المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَبو العَلاء المَعَرِي



~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 09:57 AM
أَبو العَلاء المَعَرِي

363 - 449 هـ / 973 - 1057 م
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 09:58 AM
تأخُّرُ الشّيبِ عني مثلُ مقْدَمه
على سوايَ، ووقتُ الشيبِ ما حضرَا
وكم تعدّتْ، يَبيسَ الأرض، راعيةٌ
من السّوامِ، ورامتْ عينُها الخُضرا
وأطْوَلُ الحِينِ يُلفى مثلَ أقصرِهِ،
فاسألْ ربيعَةَ عمّا قُلتُ، أو مُضَرا

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 09:59 AM
لو شاءَ ربّي لصاغَني مَلِكاً
أوْ مَلَكاً، ليسَ يعجَزُ القَدَرُ
أيّدَ منّي، وقال أيَّ دَمٍ،
أرَقْتَ، فهو الجُبارُ والهَدر
في أصلِنا الزّيْغُ والفسادُ، وهـ
ـذا اللّيلُ طبعٌ، لجِنحهِ، الخَدَرُ
قد عَلِمَ اللَّهُ أنّني رَجلٌ،
لا أفتري، ما افتريتَ يا غُدَر
أعلَمُ أنّي، إذا حَيِيتُ، قذًى،
وأنّني، بعدَ ميتَتي، مَدَر
كم من رجالٍ جُسومُهُمْ عَفَرٌ،
تُبنى بهمْ، أو عليهمُ الجُدُر
يغدو الفتى للأمورِ، يلمَحُ كالبا
زي، وفي طَرْفِ لُبّهِ سَدَر
لا أزعمُ الصفوَ مازجاً كدَراً،
بل مَزعَمي أنّ كلّه كدر

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 09:59 AM
ما جُدَرِيٌّ، أماتَ صاحبَهُ،
من جَدَرِيٍّ، أتتْ بهِ جَدَرُ
ما سدِرَتْ، في العيانِ، أعيُنُهم،
لكنْ عيونُ الحِجَى بها سَدَرُ
والبدرُ بَعدَ الكَمالِ ممتَحِقٌ،
ففيمَ، يا قومُ! تُجمَعُ البِدَرُ؟
كيفَ وفَى، للخليلِ، مؤتَمَنٌ،
وطَبعُهُ، بالأذاةِ، مُبتَدِر؟
والعالَمُ ابنٌ، والدّهرُ والدُهُ،
نجلٌ غَوِيٌّ، ووالدٌ غُدَرُ
في التُّربِ، والصّخرِ، والثّمارِ،
وفي الماءِ، نفوسٌ يصوغُها القدَر
فصادِرٌ لا وُرودَ يُدركُهُ،
ووارِدٌ لا يَنالُهُ صَدَرُ
إنْ سَلِمَ المَرءُ من عَواقِبِه،
فكُلُّ رُزْءٍ يُصيبُهُ هَدَر
والرَّجْلُ إن حلّ خِدْرَ غانيَةٍ،
كالرِّجلِ في المشيِ، حَلَّها خَدَر
يضمُّنا الجهلُ في تصرّفِنا،
ما شَدّ منّا رهطٌ ولا قَدَروا
نطلُبُ نوراً، يلوحُ ساطِعُهُ،
ودونَ ذاكَ الظّلامُ والغَدَر
تواضعوا، في الخطوبِ، ترتَفِعوا،
فالشُّهبُ، عندَ الرُّجومِ، تنكدر
لا يَطلُعُ الغربُ، شافياً ظمأً،
حتى يُرَى قَبلُ، وهوَ مُنحَدِر
والسّهلُ، قُدّامَه الحزونةُ، والصّـ
ـفْوُ، من العَيشِ، بعدَهُ كَدَر
فَدُرَّ جوداً، فدرُّ زاخِرَةٍ
حصًى، تساوى الأنيسُ والفُدُر
إن وطِئَتْ، هالكَ الوغى، فرَسٌ،
فجِسمُهُ، بعدَ رُوحِهِ، مَدَر

