المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر حافظ ابراهيم



سورية حرة
16/05/2012, 05:30 PM
حافظ ابراهيم ( شاعر النيل )


http://www.adab.com/photos/244.jpg (http://go.3roos.com/m8eno2txeai)






حياته:
ولد حافظ ابراهيم /24 فبراير 1872 / على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط وهي مدينة بمحافظة أسيوط ،من أب مصري وأم تركية.
توفي والده وهو صغير ،أتت به أمه قبل وفاتها الى القاهرة حيث نشأ بها يتيم ، تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم.
ثم انتقل خاله الى مدينة طنطا ،أحس حافظ بضيق حال خاله
مما أثر في نفسه فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها:

ثقلت عليك مؤونتي ***** أني أراها واهية
فافرح فأني ذاهب ***** متوجه في داهية

بعد أن خرج حافظ ابراهيم من عند خاله ضاقت به الدنيا حتى انتهى به الأمر الى مكتب المحامي محمد أبو شادي ، أحد زعماء ثورة 1919
وهناك أطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي.
وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن ، التحق حافظ ابراهيم بالمدرسة الحربية عام /1888م/ وتخرج منها عام /1891م/ ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري وعين في وزارة الداخلية.
وفي عام 1896م أرسل الى السودان مع الحملة المصرية، الى أن الحياة لم تطب له هناك،فثار مع بعض الضباط.
نتيجة لذلك أحيل على الاستيداع بمرتب ضئيل.
وقد تزوج حافظ بعد عودته من السودان من احدى قريبات زوجة خاله.ولكنها لم تحب طبيعة حافظ المنطلقة قيود الزوجية ،وانتهى الأمر بينهما بالطلاق بعد بضعة أشهر.

شخصيته:
كان حافظ ابراهيم مرح وابن نكتة وسريع البديهة، يملأ المجلس ببشاشته وفكاهاته التي لا تخطأ مرماها.
مثلما يختلف الشعراء في طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع الى المستمعين أو القراء ،كان لحافظ ابراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير الخيال،ولكنه استعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة،بالاضافة الى أن الجميع اتفقو على أنه كان أحسن خلق الله انشادا" للشعر.
ومن أروع المناسبات التي أنشد فيها شعره بكفاءة هي حفلة تكريم أحمد شوقي ومبايعته أميرا للشعر في دار الاوبرا.


وفاته:
توفي حافظ ابراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى اثنين من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض احس به .
وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض،
فنادى غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الاخير، توفي رحمه الله ودفن في مقابر السيدة نفيسة.(رضي الله عنها )



عندما توفي حافظ كان أحمد شوقي يصطاف بالاسكندرية،وعندما أبلغه سكرتيره بنبأ وفاة حافظ ابراهيم بعد ثلاثة أيام، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال:

قد كنت أوثر أن تقول رثائي ***** يامنصف الموتى من الأحياء

http://go.3roos.com/5igcxevuzor

المصدر (منتدى الدار دار كوم)

سورية حرة
16/05/2012, 05:56 PM
أقوال الشعراء والأدباء عن شاعر النيل حافظ ابراهيم:

خليل مطران قال عنه : "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها في نفسه ،فيمتزج ذلك كله بشعوره وأحاسيسه،فيأتي منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذي يحس كل مواطن أنه صدى لما في نفسه"

ويقول عنه أيضا’’: حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرداتها واعلاق حلالها"

وأيضا : "يقع اليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره،وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لاتزال ماثلة في ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يمترى انسان في أن هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان "


وقال عنه العقاد: " مفطورا بطبعه على ايثار الجزالة والاعجاب بالصياغة والفحولة في العبارة."


وقال عنه الشاعر العراقي فالح الحجية : يتميز شعر حافظ ابراهيم بالروح الوطنية الوثابة نحو التحرر ومقارعة الاستعمار سهل المعاني واضح العبارة قوي الأسلوب متن البناء اجاد في كل الأغراض الشعرية المعروفة.


ويروى عن حافظ أيضا" مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد : مرتب سنة في يد حافظ ابراهيم يساوي مرتب شهر.

ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل ليوصله بمفرده الى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية.

المصدر (منتدى الدار دار كوم)

سورية حرة
16/05/2012, 06:43 PM
آثاره الّأدبية:
الديوان.
البؤساء :ترجمة عن فيكتور هوغو.
ليالي سطيح في النقد الاجتماعي.
في التربية الأولية .(معرب عن الفرنسية )
الموجز في علم الاقتصاد .( بالاشتراك مع خليل مطران )
المصدر (منتدى الدار دار كوم )

سورية حرة
17/05/2012, 10:48 AM
القصيدة العمرية من روائع الشعر العربي:

نظم حافظ قصيدة طويلة "185" بيتا" عن الخليفة العادل عمر بن الخطاب، كتب من خلالها قصته قبل الاسلام وبعده وكيف أصبح مدافعا" صلبا" عنه، بعد أن كان من ألد أعدائه.
وأنشد حافظ هذه القصيدة بمدرج وزارة المعارف ،بدرب الجماميز بالقاهرة مساء يوم الجمعة /8/فبراير سنة /1918/ .
وسأتي بها لاحقا" على عدة مراحل.

سورية حرة
17/05/2012, 10:57 AM
القصيدة العمرية الجزء الأول:
بصوت مسعود المقبالي


U-qVVjU7GWU


(المصدر يوتيوب)

سورية حرة
17/05/2012, 11:32 AM
شرح مختصر للقصيدة العمرية :

في الجزء الاول من القصيدة يتحدث حافظ عن لقب سيدنا عمر بالفاروق وخشي أن لايوفي هذا الرجل حقه لأنه فرق بين الحق والباطل.

****

ويتحدث أيضا" عن واقعة اسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما اخبروه بأن أخته وزوجها قد آمنا بما انزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،فانطلق الى بيتها كالسهم يريد الفتك بها ،وهناك سمع ماكان يتلى من سورة "طه" فضربها وسال الدم من وجهها ،وتناول الصحيفة وقرأ مافيها فتغيرت أحواله وعاد الى الطريق الصحيح.

****

وأيضا" تحدث عن بيعة أبي بكر
أفاق عمر بن الخطاب من صدمته بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم ، بعد أن وقف أبو بكر الصديق في الناس خطيبا" وفي هذه اللحظات العصيببة وقف الفاروق بجوار الصديق وبايعه على الخلافة .


(المصدر منتدى الاحبة والصحبة الصالحة)
http://go.3roos.com/0vm0eusgula

سورية حرة
17/05/2012, 11:36 AM
القصيدة العمرية الجزء الثاني :
بصوت مسعود المقبالي

5c4utbx59Zc


(المصدر يوتيوب)

سورية حرة
17/05/2012, 02:57 PM
ماتبقى من القصيدة العمرية (عمر و ولده عبد الله )

و ما وقى ابنك عبد الله أينقه ***** لما اطلعت عليها في مراعيها
رأيتها في حماه وهي سارحة ***** مثل القصور قد اهتزت أعاليها
فقلت ما كان عبد الله يشبعها ***** لو لم يكن ولدي أو كان يرويها
قد استعان بجاهي في تجارته ***** و بات باسم أبي حفص ينميها
ردوا النياق لبيت المال إن له ***** حق الزيادة فيها قبل شاريها
و هذه خطة لله واضعها ***** ردت حقوقا فأغنت مستميحيها

مالإشتراكية المنشود جانبها ***** بين الورى غير مبنى من مبانيها
فإن نكن نحن أهليها و منبتها ***** فإنـهم عرفوها قـبل أهليـها

http://go.3roos.com/x7vzahoo44z
(المصدر منتدى اليمن أغلى)

سورية حرة
17/05/2012, 03:10 PM
القصيدة العمرية (عمر و نصر بن حجاج)

جنى الجمال على نصر فغـربه ***** عن المدينة تبكيـه و يبكيـها
و كم رمت قسمات الحسن صاحبها ***** و أتعبت قصبات السبق حاويها
و زهرة الروض لولا حسن رونقها ***** لما استطالت عليها كف جانيها
كانت له لمة فينانة عجب ***** علـى جبـين خليـق أن يحليـها
و كان أنى مشى مالت عقائلها ***** شوقا إليه و كاد الحسن يسبيها
هتفن تحت الليالي باسمه شغفا ***** و للحسان تمنٍّ في لياليها
جززت لمته لما أتيتَ به ***** ففاق عاطلها في الحسن حاليها
فصحت فيه تحول عن مدينتهم ***** فإنها فتنة أخشى تماديها
و فتنة الحسن إن هبت نوافحها ***** كفتنة الحرب إن هبت سوافيها

(المصدر منتديات اليمن أغلى)

سورية حرة
17/05/2012, 03:15 PM
القصيدة العمرية ( عمر ورسول كسرى )


و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا ***** بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها ***** سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى ***** فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا ***** ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره ***** من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا ***** و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم ***** فنمت نوم قرير العين هانيها

(المصدر منتديات اليمن أغلى)

سورية حرة
17/05/2012, 03:18 PM
القصيدة العمرية ( عمر والشورى )


يا رافعا راية الشورى و حارسها **** جزاك ربك خيرا عن محبيها
لم يلهك النزع عن تأييد دولتها **** و للمنـيـة آلام تعـانيـها
لم أنس أمرك للمقداد يحمله **** إلى الجمـاعة إنذارا و تنبيـها
إن ظل بعد ثلاث رأيهم شعبا **** فجرد السيف و اضرب في هواديها
فاعجب لقوة نفس ليس يصرفها **** طعم المنية مرا عن مراميها
درى عميد بني الشورى بموضعها **** فعاش ما عاش يبنيها و يعليها
و ما استبد برأي في حكومته **** إن الحكومـة تغري مسـتبديـها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به **** رغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها

(المصدر منتديات اليمن أغلى )

سورية حرة
17/05/2012, 03:20 PM
القصيدة العمرية (مثال من زهده )


يا من صدفت عن الدنيا و زينتها **** فلم يغرك من دنياك مغريها
ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا **** أن يلبسوك من الأثواب زاهيها
و يركبوك على البرذون تقدمه **** خيل مطهمة تحـلو مرائيـها
مشى فهملج مختالا براكبه **** و في البراذين ما تزهى بعاليـها
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني **** و داخلتني حال لست أدريها
و كاد يصبو إلى دنياكم عمر **** و يرتضي بيـع باقيه بفانـيها
ردوا ركابي فلا أبغي به بدلا **** ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها

( المصدر منتديات اليمن أغلى)

سورية حرة
17/05/2012, 03:23 PM
القصيدة العمرية ( مثال من رحمته )

و من رآه أمام القدر منبطحا **** و النار تأخذ منه و هو يذكيها
و قد تخلل في أثناء لحيته **** منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على **** حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده **** و العين من خشية سالت مآقيها

(المصدر منتديات اليمن أغلى)

سورية حرة
17/05/2012, 03:25 PM
القصيدة العمرية (مثال من تقشفه و ورعه )

إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
و هل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها
لكن أجنب شيأ من وظيفتنا **** في كل يوم على حـال أسويـها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها **** شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيها
و أقبلت بعد خمس و هي حاملة **** دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفاف و ينهى مستزيديها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت **** بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها

(المصدر منتدى اليمن أغلى )

سورية حرة
17/05/2012, 03:27 PM
القصيدة العمرية (مثال من هيبته)

في الجاهلية و الإسلام هيبته **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
في طي شدته أسرار مرحمة **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
و بين جنبيه في أوفى صرامته **** فـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها
أغنت عن الصارم المصقول درته **** فكم أخافت غوي النفس عاتيها
كانت له كعصى موسى لصاحبها **** لا ينزل البطل مجتازا بواديها
أخاف حتى الذراري في ملاعبها **** و راع حتى الغواني في ملاهيها
اريت تلك التي لله قد نذرت **** انشــودة لرسـول الله تهديـها
قالت نذرت لئن عاد النبي لنا **** من غزوة العلى دفي أغنيــها
و يممت حضرة الهادي و قد ملأت **** أنور طلعته أرجاء ناديها
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعت **** تشجي بألحانها ما شاء مشجيها
و المصطفى و أبو بكر بجانبه **** لا ينكران عليها من أغانيـها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر **** خارت قواها و كاد الخوف يرديها
و خبأت دفها في ثوبها فرقا **** منه وودت لو ان الأرض تطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها **** فجاء بطش أبي حفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما **** و في ابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمر **** إن الشياطين تخشى بأس مخزيها
(المصدر منتدي اليمن أغلى )

سورية حرة
17/05/2012, 03:29 PM
القصيدة العمرية (مثال من رجوعه الى الحق )

و فتية ولعوا بالراح فانتبذوا **** لهم مكانا و جدوا في تعاطيها
ظهرت حائطهم لما علمت بهم **** و الليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبينتهم و الخمر قد أخذت **** تعلو ذؤابة ساقيها و حاسيها
سفهت آراءهم فيها فما لبثوا **** أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
و رمت تفقيههم في دينهم فإذا **** بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة **** و جئتـنا بثـلاث لا تباليـها
فأت البيوت من الأبواب يا عمر **** فقد يُزنُّ من الحيطان آتيها
و استأذن الناس أن تغشى بيوتهم **** و لا تلم بدار أو تحييها
و لا تجسس فهذي الآي قد نزلت **** بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم و قد أكبرت حجتهم **** لما رأيت كتاب الله يمليها
و ما أنفت و إن كانوا على حرج **** من أن يحجك بالآيات عاصيها

(المصدر منتديات اليمن أغلى )

سورية حرة
17/05/2012, 03:31 PM
القصيدة العمرية ( عمر وشجرة الرضوان )

و سرحة في سماء السرح قد رفعت **** ببيعة المصطفى من رأسها تيها
أزلتها حين غالوا في الطواف بها **** كان تطوافهـم للدين تشويـها

(المصدر منتديات اليمن أغلى )

سورية حرة
17/05/2012, 03:34 PM
ختام القصيدة العمرية

هذي مناقبه في عهد دولته **** للشاهدين و للأعقـاب أحكيـها
في كل واحدة منهن نابلة **** من الطبائع تغذو نفـس واعـيها
لعل في أمة الإسلام نابتتة **** تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصروح وما عاناه بانيها
وحسبها أن ترى ما كان من عمر **** حتى ينبه منها عين غافـيها

(المصدر منتديات اليمن أغلى)

سورية حرة
19/05/2012, 02:30 PM
سافر حافظ ابراهيم الى سوريا ،وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين:


شكرت جميل صنعكم بدمعي ***** ودمع العين مقياس الشعور
لأول مرة قد ذاق جفني ***** على ماذاقه دمع السرور

سورية حرة
19/05/2012, 03:03 PM
قصيدة مظاهرة السيدات:
هذه القصيدة قالها في مظاهرة قامت بها السيدات في الثورة الوطنية سنة 1919م .

سورية حرة
19/05/2012, 07:07 PM
قصيدة مظاهرة السيدات

خرج الغــــــوانى يحتججــن ***** ورحت أرقب جمعــــــــهنّه

فـــاذا بهّن تخــــــــــذن من ***** ســود الثياب شـــعارهــــــــنّه

فطلــــعن مثل كــــــواكــب ***** يسطعن فى وسط الدّجـــــنه

وأخذن يجـــــتزن الطــريـــق***** ودار (سعد) قصـــــدهنّه

يمشـــين فى كنف الوقـــار ***** وقد أبنّ شــــــــعــورهــــنّه

واذا بجيـــــــــــش مقبــــل ***** والخـــــيل مطلقــة الأعنّـــــــه

واذا الجنــــــــود سيوفهــا ***** قد صــــــــوّبت لنحــــــــورهنّه

واذا المـــــــدافع والبنــــــادق ***** والصـــــوارم والأســـــنّه

والخـــيل والفرســــــان قد ***** ضربت نطــــاقا حــولهـــــــــنّه

والـــورد والريحــــــــان فى ***** ذاك النهـــــــار ســــــلاحهــنّه

فتطاحن الجيشـــــــان سـاعات ***** تشيب لها الأجنّـــــــــــــه

فتــــضعـــضع النســـــــوان ***** والنســـوان ليس لهن منّــــه

ثم انهزمــــن مـــشـــــتـــتات ***** الشمل نحـــو قصــــورهنّه

فليهنأ الجيـــــــش الفخـــور ***** بنصــــــــــــره وبكســـرهنّه

فكأنمـــا الألمــــــــان قـــــد ***** لبســـــوا البــــراقع بينهـــــنّه

وأتـــوا ( بهندنبرج ) مخــــتفيا ***** بمصـــــــر يقــودهـــــــــنّه

فلـــذاك خــــــافوا بأسهـن ***** وأشفقوا مــــن كيدهــــــــــنّه

(المصدر منتدى الشام الثقافي)
أجمل قصائد حافظ ابراهيم (http://go.3roos.com/e4fdt0bsrea)

سورية حرة
21/05/2012, 07:32 PM
قصيدة أُختَ الكَواكِبِ ما رَماك

أُختَ الكَواكِبِ مـا رَمـاك ***** وَأَنتِ رامِيَـةُ النُسـورِ

ماذا دَهـاكَ وَفَـوقَ ظَـهرك ***** مَربِضُ الأَسَدِ الهَصورِ

خَضَعَـت لِإِمرَتِـهِ الرِيـاح***** مِنَ الصَبا وَمِنَ الدَبـورِ

فَغَدا يُصَـرِّفُ مِـن أَعِـننتها***** تَصاريـفَ القَديـرِ

فَتحي وَهَل لـي إِن سَـأَلت ***** عَنِ المُصيبَةِ مِن مُحيرِ

وَيلاهُ هَل جُـزتَ الحُـدود ***** وَأَنتَ مُختَـرِقُ السُتـورِ

فَرَمـاكَ حُـرّاسُ السَمـاء***** وَتِلكَ قاصِمَـةُ الظُهـورِ

أَم غـارَ مِنـكَ السابِحـات ***** وَأَنتَ تَسبَحُ في الأَثيـرِ

حَسَدَتكَ حيـنَ رَأَتـكَ وَحدك ***** ثُـمَّ كَالفَلَـكِ المُنيـرِ

وَالعَينُ مِثـلُ السَهـمِ تَـنفذ ***** في التَرائِبِ وَالنُحـورِ

حاوَلتَ أَن تَـرِدَ المَجَـررة ***** وَالوُرودَ مِـنَ العَسيـرِ

فَوَرَدتَ يا فَتحـي الحِمـام ***** وَأَنـتَ مُنقَطِـعُ النَظيـرِ

وَهَوَيتَ مِـن كَبِـدِ السَمـاء ***** وَهَكَذا مَهـوى البُـدورِ

إِن كـانَ أَعيـاكَ الصُعـود ***** بِذَلِكَ الجَسَـدِ الطَهـورِ

فَاِسبَـح بِروحِـكَ وَحدَهـا ***** وَاِصعَد إِلى المَلِكِ الكَبيـرِ

إِن راعَنا صَـوتُ النَعِـي ***** وَفاتَنـا نَبَـأُ البَشـيـرِ

فَلَعَـلَّ مَـن ضَنَّـت يَـداه ***** عَلى الكِنانَـةِ بِالسُـرورِ

أَن يَستَجـيـبَ دُعـاءَهـا ***** في حِفظِ صاحِبِكَ الأَخيـرِ

باتَت تُراقِبُ فـي المَشـارق ***** وَالمَغارِبِ وَجهَ نوري

(المصدر منتدى الشام الثقافي)
http://go.3roos.com/e4fdt0bsrea

سورية حرة
25/05/2012, 09:39 PM
قصيدة اللغة العربية:

هذه القصيدة قالها شاعر النيل حافظ ابراهيم مدافعا عن اللغة العربية التي يفتخر بها العرب والمسلمون ويعتزون بها ، فهي تحفظ كتابهم وتشريعهم ، وتعبر عن علومهم وآدابهم.. حين تعالى الهمس واللمز حولها في أوساط رسمية وأدبية، وعلى مسمع ومشهد من أبنائها واشتد الهمس وعلا، واستفحل الخلاف وطغى، فريق يؤهلها لاستيعاب الآداب والمعارف والعلوم الحديثة، وفريق جحود ، يتهمها بالقصور والبلى وبالضيق عن استيعاب العلوم الحديثة.. ولكن حافظ الأمين على لغته الودود لها يصرخ بوجوه أولئك المتهامسين والداعين لوأدها في ربيع حياتها بأن يعودوا إلى عقولهم ويدركوا خزائن لغتهم فنظم هذه القصيدة يخاطب بلسانها قومه ويستثير ولاءهم لها وإخلاصهم لعرائسها وأمجادها.

سورية حرة
25/05/2012, 10:12 PM
قصيدة اللغة العربية

رجعتُ لنفسي فاتهمت حَصاتي ***** وناديت قومي فاحتسبت حياتي

رمَوني بعقم في الشباب وليتني ***** عقِمت فلم أجزع لقول عُداتي

ولدت ولما لم أجد لعرائسي ***** رجالاً وأكفاءً وأدتُ بناتي

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية ***** وما ضقت عن آيٍ به وعِظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ***** وتنسيق أسماء لمخترعات

أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامـنٌ ***** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ***** ومنكم وإن عز الدواء أساتـي

فلا تكلوني للزمان فإنني ***** أخاف عليكم أن تحين وفاتي

أرى لرجال الغرب عزاً ومنعـة ***** وكم عز أقوام بعز لغات

أتوا أهلهم بالمعجزات تفنناً ***** فيا ليتكم تأتون بالكلمات

أيطربكم من جانب الغرب ناعب ***** ينادي بوأدي في ربيع حياتي

سقى الله في بطن الجزيرة أعظما ***** يعز عليها أن تلين قَناتي

حفظن وِدادي في البلى وحفظته ***** لهن بقلب دائم الحسـرات

وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق ***** حياء بتلك الأعظم النخـرات

أرى كل يوم بالجرائد مزلقـاً ***** من القبر يدنيني بغير أناة

وأسمع للكتاب في مصر ضجة ***** فأعلم أن الصائحين نُعاتي

أيهجرني قومي عفا الله عنهـم ***** إلى لغة لم تتصل بـرواة

سرت لُوثة الإفرِنج فيها كما سرى ***** لعاب الأفاعي في مسيل فرات

فجاءت كثوب ضم سبعين رقعـة ***** مشكلة الألوان مختلفـات

إلى معشر الكتاب والجمع حافل ***** بسطت رجائي بعد بسط شَكاتي

فإما حياة تبعث الميت في البِلى ***** وتنبت في تلك الرُّموس رُفاتي

وإما ممـاتٌ لا قيامــةَ بعــده ***** ممات لعَمري لم يُقس بممات

(المصدر منتديات اليمن أغلى)

سورية حرة
27/05/2012, 09:58 PM
حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ

حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ *****وطالَعَ اليُمنُ مَن بالشَّأمِ حَيّاني

أهلَ الشَّآمِ لقد طَوَّقتُمُ عُنُقي *****بِمنَّة ٍ خرجتْ عن طَوْقِ تبيانِي

قُلْ للكريمِ الذي أَسْدَى إليَّ يدَّاً *****أّنَى نَزَحْتَ فأنتَ النازِحَ الدَاني

ما إِنْ تَقَاضَيْتُ نَفْسِي ذِكْرَ عارِفَة ٍ *****هل يَحدثُ الذِّكرُ إلاّ بَعدَ نِسيانِ

ولا عَتَبتُ على خِلٍّ يَضَنُّ بها *****ما دام يَزْهَدُ في شُكْرِي وعِرفاني

أَقَرَّ عَيْنِيَ أنَّي قُمْتُ أنْشِدُكُمْ ***** في مَعهَدٍ بحُلى العِرفانِ مُزدانِ

وشاعَ فيَّ سُرورٌ لا يُعادِلُه ***** رَدُّ الشَّبابِ إلى شَعْرِي وجُثمانِي

لي مَوطِنٌ في رُبُوعِ النِّيلِ أعظِمُه ***** ولِي هُنا في حِماكُمْ مَوْطنٌ ثانِي

إنِّي رأيتُ على أهْرامِها حُلَل *****اً مِن الجَلالِ أراهَا فَوْقَ لبنانِ

لم يَمحُ منها ولا من حُسنِ جِدَّتها ***** على التَّعاقُبِ ما يَمحُو الجَديدانِ

حَسِبتُ نَفسي نَزيلاً بينكم فإذا ***** أهلي وصَحبي وأحبابي وجيراني

مِنْ كلِّ أَبْلَجَ سامِي الطَّرْفِ مُضطلِعٍ ***** بالخَطْبِ مُبْهَجٍ بالضَّيْفِ جَدْلانِ

يَمشي إلى المَجدِ مُختالاً ومُبتَسِماً ***** كأنّه حين يَبدُو عُودُ مُرّانِ

سكنتمْ جنة فيحاء ليس بها ***** عَيبٌ سوى أنّها في العالَمِ الفاني

إذا تَأمَّلتَ في صُنعِ الإِله بها ***** لَم تَلقَ في وَشْيهِ صُنعاً لإنسانِ

في سَهْلِها وأعاليهَا وسَلْسَلِها ***** بُرْءُ العليلِ وسَلْوَى العاشِقِ العانِي

وفي تَضَوُّعِ أنفاسِ الرِّياضِ بها ***** رَوْحٌ لكلِّ حَزِينِ القَلْبِ أَسْوانِ

اَنَّى تَخَيَّرْتَ مِنْ لبنان مَنْزِلَة ً ***** في كلِّ مَنزِلَة ٍ رَوضٌ وعَينانِ

يا لَيتَني كنتُ من دُنيايَ في دَعَة ***** قَلْبي جَميعٌ وأَمْرِي طَوْع وِجْدَانِي

أقضي المَصِيفَ بلُبنانٍ على شَرَفٍ ***** ولا أحُولُ عن المَشتى بحُلوانِ

يا وقفة ً في جبالِ الأرزِ أَنْشُدُها ***** بينَ الصنوبرِ والشربينِ والبانِ

تَستِهبِطُ الوَحْيَ نَفسي من سَماوَتها ***** ويَنثَني مَلَكاً في الشِّعرِ شَيطاني

عَلِّي أُجاوِدُكُم في القَولِ مُقْتَدِياً ***** بشاعِرِ الأرزِ في صُنعٍ وإتْقانِ

لاَ بِدْعَ إنْ أخصبتْ فيها قرائحُكُمْ ***** فأعجزتْ وأعادتْ عهدَحسَّانِ

طيبُ الهَواءِ وطِيبُ الرَّوضِ قدْ صَقَلاَ ***** لَوحَ الخَيالِ فأغراكُم وأغراني

مَن رامَ أن يَشهَدَ الفِردَوسَ ماثِلة ً***** فليَغشَ أحياءَكُم في شهرِ نَيسانِ

تاهتْ بقبرِصلاحِ الدِّيِنِ تُرْبَتُهَا ***** وتاهَ أحياؤُها تِيهاً بمَطرانِ

يَبْنِي ويَهْدِمُ في الشَّعْرِ القدِيم ***** وفي الشِّعر الحدِيثِ فَنعْمَ الهَادِمُ الباني

