المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن حيوس



~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:04 AM
اِبنِ حَيّوس




394 - 473 هـ / 1003 - 1080 م
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.
شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.
ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.
ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:04 AM
أَمَا وَمَسَاعٍ لاَ نُحِيطُ لَهَا عَدَّا
وَتَأْثِيرِ مَجْدٍ لاَ نَقِيسُ بِهِ مَجْداً
لَقَدْ قَصَّرَ المُثْنِي وَطَالِبُ ذَا المَدى
وَمَا مُنْعِمٌ إِلاَّ مَنِ اسْتَفْرغَ الجُهْدا
فَإِنْ شِئْتَ وَصْفاً بَالِغاً مَا بَلَغْتَهُ
فقفْ حيثُ فتَّ الوصلَ نجعلْ لهُ حدا
وَإِلاَّ فَلاَ لَوْمٌ عَلَى كُلِّ قَائِلٍ
نَحَاهُ فَأَخْفَى جَهْدُهُ فَوْقَ مَا أَبْدا
وَمَا كُنْتَ فَرْداً فِي ابْتِغَائِكَ غَايَة َ الْـ
ـكَمَالِ وَلَكِنْ كُنْتَ فِي حَوْزِهَا فَرْدا
وَناقضكَ الأملاكُ فيها فكلما
عَلاَ بِكَ فِعْلٌ هَضْبَة ً هَبَطُوا وَهْدا
لَئِنْ كُنْتَ فِي العَلْيَاءِ أَبْعَدَهُمْ مَدَى ً
فإنكَ بالإنعامِ أقربهمْ عهدا
وَإِنْ كَنْتَ أَسْلاَهُمْ عَنِ البِيضِ كَالدُّمى
فإنكَ بالتقوى أشدهمُ وجدا
وَإنْ كنتَ في الفحشاءِ أنباهمُ شباً
فإنكَ في الهيجاءِ أمضاهمُ حدا
وَأَنَّى يَرُومُونَ المَحَامِدَ ضِلَّة ً
وَمَا صَدَقُوا فِيها وَعِيداً وَلاَ وَعْدا
وَأَيْنَ هُمْ مِمَّنْ إِذَا غَدَرُوا وَفَى
وَإنْ منعوا اعطى وَإنْ هزلوا جدا
بقيتم بني حمدانَ ما بقيَ الورى
لِبَاغِي نَدَى ً يُحْيَا وَبَاغِي رَدَى ً يُرْدا
فما كانتِ الأقمارُ منْ قبلِ خلقكمُ
تخافَ وَلاَ زهرُ الكواكبِ تستجدا
سيوفكمُ تدمى بكلَّ كريهة ٍ
وَأيدكمُ في كلَّ مسألة ٍ تندا
إذا أضمرَ الأملاكُ حقداً لمنْ جنى
كَفَاكُمْ وَحِيُّ البَطْشِ أَنْ تُضْمِرُوا حِقْدا
لَطَبَّقَتِ الدُّنْيَا أَحَادِيثُ مَجْدِكُمُ
فَمَا تَرَكَتْ فِي الأَرْضِ غَوْراً وَلا نَجْدا
وَقبلكمُ ما أبصرَ الدهرُ مثلكمْ
فبادَ فلاَ يبصرْ لأيامكمْ بعدا
وَلَمْ تَقْتَدُوا فِي المَأْثُراتِ بِغَيْرِكُمْ
وَمنْ علمَ السبقَ المطهمة َ الجردا
بكمْ حصرٌ عندَ السبابِ فإنْ جرتْ
مُفَاخَرَة ُ الأَمْجَادِ أُلْفِيتُمُ لُدَّا
تهينونَ منْ ألغى فضائلَ نفسهِ
وَعدَّ تليدَ الفخرِ وَالحسبَ العدا
وَتُقْصُونَ مَنْ إِنْعَامُهُ يَغْمُرُ المُنى
إِذَا لَمْ يَكُنْ إِقْدَامُهُ يَقْهَرُ الأُسْدا
وَإِنَّكَ إِنْ عُدَّتْ فَضَائِلُ تَغْلِبٍ
لأعد لها حكماً وَأجزَ لها رفدا
علاَ بكَ بيتٌ أنتَ أعلى عمادهِ
وَكمْ ودَّ نجمٌ أنْ يكونَ لهُ ودا
وَلِلْدَولَة ِ المُسْتَنْصِرِيَّة ِ نَاصِرٌ
بِهِ أشْتَدَّ زَنْداً عِزُّهَا وَوَرَتْ زَنْدا
وَسَيْفٌ حَمى الآفَاقَ وَهْوَ بِغِمْدِهِ
فَكَيْفَ إِذَا صَارَ النَّجِيعُ لَهُ غِمْدا
وَأرسلها سومَ الجرادِ مغيرة ً
تخرُّ جبالُ الأرضِ منْ وقعها هدا
حُسَامٌ صُرُوفُ الدُّهْرِ مِنْ بَعْضِ مَا كَفَتْ
مَضَارِبُهُ وَالأَمْنُ مِنْ بَعْضِ مَا أَجْدا
قضى بكتابِ اللهِ فينا وَما اعتدى
وَوالتْ يداهُ المكرماتِ وَما اعتدا
فلاَ عدمتْ هذي النيابة َ دولة ٌ
جعلتَ لها أعداءها كلهمْ جندا
وَما خفتَ إلاَّ اللهَ فيما وليتهُ
وَلاَ خِفْتَ فِي الأَفْعَالِ سَهْواً وَلاَ عَمْدا
فعلتَ فعالَ الحرَّ نفساً وشيمة ً
وَإنْ كنتَ في محضِ الولاءِ لها العبدا
وَهلْ تردُ الأطماعُ ماعنهُ حلئتْ
وَهذا الهزبرُ الوردُ يمنعها الوردا
لقدْ منعوا بالبيضِ ما أخذوا بها
وَلوْ أمنوا عدواكَ ما بذلوا الودا
بَلَغْتَ بِحَدِّ الرُّأْيِ ما أَعْجَزَ الظُّبى
تَناوُلُهُ فِيما مَضى وَالقَنا المُلْدا
فلوْ سارَ ذو القرنينِ في ظلماتهِ
برأيٍ كذا لابيضَّ منها الذي اسودا
وَلوْ أنَّ يأجوجَ استعانوكَ مرشداً
وَحوسيتَ منْ إرشادهمْ حرقوا السدا
وَلوْ فرقتْ هذي العزائمُ في الورى
إِذاً عُطَّلُوا ما يَطْبَعُ الهِنْدُ وَالهِنْدا
وكَمْ جاهِلٍ أَغْرى بِمَجْدِكَ كَيْدُهُ
وَلكنهُ أودى وَما كانَ ماودا
تُقِرُّ لَكَ الأَعْدَاءُ بِالفَضْلِ عَنْوَة ً
وَما الفضلُ إلاَّ ما أقرتْ بهِ الأعدا
وَكَانَتْ دِمَشْقُ تُنْبِتُ الذَّمَّ بُرْهَة ً
وَأَنْتَ الَّذِي صَيَّرْتَها تُنْبِتُ الحَمْدا
قطعتَ الأذى عنها وَفضتَ مواهباً
وَما عرفتْ ذا الجزرَ قدماً وَلاَ المدا
فعشتَ بها خمسينَ عاماً وَمثلها
لعافٍ وَعانٍ ذا يفادُ وَذا يفدى
وَما إِنْ عَدَتْ هذِي الأَمَانِيُّ طَوْرَها
لأنكَ بالإنصافِ تستوجبُ الخلدا
وَهنيتَ أعيادَ الزمانِ وَلاَ انطوى
زمتنٌ جنينا العيشَ في ظلهِ رغدا
أَمَامَكَ فِي النُّهْجِ ما أَحَدٌ جَرى
وَلَوْلاَ بَنُوكَ قُلْتُ خَلْفَكَ قَدْ سُدّا
وَعنوانُ فضلِ الأصغرينَ فضائلٌ
مُؤَثَّلَة ٌ نالَ الكَبِيرُ بِها المَجْدا
لَئِنْ حازَ أَقْطَارَ الشَّجاعَة ِ أَمْرَداً
فمنْ معشرٍ يردونَ أسدا الوغى مردا
وَإنْ حازَ مقدارَ البلاغة ِ ناشئاً
فما جارَ عنْ مسعى أبيهِ وَلاَ صدا
وَمنْ عجبٍ أنْ أمَّ قصدكَ قافياً
خلاَ لكَ وَالأعلامُ تهدي وَلاَ تهدا
تفضُّ الحبا للطفلِ منكمْ وَما حبا
وَيَشْتَدُّ فِي كَسْبِ الثَّناءِ وَما أشْتَدّا
وَهَلْ فِيكُمُ مَنْ باشَرَ الذَّمَّ مُذْ نَشا
وَمَنْ فَارَقَ الإِحْسانَ مُذْ فارَقَ المَهْدَا
وَهلْ وخدتْ تلكَ الركابُ بمهمه
ٍ لتقطعهُ إلاَّ بمدحكمُ تحدا
أزرنكَ حاجاتي فلمْ أنزلِ المنى
بِمَنْ كُذِّبْتَ فِيهِ وَلَمْ أَعْدَمِ الرُّشْدا
وَأعطى قليلاً ثمَّ أكدى زماننا
فيممتُ منْ أعطى كثيراً وَما أكدا
مواهبُ يطويها جلالاً وَنخوة ً
وَلستُ أرى في الناسِ منْ نشرها بدا
بِمَدْحٍ إِذَا ما ضَاعَ فِي القَوْمِ نَشْرُهُ
فما الندُ أهلٌ أنْ يكونَ لهُ ندا
وَكمْ فيكَ لي عقدٌ يحوزُ جواهراً
تزينُ منها كلُّ جوهرة ٍ عقدا
مِنَ اللّهِ أَسْتَهْدِي بَقاءَكَ إِنَّهُ
قصية ُ ما أعطى وَنخبة ُ ما أهدا
فلاَ خلت الأيامُ منها محاسناً
أشدَّ على الأحداقِ منْ نومها فقدا

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:05 AM
أَمَا وَمَناقِبٍ عَزَّتْ مَرَاما
ومجدٍ شامخٍ أعيا الأناما
لَقَدْ هَمَّتْ نُفُوسٌ بِالمَعَالِي
فمنذُ هممتَ لمْ تتركْ هماما
وكلٌّ ضاربٌ فيها بسهمٍ
وَلكِنْ فَازَ مَنْ جَمَعَ السِّهَاما
خُصِصْتَ بِرُتْبَة ٍ عَلَتِ الثُّرَيَّا
وَخَلَّتْ لِلْمُحَاوِلِها الرَّغَاما
عَلَتْ وَغَلَتْ عَلَى مُتَطَلِّبِيها
لتأمنَ أنْ تسامى أوْ تُساما
فَمَا أَبْدَتْ لِمُسْتَامٍ خِدَاما
ولاَ فضَّ الزَّمانُ لها ختاما
وَكَيْفَ يَرُومُ شَأْوَكَ رَبُّ عَزْمٍ
إذا ما باشرَ الهيجاءَ خاما
يرى طلبَ المعاشِ أجلَّ غنمٍ
فَقَدْ أَفْنى الْحَيَاة َ بِهِ اهْتِماما
وَرَائِدُ بِرِّهِ يُعْصى وَيُقْصى
وَوَارِدُ بَحْرِهِ يَشْكُو الأُوَاما
ويرضى منسمَ العلياءِ تاجاً
إذا لمْ ترضَ أخمصكَ السَّناما
أرى الملكَ العقيمَ حمى حِماهُ
بأروعَ يحسمُ الدَّاءَ العقاما
ثَنى الأَزَمَاتِ بِالعَزَمَاتِ عَنَّا
وَكَفَّ بِحَدِّها الْكُرَبَ العِظَاما
فَلاَ زَالَتْ لِجَاحِمِها خُمُوداً
ولاَ برحتْ لجامحها لجاما
مَنِيعٌ جَارُهُ إِنْ حَلَّ أَرْضاً
جَلاَ الإِظْلاَمَ عَنْها وَالظَّلاما
فَقَدْ وَدَّ الْمُلُوكُ عَلى التَّنَائِي
لوِ اسطاعوا لراحتهِ التثاما
سَخَوْا لَمَّا انْتَشَوْا وَهَمى نَدَاهُ
وما عرفَ النِّدامَ ولاَ المُداما
يَعُمُّ بِهِ الأَدَانِيَ وَالأَقَاصِي
إِذَا لَمْ يَعْدُ رِفْدُهُمُ النَّدَاما
وَإِنْ قَرَنُوا بِبُخْلِهِمُ عُبُوساً
قرنتَ بجودكَ السَّجمِ ابتساما
يمينٌ برَّحتْ بالمالِ حتّى
حَسِبْنَا وَفْرَكَ اقْتَرَفَ اجْتِرَاما
وَتَأْبَى أَنْ يُجَاوِرَهَا فُوَاقاً
لعلمكَ أنَّ جاركَ لنْ يُضاما
وَكَانَ الدِّينُ مُعْتَصِماً وَلكِنْ
بِنَصْرِكَ زَادَهُ اللَّهُ اعْتِصَاما
عَزَائِمُ أَخْفَرَتْ ذِمَمَ الأَعَادِي
وَلَمْ يَخْفِرْ لَهَا أَحَدٌ ذِمَاما
وكمْ منْ غارة ٍ أرسلتَ فيها
إِلى طُرَدَائِكَ الْمَوْتَ الزُّؤَاما
ببيضٍ ما شحذتَ لها غراراً
وَخَيْلٍ مَا شَدَدْتَ لَهَا حِزَاما
وكمْ أغنى وعيدكَ في عدوٍّ
غَنَاءً يُعْجِزُ الْجَيْشَ اللُّهَاما
تَوَلَّجَ فِي مَسَامِعِهِمْ كلاَماً
وَصَارَ إِلى قُلُوبِهِمُ كِلاَما
لغرُّوا بالسَّكينة ِ منكَ جهلاً
ورُبَّ سكينة ٍ جرَّتْ عراما
نَسَخْتَ تَلِيدَ عِزِّهِمُ بِذُلٍّ
أَوَانَ مَسَخْتَ أُسْدَهُمُ نَعاما
فظنَّ القومُ محياهمْ مماتاً
وَنَحْنُ نَظُنُّ يَقْظَتَنا مَناما
وَقَدْ مَرَنَتْ عَلى قَذْعٍ وَجَدْعٍ
موارنُ قطُّ ما عرفتْ خطاما
وناديتَ الممالكَ فاستجابتْ
لِطَاعَتِكَ اعْتِياماً وَاغْتِناما
تيقَّنُ أنَّ أخذكها صلاحٌ
كفاها أنْ تحيطَ بها اصطلاما
فَأَلْحِقْ شَرْقَهَا بِالغَرْبِ قَسْراً
كَحَوْزِكَ قِبْلَة ً مِنْهَا وشَاما
غياثَ المسلمينَ كففتَ عنهمْ
عَظَائِمَ تَسْلُبُ اللَّحْمَ العِظاما
يَهُونُ عَلَيْكَ إِحْيَاءُ اللَّيالِي
وَإِنْ طَالَتْ إِذَا بَاتُوا نِياما
سَهِرْتَ لِكَيْ تُنِيمَهُمُ وَقِدْماً
تولّى الأمرَ منْ سهروا وناما
وَمَا سَلَّ الْكَهَامَ عَلى عِدَاهُ
غَدَاة َ الرَّوْعِ مَنْ وَجَدَ الْحُسَاما
لَقَدْ وَطَّدْتَ بِالآرَاءِ أَمْراً
لِغَيْرِكَ مَا اسْتَقَادَ وَلاَ اسْتَقَاما
عُقُودٌ بِالتُّقى وَالْعَدْلِ شُدَّتْ
أَطَعْتَ اللَّهَ فِيهَا والإِمَاما
فما يخشى الوليُّ لها انفصالاً
وَلاَ يَرْجُو العَدُوُّ لَهَا انْفِصَاما
دعتْ لكَ بالبقاءِ وقدْ أجيبتْ
حَزَائِقُ أَمَّتِ الْبَيْتَ الْحَرَاما
بجمعٍ تلبسُ الخضراءُ منهُ
ترحَّلَ أوْ ثوى غيماً ركاما
إِذَا مَا حَلَّ ظَلَّلَها دُخَاناً
وَإِنْ هُوَ سَارَ طَبَّقَها قَتَاما
وَيَمْنَعُ مَنْ تَحَدَّاهُ حُدُوداً
بعزِّ المشرفيَّة ِ أنْ تُقاما
حَمَيْتَهُمُ مِنَ النَّكَبَاتِ طُرّاً
وَمِثْلُكَ عَنْ وُفُودِ اللّهِ حَاما
يقرُّ بذاكَ منْ صلّى وضحّى
ويشهدُ كلُّ منْ شهدَ المقاما
مَوَاقِفُ يَسْأَلُونَ اللّهَ فِيها
لدولتكَ الحراسة َ والدَّواما
لقدْ حليتْ بسؤددكَ المساعي
فَلاَ حَلَّ الزَّمَانُ لَها نِظَاما
حَيِيتَ حَيَاتَهُ الطُّولى تَقَضّى
كذا أعوامهُ عاماً فعاما
موقَّى ً في الخطيرِ وذي المعالي
نوائبَ ما تركتَ لها احتكاما
قرينا سؤددٍ بلغا مداهُ
وجاراهُ وما بلغا الفطاما
لقدْ نهضا بعبئكَ فاستقلاَّ
وقدْ عرفا سبيلكَ فاستقاما
وَعَمَّا الأَرْضَ إِحْسَاناً وَعَدْلاً
فَدُمْتَ لِأَهْلِها أَبَداً وَدَاما
إذا الشُّعراءُ بالتَّشبيبِ فاهوا
فلستُ بغيرِ مدحكَ مستهاما
وما ذكري هوى ً لمْ أجنِ منهُ
وإنْ أحببتهُ إلاَّ غراما
نسبتُ بصبوة ٍ لا لومَ فيها
تذكِّرهث صبوة ً جلبتْ ملاما
نَمَتْ حَالِي وَعَزَّ صَلاَحُ جِسْمِي
بأرضٍ لا أطيقُ بها مقاما
ولولاَ ما نهى القرآنُ عنهُ
إِذاً لاَخْتَرْتُ قُرْبَكَ وَالسَّقَاما
سأكرهُ في رحيلي عنكَ عزماً
إِلَيْكَ سَرى يُجَاذِبُنِي ?لزِّمَامَا
فَزَارَكَ مِنْ بَدِيعِ الشِّعْرِ زَوْرٌ
