المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر إبراهيم ناجي (شاعر الأطلال)



لوليكي
16/05/2012, 12:20 PM
http://www.3roos.com/files/ups/2012/244343/01337143289.jpg


**حياته ونشأته**

إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي إبراهيم ناجي شاعر مصري ولد في 31 ديسمبر عام 1898 م في حي شبرا في القاهرة, لأسرة القصبجي المعروفة بتجارة الخيوط المذهبة، عمل والده في شركة البرق (التلغراف)، وهي شركة إنجليزية، يوم كانت مصر تحت الهيمنة البريطانية، فأجاد اللغة الإنجليزية، وتمكن من الفرنسية والإيطالية، وكان شغوفاً بالمطالعة، وامتلك في بيته مكتبة حافلة بأمهات الكتب، فنشأ ابنه إبراهيم على حب المطالعة، وشجعه أبوه على القراءة، وكان يهدي إليه الكتب، فأتقن العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية،وأمه هي السيدة بهية بنت مصطفى سعودي التي ينتهي نسبها إلى الحسين _رضي الله عنه_،وتمت بصلة قربى من جهة الأخوال إلى الشيخ عبدالله الشرقاوي .التحق في عام 1904 بمدرسة والدة محمد علي (روضة أطفال)، ثم انتقل إلى مدرسة باب الشعرية الابتدائية (1907 - 1911)، لينتقل بعد ذلك إلى المدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا حيث أتم مرحلة الدراسة بها محرزًا شهادة البكالوريا، وفي عام 1916 التحق بمدرسة الطب السلطانية (كلية الطب في جامعة القاهرة الآن).

**إبراهيم ناجي بعد التخرج**

تخرج ناجي في مدرسة الطب عام 1923 .وافتتح عيادة بميدان العتبة بالقاهرة، وكان يعامل مرضاه معاملة طيبة، وفي كثير من الحالات لا يأخذ منهم أجرة، بل يدفع لهم ثمن الدواء، ثم شغل عدة مناصب فقد عين طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، و بعدها عيّن مراقباً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.

وقد عاش في بلدته -أول حياته- المنصورة وفيها رأى جمال الطبيعة وجمال نهر النيل فغلب على شعره -شأن شعراء مدرسة أبولو-الاتجاه العاطفى . وأصيب بمرض السكر في بداية شبابه فتألم كثيرا لذلك وتوفي عام 1953.


**المصادر التي أخذ منها ناجي**

وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي و ابن الرومي و أبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي ، كما نهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي و بيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.



**حياته الشعرية واتجاهاته الفنية**
(حكايته مع جماعة أبولو)

تفتحت موهبة إبراهيم ناجي الشعرية باكراً، فقد نظم الشعر وهو في الثانية عشرة من العمر، وشجعه والده عليه، وفتح له خزائن مكتبته، وأهداه ديوان شوقي ثم ديوان حافظ وديوان الشريف الرضي، ومن شعره في الصبا قصيدة قالها وهو في الثالثة عشرة من عمره، عنوانها "على البحر"، وفيها يقول:

إني ذكرتك باكيا

والأفق مغبر الجبين

والشمس تبدو وهي

تغرب شبه دامعة العيون

والبحر مجنون العباب

يهيج ثائره جنوني

بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه و توماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى مدرسة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .في شهر سبتمبر من عام 1932 صدر العدد الأول من مجلة جمعية أبولو، وكان رئيس تحريرها أحمد زكي أبو شادي، وقد اشترك إبراهيم ناجي مع أحمد زكي أبو شادي في إصدار المجلة، وفي العدد الثاني من المجلة تم الإعلان عن تأسيس جمعية أبولو الشعرية وفي 10 أكتوبر من نفس العام اجتمع لفيف من الأدباء في كرمة ابن هانئ، وفيهم إبراهيم ناجي، وانتخب أحمد شوقي رئيساً للجمعية، ولكنه توفي بعد أربعة أيام، فخلفه نائبه مطران خليل مطران، وكان إبراهيم ناجي من الأعضاء المؤسسين، وبعد أقل من عام جرت انتخابات جديدة في 22 سبتمبر عام 1933 وانتخب مطران رئيساً وأحمد محرم وإبراهيم ناجي وكيلين وأحمد زكي أبو شادي سكرتيراً.

هدفت هذه الجماعة إلى البعد عن الأغراض التقليدية للشعر والاتجاه للذاتية أي تعبير الشاعر عن مكنوناته بصورة اكثر عمقا كذلك الابتعاد عن أدب المناسبات والتحرر من الصنعة والتكلف، وعلى صفحات المجلة نشر إبراهيم ناجي معظم ما كتب من شعر وما ترجم، وكان من أشهر ما ترجمه قصيدة "البحيرة" للشاعر الفرنسي لامارتين وقصيدة "أغنية الريح الغربية" للشاعر الإنجليزي الرومنتيكي شيلي, وقد صدر من المجلة خمسة وعشرون عدداً من سبتمبر1932 إلى ديسمبر1934، ثم توقفت عن الصدور.
اشتهر ناجي بشعره الوجداني ورأس رابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين وعرف عنه تأثره بالشاعر مطران خليل مطران وأحمد شوقي.



**الانتاج الشعري وهجوم طه حسين والعقاد**


كان أوّل ما صدر لإبراهيم ناجي هو ديوان (وراء الغمام) الذي نشرته له جماعة أبولو عام 1934، ويغلب عليه الحزن والتعبير عن الحب المحروم، ويضم بعض القصائد المترجمة.، وقُوبل هذا الديوان بهجومٍ قاسٍ من النقّاد, ولاسيّما طه حسين وعباس العقاد، فقد نقده طه حسين نقداً مرّاً في كتابه "حديث الأربعاء" واصفاً شعره بأنّه ذو جناحٍ ضعيفٍ لا يقدر على التحليق وفضل عليه الشاعر علي محمود طه الذي وصفه بأنه مهيأ ليكون جبّاراً في فنّه، أمّا العقاد فكان أكثر حدّة وعُنْفاً, فوصف شعر ناجي بالتصنع والمرض بل لم يكتف بهذا الوصف فاتّهم ناجي بسرقة الشعر.
ولعلّ هذا النقد القاسي الذي تعرّض له ناجي والذي كاد بسببه أن يهجر الشعر كان سبباً رئيسياً في قلّة الدواوين الشعريّة التي أصدرها في حياته, إذ لم يصدرْ له سوى ديوانٌ واحد بعد ذلك وهو ديوان "ليالي القاهرة" الذي صدر عام 1944 -مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة وطبع في مطبعة الفكرة - القاهرة 1950، ويقصد بليالي القاهرة ليالي الحرب العالمية الثانية، التي نشبت أواخر عام 1939 وهو يعبر فيها عن كراهيته للحرب التي حرمته من سهر الليالي ونشرت له دار المعارف بعد وفاته ديوانه الثالث: (الطائرالجريح) عام 1957، وفي سنة 1961 أصدرت وزارة الثقافة المصريّة "ديوان ناجي" وهو ديوان "شامل" ضمّ دواوين ناجي الثلاثة بالإضافة إلى بعض القصائد المتناثرة التي لم تَرِد في أيٍّ من الدواوين السابقة. وقد قام بجمعه كلٌّ من الدكتور أحمد هيكل ،أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم وقتها، والشاعرين; أحمد رامي وصالح جودت بالإضافة إلى شقيق الشاعر, محمد ناجي. ثم أصدرت دار العودة في بيروت عام 1986 ديوان إبراهيم ناجي، وقد ضم دواوينه الثلاثة، وبرغم الإنتاج الشعري القليل للشاعر مقارنة بمعاصريه، إلا أنه لم يكتف بالشعر فقط، فقد كانت له نشاطات في الترجمة، حيث قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان (أزهار الشر)، وترجم عن الإنجليزية رواية (الجريمة والعقاب) لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية (الموت في إجازة)، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما. لقد كان ناجي دائما محل انتقاد من آراء تعيب عليه قلة روح الإيمان والاعتماد على الله للعيش مطمئن النفس بدلاً من الشعور بالملل من الحياة والأحياء، وقد تميز الشاعر في رأي البعض بالنزعة الروحية الأشبه بالصوفية وتبرز في كثير من التعبيرات التي استخدمها مثل (جعلت النسيم زادالروحي) (أسكر نفسي) (صحا القلب منها). أما الشاعر نفسه فقد هجا كثيراً أولئك الذين يكلفون القراء الاطلاع على أشعارهم الضعيفة ممن يصفهم بعدم الموهبة.



**ناجي متهم بضعف الوطنية **

عاب الكثيرمن النقاد على ابراهيم ناجي أنه كان منصب تركيزه على الشعر العاطفي الرومانسي وقصائد الهجر هي أغلب ما تركه للأجيال ، غير أن هناك رأي آخر يرى أن الشاعر من جهة لم تجمع كل قصائده فإنتاجه الحقيقي أكبر من الدواوين القليلة المجمعة ولم يكن يهتم بحفظ شعره الذي ألقاه في العديد من المناسبات والدليل على هذا كشف الأستاذ حسن توفيق للعديد من القصائد المجهولة للشاعر بإصدار الأعمال الشعرية الكاملة ، ومن جهةأ خرى فهناك العديد من القصائد التي تبرهن على حبه لأمته العربية ، ومن الفريق الأول الدكتور والأديب محمد مندور بقوله "قد أوشك معظم شعره أن يصبح قصيدة غرام متصلةٍ وإن تعدّدت أحداثها وتنوّعت أنغامها"، ومن الفريق الثاني الدكتور طه وادي الذي رأى بأن قصيدة "ليالي القاهرة" نوعٍ الغَزِل العجيب لحبٍّ آخر وحبيبةٍ أخرى, وأنّه غزلٌ في حبّ مصر, وحسرةٌ على ما أُصيبتْ به من عدم القدرة على قهر أعدائها، كذا الأستاذ الناقد مصطفى يعقوب عبد النبي والذي برر الأمر بكثرة القصائد المجهولة لناجي. ومنها قصيدة بعنوان "المجد الحي" ضمن كتاب "أدب العروبة" الذي أصدرته جماعة أدباء العروبة وهي جماعة أدبية ترأسها الوزير إبراهيم الدسوقي أباظة.


** طرائفه **


كل الشعب المصري والعربي عرف ناجي بعد غناء الراحلة العظيمة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم لرائعته الأطلال، وعرفه الناس شاعر رومانسي الهوى والبعض بحث بعدها عن ديوانه والبعض اكتفى بالقصيدة .لكن الغالبية العظمى حتى من محبيه لا يعرفون أن ناجي كان أحد ظرفاء عصرنا وهذا قليل من كثير من نبع ناجي.

تقليد أعمى:
رأى ابراهيم ناجي فقيها ضريراً يمسك بيده مسبحة كهرمان ويغني طقاطيق منيرة المهدية:
فقال ناجي: الراجل ده بيقلد (منيرة المهدية) تقليد (أعمى)

إنت مش ناوي تروّح ؟:
كان ناجي مدعواً في حفلة وكان معه صديق أسود فلما طالت الحفلة أراد الذهاب لكن صاحب الحفلة طلب منه أن يبقى إلى طلوع النهار فالتفت ناجي إلى صديقه الأسود وقال:
إنت يا أخي مش ناوي تروّّح علشان النهار يطلع!

هاتوه قبل ما يفوق:
دُعِيَ ناجي إلى حفل عقد قران أحد أصدقائه وبينما كان المدعوون جالسين مع المأذون بانتظار العريس دخل أحدهم وقال:
- العريس واقف بره .
- فرد ناجي على الفور: الحقوا هاتوه قبل ما يفوق.

الكلب الجاهل:
كان ناجي يحمل تصريحاً بالتجول في القاهرة ليلاً بعد حريقها المشهور وذات ليلة وهو يتجول سار وراءه كلب ضال وحاول ناجي إبعاده دون فائدة فظن ناجي أنه كلب بوليسي وأخرج له التصريح من جيبه لكن الكلب هجم عليه وعضه.
فقال ناجي: إخصي عليك.. أتاريك كلب جاهل ما بتعرفش تقرا

تكتيك
إتصل أحد الشعراء بالدكتور ناجي وكان لم يره منذ مدة وأنشده موال:
- يا حلو مالك كدا هاجر وروحي فيك
فرد عليه ناجي على الفور يكمل المقطع قائلاً:
- التقل شرعه كدا والحشمة والتكتيك.

أديب الدكاتره:
ذات مرة نقد الدكتور طه حسين الشاعر إبراهيم ناجي فقال:
- إنه طبيب الأدباء وأديب الأطباء.
فعلّق ناجي على هذا النقد القاسي بروحه المرحة قائلاً:
- أنا من هنا ورايح هكون طول النهار مع (الدكتور طه حسين) و(الدكتور طه بدوي) علشان أحس إنني أديب هو مش قال إنني أديب بين الدكاترة.




**وفاته**

وبعد صدور ديوانه الأول سافر في شهر يونيو مع أخيه إلى تولوز في فرنسا، ليساعد أخيه على الانتساب إلى إحدى الكليات هناك، ومنها سافر إلى لندن لحضور مؤتمر طبي، وفي لندن قرأ النقد الحاد الذي كتبه طه حسين عن ديوانه الأول، كما قرأ هجوم العقاد عليه،فشعر بخيبة كبيرة، وبينما كان يجتاز أحد الشوارع، صدمته سيارة، فنقل إلى مستشفى سانجورج، ولبث فيه مدة، فقد دخل رأس عظمة الساق في فتحة الحوض فهشمته، وكان يعاني بالإضافة إلى ذلك من داء السكري، ورجع إلى مصر يائسا من الشعر والأصدقاء، وأخذ يكتب قصائد الهجاء في هذا وذاك، بل أخذ يترجم ويكتب القصص، فكتب قصة "مدينة الأحلام"،تحدث فيها عن حبه الطفولي الأول، ونشرها مع قصص أخرى مؤلفة ومترجمة في كتاب يحمل العنوان نفسه، قال في مقدمته: "وداعاً أيها الشعر، وداعاً أيها الفن، وداعاً أيها الفكر". ثم نقل الشاعر إلى وزارة الأوقاف، حيث عيّن رئيس القسم الطبي، فاطمأنت نفسه، لما وجد فيها من تقدير وتكريم، وقد عاصر ثلاثة وزراء كانوا يقدرون الشعروالشاعر، وهم عبد الهادي الجندي وإبراهيم الدسوقي أباظة وعبد الحميد عبد الحق وفي هذه المرحلة أخذ يمدح كل من له يد العون وكان من أبرز من مدحهم إبراهيم الدسوقي أباظة وزير الأوقاف، وقد جمع كل ما قاله في مدحه من شعر تحت عنوان: "الإبراهيميات" وضمنه ديوانه الثاني "ليالي القاهرة" لكنه أخرج من وظيفته عام 1952، ولم يكن يدخرشيئا فعاش في ضنك وتنكر له أقرب الناس إليه، بمن فيهم زوجته، وأخذ ينغمس في السهر، وفي هذه المرحلة تعرف إلى الممثلة زازا وأحبها ، ونظم فيها قصيدة مطولة باسمها مصوراً إياها بالربيع الذي حل على خريف حياته كان ناجي يهمل صحته، ولا يأخذ العلاج، وقد ألح عليه داء السكري، إلى أن وافاه الأجل في 24 مارس 1953 عن عمر ناهز الخامسة والخمسين، ودفن إلى جوار جده لأمه الشيخ عبد الله الشرقاوي، في مسجده بجوار الحسين.



**إبراهيم ناجي في أذهان الأدباء والنقاد**

لقبه الشعراء من أبناء جيله بشاعر الأطلال نسبة للملحمة الكبيرة المعنونة بهذا العنوان.

* الدكتورة نعمات أحمد فؤاد: "كان ناجي سريع الانفعال كثير الأوهام قلق الظنون طاغي الحس رفاف النفس هفاف المشاعر، وكلها عوامل تظهر أثرها في صاحبها في كل ما يصدر عنه" . الأمير عبد الله الفيصل: " يعد ناجي من ابرز الشعراء الذين أقرأ لهم واحبهم " .

*الناقد مصطفى يعقوب عبد النبي " على الرغم من أنّ جماعة "أبوللّو" والتي تعدّ من أبرز الظواهر الأدبية في تاريخ الأدب العربي المعاصر, قد ضمّت عشرات الأسماء من الشعراء العرب, إلاّ أن إبراهيم ناجي يقف في مقدّمة تلك الأسماء

*الناقد الشهير مصطفى عبد اللطيف السحرتي:" كان ناجي ظاهرةً شعريّةً فريدةً, بهرت بيئتنا الأدبية في مطلع الثّلْث الثاني من هذا القرن, شاعريّةً مجدّدةً نفرت من القوالب القديمة; شاعريّة غنائيّة وجدانيّة مبدعة" .

*الدكتور محمد مندور في معرض تعليقه على قصيدة ناجي الشهيرة "العودة" حيث يقول: "هذه القصيدة التي أَحسبها من روائع النّغم في الشّعر العربيّ الحديث, على الرغم من كونها تندرج تحت فن عربيّ قديم, وهو فن بكاء الديار. ومع ذلك امتازت بالجدة والجمال

*الدكتور شوقي ضيف الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية : " كلّ شعر ناجي رومانسيٌّ خالًصٌ, وأخرج الشعر من باب الرؤيةِ والخيال إلى باب الحقيقة والتجربة الواقعة".


صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، و ناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .



***المصادر***:


ديوان العرب (http://go.3roos.com/wi0et6rbff9)

ويكيبيديا (http://go.3roos.com/dqxmzpwq5wy)

معجم البابطين (http://go.3roos.com/0hqigr7ldne)

موقع الأديب عبد الله الطائي (http://go.3roos.com/snwy6asvyrg)

لوليكي
18/05/2012, 09:01 AM
قصائد الديوان الأول ((( وراء الغمام - 1934م )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)


-وقد ضم الديوان قصائد ومقطوعات شعرية تدور بمعظمها حول الحب والجمال، وفيها تصوير لشتّى الحالات التي يمرّ بها العشاق من وصال وفرح ولوعة.


*** المـــــــــــــــآب ***


مناسبة القصيدة :

- رفيق من رفاق الصِّبا، رآه الناظم عليلا محمولاً بعد غربة طويلة.


**********


لِمَن العيونُ الفاتراتُ ذبولا ***** ومَنِ الخيالُ موسّداً محمولا

يا هم قلبي في صبا أيامه ***** وسهاد عيني في الليالي الأولى

عيناي كذّبتا وقلبي لم تدع ***** دقاتُه شكاً ولا تأويلا

يا أيها الملك العليل أفقْ تجد ***** مضناك بين العائدين عليلاً

يوم المآب كم انتظرتك باكياً ***** وبعثتُ أحلامي إليك رسولا

خاطبتُ عنك فما تركتُ مخاطباً ***** وسألتُ حتى لم أدْع مسؤولا

وغرقت في الأمل الجميل فلم أدع ***** متخَّيلاً عذباً ولا مأمولا

وبكيتُ من يأسي عليك فلم أذر ***** عند المحاجر مدمعاً مبذولا

وأسائل الزمن الخفّي لعله ***** يشفي أواماً أو يبل غليلاً

((يا أيها الزمن الذي أسراره ***** لا تستطيع لها العقول وصولا))

((بالله قل أوَما وراءك لحظة ***** جمعت خليلاً هاجراً وخليلا ؟))

هي لحظة ٌ وهي الحياة ومن يعش ***** من بعدها يجد الحياة فضولا

مرَّ الظلام وأنت ملء خواطري ***** ودنا الصباح ولم أزل مشغولا

وأتى النهار على فتى أمسى بما ***** حمل النهار من الشؤون ملولا

وكذا الحياةُ تملُّ إن هي أقفرت ***** ممن يهوّن عِبئها المحمولا

كدٌ على كدّ ولست ببالغ ***** إلا ضنى متتابعاً ونحولا

صدأُ الحوادثِ بدّل الاشراقَ في ***** فكري وكدّر خاطري المصقولا

وتتابعُ الأنواءِ في أفَق الصّبا ***** لم يُبقِ لي صحواً أراه جميلا

ذهب الصبا الغالي وزالت دوحةٌ ***** مدت لنا ظلَ الوفاء ظليلا

أيام يخذلني أمامك منطقي ***** فإذا سكتُّ فكل شيءٍ قيلا!

ويثور بي حُبي فإنْ لفظٌ جرى ***** بفمي تعثر بالشفاه خجولا

يا مَن نزلتُ بنبعهِ أردِ الهوى ***** فأذاقنيه محطماً ووبيلا

ما راعني ما ذقته وخشيت أن ***** ألقاك بالداء الدفين جهولا

فأشدّ ما عانى الفؤاد صبابةٌ ***** شبّتْ وظل دفينها مجهولا!

لوليكي
18/05/2012, 05:27 PM
***سَاعَةُ لِقَـاء***



يا حَبِيْبَ الرُّوْحِ يا رُوْحَ الأمانِي ***** لَسْتَ تَدْرِي عَطَشَ الرُّوْحِ إِلَيْكَا

وحَنِينِي في أَنِيْنٍ غَيْرِ فَاني ***** للرَّدَى أَشْرَبُهُ منْ مُقْلَتَيْكَا

***

آهِ مِنْ ساعةِ بَثٍّ وَشُجُونْ ***** َولَقَاءٍ لَمْ يَكُنْ لِي في حِسَابْ

وَحَدِيثٍ لَمْ يَدُرْ لِي فِي الظُّنُونْ ***** يا طَوِيْلَ الهَجْرِ يَا مُرَّ الغِيَابْ

***

حَلَّ يا سَاحِرُ صَفْوٌ وَسَلامْ ***** بَعْدَ فَتْكِ البَيْنِ بالقَلْبِ الغَرِيْبْ


وَدَنَا رَوْضٌ وَظِلٌّ ُ وَغَمَامْ ***** بَعْدَ فَتْكِ النَّارِ بالعُمْرِ الجَدِيْبْ !

***

مَرَّتِ السَّاعَةُ كَالحُلْمِ السَّعِيدْ ***** وَمَشَتْ نَشْوَتُهَا مَشْيَ الرَّحِيْقْ

ذَهَبَ العُمْرُ ، وَذَا عُمْرٌ جَدِيْدْ ***** عِشْتُهُ مِنْ فَمِكَ الحُلْوِ الرَّقِيْقْ !

***

مَرَّتِ السَّاعَةُ والليْلُ دَنَا ***** والهَوَى الصَّامِتُ يَغْـــــدُو وَيَــــرُوْحْ

وَتَلاشَتْ وَاخْتَفَتْ أجْسَادُنَا ***** وَاعْتَنَقْنَا في الدُّجَى رُوْحًا بِرُوْحْ

***

تَسْمَعُ الشِّعْرَ وَشِعْرِي مِنْكَ لَكْ ***** وَبِإِلْهامِكَ أَبْدَعْتُ الرَّوِيّ

أنْتَ يَا مُعْجِزَةَ الحُسْنِ مَلَكْ ***** كُلُّ لَفْظٍ مِنْكَ شِعْرٌ قُدُسِيّ

***

رَاجَعَتْنَا في جَلالٍ وَسُكُوتْ ***** وَتَوَالَتْ صُوَرُ الماضي الحَزِيْنْ

كَيْفَ يَبْلَى يا حَبِيْبِي أوْ يَمُوتْ ***** ما طَبَعْنَاهُ على قَلْبِ السِّنِيْنْ

***

كَيْفَ يَفْنَى ما كَتَبْنَاهُ بِنَارْ ***** وَخَطَطْنَاهُ بِسُهْدٍ وَدُمُوعْ

يَشْهَدُ الليْلُ عَلَيْهِ والنَّهَارْ ***** وَالشَّهِيْدُ المُتَوَارِي في الضُّلُوعْ

***

الْتَقَتْ أَرْواحُنَا في سَاحَةٍ ***** كَغَرِيْبَيْنِ اسْتَرَاحَا مِنْ سَفَرْ !

وَحَطَطْنَا رَحْلَنَا فِي وَاحَةٍ ***** زَادُنَا فيها الأمانِي والذِّكَرْ

***

وَتَسَاءَلْتَ عَنِ المَاضِي وَهَلْ ***** حَسُنَتْ دُنْيَايَ فِي غَيْرِ ظِلالِكْ ؟

يا حَبِيْبِي ! أَيْنَ أَمْضِي مِنْ خَجَلْ ***** وَفُؤَادِي أَيْنَ يَمْضِي مِنْ سُؤَالِك !؟

***

شدَّ ما يُخْجِلُنِي جهْدُ الْمُقِلْ ***** مِنْ شَبَابٍ ضَاعَ أَوْ مِنْ نُوْرِ عَيْنِ

يَتَمَشَّى السُّقْمُ في قَلْبِ الأَجَلْ ***** وَأَرَاني لَكَ مَا وَفَّيْتُ دَيْنِي

***

أنَا شَادِيْكَ وَلَحْنِي لَكَ وَحْدَكْ ***** فَاقْضِ مَا تَرْضَاهُ في يومي وأمْسِي

دَرَجَ الدَّهْرُ وَمَا أذْكُرُ بَعْدَكْ ***** غَيْرَ أيَّامِكَ يا تَوْأَمَ نَفْسِي !

***

وأنا الطَّائِرُ ! قَلْبِي مَا صَبَا ***** لِسِوَى غُصْنِكَ والوَكْرِ الْقَدِيْمْ

ما تَبَدَّلْنَا وَلا حَالُ الصِّبا ***** والهَوَى الطَّاهِرُ والوُدُّ الكَرِيْمْ !

***

لمْ تَزَلْ ذِكْرَاهُ مِنْ بَالِي وَبَالِكْ ***** كَيْفَ يَنْسَى القَلْبُ أحْلامَ صِبَاهْ ؟

قدْ صَحَتْ عَيْنِي على فَجْرِ جَمَالِكْ ***** كَيْفَ يُنسَى الفَجْرُ يا فَجْرَ الحَيَاةْ ؟!

لوليكي
18/05/2012, 06:10 PM
تابع لقصيدة ساعة لقاء (قصة حول تلحينها)

* هذه الرائعة من أوليات قصائد الشاعر الكبير إبراهيم ناجي ، وصدرت في ديوانه الأول " وراء الغمام " ( أبريل ـ نيسان 1934 م ) ، وقد أعيد طبع الأعمال الكاملة للشاعر الكبير عدة مرّات ، وقد نال الشاعر بشير عياد شرف أن يكون مسؤولاً عن أحدث طبعة منها والتي صدرت من خلال سلسلة " أدباء القرن العشرين " ( الهيئة المصرية العامة للكتاب ) ، وقد صدر الديوان الأول " وراءَ الغمام في يناير 2008م ، وها هي " ساعة لقاء " كاملة بالضبط والتدقيق طبق الأصل من آخر طبعة للأعمال الكاملة.

* هذه القصيدة سبق وأن لحنها الأستاذ عبد الحميد بن ابراهيم (عازف الناي ضمن فرقة الإذاعة الوطنية في الستينيات) وأدتها المطربة فوزية صفاء وأذاعتها إذاعة المملكة المغربية على أمواجها تحت عنوان (ساعة لقاء) منذ أكثر من 25 سنة. وقبل أن يلحنها ويغنيها الموسيقار رياض السنباطي طلب الإذن كتابة من ملحنها كما جاء في الحديث الصحفي، الذي وللأمانة التاريخية أضع بعضه رهن إشارتكم في محاولة لمعرفة الوجه الآخر لقصيدة الدكتور إبراهيم ناجي.

*****

س_ هناك قصيدة سبق لك أن لحنتها واتصل بك حسب علمي الملحن الكبير رياض السنباطي ليطلب منك الإذن بإعادة تلحينها فما هي هذه القصيدة وكيف تم ذلك؟

ج_ عنوان القصيدة التي لحنتها قبل خمس وعشرين سنة هو "ساعة لقاء" من شعر الدكتور إبراهيم ناجي وأدتها المطربة فوزية صفاء والتي اكتشفتها كذلك. وتعاملت معها إلى جانب أسماء نسائية أخرى.
بالنسبة لقصيدة "ساعة لقاء" فهي أغنية صورت وعرضت في التلفزيون ونجحت نجاحا قياسيا. وقبل وفاة الرائد والملحن العملاق رياض السنباطي بعث لي برسالة خاصة يقول فيها: أود أن أعيد تلحين قصيدة "ساعة لقاء" فهل من الممكن ذلك؟ فأجبت برسالة أيضا قلت فيها إنه يشرفني أن هرما من مصر يطلب مني أن أوافق على إعادة تلحينها من طرفكم ووقعت الرسالة بالقبول. فأعاد رياض السنباطي تلحينها، وهنا اشكر أحد تلامذتي وهو الملحن جمال الأمجد الذي جاءني بنسخة من القطعة والتي تختلف عن إنتاجي، وهذا الاختلاف يسمح للمستمع بالقيام بمقارنة بين لحن كل من عبد الحميد بن إبراهيم ورياض السنباطي.


*****


* المصدر:-

منتدى سماعي (http://go.3roos.com/ig0phmz6cj6)

لوليكي
18/05/2012, 07:03 PM
*** العودة ***


هذه الكعبةُ كنّا طائفيها ***** والمصلّين صباحاً ومساءَ
كم سجدنا وعبدنا الحسنَ فيها ***** كيف باللّه رجعنا غرباء

***

دارُ أحلامي وحبّي لقيتْنا ***** في جمود مثلما تلقى الجديدْ
أنكرتْنا وهْي كانتْ إن رأتْنا ***** يضحك النورُ إلينا من بعيدْ

***

رفْرَفَ القلبُ بجنبي كالذبيحْ ***** وأنا أهتف: يا قلبُ اتّئدْ
فيجيب الدمعُ والماضي الجريحْ ***** لِمَ عُدنا؟ ليت أنّا لم نعد !

***

لِمَ عُدنا؟ أَوَ لم نطوِ الغرامْ ***** وفرغنا من حنين وألمْ
ورضينا بسكون وسلامْ ***** وانتهينا لفراغ كالعدم؟!

***

أيها الوكرُ إذا طار الأليفْ ***** لا يرى الآخرُ معنًى للمساءْ
ويرى الأيام صُفراً كالخريفْ ***** نائحات كرياح الصَّحراء

***

آهِ مما صنع الدهرُ بنا ***** أَوَ هذا الطللُ العابس أنتَ !
والخيالُ المطرقُ الرأسِ أنا؟ ***** شدَّ ما بتْنا على الضنك وبتَّ !

***

أين ناديكَ وأين السمرُ ***** أين أهلوكَ بساطاً وندامى
كلّما أرسلتُ عيني تنظرُ ***** وثبَ الدمعُ إلى عيني وغاما

***

مَوْطِنُ الحسن ثوى فيه السأمْ ***** وسرتْ أنفاسُه في جوِّهِ
وأناخ الليلُ فيه وجثمْ ***** وجرَتْ أشباحُه في بهوهِ

***

والبِلى! أبصرتُه رأيَ العيانْ ***** ويداه تنسجان العنكبوتْ
صحتُ ! يا ويحكَ تبدو في مكانْ ***** كلُّ شيءٍ فيه حيٌّ لا يموتْ !

***

كلُّ شيءٍ من سرور وحَزَنْ ***** والليالي من بهيجٍ وشَجِي
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ ***** وخطى الوحدةِ فوق الدرجِ

***

رُكْنِيَ الحاني ومغنايَ الشفيقْ ***** وظلال الخلدِ للعاني الطليحْ
علم اللّه لقد طال الطريقْ ***** وأنا جئتكَ كيما أستريح

***

وعلى بابكَ أُلقي جعبتي ***** كغريب آب من وادي المِحنْ
فيكَ كفَّ الله عنّي غربتي ***** ورسا رَحْلي على أرض الوطن !

***

وطني أنتَ ولكنّي طريدْ ***** أبديُّ النفيِ في عالَم بؤسي !
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ ***** ثم أمضي بعدما أُفرغ كأسي !

لوليكي
19/05/2012, 03:54 PM
مناسبة القصيدة:

عاد الشاعر الى الديار فوجدها حزينة متغيرة فراح يتذكر ماضيه الجميل.

*****


**شرح أبيات من قصيدة العودة**



دارُ أحلامي وحبّي لقيتْنا ***** في جمود مثلما تلقى الجديدْ

- إن هذه الدار التي كانت مسرحا لأحلامي وحبي عندما عدت إليها استقبلتني بصمت وجمود كأنها تستقبل شخصا غريبا .

أنكرتْنا وهْي كانتْ إن رأتْنا ***** يضحك النورُ إلينا من بعيدْ

- لقد تجاهلتني هذه الدار التي كانت فيما مضى من الأيام تستقبلني بفرحة عارمة وأنوار مشرقة .

***

رفْرَفَ القلبُ بجنبي كالذبيحْ ***** وأنا أهتف: يا قلبُ اتّئدْ

- عندئذ شعرت بالحزن والألم فكان قلبي يخفق كطائر مذبوح فخفت عليه فقلت له تمهل أيها القلب .

فيجيب الدمعُ والماضي الجريحْ ***** لِمَ عُدنا؟ ليت أنّا لم نعد !

- أجابتني دموع عيناي وذكريات الماضي المجروح بمرارة الواقع الحاضر وكل منهما يتمنى أنه لم يعد لهذه الدار .

***

لِمَ عُدنا؟ أَوَ لم نطوِ الغرامْ ***** وفرغنا من حنين وألمْ

- لماذا عدنا إلى هذه الدار التي مع الأيام نسيت حبنا وخلصنا مما كان من حنين إليها .

ورضينا بسكون وسلامْ ***** وانتهينا لفراغ كالعدم؟!

- لقد قبلنا هذا الواقع بسكونه وجموده إلى أن وصلنا إلى فرا مطبق مؤلم .

***

أيها الوكرُ إذا طار الأليفْ ***** لا يرى الآخرُ معنًى للمساءْ

- أيتها الدار لقد غادرك حبيبك وصاحبك الذي لم يشعر بعدك بلذة الحياة في هذا الفضاء المرحب .

ويرى الأيام صُفراً كالخريفْ ***** نائحات كرياح الصَّحراء

- فأصبح حزينا كئيبا وكذلك أصبحت أيامه أوراق خريف صفراء وتصدر عويلا كأنها رياح صحراء واسعة .

***

آهِ مما صنع الدهرُ بنا ***** أَوَ هذا الطللُ العابس أنتَ !

- إنني أتألم وأتوجع مما فعلته الأيام بنا لقد تبدلت أيتها الدار فأصبحت آثارا متبقية و كنت داراً عامرة .

والخيالُ المطرقُ الرأسِ أنا؟ ***** شدَّ ما بتْنا على الضنك وبتَّ !

- لقد انحنيت برأسي أنظر إلى الأرض وأتذكر كم من الأيام والليالي قضيتها معك في عيش صعب وفقر متقع صعب .

***

أين ناديكَ وأين السمرُ ***** أين أهلوكَ بساطاً وندامى

- أين تلك الأمسيات الجميلة التي نتسامر فيها مع الأحبة بسرور وفرح .

كلّما أرسلتُ عيني تنظرُ ***** وثبَ الدمعُ إلى عيني وغاما

- إنني كلما تذكرتها تمتلئ عيناي بالدموع إلى أن تصبح الرؤية ضعيفة عندي بسبب البكاء الشديد .

***

مَوْطِنُ الحسن ثوى فيه السأمْ ***** وسرتْ أنفاسُه في جوِّهِ

- إن هذه الدار كانت مسكنا للجمال والفرح والسعادة أما اليوم فقد وجدتها مكانا سيطر الضجر والملل عليه .

وأناخ الليلُ فيه وجثمْ ***** وجرَتْ أشباحُه في بهوهِ

- وأما الليل فقد جللها بظلمته ناشراً فيها الأشباح المخيفة المفزعة .

***

والبِلى! أبصرتُه رأيَ العيانْ ***** ويداه تنسجان العنكبوتْ

- أما الدمار والخراب فقد شاهدته بأم عيني في هذه الدار التي أصبحت موحشة يعشعش فيها العنكبوت .

صحتُ ! يا ويحكَ تبدو في مكانْ ***** كلُّ شيءٍ فيه حيٌّ لا يموتْ !

- عندئذ قلت مخففاً حزني وألمي : رفقاً أيها الشاعر فأنت في مكان كل من فيه وما فيه قد تغير .

***

كلُّ شيءٍ من سرور وحَزَنْ ***** والليالي من بهيجٍ وشَجِي

- إن كل شيء في هذه الدار قد تغير وتبدل فالفرح أصبح حزنا والابتهاج أصبح شجناً .

وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ ***** وخطى الوحدةِ فوق الدرجِ

- إن الأيام والوحدة والفراغ كل منهم قد ترك في هذه الدار آثاراً وعلامات .

***

رُكْنِيَ الحاني ومغنايَ الشفيقْ ***** وظلال الخلدِ للعاني الطليحْ

- أيها البيت الحنون يا من كنت ملعبا لنا أيام الطفولة لقد كنت جنة الخلد لنا فيك نجد الراحة بعد التعب .

علم اللّه لقد طال الطريقْ ***** وأنا جئتكَ كيما أستريح

- لقد علم الله أن مشوار غربتي كانت طويلة فأتيتك بعد هذا الطريق الطويل كي أستريح .

*****

لوليكي
20/05/2012, 10:38 AM
** موضوع قصيدة العودة **


قصيدة العودة للشاعر إبراهيم ناجي، موضوعها قديم في الشعر العربي؛ فموضوعها هو بكاء الأطلال، ذلك الغرض الذي قال فيه الجاهليون أحلى شعرهم وتبعهم بعد ذلك شعراء العرب في العصور المتوالية.
وكان القدماء يبكون الأطلال في مقدمات قصائدهم، ويخلصون منه إلى التغزل في الحبيبة الراحلة، ووصف جمالها وتصوير الحزن لفراقها، ثم ينتقل الشاعر بعد ذلك إلى ما شاء من أغراض المديح أو الفخر أو الوصف أو غير ذلك، أما عودة ناجي فهي بكائية مختلفة عن البكائيات المعروفة في الشعر القديم.
إن بكاء ناجي لأطلال حبيبته لم يجئ مقدمة لقصيدة تتعدد أغراضها وموضوعاتها، بل هو القصيدة كلها.
ولم يسلك ناجي مسلك القدماء في التغزل بمحاسن الحبيبة وذكر سواد العيون وحمرة الخدود، وجمال القدود، ولم يسر في تلك الطرق المعبدة المطروقة التي سار عليها أجيال من الشعراء قبله، لقد صور ناجي في قصيدته قصة حب غالها الزمن، وبدد واقعها، لكنها ظلت حية في قلب الشاعر تعذبه وتبكيه وتلوعه وتضنيه.

ولقد لخص الشاعر قصته في أول بيتين:

هذه الكعبةُ كنّا طائفيها والمصلّين صباحًا ومساءَ
كم سجدنا وعبدنا الحسنَ فيها كيف باللّه رجعنا غرباء

البدء والنهاية، والوصل الهجر، السعادة والشقاء، الأمن والغربة.

• ضمن الشاعر مطلع قصيدته (البيتين السابقين) كل هذه المعاني المتناقضة.

• وأخذ بعد ذلك يفصل الأحداث ويجتر المشاعر، ويعدد الصور.

• فهذه الكعبة هي دار أحلامه، وموطن حبه تلقاه اليوم في جمود وهمود، وعبوس، وتنكره كأن لم يكن بينه وبينها سابق ألفة وغابر مودة، وهي التي كانت من قبل تهش للقائه وتبش، وتسعد برؤيته وتضيء.

• هذه المفاجأة التي وجدها الشاعر من دار أحبته أذهلت عقله، وجرحت فؤاده، فرفرف القلب كالطائر المذبوح، وأخذ الشاعر يهدهده ويهدئه ويخاطبه: اتئد. فيتظاهر الدمع والماضي والقلب مظاهرة حزينة آسية رافضة (لم عدنا ليت أنا لم نعد).

• ويلتفت الشاعر إلى كعبته ودار أحبته فيسائلها عن الأليف الذي ترك عشه وماذا يصنع أليفه بعد ذلك.

• ويتوجع الشاعر بعد ذلك متعجبًا من المصير الذي آل إليه حبه، ومن الحال التي أصبحت عليها دار الأحبة،ويسأل عن ذلك الماضي الجميل الذي ذهب والأحلام الحلوة التي ضاعت.

• وكلما أجال الشاعر نظره في البيت أو حوله، انهمرت دموعه لما يرى من السأم والبلى والظلام والخراب في هذه الدار التي كانت موطنًا للحسن والحب والحياة.

• ويستحضر الشاعر صورة الماضي فيصيح متعجبًا فزعًا: كيف تمتد به البلى إلى هذا المكان، وذكريات ماضيه لا تزال حية في قلب الشاعر وتزلزل الأحزان كيانه، فيجثو ليخاطب ظله بحنو ورفق، معلنًا أنه ركنه ومغناه، وظله ومكان راحته قصده ليلقي على بابه حقائبه، ويستريح عنده من أسفاره وغربته ولينجو في رحابه من محنته.

• لقد كان هذا الطلل هو وطن الشاعر الذي إليه يأوي قلبه وفي رحابه تستريح نفسه، وعلى أرضه يحط رحاله، لكنه اليوم طريد، حكم عليه بالنفي الأبدي في عالم البؤس والشقاء فإذا عاد يومًا، فإنه يعود للنجوى، ووفاء للذكرى، ثم يرجع بعد سكب العبرات -عائدًا إلى عالم نفيه- معذب القلب محمل النفس بالحسرات، هذه هي عودة ناجي لدار حبه وكعبة قلبه ويا لها من عودة.

••• وحدة القصيدة :

• تحققت الوحدة العضوية في قصيدة (العودة) تحققًا تامًّا؛ فالقصيدة ذات موضوع واحد وتصور تجربة نفسية ناضجة، وتنمو القصيدة نموًّا متدرجًا من البداية للنهاية مستوعبة تفاصيل التجربة وجزئياتها.

• ويبدو أن حذف أبيات من القصيدة أو تغيير مكانها يخل ببنائها، ويشوه حسنها، فهي بناء متلاحم الأجزاء، لا تقوم على وحدة البيت، كما هو الحال في القصيدة التقليدية.

• وناجى واحد من الجيل الذي تلا العقاد وجيله، وأفاد ناجي وأصحابه من دعوات التجديد التي كانت مطروحة بصوت عال إبان العقود الأولى من القرن العشرين، وهو منتسب إلى جماعة أبوللو، والروح الرومانسي غالب على شعره، ولعل هذه القصيدة تدل بوضوح على ذلك.

• والوحدة العضوية -كما تعرف- ثمرة من ثمار التجديد في الشعر، وأثر من الآثار التي لحقت الشعر العربي بعد الاتصال بالثقافة الغربية الحديثة، ومحاولة الاهتداء بالشعر الغربي في كثير من النزعات التجديدية.

• ولقد وفق ناجي في المواءمة بين المضمون الذي ملأ به قصيدته والوسائل الفنية والتعبيرية والتصويرية التي استخدمها في هذه القصيدة، فأسهم ذلك في تجلية الوحدة العضوية وتأكيدها إلى حد كبير.

••• الصياغة الفنية:

لا شك في أن الجيل المتأخر من الشعراء -ناجي ورفاقه- انتقل بالشعر نقلة واسعة في مجالي التعبير والتصوير، ولقد اكتسبت اللغة في شعرهم رقة وعذوبة بقدر كبير، ويندر أن تجد في أكثر قصائدهم لفظًا صعبًا أو كلمة تحتاج في معرفة معناها إلى مراجعة المعاجم، ويحسب لهم أنهم يعبرون بالألفاظ الموحية التي تزيد المعنى اتساعًا وعمقًا، وتمتد ظلالها لتضيف إلى الشعر ثراءً إلى ثراءٍ.

• ودراسة قصيدة (العودة) تطلع القارئ على كثير من تفوق ناجي في استخدامه للغة استخدامًا مؤثرًا، وتقوده إلى ما يدل على قدرة الشاعر على الصياغة الفنية الرقيقة العذبة التي تشيع فيها ظلال الألفاظ وإيحاءتها، وتتعانق خلالها الصور والمجازات، وتؤدي الموسيقى الشعرية فيها دورًا لا يمكن إغفاله أو تجاهله.

• ويلاحظ أن الشاعر قد نوع في القافية فاستخدم قافية لكل بيتين، مع توحد القافية بين شطريهما، وقد وفر هذا التنوع للقصيدة ثراءً نغميًّا ضاعف من خفتها وعذوبتها، مع ما لكل قافية من أثر معنوي في الموضع الذي وردت فيه.

••• مواطن الجمال في القصيدة :

تأخذ قصيدة (العودة) مكانًا مرموقًا في ديوان الشعر العربي الحديث، ويعدها كثير من النقاد من أجمل الشعر وأصدقه وأرقه، ولقد حفلت القصيدة بكثير من ملامح الجمال في التعبير والتصوير، ومن ذلك:

• ذلك المطلع المهيب الذي يفتح نافذة على نفس الشاعر ويشير إلى صدق حبه وقيمة دار أحبته في نفسه، فهي كعبته التي كان يطوف بها ويتقرب إلى الحبيب عندها ويعشق في رحابها الحسن والجمال.
وإن كنا لا نوافق -بمقتضى الذوق الإسلامي- على أن تستخدم الكعبة المشرفة رمزًا في مثل هذه المواطن التي هي بالطبع لا تسمو إلى منزلة الكعبة ولا تكاد، والأمر كذلك في التعبير بالعبادة والسجود.

• المقابلة بين الحاضر الكئيب الذي صدم الشاعر عندما رأى دار الأحبة، والماضي السعيد الذي يعرفه الشاعر لهذه الدار. البيتان (3، 4).

• هذه المجازات المتراكبة التي تصور المعنوي في صورة المحسوس وتجسده ثم تشخصه وتثبت له صفات الأحياء؛ من الحركة والإحساس على نحو عجيب، فالنور يضحك، والدار تنكر،والقلب يرفرف، والدمع يجيب، والماضي يتكلم.
ويستمر الشاعر على هذا النحو في التصوير البديع، فيجسد البلى حتى يدعي أنه أبصره رأي العين، ويثبت له يدين تنسجان، ويجسد السأم، ويثبت له أنفاسًا، ويصور الليل جاثمًا، وأشباحه تجري، ويثبت للزمن أقدامًا يسمع وقعها وللوحدة خطى ... إلى غير ذلك من الصور النابضة بالحياة.

• الأساليب المتنوعة بين الاستفهام والتعجب والتوجع والنداء من مثل قوله: لم عدنا؟ – ليت أنا لم نعد - أيها الوكر - آه مما صنع الدهر بنا - أو هذا الطلل العابث أنت؟ - شد ما بتنا على الضنك وبت – أين ناديك؟ ... إلى آخر هذه الأساليب.

• الألفاظ الموحية التي نجح الشاعر في توظيفها للدلالة على تجربته النفسية الصادقة وتأمل هذه الألفاظ في مواقعها: الكعبة – المصلين – سجدنا - عبدنا - غرباء - جمود – يضحك النور – رفرف – اتئد - الجريح - الأليف - صفرًا – نائحات - الصحراء - الطلل العابث - الخيال المطرق الرأس – الضنك - وثب الدمع – السأم – الليل – أشباح البلى – العنكبوت – حي – ركني – الطليح – غريب – وادي المحن - وطن – طريد – أبدي النفي – عالم بؤسي- للنجوى أعود – أمضي – أفرغ.
وليس من العسير على المتذوق أن يهتدي إلى جمال هذه الإيحاءات ومقدار ما تضيفه من ثراء وغنى إلى المعنى الذي تدل عليه الألفاظ والعبارات.

• التشبيهات المبتكرة كما في قوله:
ويرى الأيام صفرًا كالخريف نائحات كرياح الصحراء

• الموسيقى العذبة الآسرة الناشئة عن تنوع القوافي وسهولتها ووقوعها في مواقعها.

هذا؛ ويمكن للمتذوق أن يهتدي إلى غير ما ذكر من مواطن الجمال في هذه القصيدة وفي غيرها. ويمكن أن يهتدي دارس إلى ما لم يهتد إليه غيره حسب قدرته على التعاطف مع النص وفك رموزه وإدراك أسرار الجمال فيه، وفوق كل ذي علم عليم.


*المصدر:

الدرس12 قصيدة (العودة) للشاعر إبراهيم ناجي من سلسلة الدُّروس المقرَّرة في إطار مادَّة دراسات في النصوص الأدبية الحديث.

لوليكي
20/05/2012, 11:04 AM
** تحليل لقصيدة (العودة ) وفـق المنهج البنيوي **


* دراسة لقصيدته العودة , التي قالها الشاعر في وصف دار محبوبته ,والتي يعدها النقاد من روائع الشعر المعاصر . يقول د. محمد مندور ( أحسبها من روائع النغم في الشعر الحديث).

إن النقد النّصي يدور على لغة النص كعنصر أساسي لتشكيله. و هذا النمط من النقد يستمد قواعده الأساسية من اللسانيات , و يبقى الشّكليّون الرّوس ثمّ البنيويّون هم المصدر الرئيس لنظريات النقد الصّوري و لشروحاته وتطبيقاته.
من هذا النقد سوف أسير في هذا التحليل وفق المنهج البنيوي الذي يجعل النص مادته ومساحته ,ثم (هو يربط النص برباط ممتد من العلاقات المتداخلة في النص)
وهذا كله في سبيل تفسير النص واستخراج دلالته.
ولكل منهجه في التحليل البنيوي , فبعضهم يميل لجعل دلالات القصيدة في نفسها فقط من واقع الدلالات اللغوية الموجودة فيها بعيدا عن الإطار الخارجي للقصيدة , ومنهم من يحاول إيجاد غور مصطلحات البنى ذات المعاني التي تحيط بالشاعر.
وأتصور أن كل هذه الطرق في سبيل تفسير مقصد القصيدة , وتوضيح دلالتها للقارئ , فلا ضير إن اتبعنا سبيلا مادام هناك استخراج لبنى أساسية للقصيدة نفسها , وكل ذلك وفق المنهج البنيوي.


**التحــليـل:


يمكننا عند التأمل في القصيدة أن نستخرج بنى قد ظهرت في هذا النص , فمثلا بنية القوة والضعف ظاهرة في النص, ويتجلى ذلك في تعبير الشاعر لحاله وحال دار حبيبته , حيث نرى كلمات تدل على الضعف الذي يعيشه الشاعر , وقوة الحب الذي سيطر عليه , مما جعله يعبر عن نفسه بعبارات تدل على ذلك , فإشارته لذاته كالذبيح , ولومه لنفسه على العودة لتلك الدار , التي لم يشاهد فيها حبيبته , بل ذكرته بالذكريات الجميلة التي زادت من حسرته وألمه دليل على ضعفه.
كما نجده يصف نفسه بالوحدة , والوحدة ضعف , والاجتماع قوة , كما نجد دموعه تعبير عن ضعفه البالغ الذي هو متنفسه الوحيد ووصفه لنفسه بالعاني والطليح ففيها الضعف جليا حيث أن المتعب والمرهق يحتاج إلى مساعدة , والمحتاج ضعيف.
ثم كل هذا الوصف لنفسه الدال على ضعفه يكمن وضوح السيطرة القوية العاطفية التي تملكها حبيبته , حيث استطاعت أن تسيطر على عواطفه وعلى ذاته , فكل هذا الوصف خاص بدار حبيبته فكيف بحبيبته نفسها , وهنا أيضا قوة مسيطرة.
إن بنية الضعف الذي يحملها الشاعر , وسيطرة القوة العاطفية من حبيبته عليه جعلته يرى الحياة بوجه آخر , فهل الموت يشاهد في جنبات الدار؟ ثم هل عدم وجود حبيبته في الدار أصبحت الحياة لا معنى لها ؟
إن ذلك يكشف لنا القوة التي تسيطر على الإنسان سيطرة كليه حيث يصبح لا يرى سوى ذلك الحبيب في هذه الحياة.
إن التصادم النفسي للشاعر مع فعله دليل على سيطرة قوى كامنة عليه وذلك حينما يصف الشاعر وصوله لدار حبيبته , حيث أنه حين عاد إلى الدار , بدأت مشاعره النفسية تعاتبه على المجيء لتلك الديار لأن هذه الديار لم تزده إلا لوعة وشوقا للحبيبة.
كما نجد بنية أخرى في النص وهي بنية الحزن , ويعبر ذلك بألفاظ كالليل الذي ثوى في موطن الحبيبة, والليل هو الظلام والظلام منبع الانغلاق وعدم الحرية , لأن انعدام الضوء فيه انحباس الحرية التي هي جالبة للحزن.
كما نجده أيضا يشبه الأيام بالخريف , والخريف رمز للألم والحزن , كما أيضا نجد هذا الحزن في ذكره للشجن والظلال والغربة والنجوى.
ولعل المتتبع لجل القصيدة يدرك أن الشاعر فيها قد غلب على نفسه الحزن , فتارة يعبر بالدمع وتارة بالذكريات التي وصفها بالجرح الذي هو مكمن الحزن والألم, ثم يعاتب الأيام التي أصبحت صفرا وليس لها معنى في حياته.
ثم نجده يصف نفسه بأنه طريد عن هذا الوطن , وقد أخذ هذا الوصف لنفسه تحت شدة الحزن وألمه.
ولعل المتتبع للقصيدة يلمح أيضا بنية أخرى وهي : التحول , وذلك حين ذكره لكلمات تدل على ذلك لعل من أبرزها : الخريف والجديد والأيام والطائر ,فكل هذه الكلمات تدل على التحول والتبدل,فالخريف فصل من فصول السنة التي تتحول فيه الأشجار عن طبيعتها , والأيام تتحول وتتبدل وتسير , كما أن الطائر لا يمكن أن يكون في مكان معين فهو غير ثابت متنقل دائما. فكأنه بهذه المعاني يريد أن يقول أن حال الدار تغيرت وتحولت وأصبحت كالعدم.
كما يصف نفسه بالخيال , والخيال متغير ومتحول , وكل هذا التحول لأن حبيبته لم تعد في هذا المكان ولم يجدها.
كما أن هناك بنية أخرى نلمحها في القصيدة وهي بنية :اليأس حيث أن مشاعر الشاعر في هذه القصيدة فيها شيء من دلالة يأس الشاعر من حاله مع حبيبته , فذكره الموت ووصفه بالأيام صفرا , دليل على أن الشاعر هنا يوحي بأن حبيبته لن ترجع معه , لأن الموت انقطاع وتفرق , فكما أنهم تفرقا فقد ذكر الموت لأنه يكمن في نفسه اليأس الذي قد جعله يربط الموت و حاله مع حبيبته , فكأنهما لن يرجعا أبدا مثل تفرق الموت.
يمكننا القول بأن بنية القوة والضعف قد سيطرت على القصيدة , فمحور القصيدة تدور حول ذلك الضعيف الذي يخضع للسلطة القوية عليه وهي حبيبته ,ويبدأ بوصف نفسه بأوصاف تعكس ذلك الضعف المسيطر عليه , والقوة الجامحة التي أهلكت شعوره وأبعاده النفسية.


***المصدر***:

منتدى ضفاف الإبداع (http://go.3roos.com/bqd57xl62iq)

لوليكي
20/05/2012, 11:24 AM
*** الحنين ***



أمسي يعذبني ويضنيني ***** شوقٌ طغى طغيانَ مجنون

أين الشفاء ولمَ يعد بيدي ***** إلاَّ أضاليلٌ تداويني

أبغي الهدوء ولا هدوء وفي ***** صدري عبابٌ غير مأمون

يهتاج إن لَجَّ الحنين به ***** ويئن فيه أنينَ مطعون

ويظل يضرب في أضالعه ***** وكأنها قضبان مسجون

ويحَ الحنين وما يجرعني ***** من مُرِّه ويبيت يسقيني

ربيتُه طفلاً بذلتُ له ***** ما شاء من خفضٍ ومن لينِ

فاليوم لمّا اشتدّ ساعدُه ***** وربا كنوارِ البساتينِ

لَم يرضَ غير شبيبتي ودمي ***** زاداً يعيشُ به ويفنيني

كم ليلةٍ ليلاءَ لازمني ***** لا يرتضي خلاً له دوني

ألفي له همساً يخاطبني ***** وأرى له ظلاً يماشيني

متنفساً لهباً يهبُّ على ***** وجهي كأنفاسِ البراكينِ

ويضمُنا الليلُ العظيمُ وما ***** كالليلِ مأوى للمساكينِ

لوليكي
20/05/2012, 11:32 AM
*الشرح الاجمالي:

الأمس بما يحمل من احاسيس ومشاعر طيبة للمحبوب نظرا للفراق صارت شيئا يثقل عليه بل يعذبه ويشقيه حتي أجنه ولكن اين السلامة التي خرجت عن مقدوره غير بقايا يستشفي بها
فالشاعر يطلب الهدوء والاستقرار ولكن لاهدوء فقدره يموج بتقلبات لاتحمد عقباها ثورة وهياج اذا مازاد به الشوق والرغبة ويتألم ألم الطعين وتستمر هكذا بين ضلوعه وكأنها قضبان سجن بها قلبه.


*مظاهر الجمال:

استخدام أفعال المضارع [يعذبني-يضنيني-يئن-يظل-يضرب]للاستمرار والتجدد

أمسي يعذبني ويضنيني ......تعبير جميل يصور الماضي بإنسان يمارس ضغوط مرهقة على من يعذبه بها

شوق طغي طغيان مجنون ...... تعبير جميل يفد تأكيد التأثر ماأحدث الشوق

وفي صدري عباب غيرمأمون ...... استفهام انكاري غره الاستبعاد

ولم يعد بيدي ....... نفي للدلالة علي الحجة الملحة

أبغي الهدوء ...... عبير فيه تجسيد حيث صور الهدوء المعنوي بالمحسوس الذي يرجي ويطلب.

ويئن فيه أنين مطعون ...... استعارة مكنية حيث جعل القلب طعينا جريحا يتألم لجرحه

ويظل يضرب في أضالعه ...... يدل علي تجدد الآلآم واستمرارها

وكأنها قضبان مسجون ....... تشبيه ناقص حيث يصور الصدر للقلب كالسجين وضلوعه قضبان حددية

لوليكي
20/05/2012, 11:46 AM
*** النـاي المحــترق ***


- قصيدة الناى المحترق:
- أشعار دكتور إبراهيم ناجي
- تلحين مدحت عاصم
- غناء محرم فؤاد

**********

كم مرَّة يا حبيبي ***** والليل يغشي البرايا

أهيم وحدي وما في الــ ***** ــظلامِ شاكٍ سوايا

أصيِّرُ الدمعَ لحناً ***** وأجعَلُ الشعرَ نايا

وهل يلبّي حطام ***** أشعلته بجوايا

النارَ توغل فيه ***** والريحُ تذرو البقايا

ما أتعسَ الناي بين الـــ *****ــــمنى وبين المنايا

يشدو ويشدو حزيناً ***** مرجعاً شكوايا

مستعطفاً مَنْ طوينا ***** على هواه الطوايا

حتى يلوح خيالٌ ***** عرفته في صبايا

يدنو إلى وتدنو ***** من ثغره شفتايا

إذا بحلمي تلاشى***** واستيقظت عينايا

ورحت أصغي وأصغي ***** لَم أُلْفِ إلاَّ صدايا!

لوليكي
20/05/2012, 11:56 AM
*** المنسي ***



متى يرق الحظ يا قاسي ***** ويلتقي المنسيُّ والناسي!

متى! وهل من حيلةٍ في متى ***** وفي خيالاتٍ وأحداسِ؟

هدَّ قراري جريُها في دمي ***** وهمسُها في كر أنفاسي

وأنت مثل النجم في المنتأى ***** وفي السنا الخاطف كالماسِ

يرنو له الناسُ ويبغونه ***** وما يبالي النجمُ بالناسِ!

وأنت كأسُ الحسنِ لكننا ***** مثل حبابٍ حامَ بالكاس

طفا وقد قبّل أنْوارَها ***** ورفَّ مثل الطائر الحاسي!

وجفَّ أو ذاب على نورها ***** كما يذُوب الطلُّ بالآس!

لوليكي
20/05/2012, 12:09 PM
*** تحليل قبلة ***


ولما ألتقينا بعد نأي وغربة ***** شجيين فاضا من أسىً وحنينِ

تسائلني عيناك عن سالف الهوى ***** بقلبي وتستقضي قديم ديونِ

فقمت وقد ضجَّ الهوى في جوانحي ***** وأنَّ من الكتمان أيّ أنينِ

يبث فمي سرّ الهوى لمقبَّل ***** أجود له بالروح غير ضنين

إذا كنت في شك سلي القبلة التي ***** أذاعت من الأسرار كل دفين

مناجاة أشواق وتجديد موثق ***** وتبديد أوهام ٍ. وفض ظنون

وشكوى جوى قاس وسقمٍ مبرحٍ ***** وتسهيد أجفانٍ وصبر سنين!

لوليكي
20/05/2012, 06:20 PM
*** الحيـــــــــــــــــاة ***


جلستُ يوماً حين حلَّ المساءْ ***** وقد مضى يومي بلا مؤنسِ
أريح أقداماً وهتْ من عياءْ ***** وأرقب العالَم من مجلسي!

***

أرقبه! يا كَدّ هذا الرقيب ***** في طيّب الكون وفي باطلهْ
وما يبالي ذا الخضم العجيبْ ***** بناظر يرقب في ساحلهْ

***

سيان ما أجهل أو أعلم ***** من غامض الليل ولغز النهارْ
سيستمر المسرح الأعظم ***** روايةً طالت وأين الستار

***

عييتُ بالدنيا وأسرارها ***** وما احتيالي في صموت الرمالْ!
أنشد في رائع أنوارها ***** رشداً فما أغنم إلا الضلالْ !

***

أغمضت عيني دونها خائفاً ***** مبتغياً لي رحمة في الظلامْ
فصاح بي صائحها هاتفاً ***** كأنما يوقظني من منامْ:

***

أنت امرؤٌ ترزح تحت الضنى ***** لم يبق منك الدهر إلا عنادْ!
وكل ما تبصره من سنا ***** يهزأ بالجذوة خلف الرمادْ!

***

وكل ما تُبصره من قوى ***** تدوي دويّ الريح عند الهبوبْ
يسخر من مبتئس قد ثوى ***** يرنو إلى الدنيا بعين الغروبْ!

***

انظر إلى شتى معاني الجمالْ ***** منبثة في الأرض أو في السماءْ
ألا ترى في كل هذا الجلال ***** غير نذيرٍ طالعٍ بالفناءْ!

***

كم غادة بين الصبا والشبابْ ***** تأنقّ الصانع في صنعها
تخطر والأنظار تحدو الركاب ***** ولفظة الاعجاب في سمعها!

***

وربما سار إلى جنبها ***** مدّله ليس يبالي الرقيبْ
يمشي شديد العجب في قربها ***** إذا راح يوليها ذراع الحبيبْ!

***

وانظر إلى سيارة كالأجل ***** تخطف خطفاً لا تُبالي الزحامْ
هذا الردى الجاري اختراع الرجلْ ***** هل بعد صنع الموت شيءٌ يُرامْ!

***

وانظر إلى هذا القويّ الجسدْ ***** الباتر العزم الشديد الكفاحْ!
قد أقبل الليل فحيّ الجلد ***** في رجل يدأبُ منذ الصباحْ

***

أجبت: يا دنياي من تخدعين؟ ***** إني امرؤٌ ضاق بهذا الخداعْ
مزّقتِ عن عيشي, هنيّ السنين لأنني ***** مزقتُ عنكِ القناعْ !

***

إن الجمالَ الساحرَ الفاتنا ***** يا ويحه حين تغير الغضونْ
ويعبثُ الدهر بحلو الجنى ***** وتستر الصبغة إثم السنينْ!

***

وهذه السيارة العاتيهْ ***** وربما الجبار كالبرق سارْ
ما هي إلا شُعَلٌ فانيهْ ***** نصيبها مثل شعاع النهارْ!

***

وارحمتاه للقويِّ الصبورْ ***** يقضي الليالي في كفاحٍ سخيفْ
وكيف لا أبكي لكدح الفقيرْ **** أقصى مناه أن ينال الرغيفْ!

***

كم صِحتُ إذا أبصرت هذا الجهادْ ***** وميسم الذلة فوق الجباهْ
يا حسرتا ماذا يلاقي العبادْ ***** أكُلُّ هذا في سبيل الحياهْ؟!

***

وفي سبيل الزاد والمأكل ***** نملأ صدر الأرض إعوالا
كم يسخر النجم بنا مِن عل ***** وكم يرانا الله أطفالا!

***

يا ربِّ غفرانك إنا صِغارْ ***** ندبّ في الدنيا دبيبَ الغرورْ
نسحب في الأرض ذيولَ الصغارْ ***** والشيبُ تأديبٌ لنا والقبورْ!

لوليكي
20/05/2012, 10:53 PM
*** قلب راقصة ***


أمسيتُ أشكو الضيقَ والأينا ***** مستغرقاً في الفكرِ والسأمِ
فمضيتُ لا أدري إلى أينا ***** ومشيت حيث تجرّني قدمي

***

فرأيتُ فيما أبصَرَتْ عيني ***** مَلهيً أعدَّ ليبهج الناسا
يجلون فيه فرائدَ الحسنِ ***** ويباع فيه اللهو أجناسا

***

بغرائب الألوان مزدهر ***** وتراه بالأضواء مغموراً
فقصدته عَجِلاً ولي بصرٌ ***** شبه الفراشة يعشق النورَا!

***

ودخلتُه أجتازُ مزدحماً ***** بالخَلقِ أفواجاً وأفواجا
وأخوض بحراً بات ملتطماً ***** بالناس أمواجاً وأمواجا

***

فقدوا حجاهم حينما طربوا ***** ودووا دويّ البحر صخّابا
فإذا استقرّوا لحظةً صخبوا ***** لا يملكون النفس إعجابا

***

متوثبين يميل صفهم ***** متطلع الأعناق يتقدُ
ومصفقين عَلَتْ أكفهم ***** فوّارةً فكأنها الزبدُ!

***

لِمَ لا أثور اليومَ ثورتهم؟ ***** لِمَ لا أجربُ ما يحبونا؟
لِمَ لا أصيح اليوم صيحتهم ***** لِمَ لا أضجّ كما يضجونا؟!

***

لِمَ لا تذوق كؤوسهم شفتي؟ ***** إنَّ الحجا سمّي وتدميري
في ذمةِ الشيطانِ فلسفتي ***** ورزانتي ووقار تفكيري!

***

يا قلبُ! ضقتَ وها هنا سعةٌ ***** ومجالُ مصفودٍ بأغلال
أتقول أعمارٌ مضيعة؟! ***** ماذا صنعت بعمرك الغالي؟!

***

أنظر ترَ السيقان عاريةً ***** وترَ الخصورَ ضوامراً تغري
وتجدْ عيون اللهو جارية ***** فهنا الحياة! وأنت لا تدري

***

مَنْ هاتِه الحسناءُ يا عيني؟ ***** السحرُ كلَّلها وظلَّلها
كالطيرِ من غصنٍ إلى غصنِ ***** وثّابة، وثب الفؤاد لها!

***

تراه حسناً غيرَ كذابِ ***** لا ما يزيفه لك الضوءُ
ويزيد فتنتها باغرابِ ***** حزنٌ وراءَ الحسن مخبوءُ!

***

ثم اختفتْ والجمع يرقبها ***** ويلحّ: عودي! ليس يرحمها
هي متعةٌ للحسِّ يطلبها ***** وأنا بروحي بتُّ أفهمها!

***

ورأيتُها في آخر الليلِ ***** في فتيةٍ نصبوا لها شركا
يعلو سناها الحزنُ كالظل ***** مسكينة تتكلّف الضحكا

***

فمضيتُ توّاً، قلت: سيدتي! ***** زنتِ المراقص أيّما زين!
هل تأذنين الآن ساحرتي ***** تأكيدَ إعجابي بكأسين؟

***

فتمنّعت وأنا ألحّ سدىً ***** بالقول أُغريها وأَعتذر
فاستدركتْ. قالت: أراك غداً ***** ان شئتَ. إني اليوم أَعتذر

***

وتحوَّلت عني لرفقتها ***** ما بين منتظرٍ ومرتقب
فتَّانة تغري ببسمتها ***** وتحدّد الميعاد في أدب

***

حان اللقاءُ بغادتي وأنا ***** أخشى سراباً خادعاً منها
متلهفاً أستبطىء الزمنا ***** وأظل أسأل ساعتي عنها

***

وأجيل عين الريب ملتفتاً ***** متطلعاً للباب حيرانا
وأقول: ما يدريك أي فتى ***** هي في ذراعيْ حبه الآنا!

***

مَنْ ذا يُصدّقُ وعدَ فاتنة ***** لا ترحمُ الأرواح إتلافا
أنثى تلاقي كل آونةٍ ***** رجلاً وترمي الوعد آلافا

***

وهممت بعد اليأس أن أمضي***** فإذا بها تختال عن بُعد
ميّزتها بشبابها الغضِّ ***** وبقدِّها، أُفديه من قدِّ!