إذا لَمَحْتُمْ بشِعْري وَمْضَ بَارِقَة ٍ ***** فَبَعْضُ إحْسانِه في القَوْلِ إحْسانِي

رَعياً لشاعِرِكُم، رَعياً لكاتِبِكُم ***** جَزاهُما اللهُ عَنِّي ما يَقُولانِ

ارَى رِجالاً مِن الدُّنيا الجَدِيدَة ِ في ***** الدُّنيا القَدِيمَة ِ تَبْنِي خَيْرَ بُنْيانِ

قد شيَّدواآية ً بالشَّامِ خالِدَة ً***** شَتَّى المَناهلِ تَروي كلَّ ظَمآنِ

لئِن هَدَوْكُم لقد كانت أوائِلُكُم ***** تَهْدِي أَوائلَهُمْ أَزمْانَ أَزْمانِ

لا غَرَو إنْ عَمَّروا في الأرضِ وابتَكَروا ***** فيها افَانِينَ إصْلاحٍ وعُمْرانِ

فتِلْكَ دُنْياهُمُ في الجَوِّ قد نَزَعَتْ ***** أعِنّة َ الرِّيحِ مِنْ دُنْيا سُلَيْمانِ

أَبَتْ أُمَيّة ُ أَنْ تَفْنَي محَامِدُها ***** على المَدى وأبى أبناءُ غَسّانِ

فمِن غَطارِفَة ٍ في جِلِّقٍ نُجُبٍ ***** ومِنْ غَطَارِفَة ٍ في أَرْضِحَوْرانِ

عافُوا المَذَلَّة َ في الدّنيا فعندهمُ ***** عِزُّ الحياة ِ وعِزُّ المَوْتَ سِيّانِ

لا يَصْبِرُونَ على ضَيْمٍ يُحاوِلُه باغٍ ***** مِنَ الإنسِ أو طاغٍ من الجانِ

شَقَقْتُ أسْواقَبَيرُوتٍفما أَخَذَتْ ***** عينايَ في ساحِهَا حانوتَ يونانِي

فقلتُ في غِبطَة ٍ: للهِ دَرُّهُمُ وَلَّوْا ***** سِراعاً وخَلَّوْا ذلك الواني

تَيَمَّمُوا أرضَ كُولُمبٍ فما شَعَرَت ***** منهم بَوطءِ غَريبِ الدارِ حَيرانِ

سادُوا وشادُوا وأبلَوا في مَناكِبِها ***** بلاءَ مُضظَلِعٍ بالأمرِ مَعوانِ

إنْ ضاقَ ميدانُ سبقٍ منْ عزائمِهِمْ ***** صاحتْ بهمْ فأروهَا الفَ
ميدانِ

لا يستشيرونَ إِن همّوا سوى همَهم ***** تأبَى المُقامَ على ذّلٍّ وإِذعانِ

ولا يُبالونَ إنْ كانت قُبُورُهُمْ ***** ذُرا الشَّوامِخ أو أجوافَ حِيتانِ

في الكونِ مورقهمْ في الشامِ ***** مغرسهمْ والغرسُ يزكو نقالاً بينَ بلدانِ

إنْ لم يَفُوزا بسلطانٍ يُقِرُّهُمُ ***** ففي المُهاجَرِقد عَزُّوا بسلطانِ

أو ضاقتِ الشأمُ عن برهانِ قدرتهَمْ ***** ففي المُهاجَرِ قد جاءُوا ببرهانِ

إنّا رأينا كراماً من رجالهمُ ***** كانوا عليهمْ لدينا خير عنوانِ

أنّى التقينا التقَى في كلِ ***** مجتمعٍ أهلٌ بأهلٍ وإخوانٌ باخوانِ

كمْ في نواحي ربوعِ النّيلِ من ***** طرفٍ لليازجيِّ وصروفٍ وزيدانِ

وكم لأحيائِهِم في الصُّحفِ من ***** أثَرٍ له المقطّمُ والأهرامُ رنانِ

متى أرى الشّرقَ أدناهُ أبعده ***** عن مَطمَعِ الغَرب فيه غيرَ وَسْنانِ

تجري المودّة من أعراقه طلقاً ***** كجرية ِ الماءِ في أثناءِ أفنانِ

لافرقَ بين بوذيِّ يعيشُ به ***** ومسلمٍ ويهوديٍ ونصرانِي

مابالُ دُنياهُ لمّا فاءَ وارِفُها ***** عليه أدبرتْ من غيرِ إيذانِ

عهدُ الرشيدِ ببغدادَ عفا ومَضَى ***** وفي دِمَشق انطوى عهدُ ابنِ مروانِ

لاتسلْ بعده عن عهدِ قرطبة ٍ ***** كيف انمحى ْ بين أسيافٍ ونيرانِ

فعَلِّموا كلَّ حَيٍّ عندَ مَولِدِه ***** عليكَ للهِ والأوطانِ دينانِ

حَتمٌ قَضاؤُهُما حَتمٌ جَزاؤُهُما ***** فآربأ بنفسكَ أن تمنَى بخسرانِ

النَّيلُ وهو إلى الأُردُنِّ في شَغَفٍ ***** يُهدي إلى بَرَدى أشواقَ وَلهانِ

وفي العِراقِ به وَجدٌ بدِجلَتِه ***** وبالفراتِ وتحنانٌ لسيحانِ

إنْ دامَ مانحن فيه من مُدابَرَة ٍ

رأيتُ رأى َ المعرّي حين أرهقَه ***** ما حلّ بالناسِ من بغيٍ وعدوانِ

لا تظهرُ الأرضَ من رجسٍ ومن ***** درنٍ حتى يُعاوِدَها نُوحٌ بطُوفانِ

ولّى الشبابُ وجازتني فتوتُه ***** وهَدَّمَ السُّقمُ بعدَ السُّقمِ أركاني

أسوّفت أم أعدّت حرَّ أكفاني

شاهَدتُ مَصرَعَ أترابي فَبَشَّرَني ***** بضجعة ٍ عندها روحي وريحاني

كم منْ قريبٍ نأى عنّي فأوجَعَني ***** وكم عَزيزٍ مَضَى قبلي فأبكاني

من كانَ يسألُ عن قومي فإنّهمُ

إني مللّتُ وقوفي في كلِ ***** آونة ٍ أبكي وأنظِمُ أحزاناً بأحزانِ

إذا تَصَفَّحتَ ديواني لتَقَرأَني وجدتَ ***** شعرَ المراثي نصفَ ديواني

أتيتُ مستشفياً والشوقُ يدفعُ ***** بي إلى رُباكُم وعودِي غيرُ فينانِ

فأنزِلُوني مَكاناً أستَجِمُّ به ***** ويَنجلي عن فؤادي بَرحُ أحزاني

وجنبّوني على شكرٍ موائدكُم ***** بما حَوَتْ من أفاوِيهٍ وألوانِ

حسبي وحسبُ النُّهى ما نلتُ *****من كرمٍ قد كدتُ أنسى به أَهلي وخُلاّني

(المصدر شعر العرب)
http://go.3roos.com/ggdr26exts5

سورية حرة
27/05/2012, 10:04 PM
أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا

أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا ***** و أفُضُّ الأَذْكارَ حتَّى يَغيبَا

هو ذِكري وقِبلَتي وإمامي ***** و طبيبِي اذَا دَعَوْتُ الطَّبيبَا

لو تَراني وقد تَعَمَّدتَ قَتلي ***** بالتَّنائي رأيتَ شيخاً حَريبَا

كانَ لا ينحنِي لغَيرِكَ إِجْلالاً ***** ولا يَشتَهي سواكَ حَبيبا

لا تَعِيبَنَّ يا شكيبُ دبيبِي ***** إنّما الشيخُ مَن يَدِبُّ دَبيبا

كم شرِبتَ المُدامَ في حَضرَة ِ ***** الشَّيْـ خِ جِهاراً وكمْ سُقِيتَ الحَليبَا

وإذا أدنَفَ الشُّيوخُ غرامٌ ***** كنتُ في حَلبَة ِ الشُّيوخِ نَقيبا

عُدْ إلينا فقد أطَلتَ التَّجافي ***** واركبِ البَرْقَ إنْ أَطقْتَ الرُّكُوبَا

وإذَا خِفْتَ ما يُخَاف مِن اليَمِّـمِّ ***** فَرَشنا لأخمَصَيكَ القُلوبا

وَدَعَونا بِساطَ صاحِبِ بِلقِيسَ ***** فلَبَّى دُعاءَنا مُستَجيبا

وأمَرنا الرِّياحَ تَجري بأمرٍ ***** منكَ حتى نَراكَ مِنّا قَريبا

(المصدر منتدى شعر العرب)

سورية حرة
31/05/2012, 07:48 AM
أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ


أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ ***** وذِكرَى ذلكَ العيشِ الرَّخيمِ

وأيّامٍ كَسَوناها جَمَالاً ***** وأرقَصنا لها فَلَكَ النَّعيمِ

مَلأناها بنا حُسناً فكانت ***** بجِيدٍ الدَّهرِ كالعِقِدِ النَّظِيمِ

وفِتيانٍ مَساميحٍ عليهم ***** جلابيبٌ منَ الذَّوقِ السَّليمِ

لهمْ شيمٌ ألذُّ من الأمانِي ***** وأطربُ منْ معاطاة ِ النَّديمِ

كهمِّكَ في الخَلاعَة ِ والتَّصابِي ***** وإنْ كانوا على خُلُقٍ عَظيمِ

ودعوتهم إلى أنسٍ فوافَوا ***** موافاة َ الكريمِ إلَى الكريمِ

وَجَاءُوا كَالْقَطا وَرَدَتْ نَميراً***** عَلى ظمَإٍ وهَبُّوا كالنَّسِيمِ

وكانَ اللَّيْلُ يمرحُ في شبابٍ ***** ويَلهُو بالمَجَرَّة ِ والنُّجُومِ

فواصَلنا كُؤوسَ الرّاحِ حتى ***** بَدَتْ للعينِ أنوارُ الصَّريمِ

وأعملنَا بهَا رأيَابنِ هاني ***** فألحِقْنا بأصحابِ الرَّقيمِ

وظَبْيٍ مِنْ بنِي مِصْرٍ غَرِيرٍ***** شَهِيَّ اللَّفظِ ذي خَدٍّ مَشيمِ

ولّحْظٍ بابليٍّ ذِي انكسارِ ***** كأنَّ بطرفهِ سيما اليتيمِ

سقانَا في مُنادَمَة ٍ حديثاً ***** نَسِينَا عِنْده بِنْتَ الكُرُومِ

سَلامُ اللهِ يا عَهدَ التَّصابي ***** عليكَ وفِتيَة ِ العَهدِ القَديمِ

أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة ٌ***** كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ

كأنَ أديمَهَا أحشاءُ صَبٍّ ***** قدْ التهبتْ مِنَ الوجْدِ الأليمِ

كَأنَّ سَرَابَها إِذْ لاَحَ فِيها ***** خِداعٌ لاحَ في وجهِ اللَّئيمِ

تَضِلُّ بليلهِا لِهْبٌ فتَحْكِي ***** بوادي التِّيهِ أقوامَ الكَليمِ

وتَمشي السّافياتُ بها حَيارَى ***** إذا نُقِلَ الههجيرُ عن الجحيمِ

فمَن لي أنْ أرى تلك المَغاني ***** ومافيها من الحُسنِ القَديمِ

فما حَظُّ ابنِ داوُدٍ كحَظِّي ***** ولاَ أُوتيتُ مِنْ عِلْمِ العليمِ

ولا أنا مُطلَقٌ كالفِكرِ أسري ***** فاستَبِقُ الضَّواحِكَ في الغُيُومِ

ولكنّي مُقَيَّدَة ٌ رِحَالِي ***** بقَيدِ العُدمِ في وادي الهُمومِ

نَزَحتُ عن الدّيارِ أرُوَّمُ رِزقي ***** وأضرِبُ في المهامِة ِ والتُّخُومِ

وما غادَرتُ في السُودان قَفراً ***** ولم أصبُغ بتُربَتِه أديمي

وهأَنا بين أنيابِ المَنايا ***** وتحت بَراثِنِ الخَطبِ الجَسيمِ

ولولاَ سَوْرَة ٌ للمجدِ عِندي ***** قَنِعْتُ بعيشتِي قَنَعَ الظَّليمِ

أيابْنَ الأكرَمين أباً وجَدّاً ***** ويا بنَ عُضادَة ِ الدِّنِ القَويمِ

أقامَ لدِيننَا أَهلُوكَ رُكْناً ***** له نَسَبٌ إلى رُكنِ الحَطيمِ

فما طافَ العُفاة ُ به وعادُوا ***** بغيرِ العسجدية ِ واللطِيمِ

أتَيْتُكَ والخُطُوبُ تُزِفُّ رَحلِي ***** ولي حالٌ أرقُّ مِنَ السَّديمِ

وقدْ أصْبَحْتُ مِنْ سَعْيِ وكَدحِي ***** على الأرزاقِ كالثَّوبِ الرَّديمِ

فلاَ تُخْلقْ-فُدِيتَ-أديمَ وجَهِي ***** ولا تَقطَعْ مُواصَلَة َ الحَميمِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)
http://go.3roos.com/n6j7ii7vx7l

سورية حرة
31/05/2012, 07:54 AM
يا سَيِّدي وإِمامي

أقام أمير الشعراء أحمد شوقي حفل زفاف لابنته ،وكان قد أرسل دعوة لحافظ ابراهيم لحضور الزفاف ،لكن المرض حال بينه وبين حضور الحفل فبعث له بهذه معتذرا".

سورية حرة
31/05/2012, 08:03 AM
يا سَيِّدي وإِمامي

يا سَيِّدي وإِمامي ***** وياأديبَ الزَّمانِ

قد عاقنِي سُوءُ حظِّي ***** عنْ حفلة ِ المهرجانِ

وكنتُ أوّلَ ساعٍ ***** إلَى رِحابِ ابنِ هاني

لكنْ مرضتُ لنحْسِي ***** في يومِ ذاكَ القرانِ

وقد كفاني عِقاباً ***** ماكانَ من حِرماني

حُرِمتُ رُؤْيَة َ شوقي ***** ولَثمَ تلكَ البَنانِ

فاصفحْ فأنتَ خليقٌ ***** بالصَّفحِ عن كلِّ جاني

وعِشْ لعرشِ المعانِي ***** و دُمْ لتاجِ البيانِ

إنْ فَاتَني أنْ أُوَفِّي ***** بالأّمسِ حقَّ التَّهانِي

فاقبلهُ منِّي قضاءً ***** وكُن كَريمَ الجَنانِ

واللهُ يَقبَلُ مِنَّا ***** الصَّلاة َ بعدَ الأوانِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
31/05/2012, 08:26 AM
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ

طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ***** ولاحَ للنَّومِ في أجفانِكُمْ أَثَرُ

وذلك اللَّيلُ قد ضاعَتْ رَواحِلُه ***** فليسَ يُرْجَى لهُ منْ بَعْدِهَا سَفَرُ

هذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فالتَقِطوا ***** طِيبَ الكَرَى بعيونٍ شابهَا السَّهَرُ

هل يُنْكِرُ النَّوْمَ جَفْنٌلو أتيحَ لهُ ***** إلاَّ أنا ونجُومُ اللَّيلِ والقَمَرُ

أَبِيتُ أَسْأَلٌ نَفْسِي كيفَ قاطعنِي ***** هذَا الصَّديقُ ومالِي عنهُ مُصْطَب

فمامُطَوَّقَة ٌ قدْ نالهَا شَرَكَ ***** عند الغُروبِ إليه ساقَها القَدَرُ

باتتْ تُجاهِدُ هَمَّاً وهي آيِسَة ٌ***** من النَّجاة ِ وجُنِحُ اللَّيلِ مُعتَكِرُ

وباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً ***** مُرَوَّعاً لرُجوعِ الأمِّ ينتظرُ

يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وتُزْعِجهُ ***** إذا سَرَتْ نَسمَة ٌ أو وَسَوسَ الشَّجَرُ

مِنِّي بأسْوَأَ حالاً حِينَ قاطعنِي ***** هذا الصَّديقُ فهَلاَّ كان يَذَّكِرُ

يا بنَ الكِرامِ أتَنسى أنّني رَجُل ***** لِظِلِّ جاهِكَ بعدَ اللهِ مُفتَقِرُ

إنِّي فتاكَ فلاَ تقطعْ مواصلتِي ***** هَبني جَنيتُ فقُلْ لي كيفَ أعتَذِرُ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
01/06/2012, 12:47 AM
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها

يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها ***** قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ

منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها ***** من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ

قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها ***** واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ

يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه ***** حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ

لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه ***** مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ

بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ ***** إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ

ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ***** لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ

يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً***** تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ

طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه ***** يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ

وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ***** حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ

يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه ***** وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
01/06/2012, 01:21 AM
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي


وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي ***** بالدُّرِّ أو بالجَوهَرِ

فقَرَأتُ فيِه رِسالة ً***** مُزِجَتْ بذَوبِ السُّكرِ

أجريْتَ في أّثنائهَا ***** نَهرَ انسِجامِ الكَوثَرِ

وفرطْتَ بين سُطورِها ***** مَنْظُومَ تاجِ القَيصرِ

وخَبَأْتَ في ألفاظِها ***** مِنْ كلِّ مَعْنى ً مُسْكِرِ

فتَرَى المَعاني الفارسيّـة ***** في مَغاني الأسطُرِ

كالغانياتِ تَقَنَّعَتْ ***** خَوفَ المُريبِ المُجتري

مَعنى ً أَلَذُّ مِن الشَّماتة ***** بالعَدُوِّ المُدْبرِ

أَوْ مِنْ عِتابٍ بَيْنَ مَحْبوب ***** وحِبٍّ مُعْذِرِ

أو فَتْرَة ٍ أضاعَها ***** الْـقامِرُ عند المَيسِرِ

أو مَجلسٍ للخَمرِ ***** مَعْــقُودٍ بيومٍ مُمطِرِ

تِسعُونَ بيتاً شِدْتَها ***** فوقَ سِنانِ السَّمهَرِي

والسَّمْهَرِيُّ قَلَمٌ في ***** كَفِّ لَيْثٍ قَسْوَرِ

اَفَتَى القَوافِي كيفَ أَذْت ***** فقد أطَلتَ تَحَسُّري

أتُرَى أَراكَ امِ الِّلقاءُ ***** يكونُ يومَ المَحشِرِ

ما كان ظَنِّي أنْ تَعيــشَ ***** أيا لَئِيمَ المَكسِرِ

ولقد قُذِفْتَ الى الجَحيمِ ***** وبئسَ عُقْبَي المُنْكَرِ

تاللّه لو أَصْبَحْتَ ***** أَفْلاطُونَ تلكَ الأعصُرِ

وبَرَعْتَجالِينُوسَ أو ***** لُقمَانَ بين الحُضَّرِ

ما كنتَ إلاّ تافِهَ ***** الْآدابِ عند المَعشَرِ

غُفرانَكَ اللهُمَّ إنِّــي ***** مِن ظُلامَتِهِ بَري

سَوَّيْتَه كالَكْركَدَنِّ ***** وجاءَنا كالأَخْدَرِي

وَجْهٌ ولا وَجْهُ الحُطُوبِ ***** وقامَة ٌ لم تُشبَرِ

ومِن العَجائِبِ أنَّ ***** مثـلَ لِسانِه لَمْ يُبْتَرِ

كم باتَ يَلتَحِمُ العُرُوضَ ***** وجاءَ بالأَمْرِ الفَرِي

فافعَل به اللهُمَّ ***** كالنَّــمرُوذِ فهو بها حَري

وانزِلْ عليه السُّخْطَ إنْ ***** أَمْسَى ولَمْ يَسْتَغْفِرِ

فهو الّذي ابتَدعَ الرّبَا ***** وأقامَ رُكنَ الفُجَّرِ

وأقامَ دينَ عِبادَة ِ***** الدِّينارِ بَيْنَ الأَظْهُرِ

ولقد عَجبتُ لبُخلِه ***** ولكَفِّهِ المستَحجِرِ

لا يَصْرفُ السُّحْتُوتَ ***** إلاَّ وهوَ غيرُ مُخَيَّرِ

لو أنّ في إمكانِه ***** عيشاً بغيرِ تَضَوُّرِ

لاختارَ سَدَّ الفَتحَتَيــنِ ***** وقال: يا جَيبُ احذَرِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
01/06/2012, 02:08 AM
لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ


لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ ***** أنا فيه أتيهُ مثلَ الكِسائي

حاكَهُ العِزُّ من خُيوطِ المَعالي ***** وسَقاهُ النَّعيمُ ماءَ الصَّفاءِ

وتَبَدّي في صِبْغَة ٍ مِنْ أَدِيم ***** اللَّيْلِ مَصْقولَة ٍ بحُسْنِ الطِّلاءِ

خاطَهُ رَبُّه بإبرة ِ يُمنٍ ***** أوجَرُوا سَمَّها خُيوطَ الهَناءِ

فكأنِّي- وقد أحاطَ بجِسمي-***** في لِباسٍ من العُلا والبَهاءِ

تُكْبِرُ العَيْنُ رُؤيتَي وتَرانِي ***** في صُفوفِ الوُلاة ِ والأمَراءِ

ألِفَ الناسُ- حيث كنتُ- مَكاني ***** أُلفَة َ المُعدِمينَ شَمسَ الشِّتاء

يا رِدائِي وأنتَ خَيْرُ رِداءٍ ***** أَرْتَجِيهِ لزِينة ٍ وازدِهاءِ

لا أحالَتْ لكَ الحَوادِثُ لَوناً ***** وتعَدتك ناسِجاتَ الجِواءِ

غَفَلَتْ عنكَ للبِلى نَظَراتٌ ***** وتَخَطَّتْكَ إبْرَة ُ الرَّفّاءِ

صَحِبَتْنِي قَبلَ اصطِحابِكَ دَهْراً ***** بِدْلَة ٌ في تَلَوُّنِ الحِرْباءِ

نَسَبُوها لطَيْلَسانِ ابنِ حَرْبٍ ***** نِسبَة ً لَم تَكُنْ بذاتِ افتراءِ

كنتُ فيها إذا طَرَقتُ أُناساً ***** أنكَرُوني كطارق مِن وَباءِ

كَسَفَ الدهرُ لَونَها واستعارَتْ ***** لَوْنَ وَجْهِ الكَذُوبِ عند اللِّقاءِ

يا رِدائِي جَعَلْتَنِي عند قَوْمِي ***** فوقَ ما أَشْتَهِي وفوقَ الرَّجاءِ

إنّ قومِي تَرُوقُهُمْ جِدَّة الثَّوْبِ ***** ولا يَعشَقُون غيرَ الرُّواءِ

قيمة ُ المرءِ عندَهُم بين ثوبٍ ***** باهِرٍ لَوْنُه وبينَ حِذاءِ

قَعَدَ الفَضْلُ بي وقُمْتَ بِعِزِّي ***** بين صَحبي، جُزيتَ خيرَ الجَزاءِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
04/06/2012, 08:05 AM
هذا الظَّلامُ أثارَ كامِنَ دائي

هذا الظَّلامُ أثارَ كامِنَ دائي ***** يا ساقِيَيَّ عَلَيَّ بالصَّهباءِ

بالكاسِ أو بالطّاسِ أو بآثْنَيْهِما ***** أو بالدِّنانِ فإنّ فيه شِفائي

مَشْمُولَة لولا التُّقَى لعَجِبْتُ مِنْ ***** تَحْرِيمِها والذَّنْبُ للقُدَماءِ

قَرِبُوا الصَّلاة َ وهُم سُكارى بعدَما ***** نَزَلَ الكِتابُ بحِكْمَة ٍ وجَلاءِ

يا زَوْجَة َ ابِن المُزْنِ يا أُخْتَ الهَنا ***** يا ضَرّة َ الأحزانِ في الأحشاءِ

يا طِبَّجالِينُوسَ في أَنْواعِه ***** مالي أراكِ كثيرة َ الأعداءِ

عَصَرُوكِ مِنْ خَدَّيْ سُهَيْلٍ خُلْسَة ً***** ثم اختَبَأتِ بمُهجَة ِ الظَّلماءِ

فلَبِثتِ فيها قبلَ نُوحٍ حِقبَة ً***** وتَداوَلَتْكِ أنامِلُ الآناءِ

حتَّى أَتاحَ اللهُ أنْ تَتَجَمّلي ***** بيَدِ الكريمِ وراحَة ِ الأُدباءِ

يا صاحبي كيفَ النُّزُوعُ عن الطِّلا ***** ولقد بُلِيتُ مِن الهُموِم بِداءِ

واللَّيْلُ أَرْشَدَهُ أَبُوهُ لِشَقْوَتِي ***** وكذا البَنُونَ على هَوَى الآباءِ

ألَّفتُ بين ابنِ السَّحابِ وبينَها ***** فرأيتُ صَحّة َ ما حَكاهُ الطّائي

صَعُبَتْ وراضَ المَزْجُ سيءَ خُلْقِها ***** فتَعَلَّمَتْ مِنْ حُسْنِ خُلْقِ الماءِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
04/06/2012, 08:15 AM
أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي

أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي ***** بين هَمٍّ وبين ظَنٍّ وحَدسِ

