المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيليا أبو ماضي



أمانيـــز
16/06/2010, 07:48 PM
ولد ابو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891
وفي احدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سنّ الحادية عشرة إلى الاسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين.

دواوينه:
ـ تذكار الماضي.
ـ الجداول.
ـ الخمائل.

أمانيـــز
16/06/2010, 07:54 PM
أيـــهــذا الشــاكي ومــا بــك داء
كـــيف تــغدو اذا غــــدوت عليلا

ان شــر الجــناة في الارض نفس
تتـــوقى قـــبل الرحـــيل الرحيلا

وترى الشوك في الورود وتعمى
ان تــرى فـــوقها الــندى اكليلا

هــو عبء عـلى الحـياة ثـقــيل
مـن يـظـن الحـياة عــــبئاً ثقيلاً

والـذي نـفــسه بغـــير جـــمال
لا يــرى في الوجــود شيئاً جميلا

ليس أشقى ممن يرى العيش مراً
ويــظـــن الــلذات فيها فــضولا

أحـــكم الـناس في الحـياة أناس
عـللــوها فأحـــــــــسنوا التعليلا

فـتــمتع بالصــبح ما دمــــــت فيه
لا تخف أن يزول... حتى تزولا

واذا مــــا أظـــل رأســــك هـــمٌ
قصر البحث فيه ... كيلا يطولا

أدركـــت كــنهها طـيور الروابي
فمـن العــار أن تظــل جــــهولا

ما تـراها والحــقل ملك سواها
أتخــــذت فيه مسرحا ومقيلا!

تـتـغـنى .. والصقر قد ملك الجو
عــلــــيها - والصائدون - السبيلا

تـتغــنى... وقد رأت بعضها يؤخذ
حـــياً والــبعض يــقضي قـــــتيلا

تـتـغنى... وعــــمرها بعض عام
أفـــتـبكي وقد تـعيــــــــش طويلا؟

فـــهي فوق الغصون في الفجر تتلو
ســـور الـوجد والــهوى ترتـــــــيلا

وهـي طــوراً على الثرى واقعات
تـــلقــط الحــــــب أو تجر الذيولا

كــلما أمســك الغصون سكون
صفـقت للــغــصون حتى تميلا

فاذا ذهـــب الأصــيل الروابي
وقفــت فوقــها تناجي الأصيلا

فاطلب اللهو مثلما تطلب الأطيار
عـــند الــهجـــير ظــلاً ظـــليلا

وتــعـلم حب الطــبـيعة منها
واترك القال للورى والقيلا

فالذي يـــبتغي العواذل يـــلقى
كل حين في كل شخص عذولا

كـــن هزاراً في عشه يتغنى
ومـع الكــــبل لا يبال يالكبولا

لا غـــراباً يطــارد الدود في الأرض
وبـــوماً في اللـــيل يبــكــي الطلولا

كـن غديراً يسير في الأرض رقرا قا
فيــسقي من جانــبيه الحـــــــــــقولا

تــستحـم النــــجوم فـيه ويـــلـــقى
كـــــل شـــخص وكل شيء مثيلا

لا وعــــاء يقذر الماء حتى
تستحيل المياه فيه وحولا

كــن مع الفجر نسمة توسع
الأزهار شـــماً وتارة تقبيلا

لا سموماً من السوافي اللواتي
تملأ الأرض في الظلام عويلا

ومـــع الليل كوكبا يــؤنس الغابات
والــنهر والربــى والســــــهولا

لا دجــى يكـــــــره العوالم والناس
فيـــــلقي عــلى الجـــميع سدولا

أيها ذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا تر الوجود جميلا

أمانيـــز
16/06/2010, 07:57 PM
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري

وطريقي ما طريقي؟ أطويلٌ أم قصير؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟
أم كلانا واقف والدهر يجري؟
لست أدري؟


أجديدٌ أم قديمٌ أنا في هذا الوجودْ؟
هل أنا حرٌّ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقودْ؟
أتمنى أنني أدري ولكن
لست أدري


ليت شعري وأنا في عالَم الغيب الأمينْ
أتراني كنت أدري أنني فيه دفينْ؟
وبأني سوف أبدو وبأني سأكون؟
أم تراني كنت لا أدركُ شيئاً؟
لست أدري


