المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعرة الخنساء



maryom2009
12/06/2012, 09:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا و حبيبنا و قدوتنا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين




و بعد :


قليل من الناس من لا يكتفي بالنظر إلى ظاهر الأشياء وإنما ينظر إلى ما خلفها ويحاول الوصول إلى عمق العمق ليكتشف أسرارها ومميزاتها فمثلاً كلمة الشعر , وهي المحور الرئيس الذي يدور في فلكة هذا البحث عندما تسمع لأول وهلة قد لا يخطر ببال السامع أنها قد تتخطى مجرد الطباع والسّجايا .



و من هذا الباب تطرقنا بأن نتكلم عن أحد هؤلاء الشعراء الذين لم ينساهم التاريخ بل كان في شعرهم الأدب و الأخلاق ألا وهي الشاعرة المسلمة الصحابية المؤمنة الأم الصبورة
(( الخنساء )) عاشت الجاهلية و الإسلام معاً ....



نتكلم في هذا البحث المتواضع عن حياتها قبل الإسلام و بعدها و عن شعرها و رثاءها لأخوها و...و.....













http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/01337703170.jpg (http://www.3roos.com/files/ups/2012/260339/01337703170.jpg)



















الخنساء شاعرة العرب الاولى






من أشهر شعراء العرب المخضرمين أي الذين شهدوا عهد الجاهلية ثم عهد الاسلام ومع ان تاريخ الشعر في تلك الفترة عرف اكثر من شاعرة تحمل اسم الخنساء
إلا أن أشهر هؤلاء الخنسْ هي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريدة





إذن من هى الخنساء؟





هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت في جزيرة العرب



ولدت (575) ميلادى كانت شاعرةرثاء في عصر الجاهلية كانت تسكن في اقليم نجد.




نسبها ..



من بني الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كان بنو الشريد هؤولاء زعماء قبائل بني سليم في الجاهلية ومن كبار العرب.




قال ابن سعيد‏:‏-((كان عمرو بن الشريد يمسك بيده ابنيه, صخراً, ومعاوية, في الموسم فيقول أنا أبو خيري مضر, ومن أنكر فليعتبر, فلا ينكر أحد‏.))




قال ابن خلكان في "وفيات الأعيان":



((الخنساء: اسمها تماضر، بضم التاء المثناة من فوقها وفتح الميم وبعد الألف ضاد مكسورة معجمة وبعدها راء، وهي ابنة عمرو بن الشريد السلمي)).





لماذا لقبت بالخنساء ؟




لجمال أنفها وارتفاع أرنبتى أنفها




والخنساء لقب جاء من الخنس أي انخفاض قصبة الانف مع ارتفاع قليل في طرف الانف ذاته وكذلك يقال خنست القدم أي انبسط اخمصها فيقال رجل أخنس او امرأة خنساء ،



لقبّت الخنساء أيضا بـ الخنساء البقرة الوحشية، نسبة إلى عيون البقر الوحشي والتي كانت من أجمل العيون في ناظر العرب.



أو الخنساءالظبية في إشارة إلى جمال الضباء.







كيف نشأتْ ؟



نشأتها في بيت عـز وجاه وثروة مع والدها وأخويها معاوية وصخر، ومن خلال القصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما.


وأثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي.


إلا أنها لم تدم طويلا معه لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله، لكنها أنجبت منه ولدا. ثم تزوجت بعد ذلك من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي



وأنجبت منه أربعة أولاد وهم: يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة.






أكثر ما اشتهرت به الخنساء فى الجاهلية ؟



هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر ومما يذكر فى ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبة قبل إسلامها ......


نذكره لنعرف إلى أى درجة اشتهرت الخنساء بين العرب فى الجاهلية بسبب رثائها أخويها.



عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة.




وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم،



سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ،
وأخي صخر ومعاوية .




فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:





أبكي عميد الأبطحين كليهما***** ومانعها من كل باغ يريدها


أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *****وشيبة والحامي الذمار وليدها


أولئك آل المجد من آل غالب *****وفي العز منها حين ينمي عديدها




فقالت الخنساء:


أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة ***** قليل إذا نام الخلـي هجودها


وصنوي لا أنسى معاوية الذي**** له من سراة الحرتيـن وفودها


و صخرا ومن ذا مثل صخر *****إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها


فذلك يا هند الرزية فاعلمي *****ونيران حرب حين شب وقودها






شاعريتها



تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح.


قال عنها النابغة الذبياني: "الخنساء أشعر الجن والإنس".


وبرغم أنها كانت شاعرة متمكنة من اللغة لها قصائد كثيرة إلا أن شهرة الخنساء قد ذاعت وانتشر صيتها في كل مكان من خلال مراثيها لأخيها صخر التي ذاعت وتداولها الناس في الجاهلية.



وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر منها...وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم مصابها.


وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لها النابغة (اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين.


ولولا أن هذا الأعمى (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم).





كيف أسلمتْ ؟




حينما علمت ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قدمت على النبي مع قومها بني سليم فأسلمت معهم. وقيل أن رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان يعجب بشعرها....



قال ابن عبد البر في الاستيعاب "قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم"



وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ،


وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها





مامدى إيمانها يوم القادسية ؟





لعل موقفها يوم القادسية لخير دليل على صبرها وثباتها وحسن ايمانها، فقد خرجت في هذه المعركة مع المسلمين في عهد عمر ومعها أبناؤها الأربعة وهم عمرة، عمرو، معاوية ويزيد.


وهناك وقبل بدء القتال أوصتهم فقالت: يا بني لقد أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم...



إلى أن قالت: فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجعلت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.





من أهم ملامح شخصيتها ...




1- قوة الشخصية


عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها.



2-الخنساء شاعرة



يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال



أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:



قذى بعينيك أم بالعين عوار ***** ذرفت إذ خلت من أهلها الدار



وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها



إن الزمان ومـا يفنى له عجـب ***** أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس





3- البلاغة وحسن المنطق والبيان



في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل.


فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟



فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد




4- الشجاعة والتضحية.




ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها. فقالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم.
ولها موقف مع الرسول فقد كان يستنشدها فيعجبه شعرها, وكانت تنشده وهو يقول: "هيه يا خناس". أو يومي بيده





الخنساء | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني (http://go.3roos.com/s8qmueqxx3w)





وبم يمتاز أسلوبها ؟





يتميّز أسلوبها ب : - وضوح اللفظ ، وإحكام الصياغة ، وصدق التعبير ، وجمال التصوير ...




الخنساء شاعرة الرثاء (http://go.3roos.com/ujunw28u4jq)

maryom2009
12/06/2012, 09:29 PM
متى بدأتْ مأساتها ؟







قُتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م، فحرّضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه، فقام بقتل دريد. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولاً كاملاً وتوفي في يوم كلاب سنة 615 م.



فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت .


وفي الإسلام حرّضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم: "يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية.



يقول الله عز وجل:" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".


ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر.



تُعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر. فقد كانت تحبه حباً لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء.


ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار لأنها سارت على وتيرة واحدة تميزت بالحزن والأسى وذرف الدموع.



تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على صخر،


فقد ذكرته في أكثر أشعارها:


ألا يا عين فانهمري بغدر***** وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر


ولا تعدي عزاء بعد صخـر***** فقد غلب العزاء وعيل صبري




وجاء في كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني:



((هي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. واسمها تماضر.




والخنساء لقب غلب عليها ، وفيها يقول دريد بن الصمة، وكان خطبها فردته، وكان رآها تهنأ بعيرا:


حيوا تماضر وأربعوا صحبي *****
وقفوا فإن وقوفكم حسبـي


أخناس قد هام الفؤاد بـكـم *****
وأصابه تبل مـن الـحـب



ما إن رأيت ولا سمعت بـه*****
كاليوم طالي أينـق جـرب


متبذلا تبـدو مـحـاسـنـه*****
يضع الهناء مواضع النقب




قال أبو عبيدة ومحمد بن سلام: لما خطبها دريد بعثت خادما لها وقالت: انظري إليه إذا بال، فإن كان بوله يخرق الأرض ويخد فيها ففيه بقية، وإن كان بوله يسبح على وجهها فلا بقية فيه.


فرجعت إليها وأخبرتها، فقالت: لابقية في هذا. فأرسلت إليه: ما كنت لأدع بني عمي وهم مثل عوالي الرماح، وأتزوج شيخا! فقال:


وقاك الله يا ابنة آل عمرو*****


من الفتيان أشباهي ونفسي


وقالت إنني شيخ كـبـير*****


وما نبأتها أني ابن أمـس



فلا تلدي ولا ينكحك مثلي*****


إذا ما ليلة طرقتبنـحـس


تريد شرنبث القدمين ششنا*****


يباشر بالعشية كل كـرس




فقالت الخنساء تجيبه:



معاذ الله ينكحني حبركـى*****


يقال أبوه من جشم بن بكر



ولو أصبحت في جشم هديا*****


إذا أصبحت في دنس وفقر




وهذا الشعر ترثي به أخاها صخرا وقتله زيد بن ثور الأسدي يوم ذي الأثل.



أخبرنا بالسبب في ذلك محمد بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، وأضفت إليه رواية الأثرم عن أبي عبيدة قال: غزا صخر بن عمرو، وأنس بن عباس الرعلي في بني سليم، بني أسد بن خزيمة ،



-قال أبو عبيدة: وزعم السلمي أن هذا اليوم يقال له يوم الكلاب ويم ذي الأثل-في بني عوف وبني خفاف، وكانا متساندين، وعلى بني خفاف صخر بن عمرو الشريدي، وعلى بني عوف أنس بن عباس.


قال: فأصابوا في بني أسد بن خزيمة غنائم وسبيا، وأخذ صخر يومئذ بديلة امرأة . قال: وأصابت صخرا يومئذ طعنة، طعنه رجل يقال له ربيعة بن ثور، ويكنى أبا ثور، فأدخل جوفه حلقا من الدرع فاندمل عليه حتى شق عنه بعد سنين، وكان سبب موته.



قال أبو عبيدة: وقال غيره: بل ورد هو وبلعاء بن قيس الكناني.


قال: وكانا أجمل رجلين في العرب. قال: فشربا عند يهودي خمار كان بالمدينة.


قال:فحسدهما لما رأى من جمالهما وهيأتهما، وقال: إني لآحسد العرب أن يكون فيهم مثل هذين! فسقاهما شربة جويا منها .



قال: فمر بصخر طبيب بعد ما طال مرضه، فأراهما به،فقال: أشق عنك فتفيق. قال: فعمد إلى شفار فجعل يحميها قم يشق بها عنه، فلم ينشب أن مات.



قال أبو عبيدة: واما أبو بلال بن سهم فإنه قال: اكتسح صخر أموال بني أسد وسبى نساءهم، فأتاهم الصريح فتبعوه فتلاحقوا بذات الأثل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فطعن ربيعة بن ثور السدي صخرا في جنبه، وفات القوم فلم يقعص وجوي منها، ومرض قريبا من حول، حتى مله اهله.



قال: فسمع صخر امرأة وهي تسأل سلمى امرأة صخر: كيف بعلك؟ فقالت سلمى:لاحي فيرجى، ولاميت فينعى، لقينا منه الأمرين! قال: وزعم آخر أن التي قالت هذه المقالة بديلة الأسدية التي كان سباها من بني أسد فاتخذها لنفسه.


فأنشد هذا البيت:



ألا تلكم عرسي بديلة أوجسـت*****


فراقي وملت مضجعي ومكاني




وأما أبو بلال بن سهم فزعم أن صخرا حين سمع مقالة سلمى امرأته قال:




أرى أم صخر لاتمل عـيادتـي*****


وملت سليمى مضجعي ومكاني



وما كنت أخشى أن أكون جنازة*****


عليك ومن يغتر بالـحـدثـان



أهم بأمر الحزم لو أستطـيعـه *****


وقد حيل بين العير والنـزوان



لعمري لقد نبهت من كان نائمـا*****


وأسمعت من كانت لـه أذنـان


وللموت خير من حياة كأنـهـا*****


محلة يعسوب برأس سـنـان



وأي امرىء ساوى بأم حـلـيلة*****


فلا عاش إلا في شقا وهـوان






فلما طال عليه البلاء وقد نتأت قطعة مثل اللبد في جنبه في موضع الطعنة، قالوا له: لو قطعتها لرجونا ان تبرأ.


فقال: شأنكم. فأشفق عليه بعضهم فنهاهم، فأبى وقال: الموت أهون علي مما أنا فيه! فأحموا له شفرة ثم قطعوها فيئس من نفسه.



قال: وسمع صخر أخته الخنساء تقول: كيف كان صبره؟ فقال صخر في ذلك:



أجارتنا إن الـخـطـوب تـنـوب*****


على الناس، كل المخطئين تصيب



فإن تسأليني هل صبرت فإنـنـي*****


صبور على ريب الزمان صلـيب


كأني وقد أدنوا إلـي شـفـارهـم*****


من الصبر دامي الصفحتين ركوب



أجارتنا لست الغـداة بـظـاعـن*****


ولكن مقـيم مـا اقـام عـسـيب





عن أبي عبيدة: عسيب: جبل بأرض بني سليم إلى جنب المدينة، فقبره هناك معلم.
وقال أبو عبيدة: فمات فدفن هناك، فقبره قريب من عسيب.



فقالت الخنساء ترثيه:



ألاما لعينـك أم مـا لـهـا*****


لقد أخضل الدمع سربالهـا


ابعد ابن عمرو من آل الشري*****


د حلت به الأرض أثقالهـا



فإن تـك مـرة أودت بــه*****


فقد كان يكثرتـقـتـالـهـا


سأحمل نفسي علـى خـطة*****


فإما علـيهـا وإمـا لـهـا



فإن تصبر النفس تلق السرور*****


وإن تجزع النفس أشقى لها



غنى فيه ابن سريج خفيف رمل بالبنصر.





قال السلمي: ليست هذه في صخر، هذه إنما رثت بها معاوية اخاها، وبنو مرة قتلته. ولكنها قالت في صخر:






قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ *****امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ





تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ *****وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ





لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ*****وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ



يا صخر وراد مـاء قـد تـنـاذره *****


أهل الموارد ما فـي ورده عـار




مشى السبنتى إلى هيجاء معضـلة*****




له سـلاحـان أنـياب وأظـفـار


فما عجول على بو تـطـيف بـه*****




لها حنينـان إصـغـار وإكـبـار


ترتع ما رتعت حتـى إذا ادكـرت*****


فإنـمـا هـي إقـبـال وإدبـار



لاتسمن الدهر في أرض وإن رتعت*****


فإنما هي تحـنـان وتـسـجـار



يوما بأوجد منـي يوم فـارقـنـي*****


صخر وللدهـر إحـلاء وإمـرار



فإن صخـرا لـوالـينـا وسـيدنـا*****



وإن صخرا إذا نشتـو لـنـحـار



وإن صخرا لتـأتـم الـهـداة بـه*****



كأنـه عـلـم فـي راسـه نـار





-غنى في هذين البيتين الأولين ابن سريج، من رواية يونس-:




لم ترأه جارة يمشي بساحتها****


لربية حين يخلي بيته الجار



ولا تراه وما في البيت يأكله ****


لكنه بارز بالصحن مهمار


مثل الرديني لم تنفد شبيبتـه****


كأنه تحت طي البرد أسوار



في جوف رمس مقيم قد تضمنه****


في رمسه مقمطرات وأحجار



طلق البدين بفعل الخير ذو فجر****


ضخم الدسيعة بالخيرات أمـار



ورفقة حار هاديهم بمهـلـكة****


كأن ظلمتها في الطخية القـار




عروضه ثان من البسيط.





العوار والعائر: وجع، وهو مثل الرمد.


وذرفت: قطرت قطرا متتبعا لايبلغ أن يكون سيلا.


والعبرى، يقال امرأة عبرى وعابر. والعبرة : سخنة العين .


والوله : ما يصيب الرجل والمرأة من شدة الجزع على الولد.


حول وأطور، أي تحول وتقلب وتصرف. قد تناذره، أي أنذر بعضهم بعضا هوله وصعوبته.


ويروى: تبادره وقولها مافي ورده عار أرادت ما في ترك ورده عار، أي لايعير أحد إن عجز عنه من صعوبة ورده .


العجول: الثكول.


والبو: أن ينحر ولد الناقة ويؤخذ جلده فيحشى ويدنى من أمه فترأمه. إحلاء وإمرار، يقال: ماأحلى ولاأمر. أي ما أتى بحلوة ولامرة .


والمعنى أن الدهر يأتي بالمشقة والمحبة . كأنه علم في رأسه نار أي إنه مشهور.


والعلم: الجبل، وجمعه أعلام. كأنه تحت طي البردأسوار، أي من لطافة بطنه وهيفه شبيه أسوار من ذهب.


والرديني: الرمح منسوب إلى ردينة: امرأة كانت تقوم الرماح. أي هو معصوب البدن ليسبمهيج منحل.


وهذا كله من انفاخ الجلد والسمن والاسترخاء.


وقال أبو عمرو: مقمطرات: صخور عظام.والأحجار صغار .ذو فجر: يتفجر بالمعروف.


والدسيعة: العطاء. الطخية، من الطخاء، وهو الغيم الرقيق الذي يواري النجوم فيتحير الهادي .





وقالت الخنساء أيضا ترثي صخرا:



بكت عيني وعاودها قذاهـا *****



بعوار فما تقضي كـراهـا




على صخر وأي فتى كصخر*****



إذا ما الناب لم ترأم طلاهـا





-الطلا: الولد، أي لم تعطف عليه من الجدب-



فتى الفتيان ما بلغوا مداها*****



ولايكدي إذا بلغت كداهـا



لئن جزعت بنو عمرو عليه*****



لقد رزئت بنو عمرو فتاها






-غنى في هذه الأبيات ابن جامع ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى.


وذكر حبش أن لهأيضافيه خفيف رمل بالبنصر-




ترى الشم الجحاجح من سليم ****



وقد بلت مدامعها لحـاهـا




-إذا وصف السيد بالشمم فإنه لايدنو لدناءة،


ولايضع لها أنفه-





وخيل قد كففت بجول حيل*****



فدارت بين كبشيها رحاها



-وجول خيل: جولان.



ويقال: قطعة خيل تجول، أي تذهب وتجيء-



ترفع فضـل سـابـغة دلاص*****



على خيفانة خفق حـشـاهـا




وتسعى حين تشتجر العـوالـي*****



بكأس الموت ساعة مصطلاها




محافظة ومـحـمـية إذا مـا *****



نبا بالقوم من جزع لـظـاهـا



فتتركها قد اشتجرت بطـعـن*****



تضمنه، إذا اختلفت، كـلاهـا




هنالك لو نزلت بـال صـخـر*****



قرى الأضياف سخنا من ذراها




فمن للضيف إن هبت شـمـال*****



مزعزعة يجاوبهـا صـداهـا




وألجأ بردها الأشـوال حـدبـا *****



إلى الحجرات بارزة كـلاهـا




أمطعمكم وحاملكم تركـتـهـم*****



لدى غبراء منهـدم رجـاهـا




ليبك عليك قومك للمـعـالـي*****



وللهيجاء إنك مـا فـتـاهـا




وقد فوزت طلعة فاستراحـت *****



فليت الخيل فارسهـا يراهـا






وقال خفاف بن عمير يرثي صخرا ومعاوية ابني عمرو، ورجالا منهم أصيبوا:




تطاول همه ببـراق سـعـر *****
لذكراهـم وأي أوان ذكـر



كأن النار تخرجهـا ثـيابـي*****
وتدخل بعد نوم الناس صدري



لباتت تضرب الأمثال عنـدي*****
على ناب شريت بها وبكـر



وتنسى من أفارق غير قـال*****
وأصبر عنهم من آل عمـرو



وهل تدرين أن مارب خـرق*****
رزئتمبرأ بقصـاص وتـر



أخى ثقة إذا الضراء نـابـت*****
وأهل حباء أضياف ونحـر



كصخر للـسـرية غـادروه*****
بذرة أو معاوية بن عمـرو



وميت بالجناب أثل عـرشـي*****
كصخر أو كعمرو أو كبشر



وآخر بالنواصف مـن هـدام*****
فقد أودى ورب أبيك صبري



فلم أرمثلهم حـيا لـقـاحـا*****
أقاموا بين قاصية وحـجـر



أشد على صروف الدهـر إذا*****
وآمرمنهم فيهـا بـصـبـر



وأكـرم، حـين ضـن الـنـاس،خيما *****
وأحـمـد شـيمة ونـشـــيل قـــدر


إذا الـحـسـنـاء لـم تـرحـض يديهــا****
ولم يقـصـر لـهـا بـصـر بـسـتـر



قروا أضـيافـهـم ربـحـا بـــبـــح****
تجـيء يعـبـقـري الـودق سـمـــر



رمـاح مـثـقـف حـمـلـت نـصــالا****
يلـحـن كـأنـهـن نـجـوم فـجـــر



جلاها الـصـيقـلـون فـأخـلـصـوهـا*****
مواضـي كـلـهـا يفـري بـبـتـــر



هم الأيسـار إن قـحـطـت جـمـــادى*****
بكـل صـبـير سـارية وقـــطـــر



يصـدون الـمـغـيرة عـن هـواهـــا*****
بطـعـن يفـلـق الـهـامـات شــزر



تعلم أن خير الناس طر****
الولدان غداة الريح غبر



وأرملة ومعتر مسيف****
عديم الـمـال، عـجـزة أمصـخـــر




ومما رثت به الخنساء صخرا وغني فيه:




أعيني جودا ولا تجمــــــدا....... ألا تبكيان لصـــــــــخر الندى


ألا تبكيان الجريء الجـميل...... ألا تبكيان الفــــتى الســــــيدا


طويل النجاد رفيع العمـــاد....... ســـــاد عشـــــيرته أمـــــردا


إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم....... إلى المـجد مــــــــــدا إليه يدا


فنال الذي فــــــوق أيديهم........ من المـجد ثم مضى مصــعدا


ترى الحمد يهوي إلى بيته...... يرى أفضل الكسب أن يحمدا


وإن ذكر المجد ألـفـيتـه ******
تأزر بالمجـد ثـم ارتـدى




ونذكر الآن ها هنا خبر مقتل معاوية بن عمرو أخيهما، إذكانت أخبارهما وأخبارها يدعوبعضها إلى بعض.


قال أبو عبيدة: حدثني أبو بلال بن سهم بن عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور قال: غزامعاوية بن عمرو أخو خنساء، بني سعد بن ذبيان وبني فزارة، ومع خفاف بن عمير بن الحارث،

وأمه ندبة سوداء، وإليها ينسب، فاعتوره هاشم ودريد ابنا حرملة المريان.

قال ابن الكلبي: وحرملة هو حرملة بن الأسعر بن إياس بن مريطة بن ضمرة بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. قال أبو عبيدة فاستطرد له أحدهما ثم وقف، وشد عليه الآخر فقتله، فما تنادوا: قتل معاوية! قال خفاف: قتلني الله إن رمت حتى أثاربه! فشد على مالك بن حمار الشمخي، وكان سيد بني شمخ بن فزارة، فقتله-أقال: وهو مالك بن حمارين حزن بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة -فقال خفاف في ذلك:


فإن تك خيلي قد أصيب صممها
****
فعمدا على عين تيممتمالكـا


يعني مالك بن حمار الشمخي.



قال أبو عبيدة: فأجمل أبو بلال الحديث.


قال: وأما غيره فذكر أن معاوية وافى عكاظ في موسم من مواسم العرب، فبينا هو يمشي بسوق عكاظ، إذ لقي أسماء المرية، وكانت جميلة، رغم انها كانت بغيا، فدعاها إلى نفسه فامتنعت عليه وقالت: أما علمت أني عند سيد العرب هاشم بن حرملة؟! فقال: أما والله لأقار عنه عنك.


قالت: شأنك وشأنه. فرجعت إلى هاشم فأخبرته بما قال معاوية وما قالت له، فقال هاشم: فلعمري لا يريم أبياتنا حتى ننظر ما يكون من جهده.


قال: فلما خرج الشهر الحرام وتراجع الناس عن عكاظ، خرج معاوية بن عمرو غازيا يريد بني مرة وبني فزارة، في فرسان أصحابه من بني سليم، حتى إذا كان بمكان يدعى الجوزة- والشك من أبي عبيدة-دومت عليه طير وسنح له ظبي، فتطير منهما ورجع في أصحابه، وبلغ ذلك هاشم بن حرملة فقال: ما منعه من الإقدام إلا الجبن!


قال: فلما كانت السنة المقبلة غزاهم، حتى إذا كان في ذلك المكان سنح له ظبي وغراب فتطير فرجع، ومضى أصحابه وتخلف في تسعة عشر فارسا منهم لايريدون قتالا،إنما تخلف عن عظم الجيش راجعا إلى بلاده ، فوردوا ماء وإذا عليه بيت شعر، فصاحوابأهله فخرجت إليهم امرأة فقالوا ما أنت ممن أنت؟قالت: امرأة من جهينة، أحلاف لبني سهم بن مرة بن غطفان.


فوردوا الماء يسقون، فانسلت فأتت هاشم بن حرملة، فأخبرته أنهم غير بعيد، وعرفته عدتهم وقالت: لاأرى إلا معاوية في القوم. فقال: بالكاع، أمعاوية في تسعة عشر رجلا، شبهت أو أبطلت. قالت: بل قلت الحق، ولئن شئت لأصفنهم لك رجلا رجلا. قال: هاتي.


قالت: رأيت فيهم شابا عظيم الجمة، جبهته قد خرجت من تحت مغفره، صبيح الوجه، عظيم البطن، على فرس غراء. قال: نعم هذه صفته. يعني معاوية وفرسه الشماء. قالت: ورأيت رجلا شديد الأدمة شاعرا ينشدهم. قال: ذلك خفاف بن عمير.


قالت: ورأيت رجلا ليس يبرح وسطهم، إذا نادوه رفعوا أصواتهم. قال: ذلك عباس الأصم.


قالت:ورأيت رجلا طويلا يكنونه أبا حبيب، ورأيتهم أشد شيء له توفيرا. قال: ذاك نبيشة بن حبيب.


قالت: ورأيت شابا جميلا له وفرة حسنة. قال: ذاك العباس بن مرداس السلمي.
قالت: ورأيت شيخا له ضفيرتان، فسمعته يقول لمعاوية:بأبي أنت أطلت الوقوف! قال: ذاك عبد العزى زوج الخنساء أخت معاوية.


قال: فنادى هاشم في قومه وخرج، وزعم المري أنه لم يخرج إليهم إلا في مثل عدتهم من بني مرة.قال: فلم يشعر السلميون حتى طلعوا عليهم، فثاروا إليهم فلقوهم فقال لهم خفاف: لاتنازلوهم رجلا رجلا؛ فإن خيلهم تثبت للطراد وتحمل ثقل السلاح، وخيلكم قد أمنها الغزو وأصابها الحفا .


قال: فاقتلوا ساعة وانفرد هاشم ودريد ابنا حرملة المريان لمعاوية، فاستطرد له أحدهما فشد عليه معاوية وشغله، واغتره الآخر فطعنه فقتله. واختلفوا أيهما استطرد له وأيهما قتله، وكانت بالذي استطردله طعنة طعنه إياها معاوية. ويقال: هو هاشم. وقال آخرون: بل دريد أخو هاشم)).






http://go.3roos.com/ft08bjspajd

maryom2009
13/06/2012, 09:06 PM
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم فى تربيتها :




تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها ينتهي إلى مضر.


مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفا مع سابقتها أشد الاختلاف, متنافرا أكبر التنافر,


أولاهما في الجاهلية, وثانيهما في الإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة.




- أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته:





قذى بعينك أم بالعين عوار***** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت *****فيض يسيل على الخدين مدرار
وإن صخرا لوالينا وسيدنا***** وإن صخرا إذا نشتو لنحار
وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا ****وإن صخرا إذا جاعوا لعقار
وإن صخرا لتأتم الهداة به***** كــأنـه عـلـم في رأســــــــــه نار
حـمـال ألويـة هبـاط أوديــة***** شهــاد أنديــة للجيــش جرار



ومما فعلته حزنا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها.



- أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالة الأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر

الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله،





فبعد انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية سألتالخنساء بنت عمرو عن أبنائها الأربعة، فقالوا لها كتبت لهم الشهادة.



وكان ردها كلمات مضيئة عاشت على جبين الأيام، تضيء الطريق للمؤمنين في كل مكان.

وفي الليلة السابقة على المعركة قدمت لأبنائها وصية خالدة تؤكد صدق إيمانها وقوة بيانها.

أكدت لهم أنهم من اصل طيب كريم وينتظرهم عمل كبير عظيم، من شأنه رفع لواء الإسلام ونشر دعوة الحق، أما الجزاء فمن جنس العمل إما النصر أو الشهادة.

هي تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية، تكنى بأم عمرو ولقبها “الخنساء”، والخنساء هي الظبية.

كانت مع ليلى الأخيلية، أشعر نساء العرب، قالوا عنها إنها غلبت فحول الشعراء

وأذهلت أهل الفصاحة والبيان ببلاغتها وعبقريتها، اشتهرت في الجاهلية برثائها في أخويها صخر ومعاوية وعاشت 71 عاما.


جاءت مع قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول يعجب ببلاغتها وكذلك عمر بن الخطاب.





جاءت إلى المدينة في موسم الحج في خلافة عمر وكانت ترتدي ملابس الجاهلية فقال لها: هذا ليس من الإسلام، ومن تبكين هلكوا في الجاهلية وهم في النار فأنشدته من شعرها وقالت:


كنت أبكي عليهم من الثأر***** واليوم أبكي لهم من النار



سألتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد أن جاءت على عصاها لكبر سنها ترتدي خمارا ممزقا، وصدارا من الشعر: أتلبسين هذا وقد نهى الإسلام عنه؟ فقالت: لم أعلم بنهيه.


فقالت أم المؤمنين عائشة: ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قالت: موت أخي، وأخذت تعدد عليها مآثره وحسن شمائله، وكيف ساعدها في محنتها وشاطرها ماله، بالإضافة إلى شجاعته التي كانت مضرب الأمثال، ووسامته التي فاقت كل التصورات.



كان موت أخويها هو الذي أطلق شرارة موهبتها، فانطلقت تكتب قصائدها ومراثيها، ولما جاء الإسلام تغيرت أحوالها من النقيض إلى النقيض، وأصبحت إنسانة جديدة تؤمن بالله ورسوله وملائكته وكتبه واليوم الآخر.





كانت شاعرة تتقاذفها الأهواء والأحداث، وأصبحت مسلمة مؤمنة تعرف حدود دين الله، وتحرص على تنفيذها بصدق وإخلاص، تركت الشعر إلا قليلا، وقرأت القرآن بكرة وأصيلا، شهدت موقعة القادسية مع المسلمين ضد الفرس في السنة الرابعة عشرة للهجرة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب مع أبنائها الأربعة.





وحين خرج سعد بن أبي وقاص على رأس جيش الإسلام لبت النداء ودفعت أبناءها إلى الجهاد، وقالت لهم كلمات كتبها المؤرخون بحروف من النور.



جاء الفرس في هذه المعركة بجيش جرار يفوق جيش المسلمين في كل شيء تتقدمه الخيول والأفيال، لكن جند الإسلام لم يترددوا ولم يتقهقروا ولكن أقدموا وتقدموا فزلزلوا الأرض من تحت أقدام أعدائهم، وارتدت عليهم الخيول والأفيال فولوا الأدبار ولاذوا بالفرار.


ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربا, ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها , وقلب أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود.



فانتقلت من حال الـيـأس والقــنـوط إلى حـال الـتـفـاؤل والأمـل، وانتقلت من حال القـلـق والاضـطـراب إلى حال الطـمأنـيـنة والاســتقرار، وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين.




نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتا في وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض.





مواقفها مع الصحابة :




لها موقف يدل علي وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) وهي عجوز كبيرة



فقالوا : يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي .



فقال لها عمر : اتقي الله وأيقني بالموت فقالت : أنا أبكي أبي وخيري مضر : صخراً ومعاوية .



وإني لموقنة بالموت فقال عمر : أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار ؟ فقالت : ذاك أشد لبكائي عليهم ؛ فكأن عمر رق لها فقال : خلوا عجوزكم لا أبا لكم فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي




http://go.3roos.com/rzv4be63tr9





إعجاب الرسول بشعرها وتصحيحه لرأي عدي:.



وكان الرسول  يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده)) ..

.أتى عدي عند رسول الله  فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس.
فقال له النبي  : سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ،

وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب.

فقال له الرسول :- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو،

وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه  وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه.



http://go.3roos.com/04enwgxrt9a

maryom2009
15/06/2012, 07:46 PM
تعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر

الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها .





أ- الخنساء في الجاهلية..





كانت الخنساء صغيره عندما دق الموت بابها اسمها تماضر وهي تشبه الضبي الصغير وسميت الخنساء بهذا الاسم نسبة لأحد أسمائه .لم يلتفت أحد إلى جمالها ، ولم تلتفت هي إلى نفسها .




كانت قبيلتها ( سليم ) في ذيل القبائل حتى جاء أخواها .. معاوية وصخر.




لقد أصبح من حق أبيها أن يسير إلى عكاظ ليفاخر بقية العرب لا بماله ولا بنسبه وإنما بولديه.


وحفظت الخنساء هذا التفاخر تمثله كحقيقة شخصيتها ، تعزو من حولها من القبائل وتفرض كلمتها، ماذا تفعل بنو مرة وأسد أو غطفان ، و ليس فيهم صخر أو معاوية .




ومع الحرب والغارات تدفقت الأسلاب على القبيلة وامتلأ البيت حول الخنساء بالغنائم الملوثة بالدم وكانت رائحتها أطيب من أي عطر لدى الخنساء .




معاوية هو الأكبر .. القائد.. الشمس الساطعة التي تبهر عينيها ، غاية في السماحة و الجود والعطاء والقوة ، لم يدانيه في الفروسية إلا دريد بن الصمه فارس بني حتم لذا تصادقا و تحالفا .




ولكن نهاية معاوية كانت سريعة ، امرأة هي السبب مجرد امرأة تؤثر الأقوى والأقدر على دفع الثمن .




إنها ( أسماء المرية ) بغى سوق عكاظ دعاها معاوية إلى نفسه فامتنعت وصمم معاوية على أن ينالها.




واعتبر ( هاشم ) الذي فضلته على ( أسماء المرية ) أن ما فعله معاوية بمثابة الإهانة, وظل يترصد معاوية ويرقب تحركاته حتى تخلى معاوية ذات مرة عن حذره وسار وسط جمع قليل من رجاله وإذا بجيش ( بني مرة ) يحاصرهم .




وحاول معاوية شق طريقا ولكن هاشما وأخاه تصديا له
تظاهر أحدهما بالهزيمة وحين هم معاوية بالإجهاز عليه طعنه الأخر في ظهره .




منذ تلك اللحظة خرج طائر الصدى يجوب الفضاء ويزعق من العطش ولبست الخنساء الحداد وبدأت أيام المراثي .




قال صخر لأخته سوف نذهب لموسم الحج هذا العام لعلنا نرى من قتلوا أخانا فنهضت الخنساء لتمسح دموعها ، وتستعد للرحيل إلى البلد الحرام حيث يتجاور القتلة وطالبوا الثأر ، دون أن يجرؤ أحد على رفع سيفه .




سافرا إلى مكة وطافا بالكعبة والأصنام وسوق عكاظ وفى كل مكان يسألان عن مكان بني مرة .




كان صخر هادئا والخنساء تنتابها انفعالات شتى حتى رأت عباءة معاوية معلقة فوق الخيام ممزقة من أثر الطعن ملوثة بالدم وولدا (حرملة وأسماء) يشربان ويفاخران بما فعل أبواهما وصخر والخنساء لا يستطيعان شيئا إنهما في البلد الحرام .





وعادا إلى ديار ( سليم ( وبدأ صخر يستعد للثأر بينما الخنساء تستعد للزواج زواج بلا حب أو رغبة ولكنها تؤدى ما تعرض عليها التقاليد القبلية وفى ليلة الزفاف لم تخلع ثوب الحداد وزفت وهي حليقة الرأس وظلت تنتظر عودة صخر من أول غزواته ونسيت الخنساء أنها وزوجها ( رواحه ) قد أصبحا في بيت واحد وعندما وضع يده عليها ارتعدت نظرت إليه في اندهاش وسمعت الخيل وهى عائدة فهرعت إليها فكان صخر فهتفت به !هل أدركت ثأرك ؟




فأجابها صخر قائلا لم أشف غليلي بعد !وفى ليلة جلست الخنساء أمام رواحه تجتر أحزان عمرها الذي لم يبدأ بعد واستيقظت في الصباح ولم تجده بجانبها.




ولكن ها هو صخر قد عاد عاد سعيدا من الغزو لقد أباد بني مرة قتل ولدى حرملة ظفر بثأر وحشي وسوف تظل الجثث عارية تأكل منها الجوارح حتى التخمة ثم تذروها العواصف لعل معاوية يهدأ ولعل أشعار الخنساء تصفو اندفع إلى خيمتها يحمل البشرى فوجدها باكية ماذا أصابك يا أختاه ؟





انه رواحه لقد أخذ ما يمكن بيعه وذهب فاستل صخر سيفه وهو ما زال دافئا .




ورغم أن رواحه هو ابن العم والزوج ولكن أشرق وجه الخنساء عندما انتبهت لعلامات القتال على ثياب صخر فهتفت بسؤالها التقليدي هل أدركت ثأرك ؟




فأجاب وأفنيت بني مرة عن بكرة أبيهم كان يحسب أنها سوف تهدأ ..لكنها تساءلت في مرارة وحلفاء بني مرة .. أسد وغطفان مازالا بخير ؟ أليس كذلك ؟





ووافقها صخر كأن الصحراء كانت مقبرة واسعة .. وعلى الجميع ان يكونوا فيها موتى .





