المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ّ..,عبدالرحيم البرعي ..,ّ



N O U R
13/11/2010, 03:29 AM
عبدالرحيم البرعي


الفقيه والصوفي الذي أخذه الشعر








قديماً قيل عن الفيلسوف والفقيه والشاعر أبي العلاء المعري فقيه الفلاسفة وفيلسوف الفقهاء..


ويمكننا القول هنا عن عبدالرحيم البرعي شاعر الفقهاء وفقيه الشعراء وهو بحق شاعر


من طراز رفيع، نجد في ديوانه تقنية فنية عالية، وعمقاً معرفياً بالشعر، لغة ودلالة، وبناء


يستجلب بتر كيبه ما يسمى اليوم (الشعرية) التي تتولد عن المعمار الفني في تركيب المفردات والجمل،


وقد وصفه المترجمون له بأنه (شاعر مغلق)، ولم يكن من النظاميين الذين يستخدمون معرفتهم باللغة


في رصف الكلمات، وهم ليسوا من الموهوبين، بعكس البرعي الذي كان موهوباً ويعي البعد الفني
والروحي للشعر، غير أنه اختلف عن سابقيه ومعاصريه في الأغراض الشعرية، فلم يكن هجاءً مسفاً
ولم يمدح صاحب سلطان ولم يكتسب من شعره رغم فقره.


وفي هذه التناولة سوف تكون قراءتي لعبد الرحيم البرعي قراءة يمكن وصفها بالحداثية،


وهي أقرب إلى المفهوم البنيوي، ولن تكون تاريخية أو تكون ترجمة لسيرة ذاتية، إنها قراءة آتية


من جزئية في النصوص هي جزئية الغزل والرؤية للحب والتعامل معه باعتباره عاطفة إنسانية طبيعية


تحدث بين البشر، وما تحمله تلك الطبيعية من دلالات روحية وجمالية –لغة وموضوعاً- ثم ما وراء


تلك الدلالات التي هي حق لكل قارئ أن يقرأها كما تتراءى له، مع تحوط الأخذ


بالقرائن القرائية في النص نفسه، حتى لا يكون هناك اعتساف يلوي عنق النصوص
ليخرجها من سياقها ويمنحها دلالات ليس في النصوص ما يشير إليها ولو عن بعد،


فالقراءة المنهجية هي تلك التي تستجلي الدلالات من النصوص ولا تركب عليها من خارجها بلا أدنى مسوغ.
ولكي نستكشف متكآت المخزون للإبداع الشعري عند البرعي يصبح من اللازم


استطلاع جوارات ذلك الإبداع، "عصر المبدع وثقافته، السياق الذهني والفكري والنفسي
و المنهجي" إن وجد –وغير ذلك مما سيعطينا مفاتيح للدخول في عالم النصوص ودلالاتها،


وما وراءها إن أمكن، ليس بغرض الوقوف على قصيدة الشاعر فحسب ولكن بغرض
الاقتراب من السياق الزماني والمكاني الرؤيوي الذي ولد فيه ذلك الإبداع حتى تكون
متخيلات الصور الشعرية قادرة على رسم معالم زمن نشوء النص والآفاق التي يرتادها


في ذلك الحين، والتي يمكن أن يستمر في ارتيادها إذ أن عظمة الإبداع في قدرته
على استمرار عطائه وعصيانه على طاحونة الزمن وخروجه عن طاعتها، وهذا هو إكسير خلود الإبداع.


المجاورات:



قال عن البرعي محقق ديوانه الأستاذ عبدالعزيز سلطان المنصوب: إنه علم يمني سطع في النصف الثاني
من القرن الثامن الهجري وأوائل القرن التاسع، وانتشر وهجه ليشمل


أركان العالم الإسلامي من زمنه وحتى اليوم وإلى ما شاء الله(1)..
وقد قال عنه صاحب كتاب (نشر الثناء الحسن) حسب المحقق صفحة (20):
(ومن جبل برع العلامة الشهير والشاعر البليغ عبدالرحيم
بن أحمد بن عبدالرحيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن
مسلم بن قيس بن الحارث البرعي، المهاجري، نسبة إلى مهاجر قبيلة من برع)،


وقال عنه أيضاً البريهي في (طبقات صلحاء اليمن): "ومن أهل برع الفقيه العالم الفاضل
عفيف الدين عبدالرحيم بن علي المهاجري، الذي قرأ الفقه والنحو على جماعة من أئمة وقته،
فلما تأهل للتدريس والفتوى أتته الطلبة من أماكن شتى، فدرَّس وأفتى واشتهر بالعلم والعمل،
وكان أحد العلماء الأحبار، وبقية الفضلاء الأخيار، سبق العلماء المجيدين، والشعراء الموجودين".
لقد كان البرعي صاحب باع طويل في اللغة العربية وآدابها، فإلى جانب ما قاله المترجمون فإن ديوانه
يؤكد ذلك، إذ لا يوجد فيه خطأ لغوي واحد، ومع علمه وفقهه لم يعثر له على حد علمنا
على أي كتاب في أي من الفنون التي كان يجيدها (فقهاً ولغة وتصوفاً) ويبدو أنه اكتفى
بما قدم في ديوانه الذي ظهر من خلاله أنه فقيه ولغوي وصوفي