أتراني قبلما أصبحت إنساناً سويَّا
أتراني كنت محواً؟ أم تراني كنت شيَّا؟
ألهذا اللغز حلٌّ؟ أم سيبقى أبديَّا؟
لست أدري ، ولماذا لست أدري؟
لست أدري


قد سألت البحر يوماً : هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيحٌ ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زوراً وبهتاناً وإفكا؟
ضحكت أمواجه منِّي وقالت :
لست أدري


أيها البحر أتدري كم مضت ألفٌ عليكا؟
وهل الشاطئ يدري أنه جاثٍ لديكا؟
وهل الأنهارُ تدري أنها منك إليكا؟
ما الذي الأمواج قالت حين ثارت؟
لست أدري


أنت يا بحر أسيرٌ آهِ ما أعظمَ أسرَكْ
أنت مثلي أيها الجبّارُ لا تملكُ أمرَكْ
أشبهَتْ حالُك حالي وحكى عذريَ عذرَكْ
فمتى أنجو من الأسْرِ وتنجو؟
لست أدري


ترسلُ السُّحبَ فتسقي أرضَنا والشجرا
قد أكلناكَ وقلنا قد أكلنا الثمرا
وشربناكَ وقلنا قد شربنا المطرا
أصوابٌ ما زعمنا أم ضلالٌ
لست أدري


قد سألتُ السحْبَ في الآفاقِ هل تذكرُ رملَكْ؟
وسألت الشجرَ المورِقَ هل يعرفُ فضلَكْ؟
وسألتُ الدرَّ في الأعناقِ هل تذكرُ أصلَكْ؟
وكأنِّي خلتها قالتْ جميعاً:
لست أدري


يرقصُ الموجُ وفي قاعِكَ حربٌ لن تزولا
تخلقُ الأسماكَ لكنْ تخلقُ الحوتَ الأكولا
قد جمعتَ الموتَ في صدركَ والعيشَ الجميلا
ليتَ شعري أنتَ مهدٌ أم ضريحٌ؟
لست أدري


كم فتاةٍ مثلِ ليلى وفتىً كابنِ الملوَّحْ
أنفقا الساعاتِ في الشاطئ تشكو وهْوَ يشرحْ
كلَّما حدَّثَ أصغتْ وإذا قالتْ ترنَّحْ
أحفيفُ الموج سِرٌّ ضيَّعاهُ؟
لست أدري


كم ملوكٍ ضربوا حولَكَ في الليلِ القبابا
طلعَ الصبحُ ولكنْ لم تجدْ إلا الضبابا
ألهم يا بحرُ يوماً رجعةٌ أم لا مآبا؟
أهمُ في الرملِ قال الرملُ : إنِّي
لست أدري


فيك مثلي أيها الجبّارُ أصدافٌ ورملُ
إنَّما أنت بلا ظلٍّ ولي في الأرضِ ظلُّ
إنَّما أنت بلا عقلٍ ولي يا بحرُ عقلُ
فلماذا يا تُرى أمضي وتبقى؟
لست أدري


يا كتابَ الدهرِ قلْ لي ألهُ قبلٌ وبعدُ؟
أنا كالزورقِ فيهِ وهْوَ بحرٌ لا يُحدُّ
ليس لي قصدٌ فهلْ للبحرِ في سيريَ قصدُ؟
حبَّذا العلمُ ولكنْ كيف أدري؟
لست أدري


إن في صدريَ يا بحرُ لأسراراً عجابا
نزلَ السترُ عليها وأنا كنتُ الحجابا
ولذا أزدادُ بُعداً كُلَّما ازددتُ اقترابا
وأراني كلَّما أوشكتُ أدري
لست أدري


إنني يا بحرُ بحرٌ شاطئاهُ شاطئاكا
الغدُ المجهولُ والأمسُ الذانِ اكتنفاكا
وكلانا قطرةٌ من ذا وذاكا
لا تسلني ما غدٌ ما أمسِ إنِّي
لست أدري


قيل لي في الدير قومٌ أدركوا سرَّ الحياةْ
غيرَ أني لم أجدْ غيرَ عقولٍ آسناتْ
وقلوبٍ بليتْ فيها المنى فهْيَ رفاتْ
ما أنا أعمى فهل غيريَ أعمى؟
لست أدري


