المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لسان الدين الخطيب



~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 04:59 PM
لسان الدين الخطيب
لسان الدين بن الخطيب
713 - 776 هـ / 1313 - 1374 م
محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب.
وزير مؤرخ أديب نبيل.
كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه.
وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين.
واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبدالعزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)). وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن.
ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره.

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:00 PM
أبدى لِداعي الفوزِ وجْهَ مُنيبِ
وأفاق من عذلٍ ومن تأنيبِ
كلِفَ الجنانِ إذا جَرى ذِكرُ الحِمى
والبانِ حنَّ له حنينَ النِّيبِ
والنَّفسُ لا تنفكُّ تكلفُ بالهوى
والشيْبُ يلحظُها بعينِ رَقيب
رحَل الصِّبا فطرحْتُ في أعقابِهِ
ما كان من غزْلٍ ومن تشبيبِ
أترى التَّغزُّل بعد أن رحل الصِّبا
شأني الغداة َ أو النَّسيب نسيبي
أنَّى لمثلي بالهوى من بعدِ ما
للوخطِ في الفَودين أي دبيبِ
لبِسَ البياض وحلَّ ذروة َ منبرٍ
منِّي ووالي الوعْظَ فِعل خطيب
قد كان يستُرُني ظلامُ شَبيبتي
واليومَ يفضَحُني صباح مشيبي
وإذا الجديدانِ استجدَّا أبليا
من لِبسة ِ الأعمار كلَّ قشيبِ
سلني عن الدَّهرِ الخؤونِ وأهلِهِ
تسَلِ المهلَّب عن حروبِ شبيبِ
متقلَّبُ الحالات فاخبرْ تقلِهِ
مهما أعدت يداً إلى تقليبِ
فكل الأمورَ إذا اعترتْكَ لربِّها
ما ضاق لطفُ الربِّ عن مربوبِ
قد يخبأُ المحبوبِ في مكروهِها
من يخبأُ المكروهَ في المحبوب
واصبر على مضضِ اللَّيالي إنها
كحوامِلِ ستلدنَ كلَّ عجيب
واقنعْ بحظٍّ لم تنَلْهُ بحيلة ٍ
ما كلُّ رامٍ سهمَهُ بمُصيب
يقع الحريصُ على الرَّدى ولكُم غَدا
تركُ التَّسبُّب أنفعُ التَّسبيبِ
من رامَ نيْلَ الشيءِ قبل أوانِهِ
رام انتقالَ يلمْلَمِ وعسيبِ
فإذا جعلتَ الصَّبر مفزع مُعضلٍ
عاجلْتَ علَّتهُ بطب طبيبِ
وإذا استعنْتَ على الزَّمان بفارسٍ
لبَّى نداءك منهُ خيرُ مجيب
بخليفة ِ الله في كفِّه
غيثٌ يروِّض ساح كلَّ جديبِ
المنتقى من طينة ِ المجدِ الذي
ما كان يوماً صرفُهُ بِمشوب
يرمي الصِّعاب بسعدِهِ فيقودها
ذُللاً على حَسَبِ الهوى المرغوب
ويرى الحقائِقَ من وراء حِجابِها
لا فرق بين شهادة ٍ ومَغيب
من آل عبدِ الحق حيث توشحت
شُعبُ العلا وربَتْ بأيِّ كثيب
أسُدُ الشَّرى سرج الوَرى فمقامُهُم
لله بين محارِبِ وحُروب
إمَّا دعا الداعي وثوَّبَ صارِخاً
ثابوا وأمُّوا حومة َ التثويب
شُهبٌ ثواقب والسماءُ عجاجة ٌ
تأثيرها قد صحَّ بالتجريب
ما شئتَ في آفاقها من رامحٍ
يبدو وكفٍّ بالنجيع خضيب
عجبت سيوفهُمْ لشدَّة بأسهِمْ
فتبسَّمْت والجوُّ في تقطيب
نُظموا بلبّاتِ العلا واستوسقوا
كالرُّمح أنبوباً على أنبوب
تروي العواليَ في المعالي عنهُم
أثر النَّدى المولودَ والمكسوب
عن كل موثوقٍ به إسنادُهُ
بالقطع أو بالوضعِ غيرُ مَعيب
فأبو عِنانٍ عن عليِّى غضَّة ً
للنقل عن عثمانَ عن يعقوب
جاءوا كما اتَّسق الحسابُ أصالة ً
وغدا فذلك ذلك المكتوبِ
متجسِّدا من جوهرِ النُّور الذي