***

يا للقلوب لملتقى اثنين ***** لا يعلمان لأيّما سَبَبِ
جمعتهما الدنيا غريبين ***** فتآلفا في خلوة عَجَبِ

***

عجباً لقلب كان مطمعه ***** طَرَباً فجاء الأمرُ بالعكس
وأشدّ ما في الكون أجمعه ***** بين القلوب أواصرُ البؤس

***

مَن أنت يا مَن روحها اقتربت ***** مني وخاطب دمعها روحي
صبّته في كأسي! وما سكبتْ ***** فيه سوى أنَّاث مذبوحِ

***

عجباً لنا! في لحظة صرنا ***** متفاهمين بغير ما أمد!
يا مَن لقيتك أمس! هل كنا ***** روحين ممتزجين في الأبد؟!

***

هاتي حديثَ السقم والوصب ***** وصِفي حقارةَ هذه الدنيا
اني رأيت أساكِ عن كثبِ ***** ولمستُ كَربَك نابضاً حيَّا

***

لا تكتمي في الصدرِ أسرارا ***** وتحدثي كيف الأسى شاءَ
أنا لا أرى إثماً ولا عارا ****** لكن أرى امرأةً وبأساءَ

***

تجدين فكرك جدّ مبتعد ***** والناس نحو سناك دانونا
وتريْن حالك حال منفرد ***** والقوم كثر لا يُعدّونا!

***

وترين إنكِ حيثما كنتِ ***** ترضين خوّانين أنذالا!
يبغونه جسداً فإن بعتِ ***** بذلوا النضار وأجزلوا المالا!

***

يا حرَّها من عبرةٍ سالتْ ***** مِن فاتكِ العينين مكحولِ
وعذابها من وحشة طالتْ ***** وحنين مجهولٍ لمجهولِ

***

أفنيتِ عمرك في تطلبه ***** ويكاد يأكل روحَكِ المللُ
فإِذا بدا مَنْ تعجبين به ***** وتقول روحك: ها هو الأملُ!

***

أدميت قلبك في تقرّبه ***** والقلب إن يخلص يَهُنْ دمُه
فإِذا حسبتِ بأن ظفرتِ به ***** فازت به من ليس تفهمُه

***

سكتت وقد عجبت لخلوتنا ***** طالتْ كأنَّا جدّ عشاقِ
وأقول: يا طرباً لنشوتنا ***** صرعى المدامة والجوى الساقي!

***

أفديكِ باكيةً وجازعةً ***** قد لفّها في ثوبه الغسقُ
ودعتها شمساً مودّعة ***** ذهبت وعندي الجرحُ والشفقُ

***

تمضي، وتجهل كيف أكبرها ***** إذ تختفي في حالك الظلم
روحاً إذا أثمت يطهرها ***** ناران: نار الصبر والألَمِ!

لوليكي
20/05/2012, 11:27 PM
*** الميعـــــــــــــــاد ***


إن عُدتَ أو أخلفتَ لم تعدِ ***** أنا إِلف روحك آخر الأبدِ

ظمأٌ على ظمإِ على ظمأ ***** ومواردٌ كثرٌ ولم أردِ

مرَّ الظلاُم وأنت لي شجنٌ ***** وأتى النهارُ وأنت في خلدي

لا يسمع البحرُ الغضوب إلى ***** شاكٍ ولا يصغي إلى أحدِ!

كم لاح لي حربُ الحياة على ***** أمواجهِ المجنونة الزبدِ

ورأيت طيفَ الضنك مرتسما ***** في عاصفِ الأنواء مطَّردِ

في الليل مدَّ رواقه وثوى ****** كجوانحٍ طُويت على حسدِ

قبر مَباهجه بلا عددٍ ***** لفتى متاعبه بلا عددِ

مَن يومه يوم بلا أملٍ ***** وغدٌ بلا سلوى وبعد غدِ

لولاك والعهد الذي عقدت ***** بيني وبينك مهجتي ويدي

أضجعتُ جنبي جوفَ غيهبه ***** وأرحتُ فيه باليَ الجسدِ

يا مخلفَ الميعادِ عدْ لترى ***** جزعَ الغريب وضيعة الرشدِ

وليالياً موصولة سهراً ***** أبدية حجرية الكبدِ

وطليحَ أسفار وعلّته ***** قتالة لَم تشف في بلدِ!

يا شعر أيامي وأغنيتي ***** وغليل ظمآن الشفاه صدي!

يا ظالمي! عيناك كم وعدت ***** قلبي إذا شفتاك لَم تعدِ

لوليكي
20/05/2012, 11:54 PM
*** الميت الحي ***


مناسبة القصيدة :

- كان الشاعر مريضاً وشعر أنه ينتهي فكتب هذه القصيدة.


**********


داوِ ناري والتياعي ***** وتمهَّلْ في وداعي

يا حبيب العمر هبْ لي ***** بضع لحظاتٍ سراع

قفْ تأمل مغربَ العمر ***** وإخفاقَ الشعاع

وابكِ جبَّار الليالي ***** هدّه طول الصراع

واضياع الحزن والدمع ***** على العمر المضاع!

وهتاف القلب بالشكوى ***** على غير انتفاع

ما يهمّ الناس من نجم ***** على وشك الزماع

غاب من بعد طلوعٍ ***** وخبا بعد التماع؟!

طال بي سُهدي وإِعيائي ***** وقد حان اضطجاعي

وإذا الراحة حانت ***** بعد لأيٍ ونزاع

فصدور الغيد سيَّان ***** وأنياب السباعِ!

***

آهِ لو تقضي الليالي ***** لشتيت باجتماع

كم تمنيتُ وكم من ***** أملٍ مُرّ الخداع!

وقفة أقرأ فيها ***** لك أشعار الوداع

ساعة أغفر فيها ***** لك أجيال امتناع

يا مناجاتي وسرِّي ***** وخيالي وابتداعي

ومتاعاً لعيوني ***** وشميمي وسماعي

تبعث السلوى وتنسى ***** الموت مهتوك القناع:

دمعة الحزن التي ***** تسكبها فوق ذراعي!

لوليكي
21/05/2012, 01:48 AM
*** الوداع ***


- نجاة علي غنت في مارس 1954 أبياتاً من قصيدة " الوداع " من الديوان الأول لناجي " وراء الغمام " بألحان محمد فوزي ، وعند غناء أم كلثوم " الأطلال " وقع الاختيار على خمسة وعشرين بيتاً من القصيدة الأصلية ( قوامها 134 بيتاً ) ، وبداخلها سبعة أبيات من " الوداع " ، ويشاء القدر أن تكون منطقة الذروة في " الأطلال " المغناة هي : " هل رأى الحبُّ سُكارى مثلنا ؟؟ … " ، وهذا المقطع من " الوداع " التي غنتها نجاة علي !!


**********


حان حرماني وناداني النذيرْ ***** ما الذي أعدَدْتُ لي قبل المسيرْ

زمني ضاع وما أنصفتني ***** زاديَ الأول كالزاد الأخيرْ

ريّ عمري من أكاذيب المنى ***** وطعامي من عفاف وضميرْ

وعلى كفك قلبٌ ودمٌ ***** وعلى بابك قيدٌ وأسيرْ!

***

حانَ حرماني فدعني يا حبيبي ***** هذه الجنةُ ليستْ من نصيبي

آه من دار نعيم كلما ***** جئتها أجتاز جسراً من لهيبِ

وأنا إلفك في ظل الصِّبا ***** والشباب الغض والعمرِ القشيب

أنزل الربوة ضيفاً عابراً ***** ثم أمضي عنك كالطير الغريب


***

لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما ***** والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟!

لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا ***** وتلاقيني عطوفاً وكريما

كلُّ شيء صار مرّاً في فمي ***** بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما

آه من يأخذُ عمري كلَّه ***** ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!


***

هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا؟! ***** كم بنينا من خيالٍ حولنا!

ومشينا في طريق مقمرٍ ***** تثبُ الفرحةُ فيه قبلنا!

وتطلعنا إلى أنجمه ***** فتهاوين وأصبحنَ لنا!

وضحكنا ضحك طفلينِ معاً ***** وعدونا فسبقنا ظلنا!

***

وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ***** وأفقنا. ليتَ أنا لا نفيقْ!

يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكَرَى ***** وتولّى الليلُ، واللَّيْلُ صَدِيقْ

وإذا النُّورُ نَذِيرٌ طَالعٌ ***** وإِذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحَرِيقْ

وإذا الدُّنيا كما نعرفُها ***** وإذَا الأحْبَابُ كلٌّ في طَريق


****

هاتِ أسعدْني وَدَعْني أسْعدُكْ ***** قَدْ دَنا بعدَ التَّنائي موردُكْ

فأذقنيه فإِني ذاهِبٌ ***** لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُكْ

وابلائي من لياليَّ التي ***** قرَّبَتْ حَيْني وراحَتْ تبعِدُكْ!!

لا تَدَعْني للَّيالي فغداً ***** تجْرَحُ الفُرْقةُ ما تأسو يَدُكْ!

****

أزف البين وقد حان الذّهابْ ***** هذه اللَّحظةُ قَدَّت مِن عَذَابْ

أزف البين، وهل كان النَّوى ***** يا حبيبي غير أن أغْلق بابْ ؟!

مَضت الشّمْش فأمسيت وقد ***** أغلقت دونيَ أبوابُ السَّحابْ

وتلفَّتُّ على آثارِهَا ***** أسْألُ اللَّيْل! ومَنْ لي بالجوابْ؟!

لوليكي
21/05/2012, 07:29 AM
*** الزائــــــــــــر ***


يا للحبيبِ المفدَّى ***** غداةُ زار وسلَّمْ

مستَحيياً والهوى في ***** ركابه يتضرَّمْ

وصامتاً وهو أيكٌ ***** بألفِ شدوٍ ترنَّمْ

ناداه قلبي! وناجاه ***** خاطري! وهو يعلَمْ!

يا مطلعَ السحر والنور ***** والجمال! تكَلَّمْ!

أبِنْ! وإلا أعنْ قلبي ***** الممزَّقَ وارحَمْ!

يا غازياً يضرب القلب ***** وهو حصنٌ مُحَطَّمْ

لمَّا طلعت عليه ***** وهَى وأَنَّ وسلَّمْ

يا فتنة تتهادى ***** ورحمة تتبسَّمْ

إن لم يكن لي رجاءٌ ***** ولا لحظيَ مغنمْ

أو لَمْ يعُدْ لي نصيبٌ ***** دعني بحسنك أحلمْ!

لوليكي
21/05/2012, 02:51 PM
*** الليـــــــــالي ***


مكانيَ الهادئ البعيدْ ***** كُن لي مجيراً من الأنامْ
قد أمَّكَ الهاربُ الطريدْ ***** فآوهِ أنتَ والظلامْ

***

يا حسنها ساعة انفصالْ ***** لا ضنك فيها ولا نكدْ
يا حقبةَ الوهم والخيالْ ***** هلاَّ تمهلتِ للأبدْ!

***

يا أيها العالم الأخير ***** ماذا ترى فيك من نصيبْ؟
أراحةٌ فيك للضمير ***** أم موعدٌ فيك من حبيبْ؟

***

كم يَعذُب الموت لو نراهُ ***** أو كان فيك اللقاءُ يُرجى
ينفض عن عينه كراهُ ***** ويقبل الراقدُ المسجَّى!\

***

لكن شكّاً بما تجنْ ***** خيّم فوق العقول جمعَا
عجبتُ للمرءِ كم يئنْ ***** ويستطيبُ الحياةَ مَرعَى

***

قد صار حبُّ الحياة منا ***** يقنع بالجيفة السباعْ
وعلم السمحَ أن يضنَّا ***** وثبَّت الجبن في الطباعْ!

***

طال بنا الصمت والجمودْ ***** لا البدر يوحي ولا الغديرْ
يا عالم الضيم والقيودْ ***** برَّحت بالطائر الأسيرْ!

***

هربتُ من عالمٍ أضرَّا ***** وجئتُ يا كعبتي أزورْ
هاتي خيالاً إذن وشعراً ***** أسكبه في فم الدهورْ!

***

هربتُ من عالم الشقاءْ ***** وجئت عليّ لديكِ أحيا!
أشرب من روعة السماءْ ***** شعراً وأسقي الفؤادَ وحيا!

***

مللتُ في هاته العوالمْ ***** مهزلةَ الموت والحياةْ
وصورة القيد في المعَاصمْ ***** ووصمةَ الذلّ في الجباهْ

***

هياكلٌ تعبرُ السنينْ ***** واحدةُ العيش والنظامْ
واحدة السخط والأنينْ ***** احدة الحقد والخصامْ!

***

وواحد ذلك الطلاء ***** يسترُ خزياً من الطباعْ
أفنى البلى أوجه الرياءْ ***** ولم يذُبْ ذلك القناع!

***

بعينها كذبةُ الدموعْ ***** بعينها ضحكةُ الخداعْ
ومُنحنَى هاته الضلوعْ ***** على صوادٍ بها جياعْ!

***

كأن صدر الظلام ضاقْ ***** من كَثرةِ البثّ كل حينْ!
يا ويحه كيف قد أطاقْ ***** شكوى البرايا على السنينْ؟!

***

كأنما ينفث الشهبْ ***** تخفيف كربٍ يئنّ منهُ
كالقلب إن ضاق واكتأبْ ***** تخفف الذكريات عنهُ

***

كم زفرة في الضلوع قرّتْ ***** يحوطها هيكلٌ مريض
مبيدة حيثما استقرت ***** فان نبُحْ سمِّيت قريضْ!

***

كم في الدجى آهةٌ تطول ***** تسري إلى أذنه وشعرْ!
لو يفهم النجمُ ما نقول! ***** أو يفهم الليلُ ما نُسرْ!

***

ما بالها أعين الفلك ***** منتثرات على الفضاءْ
تطل من قاتمِ الحلك ***** بغيرك فهمٍ ولا ذكاءْ!

***

ألا وفيّ ألا معين ***** في مدلهم بلا صباح؟!
وكلّما جَدَّ لي أنينْ ***** تسخر بي أنَّةُ الرياحْ!

***

هبنا شكونا بلا انقطاعْ ***** ما حظ شاكٍ بلا سميعْ
وحظ شعرٍ إذا أطاعْ ***** يا ليته عاش لا يطيع

***

يضيع في لجة الزمنْ ***** مبدداً في الورى صداهْ
ولن ترى في الوجودِ مَنْ ***** يدري عذاب الذي تلاهْ!

***

يا أيها النهر بي حسدْ ***** لكل جارٍ عليك رفّ
أكُلُّ راجٍ كما يودْ ***** يروي ظماه ويرتشفْ

***

ومن حبيب إلى حبيبْ ***** ترنو حناناً وتبتسمْ
وكل غادٍ له نصيبْ ***** من مائك البارد الشبمْ

***

يا نهرُ روّيتَ كل ظامي ***** فراح ريّان إن يذُقْ
فكن رحيماً على أوامي ***** فلي فمٌ بات يحترقْ
***

يا نهر لي جذوة بجنبي ***** هادئة الجمرِ بالنهارْ
فإن دنا الليل برّحت بي ***** وساكن الليل كم أثارْ

***

وقفت حرّان في إِزائكْ ***** فهل ترى منك مسعدُ؟
وددت ألقي بها لمائكْ ***** لعلها فيك تبردُ

***

عالج لظاها فإن سكنْ ***** فرحمةٌ منك لا تحدْ
وإن عصت نارها فكن ***** قبراً لها آخر الأبدْ!

***

ترينيَ الهاجر الشتيتْ ***** وقربه ليس لي ببالْ
وكلّما خلتني نسيتْ ***** مَرَّ أمامي له خيالْ

***

تمر ذكرى وراء ذكرى ***** وكل ذكرى لها دموعْ
وتعبر المشجيات تترى ***** من كل ماضٍ بلا رجوعْ

***

ماضٍ وكم فيه من عثارْ ***** ومن عذابٍ قد انقضى
كم قلت لا يرفع الستارْ ***** ولا ادكارٌ لما مضى!

***

يا من أرى الآن نصب عيني ***** خياَله عطَّر النسمْ
بالله ما تبتغيه مني ***** ولم تدع لي سوى الألَمْ

***

في ذمة الله ما أضعتمْ ***** من مهجٍ أصبحت هباءْ
لم نجزكم بالذي صنعتمْ ***** إنَّا غفرنا لمن أساءْ

***

لا تحسبوا البرء قد ألَمّ ***** فلم يزل جرحنا جديدا
يخدعنا أنّه التأمْ ***** ولم يزل يخبأ الصديدا!

***

يا أيها الليل جئتٌ أبكي ***** وجئتُ أسلو وجئت أنسى
طال عذابي! وطال شكي ***** ومات قلبي، وما تأسَّى!

لوليكي
21/05/2012, 04:45 PM
*** الجمال الضنين ***



قلْ للبخيل إِذا ما عزَّ مشرعهُ: ***** يا مانع الماء عني كيف تمنعهُ

اغرَّ حسنك أن الخلدَ جدولُه ***** وأنّه من غريبِ السحرِ منبعهُ؟

با أيها الكوكب المحبوس في فلكٍ ***** مبددٌ مجده فيه مضيّعُه!

هيهاتَ يخلد حسنٌ لا يؤلهه ***** شعرٌ من النسق الأعلى ويرفعُه!

أنا شهيدك، والقلب الضحوك إِذا ***** أدميتَه، والمغنّي إِذ تقطّعُه

هل منك يوم رضىً ضنَّ الزمانُ به ***** أعيا خيالي وأضناني توقعُه؟!

كم بتُّ منتبهاً أصغي لخطوته ***** أراه في الوهم أحياناً وأسمعهُ!

وأنت في أُفق الأوهام طيف صبا ***** سما ودقَّ على الأفهام موضعهُ

كأنك النسمُ النشوانُ منطلقاً ***** أظل كالنفس الحيرانِ أتبعهْ

تعالَ وادنُ بيوم لا نحسُّ به ***** أجسادَنا. في صفاء لا نضيعهُ!

لكن أحسك تجري في صميم دمي ***** أنت الحياةُ، وأنت الكونُ أجمعُهُ!

لوليكي
21/05/2012, 05:49 PM
*** ليــــــــــــالي الأرق ***


- زيارة من حبيب يسأل : لماذا نلتقي هذه اللحظات الهاربة ما دمنا نفترق بعد ذلك!


**********


هل فــــي الـعـصـيـب الـمـدلـهـمْ ***** مـصــغٍ لـشــاكٍ لــــم يــنــمْ

سهـدٌ عـلـى سـهـدٍ وذكــرى ***** فــــوق ذكـــــرى تــزدحـــمْ

وحـنـيـن قــلــب لا يــثــوب ***** إلــــــى خـــيـــالٍ لا يـــلــــمْ

يـــا مـــن أحـــب وافــتــدي ***** ويــلــذُّ لــــي فــيــه الألـــــمْ

لـو كنـتَ تسمـع لاسترحـت ***** مـــــن الـشـكـايــةِ لـلـظــلــمْ

ان الـكـواكـبَ ضـقــنَ بـــي ***** ذرعـــــاً وآسـيــهــا ســئِـــمْ

ومـن العجائـبِ فـي الليـالـي ***** والــــحــــوادث تــســتــجــمْ

شكوى الحيارى فـي الحيـاة ***** إلــى حـيـارى فــي الـسـدمْ!

***

لمـنْ انتظـاري فـي الـظـلام ***** كـــأنَّ بـــي شــبــه الـلـمــمْ؟

وتـسـاؤلــي فــــي حــالـــكٍ ***** لا صــوت فـيـه ولا قـــدمْ؟

وعـــلام اصـغـائــي لــعــلَّ ***** خـطـاكِ هــذي عــن أَمـــمْ؟

ليـلِـي العشـيـة مـثــل لـيـلِـي ***** فـــي غـرامــكِ مــــن قــــدَمْ

يــا طالـمـا أدنـتــكِ أوهـــامٌ ***** كــــــــــواذبُ كــالـــحُـــلـــمْ

فلمحت صبحكِ فـي السـوادِ ***** وخلـتُ روحـكِ فــي النـسـمْ

وشفيتُ. وهمي من رضاكِ ***** ورُبَّ ذي يــــــأسٍ وَهَــــــمْ

ورويـتُ أذنـي مـن حديـثـكِ ***** وهـــــو مــعــبــود الــنــغــمْ

وحرقـت قلبـي مــن سـنـاكِ ***** عــلــى جــمــالٍ يـضـطــرمْ

كـفـراشـةٍ حـامــت عـلـيــكِ ***** وأيّ قــلـــبٍ لَـــــم يـــحُـــمْ!

***

لــك حـسـنُ نــوّار الخميـلـةِ ***** طُـــــلَّ صـبــحــاً فـابـتـســمْ

لـك نضـرةُ الفجـر الجمـيـل ***** عــلــى الــذوائــبِ والـقـمــمْ

لــك طلـعـةُ الـبـرء المـرجَّـى ***** بـعــد مسـتـعـصـى الـسـقــمْ

لــك كــل مــا أوفــى عـلــى ***** قــــدر الـنـهـايــة واسـتــتــمْ

فـــبـــأي قـــلــــبٍ أتـــقــــي ***** وبـــأي حـصــنٍ أعـتـصـمْ؟

***

يـــا زائـــراً عــجــلانَ لَــــمْ ***** يـطــلِ الـلـقــاءُ ولَــــمْ يــقــمْ

ودّعــتَ مــا أشـبـعـتَ لـــي ***** روحــي ولا نـظـري النـهِـمْ

ومضيـتَ عــن دنـيـا خـلَـتْ ***** وجــرت بنـعـمـى لَـــم تَـتِــمْ

لــم يـبـقَ مــن أثـــرِ الـلـقـاء ***** بـهــا ســـوى عــبــقٍ يــنــمْ

وسؤالِ دمعك حين يسألنـي ***** ومَـــــــن لـــــــي بـالــكــلــمْ

لِــمَ يـــا ألـيــفَ خـواطــري ***** غفـت العيـون ونـحـن لَــمْ؟!

وإِلامَ تـدفـعـنــا الــحـــوادث ***** فــــــي عُـــبـــابٍ يـلــتــطــمْ

دَفَـعـتْ بمركبـنـا المـقـاديـرُ ***** الــخـــفـــيـــةُ والـــقِــــســــمْ

خَرَجَـتْ ومـا تـدري الغَـداة ***** بــــأي صــخـــرٍ تـرتَــطٍــمْ

بـدَأتْ عَـلَـى ريــح الـرضـا ***** والله يــــــدري الـمـخـتـتــمْ!

لوليكي
21/05/2012, 05:53 PM
*** صخرة الملتقى ***


مناسبة القصيدة:

- هذا النص وليد تجربة شعرية ذاتية حيث جلس ناجى على صخرة بين النيل وجزيرة رملية ، انحسر عنها الماء بعد موسم الفيضان عند مدينة المنصورة سنة 1928 .. وطافت برأسه ذكريات حب قديم حيث كان يلتقي هنا بمحبوبته فتأثر حين تذكر هذا الماضي ، فتحرك وجدانه وعبر عن مشاعره الصادقة بهذه القصيدة.



**********


سألتكِ يا صخرةَ الملتقى ***** متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!

فيا صخرةً جمعت مهجتين ***** أفاءا إلي حسنها المنتقي!

إذا الدهر لَجَّ بأقداره ***** أجَدَّا علي ظهرها الموثقا

قرأنا علَيْكِ كتاب الحياةِ ***** وفضَّ الهوى سرها المغلقا

نرى الشمس ذائبة في العباب ***** وننتظر البدر في المرتقى

إذا نشر الغربُ أثوابَه ***** وأطلق في النفس ما أطلقا

نقول هل الشمس قد خضبته ***** وخلًّت به دمها المهرقا

أم الغرب كالقلب دامي الجراح ***** له طلبةٌ عزّ أن تلحقا

فيا صورة في نواحي السحاب ***** رأينا بها همَّنا المغرِقا

لنا الله من صورةٍ في الضمير ***** يرَاهَا الفتي كلما أطرْقا!

يرى صورة الجُرحْ طيَّ الفؤاد ***** مازال ملتهباً محرقا

ويأبى الوفاء عليه إندمالاً ***** ويأبى التًّذكُّر أن يشفقا!

ويا صخرةَ العهد أبتُ أليكِ ***** وقد مُزَّق الشمَّل ما مزقا

أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ ***** والشيبُ ما كللَّ المفرِقا

شكا أسره في حبال الهوى ***** وود علي الله أن يُعتقا

فلمّا قضى الحظ فك الأسير ***** حنَّ إلي أسره مطلقا

لوليكي
22/05/2012, 09:40 AM
((( شرح أبيات قصيدة صخرة الملتقى 1 )))



* التجربة الشعرية :

أحب الشاعر في مطلع شبابه ثم أذن الدهر بفراق الأحباب ، ومضى به قطار العمر ، وعاد الشاعر إلى الصخرة التي شهدت ميلاد الحب وعهد الوفاء - وقد شاب شعره وشاخ قلبه يستعيد الذكريات فكانت قصيدة ( صخرة الملتقى )
ما نوع التجربة ؟ ذاتية وخاصة واقعية تمثل الحزن.

* البطاقة الأدبية :

الفن الشعري : الشعر الغنائي
اللون الأدبي : الشعر الوجداني
المدرسة : أبوللو رومانسية النزعة
التجربة : ذاتية
الغرض : الغزل العفيف
الوجدان : مزاج من الألم والحسرة وهي واضحة عميقة فيها تحليل وترتيب
الفكر : يدور حول تذكر عهود التلاقي 1*12 وعودة متجددة أو الألم المتجدد 13-16
الصياغة : الألفاظ رقيقة عذبة موحية رشيقة خفيفة الوقع حريرية الملمس مصورة للمعنى سهلة التراكيب ، الأساليب متنوعة بين الخبر والإنشاء المحسنات قليلة غير متكلفة .
الخيال : كلي وجزئي
الموسيقى : ظاهرة وخفية
الصور البلاغية : صوت يسمع ولون يرى وحركة تحس - الاستعارة ، الكناية ، التشبيه والمجاز المرسل
الشعر الغنائي : يعبر فيه الشاعر عن ذاته وبيئته ويلتزم وحدة الوزن والقافية ،والقصيدة مرتبطة بتجارب شاعر .

**********


(1) سألتكِ يا صخرةَ الملتقى ***** متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!


المعنى :

- إني سألتك يا صخرة الالتقاء: متى يلم الزمن الشمل ويجمع من فرقهم من الأحباب ؟

التعبير :

سألتك : توحي بالإلحاح والحاجة والأسى
يا صخرة الملتقى : أسلوب إنشائي نداء غرضه التمني ويوحي بالحسرة والإضافة أفادت قوة العلاقة واعتزاز الشاعر بذكرياته
متى يجمع الدهر ما فرقا : أسلوب إنشائي استفهام غرضه التمني .
وبين يجمع وفرقا : طباق محسن بديعي أثره يلفت الذهن ويبرز أثر الزمان في التفريق ويوحي بالألم
بين الملتقا وفرقا : تصريع : اتفاق قافيتي البيت . يحدث موسيقا ظاهرة تطرب الأذن وتعين على فهم المعنى .

التصوير :

سألتك يا صخرة الملتقى : استعارة مكنية ، حيث شبه الصخرة بإنسان وحذفه ودل عليه في الخطاب والنداء أفادت التشخيص وتوحي بالآسي والحسرة .
متى يجمع الدهر ما فرقا ؟ استعارة مكنية ، حيث شبه الدهر بإنسان ، وحذفه ودل عليه في (تجميع وفرقا )
أفادت التشخيص ، وتوحي بأثر الدهر في تفريق الأحباب .


(2) فيا صخرةً جمعت مهجتين ***** أفاءا إلي حسنها المنتقي!


مهجتين : مثنى مهجة والمهجة هي مجتمع الدم في القلب والمقصود الروح والجمع مُهج.

المعنى :

-أيتها الصخرة العظيمة التي جمعت بين قلبين حبيبين طالما رجعا إلى جمالها المختار واجتمعا على ظهرها.

التعبير:

يا صخرة جمعت بين مهجتين: توحي بأثر الصخرة في تأكيد الحب.
يا صخرة جمعت أفاءا إلى حسنها المنتقى : أسلوب خبري غرضه إظهار الحسرة من الخطاب إلى الغيبة : أسلوب التفاف.

التصوير:

يا صخرة جمعت : استعارة مكنية أفادت تشخيص الصخرة
مهجتين : مجاز مرسل عن الحبيبين علاقته الجزئية


(3) إذا الدهر لَجَّ بأقداره ***** أجَدَّا علي ظهرها الموثقا


ملحوظة :

- (الدهر فاعل، وأي اسم يقع بعد إذا يقع فاعل مرفوع لفعل محذوف يقدر من السياق).

الدهر : الزمن
لج : عاد وأصر
أجد على ظهرها : على ظهر الصخرة
الموثقا : العهد والميثاق ، والجمع مواثيق .

المعنى :

-إذا الدهر وجه عناده وسلط أقداره للتفريق بين الحبيبين - جددا عهد الوفاء على ظهر الصخرة.

التعبير :

إذا : دقيقة في موضعها تؤكد على عناد الدهر ومحاولاته المستمرة للتفريق
الدهر : يوحي بقسوة الدهر ( الزمن )
أجد على ظهرها الموثقا: يقرر قوة الصلة وتحدي الدهر والأقدار والإصرار على الحب
الموثقا : تفيد قوة الصلة
على ظهرها:تقدم الجار والمجرور ويفيد الاهتمام بالمقدم(قصر)
أفاء إلى حسنها المنتقى
أجد على ظهرها الموثقا:حسن تقسيم في شطرين متعاقبين في بيتين متعاقبين أثره يحدث موسيقى ظاهرة
مقابلة بين شطري البيت تبرز عناد الدهر وإصرار الحبيبين
أسلوب البيت خبري غرضه إظهار شكوى الدهر وتحديه .

التصوير :

الدهر لــج:استعارة مكنية ، حيث شبه الدهر بإنسان ، وحذفه ودل عليه في ( لج ) أفادت التشخيص وتوحي بقسوة الدهر .


( 4 ) قرأنا علَيْكِ كتاب الحياةِ ***** وفضَّ الهوى سرها المغلقا


فض : فتح
الهوى : الحب ، والجمع: أهواء

المعنى :

-قد عرفنا الحياة من خلال قصة الحب الذي فتح المغلق وكشف الأسرار .

التعبير :

أسلوب البيت خبري غرضه التقرير وإظهار أثر الحب في فهم الحياة
عليك : تقديم الجار والمجرور على المفعول به للاهتمام بالمقدم
كتاب الحياة :أفاد تعظيم الحب .
بين فض وسرها المغلقا : طباق يلفت الذهن ، ويبرر أثر الهوى كشف الأسرار .

التصوير :

كتاب الحياة : تشبيه بليغ حيث شبه الحياة بكتاب أفاد تعظيم قصة الحب أو كناية عن قصة الحب
فض الهوى سرها المغلقا :استعارة مكنية ، حيث شبه الهوى بإنسان ، والسر بباب وحذف كلاهما ودل عليه في فض أفادت تشخيص الهوى وتجسيم السر .


(5) نرى الشمس ذائبة في العباب ***** وننتظر البدر في المرتقى


العبـاب : موج البحر أو النهر
البدر : القمر في اكتماله
المرتقى : الطلوع والمطلع

المعنى :

- كنا نشاهد الشمس عند الغروب تذوب أشعتها في موج النهر ، ونترقب مطلع القمر حين يعم الظلام.

التعبير :

ذائبة : توحي بالاندماج والامتزاج
نرى وننتظر : المضارع يفيد التجديد والاستمرار بين الشمس والبدر ( شمس النهار وبدر السماء ) طباق ، والبدر : توحي بالأمل والجمال .

التصـوير :

نرى الشمس ذائبة : استعارة مكنية ، حيث شبه الشمس بذهب وحذفه ، ودل عليه في (ذائبة )أفادت توضيح المعنى .
ننتظر البدر : استعارة مكنية أفادت تشخيص البدر وتوحي بالخوف .


(6) إذا نشر الغربُ أثوابَه ***** وأطلق في النفس ما أطلقا


الغرب : الغروب X الشروق
أثوابه : المراد ظلامه

المعنى :

-إذا أرخى الغروب أستاره عم الظلام وأطلق في النفس كثيرا من الخواطر المخيفة .

التعبير:

إذا: تفيد التوكيد على انتشار الظلام
في النفس : تقديم الجار والمجرور أفاد الاهتمام
ما أطلقا : حذف المفعول به يفيد العموم والشمول .

التصوير:

نشر الغرب أثوابه : صورة استعارة مكنية حيث شبه الغرب ( الغروب ) بإنسان وحذفه ودل عليه في ( نشر أثوابه ) أفادت التشخيص - وأطلق ترشيح يمد الصورة .
أثوابه : استعارة تصريحية ، حيث شبه الظلام بأثواب ، وحذف المشبه
أطلق في النفس ما أطلقا : كناية عن شدة التأثر


(7) نقول هل الشمس قد خضبته ***** وخلًّت به دمها المهرقا


خضبته :لونته وصبغته بلون الخضاب : الحناء
خلت : تركت
المهرقا :المراق
دمها المراق :المراد اللون الأحمر ، لون الشفق

المعنى :

- نسأل هل الشمس لونت موج النهر ومنحته دمها المراق .

التعبير :

هل الشمس ...البيت أسلوب إنشائي ، استفهام غرضه التعجب
قد خضبته ...توكيد على شدة التأثر والخوف والفزع
دمها المهرقا : توحي بشدة الخوف والفزع ، الشمس قد خضبته ودمها.

التصوير :

استعارة مكنية حيث شبه الشمس بفتاة وحذفها ودل عليها في ( خضبته )
ورشحها في ( دمها )
أفادت التشخيص وتوحي بالألم والكآبة والفزع .
دمها : استعارة تصريحية حيث شبه حمرة الشمس بدم وحذف المشبه وتوحي بالفرع والأسى.


( 8 ) أم الغرب كالقلب دامي الجراح ***** له طلبةٌ عزّ أن تلحقا


الغـرب : الغـروب :
دامي الجراح : جراح القلب يسيل منها الدم
طلبة : طلب
تلحقا : تدرك
عز : صعب ، شق ، قل

المعــنى :

أم أن هذا الغروب بمثابة القلب الجريح ينزف دما يبحث جاهداً عن أمر أو هدف صعب التحقيق ؟

التعبير :

البيت أسلوب إنشائي ، استفهام غرضه التعجب من منظر الغروب
الغرب : توحي بالانقباض
دامي الجراح : يوحي بالتمزق والتألم
له طلبة : تقديم
أم : حرف عطف يفيد أحد الشيئين

التصوير :

الغرب كالقلب دامي الجراح: تشبيه ، حيث شبه الغرب أو القلب بإنسان ، وحذفه دل عليه في له - أفادت التشخيص .


(9) فيا صورة في نواحي السحاب ***** رأينا بها همَّنا المغرِقا


نواحي : جوانب، المفرد: ناحية
همنا : حزننا

المعنى :

-أيتها الصورة المائلة على جوانب السحاب التي نراها مرآة همنا بما تجمع من حمرة الجرح وسواد الكآبة .

التعبير :

يا صورة : أسلوب إنشائي ، نداء غرضه التحسر
ونواحي السحاب : يفيد انتشارها
رأينـا : ماض يفيد التقرير ويوحي بشدة التأثر من الصورة المفزعة التي تجمع بين الحمرة والسواد.

التصوير :

فيما صورة : استعارة مكنية أفاد تشخيص الصورة بالنداء وتوحي بالخوف .
رأينا بها همنا المفرقا : تشبيه حيث شبه الصورة بما تجمع من حمرة وسواد بالهم المفرق أو العكس .
همنا المغرق: استعارة مكنية أفادت تجسيم الهم وتوحي بشدة .


(10) لنا الله من صورةٍ في الضمير ***** يرَاهَا الفتي كلما أطرْقا!


الضمير : المراد النفس
والفتى : المراد الشاعر
أطرق : سكت والمراد أغمض عينيه وتأمل داخله .

المعنى :


-لنا الله ( ندعوه ) على ما نحن فيه من ألم وحزن وما يحتاج قلوبنـا من صور الهم التنكر كلما خلونا إلى أنفسنـا .

التعبير :

لنا الله : تقديم الخبر على المبتدأ أفاد التخصيص والتوكيد . وهو أسلوب خبري لفظا، إنشائي معنى : غرضه الدعاء صورة رآها - توحي بالوضوح والصدق .

التصوير :

صورة في الضمير رآها الفتى : استعارة مكنية ، حيث شبه الضمير بمرآة وحذفها ودل عليها في ( رآها ) توحي بالألم .



(11)يرى صورة الجُرحْ طيَّ الفؤاد ***** مازال ملتهباً محرقا


طي الفؤاد :داخل الفؤاد ، وجمع فؤاد : أفئدة .
محرقا : مؤلمـاً

المعنى :

- يرى الفتى ما في القلب من آلام مكتومة وجراح مطوية ما زالت ملتهبة.

التعبير :

يرى : مضارع يفيد التجدد و الاستمرار لصورة الجرح كما يفيد التأثر
طي الفؤاد : يفيد عمق الجرح وصدق الشعور ، وكتمانه
مازال : يفيد استمرار الجرح الملتهب
ملتهباً محروقا :محروقا بعد ملتهباً يفيد عدم نسيان الذكرى ويؤكد على شدة الألم
ويرى وطي : طباق يلفت الذهن ويبرز المعنى .
البيت أسلوب خبري ، وغرضه إظهار الألم والحسرة .

التصوير :

الجرح طي الفؤاد : استعارة مكنية ، حيث شبه الفـؤاد بثوب أو كتاب ، وحذفه ودل عليه في ( طي ) ، أفادت توضيح المعنى شدة الألم وكتمانه .
مازال ملتهباً محرقاً :استعارة مكنية ، شبه صورة الجرح بنار وحذفها ودل عليها في ( ملتهبا حرقاً ) . أفادت تجسيم الألم وتوحي باستمراره وشدة تأثره وعذابه
الجرح :استعارة تصريحية حيث شبه ألام الحب والفراق بجرح وحذف المشبه وتوحي بالألم.



(12)ويأبى الوفاء عليه إندمالاً ***** ويأبى التًّذكُّر أن يشفقا!


يأبى : يمتنع . يرفض
اندمالاً : التئام وشفاء
ويشفقا : يعطف

المعنى :

- ويرفض وفاؤه للذكرى أن يلتئم الجرح ويمنع تذكره الرحمة أي أن وفاءه تذكره تمنعان شفاء الجرح وتلحان عليه دون رحمة به .

التعبير:

تكرار يأبى : يؤكد على إصراره على الوفاء ، والوفاء والتذكر : توحيان بسمو أخلاق الشاعر وإخلاصه في حبه .
اندمالا : التنكير للتعميم .

التصوير :

يأبى الوفاء عليه : استعارة مكنية أفادت تشخيص الوفاء وتوحي بشدة الحب
يأبى التذكر أن يشفقا : استعارة مكنية أفادت تشخيص التذكر ، توحي بالقسوة قسوة الذكريات.


(13)ويا صخرةَ العهد أبتُ أليكِ ***** وقد مُزَّق الشمَّل ما مزقا


العـهد : الميـثاق والجمع عهود
أبت : عدت ورجعت
مزق الشمل : فرق الجمع

المعنى :

يا صخرة العهد ، عدت إليك بعد أن تفرق الصحاب وتمزق الجمع.

التعبير :

يا صخرة العهد : أسلوب إنشائي نداء غرضه التحسر
صخرة العهد : تعبير جديد
أبت إليك : توحي بالوفاء وشدة التعلق .
وقد مزق الشمل ما مزقا : توكيد على شدة الألم ، بناء الفعل للمجهول يفيد تهويل المأساة والتعبير يثير القلق لأن حرف الميم تكرر بين ( فرق و الشمل ) طباق .

التصوير :

يا صخرة العهد - أبيت إليك : استعارة مكنية أفادت تشخيص الصخرة بالنداء والخطاب بالنداء وتوحي بشدة الصلة وشدة التعلق لأنها شهدت بداية الحب .
وقد مزق الشمل ما مزقا: كناية عن الفراق
مزق الشمل : استعارة مكنية أفادت تجسيم الشمل وتوحي بالأسى .



(14) أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ ***** والشيبُ ما كللَّ المفرِقا



مشيب : شيب
الفؤاد : القلب ، والجمع أفئدة
كلل : توج
المفرق : مفرق الشعر والجمع مفارق والمراد الرأس .

المعنى :

عدت إليك وقد تقدم بي السن وظهر الشيب في شعري كما شاخ قلبي شهيد الحب
التعبير :
الأسلوب خبري غرضه إظهار ألمه وحسرته
مشيب والشيب يفيدان كبر السن ويوحيان بالأسى
كلل : توحي بوضوح الشيب وتقريره
أريك : مضارع يفيد التجدد والاستمرار
الشهيد : توحي بسمو الهدف وطهارة الحب .

التصوير :

أريك : تشخيص للصخرة بالخطاب ، استعارة مكنية .
مشيب الفؤاد والشهيد :استعارة مكنية حيث شبه الفؤاد بشخص وحذفه ودل علـيه في(مشيب والشهيد) أفادت التشخيص وتوحي بكبره وطهارة حبه .
الشيب ما كلل المفرقا : استعارة مكنية ، حيث شبه الشيب بإكليل وحذفه ودل عليه في (كلل).
المفرق : مجاز مرسل عن الرأس / علاقته الجزئية .



(15) شكا أسره في حبال الهوى ***** وود علي الله أن يُعتقا


أسره : قيده
الهوى : الحب والجمع أهواء
ود: أراد وتمنى
يعتق : يفك أسره يحرره

التعبير :

جئت إليك وقد شكا قلبي أسره في قيود الحب وتمنى أن يفك قيده ويتحرر من أسره .
شكا : ما من يقرر الشكوى ويوحي بالألم
ود : توحي بالرغبة في التحرر
أسره في حبال الهوى : يفيد شدة الحب
يعتقا : يفيد شدة خضوعه للحب وسيطرته عليه بين ( أسره ويعتقا ) طباق .

التصوير :

شكا أسره : استعارة مكنية ، حيث شـبه الفؤاد بإنسان ، وحذفه ودل عليه في شكا - ورشحه ( في ود ، ويعتقا ) أفادت التشخيص وتوحي بالأمل في الحرية والرغبة في الانطلاق
حبال الهوى : تشبيه بليغ ، حيث شبه الهوى بحبال تجسيم يوحي بسيطرة الحب عليه .



(16) فلمّا قضى الحظ فك الأسير ***** حنَّ إلي أسره مطلقا


قضى : حكم وأراد
الحظ : النصيب والقسمة والجمع حظوظ
حن : مال واشتاق ،
أسره : قيده وحبسه .

المعنى :

فلمـا استجاب الله الدعاء والتمني وحكم بفك القيد اشتاق إلى الأسر من جديد بإرادته .

التعبير :

أسلوب البيت خبري غرضه إظهار رضاه بعذاب الحب وتمسكه به وإصراره عليه
قضى : فك
حن : ماض للتقرير وترتيب يفيد دقة الشاعر ، حن : توحي بسيطرة حبه عليه واستمتاعه بعذابه .
بين (فك وأسر ) طباق . محسن بديعي . يلفت الذهن ويبرز المعنى وهو الرغبة في الحب والإصرار عليه .

التصوير :

قضى الحظ فك الأسير : استعارة مكنية ، حيث شبه الحظ بحاكم أو قاض كما شبه القلب بإنسان ، وحذف كلا ودل عليه في ( قضى وفك ) و ( حـن ) أفاد تشخيص الحظ والقلب( الفـؤاد ) توحي بالتحرر
حن إلى أسره : كناية عن شدة الحب والرضا بعذابه .



***المصدر***:

منتدى طريق العلم (http://go.3roos.com/ayl2b0xgm8i)

لوليكي
22/05/2012, 06:32 PM
((( شرح أبيات قصيدة صخرة الملتقى 2 )))


1- سألتكِ يا صخرةَ الملتقى ***** متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!


اللغويـات :

الملتقى : مكان اللقاء × المفترق - يجمع : يوحد ويربط × يفرق .

الشرح :

- يخاطب الشاعر إلى الصخرة التي التقى عليها بحبيبته متمنيًا أن يجمع الله شملهما الضائع مرة أخرى بعدما فرقه الدهر .

-بدأ الشاعر القصيدة بقوله (سألتك)؟ لأنه يعيش لحظة اضطراب وحيرة ، والحائر يحتاج إلى الإجابة عن سؤاله ؛ حتى يدفع عن النفس حيرتها .

التذوق :

* [سألتك يا صخرة الملتقى] : استعارة مكنية ، تصور الصخرة إنسانا فيناديها ويسألها ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بالتجاوب و الاندماج مع الطبيعة .

* [يا صخرة] : أسلوب إنشائي/ نداء للتمني (تمني سماعه).

* [متى يجمع الدهر؟] : أسلوب إنشائي/ استفهام للتمني والتحسر على ما فات من الذكريات .

* [يجمع الدهر ما فرّق] : استعارة مكنية ، تصور الدهر إنسانا يجمع ويفرق، وفيها تشخيص وإيحاء بألم الفراق .

* [يجمع - فرّق] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .

* [الملتقى - فرّقا] : محسن بديعي / تصريع ، يعطي جرساً موسيقياً.


2- فيا صخرةً جمعت مهجتين ***** أفاءا إلي حسنها المنتقي!


اللغويات:

* مهجتين : مثنى مهجة وهي دم القلب، أو الروح ج مُهَج ، والمراد الحبيبان - أفاءا : رجعا × رحلا ، مادتها (فيئ) - حسنها : جمالها × قبحها ج محاسن - المنتقى : المختار .

الشرح:

فإنك أيتها الصخرة مكان اللقاء المختار الجميل الذي شهد مولد الحب بين قلبين .

التذوق :

* [يا صخرة] : استعارة مكنية ، تصور الصخرة إنسانا ينادى و فيها تشخيص.
* [يا صخرة] : أسلوب إنشائي / نداء للتحسر والتمني .
* [مهجتين] : مجاز مرسل عن الحبيبين علاقته : الجزئية ، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
* [جمعت مهجتين] : استعارة مكنية ، تصور الصخرة بإنسان يجمع الحبيبين .
* [حسنها المنتقى] : استعارة مكنية ، تصور الحسن بشيء مادي ينتقى ويختار ، وهي تدل على جمال المكان .

_في هذا البيت التفات من الخطاب (يا صخرة) إلى الغيبة في (جمعت) ، وهو يحرك الذهن .


3- إذا الدهر لَجَّ بأقداره ***** أجَدَّا علي ظهرها الموثقا


اللغويـات :

لج : ألحّ ، تمادى ، والمقصود بـ (الدَّهْرُ لَجَّ بأقدارِهِ) : استمرت آلامه ومصائبه - أجدا : جددا - على ظهرها : على ظهر الصخرة - الموثقا : العهد ج مواثق .

الشرح :

وكلما تمادى الدهر بمصائبه وفرقت بينهما الأقدار ؛ عادا إليها وجددا على سطحها عهود الحب ومواثيق الوفاء.

التذوق :

* [إذا] : تفيد الثبوت والتحقق وتوحي بأنه لا مفر من تجديد العهود كلما فرّق الدهر بينهما.
* [الدهر لجّ بأقداره] : استعارة مكنية ، فيها تصوير للدهر بإنسان يعاند الحبيبين ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بقوة الدهر و قسوته الشديدة .
* [لجّ] : توحي بقسوة الدهر عليه و بالمصائب.
* [الأقدار] : التعبير بالجمع يوحي بتعدد النكبات .
* [أجدا على ظهرها الموثقا] : كناية عن شدة وقوة عهود المحبة بين القلبين .
* بين شطري البيت محسن بديعي / المقابلة حيث يفرق الدهر بينهما، ويقومان هما بجمع الشمل وتجديد العهد، وسر جمالها توضيح المعاني بالتضاد.
* أسلوب البيت خبري، وغرضه شكوى الدهر والحرص على الوفاء.


4- قرأنا علَيْكِ كتاب الحياةِ ***** وفضَّ الهوى سرها المغلقا


اللغويـات :

قرأنا عليك: عرفنا على سطحك - كتابالحياة :خبرات الحياة وتجاربها ، أو قصة حبنا - فض : فتح × أغلق - الهوى : الحب

الشرح :

فعلى سطحك تعرفنا على الكثير من أحداث الحياة ، وأسرارها وذلك بالحب الصادق فبالحب تفتحت أسرار الحياة أمامنا وبالحب عرفنا سر السعادة .

التذوق :

* [قرأنا عليك كتاب الحياة] : استعارة مكنية ، تصور الصخرة بإنسان يقرأ عليه .
* [كتاب الحياة] : تشبيه بليغ للحياة بكتاب يقرأ وفيه تجسيم .
* [قرأنا - كتاب] : محسن بديعي / مراعاة النظير .
* مراعاة النظير:هو ذكر الشيء وما يتصل به في المعنى من غير تضاد وذلك لتوضيح المعنى وتوكيده .
* [فضّ الهوى سرّها] : استعارة مكنية ، تصور الهوى إنسانا يفض ويكشف، وسر جمالها التشخيص، كما تجسم السر وتصوره بابا يفتح بعد أن كان مغلقاً .
* [فضّ - المغلق] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
نقد : يعاب على الشاعر وصف (سرّها) بـ(المغلق) ؛ لأن السر دائماً مغلقاً و مجهولاً ، وقد أتى بها الشاعر للقافية ؛ لأنها لم تضف جديداً للمعنى .
آثر الشاعر الفعل الماضي (قرأنا - فض الهوى) في البيت ؛ لإفادة التقرير وحكاية الماضي .
* أسلوب البيت خبري , لتقرير الذكريات الماضية.


5- نرى الشمس ذائبة في العباب ***** وننتظر البدر في المرتقى


اللغويـات :

العباب : الموج ، النهر والمراد ماء النهر حول الجزيرة - البدر : القمر عند التمام ج بدور ، أبدار - المرتقى : الطلوع والارتفاع .

الشرح :

يصف الشاعر الغروب قائلاً : طالما راقبنا الشمس وهي تذوب في انحدارها
نحو الغروب في أمواج النهر وارتقبنا مطلع البدر حتى ينير لنا حياتنا .

التذوق :

* [نرى الشمس ذائبة في العباب] : استعارة مكنية ، تصور الشمس بشيء مادي يذوب في الماء ، وسر جمالها التوضيح .
* [نرى الشمس ذائبة في العباب] : كناية عن منظر الغروب .
* [ننتظر البدر ] : استعارة مكنية ، تصور البدر بضيف عزيز ينتظر .
* [الشّمس - البدر] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .

- آثر الشاعر الفعل المضارع في هذا البيت (نرى الشمس - ننتظر البدر) ؛ للدلالة على التجدد والحدوث واستحضار الصورة.


6- إذا نشر الغربُ أثوابَه ***** وأطلق في النفس ما أطلقا


اللغويـات :

نشر :أرسل - الغرب : الغروب - أثوابه : أشعته ، والمقصود بداية ظلامه - أطلق في النفس ما أطلق : أثار في النفس كثيراً من الخواطر .

الشرح :

فإذا نشر الغروب أستاره السوداء في الكون وانبعثت مع لونه الخواطر الحزينة والهواجس .

التذوق :

* [نشر الغرب أثوابه] : استعارة مكنية ، تصور الغروب إنسانا له أثواب من الظلام ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بانتشار الظلمة .
* [نشر الغرب أثوابه] : كناية عن حلولالظلام .
* [أثوابه] : استعارة تصريحية ، تصور الظلام بالأثواب .
* [أطلق في النفس ما أطلقا] : تعبير يدل على كثرة الهموم والخواطر التي تنتاب النفس في الليل الموحش
* [وأطلق في النفس ما أطلقا] : إيجاز بحذف المفعول به من الفعل الأخير لإفادة العموم، فهو أجمل من (أطلق في النفس مشاعر كثيرة).


7- نقول هل الشمس قد خضبته ***** وخلًّت به دمها المهرقا


اللغويـات :

خضبته : لونته وزينته بالخضاب وهو الحناء - خلّت : تركت - المهرق : المراق ، المسفوك،المتدفق ، والمقصود بـ (دَمَها المُهْرَقا) : شعاعها الأحمر.

الشرح :

نتساءل في حيرة : هل هذا الغروب قد تلون بلون الشمس أم أن الشمس قد تركت أشعتها الحمراء عليه فلونته بلون دمها المسفوك .

التذوق :

* [الشمس خضبته] : استعارة مكنية ، تصور الشمس إنسانا يخضِب(يزين).
* [خضبته] : ضمير (الهاء) العائد على الغروب استعارة مكنية ، تصور الغروب بعروس تُخضَب(تزيَن).
* [هل الشمس خضبته؟ وخلّت به دمها؟] : كل منهما أسلوب إنشائي/ استفهام للتعجب
* [دمها] : استعارة مكنية ، تصور الشمس إنسانا جريحا سال دمه على الأفق، وفيهما تشخيص وإيحاء بالفزع.. ويجوز أن تكون استعارة تصريحية ، تصور أشعة الشمس بالدم ، حيث حذفنا المشبه (أشعة الشمس) ، وصرحنا بالمشبه به (دمها) .

***نقد : يعاب على الشاعر لفظ(خلت) ؛ لأن فيه إيحاء بالعامية من كثرة استخدامها على ألسنة العامة ، والأفضل منها كلمة (أبقت) .


8- أم الغرب كالقلب دامي الجراح ***** له طلبةٌ عزّ أن تلحقا


اللغويات :

الغرب : أي وقت الغروب - طلبة : مطلب - عز : صعب وشق × سهل - تلحق : تدرك .

الشرح :

أم أن هذا الغروب كالقلب الجريح المعذب الذي ينزف دمأ ؛لأنه لم يستطيع الوصول إلى هدفه .

التذوق :
* [ أم الغرب..؟ ] : أسلوب إنشائي/ استفهام للتعجب.
* [الغرب كالقلب] : تشبيه للغرب الذي انتشر فيه الشفق بالقلب ودماؤه تنزف .
* [القلب دامي الجراح] : استعارة مكنية ، تصور القلب بإنسان ينزف دماً، وفيها توضيح وإيحاء بالفزع من الليل . وهي صورة ممتدة ومتداخلة حيث تكرر فيها طرف (القلب كمشبه مرة وكمشبه به مرة أخرى)في صورتين مختلفتين .
* [له طلبة عزّ أن تلحقا] : كناية عن عذاب الفراق .

- رسم الشاعر لوحة فنية (صورة كلية) في الأبيات من (5-8) لمشهد الغروب حيث تسقط الشمس أشعتها على الأمواج والشفق الأحمر يظهر في الفضاء كالدم المراق من قلب الجريح .
أجزاء الصورة(عناصرها) :

(الشمس - البدر - الغرب - دمها - الجراح).

- خطوط الصورة(أطرافها) وتتمثل في :

- الصوت ويسمع في: (العباب - أطلق - نقول)،
- واللون ويرى في: (الشمس - البدر - الغرب - أثوابه - خضبته - دمها - الجراح)،
- والحركة وتحس في: (ذائبة - نشر - خضبته - المهرقا) .
وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ لأنها اجتمعت لها الأجزاء و تآلفت فيها الأطراف ، واستطاعت أن توضح الفكرة و تنقل الإحساس .


9- فيا صورة في نواحي السحاب ***** رأينا بها همَّنا المغرِقا


اللغويـات :

نواحي : جوانب م ناحية - همنا : حزننا - المغرق : المراد الكثير المجاوز للحد

الشرح :

يناجي الشاعر السحاب الأحمر قائلاً : أيتها الصورة المرسومة في الأفق ، تجمع سواد الغيوم وحمرة الشفق ، إنك صورة من حزننا العميق الذي يغرق نفوسنا ويمزج كآبته بجراح قلوبنا.

التذوق :

* [فيا صورة في نواحي السحاب] : استعارة مكنية ، تصور الصورة بإنسان ، وفيها تشخيص.
* [يا صورة] : أسلوب إنشائي/ نداء للتحسر .
* [رأينا همّنا المغرقا] : استعارة مكنية ، تصور الهم بشيء مادي يرى ، فيها تجسيم .
* [همّنا المغرقا] : استعارة مكنية ، تصور الهم بالبحر المغرق ، فيها تجسيم ، وتوحي بسيطرة الهموم .


10- لنا الله من صورةٍ في الضمير ***** يرَاهَا الفتي كلما أطرْقا!


اللغويـات :

الضميرِ: أي النفس ج ضمائر - الفتى : أي نفسه ج فتيان ، فتية - أطرق : خفض رأسه، صمت ، والمراد أغمض عينيه وتأمل داخله

الشرح :

ويتعجب من هذه الصورة الحزينة التي تعيش في ضميره وتسيطر على فكره كلما خلا بنفسه وعاودته الذكريات ، ويطلب من الله - عز وجل - العون على أحزانه وهمومه.

التذوق :

*[لنا الله] : أسلوب قصر بتقديم الخبر شبه الجملة على المبتدأ المعرفة أي (ليس لنا معين إلا الله) ..كما أنه أسلوب خبري لفظا إنشائي معنى للدعاء .
* [صورة في الضمير يراها الفتى] : استعارة مكنية ، تصور الضمير مرآة يرى فيها صورة الطبيعة التي اختلط فيها السواد بالحمرة .
* [يراها الفتىكلما أطرقا] : كناية عن ملازمة الأحزان له.


11- يرى صورة الجُرحْ طيَّ الفؤاد ***** مازال ملتهباً محرقا


اللغويـات :

طي: داخل ج أطواء - الفؤاد : القلب ج أفئدة - محرقا : مؤلما .

الشرح :

يقول الشاعر عن جراح قلبه : طوينا عليها الأفئدة الملتهبة التي ترفض الشفاء من نيران الحب ؛ لتظل وفية لعهودها.

التذوق :

* [يرى صورة الجرح طي الفؤاد] : استعارة مكنية ، تصور الفؤاد ثوبا مطويا على ألم الحب، وفيها توضيح، وإيحاء بكتمان الألم .
* [الجرح] : استعارة تصريحية ، تصور آلام الشوق بالجرح .
* [الجرح مازال ملتهبا محرقا] : استعارة مكنية ، تصور الجرح نارا محرقة، وفيها تجسيم وإيحاء بشدة العذاب ، ومحرقاً ترشيح للصورة .
( تذكر : الترشيح : هو إتباع الصورة بصفة من صفات المشبه به . )
* [يرى - طي] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
* أسلوب البيت خبري للتحسر .


12- ويأبى الوفاء عليه إندمالاً ***** ويأبى التًّذكُّر أن يشفقا!


اللغويـات :

يأبى : يمتنع ويرفض× يوافق ، يقبل - اندمالا : التئاما وشفاء من الحب - يشفق : يعطف × يقسو .

الشرح :

فهذه القلوب تأبى الالتئام وترفض الشفاء تأكيداً لمبدأ الوفاء للذكرى بينما الذكريات تلح بقسوتها وتزيدها نزفًا والتهابًا وتعذبه دون رحمة أو شفقة.

التذوق :

* [يأبى الوفاء عليه اندمالا] : استعارة مكنية ، تصور الوفاء إنسانا يأبى ، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بشدة الحب
* [يأبى التذكر أن يشفقا] : استعارة مكنية ، تصور التذكر إنسانا قاسيا يأبى الرحمة والإشفاق ، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بقسوة الذكريات .
* [اندمالا] : نكرة للعموم والشمول
* [يرى ـ يأبى ـ يشفق] : الإكثار من الفعل المضارع في هذا البيت للتجدد والاستمرار ،و تكرار الفعل (يأبى) للتأكيد.

- قدم الشاعر (الوفاء) على (التذكر) لأن الوفاء يشمل التذكر ، ولأن الوفاء عمل من أعمال القلب ، و التذكر عمل من أعمال العقل ، والشاعر مرتبط بمحبوبته قلبياً ، والقلب يتأثر أولاً ثم العقل بعده .
* أسلوب البيت خبري : للتحسر وإظهار الأسى .


13- ويا صخرةَ العهد أبتُ أليكِ ***** وقد مُزَّق الشمَّل ما مزقا


اللغويـات :

العهد : الميثاق ج العهود ، العهاد، و المراد بصخرة العهد : أنها شهدت لقاء الحب وميثاقه - أُبْتُ: رجعت ، عدت مادتها (أوب) - الشمل : الجمع × التفرق - مزق : شتت وقطع .

الشرح :

ينادي الشاعر (صخرة العهد) بعد أن كان يناديها في أول النص (صخرة الملتقى) . وقد تغيرت الأحوال، وتبدلت الآمال ويقول لها : لقد عدت إليك وقد تفرق الجمع وتمزق شمل الحب .
- أطلق إبراهيم ناجى على الصخرة اسمين هما: (صخرة الملتقى - وصخرة العهد) ما دوافع إطلاق كل منهما؟
صخرة الملتقى: اسم يلائم بداية الحب واللقاء فوقها
- وصخرة العهد: يلائم الموقف الذي يعلن فيه الوفاء للذكرى ويصر على تجديد العهد.

- أكثر الشاعر من النداء على الصخرة في القصيدة لأهميتها في حياته فذكرياته السعيدة مرتبطة بها ، فقلبه عرف الحب فوقها .

التذوق :

* [يا صخرة العهد] : استعارة مكنية ، حيث شبه الصخرة بإنسان وهو يناديه، وفيها تشخيص - [يا صخرة العهد] : إضافة الصخرة للعهد لأنها شهدت بداية اللقاء وعهد الحب ولبيان وفائه.
* [يا صخرة] : أسلوب إنشائي/ نداء للتحسر .
* [مزّق - الشمل] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
* [قد مزق ما مزّق] : أسلوب توكيد مرة بـ (قد + الفعل الماضي) ، ومرة بالمصدر المؤول (ما + الفعل الماضي) الذي هو في محل نصب مفعول مطلق ، ويفيد التوكيد .
* [مزّق] : بناء الفعل للمجهول مرتين للتهويل وبيان شدة المأساة .


14- أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ ***** والشيبُ ما كللَّ المفرِقا


اللغويـات :

أريك : أطلعك على - مشيب : شيب - الشهيد : المضحي من أجل المبدأ ، والمقصود : شهيد الحب ج شهداء ، أشهاد - كلل : توج وغطى - المفرق : موضع فرق الشعر في الرأس، والمراد الرأس ج مفارق .

الشرح :

و يوضح الشاعر للصخرة لقد رجعت لأريك قسوة الهوى والحب علي فلقد شاخ القلب ودب الضعف فيه وشاب ، مع أن الرأس لم يشتعل شيبًا ذلك القلب الذي ذهب شهيد الحب .

التذوق :

* [أريك] : استعارة مكنية ، تصور الصخرة إنسانا يرى، وسر جمالها التشخيص .
* [مشيب الفؤاد] : استعارة مكنية ، تصور الفؤاد في ضعفه إنسانا أصابه الشيب في سبيل الحب، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بطهارة الحب وقوته .
* [الفؤاد الشهيد] : استعارة مكنية ، تصور الفؤاد بشهيد في سبيل الحب، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بإخلاصه الشديد في الحب وعظمة تضحيته (وهي صورة ممتدة).
* [الشيب ما كللّ المفرق] : استعارة مكنية ، تصور الشيب تاجا لم يكلل مفرقه، وسر جمالها التوضيح .
* [المفرق] : مجاز مرسل عن الرأس علاقته.
* أسلوب البيت خبري للتحسر على ضعف فؤاده قبل الأوان .


15- شكا أسره في حبال الهوى ***** وود علي الله أن يُعتقا


اللغويـات :

شكا : تألم مما به - أسره : قيده وذله - الهوى : الحب ج أهواء - ود : تمنى - يعتق : يفك ، يحرر .

الشرح :

فهو يشكو أسر هذا الحب الذي أتعبه وأضناه جسدياً و قلبياً ويدعو الله - عز وجل - أن يعتقه منه ويفكه من قيوده .

التذوق :

* [شكا أسره] : استعارة مكنية ، تصور الفؤاد إنساناً أسيراً يشكو، وفيها تشخيص وإيحاء بسيطرة الحب.
* [حبال الهوى] : تشبيه بليغ ، حيث شبه الهوى بالحبال ، وهو تشبيه من نوع إضافة المشبه به إلى المشبه (أصله : الهوى كالحبال) ، وسر جماله التجسيم
* [ودّ على الله أنيعتقا] : استعارة مكنية ، فقد شبه قلبه بالأسير يطلب الفكاك، وهي امتداد للخيال يقويه ويؤكده .
* [ود] : فعل يوحي بمدى شوقه للتخلص من قيده قيد الحب .
* [أسر - يعتق] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
* [يُعْتَق] : بناء الفعل للمجهول فيه إيجاز للدلالة على الرغبة في الحرية .
* أسلوب البيت خبري للتحسر .


16-فلمّا قضى الحظ فك الأسير ***** حنَّ إلي أسره مطلقا


اللغويـات :

قضى : أراد وحكم - الحظ : النصيب ج حظوظ - فك : تحرير، تخليص × تقييد - الأسير : المقيد ج أسراء، أسرى ، أسارى - حن : اشتاق - إلى أسره : إلى قيده - مطلقا : حال كونه حرًا .

الشرح :

ولكن بعد أن استجاب الله دعاءه ورجاءه وأراحه من عذاب الحب وأطلق قيده ، عاد إلى حياة الأسر طائعاً مختاراً، وهكذا عاد إلى الصخرة أملاً في عودة الحب وتجدد ذكرياته .

التذوق :

* [فلما قضى الحظّ فكّ الأسير] : استعارة مكنية ، تصور الحظ قاضيا يحكم .
* [الأسير] : استعارة تصريحية ، تصور الفؤاد بالأسير ، لبيان معاناته .
* [حنّ إلى أسره مطلقا] : كناية عن شدة الحب، والتمتع بعذابه وقبول الاستمرار في قيوده طواعية .
* [أسير - مطلقا] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
* أسلوب البيت خبري لإظهار الرضا بعذاب الحب .



*** المصدر:-

بوابة المعلم (http://go.3roos.com/0nwdvf8shvn)

لوليكي
28/05/2012, 05:53 PM
*** الشــــك ***



مناسبة القصيدة :

-( قد يظفر المرء بقرب حبيبه, ولكنه يشك في هذا النعيم الذي لقيه ,فيبكي في النعمة كما يبكي في الشقاء )


**********

بي ما تحسّ وفي فؤادك ما بي ***** فتَعال نبكِ أيا نجيَّ شبابي

تجري الدموع وأنتَ دَانٍ واصلٌ ***** كمسيلهن وأنْتَ في الغيَّابِ

أنكرت بي ناري عشية لامَسَتْ ***** شفتاي مِنْكَ أنامل العنابِ

وجرت يميني في عزيرٍ حالكٍ ***** مسترسل كالجدول المنسابِ

وسألتَ ما صمتي وما إطراقتي ***** وعَلامَ ظلَّت حيرة المرتابِ

أقبل أذقني ما اليقين وهاته ***** خلواً من الآلام والأوصابِ

أقبل لأقسم في ياتي مرة ***** ان الذي أُسقاه ليس بصابِ

لهفي على هذا اليقين! وطعمه ***** بفمي وتكذيبي شهيَّ شرابي!

***

مَنْ أنتَ ؟! من أي العوالم ساحرٌ ***** مستأثر بأعنة الألبابِ؟

حدَّثت نفسي إذ رأيْتُكَ بادياً ***** وأطلْت تسآلي بغير جوابِ

ما يصنع الملك الظهور بعالَمٍ ***** فانٍ وأيَّامٍ كلمع سرابِ؟

ما يصنع الأبرار بالأرض التي ***** ساوت من الأبرار والأوشابِ؟

دوَّارةً أبدَ السنين كعهدِها ***** من ليل آثامٍ لصبح متابِ

تغلو الحياة بها الى أن تنتهي ***** عند التراب رخيصة كترابِ!

يا هيكل الحسن المبارَك ركنه ***** الساحر النور الطهور رحابِ

لا صدقَ إلاّ في لهيبك وحده ***** وجلاله الباقي على الأحقابِ

قدمتُ قرباني إليك بقية ***** من مهجة ضاعت على الأحبابِ

وَأَذبْتُ جوهَرهَا فدَاءَ نَوَاظِرٍ ***** قُدْسِيَّةٍ ,عُلويّةِ المحرابِ!

لوليكي
28/05/2012, 06:46 PM
*** خواطر الغروب ***


مناسبة القصيدة :


- يصف الشاعر مشاعره الحزينة لحظة الغروب و هو جالس على البحر يبكي و يخاطب الأمواج فترد الأمواج سائلة عن سبب ذهاب الشمس حرينة صفراء فيشبه ساعة غروب الشمس و لونها الأصفر بالحزن وفيه اشارة الى ذبول الشمس ,وينعى كبرياءه ويبكي على ذلة نفسه.


**********


قلتُ للبحر إِذ وقفتُ مساءَ ***** كم أطلتَ الوقوفَ والإصغاءَ

وجعلت النسيم زاداً لروحي ***** وشربت الظلالَ والأضواءَ

لكأنّ الأضواءَ مختلفاتٍ ***** جَعَلَتْ منكَ رَوْضَةً غَنّاءَ

مَرَّ بي عطرها فأسكَرَ نفسي ***** وَسرَى في جوانحي كيف شاءَ

نشوة لم تطل! صحا القلب منها ***** مثلَ ما كان أو أشدّ عناءَ

إِنما يفهم الشبيهُ شبيهاً ***** أيها البحر، نحن لسنا سواءَ

أنت باقٍ ونحن حرب الليالي ***** مَزَّقتْنا وصيرتْنَا هباءَ

أنت عاتٍ ونحن كالزبد الذاهبِ ***** يعلو حيناً ويمضي جُفاءَ!