وفى الصباح عثروا على جثة رواحه زوج الخنساء قالوا إنه تعثر في الصخور وسقط لكن آثار الطعان كانت واضحة في جسمه ،




نقلوه إلى بيته ثم إلى قبره


ولم تكن الخنساء قد خلعت ثوب الحداد بعد لكنها لم تنح عليه بكلمة . لم ترثه ببيت





ولم تفكر لحظة في أن تزور قبره وظلت ترثى معاوية كأنه هو الذي مات بالأمس ولم يبقى إلا عبد الله ابن رواحه ( و ابن الخنساء (الشاهد الوحيد لهذه الزيجة
تفرغت الخنساء لصخر وتفرغ صخر للثأر ثأر يقع على من شاهد القتلة أو سمع عنهم ثلاث قبائل كاملة من أجل رجلا واحد لكن القبيلتين الباقيتين لم تكونا فريسة سهلة فقد توثقتا وتعاهدتا وأحضرتا ( ربيعة بن ثور ) أبرع من رمى الرمح في بلاد العرب استضافوه وجهزوا له الأموال والجواري حتى يأتي وقته .




ويركب صخر فرسه الشماء وقال لأخته :


أختاه




أخشى أن يعرفوني .. ويعرفوا غرة الشماء فيتأهبوا فسودت الخنساء غرة الشماء بتراب الفحم وودعها صخر و حمحمت الخيل إلى ديار غطفان ونفذ سيف صخر في أجساد بني غطفان فهرعوا إلى ربيعة بن ثور فأطلق رمحه كالوميض إلى جانب صخر ولم يخطئ وانتزع صخر الرمح وظل يقاتل ويتراجع وينزف مات معاوية مرة واحدة ..




لحظة واحدة...لكن صخر يموت في كل لحظة عشرات المرات ليته ميت فينعى وليته حي فيرجى .. فقد ظل صخر يعانى اللام الجرح حتى مات بعد عام .يا خنساء : أيهما أوجع وأفجع ؟





أما صخر فجمر العمر وأما معاوية فسقام الجسد وترحل الخنساء إلى عكاظ وتتذكر كيف كانت بالأمس و أخيها ووقفت تنشد المراثي وتسأل العرب هل هناك من هي أعظم مصيبة ؟




فخرجت إليها امرأة وقفت في محاذاتها وهتفت في الموجودين أنا أعظم العرب مصيبة .


ونظرت الخنساء إلى البكاءة المنافسة وسألتها من أنت ؟




فأجابت : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة أبكى أبى عتيبة بن الربيعة وعمي شيبة وأخي الوليد


الذين قتلوا في بدر على يد حمزة بن عبد المطلب وانطلقت تنشد الأشعار تحكى عن يوم بدر وتحرض الجميع على ( محمد صلى الله عليه وسلم )وانطلقت الخنساء تنشد كلا من معاوية وصخر وكل منهما تتباهى بقتلاها وتفضل مصيبتها .




وتحول الحزن الإنساني إلى منافسة منافسة تفوقت فيها الخنساء وانصرفت هند بنت عتبة مخذولة لكنها ما لبثت أن أطفأت حرقتها حين مضغت كبد حمزة في يوم أحد وبقت الخنساء وحيده في حاجة إلى عدد هائل من الأكباد كي تشفى غليلها .أفاقت ) سليم ) وقد عادت إلى مكانتها الأولى ضعيفة مكسورة الناب لا تقدر على رد اللدغة فقد ذهب فارسا( آل الشرير( ولكن بقيت ( أسد وغطفان ) خطرا دائما متجددا .





ولذلك اجتمعت قبيلة سليم وتناقشوا وكان الاتفاق على الانضمام إلى اكبر القوى


الصاعدة والتي تعاديها أسد وغطفان في الوقت ذاته فقرروا أن ينضموا إلى الإسلام .






ب- الخنساء في الإسلام:.




وتالف وفد منهم ظهرت عليهم إمارات الاقتناع المفاجئ بالدعوة الجديدة والخنساء بينهم، تسير بثوبها الغرابى وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ( في مسجده وأحست سليم أن الأمر مختلف عما تصورت ليس تحالف أو سعيا للحماية بل إنها رسالة وليست فرصة تنتهز انسابت كلمات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وتشربتها نفوسهم كالأراضي العطشى .



وابتسم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في وجه الخنساء واستمع إلى أشعارها في حزنها وأخبرها أن في الإسلام العزاء لكل القلوب الحزينة .




وتزوجت الخنساء للمرة الثانية من ( مراوس بن أبي عمر (
شيخ كبير يلائم مزاجها النفسي فتفرغت لحياتها الزوجية ووالت إنجاب الأطفال تحاول تعويض أيام العقم والرثاء لكنها تجردت من كل عواطفها ماتت داخلها رغبة الاستمتاع بالنزوات وأصبحت أما صارمة عكرة المزاج ولكن لم يمنعها هذا من أن تنجب بنتا جميلة هي ( عمرة ) ظبية صغيرة تملك قلبا متوثبا ولم ترحم الأيام الخنساء فقد حولت كل ذكرياتها إلى قبور ولم ترحم هي نفسها وحين أقبلت الخنساء على المدينة ومعها أناس من قومها التقوا مع بن الخطاب وقالوا :





هذه الخنساء نزلت المدينة بزى الجاهلية فلو وعظتها يا أمير المؤمنين فقد طال بكاؤها في الجاهلية والإسلام .وقام عمر بن الخطاب واتاها يا خنساء ما الذي قرح عينيك ؟


رفعت رأسها وقالت : البكاء على السادة من مضر .




قال : أنهم هلكوا في الجاهلية هم وقود اللهب وحشو جهنم قالت : فذاك الذي زادني وجعا وعاشت الخنساء أيامها





كلها في الشيخوخة رفعت بصرها قربانا لأيام البكاء الحارة وحين جاءتها الأخبار أن أولادها الأربعة قد استشهدوا في معركة القادسية كانت قد استنفدت كل الدموع وكل أبيات الشعر وزاد عدد القبور أربعة قبور وأدركت بشكل غامض أن كل ما يمت إليها بصلة مقضي عليه .


ولم يبق إلا هي : وحيدة كئيبة تنتظر وقع دبيب الموت الذي تأخر عن موعده .








أعَيْني جُودَا ولا تَجْمدا ...... ألا تَبكيان لصَخْرِ النَّدى ؟
ألا تبكيان الجريَ الجميلَ ..... ألا تَبْكيانِ الفَتَى السَّيِّدا ؟





http://go.3roos.com/04enwgxrt9a

maryom2009
15/06/2012, 09:03 PM
الرثاء في شعر الخنساء




لما كان الشعر في الغالب يعبر عن الأحاسيس والمشاعر، فقد جاء الشعر صادقا لتصوير الحياة لدى العديد من الشعراء في العصرين الجاهلي والإسلامي،


وكذلك كان الشعر أمينا في نقل الأحداث، فقد نظم الشعراء في مختلف الأغراض المعروفة كالرثاء والغزل والمديح والفخر وغيرها.




وكان الرثاء من أغراض الشعر البارزة في الشعر الجاهلي والإسلامي، ويحتل مكانة لا بأس بها في قصائد أكثر الشعراء، فنجد رثاء الأحباب والأصحاب، ونجد رثاءً للمدن الزائلة وبكاء ً على الدول البائدة وغيرها من صور الرثاء المختلفة.




والرثاء هو صورة من صور مدح الميت، وهذه الصورة هي فكرة تعود إلى يونس بن حبيب إذ قال ((التأبين مدح الميت)) والمدح للحي (1). وكذلك فعل ابن سلام في الطبقات (2)،


فالرثاء هو غرض من الأغراض المهمة التي استعملت في الشعر العربي عامة.





ولعل أشهر من أستعمل الرثاء بشكل مكثف منذ العصر الجاهلي ليومنا هذا، هي الشاعرة الخنساء (3).



إذ تميزت الخنساء بقصائدها التي بـُنيت على هذا الغرض، فالرثاء عندها كان مترابطا مع قوة الطرح في الأسلوب والفكرة التي تقدمها الشاعرة عبر قصائدها العمودية المتوسطة الحجم.





وقد جاء تميز الشاعرة هذا، نتيجة الظروف الصعبة التي مرت عليها، وهي مقتل أخويها معاوية وصخر اللذين كانا من أجمل وأشجع فرسان العرب آنذاك، مما أثار شاعريتها وفجـًَر عبقريتها، فما طفقت ترثيهما ملتاعة حزينة،





الظروف الصعبة التي كانت تعانيها الشاعرة خلقت منها لأن تفجر شاعريتها، فالشاعرة عاشت ثلاثين عاما بعد مقتل أخويها وأبنائها، وقررت ألا تنزع ثوب الحداد عليهم طوال حياتها.


ونجد أن أكثر خصائص شعرها في الرثاء، وما يغلب عليه هو طابع البكاء والتفجع وتدفق العاطفة والتكرار.




فكان البكاء من العناصر المهمة لبناء الرثاء في قصائدها:





ألا يا عين فانهمري بغدر ===== وفيضي فيضة من غير نزر


ولا تعدي عزاء بعد صخر ===== فقد غلب العزاء وعيل صبري


لمرزئة كأن الجوف منها ===== بعيد النوم يشعر حر جمر ِ (4)





البكاء عند الخنساء كان وصفا "حكائيا"،



ينطوي على محاكاة العين، فالعين مصدر الدموع والبكاء مصدره العاطفة التي تتفوق في بعض


الأحيان على العقل، سواء أكانت هذه العاطفة حزينة أم غير ذلك. تقول:




يا عين ما لك لا تبكين تسكابا ===== إذ راب دهر ًُ، واكن الدهر ُ ريــًَابا


فابكي أخاك ِ لأيتام ٍ وأرملة ٍ ===== وابكي أخاك ِ، اذا جاوزت ِ أجنابا


وأبكي أخاك ِ لخيل ٍ كالقطا عـُصبا ===== فقدْن َ لما ثوى، سيبا وأنهابا (5)




التسكاب هنا هو مصدر سكب، وسكب الدمع صبه، وهو يدل على الكثرة، فحقيقة ما يكشف سر اللغة عند الخنساء هو صدقها في ذكر الوقائع والأحداث،


والوصف الدقيق جاء نتيجة ما عانته من معاناة وألم وحزن.




البكاء عند الخنساء



هو تساؤلات تعطي لنا صورا شعرية قائمة على السؤال والجواب في نفس القصص الشعري.. وكأننا نعيش في حال ٍ قديم ِ جديد، وكأنما الخنساء تساءلنا عن ما نعانيه من حزن وبكاء ومعاناة،



ولو أبدلنا أخاها صخرا بالأحبة ممن أضعناهم لكان الوصف دقيقا جدا، فثمة تقارب بين أحوال العرب قديما وما نعانيه نحن اليوم:




ما بال عينيك منها دمعها سرب ُ ===== أراعها حزن أم عادها طرب ُ


أم ذكر صخر ٍ بـُعـْيد النوم هيًََجها ===== فالدمع منها عليه الدهر ينسكب ُ


يا لهف نفسي على صخر ٍ اذا ركبت ===== خيل ًُ لخيل تنادي ثم تظطرب ُ



إلى أن تقول:



كم من ضرائك هلاك ٍ وأرملة ٍ ===== حلًَوا لديك فزالت عنهم الكرب ُ (6)



فالضرائك هنا الفقراء الذين يعيشون أسوأ الأحوال، الحزن والبكاء والجبروت والطغيان والظلم والقسوة، ظلت هذه العناصر واحدة مهما تبدلت الأزمان وتغيرت البلدان، فالشيء نفسه ظل ثابتا رغم تغيير بعض المصطلحات وزيادة في بعضها الى حياتنا اليومية، هي ربما تكون اسوء خلقا من العهود السابقة وأخشن منها، وصار عليك لزاما ان تتحاشى هذه الألفاظ وهذه المصطلحات الحديثة.





وكانت الخنساء ملتزمة كل الالتزام بروح اللغة الشعرية القوية التي لا تقل أهمية عن لغة شعراء العصر الجاهلي، وظلت مستسلمة للعين التي كانت تذرف بالدموع، وتسهر مع النجوم كل ليلة:





يا عين جودي بدمع ٍ منك مسكوب ===== كلؤلؤ ٍ جال َ في الأسماط ِ مثقوب ِ


إني تذكرته ُ والليل ُ مـُعتكر ًُ ===== ففي فؤادي صدْع غير مشحوب ِ (7)




المناداة والمخاطبة المستمرة ما بين الشاعرة والعين قد تجعل المستوى الشعري في أوج
وصفه وبلوغه ونضجه، فاستعمال مصطلحات (العين + البكاء) في مقدمة أكثر قصائدها،



وبأسلوب ٍ تساؤلي، يحتاج في بعض الأحيان إلى إجابات يبحث عنها المتلقي:



أعين ألا فابكي لصخر ٍ بدرًَة ٍ ===== إذا الخيل من طول الوجيف اقشعرت ِ
اذا زجروها في الصريخ ِ وطابقت ْ ===== طباق َ كلاب ٍ في الهراش ِ وهرًَتِ (8)




وهناك مصطلحات استعملتها الشاعرة تقابل بها العين أو البكاء مثل: انهمري، انسكبي، ابكي، جودي، السوافح، سرب، طرب، فيضي.



هذه المصطلحات وغيرها تعطي لنا مدلولات إضافية للخطاب المباشر للعين بوصفها عنصرا أو مصدرا للبكاء، والبكاء كان شكلا ينطوي تحت غرض الرثاء:




الا يا عين فانهمري وقلًت ْ ===== لمرزئة أصبت بها تولت ْ


لمرزئة كأن النفس منها ===== بـُعيد النوم تـُشعل ُ يوم غـُلت ْ (9)



وهكذا كانت الخنساء مثالا لبناء أكثر قصائدها على غرض الرثاء تقريبا لتعيش قصائدها الرائعة


التي أرثت بها أعزائها الميتين.




http://go.3roos.com/rnhjclezl6p

maryom2009
15/06/2012, 09:14 PM
....هذا النص إحدى مراثيها في صخر تبكيه وتتحدث عن أمجاده .




النص





أعيني جودا ولا تجمــــــدا....... ألا تبكيان لصـــــــــخر الندى


ألا تبكيان الجريء الجـميل...... ألا تبكيان الفــــتى الســــــيدا


طويل النجاد رفيع العمـــاد....... ســـــاد عشـــــيرته أمـــــردا


إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم....... إلى المـجد مــــــــــدا إليه يدا


فنال الذي فــــــوق أيديهم........ من المـجد ثم مضى مصــعدا


ترى الحمد يهوي إلى بيته...... يرى أفضل الكسب أن يحمدا





المفردات





1. أعيني : الهمزة للنداء / جودا: ابكيا بالدموع الغزيرة /



لا تجمدا : لايقل دمعكما ولا يتوقف / تبكيان:تذرفان الدمع



ألا :أداة استفهام مركبة من همزة الاستفهام,ولا النافية تدل على الحث و التحضيض / الندى : الجود والكرم " بمعنى صخر الكريم الجواد ج الأنداء ,أندية× البخل.



2. الجريء : الشجاع المقدام ج جُراء , أجرئاء , أحرياء ×الجبان /الفتى: الشاب القوي ج الفتية , الفتيان / الجميل : حسن الخلق والخُلق ج جملاء × الذميم القبيح / السيد: الشريف العظيم ج السادة ج ج السادات , وفعله ساد يسود.



3. طويل النجاد : طويل القامة ج طوال , طيال × قصير / النجاد: حمائل السيف رفيع العماد : أي شريف عظيم القدر و المكانة / الرفيع : عال × المتدني العماد : عمود البيت ج العُمد , وهي خشبة تقوم عليها الخيمة / ساد : أصبح سيدا , عظم ومجد و شرف / عشيرته : أهله وقبيلته ج عشائر/ أمردا : شاب صغير لم تنبت لحيته ج مُرد.



4. القوم : الرجال ج أقوام × النساء / المجد : النبل والشرف , والسمو والرفعة ج الأمجاد ×الوضاعة و الخسة وحقارة الشأن / مد : بسط × قبض .



5. نال : حصل × حرم / مضى : سار وانطلق واندفع وذهب / مصعدا : ناهضا مرتفعا ×هابطا , وفعله أصعد بمعنى ارتقى.



6. الحمد : الثناء الجميل × الذم / يهوي : يسقط , والمراد يسرع × يصعد ويرتفع / يرى: يعتقد / أفضل:أحسن وأطيب يكسب : المكسب والربح × الخسارة / يحمد : يمدح ويثنى عليه × يذم .




الشرح:



· الخنساء في حسرة تتمنى من عينيها البكاء بغزارة وعدم التحجر أو التوقف عنه , حزنا وبكاء وحسرة على صخر الكريم . فتقول: ابكيا يا عيني ولا تبخلا بالدمع الغزير ألا تبكيان لصخر الكريم المعطاء .





· ألا تبكيان هذا البطل الشجاع المقدام صاحب الطلعة البهية , والشاب القوي العظيم الشريف .





· صاحب القامة الطويلة والبنية المعتدلة , والمهابة العظيمة في قومه فقد كان سيدا وقائدا لهم وهو ما زال في حداثته قبل أن تنبت لحيته .





· فعندما يتسابق القوم في طلب الرفعة والشرف يكون له القسط الأكبر في ذلك , ويشاركهم في النبل والعظمة .




فهو سباق في الفضيلة والمجد يحقق أكثر مما يحققه قومه من الرفعة وجلائل الأمور ولا يتوقف عند ذلك بل ينهض في شموخ ورفعة .







· ولذا فإن بيته مقر للحمد والثناء والاعتراف بالجميل فهو يعتقد أن أفضل مكسب أن يكون الإنسان محمودا بين عشيرته وقومه بأعماله العظيمة وليس هناك أعظم من ذلك .



الفكر : مكانة صــــخر وعظـــــــــــمته وجرأته , البيتين ( 1, 2 )


صفاته وفضله على عشيرته وكريم فعاله , البيتين ( 3 , 4 )


صـــــــــخر يســـــــتحق كل ثناء وتقدير, البيتين ( 5 , 6 )





التذوق البلاغي:



1 - أعيني جودا ولا تجمــــــدا ....... ألا تبكيان لصـــــــــخر الندى



أساليب:



أعيني :أسلوب إنشائي نداء للحزن والأسى / جودا : إنشائي أمر للتمني


لا تجمدا :إنشائي نهي غرضه التمني ويوحي بشدة الحزن / ألا تبكيان :إنشائي استفهام للحث والتحضيض .




اللون البياني:



أعيني : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين يمكن الاستغاثة بهما ووجهت إليهما النداء , وسر جمال الاستعارة التشخيص.


جودا : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما الأمر,امتداد للصورة


لاتجمدا : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما طلب النهي ,وهو امتداد


ألا تبكيان : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما الحث للبكاء على صخر


صخر الندى : كناية عن صفة كرم صخر





المحسنات البديعية:



تجمدا , الندى : تصريع بين شطري البيت , وهو اتفاق شطري البيت في الحرف الأخير يعطي جرسا موسيقيا ويطرب الأذن ويثير الذهن


جودا - تجمدا : طباق يؤكد المعنى ويقويه





الألفاظ :



صخر : ذكر اسم الفقيد أفاد شدة حب الشاعرة له وتلذذها بذكر اسمه على لسانها.




- ألا تبكيان الجريء الجـميل......... ألا تبكيان الفــــتى الســــــيدا





أساليب:



ألا تبكيان :إنشائي استفهام للحث والتحضيض . التكرار يدل على تأكيد مشاعر الحزن والأسى عند الخنساء .



اللون البياني:


ألا تبكيان : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما الحث للبكاء على صخر


البيت كله : كناية عن رجولة صخر وعظمته .





الألفاظ :



( الجريء - الجميل - الفتى - السيدا ) صفات تدل على عظمة الفقيد وكلها من صفات الكمال وتدل على هول الفاجعة بفقده,الجريء:وهي الشجاعة الضرورية للزعيم


الجميل : بمعنى إشراق الوجه وبهاء الطلعة يجعل الزعيم يؤثر في في قوله.


وفي رواية ( الجواد الجريء) الجواد بدل الجميل : وهي أفضل لوصفها صخر بصفتين الكرم والشجاعة أما الجمال فلا يمدح به الرجال.



السيدا : السيادة بمعنى الشرف والسيطرة أساس الزعامة .




3 - طويل النجاد رفيع العمـــاد ........ ســـــاد عشـــــيرته أمـــــردا





أساليب: الأسلوب خبري الغرض منه الوصف والتقرير





اللون البياني:



طويل النجاد : كناية عن طول القامة . حيث أن العرب كانوا يفخرون بذلك لحاجتهم إلى القوة الجسمية ويرون أن الطول دليل على ذلك , والقصر دليل على الذل . سر الجمال..



رفيع العماد : كناية عن الشرف , والسمو والرفعة وعظمة صخر . سر الجمال ..........


ساد عشيرته أمردا : كناية عن رجولته المبكرة . سر جمال الكناية :الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل في إيجاز وتجسيم.





المحسنات البديعية:



طويل النجاد رفيع العماد : حسن تقسيم , وذلك نابع من التوازن بينهما وانتهائهما بحرف الدال كأنها قافية داخلية.




4-إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم .......... إلى المـجد مــــــــــدا إليه يدا





أساليب:



الأسلوب خبري غرضه التقرير. / إذا أسلوب شرط يفيد اليقين .


مــــــــــدا إليه يدا: أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور(إليه)على ( يدا )يفيد التوكيد والتخصيص





اللون البياني:





إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم إلى المـجد: استعارة مكنية شبه المجد شيئا ماديا تمتد إليه الأيدي لأخذه .





الألفاظ :





( القوم )التعريف للتعظيم والشمول , ( يد) نكرة للتعظيم




5- فنال الذي فــــــوق أيديهم ......... من المـجد ثم مضى مصــعدا


أساليب: الأسلوب خبري غرضه التقرير.





اللون البياني:



فنال الذي فــــــوق أيديهم : استعارة مكنية شبه المجد شيئا مادي عال ينال من فوق .


ثم مضى مصــعدا: كناية عن علو همة صخر وقوة عزيمته و تفوقه على القوم جميعا .


الألفاظ : نال : توحي بالفوز بالمجد , فوق : تدل على السمو والرفعة.





6- ترى الحمد يهوي إلى بيته ........ يرى أفضل الكسب أن يحمدا



أساليب: الأسلوب خبري غرضه التقرير.




اللون البياني:




ترى الحمد يهوي إلى بيته : استعارة مكنية شبه الحمد بطائر يسرع منطلقا إلى بيته , سر الجمال التجسيم .


بيته : مجاز مرسل علاقته المحلية فقد عبر بالبيت وأراد ساكنه صخر . سر جمال المجاز المرسل : الإيجاز والمبالغة والدقة في اختيار العلاقة.


يرى أفضل الكسب أن يحمدا: كناية عن أصالة صخر وعفته وعظمة أخلاقه - حيث يرى أن الكسب الحقيقي أن يرضى الناس عنه عن أفعاله.


الألفاظ : ( ترى - يهوي - يرى - يحمد ) أفعال مضارعة للاستمرار والنجدة واستحضار الصور في الخيال


يحمد :مبني للمجهول لإفادة العموم يهوي: يوحي بسرعة النزول إلى بيته .وهي بمعنى يسرع لا بمعني يسقط وإلا كان بيته منخفضا .




التعليق العام



الغرض: الرثاء , وهو ذكر مناقب الميت التي كان يتصف بها وأثر ذلك في قبيلته وعشيرته . وهو من الأغراض القديمة في الشعر العربي فهو مدح للميت بما كان يمتاز به من صفات كالكرم والشجاعة والطموح والشرف والسيادة وهو يقال المدح بالنسبة للأحياء .





من حيث الألفاظ والأسلوب والتصوير والموسيقى:



الأسلوب: يتميزأسلوب الخنساء برهافة الحس وصدق العاطفة والبعدعن التهويل الكاذب


والأسلوب يتنوع بين الخبر والإنشاء للوصف والتقرير.


الألفاظ : ألفاظ سهلة معبرة عن عاطفة الحزن والأسى واللوعة .


التصوير : اختيار الصور المعبرة عن عواطفها ومشاعرها وتعتمد على الاستعارة والكناية والمجاز .


الموسيقى : ظاهرة في الوزن والقافية والتصريع وحسن التقسيم .


أما المعاني والأفكار: واضحة ليس فيها غموض ولا تعقيد .





ملامح شخصية الخنساء من خلال النص :



· هي امرأة رقيقة الشعور مرهفة الحس شديدة الحب والوفاء لأخيها .


· تكشف عن طبيعة المرأة التي تستنجد في الأحزان بالدموع الغزيرة





أثر البيئة في النص :


· كثرة الحروب والغزوات وما يترتب عليها من كثرة القتلى .


· استخدام السيوف في الحروب .


· قوة الروابط الأسرية التي تجمع بين الأفراد في العصر الجاهلي .


· صفات الكرم والجود و الجرأة والشجاعة والشهامة والمروءة والتطلع إلى المجد والسمو من الصفات التي يعتز بها العربي .




http://go.3roos.com/f8ax0uvm57l

maryom2009
16/06/2012, 08:22 PM
الخنساء (( ترثي أخاها صخراً ))




كان صخر هو أحب إخوان الخنساء إلى قلبها- حيث كان حليماً جوداً محبوباً بين أبناء العشيرة، وكان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها. ولما قتل أخوها صخر ظلت ترثيه،




و من بين مراثيها كانت هذه القصيدة المشهورة بين العرب حتى أصبحت أكثر تداولا ً من باقس أشعارها ، وهي :



المرثيات التي قالتها الخنساء بموت أخيها صخر





قَذًى بِعَيْـنِـكِ أَمْ بِالعَيْنِ عُوَّارُ ...



أَمْ ذَرَّفَتْ إِذْ خَلَتْ مِنْ أهْلِهَا الدّار...
فَيْضٌ يَسِيْلُ عَلَى الخَدَّيْنِ مِدْرَارُ...



تَبْكِي لِصَخْرٍ هِيَ العَبرَى وَقَدْ وَلِهَتْ...
وَدُوْنَهُ مِنْ جَدِيدِ التُّرْبِ أَسْتَارُ...



تَبْكِي خُنَاسُ عَلَى صَخْرٍ و حُقَّ لَهَا...
إِذْ رَابَهَا الدَّهْرُ إِنَّ الدَّهْرَ ضَرَّارُ...



لاَ بُدَّ مِنْ مِيْتَةٍ فِي صَرْفِهَا غَيَرٌ ...
و إِنَّ صَخْراً إِذَا نَشْتُو لَنَحَّارُ...



و إِنَّ صَخْراً لَمِقْدَامٌ إِذَا رَكِبُوا...
و إِنَّ صَخْراً إِذَا جَاعُوا لَعَقَّارُ...



و إِنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ...
كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأسِهِ نَارُ...



جَلْدٌ جَمِيلُ المُحَيَّا كَامِلٌ وَرِعٌ...
وَ لِلْحُرُوبِ غَدَاةَ الرَّوْعِ مِسْعَار...ُ



حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ، هَبَّطُ أوْدِيَةٍ...
شَهَّدُ أنْدٍيَةٍ ، لِلْجَيْشِ جَرَّارُ...



لَمْ تَرَهُ جَارَةٌ يَمْشِي بِسَاحَتِهَا...
لِريبَةٍ حِينَ يُخْلِي بَيْتَهُ الجَارُ...



وَلاَ تَرَاهُ وَ مَا فِي البَيْتِ يَأْكُلُهُ...
لَكِنَّهُ بَارِزٌ بِالصَّحْنِ مِهْمَارُ...



قَدْ كَانَ خَالِصَتِي مِنْ كُلِّ ذِي نَسَبٍ...
فَقَدْ أُصِيبَ فَمَا لِلْعَيْشِ أوْطَار...ُ



لَيَبْكِهِ مُقْتَرٌ أفْنَى حَرِيبَتَهُ...
دَهْرٌ وَ حَالَفَهُ بُؤْسٌ و إِقْتَارُ...



وَرِفْقَةٌ حَارَ هَادِيهِمْ بِمَهْلَكَةٍ...
كَأنَّ ظُلْمَتَهَا فِي الطُّخْيَةِ القَارُ...



لاَ يَمْنَعُ القَوْمَ إِن سَأَلُوهُ خِلْعَتَهُ...
وَلاَ يُجَاوِزُهُ بِاللَّيْلِ مَرَّارُ...







شرح المرثيات :





تعبر الخنساء في الأبيات 1 – 5 عن شدة حزنها و ألمها لفراق صخر ، فتقول مخاطبة نفسها فيما يسمى بالتجريد : لماذا تذرفين ؟ أهو لرمد أصاب العين ، أم لأن الدار خلت من الأحباب بعد أن رحلوا عنها ؟ و قصدها صخر و معاوية ...





و تقول في أبياتها :



إن دمعي يفيض على الخدين كالمطر الغزير.... كلّما خطرت ذكرى ضخر أذي كان قريب من قلبها مع كونه أخوها من أبيها ،


و أبكي و تدمع عيناي حزناً على صخر حين أرى بيني و بينه حاجزاً من طبقات التراب الجديد ، و قصدها القبر ، و جدير بي أن أبكي صخراً ، و لا عجب ؛


فالموت هو المصيبة التي لا ينجو منها إنسان و الزمن طبعه التقلب .






وفي الأبيات 6 – 16 ترثي الخنساء صخراً بفضائل و مثل عليا ، فهو سيد كريم ينحر الإبل للضيوف في ليالي الشتاء الباردة ، و هو بطل مقدام في الحرب ، و كريم مضياف للجياع .



و هو إمام يهتدي به الهداة كأنه جبل أوقدت في رأسه نار ، و هو صبور جميل كريم ، لكنه ماهر في إشعال الحرب .



و هو قائد يحمل اللواء ، و بطل لا يبالي ظلمات الأودية ، و سيد يحضر المحافل المهمة ، و قائد يقود الجيوش .



ثم هو عفيف لا يمكن أن يقترب من ساحة جارته حين يغيب زوجها ، و لا يمكن أن يخلو وحده بطعام بيته يأكله دون شريك ، لكنه يبرز و بين يديه صحن الطعام و يكثر الطعام ليقري الضيوف .



لقد كان صخر هو الذي اصطفيته لنفسي من بين كل الأقارب ، و مادام قد أصيب و مات فما عاد في الحياة أرب .




إن صخراً كان ذخراً لكل من فقد ماله فافتقر ، و هو البطل الكثير الأسفار ،


الخبير بالطرق فما أجدر أن يبكيه الفقراء و التائهون في الصحارى ؛ لأنهم لا يستغنون عن عطاياه و الاهتداء به .



فهو لا يمنع الفراء من الطعام و إن سألوه ثوبه يخلعه لهم و أنه لا يجاوزه أي عابر سبيل في ظلمة الليل إلا و أكرمه .





التعليقات على المرثيات :




لو نظرنا بتمعن و استيعاب لوجدنا في قصيدة الخنساء السمات التالية :



1 – أن القصيدة ذات عاطفة حزينة صادقة ، تصدر من تلك النفس المفجوعة التي فقدت أعز إنسان لديها ، و تتجلى تلك العاطفة في تكرار (( صخر )) التي تقولها الشاعرة متأوهة ، كأنها تجد في ترديد اسمه شفاء لما في نفسها من شجن .




2 – أن فيها بعض التكرار لمعان خاصة بالبكاء ؛ لأنها في الواقع تبكي كثيراً ، و تريد أن تعبر عن ذلك بما يفصح عن مداها البعيد ، و قد اجتهدت أن تبرز بذلك التكرار أخاها الراحل ، إذ كان بخصاله علماً بارزاً بين معاصريه .




3 – أن القصيدة قليلة الصور ؛ لأن الخنساء لا تهتم بالإبداع الشعري لتسابق الفحول ، و لكنها كانت تنفس عن مشاعر تجيش في صدرها ، و لا يعنيها أطرب السامعون أم نقدوا .


و مع ذلك فقد وجدت بعض الصور الرائعة كتشبيهها الدمع بالمطر الغزير في البيت الثاني ، و كتشبيهها أخاها ضخراً بالجبل الواضح الذي يهتدى به الهداة ....



4 – أن ألفاظ القصيدة واضحة ذات موسيقى تميل إليها الأسماع ، و قد لجأت الخنساء إلى الألفاظ القوية التي تعبر عن هول المصيبة الفادحة التي حلت بها .


و حسبك أن تتبع صيغ المبالغة لتدرك صحة ما نقول ، مثل : " مدرار ، ضرار ، نحار ، مقدام ، عقار ، مسعار ... " ثم إن في بعض الأبيات تقسيماً موسيقياً بالغ الروعة كما في الأبيات 6، 7، 9،10 ) .



الخنساء قبل و بعد الإسلام - منتديات الوزير التعليمية Arabic Minister Forums, Educational and Networking - Alwazer (http://go.3roos.com/9zqe7bbwkq4)






شعرهـــا وخصائصه:




تعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ،

وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء.

ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة

، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة

ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها.







وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء: ومنها:




"كانت أشعر النساء حتى قيل إنه لم تكن امرأةٌ قبلها ولا بعدها أشعرَ منها،


وكان بشار بن برد يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف،


فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال، وعدَّها البعض أعظم
الشعراء على الإطلاق،


حتى قال النابغة الذبياني:"الخنساء أشعر الجن والإنس"،




http://go.3roos.com/9zj7mwosp7l

maryom2009
16/06/2012, 08:59 PM
بعض أشعارها في الرثاء:


تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها.

وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما،

وفي متناول أيدينا هذه القصائد :


ألا يا عين فانهمري بغدر***** وفيضـي فيضـــــة مــــن غـيـــر نــــــــــزر
ولا تعدي عـــزاء بعــد صخــــــــــر***** فقد غلب العزاء وعيل صبري
لمــرزئة كأن الجـــــوف منهـــا *****بعيــد النـــــوم يشعـــــر حــــر جمـــر(1)


في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على

الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر.


من حس لي الأخوين***** كالغصنين أو من راهما
خوين كالصقرين لم***** ير ناظر شرواهمـا
قرميــن لا يتظالمان ***** ولا يرام حماهـا
أبكي على أخـوي *****والقبــر الذي واراهما
لا مثل كهلي في الكهول***** ولا فتى كفتاهما(2)



وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما .




ومن شعرها أيضا


يذكرني طلوع الشمس صخرا ***** واذكره كل غروب شمسي
ولولا كثرة الباكين حولي ***** على اخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل اخي ولكن ***** أعزي النفس عنه بالتأسي
فلا والله لا انساك حتى افارق ***** مهجتي ويشق رمسي
فيا لهفي عليك ولهف امي ***** ايصبح في الضريح وفيه يمسي؟(16)





وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛

أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ،

وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم ( فلا والله ) على أنها لن تنساه أبداً.

وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر،

فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر.

وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد.(17) ثم قالت:

أسدان محمرا المخالب نجدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر

قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد مخير (18)

وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة.




الخنساء في سوق عكاظ ،,,




وقد تنافست يوما هي وهند بنت عتبة شعرا في سوق عكاظ وكل منهما تؤكد انها اعظم العرب مصيبة، وهذا كان بعد وقعة بدر، فبدأت هند تقول:



أبكي عميد الأبطحين كليهما *** ومانعها من كل باغ يريدهـا
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *** وشيبة والحامي الذمار وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب *** وفي العز منها حين ينمي عديدها


فقالت الخنساء:


أبكي أبي عمرًا بعين غزيـرة *** قليل إذا نام الخلـي هجودهـا
وصنوي لا أنسى معاوية الذي *** له من سراة الحرتيـن وفـودهـا
وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا *** غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها
فذلك يا هند الرزية فاعلمي *** ونيران حرب حين شب وقـودهـا




الخنسـاء (http://go.3roos.com/9zj7mwosp7l)

maryom2009
17/06/2012, 09:03 PM
شرح قصيدة الخنساء ترثي أخاه صخر





شاعرة العرب الاولى دون منازع فاقت ابناء زمانها من شعراء وشاعرات وامتاز شعرها برقة الكلمة وعذب المعاني وابدعت في لون الرثاء ولم يفقها احد في هذا اللون تعلقت باخيها غير الشقيق صخر وحبته حبآ خلده التاريخ فكان بالنسبة لها الاخ والزوج والاب والابن بل تعدى كل هؤلا في نفسها عندما مات حزنت عليه حزنآ عظيمآ وتوشحت السواد باقي عمرها ورثته باجمل مراثي الشعر العربي



كان لها اربعة من الابناء استشهدوا جميعآ في معركة القادسية لم تبكهم بل احتسبتهم عند


ربها وهذا يدل على ان اخيها صخر فاق منزلة ابنائها في نفسها .






تقول في اعظم مراثي الشعر العربي:





قذى بالعين ام بالعين عوار...............ام اذرفت اذ خلت من اهلها الدار
كان دمعي لذكراه اذا مرت................فيض يسيل على الخدين مدرار
وان صخرآ لتاتم الهداة به....................كانه علم على راسه نار






انظروا معي هذا الحب فهي تقول قذى بالعين والقذى مرض يصيب العين فلا تكاد تبصر النور والمقصود ان عينها لم تعد تبصر احدآ بعد صخر وتقول ام اذرفت اذ خلت من اهلها الدار فهي ترى ان الكون خلا من الناس بعد موت صخر بالرغم من وجود زوجها وابنائها اي حبآ هذا وتاملوا معي عذوبة الكلمات




تاملوا هذا العشق لاخيها فهي تذكره من طلوع الشمس الى الغروب وتستنكر ان مثل صخر يصبح ويمسي في قبر لكنها سنة الحياة . رحم الله الخنساء رحمة واسعة فقد متعتنا باجمل ابيات الرثاء في الشعر العربي .





قذىً بعينك أم بالعين عوار ***** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار ؟




هنا الخنساء تخاطب نفسها وهذا قمة البلاغة الآدبية وهو ما يسمى " بالجريد " حيث جردت من نفسها أنسانا تخاطبه وتبكي له الحزن والألم وهذا حال المتألم دوما ما يبحث عمن يخفف عنه لوعته وحزنه ..




توبيخ للنفس " هل في عينيك قذى وهو التراب أو بعض القذارة التي تصيب العين فتألمها وتوجعها وربما تصاب بالرمد أو المرض " هذه المعاني الطويلة استطاعت شاعرتنا العبقرية الخنساء أن تضمها في الشطر الأول بأسلوب الاستفهام " انشائي " لغرض التوبيخ ..



