المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر عمرو بن كلثوم



hendali
27/05/2012, 11:37 PM
http://www.sodfah.com/up/uploads/12702922701.gif



هذا بحث عن عمرو بن كلثوم أحببت أن أضعه بين أيديكم للفائده:


عمرو بن كلثوم


نحو (39 ق. هـ = 584 م)

هو عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، أبو الأسود ،,,


شاعر جاهلي مشهور من شعراء الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة،,,,

تجول فيها وفي الشام والعراق ونجد. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه تغلب وهو فتى، وعمر طويلاً، وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام، ولم يصب أحد من أصحابه.


وأمُّ عمرو، كما قالت رحاب عكاوي في سيرته، هي ليلى بنت المهلهل أخي كليب، اشتهرت بالأنفة وعظم النفس، كما كانت لجلالة محتدها من فضليات السيدات العربيات قبل الإسلام. قيل إنّ المهلهل لما تزوج هنداً بنت بعج بن عتبة ولدت له ليلى فقال المهلهل لامرأته هند: اقتليها، على عادة عرب الجاهلية، فلم تفعل أمها، وأمرت خادماً لها أن تغيّبها عنها. فلما نام المهلهل هتف به هاتف يقول:


كم من فتى مؤمَّلِ وسيّد شَمَرْدَلِ=وعُدّةٍ لا تجْهَلِ في بطنِ بنتِ مهلهلِ




فاستيقظ مذعوراً وقال: يا هند أين ابنتي، فقالت: قتلتها. قال: كلاّ وإله ربيعة، وكان أول من حلف بها، فأصدقيني. فأخبرته، فقال: أحسني غذاءها، فتزوّجها كلثوم بن عمرو ابن مالك بن عتّاب. فلما حملت بعمرو، قالت: إنه أتاني آتٍ في المنام فقال:

يـا لـك ليلـى مـن ولديُقـدِمُ إقـدام الأسـدْ=مـن جُشـمٍ فيـه العددْأقـول قيـلاً لا فَـنَـدْ
إني زعيمُ لكِ أمَّ عمروبماجدِ الجدّ كريم النَّجْـرِ=أشجعُ من ذي لبيدٍ هزبرِوقّاص آدابٍ شديد الأشْرِ


وقد قيل إنه كان الأمر كما سمعت وساد عمرو بن كلثوم قومه تغلب وهو ابن خمس عشرة سنة.

وتغلب هم من هم في الشرف والسيادة والمجد وضخامة العدد وجلال المحتد والأرومة.


وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها وفرسانها حتى قيل: لو أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس. ولد ونشأ في أرض قومه التغلبيين، وكانوا يسكنون الجزيرة الفراتية وما حولها، وتخضع قبيلته لنفوذ ملوك الحيرة مع استقلالهم التام في شؤونهم الخاصة والعامة، والحيرة كما نعلم إمارة عربية أقامها الفرس على حدود الجزيرة العربية وحموها بالسلاح والجنود.


ولد عمرو إذاً بين مجد وحسب وجاه وسلطان، فنشأ شجاعاً هماماً خطيباً جامعاً لخصال الخير والسؤدد والشرف، وبعد قليل ساد قومه وأخذ مكان أبيه، وقال الشعر وأجاد فيه وإن كان من المقلّين.

ويقال إنّ قصيدته المعلقة كانت تزيد على ألف بيت وإنها في أيدي الناس غير كاملة وإنما في أيديهم ما حفظوه منها.

وكان خبر ذلك ما ذكره أبو عمر الشيباني، قال: إنّ عمرو بن هند لما ملك، وكان جبّاراً عظيم الشأن والملك، جمع بكراً وتغلب ابني وائل وأصلح بينهم بعد حرب البسوس، وأخذ من الحيّين رهناً من كل حيّ مائة غلام من أشرافهم وأعلامهم ليكفّ بعضهم عن بعض.

وشرط بعضهم على بعض وتوافقوا على أن لا يُبقي أحد منهم لصاحبه غائلةً ولا يطلبه بشيءٍ مما كان من الآخر من الدماء. فكان أولئك الرهن يصحبونه في مسيره ويغزون معه، فمتى التوى أحد منهم بحق صاحبه أقاد من الرهن.


وحدث أن سرّح عمرو بن هند ركباً من بني تغلب وبني بكر إلى جبل طيّئ في أمر من أموره، فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان وتيم اللات أحلاف بني بكر.


فقيل إنهم أجلوا التغلبيين عن الماء وحملوهم على المفازة فمات التغلبيون عطشاً، وقيل بل أصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامّة التغلبيين وسلم البكريّون.

فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا ديات أبنائهم من بكر، فأبت بكر أداءها. فأتوا عمرو بن هند فاستعدوه على بكر وقالوا: غدرتم ونقضتم العهد وانتهكتم الحرمة وسفكتم الدماء.

وقالت بكر: أنتم الذين فعلتم ذلك، قذفتمونا بالعضيهة وسوّمتم الناس بها وهتكتم الحجاب والستر بادعائكم الباطل علينا.

قد سبقنا أولادكم إذ وردوا وحملناهم على الطريق إذ خرجوا، فهل علينا إذ حار القوم وضلّوا أو أصابتهم السموم! فاجتمع بنو تغلب لحرب بكر واستعدت لهم بكر، فقال عمرو بن هند: إني أرى الأمر سينجلي عن أحمر أصمّ من بني يشكر.

فلما التقت جموع بني وائل كره كل صاحبه وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت.

فدعا بعضهم بعضاً إلى الصلح وتحاكموا إلى الملك عمرو.

فقال عمرو: ما كنت لأحكم بينكم حتى تأتوني بسبعين رجلاً من أشراف بكر فأجعلهم في وثاق عندي، فإن كان الحق لبني تغلب دفعتهم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خلّيت سبيلهم.

ففعلوا وتواعدوا ليوم يعيّنه يجتمعون فيه.

فقال الملك لجلسائه: من ترون تأتي به تغلب لمقامها هذا? قالوا: شاعرهم وسيّدهم عمرو بن كلثوم.

قال: فبكر بن وائل? فاختلفوا عليه وذكروا غير واحد من أشراف بكر.

قال عمرو: كلا والله لا تفرجُ بكر إلا عن الشيخ الأصمّ يعتز في ريطته فيمنعه الكرم من أن يرقعها قائده فيضعها على عاتقه، وأراد بذلك النعمان بن هرم.

فلما أصبحوا جاءت تغلب يقودها عمر بن كلثوم حتى جلس إلى الملك، وجاءت بكر بالنعمان بن هرم، وهو أحد بني ثعلبة بن غنيم بن يشكر، فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان: يا أصمّ جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهم يفخرون عليك. فقال النعمان: وعلى من أظلّت السماء كلها يفخرون ثم لا ينكر ذلك.

فقال عمرو بن كلثوم: أما والله لو لطمتك لطمةً ما أخذوا لك بها. فقال له النعمان: والله لو فعلت ما أفلتّّ بها أنت ومن فضّلك.

فغضب عمرو بن هند، وكان يؤثر بني تغلب على بكر، فقال لابنته: يا حارثة، أعطيه لحناً بلسان أنثى، أي شبيه بلسانك.

فقال النعمان: أيها الملك، أعطِ ذلك أحبَّ أهلك إليك. فقال: يا نعمان أيسرُّك أني أبوك? قال: لا، ولكن وددت أنك أمي، فغضب عمرو غضباً شديداً حتى همّ بالنعمان وطرده.

وقام عمر بن كلثوم وأنشد معلقته، وقام بإثره الحارث بن حلّزة وارتجل قصيدته.

وقصيدة عمرو بن كلثوم لم ينشدها على صورتها، كما وردت في أثناء المعلقات، وإنما قال منها ما وافق مقصوده، ثم زاد عليها بعد ذلك أبياتاً كثيرة، وافتخر بأمور جرت له بعد هذا العهد، وفيها يشير إلى شتم عمرو بن هند لأمه ليلى بنت مهلهل.


وقد قام بمعلقته خطيباً بسوق عكاظ، وقام بها في موسم مكة. إلا أن عمرو بن هند آثر قصيدة الحارث بن حلزة وأطلق السبعين بكرياً، فضغن عمرو بن كلثوم على الملك، وعاد التغلبيون إلى أحيائهم.

وما تفضيل الملك عمرو لقصيدة الحارث إلا لأنه كان جباراً متكبّراً مستبدّاً، وكان يريد إذلال عمرو بن كلثوم وإهانته ويضمر ذلك في نفسه، فقضى لبكر حسداً لعمرو لإذلاله بشرفه وحسبه ومجده.


ثم إن الملك عمراً كان جالساً يوماً مع ندمائه، فقال لهم: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند? فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم. قال: وَلِمَ? قالوا: لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب بن وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيّد قومه، وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب.

فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى أمه في ظعن من بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأم عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا الطُرُف وتستخدم ليلى.

ودعا الملك عمرو بمائدة، ثم دعا بطرف، فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها فصاحت ليلى: واذلاّه، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو، فثار الدم في وجهه.

ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق، ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس ابن هند وقتله، وكان ذلك نحو سنة 569م، ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة، وجاشت نفس عمرو وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة.

ومن أخبار عمرو بن كلثوم بعد ذلك أنه أغار على بني تميم، ثم مرّ من غزوه ذلك على حي من بني قيس بن ثعلبة، فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبايا، وكان فيمن أصاب أحمر بن جندل السعدي، ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم أناس من عجل، فسمع بها أهل حجر، فكان أول من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم عليهم يزيد بن عمرو بن شمر، فلما رآهم عمرو بن كلثوم ارتجز وقال:



مَن عالَ منا بعدها فلا اجتَبَـرْ=ولا سقى الماءً ولا أرعى الشَّجَرْ
بنو لُجيـمٍ وجعاسيـسُ مُضَـرْ=بجانب الـدوِّ يُديهـونَ العَكَـرْ



فانتهى إليه يزيد بن عمرو فطعنه فصرعه عن فرسه وأسره، وكان يزيد شديداً جسيماً، فشدّه في القدّ وقال له: أنت الذي تقول:



متى تُعقد قرينتُنـا بحبـلٍ=نجذّ الحبلَ أو نَقْصِ القرينا




أما إني سأقرنك إلى ناقتي هذه فأطردكما جميعاً. فنادى عمرو بن كلثوم: يا لربيعة، أمثلة! قال: فاجتمعت بنو لجيم فنهوه، ولم يكن يريد ذلك به، فسار به حتى أتى قصراً بحجر من قصورهم، وضرب عليه قبّة ونحرَ له وكساه وحمله على نجيبة وسقاه الخمر، فلما أخذت برأسه تغنّى:


أأجمعُ صُحبتي الشَّعرَ ارتحالاً=ولم أشْعُرْ بِبَينٍ منـك هـالا
ولم أرَ مثلَ هالَةَ فـي معَـدٍّ=أُشَبّـهُ حسْنَهـا إلاَّ الهِـلالا
ألا أبْلِغ بني جُشَمِ بْـنَ بكـرٍ=وتغلـبَ كلّمـا أتَيـا حَـلالا
بأنَّ الماجدَ القرْمَ ابن عمـرو=غداة نُطاعُ قد صدَقَ القِتـالا
كتيبَـتُـهُ مُلَمْـلـمَـةٌ رَداحٌ=إذا يرمونهـا تُفنـي النّبـالا
جزى الله الأغَرَّ يزيدَ خيـراً=ولقَّـاه المسَـرَّة والجـمـالا
بمآخذِه ابنَ كُلثومَ بنَ عمـرٍو=يزيدُ الخيـرِ نازَلَـهُ نِـزالا
بِجمعٍ مِن بني قـرَّان صِيـدٍ=يُجيلـونَ الطّعـانَ إذا أجـالا
يزيدُ يُقَـدّم السُّفـراءَ حتـى=يُروّي صدرها الأسَلَ النِّهالا




وعنه أخبر ابن الأعرابي، قال: إن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغسّاني فلم يستقبلوه.

وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع قومك أن يتلقوني? قال: لم يعلموا بمرورك.

فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي.

فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم وعزّت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله لتعلمنّ إذا نالت غطاريف غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها تجتثُّ أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح الثمد.

ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وقال:

ألا فاعلم أبيت اللعن أنّا=على عمدٍ سنأتي ما نريدُ
تعلّمْ أنّ محملنا ثقيلٌ وأن =ّزِنـادَ كبَّتنـا شـديـدُ
وأنّا ليس حيٌّ من مَعِـدٍّ=يوازينا إذا لُبسَ الحديـدُ




فلما عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم:


هلاّ عطفتَ على أخيك إذا دعـا=بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْ
قذفَ الذي جشّمت نفسك واعترف=فيها أخاك وعامر بن أبي حُجُـرْ




هكذا عاش عمرو بن كلثوم عظيماً من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، مرهوب الجانب، شاعراً مطبوعاً على الشعر.

وقد عمّر طويلاً حتى إنهم زعموا أنه أتت عليه خمسون ومائة سنة، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م.

وقد روى ابن قتيبة خبر وفاته، قال: فانتهى (ويعني يزيد بن عمرو) به إلى حجر فأنزله قصراً وسقاه، فلم يزل يشرب حتى مات.

وذكر ابن حبيب خبراً آخر في موت عمر بن كلثوم فقال: وكانت الملوك تبعث إليه بحبائه وهو في منزله من غير أن يفد إليها، فلما ساد ابنه الأسود بن عمرو، بعث إليه بعض الملوك بحبائه كما بعث إلى أبيه، فغضب عمرو وقال: ساواني بعَوْلي! ومحلوفه لا يذوق دسماً حتى يموت، وجعل يشرب الخمر صرفاً على غير طعام، فلما طال ذلك قامت امرأته بنت الثُوير فقتّرت له بشحم ليقرم إلى اللحم ليأكله، فقام يضربها ويقول:
معاذَ الله تدعوني لِحنْثٍ= ولو أقْفَرْتُ أيّاماً قُتارُ

فلم يزل يشرب حتى مات.
ولعمرو ابن اسمه عبّاد بن عمرو بن كلثوم، كان كأبيه شجاعاً فارساً، وهو الذي قتل بشر بن عمرو بن عدس، كما أنّ مرة بن كلثوم، أخا عمرو، هو الذي قتل المنذر بن النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وفي ذلك يقول الأخطل التغلبي مفتخراً:


أبني كليب إنّ عميَّ اللـذا=قتلا الملوكَ وفكّكا الأغلالا




وله عقب اشتهر منهم كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر المترسّل، من شعراء الدولة العباسية.

وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن عمرو بن كلثوم في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: يقف عمرو بن كلثوم، شيخ قبيلة بني تغلب، في الصف الأول لشعراء ما قبل الإسلام.

يقال إنه ولد قبل بداية القرن السادس وأصبح شيخاً لقبيلة في سن الخامسة عشرة وتوفي قرابة نهاية القرن، اثنا وعشرون سنة قبل الهجرة.


هكذا وردت الحكاية.

** وزن معلقة عمرو بن كلثوم والحارث أقصر من الآخرين، لكن معلقة عمرو ليست بأقل من الأخريات. لعلها أفضل للسمة الجدلية للقصائد وبها إيقاع ما ورنين في غاية الجاذبية. تروق المواضيع التي تتطرق إليها المعلقات، سياسية في معظمها، بقوة إلى القارىء الإنجليزي المعاصر، غير أنها تتحلى بالنسبة لمن يعرف الشعر العربي المعاصر بأهمية خاصة جداً لأنها تظهر كم قليلاً تغير عالم البدو في أفكاره السياسية أو حتى في وضعه السياسي في 1400 سنة الماضية. يصعب وجود فكرة عبر عنها المدافعون عن قضية لا تسمع اليوم من أفواه شيوخ القبائل المتنازعة الذين ارتحلوا إلى حايل لإنهاء خلافاتهم أمام ابن رشيد. الفرق الوحيد أن خطب المتنافسين اليوم لم تعد تقدم عبر القصائد.


**وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: كان عمرو بن كلثوم أميراً من قبيلة أرقم، أحد فخوذ بني تغلب. كانت أمه ليلى ابنة المهلهل وهند، التي أراد والدها وأدها كما كانت عادة العرب، لكنه سمع صوتاً في منامه يقول له إن ابنته ستصبح أم بطل. طلب إعادتها إلى البيت وكانت ما تزال على قيد الحياة. تزوجت ليلى من كلثوم وحلمت بعد مولد عمرو أنه سيكون أشجع المحاربين.
دارت حرب طويلة بين تغلب وبني بكر إثر مقتل كليب بن ربيعة. اتفق على وقف الحرب وليحكم فيها عمرو بن هند، ملك الحيرة، الملك نفسه الذي أمر بقتل طرفه. كان عمرو بن كلثوم المدافع عن بني تغلب والحارث بن حلزة المدافع عن بني بكر. يورد النقاش في معلقته. وحيث إن الملك لم يسر بتفاخر عمرو بن كلثوم، حكم لصالح بني بكر، فقتله عمرو بن كلثوم ثأراً، كما يظن لقتله طرفه، آخرون يرون وربما هم أصوب، لحكمه ضد بني تغلب.

ذكرت ظروف مقتل الملك على النحو التالي:

نظم عمرو بن كلثوم علاوة على معلقته بعض قصائد الهجاء المرير للنعمان ملك الحيرة وأمه التي كانت ابنة صائغ.

لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة، جمع بنيه فقال: يا بني، قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله ما عيرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً فباطلاً. ومن سب سب؛ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم، وامنعوا من ضيم الغريب؛ فرب رجلٍ خير من ألف، ورد خير من خلف. وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا؛ فإن مع الإكثار تكون الأهذار . وأشجع القوم العطوف بعد الكر، كما أن أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا روية له عند الغضب، ولا من إذا عوتب لم يعتب . ومن الناس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من دره، وعقوقه خير من بره. ولا تتزوجوا في حيكم فإنه يؤدي إلى قبيح البغض."



إنتهى


(عسى أن أكون افدتُكم بما قدمته)
المصدر منتديات الزاخر الادبية

رابط المنتدى
http://go.3roos.com/5z4vpp9axeq

http://www.sodfah.com/up/uploads/127029297410.gif

تابوعو باقى اعمالنا لهذا الشاعر الرائع

hendali
28/05/2012, 12:09 AM
http://3.bp.blogspot.com/_VZDZaDxeTbA/SyqSQOsmotI/AAAAAAAAAVI/xA2CDvseJ8o/s400/kalthom3.jpg