قيلَ أدرى الناسِ بالأسرارِ سُكّانُ الصوامعْ
قلتُ إن صحَّ الذي قالوا فإنَّ السرَّ شائعْ
عجباً كيف ترى الشمسَ عيونٌ في براقعْ
والتي لم تتبرقعْ لا تراها لست أدري


إن تكُ العزلةُ نُسكاً وتقىً فالذئبُ راهبْ
وعرينُ الليثِ دَيرٌ حُبُّه فرضٌ وواجبْ
ليت شعري أيميتُ النسكُ أم يُحيي المواهبْ؟
كيفَ يمحو النسكُ إثماً وهْوَ إثمُ ؟
لست أدري


إنني أبصرتُ في الديرِ وروداً في سياجِ
قَنعتْ بعد الندى الطاهرِ بالماءِ الأُجاجِ
حولَها النورُ الذي يُحيي وترضى بالدياجي
أمن الحكمةِ قتلُ القلبِ صبراً؟
لست أدري


قد دخلتُ الديرَ عند الفجرِ كالفجرِ الطروبْ
وتركتُ الديرَ عند الليلِ كالليلِ الغضوبْ
كان في نفسيَ كربٌ صارَ في نفسيْ كروبْ
أمن الديرِ أم الليلِ اكتئابي؟
لست أدري


قد دخلتُ الديرَ أستنطقُ فيه الناسكينا
فإذا القومُ من الحيرةِ مثلي باهتونا
غلبَ اليأسُ عليهم فهُمُ مستسلمونا
وإذا بالبابِ مكتوبٌ عليه
لست أدري


عجباً للناسكِ القانتِ وهْوَ اللوذعيْ
هجرَ الناسَ وفيهمْ كلُّ حُسنِ المبدِعِ
وغدا يبحثُ عنهُ في المكانِ البلقعِ
أرأى في القفرِ ماءً أم سراباً
لست أدري


كم تماري أيُّها الناسكُ في الحقِّ الصريحْ
لو أرادَ اللهُ أنْ لا تعشقَ الشيءَ المليحْ
كان إذ سوّاكَ سوّاك بلا عقلٍ وروحْ
فالذي تفعلُ إثمٌ قال إني
لست أدري


أيُّها الهاربُ إنَّ العارَ في هذا الفرارْ
لا صلاحٌ في الذي تفعلُ حتى للقفارْ
أنت جانٍ أيُّ جانٍ قاتلٌ في غيرِ ثارْ
أفيرضى اللهُ عن هذا ويعفو؟
لست أدري

أمانيـــز
16/06/2010, 08:08 PM
نسي الطين ســاعةً أنه طيـــــ ** ــنٌ حقيــرٌ فصــالَ تيــهـاً و عــــــربــد
و كسا الخزُّ جســمه فتبــاهى ** و حـــــوى المــالَ كـيسُـــهُ فتمــــرّد

يا أخي لا تمــل بوجهــك عنـي ** ما أنــــا فــحمـــةٌ و لا أنــت فـــرقــــد
أنت في البردة الموَشّاةِ مثلي ** في كسائي الرديمِ تشقى و تسعد

أأمانـــيّ كلهــــــا من تـــــــــرابٍ ** و أمانيـــــكَ كلـــهـــا مــن عسجــــد؟
أأمانــــي كلهــــا للتـــــــلاشـــي ** و أمــــانيــــك للخــــلــــود المؤكــّد؟

لا؛ فهذي و تلك تأتي و تمضي ** كــــذويهــــا و أي شــــيءٍ يؤَبّـــــــد؟
أيها المزدهي إذا مسك السقــ ** مُ ألا تشــــتكـــــي؟ ألا تتــنــهّــــــد؟

قمـــــرٌ واحـــــدٌ يطــــل عليـــنــا ** و علــــى الكــــوخِ و البنـــاءِ الموطّد
إن يكــــن مشرقاً لعينيكَ إنــــي ** لا أراه مــــن كـــوة الكــــوخِ أســود

لو ملكت الحقول في الأرض طُراً** لـم تكن من فراشةِ الحقلِ أسعـــد
أجميلٌ؟ ما أنت أبهى من الــــــور ** دةِ ذاتِ الشذا و لا أنـــت أجــــــود