وعجيبُ إليك يممتُ وَجهي ***** إذ مللتُ الحياةَ والأحياءَ

أبتغي عندك التأسي وما تملك ***** رَدَّاً ولا تجيب نداءَ!

***

كل يومٍ تساؤلٌ ... ليت شعري ***** من ينّبي فيحسن الإِنباءَ؟!

ما تقول الأمواجُ! ما اَلَم الشمسَ ***** فولّت حزينةً صفراءَ

تركتنا وخلفتْ ليلَ شكٍّ ***** أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ

وكأنَّ القضاءَ يسخر مني ***** حين أبكي وما عرفتُ البكاءَ

ويح دَمعي وويح ذلة نفسي ***** لَم تدع لي أحداثهُ كبرياءَ!

لوليكي
28/05/2012, 07:04 PM
*** مناجاة الهاجر ***



دع النفسَ تمرحُ في خيالٍ وأوهام ***** وخلِّ لأجفاني كواذبَ أحلامي!

وقل يا حبيب القلب انك عائد ***** على جهلِ حساد وغفلة لوّامِ

وإنك دانٍ كالربيع وزائرٌ ***** بضاحك نوار ومخضّل أكمامِ

تعال اسقني خمرَ المواعيد والرضا ***** وخلّ الأماني البيض تغمر أسقامي

أيحرم حتى وهم حبك من رمى ***** بمهجته في ناره دون إحجامِ

وأنفق فيه قلبه وشبابه ***** فلم يَبْقَ إلاَّ الجرح والشفق الدامي!

ومن عجب أحنو على السهم غائراً ***** ويسألني قلبي متى يرجع الرامي!

فيا لهفه لو كنت أدري بموعدِ ***** وراء الليالي أو رجاءً بإلمام!

ولو كان عندي غير زفرة آسف ***** وحسرة أشعارٍ ودمعة أقلامِ

ولو كنت أدري كيف يصفو مغاضبٌ ***** كأن رضاه في ذرى الكوكب السامي

كأن ائتلاق النجم والنجم مُشرقٌ ***** ثناياه تبدو في عبوسة أيامي

كأنَّ نسمَ الليلِ يحمل طيبه ***** كأنَّ اصطدام الموج معبودُ أقدام!

فا أملي النائي إِذا كنتُ مذنباً ***** فقد تبتُ عن ذنبي إِليك بآلامي!

حببتك، لا أدري الهوى ما وراءه ****** وما بعد سقمي فيك عاماً على عامِ

جمالُك نبراسي وروحُك كعبتي ***** وعيناك وحيي في الحياة وإِلهامي!

لوليكي
29/05/2012, 07:24 AM
*** الصــــــورة ***


يا رسمَ من أعطى الهوى ***** مفتاحَ قلبي المقفلِ

في حبه فنيَ الصبا ***** وشباب أيامي بلي

يا ويح ما ضيعت فيه ***** من قليل مخجلِ

ماضيَّ ضاع ولو قدرت ***** لجدت بالمستقبلِ

يا رسم! كم من ليلةٍ ***** أبكي وأستبكيك لي

حتى رجعتُ مخادَعاً ***** ومضيتُ جدَّ مضلَّلِ

أرنُو لدمعي بادياً ***** في وجهك المتهللِ

فإخال عينك هَزّها ***** شَكوى الغريب المهمَلِ

فبَكَتْ وتلك دموعها! ***** هَذِي تَسيل وذِي تَلي!

لوليكي
29/05/2012, 07:35 AM
*** رجوع الغريب ***


عادتْ لطائرها الذي غَنّاهَا ***** وشَدَا فهاج حَنينَها وشَجاهَا

أيُّ الحظوظ أعادها لوَ فيِّها ***** ونجيِّ وحدتها وإلفِ صباهَا

مشبوبة التحنان تكتم نارَها ***** عبثاً وتأبَى أن يبين لظاهَا

يا إِلفيَ المعبود! سِرّك ذائع ***** نار الحنين دفينها أفشاهَا

***
ماذا لقينا من لقاءٍ خاطفٍ ***** وعشية كالبرق حان ضحاهَا؟!

يا ويح هاتيك الثواني لَم تقف ***** حتى نسيغ هناءةً ذقناهَا!

حتى يمتع باليقين مكذب ***** عينيه في رؤيا يضلُّ سناهَا

تمضي لها الأبصارُ مُشعلة الهوى ***** وتحول عنها ما تَطيق لقاهَا!

***
تخبو العواطفُ في الصدور وتنتَهي ***** ويَجف في زهرِ القلوبِ نذاهَا!

وأنا أحسُّ اليومَ بدءَ علاقةٍ ***** وعنيف ثورتها وحزّ مدَاهَا!

***
لم تُرو منكِ نواظري وخواطري ***** ورجعت أزكى مهجةً وشفاهَا!

مدَّ الخريفُ على الرياض رواقَةُ ***** ومضى الربيعُ الطلقُ ما يغشاها

ما بالرياض؟! كآبةٌ في أرضِها ***** وسحابةٌ تغشى أديمَ سماهَا!

جمدت حمائمُ إيكِها وأنا الذي ***** شاكيتُها فاغرورقت عيناهَا!

***
كيف السبيلُ إلى شفاء صبابة ***** الدهر أجمع ما يبلُّ صداهَا!!

وإلى نسائم جنة سحرية ***** قرّحتُ أجفاني على مغناهَا!

قضيتُ أيامي أضمُّ خيالَها ***** وأضعت أيامي أقول عساهَا!

لوليكي
29/05/2012, 07:54 AM
***قميص النوم ***


- كان الشاعر مريضاً فارتدى قميص النوم فشفي.


**********


يا ليلةً سنحت في العمر وانصرمَتْ ***** هَلاَّ رجعتِ؟ وهلاَّ عادَ أحبابي؟

( يا ليت شهدَك إذَ لم يَبْق لي أبداً ***** لَمْ يُبْقِ في القَلب تذكاراً من الصابِ)

لَم أَنسَ مُهديَتي جلبابَها وعلى ***** جسمي من السقمٍ منها أيُّ جلبابِ

قميصُ يوسف ردَّ العينَ مبصرةً ***** ففاز بالنورِ ذاك المطرقُ الكابي

وأنتَ لو أنّ روحاً أزمعت سفراً ***** أعدتَها وخَيالُ الموت بالبابِ

فَذُدْ خيالَ المنايا اليومَ عن رجُلٍ ***** أنشبنَ في ورحِه أشباهَ أنيابِ

وإن عجزتَ فكنْ في الموت لي كفناً ***** أمتْ وألقى إِلهي غيرَ هيَّابِ

لوليكي
29/05/2012, 08:58 AM
*** الغـــــــــــــــد ***


يا حنانا كيد الاسي الرؤوم ***** وشعاعا يشتهى بعد الغيـومِ

أنا في بُعْدِكَ مفقودُ الهُدَى ***** ضائعٌ أعْشُو إلى نورٍ كريمِ

أشتري الأحلام في سوق المنى ***** وأبيع العمرفي سوق الهمومِ!

لا تقُلْ لي في غدٍ موعدُنا ***** فالغدُ الموعُودُ ناءٍ كالنجومِ!

***
أغدا قلت؟ فعلمني اصطبارَا ***** ليتني أختصرُ العُمْر اختصارا

عَبَرَتْ بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ ***** فَرَقَصْنَا أنا والقلبُ سُكَارَى

وعَرَانا طائِفٌ مِن خَبَلٍ ***** فاندَفَعْنا في الأماني نتبارَى

سنَذمُّ النورَ حتى يَتَلاشى ***** ونذمُّ الليلَ حتى يتوارَى!

***
انفردنا أنا والقلب عشيا ***** ننسج الآمالَ والنَّجْوى سويَّا

فركبنا الوهمَ نبغي دارَها ***** وطوينا الدهرَ والعالَم طَيَّا

فبلغناها وهللَنْا لها ***** ونزَلنَا الخُلدَ فينَاناً نَدِيَّا

ولقينا الحسنَ غَضّاً والصِّبَا ***** وتملَّيْنَا الجلالَ الأبدِيَّا

***
قال لي القلبُ: أحقّاً ما بلغنا؟ ***** كيف نام القَدَرُ السَّاهر عنَّا؟

أتراها خِدعةً حاقت بنا؟! ***** أتراها ظِنةً مما ظَنَنَا؟

قلتُ: لا تجزع فكم من منزلٍ ***** عزَّ حتى صار فوق المتَمنى

أذِنَ اللهُ به بعد النوي ***** فثوينا واسترحنا وأمِنّا!

***
يا جِنانَ الخًلْدِ قَدَّمْتُ اعتذاري ***** إِذ يَطوف الخلدَ سقمى ودَماري

أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى! ***** اعف عن لهفةِ روحي وأواري

أشتهي ضَمَّكَ حتى أشتفي ***** فكأني ظامىءٌ آخذ ثاري!

غير أني كلّما امتدت يدي ***** لعناقٍ جِفتُ أن تؤذيكَ ناري!

***
أيها النورُ سًَلاماً وخشوعاً ***** أيها المعْبَدُ. صَمْتاً ورُكُوعَا

ملكت قلبي ولُبي رهبةٌ ***** عصفت بالقلب واللُّبِّ جميعَا

رُبَّ قول كنتُ قد أعددتُه ***** لكَ إِذ ألقاك يأبى أن يطيعَا

وحبيسٍ من عتاب في فمي ***** قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا!

***
لذعتني دمعة تلفح خدي ***** نبهتني من ضلالٍ ليس يُجْدِي

واختفتْ تلك الرُّؤَى عن ناظري ***** وطواها الغيبُ في سِحْريِّ بُرْدِ

وتَلَفَّتُّ فلا أنت ولا ***** جنةُ الخلد ولا أطيافُ سَعْدِ

وإِذا بي غارقٌ في محنَتي ***** وبلائي، أقطعُ الأيامَ وَحْدٍي

***
هاتِ قيثاري ودَعْني للخيالِ ***** واسقني الوهْمَ! وعَلِّلْ بالمحالِ!

ودَع الصدق لمن ينشده ***** الحجى خمصيَ فاغمرْ بالضلالِ

وخُذ الأنوار عنّي، ربما ***** أجدَ الرحمةَ في جوفِ الليالي

خلِّني بالشوقِ أستدني غداً ***** فغداً عندي كآبادٍ طوالِ!

لوليكي
29/05/2012, 09:04 AM
*** نبذة عن القصيدة ***


- هذه القصيدة من شعر ناجي, هي واحدة من أكثر آثاره الشعرية دلالة على فنه, وعلى لغته الشعرية المتميزة, وعلى مزاجه النفسي. وقد وقع عليها الاختيار ـ شأن قصائد أخرى ـ للغناء, فكانت نغمة جديدة في قيثارة الغناء العربي المعاصر, لحنا وأداء. وناجي يمضي فيها على نهجه المفضل في معظم قصائده وهو قالب الرباعية الشعرية, كل رباعية لها قافيتها, لكن القصيدة كلها ينتظمها بحر شعري واحد ونغم موسيقي متسق, وتتوهج أبياتها باللوعة التي تلفحنا دوما كلما اقتربنا من شعر ناجي حرارة وزفيرا. فالشاعر يشتري الأحلام في سوق المنى ويبيع العمر في سوق الهموم, وهو في بعد حبيبه مفقود الهدى, يستشعر الضياع, ويعشو إلى نور كريم, وعندما تتملكه نشوة الفرح فإن علينا أن نجلو حقيقة الأمر, وليست إلا طائفا من خبل وجنون, يجعله يذم النور ويذم الليل حتى يتلاشى هذا ويتوارى ذاك, فأي ضياع هذا وأي اضطراب؟

-إن القصيدة كلها حوار بين الشاعر وقلبه, حوار يبحث فيه عن جنان الخلد وعن النور الذي يؤمله في معبدهداه, وعن القيثار الذي يسكب على نغماته دموعه حتى يفيق من وهمه وخيالاته, وتنتهي القصيدة بهذه الحيرة الطاغية والقلق الممزق واللوعة المهلكة, إنه ينشد الضلال بديلا للعقل والحكمة والاتزان, ويرجو زوال الأنوار عنه عله يجد الرحمة في جوف الليالي, وهو يأمل أخيرا أن يساعده الشوق على أن يستدني الغد ويقربه فالغد بعيد, بُعد الآباد الطويلة والأزمنة المترامية.

* المصدر :-

موسوعة التوثيق الشامل (http://go.3roos.com/kqqm289f6r9)

لوليكي
29/05/2012, 09:05 AM
***رثـــاء شوقي ***


- ( ألقيت على قبر فقيد الشعر ).


**********


قلْ للذين بكَوْا على (شوقي) ***** النادبين مصارعَ الشُّهبِ

والهفَتاه لمصر والشَّرْقِ ***** ولدولة الأشعار والأدبِ!

***
دنيا تَفرُّ اليومَ في لحدٍ ***** وصحيفةٌ طُويتْ من المجدِ

ومُسافرٌ ماضٍ إلى الخلد ***** سبَقتهُ آلاءٌ بلا عَدِّ

***
هذا ثَرى مصْرَ الكريمُ، وكمْ ***** أكرمتَهُ وأشدْتَ بالذكرِ

يلقاك في عطفِ الحبيبِ فنمْ ***** في النور لا في ظُلمةِ القبْر!

***
كم من دفينٍ رحتَ تحييهِ ***** وبَعثْتَهُ وكَففْتَ غُرْبَتَهُ

فاحللْ عليهِ مُكرّماً فيهِ ***** يا طالما قَدَّست تُربتَهُ

***
يا نازلَ الصحراء موحشةً ***** ريَّانةً بالصمت والعدمِ

سالتْ بها العبراتُ مجهشةً ***** وجَرت بها الأحزانُ من قدمِ!

***
هذا طريق قد ألفناهُ ***** نمشي وراءَ مُشَيَّعٍ غالِ

كم من حبيبٍ قد بكَيْنَاهُ ***** لم يُمْحَ من خَلدٍ ولا بالِ

***
وكأنَّ يومَك في فجيعتِهِ ***** هو أولُ الأيامِ في الشَّجنِ

وكأنَّما الباكي بدمعتِهِ ***** ما ذاق قبلك لوعةَ الحَزنِ!

***
فاذهبْ كما ذهب النهارُ مضى ***** قد شيَّعَتْه مدامعُ الشفقِ

واغرب كما غرب الشعاع قضى ***** رفّت عليه جوانح الغسق

***
ما كنتَ إلاَّ أمةً ذهَبتْ ***** والعبقريَّةُ أمَّةُ الأُمَم

أو شُعلةً أبصارَنا خلبتْ ***** ومنارةً نُصبَتْ على عَلَمِ

***
يا راقداً قد بات في مَثوىً ***** بَعُدَتْ به الدُّنْيا وما بَعُدَا

أيْن النجوم أصوغ ما أهْوى ***** شعراً كشعْرك خالداً أبدَا؟!

***
لكنَّ حزني لو علمْت به ***** لم يُبْقِ لي صبْراً ولا جُهْدَا

فاعذر إلى يوم نفيك به ***** حقَّ النبوغِ ونذكرُ المجْدَا

لوليكي
29/05/2012, 11:04 AM
*** هبة السماء ***


-(ألقيت في حفلة تأبين المرحوم أحمد شوقي بك بمسرح حديقة الازبكية).


**********



راحوا بأرواحٍ ظماءْ ***** يتهافتون على الفناءْ

جفَّت حلوقٌ بعدهم ***** لم تلق دونهمُ رواءْ

واهاً لكأسٍ كالخُلود ***** ومنهلٍ فيه الشفاءْ

كنّا إذا ضجَّ الفؤادُ ***** وضاق بالدنيا وناءْ

نمضي إليه فنستقي ***** ونَعُبُّ منه كما نشاءْ

فاليومَ إذ شطَّ المزارُ ***** بكم وقد عزَّ اللقاءْ

وبخلْتُمُ بُخْلَ الضَّنينِ ***** فحسْبُنا قَطَراتُ ماءْ!

***
أين الأمين على الإمارة ***** والحريصُ على اللواءْ؟!

قبسٌ أضاء العالمين ***** كما تُضيءُ لهم ذكاءْ

ثم اختفى خلف الغيوب ***** مخلّفاً ظُلَمَ المساءْ

فكأنما هبة السّماءِ ***** قد استردَّتها السَّماءْ!

***
جزع الرياض لطائرٍ ***** غنَّى فأبدعَ في الغناءْ

حتى إذا خلب العقولَ ***** وقيل: سِحرٌ لا مراءْ!

ولَّى على الايك الفخور ***** به إلى عرضِ الفضاءْ

فكأنَّه والسُّحْب تطويه ***** فيمعن في الخفاءْ

دنيا في الأمل الجميل ***** قد استبدَّ بها العَفاءْ!

ووراءها شفقٌ من الذكرى ***** كجرحٍ ذي دِماءْ!

وتُسائل الدُّنْيا التي ***** ناطت به كلَّ الرَّجاءْ

عن أي سّرٍ طار عنْ ***** هذي الرُّبى وعلام جاءْ؟!

قُم يا فقيدَ الشعرِ وانْظُرْ ***** أيّ حفلٍ للرثاءْ!

أممٌ يُصبّرُ بعضُها ***** بعضاً , وهيهات العزاءْ!

هذي الجموعُ الباكياتُ ***** الساخطاتُ على القضاءْ

قاسمتها أشجانها ***** ووفيت ما شاءَ الوفاءْ

أوَ لَمْ تجدكَ لسانها الشاكي ***** إِذا احتدام البلاءْ؟

أَوَ لَمْ تكن غِرّيدَها ***** ونديمها عند الصفاءْ؟

لِمَ لا توفِّيك الجميلَ ***** وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟!

***
ومُنَعَّمٍ بين القصورِ ***** قد اسْتَتَمَّ له الثراءْ

ما بالهُ حملَ الهمومَ ***** وجشَّم القلبَ العناءْ!

وينوءُ بالعبءِ الذي ***** هو عن أذاه في غَناءْ!

ويحَ الذكاءِ وما يكلِّفُهُ ***** من الثَّمَنِ الذكاءْ!

أضنى قواه ولم يدعْ ***** من جسمهَ إلاَّ ذماءْ

والمجد يوغل في حنايا، ***** روحه والمجدُ داءْ!

***
صرحٌ من الأدبِ الصميمِ ***** له على الدنيا البقاءْ

الدَّهرُ يحمي ركنَه ***** والفنُّ في روح البناءْ

***
(شوقي)! على رغم التفرّدِ ***** والتفوقِ والعلاءْ

ذاك الرقادُ بساحةٍ ***** لك الرجال بها سواءْ

وبرغم ذهن كالفراشة ***** حول مصباحٍ أضاءْ

مثواك لا تشكو السكونَ ***** ولا تمل من الثواءْ

لوليكي
29/05/2012, 07:09 PM
*** قصيدة هجاء أعمى بغيض.زوج حسناء ***


يا جمال الصِّبا وأنس النفوسِ ***** خبِّرينا عن زوجكِ المنحوسِ!

حَدِّثي أنت عن عماه "الحيسي" ***** وصفي لي الغرام (بالتجسيسِ)!

***
حدثينا عن اللهيب المفدَّى ***** وجمالٍ يُصَيِّرُ الحُرَّ عَبْدا

وجنونِ الأعمى إِذا ما استجدى ***** وهو يعشو لنارهِ كالمجوسِ!

***
يا جمالاً في التربِ يُلقَى ويُرمَى ***** يا لَظلمِ الحظوظِ والحظُّ أعمى!

وبلائي أني أسميه ظَلماً ***** وهو لفظٌ ما جاءَ في القاموس!

***
آه من قسوةِ الطبيعة شقتْ ***** ظلمةً في مكان نورٍ ورقتْ

دونَ قصدٍ لعينه فاستَبْقَتْ ***** كوةً في فضائها المطوسِ!

***
كوّةً تنفذ الحفيظةُ عنها ***** ويُطلُّ الدهاءْ والخبثُ منها!

طالعتنا في طلعةٍ لم تزنها ***** "كالفتيل" الحقيرِ في (الفانوس)

***
كذليل الأبقار إِذ ربطوه ***** وتراهم بخرقةٍ عَصَّبوه

فاذا ما عصاهمو ضربوِه ***** وتمشَّى على غناءِ "الالوس"!

***
وتراه تقولُ يقطر بغضا ***** حيوانٌ يريد أن يَنقَضَّا

حسبك الله! عشت تنظر أرضا ***** فابق فيها! حُرمْتَ نورَ الشموس!

لوليكي
29/05/2012, 07:18 PM
- رغم أن شاعرنا رقيق المشاعر ,رهيف الحس , إلا أنه لا يخلو - كأي إنسان - أخر من غضبات وفورات وإن كانت قليلة في ديوانه .ولعله أكثر ما يقارب في طبعه , طبع الشاعر العباسي " ابن الرومي " , الذي حين تقرأ هجاءه, تحس أنه مجبر على ذلك, وكأنه يهاجم لأنه يريد أن يدافع عن نفسه .

وفي ديوانه يهجو أعمى بغيض تزوج حسناء يقول في قصيدة عنوانها : " هجاء أعمى بغيض زوج حسناء" :


يا جمال الصِّبا وأنس النفوسِ ***** خبِّرينا عن زوجكِ المنحوسِ!

حَدِّثي أنت عن عماه "الحيسي" ***** وصفي لي الغرام (بالتجسيسِ)!

حسبك الله! عشت تنظر أرضا ***** فابق فيها! حُرمْتَ نورَ الشموس!

وهنا مثلا , وإن دل ظاهر شعره على هجاء فيه مرارة ,إلا أننا ما زلنا نلمس الشاعر الإنسان . فهو في حقيقة الأمر يرى حال هذه الزوجة ويتحسر عليها ، وشفقته هي ما دفعته للقول في أواخر قصيدة الهجاء هذه :


آه من قسوةِ الطبيعة شقتْ ***** ظلمةً في مكان نورٍ ورقتْ


* المصدر:

مدونات (http://go.3roos.com/vhvb8yp98no)

لوليكي
01/06/2012, 04:11 PM
*** الانتظــــار ***


- وقف الشاعر ينتظر تحت العاصفة والظلام والبرد .


**********


لعينيكَ احتملنا ما حتملنا ***** وبالحرمانِ والذلِّ ارتضينا

((وهان إِذا عطفتَ ولو خيالاً ***** وأين خيالك المعبود أينا؟!))

***
تعالَ! فلم يعد في الحي سارٍ ***** وهوَّنت المنازلُ بعد وهنِ

نوران على نوافذها ظلامٌ ***** وقد كانت تطلُّ كألف عينِ

***
تعالَ! فقد رأيتُ الكون يحنو ***** عليّ ويدرك الكرب الملمَّا

ويجلو لي النجومَ فأزدريها ***** وأغمض لا أريد سواك نجما!

***
ومنتظرٌ بأبصاري وسمعي ***** كما انتظرتكَ أيامي جميعا

وهل كان الهوى إلاَّ انتظاراً ***** شتائي فيك ينتظر الربيعا!

***
أرى الآباد تغمرني كبحرٍ ***** سحيقِ الغور مجهولِ القرار

ويأتمر الظلام عليَّ حتى ***** كأني هابط أعماق غارِ

***
وتصطخبُ العواطف ساخرات ***** وتطعنُني بأطرافِ الحرابِ

وتشفقُ بعدما تقسو فتمضي ***** لتقرع كل نافذةٍ وبابِ

***
فصحت بها إلى أن جف حلقي ***** فحين سكتُّ كلمني إِبائي

وأشعرني العذابُ بعمق جرحي ***** وأعمق منه جرح الكبرياءِ

***
ولمّا لَمْ تفزْ بلقاك عيني ***** لمحتك آتياً بضمير قلبي

فأسمعُ وقعَ أقدامٍ دوانٍ ***** وأنصتُ مصغياً لحفيفِ ثوبِ

***
وأخلقُ مثلما أهوى خيالاً! ***** وأستدني الأماني والحبيبا

وأُبدع مثلما أهوى حديثاً ***** لناءٍ صار من قلبي قريبا

***
أمدُّ يديَّ في لهف إليه ***** أشاكيه بمحتسب الدموعِ

فيسبقني إلى لقياه قلبي ***** وُثوباً يبرُدُ في ضلوعي

***
فتصطخب العواطفُ ساخراتٍ ***** وتطعنُني بأطراف الحرابِ

وتشفق بعدما تقسو فتمضي ***** لتقرعَ كلَّ نافذةٍ وبابِ!

لوليكي
01/06/2012, 04:18 PM
*** صلاة الحب ***


أحقّاً كنت في قربي ***** لعلي واهمٌ وهما

تكلَّمْ سيدَ القلبِ ***** وقل لي: لَمْ يكن حُلما

***
دنوتَ إِليَّ مستمعا ***** فُبحْتُ، وفرطَ ما بحْتُ

بعادك والذي صنعا ***** وهجرُك والذي ذقتُ

***
وحبِّي! ويحه حبِّي ***** تَبيعك حيثما كنتَ

تكَلَّمْ سيدَ القلبِ ***** وقل بالله ما أنتَ ؟!

***
أرى في عمق خاطركَ ***** جلالاً يشبه البحرا

وألمحُ في نواظركَ ***** صفاء الرحمة الكبرى

***
وأنت رضيً وتقبيلُ ***** وأنت ضنىً وحرمانُ

وفي عينيك تقتيلُ ***** وفي البسمات غفرانُ

***
وأنت تَهَلُّلُ الفجرِ ***** وبسمتُه على الأفقِ

وحيناً أنَّهُ النهر ***** وحزان الشمس في الغَسقِ

***
وأنت حرارةُ الشمسِ ***** وأنت هناءةُ الظلِّ

وأنت تجاربُ الأمسِ ***** وأنت براءةُ الطفلِ!

***
وأنت الحسنُ ممتعاً ***** تحدَّى حصنه النجما

وأنت الخيرُ مجتمعاً ***** وعندك عرشهُ الأسمى

***
وعندك كل ما أظما ***** وردّ القلبُ لهفانا

وعندك كل ما أدمى ***** وزاد الجرح إِثخانا

***
وعندك كل ما أحيا ***** وشدَّد عزمه الواهي

حنانُكَ نضرة الدنيا ***** وقربُكَ نعمةُ اللهِ!

***
وفيم هواجس القلب ***** وفيم أطيلُ تسآلي

أحبك أقدسَ الحبِّ ***** وحبك كنزيَ الغالي

***
سناكَ صلاة أحلامي ***** وهذا الركنُ محرابي

بهِ ألقيت آلامي ***** وفيه طرحت أوصابي

***
هوىً كالسحر صيّرني ***** أرى بقريحة الشهبِ

وطهَّرني وبصَّرني ***** ومزَّق مغلقَ الحجبِ!

***
سموت كأنما أمضي ***** إلى ربٍّ يناديني

فلا قلبي من الأرض ***** ولا جسدي من الطين!

***
سموت ودق إِحساسي ***** وجُزتُ عوالم البشر

نسيت صغائر الناسِ ***** غفرت إِساءَة القدرِ!

لوليكي
01/06/2012, 04:57 PM
*** مصافحة اللقـــــاء ***


أهاب بنا فلبّينا ***** منادٍ ضمّ روحينا

كأنا إِذ تصافحنا ***** تعانقنا بكفينا

كأن الحبَّ تيار ***** سرى ما بين جسمينا!

يؤجج في نواظرنا ***** ويشعل في دماءينا!

لوليكي
01/06/2012, 06:58 PM
*** مصافحة الوداع ***


يا أميري! أزف البينُ ***** وما زلت ضنينا

أصغ لي! وانظرْ ودع كفك ***** في كفيَ حينا

آهِ من يمناك هذي ***** والذي منها سقينا

عللتنا بالأماني ***** فشربنا ظامئينا

ثم دارت بالمنايا ***** فوردنا طائعينا

آه من قاسية ريانة ***** ضعفاً ولينا

يا بناناً ساحراً قد ***** حكَّم الأقدار فينا

شفتي موتورة ظمآنة ***** جنت جنونا

وكأن الآن كفي ***** حملت ثأراً دفينا

تتمناك حبيساً ***** عندها العمرَ سجينا

طائراً ألفى على راحتها ***** وكراً أمينا

وشعاعاً قدسياً ***** هاديَ النور مبينا!

لوليكي
02/06/2012, 03:22 PM
*** أُغنية في هيكل الحب ***


كم تجرّعنا هوانا ***** ولقينا في هوانا

وبلونا نار حب ***** لَم نذقْ فيها أمانا

وإِذا حلَّ الهوى هيهات ***** تدري كيف كانا

فإِذا ما ملك الأنفس ***** أصلاها عونا

فهو نصلٌ مستقرٌّ ***** ولهيب لا يدانى !

يا حبيبي هدأ الليل ***** ولم يسهر سوانا

لا الدجى ضمَّد جرحينا ***** ولا الصبح شفانا

لا الهوى رقّ على الشاكي ***** ولا قاسيه لانا

قد غدونا غرض الرامي ***** كما شاء رمانا

وافِنيْ بالله نَطرقْ ***** هيكل الحب كلانا

ساعة نبكي على الكأس ***** ونشكو من سقانا!

لوليكي
02/06/2012, 06:00 PM
*** دعاء الراعي ***


- (عن الألمانية...من أغاني هينه - "قصيدة رمزية ")


**********


يا أيها الحملُ الوديعُ أنا الذي ***** يحنو عليك. أنا الحبيبُ الراعي

كم ليلة والرعبُ يمشي في الدجى ***** والهولُ منتشرٌ على الأصقاع

أغفيت في كنفي وفي ظلِّ الكرى ***** كالطفلِ في أمنٍ مِنَ الأوجاعِ

ياربِّ! قد وهت العصا واستأثرتْ ***** غيرُ الليالي بالقويّ الباعِ

يا ربِّ إِن تك قد حكمتَ بفرْقةٍ ***** وأذنتَ للراعي بوشك زماعِ

فانظر إِلى الحملِ الوديع ووقِّه ***** شرَّ النفوسِ وفتنةَ الأطماعِ

نضّرْ له الدنيا ومدَّ ربيعَها *****وانشرهُ مؤتلقاً بكل شعاع

واجعلْ له الأيامَ ظلاًّ وارِفاً ***** وخريرَ أنهارِ وخصبَ مراعي؟

لوليكي
04/06/2012, 08:26 AM
*** التذكـــار ***


- معرّبة عن "الفرد دي موسيه" .


**********


بي نزوعً إِلى الدموعِ الهوامي ***** غير أني أخافُ من آلامي

أيهذا المكان! يا غالي الترب! ***** ومثوى عبادتي واحترامي!

أنت مثوى الذكرى ومدفنُها الغالي ***** القصيُّ المجهولُ في الأيام

***
هذه خلوتي فلا تمنعوني ***** ما الذي تحذرون يا خلاني

انها عادتي التي كنت أعتادُ ***** وأهوى في سالفِ الأزمانِ

أخذتني لذِي الرحاب وقادت ***** قدمي في سبيلِ هذا المكان!

***
أنظروا هذه السفوحَ وهذا النبتَ ***** إذ قام مزهراً تيّاها!

لكأني ما زلتُ تسمع أذني ***** في صموتِ الرمالِ وقع خطاها

وكأن النجوى بكل ممرٍّ ***** طوقتني في سترهِ يمناها!

***
قد تراءى الصنوير النضر إذ أينع ***** في قاتمٍ من الألوانِ

وتراءَى ليَ المضيقُ البعيدُ ***** الغور يمتدُّ في رخيّ المجاني

موحشات لكنما كن آلاّفي ***** ومهد الهنيء من أزماني!

***
أنا ما ما جئتَ ها هنا أذكر الأشجانَ ***** في موطنٍ عرفت فيه هنائي

ذلك الغاب رائع الحسن والصمت ***** مثال الجلال والكبرياءِ

وفؤادي عاتٍ كرائعِ هذا الغابِ ***** مستكبرٌ على البرحاءِ!

***
من يشأ أن يفيضَ يوماً بشكواه ***** فما هذا موضع الأحزان

قل لشاكٍ هلاَّ مضيت لتجثو ***** عند مثوى ميت من الخلان!

كل شيء حيٌّ هنا وباتُ القبرِ ***** ينمو في غيرِ هذا المكان!

***
طلع البدرُ يرتقي ذروةَ الأُفقِ ***** ويجتازُ حالكَ الأسدادِ

يا أمير الظلام إِنك تبدو ***** حائرَ الرأي، واضحَ التردادِ

ثم تمضي مجاوزاً حجبَ الليلِ ***** وترمي بنوِرك الوقَّادِ

***
كلّما شارف الثرى فيض نورٍ ***** مرسلٍ من جبيِنك الوضّاحِ

وإِذا الأرض قد تضوَّعَ منها ***** عن ثراها النديِّ عطرُ الصباحِ

استثارت عطرَ القديمِ من الحبِّ ***** دفين العبيرِ في الأرواح

***
أيهذا الوادي المجبب ما زرتك ***** حتى سألت عن أوصابي

أيْن راحت لواعجي أيْن آلامي ***** اللواتي أهزمنَنِي في الشباب

عاودتني طفولتي فيك حتى ***** خلتُ أني ما اجتزتُ يومَ عذاب!

***
يا خفاف السنين! يا صولة الدهرِ ***** قويّاً مثل الجبابرِ عاتي

كل ماضي صبابة قد أخذتن ***** فمن مدمعٍ ومن حسراتِ

ورحمتنَّ لي أزاهر ذكرى ***** علقتْ في ذبولها بالحياةِ

***
فسلام مني على الأيامِ ***** كيف آستْ في النازلاتِ الجسامِ

لم أكن أدرِي أن جرحاً بما ***** كابدتُ منه من فاتك الآلامِ

معقبٌ لذةً لنفسي واحساسَ ***** هناءٍ لديَّ بعد التئامِ

***
فليبْن عنيَ السخيفُ من الرأيِ ***** وتنأَى سفاسفُ الأقوالِ

وهمومٌ كواذبٌ كفنت أثْوابٌها ***** حُبَّ عاشقين ضآلِ

جعلوها مظاهراً لهواهم ***** والهوى الحقُّ ليس منهم ببالِ

***
ايه دانتي! أأنت ذاك الذي قال ***** قديماً عن ذكرياتِ الهناء:

انها إن مرَّت على ذاكريها ***** زمن الحزن فهي أشقى الشقاء!

أي بؤسى أملت عليك مرير القولِ ***** حقّاً أسأت للبأساءِ!

***
أو إنْ أقبل الدجى بعد ادبارِ ***** نهارٍ صافي الضياء قضيتَهْ

تنكرُ النورَ في الوجودِ فيغدو ***** محضَّ وهمٍ كأنه ما رأيتَهْ

ذلك القول وهو جدّ عجيب ***** أيها الخالد الأسى كيف قلتَهْ

***
قسماً بالطهورِ من لهب الحبِ ***** مضيئاً في القلب شبه المنارِ

ما عهِدْنا في قلبك الوافر ***** الإيمــانِ هذا الظلال في الأفكارِ

لا أرى للهناءِ والله صدقاً ***** مثل صدقِ الهناءِ بالتذكارِ

***
أو إنْ أبصرَ الشقيُّ وميضاً ***** في رمادِ الهوى فقام إليهِ

باسطاً نحوَه يديهِ بلهفٍ *****حارصاً أن يمرَّ من كفَّيهِ

وبه من إشعاعهِ أثرُ البرقِ ***** إذا مرّ خاطفاً ناظريه

***
أو إن غاصت روحهُ في عبابِ الذكريات ***** التي طوتها السنينْ!

وعلى مرآة مجّرحة منها ***** جرى دمعه السخّي الهتون!

أو هذا السرور من ذِكرِ الماضي تسميه بالعذابِ المبين!

***
ان تروا أدمعي فلا تزجروني ***** ودعوني اني أحب الدموعَا

لا تجفف ايديكمُ أدمعاً تنفعُ ***** قلباً لمّا يزلْ موجوعا

أدمعي سترٌ مسبلٌ فوق ماضٍ ***** قد تولى ما يستطيع رجوعا!

لوليكي
04/06/2012, 01:18 PM
*** البحيرة ***


- معربة عن لامارتين.


**********

من شاطئ لشواطئٍ جددِ ***** يرمي بنا ليلٌ من الأبدِ

ما مَرّ منه مضى فلم يعدِ ***** هيهات مرسى يومِه لغدِ!

***
سنةٌ مضت! وختامُها حانا ***** والدهرُ فرّق شملَنا أبدا

ناجِ البحيرةَ وحدك الآنا ***** واجلسْ بهذا الصخرِ منفردا !

***
قل للبحيرةِ تذكرين وقد ***** سكن المساءُ ونحن باللجِّ

لا صوت يسمع في الدنى لأحدْ ***** الا صدى المجدافِ والموجِ

***
فاذا بصوتٍ غير معتادِ ***** هزّ السكونَ هتافهُ العذبُ

أصغى العبابُ ورجَّع الوادي ***** أصداءَه وتناجتِ السحبُ

***
يا دهر في وفق ولا تدرِ: ***** ساعاته في هينة وقفى

حتى تتاح هناءةُ العمرِ ***** وتطول لذتُها لمقتطفِ

***
هلا التفتَّ لذلك الكونِ ***** وعلمت كم في الناس من باكي

يدعوك خذني والأسى المضنيْ ***** خلِّ الممتِّعِ وامضِ بالشاكي

***
هذا النعيم وهاته المحنُ ***** يتنافسان الدهر اقلاعا

فبأي عدلٍ أيها الزمنُ ***** تتشابهُ الحالان إسراعا

***
يا أيها الأبد السحيق أجبْ ***** وتكلمي يا هوة الماضي

ما تصنعان بأشهرٍ وحقبْ ***** ونعيم عمرٍ غير معتاض

***
ناج البحيرةَ والصخورِ وعُدْ ***** فاستحلِف الأغوارَ والغابا

قل! صُنْ ذكر غرامنا فلقدْ ***** صين الشبابُ عليك أحقابا

***
ولتبق يا هذي البحيرة في ***** حاليك ثائرة وهادئةً

في باسق للماء منعطفٍ ***** في رائعات الصخر نائتةً

***
في عابر النسماتِ مرتجفاً ***** في النجم فضض صفحةَ الماءِ

في الريح أنّ أنينه وهفا ***** في الغصن نفَّسَ حر أحشاءِ

***
في الجو معتبقاً بريّالِ ***** خطرت ملاعبة رقيق صبا

في كل هذا هاتفٌ باكي ***** سيقول يا أسفا لقد ذهبا!

لوليكي
04/06/2012, 02:16 PM
*** وداع المريض ***


- " مريضٌ عزيزٌ سهر الشاعر عند سريره يعنى به, وكان وداعه في الصباح فكتب يودعه بالقصيدة التالية", ويقال أن ملهمته هي الفنانة زينب صدقي.



**********


فيم الغدوّ غداً وأيْن رواحي ***** ويح الصباح ! لقد مضى بصباحي

عصفت علينا غير راحمة لنا ***** ياصفوة الأحباب , أي رياحِ!

عبثت بمعبود العيون وصيرّت ***** كالورس لوناً توأم التفاح

ذهبوا به كالورد جافاه الندى ***** ومضوا به شبحاً من الأشباح

يا هاتفاً باسمي فديت منادياً ***** رد النداء عليه حر نواحي!

يا آسي الآسي لممت جراحتي ***** وأسلت يوم نواك أيّ جراحِ!

طأطأتُ للبين المشتت هامتي ***** وخفضت للقدر المغير جناحي!

أي الليالي العاتيات سهرتها ***** في أي آلام وأيّ كفاح!

هدم الضنى العادي قويّ شكيمتي ***** وثني معاندتي ورد جماحي!

وطغى على الملك الموسد بيننا ***** في لطف زنبقة وضعف أقاح!

***

كيف المآب الى مكان موحشٍ ***** متجهم العرصات قفرِ الساح!

في كل ناحيةٍ خيالٌ هاتفٌ ***** ومذكر بجبينك الوضاح

وموسد كالطيف صاحٍ ليله ***** أمسيت أرعاه بجفنٍ صاح!

عاد الشقي إلى قديم شقائه ***** ومحا من الدنيا السعادة ماحي

ويح الحياة اليوم أين جمالها ***** وعلامَ اخفاقي بها ونجاحي

أنت الذي وهب الحياة لميت ***** في الأرض منفرد بغير طماح

أشرقت في ظلمائها وغمامها ***** وطلعت مثل البارق اللماح!

لوليكي
04/06/2012, 02:23 PM
*** فرحة جديدة ***


أدركت عندك يوميَ الموعودا ***** ولقيت فيك مثاليَ المنشودا

وا فرحتي بك فرحة الطفل الذي ***** يلهو ويخلق كل يوم عيدا

وا فرحتي بك فرحة الطير الذي ***** ملأَ الروابي المصغيات نشيدا

طربتْ لصدحِته وصفق ظافراً ***** جذلانَ في عرض الفضاءِ سعيدا

في موكبٍ من قلبِه وحبيبِهِ ***** من راح تحسبه العيون وحيدا

وا فرحتي بك فرحة الضالّ الذي ***** يطوي القفارَ اللافحاتِ شريدا:

لاحت له بعد الهواجر أيكةٌ ***** غنّاء تبسط ظلها الممدودا

ما أعجب الدنيا التي بعث الهوى ***** وأحالها روضاً أغر جديدا

شتى غرائبها وأعجبها فتى ***** يغدو لمهجته عليك حسودا

يتهالكان على جمالك صبوة ***** يتنافسان ضراعة وسجودا

يتنازعانك غيرة وتغضباَ ***** كل يراك حبيبه المعبودا

ما أعجب الإِيمان يغمر خاطري ***** كالفجر قد غمر السماء وئيدا

مزقتِ شكي فاسترحتُ لأعين ***** علمنني الإِيمان والتوحيدا

لوليكي
04/06/2012, 04:22 PM
*** استقبال القمر ***


أَقبِلْ بموكبك الأغَرْ ***** ما أظمأَ الأبصارَ لكْ!

العين بعدك يا قمرْ ***** عمياءٌ! والدنيا حلَكْ

***
تمضي وراءَ سحابةٍ ***** تحنو عليك وتلثمُكْ

وأنا رهين كآبة ***** بخواطري أتوهًّمُكْ!

***
كن حيث شئتَ فما أنا ***** إلاَّ معنَّى بالمحالِ
أغدو لقدسك بالمنى ***** وأزور عرشك بالخيالِ!

***
وأقول صبراً كلَّما ***** عزً الفكاك على الأسيرْ

روحي وروحك ربما ***** طابا عناقاً في الأثيرْ

***
مهما تسامى موضعُكْ ***** وعلا مكانُك في الوجودْ

فأنا خيالك أتبعُك ***** ظمآن أرشف ما تجودْ

***
قمرَ الأماني يا قمرْ ***** إني بهمٍّ مسقمِ

أنت الشفاءُ المدَّخرْ ***** فاسكب ضياءك في دمي

***
أفرِغ خلودَكَ في الشبابْ ***** واخلعْ على قلبي الصفاءْ

أسفاً لعمرٍ كالحبابْ ***** والكأسُ فائضة شقاءْ

***
خذني اليك ونجّني ***** مما أُعاني في الثرى

قدحي ترنَّق فاسقني ***** قدح الشعاع مطهّرا!

***
واهاً لأحلامٍ طوالْ ***** وأنا وأنتَ بمعزلِ

نَعْلو على قمم الجبالْ ***** ونرى العوالم من عَلِ

لوليكي
05/06/2012, 06:10 PM
*** نفرتيتي الجديدة ***


- أعجب الشاعر بالفنانة أمينة رزق وهذا الاعجاب لم يتجاوز حدود الاعجاب بقدرتها الفنية وكانت ملهمته في قصيدة (نفرتيتي الجديدة).


**********


لِمَن هاته الفتنة النادرة! ***** وما هاته الأعينُ الساحرهْ؟

وما ذلك المرَحُ القدسيّ؟ ***** وما هاته الضحكة الطاهرهْ

تطوف مطاف الحنان العميم***** وتسقط كالنعمة الوافرهْ

وتمتدُّ مثل امتداد العباب ***** وترجح كالموجة الساخرهْ

وتنقش أصداءها في القلوب ***** وتبقى مدى العمر في الذاكرهْ

فيا رِقًّةٌ سُكِبَتْ في النفوس ***** كما تُسكبُ الخمرةُ القاهرهْ

نسينا بك العالَم الدنيويَّ ***** وأسمعْتِنَا نَغَمَ الآخرهْ

ويا ربةً من نواحي الألمبِ ***** أطلّت على مهَجٍ شاعرهْ

حنينا الرؤوس لمجد الجمالِ ***** ولُذنا بعرشكِ يا آسرهْ

( ..... ) مثَّلتِ هذي الحياة ***** وصوّرت أدوارَها الزاخرهْ

وحمَّلت روحَك أثقالها ***** وروحك كالريشة الطائرهْ

وكلّفت قلبكِ خوض الحجيم ***** وقلبك كالجنة الناضرهْ

دفعت به في اللظى كالخليل ***** وعدتِ مباركة ظافرهْ

رجعتِ من النار ياقوتةً ***** مطهّرةً حرًّةً باهرهْ

( ..... ) إن كرّمتكِ البلادُ ***** ودانت لمعبودةٍ قادرهْ

فوالله ما فهمتك العقولُ ***** ولا قدرت قدرِك (( القاهرهْ )) !

فللشعر عينٌ يراكِ بها ***** بغير عيون الورى الناظرهْ

يرى لك حُسْنَ الشعاع الجميل ***** أغار على الظلمة الغامرهْ

فجلَّلَ بالسحر هذي الدُّنى ***** وصيًّرها جنة زاهرهْ

فنوًّر أكواخها الباليات ***** وهلَّل في دورها العامرهْ

رسولٌ يجوس خلال الديار ***** وينزل كالرحمة الزائرهْ

بعين قد اغرورقت بالدموع ***** لها مُقلةُ الغيمةِ الماطرهْ

يطوف على الناس إنسانها ***** ومهجته للورى غافرهْ

لوليكي
05/06/2012, 06:23 PM
*** الفراشــــة ***


أجلْ! يعلم الحبُّ أني لظاهُ ***** وتدري الفراشة أنِّي اللهبْ

وأني بدوتُ لها في الظلام ***** فرفّت بأجنحةٍ تضطربْ

وبين ذراعيَّ سرُّ الحياةِ ***** وفي ناظريَّ بريقُ الشُّهُبْ

دنت خطوة ثم عادت إلي ***** مجاهِلها من خفيّ الحجُبْ

و شتّان بين السنا والظلامِ ***** لعابدةٍ للسنا عـن كثبْ!

و في صدرها لهفة للعناقِ ***** و في قلبها جنةُ المغتربْ

يلوح لهـا شبحٌ لِلعـذاب ***** و يبدو لهـا الأبدُ المقتـربْ

كأن اللظى قدَحٌ من سلافٍ ***** لها فوقه وثباتُ الحبـبْ

فراشة روحي تعاليْ وُثوباً ***** ستلقين قلبـاً إليـكِ يثــبْ

يلوح لهـا شبحٌ لِلعـذاب ***** ويبدو لهــا الأبـدُ المقتـربْ

إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ***** ونلنا الخلود بهذا العطَبْ!!

لوليكي
05/06/2012, 06:54 PM
*** الى س ... ***


- كتب الشاعر أجمل القصائد في زوجته وكانت بعنوان الى "سين" فكل ما كتب الى سين كانت يخص زوجته (سامية كريمة اللواء محمد سامي أمين حكمدار القاهرة في ذلك الوقت).


**********


جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها ***** وردت ظمأى وعادت بصدَاها

آه من عينكِ! ماذا صنعتْ ***** بغريبٍ مستجيرٍ بحماها؟!

تبعته تقتفي أحلامَهُ ***** كلّما أغفى أطلَّت فرآها

يا سقى اللهُ "لِليلى" أيكةً ***** وجزاها الخيرَ عنّا ورعاهَا

وغذاها من أمانينا ومِن ***** حبنا الشهدَ المصفى وسقاهَا

قرِّبي عينكِ مني قرّبي! ***** ظلليني واغمريني بصفاهَا!

وأريني هدأة البحرِ إذا انـ ***** ـبسط البحرُ جلالاً وتناهَى

وأريني لجةَ السحرِ التي ***** ضلَّ في أعماقها الفكرُ وتاهَا

ألمحُ اللؤلؤ في أغوارها ***** وأرى الطيبةَ تطفو في سناهَا

وأراها تُخبِّأ الخلدَ لمن ***** باع دنياه وبالروح اشتراهَا!

***
نحن أرواحٌ حيارى افترقتْ ***** ثم عادت فتلاقت في شجَاهَا

سوف ينسى القلبُ إلاَّ ساعةً ***** مِنْ رضاً في وكرِك الحاني قضاهَا

هتف القلب وقد حدثتني ***** أيَ ماضٍ كشفت لي شفتاهَا

هَمَسَتْ في خاطري فاستيقظتْ ***** روحيَ الحيْرى وأصغت لنداهَا

فأنا إنْ لَمْ أَكُنْ توأمَها ***** فكأني كنت في الغيبِ أخاها

نحن أرواحٌ حيارَى ثملتْ ***** وانتشتْ سكرى على لحنِ أساهَا

قرِّبي روحَكِ مني قرِّبي! ***** ظلليني واغمريني برضاهَا!

وتعاليْ حدّثيني! حدّثي! ***** انت مرآة شجوني وَصَدَاهَا

فهبيني ساعة الصفو التي ***** تقسمُ الأيامُ ما فيها سواها

ثم أمضي لحياةٍ مرَّةٍ ***** صبْحُها عندي سواءٌ ومَساهَا!

لوليكي
06/06/2012, 07:17 AM
*** نداء الشباب ***


وطنٌ دعا وفتىً أجابْ ***** بوركت يا عزم الشبابْ!

يا فتية النيل المسالم ***** والكريم بلا حسابْ

جناته مرآتكمْ ***** ولكم خلائقها العِذابْ

ولكمْ جمال الزهرِ رفَّ ***** على الأماليدِ الرطابْ

ولكم فؤاد النهر رق ***** على المحاني والشعابْ!

يمضي فيضحك للسهول ***** ولا يضن على الهضابْ

حتى إذا نادتكم الأوطان ***** والوادي أهابْ!

حتى إذا طغت الكوارث ***** واستفزكم العذابْ

أصبحتم كالغيل تحميه ***** الليوثُ بألف نابْ

قل للشباب اليوم يومكم ***** الأغر المستطابْ!

اليوم يبدو حبّ مصر ***** فلا خفاءَ ولا حجابْ!

إن كان اثماً يا شبابُ ***** فلا رجوع ولا متابْ!

الله ينظرُ والليالي ***** عندها لكم الحسابْ

والعهدُ في القلبِ المصابرِ ***** والأمانةُ في الرقابْ!

هاتوا الفدا الغالي لمصر ***** وأرخصوه كالترابْ

المال، والأرواح كل ***** ضحيةٍ ولها ثوابْ

لوليكي
06/06/2012, 08:13 AM
** شرح أبيات من قصيدة نداء الشباب **



وطنٌ دعا وفتىً أجابْ ***** بوركت يا عزم الشبابْ!

يا فتية النيل المسالم ***** والكريم بلا حسابْ

جناته مرآتكمْ ***** ولكم خلائقها العِذابْ

ولكمْ جمال الزهرِ رفَّ ***** على الأماليدِ الرطابْ

ولكم فؤاد النهر رق ***** على المحاني والشعابْ!



1- المفردات:-

دعا : نادى
أجاب الدعاء : لبَّاه
بوركت : دعاء بالبركة
العزم : الإرادة والجد والقوة ، والعزم ما ينطوي عليه القلب من إرادة فعل شيء ، أو اعتقاد أمر
فتية : جمع فتى وهو الشاب ومؤنثه فتاة
جنات : جمع جنة وهى الحديقة والبستان
الخلائق : جمع خليقة وهى الطبيعة ، وتعنى أيضا الخُـلُق
العِـذاب : جمع عذب ، وعَذُب الماءُ أي طابَ
رفَّ النباتُ يرفُّ رفيفا : أي اهتزَّ وتمايل
الأماليد : جمع أملود وهو الغصن النضر الذي يتمايل ويهتز مع النسيم
الرِّطاب : جمع رطب وهو الشيء المبتل بالماء ، والشيء الناعم
الفؤادُ : القلب ، وسمِّى بذلك لتفؤده أي لتوقده
رق : من الرقة بمعنى اللين
المحاني : جمع محنية وهى منحنى الوادي
شِعاب : جمع شِـعب وهو الانفراج بين جبلين



2 - شرح الأبيات:-

1- بدأ الشاعر هذه الأبيات يثني على شباب مصر الذين إذا ناداهم وطنهم يوماً هبُّوا لنصرته والدفاع عنه والنهوض به ولم يتراخوا أو يترددوا في بذل كل ما في وسعهم من أجل وطنهم، ويمدح الشباب وما به من حماس وقوة وعزيمة لا تلين.

2 - وينادى على شباب مصر وينسبهم إلى نهر النيل لما يمثله النيل لمصر وأهلها من أهمية كبيرة وما تُـفيده مصر من هذا النهر من الخير ، ويصف النيل بأنه مسالم لأنه لا يأتي إلا بالخير وبأنه كريم لأنه عميم النفع لأهل هذا البلد ، فهو يجود بالخير و النفع بلا حساب.

3 - ويقول لهؤلاء الشباب إن الحدائق الغناء والبساتين اليانعة التي تنبت على ضفاف هذا النهر وتلك الطبيعة الساحرة التي تسر أعين الناظرين هي مرآتكم فأنتم في جمال هذه البساتين والحدائق ، وأخلاقكم أخلاقٌ حسنة طيبة ، في عذوبة هذه الحدائق وطيبها .

4 - ولكم أيضا جمال الزهور التي تتمايل وتهتز مع نسمات الهواء فوق أغصانها الرطبة المبللة بالماء.

5 - ولكم قلوب رقيقة مرهفة تجعلكم نافعين لأنفسكم ولغيركم كقلب هذا النهر حينما يرقُّ للوديان والشِـعاب فيرويها بمائه العذب.



3- الصور البلاغية في الأبيات:-

1 – في قوله ( وطنٌ دعا) استعارة مكنية حيث شبه الوطن بإنسان ينادى وحذف المشبه به وأتى بصفة من صفاته وهى التكلم والنداء.

2 - في قوله ( فؤاد النهر) استعارة مكنية أيضاً حيث شبه النهر بإنسان له قلب يرق وحذف المشبه به وأتى بلازمٍ من لوازمه وهو الفؤاد.



*المصدر:

شبكة الفصيح (http://go.3roos.com/2ma5lx2c9tr)

لوليكي
06/06/2012, 08:56 AM
*** في يوم الشباب ***


اليوم يومُك في الشباب فنادِ ***** لا نوم بعدُ. ولا شهيُّ رقادِ

قل للذي يبغي الصلاحَ لقومهٍ ***** بنبيل صنعٍ أو شريفِ جهادِ

بالطبِّ أو بالشعر أو بكليهما ***** كل الجهودِ فداءُ هذا الوادي!

لا خير في قلمٍ اذا هو لَمْ يكنْ ***** حراً طهوراً كالشعاعِ الهادي

لا خير في طبٍّ اذا هو لم يزُرْ ***** ظلم الحياة كفرحةِ الأعيادِ

يا أيها الوطن الجريح وجرحه ***** بصميم كل حشاشة وفؤادِ

صبراً فنحن أساتك الرحماء في الـ ***** ـبأساءِ قد جئنا بكل ضمادِ

قل للبناةِ المصلحين ألا اخلقوا ***** شم الذرى ورواسخَ الأطوادِ

جيلاً من النشء القوِي إذا مشوا ***** رفعوا الرؤوسَ بعزةٍ وعنادِ

لا خير في الأرواحِ تسكن منزلاً ***** متهدما رثاً من الأجسادِ

لا خير في الأرواحِ تسكنُ موطناً ***** متخاذلاً لا يرتجى لجلادِ

أبَكَتْ عيونُكم الضعيفَ يصير في ***** ناب القوى فريسةَ استعبادِ

فتبينوا اذنِ الحقيقَةَ واعلموا ***** ان الطبيعةَ هكذا من عادِ

الجوُّ ملكُ النسر يغشاه على ***** ما يشتهي والغابُ للآسادِ

مهلاً بني قومي أتيت مذكراً ***** في ساحةٍ مجموعة الأشهادِ

واخجلتا مما نقدمه إذا ***** حان الحسابُ وجاء يومُ معادِ

أي الصحائف في غد وحسابكم ***** في ذمةِ الأبناءِ والأحفادِ

أيّ البلاد هو السعيد وأهله ***** يتنابذون تنابذ الأضدادِ

كل يعيش لنفسِه في أمةٍ ***** شقيتْ بطولِ تفرقِ الأفرادِ

فخذوا السبيلَ إلى الحياةِ تآلفاً ***** وتكاتفاً في رغبةٍ ووادادِ

خير الصحائف ما كتبتَ سطورَه ***** بيد الكفاح الحر لا بمدادِ

صونوا البلادَ وأدركوا فلاَّحَكم ***** كاد الحمى يغدو بغير عمادِ

حيران من مرضٍ إلى بؤسٍ الى ***** كربٍ تمر به بلاد تعدادِ

هذي دياركم وهذا نيلكم ***** هبة السماء ومنحة الآبادِ

هذي ديارُكمُ وهذي شمسُكم ***** طمعُ الغريب وحرقةُ الحسادِ

ومن المصائب في زمانك أن ترى ***** بلداً كثير مناهل الروادِ

والخيرُ مدرارٌ عليه وربه ***** جوعان محروم الرعاية صادِ!

والزرع نضر في الحقول وأهله ***** يتهيأون لمنجل الحصادِ!...

هذا زمانكم وذا ميدانكم ***** ماذا بكم من عدة وعتادِ؟..

نبغي شداد القوم قد شحذوا القوى ***** في ليل أحداث نزلن شدادِ

ونريد شباناً بمصر استعصموا ***** ومضوا يصدون الغريبَ العادي

ونريد اطفالاً اذا ما أُرضعوا ***** فرضاعهم وطنية بسهادِ

الطفل منهم مثل أمي أو أبي ***** شفتاه أول ما تقول بلادي!...

يُغذون في الأرحامِ حب بلادهم ***** لتكَون مصراً صرخة الميلادِ!

لوليكي
06/06/2012, 09:49 AM
** شرح أبيات من قصيدة في يوم الشباب **


* جو النص :

الشباب هم أمل الأمة ، وعماد نهضتها ، وبناة مستقبلها ، فهم قادة الغد، يحث بناة الشباب ،أن يبنوا شباباً قويأ يرفعون رؤوسهم فى عزة وإباء ،وعلينا أن نرضعهم حب مصر .


قل للبناةِ المصلحين ألا اخلقوا ***** شم الذرى ورواسخَ الأطوادِ

جيلاً من النشء القوِي إذا مشوا ***** رفعوا الرؤوسَ بعزةٍ وعنادِ

هذي دياركم وهذا نيلكم ***** هبة السماء ومنحة الآبادِ

هذي ديارُكمُ وهذي شمسُكم ***** طمعُ الغريب وحرقةُ الحسادِ

هذا زمانكم وذا ميدانكم ***** ماذا بكم من عدة وعتادِ؟..

نبغي شداد القوم قد شحذوا القوى ***** في ليل أحداث نزلن شدادِ

ونريد شباناً بمصر استعصموا ***** ومضوا يصدون الغريبَ العادي

ونريد اطفالاً اذا ما أُرضعوا ***** فرضاعهم وطنية بسهادِ

الطفل منهم مثل أمي أو أبي ***** شفتاه أول ما تقول بلادي!...

يُغذون في الأرحامِ حب بلادهم ***** لتكَون مصراً صرخة الميلادِ!

***

* المفردات :-


اخلقوا : ابنوا
هبة : منحة عطية
شم : المرتفعات ، م : أشم/ شماء
شحذوا : عبأوا قواهم
الذرى : أعالى الأشياء ، م : الذروة
سهاد : يقظة
رواسخ : ثوابت ، م : راسخ
نبغى : نريد
الأطوا: الجبال ، م : الطود
استعصم : تمسك واتحد
الأباد : مدى الدهر ، م : الأبد
العادى : المعتدى
عتاد : عدة كل شىء ، ج : أعتدة
الأرحام : بطون الأمهات ، م : الرحم


*الشرح :-


قل للبناةِ المصلحين ألا اخلقوا ***** شم الذرى ورواسخَ الأطوادِ

- يخاطب الشاعر الضمير الإنسانى طالبً منه ان يأمر البناة المصلحين أن يعدوا ويبنوا جيلا من الشباب عالى الهامات ، وثابتا مثل الجبال.


جيلاً من النشء القوِي إذا مشوا ***** رفعوا الرؤوسَ بعزةٍ وعنادِ

- هذا الجيل القوى إذا سار وتحرك فى سيل أمته ؛ فإنه يسير بإرادة وعزة وتصميم .


هذي دياركم وهذا نيلكم ***** هبة السماء ومنحة الآبادِ

* ثم يخاطب الشاعرُ الشباب قائلا :
- هذه بلادكم ، وهذا نيلكم العظيم الذى منحه الله لكم نعمة دائمة على مر الأزمان.


هذي ديارُكمُ وهذي شمسُكم ***** طمعُ الغريب وحرقةُ الحسادِ

- هذه بلادكم ، وهذه شمسكم الساطعة التى تضىء الكون ، وهى مطمع الغرباء الذين يأكل الحسد قلوبهم .


هذا زمانكم وذا ميدانكم ***** ماذا بكم من عدة وعتادِ؟..

- هذه أيامكم ، وهذا ميدان كفاحكم ؛ فلتعدوا العدة والأسلحة.


نبغي شداد القوم قد شحذوا القوى ***** في ليل أحداث نزلن شدادِ

* ثم يتحدث الشاعر بلسان الوطنية والجماعة فيقول :
- نريد أن يجمع الشباب قواتهم ؛ ليواجهوا الأحداث الشديدة بكل قوة.


ونريد شباناً بمصر استعصموا ***** ومضوا يصدون الغريبَ العادي

-نريد ان يصبح شباب مصر متمسكين ومتحدين ؛ ليواجهوا الغريب المعتدي.


ونريد اطفالاً اذا ما أُرضعوا ***** فرضاعهم وطنية بسهادِ

- نريد أن نهتم بأولادنا ونرضعهم حب الوطن واليقظة من أجله.


الطفل منهم مثل أمي أو أبي ***** شفتاه أول ما تقول بلادي!...

- لينطق الطفل أول ما ينطق بلادي مثلما ينطق ويقول أبي أو أمي.


يُغذون في الأرحامِ حب بلادهم ***** لتكَون مصراً صرخة الميلادِ!

- ويكون غذاؤهم فى أرحام أمهاتهم حب بلادهم فيأتون إلى الدنيا ، وتكون أول صرختهم ( مصر ) من شدة حبها.



* مواطن الجمال :-


= ( قل / اخلقوا ) : إنشائي ، أمر للحث والنصح .
= ( ماذا بكم من عدة وعتاد ؟ ) إنشائي ، استفهام للحث على الاستعداد
= ( شم الذرى ، ورواسخ الأطواد ) : كناية عن القوة والتمكن .
= ( جيلا من الشباب رفعوا الرءوس ) : كناية عن الشموخ والعزة .
= ( شحذوا القوى فى ليل أحداث نزلن شداد ) :كناية عن مواجهة الأحداث .
= ( رضاعهم وطنية وسهاد ) : استعارة مكنية .
= ( يغذون حب بلادهم ) : استعارة مكنية .
= ( الطفل منهم مثل أمي وأبي ) : تشبيه .
= من أساليب القصر : [ هذى دياركم – هذا زمانكم – لتكون مصرا صرخة الميلاد ] يفيد التخصيص والتوكيد .
= ( هذى دياركم ، وهذى شمسكم ) : محسن بديعى ، نوعه : حسن تقسيم يعطى جرسا
موسيقيا ، تطرب له الآذان ، ويجعل المعنى يستقر فى ذهن السامع.
= الفعل المضارع ( ينبغى – نريد – يغذون ) يفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة .
= التكرار يفيد التوكيد ، مثل : ( هذى )0 = ألا : للتنبيه .


* التعليق :-


= اللون الأدبى : شعر وطني.
= العاطفة : حب مصر وحب شبابها.
= التجربة الشعرية : عامة يعيشها كل من يحب الوطن.
= الوحدة العضوية : تحققت فى وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي وترابط الأفكار مع العاطفة
= ما يؤخذ على الشاعر : يجب ترتيب الأبيات 10 ، 9 لأنه فى البيت العاشر تحدث عن الغذاء فى الأرحام ثم عن صرخة الميلاد ، وفى البيت التاسع تحدث عن النطق وبدايات الكلام .



*المصدر:

النادي (http://go.3roos.com/htbug8y75um)

لوليكي
06/06/2012, 10:20 AM
*** إلى روح الشاعر ***


- ألقيت في حفلةالذكرى للشاعر المرحوم طانيوس عبده بعهد الموسيقى الشرقي يوم الثلاثاء 20 فبراير سنة 1934 م.


**********

موقفٌ حانَ فاغتنِمْ ***** وتخير مِن الكلمْ

كلَّ لفظٍ أورقَّ مِن ***** ضحكةِ الزهر للدِّيمْ

مستَمَدٍّ من الرُّبى ***** مُستعارٍ من الَنّسمْ

اجمعِ الآنَ طاقةً ***** غضَّةَ النور تبتسمْ

أُهدِها روحَ شاعرٍ ***** خالدٍ بالذي نَظمْ

***
قلمي! ما الذي لديكَ ***** من الخيرِ يا قلمْ؟!

قمْ فذكّر وناج قومَكَ ***** واخطُب وقل لهُمْ:

قل لأهل الغناءِ في كنف ***** المعهد الأَشمّ

ذلك الشاعرُ الذي ***** بات في خاطر الظُلمْ

هو منكم وفنُّهُ ***** علمَ الله فنكمْ

كان لجناً فصار ذكراً ***** كما يُذكَرُ الحُلمْ

انما الشعر مزهرٌ ***** قد حكى قصةَ الأممْ

وبأوتاره المنى ***** تتلاقى وتزدحمْ

هو نايٌ مُرجَّعٌ ***** لشجيٍّ وما كتمْ

هو قيثارةُ الزمان ***** ونجواه مِنْ قِدَمْ

هو أنشودة الحياةِ ***** وفيضٌ من النغمْ

***
أيها المعهد الذي ***** بلغ المجدَ واستتمّ

كلُّ لحنٍ مذكرٍ ***** أشعل القلب فاضطرمْ

نظمته يدُ الأسى ***** وقًعته يدُ السقمْ

وأناشيدكم وما ***** صاغه الفنُّ من عِظمْ

هي أنّاتُ أنفسٍ ***** بالمقادير ترتَطِمْ

وصباباتُ أعينٍ ***** يشهدُ الليل لَم تنمْ

وأغانيكمْ التي ***** هي في قمةِ القمَمْ

هي آهاتُ شاعرٍ ***** عرف الحبَّ والألمْ!

***
ذلك الشاعرُ الذي ***** روحهُ الآن بينكمْ

لكأني أراه حَيّاً ***** وألقاهُ عن أمَمْ

وهو في ذروة الشباب ***** وفي خفةِ القَدَمْ

غاشياً كلَّ منتدى ***** عاليَ الرأسِ محترمْ

كلما قال شعرَه ***** غمر السهلَ والعلمْ

دافقاً ليس ينتهي ***** أبداً سيلُه العرمْ

باذلاً للصديق والأ ***** هلِ كلّ الذي غِنَمْ

***
زوجه والبنون هُم ***** مجدهُ والرجاءُ هُمْ

درجوا في ذَرَا العلا ***** نوَّروا في رُبى النعمْ

نشأوا في حِمى العفافِ ***** وجلُّوا عن التُّهمْ

***
حين ظنوا بأنَّ ما ***** أمَّلوا في الزمانِ تمْ

إذ شكا الضعفَ سيد ***** البيتِ خارت به الهممْ

نام في حصنهِ الضَّنى ***** وعلى صدره جَثمْ

واذَا بالطيور قد ***** دخل الموتُ وكرهُمْ

شِبْهَ لصٍّ مخادعٍ ***** غشىَ البيت فالتهَمْ

وإذا الفاقةُ الجريئةُ ***** تَطْغَى وتَنْتَقِمْ

صنعتْ في رجائهمْ ***** فعلَة الذئبِ بالغنمْ

كأتونٍ مستعَّرٍ ***** غاضبٍ ينثرُ الحُمَمْ!

مَن رأى البؤسَ إن عدا! ***** مَنْ رأى الضنك إن هَجَمْ؟

مَن رأى العفةَ العريقةَ ***** بالدهر تصطدمْ؟!

