المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبراهيم محمد إبراهيم



~الفراشة الجميلة~
12/06/2010, 09:43 AM
إبراهيم محمد إبراهيم


من مواليد 22/12/1961م – دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة.
خريج كلية الآداب – قسم اللغة العربية – جامعة بيروت العربية.
بدأ بنشر قصائده في الصحف والمجلات الإماراتية في العام 1980م،
حيث تزامن ذلك مع مشاركاته المستمرة في الأمسيات
والمهرجانات الشعرية التي كانت تقيمها مختلف المؤسسات التعليمية والثقافية والجمعيات ذات النفع العام.
نشر في العديد من الصحف والمجلات العربية.
تولى منذ بداية الثمانينيات عدة مهام في العمل الثقافي التطوعي، كان أهمها :
رئاسة اللجنة الثقافية بنادي الشباب الثقافي الرياضي.
رئاسة اللجنة الثقافية باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لدورتين متتاليتين.
رئاسة اللجنة الثقافية، ثم اللجنة الأدبية بالنادي الثقافي العربي بالشارقة.
بالإضافة إلى المهرجانات والأمسيات التي شارك فيها محليا، كانت له مشاركات كثيرة،
مثل خلالها كتاب وأدباء الإمارات ودولة الإمارات، في العديد من الدول مثل:
مصر-العراق-سوريا-الكويت-عمان-البحرين-فرنسا. إصداراته الشعرية:
صحوة الورق عام 1990م
فساد الملح عام 1997م
هذا من أنباء الطير عام 2000م
الطريق إلى رأس التل عام 2002م
عند باب المدينة عام 2003م
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم الثانية عشرة عام 1995م.
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة أندية الفتيات بالشارقة لإبداعات المرأة العربية في الأدب، لثلاث سنوات متتالية( 1999م-2000م-2001م).

~الفراشة الجميلة~
12/06/2010, 09:44 AM
صحائِفُ تَنْطوي.
لُغَةٌ تَوَسَّدُ عُجْمَةَ الأعْرابِ،
رَكْبٌ كان ينوي السَّيرَ
لولا نَجْمَةٌ أَفَلَتْ.
ذُهولٌ هذه الأمْصارُ
لا حِسٌّ ولا خَبَرُ.
كأنَّّ اللَّيلَ حينَ يَلُفُّها
في صَدْرِهِ الثَلْجِيِّ
مَقْبَرَةٌ
تَمُرُّ حِيالها الآمالُ مداً
ثم تنحَسِرُ.
لنا فيها قُلوبٌ
جُلُّها الأحْزانْ.
مُعَلقَةٌ على أبْوابِ مَنْ رَحَلوا ..
وأَسْيافٌ تَقيءُ الصَّبْرَ،
ذابلةٌ على الجُدْرانْ.
تَضيقُ إزاءَها السُبُلُ.
أُسائِلُ كيفَ يَلقى اللهَ
مَنْ يَهْوي بِخَنْدَقِ
من يرى في الصُّلْحِ مَأْرَبَهُ
ولا يهْوي على الأنْفالِ
وِرْداً في الدُجى الكابِي
إذا ما أَسْرَفَ السُّلْطانْ.
وأَسْألُ كيفَ يَلْقى اللهَ
مَنْ لا يَقْتَني كَفَناً
وسَهْماً من سِهامِ اللَّيْلِ
يَتْلوهُ على بَوابةِ الشيشانْ.
كأَنِّي موضِعٌ للطَّعْنِ
بينَ ضُلوعِ هذا الفَجْرِ
يَنْزِفُ ثَوْرَةً
كالبحرِ فوقَ سَواحِلِ الأمْواتْ.
لَعَلَّ الرَّمْلَ يُنْكِرُ بَعْضَ ما أَنْكَرْتُ
ساعَةَ حَرَّفَ المُرْتَدُّ سِفْرَ الحَرْبِ،
ثُمَّ تَأَبَّطَ التَوْراةْ.
لعلي أُلْهِبُ الجَمْرَ الذي
أَلِفَ الرّمادَ، تَطَيُّراً بالثَلْجِ،
علِّي أوصِلُ المَدَّ العَظيمَ
بما تَكَسَّرَ من فُروعِ النّهْرِ،
فالنَّخْلُ المُؤَمَّمُ
ظامِئٌ مثلي ..
يُرَدِّدُ ،
كانَ ياما كانَ
حَوْلَ قليبِنا هذا ..
وجَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءُ.