أم عـــزيزٌ؟ و للبعوضــــةِ من خـــدّ ** يكَ قــــوتٌ و فــــي يديــكَ المهنّـد
أم قـــويٌ؟ إذن مُر النــــومَ إذ يغــ **شاك و الليــــلَ عن جفــونــك يرتــد

أنت مثلــــي من الثــــرى و إليــــه ** فلماذا يا صاحبي التيه و الصـــد؟
أيها الطين لست أنقى و أسمـــى ** من ترابٍ تـــدوس أو تتـــــوســــد

لا يكــــن للخصامِ قلبك مــــــــــأوىً ** إن قلبيَ للحـــــبِّ أصبـــــح مَعبد

أمانيـــز
16/06/2010, 08:10 PM
السحب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين

والشمس تبدو خلفها صفـــراء عاصبة الجبين

والبحر ساجٍ صامــتٌ فيه خشــوع الزاهدين

لكنما عـيناك باهتتان في الأفق البعيــــــد

سلمى ...بماذا تفكرين؟

سلمى ...بماذا تحلمين؟

أرأيت أحلام الطفــــولة تختفي خلف التخوم؟

أم أبصرتْ عيناك أشـــباح الكهولة في الغيوم؟

أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجــاني ولا تأتي النجوم؟

أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنما أظلالها في ناظريك

تنم، ياسلمى، عليــك



إني أراك كســــائحٍ في القفر ضل عن الطريق

يرجو صديقاً في الفـلاة، وأين في القفـر الصديق

يهوى البروق وضوءها، ويـخاف تـخدعهُ البروق

بلْ أنت أعـظم حيرة من فــــارسٍ تحت القتام

لا يستطيع الانتــــصار

ولا يطيق الانــــكسار

هذي الهواجـس لم تكن مرســـومة في مقلتيك

فلقـد رأيـتـك في الضحى ورأيته في وجـنتيك

لكن وجدتُك في المساء وضـعت رأسك في يديك

وجلست في عينيك ألغازٌ، وفي النفــس اكتئاب

مــثل اكتئاب العاشقين

سـلمى ...بماذا تفكرين



بالأرض كيف هوت عروش النور عن هضباتها؟

أم بالمروج الخُضرِ ســاد الصمت في جنباتها؟

أم بالعصافـير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟

أم بالمـــــــسا؟

إن المســــــــا يخـفي المدائن كالقرى

والكوخ كالقصر المكينْ

الشـوكُ مــــــــــــثلُ الياسمين



لا فـرق عـند الليل بين النهـــر والمستنقع

يخفي ابتسامات الطــــــــروب كأدمع المتوجع

المتوجعِ إن الجمالَ يغيبُ مثل القبح تحت البرقعِ

لـكن لماذا تجـــــــزعـــين على النهار وللدجى

أحــــــــلامه ورغائبه

وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟

إن كان قد ستر البلاد سهـــولها ووعورها

لم يسلب الزهر الأريج ولا المياة خـــريرها

كلا، ولا منعَ النســـائم في الفضاءِ مسيرُهَا

ما زال في الوَرَقِ الحفيفُ وفي الصَّبَا أنفاسُها

والعـــــــندليب صداحُه

لا ظفــــــــرُهُ وجناحهُ



فاصغي إلى صوت الجداول جارياتٍ في السفوح

واسـتنشـقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح

وتمتعي بالشهـب في الأفلاك مادامتْ تلوح

من قـبل أن يأتي زمان كالضباب أو الدخان

لا تبصرين به الغـدير

ولا يلـــذُّ لك الخريرْ


مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إن التأمل في الحـــياة يزيد أوجاع الحياة

