المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبراهيم ناجي



~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:03 PM
إبراهيم ناجي
------------
ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .
- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .
وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:04 PM
كيف للنازح الحبيبِ ارتحالي
وجناحاي السقم والبرحاءُ
ادركي زورقي فقد عبث اليم
به والعواصف الهوجاءُ
أفق لا يحد للعين قد ضاق
فأمسى والسجن هذا الفضاءُ
عجبي من ترقبي ما الذي أرجو
ولما يعدْ لقلبي رجاء
التقينا كما التقى بعد تطوافٍ
على القفر في السرى انضاءُ
في ذراعي أو ذراعيك أمن
وسلامٌ ورحمةٌ ونجاءُ
كم أناديك في التنائي فترتد
بلا مغنم ليَ الا صداء
وأناديك في التداني وما أطمع
إلا أن يستجاب النداءُ
لفظة لاتبين تنطلق الأقدارُ
عن قوسها ويرمي القضاءُ
وهي في الطرس قصةٌ تذكر الأحبابُ
فيها وتحشد الأنباءُ
فقليلٌ من السعادةِ لا يكمل
فيه ولا يطولُ الهناءُ
ما بقائي وأجمل العمر ولّى
وانتظاري حتى يحين الشتاءُ
وبنفسي دب المساءُ وحل الليل
من قبل أن يحين المساءُ
ولك الوجه أومض الحسنُ فيه
والتقى السحرُ عنده والذكاءُ
ولك الجيد أتلعا أودع الصانعِ
فيه من قدرة ما يشاءُ
وأنا الطائر الذي تصطبي نفسي
السماوات والذرى الشماءُ
مرحباً بالهوى الكبير، فإن يبقَ
وإن تسلمي يطبْ لي البقاءُ
مرّ يومي كأمسِه مسرحاً تعرض
فيه الحياةُ والأحياءُ
لم يحلْ طبعه ولا ذات يوم
لبست غير نفسها حواءُ
والحطامُ الفاني عليه اقتتالٌ
والأماني بريقُها إغراءُ
والغيوبُ المحجباتُ رحابٌ
تعبت في رموزها الحكماءُ
مرّ يومي كأمسه وأتى ليلٌ
بهيج تزف فيه السماءُ
لم تزل تسكب السلاف وللأقـ
ـداحِ فيها تجددٌ وامتلاءُ
غير نجم في جانب الليل يقظان،
له روعة بها وجلاءُ
كم أغنِّيهِ بالحنين كما غنت
على فرعِ غصنها الورقاءُ
موقداً للغريب نار ضلوعي
فعسى للغريب فيها اهتداءُ...
بالذي فيك من سنا لا تدعني
فيم هذا المطال والإبطاءُ
وانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌ

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:04 PM
السراب في السجن
يا سجين الحياة أين الفرارُ
أوصد الليلُ بابه والنهارُ
والتعلات من هوى وشباب
قصة مسدلٌ عليها الستارُ
طال ليلُ الغريب وامتنع الغمض
وفي المضجع الغضا والنارُ
عشتُ حتى أرى خمائلَ حبي
تتهاوي كشامخ ينهارُ
ما انتفاع الفتى بموحش عيشٍ
بقيَتْ كأسُه وطاح العقارُ
ما انتفاعي وتلك قافلة العيش
وفي ركبها اللظى والدمارُ
وذراعيَّ في انتظارٍ، وصدري
فيه بالضيف فرحةٌ واحتفاءُ
موقداً للغريب نار ضلوعي
فعسى للغريب فيها اهتداءُ...
لمَ خليتني وباعدت مسراك
ومالي إلى ذراك ارتقاءُ
بالذي فيك من سنا لا تدعني
فيم هذا المطال والإبطاءُ
ما تراني وقد ذهبت بحظي
اخطأتني من بعدك النعماءُ
وانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌ
لمسدٍّ ولا يدٌ بيضاءُ
ومشى الحسن في ركابك والإحسان
طراً والغرة السمحاءُ
حسنات كانت يد الدهر عندي