لم ترمَ يوماً شمسُهُ بغُروب
متألقاً من مطلعِ الحق الذي
هو نورُ أبصار وسرُّ قُلوب
قُل للزَّمان وقد تبسَّم ضاحكاً
من بعد طول تجهُّم وقطوب
هي دعوة الحق التي أوضاعُها
جمعت من الآثارِ كلًّ غريب
هي دولة ُ العدلِ الذي شمِلَ الورى
فالشاة ُ لا تخشى اعتداءَ الذيبِ
لو أن كسرى الفُرْس أدرك فارساً
ألقى إليه بتاجِهِ المعصوب
لمَّا حللتُ بأرضه متملئاً
ما شئتُ من بِرِّ ومن ترحيبِ
شملَ الرضا فكأنَّ كل أقاحَة
ترمي بثغرٍ للسلامِ شنيب
وأتيتُ في بحر القِرى أمَّ القُرى
حتى حططتُ بمرفأ التّقريب
فرأيتُ أمرَ الله من ظلِّ التُّقى
والعدل حتى سُرادِق مضروبِ
ورأيتُ سيفَ الله مطرورَ الشَّبا
يمضي القضاءُ بحدِّه المرهوبِ
وشهدتُ نور الله ليسَ بآفل
والدِّين والدنيا علَى ترتيبِ
وورَدْتُ بحرَ العلم يقذِفُ موجُهُ
للناس من دررِ الهدى بضروب
لله من شيم كأزهارِ الرُّبا
غبَّ انثيال العارِضِ المسكوبِ
وجمالِ مرأى في رداءِ مهابة
كالسيفِ مصقولِ الفرَنْدِ مهيب
يا جنة ً فارقتُ من غرُفاتها
دار القرارِ بما اقتضتْهُ ذنوبي
أسفي على ما ضاع من حظِّي بها
لا تنقضي ترحاتُهُ ونحيبي
إن أشرقَتْ شمسٌ شرقت بعبرتي
وتفيضُ في وقت الغروبِ غروبي
حتى لقد علمت ساجعة ُ الضُّحى
شجوي وجانِحَة ُ الأصيل شُحوبي
وشهادَة ُ الإخلاص توجبُ رِحْلتي
لنعيمها من غيْر مسَّ لغوب
يا ناصرَ الحق العريبِ وأهلُهُ
أنضاءُ مسغبة ٍ وفلُّ خطوب
حقِّقْ ظنون بنيه فيك فإنهُمْ
يتعلَّلون بوعدِكَ المرقوبِ
ضاقَتْ مذاهب نصرهِمْ فتعلَّقوا
بجناب عزِّ من عُلاك رحيبِ
ودَجا ظلامُ الكفرِ في آفاقِهم
أو ليس صُبحكَ منهمُ بقريب
فانظر بعينِ العزِّ من ثُغر غدا
حذر العِدا يرنوا بطرفِ مُريب
نادتْكَ أندلسٌ ومجدك ضامنٌ
ألا تخيب لديكَ في مطلوبِ
غَصب العدوُّ بلادها وحسامُك
الماضي الشَّبا مسترجعُ المغصوب
أرِها السَّوابح في المجاز حقيقة ً
من كلِّ قعدة ِ مجربٍ وجنيب
يتأوَّدُ الأسلُ المثقف فوقَها
وتجيبَ صاهلة ٌ رُغاءَ نجيبِ
والنَّصرُ يضحِكَ كل مبْسَم غرَّة
والفتح معقودٌ بكلِّ سَبيب
والروم فارم بكلِّ رجم ثاقبٍ
يُذكي بأربعِها شُواظ لهيب
بذوابل السُّلب التي تركَتْ بني
زيَّان بين مجدَّلٍ وسَليب
وأضِفْ إلى لام الوَغا ألفَ القَنا
تظهَرْ لديْكَ علامة ُ التَّغليب
إن كنْتَ تعجمُ بالعزائِم عودَها
عودُ الصَّليب اليوْمَ غيرُ صليبِ
ولكَ الكتائبُ كالخمائِل أطلعَتْ
زهرَ الأسنَّة فوق كلِّ قضيبِ
فمُرنَّح العِطفين لا من نشوة ٍ
ومورَّد الخدين غيرُ مُريب
يبدو سدادُ الرَّأي في راياتِها
وأموُرها تجري على تجريب
وترى الطُّيور عصائباً من فوقها
لحلول يوم في الضّلالِ عسيبِ
هذَّبْتَها بالعرض يذكر يومُهُ
عرض الوَرى للموعِدِ المكتوب
وهي الكتائبُ إن تُنوسي عرضُها
كانت مدوَّنة ً بلا تهذيبِ
حتى إذا فرضَ الجلادُ جدالَهُ
ورأيت ريحَ النَّصر ذاتَ هُبوب
قدَّمْت سالبة العدوِّ وبعدها
أخرى لعزِّ النَّصر ذات وُجوب
وإذا توسط فضل سيفك عندها
جزأي قياسك فزت بالمطلوب
وتبرأ الشيطانُ لمَّا أن علا
حزبُ الهدى من حزبِهِ المغلوب
الأرضُ إرثٌ والمطامعُ جمَّة ٌ
كل يهشُّ إلى التماس نصيبِ
وخلائفَ التَّقوى هم ورَّاثها
فإليكها بالحظ والتَّعصيبِ
لكأنَّني بك قد تركْتَ ربوعَها
قفراً بكر الغزوِ والتَّعقيبِ
وأقمتَ فيها مأتماً لكنه
عرسٌ لنسر في الفلاة َ وذيبِ
وتركتَ مُفْلتها بقلبٍ واجبٍ

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:00 PM
رهباً وخدٍّ بالأسى مندوب
تبكي نوادِبُها وينقلن الخُطا
من شلو طاغية ٍ لشلو صليب
جعل الإلهُ البيت منك مثابة ً
للعاكفينَ وأنت خيرُ مُثيب
فإذا ذُكرْتَ كأن هبَّات الصَّبا
فضَّت بمدرجها لطيمة َ طيبِ
لولا ارتباطُ الكونِ بالمعنى الذي
قصُرَ الحِجا عن سرِّه المحجوب
قلنا لعالمِكَ الذي شرَّفْتَهُ
حسدا البسيطُ مزية َ التَّركيبِ
ولأجلِ قُطرِكَ شمسُها ونجومها
عدلت عن التَّشريقِ للتَّغريبِ
تبدو بمطلعِ أفقِها فضيَّة ً
وتغيب عندكَ وهي في تذهيبِ
مولاي أشواقي إليك تهُزُّني
والنارُ تفضَعُ عرفَ عودِ الطَّيبِ
بِحُلى علاك أطلْتُها وأطبْتُها
ولكم مُطيل وهو غير مُطيب
طالبْتُ أفكاري بفرض يديها
فوفَتْ بشرط الفوْزِ والترتيبِ
متنبىء أنا في حُلى تلك العُلا
لكنَّ شِعري فيك شِعرُ حَبيب
والطَّبعُ فحلٌ والقريحَة ُ حرَّة ٌ
فاقبلهُ بين نجيبة ِ ونجيب
لكنَّني سهَّلتها وأدلتُها
من كلِّ وحشي بكلِّ ربيبِ
هابَتْ مقامَكَ فاطبيت صِعابَها
حتى غَدَتْ ذُللاً على التدريب
إن كنت قد قاربْتُ في تعديلِها
لا بدَّ في التعديل من تقْريب
عُذرى لتَقْصري وعجزي ناسِخٌ
ويحلُّ منك العفوُّ عن تَثريب
من لم يَدِنْ لله فيك لقُربِهِ
هو من جنابِ الله غيرُ قَريب
والله ما أخفيتُ حُبَّك خيفة ً
إلا وأنفاسي عليَّ تشي بي

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:01 PM
مولايَ يا خيرَ مُلوكِ الوَرى
ونُخبة النَّصر وأربابِه
قُمت بأمرٍ أنت أهلٌ له
فلتأتِ هذا الأمرَ من بابِه
لا تُدْن من بابك شخصاً يرى
بأنَّهُ في الناس أولى بهِ
وعندَهُ مالٌ ومن خلفهِ
أيدٍ تعلقْنَ بأهدابِه
لا سيما من دخلَتْ أذنهُ
وانتفخَتْ من تحت أثوابِه
وخافَ منه الملكُ فيما مضى
وكان يَنوي قطعَ أسبابِه
قد أفسَدت أقوالُ كهانهِ
فكرتَهُ اليومَ وحسَّابه
ينظرُ في المرآة من وجهها
بين مواليهِ وأحزابِه
عروسُ ملك طالما أعملتْ
في عقدِهِ أرجل خطابِهِ
فهمُّه استبدال قوادِهِ
وفكرُهُ استنخابُ كتَّابِه
إن نامَ كانت حلُمَ أفكارِهِ
أو قامَ كانت نصْبَ محرابِه
ينقُدُك الغيبَة َ مهما خَلا
ما بين أهليهِ وأصحابِهِ
ويجذِبُ الجند إلى نفسهِ
بخادع القولِ وخُلا بهِ
كأن به إن لم تكُنْ حازماً
والوفد يبغي إذن حجَّابِهِ
والآن وقد هابَكَ فاحذر فما
يبدأ فتكاً غير هيَّابِهِ
وقاطِعُ الدولة مستقبلٌ
فلتستعِذْ من شرِّ أوصابِهِ
والله يكفيك شرور العِدى
لا يستعين العبد إلا بهِ
والملكُ لم يقصر على أمَّة ٍ
وإنما الملك لغُلابِهِ
هذا ابن هودٍ بعد إرث العلا
فازَ بنو نصرٍ بأسلابهِ
لا يستلذُّ العيش ليت الشَّرى
حتى يذودَ الأسدَ عن غابِهِ
وإن أضعْتَ الحزم لم تنفلِتْ
من ظَفر الحين ومن نابِهِ
لا تتَّهمني إنني ممتلٍ
من حكم الملكِ وآدابِهِ
وعقلَكَ الموهوب حكمه في
الأحوال واشكرْ فضل وهَّابهِ
وكلُّ من أدللتَه قبلها
علِّمه بالملكِ وألقابِهِ
لم يُر مُلكٌ في زمان خلا
قام لَهُ رسمٌ بأترابه
من قلتَ له يا عمُّ مرة
ثِق بتعاطيه وإعجابهِ
أو سيدي دام يرى سيدي
حقًّا له قمت بإيجابهِ
وابسُطْ على الخلق من العدل ما
يستتِرُ الخلقُ بجلبابِهِ
وأحكِم السِّلم لهم عاقداً
عقدَة َ غرٍّ ظاهرٍ نابهِ
ومهِّد السلطان فعل امريء
يخلِّف الملك لأعقابهِ
وبعدَ فرض الحجِّ لا بد لي
من دار مولايَ ومن بابهِ