عَدِمْتُ الزَّورَ فِيهِ وَالأَثَاما
مقيمٌ في جنابكَ لمْ يرمهُ
وإنْ غدتِ البلادُ بهِ تراما
عَلاَ قِمَمِ النَّعَائِمِ مُسْتَطِيلاً
وَسَارَ وَمِنْ قَلاَئِصِهِ النُّعَاما
قوافٍ في الفيافي آنستنا
وَأَنْسَتْنَا بِذِكْرَاكَ الْكِرَاما
وَلاَ عَجَبٌ إِذَا شُغِلَتْ أُنُوفٌ
بعرفِ المسكِ عنْ نشرِ الخزاما
وَأَفْخَرُ مَا تَسَرْبَلَهُ كَرِيمٌ
ثناءٌ سارَ عنْ مجدٍ أقاما
وَمَا نَقَصَتْ عَطَايَاكَ اللَّوَاتِي
عَلَتْ أَمَلِي فَأَسْأَلَكَ التَّماما
وَلكِنْ عَنَّ لِي غَرَضٌ فَطَرِّزْ
بِتَبْلِيغيهِ أَنْعُمَكَ الجِسَاما
أماتَ الحاسديكَ اللهُ غيظاً
وَإِنْ كانَتْ حَيَاتُهُمُ حِمَاما
فَلَوْلاَ جَهْلُهُمْ بَرَدَتْ قُلُوبٌ
تَحَقَّقُ أَنَّ مَجْدَكَ لَنْ يُرَاما
قُلُوبٌ فَاضَ سَيْلُ الْيَأْسِ فِيها
وَتَأْبَى نَارُها إِلاَّ اضْطِّرَاما
فَلاَ نَقَعَ الْغَمامُ غَلِيلَ صَادٍ
رأى جدواكَ وانتجعَ الغماما

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:06 AM
قَصَّرَ عَنْ سَعْيِكَ الأُلى جَهَدُوا
فَآفْخَرْ بِحَمْدٍ ما نَالَهُ أَحَدُ
طالتْ بكَ العالمينَ أربعة ٌ
عزمٌ وَحزمٌ وَنائلٌ وَيدُ
وًنزلتكَ السيوفُ منزلة ً
طالَ عَلَى مَنْ يَرُومُها الأَمَدُ
كُنْتَ أَبَا عُذْرِهَا وَذَاكَ بِما
أقدمتَ وَالموتُ دونها رصدُ
فَما سَعى نَحْوَها أَمَامَكَ إِنْـ
ـسانٌ وَقَدْ سُدَّ خَلْفَكَ الجَدَدُ
يقربُ منْ عزمكَ البعيدُ منَ الـ
ـعزَّ وَينأى عنْ رأيكَ الفندُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ لَقِيتَ فِيهِ عِدى ً
دمٌ مراقٌ وَمرتقى ً صعدُ
وَمُنْذُ بَوَّأْتَهُمْ رَضَاكَ نَسُوا
مَنْ أَقْصَدَتْهُ الظُّبى بِمَنْ قَصَدُوا
حكمتَ حكمَ الأعزَّ مقتدراً
فَالقَتْلُ فِيهِمْ وَمِنْهُمُ القَوَدُ
هَوَّنَ وِجْدَانُهُمْ نَدَاكَ لَهُمْ
عوناً على الدهرِ فقدَ منْ فقدوا
عَقَلَتْهُمْ بِالجَمِيلِ فَ?نْعَقَلُوا
رُبَّ عُنَاة ٍ أَصْفَادُهَا الصَّفَدُ
تقاربَ الخلقُ في خرئقهمْ
وَأنتَ بالمعجزاتِ منفردُ
وَأَيْنَ مِنْكَ الوَرى وَمَا وَلَدَتْ
لكَ الليالي مثلاً وَلاَ تلدُ
إنْ كلنَ ذا الملكُ نيلَ مطرفاً
فإنَّ هذا العلاءِ متلدُ
قَعَدْتَ وَالقَوْمُ قَائِمُونَ كَمَا
قمتَ بصرفِ الخطوبِ إذْ قعدوا
فلتعلُ بيضُ السيوفِ صاعدة ً
عَزَائِمٌ فِي دُجى الوَغى تَقِدُ
نهضتَ يا عدة َ الخلائفِ بالأعـ
ـباءِ إذْ خانَ غيركَ الجلدُ
مُبَيِّناً أَنَّ رَأْيَ حاكِمِهِمْ
مِمَّا أَرَاهُ المُهَيْمِنُ الصَّمَدُ
أيقنَ يومَ اصطفاكَ منتجباً
أَنَّكَ لآبْنِ ابْنِهِ غَداً عَضُدُ
بايَعَ جَدّاً عَلَى هَوَاكَ أَبٌ
وقدْ تلاَ الآنَ والداً ولدُ
لاَ تَخْشَ مِنْ حَاسِدِيكَ بائِقَة ً
ذَلَّتْ أَعادٍ سِلاَحُهَا الحَسَدُ
فَلَنْ يَحُلَّ الأَنامُ مَا عَقَدَتْ
يداكَ ما دامَ في القنا عقدُ
أضحتْ مطايا المنى بأجمعها
إليكَ منْ كلَّ وجهة ٍ تخدُ
حيثُ يحطُّ الرجاءُ أرحلهُ
مَكارِمٌ لَمْ يُحِطْ بِها عَدَدُ
وَلَوْ دَعَوْتَ المُلُوكَ قَاطِبَة ً
لأَصْبَحَتْ دُونَ رُسْلِهَا تَفِدُ
أَمَالَ أَعْنَاقَهَا الخُضُوعُ لِمَا
تَعْرِفُهُ مِنْ سُطَاكَ لاَ الصَّيَدُ
لاَ يَدَّعُوا النُّصْحَ بِ?عْتِرَافِهِمُ
لَوْ وَجَدُوا الجَحْدَ مُمْكِناً جَحَدُوا
وَكيفَ يعصونَ حينَ يأمرهمْ
مَلْكٌ إِذَا عَنَّ ذِكْرُهُ سَجَدُوا
يُرْبِي عَلَى الغَيْثِ حِيْنَ يَقْتَصِدُ
وَيسبقُ الريحَ وَهوَ متئدُ
مَنْ اسْتَوَى فِي وَغَى ً وَفِي قَنْصٍ
بِنَاظِرَيْهِ الطِّرَادُ وَالطَّرَدُ
وَجَادَ حَتّى انْبَرتْ مَوَاهِبُهُ
تَطْلُبُ ذَا فَاقَة ٍ فَمَا تَجِدُ
وَلَنْ يُسَاوُوهُ فِي العُلى أَبَداً
هَلْ يَتَسَاوَى الصَّرِيحُ وَالزَّبَدُ
تِسْعَة ُ أَعْشَارِهَا اسْتَبَدَّ بِهَا
وَعشرها في بني الدنى بددُ
مُبَادِرُ البَطْشِ وَالنَّوَالِ فَمَا
يُوعِدُ ذَا زَلَّة ٍ وَلاَ يَعِدُ
قدْ قطبَ البشرَ بالقطوبِ كذا -- الصـ
ـارمُ فيهِ الفرندُ وَالربدُ
أعجبْ بنفسٍ ضاقَ الزمانُ بها
مِنْ عِظَمٍ كَيْفَ حَازَهَا الجَسَدُ
ملكتَ رقَّ الفخارِ ما ملكتْ
عَدْنَانُ مِعْشَارَهْ وَ لاَ أُدَدُ
خَلَفَتَ أَجْوَادَهُمْ كَمَا خَلَفَ النَّا
عِقَ بِالبَيْنِ مُطْرِبٌ غَرِدُ
وَنبتَ عمنْ فشتْ شجاعتهُ
نيلبة َ البيضِ وَالقنا قصدُ
فلوْ رآكَ المقرظونَ لهمْ
عَادُوا يَذُمُّونَ كُلَّ مَنْ حَمِدُوا
وَعَزَّ دِينٌ عَلَيْكَ يَعْتَمِدُ
عزمكَ سيفٌ لديهِ منصلتٌ
وَأنتَ تاجٌ عليهِ منعقدث
وَقدْ أنجتَ الملوكَ أمنهمُ
منَ الردى ما عتوا وَما عندوا
ففي عدادِ الجرادِ تبعثها
جُرْداً بِأُسْدِ اللِّقَاءِ تَنْجَرِدُ
كمْ وَاردوكَ الردى فما صدروا
عَنْهُ وَلكِنْ رُدُّوا كَمَا وَرَدُوا
ظبى ً تقدُّ الطلى تؤيدها
وهمة ٌ في السماءِ مسكنها
لذاكَ سكانها لها مددُ
شَمِّرْ لأَرْضِ ?لْعِراقِ إِنَّ بِهَا
جمائعاً في الحياة ِ قدْ زهدوا
تلقَ قلوباً إليكَ طائرة ً
شَوْقاً وَأُخْرى أَطَارَهَا الزَّأدُ
وَاندبْ لها فتية ً عمائمها
بَيْضٌ تَلاَلاَ وَقُمْصُها زَرَدُ
حَشْوَ جُيُوشٍ إِذَا انْتَحَتْ بَلَداً
فَقَائِدَاهَا النَّجَاحُ وَالرَّشَدُ
تَشْتَبِهْ الدُّهْمُ وَالوِرَادُ بِهَا
لَمَّا كَسَاهَا العَجَاجُ وَالنَّجَدُ
فَمَا بِبَغْدَادَ مَنْ يُرَوِّعُهَا
حتى يروعَ الضراغمَ النقدُ
فثمَّ ملكٌ مالتْ دعائمهُ
وَعَنْ قَلِيْلٍ إِلَيْكَ يَسْتَنِدُ
لَنَا بِذَا الظِّلِّ لاَ أنْطَوَى أَبَداً
درٌّ غزيرٌ وَعيشة ٌ رغدُ
بهجة ُ أعيادنا بقاؤكَ محـ
ـرُوساً فَبُقِّيتَ مَا بَقِيَ الأَبَدُ
بذا دعا المحرمونَ مذْ نزلوا
مَكَّة َ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ شَهدُوا
قدْ سمعَ اللهُ فاستجابَ لهمْ
دُعَاءَهُمْ وَالمَقامُ مُحْتَشِدُ
ما بَلَغَ الحَمْدُ كُنْهَ ما أَنْتَ
موليهِ من العرفِ وَهوَ مجتهدُ
أعييتني بالنوالِ عنهُ وَما
تغبني منكَ أنعمٌ جددُ
جادَتْ بِفَوْقِ الغِنى وَ هاهِيَ لاَ
تُقْلِعُ فَهْيَ الطَّوَارِفُ التُّلُدُ
لاَ يحسبِ الحاسديَّ أنهمُ
بأنني عنكَ نازحٌ سعدوا
بُعْدِي دُنُوٌّ بِما أُحُبِّرُهُ
فِيكَ وَغَيْرِي دُنُوُّهُ بَعَدُ
وَإِنَّمَا أَنْظِمُ الفَرِيدَ كَذَا
عِقْداً لِذَا الجِيدِ حِينَ أَنْفَرِدُ
بَحْرِي مِنَ الشِّعْرِ زَاخِرٌ وَبِهِ
جَوَاهِرٌ بِالعُقُولِ تُنْتَقدُ
فَ?سْمَعْ لِغُرٍّ مِنَ المَحَامِدِ لاَ
يفوتها في مسيرها بلدُ
مقيمة ٍ في البلادِ ظاعنة ٍ
معقولة ٍ وَهيَ في الدنا شردُ
تَفْنى الأَحَادِيثُ وَهْيَ باقِية ٌ
وَتنطوي قبلَ طيها المددُ
لاَ بَلَغَتْ سُؤْلَهَا عِدَاكَ وَلاَ
زالَ بها أوْ يميتها الحسدُ
وَعِشْتَ ما أَعْقَبَ النَّهَارُ دُجى ً
وَدامَ لليومِ في الزمانِ غدُ

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:07 AM
قِفُوا فِي القِلى حَيْثُ انتَهَيْتُمْ تَذَمُّما
وَلاَ تَقْتَفُوا مَنْ جَارَ لَمَّا تَحَكَّما
أَرى كُلَّ مُعْوَجِّ الْمَوَدَّة ِ يُصْطَفى
لَدَيْكُمْ وَيَلْقى حَتْفَهُ مَنْ تَقَوَّما
فَإِنْ كُنْتُمُ لَمْ تَعْدِلُوا إِذْ حَكَمْتُمُ
فلمْ تعدلوا عنْ مذهبٍ قدْ تقدَّما
حَنى النَّاسُ مِنْ قَبْلُ القِسِيَّ لِتُقْتَنى
وثقِّفَ منآدُ القنا ليُحطَّما
وَمَا ظَلَمَ الشَّيْبُ الْمُلِمُّ بِلِمَّتي
وإنْ بزَّني حظِّي منَ الظَّلمِ واللَّما
وَمَحْجُوبَة ٍ عَزَّتْ وَعَزَّ نَظِيرُها
وإنْ أشبهتْ في الحسنِ والعفَّة ِ الدُّما
أُعَنِّفُ فِيها صَبْوَة ً قَطُّ ما ارْعَوَتْ
وأسألُ عنها معلماً ما تكلَّما
سَلِي عَنْهُ تُخْبِرْ بِاليَقِينِ دُمُوعُهُ
وَلاَ تَسْأَلِي عَنْ قَلْبِهِ أَيْنَ يَمَّما
فقدْ كانَ لي عوناً على الصَّبرِ برهة ً
وَفَارَقَنِي أَيَّامَ فارَقْتُمُ الْحِما
فراقٌ قضى ألاَّ تأسِّيَ بعدَ أنْ
مَضى مُنْجِداً صَبْرِي وَأَوْغَلْتُ مُتْهِما
وفجعة ُ بينٍ مثلُ صرعة ِ مالكٍ
ويقبحُ بي ألاَّ أكونَ متمِّما
خليليَّ إنْ لمْ تسعداني على الأسى
فَما أَنْتُما مِنِّي وَلاَ أَنا مِنْكُما
وَحَسَّنْتُما لِي سَلْوَة ً وَتَناسِياً
ولمْ تذكرا كيفَ السَّبيلُ إليهما
سَقى اللَّهُ أَيَّامَ الصِّبا كُلَّ هاطِلٍ
مُلِثٍّ إِذَا ما الْغَيْثُ أَنْجَمَ أَثْجَما
وَعَيْشاً سَرَقْناهُ بِرَغْمِ رَقِيبِنا
وقدْ ملَّ منْ طولِ السُّهادِ فهوَّما
بِمَعْصُورَة ٍ وَالدَّهْرُ ما اصْفَرَّ عُودُهُ
فَيُلْوِي وَما أَلوَى بِعادٍ وَجُرْهُما
أَرَاحَتْ مِنَ الْهَمِّ الدَّخِيِل وَشَجَّعَتْ
جباناً وسنَّتْ للبخيلِ التَّكرُّما
وشادٍ جزاهُ اللهُ روحاً ورحمة ً
إِذَا ما اسْتَحَقَّ الْمُحْسِنُونَ التَّرَحُّما
فَلَسْتَ تَرى إِلاَّ يَداً صافَحَتْ يَداً
لإِنْجازِ وَعْدٍ أَوْ فَماً لاَثِماً فَما
بِأَذْيالِ دَوْحٍ نَيْرَبِيٍّ كَأَنَّهُ
سماءُ دجى ً أبدتْ منَ النَّورِ أنجما
إِذَا قَابَلَتْ شَمْسُ الأَصائِلِ ما عَلا
تدنَّرَ أوْ بدرُ الظَّلامِ تدرهما
إلامَ أمِّني النَّفسَ مالاَ تنالهُ
وَأَذْكُرُ عَيْشاً لَمْ يَعْدُ مُذْ تَصَرَّما
وقدْ قالتِ السَّبعونَ للَّهوِ والهوى
دعا لي أسيري واذهبا حيثُ شئتما
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْرَ عَزَّ مَرَامُهُ
رَفَضْتُ التَّأَنِّي وَاطَّرَحْتُ التَّلَوُّما
ونكبتُ أمواهاً يعزُّ ورودها
فأنقعُ للظَّمآنِ منْ وردها الظَّما
وأعلمتُ منْ فارقتُ أنَّ لقاءنا
بعيدٌ وأعملتُ المطيَّ المزمَّما
قِلاصاً إِذَا رَامَتْ خَلاَصاً مِنَ السُّرى
مَرَقْنَ فَأَنْكَرْنَ الْجَدِيلَ وَشَدْقَما
وَلَمْ يُرْضِها وَخْدُ الْمَهارى تَعاطِياً
عليها فأستنَّ النَّعامَ المصلَّما
تَيَمَّمْتُ لَمَّا أَعْوَزَ الْماءُ طاهِراً
فيمَّمنَ بي بحراً كفاني التَّيمُّما
وَمُذْ وَصَلَتْ تاجَ الْمُلُوكِ أَنَخْتُها
بأرفعهمْ بيتاً وأمنعهمْ حما
وَأَشْرَفَ مِنْ شَمْسِ الظَّهِيرَة ِ رُتْبَة ً
وَأَشْرَقَ أَنْوَاراً وَأَبْعَدَ مُرْتَماً
منَ القومِ لا يغضونَ يوماً على قذى ً
وَلاَ يَأْخُذُونَ العِزَّ إِلاَّ تَغَشْرُما
وَفِي ظِلِّ مَحْمُودِ بْنِ نَصْرِ بْنِ صالِحٍ
مَرَاقٍ لِمَنْ يَبْغِي إِلى الْمَجْدِ سُلَّما
وها أنا ذا مستعصمٌ بجنابهِ
أماثلُ منْ أغنى نداهُ ومنْ حما
همامٌ إذا أعطى الرَّغائبِ كرَّها
مِرَاراً وَإِنْ لاَقى الكَتائِبَ أَقْدَما
وأروعُ إنْ أمَّ العفاة ُ فناءهُ
أزالَ عسى منْ قولهِ ولعلَّما
نَزَلْتُ بِهِ وَالسَّيْلُ قَدْ بَلَغَ الزُّبى
فَأَسْكَنَنِي طَوْداً مِنَ العِزِّ أَيْهَما
بأبناءِ مرداسٍ وحسبكَ نصرهمْ
تَعَمَّرَ جُوداً كَانَ قِدْماً تَجَلْهَما
وَزَادَ إِلى أَنْ طَبَّقَ الْوَهْدَ سَيْبُهُ
وَلَمْ يَرْضَ أَحْقَافَ الرُّبى فَتَسَنَّما
فِدَاكَ وَقَدْ يُفْدى الْكَرِيمُ بِضِدِّهِ
إِذَا لَمْ يَجِدْ فِي عَصْرِهِ مَنْ تَكَرَّما
مَنِيعُ حِمى الْمَعْرُوفِ طالِبُ رِفْدِهِ
يُمارِسُ لَيْثاً أَوْ يُلاَمِسُ شَيْهَما
وَصائِنُ زَادٍ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَرُومُهُ
لهُ طمعاً فيهِ ولاَ منهُ مطمعا
ذَوُو الْمُلْكِ يَتْلُو آخِرٌ نَهْجَ أَوَّلٍ
وأنتَ براكَ اللهُ وحدكَ ملهما
عَلَوْتَهُمُ خَلْقاً وخُلْقاً وَهِمَّة ً
وأَيْنَ وِهادُ الأَرْضِ مِنْ صَهْوَة ِ السَّما
وَذُدْتَهُمُ عَمَّا رَضِيتَ مِنَ العُلى
وغادرتَ ما لمْ ترضَ منها مقسَّما
فلاَ يعظمِ النَّاسُ الملوكَ جهالة ً
فَإِنَّ الْعَظِيمَ مَنْ يَرُوقُ الْمُعَظَّما
تقولُ العدى زارَ انتقاماً بزعمهمْ
وهلْ زارَ هذي الأرضَ إلاَّ لينعما
رَعى اللّهُ ما قَدَّمْتَ قَبْلَ لِقائِهِ
فَأَدْناكَ تَبْجِيلاً وَنادَاكَ مُكْرِما
أتاكَ فقالوا جاءنا متسلِّما
وَعَادَ فَقَالُوا بَلْ أَتَاهُ مُسَلِّما
وفاهَ بأقوالٍ تضاهي فعالهُ
أَعَزَّكَ فِيها ظَاعِناً وَمُخَيِّما
وتابعَ آراءَ الخلافة ِ قاضياً
بِتَكْذِيبِ ظَنٍّ كانَ فِيكَ مُرَجَّما
إِذَا رَامَ أَرْضاً بَثَّ فِي كُلِّ مَسْلِكٍ
مخوفَ الشَّذى يزجي خميساً عرمرما
تحيطُ بهِ منْ كلِّ قترٍ غمامة ٌ
صوارمها برقٌ وتنهلُّ أسهما
تَرى لِلِدَانِ السَّمْهَرِيَّة ِ فَوْقَهُ
سَدَى ً بِمُثَارِ الأَعْوَجِيَّة ِ أُلْحِما
عجاجٌ إذا أمَّ المجرَّة َ صاعداً
إِلَيْهَا رَمى عَيْنَ الغَزَالَة ِ بِالْعَما
يبيتُ لأنوارِ الكواكبِ كاسفاً
وَيُضْحِي بِهِ وَجْهُ النَّهارِ مُلَثَمَّا
وَلَوْ أَنَّ ذَا القَرْنَيْنِ يُمْنى بِبَعْضِ مَا
مُنِيتَ لَوَلّى هَارِباً أَوْ لَسَلَّما
ثَبَتَّ فَلَمَّا أَوْضَحَ الرَّأْيُ نَهْجَهُ
طَفَوْتَ عَلَى الْبَحْرِ الْمُحِيطِ وَقَدْطَما
وَذُدْتَ مَخُوفَاتِ الْخُطُوبِ مُجَامِلاً
فَعَادَ سَحِيلاً كُلُّ مَا كانَ مُبْرَما
كَفَيْتَ السُّيُوفَ أَنْ تَرِيمَ غُمُودَها
وَشِمْتَ مِنَ التَّدْبِيرِ أَبْيَضَ مِخْذَما
لئنْ وضعتْ عنها الجيادُ سروجها
لَقَدْ أُسْرِجَ الرَّأْيُ الأَصِيلُ وَأُلْجِما
إِلى أَنْ حَسَمْتَ الدَّاءَ أَعْيَا دَوَاؤُهُ
سواكَ ولوْ كانَ المسيحَ ابنَ مريما
وأعربتَ عنْ فضلِ الخطابِ مباشراً
وَلَوْ أَنَّ سَحْبَاناً مَكانَكَ أُفْحِما
مَقالٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَ شَفَعْتَهُ
بمرأى ً يروقُ النَّاظرَ المتوسِّما
وَسَكَّنْتَ عَنْ حَزْمٍ زَعَازِعَكَ الَّتي
إِذَا عَصَفَتْ كانَتْ أَعَادِيكَ خَشْرَما
فقلَّدكَ الشَّامَ الَّذي قلَّدتكهُ
ظباكَ فشدَّ الآخرُ المتقدِّما
لعمري لقدْ حلَّتْ رعاياكَ هضبة ً
تطاولُ رضوى بلْ تطولُ يلملما
أَوَانَ أَحَلْتَ الْخَوْفَ أَمْناً بِعَزْمَة ٍ
أَحَلَّتْ لَهَا النَّوْمَ الَّذِي كانَ حُرِّما
أَعَدْتَ لَهُمْ حُبَّ الْحَيَاة ِ فَعَادَ فِي
اغْتِباطٍ بِها مَنْ كانَ مِنْهَا تَبَرَّمَا
وَفِيما مَضى حَابَوْكَ بِالحُبِّ رَهْبَة ً
فأنعمتَ حتّى خالطَ اللَّحمَ والدَّما
وأعرضتَ عنْ قولِ السُّعاة ِ نزاهة ً
إلى أنْ ظننَّاهمْ على الجودِ لوَّما
وَمَنْ ظَافَرَ السَّاعِي عَلى مَا يَقُولُهُ
فمنْ قولهِ استملى وعنْ قوسهِ رما
وما الدَّهرُ إلاَّ طوعُ أمركَ راغماً
جنى أبؤساً أو بثَّ في الخلقِ أنعما
إِذَا عَادَ عَنْ سُوءٍ فَأَنْتَ نَهَيْتَهُ
وَإِنْ جَاءَ إِحْسَاناً فَمِنْكَ تَعَلَّما
وَمَا جَادَتِ الْخَضْرَاءُ إِلاَّ تَغَيَّمَتْ
فللهِ نوءٌ لا يغيمُ إذا هما
حَلَلْتَ وَإِنْ سِيئَتْ عِدَاكَ مَحَلَّة ً
يَعُودُ حَسِيراً مَنْ إِلى سَوْمِهَا سَما
لئنْ كانَ أدناها عسيراً على الورى
فما زالَ أقصاها إليكَ مسلَّما
تَبِيتُ بِهَا فَوْقَ السِّمَاكِ مُطَنِّباً
فلاَ رئيتْ حتّى القيامة ِ أيِّما
بنفسكَ طاولْ غالباً لاَ مغالباً
ذوي المجدِ واتركْ منْ إذا طاولَ انتما
كفى صالحاً فخراً أبوكَ وكونهُ
لهُ ابناً ونصراً أنْ تكونَ لهُ ابنما
ويكفي كلاباً وهوَ ميتٌ وعمَّهُ
نُمَيْراً حَيَاة ً أَنَّ جَدَّيْكَ مِنْهُما
وَمَا عَنَّ هُجْرُ الْقَوْلِ إِلاَّ تَأَخَّرَا
ولاَ كرهَ الإقدامُ إلاَّ تقدَّما
وإنْ كنتَ قدْ أنسيتَ بالبأسِ والنَّدى
وقهرِ العدى ما شاعَ في الأرضِ عنهما
وَما إِنْ رَأَيْنَا قَبْلَ سَيْفِكَ عَقْرَباً
يُعَفِّرُ أَيْماً أَوْ يُجَدِّلُ ضَيْغَما
لعمري لقدْ أوسعتني منْ كرامة ٍ
أضاءَ بها الحظُّ الَّذي كانَ أظلما
وأوضحتَ لي بالبشرِ ما أنتَ مضمرٌ
وَأَظْهَرْتَ بِالتَّقْرِيبِ مَا كَانَ مُبْهَما
وَإِنَّ عَطَايَا الأَكْرَمِينَ مَلاَبِسٌ
وَأَفْخَرُهَا مَا كانَ بِالبِشْرِ مُعْلَما
سأشكرُ رأياً منقذيّاً أحلَّني
ذَرَاكَ لَقَدْ أَوْلى جَمِيلاً وَأَنْعَما
وأبسطُ فيما قلَّدَ ابنُ مقلَّدٍ
لساناً إذا لاقى الضَّريبة َ صمَّما
عطفتَ عليهِ كابتاً كلَّ حاسدٍ
وَكُنْتَ بِهِ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ أَعْلَما
وَأَسْمَعْتَنِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ فِيهِ مَا
أزالَ التَّشكِّي بلْ أماطَ التَّلوُّما
هُوَ العَبْدُ إِنْ جَرَّدْتَهُ شَهِدَ الْوَغى
حُسَاماً وَإِنْ أَشْرَعْتَهُ كَانَ لَهْذَما
على أنَّهُ لا فُلَّ غربُ لسانهِ
مدى الدَّهرِ لا تحتاجُ منهُ مترجما
لَقَدْ لَؤُمَ الدَّهْرُ الَّذِي عَنْكَ عَاقَنِي
وإنْ لمتهُ منْ بعدِ ذا كنتُ ألأما
سَأُثْنِي بِما أَوْلَيْتَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ
يراني فيهِ الجاهليَّ المخضرما

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:08 AM
سبقتَ ففزْ بعظيمِ الخطرْ
ودعْ لعداكَ المنى وَالخطرْ
فدتكَ ملوكٌ علتْ بالجدودِ
وَأَعْلاَكَ مَجْدُكَ لَمَّا ظَهَرْ
وَأَيْنَ المُنِيفُ بِحِظٍّ أَعَا
نَ ممنْ أنافَ بفضلٍ بهرْ
بِطَاءٌ إِذَا سُئِلُوا نَجْدَة ً
أقاموا مقامَ النهوضِ العذرْ
غدا المالُ محتقباً عندهمْ
وَعِنْدَكَ لَمَّا يَزَلْ مُحْتَقَرْ
فراهبُ عدواهمُ لاَ يساءُ
وَطَالِبُ جَدْوَاهُمُ لاَ يُسَرْ
لقدْ حظرَ اللهُ هذا الجلالَ
عَلَى مَنْ مَضى وَعَلَى مَنْ غَبَرْ
أتقعدُ عنْ مرتقاهُ النجو
مُ عجزاً وَ يطمعُ فيهِ البشرْ
وَيبغي تناولهُ الحاسدونَ
عَلَى مَا بِأَبْوَاعِهِمْ مِنْ قِصَرْ
وَإِنَّكَ مِنْ كَيْدِهِمْ آمِنٌ
كما أمنَ البازُ كيدَ النغرْ
معالٍ بغوا حطها فاعتلتْ
وَمَجْدٌ رَجَوْا طَيَّهُ فَ?نْتَشَرْ
وَإِنْ جَحَدُوهُ وَلَنْ يَقْدِرُوا
فَإِنَّ الإْمَامَ بِهِ قَدْ أَقَرْ
ففاهُ بوصفكَ منْ لا يمينُ
وَخَبَّرَ عَنْ سُؤْدُدٍ مَنْ خَبَرْ
وَرقاكَ في قولهِ وَالفعالِ
ذُرى شَرَفٍ لَمْ يَنَلْهَا بَشَرْ
رأى اللهَ متخذاً في الورى
خَلِيلاً فَكُنْتَ الْخلِيلَ الأَبَرَ
على ألسنِ الناسِ طراً تقرُّ
بها وَعيونُ المعالي تقرّْ
وَوصفٌ أحلكَ فوقَ السماءِ
فخاطبْ وَكاتبْ منَ المستقرّْ
وَكمْ لعداتكَ منْ عثرة ٍ
تقالُ وَمنْ زلة ٍ تغتفرْ
لَدَيْكَ وَلَمْ يُعْمِلُوا حِيلَة ً
نجا الهرمزانُ بها منْ عمرْ
لِغَيْرِكَ عِنْدَ احْتِيَالِ الرِّجَالِ
يدبُّ الضراءُ وَيمشي الخمرْ
أَزِلْ مَا بِأَعْنَاقِهِمْ مِنْ صَغى ً
وَما بخدودهمُ منْ صعرْ
فما أمهلَ السمُّ إلاَّ وَدبَّ
وَلاَ أهملَ الكلبُ إلاَّ عقرْ
وَعاتبهمُ بصليلِ التي
تفرقُ بينَ الطلى وَالقصرْ
فأوعظُ منْ زبرِ الأولينَ
لَدى الْكُفْرِ مَطْبُوعَة ٌ منْ زُبَرْ
وَإنَّ الذي شايعَ المرجفيـ
ـنَ أَعْمى الْبَصِيرَة ِ أَعْمى الْبَصَرْ
حمى الحقَّ منكَ منيعُ الجوارِ
عزيزُ النفيرِ كريمُ النفرْ
شُجاعٌ إِذَا مَا قَضى أَوْ سَطَا
مطاعٌ إذا ما نهى أوْ أمرْ
غَمَامٌ وَمَا هَدَرَ الرَّعْدُ فِيهِ
أرانا دمَ المحلِ يمضي هدرْ
كُنُوزُ الْمَعَالي لَدَيْهِ تُزَارُ
وَثَوْبُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ يُزَرَ
وَللمجدِ راحاتهُ وَاللغوبُ
وَللحمدِ روحاتهُ وَالبكرْ
مَضَاءٌ لِكُلِّ عَنِيدٍ أَبَارَ
وَسعيٌ على كلَّ سعيٍ أبرّْ
وَعَدْلٌ بِهِ يُسْتَدَامُ الْبَقَاءُ
وَعَفْوٌ بِهِ يُسْتَتَمُّ الظَّفَرْ
وَتَفْعَلُ آلاَؤُهُ فِي الْمُحُو
لِ فعلَ عزائمهِ في الغيرْ
عَزَائِمُ مَنْ أَمَّنَتْ لَمْ يُجَرْ
عليهِ وَمنْ خوفتْ لمْ يجرْ
فَيَا عَلَمَ الْمَجْدِ لَمَّا اسْتَطَالَ
وَيا ناصرَ الدينِ لما انتصرْ
وَيَا دَاعِيَ الَجَفَلى لِلْغِنى
إِذَا مَنْ دَعَا لِلطَّعَامِ انْتَقَرْ
وَيا صاحبَ السيرِ السائرا
تِ تُتْلى وَتَبْقى بَقَاءَ السُّوَرْ
رأى اللهُ عدلكَ في خلقهِ
فَأَجْرى عَلَى مَا تَشَاءُ الْقَدَرْ
وَإِنَّ الْمُغِيثَ بِكَ الْمُسْلِمِيـ
ـنَ أَحْسَنَ لِلْمُسْلِمِينَ النَّظَرْ
وإِنَّكَ مِنْ مَعْشَرٍ جَاوَزَتْ
مَدى الْحُسْنِ أَفْعَالُهُمْ وَالصُّوَرْ
وُجُوهٌ تَلُوحُ فَتَخْفى الْبُدُورُ
وَأيدٍ تسحُّ فتترى البدرْ
قرومٌ مضوا في سبيلِ الردى
وَذكرهمُ ماثلٌ ما دثرْ
ذَوُو عِتَرٍ نَشْرُ أَعْرَاقِهَا
هوَ المسكُ لاَ ما حوتهُ العترْ
أُصُولُكُمُ شَامِخَاتُ الْفُروعِ
وَأَيَّامُكُمْ شَادِخَاتُ الْغُرَرْ
وَمَحْضُ الْإِبَاءِ وَحُسْنُ الْوَفَاءِ
غَرَائِزُ فِي بَدْوِكُمْ وَالْحَضَرْ
وَمنكمْ رجالٌ أقاموا الحدودَ
بحدَّ السيوفِ على منْ كفرْ
وَكَانُوا لِذَا الدِّينِ لَمَّا نَبَتْ
بِهِ أَرْضُ مَكَّة َ نِعْمَ الْوَزَرْ
مساعٍ لقومكَ ما غادرتْ
لمفتخرٍ في الورى مفتخرْ
تغصُّ ربيعة ُ منها العيونَ
وَلَوْلاَ الرَّسُولُ لَغَضَّتْ مُضَرْ
وَإنكَ إذْ جئتَ منْ بعدهمْ
سنا الشمسِ غطى ضياءَ القمرْ
يَفِيضُ بِوَجْهِكَ مَاءُ الْحَيَا
ءِ إنْ شئتَ نفعاً وإنْ ئتَ ضرّْ
وَتغضي على الذنبِ لاَرهبة ً
كَمَا احْمَرَّتِ الْبِيضُ لاَ مِنْ خَفَرْ
وَتهتزُّ عندَ استماع المديحِ
كَمَا اهْتَزَّ فِي الرَّوْعِ عَضْبٌ ذَكَرْ
وَقَدْ أيْقَنَ ابنَاكَ فَلْيَسْلَمَا
بأنَّ العلى فرصٌ تبتدرْ
فكلٌّ بها مستهامُ الفؤادِ
قليلُ الرقادِ كثيرُ السهرْ
يَعِفُّ إِذَ مَا خَلاَ مِثْلَمَا
تعفُّ وَيعفو إذا ما قدرْ
يفوتانِ فيما أفادَ الثنا
ءَ لمعَ البروقِ وَلمحَ البصرْ
فَهَلْ مِنْ مُجِيدٍ يُدانِيهِمَا
إِذَ الْمَجْدُ عَنْ سَاعِدَيْهِ حَسَرْ
وَما العيدُ إلاَّ كعافٍ أتا
كَ أحمدتهُ وردهُ وَالصدرْ
فَلاَ زِلْتَ تَخْلُفُهُ مَا اسْتَقَـ
ـلَّ فغابَ وَتذهلهُ ما حضرْ
لَقَدَ ضَلَّ فِكْرِي وَضَاقَ الْقَرِيضُ
بوصفِ ندى ً فاضَ حتى غمرْ
وَما خلتُ قبلَ بلوغي إليكَ
أَنَّ الْغِنى مِنْ دَوَاعِي الْحَصَرْ
وَمَا أَعْرِفُ الْفَقْرَ حَتّى أَقُولَ
عَلَى أَنَّنِي رَبُّ بَيْتِ الْفِقَرْ
زوتها عطاياكَ عنْ معشرٍ
بِأَجْيَادِهِمْ لاَتَلِيقُ الدُّرَرْ
وَحليتَ حاليَ بعدَ العطولِ
وَأَحْلَيْتَ مِنْ عِيشَتِي مَا أَمَرَ
إذا ما مضتْ زمرٌ منْ لهاكَ
تَلَتْهَا وَأَرْبَتْ عَلَيْهَا زُمَرْ
فجودٌ أنالَ جميعَ المنى
وَجُودٌ بِبَالِ الْمُنَى مَا خَطَرْ
أخو العدمِ منْ ظلَّ يرجو سواكَ
وَرَبُّ الْغِنَى مَنْ إِلَيكَ افْتَقَرْ
وَما طالبُ الدرِّ منْ بحرهِ
كمنْ ظلَّ يطلبهُ منْ نهرْ
وَمُعْتَاصَنة ِ الْمِثْلِ فِي ذَا الزمَا
نِ معتاضة ٍ صحفاً منْ فكرْ
لها أرجٌ كنسيمِ الرياضِ
وافى رسيلَ نسيمِ السحرْ
تَحلَّتْ مَنَاقِبَ لَمْ تَسْتَعِنْ
عليها سواها وَلمْ تستعرْ
تطاولُ أعمارَ زهرِ النجومِ
وَيبقى سواها بقاءَ الزهرْ
وَإنَّ الذي يبتغي عدها
لكالمبتغي عدَّ قطرِ المطرْ
لِذَاكَ الْمُبُالِغُ فِي مَدْحِهَا
إذا هوَ أكثرَ قيلَ اختصرْ
وَإِنْ أَقْعَدَتْنِيَ عنْكَ الْخُطُوبُ
فعندي ثناءٌ يديمُ السفرْ
وَحضُّ السقامِ على ذا المقام
مُشِيرٌ لَعَمْرُكَ لَمْ يُسْتَشَرْ
رَأَى هِجْرَتِي فِي الزَّمَانِ الْبَهِيمِ
وَوَاصَلَنِي فِي الزَّمَانِ الأغَرْ
وَلوْ أنني أستطيعُ النهوضَ
حفظتُ الوفا وَأضعتُ الحذرْ
لقدْ أظهرَ الغدرَ إذْ غبتُ عنكَ
زماني وَلوْ لمْ أغبْ ما غدرْ
وَإنْ أمهلتني حتى أراكَ
حوادثهُ فعليها المكرّْ

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:09 AM
يا ديمتي نوءِ الثُّريَّا دوما
لتروِّيا بالأبرقينِ رسوما
حُطَّا رِحَالَ الْمُزْنِ فَوْقَ مَعَالِمٍ
جعلَ الهوى مجهولها معلوما
وَمَعَاهِدٍ عَهْدِي بِها مَأْهُولَة ً
بصريمِ إنسٍ لمْ يكنْ مصروما
وَإِذَا الْغَمامُ عَدَا الْمَنَازِلَ صَوْبُهُ
فغدا على أجإٍ أجشَّ هزيما
وَسَقى لِسَلْمى دُونَ سَلْمى مَنْزِلاً
أَضْحى بِوَسْمِيِّ البُكا مَوْسُوما
بَانَ الْفَرِيقُ فَكَمْ حَمِيمٍ مِنْهُمُ
صارَ الفراقُ لهُ أخاً وحميما
رحلوا كأنَّ البينَ كانَ غمامة ً
حجبتْ بدوراً منهمُ ونجوما
بِقَلاَئِصٍ لَوْلاَ الْمَهَا وَخَدَتْ بِهِ
مَا كَانَ يَحْسُدُ مُهْمَلٌ مَحْرُوما
يا عاذليَّ أرى الملامَ جميعهُ
فِي الْحُبِّ لُؤْماً فَاعْذِرا أَوْ لُوما
وبنفسيَ القمرُ الَّذي في عشقهِ
ألغيتُ ريّى واطَّرحتُ ظلوما
رشأٌ تشابهَ طرفهُ ومحبُّهُ
وَوِدَادُهُ كُلٌّ أَرَاهُ سَقِيما
يَحْكِي تَعَرُّضُهُ لَنَا وَنِفَارُهُ
وَالجِيدُ وَالطَّرْفُ الكَحِيلُ الرِّيما
وَيُشاكِلُ الشَّمْسَ الْمُنِيرَة َ وَجْهُهُ
نُوراً وَبُعْدَ تَنَاوُلٍ وَأَدِيما
ويقايسُ المسكُ الذَّكيُّ بعرفهِ
فيكونُ أطيبَ في الأنوفِ نسيما
ذُو هِجْرَة ٍ أَيَّامُها مَا تَنْقَضِي
ومواعدٍ إنجازها ما سيما
مطلٌ كما مطلَ البخيلُ بوعدهِ
لا مثلما مطلَ الغريمُ غريما
فَسَأَطْلُبُ الْمَوْجُودَ عَنْ ثِقَة ٍ بِمَا
يُجْدِي عَلَيَّ وَأَتْرُكُ الْمَعْدُوما
وأقولُ للحدثانِ نصرٌ ناصري
فَاطْلُبْ لِجَوْرِكَ مَارِناً مَخْطُوما
إِنِّي أَبَيْتُ وَغَيْرُ بِدْعٍ أَنْ أَبى
منْ في ذراهُ أنْ يُرى مهضوما
فِي ظِلِّ أَرْوَعَ لاَ يَمُرُّ بِبُقُعَة ٍ
إِلاَّ وَكانَ تُرَابُهَا مَلْثُوما
تَتَنَاهَبُ الأَفْوَاهُ مَوْطِىء َ رِجْلِهِ
قُبَلاً لِمَنْعِ الهَيْبَة ِ التَّسْلِيما
يبثُّ منْ كلماتهِ الفقرَ الَّتي
ملأتْ قلوبَ الحاسديهِ كلوما
فاقَ الملوكَ فصاحة ً وسماحة ً
وَصَبَاحَة ً وَرَجَاحَة ً وَعَزِيما
وبدا الزَّمانُ بهِ أغرَّ محجَّلاً
ولقد عهدناهُ أغمَّ بهيما
إنْ همَّ بالأعداءِ كانَ غشمشماً
وإذا همتْ كفَّاهُ كانَ غشيما
منْ معشرٍ راعوا الممالكَ وارتعوا
رَوْضَ الْمَحَامِدِ بَارِضاً وَجَمِيما
حَتّى إِذَا ذَهَبُوا بِحُرِّ نَبَاتِهِ
تَرَكُوهُ لِلْمُتْعَقِّبِينَ هَشِيما
أخفوا هباتهمُ وخفُّوا للنَّدى
والمستغيثِ ويثقلونَ حلوما
مِنْ كُلِّ أَرْوَعَ مَا اسْتُقِلَّ عَطَاؤُهُ
في الممحلاتِ ولاَ استقلَّ ذميما
عُدِمُوا فَمَا ضَرَّ الشَّجَاعَة َ وَالنَّدى
وبغاتهُ أنْ يظعنوا وتقيما
وأتيتَ في أعقابهمْ متأخِّراً
فَأَتَيْتَ فَضلاً أَوْجَبَ التَّقْدِيما
مَاثَلْتَهُمْ ثُمَّ انْفَرَدْتَ بِسُؤْدُدٍ
تُلْفى إِماماً فِيهِ لاَ مَأْمُوما
لاَ تَبْكِ يَوْماً بِالفُنَيْدِقِ حَسْبُهُ
عزّاً وجدُّكَ مَنْ أذلَّ الرُّوما
وَرِثَا مَضَاءَ أَبِي عَلِيٍّ صَالِحٍ
حاوي المآثرِ حادثاً وقديما
أوفى البريَّة ِ في قراعِ ملمَّة ٍ
حزماً وأوسعهمْ لها حيزوما
كَمْ فَازَة ٍ ضُرِبَتْ لَهُ بِمَفَازَة ٍ
تردي السَّوابقَ والقلاصَ الكوما
ضُربتْ على محضِ النِّجارِ مظفَّرٍ
لا يسأمُ التَّقويضُ والتَّخييما
بِذَوَابِلٍ إِنْ زُرْنَ أَرْضَ مُعَظَّمٍ
أكثرنَ أرملة ً بها ويتيما
وَمُبَذَّلاَتٍ لِلصَّوَارِمِ وَالقَنَا
وَمُبَدَّلاَتٍ مِ العَليقِ شَكِيما
طوراً تغيرُ وراءَ عانة َ شزَّباً
تردي وطوراً تطرقُ الدَّاروما
فبقيتَ منْ خلفٍ تكفَّلَ للعلى
أَلاَّ يَبِيتَ بِغَيْرِهَا مَهْمُوما
وحسامِ هيجاءٍ بهِ انحسمَ الأذى
وَحَياً يَسُحُّ الْمَكْرُماتِ هَزِيما
وليسلُ رتبتكَ العليَّة َ راغماً
منْ كانَ منْ درِّ الثَّناءِ فطيما
فَهِيَ النَّبَاهَة ُ لَنْ يَنَالَ عَظِيمَها
منْ لاَ يذودُ منَ الخطوبِ عظيما
أقسمتُ حلفة َ صادقٍ بمواهبٍ
غادرنني لذوي الثَّراءِ قسيما
لَوْلاَ ابْنُ مَحْمُودٍ لَعَاوَدَ رَوْضُها
مرعى الخطوبِ وحوضها مهدوما
بنداكَ أصبحَ حاسدي منْ كانَ لي
مِنْ قَبْلِ إِفْضَائِي إِلَيْكَ رَحِيما
ولديكَ قامَ بحقِّيَ الزَّمنُ الَّذي
مَا زِلْتُ أَعْهَدُهُ أَلَدَّ غَشُوما
فلأثنينَّ على سحابٍ غيثهُ
أغنى الفقيرَ وأنصفَ المظلوما
وَأُعِيذُ مَجْدَكَ مِنْ عَطَايَا جَمَّة ٍ
أَبْغِي لَهَا التَّكْمِيلَ وَالتَّتْمِيما
أوْ أنْ أُرى في غيرِ مكَّة َ محرماً
وَمِنَ الثِّيَابِ خَلَعْتَها مَحْرُوما
وَلوِ انْقَبَضْتُ عَنِ السُّؤَالِ لَحُقَّ لِي
وَإِذَا انْبَسَطْتُ فَقَدْ سَأَلْتُ كَرِيما
عَلَّمْتَنَا الطَّلِبَاتِ مِنْ بَعْدِ الغِنى
وَرُزِقْتَ شَيْخاً يَقْبَلُ التَّعْلِيما
فَ?مْنُنْ وَلاَ تَلُمِ العُفَاة َ إِذَا هِيَ ?شْـ
تطَّتْ فأنتَ أبحتها التَّحكيما
هلْ تخفقُ الآمالُ عندَ مملَّكٍ
يَهَبُ الأُلُوفَ وَيُقْطِعُ الإِقْلِيما
يَهَبُ الثَّناءَ وَمَالَهُ لِلْمُجْتَدِي
نهباً فكانَ الغانمَ المغنوما
والوفرُ نافعهُ الَّذي يُحبى كما
نَفْعَ الْمُثَقَّفِ أَنْ يُرى مَحْطُوما
بأبي المظفَّرِ عادَ ذلِّي عزَّة ً
والخوفُ أمناً والشَّقاءُ نعيما
بمصدِّقِ الأملِ الَّذي أنضيتهُ
أَرْجُو البَخِيلَ وَأَحْمَدُ الْمَذْمُوما
وأميلُ طوعَ نوائبٍ لمْ يستطعْ
عَضُّ الثِّقَافِ لِمَيْلِها تَقْوِيما
أُحْضِرْتُ مَجْلِسَهُ فَجَادَ بِنَائِلٍ
بارى بهِ التَّقريبَ والتَّكريما
دَرَّتْ خُلُوفٌ مَا مَرَاهَا حَالِبٌ
وهمتْ غيوثٌ ما امتطينَ غيوما
تُهْدِي بِرِيحِ الْمِسْكِ لاَ رِيحِ الصِّبا
نَشْراً وَتَسْقِي الْحَمْدَ لاَ التَّنُّومَا
ورأيتُ ثغرَ مواهبٍ متبسِّماً
أبداً وثغرَ مناقبٍ معصوما
لَوْ شَامَ ذِي الشِّيَمَ ابْنُ أَوْسٍ لَمْ يَبِتْ
جاراً لإسحقَ بنِ إبراهيما
أوْ راءَ أحنفُ وهوَ أحلمُ منْ مضى
ذا الحِلمَ آيسَ أنْ يُعدَّ حليما
أَوْ عَايَنَتَ ذَا الْجُودِ سُعْدى وابْنُهَا
أوسٌ لودَّتْ أنْ تكونَ عقيما
أيَّامُ هذا الملكِ أعيادق لنا
تَسْتَغْرِقُ التَّبْجِيلَ وَالتَّعْظِيما
فلقلَّ ما نشتاقُ عيداً ظاعناً
مَا دُمْتَ عِيداً لِلأَنَامِ مُقِيما
إِنَّ الْقَوَافِيَ لاَ عَدَتْكَ مَوَادِحاً
أمنتْ بكَ الإخفاقَ والتَّأثيما
فَمَنَعْتَهَا مَنْ كَانَ مَشْرَبُها بِهِ
كَدِراً وَمَرْتَعُهَا لَدَيهِ وَخِيما
لِلّهِ قَوْلٌ فِيكَ لَمْ أَكْسِبْ بِهِ
إثماً وظنٌّ لمْ يكنْ ترجيما
فلقدْ أنلتَ وما مطلتَ بنائلٍ
وَأَرى مِطَالَكَ بِالْمَحَامِدِ لُوما

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:09 AM
كَفى الدِّينَ عِزّاً مَا قَضَاهُ لَكَ الدَّهْرُ
فمنْ كانَ ذا نذرٍ فقدْ وجبَ النذرُ
لَقَدْ ظَلَّلتْ هذِي الْبِلادَ سَحابَة ٌ
بوارقها بشرٌ وَإيماضها تبرُ
إذا ما غمامٌ خصَّ أرضاً بغيثهِ
همى هاطلاً في كلَّ قطرٍ لها قطرُ
ثَمانِيَة ٌ لَمْ تَفْتَرِقْ مُذْ جَمَعْتَها
فَلاَ افْتَرَقَتْ ما ذَبَّ عَنْ ناظِرٍ شُفْرُ
يقينكَ وَالتقوى وجودكَ وَالغنى
وَلَفْظُكَ وَالْمَعْنى وَعَزْمُكَ وَالنَّصْرُ
بكَ انجابتِ اللأوآءُ وَامتدتِ المنى
وَضُوعِفَتِ الآلاءُ وَافتَخَرَ الْعَصْرُ
وَرَدَّ إِلَيْكَ الأَمْرَ لُطْفاً وَرَحْمَة ً
بذا الخلقِ طراً منْ لهُ الخلقُ وَالأمرُ
فَآمَنْتَهُمْ غَضَّ الْجُفُونِ عَلَى قَذى ً
فَأَقْصى مُناهُمْ أَنْ يَطُولَ لَكَ الْعُمْرُ
فللهِ ملكٌ زينَ الدستَ ملكهُ
وَجادَ الْحَيا مَلْكاً تَضَمَّنَهُ الْقَبْرُ
وكنا نظنُّ الأرضَ تظلمُ بعدهُ
فقمتَ مقامَ الشمسِ إذْ غيبَ البدرُ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أَعْظَمُ أُسْوَة ٍ
فَلاَ تَظْهَرِ الشَّكْوى وَلاَيَتْعَبِ الْفِكْرُ
فَقِيدُكَ مَنْ لاَيَمْلِكُ الْهَمُّ رَدَّهُ
وَخصمكَ منْ لا يقتضى عندهُ وترُ
مضى حيثُ لا تغني الصوارمُ وَالقنا
وَلاَ النَّسَبُ الزَّاكي وَلاَ النَّائِلُ الْغَمْرُ
وَلَوْ كَانَتِ الأَقْدَارُ تُثْنى بِقُوَّة ٍ
حماهُ الإباءُ المحضُ وَالجحفلُ المجرُ
وَسارتْ على مثلِ النعامِ ضراغمٌ
عَلَيْها مِنَ الْماذِيِّ أَوْشِحَة ٌ خُضْرُ
إذا أظهروا سرَّ الجفونِ فلاَ دجى ً
وَإِنْ لَفَّهُمْ نَقْعُ الْمَذَاكِي فَلاَ فَجْرُ
وَلكنها تمضي على غلوانها
سَوَادٌ عَلَيْها مُسْتَعِدٌّ وَمُغْتَرُّ
صَبَرْنا عَلَى حُكْمِ الزَّمانِ الَّذي سَطا
على أنهُ لولاكَ لمْ يمكنِ الصبرُ
غزانا ببؤسى لا يماثلها الأسى
تقارنُ نعمى لا يقومُ بها شكرُ
وَأَوْجَبَتِ الأُولى الْمَلاَمَ فَلَمْ نَلُمْ
وَأنى لهُ لومٌ وَأنتَ لهُ عذرُ
وَكادَ شعارُ الخوفِ ينبثُّ في الورى
فنادى شعارُ الأمنِ يا نصرُ يا نصرُ
فَمَرَّتْ بِكَ الشَّقْراءُ تَسْمُو تَحَلُّقاً
كَما حَلَّقَتْ فَتْخاءُ يَجْذِبُها وَكْرُ
عَلَيْها هُمامٌ يَمْلأُ الأْرْضَ هَيْبَة ً
عَلَى الْجَيْشِ كَرَّارٌ إِذَا حِزْبُهُ فَرُّوا
بِحَيْثُ حَمى تِلْكَ الْوُجُوهَ بِسَيْفِهِ
وَقَدْ كُشِفَتْ عَنْها البَرَاقِعُ وَالْخُمْرُ
حَبِيبٌ إِلَيْهِ الْعَدْلُ وَاللِّينُ وَالنّدى
بَغِيضٌ إِلَيْهِ الْجَوْرُ وَالبُخْلُ وَالْكِبْرُ
أرى المجدَ عقداً أنتَ واسطة ٌ لهُ
وَعَن جانِبَيْهِ صالِحٌ وَفَنا خُسْرُو
فَجَدٌّ لَهُ دَانَتْ نِزَارٌ وَيعْرُبٌ
وجدٌّ رعايا ملكهِ البدوُ وَالحضرُ
وأَنْتَ الَّذِي يُرْوى بِسَحِّ بَنانِهِ
فَكَيْفَ إِذَا فاضَتْ أَنامِلُهُ الْعَشْرُ
وَما الْمَرْءُ إِلاَّ مَنْ يُخافُ وَيُرْتَجى
لديهِ العطاءُ الحلوُ وَالأنفُ المرُّ
سَعِدْنا بِمَوْلى ً يَوجَدُ الْخَيْرُ عِنْدَهُ
وَيعدمُ إلاَّ في مواضعهِ الشرُّ
عواديهِ مدٌّ يحدثُ العفوُ جزرهُ
وَجَدْوَاهُ مَدٌّ لاَيُعَقِّبُهُ جَزْرُ
وَلَمَّا أَرَادَ اللّهُ إِظْهارَ حَقِّهِ
وَجاهرَ فيهِ الناسُ إذْ أمكنَ الجهرُ
بدا لاَ كما يبدو النباتُ منَ الثرى
وَلكنْ كما يبدو منَ الصدفِ الدرُّ
فداؤكَ منْ هذي الصفاتُ وَذكرها
عَلَى ظَهْرِهِ وِقْرٌ وَفِي سَمْعِهِ وَقْرُ
أَعانَتْ عَلَى إِدْرَاكِ ما تَسْتَحِقُّهُ
طريقتكَ المثلى وَهمتكَ البكرُ
وَلَمْ تَكُ فِيهِ كَ?بْنِ هِنْدٍ فَإِنَّهُ
بَغى فَبَغى ما لمْ يُخَلِّفْ لَهُ صَخْرُ
وَما ضَرَّ مَنْ فاقَ الْمُلُوكَ بِرَأْيِهِ
وَإِقْدَامِهِ أَلاَّ يَكُونَ لَهُ عَمْرُو
وَخالكَ منْ شادتْ دعائمَ بيتهِ
سجيتهُ الحسنى وَنائلهُ الغمرُ
فيا طيبَ ما حيتْ به مصرَ بابلٌ
وَيا حسنَ ما أهدتْ إلى حلبٍ مصرُ
فجاءَ كما يهدى إلى الروضِ صيبُ الـ
ـحيا لاَ كما يهدى إلى هجرَ التمرُ
فَأَهْلاً بِمَنْ تَقْضِي فَضائِلُهُ لَهُ
بِأَضْعافِ ما تَقْضِي الْقَرَابَة ُ وَالصِّهْرُ
وَلمْ يتركْ تلكَ البلادَ لأنها
بغتْ بدلاً منهُ وَلاَ أنْ نبا دهرُ
وَلكنهُ كالسيفِ فارقَ غمدهُ
ليشهدَ حداهُ بما خبرَ الأثرُ
وَإخوتكَ الراقونَ يبغونَ ذروة ً
تقيلها منْ قبلُ آباؤكَ الغرُّ
مَلَكْتَ فَما كَانُوا كَإِخْوَة ِ يُوسُفٍ
توددهمْ مكرٌ وَمحصولهُ خترُ
وَلكِنْ أَباحُوكَ الْمَوَدَّاتِ أُخْلِصَتْ
فَما فَوْقَها وُدٌّ وَلاَ تَحْتَها غِمْرُ
وَقبلكَ ما راءَ الأنامُ وَلنْ يروا
مدى الدهرِ شمساً حولها أنجمٌ زهرُ
فجاوزْ بهمْ حدَّ الأخوة ِ بالغاً
إِلى غايَة ٍ فِيها لَكَ الْحَمْدُ وَالأَجْرُ
وَأَمَّا الْعِدى خابُوا فَإِنَّ غَناءَهُمْ
غناءُ دخانِ النارِ غادرهُ الجمرُ
وَحوشيتَ منْ قرب اللئامِ فإنهمْ
إِذَا اسْتُنْصِحُوا غَرُّوا أَوِ أسْتُصْحِبُوا عَرُّوا
فمزقهمُ قتلاً وَنفياً فإنهُ
نَهى الدِّينُ أِنْ يَسْتَصْحِبَ الْفاجِرَ الْبَرُّ
وَفَائِضِ إِنْعَامٍ بِهِ يُطْرَدُ الفَقْرُ
وَيبعدها منْ ليسَ يغلبهُ القرُّ
فيبعدُ عنْ أعطانها منْ بهِ عرُّ
وَأَنْشَرْتَ أَمْوَاتَ الأَمَانِي مُكَذِّباً
مَقالَ أُناسٍ لَيْسَ بَعْدَ التَّوى نَشْرُ
فَدَامَتْ وَعَزَّتْ دَوْلَة ٌ نَبَوِيَّة ٌ
دعتكَ بما فيهِ لها لعزُّ وَالفخرُ
فَإِنْ فاخَرَتْ يَوْماً فَأَنْتَ جَلاَلُها
وَصَمْصَامُها فِي كُلِّ نائِبَة ٍ تَعْرُو
وَإنْ عدمتْ منْ كانَ أظهرَ حقها
بمحضِ ولاءٍ لاَ يمازجهُ غدرُ
وألوتْ بمحمودِ بنِ نصرٍ ملمة ٌ
عوائدها الإقدامُ وَالقسرُ وَالقهرُ
فنصرُ بنُ محمودِ بنِ صالحٍ
لَها عِوَضٌ نِعْمَ البَقِيَّة ُ وَالذُّخْرُ
وَأَنْتُمْ بِحَارُ الجُودِ وَالبَأْسِ وَالحِجَى
إذا غاضَ بحرٌ فاضَ يخلفهُ بحرُ
فكمْ منْ بلادٍ أنكحتكمْ رماحكمْ
وَليسَ سوى طعنِ النحورِ لها مهرُ
ثغورُ العدى إنْ رمتموهنَّ كالفلاَ
وَكلُّ فلاة ٍ رمتمُ منعها ثغرُ
أَحَادِيثُ مَجْدٍ يُعْجِزُ الدَّهْرَ طَيُّهَا
وَأخلدها ما كانَ يحفظهُ الشعرُ
تَبَاعَدَتُ عَنْكُمْ حُرْفَة ً لاَ زَهَادة ً
وَسرتُ إليكمْ جينَ مسنيَ الضرُّ
فَلاَقَيْتُ بابَ الأَمْنِ ما عَنْهُ حاجِزٌ
يَصُدُّ وَبَابَ العُرْفِ ما دُونَهُ سِتْرُ
وَطالَ مقامي في إسارِ جميلكمْ
فَدَامَتْ مَعالِيْكُمْ وَدَامَ لِيَ الأَسْرُ
وَأَنْجَزَ لِي رَبُّ السَّموَاتِ وَعْدَهُ الْـ
ـكريمَ بأنَّ العسرَ منْ بعدهِ يسرُ
وَجادَ ابْنُ نَصْرٍ لِي بِأَلْفٍ تَصَرَّمَتْ
وَإِنِّي عَلْيمٌ أَنْ سَيُخْلِفُها نَصْرُ
لقدْ كنتَ مأموراً ترجى لمثلها
فكيفَ وطوعا أمركَ النفعُ وَالضرُّ
وَمَابِي إِلَى الإِشْطاطِ فِي السَّوْمِ حاجَة ٌ
وَقدْ عرفَ المبتاعُ وَانفصلَ السعرُ
وَإِنِّي بِآمالِي لَدَيكَ مُخَيِّمٌ
وَكمْ في الورى ثاوٍ وَآمالهُ سفرُ
وَعِنْدَكَ لاَ أَبْغِي بِقَوْلِي تَصَنُّعاً
بأيسرِ ما توليهِ يستبعدُ الحرُّ
تَقَبَّلْ مِنَ المُثْنِي عَلَيْكَ اعْتِذَارَهُ
فقدْ ضاقَ عنْ أوصافكَ النظمُ وَالنثرُ
وَهنيتَ جداً لا يفترُ صاعداً
وَمليتَ أياماً عنِ اسمكَ تفترُّ

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:14 AM
دُمْ بالصِّيامِ مهنَّأً ما داما
تُفْنِي الشُّهُورَ وَتُنْفِدُ الأَعْواما
فِي عِزِّ مَمْلَكَة ٍ تَذِلُّ لَكَ العِدى
وَسَعَادَة ٍ تَسْتَخْدِمُ الأَيَّاما
أَخَذَ الفَضَائِلَ آخِرٌ عَنْ أَوَّلٍ
وحباكها ربُّ الورى إلهاما
فَافْخَرْ فَما لَكَ مَذْهَبٌ عَنْ مَذْهَبٍ
تُرْضِي الْخَلِيفَة َ فِيهِ وَالإِسْلاَما
ولتعلُ دولتهُ بأنَّكَ مجدها
وليعتصمْ بأنِ انتضاكَ حساما
وَمَتى تُبَارى أَوْ تُجَارى بَعْدَ أَنْ
فُتَّ الرِّجَالَ سَكِينَة ً وَعُرَاما
ومحاسناً تبقى بشاشتها إذا
عادتْ أحاديثُ الكرامِ حطاما
كالدُّرِّ لمَّا فارقَ الأصدافَ لاَ
كَالنُّورِ لَمَّا فَارَقَ الأَكْمَاما
ومناقباً لوْ لمْ يوعَّرْ نهجها
لاَقَيْتَ لِلسَّاعِينَ فِيهِ زِحَاما
أَغْلَيْتَ يَا شَرَفَ الْمُلُوكِ مُهُورَها
فِي بَثِّكَ الإِنْعامَ وَالإِرْغَاما
فعلتَ فما يسمو إليها مرتقٍ
وَغَلَتْ فَلَسْتَ تَرى لَهَا مُسْتَاما
يا رُبَّ نارٍ أجِّجتْ فأحلتها
برداً على مَنْ حُطتهُ وسلاما
وضراغمٍ زأرتْ فمنذُ أزرتها
صمَّ القنا عادَ الزَّئيرُ بُغاما
كالدَّوقسِ المغرورِ ظنَّ بجهلهِ
أنَّ الوهادَ تطاولُ الآكاما
ورجا فأقدمَ كيْ يُعزُّ بلادهُ
ورآكَ عنْ بعدٍ فخابَ وخاما
لَمَّا تَيَقَّنَ مَنْ أَشَدُّ شَكِيمَة ٍ
عندَ النِّزالِ ومنْ ألدُّ خصاما
فاعتاضَ منْ خيلائهِ بتخيُّلٍ
وَرَأَى الرَّدى خَلْفاً لَهُ وَأَمَاما
فلذا استجاركَ كيْ يفوزَ بنفسهِ
فَأَطَعْتَ فِيها الْوَاحِدَ الْعَلاَّما
كَانَتْ مُحَلَّلَة ً فَحِينَ حَمَيْتَهَا
صارتْ على البيضِ الرِّقاقِ حراما
لاَقى البَوَارَ فَعَاذَ بِالعَفْوِ الَّذِي
يمحو الذُّنوبَ ويغفرُ الإجراما
ومضى مضيَّ الطَّيرِ يطلبُ وكرهُ
يَلْحى القِتالَ وَيَحْمَدُ الإِحْجاما
مُتَحَقِّقاً أَنْ لَوْ دَعَوْتَ مَلِيكَهُ
لأَتَاكَ إِسْلاَماً أَوْ اسْتِسلاما
هِيَ فَعْلَة ٌ مَا أَنْتَ مَأْمُومٌ بِها
لَوْ لَمْ يَكُنْ مَلِكُ الْمُلُوكِ إِمَاما
وَبِحُكمِهِ فِيهِمْ حَكَمْتَ مُبَيِّناً
عَزْماً يَحُوزُ الْقَهْرَ وَالإِنْعَاما
أغنى سيوفكَ عنْ فراقِ غمودها
وَجِيَادَكَ الإِسرَاجَ وَالإِلْجَاما
وَلَقَدْ لَقِيتَ جَمَائِعاً فَشَلَلْتَها
فَرداً كَمَا شَلَّ الْخَمِيسُ نَعَاما
وطعنتَ فيهمْ حاسراً لا تتَّقي
وخزَ الرِّماحِ ولا تهابُ سهاما
ونحاكَ سهمٌ عارضتهُ مدية ٌ
لُطْفاً بِنَا فَثَنَتْهُ عَمَّا رَاما
لوْ أنَّ بسطاماً رآكَ وعامراً
وَاللَّذْ فَعَلْتَ لأَوْسَعَاكَ مَلاما
هلْ تبتغي بدلاً بمهجتكَ الَّتي
وجدانها قدْ شرَّدَ الإعداما
أمْ خلتَ أنَّ المجدَ ليسَ ينالهُ
منْ لا يكونُ على الرَّدى هجَّاما
لوْ أصحروا لمْ تحوِ أنطاكيَّة ٌ
إِلاَّ أَرَامِلَ تَكْفُلُ الأَيْتَاما
دونَ الَّذي أملوا حسامٌ صارمٌ
وَوَحِيُّ عَزْمٍ يَسْبِقُ الأَوْهاما
ماضٍ يزيلُ الهمَّ إنْ خطبٌ عرا
وَوَرَاءَهُ ضَرْبٌ يُطِيرُ الْهَاما
وَأُسُودُ هَيْجَاءٍ إِذَا قَصَدَتْ وَغى ً
حَمَلَتْ عَلَى أَكْتَافِهَا الآجَاما
مَا ضَرَّهُمْ لَمَّا تَنَاسَبَ فِعْلُهُمْ
فِي الرَّوْعِ أَنْ يَتَبَاعَدُوا أَرْحَاما
إنْ طالما آثرهمْ فلطالما
خاضوا الرَّدى وتحمَّلوا الآلاما
تُصْلِيهِمُ نَارَ الْحُرُوبِ مُغَرِّراً
بِهِمُ وَإِنْ كَانُوا عَلَيْكَ كِرَاما
لاَ يَسْلُبُونَ سِوى النُّفُوسِ كَفَتْهُمُ
نعمٌ جنوها منْ يدكَ جساما
تَهْذِيبُ نَصرٍ إِنَّهُ الْمَلِكُ الَّذِي
يُسْنِي اللُّهى ويُعَلِّمُ الإِقْدَاما
وَيَكُونُ لِلرَّاجِي حَيَاة ً حُلْوَة ً
ولمنْ طغى فبغى عليهِ حِمَاما
مَنْ لا يرى أنَّ الجميلَ فضيلة ٌ
مَعْدُودَة ٌ حَتّى يَكُونَ لِزَاما
فِي الجُودِ وَالإِقْدَامِ لاَ يَصْغُو إِلى
حزمٍ ولاَ يُصغي إلى منْ لاما
هيَ صبوة ٌ كثرَ العتابُ لأجلها
أوفى الهوى ما كثَّرَ اللُّوَّاما
يَا نَصْرُ إِنَّ النَّصْرَ خَلْفَكَ ظَاعِنٌ
أنّى ظعنتَ وإنْ أقمتَ أقاما
أقدمتَ حتّى لمْ تجدْ متقدَّماً
وهممتَ حتّى ما تركتَ هُماما
وحسمتَ داءً لا يُصابُ دواؤهُ
لَوْ غَيْرُكَ الآسِي لَكَانَ عُقَاما
وقدمتَ منصوراً فزالتْ غمَّة ٌ
وَحَلَلْتَ مِنْ بَعْضِ القُنُوطِ غَمَاما
وَحَياً أَزَالَ الْمَحْلَ يَتْلُو عَارِضاً
فاقَ الغيوثَ تبجُّساً ودواما
هامٍ يشفُّ البشرُ عنْ أمواههِ
والغيمُ يُحمدُ أنْ يكونَ رُكاما
وإِذَا السَّحَابُ الْجَوْنُ أَظْلَمَ أُفُقُه
أَلْفَيْتَهُ مُتَهَلِّلاً بَسَّاما
وَيَبِينُ لِلرُّوَّادِ أَبْيَضَ سَاطِعاً
لولاَ تدفُّقهُ لظُنَّ جهاما
كَمْ قَدْ أَخَفْتَ وَما صَبَحْتَ بِغَارَة ٍ
أهلَ ?لْعِنَادِ وَمَا ذَعَرْتَ سَوَاما
قَامَتْ مَقَامَ ?لْبْطسِ فِيهِمْ هَيْبَة ٌ
تَنْفي ?لّظلاَمَ وَتَكْشِفُ الإِظْلاَمَا
سَنَّتْ بِسُنَّتِكَ الْوُلاَة ُ فَمَا أَتَتْ
حَيْفاً وَأَعْدى عَدْلُكَ الْحُكَّاما
فجميعُ أهلِ الأرضِ مذْ سمعوا بهِ
تَرَكُوا البِلاَدَ وَيَمَّمُوا ذَا الشَّاما
إنَّ الرَّعايا مذْ ملكتَ تقيَّلوا
مِنْ ظِلِّ عِزِّكَ يَذْبُلاً وَشَماما
أَمْناً أَنَامَ السَّاهِرِينَ وَقَبْلَهُ
خَوْفٌ لَعَمْرُكَ أَسْهَرَ النُّوَّاما
معَ أنعمٍ لوْ لمْ تكنْ موصولة ً
لَتَوَهَّمُوا يَقَظَاتِهِمْ أَحْلاما
تَفْدِيكَ مِنْ غَيْرِ النَّوَائِبِ أَنْفُسٌ
أنتَ الَّذي أوطنتها الأجساما
وَمُمَوَّلٌ عَبَدَ الثَّرَاءَ فَعَدَّهُ
الرَّاجونَ فيمنْ يعبدُ الأصناما
أوَ ما درى أنَّ الثَّراءَ يزيدهُ
هُوناً إِذَا مَا زَادَهُ إِكْرَاما
أَدْنَيْتَ لِي الحَظَّ الَّذِي عَهْدِي بِهِ
وَإِذَا دَنا يَوْماً تَأَخَّرَ عَاما
وَبَلَغْتَ بِي أَقْصى الغِنى هِمّاً وَقَدْ
قَصَّرْتُ عَنْهُ يَافِعاً وَغُلاما
وَوَجَدْتُ دُرَّ الْمَأْثُرَاتِ مُبَدَّداً
حَتّى جَعَلَتْ لَهُ القَرِيضَ نِظاما
أبلِ اللَّياليَ واستجدَّ ولاَ تبلْ
قعدَ المنافسُ راضياً أمْ قاما
مَا فِي البَسِيطَة ِ مَنْ يُسَاجِلُكَ الْعُلى
شطَّ المدى مرمى ً وعزَّ مراما
خالفتَ أملاكاً إذا ما فاخروا
عدُّوا مآثرَ قدْ عفتْ وعظاما
وكفاكَ سؤددكَ الَّذي لا يُدَّعى
أنْ تذكرَ الأخوالَ والأعماما
معَ أنَّهمْ قدْ سطَّروا في المجدِ ما
أَفْنى الطُّرُوسَ وَأَتْعَبَ الأَقْلاما
فهمُ كتابٌ للفضائلِ جامعٌ
وَأَرَاكَ مِنْ مِسْكٍ عَلَيْهِ خِتاما

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:15 AM
أَمَّا وَظِلُّكَ مِمّا خِفْتُهُ وَزَرُ
يُجِنُّنِي فَلْتُدِمْ غارَاتِها الغِيَرُ
إذا ظفرتُ بأنْ يرتاحَ جودكَ لي
فما لنائبة ٍ نابٌ وَلاَ ظفرُ
إِنِّي وَإِنْ لَمْ تَدَعْ لِي فِي غِنى ً أَرَباً
إلى عواطفَ تدني منكَ مفتقرُ
نامتْ عيونُ الورى عنْ كلَّ مكرمة ٍ
تَرْنُو إِلَيْها بِعَينٍ دَأْبُها السَّهَرُ
سَلَوْا عَنِ العِزِّ حُبَّاً لِلحَياة ِ فَلَمْ
يَجْنُوهُ أَقْعَسَ فِي حَيْثُ القَنا شَجِرُ
وَهونَ الحمدَ عزُّ عندهمُ
فَعَزَّ عِنْدَكَ حَتّى هانَتِ البِدَرُ
فما أخذتَ منَ الأحمادِ ما تركوا
حَتّى وَصَلْتَ مِنَ الإِنْعَامِ ما هَجَرُوا
خافُوا وَمِنْ دُونِ إِدْرَاكِ العُلى خَطَرٌ
يذودُ عنْ نيلهِ منْ مالهُ خطرُ
إِنَّ العَوَاصِمَ مُذْ جادَتْ يَدَاكَ بِها
فِي كُلِّ يَوْمٍ إِلَيْها لِلْمُنى سَفَرُ
محلة ُ الأمنِ لاَ خوفٌ يمازجها
وَموطنُ العيشِ ما في صفوهِ كدرُ
أمنتها بعدَ أنْ مرتْ لها حقبٌ
وَمركبا أهلها التغريرُ وَالخطرُ
وَجُدْتَ مُجْدِبَها حَتّى لَقَدْ طَلَعَتْ
بَعْدَ الأُفُولِ الثُّرَيَّا وَالثَّرَى خِضَرُ
وَفاحَ عرفكَ فيها فاكتستْ ارجاً
نسيمها أبداً منْ نشرهِ عطرُ
فليسَ يدرى أشابَ المسكُ تربتها
أمْ باتَ يوقدُ في أرجائها القطرُ
للمجدِ كلُّ سبيلٍ أنتَ سالكهُ
وَللمحامدِ ما تأتي وَما تذرُ
وَفي زمانكَ خلى َّ الدهرُ عادتهُ
وَعَادَ مِنْ فِعْلِهِ المَذْمُومِ يَعْتَذِرُ
وَما تقدمتَ أهلَ الأرضِ قاطبة ً
حَتّى نَهَضْتَ بِمَا أَعْيَا بِهِ البَشَرُ
وَالبيضُ لوْ لمْ تميزها مضاربها
بِالقَطْعِ مَا قَصَّرَتْ عَنْ قَدْرِهَا الزُّبَرُ
أَبُوكَ أَنْسى بَنِي قَحْطَانَ حَاتِمهُمْ
جوداً وَجدكَ منْ عزتْ بهِ مضرُ
ما لُمْتُ قَوْمَيْهمَا إِلاَّ لأَنَّهُمُ
إذْ حانَ يومهما قلوا وًإنْ كثروا
لمْ يحفظوا الحقَّ منْ ماضٍ وَمقتبلٍ
حتى كأنهمُ غابوا وَإنْ حضروا
قومٌ رقوا هضباتِ البغيِ منْ حسدٍ
وَمَصْعَدُ البَغْيِ لَوْ يَدْرُونَ مُنْحَدَرُ
لوْ أنصفوا تبعوا غيثاً بصيبهِ
غنوا وَلمْ يخذلوا ملكاً بهِ نصروا
وَكَانَ لَمَّا التَقى الجَمْعَانِ بَيْنَهُمَا
ضَرْبٌ بِهِ حَلَقُ الماذِيِّ يَنْتَثِرُ
كَيَوْمِهِمْ بِعَزَازٍ إِذْ مَضَوا قُدُماً
وَلَنْ أَخِفَّ إِلى جَدْوى وَإِنْ كَثُرَتْ
ذاكَ المقامُ لنصرٍ آية ٌ ظهرتْ
لمْ يؤتها قبلهُ بدوٌ وَلاَ حضرُ
وَقدْ تضاعفَ عزٌّ أنتَ وارثهُ
كَمَا تَضَاعَفَ نَبْتٌ جَادَهُ المَطَرُ
وَقارَعَتْ عَنْ ثُغُورِ المُسْلِمِينَ قَناً
سمرٌ مواردها اللباتُ وَالثغرُ
أَطَعْتَ شارِعَ دِينٍ أَنْتَ ناصِرُهُ
فَصَارَ يَجْرِي بِما أَحْبَبْتَهُ القَدَرُ
وَصَانَعَتْكَ مُلُوكُ الرُّومِ حاذِرَة ً
خطباً إذا ما عرا لمْ ينفعِ الحذرُ
وَ عزمة ً لكَ لا تنبو مضاربها
عنِ العدا حينَ ينبو الصارمُ الذكرُ
ألوتْ بنجوة ِ منْ في طرفهِ خزرٌ
وَقَوَّمَتْ زَيْغَ مَنْ فِي خَدِّهِ صَعَرُ
مِنْ أَجْلِهَا سَلَّمُوا مَا أُودِعُوا فَرَقاً
وَلَوْ تَشَاءُ أَبَاحُوكَ الَّذي ادَّخَرُوا
وَهلْ يحيدونَ عنْ شيءٍ أمرتَ بهِ
وَبَعْضُ أَنْصَارِكَ التَّأْيِيدُ وَالظَّفَرُ
فَلْيَلْزَمُوا اللّقَمَ الوَضَّاحَ إِنْ طَلَبُوا
أَمْناً فَحَزْمُكَ لاَ يُمْشى لَهُ الخَمَرُ
تنأى المخاوفُ عنْ أكنافِ مملكة ٍ
بِنَاصِرِ الدِّينِ تَسْتَعْدِي وَتَنْتَصِرُ
وَيسكنُ الخصبُ في أرضٍ يحلُّ بها
تاجُ الملوكِ وَإنْ لمْ يسقها المطرُ
ثبتُ الجنانِ بحيثُ الصبرُ يلجئهُ
إلى مواردَ يحلو عندها الصبرُ
إنْ همَّ بالحربِ صدتهُ عزائمهُ
عما دعاهُ إليهِ الظلمُ وَالأشرُ
وَإنْ دعاهُ الندى مواهبهُ
وَلَمْ يَحُلْ دُونَهَا مَطْلٌ وَلاَ عُذُرُ
مِنْ مَعْشَرٍ طَالَمَا شَبُّوا بِكُلِّ وَغَى ً
ناراً رؤوسَ أعاديهمْ لها شررُ
وَصَابَرُوا الحَرْبَ تَكْذِيباً لِقَائِلِهِمْ
" وَقيسُ عيلانَ منْ عاداتها الضجرُ "
منْ كلَّ منْ تنتضي منهُ حفيظتهُ
سَيْفاً لَهُ الأَثَرُ المَحْمُودُ وَالأُثُرُ
مُعَظَّمُونَ يُطِيعُ النَّاسُ أَمْرَهُمْ
وَلاَ يطيعونَ للأملاكِ إنْ أمروا
وَلاَ يُخُوَّفُ مَنْ رَاعَوْا وَمَنْ مَنَعُوا
وَلاَ يعنفُ منْ راعوا وَمنْ قهروا
همْ قارنوا الحسنَ بالإحسانِ عنْ كرمٍ
حَتَّى تَشَابَهَتِ الأَفْعالُ وَالصُّوَرُ
وَأنتَ أمنعهمْ جاراً وَأبعدهمْ
مدى ً وَأطيبهمْ ذكراً إذا ذكروا
قدْ شاعَ ذكركَ في الدنيا برغمِ عدى ً
يَطْوُونَهُ مَا اسْتَطَاعُوا وَهْوَ يَنْتَشِرُ
فَهَلْ رِيَاحُ سُلَيْمَانٍ تَجُوبُ بِهِ الـ
ـبِلاَدَ أَمْ بَاتَ يَسْرِي بِ?سْمِكَ الخَضِرُ
أيامكَ الغرُّ زادتْ بهجة ً فبها
هذا الزمانُ على َ الأزمانِ يفتخرُ
أمنٌ وَعدلٌ وَعفوٌ فالعدى حرضٌ
وَالظلمُ مرتدعٌ وَالذنبُ مغتفرُ
وَقَدْ أَضاءَتْ سَماءُ المَجْدِ إِذْ طَلَعَتْ
منْ مكرماتكَ فيها أنجمٌ زهرُ
لاَ يَبْلُغُ الغَيْثُ غِبَّ المَحْلِ غايَتَهَا
وَلاَ ينالُ مداها وَهوَ منهمرُ
تُزْجِي سَحائِبَ جُودٍ جَودُها مِنَنٌ
تسقي رياضَ ثناءٍ تربها الفكرُ
مَحَوْتَ ذِكْرَ الكِرَامِ الأَوَّلِينَ بِها
وَالسَّيْلُ ما غَرِقَتْ فِي فَيْضِهِ الغُدُرُ
تَفْدِيكَ أَرْوَاحُ أَقْوَامٍ مَتى بَخِلُوا
أنْ يفتدوكَ بها لؤماً فقدْ كفروا
جَلَتْ سُيُوفُكَ عَنْهُمْ كُلَّ دَاجِيَة ٍ
لَمْ يَجْلُها عَنْهُمُ شَمْسٌ وَلاَ قَمَرُ
ببرئكَ اجابتِ اللأواءُ عنْ أمم
لَوْلاَ حَياتُكَ لَمْ يَحْسُنْ لَها النَّظَرُ
وَهلْ شفاؤئكِ إلاَّ رحمة ٌ لهمُ
فَلْيَشْكُرُوا اللّهَ وَلْيُوفُوا بِما نَذَرُوا
إذا عدتكَ الليالي في تصرفها
فكلُّ حادثة ٍ جاءتْ بها هدرُ
وَالمُسْلِمُونَ بِخَيْرٍ ما سَلِمْتَ لَهُمْ
يُرْجى وَيُخْشى لَدَيكَ النَّفْعُ وَالضَّرَرُ
لاَ يَعْدَمُوا سَطَواتٍ طالَمَا رَدَعَتْ
مَنْ لَيْسَ يَرْدَعُهُ الآياتُ وَالنُّذُرُ
أَهْلُ السَّلاَمَة ِ فِي أَمْنٍ وَفِي دَعَة ٍ
ما حطتهمْ ولأهلِ الظلمِ مزدجرُ
ذللتَ لي الخطبَ حتى صرتُ أذعرهُ
وَحْدِي إِذَا عَجِزْتَ عَنْ حَرْبِهِ الأُسَرُ
وَأَثْمَرَتْ فِيْكَ آمالِي وَلَوْ قَصَدَتْ
سِوَاكَ كَانَتْ غُصُوناً مالَهَا ثَمَرُ
فَلْيَيْأَسِ الطَّالبُوا مَدْحِي فَمَطْلَبُهُ
إِلاَّ عَلَى مَنْ كَفَانِي بَذْلَهُ عَسِرُ
ظَنُّوا نَوَالَهُمُ قَصْدِي وَمُمْتَنِعٌ
أَنْ يَأَكُلَ البازُ مِمَّا يَأْكُلُ النُّغَرُ
لنْ أجعلَ الحمدَ ذخراً عندَ غيركَ لي
منْ فازَ باغمرِ لمْ يصلحْ لهُ الغمرُ
وضلنْ أخفَّ إلى جدوى وَإنْ كثرتْ
أَنَّى وَظَهْرِي بِما حَمَّلْتَنِي وَقِرُ
حسبي إذا أنا فاخرتُ الورى حسباً
أني بخدمة ِ هذا الملكِ أفتخرُ
بكلَّ عذراءَ يطغيها تبرجها
وَمنْ صفاتِ الحسانِ الخردِ الخفرُ
منَ السوائرِ في الأفاقِ قدْ جمعتْ
مِنْ مَأْثُرَاتِكَ مَالاَ تَجْمَعُ السِّيَرُ
تَحْوِي الصَّحَائِفُ مِنْهَا كُلَّمَا كُتِبَتْ
عَرْفاً هُوَ المِسْكُ لاَ مَا تَضْمَنُ العِتَرُ
إِنْ قَصَّرَتْ دُونَ مَا تُولِي فَلَيْسَ بِهَا
وَأَنْتَ تَعْلَمُ عَنْ نَيْلِ السُّهى قِصَرُ
فاقتْ هباتكَ أوفى ما أقولُ فما
أَسْرَفْتُ فِي الشُّكْرِ إِلاَّ قِيلَ مُخْتَصِرُ
متى أكافيءُ ما خولتَ منْ نعمٍ
وَالمدحُ في جنبِ ما خولتَ محتقرُ
بقيتَ ما دامتِ الأعيادُ عائدة ً
مخلدَ ممدوداً لكَ العمرُ
وَلاَ عَدَاكَ ثَناءُ المادِحِينَ فَكَمْ
قَدَّتْ فَقارَ حَسُودٍ هذِهِ الفِقَرُ




العصر العباسي >> ابن حيوس >> ما في المعالي عليٌّ منكَ يعتصمُ
ما في المعالي عليٌّ منكَ يعتصمُ
رقم القصيدة : 27518
-----------------------------------
ما في المعالي عليٌّ منكَ يعتصمُ
مذْ ظافرتكَ عليها هذهِ الشِّيمُ
وَقَدْ سَعى ?لنَّاسُ فِي ذَا النَّهْجِ فَالْتَمَسُوا
مَدَاكَ دَهْراً وَلكِنْ خَابَ سَعْيُهُمُ
فَلْيَيأَسُوا مِنْ مَعَالِيكَ الَّتِي بَهَرَتْ
هذا وَمَا بَلَغَتْ غَايَاتِهَا الهِمَمُ
وَكُلَّما ازْدَدْتَ بِالأَفْعَالِ مَنْزِلَة ً
لاَ تُرْتَقى زَادَ فِي حُسَّادِكَ الأَلَمُ
قلَّدتهمْ منناً لا ينهضونَ بها
أَوَانَ أَوْضَحْتَ بِالإِعْجَازِ عُذْرَهُمُ
وَقَصَّرَ الْقَوْمُ عَمَّا نِلْتَهُ هِمَماً
فَأَقْلَعَتْ بَعْدَ تَبْرِيحٍ هُمُومُهُمُ
لقدْ بنيتَ غياثَ المسلمينَ لهمْ
بالجدِّ والجدِّ عزّاً ليسَ ينهدمُ
فكلُّ منزلة ٍ حلُّوا بها حرمٌ
وَكُلُّ أَشْهُرِهِمْ مِنْ أَمْنِها حُرُمُ
وما خلاَ منْ جزيلِ العرفِ منتجعٌ
كلاَّ ولاَ منْ جميلِ الصَّفحِ مجترمُ
أمنٌ وعدلٌ وعفوٌ فالغنى حرصٌ
والذَّنبُ مغتفرٌ والجورُ منصرمُ
وَمُذْ عَزَزْتَ فَشَعْبُ الإِفْكِ مُنْصَدِعٌ
في كلِّ أرضٍ وشعبُ الحقِّ ملتئمُ
وكاتبتكَ ملوكُ الأرضِ راغبة ً
فِيما لَدَيكَ وَأَقْصى سُؤْلِهَا السَّلَمُ
كُلٌّ إِلَيْكَ يُؤَدِّي جِزْيَة ً رَهَباً
قَدْ يَبْذُلُ الْخَوْفُ مَا لاَ يَبْذُلُ الْكَرَمُ
خَافُوا سُطَاكَ فَمِنْ أَمْوَالِهِمْ تُحَفٌ
تأتي الإمامَ ومنْ أولادهمْ حشمُ
عَنْ هَيبَة ٍ لَكَ لَوْ قَبْلَ الرَّسُولِ أَتَتْ
فؤادَ مكَّة َ لمْ يعبدْ لمْ بها صنمُ
خيِفَتْ فَمُذْ حَطَمَتْ صُمَّ الْقَنا خَطَمَتْ
منَ العدى كلَّ أنفٍ ليسَ ينخطمُ
فَصَارَ يَطْعُنُ فِي إِقْدَامِهِ قُبُلاً
منْ كانَ يطعنُ شزراً وهوَ منهزمُ
نَظَمْتَ مِنْ شَمْلِ هذَا الدِّينِ مَا نَثَرُوا
لمَّا نثرتَ منَ الطُّغيانِ ما نظموا
ولوْ أفادهمُ عمرو مكايدهُ
مَا فَكَّهُمْ مِنْ إِسَارِ الرُّعْبِ إِفْكُهُمُ
وما خصصتَ عدوّاً دونَ صاحبهِ
إلاَّ لينذرَ بعضُ القومِ بعضهمُ
مُكَافِحاً عَنْ حُقُوقٍ مَنْعُهَا شَرَفٌ
وصافحاً عنْ ذنوبٍ طيُّها كرمُ
عنْ رحمة ٍ طالما أدنتْ عواطفها
منْ سيبكَ الغمرِ منْ لمْ تدنهِ رحمُ
لَمَّا عَتَوْا مَنَعَ الإِنْعَامَ وَاهِبُهُ
فَمُذْ عَنَوْا بَذَلَ الإِنْعَامَ مُنْتَقِمُ
عَزَائِمٌ ذُلُقٌ مَا قَبْلَهَا حَذَرٌ
وأنعمٌ غدقٌ ما بعدها ندمُ
وما مذلٌّ بنُ باديسٍ وأسرتهُ
إلاَّ بغاة ُ محالٍ مانَ ظنُّهمُ
ما أبعدَ الصِّدقَ منْ ظنٍّ تكذِّبهُ
زرقُ الأسنَّة ِ والهنديَّة ُ الخذمُ
وَخَيَّبَ ابْنَ حَبِيبٍ خَادِعاً فَوَهى
جارُ الذَّليلِ على العلاّتِ معتضمُ
حتّى نحاكَ على كرهٍ يسيرُ بهِ
أقبُّ لمْ يدرِ ما الإعياءُ والسَّأمُ
تَسُوقُهُ الرِّيحُ حَثّاً وَهْوَ يَسْبِقُهَا
وَيُفْرَجُ الْمَوْجُ عَنْهُ وَهُوَ يَلْتَطِمُ
وما استجاشَ نصيراً نطقهُ كذبٌ
إلاْ ليمطى بعيراً خلقهُ عممُ
عَلى الْجُيُوشِ مُطِلاًّ لاَ لِتَكْرِمَة ٍ
وما رأيتُ علوّاً قبلهُ يصمُ
يَرى وَيَسْمَعُ مَا خَيْرٌ لِنَاظِرِهِ
وسمعهِ منهما الإعماءُ والصَّممُ
وما أراكَ بما قدْ كانَ مقتنعاً
حتّى يبيدَ الهلاليُّونَ كلُّهمُ
فِعْلَ الصُّلَيْحِيِّ بِالجَيْشَانِ مُزْدَلِفاً
برايتيكَ فما زلَّتْ بهِ قدمُ
لمَّا سقى الأرضَ غيثاً منْ دمائهمُ
لا تدَّعي مثلهُ في سحِّها الدِّيمُ
يومَ اقتضتْ دينَ دينٍ أنتَ ناصرهُ
ظبى ً مواردها الأعناقُ والقممُ
وَقَائِعٌ لَبِسَ الْحَقُّ الشَّبَابَ بِهَا
منْ بعدِ أنْ قيلَ قدْ أودى بهِ الهرمُ
وَلأبْنِ بَادِيسَ يَوْمٌ مِنْكَ تَرْقُبُهُ
بيضُ الصَّوارمِ إنْ لمْ يبرهِ السَّقمُ
يروقهُ صبرهُ فامتازَ معتصماً
لَوْ ?نَّ صَبْرَة َ مِنْ ذَا ?لْعَزْمِ مُعْتَصَمُ
وَأَمَّ مُرْسَلُهُ بَغْدَادَ مُنْتَجِعاً
حَمَّالَة َ الضَّيْمِ في سُلْطَانِهِ وَصَمُ
فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا رَامَ صَاحِبُهُ
فَعَاضَهُ مِنَحاً وِجْدَانُهَا عَدَمُ
وعادَ تحتَ ظلامِ اللَّيلِ مستتراً
حتّى أذاعَ مليكُ الرُّومِ سرَّهمُ
يرجو الرِّضى منكَ في إخفارِ ذمَّتهِ
وفي رضاكَ لعمري تخفرُ الذِّممُ
لقدْ بغى نصرَ قاصٍ قصَّرتْ يدهُ
عنْ نصرِ منْ دارهُ منْ دارهِ أممُ
وَمَنْ أَبُوهُ عَلِيٌّ لاَ يُنَازِعُهُ
ميراثَ أحمدَ باغٍ عمُّهُ قثمُ
قدِ انطوى زمنٌ عزَّ الضَّلالُ بهِ
ففاتَ آلَ رسولِ اللهِ حقُّهمُ
وَلَوْ تَوَلَّيْتَ أُولى الدَّهْرِ أَمْرَهُمُ
لمْ يهتضمْ ولدَ الزَّهراءِ مهتضمُ
ولمْ تصلْ غيرُ الأيَّامِ عادية ً
فَالبُطْلُ مُدَّعَمٌ وَالحَقُّ مُدَّغَمُ
حوادثٌ ورَّثتْ مروانَ ظالمة ً
خلافة ً لمْ يخلِّفها لهُ الحكمُ
وَعَاوَدَتْ بِبَنِي العَبَّاسِ قَاهِرَة ً
بَنِي أُمَيَّة َ حَتّى زَالَ مُلْكُهُمُ
حَتّى إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْ جَوْرِهَا عَقَدَتْ
منْ ذي الأمانة ِ عقداً ليسَ ينفصمُ
وأيَّدَ اللهُ بالميمونِ طائرهُ
هذَا الإِمَامَ فَقَدْ دَانَتْ لَهُ الأُمَمُ
بِمُدْرِكٍ وَهْوَ لِلْهَيجَاءِ مُعْتَزِلٌ
ما لمْ ينلهُ سواهُ وهوَ معتزمُ
يَقْظَانُ يُحْبَسُ مِنْ أَلْحاظِهِ النَّفَسُ الْ
جَارِي وَتُقْبَسُ مِنْ أَلْفاظِهِ الْحِكُمُ
لمَّا انتضاكَ لنصرِ الدِّينِ شارعهُ
كنتَ الحسامَ بهِ الأدواءُ تنحسمُ
خَيْلٌ مِنَ الرَّأْيِ فِي الآفاقِ جَارِيَة ٌ
يَشُدُّهَا الْحَزْمُ يَوْمَ الرَّوْعِ لاَ الْحُزُمُ
تروعُ كلَّ عدوٍّ وهيَ صافنة ٌ
فَمَا يُظَنُّ بِهَا إِنْ آنَ مُقْتَحَمُ
حميَّة ٌ أفنتِ المرَّانَ تنصرها
تقيَّة ٌ زالَ فيها الشَّكُّ والوهمُ
تعلو بها وزراءً أنتَ سيِّدهمْ
كما سما أصفياءٌ أنتَ تاجهمُ
هوَ البناءُ الَّذي طالتْ دعائمهُ
فما بنى مثلهُ عادٌ ولاَ إرمُ
والمكرماتُ الَّتي تهوى بهنَّ ندى ً
مَا حَاتِمٌ مِنْهُ فِي شَيءٍ وَلاَ هَرِمُ
أربى على باذلِ الكومِ العشارِ قرى ً
منْ جودهُ النِّعمُ المسناة ُ لا النَّعمُ
إِنْ هَاشِمٌ خُزِلَتْ يَوْماً فَلاَ عَرَبٌ
تقاربُ الأزدَ في مجدٍ ولاَ عجمُ
همُ الألى نشرتْ أفعالهمْ لهمُ
مناقباً عجزتْ عنْ مثلها القدُمُ
وأنتَ والحقُّ بادٍ غيرُ مكتتمٍ
أَعْلى الْفُرُوعِ الَّتِي طَالَتْ بِها الجِذَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ عُرِفُوا بِالبَذْلِ إِنْ سُئِلُوا
وَالْفَصْلِ إِنْ نَطَقُوا وَالعَدْلِ إِنْ حَكَمُوا
أَرْبَابُ أَرْدِيَة ٍ لاَ ظُلْمَ يَصْحَبُها
يوماً وأردية ٍ تجلى بها الظُّلمُ
فَمِنْ طَيَالِسَ لَمْ تَعْلَقْ بِها تُهَمٌ
وَمِنْ صَوَارِمَ كَمْ رِيَعَتْ بِها بُهَمُ
قومٌ أفادوا بأيَّامِ الحياة ِ على ً
تَضَاعَفَتْ بِكَ أَضْعَافاً وَهُمْ رِمَمُ
وابناكَ منْ بعدُ أوفى النَّاسِ كلِّهمُ
قِسْماً إِذَا ظَلَّتِ الْعَلْيَاءُ تُقْتَسَمُ
مَلَكْتُمُ الْفَخْرَ مُذْ كُنْتُمْ فَنَاشِئُكُمْ
يَحْتَلُّ أَعْلى ذُرَاهُ قَبْلَ يَحْتَلِمُ
تَبَارَكَ اللَّهُ رَبَّ الْخَلْقِ خَالِقُكُمْ
منْ جوهرٍ جلَّ أنْ تلفى لهُ قيمُ
سَعَيتُ لِلْمَجْدِ مِنْ طُرْقٍ ضَلَلْتُ بِها
وذاكَ والمجدُ غفلٌ مالهُ علمُ
وَ هَا أَنَا اليَوْمَ لاَ أَرْضى الْخُمُولَ وَلِي
هذَا الْمَقَامُ إِلى التَّنْوِيهِ بِي لَقَمُ
سَلْ عِلْمَكَ الْجَمَّ عَنِّي فَهْوَ يُخْبِرُنِي
يُخْبِرْكَ أَنِّي لِسَانٌ وَالزَّمَانُ فَمُ
وَكَيْفَ أُغْضِي لأَيَّامِي عَلَى دَخَلٍ
أَنّى وَأَنْتَ عَلَى الأَيَّامِ مُحْتَكِمُ
وما طلبتُ الغنى حتّى عممتَ بهِ
وكانَ مثلكَ هيناً عندهُ العدمُ
تَحَرَّزَ الْمَجْدُ حَتّى قَالَ طَالِبُهُ
أماتهُ الدَّهرُ أمْ أمَّاتهُ عقمُ
أُري التَّجمُّلَ أعدائي فأعينهمْ
تُسِيغُهُ ثُمَّ تَأْبَاهُ قُلُوبُهُمُ
كخاضبٍ واللَّيالي غيرُ ألية ٍ
تُذِيعُ مِنْ شَيبِهِ مَا يَكْتُمُ الْكَتَمُ
سمني بميسمِ نعماكَ الَّتي غمرتَ
غَيْرِي فَمَا تُغفِلُ الأَيَّامُ مَنْ تَسِمُ
أَرُومُ تَرْكَ دِمَشْقٍ ثُمَّ يَجْذُبُنِي
حَرّى قُلُوبٍ بِهَا لاَ مَاؤُهَا الشَّبِمُ
وَحَيْثُ كُنْتُ فَإِنِّي نَاظِمٌ عُمُرِي
لذي المعالي عقوداً درُّها الكلمُ
أَنْأَى إِذَا ما انْقَضَتْ مَشْكُورَة ً خِدَمِي
حيناً وأدنو إذا ما عنَّتِ الخدمُ
لِلّهِ عَصْرُكَ مَا أَوْفى مَحَاسِنَهُ
كمْ يقظة ٍ فيهِ خلنا أنَّها حلمُ
بقيتَ ما كرَّتِ الأيَّامُ مغتنماً
شكرَ الورى ولديكَ الفوزُ مغتنمُ
وَلاَ خَلاَ مِنْكَ مَا جَلَّى ?لدُّجَى فَلَقٌ
دَهْرٌ بِكَ انْكَشَفَتْ عَنْ أَهْلِهِ الغُمَمُ




العصر العباسي >> ابن حيوس >> سَلْ عَنْ فَضائِلِكَ الزَّمانَ لِتُخْبَرا
سَلْ عَنْ فَضائِلِكَ الزَّمانَ لِتُخْبَرا
رقم القصيدة : 27519
-----------------------------------
سَلْ عَنْ فَضائِلِكَ الزَّمانَ لِتُخْبَرا
فنطيرُ مجدكَ ما رآهُ وَلاَ يرا
أوْ لاَ فدعهُ وَادعِ الشرفَ الذي
أعيا الأنامَ فلستَ تلقى منكرا
ما احتاجَ يوماً أنْ يقامَ بشاهدٍ
حقٌّ أزالَ الشكَّ وَاجتاحَ المرا
وَلقدْ جمعتَ مناقباً ما استجمعتْ
مَشْهُورَة ً ما اسْتَعْجَمَتْ فَتُفَسَّرا
وَمَلَكْتَ أَهْوَاءَ النُّفُوسِ بِأَنْعُمٍ
عَمَّتْ فَأَيْسَرُ حَقِّها أَنْ تُشْكَرا
مَنٌّ يَلُوحُ عَلَى الجِبَاهِ مُسَطَّراً
وَهَوَى ً يَظَلُّ عَلَى القُلُوبِ مُسَيْطِرا
لوْ لمْ تملككَ الأمورُ قيادها
ضعفتْ قوى ً مما عرا وَوهتْ عرى
فطلِ الكرامَ فأنتَ أثبتهمْ قرا
في حملِ نائبة ٍ وَأعجلهمْ قرى
لَسَهِرْتَ فِي حِفْظِ الذِّمارِ وَإِنَّهُ
مَجْدٌ لَدُنَّكَ أَنْ يَنامَ وَتَسْهَرا
فَالسِّلْمُ مِثْلُ الحَرْبِ مُنُذُ تُخُوِّفَتْ
وَثَباتُ بَأْسِكَ وَالإِقَامَة ُ كَالسُّرى
ما كَانَ هذَا الأَمْرُ مَظْنُوناً وَلاَ
مُتَوَهَّماً فَجَعَلْتَهُ مُسْتَشْعَرا
قَدْ فاقَ جَدُّكَ جَدَّ عَمِّكَ وَهْوَ مَنْ
ذَلَّتْ لِسَطْوَة ِ عِزِّهِ أَسْدُ الشَّرى
إِنْ كانَ هذَا الجَدُّ أَرْدى تُبَّعاً
خَوْفاً وَذَاكَ الجِدُّ رَوَّعَ قَيْصَرا
فَ?فْخَرْ فَأَنْتَ السَّيْفَ يفْرِي مُغْمداً
قممَ العدى وَالليثُ يفرسُ مخدرا
جَرَّدْتَ رَأْيَكَ وَالسُّيُوفُ مُقَرَّة ٌ
بِغُمُودِهَا فَكَفَيْتَها أَنْ تُشْهَرا
وَلَوِ الوَغى شُّبَّتْ كَفَيْتَ مُصالِتاً
كَيْدَ الطُّغَاة ِ كَما كَفَيتَ مُدَبِّرا
لمِ لاَ تعزُّ وأنتَ غرة ُ أسرة ٍ
ضَمِنَتْ لَها النَّخوَاتُ ألا تُقْهَرا
قدْ أصبحَ اسمكَ عنْ قراعكَ نائباً
وَكفى العدوَّ مروعاً أنْ تذكرا
لِلْدَّوْلَة ِ الغَرَّاءِ مِنْكَ ذَخِيرَة ٌ
جَلَّتْ فَحُقَّ لِمِثْلِهَا أَنْ يُذْخَرا
يا سَيْفَها المَا ضِي وَنَاصِرَها أفْتَخِرْ
بِمَكَانِكَ الأَعْلى عَلَى كُلِّ الوَرى
إِنَّ الخَلاَئِفَ مُذْ بَلَوْكَ نَصاحَة ً
جَعَلُوا لَكَ الشَّرَفَ الرَّفِيعَ مُقَرَّرا
وَصَّى بِذَاكَ الحَاكِمُ العَدْلُ أبْنَهُ
قدماً وَأوصى الظاهرُ المستنصرا
ضَنّاً بِمَنْ يَغْشى الوَغى مُتَبَرِّجاً
وَتَفُوحُ رَيَّاها فَتُحْسَبُ عَنْبَرا
مَحْضُ الإِبَاءِ مِنَ النَّزَاهَة ِ كُوِّنَتْ
أَفْعَالُهُ وَمِنَ النَّباهَة ِ صُوِّرا
قَلْبٌ لَها بِالنُّسْكِ عَنْ ذِكْرِ الخَنا
وَلُهى ً أُبَتْ لِلْوَفْرِ أَنْ تَتَوَفَّرا
لوْ لمْ يفضْ ذهبَ الثناءُ إضاعة ً
أوْ لاَ فكانَ بضاعة ً لا تشترى
يابْنَ الأُلى قَالَتْ لَهُمْ أَفْعَالُهُمْ
لاَ يستحقُّ سواكمُ أنْ يفخرا
العارضينَ إذا الكريهة ُ عارضتْ
فَوْقَ المَعارِفِ كُلَّ لَدْنٍ أَسْمَرا
بينَ الأسنة ِ وَالأعنة ِ ذبلٌ
لاَ تَكْسِرُ الأَعْدَاءَ حَتّى تُكْسَرا
ورودا بهنَّ منَ الدروعِ غدائراً
يأبى تحطمها بها أنْ تصدرا
ما ضَرَّ مَنْ أَصْبَحْتَ تَكْلأُ شامَهُ
بمضاءِ عزمكَ أنْ يغيبَ وَتحضرا
ما خَصَّ خالِقُنا بِقُرْبِكَ بَلْدَة ً
إلاَّ أتاحَ لها الصلاحَ الأكبرا
قدْ كنتَ بالإسكندرية ِ مرة ً
فأريتها منْ عدلكَ الإسكندرا
يَبْغِي العِدى إِطْفَاءَ نارِكَ ضِلَّة ً
فيزيدها هذا الفعالُ تسعرا
فتقدمِ الأمراءَ غيرَ منازعٍ
فوراءَ زندكَ كلُّ زندٍ قدْ ورى
إِنْ حَاوَلُوا إِدْرَاكَ سَعْيِكَ خُيّبُوا
فَليُشْبِهُوكَ تَصَوُّناً وَتَصَوُّرا
مَابَينَ مَجْدِكَ وَالمُحَاوِلِ نَيلَهُ
إلاَّ كما بين الثريا وَالثرى
أصبحتَ منقطعَ القرينِ فلوْ جرى
وَهْمُ المُنَافِسِ فِي مَدَاكَ تَقَطَّرا
أَمَّا الصِّيامُ فَقَدْ قَضَيتَ فروضَهُ
بِقَضِيَّة ٍ مَا حُلْتَ عَنْهَا مُفْطِرا
لما أقامَ لديكَ حلَّ موقرا
وَقَدْ اسْتَقَلَّ بِشُكْرِ صُنْعِكَ مُوقَرا
شهرٌ نمتْ بركاتهُ فتهنهُ
حَتّى لَقَلَّدَ مِنَّة ً لَنْ تُكْفَرا
شهرٌ بهِ نزلَ الكتابَ وَجاءنا
فِيهِ الكِتَابُ بِمَ يَسُرُّكَ مُخْبِرا
خبرٌ تقدمهُ إلينا عرفهُ
حتى أتى قبلَ البشيرِ مبشرا
حياكَ قبلَ قدومهِ بنسيمهِ
فكأنهُ إذْ جاءَ جاءَ مكررا
لوْ لمْ يفضَّ عنِ الكتابِ ختامهُ
أَغْنَاهُ طَيِّبُ نَشْرِهِ أَنْ يُنْشَرا
قَدِمَتْ بِمَقْدَمِهِ سَعَادَاتُ المُنى
وَبِهِ تَسَالَمَتِ النَّوَاظِرُ وَالكَرى
أبداً معدٌّ عندَ عدَّ ثقاتهِ الـ
ـمستخلصينَ لهُ أعدَّ الخنصرا
وَاختارَ منْ تاجِ الرياسة ِ منْ بهِ
فاقَ الأئمة َ فكرة ً وَتخيرا
منْ نابَ فخرُ الملكِ عنهُ فلمْ يزلْ
لِلْملْكِ بِالأَمْرِ العَظِيمِ مُظَفَّرا
إنَّ الوزارة َ مذْ تحلتْ باسمهِ
عزتْ ذرى ً في ظلهِ وَعلتْ ذرى
أَفْضَى إِلى المُتَهَلِّلِ العَذْبِ الجَنى
ما فَارَقَ المُتَجَبِّرَ المُتَكَبِّرا
شكراً لما فعلَ الزمانُ وَمنْ لنا
لوْ كانَ قدمَ مجملاً ما أخرا
فَ?سْعَدْ بِعِيدٍ يَتْبَعُ النَّبَأَ الَّذِي
أطرا لنا فعلَ الليالي إذْ طرا
وَتملَّ عمرَ أبي عليًّ إنهُ
فرعٌ أنافَ فجاءَ يحكي العنصرا
قدْ همَّ أنْ يرقى محلكَ بلْ رقا
وَسَعى لِيُحْرِزَ مَأْثُرَاتِكَ بَلْ جَرى
هَوِيَ الجَمِيلَ فَفاقَ مِثْلَكَ مَخْبَراً
وَحَوى الجَمَالَ فَرَاقَ مِثْلَكَ مَنْظَرا
وَمَضَتْ عَزَائِمُهُ وَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ
لاِبْنِ الغَضَنْفَرِ أَنْ يَكُونَ غَضَنْفَرا
فليلحقِ النعمانَ في سلطانهِ
بلْ فليطلهُ فقدْ علوتَ المنذرا
سهلتَ لي نهجَ الغنى معَ أنني
لمْ ألقهُ فيما مضى متوعرا
لكنْ أنلتَ وَدوحُ حالي مزهرٌ
فسقيتهُ بنداكَ حتى أثمرا
جودٌ كفى الآمالَ أولَ وهلة ٍ
ما كانَ مستقصى ً وَلاَ مستقصرا
إنْ راقكَ السكرُ الحلالُ فإنني
سأديرُ كاساتِ الثناءِ لتسكرا
سُكْراً لَوَ أنَّ أَبا نُوَاسٍ ذَاقَهُ
يوماً لأنساهُ سلافة َ عكبرا
مِنْ بَحْرِ فِكْرِي تُقْتَنى الدُّرَرُ الَّتي
أَعْيَتْ نَظَائِرُها عَلَى مَنْ فَكَّرا
فلأنظمنَّ لذا العلاءِ قلائداً
متضمناتٍ ذا الكلامَ السيرا
تَبْدُو لِرَائِيها فَتُحْسَبُ جَوْهَرا
شَرُفَتْ لَدَيْكَ مَطَالِبي وَمَكَاسِبِي
فغدوتُ منْ وفرٍ وَفخرٍ مكثرا
وَهجرتُ أملاكَ الزمانِ مواصلاً
هذَا الجَنَابَ وَحُقَّ لِي أَنْ أَهْجُرا
لَوْ رُمْتُ نَيْلَكَ عِنْدَهُمْ لَعَدِمْتُهُ
أَوْ رُمْتُ مِثْلَكَ فِيهِمُ لَتَعَذَّرا
ساجلْ براحتكَ البحارَ فإنها
بَحْرٌ تَضَمَّنَ مِنْ بَنَانَكَ أَبْحُرا
وَأسْلَمْ لِمَعْرُوفٍ رَفَعْتَ مَنَارَهُ
فَفَشَا بِأَرْضِكَ مُذْ قَمَعْتَ المُنْكَرا
وَأبْجَحْ بِأَنَّكَ ذُو الأَحَادِيثِ الَّتي
ظَلَّ الزَّمَانُ بِنَشْرِها مُتَعَطِّرا

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:15 AM
ماذِي المَساعِي الغُرُّ فِي قَدْرِ الوَرى
فلذاكَ نحنُ نظنُّ يقظتنا كرى
تبدي لأعيننا فضائلَ ما رأتْ
أَمْثَالَها فِي العَالَمِينَ وَلاَ تَرى
وَضحتْ لنا فعلاؤها لا يمترى
في صدقه وَثناؤها لاَ يفترى
قدْ كنتُ عنْ مكنونها مستخبرا
فغدوتُ مذْ قربتني مستخبرا
فوددتُ أيامي تكونُ لديكَ أعـ
ـوَامَاً وَساعَاتِي القَصِيرَة َ أَشْهُرا
لرى وَأسمعَ كلَّ لحظة ِ ناظرٍ
ما راقَ مستمعاً وَأذهلَ منظرا
يَامَنْ إِذَا نَشَرَ الأَنَامُ حَدِيْثَهُ
مَلأَ الدُّنا عَرْفاً يَفُوقُ العَنْبَرا
إِنْ فاحَ فِي أَقْصَى البِلاَدِ فَبَعْدَ أَنْ
أَضْحَى الشَّآمُ بِعَرْفِهِ مُتَعَطِّرا
حَتّى لَخِلْنَا دَوْحَهُ وَتُرَابَهُ
عوداً قمارياً وَمسكاً أذفرا
مَنْ أَصْدَرَ الرَّايَاتِ حُمْراً مِثْلَمَا
أصدرتها غبّض الحروب تصدرا
وَمَلاَبِسُ التَّعْظِيمِ لاَئِقَة ٌ بِمَنْ
نَعى إِذَا لَبِسَ العَجاجَ الأَكْدَرا
لولاَ انصلاتكَ وَ الحوادثُ جمة ٌ