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:05 PM
باي معجزة في الحب نتفقُ
يا قلب لا يتلاقى الفجرُ والغسقُ
يا قلب انا لقينا اليومَ معجزةً
تكادُ في ظلماتِ الليل تأتلقُ
ظللتُ أسأل نفسي كيف تعشقها
بقيةٌ من بقايا العمرِ تحترقُ
وافيتُها وفلول النور دامية
تطفو وترسب أو تعلو فتعتلقُ
لم أدر حين تبدتْ لي إذا شفقي
ابصرته أو على المنصورة الشفقُ؟
يا من منحت الأماني البيض معذرة
اني بهذي الأماني البيض أختنقُ
أين الهدوء المرجى في جوانبها
اني رجعت وليلي كله أرقُ
أقبلتُ أنشد أمنا في هواك بها
فلم أنل وتولى قلبي الفرقُ
لا بالقلوب ولا الأرواح يا أملي
إنَّا بشيءٍ وراءَ الروحِ نعتنقُ
ويحي على كفكِ البيضاء إذ بسطتْ
عند السلام وويحي حين تنطبقُ
هل يسمع النيلُ إذ سرنا بجانبهِ
والموجُ مجتمعٌ فيه ومفترقُ
صوتاً تماوجَ في روحي فجاوبه
من جانب القلبِ موجٌ راح يصطفقُ
تظل تنهبُ اذني من أطايبه
كأنها من خفايا الغيبِ تسترقُ
يا جنة من جنان الله أعبدها
لن تبعدي ولدي السحر والعبقُ

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:06 PM
قف يا فؤادُ على المنازل ساعا
فهنا الشبابُ على الأحبة ضاعا
وهنا أذلَّ اباءَه متكبرٌ
أمرت عيونٌ قلبه فأطاعا
أحسست بالداء القديم وعادني
جرح أبيت لعهده إرجاعا
ومشى مع الأمل الذهول كأنما
طارت بلبي الحادثات شعاعا
كثرت عليّ متاعبي فمحونني
ومحون حتى السقم والأوجاعا
يا من هجرت لقد هجرت إلى مدى
فإلى اللقاء ولن أقول وداعا

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:07 PM
لمن العيون الغائرات خشوعا
لمن النواظر قد صفت ينبوعا
وتكللت بالطهر مؤتلقَ السنا
وجلت لنا معنى الجمال رفيعا
مهلاً فتاة الدير والحسن الذي
تصبو له مهجُ العبادِ جميعا
الحسنُ من حق الورى وحملتِه
مستخفيا متأبيا ممنوعا!
في الدير مثواه وفي جنح الدجى
يتحدر الحسنُ الشهيدُ دموعا
يا مؤنس الدنيا فديتك موحشاً
تهتاج وجداً أو تضيق ضلوعا
تتحرق الدنيا عليك وربما
أوقدت نفسك في الظلام شموعا

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:08 PM
أنا لا أظل، وكل شيى
مستمد من جلالكْ
في قاتم محلولك
سدّت علي به المسالكْ
ان لم تضعني في سناك
حمدت حظي في ظلالكْ
ان لم تضعني في يمينك
فالتفت لي في شمالكْ
الرأي رأيك ليس في الأوقاف
شيء غير ذلك
يا أحكم الحكماء لا يفتى
وفي الأوقاف مالكْ

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:08 PM
أبي! أخي! كعبة آمالنا
أكرمتني أكرمك اللهُ
أعجب ما في الشكر أني أمرؤ
بيانه عندك يعصاهُ
يا من يرى القلبَ وشكواه
ويعلم الشعر ونجواهُ
كم شاعر منطقه خانه
فاغرورقت بالشعر عيناهُ
ما أكرم الخلق وأسماه
وأعذب الطبع وأصفاهُ
انك فردٌ دون ثانٍ ولن
يرى لهذا النبل أشباهُ
عفوك عن حال فتى متعب
بات على الأشواك جنباهُ
طال به الليل على حيرة
وامتد كالموجة يغشاهُ
يسائل الليل على طوله
عن ذلك الليل وعقباهُ
والنور أين النور؟ هل غاله
ماحٍ محا الفجرَ وأخفاهُ؟
قد كدتَ لولا ثقة لا تهي
وخشية الله وتقواهُ
أقول جف البر لا ديمة
تهمي ولا المزنة ترعاهُ
حتى رأيت الخير في طلعة
تحمل لي الخير وبشراهُ
في لمعة تومض في فرقد
في فلك أنت محياهُ
حمدت ربي وعرفت الرضى
يا رحمة الله ونعماهُ