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:00 AM
أيا سارِحاً في الجَوّ، دُنياكَ مَعدِنٌ
يفوزُ بشَرٍّ، فابْغِ، في غيرِها، وكْرَا
فإنْ أنتَ لم تملِكْ وشيكَ فِراقِها،
فعِفَّ، ولا تنكِحْ عَواناً ولا بِكرا
وألقاكَ فيها والداكَ، فلا تَضَعْ
بها ولداً، يلقى الشّدائدَ والنُّكرا
سمِعنا وشاهَدْنا البدِيّ، وحَسبُنا،
من العَيشِ، أن فُهنا، لخالِقنا، شُكرا
إذا ما فَعلتَ الخيرَ، فانسَ فِعالَهُ،
فإنّكَ، ما تَنساهُ، أحيَا له ذِكرا
وحاذِرْ من الصّهْبَاءِ، فهْيَ عدوّةٌ
من الصُّهبِ، مشّتْ في مفاصلك السُّكرا
ولا خيرَ في الممكورَةِ الخَوْد، أضمرتْ
لكَ الغِلّ، وامتارتْ جوانحُها مكرا
إذا صَحّ فكرُ المرءِ فيما يَنوبُهُ
من الدّهرِ، لم يَشغَلْ، بحادثةٍ، فكرا
وتَغلِبُ كانتْ سيفَ بَكرٍ ورُمحَها،
فأمسَتْ تُرامي، عن حرائبِها، بَكرا
كَريتُ عن الشّهرِ الكريت وجُزْتُهُ،
فما ليَ أكرى عن زماني إذا أكرى؟

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:01 AM
إصبرْ، فمِن حيثُ أُهينَ الحصى
يُكرَمُ، في أدْراجِه، الدُّر
نحنُ عبيدُ اللَّه في أرْضِهُ،
وأعْوَزَ، المستَعْبَدَ، الحرّ
بفضْلِ مولانا وإحْسانِهِ،
يماطُ عَنّا البُؤسُ والضُّرّ
أمَا يَرَى الإنسانُ، في نَفسِه،
آياتِ ربٍّ، كلُّها غُرّ؟
في فمِهِ عذبٌ، وفي عينهِ
مِلْحٌ، وفي مِسْمعَهِ مُرّ
يكُرُّ موتانا إلى الحشْر، إنْ
قال لهم بارِئهمْ: كُرّوا
يخلُفُ منّا آخِرٌ أوّلاً،
كأنّنا السُّنبلُ والبُرّ
والمُدُّ يكفيكَ، ولكنّ، في
طبْعِكَ، أنْ يُدّخرَ الكُرّ
بنوكِ يا دُنيا على غِرّةٍ،
لوْ لم يُغَرّوا بك، ما سُرّوا
وهيَ المَقاديرُ، فذا حَتفُهُ
قَيظٌ، وذا مِيتَتُهُ قُرّ

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:02 AM
ضَحِكُ الدّهرِ، في محيّاكَ، مَكرُ،
ما له، غيرَ أنْ يسوءَك، فِكرُ
واعتقادُ الإنسانِ، فيك جميلاً،
مِنّةٌ، لا يَنالها منْكَ شُكر
والحَديثُ المَسْمُوعُ يوزَنُ بالعقـ
ـل، فيَضْوى إليهِ عُرْفٌ ونُكر
ليس بالسّنّ تستْحقُّ المنايا؛
كمْ نجا بازِلٌ وعُوجِلَ بَكْر
وعَوَانٍ حازَتْ حُليَّ كَعابٍ،
فاجأتها، من الحوادِثِ، بِكر
قد ركبتُ الوجناءَ في جَوْشنِ الحِنـ
ـدسِ، أكرى في رحلها وهي تكرُ
راجِياً حُسْنَ حالَةٍ، إنْ تخطّتْـ
ـني، فإعمالها لِيَحْسُنَ ذِكر
ساهراً عُمْرَ ليلتي، وكأنّي
طائرٌ، تحتَهُ، منَ الكُورِ، وَكر
أتقضّى مع الصّباحِ، فلا أطْـ
ـلبُ رِزْقاً، وبي من السُّهْدِ سُكر
عَكَرُ العيشِ في إنائي، وهلْ يُؤ
مَلُ من صفوِه، وقد فاتَ عَكرُ؟