***
أُمَّتي! ليس يُهزَمُ الفنُّ ***** في أمَّة الشَّمَمْ

أُمَّتي! ليس يخذلُ الجُودُ ***** في أمَّة الكرَمْ

أُمَّتي! أُمَّةُ العلا ***** وأبي الهول والهرَمْ

لوليكي
06/06/2012, 12:35 PM
*** ساعة التذكـــار ***



شَجنٌ على شَجنٍ وحرقةُ نارِ ***** مَنْ مُسعدِي في ساعةِ التذكارِ

قُمْ يا أميرُ! أفِضْ عليَّ خواطراً ***** وابعث خيالَك في النسيم الساري

واطلع كعهدك في الحياةِ فراشةً ***** غراءَ حائمةً على الأنوارِ

يا عاشقَ الحرية الثكلى أَفِقْ ***** واهتفْ بشعرك في شباب الدارِ

يا مَنْ دعا للحق في أوطانهِ ***** ومضى ليهتفَ في ديار الجارِ

الشامُ جازعةٌ ومصرُ كعهدها ***** نهبُ الخطوبِ قليلةُ الأنصارِ

والحظُّ أطمارٌ كما شاءَ البلَى ***** والعيشُ رثٌّ والسنونُ عوارِ

***

عامٌ مضى يا للزمان وطيِّه ***** فينا ويا لسواخر الأقدارِ!

عامٌ مضى وكأنّ أمس نعيُّه ***** يا ما أقلَّ العامَ في الأعمارِ!

أيْنَ الامارة والأميرُ ودولةٌ ***** مبسوطةُ السلطان في الأمصارِ

خمسون عاماً وهي وارفة الجنَى ***** تحت الربيعِ دؤوبة الأثمارِ!

مَدَّ الخريفُ على الرياض رواقةُ ***** ومضى الربيعُ الضاحكُ النّوارِ!

***
هيهات أنسى قبلَ بينك ساعةً ***** جمعتْ صحابَك في غروب نهار(1)

والشمس في سقم الغروب وأنتَ في ***** لونِ الشحوب معصفرٌ ببهارِ

منحتْ وقد ذهبت شعاعاً غارباً ***** كسناكَ طوّافاً على السّمارِ

تشكو ليَ الضعفَ الملمَّ لعلَّ في ***** طبي مقيلاً مِن وشيكِ عثارِ

وكشفتَ عن متهدِّمٍ جال الردى ***** متهجماً في صَرحه المنهارِ

فرأيتْ ما صنع الضنى في صورةٍ ***** حالتْ، وخلى هيكلاً كإطارِ

ووجمتُ! المحُ في الغيوب نهايةً ***** وأرى بعينيَ غايةَ المضمارِ

وأرى النبوغَ وقد تهاوى نجمُه ***** والعبقريةَ وهي في الإِدبارِ!

أوَ لم يكن لك من زمانِك ذائداً ***** وثباتُ ذهنٍ ماردٍ جبارِ؟

أوَ لَمْ يكن لكَ من حِمامِك عاصًماً ***** ذاك الجبينُ مكللاً بالغارِ؟

وليَّتَ في إثر الذين رثيتهُم ***** واقمتَ فيهم مأتمَ الأشعار

وسُقيتَ من كأسٍ تطوف بها يدٌ ***** محتومةُ الاقداح والأدوارِ

والدهرُ يقذف بالمنايا دفقَّاً ***** فمضيتَ في متدفق التيارِ

***

في ذمة الأجيالِ ما غنَّت به ***** قيثارةٌ سحريةُ الاوتارِ

صدحتْ بألحان الحياة ووقَّعتْ ***** أنغامَها المحجوبة الأسرارِ

والفنُّ ما حاكى الطبيعةَ آخذاً ***** منها ومن إعجازها بغرارِ

مسترسلاً رحباً كعينٍ ثرّةٍ ***** شتى السيولِ سحيقةِ الأغوارِ

متعالياً حتى الأشعةِ مشرقاً! ***** متألقاً كالكوكبِ السيَّارِ!

***

شوقي! نظمتَ فكنت برّاً خيِّراً ***** في أمة ظمأى إلى الأخيارِ!

أرسلتَ شعرَك في المدائن هادياً ***** شبهَ المنارِ يطوف بالأقطارِ

تدعو إلى المجد القديمِ وغابرٍ ***** طيّ القرون مجلَّلٍ بوقارِ!

تدعو لمجدِ الشرق: تجعل حبَّهُ ***** نصبَ القلوبِ وقبلةَ الأنظار!

تبكي العراقَ اذا استُبيحَ ولا تضنّ ***** على الشآم بمدمعٍ مدرارِ

وترى الرجالَ وقد أُهين ذمارهم ***** خرجوا لصون كرامةٍ وذمارِ

فلو استطعتَ مددتَ بين صفوفهم ***** كفّاً مضرجةً مع الاحرارِ!

***

ما زلتَ تُبعثُ في قريضِكَ ثاوياً ***** أو ماضياً حَفِلاً بكلِّ فخارِ

حتى اتُّهمتَ فقالَ قومٌ: شاعرٌ ***** ناجى الطلولَ وطاف بالآثارِ!

فجلوتَ ما لَم يشهدوا، ورسمت ما ***** لَم يعهدوا من معجز الأفكار!

شيخٌ يدبُّ إلى الأصيل وقلبُهُ ***** وجناُنهُ في نضرة الأسحارِ

ويحسُّ تبريحَ الصبابَةِ واصفاً ***** مجنونَ ليلى في سحيقِ قفارِ

ويروح يبعث كليوباترا ناشراً ***** تلك العصور وطيفَها المتواري!

ويرى الحياةَ الحبَّ والحبَّ الحياة! ***** هما شعارُ العيش أيُّ شعارٍ


(1) : يشير إلى اجتماع مجلس (جمعية أبولو) في كرمة ابن هاني في يوم 10 أكتوبر سنة 1933 م.

لوليكي
06/06/2012, 12:38 PM
** تابع لقصيدة ساعة التذكــار **

- ألقيت في حفلة الذكرى التي أقامتها جماعة الأدب المصري باسكندرية لمرور عام على وفاة المرحوم أحمد شوقي بك.
ولعلك حين تقرأ القصيدة , ترى فيها مدحاً كأنه لحي, ومع ذلك يمضي ناجي معدداً مناقب شوقي, مستحضراً , أحزانه وأشواقه على فقده ، جاعلاً من موت شوقي ليس فقداً شخصياً فحسب ,إنما فقد على مستوى الجيل بأكمله.

لوليكي
07/06/2012, 07:09 AM
*** دين الأحياء ***


- ألقيت في حفلة مسرح رمسيس بالقاهرة لذكرى العام الأول على وفاة المرحوم أحمد شوقي.


**********


دَينٌ . . . وهذا اليومُ يومُ وفاءِ ***** كم منَّةٍ للميْتِ في الاحياءِ!

إن لَم يكن يُجزَى الجزاءَ جميعَه ***** فلعلَّ في التذكار بعضَ جزاءِ

يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها *****مستوحشاً في غربةٍ وتنائي

هل كنتَ قبلاً تستشفّ سكونَها ***** وترى مقامَك في العراء النائي

فأتيتَ - والدنيا سرابٌ كلها- ***** تروي حديثَ الحبِّ في الصحراءِ

ووصفتَ قيساً في شديدِ بلائه ***** ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ

ظمآن حين الماء ليلى وحدَها ***** عزَّت عليه ولَم تُتح لظماءِ!

هيمان يضرب في الهواجر حالماً ***** بظلال تلك الجنة الفيحاءِ

فاذا غفا فلطيفها، وإذا هفا ***** فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ

يا للقلوب لقصةٍ بقيت على ***** قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ

هي قصةُ الطيف الحزين، وصورةُ ***** القلب الطعين، مجللاً بدماءِ

هي قصةُ الدنيا، وكم من آدم ***** منا له دمعٌ على حوّاءِ

كل به قيسٌ إذا جنَّ الدجى ***** نزع الإباءَ وباح بالبرحاءِ

فاذا تداركه النهارُ طوى المدا ***** معَ في الفؤاد وظُنَّ في السعداءِ

لا تعلم الدنيا بما في قلبه ***** من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاءِ

كلٌّ له "ليلى" ومن لَم يَلقها ***** فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ

كلٌّ له "ليلى" يرى في حبها ***** سرّ الدُّنى وحقيقة الأشياءِ

ويرى الأماني في سعير غرامها ***** ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ

الكونُ في احسانها والعمرُ عند ***** حنانها، والخلدُ يومُ لقاءِ

يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ ***** لم تُروَ إلاَّ روِّحَتْ ببكاءِ

خلُدت على الدنيا وزادت روعةً ***** ممّا كساها سيدُ الشعراءِ

خلدتْ على الدنيا وزادت روعةً ***** من جودة التمثيل والإلقاءِ

من فنّ (زينبها) ومن (علاّمها) ***** زين الشباب وقدوةِ النبغاء

لوليكي
07/06/2012, 07:27 AM
*** الأجنحة المحترقة ***


يا أمتي كم دموعٍ في مآقينا ***** نبكي شهيديك أم نبكي أمانينا؟!

يا أمتي إن بكينا اليوم معذرةً ***** في الضعفِ بعضُ المآسي فوق أيدينا

واهاً على السرب مختالاً بموكبه ***** وللنسور على الأوكار غادينا

قالوا الضباب فلم يعبأ جبابرة ***** لا يدركون العلا إلاّ مضحِّينا

((والمانش )) يعجب منهم حينما طلعوا ***** على غوارِبِهِ الحرى مطلِّينا

فاستقبلتهم فرنسا في بشاشتها ***** تجزي البسالة ورداً أو رياحينا

قالوا النسور فهبَّ القومُ وادَّكروا ***** نسراً لهم ملأَ الدنيا ميادينا

وهلل ((السِّين)) إذ هلَّت طلائعنا ***** طلائع المجد من أبناء وادينا

حان الأمانُ ووافَى السربُ فافتقدوا ***** نسرين ظنوهما قد أبطآ حينا

لكنه كان إبطاءَ الرَّدى فهما ***** لما دعا المجد قد خَفَّا ملبينا

فلبيكِ من شاء وليُشبعْ محاجرَهُ ***** ولينتحبْ ما يشاءُ الحزنَ باكينا

يبكي الحبيب وتبكي فقد واحدها ***** من لا ترى بعده دنيا ولا دينا

هُنيهة ثم يسلو الدمعَ ساكبُه ***** لا يدفعُ الدمع شيئاً من عوادينا

فكلما حلَّ رزءٌ صاحَ صائحُنا: ***** فداك يا مصر لا زلنا قرابينا

فداك يا مصر هذا النجم منطفئاً ***** والنسر محترقاً والليث مطعونا!

لوليكي
07/06/2012, 07:35 AM
*** عتــــــــــــــــاب ***


هجرتِ فلم نجد ظلاً يقينا ***** أحُلماً كان عطفُكِ أم يقينا؟

أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ ***** أرى أيامَهُ لا ينتهينا

لقد أسرفتِ فيه وجُرتِ حتى ***** على الرَّمق الذي أبقيتِ فينا

كأن قلوبنا خُلِقَت لأمرٍ ***** فمذْ أبصرنَ من نهوى نسينا

شُغِلْنَ عن الحياة ونِمْنَ عنها ***** وبِتن بمنْ نحبُّ موكلينا

فإن مُلِئت عروق من دماءٍ ***** فإنَّا قد ملأناها حنينَا!

لوليكي
07/06/2012, 07:40 AM
*** أصوات الوحدة ***


يا وحدتي جئت كي أنسَى وهاءنذا ***** ما زلتُ أسمعُ أصداءً وأصواتا

مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ ***** يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا!

جَرَّتْ عليَّ الأماني مِنْ مجاهلِها ***** وجمَّعَتْ ذِكَراً قد كُنَّ أشتانا

ما أَسْخَفَ الوحدةَ الكبرى وأضيعهَا ***** إذا الهواتف قد أرجعن ما فاتا

بَعثن ما كان مطويّاً بمرقدهِ ***** ولم يزَلْنَ إلى أن هبَّ ما ماتا

تلفَّتَ القلبُ مطعوناً لوحدته ***** وأين وحدته؟ باتتْ كما باتا!

حتى إذا لم يجدْ ريّاً ولا شبعاً ***** أفضى إلى الأمل المعطوب فاقتاتا!

لوليكي
07/06/2012, 07:53 AM
( من شعر الصبـــــا )


*** الختــــــــــــــام ***


عجباً لقلبٍ هيض منكَ جناحُهُ ***** وجرى به نصلُ الندامةِ يذبحُ

ومضى الحِمامُ يدبُّ فيه فإن جرتْ ***** ذكراك طار إليك وهو مجنَّحُ

لهفي على الناقوس بين جوانحي ***** وعلى بقيةِ هيكلٍ لا تصلحُ

لا فرق بين أنينه ورنينهِ ***** وصداه في وادي المنيةِ أوضحُ

يا قلب! صهباء الهوى وبساطه ***** وكؤوسه المتجاوبات الصُّدَّحُ

وقفٌ على متنقلين على الهوى ***** يبغون من لذّاته ما يسنحُ

متبدِّلين موائداً وأحبةً ***** ما خاب من حب فآخر يفلحُ

فالحبُّ آسيه وراء عليله ***** فيهم، وبلسمه على ما يجرحُ

يا قلبُ! ويح ثباتنا ماذا جنى ***** أترى شعاعاً في البقيةِ يُلمحُ!

***

يا أيها الحبُّ المقدَّسُ هيكلاً ***** ذاق الردى من عابديك مسبحُ

كثرت ضحاياه وطال قياُمه ***** وصيامه فمتى رضاءَك تمنحُ؟

يا دوحة الأرواح يُحمد عندها ***** فيءٌ ويعبد زهرُها المتفتحُ

أينال ظلَّك والرعايةَ عابثٌ ***** بجلالك البادي وآخر يمزحُ

ويبيت يحرمه قتيل صبابةٍ ***** قضّى الحياةَ إلى ظلالك يطمحُ

ليلى! حببتُكِ كالحياة وذقتُ في ***** ناديك كأساً بالأماني تطفحُ

فتكسرت قدح المنى ورجعتُ من ***** سقم الهوى وهزاله أترنحُ

نزل الستار على الرواية وانقضتْ ***** تلك الفصولُ وفُضَّ ذاك المسرحُ

لوليكي
07/06/2012, 10:14 AM
*** الدكتور زكي مبارك ***


- في سنتريس وفي الأزهر وفي باريس ( ألقيت في حفلة تكريميه بمسرح الهمبرا بالقاهرة ).


**********

تحت عين الصباح والأنوارِ ***** ورقيق الأنداء والأسحارِ

في حمى سنتريس شبَّ غلامٌ ***** شاعريُّ الكلام والأنظارِ

أزرق العين هادئ هدأة البحر ***** بعيد الرضى! بعيد القرارِ!

ساهم يلمح السحائب في الأفق ***** بعين عميقة الأغوارِ

***
شبَّ في جيرة النسائم والزهر ***** وفي صحبة الغدير الجاري

ونضيرِ الحقول والعشب المخضلَّ ***** يكسو شواطئ الأنهارِ

ومصيخاً إلى غناء السواقي ***** شاكياتٍ سواخرَ الأقدارِ

باكياتٍ على الصبا والأماني ***** والهوى والنوى وبعدِ المزارِ

غير أن الذي شكا خطبه الأهلُ ***** وأمسى حديثَ جارٍ وجارِ

انَّ ذاك الفتى الوديعَ الطهورَ القلب ***** في رقة النسيم الساري:

مغرمٌ بالعصا! فلو خلف سورٍ ***** لتخطى شواهق الأسوارِ

ولأجل العصا سطا على الأفرع الخضراء ***** زانت بواسق الأشجارِ

ولأجل العصا سطا على خشب البيت, ***** طموحاً حتى لِباب الدارِ

ولو أنَّ العصيَّ عزَّت عليه ***** لتمنَّى حتى عصا التسيارِ

***
ان تلك العصا لرَمزٌ على القوة ***** في قلب ماردٍ جبّارِ

لا يرى القرية الصغيرة كفؤاً ***** لكبار الآمال والأوطارِ

ساخراً من هدوئها مستعداً ***** لصراع الخطوب والأخطارِ

أين يمضي ؟! للأزهر الشامخ الرأس, ***** القويّ الباقي على الأدهارِ

مطلع عبده وسعداً ورهط المجد ***** والبأس والعلى والفخارِ

***
فرح الأهلُ بالغلام الذي صار ***** حديثاً في ندوة السُّمارِ

عمّموه وقفطنوه فأمسى ***** أمل القوم , فارس المضمارِ

ومضى يطلب العلوم وحيداً ***** موحشاً قلبهُ , غريبَ الدارِ

ناظراً في هوامشٍ تأكل العقل ***** وتبلي نواضر الأبصارِ

لا يبالي الطوى ولا يحفل الأقدار ***** جاءت بكل أمرٍ ضاري

لا يبالي غداة يصغي إلى الشيخ ***** وللشيخ هالة من وقارِ:

أحصيرٌ ممزقٌ أم حريرٌ *****مقعد للمجاهد الصبَّارِ

آهِ من هاته الشدائد فهي النار ***** تبلو القلوب في الأخيارِ

إنَّ قلب العظيم ياقوتةً تسمو ***** سمّواً وتزدهي بالنارِ!

أي شيء في الدهر كالألم الجبار ***** يجلو ضمائر الأحرارِ؟!

***
عجبي من ((مجاور)) ضاق بالأزهر *****واحيرة النفوس الكبارِ

ثم أمسى مطربشاً واكتسى البذلة ***** ما بين ليلةٍ ونهارِ

ثم ضاقت بهمه مصر فاشتاق ***** لغير الأوطان في الأمصارِ

ضمَّ أشياءه اليه, وأضحى ***** في سفينٍ تجوب عرض البحارِ

ثم أمسة مبرنطاً يقصد السين ***** ويغزو مدينة الأنوارِ

***
والذي يبعث السرور ويدعو ***** كلًّ نفس للزهو والإكبارِ

رجلٌ ما ازدهته فتنهُ باريس ***** وما في باريس من أسرارِ

ظلَّ في ذلك الحمى مصرياً ***** عربيَّ الحياة والأفكارِ

كلما هبَّت الغواني عليه ***** ضاق ذرعاً بالغادة المعطارِ

يزفر الزفرة العنيفة ترمي ***** من لظاها فحمَ الدُّجى بشرارِ

يذكر النيل, والأحبة بالنيل ***** ويشدو برائع الأشعارِ

كرّموا نابغيكمو واعرفوهم ***** فضياع النبوغ في الإِنكارِ

فزكيّ مباركٌ شعلة في ***** مصر تهدي شبابها كالمنارِ

قسماً لو يُتاح لي الغارُ كللت ***** بكفي جبينُه بالغارِ

لوليكي
07/06/2012, 10:19 AM
*** على البحر ***


- من شعر الصبّا قاله الناظم في الثالثة عشرة من عمره.



**********


هل أنتِ سامعةٌ أنيني ***** يا غايةَ القلب الحزينِ

يا قِبلة الحب الخفيِّ ***** وكعبة الأمل الدفينِ

إني ذكرتك باكياً ***** والأفق مُغبّر الجبينِ

والشمس تبدو وهي تغرب ***** شبه دامعة العيون

أمسيتُ أرقُبها على ***** صخر وموج البحر دوني

والبحر مجنون العبابِ ***** يهيج ثائره جنوني

ورضاكِ أنتِ وِقايتي ***** فاذا غضبتِ فَمَن يقيني!

لوليكي
07/06/2012, 10:24 AM
*** كــــلانــــــا ***


- من شعر الصبا .


**********


كلانا عليل فلا تجزعي ***** ودمعك سبقت له أدمعي

وان كان بين ضلوعك نار ***** فنار الصبابة في أضلعي

وان كان نجم هنائك غاب ***** فنجم هنائي لَم يطلع ...







* المصادر لجميع القصائد السابقة :-


- المرجع الأساسي كتاب الأعمال الكاملة الذي يضم دواوين الشاعر إبراهيم ناجي ومن ضمنه ديوان ((( وراء الغمام - 1934م )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)

- adab.com (الموسوعة العالمية للشعر العربي) (http://go.3roos.com/hwi7tg5hpgj)

- أدب العرب (http://go.3roos.com/9wd8lpoah2x)

لوليكي
07/06/2012, 04:52 PM
قصائد الديوان الثاني ((( ليالي القاهرة - 1944م )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)


ديوان "ليالي القاهرة" فيه تصوير للظلام العصيب الذي خيّم على القاهرة إبّان الحرب العالمية الثانية التي اندلعت في العام 1939 حيث أمضت مصر أسوأ أيامها ولياليها في أجواء من الكآبة والحزن. يقع القارئ في هذا الديوان على ملحمة "الأطلال" وملحمة "السراب" وهي قصائد طويلة تعبّر وجدان الشاعر وتصوّر آلامه وهواجسه، وهي في مجملها امتداد لديوان الأول لولا أنها تتضمن بعض أشعار المديح والرثاء والتكريم وغيره من شعر المناسبات الذي تفرضه ظروف كل مجتمع.

لوليكي
07/06/2012, 06:41 PM
*** في الظلام ***


أليلاي ما أبقى الهوى فيّ من رشدِ ***** فردي على المشتاقِ مهجتَه ردِّي

أينسى تلاقينا وأنت حزينةٌ ***** ورأسك كابٍ من عياءٍ ومن سهدِ

أقول وقد وسّدتُه راحتي كما ***** توسّد طفلٌ متعبٌ راحة المهدِ..

تعاليْ إلى صدرٍ رحيبٍ وساعدٍ ***** حبيبٍ وركنٍ في الهوى غير منهدِ

بنفسي هذا الشعر والخُصَل التي ***** تهاوت على نحرٍ من العاجِ مُنقدِ

ترامتْ ما شاءتْ وشاء لها الهوى ***** تميل على خدٍّ وتصدفُ عن خدِ

وتلك الكروم الدانيات لقاطفٍ ***** بياض الأماني من عناقيدها الرّبْدِ

فيا لك عندي من ظلامٍ محببٍ ***** تألق فيه الفرقُ كالزمن الرغد

ألا كُلُّ حسنٍ في البرية خادمٌ ***** لسلطانة العينين والجيدِ والقدِّ

وكل جمالٍ في الوجود حياله ***** به ذلةُ الشاكي ومرحمةُ العبدِ

وما راع قلبي منك إلا فراشةٌ ***** من الدمعِ حامتْ فوق عرش من الوردِ

مجنحةٌ صيغتْ من النور والندى ***** ترفُّ على روضٍ وتهفو إلى وردِ

بها مثل ما بي يا حبيبي وسيِّدي ***** من الشجن القتال والظمأ المُردي

لقد أقفر المحرابُ من صلواته ***** فليس به من شاعرٍ ساهرٍ بعدي

وقفنا وقد حان النوى أي موقفٍ ***** نحاول فيه الصبرَ والصبرُ لا يجدي

كأن طيوفَ الرعبِ والبين موشكٌ ***** ومزدحمَ الآلامِ والوجدُ في حشدِ

ومضطرمَ الأنفاسِ والضيقُ جاثمٌ ***** ومشتبك النجوى ومعتنق الأيدي:

مواكب حُرس في جحيم مؤبد ***** بغير رجاءٍ في سلام ولا برد

فيا أيكة مدّ الهوى من ظلالها ***** ربيعاً على قلبي وروضاً من السعد

تقلصتِ إلا طيفَ حبٍّ محيّرٍ ***** على درجٍ خابي الجوانب مسودِّ

تردَّدَ واستأنى لوعد وموثقٍ ***** وأدبرَ مخنوقاً وقد غص بالوعدِ

وأسلمني لليلٍ كالقبرِ بارداً ***** يهب على وجهي به نفسُ اللحدِ

وأسلمني للكون كالوحش راقداً ***** تمزقني أنيابُه في الدجى وحدي

كأن على مصر ظلاماً معلقاً ***** بآخر من خابي المقادير مربدِ

ركودُ وإبهامٌ وصمتٌ ووحشةٌ ***** وقد لفها الغيبُ المحجبُ في بُردِ

أهذا الربيعُ الفخمُ والجنةُ التي ***** أكاد بها أستافُ رائحةَ الخلدِ

تصيرُ إذا جن الظلامُ ولفها ***** بجنحٍ من الأحلام والصمتِ ممتدِّ

مباءةَ خمّارٍ وحانوتَ بائعٍ ***** شقيِّ الأماني يشتري الرزق بالسهدِ

وقد وقف المصباحُ وقفة حارس ***** رقيب على الأسرارِ داعٍ إلى الجدِّ

كأن تقياً غارقاً في عبادةٍ ***** يصوم الدجى أو يقطع الليلَ في الزهدِ

فيا حارس الأخلاق في الحيِّ نائمٌ ***** قضي يومَه في حومة البؤسِ يستجدي

وسادته الأحجارُ والمضجعُ الثرى ***** ويفترش الافريزَ في الحر والبردِ

وسيارةٌ تمضي لامر محجبٍ ***** محجبة الأستار خافية القصدِ

إلى الهدف المجهولِ تنتهبُ الدجى ***** وتومض ومض البرق يلمع عن بُعدِ

متى ينجلي هذا الضنى عن مسالكٍ ***** مرنقة بالجوع والصبرِ والكدِّ

ينقبُ كلبٌ في الحطام وربما ***** رعى الليل هوٌّ وساهرٌ وغفا الجندي

أيا مصر ما فيك العشية سامرٌ ***** ولا فيك من مصغِ لشاعرك الفردِ

أهاجرتي، طال النوى فارحمي الذي ***** تركتِ بديدَ الشملِ منتثرَ العقدِ

فقدتكِ فقدانَ الربيعِ وطيبَهُ ***** وعدتُ إلى الإعياء والسقم والوجدِ

وليس الذي ضيعتُ فيك بِهَيِّنٌ ***** ولا أنتِ في الغيّاب هينة الفقدِ

***

بعينيك استهدي فكيف تركتني بهذا ***** الظلام المطبق الجهم أستهدي

بورْدِكِ أستسقي فكيف تركتني ***** لهذي الفيافي الصم والكثب الجردِ

بحبكِ استشفي فكيف تركتني ***** ولم يبق غير العظم والروح والجلدِ

وهذي المنايا الحمر ترقص في دمي ***** وهذي المنايا البيض تختل في فودي

وكنت إذا شاكيت خففت محملي ***** فهان الذي ألقاه في العيش من جهدِ

وكنت إذا انهار البناءُ رفعتُهُ ***** فلم تكنِ الأيامُ تقوى على هَدِّي

وكنت إذا ناديتُ لبيْتِ صرختي ***** فوا أسفا كم بيننا اليوم من سدِّ

سلامٌ على عينيك ماذا اجنتا ***** من اللطف والتحنان والعطف والودِّ

إذا كان في لحظيك سيفٌ ومصرعٌ ***** فمنكِ الذي يحي ومنكِ الذي يردي

إذا جُرِّدا لم يفتكا عن تعمدٍ ***** وإن أغمدا فالفتك أروع في الغمدِ

هنيئاً لقلبي ما صنعتِ ومرحبا ***** وأهلا به إن كان فتكُكِ عن عمدِ

فإني إذا جن الظلامُ وعادني ***** هواك فأبديتُ الذي لم أكن أبدي

وملتُ برأسي باكياً أو مواسياً ***** وعندي من الأشجان والشوقِ ما عندي

اقبل في قلبي مكاناً حللتِه ***** وجرحاً أناجيه على القرب والبعدِ

ويا دار من أهوى عليكِ تحية ***** على أكرم الذكرى على أشرف العهدِ

على الأمسيات الساحرات ومجلسٍ *****كريمِ الهوى عفِّ المآرب والقصدِ

تنادُمنا فيه تباريحُ معشرٍ ***** على الدم والأشواك ساروا إلى الخلدِ

دموعٌ يذوب الصخر منها فإن مضوا ***** فقد نقشوا الأسماءَ في الحجرِ الصلدِ

وماذا عليهم إن بكوا أو تعذبوا ***** فإن دموعَ البؤسِ من ثمنِ المجدِ ..

لوليكي
07/06/2012, 06:42 PM
*** أنــــــوار ***


طابت بكِ الأيامُ وافرحتاه ***** أنتِ الأمانيْ والغنى والحياهْ

فليذهبِ الليلُ غفرنا لهُ ***** ما دام هذا الصبح عقبى دجاهْ

يا من غَفَتْ والفجرُ من دارِها ***** شعشعَ في الآفاق أبهى سناهْ

قد طرق الباب فتىً متعبُ ***** طال به السير وكلَّت خطاهْ

نقَّل في الأيام أقدامَهُ ***** يبغي خيالاً ماثلاً في مناهْ

عندك قد حطّ رحال المنى ***** وفي حمى حسنِك ألقى عصاهْ

كم هدأ الليلُ وران الكرى ***** إلا أخا سهدٍ يغنِّي شجاهْ

ناداك من أقصى الربى فاسمعيْ ***** لمن على طول اللياليْ نداهْ

نادى أليفاً نام عن شجوهِ ***** عذبٌ تجنيه عزيزٌ جناهْ

أحبَّكِ الحبُّ وغنّى بهِ ***** عفَّ الأمانيْ والهوى والشفاهْ

وإنما الحبُّ حديثُ العلى ***** أنشودة الخلدِ ونحنُ الرواهْ ..

لوليكي
08/06/2012, 06:21 AM
*** أحلام سوداء ***


رُبَّ ليلٍ قد صفا الأفق بهِ ***** وبما قد أبدعَ اللهُ ازدهرْ

وسرى فيه نسيمُ عَبِقٌ ***** فكان الليلَ بُسْتَانٌ عَطِرْ

قلتُ: يا رب لمن جمَّلته ***** ولمن هذي الثريات الغررْ..؟

فعرا الأفقَ قَتامٌ وبَدَتْ ***** سحبٌ تحبو إلى وجهِ القمرْ

كلما تقرب تمتد لهُ ***** كأكفٍّ شرهاتٍ تنتظر

صحت بالبدر: تنبَّهْ للنذرْ ***** أدركِ الهالةَ حفت بالخطرْ

لا تبحْ مائدة النور لهم ***** لا تبحْها لسوادٍ معتكرْ

قهقه الرعدُ ودوَّى ساخراً ***** فكأنَّ الرعدَ عربيدٌ سكرْ

قمتُ مذعوراً وهمت قبضتي ... ***** ثم مدت، ثم ردت من خَوَرْ

لهف القلب على الحسن إذا ***** قهقه الغربانُ والذِّئبُ سخرْ

تحتمي الوردةُ بالشوكِ فإن ***** كثر القطافُ لم تغنِ الابرْ

آهِ من غصنٍ غنيٍّ بالجنى ***** ومِن الطامع في ذاك التمرْ

آه من شك ومن حب ومن ***** هاجساتٍ وظنونٍ وحذرْ

كست الأفقَ سواداً لم يكن ***** غيرَ غيمٍ جاثمٍ فوق الفكرْ

طالما قلت لقلبي كلما ***** أنَّ في جنبي أنينَ المحتضرْ

إن تكن خانتْ وعقَّت حبَّنا ***** فأضِفْها للجراحاتِ الأخرْ

لوليكي
08/06/2012, 09:23 AM
*** الميعاد الضائع ***


- (( في ليلة من ليالي القاهرة العصيبة , وقفت تنتظره ,ولكن حال بينهما القدر ,وأقبل هو بعد ذهابها, فتخيل فزعها , ووحدتها , وحاجتها إليه , فجاءت هذة القصيدة عرضاً لتلك الخواطر)).



**********



يا من طواها الليلُ في بَيْدائه ***** روحاً مفزعة على ظلمائهِ

تتلفتين إليَّ في أنحائه ***** لهف الفؤاد على الشريد التائه

***

إن تظمئي ليَ كم ظمئت إليكِ ***** جمع الوفاءُ شقيةً وشقيا

يا منيتي قست الحياة عليك ***** وجرت مقادرها الجسام عليا

***

أسفاً عليكِ وأنت روحٌ حائرٌ ***** والكونُ أسرارٌ يضيق بها الحجى

تجتاز عابرة ويسرع عابر ***** وتمر أشباح يواريها الدجى

***

في وجنتيك توهج وضرام ***** وبمقلتيك مدامع وذهول

وكذا تمر بمثلكِ الأيامُ ***** مجهولةً وعذابها مجهول

***

ولّيتِ قبل لقائنا يا جنتي ***** لم تظفري مني بقول مسعد

وكعادةِ الحظِّ الشقيِّ وعادتي ***** أقبلت بعد ذهاب نجمي الأوحد

***

تتعاقب الأقدار وهي مسيئةٌ ***** كم عقنا ليل وخان نهار

وكأنما هذا الفضاء خطيئة ***** وكأن همسَ نسيمِه استغفار

***

وكأنه أحزانُ قومٍ ساروا ***** هذي مآتمهم وثم ظلالها

عفتِ القصور وظلت الأسوار ***** كمناحة جمدت وذا تمثالها

***

ران السواد على وجودِ الدورِ ***** وسرى إليّ نحيبُها والأدمع

وكأنني في شاطئ مهجورِ ***** قد فارقتهُ سفينةٌ لا ترجع

***

حملتْ لنا أملاً فلما ودَّعت ***** لم يبقَ بعد رحيلها للناظر

إلا خيال سعادة قد أقلعت ***** ووداع أحبابٍ ودمع مسافر

لوليكي
08/06/2012, 11:51 AM
*** اثنان في سيارة ***



العمرُ أكثرهُ سدى وأقلُّهُ ***** صفوٌ يتاحُ كأنه عمران

كم لحظةٍ قصرت ومدت ظلَّها ***** بعد الذهاب كدوحة البستانِ

وتمر في الذكرى خيالُ شباَبها ***** فكأن يقظَتها شبابٌ ثاني

مَنْ ذلك الطيف الرقيق بجانبي ***** كفّاه في كفَّيَّ هاجعتانِ

لكأننا والأرضُ تُطوى تحتَنا ***** نجمان في الظلماءِ منفردانِ

لكأننا والريحُ دونَ مسارنا ***** خطان في الأقدارِ منطلقان

إني التفت إلى مكانك بعدما ***** خليتهِ فبكيتُ سوء مكاني

هل كان ذاك القربُ إلاَّ لوعةً ***** ونداء مسغبةٍ إلى حرمان

حمى مقدرة على الإنسان ***** تبقى بقاء الأرض في الدورانِ

وكأنما هذي الحياة بناسها ***** وضجيجها ضرب من الهذيانِ

لوليكي
08/06/2012, 12:23 PM
*** لقاء في الليل ***


- كان اللقاء في ظلمات القاهرة الحالكة أيام الغارات وقد تم هذا اللقاء تحت الفزع والظلمة والخوف.


**********


قالت تعال فقلت لبيكِ ***** هيهات أعصيْ أمرَ عينيكِ

أنا يا حبيبة طائر الأيك ***** لم لا أغني في ذراعيك ..

***

أفديكِ مقبلةً على جزعِ ***** بسطت إليَّ يمينَ مرتجفِ

وبها ارتعاشة طائر فزع ***** من قلبها تسري إلى كتفي

***

شحبت كلون المغرب الباكي ***** وتألقت كالنجم عيناها

فتلفتّتْ كحبيس أشراكِ ***** وحكى اضطراب الموج نهداها

***

وأخذت أدفئ بردها بفمي ***** لو تنفعَّن حرارة القبل

قلتُ اهدئي لم ثورة الندمِ ***** كفّاكِ ترتجفانِ يا أملي

***

وجذبتُها بذراعِها نمشي ***** نمشي وما ندري لنا غرضا

إلفان قد فرا من العش ***** يتبادلان سعادة ورضا

***

يا لحظة ما كان أسعدها ***** وهناءة ما كان أعظمها

مر الغريب باعدت يدها ***** وخلا الطريق فقربت فمها

***

مرت بنا سيارة ومضت ***** فضاحة خطافة النور

كشفت لعينيْنا وقد ومضت ***** ظلين معتنقين في السورِ

***

ضحكت لظلينا وقد عجبت ***** مما يخال فؤاد مذعور

وكأن ضحكتها وقد طربت ***** قطرات ماء فوق بلورِ

***

عوذتها من شر أمسيةٍ ***** تعيا بها وتضل أبصارُ

وكواكب ليست بمجدية ***** ظلم مكدسة وأحجارُ

***

عثرت بها فرفعتها بيدي ***** جسماً يكاد يشف في الظلمِ

ويرف مثل الزهر وهو ندى ***** ويخف مثل عرائس الحلمِ

***

وكأنني مما يسوء خلي ***** وحياتيَ انجابت حوالكُها

أرمي الطريق بناظريْ رجل ***** وأنا لها طفل أضاحكُها

***

ملكتها الدنيا بما وسعتْ ***** وأنا أهامسها بأسراري

وأسرها بحكاية وقعت ***** ورواية من نسج أفكاري

***

وإذا الطريق يسير منعطفا ***** وإذا رياح تضرب السدفا

وكأن منها منذرا هتفا ***** بلغ المسير نهاية، فقِفا

***

يا توأما من صدري انتزعا ***** يا من دعا قلبي له فسعى

لم أيها الداعي هواك دعا ***** والدهر يأبي أن نظل معَا

***

انظر ذراعيَّ اللذين هما ***** قد طوقاك مخافة البينِ

أقسم بأنك عائدٌ لهما ***** إني لممدودُ الذراعينِ

لوليكي
08/06/2012, 12:28 PM
*** ختام الليالي ***



الليالي! يا ما أمرّ الليالي ***** غيبتْ وجهك الجميل الحبيبا

أنت قاسٍ معذبٌ ليت اني ***** أستطيع الهجران والتعذيبا

ان حبي إليك بالصفح سبّاقُ ***** وقلبي إليك مهما أصيبا

يا حبيبي كان اللقاءُ غريبا ***** وافترقنا فبات كل غريبا

غير أني أستنجد الدمعَ لا ألقى ***** مكان الدموعِ إلا لهيبا

آه لو ترجع الدموعُ لعيني ***** جف دمعي فلست أبكي حبيبا

لوليكي
09/06/2012, 06:18 PM
*** ملحمة الأطلال ***



- هذه قصة حب عاثر : التقيا وتحابا ثم انتهت القصة بأنها هي صارت أطلال جسد, وصار هو أطلال روح, وهذه الملحمة تسجل وقائعها كما حدثت.



**********



يا فؤادي، رحم الله الهوى ***** كان صرحا من خيال فهوى

اسقني واشرب على أطلاله ***** وارو عني، طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبراً ***** وحديثاً من أحاديث الجوى

وبساطاً من ندامى حلم ***** هم تواروا أبداً، وهو انطوى..

***

يا رياحاً، ليس يهدا عصفها ***** نضب الزيت ومصباحي انطفا

وأنا أقتات من وهم عفا ***** وأفي العمر لناسٍ ما وفى

كم تقلبت على خنجره ***** لا الهوى مال، ولا الجفن غفا

وإذا القلب على غفرانه ***** كلما غار به النصل عفا

***

يا غراماً كان مني في دمي ***** قدراً كالموت، أو في طعمه

ما قضينا ساعة في عرسه ***** وقضينا العمر في مأتمه

ما انتزاعي دمعة من عينه ***** واغتصابي بسمه من فمه

ليت شعري أين منه مهربي ***** أين يمضي هارب من دمه ؟

***

لست أنساكِ وقد أغريتني ***** بفم عذبِ المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي، كيدٍ ***** من خلال الموج مدت لغريق

آه يا قِبلة أقدامي، إذا ***** شكت الأقدام أشواك الطريق

وبريقاً يظمأ الساري له ***** أين في عينيك ذياك البريق

***

لست أنساك، وقد أغريتني ***** بالذرى الشم،فأدمنت الطموح

أنت روح في سمائي، وأنا ***** لك أعلو، فكأني محض روح

يا لها من قمم كنّا بها ***** نتلاقى، وبسرّينا نبوح

نستشف الغيب من أبراجها ***** ونرى الناس ظلالاً في السفوح

***

أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل ***** وأنا عنديَ أحزان الطَفَل

وبقايا الظل من ركب رحل ***** وخيوط النور من نجم أفل..

ألمح الدنيا بعيني سئمٍ ***** وأرى حولي أشباح الملل

راقصات فوق أشلاء الهوى ***** معولات فوق أجداث الأمل

***

ذهب العمر هباء، فاذهبي ***** لم يكن وعدك إلا شبحا

صفحة قد ذهب الدهر بها ***** أثبت الحب عليها ومحا

انظري ضِحكي ورقصي ***** فرحا وأنا أحمل قلباً ذبحا

ويراني الناس روحاً طائراً ***** والجوى يطحنني طحن الرحى؟

***

كنت تمثال خيالي، فهوى ***** المقادير أرادت لا يدي

ويحها، لم تدر ماذا حطمت ***** حطمت تاجي، وهدت معبدي

يا حياة اليائس المنفرد ***** يا يباباً ما به من أحد

يا قفاراً لافحاتٍ ما بها ***** من نجي ...يا سكون الأبد..

***

أين من عيني حبيب ساحر ***** فيه نبل وجلال وحياء

واثق الخطوة يمشي ملكاً ***** ظالم الحسن، شهي الكبرياء

عبق السحر كأنفاس الربى ***** ساهم الطرف كأحلام المساء

مشرق الطلعة، في منطقه ***** لغة النور، وتعبير السماء

***

أين مني مجلس أنت به ***** فتنَة تمت سناء وسنى

وأنا حب وقلب ودم ***** وفراش حائر منك دنا

ومن الشوق رسول بيننا ***** ونديم قدم الكأس لنا...

وسقانا. فانتفضنا لحظة ***** لغبارٍ آدمي مسنا !

***

قد عرفنا صولة الجسم التي ***** تحكم الحي، وتطغى في دماه

وسمعنا صرخة في رعدها ***** سوط جلاد، وتعذيب إله

أمرتنا، فعصينا أمرها ***** وأبيْنا الذل أن يغشى الجباه

حكم الطاغي، فكنا في العصاه ***** وطردنا خلف أسوار الحياه

***

يا لمنفيين ضلاّ في الوعور ***** دميا بالشوك فيها والصخور..

كلما تقسو الليالي، عرفا ***** روعة الآلام في المنفى الطهور..

طردا من ذلك الحلم الكبير ***** للحظوظ السود، والليل الضرير

يقبسان النور من روحيهما ***** كلما قد ضنت الدنيا بنور

***

أنت قد صيرت أمري عجبا ***** كثرت حولي أطيار الربى

فإذا قلت لقلبي ساعة ***** قم نغرد لسوى ليلى أبى

حجبت تأبى لعيني مأربا ***** غير عينيك، ولا مطلبا

أنتِ من أسدلها، لا تدعي ***** انني أسدلت هذي الحجبا

***

ولكم صاح بي اليأس انتزعها ***** فيرد القدر الساخر : دعها

يا لها من خطة عمياء، لو ***** أنني أبصر شيئاً لم أطعها

وليَ الويل إذا لبيتها ***** ولي الويل إذا لم أتبعها

قد حنت رأسي، ولو كل القوى ***** تشتري عزة نفسي، لم أبعها

***

يا حبيباً زرت يوماً أيكه ***** طائر الشوق، أغني ألمي

لك إبطاء الدلال المنعم ***** وتجني القادر المحتكم

وحنيني لك يكوي أعظمي ***** والثواني جمرات في دمي

وأنا مرتقب في موضعي ***** مرهف السمع لوقع القدم

***

قدم تخطو، وقلبي مشبه ***** موجة تخطو إلى شاطئها

أيها الظالم : بالله إلى كم ***** أسفح الدمع على موطئها

رحمه أنت، فهل من رحمة ***** لغريب الروح أو ظامئها

يا شفاء الروح، روحي تشتكي ***** ظلم آسيها، إلى بارئها..

***

أعطني حريتي أطلق يديّ ***** إنني أعطيت ما استبقيت شيّ

آه من قيدك أدمى معصمي ***** لم أبقيه، وما أبقى عليّ

ما احتفاظي بعهود لم تصنها ***** وإلام الأسر، والدنيا لدي

ها أنا جفت دموعي فاعف عنها ***** إنها قبلك لم تبذل لحي

***

وهب الطائر من عشك طارا ***** جفت الغدران، والثلج أغارا

هذه الدنيا قلوب جَمدت ***** خبت الشعلة والجمر توارى

وإذا ما قبس القلب غدا ***** من رماد لا تسله كيف صارا

لا تسلْ واذكر عذاب المصطلي ***** وهو يذكيه فلا يقبس نارا

***

لا رعى الله مساءاً قاسياً ***** قد أراني كل أحلامي سدى

وأراني قلب من أعبده ***** ساخراً من مدمعي سخر العدا

ليت شعري، أي أحداث جرت ***** أنزلت روحك سجناً موصدا!

صدئت روحك في غيهبها ***** وكذا الأرواح يعلوها الصدا

***

قد رأيت الكون قبراً ضيقاً ***** خيّم اليأس عليه والسكوت

ورأت عيني أكاذيب الهوى ***** واهيات كخيوط العنكبوت

كنت ترثي لي وتدري ألمي ***** لو رثى للدمع تمثال صموت

عند أقدامك دنيا تنتهي ***** وعلى بابك آمال تموت

***

كنت تدعونيَ طفلاً كلما ***** ثار حبي وتندت مقلي

ولك الحق لقد عاش الهوى ***** فيّ طفلاً ونما لم يعقل

وأرى الطعنة إذ صوبتها ***** فمشت مجنونة للمقتل

رمت الطفل فأدمتْ قلبه ***** وأصابت كبرياء الرجل

***

قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا ***** عجلي لا ينفع الحزم وئيدا

ودعي الهيكل شبت ناره ***** تأكل الركع فيه والسجودا

يتمنّى لي وفائي عودة ***** والهوى المجروح يأبى أن نعودا

لي نحو اللهب الذاكي به ***** لفتة العود إذا صار وقودا

***

لست أنس أبداً ***** ساعة في العمر

تحت ريح صفقت ***** لارتقاص المطر

نوّحت للذكر ***** وشكت للقمر

وإذا ما طربت ***** عربدت في الشجر

***

هاك ما قد صبت ***** الريــــح بأذن الشاعر

وهي تغري القلب ***** اغـراء الفصيـح الفاجر

***

أيها الشاعر تغفو ***** تذكر العهد وتصحو

وإذا ما التام جرح ***** جد بالتذكار جرح

فتعلم كيف تنسى ***** وتعلم كيف تمحو

أو كـل الحب في رأ ***** يك غفـرانٌ وصفح

***

هاك فانظر عدد ***** الرمـــــل قلوباً ونساءْ

فتخير ما تشاء ***** ذهب العمر هباءْ

ضل في الأرض الذي ***** ينشد أبناء السماءْ

أي روحانية تعـــــصر ***** من طين وماءْ..

***

أيها الريح أجلْ لكنما ***** هي حبي وتعلاتي ويأسي

هي في الغيب لقلبي خلقت ***** أشرقت لي قبل أن تشرق شمسي

وعلى موعدها أطبقت عيني ***** وعلى تذكارها وسدت رأسي

***

جنت الريح ونادتــــ ***** ــــــه شياطين الظلام ..

أختاماً كيف يحلو ***** لك في البدء الختام

يا جريحاً أسلم الـــــ ***** ـــــجرح حبيباً نكأه

هو لا يبكي إذا النــــــ ***** ـــــاعي بهذا نبأه

أيها الجبار هل ***** تصــــــــرع من أجل امرأة..

***

يا لها من صيحة ما بعثت ***** عنده غير أليم الذكر

أرقت في جنبه فاستيقظت ***** كبقايا خنجر منكسر

لمع النهر وناداه له ***** فمضى منحدراً للنهر

ناضب الزاد وما من سفر ***** دون زادٍ غير هذا السفر

***

يا حبيبي كل شيء بقضاء ***** ما بأيدينا خلقنا تعساء

ربما تجمعنا أقدارنا ذات ***** يوم بعدما عز اللقاء

فإذا أنكر خل خله ***** وتلاقينا لقاء الغرباء

ومضى كل إلي غايته ***** لا تقل شيئاً ! وقل لي الحظ شاء

***

يا مغني الخلد ضيعت العمر ***** في أناشيد تغنّى للبشر

ليس في الأحياء من يسمعنا ***** ما لنا لسنا نغني للحجر

للجمارات التي ليست تعي ***** والرميمات البوالي في الحفر

غنّها سوف تراها انتفضت ***** ترحم الشادي وتبكي للوتر

***

يا نداء كلما أرسلته ***** رد مقهوراً وبالحظ ارتطم

وهتافاً من أغاريد المنى ***** عاد لي وهو نواحٌ وندم

رب تمثال جمالٍ وسنا ***** لاح لي والعيش شجو وظلم

ارتمى اللحن عليه جاثياً ***** ليس يدري أنه حسن أصم

***

هدأ الليل ولا قلب له ***** أيها الساهر يدري حيرتك

أيها الشاعر خذ قيثارتك ***** غن أشجانك واسكب دمعتك

رب لحن رقص النجم له ***** وغزا السحب وبالنجم فتك

غنّه حتى ترى ستر الدجى ***** طلع الفجر عليه فانهتك

***

وإذا ما زهرات ذعرت ***** ورأيت الرعب يغشى قلبها

فترفق واتئد واعزف لها ***** من رقيق اللحن، وامسح رعبها

ربما نامت على مهد الأسى ***** وبكت مستصرخات ربها

أيها الشاعر كم من زهرة ***** عوقبت لم تدر يوماً ذنبها !

لوليكي
10/06/2012, 01:40 PM
** تحليل قصيدة الأطلال **


- القصيده تتحدث عن معاناة شاعر فارق وعاش فراق محبوبته وتألم منها وقال ذلك بألفاظ عذبة وجسدها بروح متألمة وحزينة على ذالك.

ويقول فيها يا فؤادي أي يقصد بذلك قلبه ويقول أن الحب شي من الله وهو رحمة للانسان وأنه كان شيئاً كان بالنسبة للإنسان صرحاً وعالماً من الخيال وأن الذي يعيشه ويجربه يغرق فيه ويعيش في أحلام خيالية جميلة.

ويقول كيف هذا الحب الذي عشته اختفى وغاب عن ناظره وغابت كل أخباره وأن قصته معها كانت حديث الناس وعلى كل لسان.

وبعدها يقول انني لا أنساك وأنتِ قد نطقتي باسمي من فمك العذب والمعسول ومن رقته
ويدها كانت تمدها إليه لاحتياجها له مثل ما الغريق يمد يده وهو في البحر غرقا لينقذه أحد.

وبعدها يتكلم ويقول أن عمره ذهب وراح خسارة وهباءاً ويطلب منها أن تذهب عنه وتبتعد عن حياته وأن وعدها له كان وهم وشبح ويشببه بشي من السراب.
وقال انظري إلى ضحكي ورقصي بعدما ذهبتي وكأنه مثل المجنون وهو حاملاً قلبه بيده وهو ميت ومذبوح منها والناس تراه جسداً بلا روح وبلا عقل.

ويشرح ذلك بجمال الفتاة بأنها جميلة جداً وأنها واثقة من جمالها ويقول فها واثق الخطوة يمشي ملكاً.

بعدها يقول في الأبيات التي تلي ذلك أن حنينه لها قوياً وقاتلاً من كثر شوقه لها
وأنه ينتظرها بفارغ الصبر والثواني تمر عليه مثل الجمر من لهفته لها ودمه يحترق لها.

ويقول أنه مترقب لها وينتظرها في المكان الذي التقيا فيه وهو بانتظارها يسمع حس قدميها .

ويوضح بأنه كان مقيداً لها ومتمسكاً فيها ولم يحب غيرها وأن قلبه بيدها.

ويقول لها انك لم تحتفظي بعهدك ولم تصوني ذلك وأنه مأسور منها.

وبعد ذلك يقول أن كل شيء بقضاء الله وقدر وأنه مكتوب له أن يعيش بتعاسه, وأن الأقدار ربما تجمعهم بيوم بعد ما تفرقا .

ويوضح أنها أنكرته وتجاهلته وبالنهاية سيأتي لقاء نلاقي فيه بعضنا مثل الغرباء.



*المصدر:

منتديات الحوار (http://go.3roos.com/56pmb3kj5eu-
%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D9%86%D8%A7%D8%AC%D9%8A)

لوليكي
10/06/2012, 01:56 PM
** إبراهيم ناجي وغناء قصائده **


- لم تكن أم كلثوم أولَ من غنى شعر ناجي ، لكنها الأهم ، هناك محمد صادق ونجاة علي ومحمد عبد الوهاب وكارم محمود وسعاد محمد ، ومحرم فؤاد وابتسام لطفي( من السعودية ) وفوزية صفاء ( من المغرب ) ، لكن عندما يطل صوت أم كلثوم يصمت الجميع .
أم كلثوم غنّت مرتين من شعر ناجي وكلتاهما بعد وفاته وبألحان السنباطي ، الأولى " الأطلال " ، وهي رأس الغناء العربي كله ، وغنتها أم كلثوم للمرة الأولى في السابع من أبريل 1966م ، بعد رحيل ناجي بثلاثة عشر عاما وغنتها في ثلاثة وعشرين حفلاً ، والقصيدة الأخرى هي " مصر " ، وهي تسجيل ستوديو1969 ، و" الأطلال " أيضا واحدة من محطات الخلط في سيرة ناجي ، فبعد أن غنتها ـ وإلى الآن ـ يتبارى الهواة والنقاد السطحيون في لوم أم كلثوم التي غنت " الأطلال " بعد أن غنهتا نجاة علي !! وهؤلاء يعيشون حياتهم بالسماع ، أي بجلسات الثرثرة على المقاهي وليس بالكتب والمراجع والوثائق ، فالصواب أن نجاة علي غنت في مارس 1954 أبياتا من قصيدة " الوداع " من الديوان الأول لناجي " وراء الغمام " بألحان محمد فوزي ، وعند غناء " الأطلال " وقع الاختيار على خمسة وعشرين بيتا من القصيدة الأصلية ( قوامها 134 بيتا ) ، وبداخلها سبعة أبيات من " الوداع " ، ويشاء القدر أن تكون منطقة الذروة في " الأطلال " المغناة هي :

هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا ؟؟ ...........
إلى آخر البيت الذي يقول :
وإذا الدنيا كما نعرفها .... وإذا الأحبابُ كلٌّ في طريق !!

وهذا المقطع من " الوداع " التي غنتها نجاة علي !!
ثم عادت بعدها إلى الأبيات المختارة من " الأطلال " الأصلية ، أي بدأت بأبيات من " الأطلال " وعرجت على " الوداع " ثم عادت إلى " الأطلال " حتى آخر الأغنية / القصيدة ، وكان مجموع ما غنته اثنين وثلاثين بيتا ، منها خمسة وعشرون من " الأطلال " والسبعة المأخوذة من " الوداع " ، ولأن " هل رأى الحب سكارى " هي منطقة التوهّج ـ كما أسميها ـ فقد سارع الكثيرون من النقاد الهواة والبرمائيين الذين يملأون الفضائيات ليقولوا إن نجاة علي غنـّت " الأطلال " قبل أمّ كلثوم !!!
" الأطلال " الأصلية تقع في مائة وأربعة وثلاثين بيتا ، ولا تستطيع أية مطربة أن تغنيها كاملة حتى لو كانت أمّ كلثوم ، لكن " التضمين " الذي تم كان سهلا ومريحـًا ولم يشعر به المتلقي العام ( غير الدارس ) لأن القصيدتين متشابهتان في الشكل والوزن والتجربة .
بنوع من التبسيط : القصيدتان من بحــر " الــرّمـَل " ( بحر الشعر ، الموسيقى العَروضية ) ، وهو البحر الأثير لدى ناجي واللصيق به ، وكتب فيه معظم الروائع التي اختيرت للغناء ( أول من غنى شعره هو محمد صادق ، عام 1935 ) وتفعيلة هذا البحر ـ أي وحدته العروضية هي : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ـ في كل شطر ، كان ناجي يأتي بها ـ غالبا ـ مجزوءة ، وكان يبني قصائده في مقاطع كل مقطع من أربعة أبيات متحدة القافية ، وأصبح الأخذ منها والدمج بينها سهلا ويسيرا ولا يشعر به سوى المدققين في نقد الشعر . ولأن تجربة ناجي كانت " حلقات مسلسلة متصلة " من الحزن والإحباط والضياع ، فإن القصائد جاءت كلها صدى لذلك ، وكل أعماله المغناة تدل على ذلك : الغد ( محمد صادق 1935 ، ثم غنتها سعاد محمد بتلحين رياض السنباطي بعد رحيل أم كلثوم لأنه لحنها كاملة لأم كلثوم ، ولم يشأ القدر أن تغنيها ) ، و" الوداع " ( نجاة علي ، ألحان محمد فوزي ) ، " أي سرٍِّ فيكِ " ـ القيثارة ـ ( لحن وغناء محمد عبدالوهاب 1954 ) ، ثم جزء من " الأطلال " بعنوان " لست أنساكِ" ( لحن محمد صادق ، غناء : كارم محمود ، منتصف الستينيات ، وقبيل غناء أمّ كلثوم لها ) ، ثم غناء أمّ كلثوم لها بالتفصيل الذي أوردناه ، وفي نهاية المطاف عادت سعاد محمد لتغني " الغد " ولكن بعنوان " انتظار " بلحن السنباطي العملاق الذي كان قد تركه على شريط لأمّ كلثوم ، لكنها لم تغنها وآلت إلى سعاد محمد
هذه مجرد إيضاحات ربما تجدون فيها شيئا جديدا ، وسوف أعود ـ إن شاء الله ـ لأكتب لكم عن ناجي المظلوم حيا وميتا .


* المصدر:-

- مدونة بشير عيّاد (http://go.3roos.com/5dxx3lhbdp9)

- منتدى سماعي (http://go.3roos.com/rioa62jix4e)

لوليكي
10/06/2012, 04:43 PM
** من هي ملهمة الشاعر ابراهيم ناجي في هذه القصيدة الرومانسية والملحمة الشعرية؟ **


- هناك روايات كثيرة ومختلفة وأغلبها خاطئة ولازالت هناك منتديات أدبية كثيرة وصحف وأدباء لازالوا يرونها على عكس حقيقتها التي فيما بعد كشفتها أبنته الكبرى أميرة لوكالة الأهرام للصحافة والتي خرجت عن صمتها بعد خمسون عاماً من رحيل والدها الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي لتخرس وتقطع جميع الألسنة التي زورت الحقيقة وعبثت في الكثير منها .
ومن تلك الروايات والقصص الخاطئة والتي لازال يتداولها الكثير من الناس بعد رحيل إبراهيم ناجي خرجت الكثير من الفنانات وبنات الذوات والباشاوات وسيدات المجتمع المصري والعربي في ذلك الوقت ليقلن أن قصيدة الأطلال قالها ناجي لي أنا .
وأنا ملهمته في تلك القصيدة فقد ثار جدال وخلاف في ذلك الوقت بين الفنانات زينب صدقي وزوز ماضي وزوز حمدي الحكيم وسامية جمال فكل واحدة منهن ادعت أن قصيدة الأطلال قيلت فيها وهي ملهمة الشاعر إبراهيم ناجي التي أحبها وقال الأطلال من أجلها .
وفي حقيقة الأمر أن إبراهيم ناجي قال قصائد أخرى فيهن ولم تكن قصيدة الأطلال التي قيلت فيهن وهذا ما أكدته أبنته الكبرى أميرة بعد خمسون عاما من رحيل والدها .
وهناك رواية أخرى تقول أن إبراهيم ناجي قال قصيدة الأطلال في زميله له أثناء الدراسة في كلية الطب قد هام بها ولعا وعشقا طيلة فترة دراسته في كلية الطب ولمدة سبع سنوات قد هام بها حبا أدمى قلبه وأنه بعد تخرجهما من كلية الطب ذهب إبراهيم ناجي ومحبوبته إلى المكان الذي اعتادوا على اللقاء فيه على نهر النيل وقد جلسا على طاولة لتبادل الحديث هناك فيما بينهما وبعد قليل ذهب إبراهيم ناجي لقضاء حاجته لبعض دقائق وبعد العودة من قضاء حاجته وإذا محبوبته قد غادرت المكان ووضعت على الطاولة ورقة كتبت بداخلها لن أكون لك لقد زوجني والدي لأبن عمي إلى اللقاء يا حبيبي سنلتقي في يوم يعز اللقاء فيه يا حبيبي .
ورواية أخرى ثالثة تقول أن إبراهيم ناجي له صديقا عزيزا عليه وهذا الصديق دائما كان يوصي إبراهيم ناجي على أسرته في حال حدوث أي شيئا له وعليه الاهتمام بأسرته من بعده .
وفي يوم من الأيام وقع لصديق ناجي حادث هو وأسرته وقد توفوا جميعا ولم يبقى من أسرة صديقه سوى بنت صغيرة في العمر لم تتجاوز العشر سنوات من عمرها وقد اعتنى بها إبراهيم ناجي حتى كبرت البنت وعندما كبرت هام بها حباً وولعاً وظل يخفي حبه ومشاعره بداخله تجاه ابنة صديقه ولم يخرج تلك المشاعر
وفيما بعد تزوجت الفتاة التي أعتنى بتربيتها ناجي وقد ذهبت إلى منزل زوجها وفي يوم من الأيام دخل إبراهيم ناجي غرفتها التي في منزله لكي يرتب غرفتها التي خلت من بعد زواجها بنفسه وعند فتح الدرج الخاص بها وجد مذكرة صغيرة لها كانت تكتب بها بعض خواطرها ومشاعرها التي كانت تخفيها تجاه ناجي فقد ذهل مما كتب بداخلها .
وقد قال قصيدة الأطلال فيها وفي غرفتها التي في منزله لوعة وأسى .

كل هذه روايات اتضحت فيما بعد زيفها بعد خمسون عاما من رحيل إبراهيم ناجي حيث خرجت ابنته الكبرى " أميرة " عن صمتها لتروي القصة الحقيقية لقصيدة الأطلال لوكالة الأهرام للصحافة في الحوار الذي أجراه معها الكاتب محمد عبد الرحمن وقد نقلت ذلك جريدة الرياض السعودية في يوم الخميس 4/12/2003 في العدد رقم 12949 بالتعاون مع وكالة الأهرام للصحافة .

وللأمانة الأدبية ننقل ما روته أبنته الكبرى " أميرة " حرفيا كما جاء في الحوار المذكور والحوار هو كالآتي :

* الصحفي وجه لها سؤالاً : من تكون ملهمة الدكتور ناجي في الأطلال ؟

قالت ابنته : كتبت الأطلال لفتاة تدعى "عفت" وهي الحب الأول في حياة أبي فكان حب مراهقة وهي ابنة الجيران وكان بين عائلة عفت وعائلة والدي صداقة قوية وكان بينهما زيارات عائلية فتعلق أبي بعفت ولكنها لم تكن تتحدث اللغة العربية فتعلم الفرنسية من أجلها وكتب فيها أشعاره وظل والدي يحب عفت في صمت دون أن يخبرها بحقيقة شعوره واقتصر حبه على النظرات والهمسات وعندما تزوجت عفت أصابت أبي صدمة عاطفية حادة وظل مضرباً عن الزواج وكتب قصيدة الأطلال يصف فيها حاله وهي القصيدة التي أدت لي اتساع شهرته بين أقرانه الرومانسيين من شعراء مدرسة "أبولو" .

* وهل هناك ملهمات أخرى في حياته ؟

- عاش ناجي حياته باحثا عن المرأة الملهمة التي تخرج ما بداخله من قصائد وكانت أبواب قلبه مفتوحة لملهماته ليلاً ونهاراً وكن يتوافدن عليه كما تتوافد القصائد على أوراقه التي يكتبها لهن إعجاباً وعشقاً في جمالهن أو فنهن .. وفي عام 1928 شاهد الفنانة زينب صدقي وهي تؤدي دور ليلى في مسرحية مجنون ليلى لأمير الشعراء أحمد شوقي وكانت آنذاك مريضة فعالجها حتى تماثلت للشفاء ولم يستطع أن يخفي إعجابه الشديد بفنها فكتب فيها قصيدة "وداع المريض " كما أن الفنانة القديرة زوزو ماضي كانت ملهمته في قصيدة "صخرة المكس" وقد تعرف على الفنانة سامية جمال والتي طلبت منه أن يصفها فصاغ قصيدته "بالله مالي ومالك" وقد أعجب بالفنانة القديرة أمينة رزق وهذا الإعجاب لم يتجاوز حدود الإعجاب بقدرتها الفنية وكانت ملهمته في قصيدة "نفرتيتي الجديدة " .
أما علاقته بزوزو حمدي الحكيم فلم تتعد الصداقة وهو لم يكتب الأطلال لأجلها ولعل السبب في ظهور هذه الشائعة هو أن والدي كان إذا جاءه الخاطر سجله على روشتات المرضى فتعتقد المريضة أنه كتبها من أجلها فوالدي كانت في حياته كثيرات من النساء كن ملهماته في شعره ومن المستحيل أن يكون قد أحبهن جميعا !! لأنه كانت علاقته طيبة بكل الفنانات خاصة لكونه كان طبيب نقابة السينمائيين والفنانين .


* المصدر:-


منتديات شبكة دلمون (http://go.3roos.com/c8ju58p9tbw)


دنيا الرأي (http://go.3roos.com/fsnws3ikaot)

لوليكي
10/06/2012, 05:25 PM
*** ذات مساء ***


وانتحينا معا مكاناً قصياً ***** نتهادى الحديث أخذاً وردّا

سألتني مللتنا أم تبدلتَ ***** سوانا هوىً عنيفاً ووجدا

قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي ***** من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى

انا ما عشت أدفع الدين شوقا ***** وحنيناً إلى حماكِ وسهدا

وقصيداً مجلجلاً كل بيت ***** خلفَه ألفُ عاصف ليس يهدا

ذاك عهدي لكن قلبك لم يقض ***** ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا

والوعودُ التي وعدتِ فؤادي ***** لا أراني أعيش حتى تؤدَّى

لوليكي
10/06/2012, 05:32 PM
** شرح مبسط للأبيات **


أنها سألته هل ملّها أم تبدل إلى أخرى؟
فقال هو مدافعاً عن نفسه أنه يشعر أنه مدين لها و يقدر جميلها وأنه دوماً يفى بعهده لها ويقضى هذا الدين ويدفع الثمن شوقاً وحنيناً لها وسهداً و أرقاً وأنه دائماً يردد عالياً قصائده فى حبها وعلى العكس كانت هى, فلم تحفظ له عهداً ولم تفي بوعودها له وأنه يعتقد أنه لن يعيش حتى يراها و قد أدت ما عليها كناية على أنها لن تفي بوعودها له .


* المصدر :-

منتدى فن و معلومة (http://go.3roos.com/3eaha4io53h)

لوليكي
10/06/2012, 05:37 PM
*** روايـــــــــة ***



نزل الستارُ ففيمَ تنتظرُ ***** خلت الحياةُ وأقفر العمرُ

لم يبقَ إلا مقفر تعس ***** تعوى الذئابُ به وتأتمرُ

هو مسرحٌ وانفضَّ ملعبُهُ ***** لم يبقَ لا عينٌ ولا أثرُ

ورواية رويت وموجزها ***** صحبٌ مضوا وأحبّةٌ هجروا

عبروا بها صوراً فمذ عبروا ***** ضحك الزمانُ وقهقه القدر

لوليكي
11/06/2012, 07:15 AM
*** يأس على كأس ***


أصبحتُ من يأسي لو أن الردى ***** يهتف بي, صحت به هيا

هيا فما في الأرض لي مطمح ***** ولا أرى لي بعدها شيا

ماذا بقائي ها هنا بعدما ***** نفضت منه اليوم كفيا

أهرب من يأسي لكأسي التي ***** أدفن فيها أملي الحيّا..

يا أيها الهارب من جنتي ***** تعال أو هات جناحيا

نبكي شبابينا ونبكي المنى ***** وترتمي بين ذراعيا

***

اني على يأسي وكأسي كابي ***** وعلى سرابي عاكف وشرابي

ولقد فرغتُ من التعلل بالمنى ***** الا وميضاً في الرماد الخابي

رمقاً يعللني بأنك عائد ***** يوماً لقلبي قبل يوم ذهابي

حتى اذا الأقدار شئن وعدتَ لي ***** راجعتُ نفسي واتهمت صوابي

أأرى شروقَك في أفولِ مغاربي ***** وأشم عطرَك في ذبولِ شبابي!

***

هات اسقني واشربْ على سر الأسى ***** وعلى بقايا مهجة وشجاها

مهلاً نديمي! كيف ينسى حبها ***** من ينشد السلوى على ذكراها

ما زلت تسقيني لتنسيني الهوى ***** حتى نسيتْ، فما ذكرت سواها

كانت لنا كأس وكانت قصة ***** هذا الحباب أعادها ورواها

الآن غشاها الضبابُ وها أنا ***** خلف المآسي والدموع أراها

غال الزمانُ ضبابَها وحبابها ***** وتبخرتْ أحلامُها ورؤاها

لا تبكِها ذهبْت ومات هواها ***** في القلبِ متسع غدا لسواها

أحببتُها وطويتُ صفحتها وكم ***** قرأ اللبيب صحيفة وطواها

تلك الوليدة لم تطل بشراها ***** لمّا تكد تطأ الثرى قدماها

زف الصباحُ إلى الرمال نداءَها ***** وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها

لوليكي
11/06/2012, 07:24 AM
*** عاصفة روح ***



- ( الزورق يغرق والملاح يستصرخ ).



