المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـــدوي الــجـــبـــل



سمو داعية
21/04/2010, 02:59 AM
بدوي الجبل هو الشاعر السوري الكبير محمد سليمان الأحمد ابن العلامة الشيخ سليمان الأحمد (عضو مجمع اللغة العربية في دمشق وشارح ديوان المكزون) وهو واحدا من أعلام الشعر العربي في القرن العشرين.



ولد سنة 1900م في قرية ديفة في محافظة اللاذثية بسوريا، و"بدوي الجبل" لقب أطلقه عليه المرحوم يوسف العيسى صاحب جريدة "ألف باء" الدمشقية في العشرينات. إنغمس بدوي الجبل في حقل السياسة فأنتخب نائباً في مجلس الشعب السوري 1937م وأعيد انتخابه عدة مرات ثم تولى عدة وزارات منها الصحة 1954م والدعاية والأنباء.



غادر سوريا 1956م متنقلاً بين لبنان وتركيا وتونس قبل أن يستقر في سويسرا. عاد إلى سوريا 1962م حتى توفي يوم 19 أغسطس سنة1981م .

كان من أنصار الرئيس القوتلي ، مدح الفرنسيين ثم ذمهم، هاجم حزب البعث أثناء هزيمة حزيران كما أشاد بأبطال سوريين مثل ابراهيم هنانو ويوسف العظمة.. وقد سطر أروع وأبدع القصائد.

سمو داعية
21/04/2010, 03:09 AM
إن تهتف الشام : ميخائيل : أنجدها
كأنّه قدر يحمي به القدر



إذا الوجوه عنت لليأس حالكة
أضاء في وجهك الإيمان و الظفر



عففت عن قدرة عصماء باذخة
وربّما عفّ أقوام و ما قدروا



صعب الشكيمة و الأعناق مسلسة
قاس من الحقّ لكن لست تنكسر



لك الشمائل من نور و من كرم
لها على النجم ذيل مترف عطر



رأي كأنّ بنات الغيب تعشقه
فعنده السرّ و الأطياف و الصور



و جرأة في العلى و الحقّ لوجبهت
ليثا تبرأ منه النّاب و الظفر



زينتها بوسيم جلّ مبدعه
من الحياء فلا زهو و لا بطر



و ما استباح عرين الحقّ طاغية
إلاّ وصرح عن أنيابه النّمر



و لم تهادن قويّا في تحكمه
و لا غدرت و شرّ النّاس من غدروا



إذا تأرج ذكر منك أو نبأ
تهلّلت حلب الشهباء تنتظر



أنت اللبانة في نجوى ضمائرها
و فيك عطّر جوّ السامر السّمر



أصفيتك الحبّ لا منّا و لا كدرا
و من هنات المحبّ المنّ و الكدر



و ما اصطفيتك عن خوف و عن ملق
و لا لأنّي إلى نعماك أفتقر



لكن وفاء لنعمى منك سابقة
و أنّك الكنز للأوطان يدّخر



و بلبل الدّوح يرضيه بأيكته
سرّ الجمال . و يرضي غيره الثمر

سمو داعية
26/04/2010, 02:51 AM
أيا شاعر العرب الذي سار شعره
يدوّي فلا يثنيه برّ و لا بحر


