مشاهدة النسخة كاملة : ذو الرمة
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:15 AM
ذو الرُمَّة
77 - 117 هـ / 696 - 735 م
غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر.
من فحول الطبقة الثانية في عصره، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة.
كان شديد القصر دميماً، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين وكان مقيماً بالبادية، يختلف إلى اليمامة والبصرة كثيراً، امتاز بإجادة التشبيه.
قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته (ما بال عينيك منها الماء ينسكب) لكان أشعر الناس.
عشق (ميّة) المنقرية واشتهر بها.
توفي بأصبهان، وقيل: بالبادية.
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:16 AM
خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيَا رَسْمَ دِمْنَة ٍ
محتها الصَّبا بعدي فطارَ ثمامها
وغيَّرها نأجُ الشَّمالِ فشبَّهتْ
ومرُّ الجنوبِ الهيفِ ثمَّ انتسامها
فعاجا علندى ً ناجياً ذا براية ٍ
وَعَوَّجْتُ مِذْعَاناً لَمُوعاً زِمَامُهَا
غُرَيْرِيَّة ً في مَشْيَهَا عَجْرَفيَّة ٌ
إِذَا انْضَمَّ إِطْلاَهَا وَجَالَ حِزَامُهَا
تَخَالُ بِهَا جِنّاً إِذَا مَا وَزَعْتُهَا
وَطَارَ بَمَرْبُوعِ الْخِشَاشِ لُغَامُهَا
هلِ الدَّارُ إنْ عجنا لكَ الخيرُ ناطقٌ
بحاجتنا أطلالها وخيامها
أَلاَ لاَ وَلَكِنْ عَائِجُ الشَّوْقِ هَاجَهُ
عَلَيْكَ طُلُولٌ قَدْ أَحَالَ مَقَامُهَا
منازلٌ بميٍّ بوهبينَ جادها
أهتضيبُ دجنٍ طلُّها وانهمامها
لَيَاليَ لاَ مَيٌّ خَرُوجٌ بَذِيَّة ٌ
وَلكِنْ رَدَاحٌ لَمْ يَشِنْهَا قَوَامُهَا
أَسِيلَة ُ مَجْرَى الدَّمْعِ هَيْفَآءُ طَفْلَة ٌ
رداحٌ كإيماضِ الغمامِ ابتسامتها
كأنَّ على فيها ـ وما ذقتُ طعمهُ ـ
زجاجة َ خمرٍ طابَ فيها مدامها
أزارتكَ ميٌّ بعدَما قلتَ: ذاهلٌ
فهاجَ سقاماً مستكنَّاً لمامها
أَلَمَّتْ بِنَا والْعِيسُ حَسْرَى كَأَنَّهَا
أهلَّة ُ محلٍ زالَ عنها قتامها
أَنَخْنَ فَمُعْفٍ عِنْدَ دَفِّ شِمِلَّة ٍ
شَمَرْدَلَة ِ الأَلْوَاحِ فَانٍ سَنَامُهَا
ومرتفقٍ لمْ يرجْ أخرَ ليلهِ
مناماً وأحلى نومة ٍ لو ينامها
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:17 AM
أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً
ماءُ الصَّبابة ِ منْ عينيكَ مسجومُ
كَأَنَّهَا بَعْدَ أَحْوَالٍ مَضَيْنَ لَهَا
بِالأَشْيَمَيْنِ يَمَانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ
أودى بها كلَّ عرّاصٍ ألثَّ بها
وَجَافِلٌ مِنْ عَجَاجِ الصَّيْفِ مَهْجُومُ
ودمنة ً هيَّجتْ شوقي معالمُها
كَأَنَّهَا بِالْهِدَمْلاَتِ الرَّوَاسِيمُ
منازلُ الحيِّ إذ لا الدارُ نازحة ٌ
بِالأَصْفِيَآءِ وَإذْ الْعَيْشُ مَذْمُومُ
كَادَتْ بِهَا الْعَيْنُ تَنْبُو ثُمَّ ثَبَّتَهَا
مَعَارِفُ الدَّارِ والْجُونُ الْيحَامِيمُ
هل حبلُ خرقاءَ بعدَ الهجرِ مرمومُ
مَخَافَة َ الرَّمي حَتَّى كُلُّهَا هِيمُ
أَمْ نَازِحُ الْوَصْلِ مِخْلاَفٌ بِشِيْمَتِهِ
لونانِ منقطعٌ منهُ فمصرومُ
لاَ غَيْرَ أَنَّا كَأَنَّا مِنْ تَذَكُّرِهَا
وطولِ ما قدْ نأتنا نُزَّعٌ هيمُ
تعتادني زفراتٌ حينَ أذكرها
تَكَادُ تَنْفَضُّ مِنْهُنَّ الْحَيَازِيمُ
كأنَّني من هوى خرقاءَ مطَّرفٌ
دَامي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ
دانى له القيدُ في ديمومة ٍ قذفٍ
قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأَنَاعِيمُ
هامَ الفؤادُ لذكراها وخامرهُ
منها على عدواءِ الدّارِ تسقيمُ
فَمَا أَقُولُ ارْعَوَى إِلاَّ تَهَيَّضَهُ
حظٌّ له من خبالِ الشَّوقِ مقسومُ
كأنَّها أمُّ ساجي الطَّرفِ أخدرها
مُسْتَودَعٌ خَمَرَ الْوَعْسَآءِ مَرْخُومُ
تَنْفي الطَّوَارِفَ عَنْهُ دِعْصَتَا بَقَرٍ
وَيَافِعٌ مِنْ فِرِنْدَادَيْنِ مَلْمُومُ
كأنَّهُ بالضُّحى ترمي الصَّعيدَ به
دبّابة ٌ في عظامِ الرَّأسِ خرطومُ
لاَيَنْعَشُ الطَّرْفَ إلاَّ مَا تَخَوَّنَهُ
داعٍ يناديهِ باسم الماءِ مبغومُ
كَأَنَّهُ دُمْلُجٌ مِنْ فِضَّة ٍ نَبَهٌ
في ملعبٍ منْ عذارى الحيِّ مفصومُ
أَوْ مُزْنَة ٌ فَارِقٌ يَجْلُو غَوَارِبَهَا
تبوُّحُ البرقِ والظَّلماءُ علجومُ
تلْكَ الَّتِي أَشْبَهَتْ خَرْقَآءَ جَلْوَتُهَا
يَوْمَ النَّقَا بَهْجَة ٌ مِنْهَا وَتَطْهِيمُ
تَثْنِي النِّقَابَ عَلَى عِرْنِيْنِ أَرْنَبَة ٍ
شمّاءَ مارنُها بالمسكِ مرثومُ
كَأَنَّمَا خَالَطَتْ فَاهَا إِذَا وَسِنَتْ
بعدَ الرُّقادِ فما ضمَّ الخياشيمُ
مهطولة ٌ منْ خزامى الخُرجِ هيَّجها
مِنْ نَفْحِ سَارِيَة ٍ لَوْثَآءَ تَهْمِيمُ
أَوْ نَفْحَة ٌ مِنْ أَعَالي حَنْوَة ٍ مَعَجَتْ
فيها الصَّبا موهناً والروضُ مرهومُ
حَوَّآءُ قَرْحَآءُ أَشْرَاطِيَّة ٌ وَكَفَتْ
فيها الذِّهابُ وحفَّتْها البراعيمُ
تِلْكَ الَّتِي تَيَّمَتْ قَلْبِي فَصَارَ لَهَا
منْ ودِّهِ ظاهرٌ بادٍ ومكتومُ
قدْ أعسِفُ النازحَ المجهولَ معسفُهُ
في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هَامَهُ الْبُومُ
بِالصُّهْبِ نَاصِبَة ِ الأَعْنَاقِ قَدْ خَشَعَتْ
مِنْ طُولِ مَا وَجَفَتْ أَشْرَافُهَا الْكُومُ
مهريَّة ٌ رُجَّفٌ تحتَ الرِّحالِ إذا
شَجَّ الْفَلاَ مِنْ نَجَآءِ الْقَوْمِ تَصْمِيمُ
تَنْجُو إِذَا جَعَلَتْ تَدْمَى أَخِشَّتُهَا
واعْتَمَّ بِالزَّبَدِ الْجَعْدِ الْخَرَاطِيمُ
قَدْ يَتْرُكُ الأَرْحَبِيُّ الْوَهْمُ أَرْكُبَهَا
كَأَنَّ غَارِبَهُ يَأْفُوخ مَأْمُومُ
بينَ الرَّجا والرَّجا من جيبِ واصية ٍ
يهماءَ خابطُها بالخوفِ معكومُ
لِلْجِنِّ بِاللَّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلٌ
كما تناوَحَ يومَ الرّيحِ عيشومُ
هَنَّا وَهِنَّا وَمِنْ لَهُنَّ بِهَا
ذَاتَ الشَّمَائِلِ والأَيْمَانِ هَيْنُومُ
دوِّيَّة ٌ ودُجا ليلٍ كأنَّهما
يَمٌّ تَرَاطَنَ في حَافَاتِهِ الرُّومُ
يُجلى بها اللَّيلُ عنّا في مُلمِّعة ٍ
مِثْلِ الأَدِيمِ لَهَا مِنْ هَبْوَة ٍ نِيمُ
كأنَّنا والقنانَ القودَ يحملُنا
موجُ الفراتِ إذا التجَّ الدَّياميمُ
والآلُ منفهقٌ عنْ كلِّ طامسة ٍ
قرواءَ طائقُها بالآل محزومُ
كأنَّهنَّ ذرا هديٍ مجوَّبة ٍ
عنها الجلالُ إذا ابيضَّ الأياديمُ
والرَّكْبُ تَعْلُو بِهْمِ صُهْبٌ يَمَانِيَة ٌ
فَيْفاً عَلَيْهِ لِذَيْلِ الرِّيحِ نِمْنِيمُ
كأنَّ أدمانها والشمسُ جانحة ٌ
وَدْعٌ بِأَرْجَآئِهَا فَضٌّ وَمَنْظُومُ
يُضْحِي بِهَا الأَرْقَشُ الْجَوْنُ الْقَرَا غَرِداً
كَأَنَّهُ زَجِلُ الأَوْتَارِ مَخْطُومُ
من الطَّنابيرِ يزهى صوتهُ ثملٌ
في لحنهِ عنْ لغاتِ العُربِ تعجيمُ
مُعرَورياً رمضَ الرَّضراضِ يركضهُ
والشمسُ حيرى لها بالجوِّ تدويم
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إذا تجاوَبَ منْ بُرديهِ ترنيمُ
زُعْ بِالزِّمَامِ وَجَوْزُ اللَّيْلِ مَرْكُومُ
كَأَنَّهُ بَيْنَ شَرْخَيْ رَحْلِ سَاهِمَة ٍ
حرفٍ إذا ما استرقَّ اللَّيلُ مأمومُ
ترمي بهِ القفرَ بعدَ القفرِ ناجية ٌ
هوجاءُ راكبُها وسنانُ مسمومُ
هَيْهَاتَ خَرْقَآءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَهَا
ذُو الَعَرْشِ وَالشَّعْشَعَانَاتُ الْعَيَاهِيمُ
هلْ تُدنينَّكَ منْ خرقاءَ ناجية ٌ
بَيْنَ الأَشَآءِ تَعَلاَّهُ الْعَلاَجِيمُ
كأنَّ أجلادَ حاذيها وقدْ لحقتْ
أَحْشَآؤُهَا مِنْ هَيَامِ الرَّمْلِ مَطْمُومُ
كأنّما عينُها منها وقدْ ضمرتْ
يَسْتَرْجِفُ الصِّدْقُ لِحْيَيْهَا إِذَا جَعَلَتْ
أواسطُ الميسِ تغشاها المقاديمُ
مهريَّة ٌ بازلٌ سيرُ المطيِّ بها
عَشِيَّة َ الخِمْسِ بِالْمَوْمَاة ِ مَزْمُومُ
إذ قعقعَ القربُ البصباصُ ألحيها
واسترجفتْ هامها الهيمُ الشَّغاميمُ
يُصبحنَ ينهضنَ في عطفي شمردلة ٍ
كأنَّها أسفعُ الخدَّينِ موشومُ
طَاوِي الْحَشَا قَصَرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَة ٌ
مستوفضٌ منْ بناتِ القفرِ مشهومُ
ذو سُفعة ٍ كشهابِ القذفِ منصلتٌ
يَطفْو إِذَا مَا تَلَقَّتْهُ الْجَرَاثِيمُ
أَوْ مُخْطَفُ الْبَطْنِ لاحَتْهُ نَحَائِصُهُ
بِالْقُنَّتَيْنِ كِلاَ لِتَيْهِ مَكْدُومُ
حادي مخطَّطة ٍ قمرٍ يسيِّرُها
بِالصَّيْفِ مِنْ ذِرْوَة ِ الصَّمَّانِ خَيْشُومُ
جَادَ الرَّبِيعُ لَهُ رَوْضَ الْقِذَافِ إِلى َ
قوَّينَ وانعدلتْ عنهُ الأصاريمُ
حتَّى كسا كلَّ مرتادٍ لهُ خضلٌ
مستحلسٌ مثلُ عُرضِ اللَّيلِ يحمومُ
وَحْفٌ كَأَنَّ النَّدَى وَالشَّمسُ مَاتِعَة ٌ
إذا توقَّدَ في أفنانهِ التّومُ
ما آنستْ عينهُ عيناً يُفزِّعهُ
مُذْ جَادَهُ الْمُكْفَهِرَّاتُ اللَّهَامِيمُ
حتَّى انجلى البردُ عنهُ وهوَ محتقرٌ
عرضَ اللِّوى زلقُ المتنينِ مدمومُ
ترميهِ بالمورِ مهيافٌ يمانية ٌ
هَوْجَاءُ فِيهَا لِبَاقي الرُّطْبِ تَجْرِيمُ
مَا ظَلَّ مُذْ وَجَفَتْ في كُلِّ ظَاهِرَة ٍ
بِالأَشْعَثِ الْوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ
لمّا تعالتْ من البُهمى ذوائبها
واحْتَثَّهَا السَّيْرُ ـ فِى بَعْضِ الأَضَا ـ مِيمُ
حَتَّى إِذَا لَمْ يَجِدْ وَغْلاً وَنَجْنَجَهَا
مخافة َ الرَّميِ كلُّها هيمُ