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:03 AM
أشْدُدْ يدَيْكَ بما أقو
لُ، فقَولُ بعضِ النّاسِ دُرُّ
لا تَدنُوَنّ مِنَ النّسا
ءِ، فإنّ غِبّ الأرْيِ مُرّ
والباءُ مثلُ البَاء، تَخـ
ـفِضُ للدّناءَةِ أوْ تَجُرّ
سَلِّ الفؤادَ عن الحَيا
ةِ، فإنّها شَرٌّ وشُرّ
قدْ نلتَ منها ما كَفا
كَ، فما ظفِرْتَ بما يَسُرّ
صَدَفَ الطّبيبُ عن الطّعا
مِ، وقال: مأكلُهُ يَضُرّ
كُلْ يا طبيبُ! ولا خَلا
صَ من الرّدى، فلمن تغُرّ؟
والعامُ يَمضي دولتيـ
ـنِ، فمنهما وَمِدٌ وقُرّ
وكذاكَ عامٌ بعدَهُ،
وغفَلتَ عن عُمْرٍ يَمُرّ
وأرى النوائبَ لا تزا
لُ، كأنّها سُحُبٌ تدرّ
إنْ تَنهزِمْ خَيلٌ لها،
فَحَذارِ منْ أخرى تكُرّ
قَمَرٌ يلوحُ، مُخَبِّراً
بالهُلْكِ، أوْ شَمسٌ تذُرّ
دُهماً توافينا السّنو
نَ، ولمْ يكنْ فيهنّ غُرّ
والدّرْعُ لا تُنجي الفتى،
وكأنّها في العَينِ كُرّ

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:03 AM
عَبَرَ الشّبابُ، لأمّه العُبرُ،
لا غابرٌ منهُ، ولا غُبْرُ
كالأدهمِ الجاري مضى، فإذا
آثارُه، بمَفارِقي، غُبْر
ونعوذُ بالخلاّق، مِنْ أُمَمٍ
أوْفَى المَنازِلِ، منهُمُ، القبر
إبَرُ العقارِبِ، فوقَ ألسُنِهِمْ،
محمولةٌ، فكلامُهُمْ أبْر
مَنْ جَبرئيلُ، إذا تُخَوِّفُهم؛
لا إيلُ، عندهمُ، ولا جَبْر
وخَبرْتُهم، فوجدتُ أخبرَهم
مثلَ الطّريدةِ، ما لها خُبر
هل يعصِمَنّكَ من لقاءِ ردًى،
بالرّغمِ، أنّكَ عالمٌ حَبْر؟
وحصلتُ من وَرِقٍ على وَرَقٍ
بِيضٍ، يشُقُّ مُتونَها الحِبر
فُضّتْ نُهاكَ بفِضّةٍ سُبكتْ،
ولقد قضى، بتَبارِكَ، التّبر
واللَّهُ أكبرُ، فالولاءُ لهُ،
وكذا الولاءُ يحوزُهُ الكُبر
لو لم تكن، في القومِ، أصغرَهم،
ما بانَ فيكَ، عليهمُ، كِبر
والدّاءُ يُطرَدُ بالأمرّ، وصَرْ
فُ الخَطبِ، وقتَ نزولهِ، الصّبر
والعيشُ سُقمٌ، لا سَآمَ له،
وجِراحُهُ يعيا بها السَّبر
والنّاسُ خَيرُهُمُ كشرّهِمُ،
وتساوَتِ النّعراتُ والدَّبر
ما آلُ بَبْرٍ، إن وصَفتُهُمُ،
إلاّ ضراغمَ، جَدُّها بَبْر
هاوٍ إلى وَهْدٍ، يخالفُهُ
راقي الهِضابِ، كأنّهُ وَبْر
يُوفي على شُرُفاتِ مِنبرِه،
مَنْ هَمُّهُ التحقيقُ والنَّبر
يتلو العِظاتِ، وليس مُتّعِظاً،
بل شَدُّه، لحزامهِ، ضَبر
قد أقطعُ السَّبروتَ يملأُ، بالـ
ـآلِ، المُروتَ، فيشحُبُ السَّبر
أودى الزّمانُ بذي الأمانِ، فلا الـ
ـعَرْجيُّ موجودٌ، ولا جَبر

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:04 AM
لا علمَ لي بِمَ يُخْتَمُ العُمْرُ؟
شجرُ الحياةِ، لهُ الرّدى ثُمْرُ
تُغْنيكَ ساعاتٌ، مُواشِكةٌ،
عمّا تَقولُ البِيضُ والسُّمْر
والإنْسُ تَهوى قُربَها أنَساً،
وكأنّها الآسَادُ والنُّمْرُ
حجّبتَ عقلَكَ، عن مُحاورةٍ
بالخَمرِ، وهي لمثلِهِ خُمْر
من سرَّهُ بُدْنٌ يَعيشُ به،
فسروريَ التلويحُ والضُّمر
لَيلٌ يَجُنُّ، وفي حَنادسِه
قَمَرٌ، تَجاوَلَ تحتَهُ قُمْر
والسودُ، في الهبواتِ، يكشفُها
خُضرُ المُتونِ، صُدورُها حُمْر
والنّاسُ في تيهٍ، بلا أمَرٍ،
واللَّهُ يُفصَلُ عندَهُ الأمر
وتَكَشَّفُ الغمراتُ عن رجلٍ،
وهوَ الجهولُ، بشأنِه، الغُمْر
آلَيتُ ما في جيلِنا أحَدٌ
يُختارُ، لا زيدٌ ولا عَمْرو
عُمْنا على دُرٍ، فأعوَزَنا؛
إنّ الجواهرَ دونَها الغَمْر
وأرى المَعاشرَ، في غَرائزِهم
سوءُ الطّباعِ: الخَتْلُ والقَمْر
نارٌ، فمَيتُهُمُ الرّمادُ هَبَا،
وكأنّما أحياؤُهم جَمْر
وتشوقُني، في الجِنحِ، زامرةٌ،
ما دِينُها لَعِبٌ ولا زَمْر
أينَ الذينَ كلامُهُمْ أبَداً
قَطْرُ الجَهام، وَجودُهمْ هَمْر
إن يَغمُروكَ بنائِلٍ وندًى
منهمْ فما بصدروهِمْ غِمْر
ليسَ امرؤٌ، في العصر، أعلمُه،
إلاّ وباطِنُ أمرهِ إمرُ
أمّا اللّئيمُ، فعندَهُ حُلَلٌ،
وغدا الكَريمُ، وثوبُهُ طِمْر
طَمَرَ الجهولُ إلى مراتِبِهِ،
ثمّ انثنى وحِباؤهُ طَمْر

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:05 AM
أعمارُنا جاءت، كآيِ كِتابِنا،
منها طِوالٌ وُفّيَتْ، وقِصارُ
والنّفسُ في آمالِها، كطريدةٍ
بين الجوارحِ، ما لها أنصار
ومنَ الرّجالِ مُحارَفٌ في دِينِهِ،
وعن المَقادِرِ غُضّتِ الأبْصار
صلّى، فقصّرَ، وهو غيرُ مسافرٍ،
متيمّماً، ومَحَلُّهُ الأمصار
دفعَ الزكاةَ إلى الغنيّ، سَفاهةً،
وغدا يحُجُّ، فردّهُ الإحصار
إني رَقدتُ فعُمتُ في لُجَجِ المُنى،
ثمّ انتبهتُ، فعادني إقصار
إن كنتَ صاحبَ جنّةٍ، في ربْوةٍ،
فتوقّ أنْ يَنتابَها إعصار

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:06 AM
أتِعارُ عينُك يا بن أحمرَ، ضِلّةً،
ويسومُ ليسَ ببارحٍ، وتِعارُ
مِن قَبلِ باهلَةَ، التي يُنمَى لها
جَدّاكَ، قيلت فيهما الأشعار
وكذاكَ أحكامُ الزّمانِ، وإنّما
ثوبُ الحَياةِ، وما يضُمُّ، معار
والدّهرُ عارٍ لا يُغادرُ مَلْبَساً،
فالمَجدُ مُندرسٌ بهِ والعار

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:07 AM
يا ظالماً! عقدَ اليدَينِ، مصليّاً،
مِن دون ظُلمِكَ يُعقَدُ الزُّنّارُ
أتظنُّ أنّكَ للمَحاسن كاسبٌ،
وخبيُّ أمرِكَ شِرّةٌ وشَنار؟
ومع الفتى، من نفسِه، نُميّةٌ،
ما زالَ يحلِفُ أنّها دينار
ليلٌ بلا نورٍ، أجَنَّ بمَهمَهٍ
حبَسَ الأدلّةَ، ليس فيه مَنار
وهي الحياةُ، فِعفّةٌ، أو فتنَةٌ،
ثمّ المَماتُ، فجَنّةٌ أو نار

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:07 AM
قد أذكرتْ هذي السّنونَ من الأذى،
لا أنّ ناسِيَها له أذْكارُ
وتعارَفَ القومُ، الذينّ عرَفتُهُمْ،
بالمُنكراتِ، فَعُطّلَ الإنْكار
ما للمنيّةِ مِنْ عَوانٍ أبكَرَتْ،
فأوَتْ إلَيها العُونُ والأبْكارُ
هل تَعلَمُ الطّيرُ الغَوادي عِلمَنا،
أمْ لا يَصِحُّ لمِثلِها أفكار؟
لو أنّها شَعَرَتْ بما هو كائِنٌ،
لم تُتّخَذْ لفِراخِها الأوكار

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:08 AM
كم بالمدينةِ من غريبٍ نازِلٍ،
لا ضابىءٌ منهمْ، ولا قيّارُ
أمّا الذينَ تديّروا، فتَحَمّلوا،
وتخلّفَتْ، بعدَ القَطينِ، دِيارُ
سارَ الزّمانُ بهم إلى أجداثِهمْ؛
وكذا الزّمانُ بأهلِهِ سيّار
كنْ حيثُ شِئتَ بلُجّةٍ، أو ربوةٍ،
أو وَهْدةٍ، سينالُكَ التّيّار
قد أعرسَتْ عِرسُ الأميرِ بتابعٍ
ضَرَعٍ، فأينَ حليلُها المِغيار؟
والدّهرُ سِيدٌ في الخديعةِ، ضَيْغَمٌ
في الفَرْسِ، طائرُ مسلكٍ طيّار
والأرضُ تقتاتُ الجسومَ، كأنّما
هذا الحِمامُ، لتُرْبها، مَيّار
واللَّهُ يُحمَدُ، كلّما طالَ المدى،
طَمَتِ الشّرورُ، وقلّتِ الأخيار
لا حظّ، في الدّنيا، لعالي همّةٍ،
والوحشُ أفضلُ صَيدِها الأعيار

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:09 AM
يا ليلُ! قد نامَ الشجيُّ، ولم يَنمْ،
جِنحَ الدُّجُنّةِ، نَجمُها المِسهارُ
إن كانتِ الخضراءُ روضاً ناضراً،
فلعلّ زُهرَ نجومِها أزهارُ
والنّاسُ مثلُ النبتِ يُظهرهُ الحيا،
ويكونُ، أوّلَ هُلْكِهِ، الإظهار
ترْعاهُ راعيةٌ، وتهتِكُ بُرْدَهُ
أُخرى، ومنهُ شَقائقٌ وبَهار
ما ميّزَ الأطفالَ في إشباحِها
للعَينِ، حلُّ ولادةٍ، وعِهار
والجهلُ أغلبُ، غيرَ عِلمٍ أنّنا
نفنى، ويبقى الواحدُ القهّار
وكأنّ أبناءَ الذينَ هم الذّرى
أعفاءُ أهلٍ، لا أقولُ مِهار
يا لَيتَ آدَمَ كان طَلّقَ أُمَّهُمْ،
أو كانَ حرّمَها عليه ظِهار
ولدَتْهُمُ، في غيرِ طُهرٍ، عاركاً،
فلذاكَ تُفقَدُ فيهمُ الأطهار
ولديّ سِرٌّ، ليس يمكنُ ذكرُهُ،
يخفى على البصراءِ، وهو نَهار
أما هدًى، فوجدتُهُ، ما بينَنا،
سِرّاً، ولكنّ الضّلالَ جِهار
والرُّزءُ يُبدي، للكريمِ، فضيلةً،
كالمِسكِ تَرفعُ نشرَهُ الأفهار
فازجر عزيزتَكَ المُسِيئةَ، جاهداً،
واستكفِ أن تُتخَيّرَ الأصهار

~الفراشة الجميلة~
26/06/2010, 10:09 AM
أيَزورُنا شرخُ الشّبابِ، فيُرتجى،
أم يَستَقِرُّ بمنزِلٍ، فيُزارُ؟
هيهاتَ ما لم يَنتَفِضْ من قَبرِهِ
مُضَرٌ، فيُبعثَ، أو يَهُبَّ نِزار
أضلَلتُه، وصبرتُ عنه، فلا يَدي
أزَمَتْ عليهِ، ولا الدّموعُ غِزار
تُطوى النّضارةُ، باللّيالي، مثلَ ما
يُطوى، بأيدي الصائناتِ، إزار
والعيشُ حربٌ لم يَضَعْ أوزارَها
إلاّ الحِمامُ، وكلُّنا أوزار

حَنيني لِلْجنَـانِ "
02/02/2011, 06:31 PM
نَزَلَ الأَسَى فَوقَ الأَسَى بِدِيَارِي
وَامْتَدََّ كَالطُّوفَانِ كَالإعْصَارِ

فَجَدَاوِلُُ الدَّمْعِ الْغَزِيرِ كَثِيرَةٌ
تَجْرِي عَلَى الْوَجنَاتِ كَالأَنْهَارِ

وَبِكُلِّ عَينٍ عَينُ دَمْعٍ لَونُهَا
يُغْنِي عَنِ الإِعْلانِ وَالإِسْرَارِ

والْمَوتُ حَقٌّ، والْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ
مَهْمَا اسْتَطَالَتْ مُدَّةُ الأَعْمَارِ

