المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر " ابن زريق البغدادي "



لوليكي
03/07/2012, 09:30 AM
*** ابن زريق البغدادي ***


(المتوفي سنة 420 هـ / 1029 م) هو أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق الكاتب البغدادي شاعر عباسي. كان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا، ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش، فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى، وذلك بمدح أمرائها وعظمائها، ولكن صاحبته تشبثتْ به، ودعته إلى البقاء حبًا له، وخوفًا عليه من الأخطار، فلم ينصت لها، ونفَّذ ما عَزم عليه، وقصد الأمير أبا الخير عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس، ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا، فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق - والحزن يحرقه -: "إنا لله وإنا إليه راجعون، سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل، فأعطاني هذا العطاء القليل؟!".
ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها، وما تحمَّله من مشاقٍ ومتاعب، مع لزوم الفقر، وضيقِ ذات اليد، فاعتلَّ غمًّا ومات.
ذ كر ابن السمعاني لهذه القصيدة قصة عجيبة فروى:
أن رجلا من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي وتقرب إليه بنسبه فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره فأعطاه شيئا نزراً فقال البغدادي إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت البراري والقفار والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر فانكسرت إليه نفسه فاعتل ومات وشغل عنه الأندلسي إياما ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه فانتهوا إلى الخان الذي هو فيه وسألوا الخانية عنه فقالت إنه كان في هذا البيت ومذ أمس لم أبصره فصعدوا فدفعوا الباب فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة فيها مكتوب:

لا تعذليه فإن العذل يولعه ***** قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه

وذكر أبياتا من القصيدة غير تامة
قال فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته وقال وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي وكان في رقعة الرجل منزلي ببغداد في الموضع الفلاني المعروف بكذا والقوم يعرفون بكذا فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرجل .
وقال بعض مَن كتب عنه إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين، فلما تبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء، فتفقدوه في الخان الذي نزل به، فوجدوه ميتًا، وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية. فبكاه عبد الرحمن الأندلسي بكاءً حاراً.
وقد اطلق على هذه القصيدة أسماء ثلاثة: عينية ابن زريق, وفراقية ابن زريق - ويتيمة ابن زريق.
ولكل تسمية سبب:
- فهي العينية لأن قافيتها هي العين المضمومة, وكان من عادة العرب إطلاق اسم القافية علي القصيدة:
فيقولون «سينية البحتري», و«بائية أبي تمام», و«ميمية» البوصيري.
- وهي القصيدة الفراقية: لأن موضوعها «الفراق»
- وهي القصيدة اليتيمة : ( لان مؤرخي الأدب لم يذكروا له غير هذه القصيدة )
وعينية ابن زريق من عيون الشعر ... قال عنها ابن حزم الأندلسي : "من تختم بالعقيق، وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي وحفظ قصيدة ابن زريق فقد استكمل الظرف".


* قصيدة لا تعذليه فإن العذل يولعه *


خاطب فيها زوجته، ويؤكد لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته، ويترك خلاصة لتجربته مع الغربة والرحيل، من أجل الرزق وفي سبيل زوجته التي نصحته بعدم الرحيل فلم يستمع إليها. وفي ختام قصيدته يظهر نادم متصدع القلب من لوعةٍ وأسى، حيث لا أنيس ولا رفيق ولا معين.
والمتأمل في قصيدة ابن زريق البغدادي لا بد له أن يكتشف رقة التعبير فيها، وصدق العاطفة، وحرارة التجربة ؛ فهي تنم عن أصالة شاعر مطبوع له لغته الشعرية المتفردة، وخياله الشعري الوثّاب، وصياغته البليغة المرهفة، ونفسه الشعري الممتد ؛ والغريب ألا يكون لابن زريق غير هذه القصيدة، الذي لم تحفظ له كتب التراث الشعري غير قصيدته هاته.
مقطع منها :

لا تَعـذَلِيـه فَإِنَّ العَـذلَ يُـولِعُـــهُ ***** قَد قَلتِ حَقـاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَـعُـهُ

جـاوَزتِ فِي لومـه حَـداً أَضَـرَّ بِـهِ ***** مِن حَيـثَ قَـدرتِ أَنَّ اللوم يَنفَعُـهُ

فَاستَعمِلِـي الرِفـق فِي تَـأِنِيبِـهِ بَـدَلاً ***** مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ


* إنتاجات فنية عنه *

صدرت رواية " ابن زريق البغدادي - عابر سنين " للروائي والشاعر الدكتور أحمد الدوسري عن مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع في المنامة, وتتناول سيرة الشاعر ابن زريق البغدادي المغترب من بغداد إلى الأندلس وكتابته لأشهر قصيدة حب ولوعة واغتراب في الشعر العربي.




* المصادر :-

- ويكيبيديا الموسوعة الحرة (http://go.3roos.com/xbb4ubzy4hr)

- نوافذنا (http://go.3roos.com/ixd7voykm4u)

- منتديات قصيمي نت (http://go.3roos.com/wp05eg025en)

- منتدى الصبايا العراقية (http://go.3roos.com/m5vycr3397n)

- مدونات (http://go.3roos.com/2ghsdc34okh)

لوليكي
03/07/2012, 09:42 AM
*** لا تعذليه فإن العذل يولعه ***



لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ ***** قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ ***** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً ***** مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ ***** فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ ***** مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ ***** رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ ***** مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً ***** وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه ***** للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ***** رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ ***** لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى ***** مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ***** بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ***** إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً ***** بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي ***** صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً ***** وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ ***** عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ ***** بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ ***** وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا ***** شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ ***** كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ ***** الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ ***** لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها ***** بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ ***** بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا ***** لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي ***** بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ ***** عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً ***** فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ

بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست ***** آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ

هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا ***** أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ ***** وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ ***** كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا ***** جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي ***** بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً ***** فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا ***** جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ ***** فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ




* المصدر :-

- adab.com (الموسوعة العالمية للشعر العربي) (http://go.3roos.com/dnva7jeo608)

لوليكي
03/07/2012, 11:39 AM
** شرح بعض أبيات القصيدة **



لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ ***** قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

- أي أن الشاعر يطلب من نفسه أن لا تلومه ، رغم أنها تقول الحق .



جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ ***** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ

- أي يقول لنفسه بأنها تجاوزت وبالغت في نصحه حتى أدت إلى الاضرار به .



فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً ***** مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

- أي يطلب الشاعر من نفسه أن ترفق به بدلا من الشدة والقسوة فهو موجع القلب .



قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ ***** فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

- أي أنه يكفيه تلك المصائب التي يحملها والتي أثقلتها لوعة الفراق .



يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ ***** مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

- أي يكفيه أنه دائم الفزع والندم على ما فعل .



ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ ***** رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

- أي أنه ما إن يعود من سفر إلا وقد عزم على سفر مرة أخرى .



كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ ***** مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

- أي كأنه مقيم ومسافر في نفس الوقت في فضاء الله الواسع .



إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً ***** وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

- أي إذا كان السرعة في الرحيل غنى ولو حتى إلى السند أصبح مكانه .



وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ***** رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

- أي أن هناك شخص يتنقل لطلب رزقه ولا يكسبه ، وآخر مستقر لا ينقطع رزقه .



قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ ***** لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

- أي أن الله متكفل برزق العباد وهو مقسم الأرزاق .



لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى ***** مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

- أي أن الناس فطروا على طلب الرزق ولاشيء يرضيهم .



وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ***** بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

-أي أن حرص الإنسان على الرزق رغم أن الله قسمه فهو ظلم .



وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ***** إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

- أي أن الدهر يعطي الإنسان بعد أن كان يمنعه ، ويمنعه بعد أن كان يعطيه .



اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً ***** بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

- في أمانة الله ورعايته أفارق المحبوبة في كرخ بغداد ...تلك المحبوبة التي كانت آية من الحسن...قمراً في طلتها يشع نوراً وسط نجوم السماء.



وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي ***** صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

- في لحظة الفراق وعندما حانت لحظة الوداع وددت لو أنني أفارق رغد الحياة ولا أصل إلى لحظة الوداع الأليمة هذه.



وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً ***** وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

- كأين من كم مرة تككر الرجاء بعدم الفراق ولكن ظروف الحياة الصعبة أرغمتني على ما لا أرجوه وهو السفر والرحيل.




إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ ***** بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ

- الله إن كل عذر أقدمه لكي أبرر به رحيلي وابتعادي عن محبوبتي هو عذر واهٍ ولكنني أتمسك به لأحاول إقناعها ونفسي بهذا السفر..



رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ ***** وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

- ُصِبتُ ملكاً في مملكة الحب التي شيدتها قلوبنا الصداقة بمشاعرها وعواطفها ولكن سوء تدبيري وقيادتي أدى إلى تنحيتي عن هذا العرش.



وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا ***** شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

- وكل إنسان أنعم الله عليه ونسي أن بشكره ويحمده على هذه النعم فلا بد أن تأتي ساعة يجرد فيها من هذه النعم.



اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ ***** كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

- بعد هذا الرحيل والفراق الذي حرمني من رؤية آية الجمال والحسن في وجهها لمشرق أخذت أتجرع من كأس الحزن والألم الذي تجرعت منه محبوبتي ايضاً.



كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ ***** الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

- فبعد ما قشيت من أيام السهر والأرق والفجيعة علت الأصوات قائلة ها أنت تعاني مما اقترفت من رحيل وابتعاد عن محبوبتك فيجيب قلبي الحزين هذا ما اقترفته ولست أتنصل منه.



أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ ***** لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

- يا من تربعت في عرش قلبي إن بعدي عنك أضنى الجسد وأدمى الفؤاد وسرق النوم من عيوني .



إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها ***** بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

- فمنذ أن اخترت الرحيل مصيراً مؤلمأً لي أصبحت حياتي جحيماً وبت أجهل طعم النوم والرحة التي حرمت محبوبتي أيضاً.



بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ ***** بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

- فمنذ أن اخترت الرحيل مصيراً مؤلمأً لي أصبحت حياتي جحيماً وبت أجهل طعم النوم والرحة التي حرمت محبوبتي أيضاً.



لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي ***** بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

- أي أن الشاعر سيصبر على هذا الدهر الذي لم يمتعه بمن يحب .



عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا ***** جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

-أتمنى أن تعود أيام الفرح والسعادة وأجتمع بمحبوبتي بعد كل هذا الألم والحزن الذي سببه لنا الفراق.



وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ ***** فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

- وإن حكم القدر باستمرار البعد والفراق فمن ذا الذي يستطيع أن يغير من حكم الله وقضائه فما علينا سوى الاستسلام لمشيئته.




* المصادر :-

- منتدى الجمهور العرباوي (http://go.3roos.com/wfc534cvsm7)

- منتديات المُنى والأرب (http://go.3roos.com/t30n8q0uoa2)

- منبر طلاب الجامعة العربية المفتوحة (http://go.3roos.com/x0d740emlck)