صناديدَ الجزيرةِ
كيفَ نحيا دونما رِيِّ ؟
نُحاصَرُ كالنِّياقِ الجُرْبِ
بينَ النِّفْطِ والصَّحْراءْ.
و جَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءْ
جَفَّ الماءْ
صناديدَ الجزيرةِ
كيف نُوقَ الذُلَّ ؟
والقُلَّيْسُ يَقْعي تارةً أُخْرى

~الفراشة الجميلة~
12/06/2010, 09:45 AM
غادَرْتُ يوماً دَوحَةَ الأحْلامِ،
أنشدُ دَوْحَةً أُخْرى
تُبادِلُني الحقيقةَ
فانْتَهيتُ إلى سرابْ.
سلَّمْتُ أمري ..
واعْتَزَلْتُ الرَّكْبَ،
علَّ النّاَقَةَ العَرْجاءَ
تُرْشِدُني إلى ما أشتهي ..
فهي التي تقوى
على وَهَجي وشَوْكي وارْتِحالي،
دونما لغة تُفَسِّرُ آهتي
وثباتَ رأْسي في الطَّريقْ.
خضَّبتها بالوَرْسِ
فانْتَصَبَتْ،
تَجِسُّ برأْسِها صَدْري
لِتَسْمَعَ ما أقولْ.
ياأيُّها السِرُّ الدَّفينُ ألا انْجلِ،
قالتْ
فأَضْمَرْتُ البُكاءْ.
حدَّانِ كم أخشاهُما:
جَلَدي
ودَمْعَةَ ناقَتي.
ودَّعْتُ أرضَ المِسْكِ
مُصفَرَّ الجبينِ
كنَبْتَةٍ في الظِّل
تَحْمِلُ جَذْوَةَ الشَّمْسِ.
وخَرَجْتُ من دنيا الخيالِ
بِفِكْرَتي زمناً
يُلاحِقُني الكلامُ،
فأنْتَقي منهُ الحزينَ
لِفَرْطِ مااسْتشرَى السَّوادُ
بضِحْكَةِ الأَمْسِ.
يا أيُّها التَّاجُ المُوَشَّى بالنُجومِ
إلامَ يعبدُكَ الجرادُ ؟
وأَنْتَ أوْهى مايكونُ الجَدْبُ ..
لستُ جرادةً ..
بل صفحةُ القدرِ الذي
يَهَبُ الحقيقةَ وجْهَها.
كُنْ ماتشاءُ،
فلنْ يجيبكَ في الظلامِ
سوى الجرادْ.
ما اعتَدْتُ صدقَ نُبوءَةِ الأحْلامِ،
لكنّ الحقيقةَ كذبةٌ أُخرَى
يُسَوِّغُها الشُّذوذُ بألفِ بابٍ
كلُّها تُفْضي إليهِ.
فهل لنا بابٌ،
سوى كشفِ الغِطاءِ عنِ السُّؤالِ
وقلبِ ميزانِ الأُمورِ بِكَفَّتيهِ!
أم هل لنا دربٌ،
سوى تلك التي تَرَكَ القطيعُ
فظلَّ عمَّا يدَّعيهِ.
أنا ليس لي وجهٌ سوى وجهي،
ولا لغةٌ،
سوى تلك التي أُرْضِعْتُ
قبل اللََّثْغَةِ الأولى،
ولا قلبٌ
يُقَلِّبُهُ المُقامِرُ في يديهِ.
أنا قِصَّةٌ تُحْكى،
إذا يَبِسَ الرَّمادُ
على شِفاهِ الجاهِلِيَّةِ في عُكاظْ.
أنا همسُ ساقيةٍ بأُذْنِ الرِّيحِ
تُنْبِئُها بما قد كان
من أمرِ الذين تراجعوا
عن موكبِ الشَّهداءِ في أحدٍ.
وما قدْ كانَ من أمرِ الرُّماةِ،
وما اسْتَجَدَّ من النِّفاقِ الصِّرْفِ
والكُفْرِ البواحِ.
عن جنَّةٍ،
قالوا سترجعُ
بالكثيرِ من الكلامِ
أو القليلِ من الكِفاحِ.
أنا ما عَجِبْتُ
لمن يموتَ علىالتخومِ
فداءَ خيمَتِهِ الصَّغيرَةِ،
بل عَجِبْتُ
لمن يُريدُ الأرْضَ
كامِلةَ التُّرابِ بلا جراحِ.