**********



أين شط الرجاءْ ***** يا عُباب الهمومْ

ليلتي أنواءْ ***** ونهاري غيومْ

***

أعولي يا جراحْ ***** اسمعي الديّانْ

لا يهم الرياحْ ***** زورقٌ غضبانْ

***

البلى والثقوبْ ***** في صميم الشراعْ

والضنى والشحوبْ ***** وخيالُ الوَداعْ

***

اسخري يا حياهْ ***** قهقهي يا رعودْ

الصبا لن أراهْ ***** والهوى لن يعودْ

***

الأماني غرورْ ***** في فم البركانْ

والدجى مخمورْ ***** والردى ْ

***

راحتِ الأيامْ ***** بابتسام الثغورْ

وتولى الظلامْ ***** في عناق الصخورْ

***

كان رؤيا منامْ ***** طيفك المسحورْ

يا ضفاف السلامْ ***** تحت عرش النورْ

***

اطحني يا سنين ***** مزقي يا حرابْ

كل برق يبينْ ***** ومضه كذابْ

***

اسخري يا حياهْ ***** قهقهي يا غيوبْ

الصبا لن أراهْ ***** والهوى لن يؤوبْ

لوليكي
11/06/2012, 08:00 AM
** دارسة أسلوبيّة **
بقلم الباحث: أحمد عيسى المطيريّ


تعدّ قصيدة (عاصفة روح) واحدة من قصائد إبراهيم ناجي التي تشيع فيها الصبغة التأمّليّة الفلسفية . والقصيدة تتألّف من تسعة مقاطع، كلّ مقطعٍ يتألّف من بيتين، وتختلف قافية كلّ مقطع عن الذي يليه، ليخلق بها إيقاعاً عالياً يكسر فيه الشاعر الرتابه التي تحصل نتيجة وحدة القافية في بعض الأحيان .
والقصيدة جاءت موجزة الألفاظ ذات معنًى مكثّف، لا نجد أي تكلّف في صياغتها الشعريّة، إذ إنّها جاءت على بحر خفيف سلس ذي طربٍ لكي لا يشعر القارئ بملل أثناء قراءتها، فضلاً عن أسلوبها المائل إلى السخرية .
وتتميز القصيدة بالعلاقات المعنوية التي قامت عليها وذلك من خلال الوحدة الموضوعية، فالقصيدة تقوم على أساس العرض التدريجي، فهناك مسار يتّجه إلى غاية يريد الوصول إليها الشاعر وهذا ما يلمسه المتلقّي أو القارئ، وتجعله أيضًا يتوقّع في مرحلة من مراحل القصيدة ما سيأتي بعدها، ويتجلّى ذلك بالتكرار والتدرّج اللذين يفضيان إلى ربط السابق باللاحق وإلى التمهيد للانتقال إلى معلومات جديدة، ويستمر هذا التدرّج المنظّم إلى خاتمة القصيدة، فالشاعر أقام قصيدته على وفق خطّة مبنيّة على التصرّف في تنظيم المعلومات وحسن اختتامها، وهذا يفضي إلى اكتمال القصيدة نصيًّا، بغض النظر عن طول القصيدة أو قصرها .
إذ إنّ ذلك يعدّ من العلاقات المعنوية الضمنية، وهذا يعني أنّ هناك علاقات ظاهريّة لغويّة ماديّة رابطة أيضًا، وسنعرض لهذه وتلك إن شاء الله.


* عنوان القصيدة:-


العنوان يقوم على خطاب الروح، ويمثل العنوان العلامة اللغويّة التي تتقدّم القصيدة، ويمثل هذا النوع من الخطاب غير المباشر عند الشعراء ملمحًا أسلوبيًّا يقوم على أساس الانعزاليّة والانفراد اللتين تسيطران على الشاعر، لأن الروح عندهم الذات المقدّسة التي تحمل طاقات انفجاريّة لا يمكن أن يحدّها أيّ حدٍّ فهي التي تلهمهم الشعر وهي التي تشعر بآلام الجسد، وهي التي تشعر بآلام الآخرين وهي التي تحمل الخير، بخلاف الجسد الذي يكون معرّضاُ للشيخوخة والكبر والذي تسيطر عليه الأنانية وحب الأنا، والذي لا يشعر بآلام الآخرين سوى ألمه هو، وهم ينطلقون من قول ابن سينا في الروح:
هَبَطَتْ إِليكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ وَرْقَاءُ ذاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّعِ

ويمكن تحليل العنوان على النحو الآتي:
أنّه يقوم على تقدير عنصر إشاريّ محذوف يقدره المتلقّي، أي هي عاصفة روح، وهذا الحذف له تأثيرٌ أسلوبيٌّ في بنية التركيب النحويّ، وفي القواعد التي تحكم البنية الأصليَّة للغة سواءٌ في جوانبها التركيبية أَم في استثمار طاقاتها التعبيريّة في صياغة الكلام، وتنوّع الأداء اللغويّ المحكوم بالمتكلّم والمخاطب، والمقام الواجب مراعاته. فضلاً عن زيادة المبالغة الذي يخلقه الحذف في البنية التركيبيّة، وفي ذلك يقول السبكيّ: "إيهام صونه عن لسانك لتعظيمه، أو صون لسانك عنه لتحقيره".
أمّا ما يخص الدلالة المعجميّة للعاصفة فهي التفتُّت، وسرعة الرياح التي تثير التراب، والذهاب. وهي دلالة مركّبة مبنيّة على الهَيَجَان في حينٍ والخنوع في حين آخر، وهذه المعاني هي الشائعة في الفضاء الدلاليّ للقصيدة – كما سيتّضح .
لم ترد لفظة (عاصفة) ولا (الروح) في القصيدة، بل ورد تأثيرات العاصفة والجو المشحون في عموم المقاطع في القصيدة، وهذا يخلق علاقات متينة بين المقطع والذي يليه، وبذلك يكون العنوان من معجم القصيدة .


* القصيدة:-


يبدأ المقطع الأول بفضاء من الـتأملات التي أحدث في نفس الشاعر فجوة نفسيّة بين الماضي والحاضر، إذ يمثّل الحاضر فترة شاحبة مملوءة معتمة تسود فيها النظرة السوداويّة .

أَيْنَ شَطُّ الرَّجَـاءْ ***** يَا عُبَابَ الهُمُومْ

لَيْـلَتِـي أَنْـوَاءْ *****وَنَهَارِي غُيُـومْ


ابتدأ المقطع الأول بأسلوب استفهاميّ يغوص فيه الشاعر في عالم المجاز، ومن ثمّ بالنداء، فالاستفهام بـ(أين) يولّد شحنة عاطفيّة عند الشاعر من خلال ذكر ما مضى من أيّام شبابه، فهو حيّز مكاني مفتوح على لفظ (شط) الحامل لمعنى الذكريات القديمة الجميلة التي كان فيها الشاعر، وقد دخل في علاقة تركيبية إضافية مع (الرجاء) الذي يرمز إلى ما كان يرجوه في تلك الحقبة التي مرّت . ثم ينتقل إلى قرينة تأخذ دلالة الاستفهام بـ(أين) نفسها وهكذا يخلق الشاعر من صدر البيت وحدة متكاملة مع اختلاف الأسلوبين بين الاستفهام والنداء . والنداء جاء بعد الاستفهام بـ(أين) لما في حرف النداء من مدٍّ صوت الألف من مبالغة، إذ يخلق التنغيم فيه بشكل متصاعد ثم الهبوط في مدّه حيّزًا من التهكم والتحقير، فهذه "تغييرات تنتاب صوت المتكلم من صعود إلى هبوط، ومن هبوط إلى صعود لبيان مشاعر الفرح والغضب والنفي والإثبات والتهكم والاستهزاء والاستغراب".
يلاحظ هيمنة (الأنا) في الإحالات الإشارية بضمير المتكلم في (ليلتي) (نهاري). ففي لفظة (ليلتي) و(نهاري) تبرز دلالة الحضور، أي: حضور الأمطار في الليل، والغيوم المتلبّدة في النهار، وهي إشارة إلى حاله بعد انقضاء مرحلة شبابه، وهو أمر طبيعيّ أن يحصل عند المتلقّي دلالة الحضور، لأنّه يتكلم عن حاله في فترة كبره، وقد عبر عنها بالأنواء أي: الأمطار والغيوم.
في المقطع الأوّل حركة من المتضادّات في (الرجاء × الهموم)، (ليلتي × نهاري) وهذه الحركة عزّزت الدلالة معنوية في إظهار مشاعر تضفي على النص جواً مشحوناً بالحركات الضدية التي ترتبط بالموقف الفكريّ والوجدانيّ الذي يبتغيه الشاعر ويرمي إليه. إذ ليست القيمة الفنية في إيراد المتضادات وكثرتها في القصيدة، أو ترتيبها في تشكيلات معينة، بل في قيمة إثارتها داخل السياق الأسلوبي لمشاعر ثرية تتصل بالصورة العامة للموقف.

إذ إنّ هذه الدلالة (الحضور) أحالت على طلب الإعوال والإسماع من الجراح المشار إليها بياء المتكلم . كما في المقطع الثاني:

أَعْوِلِـي يَا جِـرَاحْ ***** أَسْمِعِي الدَّيَّـانْ

لا يَهُـمُّ الرِّيَـاحْ ***** زَوْرَقٌ غَضْبَـانْ


ورد الطلب على صيغة الأمر في (أعولي)، و(أسمعي) وفيها معنى الدعاء، إذ إنّ فيه معنى الرغبة. بخلاف النداء الذي فيه معنى الاجتماع، وناداه جالَسَه أو فاخَره وتنادَوا نادى بعضهم بعضًا وتجالَسوا في النادي. أي أنه يطلب من الجراح أن تعول وأن تسمع الديّان مجتمعة كلها لا متفرّقة . ونبرة التحدّي واضحة في هذا المقطع في قوله (أسمعي الديّان) أي: بصوتك المجروح الغاضب، فالجراح تحيل العمر التي أضفى عليها الشاعر صورة صوتيّة كما في أعولي واسمعي، ثم يأتي بصورة حركيّة تتمثّل بالزورق، وقد أخذ هذا اللفظ – الزورق – دلالتين بعيدة وقريبة، فالدلالة البعيدة تتمثّل بالصقر البازي الأبيض، وهذا الصقر الرشيق يقتحم رياحاً شديدة بحسب المعنى الظاهريّ . أما المعنى المقصود هو أنّ الزورق هنا يحيل إلى الجسد وفيه دلالة مركبّة، إذ إنّه يمثل القوّة والرشاقة في آن واحد، وهذا يولّد معنى عدم التحمّل فلا تنتفع القوّة، لعدم وجود الجسم القادر على المواجهة . وأمّا الدلالة القريبة فهي القارب المعهود . إذ إنّ الزورق من الأضداد التي تحمل معنيين في آن واحد، وأيضاً فيه إشارة إلى ضعفه في أعالي البحر، وهذا ما تؤكّده القرينة في المقطع الثالث كما سيأتي، وثمّ قيّد الموصوف بصفة (غضبان) ويقصد من ذلك عدم السيطرة على نفسه ومشاعره لأنّ الغضب يؤدي إلى ذلك .
ونلاحظ تناسق الأصوات في هذا المقطع فأصوات الحلق (العين ، الجيم ، الحاء ، العين ، الهاء ، الحاء ، الغين) التي تدلّ على عمق الفجوة التي يعيش ببوتقتها الشاعر، وكأنّه لا يستطيع الخروج منها، جاءت متسقة مع أصوات التنغيم الحاصل في نهاية الأبيات بقافية مقيّدة بالنون الساكنة، والنون تصاحبها الغنة، "وهي نغم شجيّ تعشقه الأذن وتلذه النفس، ولذلك يكثر دخوله في تركيب مفردات اللغة تطريبًا وتشجيةً، وهو من أكثر الحروف ارتباطًا بالصوت، فوروده في الألفاظ ذو اثر عظيم في تعديل الصوت، وتلطيفه. وكأنّ الشاعر اعتصر بما في داخله من أنين في صوت النون .


وفي المقطع الثالث يقول:

البِلَـى وَالثُّقُـوبْ ***** فِي صَمِيمِ الشِّرَاعْ

وَالضَّنَى وَالشُّحُوبْ ***** وَخَيَالُ الـوَدَاعْ


استهلّ المقطع الثالث بالبلى والثقوب التي حدثت في شراع سفينته، وقد أحال الشراع إلى سنوات عمره التي أصابتها الشيخوخة، ولم يكتفِ الشاعر بالبلى والثقوب بل عطف عليه بألفاظ (الضنى، الشحوب، خيال الوداع)، وتكرار هذه الألفاظ لتأكيد دلالة الانقضاء .


ثم يعود في المقطع الرابع إلى تكرار التركيب نفسه في المقطع الثاني كما في قوله:

اسْخَري يَا حَيَـاهْ ***** قَهْقِهِي يَا رُعُودْ

الصِّبَـا لَـنْ أَرَاهْ ***** وَالْهَوَى لَنْ يَعُودْ


ففي المقطع الرابع نلاحظ وجود التكرار في قوله (اسخري يا حياة) على نفس شاكلة البيت الثاني في قوله (أعولي يا جراح) إذ شكّل التكرار اتساقاً معجميًّا، إذ إنّ التكرار الخطابيّ يتطلّب الاستمرارية في الكلام، بحيث يتواصل الحديث عن الشيء نفسه بالمحافظة على الوصف الأول أو بتغيير ذلكالوصف . ويتقدم التكرار لتوكيد الحجة والإيضاح . نلاحظ وجود الإحالات الإشاريّة في (الياء) و(الهاء) ففي الياء إحالة إلى (الحياة) و(القهقهة) وقد تقدّم عليها الضمير المتقدم رتبة والمتأخّر معنًى، والغاية من تقديم الفعل الطلبيّ على النداء هو التهكّم من الحياة، والسخرية أهم من ندائها عند الشاعر . ثمّ أنّه غير من دلالة صوت الرعد الذي هو القصيف إلى القهقهة، زيادةً في السخرية، لأنّ القهقهة تأتي في مواطن الفرح الزائد، إذ خلق الشاعر علاقة تضادّ عن طريق التعبير المجازيّ في وصف القهقهة .
وإحالة الضمير (الهاء) على (الصبا) و(الهوى) إذ إنّه قدّم اللفظ وأعاد عليه بما يحيل عليه، غايته في ذلك خلق مساحة تأمّلية في أيام الصبا وأيام الحب، بتكرار اللفظ لا بلفظه بل بضميره، فضلاً عن الصوت الناتج من الهاء الذي هو من أقصى الحلق مع قفل النفس في تقييد الهاء أعطى عمقاً تأمليًّا في وصف الحال التي وصل إليها الشاعر .
في البيت الثاني كرّر الشاعر التركيب وكان على هذه الشاكلة:

الصبا + لن + أراه + و + الهوى + لن + يعود

والغاية من تكرار هذا الشكل التركيبيّ هو لرفد جانبين مهمّين هما: جانب صوتي وجانبي دلاليّ، فأما الجانب الصوتي فقد أضفى على النص نغمة موسيقية متتابعة ومنتظمة بفعل التماثل الموقعيّ الذي اتخذه التكرار من خلال تشابه التركيب في صدر البيت وعجزه . أمّا الجانب الدلاليّ الذي أفاده النص هو لطرق أذن المخاطب فتجعله ينصت إنصاتاً كبيراً متأملاً سبب هذا التكرار([14]) فضلاً لما للتكرار من أثر في تأكيد الدلالة العامة للبيت من خلال تأكيد أسلوب النفي الذي جاء إخباراً عن ضياع الصبا والحب معاً .


* المصدر :-


منتديات فضاءات عراقية (http://go.3roos.com/oxegqep78pg)

لوليكي
11/06/2012, 08:13 AM
*** كبريـــــــاء ***


نداؤك يا فؤاد كفى نداءَ ***** أما تنفك تسقيني الشقاءَ

أنا ظمآن لم يلمعْ سرابٌ ***** على الصحراءِ إلا خلتُ ماءَ

وأنت فراش ليل كلَّ نور ***** تبعت وكلَّ برق قد أضاءَ

فؤاديْ قل لها لما افترقنا ***** على شجن، وما نرجو اللقاءَ

حببتكِ ما شدوت لديك شعراً ***** ولكني اعتصرت لكِ الدماءَ

إذا أنا في هواك أضعت روحي ***** فلست أضيعُ فيك دمي هباءَ

غرامُكِ كان محراب المصلى ***** كأني قد بلغتُ بكِ السماءَ

خلعت الآدميةَ فيه عني ***** ولكن ما خلعت به الإباءَ

فلم أركعْ بساحته رياءَ ***** ولا كالعبد ذلاًّ وانحناءَ

ولكني حببْتُكِ حب حر***** يموتُ متى أراد وكيف شاءَ

***

وحبيب كان دنيا أملي ***** حبه الحرابُ والكعبةُ بيتُهْ

من مشى يوماً على الوردِ له ***** فطريقي كان شوكا ومشيتُهْ

من سقى يوماً بماءٍ ظامئاً ***** فأنا من قدحٍ العمرِ سقيتُهْ

خفق القلبُ له مختلجاً ***** خفقةُ المصباحِ إذ ينضبُ زيتُهْ

قد سلاني فتنكرتُ لهُ ***** وطوى صفحةَ حبي فطويتُهْ

***

أقبلتُ للنيلِ المباركِ شاكياً ***** زمني وقد كثرتْ عليَّ همومي

ومسحتُ كفيْ والجبينَ بمائهِ ***** علِّي أهدئ ثورة المحمومِ

وجلست أنثرُ جعبةً معمورةً ***** بالذكرياتِ جديدِها وقديم

لهفي لحب مات غيرَ مدنسٍ ***** وشباب عمر مرَّ غيرَ ذميمِ

خان الأحبةُ والرفاقُ ولم أخنْ ***** عهدي لهم وصفحتُ صفحَ كريمِ

ايخيفُني العشبُ الضعيفُ أنا الذي ***** أسلمت للشوكِ الممض أديمي

وإذا ونى قلبي يدق مكانه ***** شممي وتخفقُ كبرياءُ همومي

اني لأحمل جعبتي متحديا ***** زمني بها وحواسدي وخصومي

أحني لعرش الله رأساً ما انحنى ***** بالذل يوماً في رحابِ عظيمِ

لوليكي
11/06/2012, 08:25 AM
*** اذكري ***


اذكري ذاك المساءَ ***** كيف كنا سعداءَ

لم يدعْ عنديَ همّاً ***** ومحا عنك الشقاءَ

ملأ الدنيا صفاءَ ***** عندما شئتِ وشاءَ

أحسن الدهرُ إليْنا ***** بعدما كان أساءَ

كلما أقبلت السحب ***** فظلَّلن السماءَ

قاتمات غائمات ***** يتهادينَ بطاءَ

لاح نجمٌ من بعيد ***** فتجلى وأضاءَ

وتصدّى قمرٌ راح ***** على الأرضِ وجاءَ

لوليكي
11/06/2012, 08:30 AM
*** رسائل محترقة ***


ذوت الصبابةُ وانطوتْ ***** وفرغتُ من آلامها

لكنني ألقى المنايا ***** من بقايا جامها

عادت إليَّ الذكرياتُ ***** بحشدها وزحامها

في ليلة ليلاء أرّ ***** قني عصيب ظلامها

هدأت رسائل حبها ***** كالطفل, في أحلامها

فحلفت لا رقدت ولا ***** ذاقت شهيَّ منامِها

أشعلت فيها النار ترعى ***** في غزيز حطامها

تغتال قصة حبنا ***** من بدئها لختامها

أحرقتُها ورميت قلبي ***** في صميم ضرامها

وبكى الرماد الآدمي ***** على رماد غرامها

لوليكي
11/06/2012, 08:39 AM
** شرح القصيدة **


* معانى الكلمات:-

ذوت = مالت واختفت
المنايا = الموت والمصائب
جامها = إناء مصنوع من الفضه


* الشرح:-

- الشاعر وقف حزيناً أمام فترة شبابة وقصة حبة التى راحت مع الأيام ,ولكن يوجد ما يذكره بالقصة الفائتة الحزينة, فهو لازال يحتفظ برسائل الحب التى كانت ترسلها له المحبوبة .
فقام من منتصف الليل وجمع هذه الرسائل , وسط زحام الظلام والهموم, وأقسم أن يحرق هذه الرسائل فى لحظة جنون وتمرد, ولقد أبر الشاعر بقسمه, وبالفعل لقد أحرق الرسائل ولكنه وقف أمام الرسائل بعد الحريق وكأنه إحترق معها , فأصبح هو رماد إنسان , والرسائل أصبحت رماد الحب والغرام.


* المصدر :-

منتديات السعودية تحت المجهر (http://go.3roos.com/otenfquwqv4-(-%D1%D3%C7%C6%E1-%E3%CD%CA%D1%DE%C9)-%E1%E1%D4%C7%DA%D1-%C7%E1%D8%C8%ED%C8-%C5%C8%D1%C7%E5%ED%E3-%E4%C7%CC%EC)

لوليكي
11/06/2012, 08:48 AM
*** الغريب ***


يا قاسيَ البعد كيف تبتعدُ ***** اني غريبُ الديارِ منفردُ

إن خانني اليومُ فيك قلت غداً ***** وأين مني ومن لقاك غدُ

إنّ غداً هوة لناظرها ***** تكاد فيها الظنون ترتعدُ

أطل في عمقِها أسائلها ***** أفيك أخفى خيالَه الأبدُ

يا لامس الجرحَ ما الذي صنعتْ ***** به شفاه رحيمة ويدُ

ملء ضلوعي لظى واعجبُهُ ***** اني بهذا اللهيب ابتردُ

يا تاركي حيث كان مجلسنا ***** وحيث غنَّاك قلبيَ الغرِد

أرنو إلى الناس في جموعِهم ***** أشقتهمُ الحادثاتُ أم سعدوا

تفرقوا أم هم بها احتشدوا ***** وغوروا هابطين أم صعدوا

اني غريبٌ تعال يا سكني ***** فليس لي في زحامِهم أحَدُ

لوليكي
11/06/2012, 01:40 PM
*** بعد الفراق ***



أجل! أهواكِ أنتِ مُنى حياتي ***** وأنت أحبُّ من بصري وسمعي

وهل أنساكِ كلا لست أنسى ***** هوى قد كان إلهامي ونبعي

لبست من التصبرِ عنكِ درعا ***** فها أنا تنزعُ الأيامُ درعي

وها أنا لست أوّري عنك سرا ***** عرفتِ محبتي ورأيتِ دمعي

تلاشت قوتي وغدا قؤادي ***** كأن خفوقَه خلجاتُ نزعِ

أبشره فيرقص في ضلوعي ***** وأنظرُ سودَ أيامي فأنعي

وقد نضبَ الخيالُ وغاض طبعي ***** ومات على حياض اليأسِ زرعي

أجرجرُ وحدتي في كل حشدٍ ***** وأحمل غربتي في كل جمع

***

مزَّقَته فصار والله لا يقدر ***** حتى أن يسأل اللهَ رفقا

لجة بعد لجة كلما صارع ***** ردت له أمانيهِ غرقى

فيلق بعد فيلق حجب الشمس ***** ولم يبقِ للنواظر أفقَا

وسنانُ الغروب تغزوه حمرا ***** وسنانُ العذاب تطعن زرقا

وجيوشُ الظلامِ تزحفُ زحفا ***** وثقالُ الأقدامِ تسحقُ سحقا...

لوليكي
11/06/2012, 01:48 PM
*** المـــــــــــآب ***


- (( خرج الشاعر من مصر مريضاً, ورجع اليها مكسور الساق يحمل عكازتين, فلما أشرفت السفينة على بور سعيد استقبل الشاعر مصر بهذه الأبيات.))



**********


هتفتُ وقد بدت مصر لعيني ***** رفاقي! تلك مصر يا رفاقي

أتدفعني وقد هاضت جناحي ***** وتجذبني وقد شدت وثاقي

خرجتُ من الديارِ أجرُّ همي ***** وعدتُ إلى الديار أجرُّ ساقي

لوليكي
11/06/2012, 01:58 PM
*** في الأوتوجراف ***


- (من ن إلى هـ ).



**********



طلبتِ الكتابةَ يا جنتي ***** وماذا تريدين أن أكتبا

وما في الجوانح خاف عليكِ ***** وقلبك يعلم ما غيبا

سأكتب أنكِ أنت الربيعُ ***** وأنكِ أنضر ما في الربى

وأنكِ أنت الجمالُ الفريدُ ***** وفجرُ الشبابِ وحلمُ الصبا

أهلل باسمكِ عند الصباح ***** وأطوي على ذكركِ المغربا..

لوليكي
11/06/2012, 02:05 PM
*** شكوى الزمن ***



يا ويلتا من عمريَ الباقي ***** هذا سوادٌ تحت أحداقي

هذا بياضُ الشيب واعجبي ***** من مغرب في زِي اشراقِ

ويلي على كأسٍ معربدةٍ ***** وعلى دمٍ في الكأس مهراقِ

وعلى سراب خادعٍ وعلى ***** متألقِ اللمحاتِ براقِ

طاف الزمان به على نفرٍ ***** مالوا بهاماتٍ وأعناقِ

صُرعوا وأنت تظنهم سكروا ***** مات الندامى أيها الساقي

يا دهر لم أشك الكلال ولا ***** ملكتْ خطوبُ الدهر إرهاقي

عذبت أيامي بعِفَّتها ***** وقتلتها بصفاء أخلاقي

يا كم غرست وكم سقيت وكم ***** نضرت من زهر وأوراقِ

ما حيلتي والأرضُ مجدبةٌ ***** سيان إقلالي وإغداقي

أين الذين رفعت فانحدروا ***** وبنيتُهم بنيان خلاق

إن الوفاءَ بضاعةٌ كسدَتْ ***** ومآل صاحبِها لإملاقِ

إن كنتُ لم أغنمْ فقد ظفرا ***** مني بمغفرتي وإشفاقي

لكنني والجرح يُلهب لي ***** حسي ويكوي كَي إحراقِ

هيهات أنسى أنهم عبثوا ***** ووفيْتُ لم أعبث بميثاقي

لوليكي
11/06/2012, 02:25 PM
*** كل الورى ***



كل الورى يدعون حبكْ ***** أنا الوحيد الذي أحبكْ

صدرُك فيه اضطرابُ شوقٍ ***** يقرع قرع العبابِ جنبكْ

فكيف تخلي به مكاني ***** وتسكن الغادرين قلبكْ

لما اعتنقنا على اشتياقٍ ***** لمست بالساعدين خطبكْ

تعال لا تعتذر لذنب ***** بقدر حبي غفرت ذنبكْ

***

طال على المتعب الطريق ***** بلا حبيب ولا صديق

قد بعد الشاطئ المرجى ***** والموج لا يرحم الغريق

في واضح النور جنح ليل ***** وفي الرحاب الفساح ضيق

يا أرجوان الغروبِ مهلا ***** ولَتئدْ أيها العقيق

صبغت عمري فصرت أمشي ***** على دمائي التي أريق..

***

يا مسرحاً والفصول تترى *****عليه مالي بك اغترارْ

فلا بخير ولا بشرٍّ ***** ولا طوال ولا قصارْ

ما خنت عهدي لمن تولى ***** كلا ولا خانني اصطبارْ

أين الليالي التي تسرُ ***** بلا لقاء ولا مزارْ

كم قلت ذا مشهد يمرُّ ***** ولم أقلْ إنه ستارْ

***

إن كان للمشجياتِ رسمٌ ***** إنيَ تمثالها المقامْ

بلا دموع ولا شكاةٍ ***** قد جمد الدمعُ والكلامْ

يا طالب الحزن في المآقي ***** لا تنشد الدمع في الرخامْ

وخذهُ من أخرس مرير ***** من شفه دمعُها سجامْ

فهل فمٌ قد بكى بكائي ***** من ذا رأى دمعةَ ابتسامْ

لوليكي
11/06/2012, 02:56 PM
صور شعرية


*** راقصة ***


عجباً لعارية كساها ***** الفنُّ حسناً رائعا

سمراء وشتها بنانتُه ***** بياضاً ناصعا

شبه الفرائد قد كسين ***** في الغمام براقعا

خبأن نصفا هي الدجى ***** وجلون نصفا لامعا

من أي وديان الظباء ***** ملاعبا ومراتعا؟

من عبقرٍ، ومن الالمب ***** ومن فنونهما معا

تبدين ريان الثديّ ***** لنا وخصراً جائعا

وترين كونا يشبه الكونَ ***** الرحيبَ الواسعا

متغاير الإبداع مختلف ***** المحاسن جامعا

لك خفة الطير المحلق ***** طائراً أو واقعا

لك خفة البطل المجلي ***** مقبلاً أو راجعا

متمهلاً للخصم متئداً ***** وحينا للّقاءِ مسارعا

لوليكي
11/06/2012, 05:42 PM
*** الصنم الجميل ***


يا قلبي الشاكي المعذب ***** هذه الشكوى لِمَا

حان الفرارُ وآن للمسجون ***** أن يتنسما

حان الحسابُ وأن للموتور ***** أن يتكلما

يا طفليَ النواح آن ***** اليوم أن تتعلما

أسفي لغالي الدمع تبذله ***** لمرتخص الدمى

أفنيته ورجعت حتى ***** من دموعك معدما

فإذا افتقدت الدمع عز ***** فتبكينّ تبسما

تبكي على العرش المصوغ ***** من المدامع والدما

تبكي على الصنم الجميل *****يكاد أن يتهكما

تبكي تراب الأرض ***** مصبوغا بألوان السما

لوليكي
13/06/2012, 06:42 AM
*** الليل في فينيسيا ***


يا رب ما أعجب هذي البلاد ***** لا ليلَ فيها! كل ليلٍ صباح

وكل وجه في حماها ضِماد ***** ومصر لا تنبت إلا الجراح

لوليكي
13/06/2012, 06:46 AM
*** شكوك ***


يا رامي السهم يدري أين موضعه ***** مني ويعلم ما داريت من ألمِ

رميتَ في ساحةٍ موسومة بدمٍ ***** منقوشةٍ بندوب الحبِّ والندمِ

لا يخدعنَّكَ منها وهي صامتةٌ ***** صمت القبور فراغُ الموتِ والعدمِ

فكم شفاه جراحاتٍ إذا انطبقت ***** جرح الإباءِ عليها غير ملتئم

فيم انتقامك من قلب عصفتَ به ***** لم يبقَ من موضع فيه لمنتقمِ

وفيم لذعة سخطٍ من جوى برمٍ ***** ترمي بجمرته في جوف مضطرم!

لوليكي
13/06/2012, 07:02 AM
*** النسيان ***


حان الشفاءُ فودع الألما ***** واستقبل الأيامَ مبتسما

ضيفٌ من السلوان حل بنا ***** حدبُ اليدين مباركٌ قدما

أو ما ترى الضيفَ الذي قدما ***** يطوي الغيوبَ ويذرعُ الظلما

في كفِهِ كأسٌ يقدمها ***** تمحو العذابَ وتغسلُ الندما

فاشربْ ولا ترحمْ ثمالتَها ***** لهفي عليك شربتَ أي ظما

فيض من النسيان يغمرني ***** اني لأحمد سيله العرما

مستسلماً للموج يغمرني ***** فرحان حين أعانقُ العدما

لوليكي
13/06/2012, 07:09 AM
*** المساء ***


يا غلة المتلهفِ الصادي ***** يا آيتي وقصيدتي الكبرى

ماذا تركت لديَّ من زادِ ***** إلا استعادة هذه الذكرى

يا للمساء العبقري وما ***** أبقى على الأيام في خلدي

شفتاك شفا لوعةً وظما ***** وجمالك الجبار طوعُ يدي

نمشي وقد طال الطريقُ بنا ***** ونودُّ لو نمشي إلى الأبدِ

ونود لو خلتِ الحياة لنا ***** كطريقنا وغدتْ بلا أحدِ

نبني على أنقاض ماضينا ***** قصراً من الأوهام عملاقا

ونظل ننسج من أمانينا ***** وشيا من الأحلام براقا

وأظل أسقيها وتملؤ لي ***** من مورد خلف الظنون خفي

حتى إذا سكرت من الأملِ ***** وترنحت مالت على كتفي

حلفت بأني مغتد معها ***** حيث اغتدت وهواي في دمها

فمسحت بالقبلات أدمعَها ***** وطبعت ميثاقي على فمها

لوليكي
13/06/2012, 07:17 AM
*** عذاب ***


ألمي محا ذنبي إليك وكفّرا ***** هبني أسأت ألم يحنْ أن تغفرا

روحي ممزقةٌ وأنت تركتَها ***** لمخالب الدنيا وأنيابِ الورى

روحي ممزقةٌ ولو أدركتها ***** جمّعت من أشلائها ما بعثرا

أو ليس لي في ظل حبك موضع ***** أحبو إليه وأرتمي مستنصرا؟

ما كنت أصبر عن لقائك ساعة ***** كيف اصطباري عن لقائك أشهرا

من بدّل الثغرَ الجميلَ عبوسة ***** ومضى إلى وجه السماء فكدرا

يا هاته الأقدار! عينك لا ترى ***** تحت الدجى سأمان ممتنع الكرى

ظمآن، لو باع الأحبةُ قطرةً ***** بالعمر والدنيا جميعاً لاشتري

اخفى جراحك واستعز بفتكها ***** غريدك الشادي المحلق في الذرى

يرنو إليك على البعاد ويعتلي ***** فيجره الجرحُ المميتُ إلى الثرى

قد عاش وهو معذبٌ بإبائه ***** ولقد يلاقي يومَه مستكبرا

حتام كتماني وطول تجلدي ***** يا أيها الجاني عليَّ وما درى

ومتى المآب إلى رحابِك مرةً ***** لأريك جرحي والدما والخنجرا

لوليكي
13/06/2012, 11:38 AM
(( ملحمـــــــــة الســـــــــــراب ))



*** السراب في الصحراء ***



السراب الخؤون والصحرا ***** والحيارى المشردون الظماءُ

وليالٍ في إثرهن ليالٍ ***** سنة أقفرَت وأخرى خلاءُ

قلّ زادي بها وشح الماء *****وتولى الرفاق والخلصاءُ

كيف للنازح الحبيبِ ارتحالي ***** وجناحاي السقم والبرحاءُ

وجراحي المستنزفات الدوامي ***** وخطاي المقيدات البطاءُ

ادركي زورقي فقد عبث اليم ***** به والعواصف الهوجاءُ

والعباب العريض والأفق الموحش ***** واللانهاية الخرساءُ

أفق لا يحد للعين قد ضاق وعين ***** فأمسى والسجن هذا الفضاءُ

سهرت ترقب الصباح ***** النجم كلّت وما بها إغفاءُ

عجبي من ترقبي ما الذي أرجو ***** ولما يعدْ لقلبي رجاءُ

وأنا مرهف المسامع فيه ***** لي إلى كل طارق إصغاءُ..

***

التقينا كما التقى بعد تطوافٍ ***** على القفر في السرى انضاءُ

قطعوا شوطهم على الدم والشوك ***** وراحوا على اللهيب وجاءوا

في ذراعيّ أو ذراعيك أمن ***** وسلامٌ ورحمةٌ ونجاءُ

وعلى صدرك المعذب أو صدريَ ***** حصن وعصمة واحتماءُ

كم أناديك في التنائي فترتد ***** بلا مغنم ليَ الأصداءُ

وأناديك في دمائي فتنساب ***** على حسرة لدي الدماءُ

وأناديك في التداني وما أطمع ***** إلا أن يستجاب النداءُ

باسمك العذب أنه أجمل ***** الأسماء مهما تعددت أسماءُ

لفظة لاتبين تنطلق الأقدارُ ***** عن قوسها ويري القضاءُ

***

وهي بين الشفاه ناي وتغريد ***** وطير وروضة غناءُ

وهي في الطرس قصةٌ تذكر الأحبابُ ***** فيها وتحشد الأنباءُ

صدفة ثم وقفة فاتفاق ***** فاشتياق فموعد فلقاءُ

فقليلٌ من السعادةِ لا يكمل ***** فيه ولا يطولُ الهناءُ

فحنين فلوعة فاحتراق ***** فجحيم وقوده الشهداءُ

ما بقائي وأجمل العمر ولّى ***** وانتظاري حتى يحين الشتاءُ

وبنفسي دب المساءُ وحل الليل ***** من قبل أن يحين المساءُ

***

زرتني كالربيع في موكب الزهر ***** له روعة وفيه رواءُ

ولك الوجه أومض الحسنُ فيه ***** والتقى السحرُ عنده والذكاءُ

وشحوب كظل خمر وللندمان ***** تجلو شحوبها الصهباءُ

ولك الجيد أتلعا أودع الصانعِ ***** فيه من قدرة ما يشاءُ

قدَّ من مرمر وشعشعه الفجر ***** بورد وصب فيه الضياءُ

وأنا الطائر الذي تصطبي نفسي ***** السماوات والذرى الشماءُ

راشني صائد رماني فأدماني ***** وولىّ الجاني وعاش الداءُ

مرحباً بالهوى الكبير، فإن يبقَ ***** وإن تسلمي يطبْ لي البقاءُ

فهو القمة التي تهزم الموت ***** ولا يرتقي إليها الفناءُ

مرّ يومي كأمسِه مسرحاً تعرض ***** فيه الحياةُ والأحياءُ

آدم كالقديم قلباً وتفكيراً ***** ولكن تبدل الأزياءُ

لم يحلْ طبعه ولا ذات يوم ***** لبست غير نفسها حواءُ

والنضار المعبود قدس وقربان ***** ورب والشهرة الجوفاءُ

والحطامُ الفاني عليه اقتتالٌ ***** والأماني بريقُها إغراءُ

وسفين تمر إثر سفين ***** والرياح للذات والأهواءُ

والغيوبُ المحجباتُ رحابٌ ***** تعبت في رموزها الحكماءُ

عندها المرفأ المؤمل والشط ***** المرجّى والصخرة الصماءُ..

مرّ يومي كأمسه وأتى ليلٌ ***** بهيج تزف فيه السماءُ

قد جلت فيه عرسها, كل نجم ***** قدح يستحم فيه الضياءُ

لم تزل تسكب السلاف وللأقـ ***** ـداحِ فيها تجددٌ وامتلاءُ

لم تزل .. حتى هوّم الحان نعسان ***** وأغفى البساط والندماءُ

غير نجم في جانب الليل يقظان، ***** له روعة بها وجلاءُ

ذاك نجم الحبيب مني له الشوق ***** ومنه الوميض والإيماءُ

كم أغنِّيهِ بالحنين كما غنت ***** على فرعِ غصنها الورقاءُ

وذراعي في انتظارٍ, وصدري ***** فيه بالضيف فرحة واحتفاءُ

موقداً للغريب نار ضلوعي ***** فعسى للغريب فيها اهتداءُ...

***
لم خليتني وباعدت مسراك ***** ومالي إلى ذراك ارتقاءُ

بالذي فيك من سنا لا تدعني ***** فيم هذا المطال والإبطاءُ

ما تراني وقد ذهبت بحظي ***** أخطأتني من بعدك النعماءُ

وانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌ ***** لمسدٍّ ولا يدٌ بيضاءُ

ومشى الحسن في ركابك ***** والإحسان طراً والغرة السمحاءُ

حسنات كانت يد الدهر عندي ***** فانطوت بانطوائك الآلاءُ

لوليكي
13/06/2012, 11:49 AM
*** السراب على البحر ***



لا القوم راحوا بأخبارٍ ولا جاؤوا ***** ولا لقلبك عن ليلاك أنباءُ،

جفا الربيعُ ليالينا وغادرها ***** وأقفر الروضُ لا ظل ولا ماءُ

يا شافي الداء قد أودى بي الداءُ ***** أما لذا الظمأ القتال إرواءُ

ولا لطائر قلبٍ أن يقر ولا ***** لمركب فزع في الشط إرساءُ!

عندي سماء شتاءٍ غير ممطرةٍ ***** سوداء في جنبات النفسِ جرداءُ

خرساء آونة هوجاء آونة ***** وليس تخدع ظني وهي خرساءُ

وكيف تخدعني البيداءُ غافية ***** وللسوافي على البيداء إغفاء

أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يخيل لي ***** فلي إليكِ بإذن الوهم إصغاءُ

لبيكِ لو عند روحي ما تطير به ***** وكيف ينهضُ بالمجروحِ إعياءُ

***

تفرق الناس حول الشط واجتمعوا ***** لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ

وآخرون كسالى في أماكنِهم ***** كأنهمْ في رمال الشط أنضاءُ

هم الورى قبل إفسادِ الزمان لهم ***** وقبل أن تتحدّى الحبَّ بغضاءُ

ضاقت نفوسٌ باحقادٍ ولو سلمت ***** فإنها كسماء البحر روحاءُ...

تألقتْ شمسُ ذاك اليوم واضطرمت ***** كأنها شعلٌ في الأفْقِ حمراءُ

طابت من الظل، ظل القلب ناحيةٌ ***** لنا، وقد صَلِيَتْ بالحرِّ أنحاءُ

ما لي بهم، أنت لي الدنيا بأجمعها ***** وما وعت ولقلبي منك إغناءُ

لو أنه أبدٌ ما زاد عن سنةٍ ***** ومدةُ الحلم بالجفنين إغفاءُ

أرنو إليك وبي خوفٌ يساورني ***** وأنثني ولطرفي عنك إغفاءُ

إذا نطقت فما بالقول منتفعٌ ***** وان سكت فإن الصمتَ افشاءُ

وأيما لفظة فالريحُ ناقلةٌ ***** والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ

يا ليل من علم الأطيارَ قصتنا ***** وكيف تدري الصبا أنا أحِباءُ

لما أفقنا رأينا الشمسَ مائلةً ***** إلى المغيب وما للبين إرجاءُ

شابت ذوائبُ، وانحلت غدائَرُها ***** شهباء في ساعة التوديع صفراءُ

مشى لها شفقٌ دامٍ فخضبها ***** كأنه في ذيولِ الشعرِ جِناءُ

***

يا من تنفس حر الوجد في عنقي ***** كما تنفس في الأقداح صهباءُ

ومن تنفست حر الوجد في فمه ***** فما ارتويت وهذا الري إظماءُ

ما أنت عن خاطري بالبعد مبتعد ***** ولن تواريك عن عينيّ ظلماءُ..

لوليكي
13/06/2012, 12:37 PM
*** السراب في السجن ***



يا سجين الحياة أين الفرارُ ***** أوصد الليلُ بابه والنهارُ

فلمنْ لفتةٌ وفيم ارتقابٌ ***** ليس بعد الذي انتظرت انتظارُ

والتعلات من هوى وشباب ***** قصة مسدلٌ عليها الستارُ

ما الذي يبتغي العليلُ المسجَّى ***** قد تولى العوادُ والسمارُ

طال ليلُ الغريب وامتنع الغمض ***** وفي المضجع الغضا والنارُ

***

وهَب السجنُ بابه صار حرا ***** لكَ لا حائل ولا أسوارُ

وعفا القيدُ عنك كفاً وساقاً ***** فإذا الأرض كلها لك دارُ

أين أين الرحيل والتسيار ***** بعدت شقة وشط مزار

والخطى المثقلاتُ باليأس ***** أغلالٌ لساقيك والمشيبُ عثارُ

ما انتفاع الفتى إذا عفت ***** الجنة واجتاح دوحَها الأعصارُ

عشتُ حتى أرى خمائلَ حبي ***** تتهاوي كشامخ ينهارُ

تحت عيني ويذبل الحسنُ فيها ***** ويموتُ الربيعُ والأنوارُ

ما انتفاع الفتى بموحش عيشٍ ***** بقيَتْ كأسُه وطاح العقارُ

وبقاء البساط بعد الندامي ***** كأس سم بها يدور البوارُ

ما انتفاعي وتلك قافلة العيش ***** وفي ركبها اللظى والدمارُ

الدمار الرهيب والعدم الشامل ***** واللفحُ والضنى والأوارُ

يا ديار الحبيب هل كان حلما ***** ملتقى دون موعد يا ديارُ؟

يا عزيز الجنى عليك سلام ***** كيف جادت بقربك الأقدار

بورك الكرم والقطوف واوقات ***** كأن العناقَ فيها اعتصارُ

كلما أطلقتك كفي استردتك ***** كما يحفز الغريم الثارُ

لوليكي
13/06/2012, 12:54 PM
*** آمـــــال كــــاذبة ***



لا البراء زار ولا خيالك عادا ***** ما أكذب الآمال والميعادا

عجباً لحبك يا بخيلة كيف ***** يخلق من جوانح عابد حُسادا

إني لأهتف حين أفترش المدى ***** وأرى الجحيم لجانبي مِهادا

آها على الرأس الجميل سلا ***** وأغفى مطمئنا لا يحس سهادا

فرشت له الأحلام واحتفل ***** الهدوء يد ومد له الجمال وسادا

يا حبها ما أنت ما هذا الذي ***** جمع الغريب وألَّف الاضدادا

كم أشرئب إلى سماك بناظري ***** مستلهماً بك قوةً وعمادا

ولكم أبيتُ على السآمة طاويا ***** في خاطري شبحاً لها عوادا

فأراك تعبث بي كطفل في السماء ***** يصرف الأقدار كيف أرادا

ولقد أقول هوى كما بدأ انتهى ***** فإذا الهوى وافى النهاية عادا

مات الرجاءُ مع المساءِ وإنما ***** كان المماتُ لحبنا ميلادا

ماذا صنعت بناظر لا ينثني ***** متطلعاً متلفتاً مرتادا

وأنا غريب في الرخام كأنني ***** آمال اجفان حرمن رقادا

ولقد ترى عيني الجموعَ فما ترى ***** دنيا تموج ولا تحس عبادا

فإذا رأيتك كنت أنت الناس ***** والأعمار الآباد والآمادا

وأراك كل الزهر كل الروض أنت ***** لديَّ كلُّ خميلةٍ تتهادى

لوليكي
13/06/2012, 01:00 PM
*** البعـــث ***



يا جمالا وجلالا يتدفقْ ***** رجع البلبلُ أم عاد الربيعْ

بهر النورُ عيوني فترفقْ ***** حين تدنو انني لا أستطيعْ

***

أيها الورد الذي طاف بنا ***** أيها الطل الذي بلَّ الظما

لا أراك الله حالي وأنا ***** أطأ الشوك ويغزوني الغما

***

يا أمانيّ وحبي وخيالي ***** لا تضيع لحظة فالعمر ضاعْ

لا أراك الله حالي والليالي ***** كاسفات ليس فيهن شعاعْ

***

قد بلوت الويلَ فيها لا بلوتا ***** وانا أبدأ يومي بالمساء

وعرفت الضيق ضيق القلب حتى ***** لم أجد في الكون ثقباً من رجاء

***

لا وربي ليس في الدنيا ختام ***** حين يغدو البعث نجوى من حبيب

حين يستيقظ قلب من منام ***** والمنادي أنت والحب المجيب

لوليكي
13/06/2012, 01:36 PM
*** المنصورة ***



باي معجزة في الحب نتفقُ ***** يا قلب لا يتلاقى الفجرُ والغسقُ

يا قلب إنا لقينا اليومَ معجزةً ***** تكادُ في ظلماتِ الليل تأتلقُ

ظللتُ أسأل نفسي كيف تعشقها ***** بقيةٌ من بقايا العمرِ تحترقُ

وافيتُها وفلول النور دامية ***** تطفو وترسب أو تعلو فتعتلقُ

لم أدر حين تبدتْ لي إذا شفقي ***** ابصرته أو على المنصورة الشفقُ؟

يا من منحت الأماني البيض معذرة ***** اني بهذي الأماني البيض أختنقُ

أين الهدوء المرجى في جوانبها ***** اني رجعت وليلي كله أرقُ

أقبلتُ أنشد أمنا في هواك بها ***** فلم أنل وتولى قلبي الفرقُ

لا بالقلوب ولا الأرواح يا أملي ***** أنّا بشيء وراءَ الروحِ نعتنقُ

ويحي على كفكِ البيضاء إذ بسطتْ ***** عند السلام وويحي حين تنطبقُ

هل يسمع النيلُ إذ سرنا بجانبهِ ***** والموجُ مجتمعٌ فيه ومفترقُ

صوتاً تماوجَ في روحي فجاوبه ***** من جانب القلبِ موجٌ راح يصطفقُ

تظل تنهبُ اذني من أطايبه ***** كأنها من خفايا الغيبِ تسترقُ

يا جنة من جنان الله أعبدها ***** لن تبعدي ولدي السحر والعبقُ

لوليكي
13/06/2012, 01:40 PM
*** وقفة على دار ***


قف يا فؤادُ على المنازل ساعا ***** فهنا الشبابُ على الأحبة ضاعا

وهنا أذلَّ اباءَه متكبرٌ ***** أمرت عيونٌ قلبه فأطاعا

أحسست بالداء القديم وعادني ***** جرح أبيت لعهده إرجاعا

ومشى مع الأمل الذهول كأنما ***** طارت بلبي الحادثات شعاعا

كثرت عليّ متاعبي فمحونني ***** ومحون حتى السقم والأوجاعا

يا من هجرت لقد هجرت إلى مدى ***** فإلى اللقاء ولن أقول وداعا

لوليكي
13/06/2012, 01:46 PM
*** الراهبة الباكية ***


لمن العيون الغائرات خشوعا ***** لمن النواظر قد صفت ينبوعا

وتكللت بالطهر مؤتلقَ السنا ***** وجلت لنا معنى الجمال رفيعا

مهلاً فتاة الدير والحسن الذي ***** تصبو له مهجُ العبادِ جميعا

الحسنُ من حق الورى وحملتِه ***** مستخفيا متأبيا ممنوعا!

في الدير مثواه وفي جنح الدجى ***** يتحدر الحسنُ الشهيدُ دموعا

يا مؤنس الدنيا فديتك موحشاً ***** تهتاج وجداً أو تضيق ضلوعا

تتحرق الدنيا عليك وربما ***** أوقدت نفسك في الظلام شموعا

لوليكي
13/06/2012, 03:12 PM
*** من ن إلى ع ***


يا شطر نفسي وغرامي الوحيد ***** ما شئتِ يا ليلاي لا ما أريد

يا من رأت حزني العميق البعيد ***** داويتِ جرحي يجرح جديد

هتكتِ عن روحي خفي النقاب ***** لم يزل يا ليلَ هذا الحجاب

حتى مشت كفّاك فوق العذاب ***** يا ليلَ إني لشقي سعيد

عمري سرابٌ في بقايا سراب *****وكل أيامي المواضي اغرتاب

فاليوم يا ليلاي طاب المآب ***** في ظلك الرحب الجميل المديد

فليذهب الماضي البعيد السحيق ***** فيه صريع للبلى لا يفيق

في جدث يزداد ضيقاً وضيق ***** في كفن ضمَّ الشباب الشهيد!

ويوم لقياك على سلم ***** في جانب مكتئب مظلمِ

يا عذبة العينين والمبسم ***** وغضة الحسن الشهي الفريد!

في لحظة يقفز فيها دمي ***** وتعقد الدهشة فيها فمي

من أي كون جئت لم أعلم ***** يا نفحة من نفحات الخلود

***

هيا ! أجل ! أيها إلى أينا؟ ***** لحيث نحكي حلم روحينا

لحيث نروي سر قلبينا ***** فإن فرغنا من حديث نعيد !

أي مكان يهوانا يضيق؟ ***** فامض بنا , إن زحام الطريق

في ظل حبينا رحيب طليق ***** وكل ركن طيب في الوجود

من أنتِ؟ لا أدري, ولا من أنا ***** فيا إله الحب ماذا اسمنا

إنّا حبيبان وذا حبنا ***** أنّا وليدان, وهذا وليد

ومجلس قد ضمنا في الزحام ***** رف على قلبين فيه السلام

ترمقنا فيه ظنون الأنام ***** ولا تخلينا عيون الحسود!

وحين ودعتِ خلال الجموع ***** مشى على أثرك قلبي الوجيع

مشى به الحب, وكيف الرجوع! ***** وفي ضميري هاتف: هل تعود!!

لوليكي
13/06/2012, 05:16 PM
*** رثاء الهمشري ***


- الشاعر النابغ الذي انطفأ نجمه في نضارة الشباب.



**********



لا تجزعوا للشاعر الملهم ***** ما مات لكن صار في الأنجم

ما كان إلاَّ زائراً عابراً ***** لأى سر جاء لم نعلمِ

والآن قد رُدًّ إلى سربه ***** في قدس ذاك الفلك الأعظمِ

الآن قد رُدًّ إلى ربه ***** فتى إلى الخلد مشوقٌ ظمي

الآن قد أصبح في قربه ***** فتى لآفاق السماء ينتمي

كان فراشاً حائراً في الدنى ***** في نورها أو نارها يرتمي

فإن نجا من نارها مرة ***** فمن لهيب النفس لم يسلم

***

لا تجزعوا للشاعر الملهم ***** بنضرة الأيام لم ينعم

مرَّ بهذا الكون في لحظة ***** طالت كعمر الأبد الأعظم

أي جلالٍ فاته وصفه ***** وأي حسن فيه لم يرسم

فإن يكن ردَّ إلى حضنه ***** فعودة المغرم للمغرم

ورجعة القلب إلى صدره ***** بالعطف في أحنائه يرتمي

لا تجزعوا للشاعر الملهم ***** ولله ما نام مع النوَّمِ

ولم ينل منه أكول البلى ***** وإنما غاب إلى موسمِ

لوليكي
13/06/2012, 05:31 PM
*** الدكتور عبد الواحد الوكيل ( وزير الصحة ) ***


هي صفحة طويت وحان ختام ***** آسي الأساة على ثراك سلامُ

لهفي عليك تسلّمتك يد البلى ***** وانفض عنك إلى النشور زحام

الحفل منتظم تكامل عقده ***** أين العشيَّ خيالك البسام

يتلفتون به كأنك عائد ***** هيهات في ريب المنون كلام

لا صحو من سِنة المنون وإنما ***** سهر الخلود عليك حيث تنام

يا أيها الآسي العزيز بمضجع ***** ناءٍ له الإكبار والإعظام

أنتَ الطبيب وقد بلوت حياته ***** ومجالها الأوجاع والأسقام

جلت الحياة له حقيقتها فما ***** في ظلها لبسٌ ولا أوهام

وله مع القدر الرهيب وقائع ***** وله مع الموت الملمِّ صدام

ووراء ذلك قوة أزليةٌ ***** خرساء عنها ما أميط لثام

أى الأساة هو المدلّ بفنه ***** سبحان من تحنى لديه الهام!

بلدٌ على بلد كأنك ضارب ***** في الأرض ما يدرى لديه مقام

فرجعتَ من حمى الحياة لمثلها ***** حمّى تهد الصرح وهو مقام

سفر على سفر فهذى رقدة ***** شفي الغليل بها وطات أوام

يلقي الغريب على جوانبه العصا ***** وتقر فيها أعين وعظام

رقد الصغير إلى الكبير مجاوراً ***** وتعانق الأحباب والأخصام

هجعوا إلى يوم النشور وهكذا ***** هجعت هنالك ألفة وخصام

لوليكي
13/06/2012, 05:47 PM
*** رثاء الشاعر محمد الهراوي ***



- ألقيت في حفلة تأبينه.


**********


ها هنا حفلٌ وذكرى ووفاء ***** لبّنا أنت ملبَّي الأصدقاء

يا لها من غربة مضنية ***** ليس تنجاب وأيام بطاء

ذهب الموت بأغلى صاحب ***** وثوى في الترب أوفى الأوفياء

لست أنساك وقد أقبلت لي ***** تشتكي غدر صديق قد أساء

آه من جرح ومن قلب على ***** ألم الجرح انطوى مر الاباء

كلما آلمك الجرح فأحسست به ***** لطّفته بالكبرياء

أيها الشاكي من الدهر استرح ***** كلنا يا أيها الشاكي سواء

الجراحات التي عاينتها ***** لم تدع أرواحنا إلا ذماء

برم العيش بها لم يشفها ***** وتولى الدهر سأمان وجاء

أذن الموت لها فالتأمت ***** وشفاها بعدما استعصى الشفاء

لست أرثيكَ أيرثى خالد ***** في رحاب الخلد موفور الجزاء

كيف أرثيك أيرثى فاضل ***** عاش بالخيرات موصول الدعاء

إنما الدنيا هى الخير على ***** قلة الخير وقحط العظماء

إنما الدنيا فتى عاش لكم ***** باذلاً من قوته حتى الفناء

فإذا مات فقد عاش بكم ***** فهو بالذكرى جدير بالبقاء

ذلك الشاعر قد واساكمُ ***** وبكى آلامكم كل البكاء

ذلك الشاعرُ قد غناكم صادحاً ***** في أيككم بشرى الهناء

وأولو الشعر المصابيح التي ***** حطمتهن رياح الصحراء

خلدت أنوارهم رغم البلى ***** وبها المدلج في الليل استضاء

سوف يفنى القول إلاّ قولهم ***** ويموت الناس إلا الشعراء

عد إلينا نسمة حائرة ***** ذات نجوى وحنين وولاء

ثم حلق بجناحين إلى ***** عالم نحن له جد ظماء

طِرْ مطارَ النسم واترك قدَما ***** ثقلت بالشوك في أرض الشقاء

لوليكي
13/06/2012, 06:01 PM
*** تكريم السيد إبراهيم عبد الهادي ( وزير الصحة ) ***



خذ من طبيب الحي رأي النادي ***** واسمع إلى غريد هذا الوادي

اني عن الفئتين قمت وانه ***** شرفٌ بلغت به أجل مرادِ

أنا لا أوفي اليوم حقك وحده ***** لكن أؤدي فيك حق بلادي

يا عائداً تحدو السلامة ركبه ***** بوركت في الغيّاب والعوادِ

مصر التي بك في اشتداد كروبها ***** عرفت فتى الفتيان يوم جهادِ

رفت عليك قلوبها وتطلعت ***** وهفت إليك منابر الأعوادِ

أي المحامد فيك لم ترفع به *****رأساً ولم تتحدَّ كل معادي

وطنية ملء الفؤاد وهمة ***** علوية من حكمة وسدادِ

فلو ان أعواد المنابر قد مشت ***** لمشت لابراهيم عبد الهادي

أنا ما التفت إليك إلا عادني ***** طيف يراوح خاطري ويغادي

طيف من الماضي الكريم وصفحة ***** (أخذت لها عهداً على الآباد)

إني به مترنم وبكل ما ازدانت ***** به تلك الصحيفة شادي

أيام يجمعنا الشباب وكلنا ***** بالروح والدم والجوارح فادي

السجن مثل الأسر مثل النفي مثـل ***** القتل, تلك قضية استشهاد

لوليكي
14/06/2012, 06:26 AM
*** تكريم الدكتور علي أبراهيم ***



- في يوبيله الفضي .



**********



إليك أزف في اليوم الجليل ***** تحيات الزميل إلى الزميل

تحيات يرف عليك منها ***** ندى الأسحار في ظل الخميل

سلاماً للإمام عليّ جئنا ***** إليه بالعشير وبالقبيل

نبايع منه فناً عبقرياً ***** وعقلا في العقول بلا مثيل

تلفت يا عليُّ تجد وفاء ***** وما احتاج الوفاء إلى دليل

أقول لحاسب الستين مهلاً ***** وقعت على الحساب المستحيل

إذا أحصيت للأجسام عمراً ***** فكيف تعدُ أعمار العقول

ولو أن الألى أنقذتَ جاءوا ***** يؤدون القديم من الجميل

ولو أن الألى علمت جاءوا ***** يؤدون القليل من القليل

ولو منحوك عمرهم جميعاً ***** وما هو بالكثير ولا الجزيل

اذن لرأيت عمرك عمر نجم ***** له في اللانهاية ألف جيل

بربك كم وصلت حياة قوم ***** وكم حاربت من داء وبيل

وكم أنقذت من أسر المنايا ***** وكم نضوٍ شفيت وكم عليل

إذا ما الموت أبدى ناجذيه ***** إذا انطفأت عيون في الذبول

إذا غامت محاجرها ظماءً ***** كما غامت نجومٌ في الأفول

فما هو غير أن أقبلت حتى ***** تبدل كل أمر مستحيل

كأنك لمع برق في الأعالي ***** يحيي مقدم الغيث الهطول

كأنك واحةُ في القفر لاحت ***** رأتها أعين الركب الكليل

كأنك جنة في البيد تندى ***** بعذب الماء والظل الظليل

ولو أيامك العصماء جاءت ***** بكل أغر مزدانٍ حفيل

إذن لطلعن في الظلمات بيضا ***** من الغرر اللوامع والحجول

ولو أن المآثر ذات قول ***** لقلت تكلمي وصفي وقولي

أضفها فهي أعمار أضيفت ***** وما تدري لماضيك النبيل

تعال أذع لنا سر الفحول ***** ودع صمت الحيي أو الخجول

سلالة عبقرٍ وعشير جن ***** بعدتم في الحياة عن الشكول

فما للشيب من باب إليكم ***** ولا للضعف يوماً من سبيل

لقد جهل الألى حسبوك شيخاً ***** فلا تقبل حساباً من جهول

أُعيذ صباك كيف يكون شيخاً ***** شعاع سلافة وسنا شمول

وما ظفروا بأثبت منك عوداً ***** ولا أقوى وأصلب في الحمول

ولا ظفروا بأصفى منك روحاً ***** كأن مزاجها من سلسبيل

أرى سحر الشباب عليك غضاً ***** وقاك الله أنفاس الأصيل

تعالى الله كم من معجزات ***** معلقة بإصبعك النحيل

محيل القسوة الكبرى حناناً ***** ورافعها إلى فن جميل

معارك من دمٍ أم ساح حرب ***** أسنتها منغمة الصليل

يسير المبضع الجبار فيها ***** بكفك سير مطواع ذليل

معارك كم كسبت بها حياة ***** وما لك في المواقع من قتيل

تقسمك الورى قوماً فقوماً ***** وما لك بالورى ضجر الملول

تقضّي في مسائك ألف أمرٍ ***** وتقطع في نهارك ألف ميل

وإما سرت عن حفل قصير ***** فعن وعد بمؤتمر طويل

وأنت أب لذا وأخ لهذا ***** ومنك لمن وجاك يدا خليل

***

نبيًّ الطب أدركنا إذا ما ***** تطلعت العيون إلى رسول

فكم في مصر أجسام مراض ***** بأرواح كأشباح الطلول

فيا أسفا إذا تركت فظلت ***** فرائس للدعيّ وللدخيل

عليَّ لقد ملكت عصاة موسى ***** فقم واضرب بها أفعى الخمول

أقول لأعين الطب الحيارى ***** وقعت من الفخار على سليل

أبا حسن سلمت على الليالي ***** وعش متعت بالعمر الطويل

لوليكي
14/06/2012, 08:36 AM
*** المرحوم انطون الجميل ( رئيس تحرير الأهرام ) ***



- ألقيت في حفلة تكريم في منزل صديقه الأديب الوزير إبراهيم دسوقي أباظة.



**********



كيف أنسى زمناً كنت به ***** من أخ أغلى وأسمى من أبِ

ضقت ذرعا بزماني وكذا ***** ضاقت الأيام والآلام بي

رائحاً في لجة طاغية ***** غادياً في عاصف مضطربِ

قد تغشاني ظلام لا أرى ***** فيه مغداي ولا منقلبي

***

صامداً للظلم والظلم له ***** معول يهدمني عن كثب

وأنا أدفعه عن منكبي ***** بيدي حتى تهاوى منكبي

وتماسكت فلم يبق سوى ***** كبرياء هي درع للأبي

هتفت بي النفس فلنمض إلى ***** ذلك الورد الكريم الطيبِ

إن (( أنطون)) وما أعظمه ***** طاهر القلب نبيل المشربِ

كأس ود لم ترنق أبداً ***** وصفت كالذهب المنسكب

ونداماه على طول المدى ***** رفقة حفّوا به كالحبب

***

مكتب لا بل بساط عامر ***** بالمعالي يا له من مكتب

مكتب قد صيغ من عالي ***** المساعي ونبيل الدأب

مكتب يُزهي بحُر ماجد ***** ثابت الرأي سني المأرب

صائد الدر تراه غارقاً في ***** صحف أو غائصاً في كتب

مصغيا في حكمة, أو مطرقاً ***** في وقار, سامعاً في أدب

فإذا أدلى برأي تلقه ***** راح يدلي بالعجيب المطرب

مستفيضاً ببيان جامع ***** سحر ((هوجو )) وجلال العرب

ذاك ((أنطون)) وما أروعه ***** صفحة لا تنتهي من عجبِ

قطرات حسبت من عرق ***** وهي لو حققتها من ذهب

أسعد الأيام يوم ضمني ***** بك في دار كأفق الشهب

كُرّمت من شرف وارتفعت ***** بالعلا, وازَّينت بالحسب

لدسوقي وما أنسى له ***** إنه مثلك في الفضل أبي

كيف أنسى فضله وهو الذي ***** ذاد عني عاديات الحقبِ

أنتما للمجد ذخر فابقيا ***** للمعالي, واسلما للأدبِ

لوليكي
14/06/2012, 09:42 AM
*** عبد الحميد عبد الحق ***


- ((في حفلة تكريمه بدار الأوبرا)).



**********


أنت فوق التكريم فوق الثناء ***** جلّ ما قد أسديت عن إطراء

يا عظيم الشؤون جلّتْ شؤون ***** أنت منها في الذروة الشماء

يا عظيم الأوقاف جلتْ أمور ***** عرّفتنا مواقف العظماء

لم نكرمك للوزارة والمنصب ***** والمجد والسنا والرواء

نحن قوم نهيم بالرجل الكامل ***** يمضي للأمر دون التواء

الرحيب الصدر، القوي على الخطب, ***** السريع الهدم, السريع البناء

قد رأيناك كالمنار المعلى ***** مثلاً للقوي في الأقوياء

ورأيناك في الرجال فريدًا ***** فاقتفينا خطاك أي اقتفاء

وحببناك ما بنا من نفاق ***** لا ولا في قلوبنا من رياء

***

أيْ وربي لأنتَ من صور الماضي *****ومجد الجدود والآباء

وجلال الصعيد والملك في الوادي ***** عزيز البنود ضافي اللواء

قد ينام التراث جيلاً فجيلا ***** غافيًا في مجاهلٍ خرساء

وتنام الروح العريقة في المجد ***** لتبدو في طلعة سمراء

فتراها مصرية السمت والقوة ***** والعزم والحجى والمضاء

قسما قد غفا الجلال ليصحو ***** من جديد في وجهك الوضاء

أيها الكوكب الدؤوب على الدهر ***** بلا فترة ولا إبطاء

تصنع الخير واضحاً شبه نجم ***** ساكب نوره بعرض الفضاء

وتؤديه خافياً مثل نجم ***** مستر خافٍ خلال السماء

غير أن النفوس تعلم مسراه ***** وان كان ممعنا في الخفاء

وعظيم الفعال يجمل بالافصاح ***** عنه كالسيف غب الجلاء

ما جمال الربيع في الروض ان لم ***** يشد طير في الروضة الغناء

ما جمال السماء والبدر ان لم ***** يشدُ سار في الليلة القمراء؟

واضياع النبوغ في مصر ان لم *****تتحدث منابر الخطباء

واضياع النبوغ في مصر ان لم ***** يَك تخليده على الشعراء

طاقة الشعر طاقة الورد معنى ***** جلَّ قصداً وقلَّ في الاهداء

لست تجزي به أقل الجزاء ***** فتقبله آية من وفاء

***

كيف ننساك والعفاة على بابك ***** حشد يموج بالبأساء

الشريد الطريد والعامل المرهق ***** يشقى من صبحه للمساء

وبيوت هي العريقة في الأمجاد ***** صارت عريقة في الشقاء

لم تطق أن ترى دموع اليتامى ***** تترامى على أكف السخاء

والأيامى كالكأس يعد الندامى ***** ذكرت حظها من الصهباء

وقف الدهر دونهم: كل باب ***** طرقوا صم عن ذليل النداء

غير باب من المروءات سمح *****لك, ما ردّ مرة عن نداء

انظر الحفل, داوياً بالدعاء ***** وانظر البحر زاخراً بالنداء

أنت ورد النبوغ جادت به الدنيا ***** لقوم إلى المعالي ظماء

كلما أطلعت لهم عبقرياً ***** جعلوا منه معقداً للرجاء

حمدوا فيك يومهم واطمأنوا ***** مشرئبين للغد المترائي

كيف ننساك في المحاماة حراً ***** طاهراً ذيله عفيف الرداء

وقف المجلس المحير يوما ***** مرهف المسمعين بالإصغاء

إذ يرى فيك نائباً وخطيباً ***** دامغاً بالحقيقة البيضاء

مفعما مقحماً قوياً جريئاً ***** ماحقاً للخصوم والأعداء

لوليكي
14/06/2012, 10:04 AM
*** عبد الحميد عبد الحق ***



- (( في وزارة الأوقاف )).