والنَّاسُ تَلْهُو، أَو تُفَكِّرُ إِنَّمَا
حُكْمُ الْقَضَاءِ يُطِيحُ بِالأَفْكَارِ

ويُحَوِّلُ الْفَرَحَ الْمُغَرِّدَ مَاتَماً
يَرْمِي قُلُوبَ النَّاسِ فِي الأَعْشَارِ

ويُبَدِّلُ الَّلحْنَ الطَّرُوبَ مَنَاحَةً
ويُنَغِّصُ الأَفْرَاحَ بِالأَكْدَارِ

ويُكَابِدُ الآلامَ - في أَحْزَانِهِ -
مُتَضَارِبَ الأَفْكَارِ فِي الدَّوَارِ

عشْرُونَ عَاماً !! كَالطَّرِيدِ مُهَجَّراً
فِي عَالَمِ الْحَدَّادِ والْبِيطَارِ

لا أَسْتَطِيعُ زِيَارَةَ الْوَطَنِ الَّذِي
أَضْحَى ضَحِيَّةَ عُصْبَةِ الْجَزَّارِ

بَطَشَتْ بِشَعْبِهِ طُغْمَةٌ هَمَجِيَّةٌ
وتَبَجَّحَتْ بِفَظَاعَةِ الأَوزَارِ

سَجَنَتْ سُرَاةَ شُعُوبِنَا بِشُيُوخِهِمِ
وشَبَابِهِمْ فِي أَسْوَأ الأَوكَارِ

وتَفَرَّقَ الشَّمْلُ الْحَبِيبُ، وهَاجَرَتْ
- مِنَّا - الأُلُوفُ كَهِجْرَةِ الأَطْيَارِ

َكِنَّ بَعْضَ الطَّيرِ يَرْجِعُ حِينَمَا
يَاتِي الرَّبِيعُ بِحُلَّةِ الأَشْجَارِ

وتَمُوتُ آلافُ الطُّيُورِ - غَرِيبَةً !!
مَنْسِيَّةً - بِحَدَائِقِ الأَزْهَارِ

أَمَّا أَنَا فَقَدِ ابْتَعَدْتُ، ولَمْ أَمُتْ
لَكِنَّنِي كَالْغُصْنِ دُونَ ثِمَارِ !!

كَالْغُصْنِ والأَعْوَامُ تَنْشُرُ أَضْلُعِي
والْغُصْنُ لا يَقْوَى عَلَى الْمِنْشَارِ

فَرْداً حَزِنْتُ، ومَا فَرِحْتُ، ولا أَتَى
خَبَرٌ يُفَرِّجُ كُرْبَةَ الْمحْتَارِ

وغَرِقْتُ فِي الأَحْزَانِ -بَعْدَ تَفَاؤُلِي-
فَهَتَفْتُ بِالطَّبَّالِ والزَّمَّارِ :

كُفَّا فَمَا قَرْعُ الطُّبُولِ بِنَافِعٍ
- أَبَداً - ولا التَّزْمِيرُ بِالْمِزْمَارِ

إِنِّي سَئِمْتُ مِنَ الْحَيَاةِ، ومَا بِهَا
مِنْ كَثْرَةِ الأَخْطَارِ والإِخْطَارِ

وفَقَدْتُ أُمِي نَائِياً، ومُهَجَّراً
فِي لُجَّةِ الإِحْبَاطِ والإِصْرَارِ

فَأَضَعْتُ بُوصِلَةَ النَّجَاةِ بِفَقْدِهَا
وفَقَدْتُ يَنْبُوعاً مِنَ الإِيثَارِ

ورَجَعْتُ كَالطِّفْلِ الصَّغِيرِ - مُوَلْوِلاً -
أَتَجَنَّبُ الأَمْوَاجَ كَالْبَحَّارِ

لَكِنَّ مَوجَ الْحُزْنِ أَغْرَقَ مَرْكَبِي
وتَحَطَّمَ الْمِجْدَافُ بَعْدَ الصَّارِي

وفَقَدْتُ مَنْ فَجَعَ الأَحِبَّةَ مَوتُهَا
والْمَوتُ حَقٌّ مَا بِهِ مِنْ عَارِ

لَكِنَّهُ مُرٌّ يُفَرِّقُ شَمْلَنَا
بِصَرَامَةٍ كَالصَّارِمِ الْبَتَّارِ

فَصَرَخْتُ : وَاأُمَّاهُ !! وارْتَدَّ الصَّدَى
مُتُفَاوِتَ الإِخْفَاءِ والإِظْهَارِ