من درجة رفيعة، ومن شعره نستشف معرفته باللغة إذ يقول:
"كلام بلا نحو طعام بلا ملح
ونحو بلا شعر ظلام بلا صبح
ومن يتجر علماً ويلغيهما يعد
بلا رأس مال في الكلام ولا ربح
إذا شرحوا فضل الكلام فإنني
غني بفضل النحو عن ذلك الشرح(2)
وكقوله:
"وساجعة تبكي فأبكي وإنها
لتعجم شكواها وأشكو فأعرب"(3)
وكقوله أيضاً:
واعل مقامي وانصب اسمي
لتصرف كل اسم يحق له الصرف"


كما وأنه ضمن بعض شعره بعض القواعد الفقهية مما يدل بذلك على ما لديه من إدراك للعلوم الفقهية، فهاهو يقول في إحدى قصائده:
"وعلم أهل الرشد ذكراً مباركاً


حوى الزجر والأحكام والفرض والندبا"(4)
وقد أتى في هذا البيت على ما لخصه علماء الفقه الإسلامي عن أحكام الشرع بقولهم أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أمر الله بشيء، وهذا الأمر نوعان:
أمر يفهم منه الجزم، وتترتب على تركه عقوبة، وهذا يسمى واجباً.


أمرٌ يفهم منه الثواب على فعله ولا تترتب عقوبة على الترك، وهذا يسمى مندوباً.
القسم الثاني: نهي الله عن شيء، وهذا النهي نوعان:


النهي الذي يفهم منه الجزم، وتترتب على فعله عقوبة، وهذا يسمى حراماً.


النهي الذي يفهم منه الحث على الترك، ولا تترتب على فعله عقوبة، وهذا يسمى مكروهاً "وبعضهم جعل المكروه قسمين:


كراهية تحريم، وكراهية تنزيه، وهذا فيه بعض التشدد".


القسم الثالث : وهو المباح، وهو أصل في جميع الأشياء ما لم يرد فيها نص، واشترط البعض أن يكون النص قطعي الثبوت والدلالة،


ومعلوم أن الأصل في الأشياء الإباحة.
لذلك نجد البيت الذي سبق يعطي إشارة على إدراك شاعرنا –البرعي- ومعرفته بالفقه الإسلامي وبفن الأصول.
وفي شعره تعرض لمشايخه المدح سواء في درس الفقه واللغة أو في درس التصوف، وطرائقه وسلم الترقي فيه،


كما أن دقة وسلامة الأوزان الشعرية توجب بإدراكه بعلم العروض، فلم نجد أي زحاف في أبنية أوزان القصائد،


وقد ألمح إلى ذلك محقق الديوان في الصفحة 43 عندما قال: إنه استبعد بعض القصائد المنسوبة إلى البرعي في بعض المخطوطات،


لركاكتها البادية ولكثر الزحافات والأخطاء النحوية مما عزز الاعتقاد بأنها دخيلة على الديوان.

N O U R
13/11/2010, 03:34 AM
يا راحلين إلى منى بقيادي



ذكروا في التاريخ العربي ان البرعي في حجه الأخير أخذ محمولا على جمل فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي





وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة
فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير .. يقول فيها:






يا راحلين إلـى منـى بقيـادي *** هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي






سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي *** الشوق أقلقني وصوت الحـادي

وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم *** يا ساكنين المنحنـى والـوادي


ويلوح لي مابين زمزم والصفـا *** عند المقام سمعت صوت منادي

ويقول لي يانائما جـد السُـرى *** عرفات تجلو كل قلب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعة *** نال السرور ونال كل مـرادي
تالله ما أحلى المبيت على منـى *** في ليل عيد أبـرك الأعيـادي
ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها *** وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء *** وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهـم *** فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي
فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا *** مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم *** ومفـارق الأحـبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علـم الهـدى *** ما سار ركب أو ترنـم حـادي




وهنا انشودة بهذة القصيدة بصوت الشيخ ياسر الدوسري











.

.




>

http://go.3roos.com/64spptnnpyp

زَخَأُتْ أَلْمَطْرُ ❤••
27/03/2012, 09:09 PM
تسلمين يااااقلبي رووووعة

تم التقييم