يا ترى ما السبب في ألم عينيها أهو القذارة التي أصابتها أم خلو الدار ممن تحب ... وما أصعب البلوى بالفراق .. رحم الله من رحل وترك في فؤادنا لوعة الذكرى المريرة ..


لا حظي استخدام أسلوب العطف " أم " وكأنه تعطي المستمع حق التخيير في ما أصابها ... وهذا دليل للعبقرية الشعرية عند الخنساء ..



كأن عيني لذكراه إذا خطرت*****فيضٌ يسيل على الخدين مدرار



ذكرى مؤلمة لمن رحل وترك في الفؤاد لوعه .. فما أن تذكره حتى تذرف من الدموع أنهار ا ..أسلوب خبري لغرض التقرير ..




أسلوب جميل غير متكلف في دائرة الحزن المؤلمة ... تشبيه تام حيث صورت دموعها بالفيض " فيضان الماء " زيادته .. وجه الشبه الكثرة


أو مجاز مرسل علاقته المكانية حيث أن الدمع محله العين ...





تبكي لصخر هي العبرى و قد ولهت *****و دونه من جديد الترب أستار




جميعنا نبكي الموتى هذا حالنا في زمن الفقد والخنساء بكت صخر بحسرة وألم.. فكلما ذكرته ولهت واشتاقت له وهذا هو حال المحب .. ولكن هل للشوق لقاء .. لن يكون فبينها وبين صخر كل يوم هول من التراب


وهو القبر واللحد الذان ظماه ..



أسلوب خبري لغرض التوكيد ...



استخدام ألفاظ قويه مؤثره كالفعل المضارع " تبكي " أو غيره من المفردات الموجزه المعبرة " ... ولهت ... قذى .. وهكذا "



تبكي خناس على صخرٍ و حق لها ***** إذ رابها الدهر إن الدهر ضرار



هنا تجد لها العذر في البكاء والنوح فقد قتلها الدهر وأصابها بموت من تفتقده وتعزه ..


من رفع لها جوارها وأكرمها " صخر " ذاك الأخ الجميل الصنائع ...


رابها : أي طعنها أو سبب لها الأذى ونحوه ..



" رابها الدهر " استعاره مكني ةصورت الدهر بانسان يقتل أو يطعن أو يؤذي " ذكر المشبه وحذف المشبه به لتقوية المعنى وتقريبه ... القرينه " رابها "


طبعا هنا لا بد أن نذكر الطالبات بأن الانسان لا يتجهم ولا يتهجم على الدهر وفقا لعقيدتنا الاسلامية ولكن يشفع لها أن رثائها كان قبل الاسلام ..


حاولي أن تذكري لطالباتك سبب تعلق الخنساء بصخر ...


" خناس " ترخيم وتجميل للخنتساء .. وهذا دليل أنها اشتهرت به لجمالها ..



لا بد من ميتةٍ في صرفها غِيرٌ ***** و الدهر في صرفه حولٌ و أطوار



حقيقة رائعه من شاعره حكيمة .. فعلا هنا تنطق الحكمة .. لا بد من الموت فالدهر يتغير ويتحول والانسان من سعاده إلى حزن ومن قوة إلى ضعف .. فاحذروا العواقب .. وليعمل كل انسان الخير ويتقرب لله .. فما تدري نفس ماذا تكسب إذا ولا تدري نفس بأي أرض تموت ...



و إن صخراً لوالينا و سيدنا **** و إن صخراً إذا نشتو لنحار


و إن صخراً لمقدامٌ إذا ركبوا **** و إن صخراً إذا جاعوا لعقار


و إن صخراً لتأتم الهداة به ****كأنه علمٌ في رأسه نار


جلدٌ جميل المحيا كاملٌ ورعٌ ****و للحرب غداة الروع مسعار


حمال ألويةٍ ، هباط أوديةٍ ... شهاد أنديةٍ ، للجيش جرار




في الأبيات السابقة تذكر الخنساء مدائح صخر فهو الوالي والسيد والكريم المنحار " منحار " صيغة مبالغة لغرض الاكثار من كذا ....وهو شجاع مقدام في المعارك " " ركبوا " ايجاز يحمل العديد من المعاني الرائعة .. وهو من يستهدي به القوم في كل مكان فهو علم وراية للكرم والحق ... جميل وورع ومسعار في الحروب لا يخشاها ولا يخافها ... يحمل اللواء للحرب ويهبط الأودية في الليل غير خائف ولا جبان .. يشهد أندية قومه فهو سيد فيها وهو قائد الجيش في المعارك ...



وصف رائع جدا دليل على الحب والاخاء ..



لم تره جارةٌ يمشي بساحتها *****لريبةٍ حين يخلي بيته الجار


حتى في الجاهلية كانت لديهم مكارم الأخلاق من أروع الصفات .. فللنظر لجمال الخلق عند هذا الرجل العفيف المحافظ على حرمات القوم .. لا يدنس عرضه ولا عرض غيره بريبة أو شك ..

بل هو محافظ على بيت جاره في عدم وجوده .. فلله دره ..



و لا تراه و ما في البيت يأكله *****لكنه بارزٌ بالصحن مهمار

نعم هو من يحمل الصحن للفقير والعائز ... حتى وإن لم يكن لديه ما يطعم به أهله
فهو شهم كريم ..



قد كان خالصتي من كل ذي نسبٍ ****فقد أصيب فما للعيش أوطار



كان هو من يرفعني ويحميني وقد استخلصته لي من كل ذي نسب يكفيني وجوده معي
والآن قد ذهب فكيف يكون العيش بعده ...



لحظات حزن رهيبة للخنساء .. وآه من حزن القلوب
نسأل الله السلامة ...




الأفكار الجزئية:



الحزن العظيم الذي اغتال الخنساء في وفاة صخر
التجريد من سمات القصيدة


بدأت الخنساء بالرثاء ثم المدح فعوده للرثاء ..


مصيبة أخته فيه لا تماثلها مصيبة أخرى في الجن أو الإنس
صخر رجل الشدائد والخطوب صخر يكرم الضيف ويؤمن الخائف




العاطفة:


فاضت نفسها حزنا لفقد أخيها جياشة ومؤلمة ..
أفكار مترابطة مع بعضها البعض ..




البيت الثامن:


معاني كلمات: والي : زعيم, نحار: كثيرة النحر.
شرح البيت: تصف الشاعره اخاها صخر بانه سيد قبيلته وزعيمها وتصفه ايضا بالكرم خاصهً في الشتاء حيث الحاجه والشده ويكثر الذبح للمحتاجين.



شرح قصيده الخنساء - منتدى الإيوان (http://go.3roos.com/gobos7qo0ti)

شرح قصيدة الخنساء (http://go.3roos.com/4agfp9fiukt)#

maryom2009
17/06/2012, 09:50 PM
سبب حب الخنساء لصخر ورثائها له خاصة:.





وقد كان أكثر مراثيها في أخيها صخر ويعود الإكثار من رثائها له خاصة إلى مواقفه الرائعة وصلاته الحميمة بأخته وبرّه بها وعطفه عليها وإيثارها بما لديه من مال على نفسه وأهله.



مما عمّق محبته في قلبها ومكّن لهذه المحبة من أن تسود فؤادها، والإحسان قيدُ وفاءٍ للنفوس الحرة، ومَن وجد الاحسان قيداً تقيّدا، وكذلك كانت الخنساء مع أخيها صخر،


فقد تجاوز في كرمه معها إلى ما هو أكثر من حدود صلة الرحم حيث بلغت صلته بأخته ورعايته لها وحنوّه عليها ومواساتها ما لا يقدر عليه سوى من استطاع أن يفعل مثل ما فعل،


ومن إكرامه لها وتقديرها ما ذكرته في هذا المجال: انها تزوجت برجل من عشيرتها متلاف للمال فأنفق ماله كله حتى لم يعد يملك شيئاً فأشارت عليه بأن يذهبا إلى أخيها صخر،



فقسم ماله شطرين وأعطاهما خيريء الشطرين، فلما عاتبته زوجته قائلة:




: أما يكفي أن أعطيتهما شطر مالك حتى تعطيهما خيريء الشطرين لم يلتفت إلى كلامها، وحين عادت أخته إليه مع زوجها مرتين بعد ذلك كان يفعل مثل ما فعل في المرة الأولى يشاطرهما ماله ويخصهما بأفضله،


ولو امتد به العمر واستزادته عدة مرات لاستمر في عطائه لها في غير مَنّ منه ولا ضيق بطلباتها.



بل إنه


1- أرادت بها مكة 2- النوم


3- شقيقي 4- أرض ذات حجارة سوداء كأنها أحرقت بالنار وأرادت هنا مكانين بعينهما لعلهما حرة سليم وحرة واقم.


5- الصغير الجثة الذي لاغنى عنه .



ليخصها بأفضل ما يملك ويخيّرها وزوجها لاختيار الأفضل. لذلك حملت له في نفسها هذا الجميل في حياته وبعد مماته، مما اقتضاها الوفاءُ له التنويه بذكره والبكاءَ على فقده، فقد طوّق عنقها ورفع رأسها لدى قومها بهذا الإيثار الذي يندر وجوده.


مما جعلها لا تمل من مواصلة رثائه ولا تنسى ذكراه طيلة حياتها، فرفعت ذكره في دنياها وخلّدت اسمه في ديوان الرثاء العربي .



فهي تذكره في كل أحوالها وتحاول أن تُعزّي نفسها بالصبر حين ترى الباكين حولها على فقد أعزّائهم، ولكنها مع ذلك تظل تعدّد مزاياه وكأنها تُعرّف بمكانته وما يتصف به من جميل السجايا وحميد الصفات.


مما أهّله لأن يحتل بين قومه مكانة متميزة، فتعلن مواقفه الرائعة وأفعاله الشامخة من شجاعة وسخاء ورجولة ووفاء وحفظ للجار وصيانة للشرف، وسيادته بتلك الخصال التي لا تتوافر إلاّ في النادر من الرجال:



وإنّ صخراً لوالينا وسيدنا


وإن صخراً إذا نشتو لنحار(1)


وإنّ صخراً لمقدام إذا ركبوا


وإن صخراً إذا جاعوا لعقّار(2)


حمّال ألوية هباط أودية


شهّاد أندية للجيش جرار


نحار راغية(3) قتال طاغية


فكّاك عانية للعظم جبّار


لم ترَه جارة يمشي بساحتها


لريبة حين يُخلي داره الجار




وهي تنثر مفرداتها كالسبائك الذهبية التي تنسج منها أوصافاً ترى أن أخاها مؤهل لها في ألفاظ متألقة متناسقة متماسكة على النحو التالي:


المجد حُلّته والجود علّته
والصّدق حوزته إن قرنه(4) هابا
خطّاب محفلة فراج مَظلمة
إن هاب معضلة أتى لها بابا





نظرة المستشرقين إلى رثاء الخنساء:.



وقد وضعها ابن سلاّم بين طبقات الشعراء الكبار في كتابه: (طبقات فحول الشعراء).
وهذا التفرد الذي اختصت به شاعرتنا في مجال الرثاء لفت إليها بعض المستشرقين،


1-كناية عن الكرم 2- كناية عن الكرم 3-الناقة 4- القرين النظير



فقد قام المستشرق الفرنسي دي كوبيه بترجمة ديوانها إلى الفرنسية عام 1889م كما قدّم المستشرق الايطالي غبريالي دراسة بالايطالية عن حياتها وشعرها،



وكذلك فعل المستشرق الألماني رودو كاناكيس، فقد أعدّ بحثاً عنها وعن مراثيها..



وكانت شهرتها بما برزت فيه من فنون الشعر في فن الرثاء فقد تميزّت برقة العاطفة وسمو المشاعر وروعة التصوير في ابراز جسامة المأساة وحدّة المعاناة،



فكان إبداعها في شعر الرثاء الذي كان أهمَّ ما برزت فيه وأجادته، وفيه تألّقت حين تعمل على تجسيم أحزانها فهي تختزن في ذاتها وهجاً من عواطف ملتهبة ومشاعر مكبوتة تنطلق مع التعبير الذاتي عن المواجع الإنسانية،


فالرثاء إنما يصدر عن روح فياضة بالشجن مشحونة بالألم، والخنساء كذلك. مما جعلها في مقدمة شعراء المراثي.






الشاعرة التي بكت أخويها ولم تبك أبنائها الأربعة:.


وقد كتب الأستاذ فاروق شوشة في مجلة العربي(1) تحت عنوان: (الشاعرة التي بكت أخويها ولم تبكِ أبناءها الأربعة!)

أشار فيما كتب إلى بكائها على أخويها وعدم بكائها على أبنائها الأربعة مشيراً إلى تعجّب الدكتورة بنت الشاطئ من رثائها لأخويها دون أبنائها ووصءفها ذلك بأنه: "انحراف في طبيعة تماضر جعل عاطفة الأخوّة فيها تطغى على عاطفة الأمومة التي هي جوهر الأنوثة"..


وانتهى الكاتب في هذا المضمون إلى أنه "بقي لنا بكاء الخنساء ورثاؤها لأخوءيها. أما صمتها الشعري عن استشهاد أبنائها الأربعة فقد دخل في عداد المسكوت عنه في شعرنا العربي"..

وقد اكتفى الكاتب في هذا المجال بذكر أن بكاء الخنساء أخويها لأنهما ماتا على الجاهلية.

أما عدم بكائها لأبنائها الأربعة فلأنهم استشهدوا في سبيل الله مجاهدين دفاعاً عن الإسلام،

فكيف تبكيهم شعراً وقد شرّفهم الله بالشهادة؟






MU | Faculty Site | ط¯0 ط¹ط¨ظٹط± ط¹ط¨ط¯ ط§ظ„طµط§ط¯ظ‚ ظ…ط­ظ…ط¯ ط¨ط¯ظˆظٹ (http://go.3roos.com/tysdhrjtrsr)

maryom2009
18/06/2012, 07:33 PM
صور من حياة الصحابية الخنساء :.




(الخنساء) تماضر بنت عمرو بن الشريد بن رباح السلمية ، صحابية جليلة ، وشاعرة مشهورة ، قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم ، فأسلمت معهم.



كانت الخنساء تقول البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو ، وقتل أخوها لأبيها صخر ، وكان أحبهما إليها لأنه كان حليماً جوداً محبوباً في


العشيرة ، كان غزا بني أسد ، فطعنه أبو ثور الأسدي طعنه مرض منها حولاً ثم مات ، فلما قتل أخوها صخر قال ترثيه :




1- العدد (250) شهر ذي الحجة 1422هـ




أعينيَّ جودا و لا تجمــــــدا === ألا تبكيان لصخر النـــــــــــدا
ألا تبكيان الجريء الجميـــل === ألا تبكيان الفتى السيـــــــــدا
طويل النجاد، رفيع العمـــاد === ساد عشيرته أمـــــــــــــــردا
إذا القوم مدوا بأيديهـــــــــم === إلى المجد مد إليه يـــــــــــدا
فنال الذي فوق أيديهـــــــــم === من المجد، ثم مضى مصعـدا
يحمله القوم ما عالــهــــــــم === و إن كان أصغرهم مولـــــدا
ترى المجد يهوي إلى بيتـــه === يرى أفضل المجد أن يحمدا
و إن ذكر المجد ألفيتـــــــــه === تأزر بالمجد ثم ارتــــــــــدى




وقالت في رثاء معاوية:




ألا لا أرى في الناس مثل معاوية === إذا طرقت إحدى الليالي بداهيـــــة
بداهية يصغى الكلاب حسيسـهــا === و تخرج من سِرِّ النجي ِّ علانيــــة
و كان لزاز الحرب عند نشوبهــا === إذا شمرت عن ساقها و هي ذاكية
و قواد خيل نحو أخرى كأنهــــــا === سعال و عقبان عليها زبانيـــــــــة
بلينا و ما تبلى تعار و ما تــــرى === على حدث الأيام إلا كماهيــــــــــة
فأٌقسمت لا ينفك دمعي و عولتـي === عليك بحزن ما دعا الله داعيــــــة




لقد كانت شهرة الخنساء رضي الله عنها قد ذاعت وطار صيتها في كل مكان ، وخاصة من خلال مراثيها التي سارت بها الركبان .



وهي إلى شاعريتها صاحبة شخصية قوية ، تتمتع بالفضائل والأخلاق العالية ، والرأي الحصيف ، والصبر والشجاعة .






MU | Faculty Site | ط¯0 ط¹ط¨ظٹط± ط¹ط¨ط¯ ط§ظ„طµط§ط¯ظ‚ ظ…ط­ظ…ط¯ ط¨ط¯ظˆظٹ (http://go.3roos.com/tysdhrjtrsr)


من كلمات الخنساء :




كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها: "يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين, والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد, كما أنكم بنو امرأة واحدة, ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم, ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين.



واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].


فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين, فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين, وبالله على أعدائه مستنصرين.


وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارًا على أوراقها, فتيمموا وطيسها, وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة"




الخنساء | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني (http://go.3roos.com/s8qmueqxx3w)





استشهاد الأبناء



ولما جاء الصباح تقدموا الصفوف يحركهم إيمانهم وتدفعهم وصيه الأم الصالحة، جاهدوا


جهاد الفاتحين الشجعان


باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا ، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزاً ،


و حين خرج أولهم أنشد :


يا إخوتي إن العجوز الناصحة === قد نصحتنا إذ دعتنا البارحـــــــــة
مقالة ذات بيان واضحــــــــــة === فباكروا الحرب الضروس الكالحة
و إنما تلقون عند الصائحـــــة === من آل ساسان الكلاب النابحـــــة
قد أيقنوا منكم بوقع الجائحــــة === و أنتم بين حياة صالحـــــــــــــــة
أو ميتة تورث غُنما رابحة


و تقدم إلى الميدان، و مازال يقاتل و يطاعن حتى استشهد



ثم تبعه الثاني و هو يقول :


إن العجوز ذات حزم و جلــــــد === و النظر الأوفق و الرأي الســـــدد
قد أمرتنا بالسداد و الرشـــــــد === نصيحة منها و برا بالولــــــــــــــد
فباكروا الحرب حماة في العـدد === إما لفوز بارد على الكبــــــــــــــــد
أو ميتة تورثكم عز الأبــــــــــد === في جنة الفردوس و العيش الرغد



و قاتل حتى استشهد،



فنزل الثالث إلى الميدان و هو يردد :


و الله لا نعصي العجوز حرفا === قد أمرتنا حربا و عطفــــــــــــا
نصحا و برا صادقا و لطفـــا === فبادروا الحرب الضروس زحفا
حتى تلُفُّوا آل كسرى لفـــــــا === أو يكشفوكم عن حماكم كشفـــا
إنا نرى التقصير منكم ضعفا === و القتل فيكم نجدة و زلفــــــــى

و حمل حملات شديدة على الكافرين، ثم سقط شهيدا.



فتبعه الرابع إلى الميدان منشدا :


لست لخنساء ” و لا للأقــــــــرم === و لا ل ” عمرو ” ذي النساء الأقدم
إن لم أَرِدْ في الجيش، جيش الأعجُم === ماض على الحول خضم خضــــــرم
إما لفوز عاجل و مغنـــــــــــــــــــــم === أو لوفاة في السبيل الأكـــــــــــــــرم


و قاتل هو أيضا حتى قتل ….


و تلقت الخنساء الخبر المفجع بصبر و جلد و كأنها تتلقى نبأ زفاف كل واحد منهم إلى عروسه في الجنة


و قالت بصدق إيمان و وفاء و يقين :


” الحمد لله الذي شرفني بموتهم ( بقتلهم )،و أرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ”

انقلاب عظيم في حياة الخنساء، لم تنطق بيتا و لا شعرا لرثاء أبناءها الأربعة و إنما هو

الإسلام يُنطق على لسانها و صبر و احتساب الأجر عند الله تعالى





الخنساء : لآلئ حول الرسول صلى الله عليه وسلم (http://go.3roos.com/3a46sfkr0yl)





ضربت أعظم الأمثلة في الصبر والتضحية والفداء، ومن يستطيع الصبر كما صبرت،

أو يقول كما قالت، أو يحتسب كما احتسبت، أو يفعل كما فعلت.



عندما سمعت منادي الجهاد كانت أول الملبين، وعندما خرج فرسان المسلمين كانت مع أبنائها الأربعة في طليعة الصفوف، لم تلن لها قناة أو يرتجف لها قلب أو يهتز لها يقين.



باتت ليلتها تنصح أبناءها وتدفعهم إلى القتال في سبيل الله دفعا، وفي الصباح استجاب الأبناء البررة إلى دعوة الأم الكريمة المؤمنة،


قاتلوا قتال الفرسان وجاهدوا جهاد الشجعان وشاركوا في الفوز بالنصر، وفي نهاية المطاف مع النبيين والصديقين شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.


سألت الخنساء عن أبنائها وعرفت مصيرهم، فدعت الله أن تكون معهم في مستقر رحمته، لم تلطم خدا ولا شقت جيبا، لكنها قالت كما يقول المؤمنون الصابرون “إنا لله وإنا إليه راجعون”.!


ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربا, ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها , وقلب أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود.



فانتقلت من حال الـيـأس والقــنـوط إلى حـال الـتـفـاؤل والأمـل، وانتقلت من حال القـلـق والاضـطـراب إلى حال الطـمأنـيـنة والاســتقرار،

وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين.


نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتا في وجه الزمن,

ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض.


الخنساء .. أم الشهداء - المروان (http://go.3roos.com/rzv4be63tr9)

maryom2009
18/06/2012, 09:31 PM
الخنساء شاعرة الصبر والحكمة :





كان أخوها صخرا كريما ومهابا في قومه وكان من أملح العرب وجها وسبب موته أنه

غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات.


وغلبت الخنساء على الشواعر من النساء فبرعت في الرثاء كما كان لها بعض الخطب القصار,

قال عنها جرير: والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة،

أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل امرأة قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ،

فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فقال: الخنساء فوق الرجال،

وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيلية والخنساء السلمية .

وكان يضرب للنابغة قبة من أدمٍ بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها.

قال: وأول من أنشده الأعشى ثم حسان بن ثابت ثم أنشدته الشعراء، ثم أنشدته الخنساء

بنت عمرو بن الشريد:




وإن صخراً لتأتم الهداة به*****




كـأنه علم في رأسه نار











فقال: والله لولا أن أبا بصير " أبو بصير الأعشى ميمون بن قيس " سبقك ً لقلت إنك أشعر الجن والإنس.



وقال حسان بن ثابت للخنساء يوما : أهجي قيس بن الخطيم؛ فقالت: لا أهجو أحداً أبداً حتى أراه.


قال: فجاءته يوماً فوجدته في مشرقةٍ ملتفاً في كساء له، فنخسته برجلها وقالت: قم، فقام؛ فقالت: أدبر، فأدبر؛


ثم قالت: أقبل، فأقبل. قال: والله لكأنها تعترض عبداً تشتريه، ثم عاد إلى حاله نائماً؛


فقالت: والله لا أهجو هذا أبداً.



أحزان الخنساء وهند





ولما كانت وقعة بدر، قتل فيها عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة؛ فأقبلت هند بنت عتبة ترثيهم،


وبلغها تسويم الخنساء هودجها في الموسم ومعاظمتها العرب بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشريد وأخويها صخرٍ ومعاوية، وأنها جعلت تشهد الموسم وتبكيهم،



وقد سومت هودجها براية، وأنها تقول: أنا أعظم العرب مصيبةً، وأن العرب قد عرفت لها بعض ذلك.



فلما أصيبت هند بما أصيبت به وبلغها ذلك، قالت: أنا أعظم من الخنساء مصيبة ً، وأمرت بهودجها فسوم براية،


وشهدت الموسم بعكاظ، وكانت سوقاً يجتمع فيها العرب، فقالت: اقرنوا جملي بجمل الخنساء، ففعلوا.


فلما أن دنت منها، قالت لها الخنساء: من أنت يا أخيّة؟ قالت: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبةً،


وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك، فبم تعاظمينهم؟ فقالت الخنساء: بعمرو بن الشريد، وصخرٍ ومعاوية ابني عمرو،


وبم تعاظمينهم أنت؟ قالت: بأبي عتبة بن ربيعة، وعمي شيبة بن ربيعة، وأخي الوليد. قالت الخنساء: أو سواءٌ هم عندك .





فقالت الخنساء:



أبكي أبي عمرًا بعين غزيـرة *** قليل إذا نام الخلـي هجودهـا
وصنوي لا أنسى معاوية الذي *** له من سراة الحرتيـن وفـودهـا
وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا *** غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها
فذلك يا هند الرزية فاعلمي *** ونيران حرب حين شب وقـودهـا





فقالت هندٌ تجيبها:



أبكي عميد الأبطحين كليهما *** ومانعها من كل باغ يريدهـا
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *** وشيبة والحامي الذمار وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب *** وفي العز منها حين ينمي عديدها






الخنساء شاعرة الصبر والحكمة | محيط (http://go.3roos.com/wypraz5tvwc)

maryom2009
21/06/2012, 08:19 PM
الخنساء وقدرة الله عز وجل:.


من أراد أن يعرف كيف يُقلّب الله القلوب من حال إلى حال ، وكيف يصنع النفوس الأبية صنعا يثيرالإعجاب ،


وكيف ينزع منها العبث والهزل والقنوط ويبعث فيها الرجاء والأمل والرضا بالقضاء والقدر - فلينظر إلى الخنساء بنت عمرو بن الشريد الأسلمية كيف كانت في الجاهلية ثم كيف صاغها الإسلام صياغة جديدة ،

وتحولت معها إلى امرأة مجاهدة صبور ، تحرض أولادها على الجهاد في سبيل كتاب الله وتدفعهم إلى ميادين القتال لكي يسطروا على البطولة والتضحية لكي تنال باستشادهم هناء الدارين دار الدنيا ودار الآخرة فقد أسلمت رضي الله عنها مع وفد من قومها وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامها ،

وتركت الشعر جانباً ، واشتغلت بتلاوة القرآن الكريم ، وما كانت تنشد الشعر بعد إسلامها إلا في مناسبات خاصة .

وقد حضرت موقعة القادسية بين المسلمين والفرس في السنة الرابعة عشرة من الهجرة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعها بنوها الأربعة ،

فقالت لهم حين نادى سعد بن أبي وقاص حي على الجهاد :- يا بني لقد أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو رجل واحد ، ما خنت أباكم ،

ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيرّت نسبكم، و تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية .


يقول الله تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )(1) فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ،

فاغدوا على قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وحلّت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها،

وجالدوا رئيسها عند احتدا ء خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة .

وأعانتهم بكل ما استطاعت من قوة مادية ومعنوية ، وزودتهم بالنصائح الغالية ،

وأوصتهم بأن يكروا ولا يفروا ، وأن يقدموا ولا يحجموا .

وليس هناك كلمات أبلغ من هذه الكلمات التي تفجرت من ينابيع حكمتها فبعثت في نفوسهم دوافع الشجاعة والإقدام،

وألهبت في نفوسهم الحمية المحمودة في مثل هذه المواقف البطولية ،

وغرست في نفوسهم حب الاستشهاد في سبيل الله فأقبلوا على الحرب يتوسطون جموع العدو، ويضربون فوق العناق بكل قوة وشراسة ،

لا يبالون أسقطوا على الموتى أم سقط الموتى عليهم .

فهي قدمتهم جميعاً إلى أتون المعارك ، ولم تدخر منهم أحداً يعولها أو يقوم بشأنها ، لأنها تحسن التوكل على الله ،

وتثق في فضله العظيم ، وترجوا من أعماق قلبها أن ينتصر المسلمون نصراً عزيزاً على تلك القوة الغاشمة التي جاءت من كل صوب وحدب بأعداد غفيرة لا أول لها ولا آخر ،





سورة آل عمران آية 200


ومعهم من العتاد والعدد ما لا يكاد يحصى ولا يُعد .



لقد جاءوا ومعهم الفيلة التي لا تقف أمامها الجيوش الجرارة ،و لاتستطيع أن تقهرها قوة مهما كان لديها من سلاح ،

في الوقت الذي لم يكن المسلمون يملكون من السلاح إلا السيوف والرماح وقليل من الخيل المسومة ،


ولم يكن لديهم من الأقوات ما يكفيهم ، ولم يكن عددهم كبير بل كانوا نحو أربعة آلاف رجل ،


ولكنهم كانوا في ذروة الإيمان بالله تعالى ومقبلون عليه راغبون في خوض غمار تلك المعركة الضارية الشرسة مع جنود الفرس ،


فقد باعوا أنفسهم لله ، لا يخشون الموت في سبيله ، بل يستحبون الموت في مثل هذه المعارك ،


لينالوا شرف الشهادة وثوابها العظيم،مؤمنين بقوله عز وجل (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً فى التوراه والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)(1) .


وكان سعد بن أبي وقاص هو القائد في هذه المعركة ، وهو قائد ملهم ، وفارس معلم يحسن التدبير ، ويحكم وضع الخطط الحربية ،


ويعرف من أين يأتي العدو وكيف يأخذه على غرة ، وكيف يتغلب على كثرته وقوة سلاحه بحسن الحيلة وأخذ الحيطة والحذر ،


وبعد عدة جولات شديدة البأس - انتصر المسلمون على عدوهم انتصاراً عظيماً في يوم مشهود ،


فقد استطاع المسلمون بإذن الله تعالى أن يتعاملوا مع الفيلة حتى ردوها على أدبارها ،


فانقلبت على من أتى بها ففرقت جموعهم وأحدثت بينهم دماراً شاملاً ،


ففروا من الميدان خزايا مهزومين ، وقتل قائدهم رستم في هذه المعركة التي زلزلت أقدامهم وأذهبت ريحهم وشتت شملهم ،


وقذف الله الرعب في قلوبهم .(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز((2)


وبعد انتهاء المعركة الفاصلة سألت الخنساء عن أبنائها الأربعة فأخبروها أنهم قد استشهدوا جميعاً ،


فتلقت هذا الخبر بالصبر والرضا والجلد ، واحتسبتهم عند الله عز وجل ، وكفكفت دمعها ،

وتخففت من حزنها ، فلم ترثهم كما كانت ترثي أخاها صخراً في الجاهلية .


فالإسلام قد هذبها ، وأمدها بقوة إيمانية تجعلها قادرة على المثابرة في مثل هذه المصاب الجلل والإيمان نصفه صبر ونصفه شكر .)


وبشر الصابرين الذين إذا أصباتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (3)


أتدري ماذا قالت حين علمت باستشهاد أبنائها الأربعة ؟ قالت : " الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجوا من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته " .


هكذا استقبلت الخنساء : تماضر بنت عمرو الأسلمية نبأ استشهاد أبنائها الأربعة فما وهنت وما ضعفت وما استكانت وما تفوهت بما تتفوه به الثكلى عادة لعلمها بأنها ستلحق بهم وتحشر معهم إن شاء الله وتلقى جزاء الصابرين من جنات النعيم



1- سورة التوبة آية 111. 2-سورة الحج آية 40.
3- البقرة 155



. وظلت الخنساء عازفة عن حياة الدنيا ، زاهدة في متاعها الفاني ،


مشغولة بذكر الله وتلاوة القرآن ، حتى لقيت ربها عز وجل صابرة شاكرة،


فكانت مثال للمؤمنات الصالحات في التضحية والفداء ، وقدوة لهن في الصبر على المكاره ومواجهة الشدائد بصدر رحب وقلب مطمئن،


كما كان أولادها الأربعة مثالاً رائعاً في البطولة والنضال،


وقدوة لكل مسلم يحرص على الموت من أجل أن توهب له الحياة .


. قال تعالى( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)(1) (2)



MU | Faculty Site | ط¯0 ط¹ط¨ظٹط± ط¹ط¨ط¯ ط§ظ„طµط§ط¯ظ‚ ظ…ط­ظ…ط¯ ط¨ط¯ظˆظٹ (http://go.3roos.com/tysdhrjtrsr)

maryom2009
21/06/2012, 08:43 PM
معنى خنساء في قاموس المعاني



1- خنساء - خَنْسَاءُ :



1 . : البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ .


2 . " اِمْرَأَةٌ خَنْسَاءُ " : أَيْ لَهَا أَنْفٌ خَانِسٌ .


3 . : اِسْمُ عَلَمٍ لِلْمُؤَنَّثِ عُرِفَتْ بِهِ شَاعِرَةٌ مِنَ العَصْرِ الْجَاهِلِيِّ .





2- خَنْساء :



اسم علم مؤنث ،


وهو صفة عربية للقرة الوحشية التي انخفض وسط أنفها وارتفع طرفه ، ويوصف بها كذلك الظبي .


ثم سموا به بناتهم ، وأحب الناس تقليدهم بعد شهرته باسم الخنساء الشاعرة الصحابية .


واسمها الأصلي تُماضر . وصفتها الخنساء





3- خنساء .:



1 - مؤنث أخنس .


2 - من تأخرت قصبة أنفها عن وجهها مع ارتفاع قليل في طرف الأنف .


3 - بقرة وحشية .




4- الخَنْساءُ - خَنْساءُ :




الخَنْساءُ : البقرةُ الوحْشِيّة .





معنى كلمة خنساء في قاموس المعاني. قاموس عربي عربي مصطلحات الكل صفحة 1 (http://go.3roos.com/i838y066vo4)






معنى خنس في قاموس المعاني





خنس :



خ ن س : خَنَسَ عنه تأخر وبابه دخل و أخْنَسَهُ غيره أي خلّفه ومضى عنه و الخَنّاسُ الشيطان لأنه يخنس إذا ذُكر الله عز وجل
و الخُنَّسُ الكواكب كلها لأنها تخنس في المغيب أو لأنها تخفى نهارا وقيل هي الكواكب اسيارة دون الثابتة

وقال الفرّاء إن المراد بها في القرآن زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد لأنها تخنس في مجراها وتكنس أي تستتر كما تكنس الظباء فيالكناس سُميت خُنّسا لتأخرها

لأنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم وخَنَسَ يكون متعديا ولازما و خَنَسَهُ فَخَنَسَ أي أخّرته فتأخر وقبضته فانقبض ومنه الحديث { وخنس إبهامه } أي قبضها وبعضهم لا يجعله متعديا إلا بالألف فيقول أخْنَسَهُ



خنس - خَنَسَ :


[ خ ن س ] . ( فعل : ثلاثي لازم متعد بحرف ) . خَنَسْتُ ، أَخْنِسُ ، اِخْنِسْ ، مصدر خَنُوسٌ ، خِنَاسٌ ، خَنْسٌ .


1 . " خَنَسَ الرَّجُلُ " : تَوَارَى ، غَابَ .
2 . " خَنَسَ عَنْهُ " : رَجَعَ وَتَنَحَّى .
3 . " خَنَسَ بِالشَّيْءِ " : وَارَاهُ .
4 . " خَنَسَ بِالرَّجُلِ " : غَابَ بِهِ .
5 . " خَنَسَ الشَّيْطَانُ " : اِنْقَبَضَ .
6 . " خَنَسَ عَنْهُ " : تَأَخَّرَ .
7 . " خَنَسَ صَاحِبَهُ " : أَخَّرَهُ .
8 . " خَنَسَ بَيْنَ الجَمَاعَةِ " : اِسْتَخْفَى .
9 . " خَنَسَ الشَّيْءَ عَنْهُ " : سَتَرَهُ . 10 . " خَنَسَ القَوْلَ " : أَسَاءهُ . 11 . " خَنَسَ مِنْ مَالِهِ " : أَخَذَ . 12 . " خَنَسَ أُصْبُعَهُ " : قَبَضَهَا




أخنس إخناسا . ( خنس ):


1 - هـعنه : حبسه ، منعه .
2 - هـعنه : أخره .
3 - أوعار الطريق : جاوزها .



أخنس . ( خنس ):


1 - من تأخر أنفه عن وجهه مع ارتفاع في الأرنبة ، جمع : خنس ، مؤنث خنساء .
2 - الأسد




إنخنس انخناسا . ( خنس ):


1 - تأخر ، بقي في المؤخر .
2 - رجع ، عاد



خنس يخنس ويخنس : خنسا وخنوسا وخناسا .:


1 - عنه : رجع وتنحى . 2 - عنه : انقبض . 3 - عنه : تأخر . 4 - ه : أخره . 5 - إختفى . 6 - الكوكب : غاب . 7 - بين القوم : استخفى .

8 - الشيء عنه : ستره . 9 - هـأو به : غاب به . 10 - القول : أساءه . 11 - إصبعه : قبضها ، لواها . 12 - من ماله : أخذ منه .



خنس يخنس : خنسا:


تأخرت قصبة أنفه عن الوجه مع ارتفاع قليل في طرف الأنف



خنس .:


1 - كواكب ، نجوم . 2 - كواكب سيارة .



خنس .:


1 - مصدر خنس .

2 - تأخر قصبة الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في طرف الأنف .



خَنَس :

مصدر خنِسَ .



خُنَّس :
مفرد خانِس

• الخُنَّس : الكواكب السَّيَّارة ؛ لأنّها تستتر وترجع " { فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِ الْكُنَّسِ } "

• اللَّيالي الخُنَّس : ثلاث ليالٍ في آخر الشهر لا يظهر فيها القمر .



خنَسَ يَخنِس ، خُنُوسًا ، فهو خانِس:

• خنَس الشَّخصُ تأخّر وتخلَّف وتوارى " خنَس البليدُ من بينهم ، - خنَس الكوكبُ : توارى ، -

خنَست النَّخلة : تأخرت عن قبول التلقيح " .



خنِسَ يَخنَس ، خَنَسًا ، فهو أخنس:


• خنِس الرَّجلُ انخفضت قصبة أنفه مع ارتفاع قليل في طرف الأنف " خنِس أنفُ الزِّنجيّ ، - أنفٌ أخنسُ " .

• خنِست القدمُ : انبسط باطنُها .



الخُنُس - خُنُس :


الخُنُس : الظباءُ .
و الخُنُس مأْواها .




الخُنّسُ - خُنّسُ :


الخُنّسُ .
الكواكِبُ السيَّارة دون الثابتة و الخُنّسُ الدَّرَاريُّ الخمسة : زُحَل ، والمُشترى ، والمِرَّيخُ ، والزُّهَرَة




خَنَسَ :


خَنَسَ خَنَسَ ِ خنْسًا ، وخُنُوسًا ، وخِناسًا : تأخر .
ويقال : خَنَسَ الطريقُ عنهم : جازُوه وخلَّفوه وراءهم .
وخنس فلان من بينهم .

وخَنَسَ فلانًا : أخَّره [ لازم ومتعدّ ] .
و خَنَسَ الرجلُ : تخلَّف وتوارى .

ويقال : خنس به : واراه .
وخنَسَ به : غاب به .
وخنَسَ الكوكبُ : توارى .

فهو خانِسٌ . والجمع : خُنَّس .
و خَنَسَ النخلة : تأخَّرت عن قبول التلقيح .

و خَنَسَ من ماله : أخذ .
و خَنَسَ إصبعه : قَبَضها .




خَنِسَ :


خَنِسَ خَنِسَ َ خَنَسًا : انخفضت قَصبَة أَنفِه مع ارتفاع قليل في طَرَف الأنف .
و خَنِسَ القَدَمُ : انبسط أَخْمَصُها .

فهو أَخْنَسُ ، وهي خَنساءُ . والجمع : خُنْسٌ .



معنى كلمة خنس في قاموس المعاني. قاموس عربي عربي مصطلحات الكل صفحة 1 (http://go.3roos.com/f57mlitz8go)

maryom2009
22/06/2012, 08:28 PM
من كتاب شرح ديوان الخنساء وهو من إعداد أبو العباس ثعلب




" شعرها "



للخنساء ديوان شعر كله فى رثاء أخويها ولاسيما صخر . وحين نطالع الديوان نشعر كأننا فى مأتم نسمع فيه عويل النائحات وندب النادبات ولطم اللاطمات ونسمع التأبين والرثاء ،


وكأننا أمام موسيقى الموت وأنغام القضاء ترافقها الدموع السخية الجارية التى تقرح الجفون وتلهب العيون .



إن ديوان الخنساء يكشف عن إمرأة أصيبت فى الصميم وفقدت أغلى ماتملك فى هذه الحياة وفقدت به عماد حياتها وزينتها ,



وزينة شباب الحى . فقدت أخا فقدت كان للحرب سيفا بتارا ، و للمجالس سيدا مختارا ، و للقرى و الضيافة نحارا ، و للنجدة فارسا مغوارا




كان للغريب أخا وحاميا،وللقريب ملجأ وملاذا ،وفي كل ملمة فتا مقداما،



لاتثنيه عن عزمة الأيام،ولا ترده عن إقدامه المواقف الجسام







والخنساء فى رثائها تتمثل أخاها وتخاطبه وتصوره بحب أخوى صادق وتطنب فى وصفه ولاتمل من تكار هذه الأوصاف فهو ملء العين والنفس والقلب .


وكل مافى الحياة يعيد لها ذكرى أخويها ويثير فى نفسها الشجون .


فتبكى وتبكى ولاتمل من مخاطبة عينيها، والعينان تجيبان بذرف الدموع المتواصلة بغزارة وبلا إنقطاع .



وإذا لوعتها تطول ، فلا يثنيها عن الإنتحار سوى كثرة الباكين حولها ...


ولولا كثرة الباكين حولى ****** على إخوانهم لقتلت نفسى




حين نطالع أشعار الخنساء في الرثاء، ننسى أننا أمام امرأة شاعرة حيث تتحول الأنوثة عندها إلى رجولة وبطولة، فإذا نحن في وسط القتال والمعارك،


حيث يتنازل الأبطال ويتصارعون، وإذا الأبيات تتابع قوية صاخبة، منطلقة بوقع ملحميّ شديد حتى نكاد نسمع قرع السيوف وصهيل الخيول.



وحين تتحوّل الخنساء من وصف شجاعة أخويها إلى وصف حالها بعدهما، ترى العاطفة الصادقة المتدفقة تسيطر على كل موقف.


وهكذا فإن رثاء الخنساء هو مزيج من شعره ولين، وبكاء وأنين،

وشكوى وحنين , وقد بلغت بشعرها أعلى مراتب الشهرة ،

فإذا حزنها الكبير ولوعتها التى لم تنقض ، جعلاها تغوص فى أعماق النفس البشرية

تجتلى الضعف الإنسانى أمام قسوة القدر الظالم ، والموت الرهيب ، مستسلمة حينا ،

ورافضة فى مظم الأحيان ، تمجد القوة والنصر ، وتبتغى الحياة فلا تلقى إلا دمارا

وهلاكا وموتا زؤاما .



وهكذا فإن الخنساء ملأت الدنيّا نحيباً وعويلاً، وزرعت أشعارها في قلب كل إنسان حزين،



وعبرت بأشعارها الرقيقة أصدق تعبير عن مرارة فقدان الأهل والأخوات، وألم الموت،

وصورت التجربة الإنسانية المؤلمة أدق تصوير، فكان شعرها خالداً تحسّه، ونتجاوب معه، وننفعل به انفعالاً شديداً


كتبت جزئية بسيطة من الكتاب شرح لديوان الخنساء وهو من إعداد أبو العباس ثعلب قدم له وشرحه د-فايز محمد

maryom2009
25/06/2012, 08:33 PM
دريد بن الصمة والخنساء




يروي المؤرخون أن دريد بن الصمة، أتى الخنساء خاطباً، وقد تقدَّمت به السنُّ،


فردَّته وقالت لأبيها: يا أبتِ أتراني تاركة بني عمِّي مثل عوالي الرماح، وناكحة شيخ بني جشم، هامة اليوم أو غد، وجرَّاء ذلك هجاها الشاعر دريد بن الصمة،

فقيل لها: ألا تجيبينه؟ فقالت: لا أجمع عليه أن أرُدَّهُ وأن أهجوَه.


ولكن خليل بن أيبك الصفدي قال في كتاب الوافي بالوفيات: خطب دريد بن الصمة الخنساء فردَّته، وكان قد رآها تهنأ بعيراً لها، فقال:


حَيُّوا تُماضرَ واربعوا صَحْبِيْ

وقِفوا فإنَّ وقوفَكم حَسبيْ

أَ خُناسُ قد هام الفؤاد بكم

وأصابه تبلٌ مِنَ الْحُبِّ



ولما رفضت الزواج من دريد لكبر سنه قال:


وقالتْ إنني شيخٌ كبيرٌ

وما أنبأتُها أنِّي ابنُ أمسِ

تريدُ شرنبثَ الكفين شثناً

يباشرُ بالعشية كلَّ كُرْسِ


فقالت الخنساء:

معاذ الله ينكحني حبركى

يقال أبوه من جشم بن بكرٍ

ولو أصبحتُ في جشم هدياًّ

إذاً أصبحتُ في دنسٍ وفقرِ

قال ابن منظور في لسان العرب: الحَبَرْكَى: القوم الهَلْكَى، والقراد، والسحاب المتكاثف، والرمل المتراكم، والغليظ الرقبة، والضعيف الرجلين، كأنهُ مقعدٌ لضعفهما، والطويل الظهر القصير الرجلين، وأَلِفهُ للتأْنيث فلا ينصرف.


وربما قيل حَبَرْكَى منوَّنًا على أنها للإلحاق، فلا يمتنع من الصرف إلا إذا سُميّ بهِ،
والحَبَرْكاة واحدة الحَبَرْكَى.

وقد عارضت سينية دريد بسينية رثت بها أخاها صخراً حسبما رواه أبو علي القالي في كتاب الأمالي،

وقد جاء في معارضتها:

يؤرقني التّذكرُ حين أمسي

ويردعُني مع الأحزان نكسي



على صخرٍ وأيُ فتىً كصخرٍ

ليومِ كريهةٍ وطعان خِلْسِ

وعانٍ طارقٍ أو مُستضيفٍ

يُروَّعُ قلبُهُ من كلِّ جِرْسِ



ولَمْ أرَ مثلَه رُزءاً لجنٍّ

ولم أَرَ مثلَه رُزءاً لإنسِ



ألا يا صخرُ لا أنساكَ حتى

أفارقَ مُهجتي ويُشقَّ رَمْسِي

ولولا كثرة الباكين حولي

على إخوانهم لقتلْتُ نَفْسِي

يُذكِّرُنِيْ طلوعُ الشمس صَخْراً

وأذكرهُ لِكُلِّ غروبِ شَمْسِ



وما يبكون مثلَ أخي ولكنْ

أُعَزِّي النفسَ عنه بالتأسِّيْ



زواج الخنساء وأولادها




تزوجت الخنساءُ ابن عمها رُواحة بن عبد العزيز السُّلمي، ولكنه مات عنها ولم تَلِدْ منه،

وبعد ذلك تزوجها بعده عبد الله بن عبد العُزى، فولدت له ولدها البِكْرَ عَمْراً، وكُنيته أبو شجرة، وهو وحيد زوجِها الأول،

ثم تزوجت ابن عمها مرداس بن أبي عامر السُّلمي، فولدت منه أربعة أولاد هم: يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة،

ويقال: أن الشاعر العباس بن مرداس، هو أحد أبناء الخنساء، وقد استشهد من أبناء الخنساء مَن استشهد،

ومات مَن مات أثناء حياتها، فأضاف فقدهم حزناً إلى حزنها على أبيها وإخوتها، ولم يبق لها في شيخوختها إلا ابنتها عُميرة.




أحفاد الخنساء


ذكر السيوطي في كتابه "نظم العقيان في أعيان الأعيان"

أن من سلالة الخنساء شهاب الدين المنصوري، الهائم، أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم بن رشيد الدين بن خليفة بن مظفر السُّلمي،

شاعر العصر، الشافعي ثم الحنبلي المعروف بالهائم، من ذرية العباس بن مرداس السُّلمي الصحابي رضي الله تعالى عنه، فبراعته في الشعر نزوع إلى جده.

ومن اللطائف أن أم العباس بن مرداس هي الخنساء أخت صخر الشاعرة المشهورة التي أجمعوا على أنها أشعر النساء، فانظر العرق كيف ينزع.

ولد شهاب الدين الهائم سنة ثمان أو تسع وتسعين وسبعمائة للهجرة/ 1396م، بالمنصورة.

ورحل إلى القاهرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة، فبحث التنبيه على القاضي شرف الدين عيسى الأقفسهي،

والالفية على الشيخ شمس الدين الجندي، وبحث عليه كتابه في النحو، الزبدة والقطرة .

وقال يمدحه لما فرغ من القراءة:


ثناؤك شمس الدين قد فاح نشرُهُ

لأنك لم تبرح فتىً طيب الأصلِ

أفاضَ علينا بحرُ علمِك قطرةً

بها زال عن ألبابنا ظمأُ الْجَهْلِ


وأخذ النحو أيضاً عن الشيخ شمس الدين القرشي شيخ المدرسة الشيخونية .

ثم تحول حنبلياً، وتوظف بالشيخونية. وسمع على الزركشي وغيره.

وجمع ديوانه في مجلد ضخم. ومات في سنة سبع وثمانين وثمانمائة للهجرة/ 1482م بعد وفاة السلطان العثماني محمد الفاتح بسنة واحدة.

ومن شعره قوله يمدح النبي صلى الله عليه وسلم :


أذكت بروق الحمى في مُهجتي لَهَبا

فانشأت مُقلتي من جفنها سُحُبَاْ

يا نازلين بقلبي طاب منزلُكُمْ

ويا عُرَيْبَ الْحِمى حييتُمُ عربا

جزتم على البان فاهتزت معاطفُهُ

وأرخت الدوحُ من أغصانها عذبا

عجبت كيف سكنتم من محبكم

قلباً خفوقاً من الأشواق مضطربا

وأرحمتاه لعينٍ كلما هجعت

ألقت كَرَاْهَا بكفِّ السّهدِ مُنتهبا

في كل يوم انادي رسْمَ ربعكم

يا ربع ليلى لقد هيجت لي طربا

لا وَاْخَذَ اللهُ أحبابي بما فعَلُوا

مِنَ الصُّدُودِ ولا قلبي بما كسبا

رُدُّوا المنامَ على عينٍ بكم فُجِعَتْ

حتى تكون إلى رؤياكم سببا

إيوانُ كِسرى ترَدَّى يوم مولِدِهِ

وأخمد النورُ من نيرانِهِ اللَّهَبا


ومن شعر الهائم:

إذا سبَّ عرضي ناقص العقل جاهلٌ

فليس له إلا السكوت جوابُ

ألم ترَ أنّ اللَّيْثَ ليس يضيرُهُ

إذا نبحت يوماً عليه كلاب



وقال في ذم الخمر:

عُدْ عن الراح وعن كرعها

كم أغرقتْ عينك في دمعها

وكم أثارت بين أهل الصفا

حرباً توارى الجوّ في نقعها

عداوة الأخوان من شأنها

وفقدُ عقلِ المرءِ من طبعها

قرْبُ رضا الرحمنِ في بُعْدِها

ووَصْلُ عَفوِ اللهِ في قطْعِهَـا

ومرُّها أكثر من طيبها

وضرُّها أكبر من نفعها


ومن شعره قوله في العلم النافع:

لا تجنحنَّ لعلمٍ لا ثواب له

واجنحْ لما فيه اجرٌ غير ممنونِ

أن العلوم ثمارٌ فاجنِ أحسنَها

وأحسن العِلم ما يهدي إلى الدينِ

وقال يشكو الغربة:

إنِّي غدوتُ غريباً

لَمَّا فقدتُ الأحِبَهْ

يا صِدْقَ مَنْ قال قدْماً

فَقْدُ الأحِبَّة غُربَهْ


وقال يحض على التعفُّف:

صُنْ حَرَّ وجهكَ عن إراقةِ مائِهِ

واحفظْ لِسَانِكَ عن سُؤالِ الناسِ

وابْخَلْ بنفسِكَ أنْ تذلَّ لباخِلٍ

فسُؤالُهُ شَرٌّ مِنَ الإفـلاسِ

فلَقد تركتُ تبَسُّم الضَّحاكِ لَمْ

أمْدَحْهُ خوْفَ تقطُّبِ العبَّاسِ

عجباً لآحادِ الورى في مدْحِهِ

إذ يضرب الأخماسَ في الأسداس

فدَعِ الوُقوفَ لَهُمْ وقولَ أديبِهِمْ:

ما في وقوفِكَ ساعة من بَاسِ

وقال في الليل والنهار:

أخوان بينهما أشد تقلُّبٍ
وعلى التقلُّبِ ليس يجتمعان
إنْ طالَ هذا كان هذا قاصراً
فعَلَى إخائِهِمَاْ هُمَاْ ضِدَّانِ
مُتحرِّكٌ هذا وهذا ساكِنٌ
والفرق بينهما وعيشك دانِ


وقال في فضائل العلماء :


أجْدَر الناس بالعلا العلماءُ
فهم الصالحون والأولياءُ
سادةٌ ذو الْجَلال أثنى عليهم
وعلى مثلهم يطيب الثناء
وبهم تمطرُ السَّماء وعنَّا
يُكْشَفُ السوء ويزول البلاء
خشية الله فيهم ذات حصر
أَوَ فِيْ غيرهِم يكونُ العـلاءُ؟

فهم الآمرون بالعرف والناهون
عما يقوله السفهاءُ
وإلى ربهم تقدَّسَ عِزاًّ
فقراءٌ وهم بهِ أغنياءُ
فالبرايا جسمٌ وهُمْ فيه روحٌ
والبرايا موتى وهم أحياءُ
فتعفَّفْ عن لَحْمِهِمْ فهو سُمٌّ
حَلَّ منه الضَّنا وعزَّ الشفاءُ




لشاعرة الخنساء أم الشهداء . "د الدغيم" . - ملتقى أهل الحديث (http://go.3roos.com/oay6b6gw2g9)

maryom2009
26/06/2012, 09:16 PM
بناء الجملة في شعر الخنساء





لعلَّ من الأسباب التي دَفَعت الباحث إلى تناوُل شعر الخنساء خاصَّة: ما تتمتع به الشاعرة المخضرمة من مكانة عالية، ومنزلة رفيعة في الشِّعر العربي،


فقد قال لها النابغة بعد سماعه لشعرها: "اذهبي فأنت أشعر مِن كل ذات ثديَين..."[2]،


وقال عنها بشار بن برد: "تلك التي غلبت الفحول من الشعراء"[3].



كما يرجع سبب اختيار الخنساء- رضي الله عنها- لدراسة شِعْرها إلى اهتمام النُّحاة بشعرها والاستشهاد به، فهي من شعراء عصور الاحتجاج،


فقد استشهد إمامُ النحاة سيبويه بشعرها[4]، والمبرد[5]، والزجَّاجي[6]، وأبو علي الفارسي[7]، وابن جني[8]، وابن يعيش[9]، وعبدالقاهر الجرجاني[10]، والسيوطي[11]، وغيرهم من علماء النحو والبلاغة.





والشعر القديم أحوج من غيره لدراسة بنائه القائم على بناء جُمَله؛ وذلك لما تتسم به الجملة في هذا الشعر من نموٍّ وتداخُل، وإحكام تجعل ظاهر بناء الجملة فيه أدعى لإعادة النَّظر والتأمل،


وهل يُمكن فَهْم الصورة الشعرية دون فهم تركيبها أولاً، أو دون الالتفات إلى هذا التركيب وطريقة بناء الجمل في القصيدة، وتدرج هذا البناء[12]؟




وقد قامت إحدى الدِّراسات المعاصرة بدراسة شِعر الخنساء في ضوء عِلم اللغة التطبيقي[13]، تحدثتْ فيه صاحبةُ الدراسة عن مفهوم اللغة وعلم اللغة التطبيقي، والفونيم، ثم التعريف بالخنساء، وأسرتها وبيئتها من خلال شعرها، ثم تناولت صورَ الحيوان والطبيعة في شعر الخنساء، ثم تحدَّثت عن ثقافة الخنساء وتجاربها إلى غير ذلك، مما يتعلَّق بعلم اللغة التطبيقي.



واعتمد البحث في استخراج نصوص الدِّراسة على "ديوان الخنساء"، شرح وتحقيق: كَرَم البستاني، طبعة دار صادر، بيروت، 1960م.



وقد اقتضتْ طبيعة البحث أن يأتي في مقدِّمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة وفهارس فنية، أمَّا المقدمة، فقد تناولت فيها أهداف الموضوع وأهميته وسبب اختياره.



واختص التمهيدُ بتقديم ترجمة موجزة للخنساء ولشعرها، ثم الحديث عن أسس التحليل النحوي للشعر




وأمَّا الباب الأول: الجملة الخبرية، فقد وقع في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: الجملة المثبتة: أنماطها ومكوناتها، ويضم ثلاثة مباحث.
المبحث الأول: الجملة الاسمية المطلقة: أنماطها ومكوناتها.
المبحث الثاني: الجملة الاسمية المقيدة: أنماطها ومكوناتها.
المبحث الثالث: الجملة الفعلية: أنماطها ومكوناتها.

الفصل الثاني: الجملة المنفية: أنماطها ومكوناتها.

الفصل الثالث: الجملة المؤكدة: أنماطها ومكوناتها.


والباب الثاني: الجملة الطَّلبية، جاء في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: جملة النداء: أنماطها ومكوناتها.

الفصل الثاني: جملة الاستفهام: أنماطُها ومكوناتها.

الفصل الثالث: الجملة في الأساليب الخاصة: أنماطها ومكوناتها.


والباب الثالث: الجملة الشرطية، ويقع في فصلين:

الفصل الأول: الأنماط التركيبية للجملة الشرطية ومكوناتها.

الفصل الثاني: قضايا الجملة الشرطية، ويضم مبحثين:

المبحث الأول: القضايا التركيبية في الجملة الشرطية.
المبحث الثاني: القضايا الدلالية في الجملة الشرطية.


وأما الباب الرابع: مكملات الجمل، فقد وقع في فصلين:

الفصل الأول: مكملات الجمل الفعليَّة، ويشمل المفعول المطلق، المفعول لأجله، المفعول فيه، المستثنى، الحال، التمييز.

الفصل الثاني: المكملات المشتركة بين الجملتين الاسمية والفعلية، ويضم مبحثين:
المبحث الأول: الأسماء التي تعمل عمل الفعل، وتشمل: المصدر، اسم الفاعل، اسم المفعول، صيغ المبالغة، الصفة المشبَّهة.


المبحث الثاني: التوابع، ويشتمل على: النعت، العطف، البدل.

وأخيرًا: الخاتمة، وتشتمل على أهمِّ النتائج التي توصَّل البحث إليها.



وبعد، فقد حاول البحثُ أن يحقق غايتَه المرجوَّة المتمثلة في دراسته لبناء الجملة في شِعر الخنساء، وبيان مدى أهمية تناول شعرها في الدِّراسات النحْوية.


وبهذا أرجو أن أكون قد أعطيتُ دراسة وافية عن بناء الجملة في شعر الخنساء،

وأن تكون هذه الدِّراسة لبنةً مع غيرها من الدِّراسات التي تنظر للقضايا النحْوية من خلال نصوص لُغوية ناصعة، وليكون النَّص اللغوي هو أصلَ القاعدة، لا كما فعل النُّحاة -أحيانًا- بأن جعلوا النص فرعًا للقاعدة، كما أرجو أن أكونَ قد أسهمتُ بهذا الجهد في خدمة لغتنا العربية لغة القرآن الكريم.



ولا أدعي أنني قد بلغت في عملي الكمال، فإن الكمال لله، ولكن كل ما أرجوه من الله- عزَّ وجلَّ- أن أكون قد وُفِّقت فيما بذلت من جهد، وليلتمس لي كلُّ مَن وقف على قصور في العمل العذرَ.




رابط الموضوع: بناء الجملة في شعر الخنساء - رسائل ماجستير - موقع مكتبة الألوكة - شبكة الألوكة (http://go.3roos.com/b5s0lnsj75e)






وبعد هذه الدراسة التي قام بها الباحثُ لبناء الجملة في شعر الخنساء، توصَّلت الدِّراسة إلى النتائج الآتية:




بلغ عدد أبيات الديوان تسعمائة وخمسة عشر بيتًا، فاستوعب شعر الخنساء معظمَ أنواع الجملة العربية، وتحققت فيه جُلُّ الظواهر النحوية.




في الباب الأول الخاص بالجملة الخبرية:



تناولت في الفصل الأول منه الجملة المثبتة بأنماطها الثلاثة: الاسمية المطلقة، والاسمية المقيدة، والجملة الفعلية، وبلغ عددُ المواضع التي وردت فيها الجملة الاسمية المطلقة خمسمائة واثنين وسبعين موضعًا، ووردت الجملة الاسمية المقيدة في مائتين وخمسة وخمسين موضعًا، بينما جاءت الجملة الفعليَّة في ثمانمائة وخمسة وأربعين موضعًا.



ويتَّضح من ذلك أن جُلَّ شعر الخنساء قائم في بناء تركيبه على الجملتين الاسمية والفعلية والمزاوجة بينهما؛ حيثُ عملت هذه المزاوجة على إكساب النَّص دلالاتٍ ثرية، ومعانِيَ دقيقة ومتداخلة.




في المبحث الأوَّل الخاص بالجملة الاسمية المطلقة:لا وجودَ للمبتدأ الوصف ذي المرفوع الذي يسد مسد الخبر.



حذف المبتدأ جوازًا: في ثمانية وعشرين موضعًا، وحذف المبتدأ وجوبًا في ثمانية وستين موضعًا، كان معظمها عند قطع النَّعت للمدح أو الرِّثاء، وفي هذا زيادة تنبيه وإيقاظ للسامع، وتحريك عن رغبته في الاستماع.



قلَّ حذف الخبر؛ حيثُ حذف جوازًا في خمسة مواضع، ووجوبًا في ستة مواضع، وهذا يدلُّ على إدراك واعٍ لطبيعة التراكيب، فالخبر هو مناط الحكم.



وفي المبحث الثاني الخاص بالجملة الاسمية المقيدة، لم يَرِد من أخوات كان في شِعر الخنساء الفعل (ما فتئ).



أمَّا (كاد) وأخواتها، فلم يَرِد منها في شعر الخنساء من أفعال المقاربة إلاَّ (كاد)، ومن أفعال الشروع لم يَرِد إلاَّ (قام، هب).



أمَّا (ظن) وأخواتها، فقد ورد الفِعل (درى) دون غيره من أفعال هذا الباب في شِعر الخنساء معلَّقًا عن العمل في موضع واحد؛ وذلك لمجيء الاستفهام بعد الفعل دون غيره من المعلقات التي ذكرها النُّحاة.



كان أكثرُ هذه الأفعال ورودًا هو الفعل (رأى)؛ حيثُ ورد في ثمانية وعشرين موضعًا، موزعة على الأنماط المدروسة، وهذا يدلُّ على أنَّ مضمون الجملة مع هذا الفعل يُشكِّل رؤية يقينية ومعتقدًا لدى صاحبه.



وأمَّا التقييدُ بالحروف، فكان أكثر الحروف ورودًا فيه هو الحرف (كأن)؛ حيثُ ورد في خمسة وثلاثين موضعًا، وَفْقَ الأنماط المختلفة في الدِّراسة، ووظفته الخنساء توظيفًا بارعًا في تكوين صور تشبيهيَّة متماسكة الأطراف، ولم يرد الحرف (لعلَّ) في شعر الخنساء.




أوضح المبحث الثالث الخاص بالجملة الفعلية: أنَّ الجملة الفعليَّة ذات الفعل المتعدي لواحد أكثر شيوعًا؛ حيثُ جاءت في ثلاثمائة وسبعة عشر موضعًا، ورد الفعل فيها مضارعًا متعديًا في مائة وخمسة وستين موضعًا، وماضيًا متعددًا في مائة واثنين وخمسين موضعًا، ووردت الجملة الفعلية ذات الفعل اللاَّزم في مائتين وتسعة وتسعين موضعًا.




وأمَّا الفصل الثاني (الجملة المنفية)، فقد بلغ عددُ المواضع التي بلغت فيها الجملة المنفية مائتين وأربعة وخمسين موضعًا.



رجح البحث استعمال (ليس) حرفًا عند مباشرتها للفِعل المضارع.


أفادت (غير) النفي المطلق للمضاف إليه مع وقوعها في مواقع إعرابيَّة مختلفة.



وفي الفصل الثالث (الجملة المؤكدة): بلغ عددُ المواضع التي وردت فيها الجملة المؤكدة بأدواتِها المختلفة مائتين وتسعةً وسبعين موضعًا،

وهذا يدلُّ على أنَّ الخنساء أرادت من وراء هذه المؤكدات إبراز حزنها، وألمها، وشدة وجدها لفراق آل بيتها، وبخاصَّة أخوها صخر، وإبراز الصفات التي كان يتحلَّى بها، والرد على من يُشكِّكون في ذلك.




جاء التوكيد بالحرف الزَّائد في سبعة وعشرين موضعًا؛ ليؤكدَ أن الزيادة لم تكُن من حشو الكلام عند الخنساء، ولكنَّها أَثْرَتْ الدلالة، وأسهمت في توافُق النظام النحوي، والنسيج الشعري وحققت مقولةَ أنَّ زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.




أسهمت ألفاظُ القسم في إبراز مدى تأثر الخنساء بالإسلام؛ حيثُ وردت ألفاظٌ للمقسم به ذات مرجعيَّة دينية.




وأمَّا الباب الثاني (الجملة الطلبيَّة):


فقد قسمته ثلاثةَ فصول، وبلغ عددُ المواضع التي وردت فيها الجملة الطلبيَّة في شعر الخنساء ثلاثمائة وخمسة وأربعين موضعًا،

وهذا يشكِّل مساحةً كبيرة في الدِّيوان؛ مما يدلُّ على أن الخنساء حاولت من خلال الجملة الطلبيَّة التنفيسَ عن آلامها، وتسلية نفسها، والترجمة عن خواطرها الجيَّاشة؛

لذا نجدها في شِعْرها تلحُّ على طلب البكاء بمشتقاته، وكأنَّها جذور غارتْ في وجدانها، فتجد في هزِّها ما يخفف في آلامها الكظيمة؛ ولهذا كانت جملة الأمر أكثرَ أنواع الطلب ورودًا؛ حيثُ وردت في مائة وأحد عشر موضعًا، يليها جملة النداء في ثمانين موضعًا، وجملة الاستفهام في تسعة وستين موضعًا، وجملة الدُّعاء في أربعة وثلاثين موضعًا، ثم جملة النهي في خمسة وعشرين موضعًا.




حذف حرف النداء في ستة عشر موضعًا، وكان لهذا الحذف دلالات خاصَّة ذكرت في مواضعها.



رجَّح البحثُ استعمال (يا) حرف تنبيه مخلوعًا عنها دلالة النِّداء في قولها (يا حبذا).


حذفت أداة الاستفهام في موضع واحد، ودلَّ عليها التنغيم مع معاونة السياق.



وأمَّا الباب الثالث الخاص بالجملة الشرطيَّة:


فقد بلغ عددُ المواضع التي وردتْ فيها مائة وثمانين موضعًا، تنوَّعت فيها الأنماطُ الشرطيَّة، وتنوعت الأدوات الشرطيَّة التي يحصل بها الربط والتعليق،

وكان أكثرها ورودًا أداة الشرط غير الجازمة (إذا)؛ حيثُ وردتْ في مائة وأربعة مواضع، يليها أداة الشرط الجازمة (إنْ) في ثلاثة وأربعين موضعًا، ثم أداة الشرط غير الجازمة (لو) في تسعة عشر موضعًا، ثم (لما) الحينيَّة غير الجازمة في تسعة مواضع، ثم (مَن) الجازمة، و(لولا) غير الجازمة، ولكل منها ثلاثة مواضع، ثم (متى)، و(أنَّى) الجازمتان، ولكلٍّ منهما موضع واحد، وهذا يتناسب مع الأغراض الدلالية التي وضعت لها هذه الأدوات، وجاء متناسبًا مع السياق الذي وردت فيه.




وفي الباب الرابع الخاص بمكمِّلات الجُمل الفعلية والاسمية، قسمتُه قسمين:


الفصل الأول: مكملات الجمل الفعليَّة، كان للمفعول فيه بنوعيه النصيبُ الأوفر؛ حيث بلغ عددُ المواضع التي وردتْ فيها ظروفُ الزمان مائةً وأربعين موضعًا؛ مما يدلُّ على اهتمام الخنساء بالزمن في بناء جملها، وورد ظرف المكان في أربعة وستين موضعًا.



كان لهذه المكملات دورٌ كبير في بناء الجملة، وإيضاح كبير لمعناها، بل إنَّ المعنى في كثير من الأحيان يتوقَّف عليها، فتُصبِح عمدةً في المعنى، وهذا يكشف عن وعْي الخنساء بطبيعة هذه التراكيب.



وفي الفصل الثاني: المكملات المشتركة بين الجملتين: الفعليَّة والاسمية، انطوى على مبحثين:

الأول: الأسماء التي تعمل عملَ الفِعل، كان اسم الفاعل أكثرَ تردُّدًا؛ حيثُ ورد في ثلاثة وثمانين موضعًا، يليه صيغ المبالغة في واحد وستين موضعًا، ثم الصِّفة المشبَّهة في خمسة وخمسين موضعًا، ثم المصدر في أربعة وأربعين موضعًا، واسم المفعول في خمسة عشر موضعًا، ولعلَّها تريد من وراء هذا الاستعمال المتفاوت أن تربطَ الحاضر بالماضي والحاضر بالمستقبل، فتظلُّ صورة أحبتها أمامَها لا تفارقها.




وفي المبحث الثاني الخاص بالتوابع أوضح أنَّ لها دورًا كبيرًا، وأهميةً خاصة في بناء الجملة وتماسكها، والربط بين أجزاء القصيدة بما تَمتلكه هذه التَّوابع من سمات مشتركة وبما يميزها عن غيرها.



كان لعطف النسق النصيب الأوفر بين التَّوابع في شِعر الخنساء؛ حيثُ ورد في أربعمائة وثمانية مواضع، يليه النعتُ؛ حيثُ ورد في ثلاثمائة وأربعين موضعًا، ثم البدل في واحد وعشرين موضعًا.



العطف في شِعر الخنساء يردُّ على من يقول: إنَّ أبيات القصيدة في الشعر القديم لا رابط بينها.



جاء الوصف بالجملة الفعليَّة في خمسةٍ وستين موضعًا، جاء الوصف فيها بالفعل المضارع في ثلاثة وأربعين موضعًا، وبالماضي في اثنين وعشرين موضعًا، وهذا يردُّ على مَن زعم من النُّحاة أنَّ الوصف بالفعل الماضي أكثر من المضارع.




أدَّى النعت إلى طول الجملة بسبب تعدُّد النعوت وتنوعها وتداخُلها، وتركيب صور شِعرية متماسكة في القصيدة تعمل على تماسُك النص واتِّساق أجزائه.




أظهر البحث، أثر الإسلام في لغة الخنساء:


ونستطيع أن نقول: إنَّ الخنساء قد برعت في توظيف تراكيبها اللُّغوية، وبناء جملتها وَفْقًا للمعنى الذي أرادتْه، والغرض الأساسي الذي ساقتْ من أجله هذا الشِّعر، ألاَ وهو الرثاء.




والحمد لله أولاً وآخر، وعلى الله قصد السبيل.




مستخلص البحث




هذا بحث بعنوان: "بناء الجملة في شعر الخنساء" لنيل درجة الدكتوراه، ويهدف إلى دراسة بناء الجملة عندَ الخنساء من خلال قصائدها في ديوانها، وبيانِ أنواع هذه الجمل، وبيان حركة الجملة لديها من تقديم وتأخير، وذِكْر وحذف وربط، إلى آخر ما يُظهر خصوصية استخدام الجملة لدى هذه الشاعرة، كما يهدُف البحث إلى الوقوف على لغة الخنساء - رضي الله عنها - ومعرفة كيفيَّة استخدامها للقواعد وتصرُّفها في الأساليب،

والوقوف - أيضًا - على شواهد جديدة تفتح أمامنا أبوابًا في الاستعمال اللُّغوي.




وقد جاء في هذا البحث في مقدِّمة وتمهيد، وأربعة أبواب وخاتمة، وفهارس فنية.


أمَّا المقدمة، فقد تناولت فيها أهدافَ الموضوع وأهميته وسبب اختياره، وخطة البحث ومنهجه.



واختص التمهيد بتقديم ترجمة موجزة للخنساء وشعرها، ثم الحديث عن أسس التحليل النحوي للشعر.



وأمَّا الباب الأول (الجملة الخبرية)، فقد وقع في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: الجملة المثبتة: أنْماطها ومكوناتُها، ويضم ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الجملة الاسمية المطلقة: أنماطها ومكوناتها.
المبحث الثاني: الجملة الاسمية المقيدة: أنماطها ومكوناتها.
المبحث الثالث: الجملة الفعلية ومكوناتها.

الفصل الثاني: الجملة المنفية: أنماطها ومكوناتها.
الفصل الثالث: الجملة المؤكدة: أنماطها ومكوناتها.




والباب الثاني: الجملة الطلبيَّة، وجاء في ثلاثة فصول.


الفصل الأول: جملة النداء، أنماطها ومكوناتها.
الفصل الثاني: جملة الاستفهام: أنماطها ومكوناتها.
الفصل الثالث: الجملة في الأساليب الخاصة: أنماطها ومكوناتها.




والباب الثالث: الجملة الشرطية ويقع في فصلين:


الفصل الأول: الأنماط التركيبية للجملة الشرطية ومكوناتها.
الفصل الثاني: قضايا الجملة الشرطية، ويضم مبحثين:
المبحث الأول: القضايا التركيبية في الجملة الشرطية.





رابط الموضوع: بناء الجملة في شعر الخنساء - رسائل ماجستير - موقع مكتبة الألوكة - شبكة الألوكة (http://go.3roos.com/xo5ho6dtno7)

maryom2009
28/06/2012, 09:01 PM
قصائد الديوان



من قصائد الخنساء





عنوان القصيدة




يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟






يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟ *** اِذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ



فابْكي أخاكِ لأيْتامٍ وأرْمَلَة ٍ، *** وابكي اخاكِ اذا جاورتِ اجناباَ



وابكي اخاكِ لخيلٍ كالقطا عُصباً *** فقدْنَ لَّما ثوى سيباً وانهاباَ



يعدُو بهِ سابحٌ نهدٌ مراكلهُ *** مجلببٌ بسوادِ الَّليلِ جلباباَ



حتى يُصَبّحَ أقواماً، يُحارِبُهُمْ، *** أوْ يُسْلَبوا، دونَ صَفّ القوم، أسلابا



هو الفتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ، *** مأْوى الضّريكِ اذّا مَا جاءَ منتابَا



يَهدي الرّعيلَ إذا ضاقَ السّبيلُ بهم، *** نَهدَ التّليلِ لصَعْبِ الأمرِ رَكّابا



المَجْدُ حُلّتُهُ، وَالجُودُ عِلّتُهُ، *** والصّدقُ حوزتهُ انْ قرنهُ هاباَ



خطَّابُ محفلة ٍ فرَّاجُ مظلمة ٍ *** انْ هابَ معضلة ً سنّى لهاَ باباَ



حَمّالُ ألويَة ٍ، قَطّاعُ أوديَة ٍ، *** شَهّادُ أنجيَة ِ، للوِتْرِ طَلاّبا



سُمُّ العداة ِ وفكَّاكُ العناة ِ اذَا *** لاقى الوَغَى لم يكُنْ للمَوْتِ هَيّابا





وَخَرْقٍ، كأنْضاءِ القميصِ دَوِيّة ٍ،



وَخَرقٍ كَأَنضاءِ القَميصِ دَوِيَّةٍ*** مَخوفٍ رَداهُ ما يُقيمُ بِهِ رَكبُ


قَطَعتَ بِمِجذامِ الرَواحِ كَأَنَّها**** إِذا حُطَّ عَنها كورُها جَمَلٌ صَعبُ


يُعاتِبُها في بَعضِ ما أَذنَبَت لَهُ**** فَيَضرِبُها حيناً وَلَيسَ لَها ذَنبُ


وَقَد جَعَلَت في نَفسِها أَن تَخافَهُ**** وَلَيسَ لَها مِنهُ سَلامٌ وَلا حَربُ


فَطِرتَ بِها حَتّى إِذا اِشتَدَّ ظِمؤُها ****وَحُبَّ إِلى القَومِ الإِناخَةُ وَالشُربُ


أَنَختَ إِلى مَظلومَةٍ غَيرِ مَسكِنٍ ****حَوامِلُها عوجٌ وَأَفنانُها رَطبُ


فَناطَ إِلَيها سَيفَهُ وَرِدائَهُ**** وَجاءَ إِلى أَفياءِ ما عَلَّقَ الرَكبُ


فَأَغفى قَليلاً ثُمَّ طارَ بِرَحلِها**** لِيَكسَبَ مَجداً أَو يَحورَ لَها نَهبُ


فَثارَت تُباري أَعوَجِيّاً مُصَدَّراً**** طَويلَ عِذارِ الخَدِّ جُؤجُؤُهُ رَحبُ



يا ابنَ الشّريد، على تَنائي بَيْنِنا،


يا اِبنَ الشَريدِ عَلى تَنائي بَينِنا **** حُيِّيتَ غَيرَ مُقَبَّحٍ مِكبابِ


فَكِهٌ عَلى خَيرِ الغِذاءِ إِذا غَدَت **** شَهباءُ تَقطَعُ بالِيَ الأَطنابِ


أَرِجُ العِطافِ مُهَفهَفٌ نِعمَ الفَتى **** مُتَسَهِّلٌ في الأَهلِ وَالأَجنابِ


حامي الحَقيقِ تَخالُهُ عِندَ الوَغى **** أَسَداً بِبيشَةَ كاشِرَ الأَنيابِ


أَسَداً تَناذَرَهُ الرِفاقُ ضُبارِماً **** شَثنَ البَراثِنِ لاحِقَ الأَقرابِ


فَلَئِن هَلَكتَ لَقَد غَنيتَ سَمَيذَعاً **** مَحضَ الضَريبَةِ طَيِّبَ الأَثوابِ


ضَخمَ الدَسيعَةِ بِالنَدى مُتَدَفِّقاً ***** مَأوى اليَتيمِ وَغايَةَ المُنتابِ





ارقتُ ونامَ عنْ سهري صحابِي



أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي **** كَأَنَّ النارَ مُشعِلَةٌ ثِيابي


إِذا نَجمٌ تَغَوَّرَ كَلَّفَتني ***** خَوالِدَ ما تَؤوبُ إِلى مَآبِ


فَقَد خَلّى أَبو أَوفى خِلالاً ***** عَلَيَّ فَكُلُّها دَخَلَت شِعابي






ما بالُ عَيْنَيْكِ مِنْها دَمْعُها سَرَبُ




بالُ عَينَيكِ مِنها دَمعُها سَرَبُ **** أَراعَها حَزَنٌ أَم عادَها طَرَبُ


أَم ذِكرُ صَخرٍ بُعَيدَ النَومِ هَيَّجَها **** فَالدَمعُ مِنها عَلَيهِ الدَهرَ يَنسَكِبُ


يالَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رَكِبَت **** خَيلٌ لِخَيلٍ تُنادي ثُمَّ تَضطَرِبُ


قَد كانَ حِصناً شَديدَ الرُكنِ مُمتَنِعاً **** لَيثاً إِذا نَزَلَ الفِتيانُ أَو رَكِبوا


أَغَرُّ أَزهَرُ مِثلُ البَدرِ صورَتُهُ **** صافٍ عَتيقٌ فَما في وَجهِهِ نَدَبُ


يافارِسَ الخَيلِ إِذ شُدَّت رَحائِلُها **** وَمُطعِمَ الجُوَّعِ الهَلكى إِذا سَغَبوا


كَم مِن ضِرائِكَ هُلّاكٍ وَأَرمَلَةٍ **** حَلّوا لَدَيكَ فَزالَت عَنهُمُ الكُرَبُ


سَقياً لِقَبرِكَ مِن قَبرٍ وَلا بَرِحَت **** جَودُ الرَواعِدِ تَسقيهِ وَتَحتَلِبُ


ماذا تَضَمَّنَ مِن جودٍ وَمِن كَرَمٍ **** وَمِن خَلائِقَ ما فيهِنَّ مُقتَضَبُ





يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ



ياعَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مَسكوبِ **** كَلُؤلُؤٍ جالَ في الأَسماطِ مَثقوبِ


إِنّي تَذَكَّرتُهُ وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ **** فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَشعوبِ


نِعمَ الفَتى كانَ لِلأَضيافِ إِذ نَزَلوا **** وَسائِلٍ حَلَّ بَعدَ النَومِ مَحروبِ


كَم مِن مُنادٍ دَعا وَاللَيلُ مُكتَنِعٌ **** نَفَّستَ عَنهُ حِبالَ المَوتِ مَكروبِ


وَمِن أَسيرٍ بِلا شُكرٍ جَزاكَ بِهِ **** بِساعِدَيهِ كُلومٌ غَيرُ تَجليبِ


فَكَكتَهُ وَمَقالٍ قُلتَهُ حَسَنٍ ***** بَعدَ المَقالَةِ لَم يُؤبَن بِتَكذيبِ








تَقولُ نِساءٌ: شِبتِ من غيرِ كَبْرَة ٍ،


تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ **** وَأَيسَرُ مِمّا قَد لَقيتُ يُشيبُ

أَقولُ أَبا حَسّانَ لا العَيشُ طَيِّبٌ **** وَكَيفَ وَقَد أُفرِدتُ مِنكَ يَطيبُ

فَتى السِنِّ كَهلُ الحِلمِ لا مُتَسَرِّعٌ **** وَلا جامِدٌ جَعدُ اليَدَينِ جَديبُ

أَخو الفَضلِ لا باغٍ عَلَيهِ لِفَضلِهِ **** وَلا هُوَ خَرقٌ في الوُجوهِ قَطوبُ

إِذا ذَكَرَ الناسُ السَماحَ مِنِ اِمرِئٍ **** وَأَكرَمَ أَو قالَ الصَوابَ خَطيبُ

ذَكَرتُكَ فَاِستَعبَرتُ وَالصَدرُ كاظِمٌ **** عَلى غُصَّةٍ مِنها الفُؤادُ يَذوبُ

لَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي عَنِ العَزا ***** وَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُ

لَقَد قُصِمَت مِنّي قَناةٌ صَليبَةٌ ***** وَيُقصَمُ عودُ النَبعِ وَهُوَ صَليبُ






أعَينِ ألا فَابْكي لِصَخْرٍ بدَرّة ٍ




أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ **** إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ


إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت ***** طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وَهَرَّتِ


شَدَدتَ عِصابَ الحَربِ إِذ هِيَ مانِعٌ **** فَأَلقَت بِرِجلَيها مَرِيّاً فَدَرَّتِ


وَكانَت إِذا ما رامَها قَبلُ حالِبٌ ***** تَقَتهُ بِإيزاغٍ دَماً وَاِقمَطَرَّتِ


وَكانَ أَبو حَسّانَ صَخرٌ أَصابَها ***** فَأَرغَثَها بِالرُمحِ حَتّى أَقَرَّتِ


كَراهِيَّةٌ وَالصَبرُ مِنكَ سَجِيَّةٌ ***** إِذا ما رَحى الحَربِ العَوانِ اِستَدَرَّتِ


أَقاموا جَنابَي رَأسِها وَتَرافَدوا ****** عَلى صَعبِها يَومَ الوَغى فَاِسبَطَرَّتِ


عَوانٌ ضَروسٌ ما يُنادى وَليدُها ***** تَلَقَّحُ بِالمُرّانِ حَتّى اِستَمَرَّتِ


حَلَفتَ عَلى أَهلِ اللِواءِ لَيوضَعَن ***** فَما أَحنَثَتكَ الخَيلُ حَتّى أَبَرَّتِ


وَخَيلٌ تُنادى لا هَوادَةَ بَينَها ***** مَرَرتَ لَها دونَ السَوامِ وَمُرَّتِ


كَأَنَّ مُدِلّاً مِن أُسودٍ تَبالَةٍ ***** يَكونُ لَها حَيثُ اِستَدارَت وَكَرَّتِ



لهفي عَلَى صخرٍ فانّي اَرَى لهُ


لَهفي عَلى صَخرٍ فَإِنّي أَرى لَهُ **** نَوافِلَ مِن مَعروفِهِ قَد تَوَلَّتِ

وَلَهفي عَلى صَخرٍ لَقَد كانَ عِصمَةً **** لِمَولاهُ إِن نَعلٌ بِمَولاهُ زَلَّتِ

يَعودُ عَلى مَولاهُ مِنهُ بِرَأفَةٍ **** إِذا ما المَوالي مِن أَخيها تَخَلَّتِ

وَكُنتَ إِذا كَفٌّ أَتَتكَ عَديمَةً **** تُرَجّي نَوالاً مِن سَحابِكَ بُلَّتِ

وَمُختَنِقٍ راخى اِبنُ عَمروٍ خِناقَهُ **** وَغُمَّتَهُ عَن وَجهِهِ فَتَجَلَّتِ

وَظاعِنَةٍ في الحَيِّ لَولا عَطاؤُهُ **** غَداةَ غَدٍ مِن أَهلِها ما اِستَقَلَّتِ

وَكُنتَ لَنا عَيشاً وَظِلَّ رَبابَةٍ **** إِذا نَحنُ شِئنا بِالنَوالِ اِستَهَلَّتِ

فَتىً كانَ ذا حِلمٍ أَصيلٍ وَتُؤدَةٍ **** إِذا ما الحُبى مِن طائِفِ الجَهلِ حُلَّتِ

وَما كَرَّ إِلّا كانَ أَوَّلَ طاعِنٍ **** وَلا أَبصَرَتهُ الخَيلُ إِلّا اِقشَعَرَّتِ

فَيُدرِكُ ثَأراً ثُمَّ لَم يُخطِهِ الغِنى **** فَمِثلُ أَخي يَوماً بِهِ العَينُ قَرَّتِ

فَإِن طَلَبوا وِتراً بَدا بِتِراتِهِم **** وَيَصبِرُ يَحميهِم إِذا الخَيلُ وَلَّتِ

فَلَستُ أَرَزّا بَعدَهُ بِرَزِيَّةٍ **** فَأَذكُرَهُ إِلّا سَلَت وَتَجَلَّتِ







ألا يا عينِ فانْهَمِري، وقَلّتْ ألا يا عينِ فانْهَمِري، وقَلّتْ



أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري وَقَلَّت**** لِمَرزِئَةٍ أُصِبتُ بِها تَوَلَّت


لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ النَفسَ مِنها**** بُعَيدَ النَومِ تُشعَلُ يَومَ غُلَّت


أَلا يا عَينُ وَيحَكِ أَسعِديني**** فَقَد عَظُمَت مُصيبَتُهُ وَجَلَّت


مُصيبَتُهُ عَلَيَّ وَرَوَّعَتني***** فَقَد خَصَّت مُصيبَتُهُ وَعَمَّت


لَوَ أَنَّ الكَفَّ تُقبَلُ في فِداهُ**** بَذَلتُ يَدي اليَمينَ لَهُ فَشَلَّت


كَما والى عَلَينا مِن نَداهُ***** وَشادَ لَنا المَكارِمَ فَاِستَهَلَّت


فَلَم يَنزِع وَما قَصُرَت يَداهُ***** وَلَم يَبلُغ ثَنائي حَيثُ حَلَّت




يا عَينِ جُودي بالدّموع




يا عَينِ جودي بِالدُموعِ **** المُستَهِلّاتِ السَوافِح


فَيضاً كَما فاضَت غُروبُ **** ب المُترَعاتِ مِنَ النَواضِح


وَاِبكي لِصَخرٍ إِذ ثَوى **** بَينَ الضَريحَةِ وَالصَفائِح


رَمساً لَدى جَدَثٍ تُذيعُ **** بِتُربِهِ هوجُ النَوافِح


السَيِّدُ الجَحجاحُ وَاِبنُ **** السادَةِ الشُمِّ الجَحاجِح


الحامِلُ الثِقَلَ المُهِمُّ ***** مِنَ المُلِمّاتِ الفَوادِح


الجابِرُ العَظمَ الكَسيرَ ***** مِنَ المُهاصِرِ وَالمُمانِح


الواهِبُ المِئَةِ الهِجانِ ***** مِنَ الخَناذيذِ السَوابِح


الغافِرُ الذَنبِ العَظيمِ ***** لِذي القَرابَةِ وَالمُمالِح


بِتَعَمُّدٍ مِنهُ وَحِلمٍ ***** حينَ يَبغي الحِلمَ راجِح


ذاكَ الَّذي كُنّا بِهِ ***** نَشفي المِراضَ مِنَ اجَوانِح


وَيَرُدَّ بادِرَةَ العَدُوِّ ***** وَنَخوَةَ الشَنِفِ المُكاشِح


فَأَصابَنا رَيبُ الزَمانِ **** فَنالَنا مِنهُ بِناطِح


فَكَأَنَّما أُمَّ الزَمانُ ***** نُحورَنا بِمُدى الذَبائِح


فَنِساؤُنا يَندُبنَ نَوحاً ***** بَعدَ هادِيَةِ النَوائِح


يَحنُنَّ بَعدَ كَرى العُيونِ ***** حَنينَ والِهَةٍ قَوامِح


شَعِثَت شَواحِبَ لا يَنينَ ***** إِذا وَنى لَيلُ النَوائِح


يَندُبنَ فَقدَ أَخي النَدى ***** وَالخَيرِ وَالشِيَمِ الصَوالِح


وَالجودِ وَالأَيدي الطِوالِ ***** المُستَفيضاتِ السَوامِح


فَالآنَ نَحنُ وَمَن سِوانا ***** مِثلُ أَسنانِ القَوارِح




ذَري عنكِ أقوالَ الضّلالِ، كَفى بنا

ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا **** لِكَبشِ الوَغى في اليَومِ وَالأَمسِ ناطِحا

فَخالِدُ أَولى بِالتَعَذُّرِ مِنكُمُ **** غَداةَ عَلا نَهجاً مِنَ الحَقِّ واضِحا

عَلَيكُم بِإِذنِ اللَهِ يُزجي مُصَمِّماً **** سَوانِحَ لا تَكبو لَها وَبَوارِحا

نَعَوا مالِكاً بِالتاجِ لَمّا هَبَطنَهُ **** عَوابِسَ في هابي الغُبارِ كَوالِحا

فَإِن تَكُ قَد أَبكَتكَ سَلمى بِمالِكٍ ***** تَرَكنا عَلَيهِ نائِحاتٍ وَنائِحا





لا تَخَلْ أنّني لقيتُ رواحا



لا تَخَل أَنَّني لَقيتُ رَواحا **** بَعدَ صَخرٍ حَتّى أَثَبنَ نُواحا

مِن ضَميري بِلَوعَةِ الحُزنِ حَتّى **** نَكَأَ الحُزنُ في فُؤادي فِقاحا

لا تَخَلني أَنّي نَسيتُ وَلا بُل **** لَ فُؤادي وَلَو شَرِبتُ القَراحا

ذِكرَ صَخرٍ إِذا ذَكَرتُ نَداهُ **** عيلَ صَبري بِرُزئِهِ ثُمَّ باحا

إِنَّ في الصَدرِ أَربَعاً يَتَجاوَب **** نَ حَنيناً حَتّى كَسَرنَ الجَناحا

دَقَّ عَظمي وَهاضَ مِنّي جَناحي **** هُلكُ صَخرٍ فَما أُطيقُ بَراحا

مَن لِضَيفٍ يَحِلُّ بِالحَيِّ عانٍ **** بَعدَ صَخرٍ إِذا دَعاهُ صُياحا

وَعَلَيهِ أَرامِلُ الحَيِّ وَالسَف **** رُ وَمُعتَرُّهُم بِهِ قَد أَلاحا

وَعَطايا يَهُزُها بِسَماحٍ ***** وَطِماحٍ لِمَن أَرادَ طِماحا

ظَفِرٌ بِالأُمورِ جَلدٌ نَجيبٌ **** وَإِذا ما سَما لِحَربٍ أَباحا

وَبِحِلمٍ إِذا الجَهولُ اِعتَراهُ **** يَردَعُ الجَهلَ بَعدَما قَد أَشاحا

إِنَّني قَد عَلِمتُ وَجدَكَ بِالحَم **** دِ وَإِطلاقَكَ العُناةَ سَماحاَ

فارِسٌ يَضرِبُ الكَتيبَةَ بِالسَي **** فِ إِذا أَردَفَ العَويلُ الصُياحا

يُقبِلُ الطَعنَ لِلنُحورِ بِشَزرٍ **** حينَ يَسمو حَتّى يُلينَ الجِراحا

مُقبِلاتٌ حَتّى يُوَلَّينَ عَنهُ **** مُدبِراتٌ وَما يُرِدنَ كِفاحا

كَم طَريدٍ قَد سَكَّنَ الجَأشَ مِنهُ **** كانَ يَدعو بِصَفِّهِنَّ صُراحا

فارِسُ الحَربِ وَالمُعَمَّمُ فيها ***** مِدرَهُ الحَربِ حينَ يَلقى نِطاحا







جَرى ليَ طيرٌ فِي حمامٍ حذرتهُ


جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ **** عَلَيكَ اِبنَ عَمروٍ مِن سَنيحٍ وَبارِحِ

فَلَم يُنجِ صَخراً ما حَذِرتُ وَغالَهُ **** مَواقِعُ غادٍ لِلمَنونِ وَرائِحِ

رَهينَةُ رَمسٍ قَد تَجُرُّ ذُيولُها **** عَلَيهِ سَوافي الرامِساتِ البَوارِحِ

فَيا عَينِ بَكّي لِاِمرِئٍ طارَ ذِكرُهُ **** لَهُ تَبكِ عَينُ الراكِضاتِ السَوابِحِ

وَكُلُّ طَويلِ المَتنِ أَسمَرَ ذابِلٍ **** وَكُلُّ عَتيقٍ في جِيادِ الصَفائِحِ

وَكُلُّ دِلاصٍ كَالأَضاةِ مُذالَةً **** وَكُلُّ جَوادٍ بَيِّنِ العِتقِ قارِحِ

وَكُلُّ ذَمولٍ كَالفَنيقِ شِمِلَّةٍ ***** وَكُلُّ سَريعٍ آخِرِ اللَيلِ آزِحِ

وَلِلجارِ يَوماً إِن دَعا لِمَضيفَةٍ ***** دَعا مُستَغيثاً أَوَّلاً بِالجَوايِحِ


أَخو الحَزمِ في الهَيجاءِ وَالعَزمِ في الَّتي**** لِوَقعَتِها يَسوَدُّ بيضُ المَسايِحِ


حَسيبٌ لَبيبٌ مُتلِفٌ ما أَفادَهُ ***** مُبيحُ تِلادِ المُستَغِشِّ المُكاشِحِ




أعينيّ جودا ولا تجمُدا



أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا **** أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى


أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ **** أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا


طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ **** سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا


إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ **** إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا


فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ **** مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا


يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم **** وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا


تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ **** يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا


وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ **** تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى






أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي الخنساء (http://go.3roos.com/500o20wwinr)


الخنساء - بوابة الشعراء - بوابتك إلى عالم الشعر - Poetsgate (http://go.3roos.com/nw8c37ddls3)

maryom2009
01/07/2012, 01:58 PM
بكَتْ عني وعاوَدَتِ السُّهودا





بَكَت عَيني وَعاوَدَتِ السُهودا ***** وَبِتُّ اللَيلَ جانِحَةً عَميدا



لِذِكرى مَعشَرٍ وَلَّوا وَخَلَّوا ***** عَلَينا مِن خِلافَتِهِم فُقودا




وَوافَوا ظِمءَ خامِسَةٍ فَأَمسوا ***** مَعَ الماضينَ قَد تَبِعوا ثَمودا




فَكَم مِن فارِسٍ لَكِ أُمُّ عَمروٍ ***** يَحوطُ سِنانُهُ الأَنَسَ الحَريدا




كَصَخرٍ أَو مُعاوِيَةَ بنِ عَمروٍ ***** إِذا كانَت وُجوهُ القَومِ سودا




يَرُدُّ الخَيلَ دامِيَةً كُلاها ***** جَديرٌ يَومَ هيجا أَن يَصيدا




يَكُبّونَ العِشارَ لِمَن أَتاهُم ***** إِذا لَم تُحسِبِ المِئَةُ الوَليدا










لاَ شيءَ يبقى غيرُ وجهِ مليكنَا




لا شَيءَ يَبقى غَيرُ وَجهِ مَليكِنا ***** وَلَستُ أَرى شَيئاً عَلى الدَهرِ خالِدا


أَلا إِنَّ يَومَ اِبنِ الشَريدِ وَرَهطِهِ ***** أَبادَ جِفاناً وَالقُدورَ الرَواكِدا


هُمُ يَملَأونَ لِليَتيمِ إِناءَهُ ***** وَهُم يُنجِزونَ لِلخَليلِ المُواعِدا


أَلا أَبلِغا عَنّي سُلَيماً وَعامِراً ***** وَمَن كانَ مِن عُليا هَوازِنَ شاهِدا


بِأَنَّ بَني ذُبيانَ قَد أَرصَدوا لَكُم ***** إِذا ما تَلاقَيتُم بِأَن لا تَعاوُدا


فَلا يَقرَبَنَّ الأَرضَ إِلّا مُسارِقٌ ***** يَخافُ خَميساً مَطلَعَ الشَمسِ حارِدا


عَلى كُلِّ جَرداءِ النُسالَةِ ضامِرٍ****** بِآخِرِ لَيلٍ ما ضُفِزنَ الحَدائِدا


فَقَد زاحَ عَنّا اللَومُ إِذ تَرَكوا لَنا ***** أَروماً فَآراماً فَماءً بِوارِدا


وَنَحنُ قَتَلنا هاشِماً وَاِبنَ أُختِهِ ***** وَلا صُلحَ حَتّى نَستَقيدَ الخَرائِدا


فَقَد جَرَتِ العاداتُ أَنّا لَدى الوَغى ***** سَنَظفَرُ وَالإِنسانُ يَبغي الفَوائِدا








ابكي لصخرٍ اذَا ناحتْ مطوَّقة ٌ



أَبكي لِصَخرٍ إِذا ناحَت مُطَوَّقَةٌ **** حَمامَةٌ شَجوَها وَرقاءُ بِالوادي


إِذا تَلَأَّمَ في زَغفٍ مُضاعَفَةٍ **** وَصارِمٍ مِثلِ لَونِ المِلحِ جَرّادِ


وَنَبعَةٍ ذاتِ إِرنانٍ وَوَلوَلَةٍ **** وَمارِنِ العودِ لا كَزٍّ وَلا عادِ


سَمحُ الخَليقَةِ لا نِكسٌ وَلا غُمُرٌ***** بَل باسِلٌ مِثلُ لَيثِ الغابَةِ العادي


مِن أُسدِ بَيشَةَ يَحمي الخِلَّ ذي لِبَدٍ ***** مِن أَهلِهِ الحاضِرِ الأُدنَينِ وَالبادي


وَالمُشبِعُ القَومِ إِن هَبَّت مُصَرصَرَةٌ ***** نَكباءُ مُغبَرَّةٌ هَبَّت بِصُرّادِ








يا عَينِ جودي بالدّموعِ





يا عَينِ جودي بالدّموعِ *****
فقَدْ جَفَتْ عنكِ المَراوِدْ


وَابكي لصخرٍ انَّهُ *****
شَقّ الفُؤادَ لِما يُكابِدْ


المستضافِ منَ السّنينَ *****
إذا قَسَا منها المَحارِدْ


حينَ الرّياحُ بلائلٌ *****
نُكْبٌ هَوائِجُها صَوارِدْ


ينفينَ عنْ ليطِ السَّما *****
ظَلائِلاً والماءُ جامِدْ


مزقاً تطرَّدها الرّيا *****
كَأنّها خِرَقٌ طَرائِدْ


وَالمالُ عندَ ذوي البقيَّة ِ*****
والغِنى خُذُمٌ شَرَائِدْ


فيفكُّ كربة َ منْ تمخَّخَ *****
نِقْيَة َ الدّوَلِ الجهائِدْ


حتى يَؤوبَ بِما يَؤوبُ *****
كثيرَ فَضْلِ العُرْفِ حامدْ


ونداكَ محتضرٌ ونو *****
ركَ في دجى الظَّلماءِ واقدْ


لو تُرْسَلُ الإبْلُ الظِّماءُ ****
يَسُمْنَ لَيسَ لهُنّ قائِدْ


لَتَيَمّمَتْكَ يَدُلّهَا *****
جدواكَ وَ السُّبلُ المواردْ


والنَّاسُ سابلة ٌ اليكَ م *****
فصادرٌ بغنى ً وواردْ


يَغْشَوْنَ منكَ غُطامِطاً ****
جاشتْ بوابلهُ الرَّواعدْ


يا ابنَ القُرُوم ذوي الحِجى *****
وابنَ الخضارِمَة ِ المَرافِدْ


وابنَ المَهائِرِ للمَهائِرِ *****
ئرِ زانهَا الشّيمُ المواجدْ


وَحماة ِ منْ يدعَى اذَا *****
ما طارَ عندَ المَوْتِ عارِدْ


وَمعاصمٍ للهالكينَ م *****
وساسَة ٍ قِدَماً مَحاشِدْ









أهاجَ لكِ الدّموعَ على ابنِ عمرٍو



أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمروٍ **** مَصائِبُ قَد رُزِئتِ بِها فَجودي


بِسَجلٍ مِنكِ مُنحَدِرٍ عَلَيهِ **** فَما يَنفَكَّ مِثلَ عَدا الفَريدِ


عَلى فَرعٍ رُزِئتِ بِهِ خُناسٌ ***** طَويلِ الباعِ فَيّاضٍ حَميدِ


جَليدٍ كانَ خَيرَ بَني سُلَيمٍ **** كَريمِهِمِ المُسَوَّدِ وَالمَسودِ


أَبو حَسّانَ كانَ ثِمالَ قَومي **** فَأَصبَحَ ثاوِياً بَينَ اللَحودِ


رَهينُ بِلىً وَكُلُّ فَتىً سَيَبلى **** فَأَذري الدَمعَ بِالسَكبِ المَجودِ


فَأُقسِمُ لَو بَقَيتَ لَكُنتَ فينا **** عَديداً لا يُكاثَرُ بِالعَديدِ


وَلَكِنَّ الحَوادِثَ طارِقاتٌ **** لَها صَرفٌ عَلى الرَجُلِ الجَليدِ


فَإِن تَكُ قَد أَتَتكَ فَلا تُنادي **** فَقَد أَودَت بِفَيّاضٍ مَجيدِ


جَليدٍ حازِمٍ قِدَماً أَتاهُ **** صُروفُ الدَهرِ بَعدَ بَني ثَمودِ


وَعاداً قَد عَلاها الدَهرُ قَسراً **** وَحِميَرَ وَالجُنودَ مَعَ الجُنودِ


فَلا يَبعَد أَبو حَسّانَ صَخرٌ ***** وَحَلَّ بِرَمسِهِ طَيرُ السُعودِ








عَينيّ جُودا بدَمْعٍ منكما جُودا




عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ مِنكُما جودا **** جودا وَلا تَعِدا في اليَومِ مَوعودا


هَل تَدرِيانِ عَلى مَن ذا سَبَلتُكُما **** عَلى اِبنِ أُمّي أَبيتُ اللَيلَ مَعمودا


دارَت بِنا الأَرضُ أَو كادَت تَدورُ بِنا **** يا لَهفَ نَفسي فَقَد لاقَيتُ صِنديدا


يا عَينُ فَاِبكي فَتىً مَحضاً ضَرائِبُهُ **** صَعباً مَراقِبُهُ سَهلاً إِذا ريدا


لا يَأخُذُ الخَسفَ في قَومٍ فَيَغضِبَهُم ***** وَلا تَراهُ إِذا ما قامَ مَحدودا


وَلا يَقومُ إِلى اِبنِ العَمِّ يَشتِمَهُ ***** وَلا يَدِبُّ إِلى الجاراتِ تَخويدا


كَأَنَّما خَلَقَ الرَحمانُ صورَتَهُ ***** دينارَ عَينٍ يَراهُ الناسُ مَنقودا


إِذهَب حَريباً جَزاكَ اللَهُ جَنَّتَهُ ***** عَنّا وَخُلِّدتَ في الفِردَوسِ تَخليدا


قَد عِشتَ فينا وَلا تُرمى بِفاحِشَةٍ ***** حَتّى تَوَفّاكَ رَبُّ الناسِ مَحمودا








ضاقتْ بيَ الارضُ وَانقضَّتْ محارمهَا






ضاقَت بِيَ الأَرضُ وَاِنقَضَّت مَخارِمُها **** حَتّى تَخاشَعَتِ الأَعلامُ وَالبيدُ


وَقائِلينَ تَعَزّي عَن تَذَكُّرِهِ **** فَالصَبرَ لَيسَ لِأَمرِ اللَهِ مَردودُ


يا صَخرُ قَد كُنتَ بَدراً يُستَضاءُ بِهِ **** فَقَد ثَوى يَومَ مُتَّ المَجدُ وَالجودُ


فَاليَومَ أَمسَيتَ لا يَرجوكَ ذو أَمَلٍ **** لَمّا هَلَكتَ وَحَوضُ المَوتِ مَورودُ


وَرُبَّ ثَغرٍ مَهولٍ خُضتَ غَمرَتَهُ **** بِالمُقرَباتِ عَلَيها الفِتيَةُ الصيدُ


نَصَبتَ لِلقَومِ فيهِ فَصلَ أَعيُنِهِم **** مِثلَ الشِهابِ وَهى مِنهُم عَباديدُ






يا ابنَ الشّريدِ وخيرَ قيسٍ كلّها







يا اِبنَ الشَريدِ وَخَيرَ قَيسٍ كُلَّها ***** خَلَّفتَني في حَسرَةٍ وَتَبَلُّدِ


فَلَأَبكِيَنَّكَ ما سَمِعتُ حَمامَةً ***** تَدعو هَديلاً في فُروعِ الفَرقَدِ


أَنتَ المُهَنَّدُ مِن سُلَيمٍ في العُلى ***** وَالفَرعُ لَم يَسبِ الكِرامَ بِمَشهَدِ


قَد كُنتَ حِصناً لِلعَشيرَةِ كُلَّها ***** وَخَطيبَها عِندَ الهُمامِ الأَصيَدِ


فَاِذهَب وَلا تَبعَد وَكُلُّ مُعَمِّرٍ***** سَيَذوقُ كَأسَ مَنِيَّةٍ بِتَنَكُّدِ


لِلَّهِ دَرُّ بَني نَهاسِرَ إِنَّهُم ***** هَدَموا العَمودَ وَأَدرَكوا بِالأَسوَدِ


ضَخمَ الدَسيعَةِ ماجِداً أَعراقُهُ **** كَالبَدرِ أَو في طَلعَةٍ كَالأَسعُدِ





ابكّي ابِي عمراً بعينٍ غزيرة ٍ




أُبَكّى أَبي عَمراً بِعَينٍ غَزيرَةٍ **** قَليلٍ إِذا نامَ الخَلِيُّ هُجودُها


وَصِنوَيَّ لا أَنسى مُعاوِيَةَ الَّذي **** لَهُ مِن سَراةِ الحَرَّتَينِ وُفودُها


وَصَخراً وَمَن ذا مِثلُ صَخرٍ إِذا غَدا **** بِساحَتِهِ الأَبطالُ قَزمٌ يَقودُها



فَذَلِكَ يا هِندُ الرَزِيَّةُ فَاِعلَمي **** وَنيرانُ حَربٍ حينَ شُبَّ وَقودُها








ألا يا عَينِ فانهمري بغُدْرِ





أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ **** وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ


وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ **** فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري


لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها **** بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ


عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ **** لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ


وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى **** لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ


وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً **** وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ


إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ **** أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ


هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى **** نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ


وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ **** وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ


هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما **** عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ


ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ **** عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ


تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما ***** سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ


قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ ***** لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ


فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً **** بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ


فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ ***** بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ


إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ **** تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ


تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ **** وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ


دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت **** عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري


لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً **** لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو







قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ




قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ***** أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ


كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت***** فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ


تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت***** وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ


تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت***** لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ


تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها****** إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ


لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ ***** وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ


قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ ***** نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ


صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا ***** وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ


يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ ***** أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ


مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ ****** لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ


وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ ***** لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ


تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت ****** فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ


لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت ****** فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ


يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني ****** صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ


وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا ****** وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ


وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا ***** وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ


وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ***** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ


جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ ***** وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ


حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ ***** شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ


نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ ***** فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ


فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ ***** مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ


لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ ***** كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ


فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ ***** حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ


لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها ***** لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ


وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ ***** لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ


وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم ****** وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ


قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ ****** فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ


مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ ***** كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ


جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ ***** آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ


مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ ***** ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ


فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ ***** جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ


في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ ****** في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ


طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ ***** ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ


لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ ***** دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ


وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ ***** كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ


أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ ***** وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ








أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ





أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ **** بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ


وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ **** عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ


فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا **** عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ


كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ **** وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ


وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا **** لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ


فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها ***** لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري


فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ **** ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري


وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها **** لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ


صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها **** جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ


وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ **** وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ


وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها **** لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ


أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ **** إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ


وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ **** مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ


وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى **** غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ


لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً **** جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ


وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً **** وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ


فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ **** وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ





إن كنتِ عن وجدِكِ لم تقصري



إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري***** أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري


فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ ***** عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ


وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ ***** إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ


إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا ***** وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ


فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً ***** يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ


فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ ***** أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ


تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما ***** مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ







ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ



ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ ***** فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا


وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها ***** شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا


تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها **** وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا


فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى **** وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا


يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً ***** إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا


فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ ***** وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا


وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ ***** جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا


لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ ***** وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا


وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ ***** كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا


وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ ***** وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا


كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها ***** عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا


تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ **** أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا


فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها ***** أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا


يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً ***** مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا


فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها ***** وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا







طَرَقَ النّعيُّ على صُفَيْنَة َ غُدْوَة ً




طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً ***** وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ


حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا **** ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ


الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ ***** تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري


فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ **** فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ


أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا **** مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري


يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم ***** مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ


تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ ***** وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري


قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ ***** وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ


تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ ***** فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ







أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي الخنساء (http://forums.3roos.com/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fgo.3roos.com%2Ffak4erfi9l8)



الخنساء - بوابة الشعراء - بوابتك إلى عالم الشعر - Poetsgate (http://forums.3roos.com/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fgo.3roos.com%2Fnw8c37ddls3)

maryom2009
03/07/2012, 09:02 PM
أبَني سُلَيْمٍ إنْ لَقيتُمْ فَقْعَساً





أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً **** في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ
فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم **** وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ
حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا ***** صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ
وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا **** في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ
لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ ***** طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ
بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ ***** ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ
وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً ***** لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري
فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ ****** مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ
وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ ****** عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ
وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ ***** ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ






يا عينُ فِيضي بدَمْعٍ منكِ مِغْزارِ







يا عَينُ فيضي بِدَمعٍ مِنكِ مِغزارِ **** وَاِبكي لِصَخرٍ بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ
إِنّي أَرَقتُ فَبِتُّ اللَيلَ ساهِرَةً **** كَأَنَّما كُحِلَت عَيني بِعُوّارِ
أَرعى النُجومَ وَما كُلِّفتُ رِعيَتَها **** وَتارَةً أَتَغَشّى فَضلَ أَطماري
وَقَد سَمِعتُ فَلَم أُبهَج بِهِ خَبَراً **** مُخَبِّراً قامَ يَنمي رَجعَ أَخبارِ
قالَ اِبنُ أُمِّكِ ثاوٍ بِالضَريحِ وَقَد ***** سَوَّوا عَلَيهِ بِأَلواحٍ وَأَحجارِ
فَاِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ ***** مَنّاعِ ضَيمٍ وَطَلّابٍ بِأَوتارِ
قَد كُنتَ تَحمِلُ قَلباً غَيرَ مُهتَضَمٍ ***** مُرَكَّباً في نِصابٍ غَيرِ خَوّارِ
مِثلَ السِنانِ تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ ***** جَلدُ المَريرَةِ حُرٌّ وَاِبنُ أَحرارِ
أَبكي فَتى الحَيِّ نالَتهُ مَنِيَّتُهُ ***** وَكُلُّ نَفسٍ إِلى وَقتٍ وَمِقدارِ
وَسَوفَ أَبكيكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ ***** وَما أَضاءَت نُجومُ اللَيلِ لِلساري
وَلا أُسالِمُ قَوماً كُنتَ حَربَهُمُ ***** حَتّى تَعودَ بَياضاً جُؤنَةُ القارِ
أَبلِغ سُلَيماً وَعَوفاً إِن لَقِيتَهُمُ ****** عَميمَةً مِن نِداءٍ غَيرِ إِسرارِ
أَعني الَّذينَ إِلَيهِم كانَ مَنزِلُهُ ***** هَل تَعرِفونَ ذِمامَ الضَيفِ وَالجارِ
لَو مِنكُمُ كانَ فينا لَم يَنَل أَبَداً ***** حَتّى تُلاقي أُمورٌ ذاتُ آثارِ
كَأَنَّ اِبنَ عَمَّتِكُم حَقّاً وَضَيفَكُمُ ***** فيكُم فَلَم تَدفَعوا عَنهُ بِإِخفارِ
شُدّوا المَآزِرَ حَتّى يُستَدَفَّ لَكُم ***** وَشَمِّروا إِنَّها أَيّامُ تَشمارِ
وَاِبكوا فَتى البَأسِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ ***** في كُلِّ نائِبَةٍ نابَت وَأَقدارِ
لا نَومَ حَتّى تَقودوا الخَيلَ عابِسَةً ***** يَنبُذنَ طِرحاً بِمُهراتٍ وَأَمهارِ
أَو تَحفِروا حُفرَةً فَالمَوتُ مُكتَنِعٌ ***** عِندَ البُيوتِ حُصَيناً وَاِبنَ سَيّارِ
أَو تَرحَضوا عَنكُمُ عاراً تَجَلَّلكُم ***** رَحضَ العَوارِكِ حَيضاً عِندَ أَطهارِ
وَالحَربُ قَد رَكِبَت حَدباءَ نافِرَةً ***** حَلَّت عَلى طَبَقٍ مِن ظَهرِها عارِ
كَأَنَّهُم يَومَ راموهُ بِأَجمُعِهِم ***** راموا الشَكيمَةَ مِن ذي لِبدَةٍ ضارِ
حامي العَرينِ لَدى الهَيجاءِ مُضطَلِعٌ ***** يَفري الرِجالَ بِأَنيابٍ وَأَظفارِ
حَتّى تَفَرَّجَتِ الآلافُ عَن رَجُلٍ ***** ماضٍ عَلى الهَولِ هادٍ غَيرِ مِحيارِ
تَجيشُ مِنهُ فُوَيقَ الثَديِ جائِفَةٌ ***** بِمُزبِدٍ مِن نَجيعِ الجَوفِ فَوّارِ






عينِ فابكي لي على صَخْرٍ إذا





عَينِ فَاِبكي لي عَلى صَخرٍ إِذا ***** عَلَتِ الشَفرَةُ أَثباجَ الجُزُر
يُشبِعُ القَومَ مِنَ الشَحمِ إِذا ***** أَلوَتِ الريحُ بِأَغصانِ الشَجَر
وَإِذا ما البيضُ يَمشينَ مَعاً ***** كَبَناتِ الماءِ في الضَحلِ الكَدِر
جانِحاتٍ تَحتَ أَطرافِ القَنا ***** بادِياتِ السوقِ في فَجٍّ حَذِر
يَطعَنُ الطَعنَةَ لا يُرقِئُها ****** رُقيَةُ الراقي وَلا عَصبُ الخُمُر







كأنّ ابنَ عَمرٍو لم يُصَبّحْ لغارَة ٍ




كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ ***** بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا
وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي ***** عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا
وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً ***** لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا
فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ ****** يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا
يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ ***** وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا
فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً ****** وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا








يا عَينِ جودي بالدّموعِ يا



عَينِ جودي بالدّموعِ *****عِ على الفتى القرمِ الاغرْ
أبْيَضُ أبْلَجُ وَجْهُهُ *****كالشّمسِ في خَيرِ البَشَرْ
والشَّمسُ كاسفة ٌ لمهلكهِ م *****ومَا اتّسَقَ القَمَرْ
والانسُ تبكي ولَّهاً *****والجنُّ تسعدُ منْ سمرْ
والوَحشُ تَبْكي شجْوَها *****لما اتى عنهُ الخبرْ
المِدْرَهُ الفَيّاضُ يحمِلُ *****عَنْ عَشيرَتِهِ الكِبَرْ
يعطي الجزيلَ ولا يمنُّ *****م وليسَ شيمتهُ العسرْ
وَيْلي عَلَيْهِ وَيْلَة ً*****اصبحتُ حصني منكسرْ







اتى تاوَّبني الاحزانُ والسَّهرُ




اتى تاوَّبني الاحزانُ والسَّهرُ ****


فالعينُ منّي هدوءًا دمعها دررُ



تبكي لصخرٍ وقدْ رابَ الزَّمانُ بهِ****


اذْ غالهُ حدثُ الايَّامِ والقدرُ



سمحٌ خلائقهُ جزلٌ مواهبهُ ****


وافي الذّمامِ إذا ما مَعشَرٌ غَدرُوا



مأوى الضَّريكِ ومأوى كلِّ ارملة ٍ****


عندَ المُحولِ إذ ما هَبّتِ القُرَرُ



ما بارَزَ القِرْنَ يَوْماً عندَ مَعرَكَة ٍ****


الاَّ لهُ يومَ تسمو الكرَّة ُ الظَّفرُ







عينيّ جودا بدَمعٍ غيرِ منزُورِ



عينيّ جودا بدَمعٍ غيرِ منزُورِ *****وأعوِلا! إنّ صَخراً خَيرُ مَقْبورِ
لا تَخْذُلاني فإنّي غَيرُ ناسِيَة ٍ****لذِكْرِ صَخْرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخِيرِ
يا صَخرُ! مَن لطِرَادِ الخَيلِ إذ وُزِعتْ***و للمطايا اذا يشددنَ بالكورِ
ولليَتامَى وللأضيافِ إنْ طَرَقوا ****أبياتَنا لفَعالٍ منكَ مَخْبورِ
ومَنْ لكُرْبة ِ عانٍ في الوثاقِ، ومَنْ****يعطي الجزيلَ على عسرٍ وميسورِ
وَمَنْ لِطَعْنَة ِ حِلْسٍ أوْ لهاتِفَة ٍ*****يَوْمَ الصُّياحِ بفُرْسانٍ مُغاويرِ
فرَّ الاقاربُ عنها بعدَ ما ضربوا****بالمَشرَفيّة ِ ضَرْباً غَيرَ تَعْزيرِ
وأسلمتْ بعد نَقْفِ البيضِ، واعتسفَتْ****من بَعْدِ لَذّة ِ عَيْشٍ غيرِ مَقتُور
يا صَخرُ كنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ*****لَوْ أمْهَلَتْكَ مُلِمّاتُ المَقادير
يا فارِسَ الخَيْلِ إنْ شَدّوا فلم يهِنوا****وفارسَ القومِ انْ همُّوا بتقصير
يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ إذا رُكِبَتْ ****خَيْلٌ لخَيْلٍ كأمثالِ اليَعافِيرِ
والقحَ القومُ حرباً ليسَ يلقحها ****إلاّ المَساعيرُ أبْناءُ المَساعير
يا صَخْرُ ماذا يُواري القَبرُ من كَرَمٍ****ومنْ خلائقَ عفَّاتٍ مطاهيرِ







يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ






يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ ****وابكي على اروعَ حامِي الذمارْ
فرعٍ منَ القومِ الجدى ****أنْماهُ منهُمْ كلُّ محضِ النِّجارْ
أقولُ لمّا جاءَني هُلْكُه ****ُوصرَّحَ النَّاسُ بنجوى السّرارْ
أُخَيّ! إمّا تَكُ وَدّعْتَنَا****فَرْعٍ منَ القَوْمِ كريمِ الجَدا
فرُبّ عُرْفٍ كنْتَ أسْدَيتَه ****ُالى عيالٍ ويتامى صغارْ
وربَّ نعمى منكَ انعمتها ****على عُناة ٍ غُلَّقٍ في الإسارْ
أهْلي فِداءٌ للّذي غُودِرَتْ ****أعْظُمُهُ تَلْمَعُ بَينَ الخَبارْ
صَريعِ أرْماحٍ ومَشْحوذَة ٍ****كالبرقِ يلمعنَ خلالَ الديارْ
مَنْ كانَ يَوْماً باكياً سَيّداً ****فليبكهِ بالعبراتِ الحرارْ
ولتبكهِ الخيلُ اذا غودرتْ ****بساحة ِ الموتِ غداة َ العثارْ
وليبكهِ كلُّ اخي كربة **** ٍضاقتْ عليهِ ساحة ُ المستجارْ
رَبيعُ هُلاّكٍ ومأوى نَدًى ****حينَ يخافُ النَّاسُ قحطَ القطارْ
أسْقَى بِلاداً ضُمّنَتْ قَبْرَهُ****صَوْبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَّوارْ
وما سؤالي ذاكَ الاَّ لكي ****يسقاهُ هامٍ بالرَّوي في القفارْ
قُلْ للّذي أضْحَى بهِ شامِتاً:****إنّكَ والموْتَ، مَعاً، في شِعارْ
هَوّنَ وَجدي أنّ مَنْ سَرّهُ ****مَصْرَعُهُ لاحِقُهُ لا تُمارْ
وانَّما بينهما روحة ٌ****في إثْرِ غادٍ سارَ حَدَّ النّهارْ
يا ضارِبَ الفارِسِ يَوْمَ الوَغَى ****بالسَّيفِ في الحومة ِ ذاتِ الاوارْ
يرديِ به في نقعها سابحٌ *****أجرَدُ كالسِّرْحانِ ثَبْتُ الحِضارْ
نازلتَ ابطالاً لها ذادة ٌ*****حتى ثَنَوْا عن حُرُماتِ الذِّمارْ
حلفتُ بالبيتِ وزوَّاره ****ِإذْ يُعْمِلُونَ العِيسَ نحوَ الجِمارْ
لا أجْزَعُ الدّهْرَ على هالِكٍ ****بَعْدَكَ ما حَنّتْ هوادي العِشارْ
يا لَوْعَة ً بانَتْ تَباريحُها *****تَقْدَحُ في قلبي شَجاً كالشِّرارْ
ابدى لي الجفوة َ منْ بعدهِ ****منْ كانَ منْ ذي رحمٍ أو جوارْ
إنْ يَكُ هذا الدّهرُ أوْدَى بِهِ ****وصارَ مسحاً لمجاري القطارْ
فكلُّ حيٍّ صائرٌ للبلى *****وكلُّ حبلٍ مرَّة ً لاندثارْ







يا صَخْرُ! مَن لحَوَادِثِ الدّهرِ





يا صَخْرُ! مَن لحَوَادِثِ الدّهرِ *****أمْ مَنْ يُسَهّلُ راكبَ الوَعْرِ



كنتَ المفرّجَ ما ينوبُ فقدْ *****اصبحتَ لا تحلي ولا تمري


يُحْثى التّرابُ على مَحاسِنِهِ *****وعلى غضارة ِ وجههِ النَّضرِ







دَعَوْتُمْ عامِراً فَنَبَذْتُمُوهُ







دَعَوْتُمْ عامِراً فَنَبَذْتُمُوهُ ****
ولمْ تدعوا معاوية َ بنَ عمرِ


ولَوْ نادَيْتَهُ لأتاكَ يَسعَى ****
حثيثَ الرَّكضِ اوْ لاتاكَ يجري


مُدِلاًّ حينَ تَشْتَجِرُ العَوالي ****
ويدركُ وترهُ في كلِّ وترِ


اذا لاقى المنايا لا يبالي****
افي يسرٍ اتاهُ امْ بعسرِ


كمِثْلِ اللّيْثِ مُفترِشٍ يَدَيْهِ****
جريءِ الصَّدرِ رئبالٍ سبطرِ







كنَّا كانجمِ ليلٍ وسطها قمرُ




كنَّا كانجمِ ليلٍ وسطها قمرُ ****يجلو الدُّجى فهوى َ منْ بيننا القمرُ
يا صَخرُ! ما كنتُ في قوْمٍ أُسَرّ بهِمْ****إلاّ وإنّكَ بَينَ القَوْمِ مُشْتَهَ
رُفاذهبْ حميداً على ما كانَ منْ حدثٍ****فقَد سلَكْتَ سَبيلاً فيهِ مُعْتَبَرُ





كنَّا كغصنينِ في جرثومة ٍ بسقاَ



كنَّا كغصنينِ في جرثومة ٍ بسقاَ ****حيناً على خيرِ ما ينمى لهُ الشَّجرُ


حتَّى اذا قيلَ قدْ طالتْ عروقهما****وطابَ غَرْسُهُما واستَوْسَقَ الثّمَرُ


أخْنى على واحدٍ رَيْبُ الزّمانِ، وما****يُبْقي الزّمانُ على شيءٍ وَلا يَذَرُ








يا عَينِ جودي بدَمْعٍ منكِ مِدرارِ




يا عَينِ جودي بدَمْعٍ منكِ مِدرارِ****



جهدَ العويلِ كماءِ الجدولِ الجاري


وابكي اخاكِ ولاتنسي شمائلهُ****
وابكي اخاكِ شجاعاً غيرَ خوَّارِ


وابكي اخاكِ لا يتامٍ وارملة**** ٍ
وابكي اخاكِ لحقِّ الضَّيفِ والجارِ


جَمٌّ فواضِلُهُ تَنْدَى أنامِلُهُ****
كالبدرِ يجلو ولا يخفى على السَّاري


ردَّاد عارية ٍ فكَّاكُ عانية ٍ****
كضَيغَمٍ باسِلٍ للقِرْنِ هَصّارِ


جَوّابُ أوْدِيَة ٍ حَمّالُ ألوِيَة**** ٍ
سَمْحُ اليَدَينِ جوَادٌ غيرُ مِقتارِ








الا ابكي على صخرٍ وصخرٌ ثمالنا






الا ابكي على صخرٍ وصخرٌ ثمالنا****اذا الحربُ هرَّتْ واستمرتْ مريرها



اقامَ جناحيْ ربها وترافدوا****
على صَعْبِها حتى اسْتَقامَ عَسِيرُها


بِبارِقَة ٍ للمَوْتِ فيها عَجاجَة ٌ****
مَناكِبُها مَسْمُومَة ٌ ونُحُورُها



أهَلّ بهَا وَكْفُ الدّماءِ ورَعْدُها****
هَماهِمُ أبطالٍ قليلٌ فُتورُها


فصخرٌ لديها مدرهُ الحربِ كلها****
وصخرٌ اذا خانَ الرّجالُ يطيرها



منَ الهضبة ِ العليا الَّتي ليسَ كالصَّفا***
صفاها وما انْ كالصُّخورِ صخورها


لها شرفاتٌ لاتنالُ ومنكبٌ****
مَنيعُ الذّرَى عالٍ على مَن يُثيرُها


لهُ بسطتا مجدٍ فكفٌ مفيدة ٌ****
وأخرَى بأطْرافِ القَناة ِ شُقُورُها


منِ الحربُ رَّبتهُ فليسَ بسائمٍ*****
إذا مَلّ عَنها ذاتَ يوْمٍ ضَجُورُها


اذا ما اقمطرَّتْ للمغارِ وايقنتْ ****
بهِ عَنْ حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها




أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي الخنساء (http://go.3roos.com/w9p3ex5t8g2)



الخنساء (http://go.3roos.com/svpjwv229r5)

maryom2009
04/07/2012, 01:44 PM
تَعَرّقَني الدّهْرُ نَهْساً وَحَزَّا




تَعَرّقَني الدّهْرُ نَهْساً وَحَزَّا *****وَأوْجَعَني الدّهرُ قَرْعاً وغَمْزَا
وافنى رجالي فبادروا معاً*****فَغُودِرَ قلبي بهِمْ مُسْتَفَزّا
كأنْ لم يَكونُوا حِمًى يُتّقَى*****اذِ النَّاسُ اذْ ذاكَ منْ عزَّبزَّا
وكانُوا سَراة َ بَني مالِكٍ*****وزَيْنَ العَشيرَة ِ بَذْلاً وعِزّ
اوهمْ في القديمِ اساة ُ العديمِ*****والكائِنونَ منَ الخَوْفِ حِرْزَا
وهمْ منعوا جارهمْ والنّسا*****يحفِزُ أحشاءَها الخوْفُ حَفْزَا
غداة َ لقوهمْ بملمومة ٍ*****رداحٍ تغادرُ في الارضِ وكرَّا
ببيضِ الصّفاحِ وسمرِ الرّماحِ*****فبالبِيضِ ضَرْباً وبالسُّمرِ وَخْزَا
وخَيْلٍ تَكَدَّسُ بالدّارِعينَ*****وتحتَ العَجاجَة ِ يجمِزْنَ جَمزَا
ومن ظنّ ممّنْ يُلاقي الحروبَ*****بانْ لا يصابَ فقدْ ظنَّ عجزا
نَعِفّ ونَعْرِفُ حَقّ القِرَى*****ونَتّخِذُ الحَمْدَ ذُخراً
وكَنْزَاونَلْبَسُ في الحَرْبِ نَسْجَ الحديد*****ونَسحبُ في السّلمِ خَزّاً وقَزّا









بَني سُلَيْمٍ! ألا تَبكُونَ فارِسَكُم؟




بَني سُلَيْمٍ! ألا تَبكُونَ فارِسَكُم؟****خلَّى عليكمْ اموراً ذاتَ امراسِ
ما للمنايا تغادينا وتطرقنا*****كانَّنا ابداً نحتزُّ بالفاسِ
تَغْدو عَلَيْنا فتَأبَى أن تُزَايِلَنا*****للخيرِ فالخيرُ منَّا رهنُ ارماسِ
ولايزالُ حديثُ السّنِّ مقتبلا*****وفارساً لا يرى مثلٌ لهُ راسِ
منَّا يغافضهُ لوْ كانَ يمنعهُ*****بأسٌ لَصَادَفَنا حَيّاً أُولي باسِ








يُؤرّقُني التّذَكّرُ حينَ أُمْسي



يُؤرّقُني التّذَكّرُ حينَ أُمْسي****فأُصْبحُ قد بُليتُ بفرْطِ نُكْسِ
على صَخْرٍ، وأيُّ فتًى كصَخْرٍ****ليَوْمِ كَريهَة ٍ وطِعانِ حِلْسِ
وللخصمِ الالدِّ اذا تعدَّى****ليأخُذَ حَقّ مَظْلُومٍ بقِنسِ
فلمْ ارَ مثلهُ رزءًا لجنٍ****ولم أرَ مِثْلَهُ رُزْءاً لإنْسِ
اشدَّ على صروفِ الدَّهرِ ايداً****وأفْصَلَ في الخُطوبِ بغَيرِ لَبسِ
وضيفٍ طارقٍ أو مستجيرٍ****يروَّعُ قلبهُ منْ كلِّ جرسِ
فاكرمهُ وآمنهُ فامسى****خلياً بالهُ منْ كلِّ بؤسِ
يُذَكّرُني طُلُوعُ الشمسِ صَخراً****وأذكرُهُ لكلّ غُروبِ شَمْسِ
ولَوْلا كَثرَة ُ الباكينَ حَوْلي****على اخوانهمْ لقتلتُ نفس
يولكنْ لاازالُ ارى عجولاً****وباكيَة ً تَنوحُ ليَوْمِ نَحْسِ
أراها والهاً تَبكي أخاها*****عشيَّة َ رزئهِ اوْ غبَّ امسِ
وما يَبكونَ مثلَ أخي ولكِنْ****اعزّي النَّفسَ عنهُ بالتَّأسي
فلا واللهِ لا انساكَ حتَّى*****افارقَ مهجتي ويشقَّ رمسي
فقَدْ وَدّعْتُ يوْمَ فِرَاقِ صَخْرٍ*****أبي حَسّانَ لَذّاتي وأُنْسِي
فيا لهفي عليهِ ولهفَ اُمّي*****ايصبحُ في الضَّريحِ وفيهِ يمسي







يا عَينِ إبكي فارِساً







يا عَينِ إبكي فارِساً****
حسنَ الطّعانِ على الفرسْ


ذا مرَّة ٍ ومهابة ٍ****
بينا نؤمّلهُ اختلسْ


بينا نراهُ بادياً****
يَحْمي كَتِيبَتَهُ شَرِسْ


كَاللّيْثِ خَفّ لِغِيلِهِ****
يَحْمي فَريسَتَهُ شَكِسْ


يذرُ الكميَّ مجدَّلاً****
تربَ المناحرِ منقعسْ


خضبَ السّنانَ بطعنة ٍ****
فالنَّفسُ يحفزها النَّفسْ


فالطَّيرُ بينَ مراودٍ****
يدنُو وآخرَ منتهسْ


نِعْمَ الفَتى عِنْدَ الوَغَى****
حينَ التَّصايحِ في الغلسْ


فلأبْكِيَنّكَ سَيّداً****
فصلَ الخطابِ اذا التبسْ


مَنْ ذا يَقُومُ مَقامَهُ****
بعدَ ابنِ امّي اذْ رمسْ


أوْ مَنْ يَعُودُ بحِلْمِهِ****
عندَ التّنازُعِ في الشَّكَسْ


غَيْثُ العَشيرَة ِ كُلّها****
الغائرينَ ومنْ جلسْ








إنّ الزّمانَ وما يَفنى له عَجَبٌ





إنّ الزّمانَ وما يَفنى له عَجَبٌ****ابقى لنا ذنباً واستوصلَ الرَّاسُ
ابقى لنا كلَّ مجهولٍ وفجعنا****بالحالِمِينَ فَهُمْ هامٌ وأرْماسُ
انَّ الجديدينِ في طولِ اختلافهما****لا يَفْسُدانِ ولكِنْ يفسُدُ النّاسُ







امَّا لياليَ كنتُ جارية




ً امَّا لياليَ كنتُ جارية ً****فحُفِفْتُ بالرقباءِ والجِلْسِ
حتَّى اذا ما الخدرُ ابرزني****نُبِذَ الرجال بِزَوْلَة ٍ جَلْسِ
وبجارة ٍ شوهاءَ ترقبني****وحَماً يخِرُّ كَمَنْبِذِ الحِلْسِ







ألا يا عَينِ ويحَكِ أسْعِديني





ألا يا عَينِ ويحَكِ أسْعِديني****
لريبِ الدَّهرِ والزَّمنِ العضوضِ


ولا تبقي دموعاً بعدَ صخرٍ****
فقدْ كلفتِ دهرك انْ تفيضي



ففيضي بالدُّموعِ على كريمٍ****رَمَتْهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضِي
فقدْ اصبحتُ بعدَ فتى سليمٍ****افرّجُ همَّ صدري بالقريضِ
أُسائِلُ كُلّ والهَة ٍ هَبولٍ****براها الدَّهرُ كالعظمِ المهيضِ
واصبحُ لا اعدُّ صحيحَ جسمٍ****ولا دَنِفاً أُمَرَّضُ كالمَرِيضِ
ولكنّي ابيتُ لذكرِ صخرٍ****أغَصّ بسَلْسَلِ الماءِ الغَضِيضِ
وأذكُرُهُ إذا ما الأرْضُ أمْسَتْ****هجولاً لمْ تلمَّع بالوميضِ
فمَنْ للحَرْبِ إذا صارَتْ كَلُوحاً****وشَمّرَ مُشْعِلُوها للنّهوضِ
وخيْلٍ قد دَلَفْتَ لها بأُخْرَى****كانَّ زهاؤها سندُ الحضيضِ
اذا ما القومَ احربهمْ تبولٌ****كذاكَ التَّبلُ يُطلَبُ كالقُروضِ
بكُلّ مُهَنّدٍ عَضْبٍ حُسَامٍ****رقيقِ الحدِّ مصقولٍ رحيضِ




فى مشكله فى ترتيب القصائد مره يطلع مره ينزل :(









لقدْ صوَّتَ النَّاعي بفقدِ اخي النَّدى






لقدْ صوَّتَ النَّاعي بفقدِ اخي النَّدى****نداءً لعمري لا اباً لكَ يسمعُ
فقمتُ وقدْ كادتْ لروعة ِ هلكهِ****وفَزْعَتِهِ نَفسي منَ الحزْنِ تَتْبَعُ
إلَيْهِ كَأنّي حَوْبَة ً وتخَشّعاً****أخُو الخَمْرِ يَسمو تارَة ً ثمّ يُصرَعُ
فمن لِقِرَى الأضْيافِ بعدَكَ إنْ هُمُ****قُبالَكَ حَلّوا ثمّ نادَوا فأسمَعُوا
كعهدهمِ اذْ انتَ حيٌ واذْ لهمْ****لَدَيْكَ مَنالاتٌ ورِيٌّ ومَشْبَعُ
ومنْ لمهمْ حلَّ بالجارِ فادحٍ****وأمْرٍ وَهَى من صاحِبٍ ليسَ يُرْقَعُ
ومَنْ لجَليسٍ مُفْحِشٍ لجَليسِهِ****عليهِ بجهلٍ جاهداً يتسرَّعُ
ولوْ كنتَ حيًّا كانَ اطفاءُ جهلهِ****بحلمكَ في رفقٍ وحلمكَ اوسعُ
وكنتُ إذا ما خِفْتُ إرْدافَ عُسرَة ٍ****اظلُّ لها منْ خيفة ٍ اتقنَّعُ
دَعَوْتُ لها صَخْرَ النّدى فوَجَدْتُهُ****لهُ موسرٌ ينفى بهِ العسرُ اجمعُ









الا ما لعينكِ لا تهجعُ





الا ما لعينكِ لا تهجعُ*****
تبكّي لو انَّ البكا ينفعُ


كانَّ جماناً هوى مرسلاً****
دموعَهُما أوْ هُمَا أسْرَعُ


تَحَدّرَ وانْبَتّ منهُ النّظامُ****
مُ فانسلَّ منْ سلكهِ اجمعُ


فَبَكّي لِصَخْرٍ ولا تَنْدُبي****
سواهُ فانَّ الفتى مصقعُ


مضَى وسنَمْضي على إثْرِهِ****
كذاكَ لكلِّ فتًى مصرعُ


هُوَ الفارِسُ المُسْتَعِدّ الخَطيبُ****
م في القومِ واليسرُ الوعوعُ


وعانٍ يحكُّ ظنابيبهُ*****
إذا جُرّ في القِدّ لا يُرْفَعُ


دَعَاكَ فَهَتّكْتَ أغْلالَهُ*****
وقدْ ظَنّ قَبْلَكَ لا تُقْطَعُ


وجَلْسٍ أَمُونٍ تَسَدّيْتَها*****
لِيَطْعَمَهَا نَفَرٌ جُوَّعُ


فظلَّتْ تكوسُ على اكرعٍ****
ثَلاثٍ وكانَ لهَا أرْبَعُ


بمهوٍ اذا انتَ صوَّبتهُ*****
كانَّ العظامَ لهُ خروعٌ






أبَى طولُ لَيْلَى لا أهْجَعُ



أبَى طولُ لَيْلَى لا أهْجَعُ****
وقد عالَني الخَبَرُ الأشْنَعُ



نعيُّ ابنِ عمرٍو اتى موهناً****قتيلاً فما ليَ لا اجزعُ


وفّجّعني ريبُ هذا الزَّمانِ****بهِ والمَصائِبُ قَدْ تَفْجِعُ


فمِثْلُ حَبيبيَ أبكَى العُيُونَ****وأوْجَعَ مَنْ كانَ لا يُوجَعُ


أخٌ ليَ لا يَشْتَكيهِ الرّفيقُ****ولا الرّكْبُ في الحاجَة ِ الجُوَّعُ


ويهتزُّ في الحربِ عندَ النزالِ****كَما اهْتَزّ ذو الرّوْنَقِ المِقْطَعُ


فما لي وللدَّهرِ ذي النَّائباتِ****اكلُّ الوزوعِ بنا توزعُ










يا أُمّ عَمْرٍو ألا تَبْكينَ مُعْوِلَة



ً يا أُمّ عَمْرٍو ألا تَبْكينَ مُعْوِلَة ً****


على اخيكِ وقدْ اعلى بهِ النَّاعي



فابْكي ولا تَسأمي نَوْحاً مُسلِّبَة ً****على اخيكِ رفيعِ الهمِّ والباعِ


فقَدْ فُجِعْتِ بمَيْمُونٍ نَقيبَتُهُ****جَمِّ المَخارِجِ ضَرّارٍ ونَفّاعِ


فمَنْ لَنَا إنْ رُزِئْناهُ وفارَقَنَا****بسيّدٍ منْ وراءِ القومِ دفَّاعِ


قدْ كانَ سيّدنا الدَّاعي عشيرتهُ****لا تَبْعَدَنّ، فنِعْمَ السّيدُ الداعي







تذّكّرْتُ صَخْراً إذْ تَغَنّتْ حمامَة ٌ





تذّكّرْتُ صَخْراً إذْ تَغَنّتْ حمامَة ٌ****هَتوفٌ على غُصْنٍ من الأيكِ تَسجعُ
فظلتُ لها أبكي بدمعِ حزينة ٍ****وقَلْبيَ مِمّا ذَكّرَتْني مُوَجَّعُ
تذكرني صخراً وقدْ حالَ دونهُ****صَفيحٌ وأحْجارٌ وبَيْداءُ بَلْقَعُ
ارى الدَّهرَ يرمي ماتطيشُ سهامهُ****وليسَ لمَنْ قد غالَهُ الدّهرُ مَرْجِعُ
فإنْ كانَ صَخْرُ الجُودِ أصبَحَ ثاوياً****فقدْ كانَ في الدُّنيا يضرُّ وينفعُ







أقْسَمْتُ لا أنْفَكّ أُهْدي قَصِيدَة




أقْسَمْتُ لا أنْفَكّ أُهْدي قَصِيدَة ً****لصَخْرٍ أخي المِفْضالِ في كلّ مجمَعِ


فدتكَ سليمٌ كهلها وغلامها ****وجدّع منها كلُّ انفٍ ومسمعِ






يا عينِ بَكّي بدَمْعٍ غَيرِ إنْزَافِ




يا عينِ بَكّي بدَمْعٍ غَيرِ إنْزَافِ****وابكي لصخرٍ فلنْ يكفيكهِ كافِ
كوني كَوَرْقاءَ في أفْنانِ غِيلَتِها****او صائحٍ في فروعِ النَّخلِ هتَّافِ
وابكي على عارضٍ بالودقِ محتفلٍ****إذا تَهاوَنَتِ الأحْسابُ رَجّا
فِومنزلِ الضَّيفِ انْ هبَّتْ مجلجلة ٌ****ترمي بصمٍّ سريعِ الخسفِ رسَّافِ
أبي اليَتامَى إذا ما شَتْوَة ٌ نَزَلَتْ؛****وفي المَزاحِفِ ثَبْتٍ غَيرِ وَجّافِ





ما لِذا المَوْتِ لا يَزالُ مُخيفَا





ما لِذا المَوْتِ لا يَزالُ مُخيفَا****كُلَّ يَوْمٍ يَنالُ مِنّا شَريفَا
مولَعاً بالسَّراة ِ مِنّا، فَما يأخذُ****خذُ الاَّ المهذَّبَ الغطريفا
فلَوَ انّ المَنُونَ تَعْدِلُ فينَا****فتنالُ الشَّريفَ والمشروفا
كان في الحقّ أن يعودَ لَنا المَوْتُ****وأنْ لا نَسُومَهُ تَسْويفَا
ايُّها الموتُ لو تجافيتَ عنْ صخرٍ****م لالفيتهُ نقياً عفيفا
عاشَ خمسينَ حِجّة ً يُنكرُ المُنكَرَ****م فينا ويبذلُ المعروفا
رحمة ُ اللهِ والسَّلامُ عليهِ****وسَقَى قَبرَهُ الرّبيعُ خَريفَا







أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي الخنساء (http://go.3roos.com/tbdsx676oc3)

maryom2009
04/07/2012, 09:04 PM
يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ وقد لهِفَتْ



يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ وقد لهِفَتْ****وهل يَرُدّنّ خَبْلَ القَلبِ تَلهيفي
ابكي اخاكِ اذا جاورتهمْ سحراً****جودي عليه بدمعٍ غيرِ منزوفِ
ابكي المهينَ تلادَ المالِ ان نزلتْ****شَهْباءُ تَرْزَحُ بالقَوْمِ المَتارِيفِ
وابكي اخاكِ لدهرٍ صارَ مؤتلفاً****والدّهرُ، ويحكِ، ذو فَجْعٍ وتجليفِ





مرهتْ عيني فعيني




مرهتْ عيني فعيني****بَعْدَ صَخْرٍ عَطِفَهْ
فدُموعُ العَينِ مِنّي****فَوْقَ خَدّي وَكِفَهْ
طرفتْ حندرُ عيني****بِعَكِيكٍ ذَرِفَهْ
انَّ نفسي بعدَ صخرٍ****بالرَّدى معترف
هْوبها منْ صخرَ شيءٌ****لَيسَ يُحْكَى بالصِّفَهْ
وبنفسي لهمومٌ****فهي حرَّى آسفهْ
وبذكرَى صَخْرَ نَفْسي****كلَّ يومٍ كافهْ
إنّ صَخْراً كانَ حِصْناً****وَرُبًى للنُّطَفَهْ
وغِياثاً ورَبيعاً****للعجوزِ الخرفهْ
واذا هبَّت شمالٌ****اوْ جنوبٌ عصفهْ
نَحَرَ الكُومَ الصّفَايَا****والبِكَارَ الخَلِفَهْ
يَمْلأُ الجَفْنَة َ شَحْماً****قتراها سدفهْ
وتَرَى الهُلاّكَ شَبْعَى****نَحْوَهَا مُزْدَلِفَهْ
وترى الايديَ فيها****دَسِمَاتٍ غَدِفَهْ
وارداتٍ صادراتٍ****كقطاً مختلفهْ
كدبورٍ وشمالٍ****في حِياضٍ لَقِفَهْ
فَلَئِنْ أجْرُعُ صَخْرٍ****اصبحتْ لي ظلفهْ
انَّها كانتْ زماناً****روضَة ً مُؤتَنَفَهْ






هريقي منْ دموعكِ أو افيقي




هريقي منْ دموعكِ أو افيقي****وصبراً انْ اطقتِ ولنْ تطيقي
وقُولي إنّ خَيرَ بَني سُلَيْمٍ****وفارسهمْ بصحراءِ العقيقِ
وانّي والبكا منْ بعدِ صخرٍ****كسالكة ٍ سوى قصدِ الطَّريقِ
فلا وابيكَ ما سلَّبتُ صدري****بفاحِشَة ٍ أتَيْتَ وَلا عُقُوقِ
ولكنّي وجدتُّ الصَّبرَ خيراً****مِنَ النّعلَينِ والرّأسِ الحَليقِ
ألا هَلْ تَرْجِعَنْ لَنا اللّيالي****وايَّامٌ لنا بلوى الشَّقيقِ
ألا يا لَهْفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ****لنا بندى المختَّمِ والمضيقِ
واذْ فينا فوارسُ كلِ هيجا****إذا فَزِعُوا وفتيانُ الخُروقِ
إذا ما الحرْبُ صَلْصَلَ ناجِذاها****وفاجاها الكماة ُ لدى البروقِ
واذْ فينا معاوية ُ بنُ عمرٍو****على ادماءَ كالجملِ الفنيقِ
فبَكّيهِ فَقَدْ وَلّى حَميداً****أصِيلَ الرّأيِ محمُودَ الصّديقِ
هو الرُّزءْ المبينُ لا كباسٌ****عَظيمُ الرّأيِ يَحْلُمُ بالنّعيقِ






يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مُهْراقِ



يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مُهْراقِ****اذا هدى النَّاسُ أو همُّوا باطراقِ
انّي تذكّرني صخراً اذا سجعتْ****على الغُصُونِ هَتُوفٌ ذاتُ أطْواقِ
وكلُّ عبرى تبيتُ اللَّيلَ ساهرة ً****تبكي بكاءَ حزينِ القلبِ مشتاقِ
لا تَكْذِبَنّ فإنّ المَوْتَ مُخْتَرِمٌ****كلَّ البريَّة ِ غيرَ الواحدِ الباقي
انتَ الفتى الماجدُ الحامي حقيقتهُ****تعطي الجزيلَ بوجهٍ منكَ مشراقِ
والعودَ تعطي معاً والنَّابَ مكتنفاً****وكلَّ طرفٍ الى الغاياتِ سبَّاقِ
انّي سابكي ابا حسَّانَ نادبة ً****ما زلتُ في كلِّ امساءٍ واشراقِ






آمنْ حدثِ الايَّامِ عينكِ تهملُ




آمنْ حدثِ الايَّامِ عينكِ تهملُ****تبكّي على صخرٍ وفي الدَّهرِ مذهلُ
الاَ منْ لعينٍ لا تجفُّ دموعها****إذا قُلتُ أفثَتْ تَستَهِلّ فتَحفِ
لُعلى ماجِدٍ ضَخْمِ الدّسيعَة ِ بارِعٍ****لهُ سورَة ٌ في قَوْمِهِ ما تُحَوَّلُ
فما بَلَغَتْ كَفُّ امرىء ٍ مُتَناوِلٍ****منَ المَجْدِ إلاّ حَيثُ ما نِلتَ أطوَلُ
ولا بَلَغَ المُهدونَ في القَوْلِ مِدْحَة ً****ولا صَدَقُوا إلاّ الذي فيكَ أفْضَلُ
وما الغيثُ في جعدِ الثَّرى دمثِ الرُّبى****تبعَّقَ فيهِ الوابلُ المتهللُ
باوسعَ سيباً منْ يديكَ ونعمة ****ًتعُمّ بها بل سَيْبُ كَفّيكَ أجْزَلُ
وجاركَ محفوظٌ منيعٌ بنجوة ٍ****منَ الضّيمِ لا يُؤذَى ولا يَتَذَلّلُ
منَ القوْمِ مَغشِيُّ الرِّواقِ كَأنّهُ****اذا سيمَ ضيماَ خادرٌمتبسلُ
شرنبتُ اطرافِ البنانِ ضبارمٌ****لهُ في عرينِ الغيلِ عرسٌ واشبلُ
هزبرٌ هريتُ الشّدقِ رئبالُ غابة ٍ****مخوفُ اللقاءِ جائبُ العينِ انجلُ
أخو الجودِ مَعروفٌ له الجودُ والنّدى***حليفانِ ما دامتِ تعارُ ويذبلُ





أيا عينيّ ويحكُما استَهِلاّ



أيا عينيّ ويحكُما استَهِلاّ****بدَمْعٍ غَيرِ مَنزُورٍ وعُلاّ
بدَمْعٍ غيرِ دَمْعِكما وجُودا****فقدْ اورثتما حزناً وذلاَّ
على صَخْرَ الأغَرّ أبي اليَتَامَى****ويَحمِلُ كلَّ مَعثَرَة ٍ وكَلاّ
فانْ اسعفتماني فارفداني****بدمْعٍ يُخْضِلُ الخدّينِ بَلاّ
على صَخْرِ بنِ عمرٍو إنّ هذا****وإن قد قلّ بحرُكَ واضمحلاّ
فقدْ اورثتما حزناً وذلاًّ****وحرًّا في الجوانبِ مستقلاَّ
فقُومي يا صَفيّة ُ في نِساءٍ****بحرِّ الشَّمسِ لا يبغينَ ظلاَّ
يشققنَ الجيوبَ وكلَّ وجهٍ****طَفيفٌ أن تُصَلّي له وقَلاّ








بكَتْ عَيْني وحُقّ لها العَويلُ

بكَتْ عَيْني وحُقّ لها العَويلُ****

وهاضَ جَناحيَ الحدَثُ الجليلُ

فقَدتُ الدّهرَ، كيفَ أكَلَّ رُكني****لأقْوامٍ مَوَدّتُهُمْ قَليلُ
على نفرهمُ كانوا جناحي****عليهمْ حينَ تلقاهمْ قبولُ
فذكّرَني أخي قَوْماً تَوَلّوا****عليَّ بذكرهمْ ما قيلَ قيلُ
مُعاويَة ُ بنُ عمرٍو كانَ رُكْني****وصخراً كانَ ظلُّهمُ الظَّليلُ
ذكرتُ فغالني ونكا فؤادي****وارَّقَ قوميَ الحزنُ الطَّويلُ
أولو عزٍّ كانَّهمُ غضابٌ****ومَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطّويلُ
هُمُ سادُوا مَعَدّاً في صِباهُمْ****وسادوا وهمْ شبابٌ اوْ كهولُ
فبَكّي أُمَّ عمرٍو كلَّ يَوْمٍ****اخا ثقة ٍ محيَّاهُ جميلُ






آلا ليتَ أمّي لمْ تلدني سويَّة ً



آلا ليتَ أمّي لمْ تلدني سويَّة ً****وكنتُ تُراباً بَينَ أيْدي القَوابِلِ
وخَرّتْ على الأرْضِ السّماءُ فطبّقتْ****وماتَ جَميعاً كلُّ جافٍ وناعِلِ
غداة َ غدا ناعٍ لصخرٍ فراعني****و أورثني حزناً طويلَ البلابلِ
فقلتُ لهُ: ماذا تَقولُ؟ فقالَ لي:****نعى ما ابنُ عمرٍو اثكلتهُ هوابلي
فأصبحتُ لا التذُّ بعدكَ نعمة ً****حياتي ولا ابكي لدعوة ِ ثاكلِ
فشأنَ المنايا بالاقاربِ بعدهُ****لتُعْلِلْ عَلَيْهِمْ عَلّة ٌ بَعدَ ناهِلِ







يا عينِ جودي بالدّموعِ السُّجولْ





يا عينِ جودي بالدّموعِ السُّجولْ****و ابكي على صخرٍ بدمعٍ همولْ
لا تَخْذُليني عندَ جَدّ البُكا****فليسَ ذا يا عينِ وقتَ الخذولْ
ابكي ابا حسَّانَ واستعبري****على الجَميلِ المُسْتَضافِ المَخيلْ
نعمَ اخو الشَّتوة ِ حلَّتْ بهِ****أرامِلُ الحيّ غَداة َ البَليلْ
يَأتِينَهُ مُسْتَعْصِماتٍ بِهِ****يعلنَّ في الدَّارِ بدعوى الآليلْ
ونعمَ جارُ القومِ في ازمة ٍ****اذا التجا النَّاسُ بجارٍ ذليلْ
دلَّ على معروفهِ وجههُ****بوركَ فيها هادياً منْ دليلْ
لا يَقْصِرُ الفَضْلَ على نَفْسِهِ****بل عندهُ منْ نابهُ في فضو
لْقدْ عرفَ النَّاسُ لهُ انَّهُ*****بالمنزلِ الا تلعِ غيرُ الضَّئيلْ
عطاؤهُ جزلٌ وصولاتهُ****صولاتُ قرمٍ لقرومٍ صؤولْ
ورأيهُ حكمٌ وفي قولهِ****مواعظٌ يذهبنَ داءَ الغليلْ
ليسَ نجبٍّ مانعٍ ظهرهُ****لا ينهضُ الدَّهرَ بعبءٍ ثقيلْ
ولا بسعَّالٍ اذا يجتدى****وضَاقَ بالمَعروفِ صَدْرُ السَّعولْ
قدْ راعني الدَّهرُ فبؤساً لهُ****بفارِسِ الفُرْسانِ والخَنْشَليلْ
تركتني وسطَ بني علَّة ٍ*****ادورُ فيهمْ كاللَّعينِ النَّقيلْ







انَّ ابا حسَّانَ عرشٌ هوى




انَّ ابا حسَّانَ عرشٌ هوى****ممّا بنى اللَّهُ بكِنٍّ ظَليلْ
اتلعُ لا يغلبهُ قرنهُ****مستجمعُ الرَّأي عظيمٌ طويلْ
تحسبهُ غضبانَ منْ عزّهِ****ذلِكَ منهُ خُلُقٌ ما يَحُولْ
وَيْلُ امّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ إذا****أُلِقيَ فيها فارِساً ذا شَليلْ
تَشْقَى بهِ الكُومُ لدى قِدْرِهِ****والنّابُ والمُصْعَبَة ُ الخَنْشَليلْ
انَّى ليَ الفارسُ اغدو بهِ****مثلَكَ إذا ما حَمَلَتني الحَمولْ
تركتني يا صخرُ في فتية ٍ****كأنّني بعدَكَ فيهِمْ نَقيلْ






ابكي على البطلِ الَّذي



ابكي على البطلِ الَّذي ****جَلّلْتُمُ صَخْراً ثِقالا
مُتَحَزِّماً بالسّيفِ يرْكَبُ****كبُ رمحهُ حالاً فحالا
يا صَخْرُ مَنْ للخَيْلِ إذْ****رُدّتْ فَوَارِسُها عِجَالا
مُتَسَرْبِلي حَلَقِ الحَديدِ****تخالهمْ فيهِ جمالا
وَيْلي عَلَيْكَ إذا تَهُبّ****الرّيحُ بارِدَة ً شَمَالا
والحيدرُ الصرَّادُ لمْ****يَكُ غَيْمُها إلاّ طِلالا
لِيُرَوِّعَ القَوْمَ الذينَ****نَعُدّهُمْ فينَا عِيالا
خَيرُ البَرِيّة ِ في قِرًى****صخرٌ واكرمهمْ فعالا
وهوَ المؤمَّلُ والَّذي****يُرْجَى وأفْضَلُها نَوَالا








أعَيْنِيَ فِيضي ولا تَبْخُلي




أعَيْنِيَ فِيضي ولا تَبْخُلي****فإنّكِ للدّمْعِ لم تَبْذُلي
وجودي بدمعكِ واستعبري****كسَحّ الخَليجِ على الجَدْوَلِ
على خَيرِ من يَندبُ المُعْولونَ****نَ والسَّيَدِ الايّدِ الافضلِ
طويلِ النّجادِ رفيعِ العما****ليسَ بوَغْدٍ ولا زُمَّلِ
يحيدُ الكفاحَ غداة ََ الصُّيا****حامي الحَقيقَة ِ لم يَنْكَلِ
كانَّ العداة ََ اذا ما بدا****يخافونَ ورداً ابا اشبلِ
مُدِلاًّ منَ الأُسْدِ ذا لِبْدَة ٍ****حمى الجزعَ منهُ فلمْ ينزلِ
يَعِفّ ويَحْمي إذا ما اعْتَزَى****إلى الشّرَفِ الباذِخِ الأطْوَلِ
يحامي عنِ الحيِّ يومَ الحفا****ظِ والجارِ والضَّيفِ والنزَّلِ
ومستنَّة ٍ كاستنانِ الخليجِ م****فوَّارة ِ الغمرِ كالمرجلِ
رَموحٍ من الغيظِ رمح الشَّموس****تلافيتَ في السَّلفِ الاوَّلِ
لتبكِ عليكَ عيالُ الشّتاءِ****اذا الشُّول لاذتْ منَ الشَّمألِ







ألا يا صَخْرُ إنْ أبكَيتَ عَيني


ألا يا صَخْرُ إنْ أبكَيتَ عَيني****لقَدْ أضْحَكْتَني دَهْراً طَويلا
بَكَيْتُكَ في نِساءٍ مُعْوِلاتٍ****و كنتُ احقَّ منْ ابدى العويلا
دَفَعْتُ بكَ الجَليلَ وأنتَ حَيٌّ****فمَنْ ذا يَدْفَعُ الخَطْبَ الجَليلا
إذا قَبُحَ البُكاءُ على قَتيلٍ****رأيْتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا





الا ما لعينكِ امْ مالها




الا ما لعينكِ امْ مالها****لقدْ أخْضَلَ الدّمْعُ سِرْبالَها
ابعدَ ابنِ عمرٍو منَ آلِ الشَّريدِ م*****حَلّتْ بهِ الأرْضُ أثقالَها
فآلَيْتُ آسَى على هَالِكٍ*****وَأسْألُ باكِيَة ً ما لهَا
لَعَمْرُ أبِيكَ، لَنِعْمَ الفَتى*****تَحُشّ بهِ الحَرْبُ أجذالها
حَديدُ السّنانِ ذَليقُ اللّسانِ****يُجازي المَقارِضَ أمثالَها
هممتُ بنفسيَ كلَّ الهمومِ*****فاولى لنفسيَ اولى له
اسأحْمِلُ نَفسي على آلَة ****فإمّا عَلَيْها وإمّا لهَا
فإنْ تَصْبِرِ النّفسُ تَلقَ السّرورَ،****وإنْ تَجزَعِ النّفسُ أشقَى لها
نُهينُ النّفوسَ، وهَوْنُ النّفوس*****سِ يومَ الكريهة ِ ابقى لها
و نعلمُ انَّ منايا الرّجا*****لِ بالغة ٌ حيثُ يحلى لها
لتجرِ المنَّية ُ بعدَ الفتى م*****المغادَرِ بالمَحْوِ أذْلالَها
ورَجْراجَة ٍ فَوْقَها بِيضُها*****علَيها المُضاعَفُ أمثالَهَا
ككرفئة ِ الغيثِ ذاتِ الصَّبيرِ م*****ترمي السَّحابَ ويرمى لها
وخَيْلٍ تَكَدّسُ بالدّارِعينَ*****نازلتَ بالسَّيفِ ابطاله
او قافية ٍ مثلِ حدِّ السّنا*****نِ تبقى ويذهبُ منْ قالها
تَقُدّ الذّؤابَة َ مِنْ يَذْبُلٍ،*****أبَتْ أنْ تُفارِقَ أوْعالَها
نطَقْتَ ابنَ عَمرٍو فسهّلتَها*****ولم يَنْطِقِ النّاسُ أمْثالَها
فإنْ تَكُ مُرّة ُ أوْدَتْ بِهِ*****فقدْ كانَ يكثرُ تقتالها
فَخَرَّ الشّوامِخُ من قَتلِهِ*****وزُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلزالَها
و زالَ الكواكبُ منْ فقدهِ*****وجُلّلَتِ الشّمْسُ أجْلالها
وداهِيَة ٍ جَرّها جَارِمٌ*****تبينُ الحواضنُ احمالها
كفاها ابنُ عمرٍو ولمْ يستعنْ*****ولوْ كانَ غَيرُكَ أدْنَى لهَا
ولَيْسَ بأوْلى ولَكِنّهُ*****سَيَكْفي العَشيرَة َ ما غالَه
ابِمُعْتَرَكٍ ضَيّقٍ بَيْنَهُ*****تَجُرّ المَنِيّة ُ أذْيالَها
تَطاعِنُها فإذا أدْبَرَتْ*****بللتَ منَ الدَّمِّ اكفالها
وبيضٍ منعتَ غداة َ الصُّيا*****تَكْشِفُ للرّوْعِ أذْيَالَها
ومُعْمَلَة ٍ سُقْتَها قاعِداً*****فاعلمتَ بالسَّيفِ اغفالها
وناجِيَة ٍ كَأتانِ الثّميلِ*****غادَرْتَ بالخِلّ أوصالَها
الى ملكٍ لا الى سوقة ٍ*****وذلكَ ما كانَ اكلاًلها
وتمنحُ خيلكَ ارضَ العدى*****وتَنْبُذُ بالغَزْوِ أطْفالَهَا
ونوحٍ بعثتَ كمثلِ الارا****آنَسَتِ العِينُ أشْبالَها





لمّا رأيْتُ البَدْرَ أظْلَمَ كاسِفاً



لمّا رأيْتُ البَدْرَ أظْلَمَ كاسِفاً****أرَنَّ شواذٌ بَطنُهُ وسَوائِلُهْ
رنيناً وما يغني الرَّنينُ وقدْ اتى****بموتكَ منْ نحو القريَّة ِ حاملهْ
لقدْ خارَ مرداساً على النَّاسِ قاتلهْ****ولوْ عادهُ كنَّاتهُ وحلائلهْ
وقلنَ الاهلْ منْ شفاءِ ينالهُ****وقدْ منعَ الشّفاءَ منْ هو نائلهْ
وفضَّل مرداساُعلى النَّاسِ حلمهُ****وانْ كلُّ همِّ همَّهُ فهو فاعلهْ
وانْ كلُّ وادٍ يكرهُ النَّاسُ هبطهُ****هبطتَ وماءٍ منهلٍ انتَ ناهلهْ
تركتَ بهِ ليلاً طويلاً ومنزلاً****تَعادَى على ظَهرِ الطّريقِ عَواسِلُهْ
وسبيٍ كآرامِ الصَّريمِ تركتهُ****خلالَ الدّيارِ مستكيناً عواطلهْ
وعدتَّ عليهمْ بعدَ بؤسي بانعمٍ****فكُلّهُمُ تُعْنى بهِ وتُواصِلُهْ
متى ما تُوازِنْ ماجِداً يُعْتَدَلْ بهِ،****كما عَدّلَ الميزانَ بالكَفّ راطِلُهْ




أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي الخنساء (http://go.3roos.com/5otf4ugjxbt)

maryom2009
06/07/2012, 07:44 PM
سقى جدثاً اكنافَ غمرة َ دونهُ



سقى جدثاً اكنافَ غمرة َ دونهُ****منَ الغَيثِ ديماتُ الرّبيعِ ووابِلُهْ
أُعيرُهُمُ سمعي إذا ذُكرَ الأسَى****وفي القلبِ منهُ زفرة ٌ ما تزايلهْ
وكنتُ أُعيرُ الدّمعَ قبلَكَ مَن بَكى*****فأنْتَ على مَنْ ماتَ بَعدَكَ شاغِلُهْ





كلُّ امرىء ٍ باثا في الدَّهرِ مرجومُ




كلُّ امرىء ٍ باثا في الدَّهرِ مرجومُ****وكلُّ بَيْتٍ طَويلِ السَّمكِ مَهدومُ
لا سُوقَة ٌ منهُمُ يَبقى ولا مَلِكٌ ****ممّنْ تَمَلّكَهُ الأحرارُ والرّومُ
انَّ الحوادثَ لا يبقى لنائبها****إلاّ الإلَهُ، وراسي الأصْلِ مَعلومُ
وَقَدْ أتاني حَديثٌ غَيرُ ذي طِيَلٍ****منْ معشرٍ رأيهم قدماً تهاميمُ
إنّ الشَّجاة َ التي حدّثْتُمُ اعترَضَتْ****خَلْفَ اللَّها لم تُسوّغْها البَلاعيمُ
إن كان صَخرٌ توَلّى فالشَّماتُ بكمْ****وليسَ يَشمَتُ من كانتْ لهُ طُومُ
مرُّ الحوادثِ ينقادُ الجليدُ لها****ويستقيمُ لها الهيَّابة ُ البومُ
قدْ كانَ صخراً جليداً كاملاً برعاً****جلدَ المريرة ِ تنميهِ السَّلاجيمُ
فأصْبَحَ اليَوْمَ في رَمْسٍ لدى جَدَثٍ****وَسطَ الضّريحِ علَيْهِ التُّرْبُ مَركومُ
تاللَّهِ أنسَى ابنَ عمرِو الخيرِ ما نطَقَتْ***حَمامَة ٌ أو جَرَى في الغمرِ عُلجومُ
أقولُ صَخْرٌ لدى الأجداثِ مَرْمُومُ،****وكيفَ اكتمهُ والدَّمعُ مسجومُ





فِدًى للفارِسِ الجُشَميّ نَفْسِي


فِدًى للفارِسِ الجُشَميّ نَفْسِي****وأفديهِ بمَنْ لي من حميمِ
وأفْديهِ بكُلّ بني سُلَيْمٍ****بظاعنهمْ وبالانسِ المقيمِ
خصَصْتُ بها أخا الأحرارِ قَيساً****فتًى في بيتِ مكرمة ٍ كريمِ







منْ لامني في حبِّ كوزٍ وذكرهِ


منْ لامني في حبِّ كوزٍ وذكرهِ****فلاقى الذي لا قيتُ إذا حَفَزَ الرَّحمْ
فيا حَبّذا كوزٌ إذا الخَيْلُ أدبَرَتْ****وثارَ غبارٌ في الدَّهاسِ وفي الاكمْ
فنِعْمَ الفَتى تَعشوا إلى ضَوءِ نارِهِ****كُوَيزُ بنُ صَخرٍ ليلة َ الرّيحِ والظُّلَمْ
اذا البازلُ الكوماءُ لاذتْ برفلها****ولاذَتْ لِواذاً بالمُدرّينَ بالسِّلَمْ
وقد حالَ خيرٌ من أُناسٍ ورِفْدُهُمْ****بكفَّي غلامٍ لا ضنينٍ ولابرمْ






لعمري وما عمري عليَّ بهيّنٍ




لعمري وما عمري عليَّ بهيّنٍ****لَنِعْمَ الفَتى أرْدَيْتُمُ آلَ خَثْعَما
أُصِيبَ بهِ فَرْعا سُلْيمٍ كِلاهُما****فَعَزّ عَلَيْنا أنْ يُصابَ ونُرْغَمَا
وكانَ إذا ما أقْدَمَ الخَيْلَ بِيشَة ً****الى هضبِ اشراكٍ اناخَ فالجما
فارسلها تهوي رعالاً كانَّها****جَرَادٌ زَفَتْهُ ريحُ نَجْدٍ فأتْهَمَا
فأمْسَى الحَوامي قَدْ تَعَفّيْنَ بَعدَهُ****وكانَ الحَصَى يَكْسو دَوابِرَها دما
فآبتْ عشاءً بالنّهابِ وكلُّها****يرى قلقاً تحتَ الرحالة ِ اهضما
وكانتْ اذا لم تطاردْ بعاقلٍ****او الرَّسِّ خيلاً طاردتها بعيهما
وكانَ ثمالَ الحيِّ في كلِّ ازمة ٍ****وعِصْمَتَهُمْ والفارِسَ المُتَغَشِّمَا
ويَنْهَضُ للعُلْيا إذا الحَرْبُ شمّرَتْ****فيطفئها قهراً وانْ شاءَ اضرما
فأقْسَمْتُ لا أنْفَكّ أُحْدِرُ عَبرَة ً****تجولُ بها العينانِ منّي لتسجما





الا ابلغْ سليماً واشباعها





الا ابلغْ سليماً واشباعها****بانَّا فضلنا برأسِ الهمامِ
وانَّا صجناهمْ غارة ً****فأرْوَتْهُمُ منْ نَقيعِ السِّمامِ
وعبساً صبحنا بثهلاتهمْ****بكأسٍ وليسَ بكأسِ المُدامِ
وثَعْلَبَة ُ الرّوْعِ قَدْ عايَنُوا****خيولاً عليها اسودُ الاجامِ
يَلوذونَ مِنّا حِذارَ اللِّقا****فضَرْباً وطَعْناً وحسنَ النّظامِ
وسقنا لرابمهم سجدَّاً****باحداجها وذواتِ الجزامِ






يا عَينِ جودي بالدّموعِ




يا عَينِ جودي بالدّموعِ****المُسْتَهِلاّت ِ السّواجِمْ
فَيْضاً كما انخَرَقَ الجُمانُ****نُ وجالَ في سلكِ النَّواظمْ
وابكي معاوية َ الفتى****وابنَ الخَضارِمة ِ القُماقِمْ
والحازمَ الباني العلى****في الشّاهقاتِ منَ الدّعائِمْ
تَلْقَى الجَزيلَ عَطاؤهُ****عندَ الحقائقِ غيرَ نادمْ
أسْقَى الإلَهُ ضَريحَهُ****من صَوْبِ دائمَة ِ الرَّهائمْ





أمن ذكرِ صَخْرٍ دمعُ عَينه يَسجُمُ





أمن ذكرِ صَخْرٍ دمعُ عَينه يَسجُمُ****بدَمْعٍ حَثيثٍ كالجُمانِ المُنظَّمِ
فتًى كانَ فينا لم يَرَ النّاسُ مِثْلَهُ****كَفالاً لأمٍّ أو وَكيلاً لمَحْرَم
حسيبٌ ينالُ المجدُ منهُ ببسطة ٍ****ويعجزُ عنْ افضالهِ كلُّ شظيمِ
فَفَرّقْتَ فَرْعَيها وكنتَ سَدادَها****اذا كانَ يومٌ بالغاً كلَّ معظمِوم
ا ضاعَتِ الأرْحامُ عِنْدَكَ والذي****وَليتَ ومااستُحفِظتَ فيها لمُجرِمِ
كَأنّ بُغاة َ الخَيْرِ عندَكَ أصبَحُوا****على نَهَجٍ من طافحِ البَحْرِ خِضْرِمِ
توَسّعْتَ للحاجاتِ يا صَخْرُ كلِّها****فحامَ الى معروفكَ المتنسّمِ
وأنْتَ ابنُ فَرْعِ القوْم يا صَخرُ كلِّها****إذا قالَ فُرْسانُ اللّقا: صَخرُ أقدِمِ
اذا ذكرتْ نفسي نداهُ وبأسهُ****تحسَّر عنها كلُّ عيشٍ وانعمِ







يا عَينِ بَكّي على صَخْرٍ لأشْجانِ



يا عَينِ بَكّي على صَخْرٍ لأشْجانِ****وهاجِسٍ في ضَميرِ القَلْبِ خَزّانِ
انّي ذكرتُ ندى صخرٍ فهيّجني****ذكرُ الحبيبِ على سقمٍ واحزانِ
فابْكي أخاكِ لأيْتامٍ أضَرّ بِهِمْ****رَيْبُ الزّمانِ، وكلُّ الضَّرّ يِغشاني
وابكي المعمَّمَ زينَ القائدينَ اذا****كانَ الرّماحُ لديهمْ خلجَ اشطانِ
وابنَ الشّريدِ فلمْ تُبْلَغْ أرومَتُهُ****عندَ الفَخارِ لَقَرْمٌ غيرُ مِهْجانِ
لوْ كانَ للدَّهرِ مالٌ عندَ متلدهِ****لكانَ للدَّهرِ صخرٌ مالُ فتيانِ
آبي الهضيمة ِ آتٍ بالعظيمة ِ متلافُ م****الكريمة ِ لا نكسٌ ولا وانِ
حامي الحقيقَة ِ بسّالُ الوَديقة ِ مِعتاقُ****الوسيقة ِ جلدٌ غيرُ ثنيانِ
طَلاّعُ مَرْقَبَة ٍ مَنّاعُ مَغْلَقَة ٍ****وَرّادُ مَشْرَبَة ٍ قَطّاعُ أقْرَانِ
شَهّادُ أنْدِيَة ٍ حَمّالُ ألْوِيَة ٍ****قطَّاعُ اودية ٍ سرحانُ قيعانِ
يَحْمي الصِّحابَ إذا جَدَّ الضِّرابُ****القائلينَ اذا ما كيَّلَ الهاني
ويَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أنامِلُهُ****كَأنّ في رَيْطَتَيْهِ نَضْحَ أُرْقانِ
يعطيكَ ما لاتكادُ الَّنفسُ تسلمهُ****منْ التَّلادِ وهوبٌ غيرُ منَّانِ






يا لهْفَ نَفسي على صَخْرٍ وقد فزِعتْ


يا لهْفَ نَفسي على صَخْرٍ وقد فزِعتْ**خَيْلٌ لخَيْلٍ وأقْرَانٌ
لأقْرَانِسَمْحٌ إذا يَسَرَ الأقْوَامُ أقْدُحَهُمْ****طَلْقُ اليَدَينِ وَهُوبٌ غَيرُ مَنّانِ
حلاحلٌ ماجدٌ محضٌ ضريبتهُ****مِجْذامَة ٌ لهواهُ غَيرُ مِبْطانِ
سمحٌ سجيَّتهُ جزلٌ عطيَّتهُ****وللأمانَة ِ راعٍ غَيرُ خَوّانِ
نعمَ الفتى أنتَ يوْمَ الرّوْعِ قد علموا****كفءٌ اذا التفَّ فرسانٌ
بفرسانِسَمْحُ الخَلائِقِ مَحمودٌ شَمائِلُهُ****عالي البناءِ إذا ما قَصّرَ الباني
مأوَى الاراملِ والايتامِ انْ سغبُوا****شَهّادُ أنجيَة ٍ مِطْعامُ ضِيفانِ
حلفُ النَّدى وعقيدُ المجدِ ايَّ فتى****كاللّيثِ في الحرْبِ لا نِكسٌ ولا وانِ





بَكَتْ عَيْني وعاوَدَها قَذاها



بَكَتْ عَيْني وعاوَدَها قَذاها****بعوَّارٍ فما تقضي كراها
على صَخْرٍ، وأيّ فتًى كصَخْرٍ****إذا ما النّابُ لم تَرْأمْ طِلاها
فَتى الفِتْيانِ ما بَلَغوا مَداهُ****ولا يَكْدَى إذا بلغَتْ كُداها
حلفتُ بربِّ صهبٍ معيلاتٍ****الى البيتِ المحرَّمِ منتهاها
لئنْ جزعتْ بنو عمرٍو عليهِ****لقدْ رزئتْ بنو عمرٍو فتاها
لهُ كفٌّ يشدُّ بها وكفٌّ****تَحَلَّبُ ما يجِفّ ثرَى نَداها
تَرَى الشُّمّ الجَحاجِحَ من سُلَيْمٍ****يَبُلّ نَدَى مَدامِعها لِحاها
على رجلٍ كريمِ الخيمِ اضحى****ببطنِ حفيرة ٍ صخبٍ صداها
ليَبْكِ الخَيرَ صَخراً من مَعَدٍّ*****ذَوو أحلامِها وذوو نُها
هاوخَيْلٍ قدْ لَفَفْتَ بجَوْلِ خَيْلٍ****فدارتْ بينَ كبشيها رحاها
ترفَّعَ فضلُ سابغة ٍ دلاصِ****على خَيْفانَة ٍ خَفِقٍ حَشاها
وتسعى حينَ تشتجرُ العوالي****بكأسِ المَوْتِ ساعَة َ مُصْطَلاها
محافظة ً ومحمية ً اذا ما****نبا بالقومِ منْ جزعٍ لظاها
فتترُكُها قدِ اضطَرَمَتْ بطَعْنٍ****تَضَمّنَهُ إذا اخْتَلَفَتْ كُلاها
فمَنْ للضّيْفِ إنْ هَبّتْ شَمالٌ****مزعزعة ٌ تجلوبها صباها
وألجا بَرْدُها الأشوالَ حُدْباً****الى الحجراتِ بادية ً كلاها
هنالِكَ لوْ نَزَلْتَ بآلِ صَخْرٍ****قِرى الأضيافِ شَحْماً من ذراها
فلمْ املكْ غداة َ نعيِّ صخرٍ****سوابقَ عبرة ٍ حلبتْ صراها
أمُطعِمَكُمْ وحامِلَكُمْ ترَكتمْ****لدى غبراءَ منهدمٍ رجاها
ليَبْكِ علَيْكَ قوْمُكَ للمَعالي****وللهَيْجاءِ، إنّكَ ما فَتاها
وقدْ فقدتكَ طلقة ُ فاستراحتْ****فليتَ الخيلَ فارسها يراها







منْ حسَّ لي الاخوينِ


منْ حسَّ لي الاخوينِ****


كالغُصْنَينِ أوْ مَن راهُما

أخَوَينِ كالصّقْرَينِ لَمْ****
يرَ ناظرٌ شرواهما

قَرْمَينِ لا يَتَظالَمَانِ****
ولا يُرامُ حِماهُمَا

ابكي على اخويَّ****
بالقبرِ الذي واراهُمَا

لامثلَ كهلي في الكهو****
ولا فَتًى كَفتَاهُمَا

رمحينِ خطَّيينِ في****
كبدِ السمَّاءِ سناهما

ما خلَّفا اذْ ودَّعا****
في سؤددٍ شرواهما


سَادا بِغَيرِ تَكَلّفٍ****
عَفْواً بفَيْضِ نَداهُمَا






آلاَ ايُّها الدّيكُ المنادي بسحرة ٍ




آلاَ ايُّها الدّيكُ المنادي بسحرة ****ٍ
هلمَّ كذَا اخبركَ ما قدْ بدَا ليَا

بَدَا ليَ أنّي قَدْ رُزِئْتُ بفِتْيَة ٍ*****
بَقِيّة ِ قَوْمٍ أوْرَثوني المَباكِيَا

فلمَّا سمعتُ النَّائحاتِ ينحنهُ****
تعزَّيتُ واستيقنتُ انْ لا اخا ليا

كصخرٍ بنِ عمرٍو خيرِ منْ قدْ علمتهُ****
وكيفَ ارجّي العيشَ ضلَّ ضلا ليا

وما ليَ لا أبْكي على مَن لوَ انّهُ****
تقدَّمَ يومي قبلهُ لبكى ليا

وانْ تمسِ في قيسٍ وزيدٍ وعامرٍ****
وغسَّانَ لمْ تسمعْ لهُ الدَّهرَ لاحيا







ارى الدَّهرَ افنى معشري وبني ابي



ارى الدَّهرَ افنى معشري وبني ابي****فأمْسَيْتُ عَبرَى لا يجِفّ بُكائِيَا
أيا صَخْرُ هل يُغني البُكاءُ أوِ الأسَى****على مَيّتٍ بالقبرِ أصْبَحَ ثاوِيَا
فلا يُبْعِدَنّ اللَّهُ صَخْراً وعَهْدَهُ****ولا يُبْعِدَنّ اللَّهُ رَبّي مُعاوِيَا
ولا يُبْعِدَنّ اللَّهُ صَخْراً، فإنّهُ****أخُو الجُودِ يَبْني للفَعالِ العَوالِيَا
سابكيهما واللهِ ما حنَّ والهٌ****وما أثْبَتَ اللَّهُ الجِبالَ الرّواسِيَا
سقى اللهُ ارضاً اصبحتْ قدْ حوتهما****منَ المُسْتَهِلاّتِ السّحابَ الغَواديا







الا لا ارى في النَّاسِ مثلَ معاويهْ


الا لا ارى في النَّاسِ مثلَ معاويهْ****إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللّيالي بِداهِيَهْ
بداهِيَة ٍ يَصْغَى الكِلابُ حَسيسَها****وتخرُجُ منْ سِرّ النّجيّ عَلانِيَهْ
الا لا ارى كالفارسِ الوردِ فارساً****إذا ما عَلَتْهُ جُرْأة ٌ وعَلانِيَهْ
وكانَ لِزازَ الحَرْبِ عندَ شُبوبِها****اذا شمَّرتْ عنْ ساقها وهي ذاكيهْ
وقوَّادُ خيلٍ نحو اخرى كانَّها****سَعالٍ وعِقْبانٌ عَلَيْها زَبانِيَهْ
بلينا وما تبلى تعارٌ وما ترى****على حدثِ الايَّامِ الاَّ كماهيهْ
فأقسَمْتُ لا يَنفَكّ دمعي وعَوْلَتي****عليكَ بحزنٍ ما دعا اللهَ داعيهْ







أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي الخنساء (http://go.3roos.com/g7sgejdra5l)

maryom2009
06/07/2012, 08:37 PM
ابنتُ صخرٍ تلكما الباكيهْ






ابنتُ صخرٍ تلكما الباكيهْ****لا باكيَ اللّيْلَة َ إلاّ هِيَهْ
اودى ابُو حسَّانَ واحسرتا****وكانَ صَخْرٌ مَلِكَ العالِيَهْ
وَيْلايَ! ما أُرْحَمُ وَيْلاً لِيَهْ،*****اذْ رفعَ الصَّوتَ النَّدى الناعيهْ
كَذّبْتُ بالحَقّ وقد رابَني*****حتَّى علتْ ابياتنا الواعيهْ
بالسّيّدِ الحُلْوِ الأميِ الّذي*****يَعْصِمنا في السّنَة ِ الغادِيَهْ
لكِنّ بَعْضَ القَوْمِ هَيّابَة ٌ*****في القوْمِ لا تَغبِطهُ البادِيَهْ
لا يَنْطِقُ العُرْفَ ولا يَلْحَنُ****م العزفُ ولا ينفدُ بالغازيهْ
انْ تنصبِ القدرُ لدى بيتهِ*****فغَيْرُها يَحْتَضِرُ الجادِيَهْ
لكنْ اخي اروعُ ذو مرَّة ٍ****مِنْ مِثْلِهِ تَسْتَرْفِدُ الباغِيَهْ
لا يَنْطِقُ النُّكْرَ لدى حُرّة ٍ****يبتارُ خالي الهمّ في الغاويهْ
انَّ اخي ليسَ بترعيَّة ٍ*****نكسِ هواءِ القلبِ ذي ماشيهْ
عَطّافُهُ أبيَضُ ذو رَوْنَقٍ****كالرَّجعِ في المدجنة ِ السَّاريهْ
فَوْقَ حَثيثِ الشدّ ذو مَيْعَة ٍ****يَقْدُمُ أُولى العُصَبِ الماضيَهْ
لا خَيرَ في عَيشٍ وإنْ سَرّنا،****والدَّهرُ لا تبقى لهُ باقيهْ
كلُّ امرىء ٍ مرَّ بهِ اهلهُ*****سوْفَ يُرَى يَوْماً على ناحِيَهْ
يا مَنْ يَرَى مِنْ قَوْمِنا فارِساً*****في الخَيْلِ إذْ تَعْدو بِهِ الضّافِيَهْ
تحتَكَ كَبْداءٌ كُمَيْتٌ كَما*****أُدْرِجَ ثَوْبُ اليُمْنَة ِ الطّاوِيَهْ
اذْ لحقتْ منْ خلفها تدَّعي****مثلَ سَوَامِ الرّجُلِ العادِيَهْيَ
كْفَأها بالطّعْنِ فيها كَما*****ثَلّمَ باقي جَبْوَة الحابِيَهْ
تهوي اذا ارسلنَ منْ منهلٍ****مثلَ عُقابِ الدُّجْنَة ِ الدّاجِيَهْ
عارضُ سحماءَ ردينَّية ٍ****كالنّارِ فيها آلَة ٌ ماضِيَهْ
اشربها القينُ لدى سنّها****فصارَ فيها الحمة َ القاضيهْ
انَّى لنا اذْ فاتنا مثلهُ*****للخيلِ اذْ جالتْ وللعاديهْ
أُقْسِمُ لا يَقْعُدُ في بَلْدَة ٍ*****نائِيَة ٍ عَنْ أهْلِهِ قاصِيَهْ
فأقْصَدُ السّيرِ على وَجْهِهِ*****لمْ ينههُ النَّاهي ولا النَّاهيهْ






أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي الخنساء (http://go.3roos.com/w3j6nco5aja)






ط£ط¨ط¬ط¯ • ط§ظ„ط®ظ†ط³ط§ط، • ط§ط¨ظ†طھظڈ طµط®ط±ظچ طھظ„ظƒظ…ط§ ط§ظ„ط¨ط§ظƒظٹظ‡ظ’ (http://go.3roos.com/2xlh5lihbccابنتُ-صخرٍ-تلكما-الباكيهْ/)

maryom2009
06/07/2012, 08:38 PM
ﺑﺮﺍﻋﺔ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻝ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﳋﺘﺎﻡ (http://go.3roos.com/xfsptc23h0b)


نقدر نفتح بواسطة Adobe Reader


حاولت أفتح صفحة بواسطة وورد فى مشكله حتى نسخ ولصق معطل ....


حاولت كذا مره :'(




أخذت جزئية بسيطة




ﺑﺮﺍﻋﺔ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻝ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﳋﺘﺎﻡ (http://go.3roos.com/xfsptc23h0b)






إذا تأملت جميع مطالع القصائد عند الخنساء في رثائها لوجدتها أشتملت على الخصائص


التالية:



١- بيان العبارة ووضوح دلالتها على المعنى.


٢- خلوها من غريب الألفاظ ومجانبتها للوحشي منها.



٣- السهولة غير المتكلفة مع سلامتها من الحشو.



٤- تناسب الشطر الثاني من المطلع مع الشطر الأول منه.



٥- انطواء المطالع على غرض القصيدة المتضمن لإظهار الحزن والألم والشكوى
من مصائب الدهر ونحوه.

maryom2009
07/07/2012, 07:29 PM
قالت لي الخنساء



( ماذا تُحبُّ من النساء ْ ) ؟



قالتْ لي الخنساءُ سائلة ً
وما عزّت ْ إجابتها ولكنَّ الثناء ْ
يبقى قصيرَ الطول ِ في شَفتي
أحبُ ..


أقولها ..


أم أستديرُ إلى الوراء ْ
وأقول فيها ما أريد ُ
أحب ُ فيها ما تريد ُ
أحب ُ تاريخ َ النساء ْ
الواقفات ُ على اللظى
الصابرات ُ على العناء ْ
الكاتبات ُ بصبرهن َ شهادة ً
تبقى مع التاريخ ِ ما بقيت ْ فضائله ُ
و صاهره ُ البقاء ْ
والثائرات ُ على الوصايا والحكايا
واشتدادُ القيد ِ في زمن ِ الغباء ْ
قالت لي الخنساء ُ ما قالت ْ
وظلَّ سؤالها


يفتـرُّ في سمعي كبارقة ِ الغناء ْ


( ماذا تحب ُ من النساءْ ) ؟


وأحب ُ رائعة َ الحديث ِ
أحب سيدة َ المساء ْ
تلكَ التي تستبدل ُ الأدوارَ إن حلَّ الدجى
فتكون بدرا ً إن أردت ُ الضوء َ
مدفأة ً إذا عـزَّ الغطاء ْ
وتكون رائحةَ الخزامى إن أردت ُ العطر َ
تأتيني بورد ٍ ما عرفت ُ شبيهه ُ يوما ً
وتأتيني بأقمار السماءْ
لم تقبل الخنساء ُ ما أبدي
فقالتْ مرة ً أخرى صراخا ً
( شاعري ..