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:09 PM
بطل الأبطال من أرض الهرمْ
لبس الغار وجلّى وغنمْ
كيف تذرون عليه دمعكم
وهو وضاحُ المحيا يبتسمْ
كيف يبكي منكم الباكي على
عَلَمٍ لف شهيداً في عَلَمْ
يا شباب النيل فتيان الحمى
وحماة الدار أشبال الأجمْ
زعموكم أمة هازلة
كذب الزاعمُ فيما قد زعمْ
تتحداهم على طول المدى
ثورة نكراء شبت تلتهمْ
ومقال الدهر عنا في غد
وحديث المجد عن عبدالحكمْ
كم أغر في بواكير الصبا
ناضر يسحب أذيال النعمْ
طبعه الجود فلما هتفت
مصر تدعوه تناهى في الكرمْ
قدم الورحَ اليها ومشى
ثابت الخطوةِ جبارَ القدمْ
كلفتهُ اليقظةُ الكبرى بها
همة ترعى وعيناً لم تنمْ
جشمته خطة دامية
وعرة المسالك حفت بالألمْ
يجد الموتُ بها لدته
ويرى العار إذا المرء سلمْ
يا لهذي الجنة الفيحاء كم
فتحت قبراً لباغٍ قد ظلم
يصبح الصبحُ على هذي الربى
فإذا الورد ضحوك في الأكمْ
فإذا أمسى المساء انقلبت
فوهة شعواء ترمي بالحممْ
لست تدري إذ تراها ظمئت
فروى الأحرار واديها بدمْ...
ذاك لون الورد أم لون الردى
الجاثم أم لون الحميم المضطرم!
يا شباب النيل فتيان الحمى
وحماة الدار أشبال الأجم
حطموا القيد الذي حطمكم
واجعلوا أمتكم فوق الأمم
وإذا استشهد منكم بطل
جاده الغيث وحيته الديم
ولقد أدى لمصر دينه
ذلك الفادي، ووفى بالقسم..

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:09 PM
أحبكَ ما حييتُ وأنتَ حسبي
فجربْ أنت قلباً بعد قلبي
ويا أسفاً على صحراءِ عمرٍ
جفاها بعدك المطرُ الملبي
نهاري في لوافحِها سرابٌ
وليلي من أباطيلٍ وكذبِ
وفي أذنيَّ من شفتيكَ عتبٌ
إذا أنا ساعةً اضجعتُ جنبي
وتلك قوافلُ الأيامِ تترى
تمر علي سراباً بعد سربِ
عوابِسُ لا يطل سناك منها
ولم ألمحْ مطالعُه بركب
فإن غفلتْ عيونُ الحظِّ عنا
وصرت -ولم أكن أدري- بقربي
تبينِّي فتلك خيامُ حبي
واني موقدُ لك نار قلبي

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:10 PM
تعالَ سلِ القبيلةَ والجمالا
لأيةِ غايةٍ شدوا الرحالا
وكيف تبدلوا أرضاً بأرضٍ
وكيف تغيروا حالا وحالا..
تطلعتِ العيونُ لعل ماءً
يتاحُ على الهواجرِ أو ظلالا
ومدّ الشيخُ في الصحراء لحظاً
كلحظ الصقرِ في الآفاق جالا
كأن بنيه سقما أو هزالا
خيال جر هيكلهُ خيالا
أقافلة الحياة أريتنينها
فلم ترَ مثلها عيني مثالا
أجل هي نحن في الدنيا حيارى
وما ندري لقافلةٍ مآلا
رأيتُ حياتَنا. كم من غريب
على جنبيه بالإعياء مالا
وكم من سائلٍ لم يلقَ ردا
وقد سأل الهواجرَ والرمالا
فإن تجب القفار عليه يوماً
تردّ له سوافيها السؤالا
أقافلة الحياة أريتنيها
خيالا أو ضلالا، أو محالا

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:11 PM
صورةٌ للبحر أم صورةُ نفسِ
عندما النفس من اليأس تثورُ
قد علا الموجُ وقد عز التأسي
لم يعدْ إلا عبابٌ وصخورُ
زلزل البحرُ على راكبه
مثلما زلزل قلبٌ ضجرُ
سفر صار على طالبه
ركبُ ضنك، والمنايا سفرُ..
غرَّب الحظُّ كما مال الشراعْ
هكذا الأعمار في الدنيا تميلْ
وسرتْ في الجو أشباحُ الوداع
وتنادي كل شيء بالرحيلْ
أإذا اشتد على القلب البلاء
أإذا جار عبابٌ وتناهي
تعصف الأمواجُ عصفاً بالرجاء
كيف ننسى أن للكون إلها...

