بين العرب بصوره عامه استغل شهرته للصلح وتلطيف الاجواء فكان رجلا مسموع الكلام محترم من قبل الملوك وهذه من الصفات الانسانيه التي امتاز بها هذا الشاعر وتدل على طبعه الاصيل وتربيته التي ربما لا تفرق بين الناس وقد اطلق لمكانته الكثير من الاسرى والسبايا من جميلات العرب وهذا يدل على ان شاعرنا لم يكن متعصبا كل التعصب ولم يكن اعمى في هذا الباب وهذا ما ميز شخصيته وحببها لدى متذوقيه في كل مكان فكان يعلم في داخله ان هذه الحروب والغارات التي تشن بين القبائل العربيه نفسها ماهي الا تراكمات الجهل والتعصب الذي لا جدوى منه ولا طائل فكان في هذا الباب كما اسلفنا أنسانيا لا يفرق بين قومه وأن تعددت العشائر وكثرت الممالك وربما كان ابعد من ذلك فربما كان انسانيا لا يفرق بين عرق او اخر وهو بذلك يعتبر احد فلاسفة عصره واكثرهم حكمه.




ولكونه يمتلك هذا الحس المرهف والقبول لدى الجميع اكثر عليه بعض الحساد والمنافقين الذي ارادوا النيل منه والطعن به ..





تؤكد المصادر التاريخيه التي نقلت لنا حياة هذا الرجل وتاريخه الكبير وشعره الذي ما زال يصدح الى الان ان اسمه هو زياد بن معاويه بن ضباب وكان من اشراف قبيلته وله رايه فيها وفي احدى الغزوات بين قبيلته وقبيله عربيه اخرى تم اخذ ابنته كأحدى السبايا او اسيره وعندما علم القائد الغساني النعمان بن وائل ان ابنه النابغه عنده في الاسر اطلق سراحها وسراح البقيه اكراما لابيها ولمكانته بين العرب وقال الملك لابنة النابغه والله لا احد منا اكرم من ابيك فلمكانته فنحن نطلق سراح الجميع اكراما له ..



وقد مدحه النابغه في هذه الابيات .






لعمري لنعم الحي صبح سربتا
وابياتنا يوما بذات المراود
فأب بأبكار وعون عقائل
اوانس يحميها امرؤ غير زاهد
يخططن بالعيدان في كل مقعد
ويخبأن رمان الثدى النواهد ..



اما لقبه النبغه فقد اتاه من وجوه كثيره قيل ان اللقب قد امتاز به بسبب شهره احد ابيات شعره الذي فيه يقول



وحلت في بني القين من جسر
فقد نبغت لنا منهم شئون



ويقال ان اللقب ناله لانه تفرد عن اقرانه بفهمه لاصول الشعر ونباغته به ..



أذن كانت لحياته على كثره الحروب التي شهدها حافله بألمجد الانساني وحافله بألكثير من المشاعر التي تحولت ال اشعار خالده ما زالت حديث المتذوقين وبلاغة لهم ..






النابغه الذبياني ..شاعر عصره (http://forums.3roos.com/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fgo.3roos.com%2F7hqk0r7wdf6)

maryom2009
19/08/2012, 09:27 PM
معنى نابغ في قاموس المعاني.


نابغ ، نابغة - نَابِغٌ ، نَابِغَةٌ:


جمع : نَوَابِغُ . [ ن ب غ ] .


1 . " عَالِمٌ نَابِغَةٌ " : عَظِيمُ الشَّأْنِ فِي عِلْمِهِ ، ذُو مَكَانَةٍ فِي العِلْمِ . " نَابِغٌ فِي فَنِّهِ " .


2 . " كَلِمَةٌ نَابِغَةٌ " : فَصِيحَةٌ .








نابغة :



اسم علم مؤنث ومذكر عربي ، والقدماء يخصونه بالمذكر ، لأن التاء فيه للمبالغة لا للتأنيث .

معناه : المبدع ، المُجيد ، الكلمة الفصيحة ، الشاعر الفحل ، ومنه : النابغة الذيباني والنابغة الجعدي .










نابغة . جمع : نوابغ .:




1 - كلمة فصيحة . 2 - رجل عظيم الشأن . 3 - عبقري المبرز .








نابِغة :





جمع نابغات ونوابغُ :




1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نبَغَ .




2 - نابِغ ؛ مُبرِّز في علمه أو فنِّه ، ذو قدرة خلاّقة في العلوم أو الآداب ، أو الفنون ، موهوب ، مبدع ، والتاء للمبالغة " شاعر نابغة "




• كلمة نابغة : بليغة ، فصيحة ، - هو نابغة زمانه









معنى كلمة نابغة في قاموس المعاني. قاموس عربي عربي مصطلحات الكل صفحة 1 (http://go.3roos.com/uc2acq088we)










نابغ :





اسم علم مذكر عربي ، من الفعل نبغَ : برزَ ، ظهر .




معناه : المبدع ، المُجيد ، الفصيح ، العظيم الشأن . وما كان القدماء يسمون به .








نابغ :





جمع نابغون ونُبَغاءُ ونوابغُ ، مؤ نابغة ، جمع مؤ نابغات ونوابغُ :




1 - اسم فاعل من نبَغَ .




2 - مُبرِّز في علمه ، أو فنِّه ، ذو قدرةٍ خلاّقة في العلوم أو الآداب ، أو الفنون ، موهوب ، مبدع







نبَغَ يَنبُغ ، نُبُوغًا ونَبْغًا ، فهو نابغ :





• نبَغ الشّخصُ برع ، وأجاد " نبغ في فنِّه / الرياضيّات / العلم / في الكلام " .








النَّابغُ - نَابغُ :





النَّابغُ ، والنابِغَةُ : المُبَرّزُ في علمه أو فَنِّه .




و النَّابغُ العظيمُ الشأن .




ويقال : كلمة نابغة : بليغة فصيحة .





وليلةٌ نابغيَّة : مَثَلٌ في ليلة الهْمِّ والأرَق ؛ وأصلُهُ أْنَّ النَّابغة قال في وصف ليلةٍ حين غضب النُّعمانُ عليه :







معنى كلمة نابغ في قاموس المعاني. قاموس عربي عربي مصطلحات الكل صفحة 1 (http://go.3roos.com/5jvpngvoc00)












تحليل فنّيّ لنصّ معلّقة النّابغة نموذجاً (http://forums.3roos.com/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fgo.3roos.com%2Fvjuovqbo4hi)


النابغة الذبياني (http://forums.3roos.com/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fgo.3roos.com%2Fpblqszvdevy)



النابغة الذبياني - بوابة الشعراء - بوابتك إلى عالم الشعر - Poetsgate (http://go.3roos.com/3oe7anbtdk4)











الخاتـمة






هذا و أسأل الله أن يجعل لهذه الأمة الخير في شعرائها و استغلاله بطريقة صحيحة و نستغفر الله لنا و لكم سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم على نبيه الأمين



اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

yma a7tajk
08/10/2012, 08:56 PM
أشكرك حبيبتي
طرح رائع وجهد تشكرين عليه
بارك اله فيك
ومبارك عليكِ الوسام
تستحقين التقيم

• :032::f:

maryom2009
15/09/2013, 07:10 PM
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين