مشاهدة النسخة كاملة : عمرو بن معدي كرب الزبيدي
سمو داعية
18/04/2010, 03:22 PM
عمرو بن معدي كرب الزبيدي - الصحابي أبو ثور - من أمراء قبيلة زبيد وشاعر وفارس، اشتهر بالشجاعة والفروسية حتى لُقِبَّ بفارس العرب، وكان له سيف اسمه الصمصامة, وقد شارك في معارك الفتح الإسلامي في الشام والعراق وشهد معركة اليرموك والقادسية، ولم يتخلف عن حرب مع المسلمين ضد أعدائهم قط.
وكان عمرو بن معد الزبيدي طويل القامة وقوي البنية وحتى إن عمر بن الخطاب قال فيه: الحمدالله الذي خلقنا وخلق عمرو تعجبا من عظم خلقه.
مما يروى عن إسلامه، أنه قال لصديقه قيس بن مكشوح حينما بلغهما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم): قد ذُكر لنا أن رجلاً من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز، يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى ننظر أمره، فإن كان نبيًّا كما يقول؛ فإنه لن يخفي عليك، كان غير ذلك؛ علمنا، فرفض قيس ذلك، فذهب هو إلى المدينة، ونزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبي ( فأسلم. وقيل: إنه قدم المدينة في وفد من قومه زُبَيْد، فأسلموا جميعًا.
في معركة نهاوند استعصى فتح نهاوند على المسلمين، فأرسل عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن قائد الجيش قائلاً: اسْتَشِر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب، وشاورهما في الحرب، ولا تولِّهما من الأمر شيءًا، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته. وقاتل عمرو في هذه المعركة أشدَّ قتال حتى كثرت جراحه، وفتح الله على المسلمين نهاوند، وظفر عمرو في تلك المعركة بالشهادة، ودفن بقرية رُوذَة من قرى نهاوند.
سمو داعية
18/04/2010, 03:25 PM
أمِنْ رَيْحانة َ الدَّاعي السَّميعُ
يُؤرِّقُنِي وأصحابي هُجوعُ
يُنادِي مِن بَرَاقِشَ أو مَعِينٍ
فأسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيْعُ
وقد جاوزْنَ من غُمدانَ داراً
لأبوالِ البغال بها وَقيعُ
وَرُبَّ مُحَرَّشٍ في جَنْبِ سلمى
يُعَلُّ بِعَيْبِها، عندي، شفيعُ
كأنَّ الأثْمِدَ الحارِيَّ فيها
ُيَسُّف بحيثُ تَبْتَدِرُ الدُموعُ
وأبكارٍ لَهَوْتُ بِهنَّ حيناً
نواعمَ في أسرَّتِها الرُّدُوعُ
أُمشِّي حولَها وأطوف فيها
وتُعجبني المَحاجِرُ والفُزوعُ
إذا يَضحكنَ أو يَبْسِمْن يوماً
تَرَى بَرَداً ألَحَّ به الصَّقيعُ
كأنَّ على عَوارِضِهنَّ راحا
يُفَضُّ عليه رُمَّانٌ يَنِيْعُ
تَراها الدَّهْرَ مُقْتِرَة ً كِباءً
وتَقدحُ صَحْفة ً فيها نَقيعُ
وصِبْغُ ثيابها في زَعْفَرانٍ
بِجُدَّتِها كما احْمرَّ النَّجيعُ
وقد عجِبتْ أمامة ُ أنْ رأتني
تَفَرَّعَ لِمَّتِي شَيْبٌ فَظيعُ
وقد أغْدُو يُدَافعني سَبُوحٌ
شديدٌ أسْرُه فَعْمٌ سَرِيعُ
وأحْمِرَة ُ الهُجَيْرَة ِ كلَّ يومٍ
يَضُوْعُ جِحاشَهُنَّ بما يَضُوْعُ
فأرسَلْنَا رَبِيئَتَنَا فأوْفَى
فقال : ألا أُولى خَمْسٌ رُتُوعُ
رَبَاعِيَة ٌ وقاِرحُها وجَحْشٌ