يا غلامُ، المُدامَ والكاسَ والطّاسَ ***** وهَيِّءْ لَنا مَكاناً كأَمْسِ

أطلِقْ الشمسَ من غَياهِبِ هذا الدَّنِّ ***** وامَلأ من ذلك النُّورِ كأسي

وأذنِ الصُّبْحَ أنْ يَلُوحَ لعَيْنِي ***** من سَناها فذاكَ وَقتُ التَّحَسِّي

وادْعُ نَدمانَ خَلوتي وائتِناسي ***** وتَعَجَّلْ واسْبِلْ سُتُورَ الدِّمَقْسِ

واسقِنا يا غُلامُ حتّى تَرانا ***** لا نُطِيقُ الكَلامَ إلاّ بهَمْسِ

خَمرة ً قيلَ إنّهم عصَرُوها ***** من خُدودِ المِلاحِ في يَومِ عُرسِ

مُذْ رآها فَتَى العَزِيزِ مَناماً ***** وهو في السِّجْنِ بَيْنَ هَمٍّ ويَأْسِ

أعْقَبَتْهُ الخَلاصَ مِنْ بَعْدِ ضيقٍ ***** وحَبَتْهُ السُّعودَ من بَعدِ نَحسِ

يا نَديمِي باللهِ قُل لِي لِماذا ***** هَذه الخَنْدَرِيسُ تُدْعَى برِجْسِ؟

هيَ نَفْسٌ زَكيَّة ٌ وأَبُوها ***** غَرسُه في الجِنانِ أكرَمُ غَرسِ

هيَ نَفْسٌ تَعَلَّمَتْ حُسْنَ أخْلاقِ *****المُولحِيِّ في صَفاءٍ وأُنسِ

خَصّه اللهُ حيثُ يُصْبِحُ بالإقْــبالِ***** والعِزِّ والعُلا، حيثُ يُمسي

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
04/06/2012, 08:35 AM
فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ


فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ *****جَدِّدُوا باللّهِ عَهْدَ الغائِبِينْ

واذكُرُوني عند كاساتِ الطِّلا *****إنّني كنتُ إمامَ المُدمِنينْ

وإذا ما استَنْهَضَتْكُم ليلة ً***** دَعَوة ُ الخَمرِ فَثُورُوا أجمَعينْ

رُبَّ لَيْلٍ قد تَعاهَدْنا عَلَى *****ما تَعَاهَدْنَا وكُنّا فاعِلِينْ

فقَضَيْناهُ ولم نَحفِلْ بما ***** سَطَّرَتْ أيْدِي الكِرامِ الكاتِبِينْ

بين أقداحٍ ورَاحٍ عُتِّقَتْ *****ورَياحينٍ ووِلدانٍ وعِينْ

وسُقاة ٍ صَفَّفَتْ أكوابَها *****بَعْضُها البَلُّورُ والبَعْضُ لُجَيْنْ

آنَسَتْ مِنّا عِطاشاً كالقَطا *****صادَفَتْ وِرداً به ماءٌ مَعينْ

فمَشَتْ بالكاسِ والطاسِ لَنا *****مِشْية َ الأفراحِ للقَلْبِ الحَزِينْ

وتَواثَبنا إلى مَشمُولَة *****ذاتِ ألوانٍ تَسُرّ الناظِرِينْ

عَمَدَ السّاقي لأنْ يَقتُلَها *****وهيَ بِكرٌ أحصَنَتْ منذُ سِنِينْ

ثمَّ لمَّا أنْ رأَى عِفَّتَهَا *****خافَ فيها الله رَبَّ العالَمينْ

وأجَلْنَا الكاسَ فيما بيننَا *****و علَى الصَّهباءِ بتنَا عاكفينْ

وشَفَينا النَّفسَ من كلِّ رَشاً *****نَطَقَتْ عَيناهُ بالسِّحرِ المُبينْ

وطوَى مَجْلِسنَا بعدَ الهَنا *****وانشراحِ الصَّدْرِ تكبيرُ الأَذِينْ

هكذا كُنّا بأيّامِ الصَّفا *****نَنْهَب اللذّاتِ في الوقتِ الثَّمينْ

ليتَ شِعري هل لنا بعدَ النَّوى *****مِنْ سبيلٍ للقِّا أمْ لاتَ حِينْ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
26/06/2012, 05:20 PM
سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا


سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا ***** كيف باتَتْ نِساؤُهُمْ والعَذارَى

كيف أَمْسَى رَضِيعُهُمْ فَقَدَ الأمَّ ***** وكيف اصْطَلَى مع القَوْمِ نارَا

كيف طاحَ العَجُوزُ تحتَ جِدارٍ ***** يَتَداعى وأسْقُفٍ تَتَجارَى

رَبِّ إنّ القَضاءَ أَنْحَى عليهم ***** فاكشف الكَربَ واحجُبِ الأَقْدارَا

ومُرِ الَّنارَ أنْ تَكُفَّ أَذاها ***** ومُرِ الغَيْثَ أَنْ يَسِيلَ انْهِمارا

أينَ طُوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي ***** هذِه النّارَ؟فهي تَشْكُو الأوَارا

أَشْعَلَتْ فَحْمَة َ الدَّياجِي فباتَتْ ***** تَملأ الأرضَ والسَّماءَ شَرارا

غَشِيَتْهُمْ والنَّحْسُ يَجْرِي يَميناً ***** ورَمَتهُم والبُؤْسُ يَجري يَسارا

فأَغارَتْ وأوْجُهُ القَومِ بِيضٌ ***** ثمّ غَارَتْ وقد كَسَتْهُنَّ قارا

أَكَلَتْ دُورَهُمْ فلّما استَقَلَّتْ ***** لم تُغادِرْ صِغارَهُم والكِبارا

أخرَجَتهُم من الدِّيارِ عُراة ً***** حَذَرَ الموتِ يطلبونَ الفِرارا

يَلْبَسُونَ الظَّلامَ حتَّى إذا ما ***** أقبلَ الصُّبحُ يَلبَسون النَّهارا

حُلَّة لا تَقيهِمُ البَردَ والحَــرَّ ***** ولا عنهُمُ ترُدُّ الغُبارا

أيها الرَّافِلون في حُلَلِ الوَشْــي ***** يجُرُّونَ للذُّيولِ افْتِخارا

إنّ فوقَ العَراءِ قوماً جِياعاً ***** يَتوارَونَ ذِلَّة ً وانكِسارا

ايُّهذا السَّجينُ لا يمْنَع السِّجْــنُ ***** كريماً مِن أنْ يُقيلَ العِثارا

مُرْ بِأَلْفٍ لهم وإنْ شِئْتَ زِدْها ***** وأجِرْهُم كما أجَرَتَ النَّصارى

قد شَهِدْنا بالأمسِ في مِصرَ عُرساً ***** مَلأَ العَينَ والفُؤادَ ابْتِهارا

سالَ فيه النُّضارُ حتى حَسِبنا ***** أنّ ذاك الفِناءَ يجري نُضارا

باتَ فيه المُنَعَّمونَ بليلٍ ***** أَخْجَلَ الصُّبْحَ حُسْنُه فَتَوارَى

يَكْتَسُون السَرورَ طَوْراً وطَوْراً ***** في يَد الكَأسِ يَخْلَعُون الوَقارا

وسَمِعْنا في ميت غَمْرٍ صِياحاً ***** مَلأ البَرَّ ضَجّة ً والبِحارا

جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظ فهذا ***** يَتَغَنَّى وذاكَ يَبكي الدِّيارا

رُبَّ لَيْلٍ في الدَّهْرِ قَدْ ضَمَّ نَحْساً ***** وسُعوداً وعُسْرَة ً ويَسارا

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
26/06/2012, 05:55 PM
حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي


حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي ***** وعِفتُ البَيانَ فلا تَعتُبي

فما أنتِ يا مصرُ دارَ الأديبِ ***** ولا أنتِ بالبَلَدِ الطَّيِّبِ

وكمْ فيكِ يَا مصرُ مِنْ كاتبٍ ***** أقالَ اليَراعَ ولم يَكتُبِ

فلا تُعذُليني لهذا السكوت ***** فقد ضاقَ بي منكِ ما ضاقَ بي

أيُعجِبُني منكِ يومَ الوِفاق ***** سُكوتُ الجَمادِ ولِعْبُ الصَّبي

وكم غَضب الناسُ من قبلِنا ***** لسَلبِ الحُقوقِ ولمْ نغضَبِ

أنابتَةَ العصرِ إنّ الغريبَ ***** مُجِدٌّ بمصرَ فلا تلعبي

يقولون: في النَّشْءِ خيرٌ لنا ***** ولَلنَّشْءُ شرٌّ من الأجنبي

أفي الأزبكيّة مثوى البنينِ ***** وبين المساجد مثوى الأب؟

وكم ذا بمصرَ من المضحكاتِ ***** كما قال فيها أبو الطيِّب

أمورٌ تمرُّ وعيشٌ يُمِرُّ ***** ونحن من اللَّهو في ملعب

وشعب يفرُّ من الصالحاتِ ***** فرارَ السَّليم من الأجرب

وصُحْف تطنُّ طنينَ الذُّبابِ ***** وأخرى تشنُّ على الأقرب

وهذا يلوذ بقصر الأميرِ ***** ويدعو إلى ظِلِّه الأرحب

وهذا يلوذ بقصر السَّفيرِ ***** ويُطنِب في وِرده الأعذب

وهذا يصيحُ مع الصائحينَ ***** على غير قصدٍ ولا مأرب

وقالوا: دخيلٌ عليه العفاء ***** ونعم الدَّخيلُ على مذهبي!

رآنا نياماً ولما نُفِقْ ***** فشمَّرَ للسَّعي والمكسب

وماذا عليه إذا فاتنا ***** ونحن على العيش لم ندأب؟

ألفنا الخمولَ ويا ليتنا ***** ألفنا الخمولَ! ولم نكذب!

وقالوا: المؤيَّدُ في غمرةٍ ***** رماه بها الطَّمعُ الأشعبي

دعاه الغرامُ بسنّ الكهولِ ***** فجُنَّ جُنوناً ببنت النَّبي

ونادى رجالٌ بإسقاطهِ ***** وقالوا: تَلَوَّنَ في المَشْرَب

وعَدُّوا عليه من السَّيِّئاتِ ***** أُلوفاً تَدُورُ مع الأحقُب

وقالوا لصيقٌ ببيتِ الرَّسولِ ***** أغارَ على النَّسَبِ الأنجب

وزكَّى أبو خَطوةٍ قولَهم ***** بحكمٍ أحَدَّ من المضرب

فما للتهاني على دارِهِ ***** تَسَاقطُ كالمطر الصَّيِّبِ

وما للوُفُود على بابهِ ***** تزفُّ البشائرَ في موكب؟

وما للخليفة أسدى إليهِ ***** وساماً يليقُ بصدر الأبي؟

فيا أمّةً ضاقَ عن وصفها ***** جَنانُ المفوَّهِ والأَخْطَبِ

تضيعُ الحقيقةُ ما بيننا ***** ويَصلى البريءُ مع المذنب

ويُهضَمُ فينا الإمام الحكيمُ ***** ويُكْرَم فينا الجهولُ الغَبِي

على الشَّرق منِّي سلامُ الودود ***** وإنْ طأطأ الشَّرقُ للمغرب

لقد كان خِصباً بجدب الزّمانِ ***** فأجدبَ في الزَّمن المُخْصِب !

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
26/06/2012, 06:29 PM
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ


لمِصرَأم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ ***** هُنا العُلا وهُناكَ المجدُو الحَسَبُ

رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما ***** قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ

خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما ***** ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ

أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما ***** وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ

أَيَرْغَبانِ عن الحُسْنَى وبَيْنَهُما ***** في رائِعاتِ المَعالي ذلك النَّسَبُ

ولا يَمُتّانِ بالقُربى وبينَهُما ***** تلكَ القَرابة ُ لَمْ يُقْطَعْ لها سَبَبُ؟

إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ***** باتَتْ لها راسِياتُ الشّأمِ تَضطَرِبُ

وإنْ دَعَا في ثَرَي الأَهْرامِ ذُو أَلَمٍ ***** أَجابَهُ في ذُرَا لُبْنانَ مُنْتَحِبُ

لو أَخْلَصَ الِّنيلُ والأرْدُنُّ وُدَّهما ***** تَصافَحَتْ منهما الأمْواهُ والعُشُبُ

بالوادِيَيْنِ تَمَشَّى الفَخرُ مِشيَتَه ***** يَحُفُّ ناحيَتَيْه الجُودُ والدَّأَبُ

فسالَ هذا سَخاءً دونَه دِيَمٌ ***** وسالَ هذا مَضاءً دونَه القُضُبُ

نسيمَ لُبنانَ كم جادَتْكَ عاطِرَة ٌ***** من الرِّياضِ وكم حَيّاكَ مُنْسَكِبُ

في الشَّرقِ والغَربِ أنفاسٌ مُسَعَّرَة ٌ***** تَهْفُو إليكَ وأكبادٌ بها لَهَبُ

لولا طِلابُ العُلا لم يَبتَغُوا بَدَلاً ***** من طِيبِ رَيّاكَ لكنّ العُلا تَعَبُ

كم غادَة ٍ برُبُوعِ الشّأمِ باكيَة ٍ***** على أَليِفٍ لها يَرْمِي به الطَّلَبُ

يَمْضِي ولا حِيلَة ٌ إلاّ عَزِيمَتُه ***** ويَنثَني وحُلاهُ المَجدُ والذَّهَبُ

يَكُرُّ صَرفُ اللَّيالي عنه مُنقَلِباً ***** وعَزْمُه ليسَ يَدْرِي كيفَ يَنْقَلِبُ

بِأَرْضِكُولُمْبَأَبْطالٌ غَطارِفَة ٌ***** أسْدٌ جِياعٌ إذا ما وُوثِبُوا وَثَبُوا

لَم يَحْمِهمْ عَلَمٌ فيها ولا عُدَدٌ ***** سوى مَضاءٍ تَحامَى وِرْدَهُ النُّوَب

أسطُولُهُمْ أمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ ***** وجَيْشُهُمْ عَمَلٌ في البَرِّ مُغْتَرِبُ

لهم بكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ ***** وفي ذُرَا كُلِّ طَوْدٍ مَسْلَكٌ عَجَبُ

لَمْ ثَبْدُ بارِقَة ٌ في أفْقِ مُنْتَجَعٍ ***** إلاّ وكان لها بالشامِ مُرتَقِبُ

ما عابَهُم انّهُم في الأرضِ قد نُثِرُوا ***** فالشُّهبُ مَنثُورَة ٌمُذ كانت الشُّهُبُ

رَادُوا المَناهِلَ في الدُّنْيا ولو وَجَدُوا ***** إلى المَجَرَّة ِ رَكباً صاعِداً رَكِبُوا

أو قيلَ في الشمسِ للرّاجِينَ مُنْتَجَعَ ***** مَدُّوا لها سَبَباً في الجَوِّ وانتَدَبُوا

سَعَوا إلى الكَسْبِ مَحْمُوداً وما فَتِئَتْ ***** أمُّ اللُّغاتِ بذاكَ السَّعْي تَكْتَسِبُ

فأينَ كان الشَّآمِيُّونَ كان لها ***** عَيْشٌ جَدِيدٌ وفَضْلٌ ليسَ يَحْتَجِبُ

هذي يَدي عن بني مِصرٍ تُصافِحُكُم ***** فصافِحُوها تُصافِحْ نَفسَها العَرَبُ

فما الكِنانَة ُ إلاّ الشامُ عاجَ على ***** رُبُوعِها مِنْ بَنِيها سادَة ٌ نُجُبُ

لولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم ***** مِنّا ومِنْهُمْ لَمَا لمُنْا ولا عَتَبُوا

إِنْ يَكْتُبوا لِيَ ذَنْباً في مَوَدَّتِهمْ ***** فإنّما الفَخْرُ في الذَّنْبِ الذي كَتَبُوا

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 05:55 AM
حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا



حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا ***** إنْ تَنْشُرُوا العِلْمَ يَنْشُرْ فيكُم العَرَبا

ولا حَياة لكمْ إلاّ بجامِعَة ٍ***** تكونُ أمَّا لطُلاّبِ العُلاَ وأَبَا

تَبْنِي الرِّجالَ وتَبنِي كلَّ شاهِقَة ٍ***** مِنَ المَعاِلي وتَبْنِي العِزَّ والغَلَبا

ضَعُوا القُلُوبَ أَساساً لا أقولُ لكمْ ***** ضَعُوا النُّضارَ فإنِّي أَصْغِرُ الذَّهَبا

وابْنُوا بأَكْبَادِكُمْ سُوراً لها وَدَعُوا ***** قيلَ العَدُوِّ فإنِّي أَعْرِفُ السَّببَا

لا تَقْنَطُوا إنْ قَرَأتُمْ ما يُزَوِّقُه ***** ذاكَ العَمِيدُ ويَرْمِيكُمْ به غَضَبا

وراقِبُوا يومَ لا تُغني حَصائِدُه ***** فكلُّ حَيٍّ سيُجْزَى بالّذي اكتَسَبا

بَنَى على الإفْكِ أَبْرَاجاً مُشَيَّدَة ً***** فابْنُوا على الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُّهُبا

وجاوِبُوه بفِعْلٍ لا يُقَوِّضُه ***** قُوْلُ المُفَنِّدِ أنَّى قال أو خَطَبا

لا تَهْجَعُوا إنّهمْ لَنْ يَهْجَعُوا أَبداً ***** وطالِبُوهُمْ ولكنْ أجمِلُوا الطَّلَبا

هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا ***** وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا

عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت ***** فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا

وَالحَربُ في لَهَبٍ وَالقَومُ في حَرَبٍ ***** قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا

وَدّوا بِها وَجَواريهِم مُعَطَّلَةٌ ***** لَو أَنَّ أَهدابَهُم كانَت لَها سَبَبا

هُنالِكَ الغيدُ جادَت بِالَّذي بَخِلَت ***** بِهِ دَلالاً فَقامَت بِالَّذي وَجَبا

جَزَّت غَدائِرَ شِعرٍ سَرَّحَت سُفُناً ***** وَاِستَنقَذَت وَطَناً وَاِستَرجَعَت نَشَبا

رَأَت حُلاها عَلى الأَوطانِ فَاِبتَهَجَت ***** وَلَم تَحَسَّر عَلى الحَليِ الَّذي ذَهَبا

وَزادَها ذاكَ حُسناً وَهيَ عاطِلَةٌ ***** تُزهى عَلى مَن مَشى لِلحَربِ أَو رَكِبا

وَبَرثَرانِ الَّذي حاكَ الإِباءُ لَهُ ***** ثَوباً مِنَ الفَخرِ أَبلى الدَهرَ وَالحِقَبا

أَقامَ في الأَسرِ حيناً ثُمَّ قيلَ لَهُ ***** أَلَم يَئِن أَن تُفَدّي المَجدَ وَالحَسَبا

قُل وَاِحتَكُم أَنتَ مُختارٌ فَقالَ لَهُم ***** إِنّا رِجالٌ نُهينُ المالَ وَالنَشَبا

خُذوا القَناطيرَ مِن تِبرٍ مُقَنطَرَةً ***** يَخورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا

قالوا حَكَمتَ بِما لا تَستَطيعُ لَهُ ***** حَملاً نَكادُ نَرى ما قُلتَهُ لَعِبا

فَقالَ وَاللَهِ ما في الحَيِّ غازِلَةٌ ***** مِنَ الحِسانِ تَرى في فِديَتي نَصَبا

لَو أَنَّهُم كَلَّفوها بَيعَ مِغزَلِها ***** لَآثَرَتني وَصَحَّت قوتَها رَغَبا

هَذا هُوَ الأَثَرُ الباقي فَلا تَقِفوا ***** عِندَ الكَلامِ إِذا حاوَلتُمُ أَرَبا

وَدونَكُم مَثَلاً أَوشَكتُ أَضرِبُهُ ***** فيكُم وَفي مِصرَ إِن صِدقاً وَإِن كَذِبا

سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ ***** كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا

فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ ***** نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا

فَظَلَّ يَبكي عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ ***** يَزولُ ضَعفاً وَيَقضي نَحبَهُ سَغَبا

يَبكي عَلَيهِ وَفي يُمناهُ أَرغِفَةٌ ***** لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا

فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذي أَلَمٍ ***** يَبكي وَذي أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا

ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ ***** مِنّي وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا

قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً ***** هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى

أَجابَهُم وَدَواعي الشُحِّ قَد ضَرَبَت ***** بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا

لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا ***** أَما كَفى أَن يَراني اليَومَ مُنتَحِبا

هَذي دُموعي عَلى الخَدَّينِ جارِيَةٍ ***** حُزناً وَهَذا فُؤادي يَرتَعي لَهَبا

أَقسَمتُ بِاللَهِ إِن كانَت مَوَدَّتُنا ***** كَصاحِبِ الكَلبِ ساءَ الأَمرُ مُنقَلَبا

أُعيذُكُم أَن تَكونوا مِثلَهُ فَنَرى ***** مِنكُم بُكاءً وَلا نُلفي لَكُم دَأَبا

إِن تُقرِضوا اللَهَ في أَوطانِكُم فَلَكُم ***** أَجرُ المُجاهِدِ طوبى لِلَّذي اِكتَتَبا

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:11 AM
أَجادَ مَطْرانُ كعاداته


أَجادَ مَطْرانُ كعاداته ***** وهكذا يُؤْثَرُ عَنْ قُسِّ

فإنْ أَقِفْ مِنْ بَعْدِه مُنْشِداً ***** فإنّما مِنْ طِرْسِه طِرْسي

رَثَى حَبِيباً وَرَثَى بَعْدَه ***** لذلِكَ المُوفي على الرَّمْسِ

كانَا إذا ما ظَهَرا مِنْبَراً ***** حَلاَّ مِنَ السّامِعِ في النَّفْسِ

فأَصْبَحَا هذا طَواهُ الرَّدَى ***** وذاكَ نَهْبٌ في يَدِ البُؤْسِ

لولا سَلِيمٌ لَم يَقُلْ قائِلٌ ***** ولَمْ يَجُدْ مَنْ جادَ بالأمْسِ

للهِ ما أَشْجَعَه إنّـه ***** ذُو مِرَّة ٍ فِينَا وذُو بَأْسِ

يَقُومُ في مَشْرُوعِهِ نافِذاً ***** كأنّه عَنْتَرَة ُ العَبْسِي

تَلْقاهُ في الجِدِّ كما تَبْتَغِي ***** وتارَة ً تَلْقاهُ في الهَلْسِ

سَرْكِيسُ إنْ راقَكَ ما قُلْتُه ***** في مَعْرِضِ الهَزْلِ فَقُلْ مِرْسِيٌ

أقْسِمُ باللَّـهِ وآلائِـه ***** بعَرْشِه باللَّوْحِ بالكُرْسِي

بالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبْحِها ***** بالبَدْرِ في مَرْآهُ بالشَّمْسِ

بأنّ هذا عَمَلٌ صالحٌ ***** قامُ به هَذا الفَتَى القُدْسِي

ذَكَّرَنا والمَرْءُ مِنْ نَفْسِه ***** وعَيْشِه في شاغِلٍ يُنْسِي

بالواجِبِ الأَقْدَسِ في حَقِّ مَنْ ***** باعَتْه مِصْرٌ بَيْعَة َ الوَكْسِ

هذا أبُو العَدْلِ فمَنْ خالَه ***** حَياً فما خَالَ سِوَى العَكْسِ

كانت له في حَلْقِه ثَرْوَة ٌ ***** مِنْ نَبْرَة ٍ تُشْجي ومِنْ جَرْسِ

فغالَها الدَّهْرُ كما غَالَه ***** حتّى غَدَا كالطَّلَلِ الدَّرْسِ

فاكتَسِبُوا الأَجْرَ ولا تَبْتَغُوا ***** شِراءَه بالثَمَنِ البَخْسِ

إنِّي أَرى التَّمْثِيلَ في غَمْرَة ٍ***** غامِرَة ٍ تَدْعُو إلى اليَأُسِ

لَم يَرْمِه في شَرْخِه ما رَمى ***** لو كان مَبْنِياً على أُسٍّ

أَكُلَّما خَفَّتْ به صَحْوَة ***** ٌمِنْ دائِه عُوجِلَ بالنَّكْسِ

إنْ تُغْفِلُوا دارِسَ آثارِه ***** عَفَّى عَليْها الدُّهْرُ بالطَّمْسِ

أَعْجَزَها النُّطْقُ فجاءَتْ بِنا ***** نَنُوبُ عنْ أَلْسُنِها الخُرْسِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:20 AM
أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا


أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا ***** واسبِق الفَجْرَ إلى رَوْضِ الزَّهَرْ

حَيِّهِ وانثرْ على أكمامِه ***** منْ نطافِ الماءِ أشباهَ الدُّرَرْ

أَيُّها الزَّهْرُ أَفِقْ مِنْ سِنَة ٍ***** واصطَبِحْ مِنْ خَمْرَة ٍ لَم تُعْتَصرْ

منْ رحيقٍ أمُّه غادية ٌ ***** ساقَهَا تحتَ الدُّجَى روحُ السَّحَرْ

وانفحِ الرَّوضَ بنشرٍ طيِّبٍ ***** عَلَّه يُوقِظُ سُكّانَ الشَّجَرْ

إنَّ بِي شوقاً إلَى ذِي غُنَّة ٍ ***** يُؤْنِسُ النَّفْسَ وقدْ نامَ السَّمَرْ

إيهِ يا طَيْرُ ألاَ مِنْ مُسْعِدٍ ***** إنّني قد شَفَّني طُولُ السَّهَرْ

قُمْ وصَفِّقْ واستَحِرْ واسجَعْ ونُحْ ***** واروِ عنْ إسحاقَ مأثورَ الخبرْ

ظَهَرَ الفَجْرُ وقد عَوَّدْتَني ***** أنْ تُغَنِّينِي إذَا الفَجْرُ ظَهَرْ

غَنِّني كَمْ لكَ عِندي مِنْ يَدٍ ***** سَرَّتِ الأَشْجانَ عَنِّي والفِكَرْ

اخْرِق السَّمْعَ سِوَى مِنْ نَبَأٍ ***** خَرَقَ السَّمعَ فأدمَى فوَقَرْ

كُلَّ يَوْمٍ نَبْأَة ٌ تَطْرُقُنا ***** بعجيبٍ منْ أعاجيبِ العِبَرْ

أممٌ تفنَى وأركانٌ تهِي ***** وعُرُوشٌ تتهاوَى وسُرُرْ

وجُيُوشٌ بجيوشٍ تلتقِي ***** كسُيُولٍ دَفَقَتْ في مُنْحَدَرْ

ورجالٌ تتبارَى للرَّدَى ***** لا تُبالي غابَ عنها أمْ حَضَرْ

منْ رآهَا في وغَاهَا خالهَا ***** صِبْيَة ً خَفَّتْ إلَى لِعبِ الأُكَرْ

وحُرُوبٌ طاحِناتٌ كلَّما ***** أُطْفئتْ شَبَّ لَظاها واسْتَعَرْ

ضَجَّتِ الأَفْلاكُ مِنْ أَهْوالِها ***** واستعاذَ الشمسُ منهَا والقَمَرْ

في الثَّرَى في الجَوِّ في شُمِّ الذُّرَا ***** في عُبابِ البَحْرِ ، في مَجْرَى النَّهَرْ