معلقة بن كلثوم

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا

وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا

إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ

إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ

عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو

وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو

بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ

وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا

مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا

نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً

لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً

أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ

وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ

وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ

هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً

حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ

رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا

وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ

يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ

أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا

لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا

رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ

كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا

وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً

وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ

عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ

بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ

مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ

إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا

وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا

يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ

وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا

فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ

قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ

وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا

وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ

ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا

وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا

وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو

عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ

نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ

عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ

فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم

مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ

خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ

مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ

مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً

وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً

مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ

فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ

فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ

نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا

تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا

فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ

نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ

تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً

مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ

عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ

وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـت

تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ

بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ

أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ

زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً

بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ

بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ

فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ

تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً

وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى

رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى

تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا

وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا

وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا

وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ

وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا

وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ

أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ

كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي

وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ

تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً

رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ

تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ

عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً

كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ

وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ

نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً

إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً

وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ

قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا

كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ

بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ

خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ

تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ

وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي

حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ

إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا

وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا

وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا

وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا

وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً

وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا

وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً

أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا

وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ

تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا

hendali
28/05/2012, 12:18 AM
شرح معلقة عمرو بن كلثوم




هب من نومه يهب هبا : إذا استيقظ ، الصحن : القدح العظيم والجمع الصحون ، الصبح: سقي الصبوح ، والفعل صبح يصبح ، أبقيت الشيء وبقيته بمعنى ، الأندرون : قرى بالشام يقول : ألا استيقظي من نومك أيتها الساقية واسقيني الصبوح بقدحك العظيم ولا تدخري خمر هذه القرى
1
شعشعت الشراب : مزجته بالماء ، الحص : الورس ، وهونبت في نوار أحمر يشقه الزعفران . ومنهم من جعل سخينا صفة ومعناه الحار ، من سخن يسخن سخونة ، ومنهم من جعله فعلا من سخي يسخى سخاء ، وفيه ثلاث لغات : إحداهن ما ذكرنا ، والثانية سخو يسخو ، والثالثة سخا يسخو سخاوة يقول : اسقنيها ممزوجة بالماء كأنها من شدة حمرتها بعد امتزاجها بالماء ألقي فيها نور هذا النبت الأحمر ، وإذا خالطها الماء وشربناها وسكرنا جدنا بعقائل أموالنا وسمحنا بذخائر أعلاقنا ، هذا إذا جعلنا سخينا فعلا وإذا جعلناه صفة كان المعنى : كأنها حال امتزاجها بالماء وكون الماء حارا نور هذا النبت . ويروي شحينا ، بالشين المعجمة ، أي إذا خالطها الماء مملوءة به . والشحن : الملء ، والفعل شحن يشحن ، والشحين بمعنى المشحون كالقتيل بمعنى المقتول ، يريد أنها حال امتزاجها بالماء وكون الماء كثيرا تشبه هذا النور
2
يمدح الخمر ويقول : انها تميل صاحب الحاجة عن حاجته وهواه إذا ذاقها حتى يلين ، أي إنها تنسي الهموم والحوائج أصحابها فاذا شربوها لانوا ونسوا أحزانهم وحوائجهم
3
اللحز : الضيق الصدر ، الشحيح البخيل الحريص ، والجمع الأشحة الأشحاء ، الشحاح أيضا مثل الشحيح ، والفعل شح يشح والمصدر الشح وهو البخل معه حرص يقول : ترى الانسان الضيق الصدر البخيل الحريص مهينا لماله فيها ، أي في شرائها ، إذا أمرت الخمر عليه ، أي إذا أديرت عليه
4
الصبن : الصرف ، والفعل صبن يصبن يقول : صرفت الكأس عنا يا أم عمرو وكان مجرى الكأس على اليمين فأجريتها على اليسار
5
يقول : ليس بصاحبك الذي لا تسقينه الصبوح هو شر هؤلاء الثلاثة الذين تسقيهم ، أي لست شر أصحابي فكيف أخرتني وتركت سقيي الصبوح
6
يقول : ورب كأس شربتها بهذه البلدة ورب كأس شربتها بتينك البلدتين
7
يقول : سوف تدركنا مقادير موتنا وقد قدرت تلك المقادير لنا وقدرنا لها ، المنايا : جمع المنية وهي تقدير الموت
8
أراد يا ظعينة فرخم ، والظغينة : المرأة في الهودج ، سميت بذلك لظعنها مع زوجها ، فهي ، فعيلة بمعنى فاعلة ، ثم أكثر استعمال هذا الأسم للمرأة حتى يقال لها ظعينة وهي في بيت زوجها يقول : فقي مطيتك أيتها الحبيبة الظاعنة نخبرك بما قاسينا بعدك وتخبرينا بما لاقيت بعدنا
9
الصرم : القطيعة ، الوشك : السرعة ، والوشيك : السريع ، الأمين : بمعنى المأمون يقول : فقي مطيتك نسألك هل أحدثت قطيعة لسرعة الفراق أم هل خنت حبيبك الذي نؤمن خيانته ؟ أي هل دعتك سرعة الفراق إلى القطيعة أو الخيانة في مودة من لا يخونك في مودته إياك
10
الكريهة : من أسماء الحرب ، والجمع الكرائه ، سميت بها لأن النفوس تكرهها ، وإنما لحقتها التاء لأنها أخرجت مخرج الأسماء مثل : النطيحة والذبيحة ، ولم تخرج مخرج النعوت مثل : امرأة قتيل وكف خضيب . ونصب ضربا وطعنا على المصدر أي يضرب فيه ضربا ويطعن فيه طعنا قولهم : أقر الله عينك ، قال الأصمعي : معناه أبرد الله دمعك ، أي سرك غاية السرور ، وزعم أن دمع السرور بارد عليه أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب هذا القول وقال : الدمع كله حار جلبه فرح أو ترح. وقال أبو عمرو الشيباني : معناه أنام الله عينك وأزال سهرها لأن أستيلاء الحزن داع إلى السهر ، فالإقرار عل قوله إفعال من قر يقر إقرارا ن لأن العيون تقر في النوم وتطرف في السهر . وحكى ثعلب عن جماعة من الأئمة أن معناه : أعطاك الله مناك ومبتغاك حتى تقر عينك عن الطموح إلى غيره وتحرير المعنى : أرضاك الله ، لأن المترقب للشيئ يطمح ببصره اليه فاذا ظفر به قرت عينه عن الطموع إليه يقول : تخبرك بيوم حرب كثر فيه الضرب والطعن فأقر بنو أعمامك عيونهم في ذلك اليوم ، أي فازوا ببغيتهم وظفروا بمناهم من قهر الأعداء
11
أي بما لا تعلمين من الحوادث يقول : فان الأيام رهن بما لا يحيط علمك به أي ملازمة له
12
الكاشح : المضمر العداوة في كشحه ، وخصت العرب الكشح بالعداوة لأنه موضع الكبد ، والعداوة عندهم تكون في الكبد ، وقيل بل سمي العدو كاشحا لأنه يكشح عن عدوه فيوليه كشحه ، يقال : كشح عنه يكشح كشحا يقول : تريك هذه المرأة إذا أتيتها خالبة وأمنت عيون أعدائها
13
العيطل : الطويل العنق من النوق ، الادماء : البيضاء منها ، والأدمة البياض في الإبل ، البكر : الناقة التي حملت بطنا واحدا ، ويروى بكر بفتح الباء ، وهو الفتي من الإبل ، وبكسر الباء على الروايتين ، ويروى : تربعت رعت ربيعا ، الأرجاع : جمع الأجرع وهو والمكان الذي فيه جرع ، والجرع : جمع جرعه ، وهي دعص من الرمل . المتون : جمع متن وهو الظهر من الأرض ، الهجان : الابيض الخالص البياض يستوي فيها الواحد والتثنية والجمع ، وينعت به الابل والرجال وغيرهما ، لم تقرأ جنينا : لم تضم في رحمها ولدا يقول : تزيل ذراعين ممتلئتين لحما كذراعي ناقة طويلة العنق لم تلد بعد أو رعت ايام الربيع في مثل هذا الموضع ، ذكر هذا مبالغة في سمنها ، أي ناقة سمينة لم تحمل ولدا قط بيضاء اللون
14
رخصا : لينا ، حصانا: عفيفة يقول : وتريك ثديا مثل حق من عاج بياضا واستدارة محرزة من أكف من يلمسها
15
اللدن : اللين ، والجمع لدن ، أي تريك متني قامة لدنة ، السموق : الطول ، والفعل سمق يسمق ، الرادفتان والرانفتان : فرعا الأليتين ، والجمع الروادف والورانف ، النوء : النهوض في تثاقل ، الولى : القرب ، والفعل ولي يلي يقول : وتريك متني قامة طويلة لينة تثقل أردافها مع ما يقرب منها وبذ لك وصفها بطول القامة وثقل الأرداف
16
المأكمه : رأس الورك ، والجمع المآكم يقول : وتريك وركا يضيق الباب عنها لعظمها وضخمها وامتلائها باللحم ، وكشحا قد جننت بحسنه جنونا
17
البلنط : العاج ، السارية : الاسطوانة ، والجمع السواري ، الرنين : الصوت يقول : وتريك ساقين كاسطوانتين من عاج أو رخام بياضا وضخما يصوت حليهما ، أي خلاخيلهما ، تصويتا
18
قال القاضي أبو سعيد السيرافي : البعير بمنزلة الانسان والجمل بمنزلة الرجل والناقة بمنزلة المرأة : والسقب بمنزلة الصبي ، والحائل بمنزلة الصبية ، والحوار بمنزلة الولد ، والبكر بمنزلة الفتى ، والقلوص بمنزلة الجارية الوجد : الحزن ، والفعل وجد يجد ، الترجيع : ترديد الصوت ، الحنين : صوت المتوجع يقول : فما حزنت حزنا مثل حزني ناقة أضلت ولدها فرددت صوتها مع توجعها في طلبها ، يريد أن حزن هذه الناقة دون حزنه لفراق حبيبته
19
الشمط : بياض الشعر ، الجنين : المستور في القبر هنا يقول : ولا حزنت كحزني عجوز لم يترك شقاء حظها لها من تسعة أبناء إلا مدفونا في قبره ، أي ماتوا كلهم ودفنوا ، يريد أن حزن العجوز التي فقدت تسعة بنين دون حزنه عند فراق عشيقته
20
الحمول : جمع حامل ، يريد إبلها يقول : تذكرت العشق والهوى واشتقت إلى العشيقة لما رأيت حمول أبلها سيقت عشيا
21
أعرضت : ظهرت ، وعرضت الشيئ أظهرته ، ومنه قوله عز وجل :"وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا" وهذا من النوادر ، عرضت الشيئ فأعرض ، ومثله كببته فأكب ، ولا ثالث لهما فيما سمعنا ، اشمخرت : ارتفعت ، أصلت السيف : سللته يقول: فظهرت لنا قرى اليمامة وارتفعت في أعيننا كأسياف بأيدي رجال سالين سيوفهم .. شبه الشاعر ظهور قراها بظهور أسياف مسلولة من أغمادها
22
يقول : يا أبا هند لا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك باليقين من أمرنا وشرفنا ، يريد عمرو بن هند فكناه
23
االراية : العلم ، والجمع الرايات والراي يقول نخبرك باليقين من أمرنا بأنا نورد أعلامنا الحروب بيضا ونرجعها منها حمرا قد روين من دماء الابطال . هذا البيت تفسير اليقين من البيت الأول
24
يقول : نخبرك بوقائع لنا مشاهير كالغر من الخيل عصينا فيها الملك فيها كراهية أن نطيعه ونتذلل له ، الأيام : الوقائع ، الغر بمعنى المشاهير كالخيل الغر لا شتهارها فيما بين الخيل . قوله أن ندين ، أي كراهية أن ندين فحذف المضاف ، هذا على قول البصريين ، وقال الكوفيون : تقديره أن لا ندين ، أي لئلا ندين ، فحذف لا
25
يقول ورب سيد قوم متوج بتاج الملك حام للاحجئين اليه قهرناه ، أحجرته : الجأته
26
العكوف : الاقامة ، والفعل عكف يعكف ، الصفون : جمع صافن ، وقد صفن الفرس يصفن صفونا إذا قام على ثلاثة قوائم وثنى سنبكه الرابع يقول : قتلناه وحبسنا خيلنا عليه وقد قلدناه أعنتها في حال صفونها عنده
27
يقول : وأنزلنا بيوتنا بمكان يعرف بذي طلوح إلى الشامات تنفي من هذه الأماكن أعداءنا الذين كانوا يوعدوننا
28
القتاد : شجر ذو شوك ، والواحدة منها قتادة ، التشذيب : نفي الشوك والأغصان الزائدة والليف عن الشجر . يلينا : أي يقرب منا يقول : وقد لبسنا الأسلحة حتى أنكرتنا الكلاب وهرت لانكارها إيانا وقد كسرنا شوكة من يقرب منا من أعدائنا ، استعار لفل الغرب وكسر الشوكة تشذيب القتادة
29
أراد بالمرحى رحى الحرب وهي معظمها يقول : مت حاربنا قوم قتلناهم ، لما استعار للحرب اسم الرحى استعار لقتلاها اسم الطحين
30
الثفال : خرقة أو جلدة تبسط تحت الرحى ليقع عليها الدقيق ، اللهوة : القبضة من الحب تلقى في فم الرحى ، وقد ألهيت الرحى أي القيت فيها لهوة يقول تكون معركتنا الجانب الشرقي من نجد وتكون قبضتنا قضاعة أجمعين ، فستعار للمعركة اسم الثفال ، وللقتلى اسم اللهوة .. ليشاكل الرحى والطحين
31
يقول : نزلتم منزلة الأضياف فعجلنا لكم قراكم كراهية أن تشتمونا ولكي لا تشتمونا ، والمعنى : تعرضتم لمعاداتنا كما يتعرض الضيف للقرى فقتلناكم عجالا كما يحمد تعجيل قرى الضيف ، ثم قال تهكما بهم واستهزاء : وذلك خشية ان تشتمونا ، أي قريناكم على عجلة كراهية شتمكم إيانا إن اخرنا قراكم
32
المرداة : الصخرة التي يكسر بها الصخور ، والمرادة ايضا الصخرة التي يرمى بها ، والردى الرمي والفعل ردى يردي ، فاستعار المرداة للحرب ، الطحون : فعول من الطحن . مرداة طحونا أي حربا اهلكتهم اشد إهلاك
33
يقول : نعم عشائرنا بنوالنا وسبيلنا ونعف عن اموالهم ونحمل عنهم ما حملونا من أثقال حقوقهم ومؤنتهم ، والله أعلم
34
التراخي : البعد ، الغشيان : الإتيان يقول : نطاعن الابطال ما تباعدوا عنا ، أي وقت تباعدهم عنا ، ونضربهم بالسيوف إذا اتينا أي اتونا ، فقربوا منا ، يريد ان شأننا طعن من لاتناله سيوفنا
35
اللدن : اللين ، والجمع لدن يقول : نطاعنهم برماح سمر لينة من رماح الرجل الخطي ، يريد سمهرا أي نضاربهم بسيوف بيض يقطعن ما ضرب بها ، توصف الرماح بالسمهرة لأن سمهرتها دالة على نضحها في منابتها
36
الأبطال : جمع بطل وهو الشجاع ، الوسوق : جمع وسق وهو حمل بعير ، الأماعز : جمع الأمعز وهو المكان الذي تكثر حجارته يقول : كأن جماجم الشجعان منهم أحمال ابل تسقط في الأماكن الكثيرة الحجارة ، شبه رؤوسهم في عظمها باحمال الأبل ، والارتماء لازم ومتعد ، وهو في البيت لازم
37
الاختلاب : قطع الشيء بالمخلب وهو المنجل الذي لا أسنان له ، الاختلاء : قطع الخلا وهو رطب الحشيش يقول : نشق بها رؤوس الأعداء شقا ونقطع بها رقابهم فيقطعن
38
يقول : وان الضغن بعد الضغن تفشو آثاره ويخرج الداء المدفون من الافئدة ، أي يبعث على الانتقام
39
يقول : ورثنا شرف آبائنا قد علمت ذلك معد فنحن نطاعن الأعداء دون شرفنا حتى يظهر الشرف لنا
40
الحفض : متاع البيت ، والجمع أحفاض ، والحفض البعير الذي يحمل متاع البيت ، من روى في البيت : على الأحفاض ، أراد بها الأمتعة ، ومن روى : عن الأحفاض ، اراد بها الابل يقول : ونحن إذا قوضت الخيام فخرت على أمتعتها نمنع ونحمي من يقرب منا من جيراننا ، أو ونحن إذا سقطت الخيام عن الابل للاسراع في الهرب نمنع ونحمي جيراننا إذا هرب غيرنا حمينا غيرنا
41
الجذ : القطع يقول : نقطع رؤوسهم في غير بر ، أي في عقوق ، ولا يدرون ماذا يحذرون منا من القتل وسبي الحرم واستباحة الأموال
42
المخراق : معروف ، والمخراق أيضا سيف من خشب يقول : كنا لا نحفل بالضرب بالسيوف كما لايحفل اللاعبون بالضرب بالمخاريق أو كنا نضرب بها في سرعة كما يضرب بالمخاريق في سرعة
43
يقول : كأن ثيابنا وثياب أقراننا خضبت بأرجوان أو طليت
44
الاسناف : الاقدام يقول : إذا عجز عن التقدم قوم مخافة هول منتظر متوقع يشبه ان يكون ويمكن
45
يقول : نصبنا خيلا مثل هذا الجبل أو كتيبة ذات شوكة محافظة على أحسابنا وسبقنا خصومنا ، أي غلبناهم . وتحرير المعنى : إذا فزع غيرنا من التقدم أقدمنا مع كتيبة ذات شوكة وغلبنا ، وإنما نفعل هذا محافظة على أحسابنا
46
يقول : نسبق ونغلب بشبان يعدون القتال في الحروب مجدا وشيب قد تمرنوا على الحروب
47
حديا : اسم جاء على صيغة التصغير مثل ثريا وحميا وهي بمعنى التحدي يقول : نتحدى الناس كلهم بمثل مجدنا وشرفنا ونقارع أبناءهم ذابين عن أبنائنا ، أي نضاربهم بالسيوف حماية للحريم وذبا عن الحوزة
48
. العصب : جمع عصبة وهي ما بين العشرة والأربعين ، الثبة : الجماعة ، والجمع الثبات ، والثبون في الرفع ، والثبين في النصب والجر يقول : فأما يوم نخشى على أبنائنا وحرمنا من الأعداء تصبح خيلنا جماعات ، أي تتفرق في كل وجه لذب الأعداء عن الحرم
49
الإمعان : الإسراع والمبالغة في الشيء ، التلبب : لبس السلاح يقول : وأما يوم لانخشى على حرمنا من أعدائنا فنمعن في الاغارة على الأعداء لابسين أسلحتنا
50
الرأس . الرئيس والسيد يقول : نغير عليهم مع سيد من هؤلاء القوم ندق به السهل ، أي نهزم الضعاف والأشداء
51
التضعضع : التكسر والتذلل ، ضعضعه فتضعضع أي كسرته لسنا بهذه الصفة فتعلمنا الأقوام بها
52
أي لا يسعفهن احد علينا فنسفه عليم فوق سفههم ، أي نجازيهم بسفههم جزاء يربي عليه ، فسمي جزاء الجهل جهلا لازدواج الكلام وحسن تجانس اللفظ ، كما قال الله تعالى :"الله يستهزئ بهم" وقال الله تعالى : "وجزاء سيئة سيئة مثلها" وقال جل ذكره :"ومكروا ومكر الله" وقال جل وعلا :"يخادعون الله وهو خادعهم" . سمي جزاء الاستهزاء والسيئة والمكر والخداع استهزاء وسيئة ومكرا وخداعا لما ذكرنا
53
القطين : الخدم ، القيل : الملك دون الملك الأعظم يقول : كيف تشاء يا عمرو بن هند أن نكون خدما لمن وليتموه أمرنا من الملوك الذين وليتموهم ؟ أي شئ دعاك إلى هذه المشيئة المحال؟ يريد أنه لم يظهر منهم ضعف يطمع الملك في إذلالهم باستخدام قيله إياهم
54
إدراه وازدرى به : قصر به واحتقره يقول : كيف تشاء أن تطيع الوشاة بنا إليك وتحتقرنا وتقصر بنا؟ أي : أي شيء دعاك إلى هذه المشيئة ؟ أي لم يظهر منا ضعف يطمع الملك فينا حتى يصغي إلى من يشي بنا إليه ويغريه بنا فيحتقرنا
55
القتو : خدمة الملوك ، والفعل قتا يقتو ، والقتي مصدر كالقتو ، تنسب إليه فتقول مقتوي ، ثم يجمع مع طرح ياه النسبة فيقال مقتوون في الرفع ، ومقتوين في الجر والنصب ، كما يجمع الأعجمي بطرح ياء النسبة فيقال أعجمون في الرفع : وأعجمين في النصب والجر يقال : ترفق في تهددنا وإبعادنا ولا تمعن فيهما ، فمتى كنا خدما لأمك ؟ أي لم نكن خدما لها حتى نعبأ بتهديدك ووعيدك إيانا . ومن روى : تهددنا وتوعدنا ، كان إخبارا ، ثم قال : رويدا أي دع الوعيد والتهديد وأمهله
56
العرب تستعير للعز أسم القناة يقول : فإن قناتنا أبت أن تلين لأعدائنا قبلك ، يريد أن عزمهم أبي أن يزول بمحاربة أعدائهم ومخاصمتهم ومكايدتهم ، يريد أن عزمهم منيع لايرام
57
الثقاف : الحديدة التي يقوم بها الرمح ، وقد ثقفته : قومته ، العشوزنة : الصلبة الشديدة ، الزبون : الدفوع ، وأصله من قولهم : زبنت الناقة حالبها ، إذا ضربته بثفنات رجليها أي بكبتيها ، ومنه الزبانية لزبنهم أهل النار أي لدفعهم يقول : إذا أخذها الثفاف لتقويمها نفرت من التقويم وولت . الثقاف قناة صلبة شديدة دفوعا ، جعل القناة التي لا يتهيأ تقويمها مثلا لعزتهم التي لا تضعضع ، وجعل قهرها من تعرض لهدمها كنفار القناة من التقويم والاعتدال
58
أرنت : صوتت ، والإرنان هنا لازم قد يكون متعديا . ثم بالغ في وصف القناة بأنها تصوت إذا أريد تثقيفها ولم تطاوع الغامز بل تشج قفاه وجبينه ، وكذلك عزتهم لا نضعضع لمن رامها بل تهلكه وتقهره
59
يقول : هل أخبرت بنقص كان من هؤلاء في أمور القرون الماضية أو بنقص في عهد سلف
60
الدين : القهر ، ومنه قوله عز وجل :"فلولا أن كنتم غير مدينين" أي غير مقهورين يقولون : ورثنا مجد هذا الرجل الشريف من أسلافنا وقد جعل لنا حصون المجد مباحة قهرا وعنوة ، أي غلب أقرانه على المجد ثم أورثنا مجده ذلك
61
يقول : ورثت مجد مهلهل ومجد الرجل الذي هو خير منه وهو زهير فنعم ذخر الذاخرين هو ، أي مجده وشرفه للافتخار به
62
يقول : وورثنا مجد عتاب وكلثوم وبهم بلغنا ميراث الأكارم أي حزنا مآثرهم ومفاخرهم فشرفنا بها وكرمنا
63
ذو البرة : من بني تغلب ، سمي به لشعر على أنفه يستدير كالحلقة يقول : ورثت مجد ذي البرة الذي اشتهر وعرف وحدثت عنه أيها المخاطب وبمجده يحمينا سيدنا وبه نحمي الفقراء الملجئين إلى الاستجارة بغيرهم
64
يقول : ومنا قبل ذي البرة الساعي للمعالي كليب ، يعني كليب وائل ، ثم قال : وأي المجد إلا قد ولينا ، أي قربنا منه فحويناه
65
يقول : متى قرنا ناقتنا بأخرى قطعت الحبل أو كسرت عنق القرين ، والمعنى : متى قرنا بقوم في قتال أو جدال غلبناهم وقهرناهم ، الجذ : القطع ، والفعل جذ يجذ ، الوقص : دق العنق ، والفعل وقص يقص
66
يقول : تجدنا أيها المخاطب أمنعهم ذمة وجوارا وحلفا وأوفاهم باليمين عند عقدهم ، الذمار : العهد والحلف والذمة ، سمي به لأنه يتذمر له أي يتغصب لمراعاته
67
الرفد : الإعانة ، والرفد الاسم يقول : ونحن غداة أوقدت نار الحرب في خزازي أعنا نزارا فوق إعانة المعينين ، يفتخر باعانة قومه بني نزار في محاربتهم اليمن
68
تسف أي تأكل يابسا ، والمصدر السفوف ، الجلة : الكبار من الإبل ، الخور : الكثيرة الألبان . وقيل الخور الغزار من الإبل ، والناقة خوراء ، الدزين: ما أسود من النبت وقدم يقول : ونحن حبسنا أموالنا بهذا الموضع حتى سفت النوق الغزار قديم النبت وأسوده لإعانة قومنا ومساعدتهم على قتال أعدائنا
71-69
يقول : كنا حماة الميمنة إذا لقينا الأعداء وكان إخواننا حماة الميسرة ، يصف غناءهم في حرب نزار اليمن عندما قتل كليب وائل لبيد ابن عنق الغساني عامل ملك غسان على تغلب حين لطم أخت كليب وكانت تحته
72
يقول : فحمل بنو بكر على من يليهم من الأعداء وحملنا على من يلينا
73
النهاب : الغنائم ، الواحد نهب ، الأوب : الرجوع ، التصفيد : التقييد ، يقال : صفدته أي قيدته وأوثقته يقول : فرجع بنو بكر بالغنائم والسبايا ورجعنا مع الملوك مقيدين ، أي اغتنموا الأموال وأسرنا الملوك
74
يقول : تنحوا وتباعدوا عن مساماتنا ومباراتنا يا بنى بكر ، ألم تعلموا من نجدتنا وبأسنا اليقين ؟ بلى ، وقد علمتم ذلك لنا فلا تتعرضوا لنا ، يقال : إليك إليك ، أي تنح
75
يقول : ألم تعلموا كتائب منا ومنكم يطعن بعضهن بعضا ويرمي بعضهن بعضا ؟ وما في قول ألما صلة زائدة ، الإطعان والارتماء : مثل التطاعن والترامي
76
اليلب : نسيجة من سيور تلبس تحت البيض يقول : وكان علينا البيض واليلب اليماني وأسياف يقمن وينحنين لطول الضرائب بها
77
السابغة : الدرع الواسعة التامة، الدلاص : البراقة ، الغضون : جمع غضن وهو التشنج في الشيء يقول : وكانت علينا كل درع واسعة براقة ترى أيها المخاطب فوق المنطقة لها غضونا لسعتها وسبوغها
78
الجُون : الأسود ، والجَون الأبيض ، والجمع الجُون يقول : اذا خلعها الأبطال يوما رأيت جلودهم سودا للبسهم اياها ، قوله : لها ، أي للبسها
79
الغدر: مخفض غدر وهو جمع غدير ، تصفقه : تضربه ، شبه غضون الدرع بمتون الغدران اذا ضربتها الرياح في جريها ، والطرائق التي ترى في الدروع بالني تراها في الماء اذا ضربته الريح
80
الروع : الفزع ويريد به الحرب هنا ، الجرد : التي رق شعر جسدها وقصر ، والواحد أجرد والواحدة جرداء ، النقائذ : المخلصات من أيدي الأعداء ، واحدتها نقيذة ن وهي فعيلة بمعنى مفعلة ، يقال : أنقذتها أي خلصتها ، فهي ونقيذة ، الفلو والافتلاء : القطام يقول : وتحملنا في الحرب خيل رقاق الشعور قصارها عرفن لنا وفطمت عندنا وخلصناها من أيدي أعدائنا بعد استيلائهم عليها
81
رجل دارع: عليه درع ، ودروع الخيل تجافيفها ، الرصائع : جمع الرصيعة وهي عقدة العنان على قذال الفرس يقول : وردت خيلنا وعليها تجافيفها وخرجن منها شعثا قد بلين ، كما بلي عقد الأعنة ، لما نالها من الكلال والمشاق فيها
82
يقول : ورثنا خيلنا من آباء كرام شأنهم الصدق في الفعال والمقال ونورثها أبناءنا اذا متنا ، يريد أنها تناتجت وتناسلت عندهم قديما
83
يقول : على آثارنا في الحرب نساء بيض حسان نحاذر عليها أن تسبيها الأعداء فتقسمها وتهينها ، وكانت العرب تشهد نساءها الحروب وتقيمها خلف الرجال ليقاتل الرجال ذبا عن حرمها فلا تفشل مخافة العار بسبي الحرم
84
يقول قد عاهدن أزواجهن اذا قاتلوا كتائب من الأعداء قد أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها في الحرب أن يثبتوا في حومة القتال ولا يفروا والبعول والبعولة جمع بعل ، يقال للرجل : هو بعل المرأة ، وللمرأة هي بعله وبعلته ، كما يقال . هو زوجها وهي زوجها وهي زوجة وزوجته
85
أي ليستلب رجالنا أفراس الأعداء وبيضهم وأسرى منهم قد قرنوا في الحديد
86
يقول : ترانا خارجين إلى الأرض البراز ، وهي الصحراء التي لا جبل بها ، لثقتنا بنجدتنا وشوكتنا ، وكل قبيلة تستجير وتعتصم بغيرها مخافة سطوتنا بها
87
الهوبنى تصغير الهونى وهي تأنيث الأهون ، مثل الأكبر والكبرى يقول : إذا مشين يمشين مشيا رفيقا لثقل أردافهن وكثرة لحومهن ، ثم شبههن في تبخترهن بالسكارى في مشيهم
88
القوت : الاطعام بقدر الحاجة ، والفعل قات يقوت ، والاسم القوت ، والجمع الاقوات يقول : يعلفن خيلنا الجياد ويقلن : لستم أزواجنا إذا لم تمنعونا من سبي الأعداء إيانا
89
الميسم : الحسن وهو من الوسام والوسامة وهما الحسن والجمال ، والفعل وسم يوسم ، والنعت وسيم ، الحسب : ما يحسب من مكارم الانسان ومكارم أسلافه ، فهو فعل في معنى مفعول مثل النفض والخبط والقبض واللقط في معنى المنفوض والمخبوط والمقبوض والملقوط ، فالحسب إذن في معنى المحسوب من مكارم آبائه يقول : هن نساء من هذه القبيلة جمعن إلى الجمال الكرم والدين
90
يقول : ما منع النساء من سبي الأعداء إياهن شيء مثل ضرب تطير منه سواعد المضروبين كما تطير القلة إذا ضربت بالمقلى
91
يقول : كأنا حال استلال السيوف من أغمادها ، أي حال الحرب ، ولدنا جميع الناس ، أي نحميهم حماية الوالد لولده
92
الحزور : الغلام الغليظ الشديد ، والجمع الحزاورة يقول : يدحرجون رؤوس أقرانهم كما يدحرج الغلمان الغلاظ الشداد الكرات في مكان مطمئن من الأرض
93
يقول : وقد علمت قبائل معد إذا بنيت قبابها بمكان أبطح ، القبب والقباب جمعا قبة
94
يقول : قد علمت هذه القبائل أنا نطعم الضيفان اذا قدرنا عليه ونهلك أعداءنا إذا اختبروا قتالنا
95
يقول : ونحن نمنع الناس ما اردنا منعه إياهم وننزل حيث شئنان من بلاد العرب
96
يقول : وأنا نترك ما نسخط عليه ونأخذ إذا رضينا ، أي لا نقبل عطايا من سخطنا عليه ونقبل هدايا من رضينا عليه
97
يقول ونحن نعصم ونمنع جيراننا إذا اطاعونا ونعزم عليهم بالعدوان إذا عصونا
98
يقول : ونأخذ من كل شيء أفضله وندع لغيرنا أرذله ، يريد أنهم السادة والقادة وغيرهم أتباع لهم
99
يقول : سل هؤلاء كيف وجدونا ، شجعانا أم جبناء
100
الخسف والخسف ، بفتح الخاء وضمها : الذل ، السوم : أن تجشم إنسانا مشقة وشرا ، يقال : سامة خسفا ، أي حمله وكلفه ما فيه ذله يقول : إذا أكره الملك الناس على ما فيه ذلهم أبينا الانقياد له
101
يقول : ملأنا الدنيا برا وبحرا فضاق البر عن بيوتنا والبحر عن سفننا
102
يقول : إذا بلغ صبياننا وقت الفطام سجدت لهم الجبابرة من غيرنا
103

