المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محي الدين بن عربي



~الفراشة الجميلة~
19/06/2010, 10:34 AM
محي الدين بن عربي
560 - 640 هـ / 1164 - 1242 م
محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي.
فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها
يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود .
له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و(فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.

~الفراشة الجميلة~
19/06/2010, 10:35 AM
رأيتُ الذي قدْ جاءَ من أرضِ بابلٍ
بعلمٍ صحيحٍ للهوى غيرِ قابلِ
فقلتُ له أهلاً وسهلاً ومَرحباً
فردَّ بتأهيلٍ على كلِّ آهلِ
ألا إنَّ شرَّ الناسِ من كان أعزبا
وإنْ كان بين الناس جمَّ الفضائلِ
وما في عبادِ الله من هو أعزب
فيا جاهلاً لم تخل مني بطائل
تأملْ وجودَ الأصل إذ شاء كوننا
فهلْ كنتَ إلا بينَ قولٍ وقائلِ
فقال لشيءٍ كُن فكان لحينه
عن أمر إله بالطبيعة ِ فاعل
فأرضعني حولين جوداً ومنَّة ً
تماماً لكي أربى على كلِّ كاملِ
فثنى ولمْ يفردْ فعمَّ وجودنا
بحوليه جوداً كلَّ عالٍ وسافلِ
وفاطمتي ما كانتْ إلا طبيعتي
لآخذَ عنه العلمَ من غيرِ حائلِ
لقدْ فطمتني والهوى حاكمٌ لها
عليَّ بحبٍّ ثابتٍ غيرِ زائلِ
فما ثمَّ إلا عاشقُ عينِ ذاتهِ
عموماً وتخصيصاً لدى كلِّ عاقلِ
فلوْ لمْ يكنْ لي شاهدٌ غيرَ نشأتي
على الصورة ِ المثلى كفاني لسائلِ
بها أقبل الأسماء منه تحققاً
ويقبل آسمائي حكومة َ عادلِ
إذا هو ناداني فتى فأجبتُه
به عند فصلِ واصلٍ غيرَ فاصل
لقد قسم الرحمن بيني وبينه
صلاة ً على رغمِ الأنوفِ الأوائلِ
فقمتُ بها والعلمُ يشهدُ أنني
بها بين مفضولٍ يقومُ وفاضل
فقال وقلنا والخطوبُ كثيرة ٌ
فأسمنني شرَّ الخطوبِ النوازِلِ
وما قسمَ الرحمنُ إلا كلامَهُ
فنحكي وما يتلى بعيرِ المقاتلِ
بذا جاءَ لفظُ العبدِ فيها لأنهُ
غيورٌ فينفي عنهُ جدَّ المماثلِ
كما جاءَ في الشورى وفيهِ تنبهٌ
لكلِّ لبيبٍ في المحاضر واصل
تمنيت منه أن أفوز بقربه
فقالَ تمنَّ حكمهُ غيرَ حاصلِ
ومن يقتربْ منه يجد غيرَ نفسه
وليس أخو علم بأمرٍ كجاهل
ولو علمَ الرآؤون ماذا يرونه
وفيما رأوه لم يفوزوا بنائل
ولكنها الأوهامُ لمْ تخلُ فيهمُ
بأحكامها ما بينَ بادٍ وآفلِ
فيعطيكَ زهداً بالأفولِ ورغبة ً
إذا هي تبدو ناجزاً غير آجل
تحفظ فإنَّ الوهم مدَّ شِباكه
وما يبتغي غيرَ النفوسِ الغوافلِ
فلا تطعمنْ في الحبِّ فهوَ خديعة ٌ
أراكَ لتمشي في حبالة ِ حابِ
لذلك كان الزهد أشرفَ حلية ٍ
تحلَّى بها قلبُ الشجاعِ المناضل

~الفراشة الجميلة~
19/06/2010, 10:36 AM
لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ
وهم يقيمون ما في الدهر من دول
لهم عنت أوجه الأملاك ساجدة
ومالهمْ أربٌ في علة ِ العللِ
لأنهم عينهُ ومنْ يكونُ على
ما قلتهُ فلهُ التصريفُ في المللِ
لمَّا تفكرتُ فيما اختصَّ بي وبهمْ
رأيتهم عينَ نفسِ الحقِّ في الأزل
لقد رأيتهمُ والعين تصحبهم
على محجتهم في أقوم السُّبُل
لبيتهم حين نادوني على كَثَب
أنا المشرعُ ما في الكونِ من نحلِ
لو كان لي غرضٌ في نسخ ما شرعوا
لما عجزتُ ولكن حكم ذلك لي
لي كل ما شئتُ أخفيه وأظهرُه
من العماءِ إلى الأركان في السفل
لدورتي أوجدَ الأدوارَ في أكرٍ
منَ الهلالِ إلى البيضا إلى زحلِ
لعبت بالدهرِ دهري في تصرُّفه
ولو تصرَّفَ غيري كان ذا ملل

~الفراشة الجميلة~
19/06/2010, 10:39 AM
ما دمية أنشأها قالبي
في قلبهِ يعبدها عذلي
فيها وفيهم مثلها غيرَ أنْ
قدْ جهلوا ما هوَ معلومٌ لي
إن أنصف العقلُ رآها وقد
ألحقت المدبر بالمقبل
في كل حال عندها صورة
يشهدها العالي إذا يعتلي
كاملة ً في ذاتِها مثلَ ما
يشهدها السافلُ في الأسفلِ

~الفراشة الجميلة~
19/06/2010, 10:40 AM
الله أكبر لكن لا بأفعل من
إلا إذا كان عينُ الخلقِ كلهمْ
وقد يكون ولكن عند طائفة ٍ
ما قال أهل النُّهى فيهم بفضلهم
همُ الأكابرُ لا تدري مقاصدهم
ولا يعاينُ منهم غيرَ ظلهمْ
أفناهم الحقُّ عنه عندما فنيت
بهِ النفوسُ فعزٍّ وأبعدُ ذلهمْ
لو أنهم نظروا بعينه عبدوا
منهم لكنهمُ في غير شكلهم
ما يعبد القومُ نفساً غيرَ واحدة ٍ
تنزهتْ أنْ يراها غيرُ مثلهمْ