أسرفتْ في الخلقِ حتَّى أوشكوُا ***** أنْ يبيدُوا قبلَ ميعادِ البَشَرْ

فاصْمِدوا ثمَّ احمدُوا اللَّه عَلَى ***** نِعْمَة الأَمْن وطِيبِ المُسْتَقَرّ

نعمة الأمنِ وما أدراكَ ما ***** نِعمة الأمن إذَا الخطبُ اكفهرْ

واشْكُروا سُلْطانَ مِصْرٍ واشكُرُوا ***** صاحبَ الدّولة محمودَ الأَثَرْ

نحن في عَيْشٍ تَمَنَّى دُونَه ***** أممٌ في الغربِ أشقاهَا القدَرْ

تَتَمَنَّى هَجْعَة ً في غِبْطَة ٍ ***** لمْ تُساوِرْهَا اللَّيالِي بالكَدَرْ

إنّ في الأَزْهَرِ قوماً نالَهُمْ ***** مِنْ لَظَى نِيرانِها بَعْض الشَّرَرْ

أَصْبَحُوا - لا قَدَّرَ اللهُ لنا ***** في عناءٍ وشقاءٍ وضجرْ

نُزلاءٌ بيننَا إنْ يُرْهَقُوا ***** أوْ يُضامُوا إنّهَا إحدَى الكُبَرْ

فأعينُوهُمْ فهُمْ إخْوانُكُمْ ***** مُسَّهُمْ ضُرٌّ ونابَتْهُمْ غيَرْ

أَقْرِضُوا اللهَ يُضاعِفْ أَجْرَكُمْ ***** إنّ خَيْرَ الأَجْرِ أَجْرٌ مُدَّخَرْ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:28 AM
أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـش


أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـشُ ***** ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا

عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى ***** باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما

وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كالياقُوتِ ***** حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما

يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه ***** دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى

ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ ***** صاحَ : مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما

أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْضَ ***** وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا

أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْرُ ***** وأحْيا بمَوتِها الآثاما

ليس في طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِــدُّ ***** ولا أن تُواصلَ الإقْداما

تُؤثِرُ الموتَ في رُبَا النِّيلِ جُوعاً ***** وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما

ورِجالُ الشَّآمِ في كُرَة ِ الأرْضِ ***** يُبارُونَ في المسيرِ الغَماما

رَكِبُوا البَحْرَ ، جَاوَزُوا القُطْبَ،فاتُوا ***** ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما

يَمْتطُون الخُطُوبَ في طَلَبِ العَيـشِ ***** ويبرونَ للنضالِ السهامَا

وبَنُو مِصْرَ في حِمَى النِّيلِ صَرْعَى ***** يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما

أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِي عِطاشاً ***** في بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا

إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّلَّ ***** وأغرَى بِنا الجُناة َ الطَّغاما

إنَّ طِيبَ المُناخِ جرَّعلينَا ***** في سَبيلِ الحَياة ِ ذاكَ الزِّحاما

أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ ***** قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما

وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً ***** قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا

أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـرِ ***** وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا

فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا ***** قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما

ضاقَ في مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا ***** إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا

قد شَقِينا - ونحنُ كرَّمنا ***** اللّـهُ بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:35 AM
سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما


سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما ***** وعُدْتُ وما أعقبتُ إلاَّ التَّنَدُّمَا

لَحَى اللهُ عَهْدَ القاسِطِين الذي به ***** تَهَدَّمَ منْ بُنياننَا ما تهدَّمَا

إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى السَّعَادَة َ بينهمْ ***** فلا تَكُ مِصْريّاً ولا تَكُ مُسْلِما

سَلامٌ على الدُّنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ ***** رَأَى في ظَلامِ القَبْرِ أُنْساً ومَغنَما

أَضَرَّتْ به الأولَى فهامَ بأختها ***** فإنْ ساءَت الأخرَى فوَيْلاهُ مِنْهُما

فهُبِّي رياحَ الموتِ نُكباً وأطفِئي ***** سِراجَ حياتي قبلَ أنْ يتحطَّمَا

فما عَصَمتنِي منْ زمانِي فضائلِي ***** ولكنْ رأيتُ الموتَ للحُرِّ أعْصَما

فيا قلبُ لاَ تجزعْ إذَا عَضَّكَ الأسَى ***** فإنكَ بعدَ اليومِ لنْ تتألَّمَا

ويا عَينُ قد آنَ الجمُودُ لمَدْمَعي ***** فلاَ سَيْلَ دمع تسكبيِن ولاَ دَمَا

ويا يَدُ ما كَلَّفْتُكِ البَسْطَ مَرَّة ً ***** لذّي مِنَّة ٍ أولَى الجَميلَ وأنعمَا

فللهِ ما أحلاكِ في أنملِ البلَى ***** وإنْ كُنتِ أحلَى في الطُّرُوسِ وأكْرَما

ويا قدمِي ما سِرْتِ بي لمَذلَّة ٍ***** ولمْ ترتقِي إلاَّ إلَى العِزِّ سُلَّمَا

فلاَ تُبطئِي سيراً إلَى الموتِ واعلمِي ***** بأنَّ كريمَ القومِ من ماتَ مُكْرمَا

ويا نفسُ كمْ جَشَّمُتكِ الصبرَ والرضا ***** وجشَّمتنِي أنْ أَلبَسَ المجدَ مُعلمَا

فما اسطعتِ أنْ تستمرئِي مُرَّ طعمَه ***** وما اسطعتُ بين القومِ أنْ أتقدَّمَا

فهذَا فِراقٌ بيننَا فَتَجمَّلِي ***** فإنَّ الرَّدَى أحلَى مذاقَا ومطعمَا

ويا صدركمْ حَلَّت بذاتكَ ضِيقة ٌ***** وكم جالَ في أَنْحائِكَ الهَمُّ وارتَمَى

فهَلا تَرَى في ضِيقَة ِ القَبْرِ فُسْحَة ً***** تُنَفِّسُ عنكَ الكَرْبَ إنْ بِتَّ مُبْرَما

ويا قَبْرُ لا تَبْخَلْ بِرَدِّ تَحِيّة ٍ***** على صاحبٍ أَوْفَى علينا وسَلَّما

وهيهاتَ يأتِي الحيُّ للميتِ زائراً ***** فإنِّي رأيتُ الوُدَّ في الحيِّ أسْقِما

ويأيُّهَا النَّجمُ الذي طالَ سُهدُه ***** وقد أَخَذَتْ منه السُّرَى أين يَمَّما

لَعَلَّكَ لا تَنْسَى عُهودَ مُنادِمٍ ***** تَعَلَّمَ منكَ السُّهدَ والأَينَ كُلَّمَا

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:46 AM
لا تلم كفى إذا السيف نبا


لا تلم كفى إذا السيف نبا ***** صح منى العزم و الدهر أبى

رب ساع مبصر فى سعيه ***** أخطأ التوفيق فيما طلبا

مرحبا بالخطب يبلونى إذا ***** كانت العلياء فيه السببا

عقنى الدهر و لولا أننى ***** أوثر الحسنى عققت الأدبا

إيه يا دنيا اعبسى أو فابسمى ***** ما أرى برقك إلا خلبا

أنا لولا أن لى من أمتى ***** خاذلاً ما بت أشكو النوبا

أمة قد فت فى ساعدها ***** بغضها الأهل و حب الغربا

تعشق الألقاب فى غير العلا ***** و تُفدى بالنفوس الرتبا

و هى و الأحداث تستهدفها ***** تعشق اللهو و تهوى الطربا

لا تبالى لعب القوم بها ***** أم بها صرف الليالى لعبا

ليتها تسمع منى قصةً ***** ذات شجو و حديثا عجبا

كنت أهوى فى زمانى غادة ***** وهب الله لها ما وهبا

ذات وجه مزج الله به ***** صفرة تنسى اليهود الذهبا

حملت لى ذات يوم نبأً ***** لا رعاك الله يا ذاك النبا

وأتت تخطر و الليل فتى ***** و هلال الأفق فى الأفق حبا

ثم قالت لى بثغر باسم ***** نظم الدرّ به و الحببا

نبئونى برحيل عاجل ***** لا أرى لى بعده منقلبا

ودعانى موطنى أن أغتدى ***** علنى أقضى له ما وجبا

نذبح الدب و نفرى جلده ***** أيظن الدب ألا يغلبا

قلت و الالام تفرى مهجتى ***** ويك ما تفعل فى الحرب الظبا

ما عهدناها لظبى مسرحا ***** يبتغى ملهى به أو ملعبا

ليست الحرب نفوسا تشتهى ***** بالتمنى أو عقولا تستبى

أحسبت القد من عدتها ***** أم حسبت اللحظ فيها كالشبا

فسلينى إننى مارستها ***** و ركبت الهول فيها مركبا

و تقحمت الردى فى غارة ***** أسدل النقع عليها هيدبا

قطبت ما بين عينيها لنا ***** فرأينا الموت فيها قطبا

جال عزرائيل فى أنحائها ***** تحت ذاك النقع يمشى الهيذبى

فدعيها للذى يعرفها ***** و الزمى يا ظبية البان الخبا

فأجابتنى بصوت راعنى ***** و أرتنى الظبى ليثا أغلبا

إن قومى استعذبوا ورد الردى ***** كيف تدعونىَ ألا أشربا

أنا يابانية لا أنثنى ***** عن مرادى أو أذوق العطبا

أنا إن لم أحسن الرمى و لم ***** تستطع كفاى تقليب الظبا

أخدم الجرحى و أقضى حقهم ***** و أواسى فى الوغى من نُكبا

هكذا الميكاد قد علمنا ***** أن نرى الأوطان أماً و أبا

ملك يكفيك منه أنه ***** أنهض الشرق فهز المغربا

و إذا مارسته ألفيته ***** حُوّلا فى كل أمر قلبا

كان و التاج صغيرين معاً ***** و جلال الملك فى مهد الصبا

فغدا هذا سماء للعلا ***** وغدا ذلك فيها كوكبا

بعث الأمة من مرقدها ***** ودعاها للعلا أن تدأبا

فسمت للمجد تبغى شأوه ***** وقضت من كل شئ مأربا

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:50 AM
نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني


نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني ***** فيا لَيْتَهُنَّ ويا لَيْتَنِي

خِلالٌ نَزَلْنَ بخِصْبِ النُّفُوسِ ***** فرَوَّيْنَهُنَّ وأَظْمَأْنَنِي

تَعَوَّدْنَ مِنِّي إباءَ الكَرِيم ***** وصَبْرَ الحَليِم وتيهَ الغَنِي

وعَوَّدْتُهُنَّ نِزالَ الخُطوب ***** فما يَنْثَنِينَ وما أَنثَنِي

إذا ما لَهَوْتُ بلَيلَ الشّباب ***** أَهَبْنَ بعَزْمِي فَنَبَّهْنَنِي

فما زِلْتُ أَمْرَحُ في قِدِّهِنّ ***** ويَمْرَحْنَ مِنِّي برَوْضٍ جَنِي

إلى أنْ تَوَلَّى زَمانُ الشَّباب ***** وأَوْشَكَ عُودِيَ أنْ يَنْحَني

فيا نَفْسُ إنْ كنتِ لا تُوقِنِين ***** بمَعْقُودِ أمْرِكِ فاسْتَيْقِني

فهذي الفَضيلة ُ سِجْنُ النُّفوس ***** وأَنتِ الجَديَرة ُ أَنْ تُسْجَنِي

فلا تَسْأليني متى تَنْقَضي ***** لَيالي الإسارِ ؟ ولا تَحْزَني

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:54 AM
ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ


ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ ***** قد سَها مِنْ شِدّة ِ السَّهَرِ؟

خِلْتُه يا قَوْمُ يُؤْنِسُنِي ***** إنْ جَفاني مُؤْنِسُ السَّحَرِ

يا لِقَوْمي إنّني رَجُلٌ ***** أَفْنَت الأَيّامُ مُصْطَبَري

أَسْهَرَتْنِي الحادِثاتُ وقد ***** نامَ حتّى هاتِفُ الشَّجَرِ

والدُّجَى يَخْطُو على مَهَلٍ ***** خَطْوَ ذي عِزٍّ وذي خَفَرِ

فيه شَخْصُ اليَأسِ عانَقَنِي ***** كحَبِيبٍ آبَ مِن سَفَرِ

وأَثارَتْ بي فَوادِحُه ***** كامِناتِ الهَمِّ والكَدَرِ

وكأنّ اللَّيْلَ أَقْسَمَ لا ***** يَنْقَضي أو يَنْقَضي عُمُري

أيُّها الزَّنْجيُّ ما لَكَ لَمْ ***** تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ؟

لِي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلهُ ***** صُورَة ٌ مِن أَبْدعِ الصُّورِ

أَتَلاشَى في مَحَبّتِه ***** كتَلاشِي الظِّلِّ في القَمَرِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 06:58 AM
رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ


رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ ***** وما أَوْرَدْتُها غيرَ السَّرابِ

وما حَمَّلْتُها إلاّ شَقاءً ***** تُقاضِيني به يومَ الحِسابِ

جَنَيْتُ عليكِ يا نَفْسي وقَبْلي ***** عليكِ جَنَى أبي فدَعي عِتابي

فلَولا أنّهم وأَدُوا بَياني ***** بَلَغتُ بك المُنى وشَفَيْتُ ما بي

وما أَعْذَرْتُ حتى كان نَعْلي ***** دَماً ووِسادَتي وَجْهَ التُّرَابِ

وحتى صَيَّرتْني الشمسُ عَبْداً ***** صَبِيغاً بَعدَ ما دَبَغَتْ إهابي

وحتى قَلَّمَ الإِمْلاقُ ظُفْري ***** وحتى حَطَّمَ المِقْدارُ نابي

مَتَى أنا بالِغٌ يا مِصْرُ أَرْضاً ***** أَشُّم بتُرْبِها رِيحَ المَلابِ

رأيتُ ابنَ البُخارِ على رُباها *****يَمُرُّ كأنَّه شَرْخُ الشَّبابِ

كأنّ بجَوْفِه أحشاءَ صَبٍّ ***** يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإيابِ

إذا ما لاحَ ساءَلْنا الدَّياجي ***** أَبَرْقُ الأَرْضِ أمْ بَرْقُ السَّحابِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 07:02 AM
قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي


قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي ***** ما بينَ ذُلٍ واغترابْ

لَم يُغنِ عَنّي بَينَ مَشْـرِقِهَا ***** ومغْرِبِهَا اضطرابْ

صَفِرَتْ يَدِي فحَوَى لها ***** رأسِي وجَوفِي والوِطابْ

وأنا ابنُ عَشْرٍ ليس في ***** طَوقِي مُكافحة ُ الصِّعابْ

لمْ يبقَ منْ أهلِي سِوَى ***** ذِكْرٍ تَناساهُ الصِّحابْ

أَمْشي يُرَنِّحُني الأَسَى ***** والبؤسُ ترنيحَ الشَّرابْ

فلَكَمْ ظَلِلْتُ على طَوَى ***** يومِي وبِتُّ علّى تبابْ

والجُوعُ فَرَّاسٌ له ***** ظُفْرٌ يَصُولُ به ونَابْ

فكأنّه في مُهجتَي ***** نَصْلٌ تغلغلَ للنِّصابْ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
17/07/2012, 07:13 AM
أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا


أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا ***** وذُودُوا عن تُراثِ المُسْلمِنَا

فمنْ يَعْنُو لغيرِ اللهِ فينا ***** ونحنُ بَنُو الغُزاة ِ الفاتحِينَا

مَلَكْنا الأمرَ فوق الأرضِ دَهْراً ***** وخَلَّدْنَا علَى الأيَّامِ ذِكْرَى

أنَّى عُمَرٌ فأنسَى عدلَ كِسْرَى ***** كذلك كانَ عَهدُ الرَّاشِدِينا

جَبَيْنا السُّحْبَ في عَهْدِ الرَّشيدِ ***** وباتَ الناسُ في عيشٍ رغيدِ

وطَوَّقت العَوارفُ كلَّ جِيدِ ***** وكان شِعارُنا رِفْقاً ولِينا

سَلُوا بغدادَ والإسلام دِين ***** أكانَ لها على الدُّنيا قَرينُ

رِجالٌ للحوادِثِ لاَ تَلينُ ***** وعِلْمٌ أيَّدَ الفَتْحَ المُبِينا

فلسنَا مِنهمُ والشَّرقُ عانَى ***** إذا لمْ نَكْفِه عَنَتَ الزَّمانِ

ونَرّفَعُه إلى أعْلَى مَكانِ ***** كما رَفَعُوه أو نَلقَى المَنُونا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 08:13 AM
كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه


كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُره ***** ومَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَنْساهُ

وَدَّعْتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقْتُ به ***** مِنَ الشّباب وما وَدَّعْتُ ذِكْراهُ

أَهْفُو إليه على ما أَقْرَحَتْ كَبِدِي ***** مِنَ التَّبارِيحِ أولاَهُ وأُخْراهُ

لَبِسْتُهِ ودُمُوعُ العَيْنِ طَيِّعَة ***** والنفسُ جَيَّاشَة ٌ والقَلْبُ أَوّاهُ

فكان عَوْني على وَجْدٍ أُكابِدُه ***** ومُرِّ عَيْشٍ على العِلاّتِ أَلْقاهُ

قد أَرْخَصَ الدَّمْعَ يَنْبُوعُ الغَناءِ به ***** وا لَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ

كم رَوَّحَ الدمعُ عَنْ قَلْبي وكم غَسَلَتْ ***** منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ

لَم أَدْرِ ما يَدُه حتى تَرَشَّفَه ***** فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ

قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ ***** حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ

فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه ***** ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ

بُدِّلْتُ منه بقَيْدٍ لَسْتُ أفْلَتُه ***** وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ

أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا ***** أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 08:45 AM
يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي


يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي ***** مَا الذّي يَقْضِي الرَّئِيسُ

أَنْتَ فيْ الجِيزَة ِ خَافٍ ***** مِثْلَما تَخْفَى الشُّمُوسُ

قابعٌ في كِسرِ بَيتٍ ***** قَدْ أَظَلَّتْه الغُرُوسُ

زاهِدٌ في كلِّ شَيءٍ ***** مُطرِقٌ ساهٍ عَبُوسُ

أين شعرٌ منكَ نَضرٌ ****** فَلَنَا فيه مَسِيسُ

وحَدِيثٌ منكَ حُلْوٌ ***** يتَشَهّاه الجُلُوسُ

وفُكاهاتٌ عِذابٌ ***** تَتَمَنّاها النُّفُوسُ

قد جَفَوتَ الشِّعر حتى ***** حَدَّثَت عنك الطُّرُوسُ

وهَجَرْتَ الناسَ حتّى ***** ساءَلُوا أين الأنيسُ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 08:52 AM
أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ


أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ ***** وأرَوْكِ العِداءَ بعد العِداءِ

فلَبِسْتِ النَّجِيعَ منْ عهدِ قابيـلَ ***** وشاهَدتِ مَصرَعَ الأبرياءِ

فلكِ العُذرُ إن قَسَوتِ وإن خُنْـتِ ***** وإن كنتِ مَصدراً للشَّقاءِ

غَلِطَ العُذْرُ،ما طَغَى جَبَلُ النَّارِ ***** بإرْسالِ نَفْثَة ٍ في الهَواءِ

أحرَجُوا صَدرَ أُمِّهِ فأراهُمْ ***** بعضَ ما أَضْمرَتْ مِنَ الْبُرَحاءِ

اسْخَطُوهَا فصابَرَتْهُمْ زَماناً ***** ثمّ أنحَتْ عليهمُ بالجَزاءِ

أيّها الناسُ إنْ يكُنْ ذاكَ سُخْطُ الأرْضِ ***** ماذا يكونُ سُخْطُ السَّماءِ؟

إنّ في عُلْوِ مَسْرحاً للمقادِيـرِ ***** وفي الأرضِ مَكْمَناً للقَضاءِ

فاتّقوا الأَرْضَ والسَّماءَ سَواءً ***** واتّقوا النارَ في الثَّرى والفَضاءِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 08:59 AM
أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا


أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا ***** طَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ

وأظلُ بين صواحبِي ***** لعِقابِها أَتَوَقَّعُ

لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولا ***** طُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ

وأَخافُ والِدَتي إذا ***** جَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ

وأبيتُ أرتقِبُ الجزَاءَ ***** وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ

ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـتمعُ ***** الكَلامَ وأخضعُ

ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ ***** أثْـوابِي فلاَ تتقطَّعُ

وحَفِظْتُ أوراقي ***** بمَحْفَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ

فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْرَعُ ***** في الهناءِ وأرتعُ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 09:03 AM
لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا


لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا ***** إلاّ بَقِيّة ُ دَمْعٍ في مآقِينَا

كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ ***** وفي يَمينِ العُلا كنّا

كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً ***** لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا

وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو***** مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا

والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً***** لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا

فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا ***** شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا

حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ ***** ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 09:07 AM
سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً


سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً ***** وكمْ خَطَّتْ أنامِلُنَا ضَريحَا

وكمْ أَزْرَتْ بِنَا الأيامُ حتَّى ***** فَدَتْ بالكبشِ إسحاقَ الذَّبيِحَا

وباعَتْ يُوسُفاً بَيْعَ المَوالي ***** وأَلْقَتْ في يَدِ القَومِ المَسيحَا

ويانُوحاً جَنَيْتَ علَى البرايَا ***** ولمْ تمنحهُمُ الوُدَّ الصَّحيحَا

عَلاَمَ حملتهُمْ في الفُلْكِ هَلاَّ ***** تَرَكْتَهُمُ فكُنْتَ لَهُمْ مُرِيحَا

أصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلَّى ***** وصادَفَ سَهْمِيَ القِدْحَ المَنِيحا

فلوْ ساقَ القضاءُ إليَّ نَفْعاً ***** لقامَ أَخُوهُ مُعترضاً شَحيحا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 09:13 AM
خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ


خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ ***** هكذا أَخْبَرَ حاخَامُ اليَهُودْ

أوْدَعُوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍ ***** ولَدَيْه بَشًّرُوها بالخُلُودْ

سألوا الكُهّانَ عن شارِبِها ***** وعَنِ السَّاقي وفي أيِّ العُهُودْ؟

فأجابُوهُم: فَتى ً ذو مِرَّة ٍ ***** من نَبي مِصرٍ له فَضلٌ وجُودْ

مُغْرَمٌ بالعُودِ والنايِ مَعاً ***** مُولَعٌ بالشُّربِ والناسُ هُجُودْ

هَمُّه فَصدُ دِنانٍ ونَدى ً ***** وأبوهُ هَمُّه جَمْعُ النُّقُودْ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
20/07/2012, 09:16 AM
مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي


مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي ***** إصباحَها إِذْ آذَنَتْ برَواحِ

لم أقضِ من حَقِّ المُدامِ ولم أقُمْ ***** في الشّارِبِين بواجِبِ الأقداحِ

والزَّهْرُ يَحْتَـثُّ الكُئُوسَ بلَحْظِه ***** ويَشُوبُها بأريجِه الفَيَّاحِ

أخشى عَواقِبَها وأغبِطُ شَربَها ***** وأُجيدُ مِدحَتَها مع المُدَّاحِ

وأَمِيلُ مِنْ طَرَبٍ اذا ماَلتْ بهِمْ ***** فاعَجبْ لنَشْوَانِ الجَوانِحِ صاحِي

أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ فإنّني ***** أَفْسَدْتُ في ذاكَ النَّهارِ صَلاحِي

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 12:37 AM
قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ


قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ ***** فذَادَنا عنه حُرّاسٌ وحُجّابُ

قَدْ كان بَابُكَ مَفْتُوحاً لقاصِدِه ***** واليومَ أُوصدَ دُونَ القاصِدِ البابُ

هلاّ ذَكَرتَ بدارِ الكُتبِ صُحبَتَنا ***** إذْ نَحنُ رغمَ صُرُوف الدَّهرِ أحبابُ

لو أنّني جِئتُ للبابا لأكرَمَني ***** وكان يُكرِمُني لو جِئتْهُ الباب

لا تَخشَ جائِزَة ًقد جِئتُ أطلُبُها ***** إنِّي شَريفٌ وللأشرافِ أحسابُ

فاهْنَأ بما نِلْتَ مِنْ فَضْلٍ وإِنْ قُطِعَتْ ***** بَيْني وبَيْنَكَ بَعْدَ اليَومِ أسْبابُ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 12:42 AM
ظَبْى َ الحِمَى باللّهِ ما ضَرَّكَا


ظَبْى َ الحِمَى باللّهِ ما ضَرَّكَا ***** إذا رأينا في الكَرَى طَيفَكا

وما الذي تَخشاهُ لو أنّهم ***** قالوا فُلانٌ قد غَدا عَبدَكا

قد حَرَّمُوا الرِّقَّ ولكنّهم ***** ما حَرَّمُوا رِقَّ الهَوَى عِنْدَكَا

وأصبَحَتْ مِصرُ مُراحاً لهم ***** وأنتَ في الأحشا مُراحٌ لكا

ما كان سهلاً أن يَرَوْا نِيلَها ***** لو أنّ في أسيافِنا لَحظَكا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 12:48 AM
أنا العاشِقُ العاني وإن كنتَ لا تَدري


أنا العاشِقُ العاني وإن كنتَ لا تَدري ***** أعيذُكَ من وَجدٍ تَغَلْغَلَ في صَدري

خليليَ هذَا اللَّيلُ في زِيِّهِ أتَى ***** فقمْ نلتمسْ للسُّهدِ دِرْعاً مِنَ الصَّبرِ

وهذَا السُّرَى نحوَ الحِمَى يستفزُّنَا ***** فهَيَّا وإن كُنّا على مَركَبٍ وَعْرِ

خليليَ هذَا اللَّيلُ قدْ طالَ عُمْرُهُ ***** وليسَ لهُ غيرُ الأحاديثِ والذِّكْرِ

فهاتَ لنَا أذْكَى حَدِيثٍ وَعَيْتَهُ ***** أَلَذُّ به إنّ الأحاديث كالخَمرِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 12:52 AM
مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ


مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ ***** ولا قِيلَ : أينَ الفَتَى الأَلْمَعي؟