hendali
28/05/2012, 06:53 PM
كلمات قالها أوردته حتفَه، كلمات هي في ذات المعنى وذات السياق لكلماتِ الطُّغاة في كل زمن، كلمات تحقق في معناها معاني الجحود والنُّكران والاستكبار؛ ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15]، ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى ﴾ [غافر: 29]، ظنَّ بجبروته أنَّه يفعل ما يشاء، فهلك ولم يُغْنِ عنه ملكُه ولا بطانته ولا أتباعُه، قتله تكبُّره وعجبه لذاته واحتقاره للناس، وكلمتان فقط جعلت قاتِلَه يُعاجِله بضربةٍ أهلكته، ملك ثلاثًا وخمسين عامًا، وكان لا يبتسم ولا يضحك، وكانت العرب تَهابه، وسُمِّي مُضْرِطَ الحجارة؛ لشدته، وسمي محرقًا؛ لأنَّه حرَّق مائة من بني تميم في قصةٍ أفردتها في مقالٍ خاص، وثَّقها أصحابُ الأمثال: "الشقي وافد البراجم"، وله قصص كثيرة ذكرَتْها كتبُ الأدب، فمن هو؟ ومن قتله؟ قتله سيد قومه، وقال في قتله قصيدته المعلقة الشهيرة؛ حيث قام بها في عكاظ وفي سوق مكة، عظَّم قومُه القصيدةَ، وحفظوها، وكانت سببًا في تعرُّضهم للهجاء، فقال بعض شعراء بكر بن وائل:
أَلْهَى بَنِي تَغْلِبٍ عَنْ كُلِّ مَكْرُمَةٍ
قَصِيدَةٌ قَالَهَا عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ

لم يُحالفِ التوفيق عمرو بن هند الملك المتكبر في اختياره عمرَو بن كلثوم؛ لتخدمَ أمُّه أمَّه، وبدلاً من ذلك كانت نِهايته، وفي ذلك قال أفنون صريم التغلبي يفخر بفعلِ عمرو بن كلثوم في قصيدةٍ له:
لَعَمْرُكَ مَا عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ وَقَدْ دَعَا
لِتَخْدُمَ لَيْلَى أُمَّهُ بِمُوَفَّقِ
فَقَامَ ابْنُ كُلْثُومٍ إِلَى السَّيْفِ مُصْلِتًا
فَأَمْسَكَ مِنْ نُدْمَائِهِ بِالْمُخَنَّقِ

وفي ساعة من الساعات وقد بلغ بالملك عُجْبَه بذاتِه الذِّرْوَة، فقال مُخاطبًا جمعًا من نُدَمائه: أتعلمون أحدًا من العرب تأْنَف أمُّه أن تخدم أمي؟

سؤال جعل الصمتَ يسود لفترةٍ لم تَمتَدَّ كثيرًا، ثُمَّ بدأ البعض يتمتم، واتَّفقوا على رأي واحد، ومَن غَيْرُه "عمرو بن كلثوم"؟!

الملك "وبغضب بادٍ": ولِمَ ذلك؟

النُّدماء: لأنَّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعَمَّها كليب وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه وفخر عشيرته.

فأرسل عمرُو بن هند إلى عمرِو بن كلثوم يَستزيره، ويَسأله أن يُزِيرَ أمَّه أمَّه، فأقبل عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأمر عمرو بن هند برواقه، فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهلِ مَمْلكته وأعيان قصره، فحضروا في وجوه بني تغلب، ودعا رؤساء العشائر والعِلْيَة من كل قبيلة، فدخل عمرو بن كلثوم على عمرو بن هند في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قُبَّة من جانب الرواق.

أعدَّ كلَّ شيءٍ، وأمر أمَّه أن تنحي الخدم، وأن تستخدمَ ليلى بنت المهلهل، فدعا عمرو بمائدةٍ ثم دعا بالطرف، فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقمْ صاحبةُ الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها وألَحَّت، فصاحت ليلى: واذُلاَّه، يا لَتَغْلِب، فسَمِعَها عمرو بن كلثوم، فثار الدم في وجهه، ونظر إلى عمرو بن هند، فعَرَف الشر في وجهه، فوَثَب عمرو بن كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن هند مُعلَّقٍ بالرِّوَاق ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأسَ عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب، فانتهبوا ما في الرِّواق، وساقوا نَجائِبَه، وساروا نحو الجزيرة.

ففي ذلك يقول عمرو بن كلثوم قصيدتَه المعلقة، التي قام بها في عكاظ وفي سوق مكة، والتي مطلعها:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبِحِينَا

غدت القصيدةُ على كل لسان وهي من القصائد الفريدة في أدبٍ وافر، وعمرو بن كلثوم كان سَيِّدَ قومه في المنازعة التي حدثت بين تغلب وبكر، ومَثَّلَ بَكرًا فيها الحارثُ بن حِلّزة، والتي أنشد فيها قصيدته المعلقة، والتي مطلعها: آذَنَتْنَا بِبَيْنِهَا أَسْمَاءُ، ولإنْ ذهب الحارث بن حلزة بحجب الملك ولُبِّه، وأبطل دعوى تغلب، فعمرو ذهب بالملك وكبره وتغطرسه وقذف به إلى مهاوي الرَّدَى.

وكان لعمرو أخٌ له يُدْعَى مرة بن كلثوم، فقتل المنذرَ بن النعمان وأخاه، وإيَّاه عَنِيَ الأخطلُ بقوله لجرير:
أَبَنِي كُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا
قَتَلاَ الْمُلُوكَ وَفَكَّكَا الْأَغْلاَلاَ

وكان لعمرو بن كلثوم ابنٌ يقال له: "عباد"، وهو قاتل بشر بن عمرو بن عدس، ولعمرو بن كلثوم عقب باقٍ، ومنهم كلثوم بن عمرو العتابي الشاعر صاحب الرسائل.

وهذه معلقة عمرو بن كلثوم كما جاءت في "جمهرة أشعار العرب، (1/41)".

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ، فَاصبَحِينَا
وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الْأَنْدَرِينَا
مُشَعْشَعَةً، كَأَنَّ الحُصَّ فِيهَا
إِذَا مَا الْمَاءُ خَالطَهَا سَخِينَا
تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَا، حَتَّى يَلِينَا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ، إِذَا أُمِرَّتْ
عَلَيْهِ لِمَالِهِ فِيهَا مُهِينَا
كَأَنَّ الشُّهْبَ فِي الْآذَانِ مِنْهُ
إِذَا قَرَعُوا بِحَافَّتِهَا الْجَبِينَا
صَدَدْتِ الْكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو
وَكَانَ الْكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا
وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْرٍو
بِصَاحِبِكِ الَّذِي لاَ تَصْبَحِينَا
وَكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَكٍّ
وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصِرِينَا
إِذَا صَمَدَتْ حُمَيَّاهَا أَرِيبًا
مِنَ الْفِتْيَانِ، خِلْتَ بِهِ جُنُونَا
فَمَا بَرِحَتْ مَجَالَ الشِّرْبِ حَتَّى
تَغَالَوْهَا، وَقَالُوا قَدْ رَوِينَا
وَإِنَّا غَدًا، وَإِنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ
وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِينَا
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا
نُخَبِّرُكِ الْيَقِينَ وَتُخْبِرِينَا
بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْبًا وَطَعْنًا
أَقَرَّ بِهِ مَوالِيكِ العُيُونَا
قِفي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمًا
لِوَشْكِ الْبَيْنِ أَمْ خُنْتِ الْأَمِينَا
أَفِي لَيْلٍ يُعَاتِبُنِي أَبُوهَا
وَإِخْوَتُهَا وَهُمْ لِي ظَالِمُونَا
تُرِيكَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى خَلاَءٍ
وَقَدْ أَمِنَتْ عُيُونَ الْكَاشِحِينَا
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بِكْرٍ
تَرَبَّعَتِ الْأَجَارِعَ والْمُتُونَا
وَثَدْيًا مِثْلَ حُقِّ الْعَاجِ رَخْصًا
حَصَانًا مِنْ أَكُفِّ اللاَّمِسِينَا
وَنَحْرًا مِثْلَ ضَوْءِ البَدْرِ وَافَى
بِأَتْمَامٍ أُنَاسًا، مُدْلِجِينَا
وَمَتْنَيْ لَدْنَةٍ طَالَتْ وَنَالَتْ
رَوَادِفُهَا، تَنُوءُ بِمَا يَليِنَا
وَمَأْكَمَةً يَضِيقُ الْبَابُ عَنْهَا
وَكَشْحًا قَدْ جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَا
وسَالِفَتَيْ رُخَامٍ أَوْ بِلَنْطٍ
يَرِنُّ خَشَاشُ حَلْيِهِمَا رَنِينَا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا
رَأَيْتُ حُمُولَهَا أُصُلاً حُدِينَا
وَأَعْرَضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ
كَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْبٍ
أَضَلَّتْهُ، فَرَجَّعَتِ الحَنِينَا
وَلاَ شَمْطَاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاهَا
لَهَا مِنْ تِسْعَةٍ إِلاَّجَنِينَا
أَبَا هِنْدٍ، فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا
وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ الْيَقِينَا
بِأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضًا
ونُصْدِرُهُنَّ حُمْرًا قَدْ رَوِينَا
فَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَفْشُو
عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا
وَأَيَّامٍ لَنَا غُرٍّ طِوَالٍ
عَصَيْنَا الْمَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَدْ تَوَّجُوهُ
بِتَاجِ الْمُلْكِ يَحْمِي الْمُحْجَرِينَا
تَرَكْنَا الْخَيْلَ عَاكِفَةً عَليْهِ
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتُهَا صُفُونَا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا
وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِينَا
وَأَنْزَلْنَا الْبُيُوتَ بِذِي طُلُوحٍ
إِلَى الشَّامَاتِ نَنْفِي الْمُوعِدِينَا
نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِفُّ عَنْهُمْ
وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونَا
وَرِثْنَا الْمَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ
نُطَاعِنُ دُونَهُ حَتَّى يَبِينَا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الْحَرْبِ خَرَّتْ
عَلَى الْأَحْفَاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينَا
نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا
وَنَضْرِبُ بِالسُّيُوفِ إِذَا غُشِينَا
بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الْخَطِّيِّ لُدْنٍ
ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيضٍ يَعْتَليِنَا
نَشُقُّ بِهَا رُؤُوسَ الْقَوْمِ شَقًّا
وَنَخْتَلِبُ الرِّقَابَ فَيَخْتَلِينَا
تَخَالُ جَمَاجِمَ الْأَبْطَالِ مِنْهُمْ
وُسُوقًا بِالْأَمَاعِزِ يَرْتَمِينَا
نَجُذُّ رُؤُوسَهُمْ فِي غَيْرِ وِتْرٍ
وَلاَ يَدْرُونَ مَاذَا يَتَّقُونَا
كَأَنَّ ثِيابَنَا مِنَّا وَمِنْهُم
خُضِبْنَ بأُرْجُوَانٍ أَوْ طُلِينَا
كَأَنَّ سُيُوفَنَا فِينَا وَفِيهِمْ
مَخَاريقٌ بِأَيْدِي لاَعِبِينَا
إِذَا مَا عَيَّ بِالْإِسْنَافِ حَيٌّ
مِنَ الهَوْلِ الْمُشَبَّهِ أَنْ يَكُونَا
نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَدٍّ
مُحَافَظَةًَ وَكُنَّا السَّابِقِينَا
بِفِتْيَانٍ يَرَوْنَ الْقَتْلَ مَجْدًا
وَشِيبٍ فِي الْحُرُوبِ مُجَرَّبِينَا
يُدَهْدُونَ الرُّؤوسَ كَمَا تُدَهْدِي
حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطَحِها الْكُرِينَا
حُدَيَّا النَّاسِ كُلِّهِمِ جَمِيعًا
مُقَارَعَةً بَنِيهِمْ عَنْ بَنِينَا
فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَتِنَا عَلَيْهِمْ
فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبًا ثُبِينَا
وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَى عَلَيْهِمْ
فَنُمْعِنُ غَارَةً مُتَلَبِّبِينَا
بِرَأْسٍ مِن بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ
نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَا
بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ
نَكُونُ لِقَيْلِكُمْ فِيهَا قَطِينَا
بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ
تُطِيعُ بِنَا الْوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا
تُهَدِّدُنَا وَتُوعِدُنَا رُوَيْدًا
مَتَى كُنَّا لِأُمِّكَ مَقْتَوِينَا؟!
وَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمْرُو أَعْيَت
عَلَى الْأَعْدَاءِ قَبْلَكَ أَنْ تَلِينَا
إِذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ
وَوَلَّتْهُ عَشَوْزَنَةًَ زَبُونَا
عَشَوْزَنَةً إِذَا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ
تَشُجُّ قَفَا الْمُثَقَّفِ وَالْجَبِينَا
فَهَلْ حُدِّثْتَ عَنْ جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ
بِنَقْصٍ فِي الْخُطُوبِ الْأَوَّلِينَا
وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بْنِ سَيْفٍ
أَبَاحَ لَنَا حُصُونَ الْمَجْدِ دِينَا
وَرِثْتُ مُهَلْهَلاً والْخَيْرَ مِنْهُ
زُهَيْرًا، نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينَا
وَعَتَّابًا وَكُلْثُومًا جَمِيعًا
بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الْأَكْرَمِينَا
وَذَا الْبُرَةِ الَّذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ
بهِ نُحْمَى، ونَحْمِي الْمُحْجَزِينَا
وَمِنَّا قَبْلَهُ السَّاعِي كُلَيْبٌ
فَأَيُّ الْمَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَلِينَا؟
مَتَى تُعْقَدْ قَرِينَتُنَا بِحَبْلٍ
تَجُذَّ الْحَبْلَ أَوْ تَقِصِ الْقَرِينَا
وَنُوجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَارًا
وَأَوْفَاهُمْ إِذَا عَقَدُوا يَمِينَا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ فِي خَزَازَى
رَفَدْنَا فَوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِينَا
وَنَحْنُ الْحَابِسُونَ لِذِي أُرَاطٍ
تَسِفُّ الْجِلَّةَ الْخُورَ الدَّرِينَا
فَكُنَّا الْأَيْمَنِينَ إِذَا الْتَقَيْنَا
وَكَانَ الْأَيْسَرِينَ بَنُو أَبِينَا
فَصَالُوا صَوْلَةً فِيمَنْ يَلِيهِمْ
وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيمَنْ يَلِينَا
فَآبُوا بالنِّهَابِ وَبِالسَّبَايَا
وَأُبْنَا بِالْمُلُوكِ مُصَفَّدِينَا
إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُم
أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّا الْيَقِينَا
أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّا وَمِنْكُمْ
كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِينَا
نَقُودُ الْخَيْلَ دَامِيَةً كِلاَهَا
إِلَى الْأَعْدَاءِ لاَحِقَةً بُطُونَا
عَلَيْنَا الْبَيْضُ وَالْيَلَبُ اليَمَانِي
وَأَسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينَا
عَلَيْنَا كُلُّ سَابِغَةٍ دِلاَصٍ
تَرَى تَحْتَ النِّجَادِ لَهَا غُضُونَا
إِذَا وُضِعَتْ عَنِ الْأَبْطَالِ يَوْمًا
رَأَيْتَ لَهَا جُلُودَ الْقَوْمِ جُونَا
كَأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ غُدْرٍ
تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذَا جَرِينَا
وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ
عُرِفْنَ لَنَا نَقَائِذَ وَافْتُلِينَا
وَرَدْنَ دَوَارِعًا وَخَرَجْنَ شُعْثًا
كَأَمْثَالِ الرَّصَائِعِ قَدْ بَلِينَا
وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ
وَنُورِثُهَا إِذَا مِتْنَا بَنِينَا
وَقَدْ عَلِمَ الْقَبَائِلُ غَيْرَ فَخْرٍ
إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينَا
بِأَنَّا الْعَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْنَا
وَأَنَّا الْغَارِمُونَ إِذَا عُصِينَا
وَأَنَّا الْمُنْعِمُونَ إِذَا قَدَرْنَا
وَأَنَّا الْمُهْلِكُونَ إذا أُتِينَا
وَأَنَّا الْحَاكِمُونَ بِمَا أَرَدْنَا
وَأَنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينَا
وَأَنَّا التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنَا
وَأَنَّا الْآخِذُونَ لِمَا هَوِينَا
وَأَنَّا الطَّالِبُونَ إِذَا نَقَمْنَا
وَأَنَّا الضَّارِبُونَ إِذَا ابْتُلِينَا
وَأَنَّا النَّازِلُونَ بِكُلِّ ثَغْرٍ
يَخَافُ النَّازِلُونَ بِهِ الْمَنُونَا
وَنشْرَبُ إنْ وَرَدْنا الْمَاءَ صَفْوًا
وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدَرًا وَطِينَا
أَلاَ سَائِلْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَنَّا
وَدُعْمِيًّا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُونَا؟
نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الْأَضْيَافِ مِنَّا
فَعَجَّلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا
قَرَيْنَاكُمْ فَعَجَّلْنا قِرَاكُمْ
قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونَا
مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَا
يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِينَا
يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْدٍ
وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَةَ أَجْمَعِينَا
عَلَى آثَارِنَا بِيضٌ حِسَانٌ
نُحَاذِرُ أَنْ تُفَارِقَ أَوْ تَهُونَا
ظَعَائِنُ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ
خَلَطْنَ لِمِيسَمٍ حَسَبًا وَدِينَا
أَخَذْنَ عَلَى فَوَارِسِهِنَّ عَهْدًا
إِذَا لاَقَوْا فَوَارِسَ مُعْلِمِينَا
لَيَسْتَلِبُنَّ أَبْدَانًا وَبِيضًا
وَأَسْرَى فِي الْحَدِيدِ مُقَرَّنِينَا
إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِينَ الْهُوَيْنَى
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُونُ الشَّارِبِينَا
يَقُتْنَ جِيَادَنَا، وَيَقُلْنَ لَسْتُمْ
بُعُولَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعُونَا
إِذَا لَمْ نَحْمِهِنَّ، فَلاَ بَقِينَا
لِشَيْءٍ بَعْدَهُنَّ، وَلاَ حَيِينَا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ
تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِينَا
إِذَا مَا الْمَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفًا
أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الْخَسْفَ فِينَا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَنْ أحَدٌ عَلَيْنَا
فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا
وَنَعْدُو حَيْثُ لاَ يُعْدَى عَلَيْنَا
وَنَضْرِبُ بِالْمَوَاسِي مَنْ يَلِينَا
أَلاَ لاَ يَحْسَبِ الْأَعْدَاءُ أَنَّا
تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّا قَدْ فَنِينَا
تَرَانَا بَارِزِينَ وَكُلُّ حَيٍّ
قَدِ اتَّخَذَوا مَخَافَتَنَا قَرِينَا
كَأَنَّا وَالسُّيُوفُ مُسَلَّلاَتٌ
وَلَدْنَا النَّاسَ طُرًّا أَجْمَعِينَا
مَلَأْنَا الْبَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا
كَذَاكَ الْبَحْرَ نَمْلَؤُهُ سَفِينَا
إِذَا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنَا رَضِيعٌ
تَخِرُّ لَهُ الْجَبَابِرُ سَاجِدِينَا
لَنَا الدُّنْيَا وَمَنْ أَضْحَى عَلَيْهَا
وَنَبْطِشُ حِينَ نَبْطِشُ قَادِرِينَا
تَنَادَى الْمُصْعَبَانِ وَآلُ بَكْرٍ
وَنَادَوْا يَا لَكِنْدَةَ أَجْمَعِينَا
فَإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاَّبُونَ قِدْمًا
وَإنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا

بقي أن أذكر أنَّ القصيدة من الوافر، وأنَّني ذكرت بعضًا من قصص الملك عمرو بن هند في هذه المقالة وفيما سبق، وسأذكر قصصًا أخرى له فيما يتبع من مقالات.


رابط الموضوع: http://go.3roos.com/y2n2c0xyqag

hendali
28/05/2012, 06:57 PM
معلقة جديدة لعمرو بن كلثوم (قصيدة)
د. عبدالحميد محمد بدران
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2010 ميلادي - 25/7/1431 هجري
زيارة: 2030

******************
1- فاصل من النزف المنفرد لشاعرٍ قانط:

أَلاَ هُبِّي بِسَوطكِ فَاجلِدِينا
وَلا تُبْقي وَليداً أو جَنِينا
وَضُمِّي الخِزْيَوَ الخُسرانَ عِقْداً
نُقلِّدهُ بَناتِ الأَكرَمِينا
فَقدْ عَبِثَ الهَوانُ بأُمِّ عَمرٍو
فَعادَتْ تَحمِلُ الإثمَ المُبِينا
جَنِيناً كلَّما مَسَّ الحَشَايا
تفَجَّرَتِ الجُروحُ بِها جُنُونا
وَضُمِّدَتِ الجَوارحُ بِالبَلايا
وَأُشرِبَتِ الرَّدَى كَدَراً وَطِينا
فَيا رِيحَ المَهَانةِ، ذُبتُ شَوقاً
وَدَثَّرَني غَرامُ السَّابِقِينا
فَماذا تَسْتُرُ الدُّنيا عَلَينا
وَبَيتُ الأَمنِ قدْ أَضحَى كَمِينا؟!
وَماتَتْ دُرَّةٌ وَتُسَامُ أُخرَى
حُتُوفاً لا تَرِقُّ عَلى بَنِينا
وَأَحسَبُنا نُجاهِدُ كُلَّ شَرٍّ
وَنَسعَى كَي نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا.
***********************
2- عن مجاهدٍ يغنِّي بأمجادٍ تَلِيدة:

أَلَمْ تَرَ كَيفَ زَلْزَلْنا جُيوشاً
وَحَطَّمْنا المَوَاقِعَ وَالحُصُونا؟

تَنَاوَشُنا البِلادُ وَمَنْ عَلَيها
فَنُخضِعُها خُضوعَ القَادِرِينا

وَقَدْ عَلِمَتْ خُطُوبُ الدَّهرِ أَنَّا
تَخِرُّ لَنَا الجَبَابرُ سَاجِدِينا
وَنَفْتَرِشُ العُلاَ وَالنَّصرَ حتَّى
كأنَّ الفَتحَ صِنْوُ بَنِي أَبِينا!
أَبُو حَفصٍ يُحَرِّضُ كُلَّ بأْسٍ
وَيُغرِي كُلَّ سَيفٍ أنْ يَكُونا
وَخَالدُ في مَرَايا النَّاسِ لَيثٌ
يُحَطِّمُ عَزْمَ قَومٍ جَاهِلِينا
يُنَازِلُنا المَغُولُ وَهُمْ أَتَونَا
وَرُدُّوا بِالقُيودِ مُقَرَّنِينا
وَفِي البَلْقانِ أَخْضَعنَا شُعُوباً
وَللأَسْبَانِ فَجَّرنَا اليَقِينا
وَمَا نَقَمُوا عَلَينا غَيْرَ أنَّا
عَدَلْنا فَاطْمَأَنَّ الخَائِفُونا.

***********************
3- كلماتٌ أخرى لثائر:


أَلاَ لا يَجهَلَنْ أَحدٌ عَلَينا
فَنَسْقِيَهُ الرَّدَى خَسْفاً وَهُونا
فَإنَّا مَعْشَرٌ مِن ظَهْرِ أُسْدٍ
أُباةٍ بِالكَرَامَةِ يَعْتَلُونا
نَذَرْنا النَّفْسَ وَالأَنفَاسَ حَرَّى
لِوِرْدٍ مِن دِماءِ الغَاصِبِينا
فَمَن قَتلَ الوَلِيدَ الغَضَّ غَدْراً
يَوَدُّ لَوَ انَّهُ وَأَدَ الجَنِينا
خُذُوا العَهْدَ الأَكِيدَ عَلَيَّ، وَامضُوا
بِثَورَتِنا شِمالاً أَوْ يَمِينا
وَضُمُّوا كُلَّ نَبضٍ أَحْمَدِيٍّ
فَكُلُّ المُسْلِمِينَ بَنُو أَبِينا
أَنَا بِإخائكُمْ مَنٌّ وَسَلْوَى
وَجَيشٌ لَيسَ يَرضَى أَنْ يَلِينا
وَثَأرٌ لِلشَّهِيدِ وَلِلأُسَارَى
يَفُضُّ القَيدَ، يُرْدِي المُجرِمِينا
وَيَرْفَعُ في السَّماءِ نَشِيدَ قَومٍ
رَضُوا العَلْياءَ وَالإسْلامَ دِينا.

**********************
4- كلمةٌ أخيرةٌ لِمُواطن:



سَمِعتُ الثَّائرِينَ وَهُمْ أُلُوفٌ
يَحُضُّونَ العَزَائمَ، يَهْتِفُونا:
إذا مَا كانَ مِن رَأْيٍ فَتِيٍّ
فَما يَبْقَى وِسَامُ العِزِّ فِينا
قِفُوا قَبْلَ التَّفرُّقِ، وَاستَفِيقُوا
وَكُونُوا لُحْمَةً وَسَدًى مَتِينا
فَلَوْ كَانَ الإخَاءُ شَهيقَ قَومٍ
تَحاشَتْهُم فُلُولُ الغَادِرِينا
لَقدْ قَامَتْ ضَمائرُنَا تُغَنِّي
وَنَأمُلُ أنْ نَكُونَ لَها رَنِينا
خُذُوا مَا شِئتُمُ جُهْداً وَمَالاً
وَلكنَّ الكَرامَةَ لنْ تَهُونا
وَما بِفِعالِ أَجدَادٍ نُغَنِّي
وَلكِنَّا بِها وَبِهمْ رَوِينا
وَمَنْ تَكُنِ الأُسُودُ لَهُ جُدُوداً
فَلنْ تَجِدَ الكُمَاةُ لَهُ قَرِينا.


رابط الموضوع: http://go.3roos.com/cx2pcdly6no

hendali
28/05/2012, 07:01 PM
http://dc318.4shared.com/img/myql7QgU/___.pdf


حمل ديوان عمرو بن كلثوم




حمل مــــــــــــــن هنـــــــــــا (http://go.3roos.com/2fo6lszp43k)

hendali
28/05/2012, 07:04 PM
معارضة المعلّقات العشر (6) مُعَلّقة عمرو بن كلثوم

بقلم رياض الحبيب

أقتطِفُ- بتصرّف- من سيرة عمرو بن كلثوم التغلبيّ التي في ديوان جمعه وحققه وشرحه الباحث والمحقق د. إميل بديع يعقوب- وهو أستاذ في علوم اللغة العربية، لبناني من مواليد 1950 في قضاء الكُورة- في كتاب عنوانه “شعراؤنا- ديوان عمرو بن كلثوم” والناشر: دار الكتاب العربي، لكني عثرتُ على الديوان عبر الإنترنت {عمرو بن كلثوم شاعر من الطبقة الأولى، ولد - أغلب الظنّ- في بلاد ربيعة الواقعة في شماليّ الجزيرة العربية، كان والده من سادات قومه وأفرس العرب، وأمّه ليلى بنت المهلهل (عديّ بن زيد) الشاعر الفارس الذي اشتهر في حرب تغلب وبكر. فنشأ عمرو يكتنفه الشرف من الطرفين في قبيلة تغلب التي ثبتت على نصرانيتها حتى القرن الرابع بعد الهجرة والتي عُدّت الأقوى في العصر الجاهلي، حتى قيل: (لو أبطأ الإسلام قليلاً لأكل بنو تغلب الناس) لذا بالغ الشاعر في إعجابه بنفسه وفي فخره بأهله وقومه. لكنّ خصاله الحميدة، الشاعريّة والخطابيّة والفروسيّة بالإضافة إلى الكرم والشجاعة، جعلته سيّد قومه وهو فتىً ابن خمسة عشر عاماً! أنشد معلقته مُرتجلاً جزءها الأوّل (ارتجلَ الكلامَ: أي تكَلَّمَ به من غير أن يُهَيِّئَهُ- القاموس المحيط) قبل حادثة فتكه بعمرو بن هند (554 -570 م) أحد ملوك المناذرة، حتى ضُرب مَثلٌ بفتكه: (أفتك من عمرو بن كلثوم) ذلك بسبب محاولة أمّ الملك عمرو بن هند (وهند هي عمّة شاعر المعلّقات الأوّل اٌمرئ القيس) في إذلال أمّ الشاعر ليلى بنت المهلهل (وهي بنت أخي فاطمة بنت ربيعة- وفاطمة هي أمّ امرئ القيس، أي كان هناك نسَبٌ بين أمّ الشاعر وأمّ الملك) خلال قيامهما بزيارة للملك في الحِيرة (عاصمة المناذرة) تلبية لدعوته. ثمّ أكمل بعد الحادثة معلّقته التي قاربت ألف بيت وخطب بها في سوق عُكاظ بمكّة. وقد اعتُبرت من أجود القصائد العربيّة وأجود المعلّقات، حتى قيل: (لو وُضِعتْ أشعار العرب في كفّة، وقصيدة عمرو في كفة، لمالت بأكثرها) وإن كان الشاعرُ مُقِلّاً بالشّعْر بل اعتُبر من شعراء الواحدة- أي الذين اشتهروا بقصيدة واحدة. لكنّ الشاعر عدّدَ بمعلّقته مفاخرَ قومه التغلبيّين ودافع عن حقوقهم وردّ مزاعم أعدائهم، فعظّمَها بنو تغلب ورواها صغارُهم وكبارُهم، حتى هُجُوا بسببها من قبيلة بكر- على الأخصّ.