**********


قل لوزير الحق وهو الذي ***** قد استقامت في حجاه الأمور

خذ من مقالي ذمة انني ***** عنهم إلى ساح المعالي سفير

يا جاعل الأوقاف في عهده ***** مدينة والقفر فيها قصور

ونابشاً فيها الكنوز التي ***** مرت عليها بالعفاء العصور

نبشت فيها عبقرياتها ***** منقباً عن كل قدر خطير

فكل ما قيل وما لم يقل ***** عن فضلك الجم الغفير الوفير

مما جرى في شفةٍ عاجزاً ***** وما توارى في حنايا الصدور

من حق عبد الحق في عدله ***** له -وان يأبي - إليه المسير

تحية للأصل مردودة ***** وباقة قد قدمت للوزيرْ

سبحان ربي قد رأينا الدجى ***** يجلوه في عهدك صبحٌ منير

ماشيت هذا العصر في سيره ***** والعصر يعلو بجناح النسور

ما زلت بالأوقاف حتى رأت ***** محطم القيد وفادي الأسير

كم عيروها بسلحفاتها ***** فلينظروها بجناحٍ تطير

يا نابشاً فيها كنوز الحجى ***** من كل وهاجٍ قليل النظير..

من ذهب الدار وآياتها ***** فتى كبير القلب صافي الضمير

له معاني البحر في هدأة ***** وفيه روح كانسياب الغدير

خذ من سجاياه ومن علمه ***** ما يهب الورد وتطوي البحور

لوليكي
14/06/2012, 10:14 AM
*** عبد الحميد عبد الحق ***



- ((في وزارة الأوقاف)).



**********


عش مديداً وجدد ***** واعل والمع كفرقدِ

لو رأى الحق عبده ***** وهو بالحق يهتدي

وعلى الحق رائحاً ***** وعلى الحق يغتدي

بسط التاج باليد ***** قائلاً قم تقلدِ

قم تقلَّدْ تقلدِ ***** يا أميري وسيدي

وبإيمان ركع *****وتسابيح سجد

بايع الحق عبده ***** والبرايا بمشهد

***

انظر الساح داوياً ***** بالنداء المردد

انظر البحر زاخراً ***** بالشباب المجند

حمدوا فيك يومهم ***** مشرئبين للغد

عش مديداً لتبتني ***** كل صرح ممرد

فلك الرأي قاطعاً ***** ما به من تردد

يهدأ السيف في القراب ***** ويثوي بمرقد

ولك السيف ساهراً ***** يقظاً غير مغمد

خذ بياناً نظمته ***** شبه عقد منضد

ما به من تزلف جل ***** شعري ومقصدي

خالد أنت بالعلى ***** والفعال المسدد

فتقبل على المدى ***** كل شعر مخلد

لوليكي
14/06/2012, 12:28 PM
*** الشاعر عزيز أباظة ***


- (( في حفلة تكريمه بمنزل الوزير الأديب دسوقي أباظة )).



**********


غيث على القفر حيّانا وأحيانا ***** يا شاعر الجيل كان الجيل ظمآنا

كنا نعيش من الدنيا على عدة ***** نبني من الأمل الموعود دنيانا

فالآن قد حققت ما كان منتظراً ***** منها وإن لمعت بالوعد أحيانا

جاءت بأروع من هز البيان ومن ***** أعد مجد القوافي مثل ما كانا

ريحانة النيل هزت نفسها طرباً ***** وقدمت لأمير الشعر ريحانا

ماذا نقول ونبدي بعدما سبقت ***** لك الشهادة من تكريم مولانا

أقمت من عبقري الشعر برهانا ***** وقبلها كنت للأخلاق عنوانا

بآيتين: وفاء للتي ذهبت ***** وأنت مَنْ حفظ الذكرى ومن صانا

ان التي نضَّرت عيشاً نعمت به ***** وصيرت بيتك المعمور بستانا

لو لحظة نحو ذياك الضريح رنت ***** عيناك, تلق الهوى لم يختلف شانا

وأية من وفاء للألى سحبت ***** عليهم حادثات الدهر نسيانا

عهد الرشيد وعهد المجد في زمن ***** به توطد ملك العرب سلطانا

وعهد بغداد حيث العيش مؤتلقٌ ***** يهفو خمائل أو يهتز أفنانا

جلوته وهو فتاك بجعفره ***** والسيف يقطر بغضاءً وعدوانا

يا للطلاء الذي يكسو النفوس لكم ***** كسا النفوس من التزييف ألوانا

تلك الطبيعة لا شيء يغيرها ***** ينام فيها خيال الفتك وسنانا

الحرص يوقظه والمجد يوقظه ***** والويل ان وثب الوسان يقظانا

جوزيت عن لغة الفصحى وأمتها ***** عمراً مديداً وتكريماً وإحسانا

لوليكي
14/06/2012, 01:06 PM
*** أغنية أنتِ ***


أنتِ أن تؤمني بحبي كفاني ***** لا غرامي ولا جمالك فاني

أجدب الهجرُ خاطري وخيالي ***** وأجف النوى دمي ولساني

فتعاليْ روّي الظما في عيوني ***** واجنوني لقطرة من حنانِ

طال والله في تنائيك ذلي ***** ووقوفي على ديار الهوانِ

أي روح أحسه أي سر ***** في جناحيك كلما ظللاني

أي روح أحسه أي سحر ***** سكبت فيّ هاته العينان

لكأن الرميم ما تبعثان ***** وكأن النشور ما تسكبان

وكأني محلق في سماء ***** ومطل منها على الأكوان

مستعز بما منحت قويٌ ***** أجمع الكون كله في عنان

لوليكي
14/06/2012, 01:22 PM
(( الابراهيمــــــــــــــــ ــــــــــــــيات ))




- لصاحب المعالي دسوقي أباظة فضل على الأدب والأدباء . فهو أبو النهضة الأدبية الحاضرة مافي ذلك من منازع , هذا فوق فضله على ناظم هذا الديوان , الذي يجد أنه في الأبيات القليلة التالية لا يعبر إلا عن جزء ضئيل مما يعتلج في خاطره من الشكر والمحبة وعرفان الجميل .

لوليكي
14/06/2012, 01:36 PM
*** في حفلة تكريمه بدار الأوبرا.. ***



منى نلتها كانت لأنفسنا منى ***** تلفتْ تجد مصراً بأجمعها هنا

وما بعجيب موطن البدر في العلى ***** وما بجديد أن يرى الأفق مسكنا

ولكن قلب الحر تعروه نشوة ***** فيثني على الآلاء وضاحة السنا

إذا أخذ البدرُ المنير مكانه ***** ومُلِّكَ آفاقَ السما وتمكنا

إذا الملك المحبوب قدر سيدًا ***** وعن رأيه في الفضل والنبل أعلنا

فعن ثقة ممن يحب ويحتبي ***** وإيمان قلب بات بالحق مؤمنا

سلامًا مليك النيل أنت ربيعه ***** وإنك مغنيه وفي ذاتك الغنى

فذلك تكريم الربيع لروضة ***** جلاها الأباظيون وارفة الجنى

أجل! روضة صارت لكل عظيمة ***** وللفضل والآداب والعلم موطنا

وميدان سباقين للمجدِ والعلى ***** إذا اشتجرت أخرى الميادين بالقنا

من الأدب العالي اذا راح سيد ***** غدا آخر نحو اللواء فما ونى

***

عصي القوافي سار نحوك مسرعاً ***** ولبَّاك من أقصى الفؤاد وأذعنا

وأنت الذي فك القيودَ جميعها ***** عن الشعر تأبى أن يهان فيسجنا

إذا المعدن الصافي دعا الشعرَ مرةً ***** بذلنا له من أجود الشعرِ معدنا

***

دسوقي إذا أقللت فاقبل تحيتي ***** فما أنا شاديهم ولا خيرهم أنا

ولكنني صوت المحبين كلهم ***** ومن روضك الغالي وبستانهم جنى

فراشٌ على مصباح مجدك حائم ***** وأي فراش من جلالك ما دنا

وإني صدى الهمس الذي في قلوبهم ***** فدعني أقم عما يكنّون معلنا

لوليكي
14/06/2012, 04:02 PM
*** في جامعة أدباء العروبة ***



يا ربيعاً جمل الله به ***** روضة الدنيا ووقاها الخريف

وشعاعاً مده الله على ***** هذه الأمة من مدن وريف

أيها النعمة لا حدّ لها ***** نحن من نعماك في ظل وريف

يا شريف النفس والقلب لنا ***** فيك صافي القول والشعر الشريف

يا أبا الرقة لا تعدلها ***** رقة الوالد ذي القلب العطوف

رقة تنزل من عليائها ***** كشعاع البدر بالضوء اللطيف

يتمنى الشعر فيه غاية ***** وهو عنها عاجز الباع ضعيف

كلما حاولها أعجزه ***** قصر الطرف عن الصرح المنيف

أيها المصباح صرنا حوله ***** كفراش حام بالنور يطوف

أيها الأيك غدونا حوله ***** نسماً في الأيك موصول الحفيف

أنا من غناك عنهم فاستمع ***** من أغاريد الربى نجوى الأليف

لوليكي
15/06/2012, 06:11 AM
***في ندوة الوزير الأديب إبراهيم دسوقي أباظة ***



وزيري الطيب الحر الجليلا ***** تقبله هوى حرا نبيلا

يقيم على الحوادث لا يبالي ***** ويأبى في العوادي أن يميلا

ولا يدري الزمان له اختلافا ***** ولا يدري الرياء له سبيلا

على الأدب الرفيع ووارديه ***** بسطت الخير والظل الظليلا

وما للقائلين عليك فضل ***** فقد جئنا نرد لك الجميلا

قطفت لك القوافي طوق شعري ***** فعذراً إن قطفت لك القليلا

وددت بأن أطيل لك القوافي ***** فيمنعني حياؤك أن أطيلا

وزير الطيب الحر الجليلا ***** وقفت عن الرفاق هنا رسولا

أعيد لك الذي يطوي فؤادي ***** وفخراً أن أعيد وأن أقولا

أقول لجاهلٍ معنى المعالي ***** إلامَ يظل جاهلكم جهولا

دسوقي لا الوزارة قربتنا ***** ولا قامت على صلة دليلا

عشقنا فيك أخلاقاً وفضلاً ***** تقبله هوى حراً نبيلا

لوليكي
15/06/2012, 06:17 AM
*** تعزية لمعاليه في بعض السراة الأباظيين ***



إن السراة الأباظيين قد عظموا ***** عن طوق ند وعن تحليق اضداد

تخطف القدر الجاري أحاسنهم ***** بصير في المنايا أو بنقاد

كم صحت والعين تذري الدمع في أسف ***** على الجواهر في كف الردى العادي

الا رقى للأباظيين تحفظهم ***** على الحوادث من أنظار حساد!

لوليكي
15/06/2012, 06:24 AM
*** في منزل الشاعر وقد تكرم الوزير بزيارته ***


بأي لفظ يفيك شعري ***** شرفت قدري وزنت داري

أما كفى برُك المواسي ***** فزدتني روعة المزار

أقسمت بالشمس في ضحاها ***** أقسمت بالبدر بالدراري

بفضلك الماحق الدياجي ***** كأنه واضح النهار

فيك من البحر كل معنى ***** فمن سمو إلى وقار

وأنت صدر العباب رحباً ***** وبسمة الشط والمنار

كأن هذا الجميل يترى *****من طيب غادٍ ولطف ساري

موج من البر ذو اتصال ***** بلا هدوء ولا قرار

غمرتني بالجميل حتى ***** لجت قوافيَّ في العثار

أنقذني البحر غير أني ***** غريق فضل بلا قرار

كنت ندى في رياض عيشي ***** وكنت غيثاً على القفار

لقيت ضنكا من الليالي ***** فمن غمار إلى غمار

قد طال عتبي على الليالي ***** وطال للراحم انتظاري

صفحت عن كل ما أساءت ***** حق لها الليلة اعتذاري

لوليكي
15/06/2012, 06:32 AM
*** في حفلة الربيع التي أقامتها جامعة أدباء العروبة ***


أمير الفضل فضلك بيت شعرٍ ***** عُلاك نسجن معناه الرفيعا

إذا كان الضياء نسيج فن ***** سناه يملأ الكون الوسيعا

فحولك حيثما تمشي وتسعى ***** قصيدٌ عامر غمر الربوعا

تكلم حيثما تمضي مبيناً ***** وما عرف البيان ولا البديعا

حببت سناك أتبعه بشعري ***** وفخراً أن أكون له تبيعا

مدحتك جهد مقدرة القوافي ***** فضقت بها مقصّرة جميعا

أتعصاني مغردة بنفسي ***** معودة هنالك أن تطيعا!

أقول لها وقد كلت قصوراً ***** رويدكِ, واهدئي لن نستطيعا

يراك الناس حيث ترى عظيماً ***** كريماً في تسامحه وديعا

وأنت النهر دفاقاً قوياً ***** إذا ما هم لم يملك رجوعا

يفيض على الربوع جلال نعمى ***** ويغشى من حوائلها المنيعا

لوليكي
15/06/2012, 06:44 AM
*** مظلمة ***



أنا لا أظل, وكل شيء ***** مستمد من جلالكْ

في قاتم محلولك ***** سدّت علي به المسالكْ

ان لم تضعني في سناك ***** حمدت حظي في ظلالكْ

ان لم تضعني في يمينك ***** فالتفت لي في شمالكْ

الرأي رأيك ليس في الأوقاف ***** شيء غير ذلك

يا أحكم الحكماء لا يفتى ***** وفي الأوقاف مالكْ

لوليكي
15/06/2012, 06:50 AM
*** شكر واعتذار ***


أبي! أخي! كعبة آمالنا ***** أكرمتني أكرمك الله

أعجب ما في الشكر أني امرؤ ***** بيانه عندك يعصاه

يا من يرى القلب وشكواه ***** ويعلم الشعر ونجواه

كم شاعر منطقه خانه ***** فاغرورقت بالشعر عيناه

ما أكرم الخلق وأسماه ***** وأعذب الطبع وأصفاه

إنك فردٌ دون ثانٍ ولن ***** يرى لهذا النبل أشباه

عفوك عن حال فتى متعب *****بات على الأشواك جنباه

طال به الليل على حيرة ***** وامتد كالموجة يغشاه

يسائل الليل على طوله ***** عن ذلك الليل وعقباه

والنور أين النور؟ هل غاله ***** ماحٍ محا الفجر وأخفاه؟

قد كدت لولا ثقة لا تهي ***** وخشية الله وتقواه

أقول جف البر لا ديمة ***** تهمي ولا المزنة ترعاه

حتى رأيت الخبر في طلعة ***** تحمل لي الخير وبشراه

في لمعة تومض في فرقد ***** في فلك أنت محياه

حمدت ربي وعرفت الرضى ***** يا رحمة الله ونعماه

لوليكي
15/06/2012, 09:05 AM
*** بطل الأبطال ***



-(( الشهيد عبد الحكيم الجراحي )).



**********



بطل الأبطال من أرض الهرمْ ***** لبس الغار وجلّى وغنمْ

كيف تذرون عليه دمعكم ***** وهو وضاحُ المحيا يبتسمْ

كيف يبكي منكم الباكي على ***** عَلَمٍ لف شهيداً في عَلَمْ

يا شباب النيل فتيان الحمى ***** وحماة الدار أشبال الأجمْ

زعموكم أمة هازلة ***** كذب الزاعمُ فيما قد زعمْ

تتحداهم على طول المدى ***** ثورة نكراء شبت تلتهمْ

ومقال الدهر عنا في غد ***** وحديث المجد عن عبدالحكمْ

كم أغر في بواكير الصبا ***** ناضر يسحب أذيال النعمْ

طبعه الجود فلما هتفت ***** مصر تدعوه تناهى في الكرمْ

قدم الروحَ اليها ومشى ***** ثابت الخطوةِ جبارَ القدمْ

كلفتهُ اليقظةُ الكبرى بها ***** همة ترعى وعيناً لم تنمْ

جشمته خطة دامية ***** وعرة المسلك حفت بالألمْ

يجد الموتُ بها لدته ***** ويرى العار إذا المرء سلمْ

***

يا لهذي الجنة الفيحاء كم ***** فتحت قبراً لباغٍ قد ظلم

يصبح الصبحُ على هذي الربى ***** فإذا الورد ضحوك في الأكمْ

فإذا أمسى المساء انقلبت ***** فوهة شعواء ترمي بالحممْ

لست تدري إذ تراها ظمئت ***** فروى الأحرار واديها بدمْ...

ذاك لون الورد أم لون الردى ***** الجاثم أم لون الحميم المضطرم!

يا شباب النيل فتيان الحمى ***** وحماة الدار أشبال الأجم

حطموا القيد الذي حطمكم ***** واجعلوا أمتكم فوق الأمم

وإذا استشهد منكم بطل ***** جاده الغيث وحيته الديم

ولقد أدى لمصر دينه ***** ذلك الفادي، ووفى بالقسم..

لوليكي
15/06/2012, 11:57 AM
*** مصـــــــــــر ***



أَجلْ إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا ***** فمصر هي المحرابُ والجنةُ الكبرى

حلفنا نولي وجهنا شطر حبها *****وننفد فيه الصبر والجهد والعمرا

نبث بها روح الحياة قويـــــــــــــة ***** ونقتل فيه الضنك والذل والفقـــــرا

نحطم أغلالاً ونمحو حوائلا ***** ونخلق فيها الفكر والعمل الحرا

أجل إن ماءَ النيلِ قد مرَّ طعمُه ***** تناوشه الفتاكُ لم يدعو شبرا

فدالت به الجنيا وريعت حمائم ***** مغردة تستقبل الخير والبشرى

وحامت على الأفق الحزين كواسر ***** إذا ظفرت لا ترحم الحسن والزهرا

تحط كما حط العقاب من الذرى ***** وتلتهم الأفنان والزغب والوكرا

فهلا وقفتم دونها تمنحونها ***** أكفاً كماء المزنِ تمطرها خيرا

سلاماً شباب النيل في كل موقفٍ ***** على الدهر يجني المجدَ أو يجلبُ الفخرا

تعالوا نشيّدْ مصنعاً رب مصنعٍ ***** يدر على صُناعنا المغنمَ الوفرا

تعالوا نشيّدْ ملجأ، رب ملجأ ***** يضم حطامَ البؤسِ والأوجهَ الصفرا

تعالوا لنمحو الجهلَ والعللَ التي ***** أحاطتْ بنا كالسيل تغمرُنا غمرا

تعالوا فقد حانتْ أمورٌ عظيمةٌ ***** فلا كان منا غافلٌ يصم العصرا

تعالوا نقلْ للعصب أهلا فإننا ***** شبابٌ ألفنا الصعبَ والمطلبَ الوعرا

شبابٌ اذا نامت عيونٌ فإننا ***** بكرنا بكورَ الطيرِ نستقبل الفجرا

شبابٌ نزلنا حومةَ المجدِ كلناَ ***** ومن يغتدي للنصر ينتزعُ النصرا

لوليكي
15/06/2012, 07:20 PM
** مناسـبة النـص **


- يتحدث الشاعر فى هذه القصيدة إلى شباب مصر لكي يستنهضهم لبذل الجهد والعمر وبث روح قوية في جوانب الحياة حتى ينهض الفكر والعمل الحر لتعيش مصر في رخاء وسعاده.



** شرح أبيات من قصيدة مصـــــر **



أَجلْ إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا ***** فمصر هي المحرابُ والجنةُ الكبرى

حلفنا نولي وجهنا شطر حبها *****وننفد فيه الصبر والجهد والعمرا

نبث بها روح الحياة قويـــــــــــــة ***** ونقتل فيه الضنك والذل والفقـــــرا

نحطم أغلالاً ونمحو حوائلا ***** ونخلق فيها الفكر والعمل الحرا



- معانى المفردات:


أجل: نعم
ننفذ: ننفى – وننهى
يفتدى: يضحى
الصبر: الإحتمال
المحراب :مكان الإمام فى الجامع
نبث: نبعث-نرسل-ننشر
الكبرى: العظيمة الواسعه
الضنك :ضيق الرزق
حلفنا :أقسمنا
الذل: الهوان × العزة
نولي وجهنا: نضع نصب أعيينا
نحطم: نكسر × نبنى
شطر: تجاه – ناحية
أغلالاً: قيوداً مفردها : غل
نولي: نوجه
نمحو حوائل: نزيل الموانع والسدود


- الشرح :


* يقول الشاعر فى الأبيات السابقة :-

نعم أن هذا يوم لمن يريد أن يضحي من أجل مصر بروحه وعلمه لأن مصر هي محرابنا المقدس وقبلتنا التي نتجه إليها ، وجنتنا العظيمة الواسعة .
ولقد أقسمنا بأن يكون حب مصر قائدنا ومن أجله نبذل الجهد والصبر ونفني العمر من أجل مصر ، فبالعمل والبناء نبعث روح الحياة قوية داخل مصر ونتخلص من ضيق الرزق والذل والفقر وسوف نحطم القيود ونزيل السدود ونخلق فى مصر الفكر والعمل الحر.


- الجماليات :


1- ( أجل ) : حرف جواب عن سؤال .
2- ( مصر هي محراب ) : هذا التعبير تعليل لما قبله .
3- ( مصر ) : كرر الشاعر كلمة مصر دلالة منه على حبها وتعلقه بها .
4- ( مصر هي المحراب والجنة الكبرى ) : شبه الشاعر مصر بالمحراب في قدسيتها وبالجنة الكبرى في كثرة خيراتها .
5- ( حلفنا ) : قسم يدل على الإصرار والعزم .
6- ( ننفذ فيها الصبر والجهد والعمرا ) : تعبير يدل على شدة الحب والاخلاص والتضحية.
7- ( نبث بها روح الحياة قوية ) : تصوير للعمل المنير للوطن بصورة الروح القوية التي ترى في الجسد .
8- (نقتل فيها الضنك والذل والفقر) : تصوير للضنك والذل والفقر بأنها كائنات حية تقتل وتموت .


***


سلاماً شباب النيل في كل موقفٍ ***** على الدهر يجني المجدَ أو يجلبُ الفخرا

تعالوا فقد حانتْ أمورٌ عظيمةٌ ***** فلا كان منا غافلٌ يصم العصرا

تعالوا نقلْ للعصب أهلا فإننا ***** شبابٌ ألفنا الصعبَ والمطلبَ الوعرا



- معانى المفردات:


سلاماً: تحية
يجلب: يكسب
موقف: مجال
غافل: مهمل × مُجد
الدهر: الزمن والجمع : دهور
يصم: يعيب × يشيد ، يمدح
الفخر: التباهي
الصعب: الأمر العسير×السهل
يجني: يحقق
ألفنا: تعودنا
المجد: الرفعة والشرف
أهلاً: للترحيب
حانت: جاء وقت – قربت
تعالوا: أقبلوا
أمور عظيمة: قضايا ومشكلات ا
لوعر: شديد الصعوبة × السهل


- الـشــــرح :


* يوجه الشاعر تحية عظيمة إلى شباب مصر في كل مجال من المجالات التي تحقق المجد وتجلب الفخر ، ثم يقول لهم أقبلوا فقد جاء وقت العمل الجاد لمواجهة القضايا والمشكلات للوطن وليس فينا غافل يعيب على الزمن ، هيا تعالوا يا شباب مصر لكي نتحدى الصعاب ونرحب بها لأننا شباب تعودنا على الصعاب وكيف يمكن القضاء عليها حتى نصل إلى أهدافنا بعزيمة قوية واصرار صادق .


- الجمـاليــــات:


1- ( سلاماً) : جاءت نكرة للتعظيم . (شباب النيل) : منادى حذف منه أداة النداء وغرضه التعظيم .
2- ( يجنى المجد ) : تصوير جميل للمجد بأنه ثمار تجمع .
3- ( تجلب الفخر ) : تصوير جميل للفخر بأنه مال يأتي لمصـر.
4- ( تعالوا ) : أسلوب أمر غرضه النصح والإرشاد .
5- ( فلا كان منا غافل ) : أسلوب نفي لأى غفلة.
6- ( يصم العصرا ) : تجسم للعصر كأنه انسان يناله العار.
7- ( نقل للصعب أهلاً ) : تصوير للصعب بأنه ضيف يرحب به .
8- ( فإننا شباب ألفنا الصعب ) : أسلوب مؤكد (بأن) وهو تعليل لما قبله.


***


شبابٌ اذا نامت عيونٌ فإننا ***** بكرنا بكورَ الطيرِ نستقبل الفجرا

شبابٌ نزلنا حومةَ المجدِ كلناَ ***** ومن يغتدي للنصر ينتزعُ النصرا



- معانى المفردات:


بكرنا: نهضنا مبكرين
يغتدي: يُبْكر
الفجر: المراد به الأمل إلى غدٍ مشرق لمصر
ينتزع النصر: يحصل عليه والمضاد : يفقده
حومة: ساحـة


-الشــــرح :


* يتحدث الشاعر عن شباب مصر ويقول :-

نحن شباب مصر نسعى دائماً إلى المجد وتحقيق الرخاء مبكرين دائماً بينما غيرنا من شباب العالم فى نوم عميق لأننا نحصل على مصالح الوطن العزيز (مصر) بأيدينا وعملنا.
ويقول نحن معشر الشباب نزلنا جميعاً ساحة المجد لكي نحقق الأهداف بقوة .لأن من ينهض مبكراً إلى ساحة القتال هو الذى ينال النصر .


- الجمـاليـات :


1- (إذا نامت عيون ) : تعبير يدل على الغفلة والإهمال .
2- ( إننا بكرنا بكور الطير ) : أسلوب مؤكد بـ (أن) وفيه تصوير شباب مصر كالطير فى البكور والنشاط .
3- (نستقبل الفجرا ) : صور الفجر بأنه ضيف ونحن نرحب به.
4- ( نامت ، بكرنا ) : بينهما تضاد يوضح المعنى ويقويه.
5- ( نزلنا حومة المجد) : شبه المجد بساحة للتنافس وفيه دلالة لحب المجد .
6- ( ومن يغتدي للنصر ينتزع النصرا) : هذا التعبير تعليل لما قبله .


* المصدر:-

شبكة منتديات مدرستنا أحلى منتدى (http://go.3roos.com/dvdf2bveiwc)

لوليكي
15/06/2012, 07:39 PM
*** حب على الصحراء ***



أحبكَ ما حييتُ وأنتَ حسبي ***** فجربْ أنت قلباً بعد قلبي

ويا أسفاً على صحراءِ عمر ***** جفاها بعدك المطرُ الملبي

نهاري في لوافحِها سرابٌ ***** وليلي من أباطيل وكذبِ

وفي أذنيَّ من شفتيكَ عتبٌ ***** إذا أنا ساعةً اضجعتُ جنبي

وتلك قوافلُ الأيامِ تترى ***** تمر علي سراباً بعد سربِ

عوابِسُ لا يطل سناك منها ***** ولم ألمحْ مطالعُه بركب

فإن غفلتْ عيونُ الحظِّ عنا ***** وصرت -ولم أكن أدري- بقربي

تبيني فتلك خيامُ حبي ***** واني موقدُ لك نار قلبي

لوليكي
15/06/2012, 07:58 PM
*** القافلة الصغيرة ***



- قافلة صغيرة يقتادها زعيمها وقد أوشكت على الفناء بينما زعيمها يجيل النظر هنا وهناك باحثاً عن واحة أو ظلّ أو ماء.



**********



تعالَ سلِ القبيلةَ والجمالا ***** لأيةِ غايةٍ شدوا الرحالا

وكيف تبدلوا أرضاً بأرضٍ ***** وكيف تغيروا حالا وحالا..

تطلعتِ العيونُ لعل ماءً ***** يتاحُ على الهواجرِ أو ظلالا

ومدّ الشيخُ في الصحراء لحظاً ***** كلحظ الصقرِ في الآفاق جالا

كأن بنيه سقما أو هزالا ***** خيال جر هيكلهُ خيالا

أقافلة الحياة أريتنينها ***** فلم ترَ مثلها عيني مثالا

أجل هي نحن في الدنيا حيارى ***** وما ندري لقافلةٍ مآلا

رأيتُ حياتَنا. كم من غريب ***** على جنبيه بالإعياء مالا

وكم من سائلٍ لم يلقَ ردا ***** وقد سأل الهواجرَ والرمالا

فإن تجب القفار عليه يوماً ***** تردّ له سوافيها السؤالا

أقافلة الحياة أريتنيها ***** خيالا أو ضلالا، أو محالا

لوليكي
15/06/2012, 08:02 PM
*** عاصفـــــــــة ***



صورةٌ للبحر أم صورةُ نفسِ ***** عندما النفس من اليأس تثورُ

قد علا الموجُ وقد عز التأسي ***** لم يعدْ إلا عبابٌ وصخورُ

***

زلزل البحرُ على راكبه ***** مثلما زلزل قلبٌ ضجرُ

سفر صار على طالبه ***** ركبُ ضنك، والمنايا سفرُ..

***

غرَّب الحظُّ كما مال الشراعْ ***** هكذا الأعمار في الدنيا تميلْ

وسرتْ في الجو أشباحُ الوداع ***** وتنادي كل شيء بالرحيلْ

***

أإذا اشتد على القلب البلاء ***** أإذا جار عبابٌ وتناهي

تعصف الأمواجُ عصفاً بالرجاء ***** كيف ننسى أن للكون إلها...

لوليكي
15/06/2012, 08:09 PM
*** عينـــــــــــــان ***



طوى السنين وشق الغيبَ والظلما ***** برقٌ تألق في عينيك وابتسما

يا ساري البرق من نجمين يومضُ لي ***** ماذا تخبئُ لي الأقدارُ خلفهما

أجئتَ بي عتبات الخلدِ أم شركا ***** نصبتَ لي من خداع الوهم أم حلما؟

كأنني ناظرٌ بحراً وعاصفةً ***** وزورقاً بالغد المجهولِ مرتطما

حملتني لسماءٍ قد سريت لها ***** بالروحِ والفكرِ لم أنقل لها قدما

شفّت سديماً ورَقَّت في غلائلَها ***** فكدت أبصر فيها اللوحَ والقلما

رأيت قلبين خط الغيبُ حبهما ***** وكاتبا ببيان النورِ قد رسما

وسحر عينيكِ إني مقسم بهما ***** لا تسألي القلبَ عن إخلاصه قسما

واهاً لعينيكِ كالنبعِ الجميل صفا ***** وسال مؤتلقُ الأمواجِ منسجما

ما أنتما؟ أنتما كأسٌ وان عذُبت ***** فيها الحمامُ ولا عذر لمن سلما

لمَّا رمى الحبُّ قلبينا إلى القدرِ ***** له المشيئةُ لم نسألْ لمن ولما

في لحظةٍ تجمعُ الآباد حاضرها ***** وما يجيء وما قد مر منصرما

قد أودعتْ في فؤاد اثنين كل هوىً ***** في الأرضِ سارتْ به أخبارُها قدما

كلاهما ناظرٌ في عين صاحبهِ ***** موجاً من الحب والأشواقِ ملتطما

وساحة بتعلاّت الهوى احتربت ***** فيها صراعٌ وفيها للعناق ظما

يا للغديرين في عينيك إذ لمعا ***** بالشوق يومضُ خلفَ الماءِ مضطرما

وللنقيضين في كأسين قد جمعا ***** فالراويان هما والظامئان هما

بأي قوسٍ وسهم صائب ويدٍ ***** هواك يا أيها الطاغي الجميل رمى

يرمي البريء في آن وأعجبه ***** ان الذي في يديه البرءُ ما علما

وكيف يبرئني من لست أسأله ***** برءاً وأوثر فيه السهدَ والسقما

لو أن للموت أسباباً تقربني ***** إلى رضاك لهان الموتُ مقتحما

إن الليالي التي في العمر منك خلتْ ***** مرت يبابا وكانت كلها عقما

تلفتَ القلبُ مكروبا لها حسرا ***** وعض من أسف ابهامَه ندما

لوليكي
16/06/2012, 05:02 AM
*** ايمــــــــــان ***



قدرٌ أراد شقاءنا ***** لا أنتِ شئت ولا أنا

عزَّ التلاقي والحظوظُ ***** السودُ حالت بيننا

قد كدت أكفر بالهوى ***** لو لم أكن بكِ مؤمنا !!

لوليكي
16/06/2012, 05:11 AM
*** إليهــــــــا ***



أيها الماضي الذي أودعته ***** حفرةً قد خيم الموتُ بها

أيها الشعر الذي كفنتهُ ***** مقسماً لا قلتُ شعراً بعدها

أيها القلب الذي مزقتُه ***** صارخاً: عهدك يا قلب انتهى

قسماً ما مات منكم أحد ***** إنها رقدةُ يأسٍ إنها

آه لو قام رسولٌ ضارعٌ ***** أو شفيعٌ منكمُ ويمضي لها

آه من يخبرها عن طائر ***** نسي الأوكارَ إلا وكرها!

لوليكي
16/06/2012, 05:14 AM
*** بعــــد الحــــب ***



أرى سمائي انحدرتْ وانطوتْ ***** لا تحسبي النجمَ هوى وحدهُ

فيا نجوم الليل لا نجم لي ***** ولا أرى لي أفقاً بعدهُ

لوليكي
16/06/2012, 05:17 AM
*** أنوار المدينة ***



ضحكتْ لعينيَّ المصابيحُ التي ***** تعلو رؤوسَ الليلِ كالتيجانِ

ورأيتُ أنوارَ المدينةِ بعدما ***** طال المسيرُ وكلَّتِ القدمانِ

وحسبتُ ان طاب القرار لمتعب ***** في ظل تحنانٍ وركنِ أمانِ

فإذا المدينة كالضباب تبخرتْ ***** وتكشفْ لي عن كذوبِ أماني

قدرٌ جرى لم يجرِ في الحسبانِ ***** لا أنتِ ظالمة ولا أنا جاني

لوليكي
16/06/2012, 05:21 AM
*** خمر الرضـــــــا ***



يا حبيبي اسقني الأمانيَ واشربْ ***** بوركتْ خمرةُ الرضا وهي تسكبْ

بورك الكأسُ والحبابُ الذي يرقصُ ***** في الكأس والشعاعِ المذهبْ

نضبت رحمةُ الوجودِ جميعاً ***** وبكَ الرحمة التي ليس تنضبْ

وإذا ضاقت السماءُ بشجوي ***** فالسماءُ التي بعينيكَ أرحبْ

كم تمنيتُ والصدور تجافيني ***** وتزورّ الوجوه تقطبْ

كم تمنيت صدرك البر يرتاحُ ***** على خفقهِ الطريدِ المعذبْ

هات وسّدني الحنان عليه ***** جسدي متعب وروحي متعب

لوليكي
16/06/2012, 05:30 AM
*** في حفلة تكريم الدكتور ناجي صاحب الديوان ***



- (( سان جيمس 1934 م )).



**********



يا صفوة الأحباب والخلان ***** عفواً إذا استعصى عليَّ بياني

الشعرُ ليس بمسعفٍ في ساعةٍ ***** هي فوق آي الحمدِ والكشرانِ

وأنا الذي قصّى الحياةَ معبراً ***** ومرجعاً لخوالج الوجدانِ

أقف العشية بالرفاق مقصراً ***** حيران قد عقد الجميل لساني

يا أيها الشعر الذي نطقت به ***** روحي وفاض كما يشاء جناني

يا سلوتي في الدهرِ يا قيثارتي ***** ما لي أراكِ حبيسةَ الألحانِ..

أين البيان وأين ما علمتني ***** أيام تنطلقين دون عنانِ

نجواك في الزمنِ العصيبِ مخدرٌ ***** نامت عليه يواقظُ الأشجانِ

والناسُ تسأل والهواجسُ جمةٌ ***** طبٌّ وشعرٌ كيف يتفقان؟

الشعرُ مرحمةُ النفوسِ وسرُّهُ ***** هبةُ السماءِ ومنحةُ الديانِ

والطبُّ مرحمةُ الجسومِ ونبعُه ***** من ذلك الفيض العلي الشانِ

ومن الغمامِ ومن معينٍ خلفَهُ ***** يجدان إلهاما ويستقيانِ

***

يا أيها الحب المطهر للقلوبِ ***** وغاسل الأرجاس والأدرانِ

ما أعظم النجوى الرفيعة كلما ***** يشدو بها روحان يحترقانِ

أنفا من الدنيا وفي جسديهما ***** ذلُّ السجين وقسوةُ السجانِ

فتطلعا نحو السماءِ وحلقا ***** صعدا إلى الآفاق يرتقيان

وتعانقا خلف الغمامِ واترعا ***** كأسيْهما من نشوةٍ وحنانِ

أكتبْ لوجه الفن لا تعدلْ بهِ ***** عرضَ الحياة ولا الحطام الفاني

واستلهمِ الأمَّ الطبيعةَ وحدَها ***** كم في الطبيعة من سري معاني

الشعرُ مملكةٌ وأنت أميرُها ***** ما حاجة الشعراء للتيجانِ

هومير أمَّره الزمان بنفسه ***** وقضت له الأجيال بالسلطانِ

اهبطْ على الأزهار وامسح جفنَها ***** واسكبْ نداكَ لظامئ صديانِ

في كل أيكٍ نفحةٌ وبكلِّ روضٍ ***** طاقةٌ من عاطر الريحانِ

لوليكي
16/06/2012, 05:33 AM
*** غصن صغير ***


رأيتِ غصناً صغيراً ***** منوراً ونضيرا

أرق ما تشتهي النفسُ ***** منظراً وعبيرا

جذبتُه جذب عنفٍ ***** قد كاد يذوي الزهورا

فلم يئنَّ لجذبي ***** وكان غصناً صبورا

لكنني لم أدعْهُ ***** حتى علا مسرورا

وارتد يضربُ وجهي ***** ضرباً عنيفاً مثيرا

وعاد ينشر في الأيك ***** ذا الحديثَ الاخيرا

تضاحك الأيكُ جذلانَ ***** شامتاً مسرورا

ضحكُ الذي بعد صبر ***** قد فاز فوزاً أخيرا

لوليكي
16/06/2012, 11:11 AM
*** دعــــابــــــــــات ***



- حفلة عدس في منزل الوزير الأديب دسوقي أباظة,
(الدعابة موجهة إلى صديقه الشاعر النابغ الأستاذ محمود غنيم).



**********


دعوتَ فلبينا ودارُك كعبةٌ ***** بها انعقد الإخلاصُ والحبُّ طُوَّفا

خميلتُنا تهفو إليها قلوبُنا ***** وأي فؤادٍ للخميلةِ ما هفا

بنوك الألى تحنو عليهم تعطفا ***** وترعاهم براً بهم متلطفا

إذا خلعوا بعض الوقاء فسعهم ***** فمثلك عن مثل الذي صنعوا عفا

هنا اطرح الأعباء مثقل كاهل ***** وخفف من وقريه من تخففا

فمال على الفضل الأباظي طامعا ***** وأغرق في الجود الأباظي مسرفا

فيا ندوة السمار هل من مسجل ***** يدوّن إعجاز القرائح منصفا

ليشهد أن الشعر شيء مشى بنا ***** مع الطبع جل الطبع أن يتكلفا

وفي دمنا يجري به متواصلا ***** مع النفس الجاري وينساب مرهفا

فهل ناقل عني الغداة وناشر ***** مقالة صدق قد أبت أن تحرّفا

حديث غنيم والردنجوت والذي ***** جرى بيننا ما كنت بالحق مرجفا

***

بصرت به والصحن بالصحن يلتقي ***** فلم أر أبهى من غنيم وأظرفا

تراءى له لحم فلم يدر عنده ***** أدَّيكَ من بعد الطوى أم تخرفا

وأومأ لي؛ باللحظ يسألني به ***** أتعرفه أومأت باللحظ مسعفا

وقدمته للديك وهو كأنما ***** يطير إليه واثبا متلهفا

غنيم! أخونا الديك! قدمت ذا لذا ***** فهذا لهذا بعد لأي تعرفا

وما هي إلا لحظة وتغازلا ***** وقد رفعا بعد السلام التكلفا

فمال على الورك الشهي ممزقا ***** ومال على الصدر النظيف منظفا

جزى الله أسنانا هناك عتيقة ***** ظللن على الصحن الأباظي عكفا

***

تعير ناجي بالردنجوت جاءه ***** معاراً فغامرْ واستعرْ أنت معطفا

وأقسم لو أن الردنجوت نلته ***** وجاد به من جاد كرها وسلّفا

لقلّبته ظهرا لبطن محيرا ***** به تحسبن الوجه من عبط قفا

رأيتك والعدس الأباظي قادم ***** كما انتفض المحموم بشّر بالشفا

وناهيك بالعدس الأباظي منظر ***** عظيم كما هيأت للعين متحفا

على أنه ما جاء حتى رأيته ***** توارى كطيف لاح في الحلم واختفى

فلله من لفظ ببطنك راسب ***** قرير ومعناه برأسك قد طفا

***

قِفا نبك أونضحك على أي حالة ***** قفَا صاحبي اليوم من عجب قفا

كأن صحاف الدار في عين صاحبي ***** غوان كستهن المحاسن مطرفا

أشار لاحداهن إذ برزتَ له ***** وناجته عن بعد وأبدت تعطفا

"تسائلني من أنت وهي عليمة" ***** وهل بفتي مثلي علىِ حاله خفا؟

سأخبرها من أنت! إنك شاعر ***** قنوع إذا ما الخير جاء تفلسفا

ومن أنت حتى ترفض النعمة التي ***** اتيحت وتأبى مثلها متقشفا

فتى حاله غلبٌ وآخره الطوى ***** وخطته عريٌ ومشروعه الحفا

لوليكي
16/06/2012, 11:23 AM
*** هجو في من اسمه عبد الحميد ***


رجل أرى بالله أم حَشَرَهْ ***** سبحان من بعبيده حشَرَهْ

يا فخر داروين ومذهبه ***** وخلاصة النظرية القذرهْ

أرأيت قرداً في الحديقة قد ***** فلّته أنثاه على شجرهْ؟

عبدالحميد أعلم فأنت كذا ***** ما قال داروين وما ذكرهْ

يا عبقرياً في شناعته ***** ولدتك أمك وهي معتذرهْ

لوليكي
16/06/2012, 11:25 AM
*** هجو شاعر ***



أيها الحي وما ضر ***** الورى لو كنت متا

أوَ شعر! ذاك لا بل ***** حجر ينحت نحتا

تلقم الناس وترميهم ***** به فوقا وتحتا

صحت من يأسي لما ***** بركيك الشعر صحتا

آه يا قاتل يا سفاك! ***** حتى أنت حتى!

لوليكي
16/06/2012, 12:21 PM
*** الخريــــــــــــف ***



يا حبيبي غيمة في خاطري ***** وجفوني وعلى الأفق سحابهْ

غفر اللهُ لها ما صنعت ***** كلما شاكيتها تندى كآبهْ

صرخ القفرُ لها منتحِباً ***** وبكى مستعطفاً مما أصابهْ

فأصمّ الغيثُ عنهُ أذنَهُ ***** ما على الأيام لو كان أجابهْ

***

كثر الهجرُ على القلب فهل ***** من سلو أو بعاد يرتضيهِ

أنت فجرٌ من جمال وصبا ***** كل فجر طالع ذكَّرنيهِ

كيف جانبتك أبغي سلوةً ***** ثم ناجيتك في كل شبيهِ

أيها الساكن عيني ودمي ***** أين في الدنيا مكان لست فيهِ

***

عندما أزمعَ ركب العمرِ ***** رحلةً نحو المغاني الأخرِ

ظهرت تجلوك كفُّ القدرِ ***** صورةً أروع ما في الصورِ

تتراءى في الشباب العطرِ ***** نفحةً تحمل طيبَ السحرِ

وقف العمرُ لها معتذراً ***** وثنى الركبُ عنانَ السفرِ

***

عندما أقفرتِ الدنيا جميعاً ***** لحتَ لي تحمل عمراً وربيعا

إن يكن حلماً تولى مسرعاً ***** أجمل الأحلام ما ولى سريعا

إن يكنْ ما كان دَيْناً يقتضيْ ***** خلني أدفعه عنك دموعا

قد شريناه عزيزاً غالياً ***** إن تكن بعتَ فإني لن أبيعا

***

يا ندامى الحب سُمار الهوى ***** سكبوا لي السهدَ في ذاك الشراب

ارقوني أجرع السقم وبي ***** صفرة الكأس وأوهام الحباب

كلما تقبل أيام المنى ***** تنجلي النعماءُ عن ذاك السراب

وترى أياميَ الحيرى على ***** عرسها الضاحك أحزان الضباب

***

لم أقيدك بشيء في الهوى ***** أنت من حبي ومن وجدي طليقْ

الهوى الخالص قيد وحده ***** رب حر وهو في قيد وثيقْ

مزّقت كفيك أشواكُ الهوى ***** وأنا ضقت بأحجار الطريقْ

كم ظميٍ بظميٍ يرتوي ***** وغريق مستعين بغريقْ

***

يا ليالي العمر ما سر الليالي ***** البطيئات المملات الطوالِ

مسرعات مبطئات ولها ***** خفة الموت وأثقال الجبالِ

كاسفات البال عرجاء المنى ***** عاثرات الحظ شوهاء الظلالِ

عجباً للعمر يمضي مسرعاً ***** للمنايا بسلحفاة الملال

***

يا قمارى الروض في أيك الهوى ***** جفّتِ الورضةُ من بعد النديمْ

حل بالأيك خريفٌ منكرٌ ***** وظلال قاتماتٌ وغيومْ

ماتت الروضةُ إلا طائفاً ***** من هوى حي على الذكرى يقومْ

فإذا أنكر ما حل بها ***** فر يبغي سربَه بين النجومْ

***

شاهت الدنيا وجوهاً ورؤىً ***** وتولاها سهومٌ ووجومْ

يا عذارى الحسن في ظل الصبا ***** كل حسن بعد ليلاي دميمْ

يا نعيم العيش في ظل الرضا ***** آه لو أعرف ما طعم النعيمْ

أنكر الجنةَ قلبٌ ضجرٌ ***** أبدي النار موصول الجحيمْ

***

طالما موهتُ بالضحك فما ***** غيَّر التمويهُ رأياً لك فيا

كلما تنظر في عيني ترى ***** سريَ الغافي ومعناي الخفيا

وترى في عمق روحي زهرةً ***** قد سقاها الحزنُ دمعاً أبديا

ويراه الناسُ طلا وترى ***** أنت دمعاً غائماً في مقلتيا

***

يا فؤادي ما ترى هذا الغروبْ ***** ما ترى فيه انهيار العمرِ؟

ما ترى فيه غريقاً ذا شحوبْ ***** ينلاشى في خضم القدرِ؟

ما تراها اتأدتْ قبل المغيبْ ***** ورمتْ من عرشها المنحدرِ

لفتةَ الحسرةِ للشط القريبْ ***** قبل أن تسقط خلف النهرِ...

***

يا فؤادي قاتل اللهُ الضجرْ ***** وعذابي بين حل وسفرْ

ما ترى قنطرةً من بعدها ***** راحة ترجى وبال يستقرْ

ذلك الجرح وما أفدحه *****ما عليه لو إلى السلوى عبرْ

قد طواه اليوم في بردته ***** وأتى الليلُ عليه فانفجرْ

***

مرَّ يومي فارغاً منك ومن ***** أملِ اللقيا فما أتعسَ يومي

أنت يومي، وغدي أنت، وما ***** من زمان مرّ بي لم تكُ همي!

آهِ كم أغدو صغيراً، حاجتي ***** لكَ كالطفل إلى رحمةِ أمِّ

ولكم أكبر بالحب إلى أن ***** أغتدي مستشرفاً آفاق نجمِ

***

أي سرٍّ فيك إني لست أدري ***** كل ما فيك من الأسرار يغري

خطرٌ ينسابُ من مفتر ثغر ***** فتنة تعصف من لفتة نحرِ

قدر ينسج من خصلة شعر ***** زورق يسبحُ في موجةِ عطرِ

في عباب غامض التيار يجري ***** واصلاً ما بين عينيك وعمري

***

ذات ليلٍ والدجى يغمرنا ***** أترى تذكر إذ جزنا المدينةْ؟

كلما روعتَ من نارٍ شجٍ ***** حر ما يصلى تلمست جبينَهْ

بيدٍ شفافة مثل الندى الرطبِ ***** تعيد النار بردا وسكينه

أيها الآسي لناري هذه ***** ما الذي تصنع بالنار الدفينه؟

***

أخيالاً كان هذا كلُّهُ ***** ذلك الجسر الذي كنا عليه؟

والمصابيح التي في جانبيه ***** ذلك النيل وما في شاطئيه؟

وشعاع طوفت في مائه ***** وظلالٌ رسبت في ضفتيه

وحبيب وادع في ساعدي ***** ووعود نلتها من شفتيه؟

***

رب لحن قص في خاطرنا ***** قصةَ الحادي الذي غنّى سهادَهْ

وكأن الصمت منه واحة ***** هيأتْ من عشبِها الرطبِ وسادَهْ

ها أنا عدت إلى حيث التقينا ***** في مكان رفرفت فيه السعادَهْ

وبه قد رفرف الصمتُ علينا ***** إنَّ في صمت المحبين عبادَهْ

***

رفرف الصمتُ ولكن أقبلتْ ***** من أقاصي السهلِ أصداءً بعيدَهْ

تتهادى في عبابٍ ساحرٍ ***** مرسلٍ للشطِّ أمواجاً مديدَهْ

كم نداء خافت مبتعد ***** تشتهي أذنُ الهوى أن تستعيدَهْ

عاد منساباً إلى أعماقها ***** هامساً فيها بأصداءٍ جديدَهْ

***

رفرف الصمتُ ولكن ها هنا ***** كل ما فيك من الحسن يغني

آه كم من وتر نام على ***** صدر عودٍ نومَ غاف مطمئنِ

وبه شتى لحون من أسى ***** وحنينٍ وأنينٍ وتمني

رقد العاصفُ فيه وانطوتْ ***** مهجةُ العودِ على صمتٍ مرنِ...

***

هذه الدنيا هجيرٌ كلُّها ***** أين في الرضاء ظل من ظلالكْ

ربما تزخر بالحسن وما ***** في الدمى مهما غلت سر جمالكْ

ربما تزخر بالنور وكم ***** من ضياء وهو من غيرك حالكْ

لو جرت في خاطري أقصى المنى ***** لتمنيتُ خيالاً من خيالك

***

أنا إن ضاقت بي الدنيا أفئْ ***** لثوانٍ رحبةٍ قد وسعتنا

إنما الدنيا عبابٌ ضمنا ***** وشطوطٌ من حظوظٍ فرقتنا

ولقد أطفو عليه قلقاً ***** غارقاً في لحظة قد جمعتْنا

كلما تترى المعاني أجتلي ***** خلف معناها لأسرارِك معنى

***

ما الذي صبك صباً في الفؤادْ ***** ما الذي إن أقصِه عنيَ عادْ

طاغياً يعصفُ عصفاً بالرشادْ ***** ظامئاً سيان قرِب وبعادْ

ساهر العينين موصول السهادْ ***** ما الذي يجري لهيباً في الرمادْ

ما الذي يخلقنا من عدم ***** ما الذي يجري حياةً في الجمادْ

***

كم حبيب بعدت صهباؤه ***** وتبقت نفحةٌ من حببِهْ

في نسيجٍ خالدٍ رغم البلى ***** عبث الدهرُ وما يعبث بِهْ

ما الذي في خصلة من شعرهِ ***** ما الذي في خطه أو كُتبِهْ

ما الذي في اثرٍ خلَّفه ***** من أفانين الهوى أو عجبِهْ

***

ما الذي في مجلس يألفه ***** عقد الحبُّ عليه موعدَهْ

ربما يبكي أسى كرسيُّهُ ***** إن نأى عنه وتبكي المائدَهْ

ربما نحسبها هشتْ إذا ***** عائدٌ هش لها أو عائدَهْ

ربما نحسبها تسألنا ***** حين نمضي أفراق لعدَهْ؟

***

كم أعدت لك ستراً في الخفاء ***** وتوارت عن عيون الرقباء

كم أعدت نفسها وانتظرت ***** واستوت موحشة تحت السماء؟

وهي لو تملك كفا صافحت ***** كفَّك الحلوةَ في كل مساء

وهي لو تملك جوداً بذلت ***** كل ما تملك كفٌّ من سخاء

***

رب كرم مده الليل لنا ***** فتواثبنا له نبغي اقتطافَهْ

وعلى خيمته أسوده ***** عربي الجود شرقي الضيافَهْ

وجد العرس على بهجته ***** وسناه دون ورد فأضافَهْ

ثم وارت يدَه جنيةٌ ***** وطوته بأساطير الخرافَهْ...

***

أرج يعبق في أنحائه ***** حملته نحو عرشينا الرياحْ

كل عطر في ثناياه سرى ***** كان سرّاً مضمراً فيه فباحْ

يا لها من حقبة كانت على ***** قِصَرٍ فيها كآماد فساحْ

نتمنى كلما طابت لنا ***** أن يظل الليل مجهول الصباحْ

***

يا فؤادي العمر سفرٌ وانطوى ***** وتبقتْ صفحة قبل النوى

ما الذي يغريك بالدنيا سوى ***** ذلك الوجه، وذياك الهوى

لوليكي
16/06/2012, 12:44 PM
*** العـــــــــائد ***



أجرْ غربتي أيها العائدُ ***** فقد ملّني الداءُ والعائدُ

أجرْ غربتي فبلادي الهموم ***** وليلٌ بطيء الخطى راكدُ

تقاسمني في نواك الديار ***** وأنتَ لي الوطن الواحدُ

محياك داري ومنك نهاري ***** إذا ضمك الصدرُ والساعدُ

***

أجرْ شفتي من عذاب الظما ***** أما أذن اللهُ أن ترحما!

أتمعن في الهجر حتى ترانا ***** بكينا دما واحترقنا فما؟

ولي رمقٌ صنتُهُ كي أراك ***** فاشفِقْ على رمقي ريثما

إذا طلب الحبُّ برهانَهُ ***** من الموت لبَّيتُ كي تعلما..

***

لياليّ مرت هباء عقيما ***** فهل تتوالى البواقي سدى؟

أسائل جرحيَ عمن جناهُ ***** وارنو فاستخبر العودَّا

فما اطلعوا اليوم بالبشريات ***** ولا عللوا بالتلاقي غدا...

فلما تنكرَ حتى المحب ***** تلفت أسألُ عنك العدا

***

سلام على غائب عن عيوني ***** حملت حطامي إلى دارهِ

وقلت لقلبي تمهل بنا ***** وخبئ شقاءَك أو دارهِ

تناسَ الأسى ها هنا أو يقال ***** حملتَ الظلامَ لأنوارهِ...

أتغدو إلى عتبات النعيم ***** بلفحِ الجحيم وإعصاره!..





* المصادر لجميع القصائد السابقة :-


- المرجع الأساسي كتاب الأعمال الكاملة الذي يضم دواوين الشاعر إبراهيم ناجي ومن ضمنه ديوان ((( ليالي القاهرة - 1944 )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)

- adab.com (الموسوعة العالمية للشعر العربي) (http://go.3roos.com/hwi7tg5hpgj)

- أدب العرب (http://go.3roos.com/9wd8lpoah2x)

- موقع الشعر (http://go.3roos.com/d0bqar4ir45)

لوليكي
16/06/2012, 12:51 PM
قصائد الديوان الثالث ((( الطائرالجريح - عام 1957م )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)



يمكن القول بأنه الديوان الذي جُمع بعد وفاته ، وقد ضمّ مختارات شعرية تصوّر حياة صاحبها الذي عاش ظامئاً على وفرة الموارد حوله، وجائعاً على وفرة الزاد. في هذا الديوان استطاع الشاعر أن يستر ظاهره، إلا أنه لم يستطع أن يستر باطنه فقد بدى واضحاً لقارئ الديوان أن للشاعر روحين مختلفتين: روح وهبها للناس، وروح احتفظ بها لنفسه كالتي وهبها هي روح المرح والبشاشة والحبور، التي انفرد بها لنفسه هي الروح المعذبة. إن قصائد هذا الديوان تعبير عن آلام المحبين وآمالهم، قد سطرها في أيام محنته وبؤسه.

لوليكي
16/06/2012, 01:20 PM
*** زازا ***



- زازا المرأة الوحيدة التي أحبت ناجي ولم تكن ذات مطامع كمطامع الغانيات، كان كل همّها في الحياة أن تكون الى جانب شاعر يحبها وتحبه كما قال الشاعر صالح جودت.



**********



أنا وحدي في البيدِ حيرانُ هائمْ ***** فمتى تذكرُ القفارُ الغمائمْ

رحمةً يا سماءُ إن فمي جفّ ***** وحلقي عن المواردِ صائمْ

غاض نبع المُنى ولم يبقَ حتى ***** ومضةُ الحُلْمِ في محاجرِ نائمْ

أيّها الطاعمُ الكَرى مِلْءَ جفنيك ***** وجفني من الكرى غيرُ طاعمْ

أَبْكِني واْستَبِدَّ بي واقضِ ما شاء ***** لك الحسنُ فيَّ وظلِمْ وخاصمْ

غير هذا النوى فإن لياليه ***** ظلالٌ من المنايا حوائمْ

تضمحلُّ الحياةُ فيه وتنهدُّ ***** كأن النهارَ معْولُ هادمْ

لا تكلْني لذلك الأبد الأسودِ ***** في قاع مُزبدِ اللُّج قاتمْ

لا تكلني لِهُوَّة تعصف الأشباحُ ***** في جوفها وتعوي السمائمْ

لا تكلْني إلى جناحِ عُقابٍ ***** في ضلوعي محَلِّق الرعبِ جاثمْ

لا تكلْني لضائع في حناياها ***** غريب في مهمهٍ من طلاسمْ

يسأل الزهرُ والخمائلُ والأنْوارُ ***** عن تِربها الضحوك الباسمْ

ذاق ما ذاق في الصبابة إلا ***** ذبحة الروح وانفصالَ التوائمْ

إن تَعُدْ محْسِناً إليّ فعُد بي ***** للعهود المقدّساتِ الكرائمْ

وإذا ما رأيتَ عزميَ ينهارُ ***** فثِّبتْ بالذكريات الدعائمْ

جئتني في الخريف والروضُ عارٍ ***** فكسوتَ الرُّبى عذَارَى البراعمْ

وأجالَ الربيعُ أخضرَ كفّيهِ ***** ليمحو اصفرارَه المتراكمْ

رحلة للنجوم لم تك أوهاماً ***** وبعضُ النعيمِ أوهامُ حالمْ

آه كم ليلةٍ أراجعُ أيامي ***** أعُدُّ العُلى وأُحصي العظائمْ

وحسبتُ الخسارَ فيها فكان ***** الغبنُ عندي زمانيَ المتقادمْ

قبل أن نلتقي فلما تلاقينا ***** عرفتُ الغِنَى وذُقْتُ المغانمْ

حيثما أغتدي فإنّ الدراري ***** ملءُ روحي وفي خيالي بواسمْ

إن أبِتْ جائعاً فثمّة زادي ***** أو أبتْ معسراً فثمَّ الدراهمْ

وعجيبٌ قد كنت لي حسدً الحسّاد ***** فيها وكنت أنت التمائمْ

بالذي صنتُ عهدَه لم أخنْهُ ***** ومتى خانتِ الأكفُّ المعاصمْ؟

والذي حُكمه كأقدار عينك ***** فما منهما ولا منه عاصمْ

أيُّ صوتٍ من الغيوب يناديني ***** فأطوي له الدُّنى والمعالمْ

قدر مشعلٌ على شفةٍ تدعو ***** فأخطو على اللظى غيرَ نادمْ

وفؤادي يحومُ بالنّار لا يحفل ***** أني على المنيَّة حائمْ

الهوى مصرعي وكم من حِمامٍ ***** كان باباً إلى الخلود الدائمْ

وطريقاً من الأسنّةِ والشوكِ ***** روتْ أرضَه الدموعُ السواجمْ

شهد اللهُ ما قضيتُ الليالي ***** ناعمَ الجنب فوق مهدٍ ناغمْ

أيُّ جَيشيك مغرقي ليلي الطاغي ***** أم الشوق وحدهُ وهو عارم؟

آهِ مِن رُبَّما ومن أملٍ يُمْسكُ ***** نفسي رجاء يومٍ قادم

قد تجيءُ الأنباءُ من شاطئ النيل ***** غداً والمبشراتُ النسائمْ

وتكونُ النجاةُ في القمر الساري ***** على زورقٍ من النورِ حالمْ

لوليكي
16/06/2012, 02:20 PM
*** بقـــايــا حلـــم ***



آهِ من وجْدك بالهاجر آه ***** تتمنى أن تراه؟ لن تراه!

خدعَتْنا مُقلتاهُ خدعتْنا ***** وجنتاه خدعتنا شفتاهْ

والذي من صوته في مسمعي ***** وخيالي غادرٌ حتى صداهْ

حلم مرَّ كما مرَّ سواه ***** وكذا الأحلام تمضي والحياهْ

***

أين يا ليلايَ عهدُ الهرم ***** أين يا ليلاي حُلْوُ الكَلِم؟

هامساتٍ بين أذني وفمي ***** سارياتٍ غرداتٍ في دمي

كلماتٌ عذبةٌ معسولةٌ ***** ضيّعت وارحمتا للقسمِ

ذهبتْ مثلَ ذهابِ الحلمِ ***** إنني أعلمُ ما لم تعلمي

***

كيف صدَّقنا أضاليلَ الهوى ***** بنُهى طفل وإحساس صبي؟

حسبُنا منه سماء لمعتْ ***** فوق رأسينا وكوخ خشبي

حلم ولّى ووهم لم يدُم ***** ما تبقّى غير خيط ذهبي!

***

ذات يومٍ في أصيلٍ فاتنٍ ***** ذابت الشمسُ فسالت ذهبا

كست النيلَ نُضاراً وانثنَتْ ***** تغمر الصحراء نخلاً وربى

ما على الجيزة أن قد أبصرتْ ***** شفقي معتنقاً فجر الصبّا

قد رأتنا مثل طيفَيْ حلمٍ ***** ما عليها أقبلا أم ذهبا!

***

قلتُ هيّا! قلتِ نمشي سِرْ فما ***** من طريقٍ طال لا نذرعهُ

قلتُ والعمرُ بعيني كالكرى ***** وأنا في حلمٍ أقطعهُ

جمع الدهرُ حبيباً وامقاً ***** بحبيب وغداً ينزعهُ

أطريقان: طريقٌ دونه ***** في حياتي وطريقُ معهُ؟

***

كلما خلَّى حبيبي يده ***** لحظة قلت وحبّي أبقِها!

أبقها أنفض بها خوف غدٍ ***** وأحسَّ الأمن منها وبها

أبقها أشددْ بها أزري إذا ***** ضعُف الأزرُ أو العزمُ وهى

أبقها أُومنْ إذا لامستها ***** أن حبي ليس حلماً وانتهى

لوليكي
16/06/2012, 03:03 PM
*** في ظلال الصمت ***



ها أنا عدتُ إلى حيثُ التقينا ***** في مكانٍ رفرفتْ فيه السعادهْ

وبه قد رفرفَ الصمتُ علينا ***** إنّ في صَمْت الحبيبين عباده

رب لحنٍ قصَّ في خاطرنا ***** قصَّةَ الساري الذي غنّى سهادهْ

وكأنّ الصمتَ منهُ واحةٌ ***** هَيّأَتْ من عُشبها الرّطبِ وساده

***

صمتَ السّهلُ ولكن أقبلتْ ***** من ثنايا السهل أصداءٌ بعيدهْ

كلُّ لحنٍ في هدوءٍ شاملٍ ***** تشتهي النفسُ به أن تستعيدَهْ

يتهادى في عُبابِ ساحرٍ ***** باعِثٍ للشّطِّ أمواجاً مديده

فإذا ما ذهب الليلُ بها ***** تزخرُ النفسُ بأصداءٍ جديدهْ

***

هدأ الليلُ هنا لكنني ***** كنتُ في حُسنِكِ بالصمّتِ أُغنّي

كلُّ لحنٍ لَجِبٍ يغشى دمي ***** لَعِبَ العازف بالعُود المَرنّ

ناقلاً للنّهر والسهل معاً ***** قصةً يشرحُها عنك وعني

قصة الشاعر والحسنِ إذا اسـ ***** ـتبقا للخلْدِ في حَوْمة فنّ

***

ما الذي في خصلةٍ راقدةٍ ***** ما الذي في خطِّه أو كتبِهْ؟

ما الذي في أثرٍ خَلّفَهُ ***** من أفانينِ الهوى أو عَجَبِه

***

ما الذي في مجلسٍ يألفه ***** عقد الحبُّ عليه موعده

ربما يبكي أسىً كرسيُّه ***** إن نأى عنه وتبكي المائده

ولقد نحسبها هشّتْ إذا ***** عائدٌ هَشّ لها أو عائده

ولقد نحسبها تسألنا ***** حين نمضي أفراقٌ لعِدَه؟

***

كم أعَدّتْ نفسَها وانتظرتْ ***** واستوتْ موحشةً تحت السماء

وهي لو تملِك كفّاً صافحت ***** كفَّكِ الغضّة في كل مساء

***

رُبّ كَرْمٍ مَدّه الليلُ لنا ***** فتواثبنا له نَبْغي اقتطافَه

وعلى خيمته حارسه ***** عربي الجود شرقي الضيافهْ

وجَد العرس على بهجته ***** وسناه دونَ وَرْدٍ فأضافهْ

ثم وراتْهُ غَياباتُ الدّجى ***** كخيالٍ من أساطيرِ الخُرافه

***

أرجٌ يعبقُ في جُنحِ الدّجى ***** حملَته نحو عَرْشيْنا الرياحْ

كلّ عطرٍ في ثناياه سَرَى ***** كان سِرّاً مُضْمراً فيه فباح

يا لها من حقبةٍ كانت على ***** قِصَرٍ فيها كآماد فساحْ

نتمنى كلما امتدت بنا ***** أن يظل الليل مجهول الصباحْ

***

أنا إن ضاقتْ بيَ الدنيا أَفِئْ ***** لثوانٍ رحبةٍ قد وَسِعَتْنا

أنما الدنيا عُبابٌ ضمَّنا ***** وشطوطٌ من حظوظ فرَّقتنا

ولقد أطْفُو عليه قَلِقاً ***** غارقاً في لحْظةٍ قد جمعتنا

ومعاني الحسن تترى وأنا ***** ناظرٌ فيها لمعنىً خلف معنى

***

هذه الدنيا هجيرٌ كلُّها ***** أين في الرمضاء ظلٌّ من ظلالكْ

ربما تزخرُ بالحسن وما ***** في الدُّمى مهما غَلَتْ سحر جمالك

ولقد تزخر بالنّور وكم ***** من ضياء وهو من غيرك حالكْ

لو جَرَتْ في خاطري أقْصى المُنى ***** لتمنّيتُ خيالاً من خيالِك !

***

قلتُ للّيلِ الذي جلّلنا ***** والذي كان على السرّ أمينا

أينَ يا قلبيَ مَنْ قلبي اجتَبَى ***** لهواهُ واصطفاهُ لي خدينا؟

لم أكن أطمع أن ترحمني ***** بعد أن قَضَّيْتُ في الوجدِ السنينا

لم أكُنْ أطمعُ أن تُضْمِرَ لي ***** آسياً يُبْرئُ لي الجُرح الدفينا

لم أكن أعلمُ يا ليلَ الأسى ***** أن في جُنْحِكَ لي فجراً جنينا

***

أيها اللائذُ بالصّمتِ كَفَى ***** وأدِرْ وجْهَكَ لي وانظرْ طويلا

لا تمِل واسخرْ من الدنيا إذا ***** شاءت الأيامُ يوماً أن تميلا

***

ما الذي مكَّن في القلب الودادْ ***** ما الذي صبَّك صبّاً في الفؤادْ؟

ما الذي ملَّك عينيك القيادْ ***** ما الذي يعصف عصفاً بالرشادْ؟

ما الذي إِنْ أُقْصِهِ عنِّيَ عاد ***** طاغياً سِيّانِ قرب أو بعاد؟

ما الذي يخلقنا من عدمٍ ***** ما الذي يُجري حياة في الجمادْ؟

***

كم حبيبٍ بَعُدت صهباؤه ***** وتبقتْ نفحةٌ من حبَبهْ

في نسيج خالدٍ رغم البلى ***** عبث الدّهرُ وما يعبث به

***

أين سلطاني ومجدي والذي ***** حبُّه مجدٌ وسلطانٌ وعزَّه؟

أين إلهامي ونوري والذي ***** أيقظَ القلبَ إلى البَعْثِ وهَزَّه؟

لوليكي
16/06/2012, 11:43 PM
*** نأى عني ***



قد نأى عني الذي يرحمُني ***** والذي يفهم آلامي وروحي

والذي أعبدُ منه غُرَّةً ***** كَنَدى الأزهارِ في الوجه الصبيحِ

والذي أشتَمُّ منه غادياً ***** عبقَ الأنداءِ في الوادي الصدوحِ

آه يا هندُ جراحي كثُرَت ***** فتعاليْ ضمدي أنتِ جروحي!

لوليكي
16/06/2012, 11:57 PM
*** قصة حب ***


مرت حياتي دون أمنيةٍ ***** وتقلّبت مَللا على مللِ

حتى لقيتكِ ذات أمسية ***** فعرفت فيكِ مطالع الأمل

***

طافت بي الأيامُ واحدة ***** لم تلقني فرحاً ولا جزعا

وتمرّ فارغة وحاشدة ***** وقد استوت ضِيْقا ومتسعا

***

والعمرُ سارَ كأنه العدمُ ***** سقمي به عندي كعافيتي

فأذقني ما لم يذقه فمُ ***** من أي كأس كنت ساقيتي؟

***

ما هذه الدنيا التي اقتربتْ ***** فيها المنى والظلُّ والثمرُ؟

تجتاز وامضة فمذ وثَبَتْ ***** وثَبَ الهوى وتمهَّلَ القدرُ!