ولا حَنَّ طرْس إلى كاتِبٍ ***** ولا خَفَّ لَفْظٌ على مِسْمَعِ

سَكَتْنا فعَزَّ علينا السُّكوت ***** وهانَ الكلامُ على المُدَّعِي

فيا دَوْلَة ً آذَنَتْ بالزوال ***** رَجَعْنَا لعَهْدِ الهَوَى فارْجِعي

ولا تَحسِبِينا سَلَوْنا النَّسِيب ***** وبين الضُّلُوعِ فؤادٌ يَعي

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 12:58 AM
سُوَرٌ عِندِي لهُ مكتوبَة ٌ


سُوَرٌ عِندِي لهُ مكتوبَة ٌ***** ودَّ لوْ يسرِي بهَا الرُّوحُ الأَمينْ

إنّني لا آمَنُ الرُّسلَ ولا ***** آمَنُ الكُتْبَ علَى ما تَحْتَوِينْ

مُستَهينٌ بالذي كابَدْتُهُ ***** وهو لا يدري بماذا يَستَهينْ

أنا في هَمٍّ ويَأْسٍ وأسى ً ***** حاضِرُ اللَّوعَة ِ مَوصُولُ الأنينْ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:02 AM
أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ


أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ ***** وبألفِ ألفٍ تُزْرَقُ الأمواتُ

منْ لي بحظِّ النائمين بِحُفرة ٍ***** قامَتْ على أَحْجارِها الصَّلواتُ

يَسعَى الأنامُ لها ، ويَجري حَولَها ***** بَحْرُ النُّذُورِ وتُقرَأ الآياتُ

ويقالُ:هذَا القُطْبُ بابُ المُصطَفَى *****ووَسِيلَة ٌ تُقضَى بهَا الحاجاتُ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:05 AM
ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ


ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ ***** وطَيِّكَ العُمْرَ بينَ الوَخدِ والخَبَبِ؟

نَراكَ تُطْلُبُ لا هَوْناً ولا كَثَباً ***** ولا نَرَى لكَ مِنْ مالٍ ولا نَشَبِ

يا آلَ عُثمانَ ما هذا الجَفَاءُ لنا ***** ونَحنُ في اللهِ إخوانٌ وفي الكُتُبِ

تركتُمُونَا لأقوامٍ تُخالِفُنَا في ***** الدِّينِ والفَضْلِ والأخلاقِ والأَدَبِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:23 AM
وفِتيانِ أُنسٍ أقسَمُوا أن يُبَدِّدُوا


وفِتيانِ أُنسٍ أقسَمُوا أن يُبَدِّدُوا ***** جُيوشَ الدُّجى مابينَ أنسٍ وأفراحِ

فهَبُّوا إلى خَمّارَة ٍ قيلَ إنّها ***** قَعيدَة ُخَمرٍ تَمزُجُ الرُّوحَ بالرّاحِ

وقالوا لها : إنّا أتَيْنا على ظَماً ***** نُحاوِلُ وِردَ الرّاحِ رَغماً عن اللاّحي

فقامت وفي أَجْفانِها كَسَلُ الكَرَى ***** وفي رِدْفِها واستَعْرَضَتْ جَيْشَ أقْداحِ

(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:36 AM
أخي واللهِ قد مُلِىء الوِطابُ


أخي واللهِ قد مُلِىء الوِطابُ ***** وداخَلَنِي بصُحبتِكَ ارتيابُ

رَجَوتُكَ مَرّة ً وعَتَبتُ أُخرى ***** فلاَ أجْدَى الرَّجاءُ ولا العِتابُ

نَبَذْتَ مَوَدّتي فاهْنَأْ ببُعدي ***** فآخِرُ عَهدِنَا هذَا الكتابُ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:46 AM
غُضِّي جُفُونَ السِّحرِ أو فارحَمي


غُضِّي جُفُونَ السِّحرِ أو فارحَمي ***** متيماً يخشَى نِزَالَ الجُفُونْ

ولاَ تَصُولِي بالقوامِ الذَّي ***** تَميسُ فيه يا مُنايَ المَنُونْ

إنِّي لأدري منكِ مَعنى الهَوى ***** يا جُوليا والناسُ لا يَعرِفُونْ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:49 AM
تَمَثَّلِي إنْ شئتِ في مَنْظَرِ


تَمَثَّلِي إنْ شئتِ في مَنْظَرِ ***** يا جُولِيا أنكِرُ فيه الغَرامْ

أو فابعثِي قلْباً إلَى أضْلُعٍ ***** راحَ به الوجدُ وأودَى السَّقامْ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:51 AM
يأيُّهَا الحُبُّ امتزجْ بالحشَى


يأيُّهَا الحُبُّ امتزجْ بالحشَى ***** فإنْ في الحُبِّ حياة ِ النُّفوسْ

واسلُلْ حَياة ً من يَمينِ الرَّدى ***** أوشَكَ يَدعُونا ظَلامُ الرُّموسْ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:54 AM
سألتُه ما لهذا الخالِ مُنفَرِداً


سألتُه ما لهذا الخالِ مُنفَرِداً ***** واختارَ غُرَّتَكَ الغَرَّا له سَكَنَا

أجابنِي:خافَ مِنْ سَهْمِ الجفُونِ ومِنْ ***** نارِ الخدود,لهذَا هاجَرَ الوَطَنَا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 01:56 AM
مَنْ لَمْ يَرَ المعرضَ في اتِّساعِ


مَنْ لَمْ يَرَ المعرضَ في اتِّساعِ ***** وفاتَهُ ما فيِهِ مِنْ إبداعِ

فمَعرِضُ القَومِ بلا نِزاعِ ***** في نَفْثَة ٍ مِنْ ذلكَ اليَرَاعِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 02:00 AM
قالتْ الجوزاءُ حينَ رأتْ


قالتْ الجوزاءُ حينَ رأتْ ***** جَفنَه قد واصَلَ السَّهَرا

ما لهذَا الصَّبِّ في وَلَهٍ ***** أتُراهُ يعشَق القَمَرا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 02:03 AM
لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا


لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا ***** بجَوْرِ سَدُومٍ وهوَ مِنْ أَظلَمِ البَشَرْ

فلمّا بَدَتْ في الكَوْنِ آياتُ ظُلْمِهمْ ***** إذا بسَدُومٍ في حُكومَتِه عُمَر


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 02:08 AM
قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ


قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ ***** بأنّ شاعِرَه بالبابِ مُنتَظِرُ

إنْ شاءَ حَدَّثَهُ أو شاءَ أطرَبَهُ ***** بكلِّ نادِرَة ٍ تُجْلَى بها الفِكرُ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
24/07/2012, 02:11 AM
شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ


شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ ***** ودَمعُ العَيْنِ مِقياسُ الشُّعُورِ

لأوّلِ مَرّة ٍ قد ذاقَ جَفني ***** على ماذاقَه دَمعَ السُّرورِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:26 PM
يا ساكِنَ البيتِ الزُّجا


يا ساكِنَ البيتِ الزُّجاجِ ***** هَبِلتَ، لا تَرمِ الحُصُونا

أرأيتَ قبلكَ عارياً ***** يَبغي نِزالَ الدَّارِعينا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:28 PM
هنا يَستَغيثُ الطِّرسُ والنِّقسُ والذي


هنا يَستَغيثُ الطِّرسُ والنِّقسُ والذي ***** يخُطُّ ومنْ يَتلوُ ومنْ يَتَسَمَّعُ

مخازٍ وما أدرى إذا ما ذَكَرتُها ***** إلى الحَمدِ أُدعى أو إلى اللَّومِ أدفَعُ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:30 PM
لا تَعجَبوا فمَليكُكُم لَعِبَت به


لا تَعجَبوا فمَليكُكُم لَعِبَت به ***** أيدي البِطانَة ِ وهو في تَضليلِ

إنِّي أراهُ كأنّه في رُقعَة الشِّطْرَنْجِ ***** أو في قاعة ِ التَّمثيلِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:33 PM
عَطَّلْتَ فَنَّ الكَهْرَباءِ فلمْ نَجِدْ


عَطَّلْتَ فَنَّ الكَهْرَباءِ فلمْ نَجِدْ ***** شَيئاً يَعوقُ مَسيرَها إِلاّكا

تَسري على وَجهِ البسيطة ِ لَحظَة ً***** فتَجُوبُها وتَحارُ في أحشاكا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:35 PM
تَناءَيْتُ عنكمْ فحُلَّتْ عُرَا


تَناءَيْتُ عنكمْ فحُلَّتْ عُرَا ***** وضاعتْ عُهودٌ علَى ما أَرَى

وأصبحَ حَبلُ اتِّصالي بكم ***** كخيطِ الغزالة ِ بعدَ النَّوَى


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:38 PM
ومِن عَجَبٍ قد قَلَّدُوكَ مُهَنَّداً


ومِن عَجَبٍ قد قَلَّدُوكَ مُهَنَّداً ***** وفي كلِّ لَحْظٍ منكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ

إذَا أنتَ قدْ جَرَّدْتَهُ أوْ غَمَدْتَهُ ***** قَتَلتَ به واللَّحظُ لا يَتَعَمَّدُ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:40 PM
جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً


جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً ***** بباب أستاذِنا الشِّيمي ولا عَجَبا

فعادَ لي وهو مَمْلُوءٌ فقلتُ له: ***** مِمَّا؟ فقالَ مِنَ الحَسْراتِ واحَرَبَا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:44 PM
خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا


خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا ***** للحُزْنِ والبَلْوَى وهذا الشَّقاءْ

فامنُنْ بنَفْسٍ لم يَشُبْها الأَسَى ***** لَعلَّهَا تَعرِفُ طَعمَ الهناءْ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:46 PM
جرائِدٌ ما خُطَّ حَرفٌ بها


جرائِدٌ ما خُطَّ حَرفٌ بها ***** لغيرِ تَفريقٍ وتَضليلِ

يحلُو بهَا الكِذْبُ لأَرْبابِهَا ***** كأنَّها أوّل إبريلِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:49 PM
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن


يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن ***** تَتْلُو بَنُو الشَّرقِ مَقاماتِهِ

سافرْ وعُدْ يحفظكَ رَبُّ الوَرَى ***** وابعَثْ لنا عيسى بآياتِهِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 03:52 PM
لاَ أبالِي أَذَى العدوِّ فَحُطْنِي


لاَ أبالِي أَذَى العدوِّ فَحُطْنِي ***** انتَ يا رَبِّ منْ ولاَءِ الصَّديِقِ


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
28/07/2012, 04:04 PM
لا تلم كفى إذا السيف نبا


لا تلم كفى إذا السيف نبا ***** صح منى العزم و الدهر أبى

رب ساع مبصر فى سعيه ***** أخطأ التوفيق فيما طلبا

مرحبا بالخطب يبلونى إذا ***** كانت العلياء فيه السببا

عقنى الدهر و لولا أننى ***** أوثر الحسنى عققت الأدبا

إيه يا دنيا اعبسى أو فابسمى ***** ما أرى برقك إلا خلبا

أنا لولا أن لى من أمتي ***** خاذلاً ما بت أشكو النوبا

أمة قد فت فى ساعدها ***** بغضها الأهل و حب الغربا

تعشق الألقاب فى غير العلا ***** و تُفدى بالنفوس الرتبا

و هى و الأحداث تستهدفها ***** تعشق اللهو و تهوى الطربا

لا تبالى لعب القوم بها ***** أم بها صرف الليالى لعبا

ليتها تسمع منى قصةً ***** ذات شجو و حديثا عجبا

كنت أهوى فى زمانى غادة ***** وهب الله لها ما وهبا

ذات وجه مزج الله به ***** صفرة تنسى اليهود الذهبا

حملت لى ذات يوم نبأً ***** لا رعاك الله يا ذاك النبا

و أتت تخطر و الليل فتى ***** و هلال الأفق فى الأفق حبا

ثم قالت لى بثغر باسم ***** نظم الدرّ به و الحببا

نبئونى برحيل عاجل ***** لا أرى لى بعده منقلبا

و دعانى موطنى أن أغتدى ***** علنى أقضى له ما وجبا

نذبح الدب و نفرى جلده ***** أيظن الدب ألا يغلبا

قلت و الالام تفرى مهجتى ***** ويك ما تفعل فى الحرب الظبا

ما عهدناها لظبى مسرحا ***** يبتغى ملهى به أو ملعبا

ليست الحرب نفوسا تشتهى ***** بالتمنى أو عقولا تستبى

أحسبت القد من عدتها ***** أم حسبت اللحظ فيها كالشبا

فسلينى إننى مارستها ***** و ركبت الهول فيها مركبا

و تقحمت الردى فى غارة ***** أسدل النقع عليها هيدبا

قطبت ما بين عينيها لنا ***** فرأينا الموت فيها قطبا

جال عزرائيل فى أنحائها ***** تحت ذاك النقع يمشى الهيذبى

فدعيها للذى يعرفها ***** و الزمى يا ظبية البان الخبا

فأجابتنى بصوت راعنى ***** و أرتنى الظبى ليثا أغلبا

إن قومى استعذبوا ورد الردى ***** كيف تدعونىَ ألا أشربا

أنا يابانية لا أنثنى ***** عن مرادى أو أذوق العطبا

أنا إن لم أحسن الرمى و لم ***** تستطع كفاى تقليب الظبا

أخدم الجرحى و أقضى حقهم ***** و أواسى فى الوغى من نُكبا

هكذا الميكاد قد علمنا ***** أن نرى الأوطان أماً و أبا

ملك يكفيك منه أنه ***** أنهض الشرق فهز المغربا

و إذا مارسته ألفيته ***** حُوّلا فى كل أمر قلبا

كان و التاج صغيرين معاً ***** و جلال الملك فى مهد الصبا

فغدا هذا سماء للعلا ***** و غدا ذلك فيها كوكبا

بعث الأمة من مرقدها ***** و دعاها للعلا أن تدأبا

فسمت للمجد تبغى شأوه ***** و قضت من كل شئ مأربا


(المصدر الموسوعة العالمية للشعر العربي)

سورية حرة
30/08/2012, 03:58 PM
سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي http://www.poetsgate.com/share-twitter.png (http://go.3roos.com/swt6nk4bhba)



http://www.poetsgate.com/share-facebook.png (http://go.3roos.com/x6h4n6gzhgb)




سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي ***** وَقُلتُ فَأَكبَروا أَرَبي

وَما أَرجوهُ مِن بَلَدٍ ***** بِهِ ضاقَ الرَجاءُ وَبي

وَهَل في مِصرَ مَفخَرَةٌ ***** سِوى الأَلقابِ وَالرُتَبِ

وَذي إِرثٍ يُكاثِرُنا ***** بِمالٍ غَيرِ مُكتَسَبِ

وَفي الرومِيِّ مَوعِظَةٌ ***** عبٍ جَدَّ في اللَعِبِ

يُقَتِّلُنا بِلا قَوَدٍ ***** وَلا دِيَةٍ وَلا رَهَبِ

وَيَمشي نَحوَ رايَتِهِ ***** فَتَحميهِ مِنَ العَطَبِ

فَقُل لِلفاخِرينَ أَما ***** لِهَذا الفَخرِ مِن سَبَبِ

أَروني بَينَكُم رَجُلاً ***** رَكيناً واضِحَ الحَسَبِ

أَروني نِصفَ مُختَرِعٍ ***** أَروني رُبعَ مُحتَسِبِ

أَروني نادِياً حَفلاً ***** بِأَهلِ الفَضلِ وَالأَدَبِ

وَماذا في مَدارِسِكُم ***** مِنَ التَعليمِ وَالكُتُبِ

وَماذا في مَساجِدِكُم ***** مِنَ التِبيانِ وَالخُطَبِ

وَماذا في صَحائِفِكُم ***** سِوى التَمويهِ وَالكَذِبِ

حَصائِدُ أَلسُنٍ جَرَّت ***** إِلى الوَيلاتِ وَالحَرَبِ

فَهُبّوا مِن مَراقِدِكُم ***** فَإِنَّ الوَقتَ مِن ذَهَبِ

فَهَذي أُمَّةُ اليابانِ ***** جازَت دارَةَ الشُهُبِ

فَهامَت بِالعُلا شَغَفاً ***** وَهِمنا بِاِبنَةِ العِنَبِ

(المصدربوابة الشعراء)
بوابة الشعراء - بوابتك إلى عالم الشعر - Poetsgate (http://go.3roos.com/kkfwsq7fsbj)

سورية حرة
30/08/2012, 04:01 PM
سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي


سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي ***** وَقُلتُ فَأَكبَروا أَرَبي

وَما أَرجوهُ مِن بَلَدٍ ***** بِهِ ضاقَ الرَجاءُ وَبي

وَهَل في مِصرَ مَفخَرَةٌ ***** سِوى الأَلقابِ وَالرُتَبِ

وَذي إِرثٍ يُكاثِرُنا ***** بِمالٍ غَيرِ مُكتَسَبِ

وَفي الرومِيِّ مَوعِظَةٌ ***** عبٍ جَدَّ في اللَعِبِ

يُقَتِّلُنا بِلا قَوَدٍ ***** وَلا دِيَةٍ وَلا رَهَبِ

وَيَمشي نَحوَ رايَتِهِ ***** فَتَحميهِ مِنَ العَطَبِ

فَقُل لِلفاخِرينَ أَما ***** لِهَذا الفَخرِ مِن سَبَبِ

أَروني بَينَكُم رَجُلاً ***** رَكيناً واضِحَ الحَسَبِ

أَروني نِصفَ مُختَرِعٍ ***** أَروني رُبعَ مُحتَسِبِ

أَروني نادِياً حَفلاً ***** بِأَهلِ الفَضلِ وَالأَدَبِ

وَماذا في مَدارِسِكُم ***** مِنَ التَعليمِ وَالكُتُبِ

وَماذا في مَساجِدِكُم ***** مِنَ التِبيانِ وَالخُطَبِ

وَماذا في صَحائِفِكُم ***** سِوى التَمويهِ وَالكَذِبِ

حَصائِدُ أَلسُنٍ جَرَّت ***** إِلى الوَيلاتِ وَالحَرَبِ

فَهُبّوا مِن مَراقِدِكُم ***** فَإِنَّ الوَقتَ مِن ذَهَبِ

فَهَذي أُمَّةُ اليابانِ ***** جازَت دارَةَ الشُهُبِ

فَهامَت بِالعُلا شَغَفاً ***** وَهِمنا بِاِبنَةِ العِنَبِ

(المصدربوابة الشعراء)
بوابة الشعراء - بوابتك إلى عالم الشعر - Poetsgate (http://go.3roos.com/kkfwsq7fsbj)

سورية حرة
30/08/2012, 04:06 PM
بَدَأَ المَماتُ يَدِبُّ في أَترابي

بَدَأَ المَماتُ يَدِبُّ في أَترابي ***** وَبَدَأتُ أَعرِفُ وَحشَةَ الأَحبابِ

يا بابِلِيُّ فِداكَ إِلفُكَ في الصِبا ***** وَفِدا شَبابِكَ في التُرابِ شَبابي

قَد كُنتَ خُلصاني وَمَوضِعَ حاجَتي ***** وَمَقَرَّ آمالي وَخَيرَ صِحابي

فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الكِرامُ مُشَيَّعاً ***** بِالمَجدِ مَبكِيّاً مِنَ الأَحبابِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
30/08/2012, 04:32 PM
مَلَكتُم عَلَيَّ عِنانَ الخُطَب

مَلَكتُم عَلَيَّ عِنانَ الخُطَب ***** وَجُزتُم بِقَدري سَماءَ الرُتَب

فَمَن أَنا بَينَ مُلوكِ الكَلامِ ***** وَمَن أَنا بَينَ كِرامِ الحَسَب

أَتَسعى إِلَيَّ حُماةُ القَريضِ ***** وَتَمشي إِلَيَّ سَراةُ العَرَب

وَتَنظِمُ فِيَّ عُقودَ الجُمانِ ***** وَتَنثُرُ فَوقي نِثارَ الذَهَب

وَأُكرَمُ حَتّى كَأَنّي نَبَغَتُ ***** وَقُمتُ لِمِصرَ بِما قَد وَجَب

فَماذا أَتَيتُ مِنَ الباقِياتِ ***** وَهَذا شَبابي ضَياعاً ذَهَب

عَمِلتُ لِقَومِيَ جُهدَ المُقِلِّ ***** عَلى أَنَّهُ عَمَلٌ مُقتَضَب

فَلَم يُغنِ شَيئاً وَلَم يُجدِهِم ***** وَلَم يَبقَ إِلّا بَقاءَ الهَبَب

وَهَل أَنا إِلّا اِمرُؤٌ شاعِرٌ ***** كَثيرُ الأَماني قَليلُ النَشَب

يَقولُ وَيُطرِبُ أَتابَهُ ***** وَيَقنَعُ مِنهُم بِذاكَ الطَرَب

تَعَلَّقتُ حيناً بِذَيلِ البَيانِ ***** وَأَدخَلتُ نَفسي فيمَن كَتَب

فَلا السَبقُ لي في مَجالِ النُهى ***** وَلا لِيَ يَومَ الفَخار الغَلَب

وَلا أَنا مِن عِليَةِ الكاتِبينَ ***** وَلا أَنا بِالشاعِرِالمُنتَخَب

وَلَكِن سَما بِيَ عَطفُ الأَميرِ ***** وَرَأيُ الوَزير وَفَضلُ الأَدَب

وَما كُنتُ أَحلُمُ لَولا الوَزيرُ ***** بِهَذا الهَناءِ وَهَذا اللَقَب

عَلَيَّ أَيادٍ لَهُ جَمَّةٌ ***** وَفَضلٌ قَديمٌ شَريفُ السَبَب

فَآناً أَقالَ بِهِ عَثرَتي ***** وَأَورى زِنادي وَآناً وَهَب

تَفَيَّأتُ مِنهُ ظِلالَ النَعيمِ ***** وَأَصبَحتُ أَعرِفُ لُبسَ القَصَب

وَأَمشي اِختِيالاً إِلى عابِدينَ ***** يُطالِعُني بَدرُها عَن كَثَب

وَأَلثِمُ كَفَّ كَريمِ الجُدودِ ***** غِياثِ العُفاةِ مُزيلِ الكُرَب

وَأَحتَثُّ بَينَ وُفودِ السَراةِ ***** مَطايا الرَجاءِ لِذاكَ الرَحَب

أَتَوا خالِصينَ لِوَجهِ الأَميرِ ***** فَلا عَن رِياءٍ وَلاعَن رَهَب

لَهُم ما يَشاؤونَ مِن رَبِّهِم ***** رِضاءُ الأَميرِ وَنَيلُ الأَرَب

وَلِلكاشِحينَ نَكالُ الزَمانِ ***** وَنَحسُ النُجومِ ذَواتِ الذَنَب

فَعَهدُ الأَميرِ كَعَهدِ الرَشيدِ ***** يَمُتُّ إِلَيهِ بِحَبلِ النَسَب

إِلَيكَ أَبا حَسَنٍ أَنتَمي ***** فَما زَلَّ مَولىً إِلَيكَ اِنتَسَب

عَرَفتَ مَكاني فَأَدنَيتَني ***** وَشَرَّفتَ قَدري بِدارِ الكُتُب

وَعَرَّفتَ دَهري مَكانَ الأَديبِ ***** وَقَد كانَ دَهري شَديدَ الكَلَب

فَلَو أَنَّ لي مُرقِصاتِ الخَليلِ ***** وَإِعجازَ شَوقي إِذا ما رَغِب

لَقُمتُ بِشُكرِكَ حَقَّ القِيامِ ***** وَلَكِن طَلَبتُ فَعَزّ الطَلَب

فَشُكري لِصُنعِكَ شُكرُالنَباتِ ***** بِبَطن الفَلاةِ لِقَطرِ السُحُب

وَشُكراً لِشَوقي رَسولِ القَريضِ ******* الكَريمِ الإِخاءِ المَتينِ السَبَب

وَشُكراً لِداوودَ رَبِّ اليَراعِ ***** وَشُكراً لِسَركيسَ رَبِّ العَجَب

وَشُكراً لِكُلِّ كَريمٍ سَعى ***** إِلَيَّ وَكُلِّ أَديبٍ خَطَب

هُمُ شَجَّعوني عَلى أَن أَقولَ ***** وَما كانَ لي بَينَهُم مُضطَرَب

هُمُ أَلهَموني فَصيحَ الكَلامِ ***** هُمُ عَلَّموني طَريقَ النُخَب

فَعَنهُم أَخَذتُ وَعَنهُم صَدَرتُ ***** وَمِن عِندِهِم فَضلِيَ المُكتَسَب

فَحَيّوا عَزيزَ البِلادِ الَّذي ***** عَلى السُحبِ ذَيلَ المَعالي سَحَب

وَحَيّوا سَعيداً وَزيرَ الأَميرِ***** قَريبَ الصَوابِ بَعيدَ الغَضَب

تَوَلّى الرِئاسَةَ وَالحادِثاتِ ***** تَروعُ النُفوسَ بِوَقعِ النُوَب

فَساسَ البِلادَ وَأَرضى العِبادَ ***** وَأَرضى الأَميرَ وَأَرضى الأَدَب

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
01/09/2012, 04:33 AM
قَصرَ الدُبارَةِ هَل أَتاكَ حَديثُنا


قَصرَالدُبارَةِ هَل أَتاكَ حَديثُنا ***** فَالشَرقُ ريعَ لَهُ وَضَجَّ المَغرِبُ

أَهلاً بِساكِنِكَ الكَريمِ وَمَرحَباً ***** بَعدَ التَحِيَّةِ إِنَّني أَتَعَتَّبُ

نَقَلَت لَنا الأَسلاكُ عَنكَ رِسالَةً ***** باتَت لَها أَحشاؤُنا تَتَلَهَّبُ

ماذا أَقولُ وَأَنتَ أَصدَقُ ناقِلٍ ***** عَنّا وَلَكِنَّ السِياسَة تَكذِبُ

عَلَّمتَنا مَعنى الحَياةِ فَما لَنا ***** لا نَشرَئِبُّ لَها وَما لَكَ تَغضَبُ

أَنَقِمتَ مِنّا أَن نُحِسَّ وَإِنَّما ***** هَذا الَّذي تَدعو إِلَيهِ وَتَندُبُ

أَنتَ الَّذي يُعزى إِلَيهِ صَلاحُنا ***** فيما تُقَرِّرُهُ لَدَيكَ وَتَكتُبُ

إِن ضاقَ صَدرُ النيلِ عَمّا هالَهُ ***** يَومَ الحَمامِ فَإِنَّ صَدرَكَ أَرحَبُ

أَوَ كُلَّما باحَ الحَزينُ بِأَنَّةٍ ***** أَمسَت إِلى مَعنى التَعَصُّبِ تُنسَبُ

رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ ***** ضاقَ الرَجاءُ بِها وَضاقَ المَذهَبُ

رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ ***** لَيسَت بِغَيرِ وَلائِها تَتَعَذَّبُ