فدعي الكآبة والأسى واسـترجعي مرح الفتاةْ

قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهللاً

فيه البشـــاشة والبهاءْ

ليكن كــذلك في المساءْ

أمانيـــز
16/06/2010, 08:17 PM
كم تشتكـي و تقـول إنّـك معـدم
و الأرض ملكك و السماو الأنجـم ؟
و لك الحقول وزهرهـا و أريجهـا
و نسيمـهـا و البلـبـل المتـرنّـم
و المـاء حولـك فضّـة رقـراقـة
و الشمس فوقـك عسجـد يتضـرّم
و النور يبني في السّفوح و في الذّرى
دورا مزخرفـة و حيـنـا يـهـدم
فـكـأنّـه الـفـنّــا عـابـثــا
آيـاتـه قــدّام مــن يتـعـلّـم
و كـأنّـه لصفـائـه و سـنـائـه
تـعـوم بــه الطّـيـور الـحـوّم
هشّت لك الدّنيا فمـا لـك واجمـا ؟
و تبسّـمـت فـعـلام لا تتبـسّـم
إن كنت مكتئبـا لعـزّ قـد مضـى
هيهـات يرجـعـه إلـيـك تـنـدّم
أو كنت تشفق من حلـول مصيبـة
هيهـات يمنـع أن تحـلّ تجـهّـم
أو كنت جاوزت الشّباب فـلا تقـل
شـاخ الزّمـان فـإنّـه لا يـهـرم
أنظـر فمـا تطـلّ مـن الـثّـرى
صـور تكـاد لحسنـهـا تتكـلّـم
ما بيـن أشجـار كـأنّ غصونهـا
أيـد تصـفّـق تــارة و تسـلّـم
و عيون ماء دافقـات فـي الثّـرى
تشفي السقيـم كأنّمـا هـي زمـزم
و مسـارح فقتـن النسيـم جمالهـا
فسـرى يدنـدن تـارة و يهمـهـم
فكأنّـه صــبّ بـبـاب حبيـبـة
متوسّـل ، مستعطـف ، مسترحـم
و الجدول الجذلان يضحـك لاهيـا
و النرجـس الولهـان مغـف يحلـم
و على الصعيد ملاءه مـن سنـدس
و على الهضاب لكلّ حسـن ميسـم
فهنـا مكـان بـالأريـج معـطّـر
و هنـاك طـود بالشّعـاع مهـمّـم
صـور و أيـات تفيـض بشاشـة
حتّـى كــأنّ الله فيـهـا يبـسـم
فامـش بعقلـك فوقـهـا متفهّـمـا
إنّ الملاحـة ملـك مــن يتفـهّـم
أتـزور روحـك جنّـة فتفوقـهـا
كيمـا تـزورك بالظنـون جهنّـم ؟
و تـرى الحقيقـة هيكـلا متجسّـدا
فتعافـهـا لـوسـاوس تـتـوهّـم
يا من يحنّ إلـى غـد فـي يومـه
قد بعث مـا تـدري بمـا لا تعلـم
قــم بــادر الـلّـذّات فواتـهـا
مـا كـلّ يـوم مثـل هـذا موسـم
واشراب بسرّ حصـن سـرّ شبابـه
وارو أحاديـث الـمـروءة عنـهـم
المعرضين عن الخنـا ، فـإذا عـلا
صوت يقول : " إلى المكارم " أقدموا
الفاعلـيـن الخـيـر لا لطمـاعـة
فـي مغنـم ، إنّ الجميـل المغنّـم
أنت الغنـيّ إذا ظفـرت بصاحـب
منهـم و عنـدك للعواطـف منجـم
رفعـوا لديـهـم لــواء عالـيـا
و لهم لـواء فـي العروبـة معلـم
إن حاز بعض النّاس سهما في العلى
فلهـم ضـروب لا تعـدّ و أسهـم
لا فضل لي إن رحت أعلن فضلهـم
بقصائـدي ، إنّ الضحـى لا يكتـم
لكنّنـي أخـشـى مقـالـة قـائـل
هـذا الـذي يثنـي عليهـم منـهـم
أحبابنـا مـا أجمـل الدنيـا بـكـم
لا تقبـح الدّنيـا و فيـهـا أنـتـم