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:12 PM
طوى السنين وشق الغيبَ والظلما
برقٌ تألق في عينيك وابتسما
يا ساري البرق من نجمين يومضُ لي
ماذا تخبئُ لي الأقدارُ خلفهما
أجئتَ بي عتبات الخلدِ أم شركا
نصبتَ لي من خداع الوهم أم حلما؟
كأنني ناظرٌ بحراً وعاصفةً
وزورقاً بالغد المجهولِ مرتطما
حملتني لسماءٍ قد سريت لها
بالروحِ والفكرِ لم أنقل لها قدما
شفّت سديماً ورَقَّت في غلائلَها
فكدت أبصر فيها اللوحَ والقلما
رأيت قلبين خط الغيبُ حبهما
وكاتبا ببيان النورِ قد رسما
وسحر عينيكِ إني مقسم بهما
لا تسألي القلبَ عن إخلاصه قسما
واهاً لعينيكِ كالنبعِ الجميل صفا
وسال مؤتلقُ الأمواجِ منسجما
ما أنتما؟ أنتما كأسٌ وان عذُبت
فيها الحمامُ ولا عذر لمن سلما
لمَّا رمى الحبُّ قلبينا إلى القدرِ
له المشيئةُ لم نسألْ لمن ولما
في لحظةٍ تجمعُ الآباد حاضرها
وما يجيء وما قد مر منصرما
قد أودعتْ في فؤاد اثنين كل هوىً
في الأرضِ سارتْ به أخبارُها قدما
كلاهما ناظرٌ في عين صاحبهِ
موجا من الحب والأشواقِ ملتطما
وساحة بتعلاّت الهوى احتربت
فيها صراعٌ وفيها للعناق ظما
يا للغديرين في عينيك إذ لمعا
بالشوق يومضُ خلفَ الماءِ مضطرما
وللنقيضين في كأسين قد جمعا
فالراويان هما والظامئان هما
بأي قوسٍ وسهم صائب ويدٍ
هواك يا أيها الطاغي الجميل رمى
يرمي البريء في آن وأعجبه

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:13 PM
أيها الماضي الذي أودعته
حفرةً قد خيم الموتُ بها
أيها الشعر الذي كفنتهُ
مقسما لا قلتُ شعرا بعدها
أيها القلب الذي مزقتُه
صارخا: عهدك يا قلب انتهى
قسما ما مات منكم أحد
انها رقدةُ يأسٍ إنها
آه لو قام رسولٌ ضارعٌ
أو شفيعٌ منكمُ ويمضي لها
آه من يخبرها عن طائر
نسي الأوكارَ إلا وكرها!

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:13 PM
ضحكتْ لعينيَّ المصابيحُ التي
تعلو رؤوسَ الليلِ كالتيجان
ورأيتُ أنوارَ المدينةِ بعدما
طال المسيرُ وكلَّتِ القدمان
وحسبتُ ان طاب القرار لمتعب
في ظل تحنانٍ وركنِ أمانِ
فإذا المدينة كالضباب تبخرتْ
وتكشفْ لي عن كذوبِ أماني
قدرٌ جرى لم يجرِ في الحسبانِ
لا أنتِ ظالمة ولا أنا جاني

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:14 PM
يا حبيبي اسقني الأمانيَ واشربْ
بوركتْ خمرةُ الرضا وهي تسكبْ
بورك الكأسُ والحبابُ الذي يرقصُ
في الكأس والشعاعِ المذهبْ
نضبت رحمةُ الوجودِ جميعاً
وبكَ الرحمة التي ليس تنضبْ
وإذا ضاقت السماءُ بشجوي
فالسماءُ التي بعينيكَ أرحبْ
كم تمنيتُ والصدور تجافيني
وتزورُ الوجوه تقطبْ
كم تمنيت صدرك البر يرتاحُ
على خفقهِ الطريدِ المعذبْ
هات وسّدني الحنان عليه
جسدي متعب وروحي متعب