تناقلها الرواة فضاع منها ما ضاع وبقِيَ منها أقلّها، المنتشر في كتب تراثية عدّة، لعلّ الرقم الأعلى مئة وتسعة عشر بيتاً في كتاب حسن السّندوسيّ (شرح ديوان امرئ القيس ومعه أخبار المراقسة وأشعارهم) لكنها حظِيت بعناية أعلام الأدب والباحثين قدامى ومُحْدَثين ومستشرقين ولا تزال، شأنها شأن سائر المعلقات. وقد انفردت هذه المعلّقة بمقدّمتها الخمريّة عن سواها. أمّا الشاعر أخيراً فقد عمّر زهاء مِائة وخمسين عاماً وتوفّي سنة 600 م بحسب «شعراء النصرانية» للأب اليسوعي لويس شيخو، أو سنة 40 ق هـ بحسب «الأعلام» للزركلي و«معجم المؤلّفين» لعمر كحالة} انتهى. وقد اخترت من معلّقته الأبيات التالية:

ألا هُبِّي بصَحْنِكِ فاٌصْبَحِينا-- وَلا تُبْقِي خُمُورَ الأندَرِينا
مُشَعْشَعَةً كأنَّ الحُصَّ فِيهَا-- إذا مَا المَاءُ خالَطَهَا سَخِينا
صَبَنتِ الكأسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو-- وكان الكأسُ مَجْرَاهَا اليَمِينا
وكأسٍ قدْ شَرِبْتُ ببَعْلَبَكٍّ-- وأخرى فِي دِمَشْقَ وقاصِرِينا
إذا صَمَدَتْ حُمَيّاها أريباً-- من الفتيان خِلتَ به جُنونا
وأنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنا المَنايَا-- مُقدَّرَةً لنا ومُقدَّرِينا
قِفِي قبْلَ التَّفرُّقِ يا ظَعِينا-- نُخبِّرْكِ اليَقِين وتُخْبرِينا
قِفِي نسْألْكِ هَلْ أحْدَثتِ صَرْماً-- لِوَشْكِ البَيْنِ أمْ خُنْتِ الأمِينا
بيَوْمِ كرِيهَةِ ضَرْبَاً وطَعْناً-- أقرَّ بهِ مَوَالِيكِ العُيُونا
وإنَّ غدًا وإنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ-- وبَعْدَ غدٍ بمَا لا تـَعْلمِينا
أفي ليلى يعاتبُني أبوها-- وإخوتها وهُمْ لي ظالِمونا
أبَا هِنْدٍ فلا تـَعْجَلْ عليْنا-- وأنظِرْنا نُخبِّرْكَ اليَقِينا
بأنَّا نُوْرِدُ الرَّايَاتِ بـِيضَاً-- ونُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قدْ رَوِينا
وأيَّامٍ لنا غُرٍّ طِوَالٍ-- عَصَيْنا المَلْكَ فِيهَا أن نـَدِينا
نزلتُمْ مَنْزِلَ الأضيَافِ مِنّا-- فأعْجَلْنا القِرَى أن تشتِمُونا
نعُمُّ أَناسَنا ونعِفُّ عَنْهُمْ-- ونحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونا
ألا لاَ يَجْهَلَنْ أحَدٌ عليْنا-- فنجْهَل فوْق جَهْلِ الجَاهِلِينا
بأيِّ مَشِيئةٍ عَمْرَو بْن هِندٍ-- تُطِيْعُ بنا الوُشَاة وتزدرِينا؟
تـَهَدَّدْنا وأوعِدْنا رُوَيْدَاً-- مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مقتوِينا؟
فإنّ قناتنا يَا عَمْرُو أعْيَتْ-- عَلى الأعْدَاءِ قبْلكَ أنْ تـَلِينا
فهَلْ حُدِّثتَ فِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ-- بنقصٍ فِي خُطُوبِ الأوَّلِينا؟
وَرِثْتُ مُهَلهِلاً والخـَيْرَ مِنْهُ-- زُهَيرًا نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينا
وعَتَّابَاً وكُلثُومَاً جَمِيعًا-- بهِمْ نِلنا تُرَاثَ الأكرَمِينا
ومِنَّا قبْلـَهُ السَّاعِي كُلَيْبٌ-- فأيُّ المَجْدِ إلّاّ قدْ وَلِينا؟
مَتى نـَعْقِدْ قـَرِينتنا بحَبْلٍ-- نجُذُّ الحَبْلَ أوْ نـَقِصِ القـَرِينا
ونحْنُ الحَاكِمُون إذا أُطِعْنا-- ونحْنُ العازِمُون إذا عُصِينا
فصَالُوا صَوْلَة فِيْمَن يَلِيهِمْ-- وصُلْنا صَوْلة فِيْمَن يَلِينا
فآبُوا بالنِّهَابِ وبالسَّبَايا-- وأُبْنا بالمُلُوكِ مُصَفَّدِينا
إليْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إليْكُمْ-- ألمَّا تعْرِفُوا مِنَّا اليَقِينا
وَقدْ عَلِمَ القبَائِلُ مِن مَعَدٍّ-- إذا قُبَبٌ بأبْطَحِهَا بُنِينا
بأنَّا المُطْعِمُون إذا قدَرْنا-- وأَنَّا المُهْلِكُون إذا اٌبْتُلِينا
ونشْرَبُ إنْ وَرَدْنا المَاءَ صَفواً-- ويَشْرَبُ غيْرُنا كَدَرًا وطِينا
ألاَ أَبْلِغْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَنَّا-- وَدُعْمِيَّاً فكيْفَ وَجَدتُمُونا
إذا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خـَسْفاً-- أبَيْنا أنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا
لنا الدّنيا ومَن أمْسَى عليها-- ونـَبطِشُ حين نبطِش قادِرينا
بُغاة ً ظالِمِين وما ظُلِمنا-- ولكِنّا سنبدأ ظالِمِينا
مَلأْنا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا-- ومَوجُ البَحْرِ نمْلؤُهُ سَفِينا
إذا بَلغ الرّضيعُ لنا فِطاماً-- تـَخِرُّ لهُ الجَبَابرُ سَاجدِينا
_____________________


المعارضة
----------

هُناكَ سُلافة ٌ للعاشقينا – ولي وحبيبتي أنّى سُقِـينا

وَصَلْنا عُرسَهُم فاٌستقبَلونا – سُكارى بالكرومِ مُعَمَّدِينا

شُغِفنا بالمَذاقِ وبالحُمَيّا – فسافرنا ودُرنا راجعِـينا

نحُطّ الرَّحْل بالفيحاء ساعاً – ونرحَلُ صَوبَ أورَ وخانقينا 1

إلى أمّ الرّبيعَين اٌنتقلْنا – ودَيرِ الزَّعفرانِ وقاسِيونا 2

وقفنا في كنيسة بيتِ لحْمٍ – وبتنا ساهِرِين وحَالِمِينا

بدار الخُلدِ ليت نعُودُ يوماً – إليها نادِمِين وتائِبينا

وَرِثنا الموتَ عَن خطإ وَحِيدٍ – فمُتنا واٌستمرّ الموتُ فينا

بسَهْمِ جُناحِ آدَمَ وهْو يَعْصِي – إلهَ مَحَبّةٍ عَصْياً مُبينا

وقد دفعَتهُ حَوّاءُ اٌحْتِكاماً – إلى إبليسَ رَبِّ الماكِرينا

فدِنّا للإلهِ عظيمَ دَينٍ – ليُولدَ كلُّ إنسانٍ مَدِينا

وما وفّى لنا دَيْناً نبيٌ – ولا نجّى رسولٌ مُذنِبينا

وإن ذبحوا الكِباش لهُمْ فداءً – وإنْ أمّوا المَعَابدَ ساجدِينا

وإنْ صَنعُـوا مِن الحَسَناتِ طَودًا – وإن نذروا وصَلّوا صائِمِينا

ولو شفعَتْ لسَيّئةٍ صَلاة ٌ – وقربانٌ لبـِتنا سَيِّئينا

وأبدَعْـنا القبائحَ في صَبَاحٍ – وعُـدْنا في المَسَاءِ مُسَبِّحِينا

وخرّبْنا حضارتنا فبادَتْ – ورَضَّينا الإلهَ مُكبِّرينا

وما يُرضى الإلهُ بمُوبقاتٍ – ولا يَرضى الإلهُ بما رَضِينا

إذا ما اٌنحَطّتِ الأخلاقُ يوماً – يَبيتُ المَرْءُ أسْفلَ سافِلينا

وإنْ رضِيَ الإلهُ بتلك- حاشا – يكُنْ رَبٌّاً خُرافِيّاً قـَرِينا

ويُقرَنْ وَحْيُهُ بخزعْـبلاتٍ – يُحَدِّثها رُواة ٌ ساخِرينا

وما جدوى الكِباشِ؟ فلمْ تُحَرِّرْ – بسَفكِ دمائِها بَشَراً سَجينا

وإنسِيّاً لإبليسٍ مَسُوقاً – فعَبْداً للخطيئةِ مُستكِينا

وكيف يُعادلُ الإنسانَ كبشٌ؟ – يُساقُ بعِزّ صِحّتِهِ سَمِينا

فلمْ يَصْلُح سِوى رَمْزٍ مُشيراً – إلى الفادي رجاءِ المُخطِئِينا

أريق على الصليب دَمٌ ومَاءٌ – فماتَ وقامَ إنساناً يَقِينا

وأمّا رُوحُهُ حَيٌّ وباقٍ – وأمّا نورُهُ مَلأ العُيُونا

فلمْ يمُتِ الإلهُ بمَوتِ جسْمٍ – وقد نسَفتْ قِيامتُهُ الظنونا

وقد شهِدَ القيامة والتجلّي – شُهُودُ الحَقّ والمُستـشهِدُونا

بهِ ولقد مَضوا سَعْـياً حَثِيثاً – يجُـوبون الجهاتِ مُبَشِّرينا

وإلّا لم يُضَحِّ فتىً بنفْسٍ – يُقدِّسُها ولا بَذلَ الثمينا

هُوَ العهدُ الجديدُ لنا حياة ٌ – نعيشُ بهِ الجَديدَ مُخَلَّصِينا

رسالتُهُ المَحَبّة دون شرْطٍ – نجَدِّدُ صوتها حِيناً فحِينا

ونشرَبُ كأسَها أبَدًا ونسقي – أحِبّتنا ونسقي الكارِهِـينا

صَبُوحاً أو غـَبُوقاً ما اٌنصَرَفـنا – إلى فِئةٍ بها مُتحَيِّـزينا

لأنّ الكأسَ واحِدَة ٌ لصِنفٍ – نفِيسٍ نحْتسِـي مُستمتِعِـينا

فريدٍ لا نظيرَ لهُ ولكنْ – أفاق بها جَمِيعُ الشّاربينا

بتلكَ صَحَا سُكارى عُرْسِ قانا – وكانوا في الجَليلِ مُغفَّلِينا 3

فأمسى العُرْسُ في ظمَإٍ إليها – وذاق وكيلُ مائِدةٍ حَزينا

يلومُ عَرُوسَهُ إذ جاءَ قبْلاً – شرابًا عُدّ مُبتذلاً ودُونا

ولا يدري لسِرّ الكأس أمْرًا – وقد صُنِعتْ زلالاً مُستبينا

سعى الخُدّامُ منتصِحِين ممّنْ – دَعَتْ أنْ يستجيبوا طائِعِينا

لِمَا شاءَ اٌبنها والوقتُ لمّا – يَحِنْ لِيُتِمّ آياتٍ ودِينا

فلبّى دعوة العذراء بـِرّاً – بها أمّاً مُؤازِرَة ً حَنونا

وذاعَ بيانُ مُعجزةٍ لرَبٍّ – حَقيقيٍّ يَشُدّ المُعجَبينا

وذاعتْ مُعجزاتٌ بَعْدَ أخرى – وما زلنا نشاهِدُ مُؤمِنِينا

فعمّمَ نِعْمَة ً وأقامَ عدلاً – وسِلْماً لمْ يخُصّ الأقربينا

وقد وَهَبَ الخلاصَ لكلّ رُوحٍ – لأنّ برُوحِهِ قهَـرَ المنونا

فلا نخشى المَمَاتَ ولا نُبالي – بهِ ما دامَ قاهِرُهُ أمِينا

هُو الحيّ الذي لا مَجْدَ إلّا – لهُ لا أوّلِين وآخِرينا

-----------------------------------
رابط الموضوع الاصلى http://go.3roos.com/3tenabjcx47

hendali
28/05/2012, 07:08 PM
ديوان عمرو بن كلثوم



إسم الكتاب : ديوان عمرو بن كلثوم
كتاب ديوان عمرو بن كلثوم مصوراً بصيغة pdf .. يشتمل هذا الكتاب على جزئين، الجزء الأول هو عبارة عن دراسة مختصرة عرفت بالشاعر عمرو بن كلثوم وبيئته وبديانته وأخلاقه ونظمه للشعر وبأغراض شعره، أما الجزء الثاني فاشتمل على ديوان عمرو بن كلثوم مرتباً ترتيباً هجائياً ومشكلاً ومذيلاً بشرح مستفيض الهدف منه توضيح ما أبهم من عبارات الديوان وشرح ما أشكل من ألفاظ الأبيات.
كما وفي هذا الكتاب ملحقين هامان أثبتهما الشارح الأول احتوى على أشعار نسبت إلى أولاد عمرو بن كلثوم، وأخرى قيلت في رثائه، أو في مديحه، في مديح ذويه، أو في بعض أموره (عن ديوانه المنشور)، أما الثاني فاحتوى على ترجمة للشاعر منقولة من كتاب الأغاني وبعدها وأثبتت فهارس الكتاب وهي مختصة بالأعلام والقبائل والبطون والأماكن والقوافي التي جاءت في الديوان..
نبذة عن الشاعر
عمرو بنِ كُلثوم ? - 39 ق. هـ / ? - 584 م.. و عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب، أبو الأسود، من بني تغلب. شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد. وكان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه (تغلب) وهو فتىً وعمّر طويلاً وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند... أشهر شعره معلقته التي مطلعها
(ألا هبي بصحنك فاصبحينا ......)،
يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب، مات في الجزيرة الفراتية.
قال في ثمار القلوب: كان يقال: فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند الملك، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام ولم يصب أحد من أصحابه
إسم المؤلف : عمرو بن كلثوم
صورة الكتاب :
حجم الكتاب : 5.4 Mb
تحميل الكتاب :اظغط هنا للتحميل (http://go.3roos.com/mplgwmt6q8o)


رابط الموضوع الاصلى http://go.3roos.com/yvf69o6wdm5

hendali
28/05/2012, 07:25 PM
اشعار عمرو بن كلثوم بالصوت والصورة

•°• شـعـر المعلقات ~ عـمـرو بن كـلـثــوم •°•

4QMy58JhiSM
********************************
قصة عمرو بن كلثوم وقتله إبن هند-المغامسي
UH9_4WvJzM4


قصة عمرو بن كلثوم وقتله إبن هندالشيخ صالح بن عواد المغامسي

*********************************


قراءة معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي -الشيخ رسلان_chunk_4.wmv
hmGe2Im7orE

*********************************


وهج المشاعر عمرو ابن كلثوم قصيدة تلهي قبيلة 2.mp4


حديث د. عبد الرحمن العشماوي عن قصيدة عمرو بن كلثوم 2

vSuUiLzgtl4

********************************
قصيدة السائدة مجاراة معلقة عمرو بن كلثوم للشاعر جمعان بن شرثان
quzeWajS5ak
**********************************

hendali
28/05/2012, 08:26 PM
قصائد عمرو بن كلثوم
القصيـدة ... الوافر

وفي هجاء عمرو بن هند .. قال ...




ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ
فما رُعِيَتْ ذَمَامَةُ مَنْ رَعَيْتَا

أتَغصبُ مالكاً بِذُنُوبِ تَيْمٍ
لَقَدْ جِئْتَ المَحَارِمَ واعْتَدَيْتَا

فَلَوْلاَ نِعْمَةٌ لأبِيكَ فِينَا
لَقَدْ فُضَّتْ قَنَاتُكَ أو ثَوَيْتَا

أتَنْسَى رِفْدَنا بِعُوَيْرِضاتٍ
غَدَاةَ الخَيْلُ تَخْفِرُ ما حَوَيْتَا

وَكُنَّا طَوْعَ كَفِّك يا بْنَ هِنْدٍ
بِنَا تَرْمي مَحَارِمَ مَنْ رَمَيْتا

سَتَعْلَمُ حين تَخْتَلِفُ العَوَالي
مَنِ الحَامُون ثَغْرَكَ إنْ هَوَيْتَا

وَمَنْ يَغْشَى الحُرُوبَ بِمُلْهِبَاتٍ
تُهَدِّمُ كُلَّ بُنْيَانٍ بَنَيْتَا

إذا جَاءَتْ لَهُمْ تِسْعُونَ ألْفاً
عَوَابِسُهُنَّ وَرْداً أو كُمَيْتا

***************************


بحـر القصيـدة ... الطويل



مَعَاذَ الإلهِ أَنْ تَنُوحَ نِساؤنا
على هَالِكٍ أَوَ انْ نَضِجَّ مِنَ القَتْلِ

قِرَاعُ السُّيُوفِ بالسُّيوفِ أَحَلَّنا
بِأَرْضٍ بَراحٍ ذي أَرَاكٍ وذي أَثْلِ

فَما أَبْقَتِ الأَيّامُ مِلْمَالِ عِنْدَنا
سِوَى جِذمِ أَذْوَادٍ مُحَذَّفَةِ النَّسْلِ

ثَلاَثَةُ أَثْلاَثٍ فَأَثْمَانُ خَيْلِنا
وأَقْوَاتُنا وما نَسُوقُ إلى القَتْلِ


*********************
بحـر القصيـدة ... الكامل



ما بامْرِىءٍ مِنْ ضُؤْلَةٍ في وَائِلٍ
ورِثَ الثُّوَيْرَ وَمَالِكاً وَمُهَلْهِلاَ

خَالِي بِذِي بَقَرٍ حَمَى أصْحَابَهُ
وَشَرَى بِحُسْنِ حَدِيثِه أنْ يُقْتَلا

ذاكَ الثُّوَيْرُ فما أُحِبُّ بِفَضْلِهِ
عِنْدَ التَّفَاضُلِ فَضْلَ قَوْمٍ أفْضَلا

عَمِّي الذي طَلَبَ العُداةَ فَنَالَها
بَكَراً فَجَلَّلَها الجِيَادَ بِكِنْهَلاَ
وأبي الَّذِي حَمَلَ المِئِينَ وَنَاطِقُ
المَعْرُوفِ إذْ عَيَّ الخَطِيبُ المِفْصَلا



*********************


بحـر القصيـدة ... الطويل




رَدَدْتُ على عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ قِلاَدَةً
ثَمَانِينَ سُوداً مِنْ ذُرَى جَبَلِ الهَضْبِ

فَلَوْ أَنَّ أُمِّي لم تَلِدْني لَحَلَّقَتْ
بها المُغْرِبُ العَنْقَاءُ عِنْد أخِي كَلْبِ

أبَيْتُ لَهُ مِنْ أنْ يَكُونَ اخْتِيَارُهُ
عَطَاءَ المَوَالي مِنْ أفِيلٍ ومن سَقْبِ

ولم تَرَ عَيْني مِثْلَ مُرَّةَ فارساً
غَدَاةَ دَعَا السَّفّاحُ يا لَبني السِّجْبِ

وما كان من أبْنَاءِ تَيْمٍ أَرُومَةً
ولا عَبْدِ وُدٍّ في النِّصاب ولا الصُّلْبِ

وَزَلَّ ابْنُ كُلْثُومٍ عنِ العَبْدِ بَعْدَما
تَبَرَّا له مِنْ خَالِدٍ وَبَني كَعْبِ

************************

حَلَّتْ سُلَيْمَى بَخَبْتٍ بَعْدَ فِرْتَاجِ


***

بحـر القصيـدة .. البسيط

يهجو النعمان بن المنذر مقّيراً أياه بأمَّه سليمى .. فقال ...



حَلَّتْ سُلَيْمَى بَخَبْتٍ بَعْدَ فِرْتَاجِ
وَقَد تَكُونُ قَدِيماً في بَنِي نَاجِ

إذْ لا تُرَجِّي سُلَيْمَى أنْ يَكُونَ لها
مَنْ بالخَوْرَنَقِ مِنْ قَيْنٍ وَنَسَّاجِ

ولا يَكُونُ على أبوابِها حَرَسٌ
كَمَا تَلَفَّفَ قِبْطِيٌّ بِدِيبَاجِ

تَمْشِي بِعِدْلَيْنِ مِنْ لُؤمٍ وَمَنْقَصَةٍ
مَشْيَ المُقَيَّدِ في اليَنْبُوتِ والحَاجِ


*********************
جَلَبْنَا الخَيْلَ مِنْ كَنَفَيْ أَريكٍ = عَوَابِسَ يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّقَابِ
****

بحـر القصيـدة ... الوافر



جَلَبْنَا الخَيْلَ مِنْ كَنَفَيْ أَريكٍ
عَوَابِسَ يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّقَابِ

كأنَّ إناثَها عِقْبَانُ دَجْنٍ
إذا طُؤطِئْنَ في بَلَدٍ يَبَابِ

صَبَحْنَاهُنَّ عَنْ عَرَضٍ تَميماً
وأَتْلَفَ رَكْضُنَا جَمْعَ الرِّباب

فأَفْنَيْنَا جُمُوعَهُمُ بِثَأْجٍ
وَكَرَّتْ بالغَنَائِمِ والنِّهَابِ

فَكَمْ عَفَّرْنَ مِنْ وَجْةٍ كَرِيمٍ
غَدَاةَ لَقِيتُهُمْ والنَّقْعُ كَابِ



*******************


بحـر القصيـدة ... الوافر



جَلَبْنَا الخَيْلَ مِنْ جَنْبَيْ أَرِيكٍ
سَوَاهِمَ يَعْتَزِمْنَ على الخَبَارِ

نَزَائِعَ لِلْغُرابِ بِنَا تُبَارِي
خَوارِجَ كالسَّمَامِ من الغُبَارِ

صَبَحْنَاهُنَّ يَوْمَ الأَتْمِ شُعْثاً
فِراساً والقبائِلَ مِنْ غِفَارِ

تَرَكْتُ نِسَاءَ ساعِدَةَ بْنِ عَمْروٍ
عَلَيْهِ حَوَاسِراً وَسْطَ الدِّيارِ

تَرَكْتُ الطَّيْرَ عاكِفَةً عَلَيْهِ
كما عَكَفَ النّساءُ على الدُّوارِ

فَجَعْتُهُمُ بِخَيْرِهِمِ نَدِيماً
وأَطْعَمِهِمْ لَدَى قَحْطِ القِطارِ


******************

بحـر القصيـدة ... الوافر



جَلَبْنَا الخَيْلَ مِنْ جَنْبَيْ أرِيكٍ
إلى القَنَعَاتِ مِنْ أكْنَافِ يَعْرِ

ضَوَامِرَ كالقِداحِ تَرَى عَلَيْهَا
يَبِيسَ المَاءِ مِنْ حُوٍّ وَشُقْرِ

نَؤمُّ بها بِلاَدَ بَنِي أبينَا
على ما كَانَ مِنْ نَسَبٍ وَصِهْرِ

تُجَاوِبُ في جَوَانِبِ مُكْفَهِرٍّ
شَدِيدٍ رِزُّهُ كاللَّيْلِ مَجْرِ

صَبَحْنَاهُنَّ حَرَّابَ بْنَ قَيْسٍ
وَجَعْدَةَ مِنْ بَني كَعْبِ بْنِ عَمْرو

كَأَنَّ الخَيْلَ أَيْمَنَ مِنْ أُباضٍ
بِجَنْبِ عُوَيْرِضٍ أَسْرَابُ دَبْرِ

إذا سَطَعَ الغُبَارُ خَرَجْنَ مِنْهُ
سَوَاكِنَ بَعْدَ إبْسَاسٍ وَنَقْرِ

مُجَرَّبَةً عَليها كُلُّ مَاضٍ
إلى الغَمَرَاتِ مِنْ جُشَمِ بْنِ بَكْرِ


********************


بحـر القصيـدة ... الرمل



بَكَرَتْ تَعْذُلُني وَسْطَ الحَلاَلِ
سَفَهاً بِنْتُ ثُوَيْرِ بْنِ هِلاَلِ

بَكَرَتْ تَعْذُلُني في أنْ رَأَتْ
إبِلي نَهْباً لِشَرْبٍ وَفِضَالِ

لا تَلُومِيني فإنّي مُتْلِفٌ
كُلَّ ما تَحْوِي يَمِيني وَشِمَالي

لَسْتُ إنْ أَطْرَفْتُ مالاً فَرِحاً
وإذا أتْلَفْتُهُ لَسْتُ أُبَالي

يُخْلِقُ المالُ فلا تَسْتَيئِسي
كَرِّيَ المُهْرَ على الحَيِّ الحِلاَلِ

وابْتِذَالي النَّفْسَ في يَوْمِ الوَغَى
وَطِرَادِي فَوْقَ مُهْرِي وَنِزَالي

وَسُمُوِّي بِخَمِيسٍ جَحْفَلٍ
نَحْوَ أَعْدَائي بِحَلِّي وارْتِحَالي


*******************
بحـر القصيـدة ... الرمل



إنَّ لله عَلَيْنَا نِعَماً
ولأيْدِينا على النَّاسِ نِعَمْ

فَلَنَا الفَضْلُ عَلَيْهِمْ بالَّذِي
صَنَعَ الله فَمَنْ شاءَ رَغَمْ

دُونَنَا في النَّاسِ مَسْعًى واسِعٌ
لا يُدَانِينَا وفي الناسِ كَرَمْ

فَفَضَلْنَاهُمْ بِعِزٍّ بَاذِخٍ
ثابتِ الأصْلِ عَزِيزِ المُدَّعَمْ



********************

hendali
28/05/2012, 08:27 PM
بحـر القصيـدة ... الوافر



أَأجْمَعُ صُحْبَتِي السّحَرَ ارْتِحَالا
ولم أشْعُرْ بِبَيْنٍ مِنْكِ هَالاَ

ولم أرَ مِثْلَ هَالَةَ في مَعَدٍّ
أُشَبِّهُ حُسْنَها إلاّ الهِلاَلا

ألاَ أبْلِغْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ
وَتَغْلِبَ كُلَّمَا أتَيَا حِلاَلاَ

بأنّ الماجِدَ القَرْمَ ابْنَ عَمْرو
غَدَاةَ نَطَاعِ قَدْ صَدَقَ القِتَالاَ

كَتِيبَتُهُ مُلَمْلَمَةٌ رَدَاحٌ
إذا يَرْمُونَها تُفْنِي النِّبَالا

جَزَى الله الأَغَرَّ يَزِيدَ خَيْراً
وَلَقَّاهُ المَسَرَّةَ والجَمالا

بِمأْخَذِهِ ابْنَ كُلْثُومِ بْنِ عَمْروٍ
يَزِيدُ الخَيْرِ نازَلَهُ نِزَالاَ

بِجَمْعٍ مِنْ بَنِي قُرَّانَ صِيْدٍ
يُجِيلُونَ الطِّعَانَ إذا أَجَالاَ

يَزِيدُ يُقَدِّمُ السُّفَرَاءَ حَتَّى
يُرَوِّي صَدْرَها الأَسَلَ النِّهَالاَ

hendali
28/05/2012, 08:28 PM
بحـر القصيـدة ... الطويل

وفي هجاء النعمان بن المنذر .. قال ...



أَلاَ أبْلِغَا عَنِّي سُلَيْماً وَرَبَّهُ
فَزِيدَا عَلَيَّ مِئْرَةً وَتَغَضُّبَا

فإنْ كان جِدٌّ فاسْعَيَا ما وَسِعْتُما
وإنْ كان لِعْبٌ آخِرَ الدَّهْرِ فالْعَبَا

وَمِنْ بَعْدِكَ اللَّيْثُ المُجَرَّبُ وَقْعُهُ
بِحِسْلَيْنِ لمّا يَعْدُوَا أنْ تَضَبَّبَا

لَحَا الله أدْنَانَا إلى اللُّؤمِ زُلْفَةً
وأَلأَمَنَا خالاً وأعجَزَنا أبَا

وأجْدَرَنا أنْ يَنْفُخَ الكِيرَ خالُهُ
يَصُوغُ القُرُوطَ والشُّنُوفَ بِيَثْرِبَا

hendali
28/05/2012, 08:28 PM
بحـر القصيـدة ... مجزوء الكامل



أنْذَرْتُ أعْدائي غَدا
ةَ قناً حُدَيّا الناسِ طُرَّا

لا مُرْعِياً مَرْعًى لَهُمْ
ما فاتني أمْسَيْتُ حُرَّا

حُلْواً إذا ابْتُغِيَ الحَلاَ
وَةُ واسْتُحِبَّ الجَهْدُ مُرَّا

كَمْ مِنْ عَدُوٍّ جَاهدٍ
بالشَّرِّ لوْ يَسْطِيعُ شَرَّا

يَغْتَابُ عِرْضِي غائباً
فإذا تلاقينا اقْشَعَرَّا

يُبْدي كلاماً لَيِّناً
عِنْدي وَيَحْقِرُ مُسْتَسِرَّا

إنّي امْرُؤٌ أُبْدِي مُخَا
لَفَتِي وأكْرَهُ أنْ أُسِرّا

مِنْ عُصْبَةٍ شُمِّ الأُنُو
فِ تَرَى عَدُوَّهُمُ مُصِرَّا

أفْنَاءُ تَغْلِبَ والِدِي
وَيَدِي إذا ما البَأْسُ ضَرَّا

والرَّافِعِين بِنَاءَهُمْ
فَتَرَاهُ أشْمَخَ مُشْمَخِرَّا

والمانِعِينَ بَنَاتِهِمْ
عِنْدَ الوَغَى حَدَباً وَبرَّا

والمُطْعِمِينَ لَدَى الشتا
ءِ سَدَائفاً مِلْنِيبِ غُرَّا

وَلَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ تَحْ
تَ الدَّارِعِينَ تَزُرُّ زَرَّا

نازَعْتُ أَوْلاها الكَتِي
بَةِ مُعْجِماً طِرْفاً طِمِرَّا

hendali
28/05/2012, 08:29 PM
بحـر القصيـدة ... الوافر

أغار عمرو بن كلثوم في جمع من قومه على ذبيان وهزمهم ..

وحمل على خديفة ابن بدر فأسره ثم إن تغلب طالبته بقتل حذيفة ..

فأبى عمر، وقال له حذيفة: أنا أشتري نفسي من منك بألف ناقة حمراء ..

فقال عمرو: أنت سيد من سادات مصر وأنا أحب الاصطناع إلى مثلك ..

فأطلقه وجر ناصيته ورده إلى قومه .. فقال ...