أنا ليلةٌ تَعِبَ السُّهادُ بها
ونامَ مُعَطَّراً بالشِّعْرِ،
فاسْتَيْقَضْتُ
من حُلُمِ الخواطرِ،
حامِلاً قبسَ الحقيقةِ
فوقَ أكتافِ الصَّباحِ.

~الفراشة الجميلة~
12/06/2010, 09:45 AM
هل حَدَّقْتَ بوجهِ النَّخْلَةِ
إذْ هَمَسَتْ نسمةُ صبحٍ شاردةٌ
في أذنِ الزيتونْ ؟
أو باغتَكَ الفجرُ،
فجئتَ على خيطِ الشَّمْسِ
لتمسحَ دمعَتَها .. ؟
هل تدري أن النَّخْلَةَ لا تسقُطُ
في الحدِّ الفاصلِ بين القلبينِ
وتمتَدُّ إلى اليامونِ
إذا سَقَطَتْ زهرةُ لوزٍ
سهواً في اليامونْ.
هل داعبَكَ الشَّوْقُ
وأنت تَشُقُّ عُبابَ الصُّّلْحِ
بخارِطةِ الجَوْعى ؟
أم أنّكَ أحْرَقْتَ الزيتَ على بابِ أريحا،
ونثرتَ على طاولةِ البيعِ أهازيجَ الزَّعْتَرْ ؟
وَوَثَبْتَ بِخِنْجَرِكَ الثَّوْرِيِّ
على خاصِرَةِ القُدسِ
ونحنُ نراقِبُ عن كثبٍ
كالثورِيّينَ جميعاً،
ونَفَضْتَ يَدَيْكَ بلا خَجَلٍ
وأدنْتَ الخِنْجرْ.
يالغةً
تورثُني الموتَ وأعشقُها.
ماذا يُجدي الشِّعْرُ ؟
إذا غُلِّقَتِ الأبوابُ إزاءَ الشَّمْسِ
وآثَرَتِ الأزهارُ فصولاً أُخرى
وتَنَكَّرَتِ الأرضُ لقافيتي ..
يالغَةً
تَتَكَسَّرُ فوقَ رصيفِ الشِّعْرِ
وتَحْمِلُها الرِّيحُ بعيداً،
كم أنتِ مُكابرةٌ في هذا الليلْ.
تتقاسَمُكِ الأقلامُ
ولا يقرأُ عينيكِ سوايْ.
من لي في هذا البحرِ
إذا ما اشْتَقْتُ لحرفٍ
يَفْضَحُ قلبي،
أو لصلاةٍ تحتَ القُبَّةْ ؟
من منكم يقرأُني ثانيةً
قبل تمامِ البَيْعَةِ ،
من منكم يَمْنَحُني قَلْبَهْ ؟
سَفَرٌ هذا العُمْرُ
وقارِبي المَشْحونُ
يسيرُ وحيداً ..
تتلوهُ الأمْواجُ،
ويمضي ..
كالنجمةِ،
يصغرُ يصغرُ يصغرُ ..
والساحلُ ينأى ..
حتى صارَ كخيطٍ
يَلْتَفُّ على عُنُقِي ..
يَدْفَعُني البحرُ
إلى البحرِ
وأدفعُهُ،
كي أغرقَ في بحرِ الشَّفَقِ.
سَفَرٌ وبِحارٌ ورِياحٌ وأُكابِرُ
حتى في غَرَقِي.
رُحْماكَ إلهيَ
أهْلَكَنا السّوءُ،
ومازِلْنا نَتَمَسَّحُ
في ذيلِ الدُّنيا
ونُخَضِّبُ نَعْشَ كرامتِنا
بدموعِ الزَّنْبَقِ والحَبَقِ.
عبثاً تتصابى الثورةُ
في هذا العُمْرِ
وتحلُمُ بالزهرِ وبالورقِ.
تَتَأَبَّطُ غُصْنَ الزَّيْتونِ المُنْهَكِ،
تَفْرِشُ كوفِيَّتَها للرَّشّاشِ ليغفو،
فالشّارعُ يغفو ..
والفارسُ يُسْدِلُ جفنيهِ
على وهمِ العودةِ
ثم ينامْ.
ماكانَ معي
غيرُ حفيفِ النخلةِ
حينَ تَسَلَّلْتُ إلى كَبِدِ الرِّيحِ
وَأَوْقَدْتُ بها حطبَ الأَيّامْ.
ودَسَسْتُ الحَرْفَ
بكأسِ زنادِقةِ اللَّيْلِ
وعَلَّقْتُ الفأْسَ
على غارِبِ أكبرِهِمْ.
كانَ الشَّرْقُ
يَغُصُّ بِلَحْنٍ يَمَنيٍّ
يَنْبُشُ ما خَلَّفَهُ الأجْدادُ
بِصَحْراءِ القلبِ،
يَغُصُّ بقافيةٍ
تشربُ كُلَّ بُحورِ الشِّعْرِ،
وتَغْرَقُ في دمعةِ سَوْسَنَةٍ،
تسجدُ للهِ
وتبكي ..
في النصفِ الآخِرِ
من ليلِ الغُرَباءْ.

~الفراشة الجميلة~
12/06/2010, 09:46 AM
صباحُكَ أَزهَى ..
دَعِ النائِحاتِ،
فما أنتَ أوَّلُ كبشٍ
تُسَنُّ المُدى حولهُ ..
لستَ إلا احتضاراً
لهذا المساءْ.
صباحُكَ رجعٌ
لهمسِ القُبورِ جديدٌ،
صهيلٌ على بابِ غَزّةَ،
زنبقةٌ عندَ مرجِ الزُّهورِ،
تُخَبِّئُ في صدرِها جمرةً للشِّتاءْ.
دَعِ النائِحاتِ يُمَزِّقْنَ أَثْوابَهُن
على شُرُفاتِ المنازِلِ،
يُطلينَ أَوْجُهَهُنَّ بِقارِ الهزيمةِ،
يُشْعِلْنَ في كُلِّ ناحِيَةٍ كربلاءْ.
بلا دفَّةٍ هذه الفُلكُ تجري ..
ونحنُ الشِّراعُ الذي مااعْتلى الفُلكَ
إلا إلى ضَفَّةٍ وارِفةْ.
سُدًى نَتَفَيَّأُ ظِلَّ السَّحابِ
سُدًى نُحسِنُ الظَّنَّ بالبحرِ
كيْ نَأْمَنَ العاصِفةْ.
هُنا بينَ هذي الجِفانِ
المليئةِ بالجوعِ
يَفْتَرِشُ الفُقراءُ الزمانَ.
هنا حيثُ تَنْتَصِبُ الخَيْمَةُ القُرَشِيةُ
تَنْتَصِبُ الضِّفتانِ،
بيوتاً وأَرْصِفةً ومآذنَ
تَسْتَشْرِفُ الفَجْرَ
خَلْفَ الجِبالِ القَريبةِ.
توغِلُ في الصَّمْتِ
شَيْئاً فَشيْئاً،
فَثمَّةَ قطرةُ زيتٍ هُنالِكَ
تُشْعِلُ كُلَّ المَصابيحِ،
كُلَّ القُلوبِ التي نالَ منها الظلامُ.
استعِرْ أَيها الحَنفِيُّ المُكبَّلُ بالحُزنِ
فالحربُ أَوَّلُها السِّلمُ،
أَوَّلُها وقفةٌ عند مَفْرَزَةِ الجُندِ،
طَرْقٌ على رَأْسِ هذا الغُثاءِ،
استعِرْ أيها المُتَحَفِّزُ مُنذُ الوِلادةِ
فالصُلْحُ والمَلَكِيَّةُ والنفطُ
جِسْرٌ لأحْذِيةِ العابرينْ.
أتيتَ غريباً منَ العُمْقِ،
لكنَّهمْ يُدرِكونَ الحقيقةَ
أنَّ الذي يَتَعَقَّبُ أَوْثانَهُمْ
كان يوماً هُنا،
نالَ من هذهِ الأرضِ شُرَّتَها
واسْتَقى الأَبْجَدِيَّةَ في الحُبِّ
منْ صَدرِها
جُرعَةً للطَّريقْ.
وهُم يُدركونَ
بأن الطُّيورَ تعودُ
إذا حانَ موسِمُها
والعناقيدُ تَدنو من الأرضِ
في ألقٍ،
واحتضارُ المساءِ بشيرٌ
بما تعدُ الشَّمسُ حين تَفيقْ.
كأَنِّي بِهمْ
يَضْرِبونَ المساميرَ حولَ المساجِدِ
فالفجرُ يقتربُ الآنَ،
والقهْوةُ اليمنِيَّةُ
تغْلي كشارِعِ غَزّةَ،
والنّيلُ ينفضُ عن كتفيهِ الزبَدْ.