ظلَّتْ تفالى وظلَّ الجأبُ مكتئباً
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:17 AM
كأنَّهُ عنْ سرارِ الأرضِ محجومُ
حَتَّى إِذَا حَانَ مِنْ خُضْرٍ قَوَادِمُهُ
ذي جُدَّتينِ يكُفُّ الطَّرفَ تغييمُ
خلَّى لها سربَ أولاها وهيَّجها
مِنْ خَلْفِهَا لاَحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهِيمُ
رَاحَتْ يَشُجُّ بِهَا الآكَامَ مُنْصَلِتاً
فالصُّمُّ تُجرحُ والكذّانُ محطومُ
فما انجلى اللَّيلُ حتَّى بيَّتتْ غلَلاً
بينَ الأشاءِ تغشّاهُ العلاجيمُ
وَقَدْ تَهَيَّأ رَامٍ عَنْ شَمَائِلِهَا
مُجَرَّبٌ مِنْ بَني جِلاَّنُ مَعْلُومُ
كَأَنَّهُ حِيْنَ تَدْنُو وِرْدَهَا طَمَعاً
بِالصَّيْدِ مِنْ خَشْيَة ِ الإِخْطَآءِ مَحْمُومُ
إذا توجَّسَ قرعاً منْ سنابكها
أَوْ كَانَ صَاحِبَ أَرْضٍ أَوْ بِهِ الْمُومُ
جتَّى إذا اختلطتْ بالماءِ أكرُعها
أهوى لها طامعٌ بالصيدِ محرومُ
وَفي الشِّمَالِ مِنَ الشَّرْيَانِ مُطْمِعَة ٌ
كبداءُ في عودِها عطفٌ وتقويمُ
يؤودُ منْ متنها متنٌ ويجذبُهُ
كأنَّهُ في نياطِ القوسِ حلقومُ
فَبَوَّأَ الرَّمْيَ فِي نَزْعٍ فَحُمَّ لَهَا
مِنْ نَاشِبَاتِ أَخي جِلاَّنَ تَسْلِيمُ
فانصاعتِ الحقبُ لم تقصعْ صرائرَها
وَقَدْ نَشَحْنَ فَلاَ رِيٌّ وَلاَ هِيمُ
وَبَاتَ يَلْهَفُ مِمَّا قَدْ أُصِيبَ بِهِ
والْحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهُنَّ الأَضَامِيمُ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:18 AM
«خَليليّ عُوجَا من صُدورِ الرّواحلِ
بجمهورِ حزوى فابكيا في المنازلِ
وإنْ لم تكنْ إلاَّ رسوماً محيلة ً
جعلتُ لهُ منْ ذكرِ ميٍّ تعلَّة ً
ظَلَلْتُ أعاطيهِ سُلافَة َ قَرْقَفٍ،
وحتى تَغَنّى لاهِياً مُتَطَرّباً،
نهاوي السُّرى والبيدَ، والليلُ حالكٌ
بمقورَّة ِ الألياطِ شمِّ الكواهلِ
فرَدّتْ إلَيهِ رُوحَهُ في الْمَفاصِلِ
على قحمٍ بينَ الفلا والمناهلِ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:19 AM
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة ً
فَمَآءُ الْهَوَى يَرْفَضُّ أَوْ يَتَرَقْرَقُ
كمستعبري في رسمِ دارٍ كأنَّها
بِوَعْسَآءَ تَنْصُوهَا الْجَمَاهِيرُ مُهْرَقُ
وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا فَكَادَتْ بِمُشْرِفٍ
لعرفانِ صوتي دمنة ُ الدّارِ تنطقُ
تجيشُ إليَّ النَّفسُ في كلِّ منزلٍ
لميٍّ ويرتاعُ الفؤادُ المشوَّقُ
أراني إذا هوَّمتُ يا ميُّ زرتني
فيا نعمتا لوْ أنَّ رؤيايَ تصدُقُ
فَمَا حُبُّ مَيٍّ بِالَّذِي يَكْذِبُ الْفَتَى
ولا بالذي يُزهي ولا يُتملَّقُ
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
بها السُّحمُ تردي والحمامُ المُطوَّقُ
أربَّتْ عليها كلُّ هوجاءَ رادة ٍ
زَجُولٍ بِجَوْلاَنِ الْحَصَى حِيْنَ تَسْحَقُ
لعمرُكَ إنّي يومَ جرعاءِ مالكٍ
لَذُو عَبْرَة ٍ كُلاً تَفِيضُ وَتَخْنُقُ
وإنسانُ عيني يحسِرُ الماءُ تارة ً
فَيَبْدُو وَتَارَاتٍ يَجُمُّ فَيَغْرَقُ
يلومُ على ميٍّ خليلي وربَّما
يجورُ إذا لامَ الشَّفيقُ ويخرُقُ
وَلَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ تَعَرَّضَتْ
لعينيهِ ميٌّ سافِراً كادَ يبرَقُ
غداة َ أمَنّي النفسَ أنْ تسعفَ النّوى
بِمَيٍّ وَقَدْ كَادَتْ مِنَ الْوَجْدِ تَزْهَقُ
أَنَاة ٌ تَلُوثُ الْمِرْطَ مِنْهَا بِدِعْصَة ٍ
رُكَامٍ وَتَجْتَابُ الْوِشَاحَ فَيَقْلَقُ
وَتَكْسُو الْمِجَنَّ الرَّخْوَ خَصْراً كَأَنَّهُ
إهانٌ ذوى عن صفرة ٍ فهو أخلقُ
لها جيدُ أمِّ الخشفِ ريعتْ فأتلعتْ
ووجهٌ كقرنِ الشَّمسِ ريّانُ مشرقُ
وَعَيْنٌ كَعَيْنِ الرِئْمِ فِيهَا مَلاَحَة ٌ
هِيَ السحْرُ أَوْ أَدْهَى الْتِبَاساً وَأَعْلَقُ
وَتَبْسِمُ عَنْ نَوْرِ الأَقَاحِيِّ أَقْفَرَتْ
بِوَعْسَآءِ مَعْرُوفٍ تُغَامُ وَتُطْلَقُ
أمنْ ميَّة َ اعتادَ الخيالُ المؤرِّقُ
نعمْ إنها ممّا على النَّأيِ تطرُقُ
وَحَاذَانِ مَجْلُوزٌ عَلَى صَلَويْهِمَا
وخفّانُ دوني سيلهُ فالخورنقُ
بأشعثَ منقدِّ القميصِ كأنَّهُ
صفيحة ُ سيفٍ جفنهُ متخرِّقُ
تَرَى خَدَّهَا فِي ظُلْمَة ِ اللَّيْلِ يَبْرُقُ
رجيعة ُ أسفارٍ كأنَّ زمامَها
مِلاَطٌ تَعَادَى عَنْ رَحَا الزَّوْرِ أَدْفَقُ
طَرَحْتُ لَهَا فِي الأَرْضِ أَسْفَلَ فَضْلِهِ
وَأَعْلاَهُ فِي مَثْنَى الْخِشَاشة ِ مُعْلَقُ
ثَوَى بَيْنَ نِسْعَيْهَا عَلَى مَاتَجَشَّمَتْ
جَنِينٌ كَدُعْمُوصِ الْفَرَاشَة ِ مُغْرِقُ
وَقَدْ غَادَرَتْ فِي السَّيرِ نَاقَة ُ صَاحِبِي
طَلاً مَوَّتَتْ أَوْصَالَهُ فَهُوَ يَشْهَقُ
جُمَالِيَّة ٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَيَّانُ سَهْوَقُ
وكعبٌ وعُرقوبٌ كِلا مَنجِميهِما
أشمُّ حديدُ الأنفِ عارٍ معرَّقُ
وفوقهما ساقٌ كأنَّ حماتها
إذا استُعرضتْ منْ ظاهر الرِّجْلِ خرنقُ
بَضِيعٌ كَمَكْنُوزِ الثَّرَى حِينَ يُحْنِقُ
إِلَى صَهْوَة ٍ تَحْدُو مَحَالاً كَأَنَّهُ
صفاً دلَّصتهُ طحمة ُ السَّيلِ أخلقُ
وجوفٌ كجوفِ القصرِ لم ينتكتْ لهُ
بِآبَاطِهِ الزُّلِّ الزَّهَالِيلِ مِرْفَقُ
وَهَادٍ كَجِذْعِ السَّاجِ سَامٍ يَقُودُهُ
مُعَرَّقُ أَحْنَآءِ الصَّبِيَّينِ أَشْدَقُ
ودفواءُ حدباءُ الذِّراعِ يزينُها
ملاطٌ تجافى عنْ رحا الزَّورِ أدفقُ
قطعتُ عليها غولَ كلِّ تنوفة ٍ
وَقَضَّيْتُ حَاجَاتِي تَخُبُّ وَتَعْنِقُ
ومُشبهِ الأرباءِ يرمي بركبهِ
يَبِيسُ الثَّرَى نَائِي الْمَنَاهِلَ أَخْوَقُ
إِذَا هَبَّتِ الرِيْحُ الصَّبَا دَرَجَتْ بِهِ
غرابيبُ منْ بيضٍ هجائنَ دردقُ
مُصَعْلَكُ أَعْلَى قُلَّة ِ الرَّأْسِ نقَنَقُ
ونادى به ماءٍ إذا ثارَ ثورة ً
أُصيبحُ أعلى نقبة ِ اللَّونِ أطرقُ
ترِيعُ لَهُ أَمٌّ كَأَنَّ سَرَاتَهَا
إذا انجابَ عنْ صحرائها اللّيلُ يلمقُ
إِذَا الأَرْوَعُ الْمَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّهُ
على الرَّحلِ ممّا منَّهُ السَّيرُ أحمقُ
وتيهاءَ تودي بينَ أرجائها الصَّبا
عَلَيْهَا مِنَ الظَّلْمَآءِ جُلٌّ وَخَنْدَقُ
غللتُ المهارى بينها كلَّ ليلة ٍ
وَبَيْنَ الدُّجَى حّتَّى أَرَاهَا تَمَزَّقُ
فَأَصَبْحتُ أَجْتَابُ الْفَلاَة َ كَأَنَّنِي
حُسَامٌ جَلَتْ عَنْهُ الْمَدَاوِسُ مُخْفِقُ
نظرتُ كما جلّى على رأسِ رهوة ٍ
منَ الطَّيرِ أقنى ينفُضُ الطَلَّ أزرقُ
طِرَاقُ الْخَوَافِي وَاقِعٌ فَوْقَ رِيعَة ٍ
ندى ليلهِ في ريشهِ يترقرقُ
وَمَاءٍ قَديِمِ الْعَهدِ بِالنَّاسِ آجِنٍ
كأنَّ الدَّبى ماءَ الغضى فيه يبصقُ
وردتُ اعتسافاً والثّريّا كأنَّها
عَلَى قِمَّة ِ الرَّأَسِ ابْنُ مَآءٍ مُحَلّقُ
يَدُفُّ عَلَى آثَارِهَا دَبَرَانُهَا
فَلاَ هُوَ مَسْبُوقٌ وَلاَهُوَ يَلْحَقُ
بِعِشْريِنَ مِنْ صُغْرى النُّجُومِ كَأَنَّهَا
وإياهُ في الخضراءِ لو كانَ ينطقُ
قِلاَصٌ حَدَاهَا رَاكبٌ مُتَعَمّمٌ
هَجَآئِنُ قَدْ كَادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ
قُرانى وأشتاتاً أجدَّ يسوقُها
إِلَى الْمَآء مِنْ جَوْزِ التَّنُوفَة ِ مُطْلِقُ
وقدْ هتكَ الصُّبحُ الجليُّ كفاءهُ
ولكنَّهُ جونُ السَّراة ِ مُروَّقُ
فَأَدْلَى غُلاَمِي دَلْوَهُ يَبْتَغِي بِهَا
شفاءَ الصَّدى واللَّيلُ أدهمُ أبلقُ
فجاءتْ بنسجِ العنكبوتِ كأنَّهُ
عَلَى عَصَويْهَا سَابِرِيٌّ مُشَبْرَقَ
فَقُلْتُ لَهُ عُدْ فَالْتَمِسْ فَضْلَ مَآئِهَا
تَجُوبُ إِليَّهَا اللَّيْلَ وَالْقَعْرُ أَخْوَقُ
فجاءتْ بمُدٍّ نصفُهُ الدِّمنُ آجنٍ
كَمِآءِ السَّلاَ فِي صِغْوِهَا يَتَرقْرَقُ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:19 AM
يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
تَقَادُمُ الْعَهْدِ وَالْهُوجُ الْمَرَاوِيدُ
سقياً لأهلكِ منْ حيٍّ تقسمهمْ
رَيْبُ الْمَنُونِ وَطِيَّاتٌ عَبَادِيدُ
يا صاحبيَّ انظرا، آواكما درجٌ
عَالٍ وَظِلٌّ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مَمْدُودُ
هلْ تبصرانِ حمولاً بعدما اشتملتْ
مِنْ دُونِهِنَّ حِبَالُ الأَشْيَمِ القُودُ
عَوَاسِفَ الرَّمْلِ يَسْتَقْفِي تَوَالِيَهَا
مُسْتَبْشِرٌ بِفِرَاقِ الْحَيّ غِرّيدُ
ألقى عصيَّ النَّوى عنهنَّ ذو زهرٍ
وَحْفٌ عَلَى أَلْسُنِ الرُّوَّادِ مَحْمُودُ
حَتَّى وَجَفَتْ بُهْمَى لِوَى لَبَنٍ
وابيضَّ بعدَ سوادِ الخضرة ِ العودُ
وغادرَ الفرخُ في المثوى تريكتهُ
وحانَ منْ حذارِ البينِ مورودُ
أَقُولُ لِلرَّكْبِ لَمَّا أَعْرَصَتْ أُصُلاً
أُدْمَانَة ٌ لَم تُرَبِّيْهَا الأَجَالِيدُ
ظلَّتْ حذاراً على مطلنفئٍ خرقٍ
تبدي لنا شخصها والقلبُ مزؤودُ
هذَا مَشَابِهُ مِن خَرْقَآءَ نَعْرِفُهَا
العينُ واللَّونُ والكشحانِ والجيدُ
إِنَّ الْعَرَاق لأَهْلِي لَم يَكُنْ وَطَناً
والبابُ دونَ أبي غسَّانَ مشدودُ
إِذَا الْهُمُومُ حَمَاكَ النَّوْمَ طَارِقُهَا
وحانَ منْ ضيفها همٌّ وتسهيدُ
فانمِ القتودِ على عيرانة ٍ حرجٍ
مهريَّة ٍ مخطتها غرسها العيدُ
نَظَّارَة ٍ حِينَ تَعْلُو الشمْسُ رَاكِبَهَا
طرحاً بعيني لياحٍ فيهِ تجديدُ
ثبْجَاءَ مُجفَرَة ٍ سَطْعَاءَ مُفْرِعَة ٍ
في خلقها منْ وراءِ الرَّحلِ تنضيدُ
مَوَّارَة ِ الضَّبْعِ مِسْكَاتٍ إِذَا رُحِلَتْ