أَلَمْ تَرَ أَنَّنِي رَجُلٌ صبورٌ
إذا ما المَرْءُ لم يَهْمُمْ بصَبْرِ

وأَنَّى بالذَّنائِبِ يَوْمَ خَوٍّ
مَنَنْتُ على حُذَيْفَةَ بَعْدَ أَسْرِ

وَلَوْ غَيْرِي يَجِيءُ به أَسيراً
لَنَالَ بِهِ رَغيبَةَ ذُخْرِ دَهْرِ

ولكنِّي مَنَنْتُ وكانَ أهْلاً
لِمَا أَوْلَيْتُ في حَمْلِ بن بَدْرِ

hendali
28/05/2012, 08:29 PM
بحـر القصيـدة ... الطويل



أعَمْرُو بْنَ قَيْسٍ إنّ نَسْرَكُمُ غَدَا
وآبَ إلى أهْلِ الأصَارِمِ مِنْ جُشَمْ

أقَيْسَ بْنَ عَمْروٍ غَارَةً بَعْدَ غَارَةٍ
وَصُبَّةُ خَيْلٍ تُحْرِبُ المَالَ والنَّعَمْ

إذا أسْهَلَتْ خَبَّتْ وإنْ أحْزَنَتْ وَجَتْ
وَتَحْسِبُها جِنّاً إذا سَالَتِ الجِذَمْ

إذا ما وَهَى غَيْثٌ وأَمْرَعَ جَانِبٌ
صَبَبْتُ عَلَيْهِ جَحْفَلاً غَانِظاً لَهُمْ

فإنْ أنا لم أُصْبِحْ سَوَامَكَ غَارَةً
كَرِيعِ الجَرَادِ شَلَّهُ الرِّيحُ والرِّهَمْ

فَلاَ وَضَعَتْ أُنْثَى إلَيَّ قِنَاعَها
ولا فازَ سَهْمي حِين تَجْتَمعُ السُّهُمْ

hendali
29/05/2012, 11:02 PM
قصة اعظم قصيده قيلت في الفخر لعمرو بن كلثوم



أبو الأسد عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل الشاعر والفارس المشهور[ أعز العرب] من ا أهل الجزيرة ، من شعراء الطبقة الأولى ، وأمه هي ليلى بنت المهلهل [ الزير] أخي كليب، وقد اشتهرت ليلى بالأنفه وعظم النفس ، قيل أن المهلهل لما تزوج هندا بنت بعج
ولدت ليلى فقال المهلهل لأمرأته هند : اقتليها على عادة الجاهلية ، فلم تفعل ، وأمرت خادما لها أن يغيبها عن أبوها حتى لايراها ، فلما نام المهلهل هتف به هاتف يقول :
كم من فتى مؤمل،،،،، وسيد شمردل
وعدة لاتجهل ،،،،،، في بطن بنت مهلهل

فاستيقظ مذعورا وقال : ياهند أين ابنتي ، قالت قتلتها ، قال : كلا وإله ربيعة ، وكان أول من حلف بها ، فأصدقيني ، فأخبرته ، فقال ، أحسني غذائها ، فتزوجا كلثوم بن عمرو ابن مالك ،فلما حملت بعمرو ، قالت : انه أتاني آت في المنام فقال :
يالك من ليلى من ولد ،،،،، يقدم إقدام الأسد
من جشم فيه العدد ،،،،،،أقول قيلا لا فند

وفعلا ساد عمرو قومه وهو في الخامسة عشر من عمره ، وتغلب قبيلته هم من هم في الشرف والمجد ، والضخامه والسياده وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها ، حتى قيل لو أبطأ الإسلام ، لسادت تغلب الناس ، وتخضع تغلب أسما لملوك الحيرة ، مع استقلالها التام ، في شؤونها الخاصة ، ولد عمرو في بيت عز وشرف ونشأ شجاعا كريما ، شاعرا ، فساد قومه في حياة أبيه وأصبح شاعر القبيلة .ومن أشهر قصصه ، ان الملك عمر بن هند ملك المناذرة كان جالسا يوما مع ندمائه ، فقال لهم : هل تعلمون أحدا من العرب ، تأنف أمه من خدمة أمي هند ، قالوا نعم ، أم عمرو بن كلثوم [ ليلى ]
قال ولم ؟ قالوا : لأن أباها مهلهل بن ربيعه وعمها كليب بن وائل ، أعز العرب ، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب ، وابنها عمرو سيد قومه تغلب ، وكانت هند أم الملك هي عمة امرئ القيس الشاعر ، وليلى هي أخت أمه أي خالته ، فكان يربطهما هذا النسب ، فأرسل عمرو بن هند الملك إلى عمرو بن كلثوم الشاعر يستزيره ، ويسأله أن يزير أمه ليلى معه إلى أمه هند ، فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من تغلب ، وأقبلت أمه ليلى في ظعن من بني تغلب ،وأم عمرو بن هند برواقه ، فضرب فيما بين الحيرة والفرات ، وأرسل إلى وجوه العرب من مملكته ، فحضروا ،
في وجوه بني تغلب ، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه ، ودخلت أمه وأم الملك في قبه من جانب الرواق ، وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطرف ، وتستخدم ليلى ، ودعا الملك عمرو بمائدة ، ثم دعا بطرف ، فقالت هند :
ناوليني ياليلى ذلك الطبق ،فقالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها ، فأعادت عليها ، فصاحت ليلى : واذلاه ، يالتغلب 1!!! فسمعها ابنها عمرو، فثار الدم في وجهه
، ونظر إليه عمرو بن هند الملك فعرف الشر في وجهه ،فوثب عمرو بن كلثوم ،إلى سيف عمروبن هند المعلق في الجدار ، ليس هناك سيف غيره ،فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ، وكان ذلك نحو 560 م ، ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتهبوا مافي الرواق وساقوا نجائبه إلى الجزيرة ، وجاشت حينها نفس عمرو بن كلثوم وحمى غضبه " فنظم معلقته المشهور يصف فيها حديثه مع ابن هند وشجاعته وعزته .
ومن أخباره : أن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء فلحقوا بالشام خوفا منه ، فمر بهم ملك غسان بالشام الحرث بن أبي شمر الغساني ، فلم يستقبلوه ، وركب عمرو بن كلثوم فلقيه ، فقال له الملك : مامنع قومك أن يتلقوني ؟ قال : لم يعلموا بقدومك ، فقال : لئن رجعت لأغزونهم ، غزوة تتركهم أيقاظا لقدومي ، فقال عمرو: ماستيقظ قوم قط إلأ
نبل رأيهم وعزت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم ، فقال : كأنك تتوعدني بهم ،أما ولله لتعلمن إذا نالت غطاريف غسان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومه لاحلم فيها ،ثم رجع عمروإلى قومه فجمعهم وقال :
ألا فاعلم أبيت اللعن أنا ،،،،، على عمد سنأتي ماتريد
تعلم أن محملنا ثقيل ،،،،،،وأن زناد كبتنا شديد
وأنا ليس حيى من معد ،،،،،يوازينا إذا لبس الحديد

فلما عاد الحرث غزا بني تغلب ، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم ، ثم انهزم الحرث وبنوغسان ,وقتل أخو الحرث في عدد كثير .
هكذا عاش عمرو عظيما من عظماء العرب في الجاهلية ، عزيز النفس ،شاعرا فحلا ،
وقد عمر طويلا حتى أنهم زعموا أنه عاش 150سنة ، وكانت وفاته سنة 600م وكانت الملوك تبعث إليه بحباءه وهو في منزله ، من غير أن يفد إليها ، فلماساد أبنه الأسود بن عمرو ، بعث إليه بعض الملوك بحبائه ،كما بعث إلى أبيه ، فغضب عمرو وقال : ساواني بعولي ، وجعل يشرب الخمر حتى مات
وهذه أبيات مختاره من معلقته الخالدة :

ألا هبي بصحنك فاصبحينا ،،،، ولاتبقي خمور الأندرينا
أبا هند فلا تعجل علينا ،،،، وأنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا ،،،،، ونصدرهن حمرا قد روينا
وأيام لنا غر طوال ،،،،،عصينا الملك فيها أن ندينا
متى ننقل إلى قوم رحانا ،،،،،يكونوا في اللقاء لها طحينا
ورثنا المجد قد علمت معد ،،،،،نطاعن دونه حتى يلينا
بأي مشيئة عمرو بن هند،،،،، نكون لقيلكم فيها قطينا
ألا لايعلم الأقوام أنا ،،،،، تضعضعنا وأنا قد ونينا
ألا لايجهلن أحد علينا ،،،،،فنجهل فوق جهل الجاهلينا
بأي مشيئة عمرو بن هند ،،،،، تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
فإن قناتنا ياعمرو أعيت ،،،،،على الأعداء قبلك أن تلينا
ورثت مهلهلا والخير منه ،،،،، زهيرا نعم ذخر الذاخرينا
وعتابا وكلثوما جميعا ،،،،، بهم نلنا تراث الأكرمينا
ومنا قبله الساعي كليب ،،،،،فأي المجد إلا قد ولينا
ونحن الحاكمون إذا أطعنا ،،،،،ونحن العازمون إذا عصينا
ونحن التاركون لما سخطنا ،،،،، ونحن الآخذون لما رضينا
وأنا المانعون إذا أردنا ،،،،، وأنا النازلون بحيث شينا
وأن النازلون بكل ثغر ،،،،، يخاف النازلون به المنونا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ،،،،، ويشرب غيرنا كدرا وطينا
إذا بلغ الفطام لنا صبي ،،،،، تخر له الجبابر ساجدينا

hendali
31/05/2012, 11:35 PM
اشتهرت فى الشعر الجاهلى عدةُ قصائد طويلة سيمت (المعلَقات) لأنها تعلقُ بالذهنِ أو لأنها كتبت بماء الذهب وعلقتْ على اسْتار الكعبة . ومطلع معلقة عمرو بن كلثوم :


ألا هُبِّى بصحنك فاصبحينا ولا تبقى خمورَ الأ ندرينا


وقد بدأها بوصف الخمر مخالفاً بذلك جميع شعراء الجاهلية - ثم انتقل إلى الغزَلِ وتهديد الملك (عمرو بن هند) ويظهر أنها قيلت فى أوقاتٍ مختلفة، فبعضها قيل عند التفاخر بين (تَغلب وبكر) أيام التحاكم أمام الملك - وبعضها قيل بعد مقتل الملك حيث قتله الشاعر (عمرو بن كلثوم) عندما أراد الملك إذلال أمه ليلى حين دعاهما إلى زيارته فى قصره وأوعز الملك إلى والدته أن تستخدم (ليلى) فى قضاء أمر من الأمور رغبة فى إذلالها فلما بدأ الحفْلُ طلبت أم الملك من (ليلى) أن تناولها إناءً . فقالت : لتقُمْ صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فلما ألحَّتْ عليها صاحت :واذلاه فسمعها ابنُها ، فثار وتناول السيف وقتل الملك وعاد إلى الجزيرة. وكان هذا الحادث من التجارب التى مر بها الشاعر وعبَّر عنها فى أبيات كثيرة.
3- غرض النص :
الفخر وهو من الأغراض القديمة فى الشعر العربي لارتباطه بحياة القبائل والصراع بينها والتفاخر فى المحافل والمعارك والتنافس فى الكرم والشجاعة . وهو هنا قَبَلىّ - لا فردىّ - إذ يفخر بقوة قبيلته وشجاعتها .
4- الأفكار :
يدور الجزء المقرر من المعلقة حول لوعة الفراق حيث ارتحلت حبيبته مع قومها، وذكريات الصبا والشباب ، وانتقل إلى الفخر بالقوة فى مواجهة الملك المنحاز إلى القبيلة الأخرى ( قبيلة بكر) ويقول له : مهلاً أيها الملك لا تتسرَع فى حكمك وانتظر حتى نوضح لك الحقائق، فنحن أهل حرب وانتصارات وبعد ذلك يستنكر موقف الملك وانحيازه فى التحكيم إلى (بكر) ضد (تغلب) متأثرا بأقوال الوشاة الذين يسعون بالنميمة - ثم يهدد قبيلة (بكر) بالهزيمة فى الحرب. وهى أفكار غير مترابطة لأن القصيدة قيلت فى أوقات مختلفة وأغراضٍ متعددة. وفيها مبالغات غير مقبولة.
5- الألفاظ :
واضحة قوية ملائمة للجو النفسى المتنوع بين لوعة الفراق والقوة والشجاعة وبعض الأساليب خبرية للفخر وبعضها إنشائى لإثارة المشاعر - وفى النص بعض المحسنات البديعية كالطباق والمقابلة لتوضيح المعانى.
6- الصور :
تتنوع بين التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل، وهى قريبة المنال وأثر البيئة فيها واضح، وتأثيرها فى النفوس قوى.
7- الموسيقا :
ظاهرة فى التصريع ووحدة الوزن والقافية وحسن التقسيم - وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وجمال المعانى والصور.
8- ملامح شخصية الشاعر :
عزة النفس، وقوة الانتماء للقبيلة، وحب الشجاعة والكرم والبراعة فى القتال والفتك بالأبطال حتى ضُرِب به المثلُ فقيل : (أفتك من عمرو بن كلثوم) كما أنه شاعر موهوب، وزعيمٌ مطاع فى قومه.
9- أثر البيئة فى النص :
(أ) يشير النص إلى الصراع بين القبائل مما يؤدى إلى الحروب والقتال.
(ب) يشير النص إلى طغيان الملوك ورغبتهم فى إذلال القبائل مما يؤدى إلى الرفض والعصيان.
(جـ) طبيعة الحياة الصحراوية التى تدعو إلى التفاخر بالقوة والشجاعة والظلم وكثرة العدد.
(د) من أدوات القتال : السيوف المصقولة والرماح الدقيقة المرنة.
(هـ) من مظاهر السيادة ارتفاع خيام السادة عن خيام عامة الناس.
(و) العصر الجاهلى مملوء بالحماقة والطيش والقتل وإن لم يخل من بعض الفضائل كالكرم ........

hendali
31/05/2012, 11:38 PM
قصة يوم مقتل ملك الحيره عمرو بن هند علي يد عمرو بن كلثوم حفيد الزير سالم ( المهلهل )



هذه قصة مقتل ملك العرب عمرو بن هند علي يد عمرو بن كلثوم كما يرويها أبي عبيدة معمر بن المثني التيمي المتوفي سنة ( 209 ) للهجرة من كتاب أيام العرب قبل الاسلام وهذا الكتاب هو نادر في أخباره حيث يعتمد عليه الاخباريين في إلتقاط أيام العرب.

قال أبي عبيدة معمَر بن المثنى التيمي:

فذكروا أن عمرو بن هند ، وأمه هند بنت الحارث بن حجر بن آكل المرار الكندي وأبوه المنذر بن ماء السماء اللخمي. وماء السماء هي أمه بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن مالك بن الحارث بن عمرو بن نمارة اللخمي. هذا نسب أهل اليمن.
قال الملك عمرو بن هند ذات يوم لجلسائه :
هل تعلمون أن أحدا من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي.
فقالوا:
لا ما خلا عمرو بن كلثوم فإن امه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وعمها كليب ، وهو وائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمرو على ما في نفسه .
ثم بعث عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم يستزيره وان تزور ليلى هنداً.
فقدم عمروا في فرسان تغلب ، ومعه أمه ليلى ، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بخيمه فضربت بين الحيره والفرات وأرسل الى وجوه مملكته فصنع لهم طعاما ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب
السرادق(1) وهو وعمرو بن كلثوم وخواص من الناس في السرادق ، ولأمه هند في جانب السرادق قبة وأم عمرو بن كلثوم معها في القبة.
(1) السرادق :كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضرَب وهو الفسطاط يجتمع إليه الناس لعرس أو مأتم وغيرهما.
وقد قال عمرو بن هند لأمه:
إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق الا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف ، فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء.
يريد طرف الفواكه وغير ذلك من الطعام.
ففعلت هند ما أمرها ابنها حتى إذا دعا بالطرف قالت هند لليلى:
- ناوليني ذلك الطبق.
قالت:
- لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها.
فقالت:
- ناوليني.
وألحت عليها . فقالت ليلى :
- واذلاه .... يا لتغلب.
فسمعها إبنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون. ونظر عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم ، فعرف الشر في وجهه ، وقد سمع قول أمه : واذلاه يا لتغلب ، ونظر إلى سيف عمرو بن هند ، وهو معلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار الى السيف مصلتا فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ثم خرج فنادى :
- يا لتغلب.
فانتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء ولحقوا بالجزيره.
وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن عتاب ابو عمرو بن كلثوم أجتمعوا في بيت كلثوم على شراب ، قال وعمرو يومئذ غلام وليلى أم عمرو تسقيهم فبدأت بأبيها مهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن عتاب ثم ردت الكأس على أبيها وابنها عمرو عن يمينها فغضب عمرو من صنيعها وقال:

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍووَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا
وَمَـا شَـرُّ الثَّلاَثَـةِ أُمَّ عَمْـرٍوبِصَاحِبِـكِ الـذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا

فلطمه أبوه وقال:
يا لكع ( اي يا احمق ) ، بلى والله شر الثلاثة . أتجتري أن تتكلم بهذا الكلام بين يديّ. فلما قتل عمرو بن هند قالت له أمه :
( بأبي أنت وأمي ، أنت والله خيرُ الثلاثة اليوم ) .

فقال عمرو بن كلثوم معلقته الذي يصف فيها مقتل الملك اللخمي ملك الحيرة والعرب عمرو بن هند:
لسماع المعلقه:
معلقة عمرو بن كلثوم

لقراءة المعلقه :
اظغط هنا (http://go.3roos.com/mftyrrqosr5)
رابط الموضوع الاصلى http://go.3roos.com/xlughm2ay8q