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:02 PM
أيغلبُ من عاداك والله غالبُه
ويفلِتُ من ناواك والسَّيف طالبهُ
ويخلُصُ من في راحتيك زمامهُ
فسيبك كاسيهِ وسيفُكَ سالبهُ
كبا بعداك الجد لما تنكَّبوا
رضاك وطرف البغي يصرع راكِبه
فيا ذلَّ من عاداك يا ملكَ العُلا
لخابَت أمانيهِ وساءت عواقِبُه
يُسالمُ من سالمت دهرَكَ بعدما
يدافِعُ من سالمتَهُ ويحاربِهُ
ولله في عُلياكَ سرٌّ محجبٌ
تلوح بعزِّ المسلمينَ كواكِبُه
أبا سالم دينُ الإله بك اعتَلى
وأيَّد ركنٌ منه واعتزَّ جانبُه
دعا بابُك الأعلى الفتوحَ فأقبلَتْ
أيمنَعُ حظٌّ والمهَين واهِبهُ
أجرتَ وأويْتَ الغريب وإنها
سجيَّة من عزَّت وطابَتْ مناسِبهُ
وأضمرتَ يا مولى الأئمَّة نصرَهُ
فملككَ بالنَّصرِ استقلَّت ركائبهُ
ومن علمَ الرحمنُ نية صدقهِ
أتته بألطاف الإله عجائبهُ
هنيئاً أميرَ المسلمينَ بنعمة ٍ
لها أثرٌ في الدِّين تبدو مذاهِبه
ولا زال صنعُ الله يضفو لباسُهُ
على أمرك العالي وتصفو مشارِبُه
وقابل صنيعَ الله بالشُّكر واستزدْ
من الله صنعاً تستهلَّ سحائبه

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:02 PM
أجِلُّك أن يلمَّ بك العتابُ
وودُّك لا يداخلُهُ ارتيابُ
وأستعدي عُلاك على اختصارٍ
إذا ما عاد لي منك الجوابُ
وللإنصاف قُسطاسٌ قويمٌ
يبين به من الخطإ الصَّوابُ
أتطنِبُ في معانيها المعالي
بربعكُمُ ويختصرُ الكتابُ
ومن يُعطي الجزيلَ بلا حِساب
يكونُ لهُ على لفظ حِسابُ

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:03 PM
وأبيضَ من بني الأشجارِ يبدو
له خدٌ كمرآة ِ الغريبه
وربَّتما تلون باحمرارٍ
له ثانٍ كملتبسٍ بريبه
وربَّتما يكون به مصلَّى
ترى الصُّفرَ الوجوهِ به منيبَه
يبثُّ لك المسائلَ والمعاني
وإن يسألْهُ شخصٌ لن يُجيبه
وكم ضربٍ يقاسي كلَّ يومٍ
إذا ضربت على قومٍ ضربيَة
ويحوي النَّحْو لا بل كلَّ عِلْم
ويَروي الشِّعْرَ من مَدْحٍ وغيبه

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:03 PM
إذا ذَهَبت يمينك لا تضيِّع
زمانك في البُكاء على المُصيبة
ويُسراكَ اغتنم فالقوسُ ترمي
ولا تدري أرَشْقُتها قريبة
وما بغريبة نوَبُ الليالي
ولكن النَّجاة هي الغريبة

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:04 PM
خذها مُجاجة زهرٍ باسمٍ
من فوق غصنٍ للرِّياض رَطيب
أهديتُها طيباً إليك وإن يكُن
علمي بأنَّك أنتَ طيبُ الطِيب
أرأيت بنت زجاجة ٍ ومُجاجة ٍ
تُهدى إلى قاض من ابن خطيب

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:05 PM
أمَلي من الدُّنيا تأتي خلوة ٍ
في منزلٍ بادٍ خصيبِ الجانِب
أذكي به زنْد القِراءة ِ والقِرى
رحبَ الجنابِ لطارِقٍ أو طالِبِ
حتى ألاقي الله لم تصرِفني
الأوهامُ عنه بشاغِل أو شاغِب

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:06 PM
نادتْني الأيام عند لقائِهِ
وهي التي لا تغفل التَّنبيها
يا ابن الخطيبَ خطبْتَ بالعزم العُلا
فبلغْتَ منها القَصد يابن أبيها
الوجه طلقاً والمعارِفَ جمَّه
والجود رحباً والمحلَّ نَبيها
أثرت بأشتاتِ الفضائِلِ كفُّه
أترى وِلايتهُ التي تجبيها