إِن أَرهَقوا صَيّادَكُم فَلَعَلَّهُم ***** لِلقوتِ لا لِلمُسلِمينَ تَعَصَّبوا

وَلَرُبَّما ضَنَّ الفَقيرُ بِقوتِهِ ***** وَسَخا بِمُهجَتِهِ عَلى مَن يَغصِبُ

في دِنشِوايَ وَأَنتَ عَنّا غائِبٌ ***** لَعِبَ القَضاءُ بِنا وَعَزَّ المَهرَبُ

حَسِبوا النُفوسَ مِنَ الحَمامِ بَديلَةً ***** فَتَسابَقوا في صَيدِهِنَّ وَصَوَّبوا

نُكِبوا وَأَقفَرَتِ المَنازِلُ بَعدَهُم ***** لَو كُنتَ حاضِرَ أَمرِهِم لَم يُنكَبوا

خَلَّيتَهُم وَالقاسِطونَ بِمَرصَدٍ ***** وَسِياطُهُم وَحِبالُهُم تَتَأَهَّبُ

جُلِدوا وَلَو مَنَّيتَهُم لَتَعَلَّقوا ***** بِحِبالِ مَن شُنِقوا وَلَم يَتَهَيَّبوا

شُنِقوا وَلَو مُنِحوا الخِيارَ لَأَهَّلوا ***** بِلَظى سِياطِ الجالِدينَ وَرَحَّبوا

يَتَحاسَدونَ عَلى المَماتِ وَكَأسُهُ ***** بَينَ الشِفاهِ وَطَعمُهُ لا يَعذُبُ

مَوتانِ هَذا عاجِلٌ مُتَنَمِّرٌ ***** يَرنو وَهَذا آجِلٌ يَتَرَقَّبُ

وَالمُستَشارُ مُكاثِرٌ بِرِجالِهِ ***** وَمُعاجِزٌ وَمُناجِزٌوَمُحَزِّبُ

يَختالُ في أَنحائِها مُتَبَسِّماً ***** وَالدَمعُ حَولَ رِكابِهِ يَتَصَبَّبُ

طاحوا بِأَربَعَةٍ فَأَردَوا خامِساً ***** هُوَ خَيرُ ما يَرجو العَميدُ وَيَطلُبُ

حُبٌّ يُحاوِلُ غَرسَهُ في أَنفُسٍ ***** يُجنى بِمَغرِسِها الثَناءُ الطَيِّبُ

كُن كَيفَ شِئتَ وَلا تَكِل أَرواحَنا ***** لِلمُستَشارِ فَإِنَّ عَدلَكَ أَخصَبُ

قَد كانَ حَولَكَ مِن رِجالِكَ نُخبَةٌ ***** ساسوا الأُمورَ فَدَرَّبوا وَتَدَرَّبوا

أَقصَيتَهُم عَنّا وَجِئتَ بِفِتيَةٍ ***** طاشَ الشَبابُ بِهِم وَطارَ المَنصِبُ

فَاِجعَل شِعارَكَ رَحمَةً وَمَوَدَّةً ***** إِنَّ القُلوبَ مَعَ المَوَدَّةِ تُكسَبُ

وَإِذا سُئِلتَ عنِ الكِنانَةِ قُل لَهُم ***** هِيَ أُمَّةٌ تَلهو وَشَعبٌ يَلعَبُ

وَاِستَبقِ غَفلَتَها وَنَم عَنها تَنَم ***** فَالناسُ أَمثالُ الحَوادِثِ قُلَّبُ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
01/09/2012, 04:56 AM
أَجَل هَذِهِ أَعلامُهُ وَمَواكِبُه


أَجَل هَذِهِ أَعلامُهُ وَمَواكِبُه ***** هَنيئاً لَهُم فَليَسحَبِ الذَيلَ ساحِبُه

هَنيئاً لَهُم فَالكَونُ في يَومِ عيدِهِم ***** مَشارِقُهُ وَضّاءَةٌ وَمَغارِبُه

رَعى اللَهُ شَعباً جَمَّعَ العَدلُ شَملَهُ ***** وَتَمَّت عَلى عَهدِ الرَشادِ رَغائِبُه

تَحالَفَ في ظِلِّ الهِلالِ إِمامُهُ ***** وَحاخامُهُ بَعدَ الخِلافِ وَراهِبُه

خُذوا بِيَدِ الإِصلاحِ وَالأَمرُ مُقبِلٌ ***** فَإِنّي أَرى الإِصلاحَ قَد طَرَّ شارِبُه

وَرُدّوا عَلى المُلكِ الشَبابَ الَّذي ذَوى ***** فَإِنّي رَأَيتُ المُلكَ شابَت ذَوائِبُه

فَمَن يَطلُبُ الدُستورَ بِالسوءِ بَعدَ ما ***** حَمَتهُ يَدُ الفاروقِ فَاللَهُ طالِبُه

إِذا شَوكَتُ الفاروقُ قامَ مُنادِياً ***** إِلى الحَقِّ لَبّاهُ نِيازي وَصاحِبُه

ثَلاثَةُ آسادٍ يُجانِبُها الرَدى ***** وَإِن هِيَ لاقاها الرَدى لا تُجانِبُه

يُصارِعُها صَرفُ المَنونِ فَتَلتَقي ***** مَخالِبُها فيهِ وَتَنبو مَخالِبُه

رَوَت قَولَ بَشّارٍ فَثارَت وَأَقسَمَت ***** وَقامَت إِلى عَبدِ الحَميدِ تُحاسِبُه

إِذا المَلِكُ الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ***** مَشَينا إِلَيهِ بِالسُيوفِ نُعاتِبُه

وَسارَ عَلى أَعقابِها كُلُّ سابِحٍ ***** عَلى مَتنِهِ بُرجٌ مَشيدٌ يُداعِبُه

يَصيحُ بِهِ لا رِيَّ أَو نَبلُغَ المُنى ***** وَلا شِبَعٌ أَو يُرجِعَ الحَقَّ غاصِبُه

هُنالِكَ فَاِنهَل وَاِتَّخِذ ثَمَّ مَربَطاً ***** بِيَلدِزَ وَاِحمَد في الوَغى مَن تُصاحِبُه

رِجالٌ مِنَ الإيمانِ مَلأى نُفوسُهُم ***** وَجَيشٌ مِنَ الأَتراكِ ظَمأى قَواضِبُه

صَوالِجُهُ سُمرُ القَنا وَكُراتُهُ ***** رُؤوسُ الأَعادي وَالحُصونُ مَلاعِبُه

إِذا ثارَ دُكَّت أَجبُلٌ وَتَخَشَّعَت ***** بِحارٌ وَأَمضى اللَهُ ما هُوَ كاتِبُه

وَثُلَّت عُروشٌ وَاِستَقَرَّت مَمالِكٌ ***** وَلَو أَنَّ ذا القَرنَينِ فيها يُناصِبُه

فَمَن لَم يُشاهِد يَلدِزاً بَعدَ رَبِّها ***** وَقَد زالَ عَنهُ المُلكُ وَاِندَكَّ جانِبُه

وَأَسلَمَهُ أَحبابُهُ لِقُضاتِهِ وَفَرَّ***** وَلَم يَخشَ المَعَرَّةَ كاتِبُه

وَقَلَّمَتِ الأَقدارُ أَظفارَ بَطشِهِ ***** وَدَلَّ عَلى ما تَجهَلُ الجِنُّ حاجِبُه

فَما شَهِدَ الدُنيا تَزولُ وَلا رَأى ***** بَلاءَ قَضاءِ اللَهِ فيمَن يُحارِبُه

أُبيحَ حِماها وَاِنطَوى مَجدُ رَبِّها وَقامَت عَلى البَيتِ الحَميدي نَوادِبُه

وَلَم يُغنِ عَن عَبدِ الحَميدِ دَهاؤُهُ ***** وَلا عَصَمَت عَبدَ الحَميدِ تَجارِبُه

وَلَم يَحمِهِ حِصنٌ وَلَم تَرِم دونَهُ ***** دَنانيرُهُ وَالأَمرُ بِالأَمرِ حازِبُه

وَلَم يُخفِهِ عَن أَعيُنِ الحَقِّ مِخدَعٌ ***** وَلا نَفَقٌ في الأَرضِ جَمٌّ مَسارِبُه

أَقامَ عَلَيهِ مَهلَكاً عِندَ مَهلَكٍ ***** يَمُرُّ بِهِ رَوحُ الصَبا فَيُواثِبُه

تَحاماهُ حَتّى الوَهمُ خَوفَ اِغتِيالِهِ ***** فَلَو مَسَّهُ طَيفٌ لَدارَت لَوالِبُه

وَأَسرَفَ في حُبِّ الحَياةِ فَحاطَها ***** بِسورٍ مِنَ الأَهوالِ لَم يَنجُ راكِبُه

فَفي كُلِّ قُفلٍ لِلمَنِيَّةِ مَكمَنٌ ***** وَفي كُلِّ مِفتاحٍ قَضاءٌ يُراقِبُه

وَفي كُلِّ رُكنٍ صورَةٌ لَو تَكَلَّمَت ***** لَما شَكَّ في عَبدِ الحَميدِ مُخاطِبُه

تَماثيلُ إيهامٍ أُنيمَت وَأُقعِدَت ***** تَراءى بِها أَعطافُهُ وَمَناكِبُه

تُمَثِّلُهُ في نَومِهِ وَجُلوسِهِ ***** وَتَخدَعُ فيهِ المَوتَ حينَ يُقارِبُه

أَقامَ عَلَيهِ أَلفَ مَوتٍ مُحَجَّبٍ ***** لِيَغلِبَ مَوتاً واحِداً عَزَّ غالِبُه

سَلوهُ أَأَغنَت عَنهُ في يَومِ خَلعِهِ ***** عَجائِبُهُ أَو أَحرَزَتهُ غَرائِبُه

وَقَد نَزَلَ المِقدارُ بِالأَمرِ صادِعاً ***** فَضاقَت عَلى شَيخِ المُلوكِ مَذاهِبُه

وَأَخرَجَهُ مِن يَلدِزٍ رَبُّ يَلدِزٍ ***** وَجَرَّدَهُ مِن سَيفِ عُثمانَ واهِبُه

وَأَصبَحَ في مَنفاهُ وَالجَيشُ دونَهُ ***** يُغالِبُ ذِكرى مُلكِهِ وَتُغالِبُه

يُناديهِ صَوتُ الحَقِّ ذُق ما أَذَقتَهُم ***** فَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما هُوَ كاسِبُه

هُمُ مَنَحوكَ اليَومَ ما أَنتَ مُشتَهٍ ***** فَرُدَّ لَهُم بِالأَمسِ ما أَنتَ سالِبُه

وَدَع عَنكَ ما أَمَّلتَ إِن كُنتَ حازِماً ***** فَلَم يَبقَ لِلآمالِ فَضلٌ تُجاذِبُه

مَضى عَهدُ الاِستِبدادِ وَاِندَكَّ صَرحُهُ ***** وَوَلَّت أَفاعيهِ وَماتَت عَقارِبُه

لَكَ اللَهُ يا تَمّوزُ إِنَّكَ بَلسَمٌ ***** لِجَرحى الأَسى وَالدَهرُ تَعدو نَوائِبُه

فَكَم رُعتَ جَبّاراً وَأَرهَقتَ ظالِماً ***** وَأَنصَفتَ مَظلوماً تَوالَت مَصائِبُه

فَدَيناكَ مِن شَهرٍ أَغَرّ مُحَجَّلٍ ***** أَوائِلُهُ مَيمونَةٌ وَعَواقِبُه

تُقابِلُهُ الأَعيادُ في الأَرضِ كُلَّما ***** تَجَلّى هِلالُ الشَهرِ أَو لاحَ حاجِبُه

فَفي الغَربِ عيدٌ يَنظِمُ الغَربُ حُسنَهُ ***** فَتَهتَزُّ مِن وَقعِ السُرورِ جَوانِبُه

وَفي الشَرقِ عيدٌ لَم يَرَ الشَرقُ مِثلَهُ ***** تَدَفَّقُ في دارِالسَلامِ مَواكِبُه

يُطيفونَ بِالعَرشِ الكَريمِ وَرَبُّهُ ***** تُطيفُ بِهِم آلاؤُهُ وَمَناقِبُه

لِتَهنَئ أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً ***** خِلافَتُهُ فَالعَرشُ سَعدٌ كَواكِبُه

سَتَملِكُ أَمواجَ البِحارِ سَفينُهُ ***** كَما مَلَكَت شُمَّ الجِبالِ كَتائِبُه

مَمالِكُهُ مَحروسَةٌ وَثُغورُهُ ***** رَكائِبُهُ مَنصورَةٌ وَ مَراكِبُه

عَبدَ العَزيز لَقَد ذَكَّرتَنا أُمَماً *****كانَت جِوارَكَ في لَهوٍ وَفي طَرَبِ

ذَكَّرتَنا يَومَ ضاعَت أَرضُ أَندَلُسٍ ***** الحَربُ في البابِ وَالسُلطانُ في اللَعِبِ

فَاِحذَر عَلى التَختِ أَن يَسري الخَرابُ لَهُ ***** فَتَختُ سُلطانَةٍ أَعدى مِنَ الجَرَبِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
02/09/2012, 05:41 AM
آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ


آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ ***** وَدَنا المَنهَلُ يا نَفسُ فَطيبي

إِنَّ مَن سارَ إِلَيهِ سَيرَنا ***** وَرَدَ الراحَةَ مِن بَعدِ اللُغوبِ

قَد مَضى حِفني وَهَذا يَومُنا ***** يَتَدانى اِستَثيبي وَأَنيبي

وَاِرقُبيهِ كُلَّ يَومٍ إِنَّما ***** نَحنُ في قَبضَةِ عَلّامِ الغُيوبِ

اُذكُري المَوتَ لَدى النَومِ وَلا ***** تُغفِلي ذِكرَتَهُ عِندَ الهُبوبِ

وَاُذكُري الوَحشَةَ في القَبرِ فَلا ***** مُؤنِسٌ فيهِ سِوى تَقوى القُلوبِ

قَدِّمي الخَيرَ اِحتِساباً فَكَفى ***** بَعضُ ما قَدَّمتِ مِن تِلكَ الذُنوبِ

راعَني فَقدُ شَبابي وَأَنا ***** لا أُراعُ اليَومَ مِن فَقدِ مَشيبي

حَنَّ جَنبايَ إِلى بَردِ الثَرى ***** حَيثُ أُنسى مِن عَدُوٍّ وَحَبيبِ

مَضجَعٌ لا يَشتَكي صاحِبُهُ ***** شِدَّةَ الدَهرِ وَلا شَدَّ الخُطوبِ

لا وَلا يُسئِمُهُ ذاكَ الَّذي ***** يُسئِمُ الأَحياءَ مِن عَيشٍ رَتيبِ

قَد وَقَفنا سِتَّةً نَبكي عَلى ***** عالِمِ المَشرِقِ في يَومٍ عَصيبِ

وَقَفَ الخَمسَةُ قَبلي فَمَضَوا ***** هَكَذا قَبلي وَإِنّي عن قَريبِ

وَرَدوا الحَوضَ تِباعاً فَقَضَوا ***** بِاِتِّفاقٍ في مَناياهُم عَجيبِ

أَنا مُذ بانوا وَوَلّى عَهدُهُم ***** حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ النَحيبِ

هَدَأَت نيرانُ حُزني هَدأَةً ***** وَاِنطَوى حِفني فَعادَت لِلشُبوبِ

فَتَذَكَّرتُ بِهِ يَومَ اِنطَوى ***** صادِقُ العَزمَةِ كَشّافُ الكُروبِ

يَومَ كَفَّنّاهُ في آمالِنا ***** وَذَكَرنا عِندَهُ قَولَ حَبيبِ

عَرَفوا مَن غَيَّبوهُ وَكَذا ***** تُعرَفُ الأَقمارُ مِن بَعدِ المَغيبِ

وَفُجِعنا بِإِمامٍ مُصلِحٍ ***** عامِر القَلبِ وَأَوّابٍ مُنيبِ

كَم لَهُ مِن باقِياتٍ في الهُدى ***** وَالنَدى بَينَ شُروقٍ وَغُروبِ

يَبذُلُ المَعروفَ في السِرِّ كَما ***** يَرقُبُ العاشِقُ إِغفاءَ الرَقيبِ

يُحسِنُ الظَنَّ بِهِ أَعداؤُهُ ***** حينَ لايَحسُنُ ظَنٌّ بِقَريبِ

تَنزِل الأَضيافُ مِنهُ وَالمُنى ***** وَالخِلالُ الغُرُّ في مَرعىً خَصيبِ

قَد مَضَت عَشرٌ وَسَبعٌ وَالنُهى ***** في ذُبولٍ وَالأَماني في نُضوبِ

نَرقُبُا لأُفقَ فَلا يَبدو بِهِ ***** لامِعٌ مِن نورِ هادٍ مُستَثيبِ

وَنُنادي كُلَّ مَأمولٍ وَما ***** غَيرُ أَصداءِ المُنادي مِن مُجيبِ

دَوِيَ الجُرحُ وَلَم يُقدَر لَهُ ***** بَعدَ ثاوي عَينِ شَمسٍ مِن طَبيبِ

أَجدَبَ العِلمُ وَأَمسى بَعدَهُ ***** رائِدُ العِرفانِ في وادٍ جَديبِ

رَحمَةُ الدينِ عَلَيهِ كُلَّما ***** خَرَجَ التَفسير عَن طَوقِ الأَريبِ

رَحمَةُ الرَأيِ عَلَيهِ كُلَّما ***** طاشَ سَهمُ الرَأيِ في كَفِّ المُصيبِ

رَحمَةُ الفَهمِ عَلَيهِ كُلَّما ***** دَقَّتِ الأَشياءُ عَن ذِهنِ اللَبيبِ

رَحمَةُ الحِلمِ عَلَيهِ كُلَّما ***** ضاقَ بِالحِدثانِ ذو الصَدرِ الرَحيبِ

لَيسَ في مَيدانِ مِصرٍ فارِسٌ ***** يَركَبُ الأَخطارَ في يَومِ الرُكوبِ

كُلَّما شارَفَهُ مِنّا فَتىً ***** غالَهُ المِقدارُ مِن قَبلِ الوُثوبِ

ما تَرى كَيفَ تَوَلّى قاسِمٌ ***** وَهوَ في المَيعَةِ وَالبُردِ القَشيبِ

أُنسِيَ الأَحياءُ ذِكرى عَبدِهِ ***** وَهيَ لِلمُستافِ مِن مِسكٍ وَطيبِ

إِنَّهُم لَو أَنصَفوها لَبَنَوا ***** مَعهَداً تَعتادُهُ كَفُّ الوَهوبِ

مَعهَداً لِلدينِ يُسقى غَرسُهُ ***** مِن نَميرٍ فاضَ مِن ذاكَ القَليبِ

وَنَسينا ذِكرَ حِفني بَعدَهُ ***** وَدَفَنّا فَضلَهُ دَفنَ الغَريبِ

لَم تَسِل مِنّا عَلَيهِ دَمعَةٌ ***** وَهُوَ أَولى الناسِ بِالدَمعِ الصَبيبِ

سَكَنَت أَنفاسُ حِفني بَعدَ ما ***** طَيَّبَت في الشَرقِ أَنفاسَ الأَديبِ

عاشَ خِصبَ العُمر مَوفور الحِجا ***** صادِقَ العِشرَةِ مَأمونَ المَغيبِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
07/09/2012, 11:42 AM
أُعَزّي القَومَ لَو سَمِعوا عَزائي



أُعَزّي القَومَ لَو سَمِعوا عَزائي ***** وَأُعلِنُ في مَليكَتِهِم رِثائي

وَأَدعو الإِنجِليزَ إِلى الرِضاءِ ***** بِحُكمِ اللَهِ جَبّارِ السَماءِ


فَكُلُّ العالَمينَ إِلى فَناءِ

أَشَمسُ المُلكِ أَم شَمسُ النَهارِ ***** هَوَت أَم تِلكَ مالِكَةُ البِحارِ

فَطَرفُ الغَربِ بِالعَبَراتِ جاري ***** وَعَينُ اليَمِّ تَنظُرُ لِلبُخارِ


بِنَظرَةِ واجِدٍ قَلِقِ الرَجاءِ

أَمالِكَةَ البِحارِ وَلا أُبالي ***** إِذا قالوا تَغالى في المَقالِ

فَمِثلُ عُلاكِ لَم أَرَ في المَعالي ***** وَلا تاجاً كَتاجِكِ في الجَلالِ


وَلا قَوماً كَقَومِكِ في الدَهاءِ

مَلَأتِ الأَرضَ أَعلاماً وَجُندا ***** وَشِدتِ لِأُمَّةِ السَكسونِ مَجدا

وَكُنتِ لِفَألِها يُمناً وَسَعدا ***** تُرى في نورِ وَجهِكِ إِن تَبَدّى


سُعودَ البَدرِ في بُرجِ الهَناءِ

وَكُنتِ إِذا عَمَدتِ لِأَخذِ ثارِ***** أَسَلتِ البَرَّ بِالأُسدِ الضَواري

وَسَيَّرتِ المَدائِنَ في البِحارِ ***** وَأَمطَرتِ العَدُوَّ شُواظَ نارِ


وَذَرَّيتِ المَعاقِلَ في الهَواءِ

أُعَزّي فيكِ تاجَكِ وَالسَريرا ***** أُعَزّي فيكِ ذا المَلِكَ الكَبيرا

أُعَزّي فيكِ ذا الأَسَدَ الهَصورا ***** عَلى العَلَمِ الَّذي مَلَكَ الدُهورا


وَظَلَّلَ تَحتَهُ أَهلَ الوَلاءِ

أُعَزّي فيكِ أَبطالَ النِزالِ ***** وَمَن قاسوا الشَدائِدَ في القِتالِ

وَأَلقَوا بِالعَدُوِّ إِلى الوَبالِ ***** وَلَم يَمنَعهُمُ فَوق الجِبالِ


لَهيبُ الصَيفِ أَو قُرُّ الشِتاءِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
07/09/2012, 12:21 PM
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ


سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ ***** سَلامٌ عَلى أَيّامِهِ النَضِراتِ

عَلى الدينِ وَالدُنيا عَلى العِلمِ وَالحِجا ***** عَلى البِرِّ وَالتَقوى عَلى الحَسَناتِ

لَقَد كُنتُ أَخشى عادِيَ المَوتِ قَبل ***** فَأَصبَحتُ أَخشى أَن تَطولَ حَياتي

فَوالَهفي وَالقَبرُ بَيني وَبَينَهُ ***** عَلى نَظرَةٍ مِن تِلكُمُ النَظَراتِ

وَقَفتُ عَلَيهِ حاسِرَ الرَأسِ خاشِعاً ***** كَأَنّي حِيالَ القَبرِ في عَرَفاتِ

لَقَد جَهِلوا قَدرَ الإِمامِ فَأَودَعوا ***** تَجاليدَهُ في موحِشٍ بِفَلاةِ

وَلَو ضَرَحوا بِالمَسجِدَينِ لَأَنزَلوا ***** بِخَيرِ بِقاعِ الأَرضِ خَيرَ رُفاتِ

تَبارَكتَ هَذا الدينُ دينُ مُحَمَّدٍ ***** أَيُترَكُ في الدُنيا بِغَيرِ حُماةِ

تَبارَكتَ هَذا عالِمُ الشَرقِ قَد قَضى ***** وَلانَت قَناةُ الدينِ لِلغَمَزاتِ

زَرَعتَ لَنا زَرعاً فَأَخرَجَ شَطأَهُ ***** وَبِنتُ وَلَمّا نَجتَنِ الثَمَراتِ

فَواهاً لَهُ أَلّا يُصيبَ مُوَفَّقاً ***** يُشارِفُهُ وَالأَرضُ غَيرُ مَواتِ

مَدَدنا إِلى الأَعلامِ بَعدَكَ راحَنا ***** فَرُدَّت إِلى أَعطافِنا صَفِراتِ

وَجالَت بِنا تَبغي سِواكَ عُيونُنا ***** فَعُدنَ وَآثَرنَ العَمى شَرِقاتِ

وَآذَوكَ في ذاتِ الإِلَهِ وَأَنكَروا ***** مَكانَكَ حَتّى سَوَّدوا الصَفَحاتِ

رَأَيتَ الأَذى في جانِبِ اللَهِ لَذَّةً ***** وَرُحتَ وَلَم تَهمُم لَهُ بِشَكاةِ

لَقَد كُنتَ فيهِم كَوكَباً في غَياهِبٍ ***** وَمَعرِفَةٍ في أَنفُسٍ نَكِراتِ

أَبَنتَ لَنا التَنزيلَ حُكماً وَحِكمَةً ***** وَفَرَّقتَ بَينَ النورِ وَالظُلُماتِ

وَوَفَّقتَ بَينَ الدينِ وَالعِلمِ وَالحِجا ***** فَأَطلَعتَ نوراً مِن ثَلاثِ جِهاتِ

وَقَفتَ لِهانوتو وَرينانَ وَقفَةً ***** أَمَدَّكَ فيها الروحُ بِالنَفَحاتِ

وَخِفتَ مَقامَ اللَهِ في كُلِّ مَوقِفٍ ***** فَخافَكَ أَهلُ الشَكِّ وَالنَزَغاتِ

وَكَم لَكَ في إِغفاءَةِ الفَجرِ يَقظَةٍ ***** نَفَضتَ عَلَيها لَذَّةَ الهَجَعاتِ

وَوَلَّيتَ شَطرَ البَيتِ وَجهَكَ خالِياً ***** تُناجي إِلَهُ البَيتِ في الخَلَواتِ