أمانيـــز
16/06/2010, 08:23 PM
السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــــــــــــس تـــــــــــبـــــــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحــــــــــــــــــــ ـر ساجٍ صامـــــــــــــــــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عـــــــــيناك باهتتان في الأفـــــــــــــــــــــ ق البعـــــــــــــيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلميـــــــن؟
أرأيت أحلام الطفــــــــــــــــــــو لة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشــــــــــــــــباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجـــــــــــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحــــــــــــ ـــــــــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
إني أراك كســــــــــــــــــائحٍ في القفر ضل عن الطريق
يرجو صديقاً في الفـــــــــــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضــــــــوءها ، ويـــــــــــــخاف تخدعهُ البروق
بــــلْ أنت أعظم حـــــــــــــــــيرة من فــــــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتــــصار
ولا يطيق الانــــــكسار
هــــــذي الهواجـــــــس لم تكن مرســــــــومة في مقلتيك
فلقـــــد رأيـــتـــك في الضــــحى ورأيته في وجـــــنتيك
لكن وجــــــدتُك في المساء وضـــــعت رأسك في يديك
وجـــــــلست في عــــــينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مــــثل اكتئاب العاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين
بالأرض كيف هـــــــوت عروش النور عن هضباتها؟
أم بالمـــــــــروج الخُضرِ ســــــاد الصمت في جنباتها؟
أم بالعــــــصـــــافـــــــ ـــــير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟
أم بالمـــــــسا؟ إن المســــــــــــــا يخفي المدائن كالقرى
والكوخ كالقصر المكينْ
والشـوكُ مــــــــــــــــــــــثل ُ الياسمين
لا فــــــــرق عــــــــــند الليل بين النهــــــــــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطـــــــــــــــروب كأدمع المـــــــتوجعِ
إن الجـــــــــمالَ يغـــــــيبُ مـــــــــــــــــثل القبح تحت البرقعِ
لكن لماذا تجــــــــــــزعـــــــــ ــــــين على النهار وللدجى
أحـــــــــــلامه ورغائبه
وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟
إن كان قد ســــــــــــــــــتر البلاد سهـــــولها ووعورها
لم يسلـــــــــــــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســــــــــــــــــــا ئم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفـــــــــــرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـــــــــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــــــــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــــــــــــــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــــــــــــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـــــــذُّ لك الخريرْ
مـــات النهار ابن الصباح فلا تقـــــــــــــــولي كيف مات
إن التــــــــــــــــأمل في الحــــــــــياة يزيد إيمـــــــــــــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واســـــــــــــــــترجعي مرح الفتاةْ
قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهـــــــــــــللاً
فيه البشـــــاشة والبهاءْ
ليكن كــذلك في المساءْ

~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:55 PM
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدَّ الكرامَ المحسنين وقِسهمُ
بهما تجد هذين منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ،
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى

~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:58 PM
لا تَسَلْ أين الهوى والكوثرُ
سَكَتَ الشادي وبُحَّ الوترُ
فجأةً ... وانقلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ ...ماذا جرى؟ ما الخبرُ
ماجتِ الدنيا بمن فيها ، كما
ماج نهرٌ ثائرٌ مُنكدرٌ
كُلهم مُستَفسِرٌ صَاحبه
كلُّهم يُؤذيه من يَستَفسِر
هَمَسَ الموتُ بهم همستهُ
إن همس الموت ريحٌُ صَرصَرٌ
فإذا الحيرةُ في أحداقهم
كيفما مالوا وأنى نظروا
علِموا ... يا ليتهم ما عَلِموا
أنَّ دنيا من رؤىً تُحتَضَرُ
والذي أطربهم عن قُدرةٍ
بات لايقوى ولا يقتدرُ
يَبِسَ الضِّحكُ على أفواههم
فهو كالسُّخرِ وإن لم يسخروا
وإذا الآسي ... يدٌ مخذولةٌ
ومُحيا اليأسُ فيه أصفرُ
شاع في الدنياالأسى حتى شكت
أرضُها وطأتَهُ والجَدرُ
فعلى الأضواء مِنه فترةٌ
وعلى الألوان مِنه أثرُ
والقناني صُورٌ باهِتَةٌ
والأغاني عَالم مُندثرُ
ألهنا أُفلِت من أيديهمُ
والأماني ...؟ ..إنها تنتحِرُ

~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:59 PM
أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ
لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ
كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ
أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ
وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ
فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ
وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ
وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ
ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ
قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ
لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ
حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ
فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ
فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ
وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ
كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ
فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ
* * *
أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ
ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ
سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ
إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ

سمو داعية
29/09/2010, 03:21 PM
يا صاح كم تفاحة غضة
يحملها في الروض غصن رطيب

ناضجة ترتج في جوها
مثل ارتجاج الشمس عند المغيب

حرضك الوجد على قطفها
لما غفا الواشي ونام الرقيب

لكن لأمر أنت أدرى به
رجعت عنها رجعة المستريب

تقول للنفس الطموح اقصري
ما سرقه التفاح شأن الأريب
*


ورب صفراء كلون الضحى
ينفي بها أهل الكروب الكروب

دارت على الشرب بها غادة
كأنها ظبي الكناس الربيب

في طرفك الساجي هيام بها
وبين أحشائك شوق مذيب

لكن لأمر أنت أدرى به
رجعت عنها رجعة المستريب

تقول للنفس الطموح اقصري
ما غر بالصهباء يوماً لبيب

إياك إياك وأكوابها
أخت الخنا هذي وأم الذنوب

وكم شفاه أرجوانية
كأنها مخضوبة باللهيب

ساعدك الدهر على لثمها
ورشف ما خلف اللهيب العجيب

لكن لأمر أنت أدرى به
رجعت عنها رجعة المستريب

تعنف القلب على غيه
وتعذل العين في الحب حتى الحبيب
*


والآن لما انجاب عنك الصبى
ولاح في المفرق ثلج المشيب

واستسلم القلب كما استسلمت
نفسك لليأس المخوف الرهيب

أراك للحسرة تبكي كما
يبكي على النائي الغريب الغريب

تود لو أن الصبى عائد
ههيات قد مر الزمان القشيب
*


خل البكا يا صاحبي والأسى
الليل لا يقصيه عنك النحيب

لا خير في الشيء انقضى وقته
ما لقتيل حاجة بالطبيب !!!

سمو داعية
29/09/2010, 03:24 PM
ماذا جنيتَ عليهمْ ، أيها القلمُ
واللهِ ما فيكَ الا النُّصحُ والحكمُ
اني ليحزنني ان يسجنوكَ وهم
لولاكَ في الأرضِ لم تثبتْ لهم قدمُ
خلقتَ حراً كموجِ البحرِ مندفعاً
فما القيودُ وما الأصفادُ واللجمُ ؟
ان يحسبوا الطائرَ المحكيَّ في قفصٍ
فليسَ يُحبسُ منه الصوتُ والنغمُ
أللهُ في أمةٍ جارَ الزمانُ بها
يفنى الومانُ ولا يفنى لها ألمُ
كأنما خصَّها بالذُّلَّ بارثها
أو أقسم الدهرُ لا يعلو لها علمُ
مهضومةُ الحقَّ لا ذنبَ جنتهُ سوى
أنَّ الحقوقَ لديها ليسَ تنهضم
مرَّتْ عليها سنونٌ كلُّها نقمٌ
ما كانَ أسعدها لو أنها نعمُ ؟
عدّوا شكايتها ظلماً وما ظلمتْ
وانما ظلموها بالذي زعموا
ما ضرَّهمْ أنها باتتْ تُسائُلهُمْ
أينَ الموثيقُ ، أين العهد والقسمُ ؟
أما كفى أنَّ في آذانهمْ صمماً
حتى أرادوا بأنْ ينتابها الصَّممُ ؟
كأنما سئموا أن لا يزالَ بها
روحٌ على الدَّهرِ لم يظفرْ بها السَّأمُ
فقيّدوها لعلّ القيدَ يُسكتها
وعزَّ أن يسكتَ المظلومُ لو علموا
وأرهقوا الصحفَ والأقلامَ في زمنٍ
يكادُ يعبدُ فيهِ الطرسُ والقلمُ
ان يمنعوا الصحفَ فينا بث لوعتنا
فكلنا صحفٌ في مصرَ ترتسمُ
إنا لقومٌ لنا مجدٌ سنذكرهُ
ما دامَ فينا لسانٌ ناطقٌ وفمُ
كيفَ السبيلُ الى سلوانِ رفعتنا
وهي التي تتمنى بعضها الأممُ ؟
يأبى لنا العزُّ أن نرضى المذلةَ في
عصرٍ رأينا بهِ العبدانَ تُحترمُ
للموتُ أجملُ من عيشٍ على مضضٍ
انَّ الحياةَ بلا حريةٍ عدمُ