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:14 PM
يا صفوة الأحباب والخلانِ
عفواً إذا استعصى عليَّ بياني
الشعرُ ليس بمسعفٍ في ساعةٍ
هي فوق آي الحمدِ والكشرانِ
وأنا الذي قصّى الحياةَ معبراً
ومرجعاً لخوالج الوجدانِ
أقف العشية بالرفاق مقصراً
حيران قد عقد الجميل لساني
يا أيها الشعر الذي نطقت به
روحي وفاض كما يشاء جناني
يا سلوتي في الدهرِ يا قيثارتي
ما لي أراكِ حبيسةَ الألحانِ..
أين البيان وأين ما علمتني
أيام تنطلقين دون عنانِ
نجواك في الزمنِ العصيبِ مخدرٌ
نامت عليه يواقظُ الأشجانِ
والناسُ تسأل والهواجسُ جمةٌ
طبٌّ وشعرٌ كيف يتفقان؟
الشعرُ مرحمةُ النفوسِ وسرُّهُ
هبةُ السماءِ ومنحةُ الديانِ
والطبُّ مرحمةُ الجسومِ ونبعُه
من ذلك الفيض العلي الشانِ
ومن الغمامِ ومن معينٍ خلفَهُ
يجدان إلهاما ويستقيانِ

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:15 PM
الشعرُ مملكةٌ وأنت أميرُها
ما حاجة الشعراء للتيجانِ
هومير أمَّره الزمان بنفسه
وقضت له الأجيال بالسلطانِ
اهبطْ على الأزهار وامسح جفنَها
واسكبْ نداكَ لظامئ صديانِ
في كل أيكٍ نفحةٌ وبكلِّ روضٍ
طاقةٌ من عاطر الريحانِ

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:16 PM
رأيتِ غصناً صغيراً
منوراً ونضيرا
أرق ما تشتهي النفسُ
منظراً وعبيرا
جذبتُه جذب عنفٍ
قد كاد يذوي الزهورا
فلم يئنَّ لجذبي
وكان غصناً صبورا
لكنني لم أدعْهُ
حتى علا مسرورا
وارتد يضربُ وجهي
ضرباً عنيفاً مثيرا
وعاد ينشر في الأيك
ذا الحديثَ الاخيرا
تضاحك الأيكُ جذلانَ
شامتاً مسرورا
ضحكُ الذي بعد صبر
قد فاز فوزاً أخيرا

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:16 PM
إذا خلعوا بعض الوقاء فسعهم
فمثلك عن مثل الذي صنعوا عفا
هنا اطرح الأعباء مثقل كاهل
وخفف من وقريه من تخففا
فما على الفضل الأباظي طامعا
وأغرق في الجود الأباظي مسرفا
فيا ندوة السمار هل من مسجل
يدوّن إعجاز القرائح منصفا
ليشهد أن الشعر شيء مشى بنا
مع الطبع جل الطبع أن يتكلفا
وفي دمنا يجري به متواصلا
مع النفس الجاري وينساب مرهفا
فهل ناقل عني الغداة وناشر
مقالة صدق قد أبت أن تحرّفا
حديث غنيم والردنجوت والذي
جرى بيننا ما كنت بالحق مرجفا

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:17 PM
بصرت به والصحن بالصحن يلتقي
فلم أر أبهى من غنيم وأظرفا
تراءى له لحم فلم يدر عنده
تديك من بعد الطوى أم تخرفا
وأومأ لي؛ باللحظ يسألني به
أتعرفه أومأت باللحظ مسعفا
وقدمته للديك وهو كأنما
يطير إليه واثبا متلهفا
غنيم! أخونا الديك! قدمت ذا لذا
فهذا لهذا بعد لأي تعرفا
وما هي إلا لحظة وتغازلا
وقد رفعا بعد السلام التكلفا
فمال على الورك الشهي ممزقا
ومال على الصدر النظيف منظفا

~الفراشة الجميلة~
21/06/2010, 09:18 PM
جزى الله أسنانا هناك عتيقة
ظللن على الصحن الأباظي عكفا
تعير ناجي بالرد نجوت جاءه
معاراً فغامرْ واستعرْ أنت معطفا
وأقسم لو أن الرد نجوت نلته
وجاد به من جاد كرها وسلّفا
لقلّبته ظهرا لبطن محيرا
به تحسبن الوجه من عبط قفا
رأيتك والعدس الأباظي قادم
كما انتفض المحموم بشر بالشفا
وناهيك بالعدس الأباظي منظر
عظيم كما هيأت للعين متحفا
على أنه ما جاء حتى رأيته
توارى كطيف لاح في الحلم واختفى