أجلْ إِنَّها الطَّلْقَةُ الفَصْلُ
تُكْمِلُ دَوْرَتَها اليومَ،
فالشَّارِعُ الرَّطْبُ
واللاّفِتاتُ القديمةُ
تُنْبِئُ عن جيفةٍ
سوفَ يَحْمِلُها النَّسْرُ
هذا الصباحْ .

~الفراشة الجميلة~
12/06/2010, 09:47 AM
بنصفِ رغيفٍ،
بنصفِ مجنزرةٍ،
قد رفعتَ الستارْ.
وعَرَّيْتَ ماشاءَ ربُّكَ
كُلَّ الوجوهِ،
لكي يعرفَ النّاسُ
أن الظَّلامَ،
يُعَرِّيهِ بالنّورِ نصفُ قَمرْ.
وأمْهَلَتنا فُسْحَةً
من زمانِ الخِلافةِ
حتى نُعيدَ الموازينَ،
لكِنْ تَعَجَّلْتَ ..
أو قُلْ نَسيتَ
بأنَّكَ لستَ الرشيدَ
وليسَ بنا ذرَّةً من عُمَرْ.
حياتي بحبَّةِ طلٍّ
على نخلةٍ في العراقْ.
تُرَوِّعُها الرِّيحُ من كُلِّ صَوْبٍ
فديتُكَ ..
لو كان سَيْلُ القنابلِ ورداً
يُساقِطُ فوقَ الفُراتِ
لفاضَ الفُراتْ.
أنا مانسيتُكِ ،
لكِنَّنِي ،
بِتُّ منذُ انْحِسارِ الغِطاءِ
عن الشّارِعِ الأَعْجَمِيِّ
أُلَمْلِمُ ما خَلَّفَتْهُ الحوادِثُ
مِمَّا تَبَقَّى من العَرَبِيَّةِ،
أرفو بها شَرْخَ دهرٍ من العُقْمِ
أَوْهَمْتُ نفسي
بأنَّ القصائِدَ
تَرْقَعُ مامَزَّقَ الدَّهْرُ
حتى تَحَجَّرَ في شَفَتَيَّ النَّشيدْ.
فأيْقَنْتُ أَنَّي أُحَدِّثُ نَفْسِي،
وأًَلْفيتُ كُلَّ قريبٍ بعيدْ.
إلى أن تداعى عَلَيَّ الشِّتاءُ
بأَضْرِحَةِ الغابرينَ،
تَبَرَّأْتُ من شارعٍ
يَسْتَلِذُّ بِحَرْقي
وفي صدرهِ جَبَلٌ من جليدْ.
رأوني أُخَضِّبُ كَفِّي
بمِلْحِ الخليجِ،
وأندُبُ،
حتى تمازَجَ دَمْعِيَ بالبحرِ،
لكِنَّهُمْ جَهِلوا
أنَّنِي
لن أُقَبِّلَ كفاًّ
تُشيرُ إلى نَخْلَةٍ
في بلادِ الرشيدْ.

~الفراشة الجميلة~
12/06/2010, 09:47 AM
عاشِقٌ أنتَ،
وهذي الأرضُ مِضْيافٌ
لكلِّ العاشقينْ.
عاشِقٌ أنت
ولكنْ
غيرُ كُلِّ العاشقينْ.
حُبُّكَ الأوحَدُ نَخْلةُ ..
وبقايا خَيْمَةٍ
بين التِّلالِ الحُمْرِ ،
صارتْ مَسْكَناً للوَحْشِ
يُؤْوي تحتها الذِّبُ صِغارَهْ.
حُبُّكَ الأَوْحَدُ بَرْدٌ وشرارةْ.
ورُؤى قَلبِكَ
بُرْكانٌ بأَرضِ الياسَمينْ.
فإلامَ الحُزْنُ ياابْنَ العَمِّ ؟
قدْ أَسْرَفْتَ في الشّوقِ
فما خُنتَ وماخانَ التُّرابْ.
ما الكُويتيونَ إلا خُصْلةٌ
من شَعْرِ لَيْلَى ..
بَعْثَرَتْها الرِّيحُ في كُلِّ الشِّعابْ.
ما الكُويتيونَ إلا نَبْضَةٌ في القلبِ
والقلبُ مُصابْ.
ما الكُويتيونَ إلا بُرعُمٌ
قد شابَ من فرطِ الشَّبابْ.
أينَ تَمْضِي ..
أَيُّها العاشِقُ في عِزِّ الظَّهيرةْ ؟
تَمْلأُ الجَرَّةَ من هذا السَّرابْ.