تهوي انسلالاً إذا ما اغبرَّتْ البيدُ
كأنَّها أغبريٌّ بالفروقِ لهُ
عَلَى جَوَاذِبَ كَالأَدْرَاكِ تَغْرِيدُ
منَ العراقيَّة ِ اللاَّتي يحيلُ لها
بَيْنَ الْفَلاَة ِ وَبَيْنَ النَّخْلِ أُخدُودُ
تربَّعتْ جانبي رهبى فمعقلة ٍ
حَتَّى تَرَقَّصَ فِيَ الآلِ الْقَرَادِيدُ
تَسْتَنُّ أَعْدَآءَ قُرْيَانٍ تَسَنَّمَهَا
غرُّ الغمامِ ومرتجَّاتهُ السُّودُ
حتَّى كأنَّ رياضَ القفِّ ألبسها
مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وَتَنْجِيدُ
حتَّى إذا ما استقلَّ النَّجمُ في غلسٍ
وأحصدَ البقلُ أو ملوٍ ومحصودُ
وظلَّ للأعيسِ المزجي نواهضهُ
فِي نَفْنَفِ اللُّوحِ تَصْوِيبٌ وَتصْعِيدُ
رَاحَتْ يُقَحِّمُهَا ذُو أَزْمَلٍ وَسَقَتْ
لهُ الفرائشُ والسُّلبُ القياديدُ
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التّقْرِيبُ أَوْ خَبَبٌ
كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرِضِ الْجَلاَمِيدُ
ما زلتُ مذْ فارقتْ ميٌّ لطيَّتها
يعتادني منْ هواها بعدها عيدُ
كانَّني نازعٌ يثنيهِ عنْ وطنٍ
صرعانِ: رائحة ٌ عقلٌ وتقييدُ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:20 AM
دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها
فهاجَ الهوى تقويضُها واحتمالُها
وقدْ كانت الحسناءُ ميٌّ كريمة ً
علينا ومكروهاً إلينا زيالُها
وَيَوْمٍ بِذي الأَرْطَى إِلَى بَطْنِ مُشْرِفٍ
بِوَعْسَآئِهِ حَيْثُ اسْبَطَرَّتْ حِبَالُهَا
عرفتُ لها داراً فأبصرَ صاحبي
صَفيِحَة َ وَجْهِي قَدْ تَغَيَّرَ حَالُهَا
فَقُلْتُ لِنَفْسِي مِنْ حَيَاءٍ رَدَدْتُهُ
إليها وقد بلَّ الجفونَ بلالُها
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ صَيَّرَ الْبَيْنَ أَهْلُهَا
أَيَادِي سَبَا بَعْدِي وَطَالَ أحْتَيالُهَا
بوهبينَ تسنوها السَّواري وتلتقي
بِهَا الْهُوجُ شَرْقيَّاتُهَا وَشَمَالُهَا
إِذَا صَوَّحَ الْهَيْفُ السَّفَا لَعِبَتْ بِهِ
صبا الحافة ِ اليُمنى جنوبٌ شمالُها
فؤادُك مبثوثٌ عليكَ شجونهُ
وَعَيْنُكَ يَعْصي عَاذِليكَ ?نْهِلاَلُهَا
تَداَوَيْتُ مِنْ ميٍّ بِهِجْرَانِ أَهْلِهَا
فلمْ يشفِ من ذكرى طويلٍ خبالُها
تُراجعُ منها أسودَ القلبِ خطرة ٌ
بلاءٌ ويجري في العظامِ امذلالُها
لقد علِقتْ ميٌّ بقلبي علاقة ً
بطيئاً على مرِّ الشُّهورِ انحلالُها
إِذَا قُلْتُ تَجْزِي الوُدَّ أَوْ قُلْتُ يَنْبَري
لها البذلُ يأبى بُخلُها واعتلالُها
عَلَى أَنَّ مَيّاً لاَ أرَى كَبَلآئِهَا
منَ البُخلِ ثمَّ البُخلِ يُرجى نوالُها
وَلَمْ يُنْسِني مَيّاً تَرَاخِي مَزَارِهَا
وصرفُ اللَّيالي مرُّها وانفتالُها
على أنَّ أدنى العهدِ بيني وبينها
تَقَادَمَ إلاَّ أنْ يَزُورَ خَيَالُهَا
بَنِي شُقَّة ٍ أَغْفَوا بِأَرْضٍ مُتِيهة ٍ
كأَنَّ بَني حَام بْنِ نُوحٍ رِئَاَلهُا
لدى كلِّ نقضٍ يشتكي منْ خشاشهِ
وَنِسْعَيِه أوْ سَجْرَاءَ حُرِّ قَذَالُهَا
فأيُّ مزورٍ أشعثِ الرَّأسِ هاجعٍ
إِلَى دَفّ هَوْجَاءِ الْوَنيِّ عِقَالُهَا
طَوَاهَا إِلَى حَيْزُومِهَا وَأَنْطَوَتْ لَهَا
بِأَوَّلِ رَاجٍ حِيلَة ً لاَ يَنَالُهَا
دروجٌ طوتْ آطالها وانطوتْ بها
بِلاَلِيْقُ أَغْفَالٌ قَلِيلٌ حِلاَلُهَا
فَهذِي طَوَاهَا بَعْدَ هذِي وَهَذِهِ
طَوَاهَا لِهذِي وَخْدُهَا وَانْسِلاَلُهَا
وَقَدْ سَدَتِ الصُّهْبُ الْمَهَارَى بِأَرْجُلٍ
شَدِيدٍ بِرَضْرَاضِ الْمْتَانِ انْتضَالُهَا
إذا ما نِعاجُ الرَّملِ ظلَّتْ كأنَّها
كواعبُ مقصورٌ عليها حجالُها
تَخَطَّتْ بِنَا جَوْزَ الفَلاَ شَدَنِيَّة ٌ
كَأَنَّ الصَّفَا أَوْرَاكُهَا وَمَحَالُهَا
حَرَاجِيجُ مَا تَنْفَكُّ تَسْمُو عُيُونُهَا
كرشقِ المرامي لم تفاوتْ خصالُها
إلى قُنَّة ٍ فوقَ السَّرابِ كأنَّها
كُمَيْتٌ طَوَاهَا القَوْدُ فَاقْوَرَّ آلُهَا
إِذَا مَا حَشَوْنَاهُنَّ جَوْزَ تنوفة ٍ
سَبَارِيتَ يَنْزُو بِاْلقُلُوبِ اهْوِلاَلُهَا
رهاءٍ بساطِ الظَّهرِ سيٍّ مخوفة ٍ
عَلَى رَكْبِهَا إِقْلاَتُهَا وَضَلاَلُهَا
تعاوى لحسراها الذِّئابُ كما عوتْ
منَ اللَّيلِ في رفضِ العواشي فِصالُها
شججنَ الفلا بالأمِّ شجّاً وشمَّرتْ
يَمَانِيَة ٌ يُدْنِي الْبَعِيدَ انْتِقَالُهَا
طوالُ الهوادي والحوادي كأنَّها
سَمَاحِيجُ قُبٌّ طَارَ عَنْهَا نُسَالُهَا
رَعَتْ بَارِضَ الْبُهْمَى جَميِماً وَبُسْرَة ً
وَصَمْعَاءَ حَتَّى آَنَفَتْهَا نِصَالُهَا
برهبى إلى روضِ القذافِ إلى المِعى
إِلَى وَاحِفٍ تَرْوَادُهَا وَمَجَالُهَا
فَلَمَّا ذَوَى بَقْلُ التَّنَاهِي وَبَينَّتْ
مَخَاضُ الأَوَابِي وَاسْتُبِينَتْ حِيَالُهَا
تَرَدَّفْنَ خَشْبَآءَ الْقَرينِ وَقَدْ بَدَا
لهنَّ إلى أهلِ السِّتارِ زيالُها
صوافنَ لا يعدِلنَ بالوردِ غيرهُ
وَلَكِنَّهَا فِي مَوْرِدَيْنِ عِدَالُهَا
أعينُ بني بوٍّ غُمازهُ مورِدٌ
لَهَا حِيْنَ تَجْتَابُ الدُّجَى أَمْ أُثَالُهَا
فَلَمَا بَدَا فِي اللَّيْلِ ضَوْءٌ كَأَنَّهُ
وإيّاهُ قوسُ المُزنِ ولّى ظلالُها
تَيَمَّمْنَ عَيْناً مِنْ أُثالٍ نَمِيرة ً
قَمُوساً يَمُجُّ الْمُنْقِضَاتِ احِتْفَالُهَا
على أمرِ منقدِّ العفاءِ كأنَّهُ
عَصَا قَسِّ قُوسٍ لِيُنَها وَاعْتِدَالُهَا
إِذَا عَارَضَتْ مِنْهَا نَحُوضٌ كَأَنَّهَا
فولَّيْنَ يَذْرِينَ العَجَاجَ كأَنَّهُ
أحالَ عليها وهو عادلُ رأسهِ
يَدُقُّ السِّلاَمَ سَحُّهُ وَآنْسِحَالُهَا
كأنَّ هويَّ الدَّلوِ في البئرِ شلُّهُ
بذاتِ الصُّوى آلافهُ وانشلالُها
لَهُ أَزْمَلٌ عِنْدَ الْقِذَافِ كَأَنَّهُ
نَحِيبُ الثَّكَالَى تَارَة ً وَاعْتِوَالُهَا
رَباعٌ لها مُذْ أورَقَ العُودُ عندهُ
خُمَاشَاتُ ذَحْلٍ لاَ يُرَادُ امْتِثالُهَا
مِنَ الْعَضِّ بِالأَفْخَاذِ أَوْ حَجَبَاتِهَا
إِذَا رَابَهُ اسْتِعْصَاؤُهَا وَعِدَالُهَا
وَقَدْ بَاتَ ذُو صَفْرَآءَ زَوْرآءَ نَبْعَة ٍ
وزُرقٍ حديثٍ ريشُها وصقالُها
كَثِيرٍ لِمَا يِتْرُكْنَ فِي كُلَّ جُفْرَة ٍ
زَفِيرُ الْقَوَاضِي نَحْبُهَا وَسُعَالُهَا
أَخو شُقَّة ٍ يَأْوِي إِلَى أُمِّ صِبْيَة ٍ
ثَمَانِيّة َ لَحْمُ الأَوَابِدِ مَالُهَا
يُرَاصِدُهَا فِي جَوْفِ حَدْبَآءَ ضَيِقٍ
عَلَى الْمَرْءِ إِلاَّ مَا تحرَّفَ جَالُهَا
يُبَايُتهُ فِيْهَا أَحَمُّ كأنَّهُ
إبَاضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْهَا حِبَالُهَا
وقرناءُ يدعو باسمها وهو مُظلمٌ
له صوتُها أو إنْ رآها زمالُها
إذَا شَآءَ بَعْضَ اللَّيْلِ حَفَّتْ لِصَوْتِهِ
حفيفَ رحاً منْ جلدِ عودٍ ثفالُها
فجاءتْ بأغباشٍ تحجّى شريعة ً
تلاداً عليها رميها واحتبالُها
فلمّا تجلّى قرعُها القاعَ سمعهُ
وَباَنَ لَهُ وَسْطَ الأَشَاءِ انْغِلالُهَا
طَوَى شَخْصَهُ حَتَّى إِذَا مَا تَوَدَّفَتْ
عَلَى هِيلَة ٍ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ تُهَالُهَا
رمى وهيَ أمثالُ الأسنَّة ِ يُتَّقى
بِهَا صَفُّ أُخْرَى لمْ يُبَاحَتْ قِتالُهَا
يُبَادِرْنَ أَنْ يُبْرِدْنَ ألَوَاحَ أَنْفُسٍ
قَلِيلٍ مِنَ الْمَآءِ الرَّوَآءِ دِخَالُهَا
فَمَرَّ عَلَى القُصْوَى النَّضُّي فَصَدَّهُ
تليَّة ُ لَمْ يكمَّلْ كَمَالُهَا
وقدْ كانَ يشقى قبلها مثلُها بهِ
إذَا مَا رَمَاهَا كَبْدُهَا وَطِحَالُهَا
عثانُ إجامٍ لجَّ فيها اشتعالُها
أُوَلئِكَ أَشْبَاهُ الْقِلاَصِ الَّتِي طَوَتْ
تَرَامَى الْفَيَافِي بَيْنَهَا قَفَرَاتُهَا
إِذَا اسْحَنْكَكَتْ مِنْ عُرْضِ لَيْلٍ جِلاَلُهَا
بنا وبأطلاحٍ إذا هي وقَّعتْ
كَسَا الأَرْضَ أَذْقَانَ الْمَهَارَى كَلاَلُهَا
نَوَاشِطُ بَالرُّكْبَانِ فِي كُلِّ رحْلَة ٍ
وَمَنْ يَتَّبِعْ عَيْنَيْهِ فِي النَّاسِ لاَ يَزَلْ
أَلَمْ تَعْلَمي يَا مَيُّ أَنِّي وَبَيْنَنَا
خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ حِيلَة ٍ تَعْلَمَانِهَا
أمنّي ضميرَ النَّفسِ إيّاكِ بعدما
يُرَاجِعُنِي بَثّي فَيَنْسَاحُ بَالُهَا
سلي الناسَ هلْ أرضي عدُوَّكِ أو بغى
حَبِيبُكِ عِنْدِي حَاجَة ً لاَ يَنَالُهَا
خليليَّ هلْ منْ حاجة ٍ تعلمانها
يدنِّيكما منْ وصلِ ميَّ احتيالُها
فَنَحْيَا لَهَا أَمْ لا، فَإِنْ لاَ فَلَمْ نَكُنْ
وأنْ رُبَّ أمثالِ البلايا منَ السُّرى
مُضرٌّ بها الإدلاجُ لولا نعالُها
لألقاكِ قدْ أدأبتُ والقومُ كُلَّما
جرتْ حذوَ أخفافِ المطيِّ ظلالُها
وَخَوْصَآءَ قَدْ نَفَّرْتُ عَنْ كُورِهَا الْكَرَى
بِذِكْرَاكِ والأَعْتَاقُ مِيلٌ قِلاَلُهَا
أفي آخرِ الدَّهرِ امرأ القيسِ رُمتمُ
مساعيَ قدْ أعيتْ أباكمْ طوالُها
رَأَيْتُكَ إِذْ مَرَّ الرِّبَابُ وَأَشْرَفَتْ
جبالٌ رأتْ عيناكَ أنْ لا تنالُها
نَزَلْنَا وَقَدْ غَارَ النَّهَارُ وَأَوْقَدَتْ
عَلَيْنَا حَصَى الْمَعْزَآءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا
يَرَى حَاجَة ً مَمْنُوعَة ً لاَ يَنَالُهَا
دَسَاكِرُ لَمْ تُرْفَعْ لِخَيْرٍ ظِلاَلُهَا
بنينا علينا ظلَّ أبرادِ يُمنة ٍ
على سمكِ أسيافٍ قديمٍ صقالُها
فقمنا فرُحنا والدَّوامغُ تلتظي
عَلَى الْعِيسِ مِنْ شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوَالُهَا
وَلَوْ عُرِّيَتْ أَصْلاَبُهَا عِنْدَ بَيْهَسٍ
عَلَى ذَاتِ غِسْلٍ لَمْ تُشَمَّسْ رِحَالُهَا
وَقَدْ سُمِيَّتْ بِاسْمِ امْرِىء الْقَيْسِ قَرْيَة ٌ
كرامٌ صواديها لئامٌ رجالُها
تَظَلُّ الْكِرَامُ الْمُرْمِلُونَ بِجَوْفِهَا
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ حَمْلُهَا وَحِيَالُهَا
بها كلُّ خوثاءِ الحشا مرئيَّة ٍ
روادٍ يزيدُ القُرطَ سوءاً قذالُها
إذا ما امرؤُ القيسِ بنُ لؤمٍ تطعَّمتْ
بِكَأْسِ النَّرَاَمى خَبَّثْتَها سَبِالُها
فَكَأْسُ امْرِىء الْقَيْسِ الَّتِي يَشْرَبُونَهَا
حرامٌ على القومِ فضالُها
فَخَرْتَ بِزَيْدٍ وَهْيَ مِنْكَ بَعِيدَة ٌ
كَبُعْدِ الثُّرَيَّا عِزُّهَا وَجَمَالُهَا
أَلَمْ تَكُ تَدْري أنَّمَا أَنْتَ مُلْصَقٌ
بدعوى وأنَّي عمُّ زيدٍ وخالُها
ستعلمُ أستاهُ امرئِ القيسِ أنَّها
صغارٌ مناميها قصارٌ رجالُها
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:20 AM
نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
عفتهُ الرِّيحُ وامتنحَ القطارا
بهِ قطعُ الأعنِّة ِ والأثافي
وأشعثُ جاذلٌ قطعَ الإصارا
كَأَنَّ رُسُومَهُ بُسِطَتْ عَلَيْهاَ
بيوتِ الوشمِ أو لبسَ النِّمارا
وَمِثْلِ فَوَارِسٍ مِنْ آلِ جَلٍّ
يزينُ بياضُ محجرها الخمارا
تَبَسَّمُ عَنْ أَشَانِبَ وَاضِحَاتٍ
وَمِيضَ الْبَرْقِ أَنْجَدَ فاسْتطَارَا
أَوَانِسَ وُضَّحِ الأَجْيَادِ عِينٍ
ترى منهنَّ في المقلِ احورارا
كأنَّ جحالهنَّ أوتْ إليها
ظِبَآءُ الرَّمْلِ بَاشَرْنَ الْمَغَارَا
أعبدَ بني امرئِ القيسِ بن لؤمٍ
ألمْ تسألْ قضاعة َ أو نزارا
فَتُخْبَرَ أَنَّ عِيصَ بَنِي عَدِيٍّ
تَفَرَّعُ نَبْتُهُ الْحَسَبَ النُّضَارَا
وَأَنَّ بَنِي امْرِىء الْقَيْسِ ابْنِ لُؤمٍ
أَبَتْ عَيْدَانُهَا الا انْكِسَارَا
وَأَنِيّ حِينَ تَزْخَرُ لِي رِبَابِي
عماعمَ أمنعُ الثَّقلينِ جارا
أناسٌ أهلكوا الرؤساءَ قتلا
وَقَادُوا النَّاسَ طَوْعًاً وَاعْتِسَارَا
أناسٌ إنْ نظرتَ رأيتَ فيهمْ
وراءَ حمايَ أطواداً كبارا
ومنْ زيدٍ علوتُ عليكَ ظهراً
جَسِيمَ الْمَجْدِ وَالْعَدَدَ الْكُثَارَا
أنا ابنُ الرَّاكزينِ بكلِّ ثغرٍ
بَنِي جَلٍّ وَخَالُ بَنِي نَوَارَا
وتزخرُ منْ وراءِ حمايَ عمروٌ
بذي صدَّينِ يكتفئُ البحارا
يعدُّ النَّاسبونَ إلى تميمٍ
بيوتَ العزِّ أربعة ً كبارا
يعدُّونَ الرَّبابَ لها وعمراً
وسعداً ثمَّ حنظلة َ الخيارا
ويهلكُ بينها المرئيُّ لغواً
كما ألغيتَ في الدِّيَّة ِ الحوارا
همُ وردوا الكُلابَ ولستَ فيهمْ
وَلاَ فِي الْخَيْلِ إِذْ عَلَتِ النّسَارَا
نقدُّ بها الفلاة َ وبالمطايا
إلى الأعداءِ تنتظرُ الغوارا
وَنَحْنُ غَدَاة َ بَطْنِ الْخَوْعِ فِئْنَا
بمودنٍ وفارسهُ جهارا
عَزَزْنَا مِنْ بَنِي قَيْسٍ عَلَيْهِ
فوارسَ لا يريدونَ الفرارا
نكرُّ عليهمُ والخيلُ تردي
أبو شعلٍ ومسعودٌ وسعدٌ
يُرَوُّونَ الْمُذَرَّبَة َ الْجِزَارَا
فَجِىء ْ بِفَوارِسٍ كَالآلِ مِنْكُمْ
إذا التَّمجيدُ أنجدَ ثمَّ غارا
وجئْ بفوارسٍ كبني شهابٍ
وَمَسْعَدَة َ الذَّي وَرَدَ الْجِفَارَا
فَجَاءَ بِنِسْوَة ِ النُّعْمَانِ غَصْباً
وسارَ لحيِّ كندة َ حيثُ سارا
أولاكَ فوارسٌ رفعوا محلَّي
وأورثكَ امرؤُ القيسِ الصِّغارا
جنبنا الخيلَ منْ كنفي حفيرٍ
عِرَاضَ الْخَيْلِ تَعْتَسِفُ الْقِفَارَا
بكلِّ طمرَّة ٍ وبكلِّ طرفٍ
يَزِينُ مَفِيضُ مُقْلَتِهِ الْعِذَارَا
فرعنَ الحزنَ ثمَّ طلعنَ منهُ
يَضَعْنَ بِبَطْنِ عَاجِنَة َ الْمِهَارَا
أجنة َ كلِّ شازبة ٍ مزاقٍ
طَوَاهَا الْقَوْدُ وَاكْتَسَتِ اقْورَارَا
يُقَدُّ عَلى َ مُعَرْقَبِهَا سَلاَهَا
كقدِّ البردِ أنهجَ فاستطارا
فزرنَ بأرضهِ عمرو بنِ هندٍ
وهنَّ كذاكَ يبعدنَ المزارا
وَكُلَّ قَتِيلِ مَكْرُمَة ٍ قَتَلْنَا
وأكثرنا الطَّلاقة َ والإسارا
أتفخرُ يا هشامُ وأنتَ عبدٌ
وَغَارُكَ أَلأَمُ الْغِيرانِ غَارَا
وكانَ أبوكَ ساقطة ً دعيَّاً
تُرَدِّدُ دُونَ مَنْصَبِهِ فِخَارَا
نفتكَ هوازنٌ وبنو تميمٍ
وأنكرتِ الشَّمائلَ والنِّجارا
أفخراً حينَ تحملُ قريتاكمْ
ولؤماً في المواطنِ وانكسارا
متى رجتَ امرؤُ القيسِ السِّرايا
مِنَ الأَخْلاَقِ أَوْ حَمَتِ الذِمَارَا
أَلَسْتُمْ أَلأَمَ الثَّقلَيْنِ كَهْلاً
وَشُبَّاناً وَأَلأَمَهُمْ صِغَارَا
تبيَّنَ نسبة ُ المرئيِّ لؤماً
كما بيَّنتِ في الأدمِ العوارا
إِذّا نَسَبُوا إِلى َ الْعَلْيَآءِ قَالُوا
أولاكَ أذلُّ منْ حصبَ الجمارا
أَلاَ لَعَنَ الإِلهُ بِذَاتِ غِسْلٍ
وَمَرْأَة َ مَا حَدَا اللَّيْلُ النَّهَارَا
نِسَآءَ بَنِي ?مْرِىء ِ الْقَيْسِ اللَّوَاتِي
كسونَ وجوههمْ حمماً وقارا
أَضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَوَاتِ عَمْداً
وَحَالَفْنَ الْمَشَاعِلَ وَالْجِرَارَا
إذا المرئيُّ شبَّ له بناتٌ
عَصَبْنَ بِرَأْسِهِ إِبَة ً وَعَارَا
إذا المرئيُّ سيقَ ليومِ فخرٍ
أُهِينَ وَمَدَّ أَبْوَاعاً قِصَارَا
إِذَا مَرَئِيَّة ٌ وَلَدَتْ غُلاَماً
فألأمُ مرضعٍ نشغُ المحارا
تنزَّلَ منْ ترائبِ شرِّ فحلٍ
وحلَّ بشرِّ مرتكضٍ قرارا
إذا المرئيُّ شقَّ الغرسُ عنهُ
تبوَّأ منْ ديارِ اللُّؤمِ دارا
إذا ماشئتَ أنْ تلقى لئيماً
فَأَوْقِدْ يَأْتِكَ الْمَرَئِيُّ نَارَا
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:21 AM
أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
على بخلِ المنازلِ بالكلامِ
لميَّة َ بالمعى درجتْ عليها
سَحَبْنُ ذُيُولَهُنَّ بِهَا فَأَمْسَتْ
رِيَاحُ الصَّيْفِ عَاماً بِعْدَ عَامِ
رَجَحْنَ عَلَى بَوَارِحِ كُلِّ نَجْمٍ
وَطَيَّرَتِ الْعَوَاصِفُ بِالثُّمَامِ
تَجَاوِرُهُنَّ بِالْعَرَصَاتِ شُعْثٌ
عَوَاطِلُ قَدْ خُلِعْنَ مِنَ الرَّمَامِ
كَأَنَّ مَغَانِيَ الأَصْرَامِ فيهَا
ملمَّعة ٌ معالمها بشامِ
أَلاَ يَا لَيْتَنَا يَا مَيُّ نَدْري
متى نلقاكِ في عوجِ اللِّمامِ
أَلَمَّ خَيَالُ مَيَّة َ بَعْدَ وَهْنٍ
بريِّ الآلِ خاشعة َ السِّنامِ
رَمَى الإِدْلاَجُ أَيْسَرَ مَرْفِقَيْهَا
بأشعثَ مثلَ أشلاءِ اللُّجامِ
أَنَاحَ فَمَا تَوَسَّدَ غَيْرَ كَفٍّ
لَوَى بِبَنَانِهَا طَرَفَ الزِّمَامِ
رجيعِ تنائفٍ وفيقُ صرعى
توفُّوا قبلَ آجالِ الحمامِ
سروا حتى كأنَّهمْ تساقوا
على راحاتهمْ جرعَ المدامِ
بأغبرَ نازحٍ نسجتْ عليهِ
رِيَاحُ الصَّيْفِ شُبَّاك الْقَتَامِ
بِكُلِّ مُلَمَّعِ الْقَفَرَاتِ غُفْلٍ
بَعِيدِ الْمَآءِ مُشْتَبِهِ الْمَوَامِي
كأنَّ دوَّيهِ منْ بعدِ وهنٍ
دويُّ غناءِ أروعِ مستهامِ
وَسَاهِمَة ِ الْوُجُوهِ مِنَ الْمَهَارَى
ترى عصبَ القطا هملاً إليهِ
كَأَنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الْجَهَامِ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:22 AM
خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
ولا ذو حجاً يستنطقُ الدارَ يُعذرُ
فَسِيرَا فَقَدْ طَالَ الْوُقُوفُ وَمَلَّهُ
قلائصُ أشباهُ الحنيّاتِ ضُمَّرُ
أَصَاحِ الَّذِي لَوْ كَانَ مَا بِي مِنَ الْهَوَى
بِهِ لَمْ أَدَعْهُ لاَ يُعَزَّى وَيُنْظَرُ
لكَ الخيرُ هلاّ عُجتَ إذ أنا واقفٌ
أُغِيضُ الْبُكَا في دَارِ مَيٍّ وَأَزْفَرُ
فَتَنْظُرَ إِنْ مَالَتْ بِصَبْرِي صَبَابَتِي
إِلى َ جَزَعِي أَمْ كَيْفَ إِنْ كُنْتُ أَصْبِرُ
إِذَا شِئْتُ أَبْكَانِي بِجَرْعَآءِ مَالِكٍ
إِلى َ الدَّحْلِ مُسْتَبْدًى لِمَيٍّ وَمَحْضَرُ
وَبِالزُّرْقِ أَطْلاَلٌ لِمَيَّة َ أَقْفَرَتْ
ثلاثة َ أحوالٍ تُراحُ وتُمطرُ
يهيجُ البُكا ألاّ تريمَ وأنَّها
ممرٌّ لأصحابي مراراً ومنظرُ
إذا ما بدتْ حزوى وأعرضَ حاركٌ
مِنَ الرَّمْلِ تَمْشِي حَولَهُ الْعِينُ أَعْفَرُ
وجدتُ فؤادي همَّ أنْ يستخفَّهُ
رجيعُ الهوى منْ بعضِ ما يتذكَّرُ
عَدَتْنِي الْعَوَادِي عَنْكِ يَا مَيُّ بُرْهَة ً
وَقَدْ يُلْتَوَى دُونَ الْحَبِيبِ فَيُهْجَرُ
عَلى َ أَنَّنِي فِي كُلِّ سَيْرٍ أَسِيرُهُ
وفي نظري من نحوِ أرضكِ أصورُ
فَإِنْ تُحْدِثِ الأَيَّامُ يَا مَيُّ بَيْنَنا
فَلاَ نَاشِرٌ سِرّاً وَلاَ مُتَغَيِّرُ
أَقُولُ لِنَفْسِي كُلَّمَا خِفْتُ هَفْوَة ً
منَ القلبِ في آثارِ ميٍّ فأُكثرُ
أَلاَ إِنَّمَا مَيٍّ فَصَبْراً بَلِيَّة ٌ
وَقَدْ يُبْتَلى َ الْحُرُّ الْكَرِيمُ فَيَصْبِرُ
تذكِّرُني ميّاً منَ الظّبي عينهُ
مِرَاراً وَفَاهَا الأُقْحُوَانُ الْمُنَوِّرُ
وفي المرطِ منْ ميٍّ توالي صريمة ٍ
وَفِي الطَّوْقِ ظَبْيٌ وَاضِحُ الْجِيدِ أَحْوَرُ
وَبَيْنَ مَلاَثِ الْمِرْطِ وَالطَّوْقِ نَفْنَفٌ
هَضِيمُ الْحَشَا رَأْدُ الْوِشَاحَيْنِ أَصْفَرُ
وَفِي الْعَاجِ مِنْهَا وَالدَّمَالِيجِ وَالْبُرَى
قناً مالئٌ للعينِ ريّانُ عبهرُ
خراعيبُ أملودٌ كأنَّ بنانها
بناتُ النَّقا تخفى مراراً وتظهرُ
تَرَى نصفَهَا نِصْفاً قَنَاة ً قَوِيمَة ً
ونصفاً نقاً يرتجُّ أو يتمرمرُ
تَنْوءُ بِأُخْرَاهَا فَلأْياً قِيَامُهَا
وَتَمْشِي الَهُوَيْنَا مِنْ قَرِيبٍ فَتَبْهُرُ
وماءٍ كلونِ الغِسلِ أقوى فبعضُهُ
أَوَاجِنُ أَسْدَامٌ وَبَعْضٌ مُعَوَّرُ
وَرَدْتُ وَأَرْدَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا
نَهُوضٌ بِأُخْرَاهَا إِذَا مَا انْبَرَى لَهَا
وَقَدْ لاَحَ لِلسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَ
عَلى َ أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ
كَلَوْنِ الْحِصَانِ الأَنْبَطِ الْبَطْنِ قَآئِماً
تَمَايَلَ عَنْهُ الْجُلُّ وَاللَّوْنُ أَشْقَرُ
تُهَاوِي بيَ الظَّلْمَآءَ حَرْفٌ كَأَنَّهَا
مُسَيَّحُ أَطْرَاف الْعَجِيزَة ِ أَصْحَرُ
سنادٌ كأنَّ المسحَ في أخرياتها
على مثلِ خلقاءِ الصَّفا حينَ تخطرُ
نَهوضٌ بأخراها إذا ما انتحى لها
منَ الأرضِ نهّاضُ الحزابيِّ أغبرُ
مُغَمِّضُ أَطْرَافِ الْخُبُوتِ إِذَا اكْتَسَى
مِنَ الآلِ جُلاًّ نَازِحُ الْمَآءِ مُقْفِرُ
ترى فيه أطرافَ الصَّحارى كأنَّها
خياشيمُ أعلامٍ تطولُ وتقصُرُ
يَظَلُّ بِهَا الْحِرْباءُ لِلشَّمْسِ مَاثلاً
عَلَى الْجَذْلِ إِلاَّ أنَّهُ لاَ يُكَبِّرُ
إِذَا حَوَّلَ الظلُّ الْعَشيَّ رَأَيْتَهُ
حَنِيفاً وَفِي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ
غدا أكهبَ الأعلى وراحَ كأنَّهُ
مِنَ الضَّحِّ وَاسْتِقْبَالِهِ الشَّمْسَ أَخْضَرُ
أنا ابنُ الذينَ استنزلوا شيخَ وائلٍ
وعمرو بنَ هندٍ والقنا يتطيَّرُ
سَمَوْنَا لَهُ حَتَّى صَبَحْنَا رِجَاَلهُ
صدورَ القنا فوقَ العناجيجِ تخطِرُ
بذي لجبٍ تدعو عديّاً كماتهُ
إِذَا عَثَّنَتْ فَوْقَ الْقَوَانِسِ عِثْيَرُ
وإنا لحيٌّ ما تزالُ جيادُنا
تُوَطِّىء ُ أَكْبَادَ الْكُمَاة ِ وَتَأْسِرُ
أَخَذْنَا عَلَى الْجَفْرَيْنِ آلَ مُحَرّقٍ
وَلاقَى أَبُو قَابُوسَ مِنَّا وَمُنْذِرُ
وأبرهة َ اصطادتْ صدورُ رماحنا
جِهَاراً وَعُثْنُونُ الْعَجَاجَة ِ أَكْدَرُ
تَنَحَّى لَهُ عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَهُ
بِنَافِذَة ٍ نَجْلآءَ وَالْخَيْلُ تَضْبِرُ
أبي فارسُ الحوّاءِ يومَ هُبالة ٍ
إِذِ الْخَيْلُ فِي الْقَتْلى َ مِنَ الْقَوْمِ تَعْثُرُ
يُقَدّمُهَا لِلْمَوْتِ حَتَّى لَبَانُهَا
فَمَنْ يَتَصَدَّى مَوْجَهَا حِينَ تَطْحَرُ
كأنَّ فُروجَ اللأمَة ِ السَّردِ شدَّها
على نفسهِ عبلُ الذِّراعينِ مُخدرُ
وعمّي الذي قادَ الرِّبابَ جماعة ً
وسعداً هو الرأسُ الرئيسُ المُؤمَّرُ
يَزِيدُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ صَخْرِ بْنِ مَالِكٍ
فذلكَ عمّيَ العُدمُليُّ المُشهَّرُ
عَشِيَّة َ أَعْطَتْنَا أَزِمَّة َ أَمْرِهَا
ضرارٌ بنو القومِ الأغرِّ ومنقَرُ
أبتْ إبلي أنْ تعرفَ الضَّيمَ نيبُها
إِذَا اجِتْيبَ لْلحَرْبِ الْعَوَانِ السَّنَوَّرُ
لَهَا حَوْمة ُ الْعِزِّ التي لاَ يَرُومُهَا
مُخِيضٌ وَمِنْ عَيْلاَنَ نَصْرٌ مُؤَزَّرُ
تَجُرُّ السَّلُوقيَّ الرَّبَابُ وَرَآءَهَا
وسعدٌ يهُزّونَ القنا حينَ تُذعرُ
وعمرٌو وأبناءُ النَّوارِ كانَّهم
بِطَمٍّ كَأَهْوَالِ الدُّجَى حِينَ يَزْخَرُ
فَهَلْ شَاعِرٌ أَوْ فَاخِرٌ غَيْرُ شَاعِرٍ
بِقَوْمٍ كَقَوِمِي أَيُّهَا النَّاسُ يَفْخَرُ
عَلاَ مِنْ يُصَلِّي مِنْ مَعَدٍّ وَغَيْرِهَا
همُ المنصبُ العاديُّ مجداً وعزّة ً
وهمْ منْ حصى الدَّهنا ويبرينَ أكثرُ
وَهُمْ عَلَّمُوا النَّاس الرِيَاسَة َ لَمْ يَسِرْ
بها قبلهمْ منْ سائرِ الناسِ معشرُ
وَهُمْ يَوْمَ أَجْرَاعِ الْكُلاَبِ تَنَازَلُوا
عَلَى جَمْعِ مَنْ سَاقَتْ مُرَادٌ وَحِمْيَرُ
بِضَرْبٍ وَطَعْنٍ بِالرِّمَاحِ كَأَنَّهُ
حَرِيقٌ جَرَى فِي غَابَة ٍ يَتَسَعَّرُ
عشيَّة َ فرَّ الحارثيّونَ بعدما
قَضَى نَحْبَهُ فِي مُلْتَقَى الْقَوْمِ هَوْبَرُ
وقال أخو جرمٍ ألا لا هوادة ٌ
ولا وزرٌ إلاّ النّجاءُ المُشمِّرُ
وعبدُ يغوثٍ تحجِلُ الطَّيرُ حولَهُ
قَدِ ?حْتَزَّ عُرْشَيْهِ الْحُسَامُ الْمُذَكَّرُ
أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أنَّنَا آل خِنْدِفٍ
بنا يسمعُ الصَّوتَ الأنامُ ويُبصرُ
لَنَا الْهَامَة ُ الْكُبْرَى التَّي كُلُّ هَامَة ٍ
وَإِنْ عَظُمَتْ مِنْهَا أَذَلُّ وَأَصْغَرُ
إذا ما تمضَّرنا فما الناسُ غيرُنا
ونُضعفُ أضعافاً ولا نتمضَّرُ
إذا مُضرُ الحمراءُ عبَّ عُبابُها
فمن يتصدَّى موجها حينَ يطحرُ
أنا ابنُ النَّبيِّينَ الكرامِ فمنْ دعا
أَباً غَيْرَهُمْ لاَ بُدَّ عَنْ سَوْفَ يُقْهَرُ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي سَمَوْتُ لِمَنْ دَعَا
لَهُ الشَّيْخُ إِبراهِيمُ وَالشَّيخُ يُذْكَرُ
لَياَلِي تَحْتَلُّ الأَباَطِحَ جُرْهُمٌ
وَإِذْ بِأبِينَا كَعْبَة ُ اللَّه تَعْمُرُ
نَبِيُّ الْهُدَى مِنَّا وَكُلُّ خَليِفَة ٍ
فَهَلْ مِثْلُ هذَا في الْبَرِيَّة ِ مَفْخَرُ
لَنَا النَّاسُ أَعْطَانَاهُمُ اللّهُ عَنْوَة ً
ونحنُ لهُ والله أعلى وأكبرُ
أنا ابنُ معدٍّ وابنُ عدنانَ أنتمي
إلى منْ لهُ في العزِّ وردٌ ومصدرُ
لَنَا مَوْقِفُ الدَّاعِينَ شُعْثاً عَشيَّة ً
وَحَيْثُ الْهَدَايَا بِالْمَشَاعِرِ تُنْحَرُ
وجمعٌ وبطحاءُ البطاحِ التي بها
لنا مسجدُ اللهِ الحرامُ المُطهَّرُ
وكُلُّ كريمٍ منْ أناسٍ سوائنا
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا خَلْفَنَا يَتَأَخَّرُ
إذا نحنُ رفَّلنا امرءاً سادَ قومهُ
وإنْ لم يكنْ منْ قبلِ ذلكَ يُذكرُ
هَلِ النَّاسُ إِلاَّ نَحْنَ أَمْ هَلْ لِغَيْرِنَا
بَنِي خِنْدِفٍ إِلاَّ الْعَوارِي مِنْبَرُ
أَبُونَا إِياَسٌ قَدَّنَا مِنْ أَدِيمِهِ
لِوَالِدَة ٍ تُدْهِي الْبَنِينَ وَتُذْكِرُ
ومنّا بُناة ُ المجدِ قد علمتْ به
مَعَدٌّ وَمِنَّا الْجَوْهَرُ الْمُتَخَيَّرُ
أنا ابنُ خليلِ اللهِ وابنُ الذي له الـ
ـمشاعرُ حتَّى يصدُرَ الناسُ تُشعرُ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:22 AM
لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسي عَشِيَّة َ مُشْرِفٍ
وَيَوْمَ لِوَى حُزْوَى فَقُلْتُ لَهَا صَبْرَا
تحنُّ إلى ميٍّ كما حنَّ نازعٌ
دَعَاهُ الْهَوَى فَارْتَادَ مِنْ قِيْدِه قَصْرَا
فقلتُ اربعا يا صاحبيَّ بدمنة ٍ
بِذِي الرّمْثِ قَدْ أَقْوَتْ مَنَازِلُهَا عَصْرَا
أَرَشَّتْ بِهَا عَيْنَاك حَتَّى كَأَنَّمَا
تَحُلاَّنِ مِنْ سَفْحِ الدُّمُوعِ بِهَا نَذْرَا
وَلاَ مَيَّ إِلاَّ أَنْ تَزورَ بِمُشْرِفٍ
أو الزُّرقِ منْ أطلالها دمناً قفرا
تعفَّتْ لتهتالَ الشِّتاءِ وهوِّشتْ
بها نائجاتِ الصَّيفِ شرقيَّة ً كدرا
فَمَا ظَبْيَة ٌ تَرْعَى مَسَاقِطَ رَمْلَة ٍ
كَسَا الْوَاكِفُ الْغَادِي لَهَا وَرَقاً نَضْرَا
تلاعاً هراقتْ عندَ حوضى وقابلتْ
مِنَ الْحَبْلِ ذِي الأَدْعَاصِ آمِلَة ً عُفْرَا
رأتْ اناً عندَ الخلاءِ فأقبلتْ
ولمْ تبدِ إلاَّ في تصرفها ذعرا
بِأَحْسَنَ مِنْ مَيٍّ عَشِيَّة َ حَاوَلَتْ
لتجعلَ صدعاً في فؤادكَ أو وقرا
بِوَجْهٍ كَقَرْنِ الشَّمسِ حُرٍّ كَأَنَّمَا
تهيضُ بهذا القلبِ لمحتهُ كسرا
وَعَيْنٍ كَأَنَّ الَبْابِلِيَّيْنِ لَبَّسَا
بِقَلْبِكَ مِنْهَا يَوْمَ مَعْقُلَة ٍ سِحْرَا
وذي أشرٍ كالأقحوانِ ارتدتْ بهِ
حَنَادِيجُ لَمْ يَقْرَبْ سِبَاخاً وَلاَ بَحْرَا
وجيدٍ ولبَّاتٍ نواصعَ وضَّحٍ
إذا لمْ تكنْ منْ نضحِ جاديِّهِ صفرا
فيا ميُّ ما أدراكِ أينَ مناخنا
معرَّقة َ الألحي يمانية ً سجرا
قدْ اكتفلتِ بالحزنِ واعوجَّ دونها
ضواربُ منْ خفَّانَ مجتابة ٌ سدرا
حَرَاجِيجَ مَا تَنْفكُّ إِلاَّ مُنَاخَة ً
على الخسفِ أو نرمي بها بلداً قفرا
إِذَا نَزَلَتْ قِيلَ انْزِلُوا وَإذَا
يُغَنِّي بِنَابَيْهِ مُطْلَّحَة ً صُعْرَا
نَشِيجِ الشَّجَا جَآءَتْ إِلَى ضِرْسِهِ نَزْرَا
طَوَاهُنَّ قَوْلُ الرَّكْبِ سِيرُوا إِذَا اكْتَسَى
منَ اللِّيلِ أعلى كلَّ رابية ٍ خدرا
وَتَهْجِيْرُنَا وَالْمَرْوُ حَامٍ كَأَنَّمَا
يطأنَ بهِ، والشَّمسُ بادية ٌ، جمرا
وأرضٍ فلاة ٍ تسحلُ الرِّيحُ متنها
كساها سوادُ اللَّيلِ أردية ً خضرا
بِهَا النَّاسُ إِلاَّ أَنْ يَمُرُّوا بِهَا سَفْرَا
طوتنا بها الصُّهبُ المهاري فأصبحتْ
يناصيبُ أمثالِ الرِّماحِ بها غبرا
مِنَ اْلبُعْدِ خَلْفَ الرَّكْبِ يَلْوُونَ نَحْوَهَا
لأعناقهمْ كمْ دونها نظراً شزرا
إِذَا خَلَّفَتْ أَعْنَاقُهُنَّ بَسِيَطَة ً
منَ الأرضِ أو خشباءَ أو جبلاً وعرا
نظرنَ إلى أعناقِ رملٍ كأنَّما
يقودُ بهنَّ الآلُ أحصنة ً شقرا
وسقطٍ كعينِ الدِّيكِ عاورتُ صاحبي
أباها وهيَّأنا لموقعها وكرا
إذا نحنُ لمْ نمسكْ بأطرافها قسرا
قدْ انتتجتْ منْ جانبٍ منْ جنوبها
عَوَاناً وَمِنْ جَنْبٍ إِلَى جَنْبهَا بكْرَا
فلمَّا بدتْ كفَّنْتُها وهي طفلة ٌ
بِطَلْسآءَ لَمْ تَكْمُلْ ذِرَاعاً وَلاَ شبْرَا
وقلتُ لهُ: ارفعها إليكَ فأحيها
بِرُوحِكَ وَاقْتَتْهُ لَهَا قِيتَة ً قَدْرَا
وظاهرْ لها منْ يابسِ الشَّختِ واستعنْ
عَلَيْهَا الصَّبَا وَاجْعَلْ يَدَيْكَ لَهَا ستْرَا
فَلَمَّا جَرَتْ في الجَزْلِ جَرْياً كَأَنَّهُ
سنا الفجرِ أحدثنا لخالقها شكرا
ذوابلَ مما يجمعونَ ولا خضرا
أخوها أبوها والضَّوى لا يضيرها
وَسَاقُ أَبِيهَا أُمُّهَا اعْتَقَرَتْ عَقْرَا
وقرية ٍ لا جنٍّ ولا أنسيَّة ٍ
مُدَاخِلَة ٍ أَبْوَابُهَا بُنِيَتْ شَزْرَا
وَلِكنَّهَا كَانَتْ لِمَنْزِلِنَا قَدْرَا
ومضروبة ٍ في غيرِ ذنبٍ بريئة ٍ
كَسَرْتُ لأَصْحَابِي عَلَى عَجَلٍ كَسْرَا
وَسَوْدَآء مِثْلِ التُرْسِ نَازَعْتُ صُحْبَتي
طفاطفها لمْ نستطعْ دونها صبرا
وَأَبْيَضَ هَفَّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُهُ
فَجِئْتُ بِهِ لِلْقَوْمِ مُغْتَصِباً ضَمْرَا
حملتُ لأصحابي ولَّيتها قترا
وطئنا عليها ماتقولُ لنا هجرا
ولمْ تبدِ ناباً للقتالِ ولا ظفرا
وأسودَ ولاَّجٌ بغيرِ تحيَّة ٍ
على الحيِّ لمْ يجرمِ ولم يحتملْ وزرا
قبضتُ عليهِ الخمسَ ثمَّ تركتهُ
وَلَمْ أَتَّخِذْ إِرْسَالَهُ عِنْدَهُ ذُخْرَا
وَمَيِّتة ِ الأجْلاَدِ يَحْيَا جَنِينُهَا
لأَوَّلِ حَمْلٍ ثُمَّ يُورِثُهَا عُقْرَا
وأشعثَ عاري الضَّرَّتينِ مشجَّجٍ
بِأَيْدِي السَّبَايَا لا تَرَى مِثْلَهُ جَبْرَا
كأنَّ على أعراسهِ وبنائهِ
وئيدَ جراحٍ قرَّحٍ ضبرتْ ضبرا
وداعٍ دعاني للنَّدى وزجاجة ٍ
تحسَّيتها لمْ تقنَ ماءً ولاخمرا
ومنسدحٍ بينَ الرَّحا ليسَ يشتكي
إِذَا ضَجَّ وَابْتَلَّتْ جَوَانِبُهُ فَتْرَا
وذو شعبٍ شتَّى كسوتُ فروجهُ
لغاشية ٍ يوماً مقطَّعة ً حمرا
وَخَضْرَاءَ في وَكْرَيْنَ عَرْعَرتُ رَأسَهَا
لأبلي إذا فارقتُ في صحبتي عذرا
وَفَاشيَة ٍ فِي الأَرْضِ تُلْقِي بَنَاتهَا
عَوَارِيَ لاَتُكْسَى دُرُوعاً ولا خُمْرَا
إِذَا مَا الْمَطَايَا سُفْنَهَا لَمْ يَذُقْنَهَا
وَإِنْ كَانَ أَعْلَى نَبْتِهَا نَاعِماً نَضْرَا
محملجة ِ الأمراسِ ملساً متونها
سقتها عصاراتُ السَّرى فبدتْ عجرا
وَوَارِدة ٍ فَرْداً وَذَاتِ قَرِينَة ٍ
تبينُ إذا قالتْ وما نطقتْ شعرا
وبيضاءَ لمْ تطبعْ ولمْ تدرِ ما الخنا
ترى أعينَ الفتيانِ منْ دونها خزرا
إِذَا مَدَّ أَصْحَابُ الصِّبَا بِأَكُفِّهِمْ
وحاملة ٍ ستِّينَ لمْ تلقَ منهمُ
وَإِنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ لاَ يُهِمُّهَا
وأسمرَ قوَّامٍ إذا نامَ صحبتي
خفيفِ الثِّيابِ لا نواري لهُ أزرا
عَدَتْ ذَاتُ بِرْزِيقٍ تَخَالُ بِهَا فَخْرَا
وَأَقْصَمَ سَيَّارٍ مَعَ الْحَيِّ لَمْ يَدَعْ
تراوحُ حافاتِ السَّماءِ لهُ صدرا
وأصغرَ منْ قعبِ الوليدِ ترى بهِ
قباباً مبنَّاة ً وأودية ً خضرا
وشعبٍ أبى أنْ يسلكَ الغفرَ بينهُ
سَلَكْتُ قُرَانَى مِنْ قَيَاسِرَة ٍ سُمْرَا
ومربوعة ٍ ربعيَّة ٍ قدْ لبأتها
بكفَّيَّ في دوَّيَّة ٍ سفراً سفرا
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:23 AM
أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
بِنَا عَنْ حَوَانِي دَأْيِهَا الْمُتَلاَحِكِ
أَجِدِّي إلَى بَابِ ابْنِ عَمْرَة َ إِنَّهُ
منى همِّكِ الأقصى ومأوى الصَّعالكِ
وإنَّكِ في عشرٍ وعشرٍ مناخة ٌ
لَدَى بَابِهِ أَوْ تَهْلِكِي فِي الْهَوَالِكِ
وَجَدْنَاكَ فَرْعَاً عَلِياً يَا ابْنَ مُنْذِرٍ
عَلَى كُلِّ رَأْسٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَارِكِ
تُسَامِي أَعَالِيهِ الْسَّحَابَ وَأَصْلُهُ
مِنَ الْمَجْدِ فِي ثَأْدِ الْثَّرَى الْمُتَدَارِكِ
فلو سرتَ حتَّى تقطعَ الأرضَ لم تجدْ
فَتَى ً كَابْنِ أَشْيَاخِ الْبَرِيَّة ِ مَالِكِ
أشدَّ إذا ما استحصدَ الحبلُ مرَّة ً
وأجبرَ للمستجبرينَ الضَّرائكِ
وأمضى على هولٍ إذا تهززتْ
من الخوفِ أحشاءُ القلوبِ الفواتكِ
وأحسنُ وجهاً تحتَ أقهبَ ساطعٍ
عَبِيطٍ أَثَارَتْهُ صُدُورُ السَّنَابِكِ
لقدْ بلَّتِ الأخماسُ منكَ بسائسٍ
هَنِيءِ الْجَدَا مُرِّ الْعُقُوبَة ِ نَاسِكِ
تقولُ التي أمستْ خلوفاً رجالُها
يُغيرونَ فوقَ المُلجماتِ العوالكِ
لجارتها: أفنى اللُّصوصَ ابنُ منذرٍ
فَلاَ ضَيْرَ إِنْ لاَ تُغْلِقِي بَابَ دَارِكِ
وَآمَنَ لَيْلَ الْمُسْلِمِينَ فَيُؤْمِنُوا
وما كانَ يُمسي آمناً قبلَ ذلكِ
تَرَكْتَ لُصُوصَ الْمِصْرِ مِنْ بَيْنِ بَآئِسٍ
ومن بينِ مكنوعِ الكراسيعِ باركِ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:24 AM
قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
رسوماً كأخلاقِ الرِّداءِ المسلسلِ
أظُنُّ الذَّي يُجْدي عَلَيْكِ سُؤَالُهَا
دُمُوعاً كَتَبْذِيرِ الْجُمَانِ الْمُفَصَّلِ
وَمَا يَوْمُ حُزْوى إِنْ بَكَيْتُ صَبَابة ً
لعرفانهِ ربعٍ أو لعرفانِ منزلِ
وَكُلَّ أَحَمِّ الْمُقْلَتَيْنِ كَأَنَّهُ
بأجرعِ مرباعٍ مربِّ محلَّلِ
عفتْ غيرَ آريٍّ وأعضادِ مسجدِ
وَسُفْعٍ مُنَاخَاتٍ رَوَاحِلَ مِرْجَلِ
تَجُرُّ بِهَا الدَّقْعَآءَ هَيْفٌ كَأَنَّمَا
تَسُحُّ التُّرَابَ مِنْ خَصَاصَاتِ مُنْخَلِ
كستها عجاجَ البرقينِ وراوحتْ
بذيلٍ من الدَّهنا على الدَّارِ مرفلِ
دعتْ ميَّة ُ الأعدادُ واستبدلتْ بها
خناطيلَ آجالٍ من العينِ خذِّلِ
تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي رَاجِعاً مِنْ ضَحَآئِهِ
بِهَا مِثْلَ مَشْي الْهِبْرِزِي الْمُسَرْوَلِ
إلى كلِّ بهوٍ ذي أخٍ يستعدهُ
إِذَا هَجَرَتْ أَيَّامُهُ لِلتَّحَوُّلِ
تَرَى بَعَرَ الصِيرَّانِ فِيهِ وحَوْلَهُ
جَدِيداً وَعَامِيّاً كَحَبِ الْقَرَنْفُلِ
أبنَّ بهِ عودُ المباءة ِ طيِّبٌ
نَسِيمَ البِنَانِ فِي الْكِنَاسِ الْمُظَلَّلِ
إذا ذابتْ الشَّمسُ اتَّقى صقراتها
بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَة ِ مُعْبِلِ
يحفِّرهُ عنْ كلِّ ساقٍ دفينة ٍ
وَعنْ كُلِّ عِرْقٍ فِي الثَّرَى مُتَغَلغْلِ
تَوَخَّاهُ بِالأظْلاَفِ حَتى َّ كَأَنَّمَا
يثيرُ الكبابَ الجعدَ عنْ متنِ محملِ
وَكُلَّ مُوَشَّاة ِ الْقَوَائِمِ نَعْجَة ٍ
لَهَا ذَرَعٌ قَدْ أَحْرزَتْهُ وَمُطْفِلِ
تَرِيعُ لَهُ رَيْعَ الْهِجَانِ وَأَقْبَلَتْ
لَهَا فِرَقُ الآجَالِ مِنْ كُلِّ مَقْبَلِ
أخو الإنسِ منْ طولِ الخلاءِ مغفَّلِ
يُصِرّفُ لِلأَصْوَاتِ جيِداً كَأَنَّهُ
إذا برقتْ فيهِ الضُّحى صفحَ منصلِ
وَآدَمَ لبَّاسٍ إِذَا وَضَّحَ الضُّحَى
لأَفْنَانَ أَرْطَى الأَقْدحَيْنِ الْمُهَدَّلِ
فيا كرمَ السَّكنِ الذينَ تحمَّلوا
منَ الدَّارِ والمستخلفِ المتبدِّلِ
وَأَضْحَتْ مَبَادِيهَا قِفَاراً بِلاَدُهَا
كأنْ لمْ سوى أهلٍ منْ الوحشِ تؤهلُ
كأنْ لمْ تحلَّ الرُّزقَ ميٌّ ولمْ تطأ
بِجَرْعَآءِ حُزْوَى ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ
إلَى مَلْعَبٍ بَيْنَ الْحِوآءَيْنَ مَنْصَفٍ
قَرِيبِ الْمَزَارِ طَيِّبِ التَّرْبِ مُسْهَلِ
تلاقى بهِ حورُ العيونِ كانَّها
مها عقدٍ محرَ نجمٍ غيرِ مجفلِ
ضَرَجْنَ الْبُرُودَ عَنْ تَرَآئِبِ حُرَّة ٍ
وعنْ أعينٍ قتلننا كلَّ مقتلِ
إِذَا مَا الْتَقَيْنَ مِنْ ثَلاَثٍ وَأْرْبَعٍ
تَبَسَّمْنَ إيِمَاضَ الْغَمَامِ الْمُكَلَّلِ
يُهَادِينَ جَمَّآءَ الْمَرَافِقِ وَعْثَة ً
وَلَمْ يَزْحَلِ الْحَيُّ النَّوَى كُلَّ مَزْحَلِ
أَنَاة ً بَخَنْدَاة ً كَأَنَّ إِزَارَهَا
إِذَا انْجَرَدَتْ مِنْ كُلَّ دِرْعٍ وَمِفْضَلِ
على عانكٍ منْ رملِ يبرينَ رشَّهُ
أهاضيبُ تلبيدٍ فلمْ يتهيَّلِ
هَضِيمَ الْحَشَى يَثْنِي الذّرَاعَ ضَجيِعُهَا
عَلَى جِيدِ عَوْجَآءِ الْمُقَلَّدِ مُغْزِلِ
تعاطيهِ أحياناً إذا جيدَ جودة ً
رضاباً كطعمِ الزَّنجبيلِ المعسَّلِ
وَتَأْتِي بِأَطْرَافِ الشّفَاهِ تَرَشُّفاً
عَلَى وَاضِحِ الأَنْيَابِ عَذْبِ الْمُقَبَّلِ
رشيفَ الهجانينِ الصَّفا رقرقتْ بهِ
عَلَى ظَهْرِ صَمْدٍ بَغْشَة ٌ لَمْ تُسَيِّلِ
عَقِيلَة ُ أَتْرَابٍ كَأَنَّ بِعَيْنِهَا
إِذَا اسْتَيْقَظَتْ كُحْلاً وَإِنْ لَمْ تُكَحِّلِ
إذا أخذتْ مسواكها صقلتْ بهِ
ثَنَايَا كَنَوْرِ الأُقْحُوَانِ الْمُهَطَّلِ
لياليَ ميٌّ لمْ يحاربكَ أهلها
تقاربُ حتى يطمعَ التَّابعُ الصِّبا
وليستْ بأدنى منْ إيابِ المنخَّلِ
ألاَ رُبَّ ضَيْفٍ لَيْسِ بِالضَّيْفِ لَمْ يَكُنْ
لِيَنزِلَ إِلاَّ بِامْرِىء ٍ غَيْرِ زُمَّلِ
أتاني بلا شخصٍ وقدْ نامَ صحبتي
فبتُّ بليلِ الآرقِ المتململِِ
فلما رأيتُ الصُّبحَ أقبلَ وجههُ
عليَّ كإقبالِ الأغرِّ المحجَّلِ
رفعتْ لهُ رحلي على ظهرِ عرمسٍ
رواعِ الفؤادِ حرَّة ِ الوجهِ عيطلِ
طوتْ لقحاً مثلَ السِّرارِ فبشَّرتْ
بِأَسْحَمَ رَيَّانِ الْعَسِيبِة مُسْبَلِ
إِذَا هِيَ لَمْ تَعْسِرْ بِهِ ذَنّبَتْ بِهِ
تُحَاكِي بِهِ سَدْوَ النَّجَاة ِ الْهَمْرْجَلِ
كما ذبَّبتْ عذراءُ غيرُ مشيحة ٍ
بعوضَ القرى عنْ فارسيٍّ مرفَّلِ
بِأَذْنَابِ طَاؤُوسَيْنِ ضَمَّتْ عَلَيْهِمَا
جميعاً وقامتْ في بقيرٍ ومرفلِ
كأنّ حبابيْ رملة ٍ حبوا لها
بِحَيْثُ اسْتَقَرَّتْ مِنْ مُنَاخٍ وَمُرْسَلِ
مُغَارٌ وَمَشْزُورٌ بَدِيِعَانِ فِيهِمَا
شَنَاحٍ كَصَقْبِ الطَّآئِفِ الْمُتَنَخَّلِ
تزمُّ بي الأركوبَ أدماءُ حرَّة ٌ
نهوزٌ وإنْ تستذملِ العيسُ تذملِ
سنادٌ سبنتاة ٌ كأنَّ محالها
ضريسٌ بطيٍّ منَ صفيحٍ وجندلِ
رَعَتْ مُشْرِفاً فَالأَحْبُلَ الْعُفْرَ حَوْلَهُ
إلى رمثِ خزوى في عوازبَ أبَّلِ
ذَخيِرَة َ رَمْلٍ دَافَعَتْ عَقِداتُهُ
أذى الشَّمسِ عنها بالرُّكامِ العقنقلِ
مكوراً وجدراً من رخامى وخلقهِ
وَمَا اهْتَزَّ مِنْ ثُدَّآئِهِ الْمُتَرَبِّلِ
هَجَآئِنَ مِنْ ضَرْبِ الْعَصَافِيرِ ضَرْبُهَا
أَخَذْنَا أَبَاهَا يَوْمَ دَارَة ِ مَأْسَلِ
تُخَالُ الْمَهَى الْوَحْشِي لَوْلاَ تُبِينُهَا
شُخُوصُ الذُّرَى لِلنَّاظِرِ الْمُتَأمِلِ
يَسُوفُ بِهِ التَّالِي عُصَارَة َ خَرْدَلِ