وبَكَيتُ مَجْرُوحَ الْفُؤَآدِ مُنَاجِياً:
أُمِّي، بِدَمْعٍ نَازِفٍ مِدْرَارِ

لاَ أَرْتَجِي أُمًّا سِواكِ ولَيسَ لِي
إِلاكِ مِنْ عَونٍ ومِنْ أَنْصَارِ

وأَعَدْتُ : واأُمَّاهُ !! دُونَ إِجَابَةٍ
تُغْنِي عَنِ الأَبْرَارِ، والأَشْرَارِ

وغَرِقْتُ فِي الْحَسَرَاتِ بَعْدَ فِرَاقِهَا
- فَرْداً - ولَمْ أَسْمَرْ مَعَ السُّمَّارِ

فَرْداً غَرِيبَاً نَائِياً ومُهَجَّراً
ومُطَوَّقاً بِوَسَائِلِ الإِنْذَارِ

لَكنَّنِي مِنْ أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ
مَحْمُودَةِ الإِيرَادِ والإِصْدَارِ

غَدَرَ الزَّمَانُ بِهَا، وفَرَّقَ شَمْلَهَا
فِي الْكَونِ بَينَ حَوَاضِرٍ وقِفَارِ

وطَغَتْ عَلَيهَا الْحَادِثَاتُ فَكَسَّرَتْ
مِنْ شَعْبِهَا الْفَخَارَ بَالْفَخَّارِ

هِيَ أُمَّةٌ !! شَاهَدْتُهَا مَقْتُولَةً
مَا بَينَ رِعْدِيدٍ ووَحْشٍ ضَارِ

هِيَ أُمَّةٌ عَرَبِيَّةٌ قَدْ سَلَّمَتْ
مَحْصُولَ مَا زَرَعَتْ إِلَى النُّظَّارِ

فَتَقَاسَمَ النُّظَّارُ زَهْرَ تُرَاثِهَا
بِمَشَارِطِ الأَنْيَابِ والأَظْفَارِ

حَتَّى إِذَا وَقَعَ الْبَلاءُ وخُدِّرَتْ
بِالسِّحْرِ، وانْقَادَتْ إِلَى السَّحَّارِ

قَامَتْ جُمُوعُ الأُمَّهَاتِ إِلَى الْوَغَى
ثَكْلَى الْقُلُوبِ، قَوِيَّةَ الإِصْرَارِ

فَدُمُوعُهنْ : جَدَاوِلٌ رَقْرَاقَةٌ
وجُيُوبُهُنَّ : مَنِيعَةُ الأَزْرَارِ

وقُلُوبُهُنَّ : مَشَاعِلٌ وَضَّاءةٌ
ووُجُوهُهُنَّ : جَلِيلَةُ الإِسْفَارِ

يَصْنَعْنَ - مِنْ جُبْنِ الرِّجَالِ - شَجَاعَةً
مَمْزُوجَةً بِجَسَارَةِ الْمِغْوَارِ

مِنْهُنَّ أُمِّي، والأُمُومَةُ نِعْمَةٌ
عُلْوِيَّةٌ تَعْلُو عَلَى الأَطْوَارِ

لَمْ أَدْرِ كَيفَ فَقَدْتُهَا؟ فِي غُرْبَةٍ
مَرْفُوضَةٍ طَالَتْ وَرَاءَ بِحَارِ

لَكِنَّنِي أَحْسَسْتُ أَنَّ خَيَالَهَا
كَالنُّورِ - يُومِضُ دَائِماً - بِجِوَارِي

ويُنِيرُ لِي دَرْبَ الْهِدَايَةِ والتُّقَى
ومَنَاقِبَ الْعُبْدَانِ والأحْرَارِ

ويَقُولُ لِي : مَا زِلْتُ أَحْيَا بَينَكُمْ
- سِرا- وأَسْتَعْصِي عَلَى الأَبْصَارِ

لَكِنَّ أَصْحَابَ الْبَصَائِرِ قَدْ رَأَوا
- بالسِّرِّ - مَا اسْتَخْفَى مِنَ الأَسْرَارِ

فَأَجَبْتُ: فِعْلاً قَدْ شَعَرْتُ بِطَيفِهَا
كَنَسَائِمِ الْفِرْدَوسِ فِي الأَسْحَارِ