وَكَم لَيلَةٍ عانَدتَ في جَوفِها الكَرى ***** وَنَبَّهتَ فيها صادِقَ العَزَماتِ

وَأَرصَدتَ لِلباغي عَلى دينِ أَحمَدٍ ***** شَباةَ يَراعٍ ساحِرِ النَفَثاتِ

إِذا مَسَّ خَدَّ الطِرسِ فاضَ جَبينُهُ ***** بِأَسطارِ نورٍ باهِرِ اللَمَعاتِ

كَأَنَّ قَرارَ الكَهرَباءِ بِشِقِّهِ ***** يُريكَ سَناهُ أَيسَرُ اللَمَسات

فَيا سَنَةً مَرَّت بِأَعوادِ نَعشِهِ ***** لَأَنتِ عَلَينا أَشأَمُ السَنَواتِ

حَطَمتِ لَنا سَيفاً وَعَطَّلتِ مِنبَراً ***** وَأَذوَيتِ رَوضاً ناضِر الزَهَراتِ

وَأَطفَأتِ نِبراساً وَأَشعَلتِ أَنفُساً ***** عَلى جَمَراتِ الحُزنِ مُنطَوِياتِ

رَأى في لَياليكِ المُنَجِّمُ ما رَأى ***** فَأَنذَرَنا بِالوَيلِ وَالعَثَراتِ

وَنَبَّأَهُ عِلمُ النُجومِ بِحادِثٍ ***** تَبيتُ لَهُ الأَبراجُ مُضطَرِباتِ

رَمى السَرَطانُ اللَيثَ وَاللَيثُ خادِرٌ ***** وَرُبَّ ضَعيفٍ نافِذِ الرَمَياتِ

فَأَودى بِهِ خَتلاً فَمالَ إِلى الثَرى ***** وَمالَت لَهُ الأَجرامُ مُنحَرِفاتِ

وَشاعَت تَعازي الشُهبِ بِاللَمحِ بَينَها ***** عَنِ النَيِّرِ الهاوي إِلى الفَلَواتِ

مَشى نَعشُهُ يَختالُ عُجباً بِرَبِّهِ ***** وَيَخطِرُ بَينَ اللَمسِ وَالقُبُلاتِ

تَكادُ الدُموعُ الجارِياتُ تُقِلُّهُ ***** وَتَدفَعُهُ الأَنفاسُ مُستَعِراتِ

بَكى الشَرقُ فَاِرتَجَّت لَهُ الأَرضُ رَجَّةً ***** وَضاقَت عُيونُ الكَونِ بِالعَبَراتِ

فَفي الهِندِ مَحزونٌ وَفي الصينِ جازِعٌ ***** وَفي مِصرَ باكٍ دائِمُ الحَسَراتِ

وَفي الشَأمِ مَفجوعٌ وَفي الفُرسِ نادِبٌ ***** وَفي تونُسٍ ما شِئتَ مِن زَفَراتِ

بَكى عالَمُ الإِسلامِ عالِمَ عَصرِهِ ***** سِراجَ الدَياجي هادِمَ الشُبُهاتِ

مَلاذَ عَيايِلٍ ثِمالِ أَرامِلٍ ***** غِياثَ ذَوي عُدمٍ إِمامَ هُداةِ

فَلا تَنصِبوا لِلناسِ تِمثالَ عَبدِهِ ***** وَإِن كانَ ذِكرى حِكمَةٍ وَثَباتِ

فَإِنّي لَأَخشى أَن يَضِلّوا فَيُؤمِنوا ***** إِلى نورِ هَذا الوَجهِ بِالسَجَداتِ

فَيا وَيحَ لِلشورى إِذا جَدَّ جِدُّها ***** وَطاشَت بِها الآراءُ مُشتَجِراتِ

وَيا وَيحَ لِلفُتيا إِذا قيلَ مَن لَها ***** وَيا وَيحَ لِلخَيراتِ وَالصَدَقاتِ

بَكَينا عَلى فَردٍ وَإِنَّ بُكاءَنا ***** عَلى أَنفُسٍ لِلَّهِ مُنقَطِعاتِ

تَعَهَّدَها فَضلُ الإِمامِ وَحاطَها ***** بِإِحسانِهِ وَالدَهرُ غَيرُ مُواتي

فَيا مَنزِلاً في عَينِ شَمسٍ أَظَلَّني ***** وَأَرغَمَ حُسّادي وَغَمَّ عُداتي

دَعائِمُهُ التَقوى وَآساسُهُ الهُدى ***** وَفيهِ الأَيادي مَوضِعُ اللَبِناتِ

عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما لَكَ موحِشاً ***** عَبوسَ المَغاني مُقفِرَ العَرَصاتِ

لَقَد كُنتَ مَقصودَ الجَوانِبِ آهِلاً ***** تَطوفُ بِكَ الآمالُ مُبتَهِلاتِ

مَثابَةَ أَرزاقٍ وَمَهبِطَ حِكمَةٍ ***** وَمَطلَعَ أَنوارٍ وَكَنزَ عِظاتِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
07/09/2012, 12:49 PM
لَيلايَ ما أَنا حَيٌّ


لَيلايَ ما أَنا حَيٌّ ***** يُرجى وَلا أَنا مَيتُ

لَم أَقضِ حَقَّ بِلادي ***** وَها أَنا قَد قَضَيتُ

شَفَيتُ نَفسي لَوَ اَنّي ***** لَمّا رُميتُ رَمَيتُ

بَيروتُ لَو أَنَّ خَصماً ***** مَشى إِلَيَّ مَشَيتُ

أَو داسَ أَرضَكِ باغٍ ***** لَدُستُهُ وَبَغَيتُ

أَو حَلَّ فيكِ عَدُوٌّ***** مُنازِلٌ ما اِتَّقَيتُ

لَكِن رَماكِ جَبانٌ ***** لَو بانَ لي لَاَشتَفَيتُ

لَيلايَ لا تَحسَبيني ***** عَلى الحَياةِ بَكَيتُ

وَلا تَظُنّي شَكاتي ***** مِن مَصرَعي إِن شَكَوتُ

وَلا يُخيفَنكِ ذِكري ***** بَيروتَ أَنّي سَلَوتُ

بَيروتُ مَهدُ غَرامي ***** فيها وَفيكِ صَبَوتُ

جَرَرتُ ذَيلَ شَبابي ***** لَهواً وَفيها جَرَيتُ

فيها عَرَفتُكِ طِفلاً ***** وَمِن هَواكِ اِنتَشَيتُ

وَمِن عُيونِ رُباها ***** وَعَذبِ فيكِ اِرتَوَيتُ

فيها لِلَيلى كِناسٌ ***** وَلي مِنَ العِزِّ بَيتُ

فيها بَنى لِيَ مَجداً ***** أَوائِلي وَبَنَيتُ

لَيلى سِراجُ حَياتي ***** خَبا فَما فيهِ زَيتُ

قَد أَطفَأَتهُ كُراتٌ ***** ما مِن لَظاهُنَّ فَوتُ

رَمى بِهِنَّ بُغاةٌ ***** أَصَبنَني فَتَوَيتُ

لَو تُفتَدى بِحَياتي ***** مِنَ الرَدى لَفَدَيتُ

وَلَو وَقاكَ وَفِيٌّ ***** بِمُهجَةٍ لَوَقَيتُ

إِن عِشتَ أَو مِتَّ إِنّي ***** كَما نَوَيتَ نَوَيتُ

لَيلايَ عيشي وَقَرّي ***** إِذا الحِمامُ دَعاني

لَيلايَ ساعاتُ عُمري ***** مَعدودَةٌ بِالثَواني

فَكَفكِفي مِن دُموعٍ ***** تَفري حُشاشَةَ فاني

وَمَهِّدي لِيَ قَبراً ***** عَلى ذُرا لُبنانِ

ثُمَّ اِكتُبي فَوقَ لَوحٍ ***** لِكُلِّ قاصٍ وَداني

هُنا الَّذي ماتَ غَدراً ***** هُنا فَتى الفِتيانِ

رَمَتهُ أَيدي جُناةٍ ***** مِن جيرَةِ النيرانِ

قُرصانُ بَحرٍ تَوَلَّوا ***** مِن حَومَةِ المَيدانِ

لَم يَخرُجوا قَيدَ شِبرٍ***** عَن مَسبَحِ الحيتانِ

وَلَم يُطيقوا ثَباتاً ***** في أَوجُهِ الفُرسانِ

فَشَمَّروا لِاِنتِقامٍ ***** مِن غافِلٍ في أَمانِ

وَسَوَّدوا وَجهَ روما ***** بِالكَيدِ لِلجيرانِ

تَبّاً لَهُم مِن بُغاثٍ ***** فَرّوا مِنَ العِقبانِ

لَو أَنَّهُم نازَلونا ***** في الشامِ يَومَ طِعانِ

رَأَوا طَرابُلسَ تَبدو ***** لَهُم بِكُلِّ مَكانِ

يا لَيتَني لَم أُعاجَل ***** بِالمَوتِ قَبلَ الأَوانِ

حَتّى أَرى الشَرقَ يَسمو ***** رَغمَ اِعتِداءِ الزَمانِ

وَيَستَرِدُّ جَلالاً ***** لَهُ وَرِفعَةَ شانِ

وَليَعلَمَ الغَربُ أَنّا ***** كَأُمَّةِ اليابانِ

لا نَرتَضي العَيشَ يَجري ***** في ذِلَّةٍ وَهَوانِ

أَراهُمُ أَنزَلونا ***** مَنازِلَ الحَيَوانِ

وَأَخرَجونا جَميعاً ***** عَن رُتبَةِ الإِنسانِ

وَسَوفَ تَقضي عَلَيهِمُ ***** طَبائِعُ العُمرانِ

فَيُصبِحُ الشَرقُ غَرباً ***** وَيَستَوي الخافِقانِ

لاهُمَّ جَدِّد قُوانا ***** لِخِدمَةِ الأَوطانِ

فَنَحنُ في كُلِّ صُقعٍ ***** نَشكو بِكُلِّ لِسانِ

يا قَومَ إِنجيلِ عيسى ***** وَأُمَّةَ القُرآنِ

لا تَقتُلوا الدَهرَ حِقداً ***** فَالمُلكُ لِلدَيّانِ

إِنّي أَرى مِن بَعيدٍ ***** جَماعَةً مُقبِلينا

لَعَلَّ فيهِم نَصيراً ***** لَعَلَّ فيهِم مُعينا

هَوِّن عَلَيكَ تَماسَك ***** إِنّي سَمِعتُ أَنينا

أَظُنُّ هَذا جَريحاً ***** يَشكو الأَسى أَو طَعينا

بِاللَهِ ماذا دَهاهُ ***** يا هَذِهِ خَبِّرينا

لَقَد دَهَتهُ المَنايا ***** مِن غارَةِ الخائِنينا

صَبّوا عَلَينا الرَزايا ***** لَم يَتَّقوا اللَهَ فينا

فَخَفِّفوا مِن أَذاهُ ***** إِن كُنتُمُ فاعِلينا

لا تَيأَسي وَتَجَلَّد ***** أَراكَ شَهماً رَكينا

أَبشِر فَإِنَّكَ ناجٍ ***** وَاِصبِر مَعَ الصابِرينا

أَوّاهُ إِنّي أَراهُ ***** بِالمَوتِ أَمسى رَهينا

جِراحُهُ بالِغاتٌ ***** تُعيي الطَبيبَ الفَطينا

وَعَن قَريبٍ سَيَقضي ***** غَضَّ الشَبابِ حَزينا

أُفٍّ لِقَومٍ جِياعٍ ***** قَد أَزعَجوا العالَمينا

قِراهُمُ أَينَ حَلّوا ***** ضَربٌ يَقُدُّ المُتونا

عَقّوا المُروءَةَ هَدّوا ***** مَفاخِرَ الأَوَّلينا

عاثوا فَساداً وَفَرّوا ***** يَستَعجِلونَ السَفينا

وَأَلبَسوا الغَربَ خِزياً ***** في قَرنِهِ العِشرينا

وَأَلجَموا كُلَّ داعٍ ***** وَأَحرَجوا المُصلِحينا

فَيا أُرُبَّةُ مَهلاً ***** أَينَ الَّذي تَدَّعينا

ماذا تُريدينَ مِنّا ***** وَالداءُ أَمسى دَفينا

أَينَ الحَضارَةُ إِنّا ***** بِعَيشِنا قَد رَضينا

لَم نُؤذِ في الدَهرِ جاراً ***** وَلَم نُخاتِل خَدينا

مَسَرَّةَ الشامِ إِنّا ***** إِخوانُكُم ما حَيينا

ثِقوا فَإِنّا وَثِقنا ***** بِكُم وَجِئنا قَطينا

إِنّا نَرى فيكَ عيسى ***** يَدعو إِلى الخَيرِ فينا

قَرَّبتَ بَينَ قُلوبٍ ***** قَد أَوشَكَت أَن تَبينا

فَأَنتَ فَخرُ النَصارى ***** وَصاحِبُ المُسلِمينا

رَأَيتُ يَأسَ طَبيبي ***** وَهَمسَهُ في فُؤادي

لا تَندُبيني فَإِنّي ***** أَقضي وَتَحيا بِلادي

أَستَودِعُ اللَهَ شَهماً ***** نَدباً طَويلَ النِجادِ

أَستَودِعُ اللَهَ روحاً ***** كانَت رَجاءَ البِلادِ

فَيا شَهيداً رَمَتهُ ***** غَدراً كُراتُ الأَعادي

نَم هانِئاً مُطمَئِنّاً ***** فَلَم تَنَم أَحقادي

فَسَوفَ يُرضيكَ ثَأرٌ ***** يُذيبُ قَلبَ الجَمادِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
07/09/2012, 01:26 PM
أَشرِق فَدَتكَ مَشارِقُ الإِصباحِ


أَشرِق فَدَتكَ مَشارِقُ الإِصباحِ ***** وَأَمِط لِثامَكَ عَن نَهارٍ ضاحي

بورِكتَ يا يَومَ الخَلاصِ وَلا وَنَت ***** عَنكَ السُعودُ بِغُدوَةٍ وَرَواحِ

بِاللَهِ كُن يُمناً وَكُن بُشرى لَنا ***** في رَدِّ مُغتَرِبٍ وَفَكِّ سَراحِ

أَقبَلتَ وَالأَيّامُ حَولَكَ مُثَّلٌ ***** صَفَّينِ تَخطِرُ خَطرَةَ المَيّاحِ

وَخَرَجتَ مِن حُجبِ الغُيوبِ مُحَجَّلاً ***** في كُلِّ لَحظٍ مِنكَ أَلفُ صَباحِ

لَو صَحَّ في هَذا الوُجودِ تَناسُخٌ ***** لَرَأَيتُ فيكَ تَناسُخَ الأَرواحِ

وَلَكُنتَ يَومَ اللابِرِنتَ بِعَينِهِ ***** في عِزَّةٍ وَجَلالَةٍ وَسَماحِ

يَومٌ يُريكَ جَلالُهُ وَرُواؤُهُ ***** في الحُسنِ قُدرَةَ فالِقِ الإِصباحِ

خَلَعَت عَلَيهِ الشَمسُ حُلَّةَ عَسجَدٍ ***** وَحَباهُ آذارٌ أَرَقَّ وِشاحِ

اللَهُ أَثبَتَهُ لَنا في لَوحِهِ ***** أَبَدَ الأَبيدِ فَما لَهُ مِن ماحي

حَيّيهِ عَنّا يا أَزاهِرُ وَاِملَئي ***** أَرجاءَهُ بِأَريجِكِ الفَوّاحِ

وَاِنفَحهُ عَنّا يا رَبيعُ بِكُلِّ ما ***** أَطلَعتَ مِن رَندٍ وَنَورِ أَقاحِ

تِه يا فُؤادُ فَحَولَ عَرشِكَ أُمَّةٌ ***** عَقَدَت خَناصِرَها عَلى الإِصلاحِ

أَبناؤُنا وَهُمُ أَحاديثُ النَدى ***** لَيسوا عَلى أَوطانِهِم بِشِحاحِ

صَبَروا عَلى مُرِّ الخُطوبِ فَأَدرَكوا ***** حُلوَ المُنى مَعسولَةَ الأَقداحِ

شاكي سِلاحِ الصَبرِ لَيسَ بِأَعزَلٍ ***** يَغزوهُ رَبُّ عَوامِلٍ وَصِفاحِ

الصَبرُ إِن فَكَّرتَ أَعظَمُ عُدَّةٍ ***** وَالحَقُّ لَو يَدرونَ خَيرُ سِلاحِ

قَد أَنكَروا حَقَّ الضَعيفِ فَهَل أَتى ***** إِنكارُ ذاكَ الحَقِّ في إِصحاحِ

كَم خَدَّرَت أَعصابَ مِصرَ نَوافِحٌ ***** لِوُعودِهِم كَنَوافِحِ التُفّاحِ

فَتَعَلَّلَ المِصرِيُّ مُغتَبِطاً بِها ***** أَرَأَيتَ طِفلاً عَلَّلوهُ بِداحِ

وَتَأَنَّقوا في الخُلفِ حَتّى أَصبَحَت ***** أَقوالُهُم تُذرى بِغَيرِ رِياحِ

لَمّا تَنَبَّهَ بِالكِنانَةَ نائِمٌ ***** وَأَصاتَ بِالشَكوى الأَليمَةِ صاحي

وَتَكَشَّفَت تِلكَ الغَياهِبُ وَاِنطَوَت ***** وَبَدَت شُموسُ الحَقِّ وَهيَ ضَواحي

عَلِموا بِحَمدِ اللَهِ أَنَّ قَرارَنا ***** في ظِلِّ غَيرِ اللَهِ غَير مُتاحِ

فَاليَومَ قَرّي يا كِنانَةُ وَاِهدَئي ***** حَرَمُ الكِنانَةِ لَم يَكُن بِمُباحِ

مَن ذا يُغيرُ عَلى الأُسودِ بِغابِها ***** أَو مَن يَعومُ بِمَسبَحِ التِمساحِ

لِلنيلِ مَجدٌ في الزَمانِ مُؤَثَّلٌ ***** مِن عَهدِ آمونٍ وَعَهدِ فَتاحِ

فَسَلِ العُصورَ بِهِ وَسَل آثارَهُ ***** في مِصرَ كَم شَهِدَت مِنَ السُيّاحِ

يا صاحِبَ القُطرَينِ غَيرَ مُدافِعٍ ***** ما مِثلُ ساحِكَ في العُلا مِن ساحِ

لَم يَبدُ نورٌ فَوقَ نورٍ يُجتَلى ***** كَالتاجِ فَوقَ جَبينِكَ الوَضّاحِ

ذَكَرَت بِعَرشِكَ مِصرُ يَومَ وَليتَهُ ***** عَرشَ المُعِزِّ بِها وَعَرشَ صَلاحِ

في كُلِّ قُطرٍ مِن جَلالِكَ رَوعَةٌ ***** وَلِكُلِّ قُطرٍ مِنكَ ظِلُّ جَناحِ

لَكَ مِصرُ وَالسودانُ وَالنَهرُ الَّذي ***** يَختالُ بَينَ رُبىً وَبَينَ بِطاحِ

وَبَواسِقُ السودانِ تَشهَدُ أَنَّها ***** غُرِسَت بِعَهدِ جُدودِكَ الفُتّاحِ

لا غَروَ إِن غَنّى بِمَدحِكَ صائِحٌ ***** أَو مُسجِحٌ في حَلبَةِ المُدّاحِ

حُسنُ الغِناءِ مَعَ الصِياحِ كَحُسنِهِ ***** عِندَ الخَبيرِ بِهِ مَعَ الإِسجاحِ

أَوَ لَم يَكُن لَكَ مُلكُ مِصرَ وَنيلُها ***** يَنسابُ بَينَ مُروجِها الأَفياحِ

مَنضورَةَ الجَنّاتِ حالِيَةَ الرُبا ***** مَطلولَةَ السَرَحاتِ وَالأَرواحِ

قَد قالَ عَمرٌو في ثَراها آيَةً ***** مَأثورَةً نُقِشَت عَلى الأَلواحِ

بَينا تَراهُ لَآلِئاً وَكَأَنَّما ***** نُثِرَت بِتُربَتِهِ عُقودُ مِلاحِ

وَإِذا بِهِ لِلناظِرينَ زُمُرُّدٌ ***** يَشفيكَ أَخضَرُهُ مِنَ الأَتراحِ

وَإِذا بِهِ مِسكٌ تَشُقُّ سَوادَهُ ***** شَقَّ الأَديمِ مَحارِثُ الفَلّاحِ

البَرلَمانُ تَهَيَّأَت أَسبابُهُ ***** لَم يَبقَ مِن سَبَبٍ سِوى المِفتاحِ

هُوَ في يَدَيكَ وَديعَةٌ لِرَعِيَّةٍ ***** تُثني بِأَلسِنَةٍ عَلَيكَ فِصاحِ

رُدَّ الوَديعَةَ يا فُؤادُ فَإِنَّما ***** رَدُّ الوَديعَةِ شيمَةُ المِسماحِ

وَاِنهَض بِشَعبِكَ يا فُؤادُ إِلى العُلا ***** وَإِلى مَكانٍ في الوُجودِ بَراحِ

فَاللَهُ يَشهَدُ وَالخَلائِقُ أَنَّنا ***** طُلّابُ حَقٍّ في الحَياةِ صِراحِ

هَذا مَنارُ البَرلَمانِ أَمامَكُم ***** لِهُدى السَبيلِ كَإِبرَةِ المَلّاحِ

فَتَيَمَّموهُ مُخلِصينَ فَما لَكُم ***** مِن دونِهِ مِن غِبطَةٍ وَفَلاحِ

الفَصلُ لِلشورى وَتِلكَ هِيَ الَّتي ***** تَزَعُ الهَوى وَتَرُدُّ كُلَّ جِماحِ

هِيَ لا تَضِلُّ سَبيلَها فَكَأَنَّما ***** خُلِقَ السَبيلُ لَها بِغَيرِ نَواحي

هِيَ لا بَراحَ تَرُدُّ كَيدَ عَدُوِّكُم ***** وَتَفُلُّ غَربَ الغاصِبِ المُجتاحِ

فَتَكَنَّفوا الشورى عَلى اِستِقلالِكُم ***** في الرَأيِ لا توحيهِ نَزعَةُ واحي

وَيَدُ الإِلَهِ مَعَ الجَماعَةِ فَاِضرِبوا ***** بِعَصا الجَماعَةِ تَظفَروا بِنَجاحِ

كونوا رِجالاً عامِلينَ وَكَذِّبوا ***** وَالصُبحُ أَبلَجُ حامِلَ المِصباحِ

وَدَعوا التَخاذُلَ في الأُمورِ فَإِنَّما ***** شَبَحُ التَخاذُلِ أَنكَرُ الأَشباحِ

وَاللَهِ ما بَلَغَ الشَقاءُ بِنا المَدى ***** بِسِوى خِلافٍ بَينَنا وَتَلاحي

قُم يا اِبنَ مِصرَ فَأَنتَ حُرٌّ وَاِستَعِد ***** مَجدَ الجُدودِ وَلا تَعُد لِمَراحِ

شَمِّر وَكافِح في الحَياةِ فَهَذِهِ ***** دُنياكَ دار تَناحُرٍ وَكِفاحِ

وَاِنهَل مَعَ النُهّالِ مِن عَذبِ الحَيا ***** فَإِذا رَقا فَاِمتَح مَعَ المُتّاحِ

وَإِذا أَلَحَّ عَلَيكَ خَطبٌ لا تَهُن ***** وَاِضرِب عَلى الإِلحاحِ بِالإِلحاحِ

وَخُضِ الحَياةَ وَإِن تَلاطَمَ مَوجُها ***** خَوضُ البِحارِ رِياضَةُ السَبّاحِ

وَاِجعَل عِيانَكَ قَبلَ خَطوِكَ رائِداً ***** لا تَحسَبَنَّ الغَمرَ كَالضَحضاحِ

وَإِذا اِجتَوَتكَ مَحَلَّةٌ وَتَنَكَّرَت ***** لَكَ فَاِعدُها وَاِنزَح مَعَ النُزّاحِ

في البَحرِ لا تَثنيكَ نارُ بَوارِجٍ في ***** البَرِّ لا يَلويكَ غابُ رِماحِ

وَاُنظُر إِلى الغَربِيِّ كَيفَ سَمَت بِهِ ***** بَينَ الشُعوبِ طَبيعَةَ الكَدّاحِ

وَاللَهِ ما بَلَغَت بَنو الغَربِ المُنى ***** إِلّا بِنِيّاتٍ هُناكَ صِحاحِ

رَكِبوا البِحارَ وَقَد تَجَمَّدَ ماؤُها ***** وَالجَوَّ بَينَ تَناوُحِ الأَرواحِ

وَالبَرُّ مَصهورَ الحَصى مُتَأَجِّجاً ***** يَرمي بِنَزّاعِ الشَوى لَوّاحِ

يَلقى فَتِيُّهُمُ الزَمانَ بِهِمَّةٍ ***** عَجَبٍ وَوَجهٍ في الخُطوبِ وَقاحِ

وَيَشُقُّ أَجواز القِفار مُغامِراً ***** وَعرُ الطَريقِ لَدَيهِ كَالصَحصاحِ

وَاِبنُ الكِنانَةِ في الكِنانَةِ راكِدٌ ***** يَرنو بِعَينٍ غَيرِذاتِ طِماحِ

لا يَستَغِلُّ كَما عَلِمتَ ذَكاءَهُ ***** وَذَكاؤُهُ كَالخاطِفِ اللَمّاحِ

أَمسى كَماءِ النَهرِ ضاعَ فُراتُهُ ***** في البَحرِ بَينَ أُجاجِهِ المُنداحِ

فَاِنهَض وَدَع شَكوى الزَمانِ وَلا تَنُح ***** في فادِحِ البُؤسى مَعَ الأَنواحِ

وَاِربَح لِمِصرَ بِرَأسِ مالِكَ عِزَّةً ***** إِنَّ الذَكاءَ حُبالَةُ الأَرباحِ

وَإِذا رُزِقتَ رِآسَةً فَاِنسُج لَها ***** بُردَينِ مِن حَزمٍ وَمِن إِسجاحِ

وَاِشرَب مِنَ الماءِ القَراحِ مُنَعَّماً ***** فَلَكَم وَرَدتَ الماءَ غَيرَ قَراحِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
08/09/2012, 10:25 AM
ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ


ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ ***** وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ

وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها ***** في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ

وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ ***** فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ

وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً ***** تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ

وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ ***** مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ

وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ ***** كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ

أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا ***** بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ

أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ ***** أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ

أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ ***** أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ

أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً ***** في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ

وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها ***** فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ

قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم ***** إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا

فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم ***** مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا

وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً ***** وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ

وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ ***** هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا

إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا ***** وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا

وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم ***** لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا

وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها ***** أَلّا تَرى عِزَّتَه تُجرَحُ

وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها ***** فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ

وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها ***** أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا

أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا ***** وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا

إِنّي أَرى قَيداً فَلا تُسلِموا ***** أَيدِيَكُم فَالقَيدُ لا يُسجِجُ

إِن هَيَّؤوهُ مِن حَريرٍ لَكُم ***** فَهوَ عَلى لينٍ بِهِ أَفدَحُ

حَتّامَ وَالصَبرُ لَهُ غايَةٌ ***** لِغَيرِنا مِن بِئرِنا نَمتَحُ

حَتّامَ وَالأَموالُ مَشفوهَةٌ ***** نَمنَحُ إِلّا مِصرَ ما نَمنَحُ

حَتّامَ يُمضي أَمرَنا غَيرُنا ***** وَذاكَ بِالأَحرارِ لا يَملُحُ

أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم ***** ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحوا

فَاِنتَهَزَت أَعداؤُنا نُهزَةً ***** فينا وَما كانَت لَهُم تَسنَحُ

فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعوا ***** فَإِنَّما إِجماعُكُم أَرجَحُ

وَكُلُّ مَن يَطمَعُ في صَدعِكُم ***** فَإِنَّهُ في صَخرَةٍ يَنطَحُ

أَخشى إِذا اِستَكثَرتُمُ بَينَكُم ***** مِن قادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحوا

فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُمُ فيهُمُ ***** فَإِنَّما في القِلَّةِ المَنجَحُ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
08/09/2012, 10:34 AM
أَيُّهَذا الثَرى إِلامَ التَمادي


أَيُّهَذا الثَرى إِلامَ التَمادي ***** بَعدَ هَذا أَأَنتَ غَرثانُ صادي

أَنتَ تَروى مِن مَدمَعٍ كُلَّ يَومٍ ***** وَتُغَذّى مِن هَذِهِ الأَجسادِ

قَد جَعَلتَ الأَنامَ زادَكَ في الدَهرِ ***** وَقَد آذَنَ الوَرى بِالنَفادِ

فَاِلتَمِس بَعدَهُ المَجَرَّةَ وِرداً ***** وَتَزَوَّد مِنَ النُجومِ بِزادِ

لَستُ أَدعوكَ بِالتُرابِ وَلَكِن ***** بُقُدودِ المِلاحِ وَالأَجيادِ

بِخُدودِ الحِسانِ بِالأَعيُنِ النُجلِ ***** بِتِلكَ القُلوبِ وَالأَكبادِ

لَم تَلِدنا حَوّاءُ إِلّا لِنَشقى ***** لَيتَها عاطِلٌ مِنَ الأَولادِ

أَسلَمَتنا إِلى صُروفِ زَمانٍ ***** ثُمَّ لَم توصِها بِحِفظِ الوِدادِ

أَيُّها اليَمُّ كَم بِقاعِكَ نَفسٍ ***** فيكَ أَودَت مِن عَهدِ ذي الأَوتادِ

قَد تَحالَفتَ وَالتُرابَ عَلَينا ***** وَتَقاسَمتُما فَناءَ العِبادِ

خَبِّرينا جُهَينَ لا تَكذِبينا ***** ما الَّذي يَفعَلُ البِلى بِالجَوادِ

كَيفَ أَمسى وَكَيفَ أَصبَحَ فيهِ ***** ذَلِكَ المُنعِمُ الكَثيرُ الرَمادِ

رَحِمَ اللَهُ مِنهُ لَفظاً شَهِيّاً ***** كانَ أَحلى مِن رَدِّ كَيدِ الأَعادي

رَحِمَ اللَهُ مِنهُ طَرفاً تَقِيّاً ***** وَيَميناً تَسيلُ سَيلَ الغَوادي

رَحِمَ اللَهُ مِنهُ شَهماً وَفِيّاً ***** كانَ مِلءَ العُيونِ في كُلِّ نادي

أَلهَمَ اللَهُ فيكَ صَبراً جَميلاً ***** كُلَّ مَن باتَ ناطِقاً بِالضادِ

بِتَّ في حُلَّةِ النَعيمِ وَبِتنا ***** في ثِيابٍ مِنَ الأَسى وَالسُهادِ

وَسَكَنتَ القُصورَ في بَيتِ خُلدٍ ***** وَسَكَنّا عَلَيكَ بَيتَ الحِدادِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
08/09/2012, 10:56 AM
فَتى الشِعرِ هَذا مَوطِنُ الصِدقِ وَالهُدى


فَتى الشِعرِ هَذا مَوطِنُ الصِدقِ وَالهُدى ***** فَلا تَكذِبِ التاريخَ إِن كُنتَ مُنشِدا

لَقَد حانَ تَوديعُ العَميدِ وَإِنَّهُ ***** حَقيقٌ بِتَشييعِ المُحِبّينَ وَالعِدا

فَوَدِّع لَنا الطَودَ الَّذي كانَ شامِخاً ***** وَشَيِّع لَنا البَحرَ الَّذي كانَ مُزبِدا

وَزَوِّدهُ عَنّا بِالكَرامَةِ كُلِّها ***** وَإِن لَم يَكُن بِالباقِياتِ مُزَوَّدا

فَلِم لا نَرى الأَهرامَ يا نيلُ مُيَّداً ***** وَفِرعَونُ عَن واديكَ مُرتَحِلٌ غَدا

كَأَنَّكَ لَم تَجزَع عَلَيهِ وَلَم تَكُن ***** تَرى في حِمى فِرعَونَ أَمناً وَلا جَدا

سَلامٌ وَلَو أَنّا نُسيءُ إِلى الأُلى ***** أَساؤوا إِلَينا ما مَدَدنا لَهُم يَدا

سَنُطري أَياديكَ الَّتي قَد أَفَضتَها ***** عَلَينا فَلَسنا أُمَّةً تَجحَدُ اليَدا

أَمِنّا فَلَم يَسلُك بِنا الخَوفُ مَسلَكاً ***** وَنِمنا فَلَم يَطرُق لَنا الذُعرُ مَرقَدا

وَكُنتَ رَحيمَ القَلبِ تَحمي ضَعيفَنا ***** وَتَدفَعُ عَنّا حادِثَ الدَهرِ إِن عَدا

وَلَولا أَسىً في دِنشِوايَ وَلَوعَةٌ ***** وَفاجِعَةٌ أَدمَت قُلوباً وَأَكبُدا

وَرَميُكَ شَعباً بِالتَعَصُّبِ غافِلاً ***** وَتَصويرُكَ الشَرقِيَّ غِرّاً مُجَرَّدا

لَذُبنا أَسىً يَومَ الوَداعِ لِأَنَّنا ***** نَرى فيكَ ذاكَ المُصلِحَ المُتَوَدِّدا

تَشَعَّبَتِ الآراءُ فيكَ فَقائِلٌ ***** أَفادَ الغِنى أَهلَ البِلادِ وَأَسعَدا

وَكانَت لَهُ في المُصلِحينَ سِياسَةٌ ***** تَرَخَّصَ فيها تارَةً وَتَشَدَّدا

رَأى العِزَّ كُلَّ العِزِّ في بَسطَةِ الغِنى ***** فَحارَبَ جَيشَ الفَقرِ حَتّى تَبَدَّدا

وَأَمتَعَكُم بِالنيلِ فَهوَ مُبارَكٌ ***** عَلى أَهلِهِ خِصباً وَرِيّاً وَمَورِدا

وَسَنَّ لَكُم حُرِّيَّةَ القَولِ عِندَما ***** رَأى القَولَ في أَسرِ السُكوتِ مُقَيَّدا

وَآخَرُ لَم يَقصِر عَلى المالِ هَمَّهُ ***** يَرى أَنَّ ذاكَ المالَ لا يَكفُلُ الهُدى

فَلا يَحمَدُ الإِثراءَ حَتّى يَزينَهُ ***** بِعِلمٍ وَخَيرُ العِلمِ ما كانَ مُرشِدا

يُناديكَ قَد أَزرَيتَ بِالعِلمِ وَالحِجا ***** وَلَم تُبقِ لِلتَعليمِ يا لُردُ مَعهَدا

وَأَنَّكَ أَخصَبتَ البِلادَ تَعَمُّداً ***** وَأَجدَبتَ في مِصرَ العُقولَ تَعَمُّدا

قَضَيتَ عَلى أُمِّ اللُغاتِ وَإِنَّهُ ***** قَضاءٌ عَلَينا أَو سَبيلٌ إِلى الرَدى

وَوافَيتَ وَالقُطرانِ في ظِلِّ رايَةٍ ***** فَما زِلتَ بِالسودانِ حَتّى تَمَرَّدا

فَطاحَ كَما طاحَت مُصَوَّعُ بَعدَهُ ***** وَضاعَت مَساعينا بِأَطماعِكُم سُدى

حَجَبتَ ضِياءَ الصُحفِ عَن ظُلُماتِهِ ***** وَلَم تَستَقِل حَتّى حَجَبتَ المُؤَيَّدا

وَأَودَعتَ تَقريرَ الوَداعِ مَغامِزاً ***** رَأَينا جَفاءَ الطَبعِ فيها مُجَسَّدا

غَمَزتَ بِها دينَ النَبِيِّ وَإِنَّنا ***** لَنَغضَبُ إِن أَغضَبتَ في القَبرِ أَحمَدا

يُناديكَ أَينَ النابِغونَ بِعَهدِكُم ***** وَأَيُّ بِناءٍ شامِخٍ قَد تَجَدَّدا

فَما عَهدُ إِسماعيلَ وَالعَيشُ ضَيِّقٌ ***** بِأَجدَبَ مِن عَهدٍ لَكُم سالَ عَسجَدا

يُناديكَ وَلَّيتَ الوِزارَةَ هَيئَةً ***** مِنَ الصُمِّ لَم تَسمَع لِأَصواتِنا صَدى

فَلَيسَ بِها عِندَ التَشاوُرِ مِن فَتىً ***** أَبِيٍّ إِذا ما أَصدَرَ الأَمرَ أَورَدا

بِرَبِّكَ ماذا صَدَّنا وَلَوى بِنا ***** عَنِ القَصدِ إِن كانَ السَبيلُ مُمَهَّدا

أَشَرتَ بِرَأيٍ في كِتابِكَ لَم يَكُن ***** سَديداً وَلَكِن كانَ سَهماً مُسَدَّدا

وَحاوَلتَ إِعطاءَ الغَريبِ مَكانَةً ***** تَجُرُّ عَلَينا الوَيلَ وَالذُلَّ سَرمَدا

فَيا وَيلَ مِصرٍ يَومَ تَشقى بِنَدوَةٍ ***** يَبيتُ بها ذاكَ الغَريبُ مُسَوَّدا

أَلَم يَكفِنا أَنّا سُلِبنا ضِياعَنا ***** عَلى حينِ لَم نَبلُغ مِنَ الفِطنَةِ المَدى

وَزاحَمَنا في العَيشِ كُلُّ مُمارِسٍ ***** خَبيرٍ وَكُنّا جاهِلينَ وَرُقَّدا

وَما الشَرِكاتُ السودُ في كُلِّ بَلدَةٍ ***** سِوى شَرَكٍ يُلقي بِهِ مَن تَصَيَّدا

فَهَذا حَديثُ الناسِ وَالناسُ أَلسُنٌ ***** إِذا قالَ هَذا صاحَ ذاكَ مُفَنِّدا

وَلَو كُنتُ مِن أَهلِ السِياسَةِ بَينَهُم ***** لَسَجَّلتُ لي رَأياً وَبُلِّغتُ مَقصِدا

وَلَكِنَّني في مَعرِضِ القَولِ شاعِرٌ ***** أَضافَ إِلى التاريخِ قَولاً مُخَلَّدا

فَيا أَيُّها الشَيخُ الجَليلُ تَحِيَّةً ***** وَيا أَيُّها القَصرُ المُنيفُ تَجَلُّدا

لَئِن غابَ هَذا اللَيثُ عَنكَ لِعِلَّةٍ ***** لَقَد لَبِثَت آثارُهُ فيكَ شُهَّدا

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
08/09/2012, 11:12 AM
أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا


أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا ***** هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا

خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا ***** وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا

وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ ***** بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا

إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ ***** لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا

لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن ***** أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا

لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ ***** صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا

جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم ***** ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا

أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ ***** أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا

أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ ***** أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا

لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَفتيشِ ***** عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا

كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي ***** مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا

إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيظِ ***** وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا

أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم ***** إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا

إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ ***** عَلَّمَتنا السُكونَ مَهماتَمادى

أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي ***** مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى

لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا ***** حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى

أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً ***** بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا

قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ***** وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا

فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر ***** عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا

لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِصرُ ***** وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا

أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِصرُ ***** فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا

أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَمسِ ***** فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا

إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن ***** سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا

أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا ***** قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
08/09/2012, 11:39 AM
يا اِبنَ عَبدِ السَلامِ لا كانَ يَومٌ


يا اِبنَ عَبدِ السَلامِ لا كانَ يَومٌ ***** غِبتَ فيهِ عَن هالَةِ الأَحرارِ

كُنتَ فيهِم كَالرُمحِ بَأساً وَليناً ***** كُنتَ فيهِم كَالكَوكَبِ السَيّارِ

يا عَريقَ الأُصولِ وَالحَسَبِ الوَض ***** ضاحِ وَالنُبلِ يا كَريمَ الجِوارِ

كُنتَ فَرعاً بِدَوحَةِ العِزِّ تَأوي ***** تَحتَ أَفنانِهِ عُفاةُ الدِيارِ

قَصَفَتهُ المَنونُ وَهوَ نَضيرٌ ***** مورِقٌ عودُهُ جَنِيُّ الثِمارِ

كُنتَ تَأسو جِراحَهُم وَتَقيهِم ***** وَتُقيلُ العِثارَ عِندَ العِثارِ

خانَ نُطقي وَلَم تَخُنّي دُموعي ***** لَهفَ نَفسي فَقَصَّرَت أَشعاري

غَيرُ بِدعٍ إِذا نَظَمتُ رِثائي ***** في صَديقي مِنَ الدُموعِ الجَواري

فَمِنَ الحُزنِ ما يَدُكُّ الرَواسي ***** وَمِنَ الحُزنِ ما يَهُدُّ الضَواري

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
08/09/2012, 11:46 AM
أَحامِدُ كَيفَ تَنساني وَبَيني


أَحامِدُ كَيفَ تَنساني وَبَيني ***** وَبَينَكَ يا أَخي صِلَةُ الجِوارِ

سَأَشكو لِلوَزيرِ فَإِن تَوانى ***** شَكَوتُكَ بَعدَهُ لِلمُستَشارِ

أَيَشبَعُ مُصطَفى الخولي وَأُمسي ***** أُعالِجُ جَوعَتي في كِسرِ داري

وَبَيتي فارِغٌ لا شَيءَ فيهِ ***** سِوايَ وَإِنَّني في البَيتِ عاري

وَما لي جَزمَةٌ سَوداءُ حَتّى ***** أُوافِيَكُم عَلى قُربِ المَزارِ

وَعِندي مِن صِحابي الآنَ رَهطٌ ***** إِذا أَكَلوا فَآسادٌ ضَواري

فَإِن لَم تَبعَثَنَّ إِلَيَّ حالاً ***** بِمائِدَةٍ عَلى مَتنِ البُخارِ

تُغَطّيها مِنَ الحَلوى صُنوفٌ ***** وَمِن حَمَلٍ تَتَبَّلَ بِالبَهارِ

فَإِنّي شاعِرٌ يُخشى لِساني ***** وَسَوفَ أُريكَ عاقِبَةَ اِحتِقاري

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
08/09/2012, 12:33 PM
هَذا صَبِيٌّ هائِمٌ


هَذا صَبِيٌّ هائِمٌ ***** تَحتَ الظَلامِ هُيامَ حائِر

أَبلى الشَقاءُ جَديدَهُ ***** وَتَقَلَّمَت مِنهُ الأَظافِر

فَاُنظُر إِلى أَسمالِهِ ***** لَم يَبقَ مِنها ما يُظاهِر

هُوَ لا يُريدُ فِراقَها ***** خَوفَ القَوارِسِ والهَواجِر

لَكِنَّها قَد فارَقَتهُ ***** فِراقَ مَعذورٍ وَعاذِر

إِنّي أَعُدُّ ضُلوعَهُ ***** مِن تَحتِها وَاللَيلُ عاكِر

أَبصَرتُ هَيكَلَ عَظمِهِ ***** فَذَكَرتُ سُكّانَ المَقابِر

فَكَأَنَّما هُوَ مَيِّتٌ ***** أَحياهُ عيسى بَعدَ عازَر

قَد كانَ يَهدِمُهُ النَسيمُ ***** وَكادَ تَدروهُ الأَعاصِر

وَتَراهُ مِن فَرطِ الهُزالِ ***** تَكادُ تَثقِبُهُ المَواطِر

عَجَباً أَيَفرِسُهُ الطَوى ***** في قَلبِ حاضِرَةِ الحَواضِر

وَتَغولُهُ البُؤسى وَطَرفُ ***** رِعايَةِ الأَطفالِ ساهِر

كَم مِثلِهِ تَحتَ الدُجى ***** أَسوانَ بادي الضُرِّ طائِر

خَزيانَ يَخرُجُ في الظَلامِ ***** خُروجَ خُفّاشِ المَغاوِر

مُتَلَفِّعاً جِلبابَهُ ***** مُتَرَقِّباً مَعروفَ عابِر

يَقذى بِرُؤيَتِهِ فَلا ***** تَلوي عَلَيهِ عَينُ ناظِر

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
14/09/2012, 04:51 PM
رَبّاكَ والِدُكَ الكَريمُ عَلى التُقى


رَبّاكَ والِدُكَ الكَريمُ عَلى التُقى ***** وَعَلى النَزاهَةِ والضَميرِ الطاهِرِ

فَنَشَأتَ بَينَ رِعايَةٍ وَعِنايَةٍ ***** وَدَرَجتَ بَينَ مَحامِدٍ وَمَفاخِرِ

وَسَمَوتَ يا سامي إِلى أَوجِ العُلا ***** وَبَرَعتَ قَومَكَ بِالذَكاءِ النادِرِ

رَبّى أَبوكَ عُقولَنا وَنُفوسَنا ***** فَاِهنَأ بِوالِدِكَ الأَمينِ وَفاخِرِ

وَاِهنَأ بِما أوتيتَهُ مِن نِعمَةٍ ***** في عَهدِ مَولانا الأَميرِ الزاهِرِ

يا مالِئَ الكُرسِيِّ مِنهُ مَهابَةً ***** وَكِفايَةً يا مِلءَ عَينِ الناظِرِ

إِنَّ الَّتي قُلِّدتَها في حاجَةٍ ***** لِعَزيمَةٍ تَمضي وَرَأيٍ باتِرِ

فَأَفِض ضِياءَكَ في النَظارَةِ كُلِّها ***** وَاِقبِض عَلى الأَعمالِ قَبضَ القادِرِ

وَاِخدُم بِلادَكَ بِالَّذي أوتيتَهُ ***** مِن فِطنَةٍ وَأَقِل عِثار العاثِرِ

هَنَّأتُ مِصرَ وَنيلَها وَرِجالَها ***** لَمّا رَأَيتُكَ في ثِيابِ الآمِرِ

وَرَأَيتُ في الديوانِ قَدرَكَ عالِياً ***** وَالناسُ تَهتِفُ بِالثَناءِ العاطِرِ

ما بَينَ مُعتَرِفٍ بِفَضلِكَ مُعلِنٍ ***** أَو ضارِعٍ لَكَ بِالدُعاءِ وَشاكِرِ

أَمُهَندِسَ النيلِ السَعيدِ تَحِيَّةً ***** مِن مِصرَ تَحدوها تَحِيَّةُ شاعِرِ

يَدعو إِلَهَكَ أَن يُكَثِّرَ بَينَنا ***** أَمثالَ سامي في الزَمانِ الحاضِرِ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
14/09/2012, 05:06 PM
أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِالقصد


أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِالقَصدِ ***** الحَميدِ وَبِالرِعايَه

ماذا حَمَلتَ لَنا عَنِ المَلِكِ ***** الكَبيرِ وَعَن غِرايَه

أَوضِح لِمِصرَ الفَرقَ ما ***** بَينَ السِيادَةِ وَالحِمايَه

وَأَزِل شُكوكاً بِالنُفوسِ ***** تَعَلَّقَت مُنذُ البِدايَه

وَدَعِ الوُعودَ فَإِنَّها ***** فيما مَضى كانَت رِوايَه

أَضحَت رُبوعُ النيلِ ***** سَلطَنَةً وَقَد كانَت وِلايَه

فَتَعَهَّدوها بِالصَلاحِ ***** وَأَحسِنوا فيها الوِصايَه

إِنّا لَنَشكو واثِقينَ ***** بِعَدلِ مَن يُشكي الشِكايَه

نَرجو حَياةً حُرَّةً ***** مَضمونَةً في ظِلِّ رايَه

وَنَرومُ تَعليماً يَكونُ ***** لَهُ مِنَ الفَوضى وِقايَه

وَنَوَدُّ أَلّا تَسمَعوا ***** فينا السِعايَةَ وَالوِشايَه

أَنتُم أَطِبّاءُ الشُعوبِ ***** وَأَنبَلُ الأَقوامِ غايَه

أَنّى حَلَلتُم في البِلادِ ***** لَكُم مِنَ الإِصلاحِ آيَه

رَسَخَت بِنايَةُ مَجدِكُم ***** فَوقَ الرَوِيَّةِ وَالهِدايَه

وَعَدَلتُمُ فَمَلَكتُمُ الدُنيا ***** وَفي العَدلِ الكِفايَه

إِن تَنصُروا المُستَضعَفينَ ***** فَنَحنُ أَضعَفُهُم نِكايَه

أَو تَعمَلوا لِصَلاحِنا ***** فَتَدارَكوهُ إِلى النِهايَه

إِنّا بَلَغنا رُشدَنا ***** وَالرُشدُ تَسبِقُهُ الغَوايَه

لا تَأخُذونا بِالكَلامِ ***** فَلَيسَ في الشَكوى جِنايَه

هَذا حُسَينٌ فَوقَ عَرشِ ***** النيلِ تَحرُسُهُ العِنايَه

هُوَ خَيرُ مَن يَبني لَنا ***** فَدَعوهُ يَنهَضُ بِالبِنايَه

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
14/09/2012, 05:19 PM
في ساحَةِ البَدَوِيِّ حَلَّت ساحَةٌ


في ساحَةِ البَدَوِيِّ حَلَّت ساحَةٌ ***** عِزُّ البِلادِ بِعِزِّها مَوصولُ

وَأَتى الحُسَينُ يَزورُ قُطبَ زَمانِهِ ***** يَرعى وَيَحرُسُ رَكبَهُ جِبريلُ

زادَت مَواسِمُنا بِطَنطا مَوسِماً ***** لِمَليكِهِ التَقديسُ وَالتَبجيلُ

بِالساحَتَينِ لِكُلِّ راجٍ مَوئِلٌ ***** وَلِكُلِّ عافٍ مَربَعٌ وَمَقيلُ

قُل لِلفَقيرِ إِذا سَأَلتَ فَلا تَخَف ***** رَدّاً فَما في الساحَتَينِ بَخيلُ

بَرَكاتُ هَذي لا يَغيضُ مَعينُها ***** نَفَحاتُ تِلكَ كَثيرُها مَأمولُ

قَد أَخصَبَ الإِقليمُ حينَ حَلَلتَهُ ***** وَالغَيثُ لا يَبقى عَلَيهِ مُحولُ

وَبَدا يَموجُ بِساكِنيهِ وَعِطفُهُ ***** قَد كادَ مِن طَرَبِ اللِقاءِ يَميلُ

ذَكَروا بِمَقدَمِكَ المُبارَكِ مَوقِفاً ***** قَد قامَ فيهِ أَبوكَ إِسماعيلُ

في مِثلِ هَذا اليَومِ خَلَّدَ ذِكرَهُ ***** أَثَرٌ لَهُ بَينَ العِبادِ جَليلُ

نَثَرَ السُعودَ عَلى الوُفودِ وَحَولَهُ ***** يَتَجاوَبُ التَكبيرُ وَالتَهليلُ

دامَت مَآثِرُهُ وَمَن يَكُ صُنعُهُ ***** كَأَبيكَ إِسماعيلَ كَيفَ يَزولُ

فَاِهنَأ بِمُلكِكَ يا حُسَينُ فَعَهدُهُ ***** عَهدٌ بِتَحقيقِ الرَجاءِ كَفيلُ

وَاِنهَض بِشَعبِكَ في الشُعوبِ فَإِنَّما ***** لَكَ بَعدَ رَبِّكَ أَمرُهُ مَوكولُ

وَليَهنَئِ البَدَوِيَّ أَنَّ صَديقَهُ ***** عَن وُدِّهِ المَعهودِ لَيسَ يَحولُ

قَد جاءَهُ يَسعى إِلَيهِ وَحَولَهُ ***** أَعلى وَأَكرَمُ مَن سَقاهُ النيلُ

(المصدربوابة الشعراء)

سورية حرة
14/09/2012, 06:24 PM
قَد مَرَّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ


قَد مَرّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ ***** وَاِبنُ الكِنانَةِ في حِماهُ يُضامُ

صَبّوا البَلاءَ عَلى العِبادِ فَنِصفُهُم ***** يَجبي البِلادَ وَنِصفُهُم حُكّامُ

أَشكو إِلى قَصرِ الدُبارَةِ ما جَنى *****ثقيس صِدقي الوَزيرُ وَما جَبى عَلّامُ

قُل لِلمُحايِدِ هَل شَهِدتَ دِماءَنا ***** تَجري وَهَل بَعدَ الدِماءِ سَلامُ

سُفِكَت مَوَدَّتُنا لَكُم وَبَدا لَنا ***** أَنَّ الحِيادَ عَلى الخِصامِ لِثامُ

إِنَّ المَراجِلَ شَرُّها لا يُتَّقى ***** حَتّى يُنَفِّسَ كَربَهُنَّ صِمامُ

لَم يَبقَ فينا مَن يُمَنّي نَفسَهُ ***** بِوِدادِكُم فَوِدادُكُم أَحلامُ

أَمِنَ السِياسَةِ وَالمُروءَةِ أَنَّنا ***** نَشقى بِكُم في أَرضِنا وَنُضامُ

إِنّا جَمَعنا لِلجِهادِ صُفوفَنا ***** سَنَموتُ أَو نَحيا وَنَحنُ كِرامُ

وَدَعا عَلَيكَ اللَهَ في مِحرابِهِ ***** الشَيخُ وَالقِسّيسُ وَالحاخامُ

لاهُمَّ أَحيِ ضَميرَهُ لِيَذوقَها ***** غُصَصاً وَتَنسِفَ نَفسَهُ الآلامُ

(المصدربوابة الشعراء)

yma a7tajk
07/10/2012, 08:02 PM
مشاركـة رائعـة غاليتي
وألف مبارك حصولك الوسام
بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرًا
تم التقيم

• :032::f:

سورية حرة
07/10/2012, 09:28 PM
شكرا الك لغة العيون عالتقييم
اللله يبارك فيكي