***

قدماك ما انتقلا على درج ***** حاشك بل خطرا على ثبجِ

كسفينة خفّت على اللجج ***** نشوى بما حملت من الفرَجِ!

***

في مظلم متعرج كابٍ ***** والليل تغزوني جحافلهُ

دقّت يدُ النعمى على بابي ***** والعيش خابي النجم آفلهُ

***

يا للمقادير الجسام ولي ***** من ظلمها صرخات مجنون

باكي الفؤاد مشرّد الأمل ***** وقف الزمان وبابه دوني!

***

مزّقتِ ظلمة كل ديجورِ ***** وألنت ما قد كان منه عصَى

وفتحتِ مصراعيه للنورِ ***** ما كنتِ إلاّ ساحراً وعصا

***

ماءٌ ضربتُ الصخر فانبجسا ***** وجرى الغداةَ زلالهُ العذبُ

أيقول دهري إن ما يبسا ***** هيهات يرجع عودهُ الرطبُ

***

صيّرت دعواه لتفنيدِ ***** وحطَّمته وهزمت حجّتهُ

وأعدتِ ما جفّ من عودي ***** مخضوضراً وأقمت صعدتَهُ!

***

يا من رأت طللاً كتمثالِ ***** يستعرض العمرَ الذي مرَّا

وكأنه في رسمِهِ البالي ***** ندم الأسيف ودمعة حرَّى

***

ورد ذوى أو طائر صمتا ***** العمر مثل الظلّ منتقل

الناس لا يدرون من ومتى ***** والناس إن علموا فقد جهلوا

ما خطبهم في روضة حالت ***** أو صوّحت أفنانها الخضُل

***

نزل الربيع بها فنضّرها ***** وأحالها بشبابه لحنا

ومشى الشتاءُ لها فغيّرها ***** وأحالها لفظاً بلا معنى

***

هذا حديثٌ يشبه السِّحرا ***** هيهات أفرغ من روايتهِ

شفق المغيب جعلته فجرا ***** وبدأت عمري من نهايتهِ

***

إني لطيرٌ حائر باكِ ***** قد كانتْ الأحزانُ فلسفتي

ذابيت حناناً يوم لقياكِ ***** وجرت أغاريداً على شفتي

***

يا من طويت عليه جارحتي ***** وسألت عنه الأنجمَ الزّهرا

وضربت في الصحراء أجنحتي ***** أستلهم الكثبانَ والقفرا

***

والماء أنهَل حيثما كانا ***** والبرق أتبع حيثما لمعا

فأرى صفاءَ الوردِ غيمانا ***** والمطلقُ المجهولُ ممتنِعا!

لوليكي
17/06/2012, 01:42 AM
*** بقية القصة ***



كلاّ ولا لغة له إلاّ الذي ***** قد جال في عينيك أو عينيّا

أو لفظة جمدت على شفتيك ***** فزع كما ماتت على شفتيّا

أو حسرة منى إليك وحسرة ***** مرتدة من ناظريك إليا

***

لا أنت ِنائيةٌ ولا أنا ناءٍ ***** إنى لديك ِ مقيّد بوفائي

بعض الهوى يُسدى كمنة منعمٍ ***** وجميله دين رهين قضاء

ويقلُّ عمر الدهر توفيةً لما ***** أسديته بجمالك الوضاء

عمر الزمان فدى لساعة ملتقى ***** سمحت بها الأقدار ذات مساء

***

أنتِ التي علمتِني معنى الحياة ***** حبيبةً ونجيَّةً وصديقا

أنكرت معناها بغيرك واستوت ***** وتشابهت سعةً عليَّ وضيقا

ووددت لو غال الخلائق غائل ***** مفن ٍ أو اشتعل الصباح حريقا

وسلمتِ أنت ِ فأنت ِ أدناهم إلى ***** روحي وأبعدهم عليّ طريقا!

***

لا تسأليني عن غدٍ لا تسألي ***** فغداً أعود كما بدأتُ غريبا

هتكَ الستارَ مقنّع حسناته ***** يخفين خلف ريائهن الذّيبا

كان التلاقى بيننا كفّارة ***** للدهر عن آثامه ليتوبا

فلتذهب الحسنات غير كريمةٍ ***** سأعدّهنّ على المتاب ذنوبا!

***

أرنو وحيداً للمكان الخالي ***** كأسى وكأسك فارغان حيالي

مرّ المساء مخيباً فتساءلا ***** وتلفتا لك فى المساء التالي

حتى إذا ملاَّ ترقُّب عائد ***** يحيى ويبعث ميّت الآمال

بكياكِ بالحبب الحزن وربما ***** بكت الكؤس على النديم السالي!

***

أرنو إلى الصهباء غام شعاعها ***** وامتد نحو النفس ظل جنابها

وكأنما روحي هناك حبيسة ***** تطفو وترسب فى خطوط حبابها

وكأن راهبة هناك سجينة ***** مغمورة بدموعها وعذابها

ظلت تقيم على الشموع صلاتها ***** حتى تلاشى النور فى محرابها

***

كم ذكرياتٍ فى الحياة عزيزةٍ ***** مرت علي فكنت ِ أغلاهنَّ

حتى إذا عفت الصبابةُ وانقضى ***** ما بيننا أقبلت اسألهنَّ

وسألت عنك العمر ماضيه وحاضره ***** فكان العمر أنت وهنَّ

والله ما غدر الزمان وإنما ***** هانت عليك ِ الذكريات وهنَّا!

***

يا زهرةً عذراء تنشرُ عطرَها ***** وتذيعُ في جفن الضُّحى أحلامها

لاقيتها والريح تجمع شملها ***** والسحب تجمع برقها وغمامها

وعانقتها ظمآن أشرب راحها ***** واستقطرت قلبى لتملأ جامها

فإذا الريح نزعنها عن خافقي ***** ضمَّت على أنفاسه أكمامها

***

حلم كما لمع الشهاب توارى ***** سدلت عليه يد الزمان ستارا

وحبيس شجوٍ في دمي أطلقته ***** متدفقاً ودعَوتُه أشعارا

ووديعة رجعت فما خطبى إذا ***** رُد الذى كان الزمان أعارا؟!

قد كان قلباً فاستحال على المدى ***** لحناً تناقله الرواةُ فسارا!

***

يا حِصنيَ الغالي فقدتُكِ وانطوى ***** ركني وأقفر موئلي وملاذي

نعطي نأخذ في الحديث ومقلتي ***** مسحورةٌ بجمالك الأخَّاذِ

والدهر يغريني فأُعرض لاهياً ***** فيظل يفتنُني بتلك وهذي

والدهر يَهزل والغرام يجدُّ بي ***** ما كنتِ ساخرةً ولا أنا هاذي

***

هل كان عهدَكِ قبل تشتيت النوى ***** إلا مخالسة الخيال الطارق؟

إشراقة وطغى عليها مَغرب ***** غيران يخطفها كخطف السارقِ

أو لمعةٌ لم تتئدْ ذهبتْ بها ***** دكناء مدَّتْ كفها من حالقِ

وكأن ثغرَك والنوى تعدو بنا ***** شفقٌ يلوحُ على نضيد زنابقِ

***

شفتاكِ في لجِّ الخواطرِ لاحَتا ***** كالشاطئين وراءَ لُجٍّ ثائر

لهما إذا التقتا على أغرُودةٍ ***** خرساء في ظلِّ الجمالِ الساحرِ

إسعادُ ملهوفٍ ونجدةُ غارقٍ ***** وعناقُ أحبابٍ وعَودُ مسافرِ

وبراءةُ الملكِ المتوجِ حُسنه ***** بجمالِ رحمنٍ وطيبةِ غافرِ

***

صحب الحياة فآده استصحابُها ***** ركبٌ على طرقِ الحياةِ كليلُ

خدعت ضلالاتُ الحياةِ تبيعَها ***** والدربُ وعرٌ والطريقُ طويل

فتلفَّتَ الساري لعل لعينه ***** يبدو صباحٌ أو يلوحُ دليل

فبدا له نورٌ وأشرق منزلٌ ***** أَلِقٌ ورفت جنةٌ وخميل

***

لكِ في خيالي روضةٌ فينانةٌ ***** غنّى على أغصانِها شاديها

يحمي مغارسَها ويرعى نبتها ***** راعٍ يجنِّبُها البلى ويقيها

فإذا النوى طالت عليَّ وشفَّني ***** جرحي وعاد لمهجتي يدميها

نسق الخيالُ زهورَها وورودَها ***** فقطفتُها وشممتُ عطرَكِ فيها!

***

بعض الهوى فيه الدمارُ وإنما ***** بعض النفوس على الدمار حراصُ

فيكون فيه القيد وهو تحرّرَ ***** ويكون فيه الموت وهو خلاصُ

آمنت بالحب القوي وحتمه ***** ما من هوايَ ولا هواكِ مناص

إن كان داءً فالسقامُ دواؤَه ***** أو كان ذنباً فالمآب قصاص!

***

أصبحتُ والدنيا وداع أحبَّةٍ ***** ودموع خلاّنٍ وحزن رفاقِ

فسخرْتُ من صرخاتِهم وبكائهم ***** لا دمع إلا الدمع في أحداقي

لا صوت إلاّ صوت حبّك في دمي ***** أُصغي له وأراه في أطواقي

متدفقاً مثل العُباب ومزبداً ***** متفجراً كالسيل في أعماقي!

***

ساهراتُ أحلامَ الظلامِ وكلها ***** أشاح هجر أو طيوف وادعِ

مرّت مواكبُه عليَّ بطيئةً ***** وإلى الفناء مشينَ جِدَّ سِراعِ

حتى إذا سَفكَ الصباحُ دماءَهُ ***** وهوى قتيلُ الليلِ بعد صِراعِ

أبصرتُ في المرآة آخرَ قصتي ***** ونَعى بها نفسي إليَّ الناعي!

***

يا ربِّ أرسلتَ الأشعَّةَ ها هنا ***** وهناك تشرقُ في الحمى والدُّورِ

ومن الشموس دفينةٌ في خاطري ***** مخبوءةُ الأضواء طيَّ شعوري

وأُحِسُّ في نفسي نقاءَ سمائِها ***** أَصفى برونقِها من البَلُّورِ

يا ربِّ أودعتَ الضحى في مهجتي ***** وأنا الذي أشقى بهذا النورِ!

لوليكي
17/06/2012, 01:45 AM
*** خاطرة ***


نارٌ من الشوقِ إثرَ نارْ ***** فلا هدوءٌ ولا قرارْ

إنك لي مبدأ وَعَوْدٌ ***** منك إلى صدرك الفِرارْ

يا مرفأ الروحِ لا تدعْني ***** بلا دليلٍ ولا منارْ

موجٌ وريحٌ وزحفُ ليلٍ ***** فمن دمارٍ إلى دمارْ

إن أنت أخلفت وعد حبي ***** لم تؤوني في الديارِ دارْ

وليسَ لي في الهوى اصطبار ***** وليس لي دونك اختيار

لوليكي
17/06/2012, 10:29 AM
*** ظــــلام ***



لا تقلْ لي ذاك نجمٌ قد خبا ***** يا فؤادي كلُّ شيءٍ ذهبا

ذلك الكوكبُ قد كان لعيني ***** السماواتِ وكان الشُّهُبا

هذه الأنوارُ ما أضيعها ***** صِرْن في جنبي جراحاً وظُبى

كلما أهْدَتْ شعاعًا خَلَّفَتْ ***** بعده سجنًا ومَدَّتْ قُضُبا

***

قلت أسلوك وكم من طعنةٍ ***** بالمداراةِ وبالوقتِ تهون

فإذا حبُّكِ يطغى مُزبداً ***** كدفوق السل طُغيان الجنونْ

وكذا تمضي حياتي كلّها ***** بين يأسٍ ورجاءٍ وظنون

ما على الهجر معينٌ أبداً ***** وعلى النسيان لا شيء يُعينْ

***

ذلك الحب الذي فُزت بهِ ***** لا أُبالي فيه ألوان الملامَهْ

ذلك الشطُّ الذي ذقت به ***** بعد لجّ أمنًا وسلامه

إنه مزَّق قلبي قسوةً ***** وسقاني المرَّ من كاس الندامَهْ

صار نارًا ودمارًا في دمي ***** وصراعًا بين قلبٍ وكرامه

***

ذلك الحب الذي علَّمني ***** أن أحبَّ الناس والدنيا جميعا

ذلك الحب الذي صوَّر من ***** مُجدِب القفرِ لعينيَّ ربيعا

إنه بصّرني كيف الورى ***** هدموا من قُدسه الحِصنَ المنيعا

وجلا لي الكونَ في أعماقه ***** أعيُناً تبكي دماءً لا دموعا

***

لم تُعنيني على صرف النَّوى ***** آه لو كنت على الدهر أعنتِ!

قدرٌ نكَّس منّي هامتي ***** آذن الدهر ببَينٍ وأِذنتِ

وعجيب أمر حب لم يهن ***** هو لو هان على نفسي لهنتِ

لهفَ قلبي لهفةٌ لا تنقضي ***** كنتِ دنياي جميعاً كيف كنتِ؟

***

كنتِ في برجٍ من النور على ***** قمةٍ شاهقةٍ تغزو السحابا

وأنا منك فراشٌ ذائبٌ ***** في لجينٍ من رقيق الضوء ذابا

فَرِحٌ بالنورِ والنارِ معاً ***** طار للقمَّةِ محموماً وآبا

آب من رحلته محترقًا ***** وهو لا يألوك حبًا وعتابا!

***

برئت نفسي من الحقد ولم ***** أخف ضعنًا لك بين العبرات

إن يومًا واحدًا أسعدني ***** جمع الأفراح طرًا نم شتات

وهو عمرٌ كاملٌ عشتُ به ***** كلَّ أعمارِ الورى مجتمعات

لست أنساك وقد علَّمتني ***** كيف يحيا رجلٌ فوق الحياة

***

افرحي ما شئت يا روحي افرحي ***** أنشدي ما نقلته الطير عنّي!

واغنمي نفح الصّبا وانتقلي ***** في الصِّبا الممراحِ من غصنٍ لغصن

وعلى أيكك ناغي كلّ من ***** مرّ بالأيك ونادي كلَّ خِدن

لن يُحبّوكِ كحبي! لن ترَيْ ***** ضاحكاً مثلي ولا حزناً كحزني!

***

يا كتاب الحُسن جلَّت آيةً ***** من جمالٍ وكمالٍ وشباب

زعموا أنيَ قد خلّدْتُها ***** بأغانيَّ وألحاني العِذاب

ما أنا شادٍ ولكن قارئٌ ***** سورًا من ذلك الحسن العجاب

لم أزل أقرأُ حتى سجدوا ***** وجعلتُ الخُلدَ عنوانَ الكتاب

***

يا ابنة الأصدافِ والبحرُ أبى ***** قبل أن يُلقي بي الموج هنا

سائلي الأعماق عن غوَّاصها ***** أنا صيَّادُ لآليها أنا!

إن هجَرْنا القاعَ والليلَ إلى ***** قممٍ شُمٍّ وعشنا في السَّنا

فبنا الأمواجُ والصخرُ وما ***** برح العاصف في أعماقنا!

***

عاصفٌ عاتٍ تمنّيت له ***** هدأةً أيْنَ له ما تطلبين

اسألي عن مقلةٍ مخلصةٍ ***** خبَّأت رسمكِ في جفنٍ أمينْ

سهرت ترعاك مهما لقيت ***** في سبيل العهد والودّ المكين

أقسمت لا تسأل النوم ولا ***** تطلب الرحمة منه بعض حين!

***

بعدما غوَّر نجمي ودليلي ***** ما مسيري دون تربٍ وخليلِ؟

في طريق الشَّوك والصخر وفي ***** شُعَب الإرهاق والكدّ الوبيل

الغريبان عليها التقيا ***** يستعينان على الدَّربِ الطويلِ

ما انتفاعي بحياتي بعدما *****ساقك التيارُ في غير سبيلي؟

***

يا لجهل اثنين أقدارهما ***** آه يا ليتهما قد عرفا!

ما الذي نصنع بالعيش إذا ***** ما صحا القلب غريبًا وغفا!

ما الذي نصنعُ بالعيش إذا ***** ما السبيلان عليه اختلفا؟

ما الذي نصنع بالعيش إذا ***** صار تذكارًا فأمسى أسفا؟

***

عندما تُقفِرُ دارٌ من رفاقِ ***** وتحسُّ السمَّ في كاسٍ وساقِ

عندما يكشِف بؤسٌ وجههُ ***** سافِرَ اللعنةِ مفقودَ الخلاقِ

عندما تُمسي بظلٍّ عالقاً ***** وبخيط الوهمِ مشدودَ الوثاقِ

يا فؤادي انظرْ وفكرْ وأفقْ***** أيُّ قيدٍ لكَ بالأحبابِ باقِ؟

***

كلُّ جِدٍّ عَبَثٌ والدهرُ ساخرْ ***** وخبيءُ السرّ للعينين ظاهرْ

أدَّعي أني مقيم وغداً ***** ركبي المضني إلى الصحراء سائرْ

عندما صافحتُ خانتني يدي ***** ووشى خافٍ من الأشجان سافرْ

كذَبَتْ كفٌّ على أطرافها ***** رِعشةُ البعدِ وإحساسُ المسافرْ!

***

يا دياراً يومها من سُحُبٍ ***** وغيوم وضباب أُفق غدْ

كل نبتٍ عبقريٍّ أطْلعتْ ***** جعلت منه طعاماً للحسَدْ

أَخْلَفَ الميثاقُ من كان بها ***** كل آمالي فلم يبقَ أحدْ

ضاع عمرٌ وحصادٌ وغدا ***** من هشيم كل ما كنت أعِدْ!

***

قُم بنا والكون جهم كالدجى ***** نتلمَّسْ من جحيمٍ مخرجا

وانجُ منه ببقايا رمَقٍ ***** أو حطام وقليلٌ مَنْ نجا

لا تُدِرْ رأياً به أضْيَع مَن ***** في لظاهُ مستعينٌ بالحِجا

واسألِ الرحمنَ أن يُصْلحَ عهداً ***** كسيحاً وزماناً أعرجا

***

عشتُ وامتدَّتْ حياتي لأرى ***** في الثرى من كان قبلاً في القممْ

انهيارُ المثُلِ العليا وإنكارُ ***** آلاءٍ وكُفرِ بالقٍيَمْ

مَن يكنْ عَضَّ بناناً نادماً ***** فأنا قطَّعتُ إبهامَ الندَم

وإذا انحطَّ زمانٌ لم تجدْ ***** عالياً ذا رفعةٍ إلا الألمْ!

***

ضِحكةٌ ساخرةٌ هازلةٌ ***** وخيالٌ تافهٌ هذي الحياهْ

هذه الأكذوبةُ الكبرى التي ***** خُدِعَ الناسُ بها وا أسفاه!

ذلَّ فيها المالُ والجاهُ إلى ***** أن غدا أحقرها مال وجاه

نحمدُ اللهَ على أنَّا بها ***** لم نصُنْ من ذِلةٍ إلا الجباه

***

عبَثاً أهربُ من نفسي ومن ***** ذلك الساكنِ روحي والبدنْ

من لقلبٍ مستطار اللَّبّ مَن ***** كلما عاوده التذكارُ جُنّ

أينما أمضي فحوْلي ذِكَرٌ ***** وحبيبٌ ومكانٌ وزمنْ

وربيعُ دائمُ الخضرةِ في ***** روضةِ النفسِ وطيرٌ وفننْ

***

قصةٌ خالدةٌ لا تنتهي ***** وهي ما كان لها يومُ ابتداءِ

أنا لا أدري متى كان ولا ***** أين عند اللهِ أسرارُ اللقاءِ

حينما لاحَ شِهابٌ في سمائي ***** أسمرُ النورِ رفيعُ الخُيَلاءِ

عبقريٌّ مُوحشٌ منفردٌ ***** متعالٍ قَلِقُ الأضواءِ ناءِ

***

هو في الأفقِ بعيدٌ وهو دانِ ***** هو لي نفسي وروحي وكياني

مخطئٌ من ظَنَّ أنّا مُهجتانِ ***** مخطئُ من ظَنَّ أنّا توأمانِ

هو شطْرُ النّفسِ لا توأمُها ***** هو منها هو فيها كل آنِ

نحنُ نبضٌ واحدُ! نحن دمٌ ***** واحدٌ حتى الردى متّحدان!

لوليكي
17/06/2012, 11:02 AM
*** وحيـــــد ***


إني على كاسي أُعيد السنين ***** وأبعثُ الماضي البعيدَ الدفينْ

وحدي وقد أقسمت لن تعرفي ***** وما الذي يجديك لو ترعفين

وما الذي يُجدي طعينَ الهوى ***** لَمْسُكِ يا هندُ جراحَ الطعينْ

أصبحت لا أدري شربت الطلى ***** عند بكائي أم شربت الأنين

***

كم أزرع السّلوانَ في خاطري ***** وكيف ينمو في مَحيلٍ جديبْ؟

بالخمر أسقيه وفي مسمعي ***** إرنان باك وتشاكي حبيب

الجامُ يبكي لوعةً ام أنا ***** جامي غريبٌ وفؤادي غريبْ

وا حيرتي ترى أصب الطلى ***** أم أنني فيه أصب النحيب

***

يا إلف نفسي لمي كن هاهنا ***** هم لإلف وسلو هناك

لم يَجْرِ همسٌ لك في خاطرٍ ***** إلا جرى عندي كأني صداكْ

ولم أكن أعرف لي مدمعًا ***** إلا الذي تذرفه مقلتاك

أصونُ حزني لك حتى اللقا ***** وأحبسُ الفرحَةَ حتى أراكْ

***

إن كنت غنيت فإني الذي ***** وقفت ألحاني على سرحتك

حَبَستُ هذا الصوتَ لم ينطلقْ ***** إلا على حزنكِ أو فرحتِكْ

خمائل الروض بأعطارها ***** لم تشجني إلا على نفحتك

أنكرتُها طُرّاً ولم أعترفْ ***** إلاّ بطيبٍ جاء من جنّتك!

***

وَافرَحِي اليومَ بحريَّتي ***** بأيِّ ليل مدلهمٍّ أطير

رُدِّي على قلبي قيودَ الأسير ***** وذلك الصبحَ الوضيءَ المنيرْ

كم شُعَبٍ لاحتْ فلم تختلفْ ***** لأيِّها نغدو وأنّى نسيرْ

بعد سِني الأنوار خلّفتِ لي ***** جهم المساعي وخفِيَّ المصيرْ

***

علمتِ حالي؟ لا وحقِّ الذي ***** صيَّرني أشفِق أن تعلمي

هيهات تدرين انطلاقَ الهوى ***** كجمرةٍ نضّاحةٍ بالدمِ

هيهات تدرين وإن خِلتِه ***** وثبَ الهوى الضاري وفتكَ الظمي

وصارخاً كبحتُه في فمي ***** وطاغياً كبّلتُه في دمي

***

لا أنت تدرين وما من أحدْ ***** بواصف حسنَكِ مهما اجتهدْ

أو بالغٍ سرَّ الذكاءِ الذي ***** يكادُ في لحظِكِ أن يتّقِدْ

أو مدرك عمق المعاني التي ***** في لمحةٍ عابرةٍ تحتشدْ

أو فاهم فن الصناع الذي ***** أبدع الاثنين: الحِجا والجسدْ

لوليكي
17/06/2012, 11:15 AM
*** أطـــــــــــلال ***


يا من بِواديهِ حَطَطْتُ الرحالْ ***** ورحَّبتْ بي وارفاتُ الظلالْ

بذلت أقصى ما يكون القِرى ***** وما تمنَّى طامعٌ من منال

بسطتَ كالآباد عمر المنى ***** لطامعٍ في لحظاتٍ قِلالْ

بنيت محرابيَ لم أتَّخذ ***** ديناً سوى حبّك في كل حال

أمهلْ فؤادي ساعةً ريثما ***** أخلعُ عن عيني قناع الخيال

أمهلْ فؤادي ساعةً ريثما ***** أخلعُ عن قلبي سرابَ الضّلالْ

فهذه الصحراءُ عاريةٌ ***** ممتدّةٌ خانقةٌ كالملالْ

خليعةُ الطبعِ على كُثبها ***** عربدةُ الريحِ وكفرُ الرمالْ

هيهات للقلب صلاةٌ بها ***** ولا عليها معبدٌ وابتهالْ

خلعتُ إيماني على شكِّها ***** وبدَّدتْه السارياتُ الثِّقالْ

نادتنيَ الصحراءُ وهْي التي ***** آدَتْ جحيمي في السنين الطوالْ

تُريد سرِّي إن سرِّي هنا ***** في مُغلقٍ أسرارُه لا تنالْ

قالت بهذا الصمت ما لم يُقلْ ***** وقلت بالزفْرات ما لا يُقالْ

لوليكي
17/06/2012, 11:23 AM
*** ذنبــــي ***



أيكون ذنبي أن رفعتُك ***** وارتفعت إلى السماءْ؟

وعلى جناحك أو جناحي ***** قد رقيتُ إلى الصفاءْ

إن كان حقّاً أو خيالاً ***** فهو وَثْبٌ للضياءْ

وتحرُّرٌ مما جناه ***** طينُ آدم في الدماءْ

أيكون ذنبي أن جعلتُكِ ***** فوق عرش من سناءْ

وجثوت في محراب قُدْ ***** سكِ عابداً هذا الرُّواءْ

أيكون ذنبي أنني ***** بك أحتمي من كل داءْ

وأراك عافيتي فأضْرعُ ***** طالباً منكِ الشفاءْ

أيكون ذنبي أن أراك ***** لخاطري قَبَساً أضاءْ

وأُحسُّ وحيَكِ من علٍ ***** لي دون أهل الأرض جاءْ

أيكون ذنبي أن يُناط ***** بك التعلُّل والرجاءْ

وإليك شكوى القلبِ نجوى ***** الروحِ أجمع النداء

أيكون ذنبي أن أحبّكِ ***** لي من الدنيا وقِاءْ

فإذا رضيتِ فإن نعمَتَها ***** ونقمتَها سواءْ؟

أيكون ذنبي .. أي ذنب ***** صار لي إلا الوفاءْ

إنّي عشقتكِ ما طلبتُ ***** على محبّتيَ الجزاءْ

مَن همُّه هَمّي سيحمل ***** من حبيبٍ ما يشاءْ

ولقد يُساءُ فما يرى ***** من حُبِّه أحداً أساءْ

قد كان عندي عزَّةٌ ***** بصبابتي ولي احتماءْ

إن لانَ عودي للخطوبِ ***** شدَدتِ أزري باللقاءْ

أنسيتِ كيف نسيتِ يادنيا ***** على الدنيا العفاءْ!

يا للهوى لا صُبح لي ***** ألاّ هواكِ ولا مساءْ

أشوامخُ الأحلامِ والمثلُ ***** الرفيعةُ كالهباءْ؟

لوليكي
17/06/2012, 12:01 PM
*** الطائر الجريح ***



أيُّ جوادٍ قد كبا ***** وأيُّ سيفٍ قد نبا

تعجبتْ زازا وقد ***** حقَّ لها أن تعجبا

لما رأتْ فيَّ شحوب ***** الشمسِ مالت مغربا

وهي التي زانت مشيبي ***** بأكاليل الصِّبا

وهي التي قد علّمتْني ***** حين ألقى النُّوبا

كيف أُداري النابَ إن ***** عضَّ وأخفي المخلبا

لاقيتُها أرقصُ بشراً ***** وأُغنيّ طربا

وهي التي تهتك سِتْرَ ***** القلبِ مهما انتقبا

لا مُغلقاً تجهله ***** يوماً ولا مُغَيّبا

في فطنةٍ تومضُ حتّى ***** تستشفَّ ما خبا

رأتْ وراء الصدرِ طيراً ***** قلِقاً مضطربا

في قفصٍ يحلمُ بالأفقِ ***** فيلقى القُضُبا

إنَّ زماناً قد عفا ***** وإنَّ عمراً ذهبا

وصيّرتْهُ طارقاتُ ***** السقمِ وَقراً متعبا

ورنَّقتْ موردَهُ ***** أنّى له أن يَعُذبا؟

إني امرؤٌ عشت زماني ***** حائراً معذَّبا

عشت زماني لا أرى ***** لخافقي منقلبا

مسافراً لا قوم لي ***** مبتعداً مغتربا

مشاهداً عَلِّيَ في ***** مسرحِهِ أن ارقبا

رواية مُلَّت كما ***** مُلَّ الزمانُ معلبا

وظامئاً مهما تُتَحْ ***** موادٌ أن أشربا

وجائعاً لا زادَ في ***** دناي يشفي السغبا

فراشة حائمة ***** على الجمال والصبا

تعرَّضت فاحترقت ***** أُغنية على الربى

تناثرت وبعثرت ***** رمادها ريح الصّبا

أمشي بمصباحي وحيداً ***** في الرياح متعبا

أمشي به وزيتُه ***** كاد به أن ينضبا

وشد ما طال الصراع ***** بيننا واحربا

ريحُ المنايا تقتضيني ***** نسماتي الخُلّبا

وليس بالأحداث فيما ***** قيل أو ما كتبا

كالعمر والسقم إذا ***** تحالفا واصطحبا

لولاكِ ما قلت لشيء ***** في الوجود مرحبا

ولم أَجد ركناً غنّياً ***** بالحنانِ طيِّبا

أنتِ التي أقمت مر ***** فوعَ البناءِ من هَبا

وإنني الصخرُ الذي ***** أردتِ أن لا يُغلبا

ويضرب البحرُ عليه ***** موجَه منتحبا

علمتِ يأسي وجنوني ***** وجهلتِ السببا

يا أملي إنك يأسُ ***** القلبِ مهما اقتربا

يا كوكباً مهما أكن ***** من بُرجه مقرَّبا

فإنه يظل في السَّمْتِ ***** البعيدِ كوكبا

وأين منّي فلكٌ ***** قد عزّني مطَّلبا

ليس إلى خياله ***** إلا السهاد مركبا

أستبطئُ الريحَ له ***** وأستحثُّ الكتبا

ولو طريق حبّه ***** على القتاد والظُّبا

وقيل للقلب هنا الموتُ ***** فعُدْ تسلم أبى

إني امرؤٌ عشتُ زماني ***** حائراً معذّبا

لا أحسِب الأيام فيه ***** أو أعُدُّ الحِقبا

ضقتُ بها كيف بمن ***** ضاق بها أن يَحسبا

تغيّرتْ واختلفتْ ***** وسائلاً ومطلبا

وارتفعتْ وانخفضتْ ***** طرائقاً ومأربا

ساوت على الحالين حُمْلاناً ***** بها وأذؤُبا

وشاكلتْ لناظري ***** سهولَها والهُضُبا

دخلتها غِرّاً وعدت ***** فانياً مجرِّبا

لا أسأل الأيام عن ***** أعمالها معَقِّبا

إن كان هذا الدهر فيما ***** جرَّه قد أذنبا

فإنه تاب وأدَّى ***** وعدَهُ المرتقبا

لقاكِ ماحٍ للذنوب ***** كيف لي أن أعتبا

ضممتُ عطْفيْكِ غداة ***** الروع أبغي مهربا

كم خفتُ من أن تذهبي ***** وخفتِ من أن أذهبا

كأن طفلاً خائفاً ***** في أضلعي حلَّ الحُبى

يضرب ما اسْتطاع على ***** جدرانها أن يضربا

يكافحُ الأمواجَ أو ***** يصرعُ جيشاً لجبا

إن بَعُد الشطُّ فقد ***** آن له أن يقرُبا

أنتِ الحياةُ والنجاةُ ***** والأمانُ المجتبى

لوليكي
17/06/2012, 01:08 PM
*** القمـــــــــــة ***



يا أيُّها العالي الغفورُ الصفوحْ ***** هل ترحم القمَّةُ ضعْف السُّفوحْ

تاجُك في النور غريقٌ وفي ***** عرشك غنَّى كل نجمٍ صَدُوحْ

وأين هامات الربى نُكِّسَتْ ***** من هامةٍ فوق مُنيفِ الصُّروحْ؟

وأين أوراقٌ خريفيّةٌ ***** أرْجَحَها الشكُّ فما تستريحْ

من باسقٍ راسٍ به خضرَةٌ ***** ثابتةُ الرأي على كل ريحْ

بَرئتَ من هذي الوهادِ التي ***** نَغْدُو على أنّاتِها أو نروحْ

وأين في مبتسمات الذرى ***** برق الأماني من وميض الجروحْ؟

أصخْ لهذي الأرضِ واسمعْ لما ***** تشكو، لمن غيرك يوماً تبوحْ؟

تطفو على طوفان آلامها ***** وأين في آلامها فُلْكُ نوح

أروع شيءٍ صامتٍ في العُلى ***** أفصح مفْضٍ بالبيانِ الصّريحْ

يُعيِّر الأرضَ إذا أظلمتْ ***** بما على مفرقِه من وضوح

هل تسخرُ الحكمةُ مما بنا ***** من نزواتٍ وعنانٍ جَموحْ

حمقى، قُصارى كل غاياتنا ***** عزمٌ مَهيضٌ وجناحٌ كسيحْ

أُعيذ عدل الحقِّ من ظلمنا ***** فكم على القِيعان نسْر جريحْ

ونازحٌ من قممٍ في علٍ ***** أوطانُه كل سموقٍ طروح

أنت له كل الحِمى المرتجى ***** وكلُّ مبغاه إليك النزوحْ

ما النسر إلاّ راهبٌ في العُلى ***** محرابُه وجهُ السماءِ الصبيحْ

وقلبُها السَّمْح فما حطَّه ***** على الثرى الجهم الدميمِ الشحيحْ

على الثرى حيث تسابيحُه ***** نوح الحزانى ونداء القروحْ

مبتهلٌ باك بدمع الأسى ***** على الليالي وسقيم طريحْ

ما أتعس الأرضَ بعُبَّادها ***** تبْهِجُ من أخلاطِهم ما تُبيحْ

قد أنكرَ الهيكلُ زوَّارَه ***** وأصبح الديرُ غريبَ المُسوحْ

لم يعرف الجسمُ خلاصاً به ***** من كدرةِ الطين ولم تنجُ روحْ

يا سيِّد القمّةِ أنصِتْ لنا ***** لا يعرفُ الإشفاقَ قلبٌ مُشيحْ

وانظرْ إلى السِّكين في ساحةٍ ***** قد زمجرتْ فيها دماء الذَّبيحْ

واسكبْ نَدَى الحبِّ بأفواهِنا ***** كم من بَكِيٍّ وظَمِيٍّ طليحْ

فربما يُشرقُ بعد الضّنى ***** وجهٌ مليح وزمانُ مليحْ!

لوليكي
17/06/2012, 01:41 PM
*** أيها الغائب ***


أيها الغائبُ العزيزُ النائي ***** فَسَدَتْ ليلتي وضاع هنائي

قَمَري أنت ليس لي منك بدٌّ ***** في اعتكار السحائبِ السّوداءِ

هذه الشُّرْفةُ التي جمعتنا ***** يا حبيبي بوجهِك الوضّاءِ

سألتْ عنك فالتفتُّ إليها ***** وبنفسي كوامنُ البُرَحَاءِ

قائلاً صَهْ! باللهِ لا تسأليني ***** فكلانا من دوِنها في عناءِ

أين ذاك الوجهُ الذي يُرسلُ النورَ ***** ويُوحِي إشراقُه بالصّفاءِ؟

لوليكي
17/06/2012, 01:48 PM
*** أيــــن غـــــــد ***



يا قاسيَ البعدِ كيف تبتعدُ ***** إني غريبُ الفؤادِ منفردُ

إن خانني اليومُ فيك قلت غداً ***** وأين منّي ومن لقاكَ غدُ؟

إنَّ غداً هوَّةٌ لناظرها ***** تكاد فيها الظنونُ ترتعدُ

أُطلُّ في عمقها أُسائلها ***** أفيك أخفى خاليه الأبدُ؟

يا لامسِ الجرحِ ما الذي صنعتْ ***** به شفاهٌ رحيمةٌ ويدُ؟

ملء ضلوعي لظىً وأعجبه ***** أني بهذا اللهبِ أبتردُ

يا تاركي حيث كان مجلُسنا ***** وحيث غنّاك قلبيَ الغردُ

أرنو إلى الناسِ في جموعهمُ ***** أشقتهمُ الحادثاتُ أم سعِدوا

تفرَّقوا أم همُ بها احتشدوا ***** وغوَّروا في الوهادِ أم صعدوا؟

إني غريبٌ تعال يا سكني ***** فليس لي في زحامهم أحدُ!

لوليكي
17/06/2012, 01:55 PM
*** شــــــــك ***



تَشُكِّين في حبِّي؟ لك الحقُ إنني ***** جديرٌ بهذا الظُّلم والريبِ والشّكِّ

خليقٌ بأن تَنْسي هوايَ فتنطوي ***** سعادةُ أيامي التي ذُقتُها منكِ

إذا أنا لم أذْكركِ في كل لحظةٍ ***** وقصّرتُ لم أسألْ ثوانِيَهَا عنكِ

إذا أنا لم أبْذلْ شجايَ وعبْرَتي ***** على كل وقتٍ ضائعٍ كنتُ لا أبكي

فلا حبَّ عندي أستلذُّ به الجوى ***** بما فيه من سقمٍ وما فيهِ من ضنكِ

أليلايَ حُبِّي فيك حُبُّ مُوَحِّدٍ ***** تَنزَّهَ عن ريبٍ وجلَّ عن الشِّركِ

تبقّى بقاء القلب ينبضُ دائماً ***** وليس لسلوانٍ وليس إلى تركِ

لوليكي
17/06/2012, 01:58 PM
*** ليـــلة ***



وليلةٍ بات من أهوى ينادمني ***** ما كان أجمله عندي وأجملها

بتنا على آيةٍ من حسنه عجَبٍ ***** كتابه من خفايا الخلدِ أنزلها

إذا تساءلتَ عمّا خلَف أسطرها ***** رنا إليَّ بعينيه فأوَّلها

مصوِّباً سهمه مُستشرقاً كبدي ***** مستهدفاً ما يشاء الفتك مقلتها

يا للشهيدة لم تعلم بمصرعها ***** ما كان أظلم عينيه وأجهلها

حتى إذا لم يدَعْ منها سوى رمق ***** عدا على الرمق الباقي فجندلها

وصدَّ عنها وخلاّها وقد دمِيَتْ ***** في قبضةِ الموتِ غشّاها وظللها

وحان من ليلة التوديعِ آخرها ***** وكان ذاك التلاقي الحلو أوَّلها

ضممْتها لجراحاتي التي سلفتْ ***** إلى قديمِ خطايا قد غفرتُ لها!

لوليكي
17/06/2012, 02:03 PM
*** في الباخرة ***




أحبُّ أجلْ أحبُّ كأن نبعاً ***** سماويّاً تفجّر في دمائي

لقد طاب الوجودُ بحالتيه ***** شقائي فيك أجمل من هنائي

وليلي فيك أحسن من نهاري ***** وصبحي فيك أجمل من مسائي

فمفترقان فيه إلى لقاء ***** وملتقيان حتى في التنائي

أميمةُ إن عمرَ الحبِّ حقاً ***** لأعجب آية تحت السماءِ

فما أدري لأيهما ثنائي ***** ثوانيه السِّراع أم البطاءِ

أهذا الحلم يمضي شبه لمحٍ ***** أم الأبدُ المديدُ بلا انتهاءِ؟

أتفكيري هناك أم انتظاري ***** لأروعِ هالةٍ حولَ البهاءِ

وأزهى من تثنَّى في حُلِيٍّ ***** وأبهج من تهادى في رداءِ

وأسنى من تخطَّر في دلالٍ ***** وأطهر من تعثرَ في حياءِ

سيذكر ملتقانا النيلُ يوماً ***** غداة تُعَدُّ أيامَ الصفاءِ

وحيدٌ غير أني في زحامٍ ***** من الآمالِ تترى والرجاءِ

إلى أن لاح عرشُ النورِ مني ***** قريباً والهلالُ إلى اعتلاءِ

فمؤتلقٌ على أفقٍ بعيدٍ ***** ومنعكس على فضِّيِّ ماءِ

كذلك أنت في فكري وروحي ***** سناك مع الهلال على سواءِ

وطيفٌ عبقريٌ في خيالي ***** وحيد الذّات مختلف الرُّواءِ!

لوليكي
17/06/2012, 02:06 PM
*** سر بي ***



أحبك فوق ما عشقتْ قلوبٌ ***** ولا أدري الذي من بعدِ حبي

وأعلم أن كُلِّي فيك فانٍ ***** وعيني فيك ذائبةٌ وقلبي

وأعلم أن عندك من يُنادي ***** خفيّاً هاتفاً وأنا الملبي

وأعلم أن حبي ليس يشفي ***** وبعدي ليس يُجديني وقربي

ولما لم أجدْ للحبِّ حلاّ ***** هتفتُ به كما يرضيك سِر بي!

وخذني حيث هند لا تسلني ***** لأية غايةٍ ولأيِّ دربِ!

لوليكي
17/06/2012, 02:14 PM
*** الفراق ***



يا ساعة الحسرات والعبرات ***** أعصفت أم عصف الهوى بحياتي؟

ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي ***** وطغى على سُبُلي وسد جهاتي

من أي حصن قد نزعت كوامنا ***** من أدمعي استعصمن خلف ثباتي

حطمت من جبروتهن فقلن لي ***** أزف الفراق فقلت ويحك هاتي!

***

أأموت ظمآناً وثغرك جدولي ***** وأبيت أشرب لهفتي وولوعي

جفًّت على شفتي الحياة وحلمها ***** وخيالها من ذلك الينبوع

قد هدَّني جزعي عليك وأدّعى ***** أني غداة البين غير جزوع

وأريد أشبع ناظري فأنثني ***** كي أستبينك من خلال دموعي؟

***

هان الردى لو أن قلبك دار ***** أأموت مغترباً وصدرك داري؟

يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً ***** متهلل الجنبات بالأنوار

اليوم لي روحٌ كظلٍ شاحبٍ ***** في هيكل متخاذل الأسوار

لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت ***** منهارةً تبكي على منهار!

***

لا تسألي عن ليل أمس وخطبه ***** وخذي جوابك من شقي واجم

طالت مسافته عليَّ كأنها ***** أبد غليظ القلب ليس براحم

وكأنني طفلٌ بها وخواطري ***** أرجوحةٌ في لجّها المتلاطم

عانيتها والليل لعنة كافرٍ ***** وطويتها والصبح دمعة نادم

لوليكي
17/06/2012, 02:23 PM
*** ليـــــلة العيـــــد ***



اليوم منكِ عرفتُ سر وجودي ***** وعرفتُ من معناك معنى العيد

ماكنت بالفاني وسرك حافظي ***** وبمقلتيك ضمنت كلَّ خلودي

الآن أعرف ما الحياة وطيبها ***** وأقول للأيام طبتِ فعودي!

عاد الربيع على يديك وأشرقت ***** روحي وأورق فى ربيعك عودي!

لوليكي
18/06/2012, 06:48 AM
*** كذب السراب ***



البحر أسألُهُ ويسألني ***** ما فيه من ريٍّ لظامئهِ

متمرِّدٌ عاتٍ يضللني ***** كذِبُ السَّرابِ على شواطئِهِ

***

كم جال في وهمي فأرّقني ***** أربٌ وأين الفوز بالأربِ؟

وسرى بأحلامي فعلّقها ***** فوق السُّهى بلوامعِ الشهبِ

***

في يقظةٍ مني وفي وسنٍ ***** صَرْحٌ بذروِتهنَّ متّحدِ

الفجرُ والسحرُ المخضّبُ من ***** لَبِناتِهِ والقمةُ الأبدِ

***

واهاً لضافي الظلِّ ورافِهِ ***** قضّيتُ عمري في توهّمهِ

لما طلعتُ على مشارِفِهِ ***** أيقنتُ أني فوق سُلَّمِهِ

***

ومن العجائب في الهوى اثنان ***** لم يضربا للحبِّ ميعادا

ومحّيِرُ الإفهامِ لحظان ***** قَرآ كتابَهما وما كادا

***

سارا فمذ وقف الهوى وقفا ***** يتبادلان الشوقَ والشغفا

عرف الهوى أمراً وما عرفا ***** مَن ذلك الداعي الذي هتفا

***

قَدَرٌ على قدرٍ تلاقِينا ***** كلُّ الذي أدري وتدرينا

أنّا أطعناهُ مُلَبِّينا ***** من أنت؟ من أنا؟ من يُنَبِّينا؟!

لوليكي
18/06/2012, 06:55 AM
*** أنـــت ***


إذا كنت عارفةً وواثقةً ***** وبعمق هذا الحبّ آمنتِ

فثقي بأنكِ قِبْلتي أبداً ***** وصلاةُ روحي حيثما كنتِ

إن كان لي في الدهرِ أمنيةٌ ***** منشودةٌ أمنيَّتي أنتِ

لوليكي
18/06/2012, 09:51 AM
*** قيثارة الألم ***



إن حان لحنُ الختامْ ***** صار النشيدُ دعاءْ

مرّ الهوى في سلامْ ***** فلنفترق أصدقاءْ

***

سرٌّ وراء الظنونْ ***** أظلّني وأضاءْ

لم أدرِ ماذا يكونْ ***** ولم أسَلْ كيف جاءْ

***

ما بين ضحكِ الرياحْ ***** وقهقهات الغيوبْ

ولّى خيالٌ وراحْ ***** وحلَّ ظلٌّ غريبْ

***

يا ذنبُ فات المتابُ ***** لما تحطَّمَ صرحي

ما لي عليها عتابُ ***** إني أعاتبُ جرحي

***

وهذه قيثارتي ***** ذاتُ الشجى والأنينْ

وهذه أوتاري ***** أصرتِ لا تطربينْ؟

***

يا كم شدوتُ بلحني ***** ما بين حزني ودمعي

ما باله طيَّ أذني ***** لكنْ غريباً لسمعي

لوليكي
18/06/2012, 09:55 AM
*** حلم الغرام ***



لا حبَّ إلا حيث حلَّ ولا أرى ***** لي غير ذلك موطناً ومقاما

وطني على طول الليالي دارهُ ***** مهما نأى وهواي حيث أقاما

والأرضُ حين تضمُّنا مأهولةٌ ***** لحظاتُها معمورةٌ أيّاما

لا فرق بين شَمالِها وجنوبِها ***** فهما لقلبي يحملان سلاما

وهما لعهدي حافظان وقلّما ***** حفظ الزمانُ لمهجتين ذماما

وإذا بكيتُ فقد بكيتُ مخافةً ***** من أن يكون غرامُنا أحلاما

ولربما خطرَ النّوى فبكيتُهُ ***** من قبل أن يأتي البعادُ سجاما

لوليكي
18/06/2012, 09:57 AM
*** ثلاث سنين ***


ثلاث سنين أم ثلاث ليالِ ***** هي البرق أم مرَّتْ كلمحِ خيالِ؟

وما كان هذا العمرُ إلاّ صحائفاً ***** تلاشتْ ظلالاً رُحْن إثر ظلالِ

وما كان إلاّ أمس لقياك إنه ***** لأثبتُ ما خطّ الزمانُ ببالي

وما العمر إلا أنت والحب والمنى ***** وما كان باقي العمر غيرَ ضلالِ!

لوليكي
18/06/2012, 10:04 AM
*** عدنا وعدت ***



عُدنا وعدتِ وعادتْ ***** إن الحظوظَ أرادتْ

وبالعجائب جاءتْ ***** وما بذاك غريبَةْ

***

إن الغريبَ التنائي ***** فإن فيه شقائي

وإن أردت دوائي ***** داوي الهوى ولهيبه

***

أنت المنى والعبادهْ ***** وليس عندي زيادَةْ

يا هند هذي شهادَهْ ***** لو أنّها مطلوبَهْ

***

وأنت منّي كنفسي ***** هواك يومي وأمسي

وأنتِ جهري وهمسي ***** صديقةً وحبيبَةْ

لوليكي
18/06/2012, 10:20 AM
*** المقعد الخالي ***



همٌّ أناخ فما انجلى ***** وخلا مكانُك - لا خلا!

ليل الحياة وكان ليلي ***** في الهواجِسِ أطولا

كم لحظةٍ في الصدر ناشبةٍ ***** كجزّارِ الكلا

كالرَّمْسِ فارغةٍ وإن ***** حفلت بإيجاشِ البلى

في إثر أخرى لم تكن ***** إلاّ كجرداءِ الفلا

برّحْنَ بي من وحشةٍ ***** وقتلتهُن تململا

وجَنِنّ من قلقي عليك ***** وكيف لي أن أعقلا؟

قد رِشْنَ لي سهماً يحاول ***** من يقيني مقتلا

فتعرّض الماضي الجميلُ ***** بوجهِهِ متهللا

فلوى عناني فالتفتُّ ***** فلم أجد لي مَوئِلا

إلا دروع اليأسِ إنّ ***** اليأسَ أيسرَ محمِلا

يقتادني فأردُّهُ ***** عن خاطري وأقول لا!

يا هندَ إن يكُ قلبُك الوافي ***** تغيّرَ أو سلا

وحصدتُ آمالي فإنّ ***** الموتَ أرحمُ منجلا

لوليكي
18/06/2012, 01:20 PM
*** رحــــلة ***


نقلتُ حياتي والحياة بنا تجري ***** من الحُلمِ المعسولِ للواقعِ المرِّ

فيا منتهى فنّى إلى منتهى الهوى ***** على ذروةٍ بيضاءَ في النور والطهرِ

عرفتك عرفان السماء ولم تكنْ ***** سوى همسات النجم ما جال في صدري

وغامت خطوطُ السفحِ حتى نسيتها ***** وحتى توارى السفح من عالم الذكر

وفي القممِ الشّمّاءِ حلّقتُ حائماً ***** وأنبتُّ في أعلى شواهقها وكري

ولم يبقَ إلا أنت والجنَّةُ التي ***** زرعنا وكلّلّنا بيانعة الزهرِ

ولم يبقَ إلا أنت والنسمةُ التي ***** تهبُّ من الفردوسِ مسكيَّةَ النشرِ

ولم يبقَ إلا أنت والزورقُ الذي ***** ترنَّحَ منساباً على صفحة النهرِ

فيا منتهى مجدي إلى منتهى الغنى ***** غنىَ الروحِ بعد الضّنكِ والذلِّ والفقرِ

أعيذك أن أغدو على صخرة لَقىً ***** وكنتِ مِجَنّي في مقارعةِ الصخرِ

أعيذك بعد التاجِ والعرشِ والذي ***** تألَّقَ من ماسٍ وشعشع من تبرِ

أعيذك من ردّي إلى سَفهِ الثرى ***** وحِطَّتِه بين الأكاذيبِ والغدرِ

أعيذكِ أن تنسي ومن بات ناسياً ***** هواه فأحرى بالنُّهى عقم الفكرِ

إذا ما ذكرتِ العمر يوماً تذكري ***** هوى وزماناً لا يتاحان في العمر

فيا لك من حلمٍ عجيبٍ ورحلةٍ ***** تعدَّتْ نطاقُ الحُلمِ للأنجمِ الزُّهرِ

ويا لك من يومٍ غريبٍ وليلةٍ ***** عَفَتْ وغفتْ عن ظلمِ روحين في أسر

ويا لك من ركنٍ خَفِيٍّ وعالمٍ ***** خَفِيٍّ غنيٍّ بالمفاتنِ والسحرِ

ويا لك من أفقٍ مديد ومولدٍ ***** جديدٍ لقلبينا ويا لك من فجرِ

عرفتك عرفان الحياة أحسَّها ***** وأبصرها من كان يخطو إلى القبر

عرفتك عرفان النهار لمقلةٍ ***** مخضّبةِ الأحلام حالكةِ الذعرِ

رأت بك روحَ الفجرِ حين تبيّنتْ ***** بياض الأماني في أشعّتِهِ الحُمرِ

بيَ الجرحُ جرحُ الكونِ من قبل آدمٍ ***** تغلغلَ في الأرواحِ يَدْمي ويستشري

تولّتهُ بالإحسانِ كفٌّ كريمةٌ ***** مقدّسةُ الحسنى مباركةُ السرِّ

فإن عدتُ وحدي بعد رحلتِنا معاً ***** شريداً على الدنيا ذليلاً على الدهرِ

رجعت بجرحي فاغرَ الفمِ دامياً ***** أداريه في صمتٍ وما أحد يدري

هو العيشُ فيه الصبرُ كاليأس تارةً ***** إذا انهارت الآمالُ واليأسُ كالصبرِ

عرفتكِ كالمحرابِ قدساً وروعةً ***** وكنتِ صلاةَ القلبِ في السرِّ والجهرِ

وقد كان قيدي قيدَ حبِّكِ وحدَةُ ***** أنا المرءُ لم أخضعْ لنهيٍ ولا أمرِ

وأعجبُ شيء في الهوى قيدُكِ الذي ***** رضيتُ به صِنْواً لإيماني الحرِّ

بَرمْتُ بأوضاعِ الورى كل أمرهمْ ***** وسيلةُ محتاجٍ ومسعاةُ مضطرِّ

برمتُ بأوضاعِ الورى ليس بينهمْ ***** وشائج لم توصَلْ لغايٍ ولا أمرِ

إذا كان ما استنُّوا وما شرعوا القِلى ***** فذلك شرعُ الطينِ والحمَأ المَزري

تمرّدتُ لا أُلوي على ما تعوّدوا ***** ونفسي بهذا الشرعِ عارمةُ الكفرِ

وهبْ ملَكي الغالي الكريمَ وحارسي ***** تخلّى فما عذرُ الوفاءِ وما عذري؟

عشقتُكِ لا أدري لحبيَ مبدأ ***** ولا منتهى حسْبي بحبِّكِ أن أدري

إذا شئتِ هجراناً فما أتعس المدى ***** من النورِ للّيل المخيِّمِ للحشرِ!

لوليكي
18/06/2012, 01:24 PM
*** شعرة ***



وشعرةٍ خطفتُها ***** كأنني قطفتُها

ملكتُ ملكَ الدهرِ وحدي ***** حينما ملكتُها

إذا الرياحُ نازعتني ***** أمرَها ضممتُها

بقبضتيَّ خائفاً ***** إذا اعتدتْ رددتُها

وفي مكانٍ ليس في ***** بالٍ جَرى خَبَأتُها

خبأتُها حيث إذا ***** جُنَّ الهوى رأيتُها

حبستُها قرب عيوني ***** إن أشَأْ نظرتُها

كأنما في بصري ***** ومقلتي أخفيتُها

هذي لديَّ صورةٌ ***** من حالنا جلوتُها

أنت كهذي الشعرة السمراء ***** مذ عرفتُها

أقسم بالحب وهاتيك ***** السنين عشتُها

كأنني في جنّة الفردوسِ ***** قد قضيتها

لوليكي
18/06/2012, 01:29 PM
*** يوم الجمعة ***



أصبحتُ يوم الجمعة ***** ذا غربة ما أضيعهْ!

منفرداً لا خلُّ لي ***** وأينَ مَنْ قلبي معهْ؟

ضاقت بي الأرضُ فما ***** في فُسحة الكون سَعَهْ

أقطع يومي مُبْطئاً ***** كأنني لن أقطعَهْ

إني امرؤٌ يُفضي إلى ***** أزمانه المرقَّعَهْ

يَلُمُّ من شَتاتها ***** بجهده ما وَسِعَهْ

فلا يصيبُ غير ما ***** روًّعه وفزًّعه

ولا يصيبُ غير ما ***** أمَلّهُ وصدَّعهْ

يا هند من يُعيد لي ***** آماليَ المزعزعَهْ؟

وإنّ يوماً واحداً ***** حِبالُه مُقطعّهْ

فكيف لو مرّ بنا ***** ثلاثةٌ أو أربعهْ؟

قلبي خلا من نسمةٍ ***** مشرقةٍ مُرَصّعهْ

طالَعَهُ اليوم بها ***** كأنه قد ودَّعهْ

إن عاشه دونك يا ***** هند تمنّى مصرعهْ

لوليكي
18/06/2012, 03:42 PM
*** تعلة ***



هكذا كلُّ جميلهْ ***** ليس لي في الغدر حيلهْ

أُنْجُ منها وامضِ عنها ***** أخذتْ قلبَكَ غيلهْ

بعد هاتيك الليالي ***** المطمئِنّات الظليلهْ

بخلت ليلاك حتى ***** بالتعلاّت القليلهْ

لم تدّعْ للقلب من طول ***** التباريح وسيلهْ

لم تدع للقلب ما يشفي ***** من الوجد غليلهْ

لم تدع إلاّ رفيفاً ***** من نسيمٍ في خميلهْ

وخيالاتٍ يُداوي ***** طيفُها نفسي العليلهْ

والرسالاتِ اللواتي ***** والأكاذيبَ النّبيلهْ

لوليكي
18/06/2012, 03:55 PM
*** من لي؟ ***



أناشدك الهوى هل أنتِ مثلي ***** نهاري فيكِ أشجانٌ وليلي

زمانٌ لا يفارقني عذابي ***** ولازمني الشقاءُ به كظلّي

كأن الليلَ أصبح لي مداداً ***** أُسَطّر منه آلامي ويُملي

حياتي فيه قفرٌ بعد قفرٍ ***** وعمري فيه كالأبدِ المُمِلِّ

أبعد جوار هندٍ والأماني ***** أكابد جيرةَ النجمِ المُطِلِّ

أحبكِ لا أَمَلُّ لقاكِ يوماً ***** ومن لي بالذي يُدنيكِ من لي؟

أحبكِ لست أدري سرّ حبي ***** وعلمي فيه أشقاني كجهلي

أقول لعلّ هذا الدهرَ يصفو ***** ويا أسفاه لو تُغْني لعلِّي

أحاول سلوةً وأرى الليالي ***** بغيرِ هواكِ لي هيهات تُسلي

لوليكي
18/06/2012, 04:07 PM
*** في لبنان ***



قلبٌ تقسّم بين الوجدِ والألمِ ***** هل عند لبنانَ نجوي النيلِ والهرمِ؟

أشكو جوايَ إلى الرُّوحِ التي احتضنتْ ***** ناري وضَمَّتْ إلى أسقامَها سقمي

وقاسمتني الهوى حتى إذا رحلتْ ***** ألقت فؤاديْ بضنكٍ غير مقتسمِ

ميثاقُنا أسطرٌ من مدمعٍ ودمٍ ***** يا طاهر النفحة اذكرْ طاهرَ القَسمِ

يا من أعاتب دهري إذ أودِّعُهُ ***** وما عتابي على الأقدارِ والقسمِ

إنّ النوى غرَّبتْهُ وهي عالمةٌ ***** أني رجعتُ أُداري النارَ بالضرمِ

ورنّحتْ بعده خطوي وما عرفت ***** من عثرة الحظِّ أم من عثرةِ القدمِ

خَلَتْ وران عليها الصمتُ وانقلبتْ ***** كأنما لَفّها ثوبٌ من العدمِ

بالله أيامَنا هل فيكِ منتَفعٌ ***** ونحن من سَأمٍ نمشي إلى سَأم؟

وما أُرقِّع ثوباً فيك منخرقاً ***** لكن أرقِّعُ جُرحاً غيرَ ملتئمِ

لوليكي
18/06/2012, 04:12 PM
*** في شم النسيم ***



أنت يا من جعلت روض حياتي ***** مهدَ وردٍ إليكِ وردكِ رُدّا

آيةُ الورد أنه نفحةٌ منكِ ***** ومن عطركِ العبيرَ استمدّا

هذه باقةٌ من الورد تجثو مَلكٌ في الرياض أصبح عبدا

يا جمال الجمال من خلّد الحسن ***** جميعاً في نظرةٍ منك تَنْدى؟

يا صباح الصباح من يَمْلكُ الأضواء ***** وصفاً أو الفرائد عَدَّا؟

ليس بدعاً يا وردة العمر أن كانت ***** لمغناك وردة الروض تُهدى

لا تظني ورداً يكافئ ورداً ***** أنت أغلى حسناً وأكرم وردا

غير أني وإن عجزت عن التقدير ***** حاولت ما تمكّنتُ جهدا

باعثاً للوفاء ورداً وللقلب ***** إلى أعمق السرائر ودّا

وإلى العيد أنت عيدٌ لايّامي ***** جميعاً أنت الحبيبُ المُفَدّى

لوليكي
19/06/2012, 08:30 AM
*** في العيـــــد ***



أفدي نهاراً طلعتِ فيه ***** نجم جمالٍ ونجم سعد

إني لهذي العيون عبدٌ ***** والدهر - إما رضيت - عبدي

إن كان عيدٌ به ووردٌ ***** فأنت عيدي وانت وردي

يا خير من مرَّ في وجودي ***** إنك كلُّ الوجود عندي

عندي خَفّي من الأماني ***** أضعافَ ما جئت فيه أُبدي

معذرةٌ في القليل إني ***** والله أعيا الكثيرُ جهدي

يا فتنتي والهوى ديوانٌ ***** حسبيَ إني له أؤدّي

ما أنت من أنت هل مجيبٌ ***** على سؤالٍ بغير ردّ

لم يخلق الله من جمالٍ ***** يلفُّه في سَنِيّ بُرد

حسنٌ قصاراه من شفاهٍ ***** عطرُ ثناءٍ وطيبُ حمد

ويخلق الله معجزاتٍ ***** يجمعها كلَّها بفرد

بسحر عينيك كيدَ باغٍ ***** وسحر عينيك للتحدّي ...

لوليكي
19/06/2012, 02:13 PM
*** رثاء كلب صغير ***



قالت (( لميكي )) سِرْ بنا ***** نمشي لحاجتنا الهُوَيْنى
فأطاع مسروراً كعادته ***** ولم يسأل لأيْنا

***

فيم السؤال وكل شيءٍ ***** طيِّبٌ من أجلها

وبنفسه حبٌّ قُصاراه ***** الحياةُ بظلها

ماذا تغيّر عزّة ***** أو ذلّة في حبها

سارت وكلُّ متاعِهِ ***** في أن يسير بقربها

***

يستاف نعلَيْها ويأبى ***** في الوجودِ مُنافسا

فإذا تخيّل دانياً ***** من ترْبِها أو لامسا

يختال مِلْءَ نُباحِهِ ***** زَهْواً ويخطرُ حارساً!

***

عجباً له ولزهوه ***** ما يصنع الواهي الصغيرْ؟

ما يصنع النابُ الضعيفُ ***** وما يُخيفُ ولا يُجيرْ؟

***

لكنّ (( ميكي )) لا يبالي ***** أن يموت فداءها

في وثبه هيهات يسأل ***** ما يكون وراءها

***

الأمرُ كلُّ الأمر أن ***** يغدو يدافع دونها

والنفس تُنكر في الضحيَّة ***** عقلها وجنونها

***

من ذلك الظلُّ الملازم ***** في الحياة وفي الطريقْ؟

المخلصُ الوافي إذا ***** عَزَّ المنادمُ والرفيقْ

***

من قلبُه صافٍ وديدنُه ***** الولاءُ المطلقُ

فكأنما فيه الولاء ***** سجيَّةٌ تتدفقُ

***

وإذا أُسِيءَ فإن أسمى ***** الحبّ أن يُبدي رضاءَهْ

والصفح عند ذوي القلوبِ ***** البيضِ من قبل الإساءَهْ

***

مهما نظرت له نظرت ***** إلى مَعِينٍ من حنان

يُفضي إليك بسرّه ***** الذَنَبُ الصغير ومقلتان!

***

لا بأس إنْ هند جفت ***** وقست أليست ربَّتَه؟

أَقْصَتْهُ ثم تلفَّت ***** ترجو إلَيها أوْبته

***

زَجَرتْه أو نهرته أو ***** كفَّتْ على جُرْمٍ يده

فهي التي لم تَنْسَهُ ***** والأكل ملءُ المائده

***

وهو الذي في بعدها ***** لم يألُها طولَ ارتقاب

يقظان ينتظر المآب ***** وَثَوى يُرَاقبَ خَلْف بَاب!

***

هند التي اتَّخذته من ***** دون الخلائق إلْفَها

بحثت عن الإلْف الصغير ***** فلم تجدْه خلفها

***

ميكي! وما ميكي ومصرعُه ***** على الدنيا جديد

نفسٌ يذوب وصرخةٌ ***** تدوي هنالك من بعيد

***

وتلفَّتَت هندٌ لموضعه ***** تغالب وَجْدَها

لا شيءَ قد سارت ***** برفقته وترجعُ وحدها

***

خرجت به جذلانَ يضحك ***** مثلما ضحك الصباح

فكأنما خرجت به ***** ليُلاقيَ القَدَر المُتاح

***

سارتْ به صبحاً وعادت ***** بالمواجع والدموع

يغدو الحزينُ على الأسى ***** وأشقُّ شَطْريْه الرجوع

لوليكي
19/06/2012, 02:44 PM
*** خطـــــاب ***



قَبَّلْتُ خطَّك ألْفا ***** ولم أَدَعْ منه حرفا

قد كنتِ توأم قلبي ***** وكنتِ في الغيبِ إلفا

يا هند ما الحسن إني ***** أُجلُّ حسنَكِ وصفا

رأيتُه بخَيال ***** على جمالك رَفَّا

وكيف أخفي اشتياقي ***** ما بيننا ليس يَخْفَى!

لوليكي
19/06/2012, 02:53 PM
*** آه ***



آهِ من ميَّةُ آهٍ ثم آه ***** وحبيبٍ سحرتني مقلتاه

لو تمنّيتُ قُبَيْل الموت ماذا ***** أتمنى؟ قلت تقبيل ثراه!

أتمنى الموت من مقلِتهِ ***** ما الذي يمنع أن أشتاق فاه

آهِ من مَيَّة آهٍ ثم آه ***** وحبيبٍ عزّني اليوم لقاه!

لوليكي
19/06/2012, 02:58 PM
*** في ليلة غارة ***



يا ميَّةَ الحسناء هل يغزو الهوى ***** قلبيْن ما كانا على ميعادِ؟

لا شيءَ إلاّ أن ذُكرتِ فهزّني ***** طربٌ وبات على الحنين فؤادي

وظللتُ أحلم والتفتُّ لساعةٍ ***** تدنو إليَّ بطيفِكِ الميَّادِ

يا مَيَّ إن قد مُنيت بظلمةٍ ***** والليلُ يجثم فوق صدر الوادي

فأنرتِ لي قلبي وصرتُ كأنما ***** هذا السوادُ الجَهْمُ غيرُ سوادِ

لوليكي
19/06/2012, 03:05 PM
*** سمراء المحفل ***



مَلَكي ومحرابي وقدسَ ***** فؤاديَ المتّبتلِ

لمن الجمال الفخمُ يرفُل ***** في الغلائلِ والحُلِي؟!

متألقاً في خاطري ***** متألقاً في المحفلِ

أقبلْ بما ولَّت به الدنيا ***** وهاتِ وعللِ

وابسط جناحكَ فوق ***** قلبيْنا الغداة وظلّلِ

طِرْ حيث شئتَ فإن دنوتَ ***** لناظري فتمهّلِ

واهاً لهذي الطلعةِ السمراءِ ***** عند المجتلي

بغلائل الأضواءِ وشَّتْها ***** رِقاقُ الأنملِ

وشَّت بشاشتُها نضارةُ ***** وجهك المتهلّلِ

فكأن طفلَ الفجرِ نامَ ***** على وسادةِ جدولِ!

لوليكي
19/06/2012, 03:10 PM
*** روض الحسن ***


في أيِّ روضٍ من رياضكِ أمرحُ ***** وبأيِّ آلاءٍ لَدَيكِ أُسَبِّحُ؟

ثمرٌ على ثمرٍ وإن المُجْتني ***** ليحار من عذب الجنى ما يطرحُ

بالشعر أم بالمقلتينِ معلَّقٌ ***** من ناظريْ وخواطري لا يبرحُ

تلك المحاسن في نُهايَ جميَعُها ***** رفّافةٌ ومغرَداتٌ صُدَّحُ

فإذا غفوتُ فإنني أمسي بها ***** وعلى مغانيها الفواتنِ أُصبحُ

لوليكي
19/06/2012, 04:47 PM
*** قلبي الثاني ***



أحببتُ ميَّة حبّاً لا يُعادلهُ ***** حبٌّ وأفنيتُ فيها العمرَ أجمعَهُ

أُحبُّ عمري الذي في قرب ميَّ وما ***** قد مرَّ من دونها ما كان أضيعُهُ

يا ميَّ يا قلبِيَ الثاني أعيش بهِ ***** وإن يكنْ فوق ظنِّي أنّني معهُ

يا بضعة من كيان الصبِّ نابضةً ***** بكل حُبٍّ به الرحمن أودعهُ

لوليكي
19/06/2012, 04:49 PM
*** ما أضيع الصبر ***




ما أضيع الصبر في جُرحٍ أداريهِ ***** أريد أَنْسَى الذي لا شيء ينسيهِ

وما مجانبتي من عاش في بصري ***** فأينما التفتتْ عيني تلاقيهِ!