لغذا الهدى مما عرا وَاهي العرى
بِكَ أَيَّدَ الرُّحْمَنُ ظَاهِرَ دِيِنِهِ
وَبِحَدِّ سَيْفِكَ يَنْصُرُ المُسْتَنْصِرا
وَمَتى تُخِيفُ عَصَائِبٌ قَسَّمْتَها
بَيْنَ المَنايَا وَالرَّزَايا اشْطُرا
ذللتهمْ فلذاكَ أرخى ذيلهُ
مَنْ كَانَ قِدْماً لِلْحُرُوبِ مُشَمِّرا
وَمَنَيْتَهُمْ بِالفَقْرِ حَتّى أَشْبَهَتْ
في قلة ِ اقثراءِ معنٌ بحترا
وَلَوَ انَّ غَيْرَكَ رَامَ ذُعْرُ سَوَامِهِمْ
لأبى لها صمُّ القنا أنْ تذعرا
حتى إذا ما أقلعتْ ظلمُ الوغى
عنهمْ وَأبصرَ رشدهُ منْ أبصرا
عاذوا بملككَ خاضعينَ ليأمنوا
صَرْفَ الرَّدى وَاسْتَغْفَرُوكَ لِتَغْفِرا
فَمَنَعْتَ حَتّى لَمْ تَجِدْ مُسْتَبْدِلاً
وَغَفَرْتَ حَتّى لَمْ تَدَعْ مُسْتَغْفِرا
وَلوا وَقدْ ألقوا أعنة َ خيلهمْ
وَأَتَوْا وَقَدْ سُلِبتْ قِلاَصُهُمُ البُرى
وَمَتى جَنَوْا ثَمَرَاتِ وَعْدِكَ وَاعْتَدَوْا
ألفوا وَعيدكَ مثلَ وَعدكَ مثمرا
فلتحذرِ الذؤبانُ في فلواتها
أسداً تحامتْ سخطهُ أسدُ الشرى
وَمظفراً كفلتْ لهُ عزماتهُ
أنْ لاَ يقدمَ همهُ منْ أخرا
إِنَّ ابْنَ جَرَّاحٍ دَعَاكَ وَ مَالَهُ
مما يحاذرُ غيرَ عفوكَ مدرا
فَأَجِبْ نِدَاءَ أَبِي النَّدى فَلَطَالَمَا
نَادَاهُ غَيْرُكَ خَاضِعَاً فَ?سْتَكْبَرا
وَامننْ عليهِ محققاً آمالهُ
كرماً فكلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا
مَا كَانَ أَثْقَبَ زَنْدَهُ لَوْ أَنَّهُ
مستقبلٌ منْ أمرهِ ما استدبرا
خلى بلاداً بعدَ ذمّ ورودها
وَلَسَوْفَ يَحْمَدُ إِنْ عَفَوْتَ المَصْدَرا
مذْ راءَ أفنية َ الممالك كلها
غُبْراً تَذَكَّرَ ذَا الجَنَابَ الأَخْضَرا
فَبَكى وَأَضْحَكَهُ الرُّجَاءُ فَمَا رَأَتْ
عينٌ سواهُ ضاحكاً مستعبرا
قرتْ جيادُ الخيلِ منذُ كفيتها
طلبَ العدوِّ مغلساً وَمهجرا
فأراحها منْ لاَ يريحُ جيادهُ
حتى تثيرَ بكلَّ أرضٍ عثيرا
حَتّى لَقِيدَتْ بُدَّناً وَلَوَ أَنَّهَا
قِيدَتْ لِيَوْمِ وَغى ً لَقِيدَتْ ضُمَّرا
مِنْ كُلِّ أَشْقَرَ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ أَنْ
تغغشى بهِ وخزَ الأسنة ِ أشقرا
يتلوهُ أدهمُ كانَ ورداً برهة ً
مِمَّا تُسَرْبِلُهُ النَّجِيعَ الأَحَمرا
دَاجٍ وَيُشْرِقُ مِنْ ضِيَاءٍ حُجُولِهِ
فَيَخَالُهُ رَائِيهِ لَيْلاً مُقْمِرا
وَوَرَاءَهُ خَيْلٌ كَأَنَّ جُلُودَهَا
منْ نسجِ قسطنطينة ِ أوْ عبقرا
لَقَدْ أنْتَحَيْتَ لِمُصْطَفِيكَ مَنَائِحاً
تعيي الملوكَ مقدماً وَمؤخرا
مِنْ بَعْضِ مَا سَلَبَتْ قَنَاكَ مِنَ الْعِدى
ما هذهِ مما يباعُ وَيشترى
وَالْجَاهِلِيَّة ُ كُلُّهَا كَانَتْ تَرى
عقرَ القلوصِ ندى ً إذا المحلُ اعترى
إِذْ لَمْ تَكُنْ فِي عَصْرِهِمْ وَلَوَ أَنَّهُمْ
شهدوا زمانكَ ما استحلوا الميسرا
وَكَفَاهُمُ عَقْرَ الْقَلُوصِ مُمَلَّكٌ
بعطية ِ الدررِ الثمينة ِ موفرا
وَنشرتَ منْ كشفِ المظالمِ ميتة ً
مَا كَانَ يَأْمُلُ آمِلٌ أَنْ تُنْشَرا
فَوَرى بِحُكْمِكَ زَنْدُ عَدْلٍ قَدْ كَبَا
وَ كبا لخوفكَ زندُ جورٍ قدْ ورى
وَحسمتَ ظلمَ الظالمينَ فعادَ منْ
يَمْشِي الْعِرَضْنَة َ وَهْوَ يَمْشِي الْقَهْقَرى
فالجورُ قدْ ألغاهُ منْ لمْ يلغهِ
وَالْحَقُّ مُعْتَرِفُ بِهِ مَنْ أَنْكَرا
خُلِقَ الْمُظَفَّرُ بِالْفَضائِلِ وَالنُّهى
وَالْمَجْدِ وَالذِّكْرِ الْجَمِيلِ مُظَفَّرا
جَدٌّ يُشايِعُهُ عَلَى حَوْزِ الْعُلى
جدٌّ إذا طلبَ العسيرَ تيسرا
وَهيَ العلى وَأبيكَ ليسَ يحوزها
مَنْ لَمْ يَطِبْ أَصْلاً وَيَكْرُمْ عُنْصُرا
وَالتُّرْكُ بَعْضُ النَّاسِ إِلاَّ أَنَّهُمْ
أَقْوى وَأَصْلَبُ فِي الْكَرِيهَة ِ مَكْسِرا
وَالنبعُ كالشريانِ إلاَّ أنَّ ذا
نَبْتُ الْوِهادِ وَذَاكَ نَبْتٌ فِي الذُّرى
باغي نظيركَ فائزٌ بمرادهِ
لكنْ إذا التقتِ الثريا وَالثرى
فلأنتَ عيدُ المسلمينَ فلاَ رأوا
رَبْعَ الْمَعالِي مِنْكَ يَوْماً مُقْفِرا
وَنداكَ روى روضَ شعري بارضاً
حَتّى لَصارَ كَما تَرَاهُ مُنَوِّرا
فليرعَ مجدكَ منهُ كلَّ خميلة ٍ
كفلتْ لها نعماكَ ألاَّ تمعرا
وَالروضُ لستَ تراهُ أبلجَ ناضراً
إلاَّ بحيثُ ترى الحيا مثعنجرا
إِنِّي وَجَدْتُكَ تاجَ كُلِّ مُمَلَّكٍ
فكسوتُ هذا التاجَ هذا الجوهرا
وَلوَ أنني أجري وَلستُ بفاعلٍ
قلماً بمدحٍ في سواكَ لما جرى
أَوْ كُنْتُ غائِصَ غَيْرِ بَحْرِكَ لَمْ أَكُنْ
مستخرجاً ذا اللؤلؤَ المتخيرا

~الفراشة الجميلة~
22/08/2010, 11:16 AM
مَا مُرْتَقَاكَ عَلَى مَنْ رَامَهُ أَمَمُ
فلتسلُ عنْ نيلِ ما أوتيتهُ الأممُ
ولييأسوا رمَّة ً كانتْ مؤهَّلة ً
لِهِمَّة ٍ مَا اهْتَدَتْ في طُرْقِها الْهِمَمُ
فما تحطُّ مطايا المجدِ أرحلها
إلاَّ بحيثُ أناخَ البأسُ والكرمُ
وَإِنَّ أَوْلى الْوَرى بِالأَمْرِ أَوْفَرُهُمْ
قِسْماً إِذَا ظَلَّتِ الأَخْطَارُ تُقْتَسَمُ
وَمَنْ أَحَقُّ بِمُلْكِ الأَرْضِ مِنْ مَلِكٍ
بسيفهِ انكشفتْ عنْ أهلها الغممُ
عدلَ القضيَّة ِ يُمضي وهوَ مطَّرحٌ
ثوبَ الحياءِ ويندى وهوَ محتشمُ
أَغَرُّ لَوْ وَهَبَ الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
لَمَا تَتَبَّعَها مَنٌّ وَلاَ نَدَمُ
ورُبَّ عفوٍ إذا لاذَ الجناة ُ بهِ
أَنْسَاهُمُ بِجَمِيلِ الصَّفْحِ مَا اجْتَرَمُوا
وذي يدٍ تلدُ النُّعمى فإنْ قصدتْ
كَيْدَ ?لْعَدُوّ فَمِنْ أَوْلاَدِهَا الرَّقِمُ
سَيْفَ آلإِمَام بِكَ ?زْدَادَ ?لْهُدى َ وضَحاً
وَفِيكَ كادَتَ تُغَطِّي نُورَها الظُّلَمُ
وَمُذْ دَعَاكَ إِمَامُ الْعَصْرِ عُدَّتَهُ
ذلَّ العدى فأزالَ الحقُّ إفكهمُ
قَدْ كانَ مُتَّهَماً صَرْفُ الزَّمَانِ وَمُذْ
وفى بقربكَ لمْ تعلقْ بهِ التُّهمُ
وَغَيْرُ مُسْتَوْجِبٍ ذَمَّ الْوَرى زَمَنٌ
أيَّامهُ لكَ فيما تشتهي خدمُ
ثَبَّتَّ وَطْأَة َ دِينِ اللّهِ مُعْتَصِماً
بِاللّهِ مِنْ بَعْدِ مَا زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ
لقدْ نهضتَ بعبءٍ في حمايتهِ
لاَ يَسْتَقِلُّ بِهِ رَضْوى وَلاَ إِضَمُ
بِهِمَّة ٍ لَوْ أَرَادَ العُصْمَ صَاحِبُها
لمْ يحمها في ذرى الأطوادِ معتصمُ
وعزمة ْ مُذْ ألمَّتْ بالشآمِ بَنَتْ
دونَ الخلافة ِ سوراً ليسَ ينهدمُ
وَطَالَمَا عَرَّسَتْ فِي أَرْضِهِ فِتَنٌ
تَشِيبُ مِنْهَا قُلُوبُ الْخَلْقِ لاَ اللِّمَمُ
وَرُبَّ جَيْشٍ إِذَا سَالَ الفَضَاءُ بِهِ
رَأَيْتَ فِيهِ جِبالَ الأَرْضِ تَصْطَدِمُ
بَحْرٌ فَإِنْ عَسَلَتْ فِيهِ الرِّمَاحُ أَرَتْ
أَمْواجَ بَحْرِ الْمَنَايَا كَيْفَ تَلْتَطِمُ
لِخَيْلِ فُرْسَانِهِ مِنْ طَعْنِ مَا لَقِيَتْ
براقعٌ ولهمْ منْ نقعها لثمُ
ثناهُ بأسكَ فانصاعتْ كتائبهُ
كأنَّ آسادها منْ ذلَّة ٍ نعمُ
عَنَتْ حُمَاة ُ بُيُوتِ الشِّعْرِ رَاغِمَة ً
مذْ طنِّبتْ لكَ في أوطانها الخيمُ
وكمْ لهمْ موقفٌ جالَ الحمامُ بهِ
لوْ كانَ غيركَ فيهِ الخصمَ ما خصموا
وكمْ لقوا فيكَ يوماً أيوماً خلقتْ
فِيهِ السَّنَابِكُ لَيْلاً جَنَّهُ الْخَدَمُ
ليلاً إذا غطَّتِ الأبصارَ ظلمتهُ
كانَتْ مَصَابِيحَكَ الهِنْدِيَّة ُ الْخُذُمُ
مَنَعْتَ آسَادَهُمْ قَسراً فَرَائِسَهَا
فَلَيْسَ يُنْكَرُ أَنْ تَنْبُو بِهَا الأَجَمُ
وما تظلُّ قناة ُ العزِّ قائمة ً
إلاَّ بحيثُ القنا الخطِّيُّ ينحطمُ
وَإِنْ تَكُنْ نَارُ تِلكَ الْحَرْبِ قَدْ خَمَدَتْ
فَإِنَّها فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ تَضْطَّرِمُ
عَنْ هَيْبَة ٍ سَكَنَتْ أَحْشَاءَهُمْ فَقَضَتْ
أنْ يقفلَ الجيشُ عنهمْ وهوَ عندهمُ
عضَّتْ رؤوسهمُ بعدَ الجماحِ ظبى ً
على الموارنِ منْ آثارها حكمُ
بِيضٌ إِذَا فَارَقَتْ في يَوْمِ مَعْرَكَة ٍ
أَغْمَادَها فَارَقَتْ أَجْسَادَهَا القِمَمُ
وَلَوْ تَوَخَّيْتَ إِعْنَاتَ الْمُذِمِّ لَهُمْ
لَمْ يَرْضَ سَيْفُكَ حَتّى تُخْفَرَ الذِّمَمُ
لوَ انَّهمْ جاوزوا الجوزاءَ ما امتنعوا
منْ ذي العتاقِ المذاكي أنْ تدوسهمُ
ذرهمْ ونصرة َ مَنْ لاذوا بعقوتهِ
فَقَدْ وَهَتْ عَرَبٌ بِالرُّومِ تَعْتَصِمُ
أَرى لَيَالِيَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ زُهُراً
كَمَا لَيَالِيَ مَنْ أَقْصَيْتَهُ سُحُمُ
إنْ لمْ تكنْ بينهمْ قربى فبينهمُ
مِنَ الْمُسَاوَاة ِ فِي خَوْفِ الرَّدى رَحِمُ
غَاضَتْ دِمَاؤُهُمُ خَوْفاً فَلَوْ شَرَعَتْ
فيهمْ رماحكَ لمْ يعلقْ بهنَّ دمُ
وَلَوْ أَرَدْتَ لأَغْرَيْتَ التُّرَابَ بِهِمْ
فلمْ يكنْ لهمُ في الأرضِ منهزمُ
لكنْ جريتَ على رسمٍ ظللتَ بهِ
فِي الْعَفْوِ مُلْتَزِماً مَا لَيْسَ يُلْتَزَمُ
وَمُذْ رَأَيْتُكَ تُولِي الْعَفْوَ كَافِرَهُ
عَلِمْتُ أَنَّكَ بِالإِنْعَامِ تَنْتَقِمُ
علماً بأنَّ الَّذي عُوِّدتَ نصرتهُ
يُحِيقُ بِالكَافِرِي نُعْماكَ كُفْرَهُمُ
وَالرُّومُ قَدْ أَيْقَنُوا لاَ شَكَّ أَنَّهُمُ
لوْ ساهموكَ بسهمٍ في الورى سُهِمُوا
وَكَيْفَ تَطْمَحُ نَحْوَ الْحَرْبِ أَعْيُنُهُمْ
وذكرُ بأسكَ في أفواههمْ لجُمُ
ولوْ أعرتهمُ ألبابهمْ لدروا
أنَّ الَّذي جهلوا أضعافُ ما علموا
إنَّ المظفَّرَ منْ ما حلَّ في بلدْ
إِلاَّ تَحَمَّلَ عَنْهُ الْخَوْفُ وَالْعَدَمُ
وَكَيْفَ تُظْلِمُ أَرْضٌ أَنْتَ سَاكِنُها
نُوراً تَسَاوَتْ بِهِ الأَظْهَارُ وَالعَتَمُ
أَوْ تَشْتَكِي النَّاسُ إِمْحَالاً وَقَدْ فَعَلْتَ
فِيهِمْ يَمِينُكَ مَا لاَ تَفْعَلُ الدِّيَمُ
وَأَيْنَ مِنْكَ حَياً يَحْيَا التُّرَابُ بِهِ
أَنّى وَأَنْتَ حَياً يَحْيَا بِهِ النَّسَمُ
خَلاَئِقٌ عَمَّتِ الدُّنْيَا بِما نَسَلَتْ
مِنَ الْعَطايَا وَأُمَّاتُ النَّدى عُقُمُ
يثني بآلائها منْ في الحياة ِ ولوْ
تَسْطِيعُ نُطْقاً إِذاً أَثْنَتْ بِها الرِّمَمُ
وَأَيُّ بَارِقَة ٍ لِلْمَجْدِ صَادِقَة ٍ
لاحتْ ولمَّا تشمها هذهِ الشِّيمُ
وهلْ تساويكَ أملاكٌ مضوا وبقوا
أَسْمَاؤُهُمْ في اسْمِكَ الْمَشْهُورِ مُدَّغَمُ
مَنَاقِبٌ لَيْسَ تُحْصَى خَصَّ مَفْخَرُها
بَني أَبِيكَ وَعَمَّ النَّاسَ كُلَّهُمُ
فما خلا عربيٌّ منْ مفاخرة ٍ
بِذِي الْمَعَالِي وَإِنْ خُصَّتْ بِها العَجَمُ
فاعلُ الورى بمساعٍ طالما اقتحمتْ
إِلى العُلى غَمَرَاتٍ لَيْسَ تُقْتَحَمُ
واسمعْ لحاكمة ٍ في القلبِ مُحكمة ٍ
لَمْ يَسْتَمِعْ مِنْ زُهَيْرٍ مِثْلَها هَرِمُ
وإنَّني لجديرٌ أنْ أطولَ إذا
أصبحتُ مهدي تاجٍ درُّهُ الكلمُ
قَوْلٌ يُجَاوِزُ غَايَاتِ البَهاءِ فَمَا
تَزِيدُ في حُسْنِهِ الأَوْتَارُ وَالنَّغَمُ
صَعْبُ القِيادِ إِذَا أَرْعَيْتَهُ أُذُناً
عَلِمْتَ أَنِّي لِسَانٌ وَالزَّمانُ فَمُ
وأيُّما بغية ٍ تنأى على أملي
وَذَا الْمَقامُ إِلى مَا أَبْتَغِي لَقَمُ
أَيَّامُنَا بِكَ أَعْيَادٌ وَأَشْهُرُنَا
مِنْ كَثُرَة ِ ?لأَمْنِ فيرقا أَشْهُرُ حُرُمُ
ف?لَّلهُ عَزَّ مُجِيباً فِيكَ مُسْتَمِعٌ
دُعَاءَ مَنْ ضَمَّهُ في أَمْنِكَ الْحَرَمُ
لاَ خَابَ فِيكَ رَجَاءُ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ
صحَّتْ بعزِّكَ دنياهمْ ودينهمُ
ودامَ ربعكَ مأهولاً ولاَ برحتْ
وَقْفاً عَلَيْكَ كَمَا تَمَّتْ بِكَ النِّعَمُ