تذكّر بثغر اللاذقيّة صاحبا
إذا دبّ فيه اليأس أنعشه الذكر


الأمير مصطفى الشهابي
أمير الندى و الأريحيّة و العلى


أحبّ من النعمى شمائلك الغرّ
بيانك لا عطر الجنان و سحرها


و طبعك لا الشهد المصفّى و لا الخمر
صحبتك من عشرين تجنع بيننا


من الأدب الأعلى الشمائل و الفكر
و أنّا تحدّينا الطغاة فلم يضيق


بطغيانهم منّا كفاح و لا صبر
و أنّت اناخ الدهر حينا بعسفه


علينا فلم يسلس شكائمنا الدهر
و أنّا تقاسمنا الإمارة بيننا


لك النثر في آفاقها و لي الشعر
أقارب لا من أسرة أو عشيرة


فمن صور القربى الشمائل و النجر
و أهل على بعد الجدود و إنّما


أخو الحرّ في الدّنيا هو الماجد الحرّ
فدلّل وفائي ما قدرت فإنّه


و حقّك نعم الذخر إن فقد الذخر

سمو داعية
28/04/2010, 03:07 AM
نغمات عودي لا تملّ لأنّها
شعر يفيض عواطفا و شعورا


نغمات عودي لا تملّ لأنّها
لغو الملائك إذ تناجي الحورا


همست بها الأرواح في ملكوتها
شدوا أرقّ من الصّبا و زفيرا


يدني إليّ من الخيال شواردا
و يهزّ أعطافي هوى و سرورا


في ظلمة الأحزان من نغماته
نفسي الحزينة تستعير النورا


أحنو عليه معانقا متنهدا
فكأنني أمّ تضمّ صغيرا


و أبثّه شكوى الهوى فإخاله
يبكي عليّ متيّما مهجورا


سله عن الزمن الخؤون و أهله
تره عليما بالزمان خبيرا


شهد العصور السالفات و هدهدت
أوتاره السفّاح و المنصورا


و رأى حضارة جلّق و جلالها
و الملك في تلك الربوع كبيرا


إذ ماء جلّق كالرحيق عذوبة
و ظباء جلّق كالشموس سفورا


سلب الزمان بها ملوك أميّة
تاجا يشعّ ضياؤه و سريرا


يا لاثماً فيها الثرى من حبّه
أعلمت أنّك تلثم الكافورا


و معانقاً أغصانها من وجده
دلّل هواك فقد ضممت خضورا


هذا صلاح الدين فاخشع إنّه
ملك الملوك مسالماً و مغيرا


طاف الجلال به مليكا فاتحا
حيّا و طاف بلحده مقبورا


فالثم ثراه فقد لثمت خميلة
للمكرمات و قد شممت عبيرا


و اهتف لدى القبر النديّ مردّدا
بفنائه التهليل و التكبيرا


ليث المعامع و هو أوّل آسر
صيد الفوارس كيف صار أسيرا

سمو داعية
13/05/2010, 01:42 AM
لي موطن في ربى لبنان ممتنع
و لي بنو العمّ من أبنائه النجب
إن فاتهم معقل يوم الوغى أشب
بنوا من السمر صرح المعقل الأشب
و لو مشى الموت في شهباء معلمة
مشوا إلى الموت في الهنديّة القضب
لبنان و الغوطة الخضراء ضمّهما
ما شئت من أدب عال و من نسب
ما في اتّحادهما تالله من عجب
هذا الفراق لعمري منتهى العجب
للخلف في الناس أنواع و أغربها
خلف الشقيقين من قومي بلا سبب
كلّ الربوع ربوع العرب لي وطن
ما بين مبتعد منها و مقترب
للضّاد ترجع أنساب مفرّقة
فالضاد بحلق غريب الدار مغتصب
***


من مبلغ فتية الحيّين مألكة
كالسهم ريش فإن سدّدته يصب
فيم التخاذل لا فلّت جموعكم
و الدهر يزحف بالأرزاء و النوب
مالي و للناس جدّ الناس كلّهم
و ضاع قومي بين الجدّ و اللعب
هل لابن دجلة حقّ غير مغتصب
أم لابن جلّق إرث غير منتهب
أين الشباب و فتيان غطارفة
كالأسد في الغيل ما واثبها تثب
اليعربيّون لا حقد و لا غضب
قد يسلب الحقّ بين الحقد و الغضب
***


غنّيت قومي بالأشعار أطربهم
لو يسمع القوم شدو الشاعر الطرب
و أحزن الشعر بيت راح ينشده
دمع تحدّر من أجفان مكتئب
خير القصائد ما أوحته عاطفة
فسار في كلّ دنيا غير مغترب
و للطبيعة شعر راح يسكرني
فهل جرت في قوافيه لبنة العنب
قرأته في النجوم الزهر عن كثب
و في صفاء العيون النجل عن كثب
***



قد كان لي أرب طاح الزمان به
فيا شقاء فتى يحيا بلا أرب
و كان لي مقول كالسيف منصلتا
فحطّم الظلم حدّ المقول الذّرب
لأرحلنّ فلي في الأرض متّسع
إن ضاق بي صدر هذا الموطن الرحب

سمو داعية
29/09/2010, 12:40 AM
الليل بعد الرّاحلين طويل
او ما لصبغك يا ظلام نصول
يطوي الزمان النابغين فتنطوي
لذهابهم أمم و يهلك جيل
و لربّ نعش غاب في طيّاته
فتح أغرّ و موطن و قبيل
و الناس أسياف فمنها مغمد
صديء و منها الصارم المسلول
و الخطب خطب النابغين فحقّه
بالمشرقين تفجّع و عويل
***
في كلّ يوم للعروبة كوكب
يهوي و سيف يعتريه فلول
قبر باصمة الرّشيد و آخر
في مصر حق ستوره التقبيل
بدران قد بكر الأفول عليهما
و لكلّ بدر مشرق و أفول
و مشيّعان إلى الثرى بمواكب
يرتدّ عنها الطرف و هو كليل
فيها رعيل من ملائكة العلى
و من الجدود الأكرمين رعيل
عيسى و أحمد و الكليم و عصبة
فيها الأمين المنتقى جبريل
يا للعروبة : أين نور نبوغها
ألزيت جفّ و أطفئ القنديل
بغداد شاكية و مصر مرنّة
و الشام حاسرة القناع ثكول
تلك الأقانيم الثلاثة واحد
بردى الشام و دجلة و النيل
قالوا : السياسة قلت : رغم دهاتها
ظلّ العروبة في الربوع ظليل
نسب أغرّ و ذروة مضريّة
نبت الربيع بها قنا و نصول
و عقيدة وطنيّة عربيّة
فيها نصول على العدى و نطول
هذا هو الحقّ الصّراح فحسبكم
قول السياسة كلّه تدجيل
***