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:06 PM
لك الملكُ ملك الحسنِ فاقض بكلِّ ما
تشاء فما يُعصى لأمرك واجبُه
إذا ما كسرْتَ اللحظ من تحت حاجبٍ
تحكَّم في الألباب كسرى وحاجِبُه

~الفراشة الجميلة~
01/07/2010, 05:07 PM
بحقِّ ما بيننا يا ساكني القصْبَة
رَدُّوا علي حياتي فهي مُغتصبهْ
ماذا جنيتُمْ على نفسي ببعدِكمُ
وأنتم الأهلُ والأحبابُ والعَصبهْ

حَنيني لِلْجنَـانِ "
31/01/2011, 09:04 PM
جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى = يــا زمــان الــوصل بــالأَندلسِ
لـــم يكــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًــا = فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ
....

إذ يقــود الدّهــرُ أَشــتاتَ المُنـى
ينقــلُ الخــطوَ عـلى مـا يرسـمُ
زُمَـــرًا بيــن فُــرادى وثُنًــى
مثــل مــا يدعـو الوفـودَ الموْسـمُ
والحيــا قــد جـلَّل الـرّوض سـنا
فثغـــور الزّهــرِ فيــه تبســمُ
....

وروى النُّعمــانُ عـن مـاءِ السّـما =كــيف يَــروي مـالِكٌ عـن أنَسِ?
فكســاه الحُســن ثوبًــا معلمــا =يـــزدهي منـــه بــأبهى مَلبسِ
....

فــي ليــالٍ كــتَمَتْ سـرَّ الهـوى
بــالدُّجى لــولا شــموس الغُـرَر
مــال نجــمُ الكـأس فيهـا وهـوى
مســـتقيمَ السّــيرِ سَــعْدَ الأَثَــرِ
وطَـرٌ مـا فيـه مـن عيـبٍ سـوى
أَنّـــه مـــرّ كــلمْح البصَــرِ
....

حــين لــذّ الأُنس شــيئًا أَو كمـا = هجــم الصّبــحُ هجــومَ الحـرَسِ
غــارت الشــهْبُ بنــا أَو ربّمـا = أَثّــرت فينــا عيــون النرجــسِ
....

أَيّ شــيءٍ لاِمْــرئٍ قــد خلُصـا
فيكــون الــرّوضُ قـد مُكِّـن فيـهِ
تنهــب الأَزهــار فيــه الفُرصـا
أمِنَــت مــن مكــره مــا تتّقيـهِ
فــإذا المــاء تنــاجى والحـصى
وخـــلا كـــلّ خــليلٍ بأخيــه
....

تبصــر الــوردَ غيــورًا بَرِمــا = يكتســي مــن غيظـه مـا يكتسـي
وتَـــرى الآس لبيبًـــا فهِمـــا = يســرقُ الســمْع بــأذنيْ فــرَسِ
....

يـا أُهيْـلَ الحـيّ مـن وادي الغضـا
وبقلبـــي ســـكَنٌ أَنتـــم بــهِ
ضـاق عـن وجـدِي بِكُم رحْبَ الفضا
لا أبــالى شــرقَه مــن غربــهِ
فــأعيدوا عَهْــدَ أنسٍ قــد مضـى
تُعْتِقـــوا عــانيكمُ مــن كرْبــهِ
....

واتّقــوا اللــه وأَحــيوا مغرمَــا = يتلاشــــى نَفَسًـــا فـــي نَفَسِ
حـــبَس القلــب عليكــم كَرمــا = أفـــترضون عفـــاءَ الحــبَسِ?
....

وبقلبــــي منكمـــو مقـــتربُ
بأحــاديث المنــى وهــو بعيــد
قمـــرٌ أَطلــع منــه المغــربُ
شَــقْوة المُغــرَى بـه وهـو سـعيد
قــد تســاوى محســنٌ أَو مـذنبُ
فــي هــواه بيــن وعْـدٍ ووعيـد
....

ســاحر المقلــة معســول اللّمـى = جــال فــي النّفس مجــالَ النّفَسِ
ســدّدَ السّــهمَ وســمّى ورمــى = ففـــؤَادي نهبـــة المفـــترسِ