لوليكي
19/06/2012, 04:53 PM
*** ما حيلتي ***



ما حيلتي يا هند وجهك لاح لي ***** بأنوثةٍ جبَّارةِ الطغيانِ

يا هندُ أين رجولتي وعزيمتي ***** في قرب وجهٍ ساحرٍ فتَّانِ؟

وأنا حزينٌ ظامئٌ قد جدَّ لي ***** وِردٌ وراء مَعِينِهِ شفتانِ!

لوليكي
19/06/2012, 04:57 PM
*** يا نسيم البحر ***



يا نسيم البحر ريانَ بطيب ***** ما الذي تحمل من عطر الحبيبِ؟

صافحتني من نواحيك يدٌ ***** تمسح الدمعةَ عن جفن الغريبِ

وتلقَّاني رشاشٌ كالبكا ***** وهديرٌ مثلُ موصول النحيبِ

لوليكي
19/06/2012, 05:02 PM
*** ذات ليـــلة ***



بين سهدٍ وعذابٍ وضنى ***** مرَّ ليلي، ذاك حالي وأنا

أسالُ الأنجمَ عن حالِ المنى ***** يا حبيبي كيف صارت بيننا

***


كيف أمسي يا حبيبي عهدُنا ***** بعدما طاب هوانا، ودنا

كلُّ ما كان بعيداً، ورنا ***** كلُّ نجمٍ من سماوات السنا؟

***

آه لو ينظر حالي الآن آه ***** حينما ضاقت بآلامي الحياه

ندم النجمُ على غالي سناه ***** ورأى كيف انطوينا فطواه

لوليكي
19/06/2012, 05:08 PM
*** إلى هنـــد ***



غرامكِ لي معبدٌ طاهرٌ ***** دعائمُهُ شُيِّدتْ من ولوعي

تعهدتُ محرابَه بالوفاء ***** وأوقدتُ فيه الهوى من شموعي

جوانبُه من دموعيَ قامتْ ***** وأضلعُه بُنِيتْ من ضلوعي

ومن ذا رأى هيكلاً في الوجودِ ***** يُقام على عمدٍ من دموعِ؟

لوليكي
19/06/2012, 11:41 PM
*** يا دار هند ***



إني لأقنع من ظلالِ أحبّتي ***** بحنان أحتٍ أو بكفّ مسلّمِ

وبجلسةٍ طابت لديّ بغرفة ***** حملت عبيرَ الغائب المتوسّمِ

يا أخت هندٍ خبّريها أنني ***** صبٌ يعيش بمهجة المتألمِ

صبٌ سئمتُ من الحياةِ بدونِها ***** أنا لا أحبُّ إذا أنا لم أسأمِ

ومضى النهارُ ولا نهارَ لأنهُ ***** يمتدُّ عندي كالفراغ المظلمِ

***

يا دار هندٍ إن أذنتِ تكلَّمي ***** يا دارها عيشي لهندٍ وأسلمي

فدمي الفداءُ لحبّ هندٍ وحدها ***** وأنا المقصِّرُ إن بذلت لها دمي

ولقد حلفت لها ودمعي شاهدٌ ***** إني فنيتُ علمتِ أم لم تعلمي!

لوليكي
19/06/2012, 11:44 PM
*** شفــــــاعة ***



لا تمْحُ رَوْعَتَها بذكر فعالها ***** دعْها تمرّ كما بدت بجلالها

لا تنكرنَّ الشمسَ عند غروبها ***** أَوَ ما نعمتَ بِدِفْئِها وظلالها؟

إن كان فاتك مجدها رَأدَ الضُّخى ***** فاحمدْ لها ما كان من آصالها

لوليكي
19/06/2012, 11:48 PM
*** قسوة ***



قَسَتِ الحياةُ على الطّريدِ ***** فقم بنا نَنْعى الحياه

وقسا الحبيبُ على الغريبِ ***** فلا الدموع ولا الصَّلاهْ

فرغ الحديثُ ومن رواه ***** طُوِيَ الكتابُ فمن طواهْ؟

عجباً لهذا الحب من ***** بدءِ الزمانِ لمنتهاهْ

وقضائِهِ بين الذي ***** حفظ الوفاءُ ومن سلاهْ

قتلى الهوى لا يُذكرون ***** ولا حساب على الجناهْ

لوليكي
19/06/2012, 11:59 PM
*** محنــــــــــــة ***



هي محنةٌ وزمان ضيقْ ***** وتكشَّفَتْ عن لا صديق

جرَّبتُ أشواكَ الأذى ***** وبلوتُ أحجارَ الطريقْ

وكأنَّ أيّامي التي ***** من مصرعٍ ليست تفيقْ

كأنَّ موصول الضنى ***** يَمتاحُ من جُرْحٍ عميق

زرعٌ على ظُلَلٍ فذا ***** أبداً لصاحبه رفيقْ

هذا الذي سَقَت الدموعُ ***** وذاك ما أبقى الحريقْ

لوليكي
20/06/2012, 12:03 AM
*** الحب والربيع ***



جدّدي الحبَّ واذكري لي الربيعا ***** إنني عشت للجمال تبيعا

أشتهي أن يلفَّني ورق الأيكِ ***** وأثْوي خلف الزهورِ صريعا

آه دُرْ بي على الرِّفاق جميعاً ***** واجعل الشمل في الربيع جميعا

لا تقل لي أشتر المسرَّة والجاه ***** فإنِّي حُسنَ الربى لن أبيعا

فلغيري الدنيا وما في حماها ***** إنني أعشقُ الجمالَ الرفيعا

أنا من أجله عصيتُ وعُدِّبْتُ ***** وأقسمتُ غيرهَ لن أطيعا

وبطيبِ الربيع أقتاتُ زهراً ***** وعبيراً ولا أُكابد جوعا

فَهو حسبي زاداً إذا عَفَت الدُّنيا ***** وأقْوَتْ منازلاً وربوعا

لوليكي
20/06/2012, 12:15 AM
*** إلى ابنتي ضوحية ***



يا من طلبتِ الشعرَ هاك تحيّتي ***** وهواي يا روحي ويا ضوحيّتي

أيُرادُ تفصيلٌ لما عندي وكم ***** قلبٍ وموجز أمره في لفظة

لكن فنَّ الشعر وردُ أحبة ***** يُهدى فهاك قصيدتي بل وردتي

والشعر روضٌ يانعٌ وعبيرهُ ***** سارٍ إلينا من عبير الجنّةِ

وأراكِ روضة رقةٍ ومحاسنٍ ***** هل روضةٌ تهدي البيان لروضةِ؟

فإليك يا أغلي عزيزٍ يا ابنتي ***** وأحبَّ من تصبو إليه مهجتي

تذكار والدك المحبِّ وديعةً ***** فإذا ذكرت فهذه أمنيّتي

والخطّ مثل الرسم إن يوماً نأى ***** رسمي فللأثرِ العزيز تلفّتي

لوليكي
20/06/2012, 12:24 AM
*** غيـــــــوم ***



أملٌ ضائعٌ ولبٌّ مشرَّدْ ***** بين حبٍّ طفى وجُرحٍ تمرّدْ

وضلالٌ مشت إليه الليالي ***** هاتكاتٍ قناعه فتجرّدْ

وبدا شاحباً كيوم قتيلٍ ***** لم يكد يلثم الصباحَ المورّدْ

غفر الله وهمها من ليالٍ ***** صوّرت لي الربيعَ والروض أجردْ

قاسمتني الورقاءُ أحزانَ قلبي ***** وشجاه وغَرَّدَتْ حين غرّدْ

ثم ولَّتْ والقلبُ كالوتر الدامي ***** يتيمُ الدموعِ واللحنُ مفردْ

ما بقائي أرى اطِّراد فنائي ***** وانتهائي في صورةٍ تتجدّدْ

ورثائي وما يفيد رثائي ***** لأمانٍ شقيةٍ تتبدّد

عبثاً أجمع الذي ضاع منها ***** والمنايا منِّي ومنها بمرصدْ

وبقائي أبكي على أملٍ بالٍ ***** وأحنو على جريحٍ موسَّدْ

واحتيالي على الكرى وبجفنيَّ ***** قتادٌ ولي من الشوك مرقدْ

وشكاتي إلى الدجى وهو مثلي ***** ضائعٌ صبحهُ ضليلٌ مسهَّدْ

وشخوصي إلى السماء بطرفي ***** وندائي بها إلى كل فرقدْ

فجعتني الأيامُ فيه فلم يَبْقَ ***** على الأرض ما يسرُّ ويُحمدْ

ذهبت بالجميل والرائعِ الفخمِ ***** وطاحت بكل قدسٍ ممجّدْ

مالَ ركنٌ من السماءِ وأمسى ***** هلهلَ النسج كلُّ صَرحٍ مُمرَّد

ربِّ عفواً لحيرتي وارتيابي ***** وسؤالٍ في جانحي يتردّدْ

هو همس الشقاء ما هو شك ***** لا ولا ثورةٌ فعدلك أخلدْ

أين يا رب أين من قبل حيْني ***** ألتقي مرةً بحلمي الموحّدْ؟

بخليلٍ ما ردَّه كيدُ نمّامٍ ***** ولم يَثْنِه وشاةٌ وحُسَّدْ

وحبيبٍ إذا تدفَّق إحساسي ***** جزاني بزاخرٍ ليس ينفدْ

وعناقٍ أُحِسُّه في ضلوعي ***** دافقاً في الدماءِ كاليمّ أزبدْ

لوليكي
20/06/2012, 12:30 AM
*** ذهب العمر ***



قضيتَ العمر تذكر لي ***** وأذكر في الهوى جرحكْ

فقم نسخرْ من الأمَلِ ***** ومن أعماقنا نضحكْ!

***

وقم نسخرْ من الدنيا ***** وقم نَلهُ مع اللاهي

طويتُ صحيفة الأمسِ ***** فَدَعْها في يد اللهِ

***

هي الدنيا كما كانت ***** وماذا ينفع الوعظُ

وما عتبت ولا خانت ***** ولكن خانك الحظُّ

***

أردنا الجاهَ والذهبا ***** فلم يتلطّفِ المولى

وهذا العمرُ قد ذهبا ***** وأحسن ما به ولّى

لوليكي
20/06/2012, 01:51 AM
*** رباعيــــــــــات ***



صيرَك الحسن أميرَ الوجودِ ***** والشعر من درّاته كلّلكْ

مستلهماً منك معاني الخلود ***** فكل تاجٍ في العلى منك لكْ

***

فَنَاهِبٌ برقَ الثنايا العذابْ ***** وسارقٌ ياقوتهً من فمكْ

وكل تغريد الهوى والشبابْ ***** أغْنيةٌ حامت على مبسمكْ

***

وذلك الماس الرفيع السنا ***** والجوهر الغالي الذي صِدْتُهُ

أرفع من فكر الورى مَعْدِنا ***** وكل فضلي أنني ضُغْتُهُ!

***

لا فكر لي، عشتُ على فكرتكْ *****أقبس ما آقبس من غُرَّتكْ

ودمعتي تقتات من عبرتكْ ***** فانظر بمرآتي إلى صورتكْ

***

أشقاني الحبُّ وقلبي سعيدْ ***** يَعُدُّ هذا الدمع من أنعمكْ

أجزل ما كافأ هذا الشهيدْ ***** بلوغُه المجد على سُلَّمكْ

***

لا شيء من يوم النَّوى منقذي ***** إني امرؤٌ عنك وشيك المسيرْ

وأنت باقٍ والجمال الذي ***** غنّى به شعري ليومي الأخيرْ

***

انظر إلى آيات هذا الجمالْ ***** ترتدُّ عنها عاديات البلى

عاجزةَ الباع ويأبى الزوالْ ***** لوردةٍ مت عَدْن أن تذبلا

***

للأنفس الظمأى إليك التفاتْ ***** ولهفةٌ ملءَ اللّحاظ الجياعْ

ولي التفاتٌ لسريّ الصّفات ***** واللؤلؤِ اللمّاح خلف القناعْ

***

قلبي مع الناس وفكري شَرودْ ***** في عالَمٍ رَحْبٍ بعيد الشِّعابْ

عيني على سرٍّ وراء الوجود ***** وبغيتي عرشٌ وراء السحابْ!

***

كم طرت بي واجتزت سور الضبابْ ***** والضوء ملءُ القلب ملءُ الرحابْ

وعدت بي للأرض أرض السَّرابْ ***** والليلُ جهمٌ كجناح الغرابْ

***

أريْتُني الغيبَ الذي لا يُرى ***** كشفتَ لي ما لا يراه البصرْ

ثم انحدرنا نستشفُّ الثرى ***** علّ وراءَ التُّرب سرَّ السفرْ

***

صدري وسادٌ زاخرٌ بالحنانْ ***** تصوُّري أعجب ما في الزمانْ

موج على لُجَّته خافقان ***** قَرَّا على أرجوجةٍ من أمانْ

***

كمركب في البحر يومَ اغترابْ ***** ما أبعد المحنة بعد اقترابْ

هيهات يُنْجي من شطوط العذابْ ***** إلاّ عبابٌ دافقٌ في عبابْ

***

ملأتُ كأسي وانتظرتُ النديم ***** فما لساقي الرُّوح لا يُقبلُ

شوقي جحيمٌ وانتظاري جحيم ***** أقلُّ ما في لفْحِهِ يتقلُ

***

أنت كريمُ الودِّ حُلوُ الوفاءْ ***** فما الذي عَاقَكَ هذا المساءْ؟

وما الذي أخَّر هذا اللقاءْ ***** وحرَّم النبع وصدَّ الظِماءْ؟

***

أذمّ هذا الوقت في بُطْئِهِ ***** آخرهُ يعثرُ في بَدْئِهِ

لله ما أحمل من عِبْئِهِ ***** وما يُعاني القلب من رُزْئهِ

***

تدقُّ فيه ساعةٌ لا تدورْ ***** وإن تَدُرْ فهو صراعُ اللغوبْ

رنينها يقلق صمَّ الصدورْ ***** وطَرْقُها يقرع بابَ القلوبْ

***

يا ذاهباً لم يشْف مني الغليل ***** ما أسرع العقربَ عند الرحيلْ

هتفتُ قف لم يبق إلاّ القليلْ ***** وكلُّ حيٍّ سائرٌ في سبيلْ!

***

يومٌ تولّى أو ظلامٌ سجا ***** كلاهما بالقرب منك انتصارْ

أأحمد اليوم تلاه الدُّجى ***** أم أحمد الليل تلاه النهارْ؟

***

إنْ نَوَّر النجمُ به مرَّةً ***** فإن إشراقَكَ لي مرّتانْ

وكيف يُبقي الشكُّ لي حيرةً ***** ولي على برج المنى نجمتانْ؟

***

فهذه تلمع في خاطري ***** مِلءُ دمي إشراقُها والبهاءْ

وهذه تُومِئُ للساهرِ ***** والليل صافٍ وأديم السماءْ

***

وهذه تجلو كثيف الغيومْ ***** وهذه تَدْرَأُ عني الهمومْ

وتَمحق الحزنَ وتَأسُو الكلومْ ***** فما الذي أَجْرى دموعَ النجومْ؟

***

هيهات أنسى دُرَّة الأنجمِ ***** إليَّ من آفاقها ترتمي

وفي جريحٍ أعزلٍ تحتمي ***** من أي هولٍ؟ هي لم تعلمِ!

***

إنَّ ضلوعاً تحتمي في ضلوعْ ***** مقادرٌ ليس بها من رجوعْ

أخلدُ أصفاد الجوى والنزوعْ ***** هوى الحزاني وعناق الدموعْ

***

رضيت بالدهر على ما جَنَى ***** وأُبْتُ بالحكمة بعد الجنونْ

ومرَّ يومي هادئاً ساكناً ***** وأَيُّ شيءٍ خادع كالسكونْ

***

أرنو إلى الصحراءِ حيث الرمالْ ***** نامت كأنَّ اللفحَ فيها ظلالْ

يا ليت لي والدهر حالٌ وحالْ ***** من وقدةِ الإحساسِ بعض الكلالْ

***

فأقبلِ الدنيا على حالها ***** مسلِّماً بالغدرِ في آلها

وراضياً عنها بأغلالها ***** محتملاً وطأة أثقالها

***

الرُّعْبُ سيّان بها والأمانْ ***** والحسنُ زادٌ سائغٌ للزمانْ

والوهمُ في حالاتها كالعِيان ***** والحبُّ والكرهُ بها توأمانْ

***

وَدِدْتُ لو قلبي كهذي القفارْ ***** أصمُّ لا يسمع ما في الديارْ

أعمى عن الليل بها والنهارْ ***** وددتُ لو قلبي كهذي القفارْ

***

وددتُ لو عنديَ جهلُ الثرى ***** تَعْمُر أو تقفر هذي البيوتْ

غفلان لا يعنيه أمرٌ جرى ***** أيُولدَ الحيُّ بها أم يموتْ

***

وليلةٍ تمضي وأخرى وما ***** جئتَ فهل ألهاك عني أحدْ؟

ما ضاء من ليلاتنا أظلما ***** والسبت خَدَّاعٌ بها كالأحدْ

***

يمتلئُ السطحُ على ضيقهِ ***** والوقت عندي كانفساح الأبد

حسدته والقلب في ضيقه ***** أنا الذي لم أدْرِ طعمَ الحسدْ

***

وذلك (الجاز) وهذا ***** منتقلاً بين الرضا والألمْ

يحمل لي طيفَ خيالٍ قَدِم ***** تراه عيني في ثنايا حُلُمْ

***

في واحةٍ يرسو عليها الغريبْ ***** فكلُّ ما فيها لديه غريبْ

وهكذا الدنيا خداعٌ عجيبْ ***** إذا خلت أيامُها من حبيبْ

***

وهكذا يومٌ ويومٌ سواه ***** ينكرها القلبُ الصَّبورُ الحمولْ

وهكذا يذهب طِيبُ الحياهُ ***** بين التمنّي واعتذار الرسولْ

***

هنا مِهادُ الحبِّ هل تذكرينْ ***** وها هنا بالأمس طاب السمرْ

وتلك الأحلامُ الهوى والسنينْ ***** يحملها التيَّارُ فوق النهرْ

***

والقمرُ الفضيُّ بين الغيومْ ***** يخفق كالمنديل عند الوداعْ

يا حسرتا! هل صوّرتهُ الهمومْ ***** كالزورقِ الغارقِ إلاّ شراعْ

***

قد جلّلته غيمةٌ عابرهْ ***** تسحبُ أذيالَ الأسى والندمْ

وأغرقتهُ موجةٌ غامرهْ ***** فأطبق الصمتُ وَرَانَ العدم

***

ضممت أضلاعي على نعشِهِ ***** فلم يزلْ فيها لهاوٍ شعاعْ

لأيّ غورٍ زالَ عن عرشِهِ ***** وغاص في اللجِّ إلى أيِّ قاعْ

***

أرثي لحظِّ الأفق وهو الذي ***** يرمقُني بالنظرة الساخرهْ

وتهرب الأنجمُ هذي وَذي ***** ويجثم الليلُ على القاهرهْ

***

ويزحف الكونُ على خاطري ***** كأنه في مقلة الساهر

سَدٌّ من الرُّعبِ بلا آخرِ ***** يعبُّ عَبُّ الأبدِ الزاخرِ

***

وفي ظلالِ الموت موتِ الوجودْ ***** وخلفَ أطلال البلىِ والهمود

وبين أنفاس الرّدى والخمودْ ***** وتحت سُحْبٍ عابساتٍ وسودْ

***

تدفعني عاصفةٌ عاتيهْ ***** تقصف من خلفي وقُدّامِيَةْ

قد مزّقت روحي وآماليَهْ ***** وقرّبتْ لي طرَفَ الهاويةْ!

***

تلمع في الظلمة أحداقُها ***** قد رحّبَتْ باليأس أعماقُها

شافية النفس وترياقُها ***** مشتاقةٌ أقبل مشتاقُها

***

قد كان لي عندك عزُّ الذليلْ ***** وكان للآمال ومضٌ ضئيلْ

يلمع في ظَنِّي قبل الرحيلْ ***** فانطفأ النورُ ومات القليلْ

***

فداك يا جاهلةً ما بيَهْ ***** قلبي وأنفاسي الظمّاء الحِرارْ

وكيف أنسى ليلتي الداميَهْ ***** ولهفتي أَلْهَثُ خلف القطارْ؟

***

وعودتي أجرع كأسَ الحياة ***** مُعاقِراً سُمَّ الفناءِ البطيءْ

أُنْكِرُ أو أفزعُ ممن أراه ***** سيان من يذهب أو من يجيءْ

***

وليلةٍ فاضت بوسواسها ***** تعجبُ من إلْفَين بين البَشَرْ

ذلك يعدو خلف أنفاسها ***** وهذه تتبع سير القمرْ

***

تتبعه بين الرُّبى والشِّعابْ ***** تتبعه يسري خلال الحسابْ

كم هَلَّلَتْ وهو يضيء الرِّحابْ ***** والتفتَتْ محسورةً حين عابْ

***

وذلك الطفل اللهيف الغيورْ ***** في فَلَكِ من ضوء ليلى يدورْ

يقفو خطاها وهي بين الطيورْ ***** لها جناحان مراحٌ ونورْ

***

كزورق يعبرُ بحرَ الوجودْ ***** له شراعان ولحظٌ شَرُودْ

كم شرّقا أو غرّبا في صعودْ ***** وارتفعا حتى كأن لن يعودْ

***

ليلى ارجعي إني شقيٌّ كئيبْ ***** أهتف مفقودَ الهُدى والقرارْ

يا هاته الأوطان إني غريبْ ***** وعالمي ليس هنا يا ديارْ!

***

تركتني وحدي وخلّفتني ***** أرزح تحت المبْكيات الثقالْ

أنكرتِ ميثاقي وأنكرتني ***** أكُلُّ ماضينا وليد الخيالْ؟

***

فرغت من أحلامه وانطوى ***** بِمُرّهِ وارتحتُ من عذبهِ

الأمرُ ما شئتِ فذنب الهوى ***** على الذي يكفر يوماً بهِ

***

كان إلى الله سبيلي وما ***** كان إلى الإيمان دَرْبٌ سواهْ

وكان في جُرح الهوى بلسما ***** وكان عندي منحة من إلهْ

***

مهما تكن ناري فإنّ الجحيم ***** أرأفُ بي من ظلم هذا البعادْ

وربّ همّ مُقْعِدٍ أو مقيمْ ***** قد لطّفَتْهُ نسماتُ الودادْ

***

فخفَّتِ النارُ وقرَّ الهشيمْ ***** وعاودتني الذِّكَرُ الغابرهْ

والنيلُ يجري هادئاً والنَّسيمْ ***** معربدٌ في الخُصَل الثائرهْ

***
كم تهتف الأيامُ: خانت فَخُنْ ***** ويح حياتي إنْ تَخُنْ أمسها

إن هنتُ هذا عهدُها لم يَهُنْ ***** ولا لياليها وإن تنسها

***

تُهيب بي الفرصةُ قبل الفواتْ ***** ويعرض الصَّيدُ فلا أقنصُ

إني امرؤ زادي على الذكرياتْ ***** وما غلا عنديَ لا يرخصُ

***

ومطلبٍ في العمر ولَّى وفات ***** وكان همِّي أنه لا يفوتْ

كأن فجراً ضاحكاً فيّ ماتْ وملءُ نفسي مغربٌ لا يموتْ

***

في السّأم الحيِّ الذي لا يَبيدْ ***** والأملِ الطاغي بأن ترجعي

أجدِّدْ العيش وما من جديدْ ***** وأدّعي السلْوان ما أدّعي!

***

كم خانني الحظُّ ولا انثني ***** أقضي زماني كلَّهُ في لعلْ

وتقسم المرآة لي أنني ***** رَقَعْتُ بالآمالِ ثوبَ الأجلْ

***

قد فاتني الصيفُ وخان الربيعْ ***** وكان همّي كلُّه في الخريفْ

وما شَكاتي حين شملي جميعْ ***** وانت لي أيكٌ وظلٌّ وريفْ

***

والآن قد مزّق عندي القناعْ *****موتُ الأباطيل وزحف الشتاءْ

وبدَّد الوهمَ وفضَّ الخداعْ ***** بَرْدُ المنايا وشحوبُ الفناءْ

***

وأَسِفَ القلبُ لكنزي الذي ***** غَصّتْ به أفئدة الحُسَّدِ

صحوت من وهمي ولا كنز لي ***** قد صَفِرَتْ منها ومنه يدي

***

أين زمانٌ مُكتسٍ يومُهُ ***** بالحبِّ مَوْشِي بحُلْم الغدِ؟

من هاته الأيام محرومةً ***** عريانة الآمال والموعد

***

قد قتل الدهر هنائي كما ***** ماتت بثغري ضحكات السعيد!

وربما رقَّ زمانٌ قسا ***** فانعطف الجافي ولان الحديدْ

***

محقق الآمال أو واعدٌ ***** بفرحةٍ يوم لقاء وعيدْ

فإن يَعِدْني ثار شكّي به كأنما وعد الليالي وعيدْ!

***

وا أسفا هذا سجلٌّ كُتِبْ ***** خَطَّتْهٌ كفُّ القدَرِ المحتجبْ

ففيم عَوْدِي لقديم الحِقَبْ ***** وفيم تَسْآليَ عمّا ذهبْ؟

***

ضاقت بنا مصرُ وضقنا بها ***** وكلُّ سهلٍ فوقها اليوم ضاقْ

وضاقتِ الدنيا على رحبِها ***** أين نداماي وأين الرفاقْ؟

***

كفٌّ تَلُمُّ العمرَ والعُمرُ راحْ ***** وقبضةٌ تجمع شملَ الرياحْ

لا حَبَبٌ باقٍ ولا ظل راح ***** ليلٌ تولَّى وتولَّى صباحْ

***

هذا نهارٌ مات يا للنَّهارْ ***** كل مساءٍ مصرعٌ وانهيارْ

مال جدارُ النورِ بعد انحدارْ ***** وغابتِ الشمسُ وراءَ الجدارْ

***

وذا مساءٌ صبغتْهُ الهمومْ ***** بلونها القاني وهذي غيومْ

تحوم والظلمةُ فيها تحومْ ***** تبسط مهداً ليّناً للنجومْ

***

كأن ثوباً في السماء احتراقْ ***** فلم يزل حتى استحال الأفقْ

ظلُّ دخانٍ أو بقايا رمقْ ***** ولمَ يعُد إلاَّ ذيولُ الشفقْ

***

وتزحف الظلماءُ زحفَ المُغيرْ ***** حاجبةً ما دونها كالسِّتارْ

وكل حيٍّ وادعٌ أو قريرْ ***** ما اختلف الشأن ولا الحظّ دارْ

***

العيشُ أمرٌ تافهٌ والمنونْ ***** والحكمةُ الكبرى بها كالجنونْ

وهكذا نمضي وتمضي السنونْ ***** وهكذا دارتْ رحاها الطحونْ

***

في شَجِّهَا حيناً وفي طَعْنِها ***** سينقضي العمرُ وأين الفرار؟

وثورةُ الشاكين من طحنِها ***** نوحُ الشظايا وعتابُ الغُبارْ!





* المصادر لجميع القصائد السابقة :-


- المرجع الأساسي كتاب الأعمال الكاملة الذي يضم دواوين الشاعر إبراهيم ناجي ومن ضمنه ديوان ((( الطائر الجريح - 1957م )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)

- adab.com (الموسوعة العالمية للشعر العربي) (http://go.3roos.com/hwi7tg5hpgj)

- أدب العرب (http://go.3roos.com/9wd8lpoah2x)

- موقع الشعر (http://go.3roos.com/d0bqar4ir45)

لوليكي
27/06/2012, 07:56 AM
قصائد الديوان الرابع ((( في معبد الليل )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)



*** إلى ابنتي ***



يا ابنتي أني لأشعر أَني ***** ملأتِ مهجتي شموس منيره

أشرقت فرحتان عندي فهذي ***** لعماد وهذه لأميرهْ

انتما فرقدان، وهو جديد ***** بالذي ناله وأنت جديرهْ

اغنما كل ما يطيب وفوزا ***** بالمسرات والأماني الوفيرهْ

وافرحا بالذي يطيبُ ويرجى ***** عيشةٌ نضرة وعين قريرهْ

لوليكي
27/06/2012, 08:04 AM
*** أبد الخلود ***



- عندما زارت الشاعرة نازك الملائكة الدكتور إبراهيم ناجي في مصر أهدى إليها ديوانه ليالي القاهرة وقد كتب " الإهداء " هذه القصيدة .



**********



ما كان أقصر هذه من زورة ***** ما أشبعتْنا من بشاشة نازكِ

كلا ولا رَوى النهى من زهرةٍ ***** بالطهر تفصح عن سمات ملائكِ

انا حمدنا لليالي انها ***** قد قرَّبتنا من سنيّ سمائكِ ...

أن كان اسعدنا الزمانُ بساعةٍ ***** فكأنها أبد الخلودِ حيالكِ

لوليكي
27/06/2012, 11:39 AM
*** تكريم ((( قصيدة في الأديب الراحل "سامي الكيالي" ))) ***



- قصيدة الدكتور ناجي في الحفلة التي أقامها فريق من أنصار التجديد وأعلام المدرسة الحديثة تكريماً لصاحب مجلة الحديث الحلبية للأديب الراحل سامي الكيالي سنة 1932م .




**********



نفدي النزيل ونكرمن ***** ان لم نكرمه فمن؟

يا ضيف مصر أقم مقام ***** الأهل وانزل في وطن

إنا اشتركنا في الأماني ***** والتقينا في المحن

فمن الشآم إلى العراقِ ***** إلى الحجاز إلى اليمن

والصرخة الكبرى كموج ***** البحر تدوي في الأذنْ

تتباين الأصوات فيها ***** لا تبالي بالثمن

***
نبغي الحياة وما الحياة ***** سوى مماشاة الزمن

الدهر دفاق فكيف ***** نعبّ من ماءٍ اسنْ

العصر عصر السابقين ***** إلى الشواهق والفتن

لا عصر مفتتنين بالأ ***** حلام غرقى في الوثنْ

ومقيّدين إلى الثرى ***** بين التخاذل والوهن

يا أيها الشرق الذي ***** يدعو : رويدك واطمئن

انا اليك وللشباب ***** رسالة لا تمتهنْ

قمنا لها! كل بناحية ***** رسول مؤتمن

ما في طلائعنا الضعيف ***** ولا الذليل المستكنْ

ما في طبائعنا الخصام ***** ولا الحفيظة والضغن

انا جنود النور من ***** علم ومن أدب وفن

القاتلون الجهل مثل ***** اليوم عشش في الدمنْ

انا لأعداء الجمود ***** وواضعوه في الكفن

*****

يا أيها الضيف العزيز ***** نعمت بالعيش الحسنْ

يا مؤنس المصري في ***** حلب وما ننسى المننْ

صدر الشآم حنا عليك ***** ومصر لو تدري أحنّ

بردى لنا، وصباه والجّنات ***** والطير المرنْ

والأرز والطود المعصّب ***** بالجلال المطمئنْ

والنيل نهركم وما ***** زان الخميلةَ والفتنْ

والقوم أهل والقرى ***** وطن عطوف والمدنْ

لوليكي
27/06/2012, 11:57 AM
*** إلى أمينة ***



- قرأ الشاعر - وهو جالس على شاطئ كليوباترا مع صديق له - رسالة بعثت بها كاتبة تسمى " أمينة ..." تقول فيها : إنها قرأت قصيدة للشاعر زكي مبارك مطلعها:

أرَبّاه أنقذني فأنت رميتني ***** بقلب على عهد الاحباء بكاء

وهي تريد تغيير عجز هذا البيت : فكتب ناجي هذين البيتين.



**********


أرَبّاه أنقذني فأنت رميتني ***** بقلبٍ على الأشواكِ والدم مشاءِ

"أمينة" هذا ما أتاني كتبته ***** وعندك أخباري وعندك أنبائي

لوليكي
27/06/2012, 03:25 PM
*** تحت الباب ***



- ذهب الشاعر لزيارة بيت أخيه محمد, وعند خروجه عرج على جارته الشاعرة زينب محمد حسني وطرق الباب فلم يجدها , فترك لها هذه الأبيات ( عن مخطوطة عندها ).



**********



أقبلتُ أطرق منزل الأحبابِ ***** ودسست هذا الشّعرَ تحت البابِ

أترى أكون بثثت شوقي كلَّه ***** وشرحت حالي يا أولي الألباب

يا جارة "الوادي" إذ الوادي أخي ***** وكريم "إحسان"(1) ولطف صحابِ

قسماً بموصول المودة بيننا ***** هذي الزيارة لم تكن بحسابي

قد يجمع الله الشتيت ويلتقي ***** ناءٍ بناءٍ طول غيابِ



(1) : هي زوجة أخيه.

لوليكي
27/06/2012, 03:35 PM
*** تكريم ***



- قالها الشاعر في حفلة تكريم أقامها له أصدقاؤه بمقصف " سان جيمس " بالقاهرة عقب صدور ديوانه " ورار الغمام " .


**********


يا صفوة الأحباب والخلاّن ***** عفواً إذا استعصى عليّ بياني

الشعرُ ليس بمسعفٍ في ساعةٍ ***** هي فوق آي الحمد والشكرانِ

وأنا الذي قضّى الحياةَ معبراً ***** ومرجعاً لخوالج الوجدانِ

أقفُ العشيةَ بالرِّفاقِ مقصراً ***** حيران قد عقد الجميلُ لساني

يا أيها الشعر الذي نطقتْ به ***** روحي وفاض كما يشاء جناني

يا سلوتي في الدهر يا قيثارتي ***** ما لي أراكِ حبيسة الألحان؟

أين البيان وأين ما علمتني ***** أيام تنطلقين دون عنانِ؟

نجواك في الزمن العصيب مخدَّرٌ ***** نامت عليه يواقظ الأشجانِ

والناسُ تسأل والهواجسُ جمةٌ ***** طبٌّ وشعرٌ كيف يتفقان؟

الشعرُ مرحمة النفوسِ وسِرُّه ***** هِبةُ السماءِ ومِنحةُ الدَّيانِ

والطبُّ مرمحه الجسومِ ونبعُهُ ***** من ذلك الفيضِ العليِّ الشانِ

ومن الغمام ومن معينٍ خلفَهُ ***** يجدان إلهاماً ويستْقيان

يا أيها الحبُّ المطهرُ للقلوب ***** وغاسل الأرجاس والأدران

ما أعظم النجوى الرفيعة كلما ***** يشدو بها روحان يحترقان

أنفا من الدنيا وفي جسديهما ***** ذُلُّ السجين وقسوة السجانِ

فتطلعا نحو السماءِ وحلّقا ***** صُعُداً إلى الآفاق يرتقيان

وتعانقا خلفَ الغمامِ وأترعا ***** كأسيهما من نشوةٍ وحنانِ

اكتبْ لوجه الفَنِّ لا تعدلْ بهِ ***** عَرَض الحياةِ ولا الحطامِ الفاني

واستلهم الأمَّ الطبيعةَ وحدَها ***** كم في الطبيعةِ من سَرِيّ مَعانِ

الشعرُ مملكةٌ وأنتَ أميرُها ***** ما حاجة الشعراءِ للتيجانِ

"هومير" أمّرهُ الزمانُ لنفسه ***** وقضت له الأجيالُ بالسلطان

اهبطْ على الأزهار وأمسح جفنَها ***** واسكب نداك لظامىءٍ صَدْيانِ

في كلِّ أيكٍ نفحةٌ وبكل روضٍ ***** طاقةٌ من عاطر الريحانِ

لوليكي
27/06/2012, 03:44 PM
*** إلى أميرتنا ***


- إلى أميرتنا في عيد ميلادها الرابع عشر 10- 4 - 1946 م.



**********


إقبلي يا "اميرة" اللطف حبي ***** واقبلي من أبيك هذا الكتابا

إجعليه ذكرى له، وإجمعي ***** الآراء فيه واستكتبي الأصحابا

جعل اللهُ كل عمرِكِ عيداً ***** وربيعاً منضّراً وشبابا

لوليكي
27/06/2012, 03:50 PM
*** عجبـــــا! ***



يا هاجري، يا من ***** هجرتَ بلا سببْ

أترى العقاب بغير ***** إثم قد وجب؟

عجباً لقرص الشمس ***** في البيت احتجب

عجباً . . لأعجب ***** ما يكون من العجب

لوليكي
27/06/2012, 03:58 PM
*** بعد اعتزال الأدب ***


- كتب الشاعر هذين البيتين على صورة له أهداها لصديقه "السيد مجد الدين سعفان " خلال الفترة التي اعتزل فيها الشعر, وقد بدا له يومئذٍ أن صحته قد تحسنت بعد اعتزال الشعر. وتاريخها 16 -6 -1935م.


**********


صديقي "سعفانُ" ألف سلامْ ***** ولا زلتَ صاحبيَ المرتقبْ

ستعجب من صورتي هذه ***** ألم تر أني اعتزلت الأدب؟

لوليكي
27/06/2012, 04:05 PM
*** أمير الكمان ***



- تحية لأمير القيثارة سامي الشوا .



**********


آه من لحنٍ سماويّ ***** عجيب النغماتِ

أيها الساحر لم تضرب ***** بقوس، بل عصاة

يا أبا الفن المصفى *****هات ألحانك هات

في شطوط النيل، مهد الفن، ***** مهد المعجزات

"الصّبا" في ريح "لبنان" ***** رقيق النفحات

"وحجاز" راقص أو ***** هات من "شط الفرات"

نحن أبناء المعالي ***** نحن أبناء الغزاة

غننا لحن أبينا الشرق، ***** واهتف بالحُماة

هاتِ لحنَ الشرق . . ما ***** أجدره بالعبرات

هو أرض المجد، أرض الخـ ***** لد من بدء الحياة

هات لحن الشرق هات .. ***** هاتِ لحن الشرق هاتِ

رُب لحن قدسيٍّ ***** من جنان الخلد آتِ

جعل الأرواح في هيـ ***** ـكله مزدحمات

حشدَ العالم كالعُبَّاد ***** قاموا للصلاة

جَمَعَ الناسَ على ***** الحبِّ وأدنى من شتات

لوليكي
27/06/2012, 05:39 PM
*** شفاء ... وشفاءْ ***


- نظم الشاعر هذه الأبيات رداً على أبيات أخرى من الروي نفسه للشاعرة زينب محمد حسين , تمتدح بها الدكتور مظهر عاشور. وفي البيت الأول إشارة إليها. وقد عثرنا على هذه الأبيات في عدد 29 مايو سنة 1951م من جريدة البلاغ.



**********



إن يكن "مظهرُ" يا زيـــ ***** ــــنب" ربّ المعجزات

مِبْضَعٌ يأسو ويشفي ***** في الأكف الشافيات

وفتى كالملَكِ السا ***** حر حلو الكلمات

وله مجد المجدّ ***** ين وأقدار الثقات

فوق أخلاق كريما ***** ت رقاق محسنات

إنه يَشفِى .. وتَشفِى ***** زينبٌ بالبسمات

أبداً دأبكما الخا ***** لد بعثٌ للحياة

ومسير الرحمة الكبــ ***** ــرى كما في النسمات

فاهنآ .. إنكما حـــ ***** ــقاً سواء في السمات

لوليكي
27/06/2012, 05:45 PM
*** تحية لضوحية ***



إليكِ يا ضوحيتي ***** ابعث بالتحيةِ

تحيةً من قلمي ***** ومثلَها من مهجتي

إنك كالزهرة في ***** جمالها والرِّقة

تقبّلي من روضة الأ ***** شعار خيرَ زهرةِ

عبيرُها خواطري ***** وملؤُها محبتي

لوليكي
27/06/2012, 05:55 PM
*** حبــــان ***


- أبيات أرسلها الشاعر من الإسكندرية لابنته ضوحية.


**********


كرقة طبعك, كالنسمة ***** ومن شاطئ البحر , ضَوْحِيَّتي

أزف إليك جميلَ البيان ***** وأوجزُ حبيَ في لفظةِ

أحبكِ حُبَّين ... حب ابنتي وحبي لما فيك من رِقة

لوليكي
27/06/2012, 06:08 PM
*** في معبد ***


- نظمت بالإسكندرية في يناير 1948م.


**********


دنا الموعدُ والغرفـ ***** ـةِ وكر للمواعيدِ

وجاءت ربّة الحسن ***** كمزمور لداوودِ

***

فرفّ البشرُ في الصمت الـ ***** ـذي خيم في الغرفهْ

وثارت حيرتي الهوجاء ***** بين الفجر والعفهْ

***

وثارت . . . آه من ثورة ***** هذي اللهفة الحرّى

هنا الحسن الذي يدعوك ***** في بسماته السكرى

***

وهذا الجسم يا ظمآن ***** في دارك كم يغري

أطهراً تدعي اليوم؟ ***** فماذا نلت من طهرِ؟

***

هنا الحلم الذي أبصرتَ ***** في غفوة حرمانكْ

هنا الكأسُ التي تزري ***** بما جمّعت في حانكْ

***

هنا اللهبُ الذي جُسّد ***** في نهدٍ وفي ساقِ

على مذبحه المعبودِ ***** قدم طهركَ الباقي

***

نداءٌ بين عينيك ***** كهذا الليلِ مجهولُ

يجاوبه حنينٌ ثار ***** في قلبيَ مخبولُ

***

فقلت الليل يا من كنت ***** عند الليل قربانا

لنغرقْ في دخان الجسمِ ***** أشجاناً وحرمانا

***

فنام الضوء خجلانا ***** على مصباح نشوانِ

قريرا لا تنبهه ***** سوى أنات تحنان

***

وكان الليل مرتميا ***** على النافذة الوسنَى

تلصّصَ خلسةً يرنو ***** إلى معبدنا الأسنى

***

فشاع السرُّ بين الليل ***** والأنجم والزهرِ

وإذ بالفجر بساما ***** إلى إلفين في خدرِ

لوليكي
27/06/2012, 06:14 PM
*** لمن الصمت؟ ***



- وجدت هذه الأبيات بين أضابير ناجي على بطاقة طبية, ويبدو أنها المحاولة الأولة في نظم "غيوم" الواردة بهذا الديوان, بدليل تكرار بعض الأبيات في القصيدتين.



**********


لمن الصمتُ والفؤاد المشرّد ***** اين من اسكر الربى حين غرّدْ؟

طائر . . أم رأت عيون الأماني ***** حُلُماً مثل غيره قد تبددْ

أم قناع قد مزقته الليالي ***** عن هوى دون طائل فتجردْ

وبدا شاحباً كيوم قتيلٍ ***** لم يكد يلثم الصباحُ المورَّدْ

ليت شعري، إلام إطراق رأسي ***** وانحنائي على جريح موسدْ؟

لوليكي
27/06/2012, 06:24 PM
*** القرية ***


- عثرنا بهذه القصيدة في العدد الأول من المجلد الثاني لمجلة العمارة "سنة 1940م" كتصوير شعري للوحة الفنان محمود سعيد, التي تمثل بعض بنات الريف في طريقهن إلى النيل لملء الجرار.



**********


حبذا الريف والخلائق فيه ***** ضاحكات الوجوه تفترّ سحرا

من يراه وقد تبيّن فيه ***** زمراً في الزّحام تحشر حشرا

يحسب الضيق آخذاً في حماه *****بخناق، ويحسب القوم أسرى

وهم النور والمحبة والقلب ***** طليقاً مع النسائم حُرا

منظر تلمح البساطة فيه ***** وترى طيبةً وبشراً وطهرا

منظرٌ تلمح السعادة فيه ***** لا تقل لي أرى شقاء وفقرا

انظر الجرّة التي خلفوها ***** وانظر النيل ضاحكاً مفترا

عبدوا النيل مذ قديم وألقوا ***** كل عام له عروساً بكرا

مصر سحر ورقة وصفاء ***** لِمَ لا يعبد المحبون مصرا؟

لوليكي
28/06/2012, 10:46 AM
*** عازفة البيانو ***



- ارتجل الشاعر هذين البيتين وهو يستمع إلى حرم صديقه الأستاذ عدلي فرج المحامي تعزف البيانو مساء يوم 15 - 3 - 1953م أي قبل وفاته بعشرة أيام.



**********


ليس البيانو الذي راحت تحركه ***** يداك، أطوعَ من قلبي وأفكاري

لمستِهِ فتمشّى السحر بي، فكما ***** تهتز أوتاره تهتز أوتاري

لوليكي
28/06/2012, 10:51 AM
*** سرب من الحور ***



- كان الشاعر في حفل بجمعية نسوية سنة 1950 م فالتف حوله سربمن الفتيات يسألنه هل يستطيع أن يرتجل شعراً ؟ فقال هذة الأبيات.



**********


سرب من الحور الفواتن ***** كالزهور نواضر

ألهمنني وأحطن بي ***** فجرى بشعري الخاطر

ألهمنني وشككن بي ***** ونسين أني شاعر

فإذا اعترفن فإنني ***** للفضل دوماً ذاكر

وأنا لــ "فلّة" عارفٌ ***** وإلى "أمينة" شاكر

لوليكي
28/06/2012, 11:23 AM
*** سبـــاق ***



فجرٌ أطلّ عليّ بالإشراقِ ***** والقلب يحفزني ليوم تلاقي

فطردتُ ثقل السهد لا ثقل الكرى ***** قلبي بوثبته يسابق ساقي

عيناي أم قلبي أم القدم التي ***** حثَّت خطاها في مجال سباق

هذا قليل قد شرحت دفينه ***** وعلى ذكائك أنت فهم الباقي

لوليكي
28/06/2012, 12:07 PM
*** فجر جديد ***



فجرٌ جديدٌ حالم خفاقْ ***** لما يزلْ في عالم الآفاقْ

توهان في غمم الدجى قلقُ ***** بحنينه . . بالحب . . بالأشواقْ

ويود لو ضاق الظلام به ***** فيهب مندفعاً من الأعماقْ

متحرراً من قيد ظلمته ***** يرنو بعمق الروح. بالأحداقْ

فيحس لا شيء ينازعُهُ ***** ويحول عنه السكون إذ ينساق

لا شيء ملتفا يعانقه ***** غير السنا في ضوئه البراق

فيغيب في أحضانه ثملاً ***** ويعب من فيض الهوى الدفاق

بانت له الدنيا على قلق ***** "مشتاقة تهفو الى مشتاق"

لوليكي
28/06/2012, 12:22 PM
*** نحو المجد ***



- عثرنا بهذه القصيدة في العدد (7,8) من المجلد الثاني لمجلة العمارة "سنة 1940م " كتصوير شعري لتمثال الفنان فتحي محمود , الذي يمثل إمرأة قوية في يسارها درع, وفي يمينها سيف مشهر, وعلى قاعدة التمثال مجموعة من المحاربين.



**********


يا أم مَن تستصرخين؟ من الذي ***** قدح اللظى الموّار في عينيكِ؟

يا أم هل تمشين نحو النار, أم ***** فتُح الوغى ومشى الجحيم إليك؟

ما حلَّ بالحرية الحمراء؟ هل ***** سال الدم القاني على قدميكِ؟

يا ويلهــا من صرْخةٍ مجنونةٍ ***** ضجّت لها الآفاقُ من شفتيْكِ

لا تجزعي يوم الفداءِ فكلنا ***** مهج تحلق كالنسور عليك

فتلفتي تجدي عريَنكِ عامراً ***** وتسمّعي، كم قائل لبيكِ

والصقر تاجك، تاج فرعون الذي ***** جعل الشموسَ الزهرَ في كفيكِ

والمجدُ تاجُكِ والسهى لك موطنٌ ***** والشهبُ والأقمارُ في نعليكِ

يا مصر أنت الكونُ والدنيا معاً ***** وعظائمُ الأجيالِ في تاجيكِ

لوليكي
28/06/2012, 12:27 PM
*** قـــــــدر ***


- عن مخطوطة قدمتها لنا الآنسة ضوحية , كريمة الشاعر.



**********


لا تُدمني نظراً إليّ، فوالذي ***** جعل الهوى قدراً على كفيكِ

ما تلتقي عيني بعينك لحظةً ***** إلا رأيت صباي في عينيكِ

لوليكي
28/06/2012, 12:34 PM
*** اعتــــذار ***



- هذه الأبيات رواها لنا الأستاذ عبد اللطيف محمد رئيس محكمة جنايات مصر سابقاً. وقصتها أنه كان قاضياً بالمنصورة, وناجي يومئذٍ طبيب بها ثم نقل الأستاذ إلى القاهرة, ودعا أصدقاءه قبل الوداع إلى حفل صغير تخلف عنه ناجي وبعث بهذه الأبيات معتذراً لظروف قاهرة.



**********


أبعث الآن اعتذاري وأنا ***** حاضرٌ بالقلب والروحِ معكْ

لك ظلٌّ مقتفٍ في خاطري ***** حيثما سرتَ مضى فاتبعكْ

أنا لا أومن بالبعد ولا ***** أحسب المقدور مني نزعك

أنت لا تبرح عيني، فلذا ***** لا تراني اليوم فيمن ودّعك

لوليكي
28/06/2012, 12:44 PM
*** فرحتان ***



- هذه الأبيات تلقيناها من الأديب السكندري نقولا يوسف , الذي روى أن ناجي نظمها عند زيارته للشاعرة جميلة العلايلي حين رزقت مولوداً أسمته " جلال ".



**********


قد زُرتُ أيكك بعد أن طال النوى ***** وإليه كنتُ محلقاً بخيالي

يا من جروا في البال، ما برحوا به ***** أترى جرينا عندكم في البال؟

عهد مضى بين الهواجس والمنى ***** والنفس بين تعجب وسؤال

حتى رجعت كآنما رجع الصبا ***** لي بالازاهر والربيع الحالي

فإذا بقلبي فرحتان، فهذه ***** بلقاك أنت، وفرحة بـ "جلال"

لوليكي
28/06/2012, 12:48 PM
*** مداعبة ***


- داعب ناجي بهذه القصيدة صديقه الدكتور تملي قلدس, طبيب الأسنان, وقد ضاعت بقية القصيدة.



**********



يا قرّة العينين يا "تملي" ***** يا واسع التدبير والحيلِ

يا خالع الضرسين في سنة ***** ومعقم الآلات في "الحلل"

لوليكي
28/06/2012, 12:51 PM
*** في رثاء مطران ***



يا نفس إن راح الخليلُ وعنده ***** ورد الخليل فعجّلي برحيلي

حملوا على الأعواد فنّاً خالداً ***** وارحمتاه لكوكبٍ محمولِ

هو مصرعٌ للعبقريةِ روّعتْ ***** في عرشِها والتاجِ والإكليلِ

لوليكي
28/06/2012, 01:50 PM
*** يا بحر ***



- هذه أبيات من قصيدة يبدو أن أكثرها قد ضاع.



**********


يوم أبحرتُ فوق متنكِ تهوي ***** بيَ امواجك الغضاب وتعلو

راعني حولُك الرهيب فخارت ***** عزماتي ولم يعد ليَ حول

***

وترنحتُ بين جنبيك تلهو ***** بيِ فتطغَى آناً وتهدأ آنا

كانت القطرة الضئيلة من لُـ ***** ــجك أمضى مني وأخطر شانا

***

وأنا اليوم أجتليك من الشاطئ ***** جي الأمواج مثل الجبال

فإذا بي أثور مثلك يا بحــ ***** ــر وتنزو الأمواج في أوصالي

***

هو روحي الذي يحاكيك في البأ ***** س ولكن يؤوده عبء جسمي

فإذا ما اجتلاك والجسم غفلانُ ***** توخّاك في مضاء وعزم

***

هو روحي الذي يحاكيك يا بحرْ ***** ويخشى قلبي الجزوع أذاكا

ضعضع الجسم عزم روحي المُعَنَّى ***** يا اخا الروح بُث فيه قواكا

لوليكي
28/06/2012, 01:53 PM
*** الربيع ***


- مطلع قصيدة ضاع بقيتها.



**********


مرحى ومرحى يا ربيع العامِ ***** أشرق فدْتك مشارقُ الأيامِ

بعد الشتاء وبعد طولِ عبوسه ***** أرِنا بشاشةَ ثغرِكَ البسّامِ

وابعث لنا أرجَ النسيمِ معطراً ***** متخطراً كخواطر الأحلامِ

لوليكي
28/06/2012, 02:01 PM
*** تحية ( للأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة ) ***



- أنشد الشاعر هذه القصيدة في حفلة تكريم أقيمت بدار الأوبرا للأستاذ إبراهيم الدسوقي أباظة في إحدى المناسبات.



**********


متى نلتَها كانت لأنفسنا منَى ***** تلفتْ تجد مصراً بأجمعها هنا

وما بعجيب موطن البدر في العلى ***** وما بجديد أن يرى الأفق مسكنا

ولكنَّ قلب الحر تعروه نشوةٌ ***** فيثني على الآلاء وضاحة السنا

إذا أخذ البدرُ المنير مكانه ***** ومُلِّكَ آفاقَ السما وتمكنا

فذلك تكريم الربيع لروضِهِ ***** جلاها الأباظيون وارفة الجنى

أجلْ روضة صارت لكل عظيمة ***** وللفضل والآداب والعلم موطنا

وميدان سباقين للمجدِ والعلى ***** إذا اشتجرت أخرى الميادين بالقنا

من الأدب العالي ذا راح سيد ***** غدا آخر نحو اللواءِ فما ونى

عصيُّ القوافي سار نحوك مسرعاً ***** ولبَّاك من أقصى الفؤاد وأذعنا

وأنت الذي فك القيودَ جميعَها ***** عن الشعر تأبي أن يهان فيسجنا

إذا المعدن الصافي دعا الشعرَ مرةً ***** بذلنا له من أجود الشعرِ معدنا

دسوقي إذا أقللتُ فاقبل تحيتي ***** فما أنا شاديهم ولا خيرهم أنا

ولكنني صوت المحبين كلهم ***** ومن روضك الغالي وبستانهم جَنَى

فراش على مصباح مجدِكَ حائم ***** وأي فراش من جلالك ما دنا

وإني صدى الهمس الذي في قلوبهم ***** فدعني أقم عما يكنون معلنا

لوليكي
28/06/2012, 02:15 PM
*** البنْدر ***



-عثرنا بهذه القصيدة في العدد الأول من المجلد الثاني العمارة ( سنة 1940 ) كتصدير شعري للوحة الفنان محمود سعيد المشهورة "بنات بحري" التي تصور ثلاثاً من حسان الإسكندرية, بنات البلد, في براقعهن الهفهافة وملاءاتهن السود المحبوكة على أجسامهن.



**********


أنظر وجوهَ القومِ غرّ ***** تها بزينتها المدينهْ

مسكينه بلهاء لا ***** تدري الزمان ولا فنونهْ

يا من يغرِّبها إذا ***** أرست لصاحبها السفينهْ

الأفق مضطرب الحواشي ***** والسماء بها حزينهْ

لا تحسن الدنيا إذا ***** ما المرء جن بها جنونهْ

وطغتْ منافعهُ عليـــ ***** ــه وصرن دنياه ردينهْ

العيش حيث الحب، حيــ ***** ــث العطف صاف والسكينهْ

لوليكي
28/06/2012, 02:34 PM
*** دعـــابة ***


- هذه الأبيات تلقيناها من الأديب السكندري نقولا يوسف, الذي روى أن ناجي نظمها تهنئة للأستاذ وديع فلسطين ( رئيس تحرير المقطم يومئذٍ ) حينما أنعمت عليه الحكومة الإسبانية بوسام الاستحقاق المدني.



**********


قد هنأوك بمجد الإسباني ***** فمتى تكون مصارع الثيرانِ؟

أمنحت أوسمة ومجدك أول ***** ماذا يهمك من وسام ثان؟

إني أهنيك الغداة لأنني ***** أهواك من قلبي ومن وجداني

إن المقطم والزمان كليهما *****الخالدان, وكل شيء فان

لوليكي
28/06/2012, 04:18 PM
*** عيد "سونيا" ***



يا أبا الأشواق غنِّ ***** وانقل الألحان عني

إن "سونيا" ذات حسن ***** صارب في كل فن

إيه "سونيا" هجتِ شوقي ***** وشجوني والتمني

إن تغنيني فإني ***** طائر في كل غصن

إنني بالحسن أدعى ***** وأغني كل حسن

إيه "سونيا" ذاك يومي ***** فاسكبي لي، لا تضني

أفرغي سحر الهوى في ***** خاطري من كل دنِ

إنما عيدك عيندي ***** وهو يوم فوق ظني

لا أهنيك . . ولكن ***** كل مخلوق أهني

لوليكي
28/06/2012, 04:23 PM
*** كيف أنساك؟ ***



إيه "سونيا" أنت الرضا والحنانْ ***** كيف ضاءت بك الليالي الحسانْ

وغدا الدهر لحظة من سلام ***** وإذا كل ما عليه أمانْ

لا أرانا فيه خُدعنا إذا ما ***** بك عز الهوى وفات الهوانْ

كيف أنساك إذ نسيتُ شقائي ***** وعذابي، وليس بي أشجانْ

وإذا بي أرى لعينيك دنيا ***** خير ما فكرتْ به عينانْ

لوليكي
28/06/2012, 04:27 PM
*** خشـــوع ***



جمالك الهادئ الرزين ***** وسحرك الواضح المبينْ

أبدع ما مرّ في خيالٍ ***** وخير ما أبصرت عيونْ

وسرّه أنت تجهلينْ ***** وكيف لو كنت تعلمينْ

وكيف أضنى القلوب منا ***** وكيف جئناه طائعين

وكيف نلقاك في سرور ***** وكيف نلقاه خاشعين

لوليكي
28/06/2012, 04:38 PM
*** دنيــــــــــــا ***



إيه "سونيا" ... إيه سونيا ***** أنت دنيا ... أنت دنيا

انت دنيا الحسن لكـــ ***** ـــنَّ سماواتك عُليا

بك يلقى القلب ريّاً ***** وبك الأنفاس تحيا

قد نسينا وطوينا ***** كل ما قبلك طيّا

كل من يلقاك لا يذكر ***** فى الأيام شيّا

غير "سونيا" .. إن "سونيا" ***** هي دنيا أي دنيا!




* المصادر لجميع القصائد السابقة :-


- المرجع الأساسي كتاب الأعمال الكاملة الذي يضم دواوين الشاعر إبراهيم ناجي ومن ضمنه ديوان ((( في معبد الليل )))
الطبعة الثالثة -دار الشروق - القاهرة
(1417 هـ - 1996 م)

- adab.com (الموسوعة العالمية للشعر العربي) (http://go.3roos.com/hwi7tg5hpgj)

- أدب العرب (http://go.3roos.com/9wd8lpoah2x)

- موقع الشعر (http://go.3roos.com/d0bqar4ir45)

لوليكي
28/06/2012, 06:20 PM
** ناجي وقصة الديوان الملفق **



صدر كتاب، إبراهيم ناجي.. الأعمال الشعرية المختارة.. من تحقيق ودراسة الأستاذ حسن توفيق، وبعد أن استهل الكاتب بمقاطع أربعة من شعر إبراهيم ناجي.. تحدث المؤلف في مقدمته: قبل أبدأ.. وقبل أن تقرأ.. موضحاً قصة الكتاب.. ومما جاء في المقدمة:


تشتمل هذه الأعمال الشعرية المختارة على ثلاثة أقسام.. أولها يضم الدراسة التي أعددتها عن ناجي وعن حياته وشعره بصورة عامة.. وهي بعنوان "ناجي.. الحياة.. الحب.. الموت"، أما القسم الثاني فإنه يضم خمساً وعشرين قصيدة من روائع ناجي والتي اخترتها من دواوينه: وراء الغمام.. الصادر سنة 1934م و"ليالي القاهرة" الصادر سنة 1950م و"الطائر الجريح" الصادر سنة 1957م، في حين يضم القسم الثالث خمساً وعشرين قصيدة من قصائد ناجي المجهولة من بينها ثلاث قصائد لم تنشر من قبل.. فيما سبق أن اصدرته، وقد راعيت أن أشير الى المصدر الذي حصلت منه على كل قصيدة، وهذا ما يجده القارئ عندما يتابع في خاتمة الكتاب "مصادر القصائد المجهولة":
وفي حديثه عن ناجي.. الحياة، الحب، الموت.. كتب تحت عناوين مثل: ناجي والصبي الذي أحبه، ناجي.. الفراشة الحائرة، بين زهرة المستحيل والأخريات، بعيداً عن حديقة الحب، وفي: "إطلالة على العطاء الشعري" تناول المؤلف بعض أعمال ناجي.. الشعرية والملفت هنا.. تناوله لديوان "في معبد الليل".. تحت عنوان: الديوان الملفق.. الذي أشار الى أنه ديوان رابع صدر عن دار العودة البيروتية وهو ديوان ملفق بكل معنى الكلمة.. ثم أوضح المؤلف: يضم هذا الديوان خمساً وثلاثين قصيدة.. أربع قصائد لم تنشر من قبل لناجي في المجلات أو في الجرائد الأدبية ،وقد صدّر الناشر بهذه القصائد ديوان: "في معبد الليل" الملفق وهي على النحو التالي: قصيدة إلى أميرتنا.. وهي ثلاثة أبيات كتبها ناجي في عيد ابنته أميرة اليوم الرابع عشر، وقصيدة الى ابنتي وهي تتضمن خمسة أبيات كتبها ناجي لابنته أميرة مثل سابقتها.. وقصيدة ابد الخلود.. فكل القصائد التي في هذا الديوان "الملفق" قصائد موجودة في مجموعات سابقة وردت في هذا الديوان دون إشارة ولو سريعة إلى المصدر الذي نقلت منه..، وفيما يتعلق بقصيدة "في معبد الليل" التي يحمل الديوان الملفق اسمها فإنها ليست من شعر ناجي وإنما هي من شعر كمال نشأت.
أما ما هو أغرب فيتمثل فيما ذكره الدكتور طه وادي في كتابه عن ناجي حيث يؤكد أن ديوان (في معبد الليل) قد صدر عام 1946م أي خلال حياة ناجي وهذا بالتأكيد من جانبه فضيحة علمية بكل المقاييس.
وفي القسم الخاص بالمختارات فقد بدأه المؤلف بخمس وعشرين قصيدة من روائع ابراهيم ناجي ومنها: العودة، المآب، ساعة لقاء، الناي المحترق، الوداع، خواطر، الغروب، الغد، الأطلال، راوية، يأس على كأس، عاصفة روح، مسائل محترقة، المنصور، عينان، الخريف، ظلام.
أما قسم القصائد المجهولة وهو الأهم فقد ضم كذلك خمساً وعشرين قصيدة مجهولة وغير منشورة لإبراهيم ناجي وهي: صخرة الملتقى، اللقاء، الشك، خواطر الغروب، المساء، الأطلال الضائعة، بعد الشباب، أنوار، أحلام سوداء، اثنان في سيارة، الربيع عام 1940م، صخرة المكس، ليلة من ليالي القاهرة، الميعاد الضائع، الكأس من الورد، قلق، غيوم، القمر، أمل، على ضفاف النيل، عاصفة غضب، بايعي حسنك، ضمور وأشواك، إلى أم كلثوم. ثم ختم الكتاب بثبت للمصادر التي استقى منها المؤلف القصائد المجهولة وقد جاء الكتاب في 350 صفحة وصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر.



* المصدر :-


-موقع الرياض (http://go.3roos.com/lukoem5yja2)

لوليكي
28/06/2012, 06:33 PM
** فضيحة الديوان الملفق " في معبد الليل "


* الحوارُ الذي أجرتْهُ جريدةُ " الشارع " مع الشاعر بشير عيّاد بتاريخ 23 أبريل 2010 م :

أجرى الحوار الأستاذ : عبد الرحيم قناوي


ـ في البداية نودّ أن نسأل : لماذا تقول " فضيحة جديدة " ؟

* السببُ يعرفُهُ كلّ نقّادِ الأدبِ ، ويحفظُهُ دارسو شعرِ ناجي على وجهِ الخصوص ، ففي سنة 1961 صدر " ديوان ناجي " عن " وزارة الثقافة والإرشاد القومي " ، ووقعَ جامعو الديوان في خطأ كبير عندما لم يفرّقوا بين شعر ناجي وغيره ، وسكبوا سبعَ عشرةَ قصيدةً لا علاقة له بها داخلَ الديوان ، منها ستّ عشرةَ قصيدة للشاعرِ الشاب ـ وقتها ـ كمال نشأت ، والقصيدة الأخيرة للشاعر علي محمود طه .
كان الشاعر الشاب يعتبر ناجي مثله الأعلى ، وأعطاه مخطوط ديوانه الأول ليكتب له المقدمة ، ولكن ناجي تقاعس لسبب ما ، فقام كمال نشأت بإصدار ديوانه ـ " رياح وشموع " ـ في العام 1951م ، وبعد ذلك بعامين رحلَ ناجي ، فقام جامعو الديوان بإضافة مخطوط كمال نشأت إلى أعمال ناجي ، وبالمرّة وجدوا قصيدة " المرأة " ( من شعر علي محمود طه ) ، فضمّوها إلى التركة !! وهي تتألف من أربعين بيتًا ، وسبق نشرها في ديوان " أرواح وأشباح " في 1942م .
يومها ، حدثت ضجّة كبرى ، وكانت صدمة لكلِّ أهل الشعر ، وكانت ضربة مؤلمةً لجامعي الديوان ( الدكتور أحمد هيكل ، الشاعر أحمد رامي ، الشاعر صالح جودت ، محمد ناجي ـ شقيق الشاعر ، يرحمهم الله جميعا ) . وربّما شاءَ القدرُ أنْ تكونَ كلُّ القصائد المنحولة على ناجي قد صدرت في حياته ، وإلا لما استطاعَ أحدٌ أن يلصق التهمة بجامعي الديوان الذين أصيبوا بالصمت ، عدا صالح جودت الذي ظلّ يدافع عن موقفهم بلا طائل ، بينما ظلّ الدكتور هيكل ـ يرحمه الله ـ يذكرُ أنْ هذه الكارثة كانت أشدّ مواقف حياته إيلامًا !! وللأسف ، أصبح ذلك الديوان سببا لتفشّي الأخطاء في تاريخ ناجي ، واتّسع الخرقُ على الرّاتق !!

ــ ماذا تقصدُ بذلك ؟؟

* قامت " دار العودة " ببيروت بإصدار طبعة من الأعمال الكاملة لناجي ، ولم يلتفت مشرفو الطبعة إلى الأخطاء ، وظل الديوان الرابع الملفق لناجي بعنوان " في معبد الليل " علامة الاستفهام التي تفقس أسئلة في براح الزمن ، فناجي له ثلاثة دواوين " شرعيّة " هي " وراء الغمام " ( 1934 ) ، " ليالي القاهرة " ( 1950 ) ، " الطائرُ الجريح " ( 1957 ) ، أمّا " في معبد الليل " فعنوانه من إحدى قصائد كمال نشأت ، ومعها بعض القصائد والمقطوعات التي أسميتها " الرذاذ الشعري " فهي كتاباتٌ لا تنتمي إلى الشعر في عمقه وتألقه ، وكتبها ناجي كأنه يعطس ، ولو كان حيًّا لما سمح بنشرها .
المهم ، لم تدّخرْ " دار الشروق " بمصر جهداً في سبيل استمرار الخطأ ، وأصدرت طبعة كاملة ( أربعة دواوين ، مجموعة ، ومفردة ) في عام 1996م ، لا تختلف عن طبعة " دار العودة " إلا في ترتيب الدواوين ( بلا أي مبرر فني ) ، ناهيك عن الأخطاء الطباعية الفادحة التي سرحت في القصائد ، وبين الطبعتين ـ البيروتية والقاهريّة ـ وقبلهما ، كانت آلاف الكتابات العشوائية التي استندت إلى طبعة وزارة الثقافة المصرية دون الانتباه إلى حادث الخلط إيّاه ، ومن هذه الكتابات وعنها يتم النقل بلا وعي لتصبح سيرة ناجي وأشعاره مزرعة للأخطاء التي أصبح من الصعب محوها ، خصوصًا بعد هوجة الانترنت ، ودخول ملايين المراهقين والعشوائيين إلى ساحة الكتابة و " التأريخ " ، وأصبح من المستحيل السيطرة على ما يكتبون ، وزاد الطين بلة أن كباراً كثيرين يقعون في الخطأ والخلط إلى الآن ، ومن خلال الكتب النقدية أو المنابر المحترمة التي يظن البعض أنه من الصعب أن تنشر شيئًا معيبًا ، وللأسف الشديد فإنّ الطبعة الأكمل ـ لأعمال ناجي قد صدرت عن " المجلس الأعلى للثقافة " في 1996م ، بجهد غير عادي لأهم حرّاس تركة ناجي الأدبية وهو الشاعر حسن توفيق ، لكنها نفِدَت بسرعة ، ولم تصلْ إلى أيدي كلّ مستحقّيها ، فبالرغم من الأخطاء الطباعية ، وعدم الدقة في قصائد كثيرة مضافة إلى شعر ناجي المعروف ( أي أتى بها الشاعر حسن توفيق من دوريات كان ناجي ينشر بها ) إلا أنها تظلّ المرآة الأقرب للشاعر ـ ناجي ـ وشعره .



* المصدر :-


مدونة الشاعر بشير عيّاد (http://go.3roos.com/cam5ky7mxek-
%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D9%86%D8%A7%D8%AC%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%8A/)