وَرُؤاكَ البِكْرُ،
أَدْهى من تضاريسِ الجزيرةْ.
لو نَذَرْتَ الأرضَ والأحلامَ قبراً،
وتَرَبَّعْتَ عليها لاكْتَفيتْ.
لو قَرَنْتَ الحُبَّ بالعِصيانِ
يومَ الزَّحْفِ سَيْفاً,
وتَسَلَّحْتَ بأدْنى ماتُريدُ الحَرْبُ صَبراً
لَعَصَيْتْ.
لو دَعَوْتَ النَّهرَ في بغدادَ
أن يصنعَ شيئاً،
لاسْتَثَرْتَ الطُّوْزَ في قلبِ الكُويتْ.
ياصديقي،
هذه الصَّحْراءُ تَهْواكَ،
ولكنَّ المتاريسَ التي تقتاتُ منها,
خلفها يمتدُّّ عمرٌ آخرٌ
للقيدِ والجلاّدِ والحُمّى
وألوانُ الشِّقاقْ.
خلفها تمتدُّ أعناقُ الكويتيينَ في المنفى,
وأعناقُ العراقيينَ في قلبِ العراقْ.
لا أرى المِتراسَ إلا غيمةً أُخرى
سَتُلْقي غَدْرها يوماً
كما خانَ الرِّفاقْ.
أَعِناقُ الشرقِ والغربِ
سَيُحْيِي مارداً قد ماتَ دهراً ؟!
إنني ألمَحُ حتفَ الأُمَّةِ السَّمْراءِ يدنو
كُلَّما اشتَدَّ العِناقْ.
يا أخي،
ماذا لو اسْتَنْهَضْتَ أحبابَكَ في كُلِّ مكانٍ
وتَمَرَّدْتَ وأَعْلَنْتَ الطَّلاقْ ؟
أَخُيولُ الرّومِ أَعْتَى ؟!
أم من اسْتَنْشَقَ طَوْزَ الصَّيْفِ،
واستعْلى على الجمرِ
ومازالَ يُغَنِّي ...
إن بيتاً لستُ أرعاهُ بسيفي
ليس بيتي.
وحبيباً لستُ أحميهِ بِجَفني
ليس منِّي.
كيفَ أُمْسي عاشِقاً ..
ثم أُنادي ،
باسْمِ ذاكَ العشقِ من يسهرُ عنِّي ؟
كيفَ يحمي دَمِيَ المَهدورَ ،
من يُهْدِرُ عزمي وصباباتي وفَنَّي ؟
لستُ أنساكِ فلسطينُ،
ولكنْ ، ليسَ ذنبي
إنْ تأخّرتُ قليلاً ،
فجوادي ،
كاد أن يغرقَ في الوحلِ ،
وسيفي
صارَ في قبضةِ غيري.
هكذا أصبحتُ،
لمّا أعلنَ الثُوّارُ
أن النَّصْرَ يأتي بالتَمَنّي.
كيف أنساكِ،
وقلبي لم يزلْ يحملُ قنديلاً وزيتاً ؟
وضلوعي،
خيمةُ العرسِ التي
ما اسْتَسْلَمَتْ للرِّيحِ
رغمَ الحُزنِ والجوعِ
وما أعلنَ أربابُ القرارْ.
كيفَ أنسى طفلةً تحملُ مقلاعاً ؟
وتُلْقي دَمَها للنورِ فخراً
بعدما ألقى دعاةُ السِّلمِ
ملحَ اللَّيلِ في عينِ النهارْ.
إن عاشَ على التَّمْرِ زماناً
ورأى النخلةَ ،
حتماً يعرفُ اللَّيْمونَ في يافا
ومن ربّى على الموتِ صغاراً
كيفَ لا يعشقُ في غَزَّةَ أفعالَ الصِّغارْ ؟!
أيُّها القلبُ الذي يُدعى فلسطينُ ،
لقد بالغتَ في النَّبْضِ
ولكنْ دونَ جدوى ..
ذَهَبَ الدّم هباءً ،
بعدما خارَ الجَسَدْ.
هَتَفَ الدّاعي ونادى:
أيُّها العُرْبُ ..
فلا الماضونَ في تسبيحِهِمْ للسِّلمِ
لبّوا صرخةَ القُدْسِ
ولا البعثُ اتَّقَدْ.
ويحَ ذاك العِقدِ ما أَبْخَسَهُ
نَثَرَ الدُرَّ تِباعاً