ماذا تحب من النساء ْ ) ؟


فذكرت ُ قارئة ً لشعري
قلت ُ من تقبل ُ
أو قد بات َ يرضيها جنون ُ الأدباء ْ
والتي تسهرُ كي تقرأ شيئا ً
نَسَب ُ الحرفِ إذا عـزَّ التآخي
نسَبُ الحرفِ مع الحرفِ دماءْ
أنا لا أعرفُ من صحبتها شيئا ً , وتدري
بالذي أشعلني دهرا ً وأبقاني رمادا ً
شامخا ً يحمل ُ لين َ الكبرياءْ
تلكَ من أهوى
فقالتْ ( لا تزد ْ
أنتَ لا تذكرُ شيئاً بأفانينِ النساء ْ )


قلت ُ بعد الصمت ِ من أهوى فتاة ً
مالها في الأرض ِ إن قلت ُ شبيها ً
بخيال الشعراءْ
أول ُ العمر ِ لها قرن ٌ
كأنَّ الدهر َ يعطيها من العمر ِ
إلى غير انتهاءْ
تفتديني بصباها
وأنا منكسر ٌ في ظل ِ عينيها كأني سائح ٌ
أبدا ً ما مَـلَّ
مبهورا ً بألوانِ المساء ْ
والذي تكشفه ُ منها الزوايا
فتمطى كالحكايا
و تحامى بالإخاء ْ
قلت ُ : هذي


قالتْ الخنساء ُ : ( لم تقبل هنا غير صباها
فأرحني ..


ما الذي يرضيك من كل النساء ْ ) ؟


خفت ُ إعراضا ً لها باتَ وشيكا ً
فتيممت ُ رحى رسلي وهيئت ُ خيالي
ربما ألهمني الوقتُ فصول َ الابتداء ْ
قلتُ ما يرضيك ِ يرضيني
فما يرضيك ِ ؟
لاذت ْ ..
بخمار ِ الصمت ِ من حولي
ودرعِ الإنحناء ْ
قلتُ أهوى من لها في الناسِ قدْر ٌ
وهي تدري ..
إنما يحجبه ُ عنها الحياء ْ
إن تحسرت ُ توافيني بصدر ٍ
أو تحدثت ُ توافيني بسمع ٍ
وإذا أبكي توافي بالبكاء ْ
إن تبسمت ُ وما عادة ُ ثغري
أن أرى منه ابتساماً
وهبت ْ ضحكتها الدنيا وأجزت ْ بالعطاءْ
أبدا ً خجلي وما في الوجه ِ عيبٌ
وعلى مقلتها سفح ُ بريق ٍ
وعلى مبسمها نهرُ اشتهاءْ
كنت ُ مزهوا ً بما قلت ُ
وأحسست ُ بأني صغتُ شيئا ً
لم تكن ْ تعرفه ُ المرأة ُ من قبل
ولا مرَّ على بال ِ حروف ِ الشعر ِ
أو حرفِ الهجاء ْ
ثم قالتْ : ( أيها الشاعر ُ لم تدخلْ لبحرٍ
أنتَ ما زلتَ على الشـطِّ تُباهي
تتحامى باحتماءْ )
قلت ُ أعيتني التفاسيرُ فلم يبق َ سواها
أن أرى سيدة ً تختصرُ الماءَ
فقد يُجدي اختصارُ الماءِ أحيانا ً
وقد يخذلُ ماءْ
إنما و الحق في " لكنما "
لو أن سيدةً هنا قامتْ لتختصرَ النساء ْ
فتكون زلزالا ً لأهدأ مرة ً
فأنا تراثُ بُحيرة ٍ
بالصيفِ عامرة ٌ
وتهدأ في الشتاء ْ
قالتْ ليَ الخنساء ُ لو تقوى
وتختصرُ الرجال ْ
ستجيؤكَ امرأة ٌ لتختصرَ النساء




أدب .. كريم معتوق : قالت لي الخنساء (http://go.3roos.com/4fp86kp5qns)








رسالة إلى الخنساء




وطرقت يا خنساء بابك مرة أخرى
وألقيت السلام
ردي علي تحيتي
قولي فإني لم أعد أقوى على نار الكلام
فلقد بكيتِ خناسُ صخرًا واحدًا
والآن أبكي ألف صخر .. كلّ عام !!
قولي خناس


إن حزني قاتلي حتما .. فحزن الشعر سام


حزني على الخرطوم أم حزني على الجولان أم حزني على بغداد
أم حزني على القدس المضرج بالنجيع وقبلة البيت الحرام


أسفي على كل العبارات الخواء
أسفي على حزن النساء
أسفي على طفل يتمتم قبل أن يمضي
ويستجدي أيا أمي الدواء
أسفي على امرأة يضيع صراخها
بين ابتسامات الخنوع
وبين صالات الفنادق واللقاءات الرياء
أسفي على الأسياف يقتلها الصدا
أسفي على الخيل المطهمة الأصيلة حمحمت
تشكو وتشتاق القنا
لكنهم خنساء ما كانوا هنا
ذهبت قريش لمهرجانٍ للغناء
وبنو تميم سافروا
للسين يصطافون هذا العام لا يأتون إلا في الشتاء
ولعلهم قد أبرقوا .. أعني بنو ذبيان
إن زعيمهم خسر المضارب في الرهان وإنهم
سيراهنون على النساء!!
خنساء ما جربت كيف يصاب حزنك بالصمم
ويبح صوتك من مناداة العدم
ويضيع ثأرك خاسئا
في مجلس للأمن أو في هيئة تدعى الأمم .





أدب .. روضة الحاج : رسالة إلى الخنساء (http://go.3roos.com/ss0k5vdlh0g)








نبذة النيل والفرات:


تعد الخنساء من نساء العرب اللاتي علون علواً كبيراً بالشعر والأدب النسائي في الجاهلية الأولى، وفي صدر الإسلام ولعل الكتابة عن الخنساء قد أفاضت من زاوية هي المشهودة لها في مجالس الأدب والشعر ودواوينه،


ولكن الخنساء الأنثى الأم، والشخصية العربية الفذة، التي ضربت المثل في فيض المشاعر وقبضها، فعاطفتها المتدفقة شأنها شأن أي أنثى على مر الزمان،


لم تواري خلفها شخصية ضعيفة تستمال كما قيل عن شيء من طبائع النساء بل خرجت منها بشجاعة وإقدام وصبر واتزان واجهت به المحن كما لم يواجه به أعتى الرجال ما أصابهم من محن، هذه هي الخنساء بوجه عام التي يتحدث عنها "عبد المنعم الهاشمي"، في هذا الكتاب الخنساء الأم، أم الشهداء،


بعد أن يستعرض لحياتها التي صنعت منها هذه الأم المتميزة بل المدهشة عندما يقرأ سيرتها القارئ.




Nwf.com: الخنساء أم الشهداء: عبد المنعم الها: الأمهات: كتب (http://go.3roos.com/3fj5mrdpivu)








نبذة النيل والفرات:


قليلة هي تلك النساء اللواتي خلدهن التاريخ لمواقفهن الإنسانية نحو أقاربهم فقد روت لنا كتب التاريخ بعض المواقف الإنسانية لنساء وقفن يرثين من عزّ على قلوبهن وإنتهت تلك المواقف الإنسانية بإنتهاء ذلك الرثاء.


وكان المفعول الرثائي أشد ما يكون وقعه إذا جاء على ولد أو أخ أو أب أو زوج وهو الرثاء الذي يطلقون عليه الرثاء الأسري وتكون المشاعر فيه أكثر صدقا وأكثر تعبيراً وأكثر لوعة.


وإرتباط الراثي بالإبن يكون أكثر تعبيراً وأكثر لوعة. وأكثر سيلاناً للدموع ثم يأتي الآخرون من أفراد الأسرة، ويكون الموقف من هؤلاء عادة هو تفاخر بهم بتعداد صفاتهم ومميزاتهم ومآثرهم أكثرمن قضية البكاء عليهم.


وهذا ما نلمحه من خلال قراء كثير من نصوص الرثاء في العصر الجاهلي الذي نحن بصدد الحديث عن شاعرة تنتمي إليه، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا واحدة من النساء كانت مصدر إعجاب وتقدير من عصرها ومن جميع أبناء البشرية حتى تقوم الساعة لمن قرأ شعرها في رثاء أخيها والمعني بها الخنساء تماضر بنت عمرو السلمية.


فهذه المراة الجاهلية ثم المسلمة كانت من نوع آخر من النساء رأت أن ما يجب أن يخلد به الإنسان ليس هو فقط عامل الصلة والرحم بل هناك ما هو أسمى من ذلك وإن كان لعامل الرحم دوره الذي لا يستهان به ألا وهي مواقف الإنسان في حياته،



وما قدمه لإنسانيته التي ينتمي إليها والتي هي وحده تقدر وتقيم التربة التي يجب أن ينزل فيها ذلك الإنسان في مجتمعه.


هذا المبدأ هو الذي إعتمده الخنساء في حياتها من خلال تعاطيها مع أخيها صخر فنحن نقرأ نصوصها الشعرية نرى أول ما تلفت نظرنا إليه الخنساء هو تعداد صفات ذلك الرجل حتى تجعلنا نقر لها بصدق أقوالها، وبأنها لم تزايد على ما هو واقع فعلاً.


بل هي صادقة كل الصدق فيما تقول إذا لم تكن مقصرة في ذلك القول.


وأشد ما يثير إعجابنا بتلك المرأة هو تناسيها تماماً لأبنائها الذين إستشهدوا في أقدس موقع وهو الدفاع عن الإسلام في القادسية من شعرها الرثائي كما أنها لم تأتي على ذكر زوجها وقل ذكر أخيها من أمها معاوية. إن كل فكرها قد أنحصر وتركز على أخيها صخر دون سواه،


وكأنها رأت بصراحتها أنها لا تستطيع مهما حرصت أن توازن بين جميع من رثت وبين صخر وحتى لا يحدث ذلك الخلل في شعرها رأت أن يكون معظم ذلك الشعر منصباً على بطل واحد ومحبوب واحد،


ومثال واحد هو صخر بن عمرو بن الشريد ولم يكن شعر الخنساء هو وحده المعبر عن حزن تلك المرأة نحو أخيها صخر، بل كان لكل شيء في حياتها دور في ذلك الحزن على ذلك الرجل، فهي لم تعد تسمح لنفسها حتى بأدنى حد من التزين مراعاة لمجتمعها.



أو أن تمارس نشاطاً إجتماعياً يخفف عنها عبء الحدث العظيمن ومما زاد في حزنها وألمها تلك الفترة الطويلة التي إستغرقها مرض أخيها قبل موته، كيف تخلى عنه أقرب الناس إليه وراحوا يتمنون له الموت المعجل، وهم بالأمس كانوا ينعمن بخيراته ويفتخرون بمناقبه.


هذه الشاعرة الخالدة الخنساء إسهوت مل إنسان تتحرك فيه مشاعر صادقة نحو القيم الإنسانية المتمثلة بالوفاء، والإخلاص نحو من يحسن إلى الآخرين ويحرص عليهم. ولهذا كان من كتب في الخنساء كثير.


أثنوا عليها وبرعوا في وصف مواقفها الإنسانية، وقد جعل للبحث عنواناً " الخنساء بنت عمرو شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي " وقسم البحث إلى خمسة فصول جعل للفصل الأول عنواناً ( عصر الشاعرة وأحواله ). وللفصل الثاني عنواناً: ( نسب الشاعرة وأخبارها ) . وللفصل الثالث عنواناً (الرثاء في العصر الجاهلي). وللفصل الرابع عنواناً (شعر الخنساء ) والفصل الخامس عنواناً ( شعر الخنساء في رأي النقاد ) وأتبع البحث بالمصادر والمراجع.





Nwf.com: الخنساء بنت عمرو شاعرة الرثاء في العصر ا: علي نجيب عطوي: كتب (http://go.3roos.com/5pe8kyo29ir)







نبذة النيل والفرات:


حين نطالع أشعار الخنساء في الرثاء، ننسى أننا أمام امرأة شاعرة حيث تتحول الأنوثة عندها إلى رجولة وبطولة، فإذا نحن في وسط القتال والمعارك، حيث يتنازل الأبطال ويتصارعون، وإذا الأبيات تتابع قوية صاخبة، منطلقة بوقع ملحميّ شديد حتى نكاد نسمع قرع السيوف وصهيل الخيول.



وحين تتحوّل الخنساء من وصف شجاعة أخويها إلى وصف حالها بعدهما، ترى العاطفة الصادقة المتدفقة تسيطر على كل موقف.


وهكذا فإن رثاء الخنساء هو مزيج من شعره ولين، وبكاء وأنين، وشكوى وحنين، قد بلغت بشعرها أعلى مراتب الشهرة، فإذا حزنها الكبير ولوعتها التي لم تنقضِ،


جعلاها تغوص في أعماق النفس البشريّة تجتلي الضعف الإنساني أمام قسوة القدر الظالم، والموت الرهيب، مستسلمة حيناً، ورافضة في معظم الأحيان،


تمجد القوة والنصر وتبتغي الحياة فلا تلاقي إلا دماراً وهلاكاً وموتاً زؤاماً.


وهكذا فإن الخنساء ملأت الدنيّا نحيباً وعويلاً، وزرعت أشعارها في قلب كل إنسان حزين، وعبرت بأشعارها الرقيقة أصدق تعبير عن مرارة فقدان الأهل والأخوات، وألم الموت، وصورت التجربة الإنسانية المؤلمة أدق تصوير، فكان شعرها خالداً تحسّه،



ونتجاوب معه، وننفعل به انفعالاً شديداً. وما يتضمنه هذا الكتاب ما هو إلا شرح لديوان الخنساء وهو من إعداد أبو العباس ثعلب.





Nwf.com: شرح ديوان الخنساء: أبو العباس ثعلب: شعراؤونا: كتب (http://go.3roos.com/9rk39gpguhx)






نبذة النيل والفرات:



الخنساء هي تُماطر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد، والخنساء لقبٌ غلب عليها وقد لقبت به تشبيهاً لها بالبقرة الوحشية في جمال عينيها. ومن المعروف أن الخنساء كانت من شواعر العرب المعترف لهن بالتقدم، فقد أجمع الشعراء ورواة الشعر القدماء على أنّه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها في الرثاء، وعدّوها في الطبقة الثانية.


وكانت الخنساء في أوّل أمرها تقول الشعر ولا كثر، حتى قُتل أخواها معاوية وصخر فخزنت عليهما حزناً شديداً، وخصوصاً على صخر، إذ كان أحبهما إليها، وذلك لما كان عليه من الحلم والجود، والتقدم في عشيرته، والشجاعة، وجمال الوجه، ففتق الحزن أكمام شاعريتها، فنطفت بشعر هو آهات نفس لائعة، ونفثات صدر


متألم حزناً، ودموع قلب جريح. والقارئ لهذا الشعر وآهاته يقف على سذاجة معانيه وتكررها، ومغالاته في وصف حزنها، ومناقب أخيها صخر، فشعرها محبّب، قريب إلى القلوب،


بما فيه من عاطفة صادقة، ملتهبة لوعة، وبما فيه من وفاء أخويّ صحيح. وهذا الكتاب يحتوي بني طياته ديوان الخنساء مرتباً على حروف الهجاء معنوناً بعناوين مستقاة من القصيدة نفسها، ومشروحاً بأسلوب سهل ومبسط يضمن للقارئ الإلمام بكل المعاني التي قصدتها الخنساء من شعرها الذي يغلب عليه الطابع الرثائي الممزوج بالفخر.






نبذة النيل والفرات:



تسري المعاناة والإزراء في حياة الخنساء لتشكل النسخ الذي غدّا شعرها، حيث أصيبت بزوجها فترحلت، وبأبيها فذاقت اليتم، كذلك فقدت أخويها، فأظلمت دنياها، ولم تجد في قيثارة شعرها إلا الوتر الباقي، فعزفت عليه حتى ألغته، ويرقى ديوانها الذي بين يدينا إلى مطلع القرن الثالث للهجرة حتى كان أكثره في الرثاء، وعلى هذا الفن قامت شهرتها في القديم والحديث.




وإذا ما عدنا لمتن هذا الديوان ولمغزى قصائده، نجد أن أكثره يعبر عن آهات نفس الخنساء اللائعة، ونفثات صدرها المتألم خراً على فقدها لأخيها وزوجها.



والقارئ لهذا الشعر وآهاته يقف على سذاجة معانيه وتكررها، وفعالاته في وصف حزنها، ومناقب أخيها صخر، فشعرها محبّب، قريب إلى القلوب، بما فيه من عاطفة صادقة، ملتهبة لوعة، وبما فيه من وفاء أخوي صحيح.


والكتاب الذي بين أيدينا من هذا الديوان يحتوي على ديوان الخنساء مرتباً على حروف الهجاء معنوناً بعناوين مستقاة من القصيدة نفسها، ومشروحاً بأسلوب سهل ومبسط يضمن للقارئ الإلمام بكل المعاني التي قصدتها الخنساء من شعرها الذي يغلب عليه الطابع الرثائي الممزوج بالفخر.





Nwf.com: ديوان الخنساء: الخنساء: كتب (http://go.3roos.com/5oam5p83aet)






نبذة النيل والفرات:


قد حاولت هذه الدراسة أن تسلط بعض الضوء على حياة الخنساء والنكبات التي حلت بها وفجرت شاعريتها أو عملت على رفد تلك الشاعرية بنهر دافق من الحزن والأسى، ثم انتقلت إلى دراسة شعرها وتبيان خصائصه ومميزاته، لتنتهي بعد ذلك إلى ذكر منزلتها في القديم والحديث.



وقد طمحت الدراسة أن تقدم للقارئ بحثاً شاملاً دقيقاً ومركزاً حول هذه الموضوعات التي سبقت الإشارة إليها بحثاً يجمع بين الشمول والدقة من جهة ويوفق بين المنهج العلمي وما يتطلبه القارئ من جهة ثانية.


وتسهيلاً على القارئ أنهى هذا البحث بمختارات من نتاج الخنساء تسهل لمن يشاء الربط بين ما ذهبت إليه الدراسة حول هذا النتاج والنتاج نفسه إكمالاً للفائدة.





Nwf.com: الخنساء؛ شاعرة الرثاء: محمد حمود: أدباء وشعراء: كتب (http://go.3roos.com/qb5fq9pb32t)






نبذة النيل والفرات:



تسري المعاناة والأرزاء في حياة الخنساء لتشكل النسخ الذي غذّا شعرها، حيث أصيبت بزوجها فترملت، وبأبيها فذاقت اليتم، كذلك فقدت أخويها، فأظلمت دنياها،


ولم تجد في قيثارة شعرها إلا الوتر الباكي، فعزفت عليه، حتى ألفته.


ويرقى ديوانها هذا إلى مطلع القرن الثالث للهجرة حتى كان أكثره في الرثاء، وعلى هذا الفن قامت شهرتها في القديم والحديث.


ويطالعنا الكتاب برثائها زوجها وأخويها معاوية وصخر، ولعل مراثيها في صخر فاقت سواها شهرة في الدقة وقوة العاطفة. يلقي الكتاب الضوء على الخنساء في مسيرتها وشعرها ويضيء هذه الشاعرية لإدراك أبعادها وطوابعها وجمالها الفني.







Nwf.com: ديوان الخنساء: الخنساء: ديوان: كتب (http://go.3roos.com/ds5vkmg5bni)



Nwf.com: البديع في شعر الخنساء بين الابتداع والاب: حسن عبد الجليل : كتب (http://go.3roos.com/ft746mmqnlv)








نبذة النيل والفرات:


عرف تراثنا في الشعر بضع شاعرات قبل عصرنا الراهن، ذاع لهنّ صيت عريض كالخنساء ورابعة العدوية وسكينة بنت الحسين وليلى العامرية وولادة بنت المستكفي،


كما عرف في هذا العصر بضع شاعرات ذاع لهنّ أيضاً حيث عريض كسعاد الصباح وفدوى طوقان ووردة اليازجي ونازك الملائكة وعائشة التيمورية ولميعة عباس عمارة وسلمى الجيوسي.


ولكن أحداً من الناس، حتى من الأدباء والشعراء، لا يعلم أن تراثنا في هذا الباب هو من الغنى ما يكشف عنه هذا الكتاب، الذي لا شك في أن مؤلفه بذل في وضعه كثيراً من التنقيب في المصادر الأدبية القديمة والحديثة حتى تمكّن من أن يقدم للقارئ العربي هذه المجموعة الفريدة من نسائنا الشاعرات اللواتي يزيد عددهن على المائتي وخمسين شاعرة في العهد القديم


وخمس وأربعين شاعرة في العصر الحديث وليس للأستاذ "خازن عبود: في إخراجه هذا الكتاب فضل الكشف عن هذا الجانب الرائع من جوانب الأدبي فحسب، بل له فضل الكشف أيضاً، وعبر ذلك، عما بلغته المرأة في عالم العرب قديماً وحديثاً من علو كعب في عالم الأدب يضاهي بلاغة قول، ورقة مشاعر، وقوة شخصية، ما بلغه الشعراء الرجال أو قد يتفوق أحياناً على كثير من إنتاجاتهم.



ولقد يدهشك مني ما يقدمه إليك الأستاذ "خازن عبود"، أن بثينة مثلاً لم تكن تقلّ إبداعاً في الإعراب شعراً عن أحاسيسها عن جميل، وكذلك ليلى العامرية في تبادلها أرق الشعر مع قيس، كما يدهشك أن رابعة العدوية تنافسهما في الإبداع في مجال العشق الإلهي.

ولكم سيقع القارئ في طيات هذا الكتاب على روائع خاطفة لنسائنا الشاعرات تأسر القلوب وتأخذ الألباب. ولا أخال أدباً في لغة من اللغات يضاهي أدبنا العربي في هذا المجال، فحق وأهل الضاد أن تفخر هي ويفخروا هم بما لها ولهم فيه من تراث عريق خالد على مرّ الزمان.



وإن نظرة يلقيها القارئ على لائحة المراجع التي استقى منها المؤلف مادة هذا الكتاب، وقد بلغت أربعة وأربعين مرجعاً قديماً وحديثاً، تظهر الجهد الذي بذله الباحث ليأتي كتابه مرجعاً في الموضوع،



مبوباً أحسن تبويب، ومقدماً نساءنا الشاعرات بحسب الترتيب الأبجدي لأسمائهن، وهو ترتيب يساعد القارئ بلا ريب على أن يبلغ بيسر إلى ما يريد معرفته منهن وعنهن، وإن كان الترتيب التاريخي من شأنه أن يضع كل واحدة منهم في إطار تطور البيئة والظروف التي قالت فيها الشعر.




Nwf.com: نساء شاعرات من الجاهلية إلى نهاية القرن : خازن عبود: كتب (http://go.3roos.com/bgl03ccoes4)









***مفاضلة بين حسان والخنساء فى سوق عكاظ فى


الجاهلية***






نبغ من الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – الكثير من الشعراء ومنهم شاعر النبى صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضى الله عنه , والخنساء بنت عمرو رضى الله عنها , وهذه القصة تحكى مفاضلة بين حسان والخنساء فى سوق عكاظ فى الجاهلية , حيث كانت تُعقد مجالس للموازنة بين الشعراء , ويجلس للتحكيم فيها أكابر الشعار أمثال النابغة الذبيانى وغيره , حيث كان هؤلاء الحكام يفاضلون بين الشعراء وينقدون أشعارهم , ويصححون ما قد يرد فيها من أخطاء , وإليكم الرواية كما جاءت فى كتاب الأغانى للأصفهانى



[ ... ما كان بين النابغة وحسان بسوق عكاظ حين مدح النابغة الخنساء ..



أخبرني عمي الحسن بن محمد قال حدثني محمد بن سعد الكراني عن أبي عبد الرحمن الثقفي، وأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة ،


وأخبرنا إبراهيم بن أيوب الصائغ عن ابن قتيبة:-


أن نابغة بني ذبيان كان تضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء؛ فدخل إليه حسان بن ثابت وعنده الأعشى وقد أنشده شعره , وأنشدته الخنساء قصيدتها التى مطلعها :



" قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ ... أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ "



حتى انتهت إلى قولها:


وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِـهِ ... كَأَنَّهُ عَلَــمٌ فـي رَأســِهِ نــارُ
وَإِنَّ صَخراً لَمولاِنا وَسَيِّدُنا ... وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ



ومعنى البيتين أن صخرا إمام للناس يأتمون به ويهتدون بهديه , كأنه جبل على قمته نار مشتعلة فلا تخفى على أحد ( وهذا البيت صار مثلا بعد ذلك كما يقولون : فلان اشهر من نار على علم .. )
وتقول فى البيت الثانى أن صخرا مولاهم ويدهم , وأنه كريم فمتى يأتى علي الناس الشتاء ببرودته وصقيعه , يكثر من نحروذبح الذبائح لضيوفه


فقال: لولا أن أبا بصيرٍ – يقصد الأعشى وهو شاعر مشهور من أصحاب المعلقات - أنشدني قبلك لقلت: إنك أشعر الناس !!


فقال حسان: أنا والله أشعر منك ومنها.


قال: حيث تقول ماذا؟


قال: حيث أقول:




لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى ... وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجـدَةٍ دَما
وَلَدنا بَني العَنقاءِ وَاِبني مُحَـــرَّقٍ ... فَأَكرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِذا اِبنَما




ومعنى البيتين أن حسان رضى الله عنه يفخر بقومه وكرمهم وأن لهم جفان ضخمة أى أوعية ضخمة للطعام , تنصب فى الضحى ليأكل منها الناس ,


وفى نفس الوقت فهم شجعان واسيافهم تقطر دما من كثرة نجدة الناس , ثم يفخر بأنهم أخوال لهذين الحيين ( بنى العنقاء ) و ( ابنى محرق ) فأكرم بهم أخوالا وأكرم بهم ابناء
وكلمة ( ابنما ) تعنى ابن , ويجوز زيادة ( ما ) فيها .



فقال: إنك لشاعر لولا أنك قللت عدد جفانك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك.
وفي رواية أخرى: فقال له: إنك قلت " الجفنات " فقللت العدد ولو قلت " الجفان " لكان أكثر. وقلت " يلمعن في الضحى " ولو قلت " يبرقن بالدجى ". لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً. وقلت: " يقطرن من نجدة دماً " فدللت على قلة القتل ولو قلت " يجرين " لكان أكثر لانصباب الدم. وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك.
فقام حسان منكسراً منقطعاً. .. ]



طبعا نقد النابغة واضح وهو ينبه إلى أن حسان لم يوفق فى إختيار الألفاظ المناسبة التى تدل على معانى الكثرة والمبالغة , كما أنه نقده فى معنى من المعانى وهو أنه فخر بأبنائه ولم يفخر بآبائه , والعادة عند العرب أن يفخر المرء بآبائه , ويترك لأولاده الفخر به .
ولقد دافع قدامة بن جعفر فى كتابه ( نقد الشعر ) عن بيت حسان السالف ذكره فقال :-
[ ... فمن ذلك أن حسان لم يرد بقوله: الغر، أن يجعل الجفان بيضاً، فإذا قصر عن تصيير جميعها أبيض نقص ما أراده، وإنما أراد بقوله: الغر، المشهورات، كما يقال يوم أغر ويد غراء، وليس يراد البياض في شيء من ذلك، بل تراد الشهرة والنباهة.



وأما قول النابغة في: يلمعن بالضحى، أنه لو قال: بالدجى، لكان أحسن من قوله: بالضحى، إذ كل شيء يلمع بالضحى، فهو خلاف الحق وعكس الواجب، لأنه ليس يكاد يلمع بالنهار من الأشياء إلا الساطع النور الشديد الضياء،


فأما الليل فأكثر الأشياء، مما له أدنى نور وأيسر بصيص، يلمع فيه، فمن ذلك الكواكب، وهي بارزة لنا مقابلة لأبصارنا، دائماً تلمع بالليل ويقل، لمعانها بالنهار حتى تخفى، وكذلك السرج والمصابيح ينقص نورها كلما أضحى النهار، والليل تلمع فيه عيون السباع لشدة بصيصها، وكذلك اليراع حتى تخال ناراً.




وأما قول النابغة، أو من قال: إن قوله في السيوف: يجرين، خير من قوله: يقطرن، لأن الجري أكثر من القطر، فلم يرد حسان الكثرة، وإنما ذهب إلى ما يلفظ به الناس ويتعاودونه من وصف الشجاع الباسل والبطل الفاتك بأن يقولوا: سيفه يقطر دماً، ولم يسمع: سيفه يجري دماً، ولعله لو قال: يجرين دماً، لعدل عن المألوف المعروف من وصف الشجاع النجد إلى ما لم تجر عادة العرب به. .. ]



ثم إن حكم النابغة للخنساء رضى الله عنها بالتفوق لا يحط من شأن حسان بن ثابت البتة , فهو أكبر الشعراء المخضرمين وسيدهم , وهو سيدنا لأنه صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وشاعره , ولكنما هو خلاف فنى فحسب




منتديات ستار تايمز (http://go.3roos.com/attrgenuxid)







الخنساء - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة (http://go.3roos.com/pxe5b5z7ozq)




مرحبا بكم في موقع دار ومكتبة الهلال للنشر (http://go.3roos.com/837z98jx5wd)

maryom2009
07/07/2012, 09:09 PM
الخنساء ..امهات عطرات فى التاريخ





في الخنساء عبرة وعظة





أيتها الأم المسلمة.. أيها الأب المسلم:



في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفهم خير وعبرة، والخنساء رضي الله عنها عُرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان جاهليتها،


وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله،



وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابْنُ أبٍ واحد وأم واحدة، ما خبث آباؤكم، ولا فُضحت أخوالكم. فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قُتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.



هذه هي الخنساء فأين جملة من رائدات نهضة الأمومة منها؟ هذه هي الخنساء فأين المتنصِّلاتُ عن واجب الأمومة منها؟


إن جملة منهن – ولاشك – أقصر باعاً وأنزل رتبةً من أن يفقهن مثل هذا المثل، ربما كرهت إحداهن أن تكون أُمًّا لأربعة، ولو تورطت بهم يوماً ما لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها بشيء طائل،


وكفى بالأم إثماً أن تضيِّع من تعول. وفي مثل الخنساء تتجلى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها،


ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها على رجال كثير مع أنوثتها وقصورها عن الرجل، ولو كانت الأمهات كأم سليم، وعائشة، وأم سلمة، والخنساء، لَفضُلتْ النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر.









فالصالِحاتُ قانِتاتٌ حَـافِظَاتٌ للغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ



[النساء:34].



فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جُلّ الناس بسبب ضعف الوازع الديني المنجي من الوقوع في الإثم والمغبَّة،


وعلينا جميعاً أن نعلم أن الأم خير حانية، لطيفة المعشر، تحتمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر،


يزيدها بنموه ضعفاً، ويحمِّلها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحسّ به إلا الأمهات، يتبعها آثار نفسية وجسمية،


تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة،تحمله وهناً على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها،



وكأن لسان حالها يقول:




يا لَيتَني مِت قَبلَ هَـذَا وَكُنتُ نَسياً منسِياً



[مريم:23]. ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلاً قسراً وإرغاماً، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن،


فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئاً لم يكن إذا انقضى، ثم تعلِّق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها،



والذي تفقهه من قوله تعالى:




المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيَا



[الكهف:46]، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذِّيه بصحتها، وتنميه بهزالها،


تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤْثِره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها.



تقول عائشة رضي الله عنها: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها،



فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif (http://go.3roos.com/qtfpcltn9m4)



فقال: { إن الله قد أوجب لها الجنة – أو أعتقها من النار } [رواه مسلم]. الله أكبر.. ما أعظم الأم الصادقة المسلمة !!.




لا للعقوق ... إضافة بسيطة للتذكيير




ألا فليتق الأولاد الله، وليقدِّروا للأم حقَّها وبرَّها، ولينتهين أقوام عن عقوق أمهاتهم قبل أن تحل بهم عقوبة الله وقارعته،



ففي الصحيحين يقول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif (http://go.3roos.com/qtfpcltn9m4)



: { إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات }، وعند أحمد وابن ماجة أن النبي صلى الله عيله وسلم قال: { إن الله يوصيكم في أمهاتكم } قالها ثلاثاً،




وعند الترمذي في جامعه عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif (http://go.3roos.com/qtfpcltn9m4)



قال: { إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء… وذكر منها: وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه }.





موقع كلمات :: الأم.. مكانتها ودورها (http://go.3roos.com/6tp8lid27xq)





وفاتها رضي الله عنها :



توفيت رضي الله عنها سنة 24 هـ في البادية في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه





معلومات عن الخنساء (http://go.3roos.com/nt3o34bdyeq)






الخاتـمة



من خلال ما كتب في هذه الأسطر عن الخنساء و شعرها ورثائها لأخيها صخر وبكائها لأخيها حتي عميت و تفجعها بعد موتهم ومن ثم إسلامها و استشهاد أبنائها الأربع تبين لنا كيف كانت صابرة و مؤمنة صادقة مع الله بعد سماع خبر موتهم و علمت أنهم كتبوا مع الشهداء


و أنها تحتسب الأجر من الله تعالى و أنه الحياة كلها بالنسبة للإنسان العاقل فلنتأمل كيف تصرفت قديماً بموت أخيها و هي في الجاهلية و كيف تصرفت بعد استشهاد أبنائها الأربعة و هي في الإسلام .



و أن شعرها و رثائها لأخيها صخر أخذ مكانا لدى الشعراء و اعتبرت في زمانها أنها من الشعراء الطبقة الأولى ،


و مدح الرسول صلى الله عليه وسلم على شعرها و أنها أفضل شعراء زمانها .



فلنتضافر الجهود و لنخلص نوايانا و لنعمل على الاستفادة منه فيما يعود علينا بالفائدة في حياة الدنيا التي هي مزرعة للآخرة .



هذا و أسأل الله أن يجعل لهذه الأمة الخير في شعرائها و استغلاله بطريقة صحيحة و نستغفر الله لنا و لكم سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم على نبيه الأمين


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





الخنساء قبل و بعد الإسلام - منتديات الوزير التعليمية Arabic Minister Forums, Educational and Networking - Alwazer (http://go.3roos.com/9zqe7bbwkq4)

yma a7tajk
13/10/2012, 10:33 PM
أبدعتِ
وجهد تشكريــن عليه
تستحقين التقيم
وألف مبارك حصولك على وسام المسابقة
• :032::f:

maryom2009
15/09/2013, 07:09 PM
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

visitor
09/09/2014, 02:41 PM
إلا أن أشهر هؤلاء الخنسْ هي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريدة



السلام عليكم اختي الكريمة

يبدوا لي انك اخطات في نسبة الخنساء فقمتي بنسبتها الى الشريدة وهذا خطاء صريح ,, وهي في الواقع بنت الشريد ,, و تنسب بالشريدي وليس بالشريدة ,, ولو قرأتي اسم كل من كان في عصرها من من تحدث عنه التاريخ لوجديته ينسب بالشريدي فمنهم على سبيل المثال خفاف الشريدي الصحابي الجليل وحامل لواء سليم وهو ابن عم الخنساء وكذلك الكثير من ابناء الشريد ابناء عمرو بن رياح وهو "الشريد" بن رياح وهو لقب له وله قصة

اتمنى ان اكون بينت لكِ و للقارء الكريم اللبس حول الاسم

وتقبلي تحيتي

مرووشة
18/10/2014, 10:40 PM
لو لم تكن الحياة صعبة لما خرجنا من بطون امهاتنا نبكي

لو كانت الحياه وردة لنجح الجميع باستنشاق رحيقها

لا تتخيل كل الناس ملائكة فتنهار احلامك ولا تجعل ثقتك بهم عمياء, لانك ستبكي على سذاجتك

ان الطفوله فترة من العمر يعيش بها الانسان على حساب غيره

كسرة خبز ليست شيئا مهما لكنها مع ذلك تساوي كل شيء بالنسبة لمتشرد يتضور جوعا

ما اجمل ان يبكي الإنسان والبسمة على شفتيه وان يضحك والدمعه في عينيه

إذا كانت لك ذاكرة قوية .. وذكريات مريرة فانت اشقى اهل الارض

لا تكن كقمة الجبل ترى الناس صغاراً ويراها الناس صغيرة

لا يجب أن تقول كل ما تعرف ..ولكن يجب ان تعرف كل ما تقول

لا تبصق في البئر فقد تشرب منه يوما

ليست الالقاب هي التي تكسب المجد ... بل الناس من يكسبون الالقاب مجدا

عندما سقطت التفاحة الجميع قالوا سقطت التفاحة إلا واحد .. قال لماذا سقطت؟؟


ليس من الصعب ان تضحي من اجل صديق .. ولكن من الصعب ان تجد الصديق الذي يستحق التضحية !

الحياه مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل إجمعها وابن بها سلما تصعد به نحو النجاح

لا تستهن بالقطرة

من جن بالحب فهو عاقل و من جن بغيره فهو مجنون

قد يبيع الانسان شيئاً قد شراه .. ولاكن لا يبيع قلبا قد هواه

في لحظة تشعر انك شخص في هذا العالم بينما يوجد شخص في العالم يشعر انك

العالم بأسره

كل شيء اذا كثر رخص إلا الادب فانه اذا كثر غلا

كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا المصيبه فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر

الضمير صوت هادئ . يخبرك بأن احدا ينظر اليك

لا تشكو للناس جرحا انت صاحبه .... لا يألم الجرح الا من به ألم

اغارمن كلماتي حينما اهديها لك .. فتعجبك كلماتي ولا اعجبك انا

جميل جدا ان تجعل من عدوك صديقا .واجمل ألا يتسع قلبك للعداوة فتكرهه على تحويلها إلى صداقة

ليس العار في ان نسقط .. ولكن العار ان لا نستطيع النهوض


الانسان دون امل كنبات دون ماء

ودون ابتسامة كوردة دون رائحة

انه دون حب كغابة احترق شجرها

الانسان دون إيمان وحش في قطيع لا يرحم

إنه من المخجل التعثر مرتين بالحجر نفسه

للذكاء حدود لكن لا حدود للغباء

طعنة العدو تدمي الجسد . و طعنة الصديق تدمي القلب

حتى ولو فشلت يكفي شرف المحاولة . (http://go.3roos.com/43b6z58xwtm)