وجوزاءها استغنينَ عنْ كلِّ منهلِ
وعارضنَ ميَّاسَ الخلاءِ كأنَّما
يَطُفْنَ إذَا رَاجَعْنَهُ حَوْلَ مِجْدَلِ
كأنَّ على أنسائهنَّ فريقة ً
إذا ارتعنَ منْ ترجيعِ آدمَ سحبلِ
بِأَصْفَرِ وَرْدٍ آلَ حَتَّى كَأَنَّمَا
وَكَآئِنْ تخَطَّتْ نَاقَتي مِنْ مَفَازَة ٍ
وَمِنْ نَآئِمٍ عَنْ لَيْلِهَا مُتَزَمِّلِ
وَمِنْ جَوْفِ مَآءٍ عَرْمَضُ الْحَوْلِ فَوْقَهُ
متى يحسُ منهُ مائحُ القومِ يتفلِ
بِهِ الذِّئْبُ مَحْزُوناً كَأَنَّ عُوَاءَهُ
عواءُ فصيلٍ آخرَ الليلِ محثلِ
يَخُبُّ وَيَسْتَنْشي وَإِنْ تَأْتِ نَبْأة ٌ
على سمعهِ ينصبْ لها ثمَّ يمثلِ
أفَلَّ وَأَقْوَى فَهْوَ طَاوٍ كَأَنَّمَا
يُجَاوِبُ أَعْلَى صَوْتِهِ صَوْتُ مُعْوِلِ
وَكَمْ جَاوَزَتْ مِنْ رَمْلَة ٍ بَعْدَ رَمْلَة ٍ
وَصَحْرَاءَ خَوْقَآءِ الْمَسَافَة ِ هَوْجَلِ
بها رفضٌ منْ كلِّ خرجاءِ صعلة ٍ
وأخرجَ يمشي مثلَ مشيِ المخبَّلِ
عَلَى كَلِّ خَرْبَآءَ رَعِيلٌ كَأَنَّهُ
حَمُولَة ُ طَالٍ بِالْعَنِيَّة ِ مُهْمِلِ
ومنْ ظهرِ قفِّ منْ تطأهُ ركابهُ
على سفرٍ في صرَّة ِ القيظِ ينعلِ
تظلُّ بهِ أيدي المهارى كأنَّها
مَخَاريِقُ تَنْبُو عَنْ َسَياسيَّ قُحَّلِ
ترى صمدهُ في كلِّ ضحِّ تعينهُ
حرورٌ كتشعالِ الضِّرامِ المشعَّلِ
يُدَوِّهُ رقْرَاقُ السَّرَابِ برَأْسِهِ
كما دوَّمتْ في الخيطِ فلكة ُ مغزلِ
وَيُضْحي بِهِ الرَّعْنُ الْخُشَامُ كَأَنَّهُ
وراءَ الثنايا شخصُ أكلفِ مرقلِ
لَعَلَّكَ يَا عَبْدَ امْرِىء الْقَيْسِ مُقْعِيا
بمرأة ِ فعلَ الخاملِ المتذلِّلِ
مسامٍ إذا اصطكَّ العراكُ وأزحلتْ
أَبَاكَ بَنُو سَعْدٍ إِلَى شَرِّ مُزْحَلِ
بِقَوْمٍ كَقَوْمِي أَوْ لَعَلَّكَ فَاخِر
بخالٍ كزادِ الرّكبِ أو كالشَّمردلِ
وَمُعْتَدِّ أَيَّامءٍ كَأَيَّامِنَا الَّتِي
رَفَعْنَا بِهَا سَمْكَ الْبِنَآءِ الْمُطَوَّلِ
كَيَوْمِ ابْنِ هِنْدٍ وَالْجِفَارِ وَقَرْقَرَى
وَيَوْمٍ بِذي قَارٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
إذَا الخَيْلُ مِنْ وَقْعِ الرِمّاحِ كَأَنَّهَا
وعولٌ أشارى والوغى غيرُ منجلِ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:24 AM
ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
لميَّة َ أيهاتَ المُحيلُ من العهدِ
أَحِينَ أَعَاذَتْ بِي تَمِيمٌ نِسَآءَهَا
وَجُرِّدْتُ تَجْرِيدَ الْحُسَامِ مِنَ الْغِمْدِ
وَمَدَّتْ بِضَبْعَيَّ الرِّبَابُ وَمَالِكٌ
وعمرٌو ومالتْ من ورائي بنو سعدِ
وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَآءٌ كَأَنَّهُ
دُجا اللّيلِ محمودُ النِّكاية ِ والرَّفدِ
تَمَنَّى ابْنُ رَاعِي الإِبْلِ شَتْمِي وَدُونَهُ
مَعَاقِلُ صَعْبَاتٌ طِوَالٌ عَلَى الْعَبْدِ
مَعَاقِلُ لَوْ أَنَّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا
رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أَذَلَّ مِن الْقِرْدِ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:25 AM
أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
كَأَنَّهُمُ يُرِيدُونَ احْتِمَالاَ
فبتُّ كأنَّني رجلٌ مريضٌ
أَظُنُّ الْحَيَّ قَدْ عَزِمُوا الزِّيَالاَ
وَبَاتُوا يُبْرِمُونَ نَوى ً أَرَادَتْ
بهمْ لسواءِ طيَّتكِ انفتالا
وَذِكْرُ الْبَيْنِ يَصْدَعُ فِي فُؤَادِي
ويعقبُ في مفاصلي امذلالا
فأغوا في السَّوادِ فذرَّ قرنٌ
وَقَدْ قَطَعُوا الزِّيَارَة َ والْوِصَالاَ
فَكِدتُّ أَمُوتُ مِنْ شَوْقٍ عَلَيْهِمْ
ولمْ أرَ ناويَ الأظعانِ بالى
فأشرفتُ الغزالة َ رأسَ حوضى
أُرَاقِبُهُمْ وَمَا أُغْنَى قِبَالاَ
كَأَنِّي أَشْهَلُ الْعَيْنَيْنِ بَازٍ
عَلَى عَلْيَآءَ شَبَّهَ فَاسْتَحَالاَ
وَتَهْجِيرِي إِذَا الْيَعْفُورُ قَالاَ
وَأَجْرَعَهُ الْمُقَابَلَة َ الشِّمَالاَ
وقدْ جعلوا السبيَّة َ عنْ يمينٍ
مقادَ المهرِ واعتسفوا الرِّمالا
كأنَّ الآلَ يرفعُ بينَ حزوى
وَرَابِيَة ِ الْخَويِّ بِهِمْ سَيَالاَ
وفي الأظعانِ مثلُ مها رماحٍ
أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والْمِحَالاَ
تجوَّفَ كلَّ أرطأة ٍ ربوضٍ
تَرَى مِنْ بَيْنِ ثَنْيَّتِهِ خِلاَلاَ
أولاكَ كأنَّهنَّ أولاكَ إلاَّ
شوى ً لصواحبِ الأرطى ضئالا
وأنَّ صواحبَ الأحذارِ جمٌّ
وَأَنَّ لَهُنَّ أَعْجَازَاَ ثِقَالاَ
وأعناقَ الظِّباءِ رأينَ شخصاً
نصبنَ لهُ السَّوالفَ أو خبالا
رخيماتُ الكلامِ مبطَّناتٌ
جَوَاعِلُ فِي الْبَرَى قَصْبَاً خِدَالاَ
جمعنَ فخامة ً وخلوصَ عتقٍ
وحسناً بينَ ذلكَ واعتدالا
كأنَّ جلودهنَّ مموَّهاتٌ
على أبشارها ذهباً زلالا
وَمَيَّة ُ فِي الظَّعَائِنِ وَهْيَ شَكَّتْ
سوادَ القلبِ فاقتتلَ اقتتالا
عشيَّة َ طالعتْ لتكونَ داءً
جَوى ً بَيْنَ الْجَوَانِحِ أَوْ سُلاَلاَ
تُرِيكَ بَيَاضَ لَبَّتِهَا وَوَجْهاً
كقرنِ الشَّمسِ أفتقَ ثمَّ زالا
أصابَ خصاصة ً فبدا كليلاً
كَلاَ وَانْغَلَّ سَآئِرُهُ انْغِلاَلاَ
وَأَشْنَبَ وَاضِحاً حَسَنَ الثَّنّايَا
ترى في بينِ نبتتهِ خلالا
كَأَنَّ رُضَابَهُ مِنْ مَآءِ كَرْمٍ
تَرَقْرَقَ فِي الزُّجَاجِ وَقَدْ أَحَالاَ
يشجُّ بماءِ سارية ٍ سقتهُ
على صمَّانهِ رصفاً فسالا
وَأَسْحَمَ كَالأسَاوِدِ مُسْبَكِرَّاً
عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلاً جُفَالاَ
وَمَيَّة ُ أَحْسَنُ الثَّقَلَيْنِ خَدّاً
وسالفة ً وأحسنهُ قذالا
فلمْ أرَ مثلهُ نظراً وعيناً
ولا أمَّ الغزالِ ولا الغزالا
هِيَ السُّقْمُ الَّذِي لاَ بُرْءَ مِنْهُ
وَبُرْءُ السُّقْمِ لَوْ رَضَخَتْ نَوَالاَ
كَذَاكَ الْغَانِيَاتُ فَرَغْنَ مِنَّا
عَلَى الْغَفْلاَتِ رَمْيَاً واخْتِيَالاَ
فَعَدِّ عَنِ الصِّبَا وَعَلَيْكَ هَمَّاً
توقَّشَ في فؤادكَ واحتيالا
فبتُّ أروضُ صعبَ الهمِّ حتى
أجلتُ جميعَ مرَّتهِ مجالا
إِلَى ابْنِ الْعَامِرِيِّ إِلَى بِلاَلٍ
قطعتُ بنعفِ معقلة َ العدالا
قروتُ بها الصَّريخة لا شخاتاً
غداة َ رحيلهنَّ ولا حيالا
نجائبَ منْ نتاجِ بني غريرٍ
طوالَ السَّمكِ مفرعة ً نبالا
مُضَبَّرَة ً كَأَنَّ صَفَا مَسيلٍ
كَسَا أَوْرَاكَهَا وَكَسَا الْمَحَالاَ
يخدنَ بكلِّ خاوية ِ المبادي
تَرَى بَيْضَ النَّعَامِ بِهَا حِلاَلاَ
كأنَّ هويَّهنَّ بكلِّ خرقٍ
هَوِيُّ الرُّبْدِ بَادَرَتِ الرِّئَالاَ
مُذَبَّبَة ً أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي
وإدلاجي إذا ما الليلُ ألقى
عَلَى الضُّعَفَاءِ أَعْبَآءً ثِقَالاَ
إذاغ خفقتْ بأمقهَ صحصحانٍ
رؤوسَ القومِ والتزموا الرِّحالا
وضعنَ سخالهنَّ وصرنَ آلا
وربَّ مفازة ٍ قذفَ جموحٍ
تغولُ منحِّبَ القربِ اغتيالا
قطعتُ إذا تجوَّفتِ العواطي
ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيَّاً وَضَالاَ
على خوصاءَ يذرفُ مأقياها
منَ العيديِّ قدْ لقيتْ كلالا
إذا بركتْ طرحتْ لها زمامي
وَلَمْ أَعْقِلْ بِرُكْبَتِهَا عِقَالاَ
وشعرٍ قدْ أرقتُ لهُ غريبٍ
أجنِّبهُ المساندَ والمحالا
فبتُّ أقيمهُ وأقدُّ منهُ
قوافيَ لا أعدُّ لها مثالا
غَرَآئِبَ قَدْ عُرِفْنَ بِكُلِّ أُفْقٍ
مِنَ الآفَاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعَالاَ
فَلَمْ أَقْذِفْ لِمُؤْمِنَة ٍ حَصَانٍ
بحمدِ اللهِ موجِبة ً عضالا
ولمْ أمدحْ لأرضيهِ بشعري
لئيماً أنْ يكونَ أصابَ مالا
وَلكِنَّ الْكِرَامَ لَهُمْ ثَنَائِي
فلا أخزى إذا ما قيلَ: قالا
سَمِعْتُ: النَّاسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً
فقلتُ لصيدحَ: انتجعي بلالا
تناخي عندَ خيرِ فتى ً يمانٍ
إِذَا النَّكْبَآءُ نَاوَحَتِ الشِّمَالاَ
ندى ً وتكرُّما ولبابَ لبٍّ
إِذَا الأَشْيَاءُ حَصَّلَتِ الرِّجَالاَ
وَأَبْعَدِهِمْ مَسَافَة َ غَوْرِ عَقْلٍ
إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالاَ
وَخَيْرِهِمُ مَآثِرَ أَهْلَ بَيْتٍ
وَأَكْرَمِهِمْ وَإِنْ كَرُمُوا فَعَالاَ
بَنَى لَكَ أَهْلُ بَيْتِكَ يَا ابْنَ قَيْسٍ
وأنتَ تزيدهمْ شرفاً جلالا
مَكَارِمَ لَيْسَ يُحْصِيهِنَّ مَدْحٌ
ولا كذباً أقولُ ولا انتحالا
أَبُو مُوسَى فَحَسْبُكَ نِعْمَ جَدّاً
وشيخُ الرَّكبِ خالكَ نعمَ خالا
كَأَنَّ النَّسَ حينَ تَمُرُّ حَتَّى
عواتقَ لمْ تكنْ تدعُ الحجالا
قِيَاماً يَنْظُرونَ إلَى بِلاَلٍ
رِفَاقُ الْحَجِّ أَبْصَرَتِ الْهِلاَلاَ
فقد رفعَ الإلهُ بكلِّ أفقٍ
لِضَوْئِكَ يَا بِلاَلُ سَنَاً طُوَالاَ
وأعطيتَ المهابة َ والجمالا
أشمُّ أغرُّ أزهرُ هبرزيٌّ
يَعُدُّ الرَّاغِبِينَ لَهُ عِيَالاَ
تَزِيدُ الْخَيْزُرَانَ يَدَاهُ طِيبَاً
ويختالُ السَّريرُ بهِ اختيالا
ترى منهُ العمامة َ فوقَ وجهٍ
كأنَّ على صحيفتهِ صقالا
يُقَسِّمُ فَضْلَهُ والسِّرُّ مِنْهُ
جميعٌ لا يفرِّقهُ شلالا
يضمِّنُ سرَّهُ الأحشاءَ إلاَّ
وثوبَ الليثِ أخدرَ ثمَّ صالا
وَمَجْدٍ قَدْ سَمَوْتَ لَهُ رَفِيعٍ
وخصمٍ قدْ جعلتَ لهُ خبالا
وَمُعْتَمِدٍ جُعِلْتَ له رَبِيعاً
وطاغٍ قدْ جعلتَ لهُ نكالا
وَلَبْسٍ بَيْنَ أَقْوَامٍ فَكُلٌّ
أعدَّ لهُ السِّفارة َ والمحالا
وكلُّهمْ ألدُّ لهُ كظاظٌ
أعدَّ لكلِّ حالِ القومِ حالا
أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ فَلَيْسَ خَصْمٌ
وَلاَ خَصْمَانِ يَغْلِبُهُ جِدَالاَ
قَضَيْتُ بِمِرَّة ٍ فَأَصَبْتَ مِنْهُ
فُصُوصَ الْحَقْ فَانْفَصَلَ انْفِصَالاَ
وحُقَّ لمنْ أبو موسى أبوهُ
يُوَقِّقُهُ الَّذِي نَصَبَ الْجِبَالاَ
حواريُّ النبيِّ ومنْ أناسٍ
هُمُ مِنْ خَيْرِ مَنْ وَطِىء َ النِّعَالاَ
هُوَ الْحَكَمُ الَّذِي رَضِيَتْ قُرَيْشٌ
لِسَمْكِ الدِّينِ حينَ رَأوهُ مَالاَ
ومنتابٍ أناخَ إلى بلالٍ
فلا زهداً أصابَ ولا اعتلالا
ولا عقصاً بحاجتهِ ولكنْ
عطاءً لمْ يكنْ عدَّة ً مطالا
معَ البيضِ الكواعبِ والحلالا
تبوَّاَ فابتنى وبنى أبوهُ
فأعرضَ في المكارمِ واستطالا
يرى مدحَ الكرامِ عليهِ حقَّاً
ويذهبهنَّ أقوامٌ ضلالا
وما الوسميُّ أولهُ بنجدٍ
تهلَّلَ في مساربهِ انهلالا
بذي لجبٍ تعارضهُ بروقٌ
شُبُوبَ الْبَلْقِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالاَ
فَلَمْ تَدَعِ الْبَوَارِقُ بَطْنَ عَرْضٍ
رغيبٍ سيلهُ إلاَّ مسالا
أصابَ الناسَ منقمسَ الثُّريا
بِسَاحِيَة ٍ وَأَتْبَعَهَا طِلاَلاَ
وَأَرْدَفَتِ الذِّرَاعُ لَهَا بِعَيْنٍ
سجومِ الماءِ فانسحلَ انسحالا
وَنَثَرتُهَا وَجَبْهَتُهَا هَرَاقَتْ
عَلَيْهِ المَآءَ فَاكْتَهَلَ اكْتِهَالاَ
أَبَتْ عَزْلاَءُ كُلِّ نَشَاصِ نَجْمٍ
على آثارهِ إلاَّ انحلالا
فصارَ حيَّاً وطبَّقَ بعدَ خوفٍ
على حرِّيَّة ِ العربِ الهزالا
كَأَنَّ مُنَوَّرَ الْحَوْذَانِ يُضْحِي
يشبُّ على مساربهِ الذُّبالا
بِأَفْضَلَ فِي الْبَرِيَّة ِ مِنْ بِلاَلٍ
إِذَا مَيَّلْتَ بَيْنَهُمَا مَيَالاَ
أبا عمرو وإنْ حاربتَ يوماً
فأنتَ اللَّيثُ مدَّرعاً جلالا
إِذا لَقِحَتْ بِشِرَّتِهَا فَشَالَتْ
بِأَطْرَافِ الْقَنَا لِمَنْ اسْتَشَالاَ
فَأَنْتَ أَشّدُّ إِخْوَتِهَا عَلَيْهَا
وأحسنهمْ لدرَّتها ائتيالا
إذا اضطربوا بمعتركٍ قياماً
على جردِ العوابسِ أو نزالا
تُسَعِّرُهَا بِأَبْيَضَ مَشْرَفِيٍّ
كَضَوْءِ الْبَرْقِ يَخْتَلِسُ الْقِلاَلاَ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:26 AM
أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
وهائجة ٌ صبابتكَ الرُّسومُ
نعمْ طرباً كما نضحتْ فريٌّ
أو الخلقُ المُبينُ بها الهُزومُ
بَهَا عُفْرُ الظِبَآءِ لَهَا نَزِيبٌ
وَآجَالٌ مَلاَطِمُهُنّ شِيمُ
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
تكشَّفَ عنْ كواكبها الغُيومُ
عفتْ وعهودُها متقادماتٌ
وَقَدْ يَبْقِى لَكَ الْعَهْدُ الْقَدِيمُ
وقدْ يُمسي الجميعُ أولو المحاوي
بَهَا الْمُتَجَاوِرُ الْحِلَلَ الْمُقِيمُ
أَبِيتُ بِهَا أُرَاعِي كُلَّ نَجْمٍ
كأنَّ نجارَ نُقبتهِ أديمُ
وأمثالُ النِّعاجِ منَ الغواني
تُزيِّنُها الملاحة ُ والنَّعيمُ
كَأَنَّ عُيُونَهُنَّ عُيُونُ عِينٍ
تُربِّيها بأسنمة َ الجميمُ
جَعَلْنَ الْحَلْيَ فِي قَصَبٍ خِدَالٍ
وأزَّرهنَّ بالعقدِ الصَّريمُ
وَسَاجِرَة ِ السَّرَابِ مِنَ الْمَوَامِي
تَرَقَّصُ فِي عَسَاقِلِهَا الأُرُومُ
تَمُوتُ قَطَا الْفَلاَة ِ بَهَا أُوَاماً
ويَهلكُ في جوانبها النَّسيمُ
بَهَا غُدُرٌ وَلَيْسَ بِهَا بِلاَلٌ
وأشباحٌ تحولُ وما تريمُ
قطعتُ بفتية ٍ وبيعملاتٍ
تُلاطمُهنَّ هاجرة ٌ هجومُ
نلوثُ على معارفنا وترمي
وَنَرْفَعُ مِنْ صُدُورِ شَمَرْدَلاَتٍ
يصُكُّ وجوهها وهجٌ أليمُ
تلثَّمُ في عصائبَ منْ لغامٍ
إِذَا الأَعْطَافُ ضَرَّجَهَا الْحَمِيمُ
وَقَدْ أكَلَ الْوَجِيفُ بِكُلِّ خَرْقٍ
عَرَائِكَهَا وَهُلِّلَتِ الْجُرُومُ
وَقَطْعُ مَفَازَة ٍ وَرُكُوبُ أُخْرَى
تَكِلُّ بَهَا الضُّبَارِمَة ُ الرَّسُومُ
وَمُعْتَقَلِ اللِّسَانِ بَغَيْرِ خَبْلٍ
يَمِيدُ كَأَنَّهُ رَجُلٌ أَمِيمُ
تَبَلَّغَ بَارِحِيٌّ كَرَاهُ فِيهِ
وآخرُ قبلهُ فلهُ نئيمُ
أقمتُ لهُ سراهُ بمدلهمٍّ
أَمَقَّ إِذَا تَخَاوَصَتِ النُّجُومُ
مللتُ بهِ الثَّواءَ وأرَّقتني
همومٌ لا تنامُ ولا تُنيمُ
وَشَرُّ رِعَايَة ِ الْعَيْنِ النُّجُومُ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:26 AM
كأنَّ ديارَ الحيِّ بالزُّرقِ خلقة ٌ
منَ الأرضِ أو مكتوبة ٌ بمدادِ
إذَا قُلتُ تَعْفُو لاَحَ مِنْهَا مُهَيِّجُ
عَلَييُّ الْهَوَى مِنْ طَارِفٍ وَتِلاَدِ
وما أنا في دارٍ لميٍّ عرفتها
بِجَلْدٍ وَلاَ عَيْنِي بِهَا بِجَمَادِ
أصابتكَ ميٌّ يومَ جرعاءِ مالكٍ
بوالجة ٍ منْ غُلَّة ٍ وكُبادِ
طويلُ تشكِّي الصَّدرِ إياهما بهِ
على ما يرى منْ فُرقة ٍ وبعادِ
ودوِّيَّة ٍ مثلِ السَّماءِ اعتسفتُها
وَقَدْ صبَغ اللَّيْلُ الْحَصَى بِسَوادِ
بِهَا مِنْ حَسِيس الْقَفْرِ صَوْتٌ كَأَنَّهُ
غناءُ أناسيٍّ بها وتنادِ
إذا ركبُها النّاجونَ حانتْ بجوزها
لهم وقعة ٌ لم يبعثوا لحيادِ
وأرواحِ خرقٍ نازحٍ جزعتْ بنا
زهاليلُ ترمي غولَ كلِّ نجادِ
إلى أنْ يشقَّ اللَّيلَ وردٌ كأنَّهُ
وراءَ الدُّجا هادي أغرَّ جوادِ
وَلَمْ يَنْقُضُوا التَّوْرِيكَ عَن كُلِّ نَاعِجٍ
وروعاءَ تعمي باللُّغامِ سنادِ
وكائنْ ذعرنا منْ مهاة ٍ ورامحٍ
بِلاَدُ الْوَرَى لَيْسَتْ لَهُ بِبِلادِ
نفتْ وغرة ُ الجوزاء منْ كلِّ مربعٍ
لَه بِكَنَاسٍ آمِنٍ ومَرَادِ
ومنْ خاضبٍ كالبكرِ أدلجَ أهلُهُ
فراغَ عنِ الأحفاضِ تحتَ بجادِ
ذعرناهُ عنْ بيضٍ حسانٍ بأجرعٍ
حَوَى حَوْلَهَا مِنْ تُرْبِهِ بِإِيَادِ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:27 AM
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بِالرَّمَادَة ِ قَدْ مَضَى
لَهَا زَمَنٌ ظَلَّتْ بِكَ الأَرْضُ تَرْجُفُ
عفتْ غيرَ آريٍّ وأجذامَ مسجدٍ
سَحِيقِ الأَعَالِي جَدْرُهُ مُتَنَسَّفُ
وَقَفْنَا وَسَلَّمْنَا فَكَادَتْ بِمُشْرِفِ
لعرفانِ صوتي دمنة ُ الدَّارِ تهتفُ
فعدَّيتُ عنها ثمَّ قلتُ لصاحبي
وقدْ هاجَ ما قد هاجَ والدَّمعُ يذرفُ
لَقَدْ كَانَ أَيْدِي النَّاسِ مِنْ أُمِ سَالِمٍ
مشاريطهُ أو كادتْ النَّفسُ تعزفُ
تبيَّنْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
بأعراضِ أنقاضِ النَّقا تتعسَّفُ
يُجَاهِدْنَ مَجْرًى مِنْ مَصِيفٍ تَصَيَّرَتْ
صَرِيمَة ُ حَوْضَى فَالشِّبَالُ فَمُشْرِفُ
فأصبحنَ يمهدنَ الخدورَ بسدفة ٍ
وقلنَ: الوشيجُ الماءُ والمتصيِّفُ
وبالعطفِ منْ حزوى جمالٌ مناخة ٌ
على شحطها في عرصة ِ الدَّارِ تصرفُ
غُرَيْرِيَّة َ الأَنْسَابِ أَوْ شَدَنِيَّة ً
عليهنَّ منْ نسجِ ابن داودَ زخرفُ
لدنْ غدوة ٍ حتى امتدَّتْ الضُّحى
وحثَّ القطينُ الشَّحشحانُ المكلَّفُ
~الفراشة الجميلة~
18/07/2010, 11:27 AM
أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
بحيثُ انحنى عن قنعِ حوضى كثيبُها
دِيَارٌ لِمَيٍّ أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُهَا
عَلَى طِيَّة ٍ زَوْرَآءَ شَتَّى شُعُوبُهَا
وَهَبَّتْ بِهَا الأَرْوَاحُ حَتَّى تَنَكَّرَتْ
عَلَى الْعَيْنِ نَكْبَاوَاتُهَا وَجَنُوبُهَا
وأقوتْ منَ الآناسِ حتَّى كأنَّما
عَلَى كُلِّ شَبْحٍ أُلْوَة ٌ لاَ يُصِيبُهَا
وَحَتَّى كَأَنَّ الْوَاضِحَ الأَسْفَعَ الْقَرَا
مِنَ الْوَحْشِ مَوْلَى رَسْمِهَا وَنَسِيبُهَا
أَرَشَّتْ لَهَا عَيْنَاكَ دَمْعاً كَأَنَّهُ
كُلَى عَيِّنٍ شَلْشَالُهَا وَصَبِيبُهَا
أَلاَ لاَ أَرَى الْهِجْرَانَ يَشْفِي مِنَ الْهَوَى
ولا واشياً عندي بميٍّ يعيبُها
كَأَنَّي أُنَادِي مَاتِحاً فَوْقَ رَحْلِهَا
بِهِ أَهْلُ مَيٍّ هَاجَ شَوْقِي هُبُوبُهَا
هوى ً تذرفُ العينانِ منهُ وإنَّما
هوى كلِّ نفسٍ حيثُ حلَّ حبيبُها
ألا ليتَ شعري هلْ يموتنَّ عاصمٌ
وَلَمْ تَشْتَعِبْني لِلْمَنَايَا شَعُوبُهَا
وهل يجمعنْ صرفُ النَّوى بينَ أهلنا
عَلَى الشَّحْطِ وَالأّهْوَآءُ يَدْعُو غَرِيبُهَا
رمى اللهُ منْ حتفِ المنيّة ِ عاصماً
بِقَاضِيَة ٍ يُدْعَى لَهَا فَيُجِيبُهَا
وأشعثَ مغلوبٍ على شدنيَّة ٍ
يَلُوحُ بِهَا تَحْجِينُهَا وَصَلِيبُهَا
أَخِي شُقَّة ٍ رَخْوِ الْعِمَامَة ِ مَنَّهُ
بتطلابِ حاجاتِ الفؤادِ طلوبُها
تُجَلّي السُّرَى مِنْ وَجْهِهِ عَنْ صَفِيحَة ٍ
عَلَى السَّيْرِ مِشْرَاقٍ كَرِيمٍ شُحُوبُهَا
وَنَى غَرْفُهُ وَالدَّلْوُ نَآءٍ قَلِيبُهَا
رجعتُ بميٍّ روحهُ في عظامهِ
وكم قبلَها منْ دعوة ٍ لا يُجيبُها
وَحَرْفٍ نِيَافِ السَّمْكِ مُقْوَرَّة ِ الْقَرَا
دواءُ الفيافي: ملعُها وخبيبُها
كأنَّ قتودي فوقَها عُشُّ طائرٍ
لَنَا بَيْنَ أَجْوَازِ الْفَيَافِي سُهُوبُهَا
أقمتُ بها إدلاجَ شُعثٍ أملَّهمْ
سقامُ الكرى توصيمُها ودبيبُها
مغذّينَ يعرَورونَ واللَّيلُ جاثمٌ
عَلَى الأَرضِ أَفْيَافاً مَخُوفاً رُكُوبُهَا
بِنَآئِيَة ِ الأَخْفَافِ مِنْ شَعَفِ الذُّرَى
نبالٍ تواليها رحابٍ جيوبُها
إِذَا غَرَّقَتْ أَرْبَاضُهَا ثِنْيَ بَكْرة ٍ
بِتَيْهَآءَ لَمْ تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُهَا
تَنَاسَيْتُ بِالْهِجْرانِ مَيّاً وإِنَّنِي
إِلَيْهَا لَحَنَّانُ الْقَرُونِ طَرُوبُهَا
بَدَا الْيَأْسُ مِنْ مَيٍّ عَلَى أَنَّ نَفْسَهُ
طَوِيلٌ عَلَى آثَارِ مَيٍّ نَحِيبُهَا
دواعي الهوى منْ حبِّها فأُجيبُها
دهبيه
24/07/2010, 09:25 PM
مجهود رائع تسلمى عليه