وأَنَارَ لِي كُلَّ الدُّرُوبِ وأَسْفَرَتْ
شَمْسٌ تُشِعُّ النُّورَ فِي الأقْمَارِ

أَنْوَارُ أُمِّي لا تُحَدُّ -كَحُبِّهَا
وحَنَانِهَا- بِمَنَاعَةِ الأَسْوَارِ

أُمِّي تَسِيرُ بِجَانِبِي -في غُربتي-
وتُنِيرُ لِي طُرُقاً بِكُلِّ مَسَارِ

تَجْتَازُ حُرَّاسَ الْحُدُودِ حَنُونَةً
وتُبَدِّدُ الأَوهَامَ بِالأَنْوَارِ

وتَبُثُّ -فِي رَوعِي- ثَبَاتاً مُطْلَقاً
بِعَدَالَةِ اللهِ الرَّحِيمِ الْبَارِي

وتُلَطِّفُ الْحُزنَ الْمُخَيِّمَ بَعْدَمَا
سَالَتْ دُمُوعُ الْقَومِ كَالتَّيَّارِ

وتُنِيرُ لِي دَرْباً ولَيلاً مُظْلِماً
عِنْدَ اضْطِرَابِي، واضْطِرَابِ قَرَارِي

ضَاءتْ -بِنُورِ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ-
كَالْفَجْرِ وانْطَلَقَتْْ مَعَ الأَطْيَارِ

لِتَصُوغَ مَلْحَمَةَ الْوَفَاءِ -مِنَ الْهُدَى-
حَتَّى يَصِيرَ اللَّيلُ مِثْلَ نَهَارِ

فَأَرَى دُرُوبَ الْحَقِّ -بَعْدَ ضَلالَةٍ-
مَكْشُوفَةً تَبْدُو بِلا أَسْتَارِ

لأَسِيرَ فِي دَرْبِ الْهِدَايَةِ - حَسْبَمَا
رَسَمَتْهُ أُمِّي - رغْمَ كُلِّ غُبَارِ

فَالأُمُّ - فِي لَيلِ الْمَكَارِهِ - شُعْلَةٌ
والأُمُّ يَنْبُوعٌ لِكُلِّ فَخَارِ

والأُمُّ فِي الْلَيلِ الْبَهِيمِ مَنَارَةٌ
تَحْنُو عَلَى الْوَلَدِ الْغَرِيبِ السَّارِي

والأُمُّ -إِنْ بَخِلَ الْجَمِيعُ- كَرِيمَةٌ
وعَطَاؤُهَا مُتَوَاصِلُ الأَطْوَارِ

لَكِنَّ مَوتَ الأُمِّ يُعْقِبُ -فِي الْحَشَا
والْقَلْبِ- شُعْلَةَ مَارِجٍ مِنْ نَارِ

كَمْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُقَبِّلَ قَبْرَهَا
وأَخِرَّ مَغْشِيًّا عَلَى الأَحْجَارِ

لأُخَبِّرَ الأُمَّ الْحَنُونَ بِأَنَّنِي
-مِنْ بَعْدِهَا- الْمَفْؤُودُ دُونَ عَقَارِ

صَارَتْ حَيَاتِي - بَعْدَ أُمِّي - مَسْرَحاً
لِلدَّمْعِ والآهَاتِ والتَّذْكَارِ

أُمَّاهُ !! طَيفُكِ - دَائِماً - يَحْيَا مَعِي
ويَقُولُ لِي: جَاهِدْ مَعَ الأَطْهَارِ

فَلِذَا سَأَبْقَى مَا حَيِيتُ مُجَاهِداً
عَسْفَ الطُّغَاةِ، وبَاطِلَ الْفُجَّارِ

أَنَا لَنْ أُسَاوِمَ إِنْ تَفَاوَضَ بَائِعٌ
مَهْمَا تَنَازَلَ سَادَةُ السِّمْسَارِ

إِنَّ الْوَفَاءَ - لِرُوحِ أُمِّي - يَقْتَضِي
حِفْظَ الْحُقُوقِ بِهِمَّةٍ ووَقَارِ

ولِرُوحِهَا مِنِّي التَّحِيَّةُ كُلَّمَا
لَمَعَتْ سُيَوفُ الْحَقِّ بِالْمِضْمَارِ

ولِرُوحِهَا مِنِّي التَّحِيَّةُ كُلَّمَا
جَادَتْ غُيُومُ الْحُبِّ بِالأَمْطَارِ

ولِرُوحِهَا رُوحِي الْفِدَاءُ لِتُفْتَدَى
مَرْفُوعَةَ الأَعْلامِ والأَكْوَارِ

أُمِّي الْقَرِيبَةُ -مِنْ فُؤَادِيَ- دَائِماً
لَمْ يَنْفِهَا نَفْيٌ، وبُعْدُ مَزَارِ