يا غصبي حقّ العروبة حسبكم
منّا فروع للعلا و أصول
أسهبتم بوعودكم و أطلتم
ضد البلاغة ذلك التطويل
و رفعتم المنديل و هي خديعة
هزم السّلام و مزّق المنديل
قد ضاع في الـاويل صدق عهودكم
ألكلّ عهد عندكم تأويل
لا تنكروا حقّ الحياة لأمّة
فيها النّبوغ على الحياة دليل
و تداركوا هذا السلام بطبّكم
و دوائكم إنّ السلام عليل
طعنته أطماع السياسة طعنة
نفذت فراح السلم و هو قتيل
و لقد جزعت من السياسة ، إنّها
غول و هل تلد السلامة غول
دين السياسة، جاء فيه مبشّرا
بالمشرقين : الجيش و الأسطول
قولوا لمن غصب القويّ حقوقه
ألسيف باستردادهنّ كفيل
وإذا تكلّمت الصوارم والقنا
سكت الضعيف ولجلج المكبول
وإذا علا صوت الضعيف فربّما
أخفى صداه زماجر وصهيل
وأرى القويّ يطاع غير مخالف
و يخالف القرآن و الإنجيل
ألشرع ما سنّ القويّ بسيفه
فلسيفه التحريم و التحليل
إن قال ، صدّقه الزمان فقوله
و حي و زور حديثه تنزيل
و الدهر أعدل من عرفت حكومة
و الشاهدون على الزمان عدول
دول تدول و لا مرّد لأمره
يحمى الكناس و يستباح الغيل
و لربّما هزّ اللواء مظفّر
ماضي العزيمة أصيد بهلول
من آل يعرب لا تلين قناته
أنف أشمّ و ساعد مفتول
***

سمو داعية
29/09/2010, 12:42 AM
رمقتك العيون حبّا و وجدا
و فتحنا قلوبنا لك مهدا
رنوات من مقلتيك إلى الصحراء
رفّت بها عطورا و وردا ...
نوّرت ضحكة الطفولة و الملك
بأحلى من النعيم و أندى
***



ضجّت البيد بالسؤال فنجد
من ذراها العذراء يسأل نجدا
لمن الرّكب كالنبوّة عطرا
و كنعمائها فتوحا و رشدا
بورك الطّفل يعشب الرّمل يمنا
و يضوع الهجير ظلاّ و بردا
نفحة الملك و النوّة و الفتح
فمن ساقها إلينا و أهدى
موكب مرّ فالرّمال عيون
تنسب القادمين خالا و جدّا
و إذا مشرف من الرّمل عال
شهد الفاتحين جندا فجندا
مرّ في جفنه سنا الملك الطّفل
فثنّى بلمحة و استردّا
عرف الأصيد المتوّج نورا
من أبيه الهادي و فرقأ و خدّا
فدوّت في الظلام زغردة البشرى
تجوب الصحراء قربا و بعدا
و أفاق الغزاة فالفارس المعلم
يبلو سيفا و يمسح غمدا
و حنا عالم من الفتح و الذكرى
على فيصل و حيّا و فدّى
***
يا بناة الحدود لا تعرف الصحراء
في زحمة الأعاصير حدّا
لا تغرّوا فإنّ في النفس كبرا
يتنزّى و إنّ في الصّدر حقدا
و سجايا الرّمال فينا فما
يرقب إلاّ طغيانها حين تهدا
الرّنال السّمراء ظمأى إلى
الماء و تسقي الدّنيا إباء و مجدا
***



ملك الشام لا أدري عدوّا
جمعت كفّه الحتوف فشدّا
زيّن الفصر قصر جدّك و اطلع
في الرّحاب الزهراء يمنا و سعدا
و أذن الشّعر يسكب العطر في
القصر وفاء و كبرياء و حمدا
زغردت باسمك النديّ العذارى
فجرى في الشفاه خمرا و شهدا
هاشم و العزيز من عبد شمس هيّآ حلم فيصل و أعدّا

سمو داعية
29/09/2010, 12:50 AM
ألف أهلا بأمير المؤمنين
سيّد البطحاء و البيت الأمين
مرحبا بالتاج مرموق السنى
و بربّ التاج و العرش المكين
بربيب المروتين المنتقى
و فتى زمزم و الركن الركين
خادم الكعبة إرثا طاهرا
عن أبيه و الجدود الأوّلين
قائد الأبطال شوسا للوغى
حامل الأعباء و الله المعين
بابن أقمار العلى من هاشم
و أبى البيض الملوك الفاتحين
ألبهاليل الصناديد الألى
رفعوا راية فهر باليمين
يعرف البيت إذا طاف به
أنّه ابن الطائفين العاكفين
يعرف البيت إذا مرّ به
أنّه ابن الطّيبين الطاهرين
تعرف الأستار إذ يلثمها
أنّه ابن الساجدين الراكعين
تعرف البيض و ما أغمدها
أنّه ابن الطاعنين الضاربين
***



لمن الموكب جبريل به
من جنود الله يمشي من مئين
و من المقبل يعلوه سنّا
من سناء الخلفاء الرّاشدين
شيبة الحمد أرى أم هاشما
أم عليّ الطهر زين العابدين
أم أرى سيّد غمدان مشى
في ظلال البيض وضّاح الجبين
حوّطوا الموكب باسم المصطفى
و بنيه من عيون الحاسدين
و افرشوا الأكباد يمشي فوقها
و اتركوا الورد و خلّوا الياسمين
و انثروا الدمع على موكبه
و دعوا المسك لحور و لعين
أدمع البشر و قد يبكي الفتى
سرّه الدّهر كما يبكي الحزين
و أذنوا للغيد أن تشهده
سافرات في صفوف الشاهدين
سيّد البطحاء في أبنائه
ألف أهلا بالملوك القادمين
تتهادى الأعوجيّات بهم
إنّها تعرف قدر الرّاكبين
ذكرت إذ مسحوا أعرافها
بأكفّ الكرماء المنعمين
هاشما و البيض من أبنائه
ألمطاعين الطوال المطعمين
***



أيّها الآتي إلينا من ذرى
طالما عطّرها الروح الأمين
بيتك الشام و فيه نخبة
من بنيك الأوفياء الصادقين
بردى حنّ غراما و هوى
للأحبّاء الكرام الهاجرين
و ربى الفيحاء أنّت و شكت
فرقة الأحباب لو يغني الأنين
صاحب التاج أجبني هل أتى
ععرشك العالي حديث الكاذبين
الألى أهدوا إلى التاج الأذى
و أرادوا أن يضلّوا المهتدين
حدّثوا عنك كذابا و افتروا
لا يحبّ الله سعي المفترين
و أتوا بالغشّ لكن أقسموا
أنّهم جاءوا إلينا ناصحين
زعموا أنّك تهوى لندنا
و تحبّ النفر المستعمرين
و تطيع القوم فيما أمروا
و هم تالله شرّ الآمرين
نحن نهواك على رغم العدى
و نجلّ التاج رغم المبغضين
يدك البيضاء لا ننكرها
سوّد الله وجوه المنكرين
***



لح على عمّان بدرا نوره
يكشف اللّيل و يهدي التّائهين
و على الغوطة أقبل يوسفا
حسنه يجلو عيون النّاظرين
و على بغداد أشرق رحمة
تسعد المأمون فيها و الأمين
وحّد العرب و أسعد أمّة
سادت العالم في ماضي السنين
و أعد أيّام هارون و قد
ملأ الدنيا رجالا و سفين
بردى جفّ و ما في دجلة
نغبة تروي الظماء الواردين
***



كلّما هبّ نسيم من منى
أيقظ الأشواق و الوجد الدّفين
لم ألن للدّهر لكن زعمت
عاديات الدّهر أنّي سألين
لم أخن ((لا و الصّفا )) عهدكم
أيّ خير في وجوه الخائنين
أنا بالروح جواد فاغفروا
زلّتي إن رحت بالدمع ضنين
لا ترى الأعداء دمعي جاريا
إنّني أبغض عطف الشامتين
و أنا شاعركم في موطن
ما لمن و الأكم فيه خدين
ناطق فيكم و لو أنّ الظبى
جرّدت فوق رقاب الناطقين
فتقبّلها عروسا و استمع
ما يثير الشوق و الحبّ الكمين
صنتها عن خاطبيها غادة
لفتى البيت إمام المسلمين
***

أبكَيتِنى أحَسبكَ تَكره أبكأى
29/11/2010, 08:49 PM
سمو داعية

و أنا شاعركم في موطن
ما لمن و الأكم فيه خدين
ناطق فيكم و لو أنّ الظبى
جرّدت فوق رقاب الناطقين
فتقبّلها عروسا و استمع
ما يثير الشوق و الحبّ الكمين
صنتها عن خاطبيها غادة
لفتى البيت إمام المسلمين
***




انتقاااءك مميز وكلماااات في منتهى الروووعه


لك ولقلبك كل الود ,,,,