وهادية ٌ وتالية ٌ زَمُوعُ
فنادانا: أنَكْمُنُ أم نُبادي؟
فلما مَسّ حالِبَهُ القَطيعُ
أَرَنَّ عَشيَّة ً فاستعجَلَتْهِ
قوائمُ كلُّها رَبذٌ سطُوعُ
فأوفى عندَ أقصاهُنَّ شخصٌ
يلوحُ كأنه سيفٌ صَنِيعُ
تَرَاهُ حين يَعْثُرُ في دماءٍ
كما يمشي بأقْدُحِهِ الخَليعُ
أشابَ الرأسَ أيّامٌ طِوالٌ
وَهَمَّ ما تَبَلَّغُهُ الضُلوعُ
وسَوْقُ كَتيبة ٍ دَلفَتْ لأخْرَى
كأنَّ زُهاءَها رأسٌ صَلِيعُ
دَنَتْ واستأْخَرَ الأوغالُ عنها
وخُلِّيَ بينهم إلاَّ الوَرِيعُ
فِدى ً لهمُ معاً عَمِّي وخالي
وشَرخُ شبابهِم إنْ لم يُضِيعُوا
وإسنادُ الأسِنَّة ِ نحوَ نَحْري
وهَزَّ المَشْرَفِيَّة ِ والوُقوعُ
فإنْ تَنُبِ النَّوائِبُ آلَ عُصْمٍ
تُرَى حَكَماتُهمْ فيها رُفُوعُ
إذا لم تستطعْ شيئاً فَدَعْهُ
وجاوِزْهُ إلى ما تستطيعُ
وَصِلْهُ بالزِّماعِ فكلُّ أمرٍ
سَمَا لكَ أو سَمَوْتَ له وَلُوعُ
فكمْ مِن غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلْمَى
قليلِ الأُنْسِ ليس به كَتِيْعُ
به السِّرحانُ مفترشاً يديه
كأنَّ بياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ
وأرضٍ قد قطعتُ ، بها الهَوَاهي
من الجِنَّانِ، سَرْبَخُها مَلِيعُ
تَرَى جِيَفَ المَطِيِّ بحافَتَيْه
كأنَّ عِظامَها الرَّخَمُ الوُقُوعُ
لَعَمْرُكَ ما ثلاثٌ حائماتٌ
على رُبَعٍ يَرِعْنَ وما يَرِيعُ
ونابٌ ما يَعِيشُ لها حُوارٌ
شديدُ الطَّعْنِ مِثْكالٌ جَزُوعُ
سَدِيسٌ نَضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ
تَحَرَّى في الحَنينِ وتَسْتَلِيْعُ
بأَوْجَعَ لَوْعًة منِّي وَوَجْداً
غداة َ تَحَمَّلَ الأنَسُ الجَميعُ
فإمَّا كنتِ سائلة ً بمُهْرِي
فمُهْرِي إن سألتِ به الرَّفِيعُ
سمو داعية
26/04/2010, 02:32 AM
أعددتُ للحربِ فَضْفَاضَة ً
دِلاصاً تَثَنَّى على الرَّاهِشِ
وأجْرَدَ مُطَّرِداً كالرِّشاءِ
وسَيفَ سَلاَمَة َ ذهي فائِشِ
وعِزٍّ يَفُوتُ يَدَ النَّاهِشِ
بَرَتْها رُماة ُ بَنِي وابِشِ
وكلَّ نَحِيصٍ فَتيقِ الغِرارِ
عَزُوفٍ على ظُفُرِ الرائشِ
وأجْرَدَ سَاطٍ كشاة الإرا
نِ رِيْعَ فَعَنَّ على النَّاجِشِ
تَمَتَّعْتُ ذاكَ وكنتُ أمرأً
أصُدُّ عن الخُلُقِ الفاحشِ
سمو داعية
28/04/2010, 03:22 AM
الحَرْبُ أوّلَ مَا تَكونُ فُتَيّة ً
تَبْدُو بِزِينَتِهَا لِكُلّ جَهُولِ
حتى إذا حَمِيّتْ وَشُبّ ضِرَامُها
عادتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ
شَمطاءُ جَزّتْ رَأسَها وَتَنَكّرَتْ
مكروهة ً للشَّمِّ والتقبيلِ
سمو داعية
04/08/2010, 11:14 AM
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بالأثْمُدِ
ونَامَ الخَلُيُّ، وَلَمْ تَرْقُدِ
وَباتَ وَباتَتْ لَهُ لَيْلَة ٌ،
كَلَيْلَة ِ ذِي العائِرِ، الأرْمَدِ
وذلكَ من نَبَأٍ جاءني
وَخُبِّرْتُهُ عَنْ أبي الأسْوَدِ
وَلَوْ عَنْ نَثَا غَيْرِه جاءَني،
وَجَرْحُ اللِّسانِ كَجُرْحِ اليَدِ،
لَقُلْتُ، مِنَ القَوْلِ، ما لا يَزَا
لُ يُؤْثَرُ عَنِّي، يَدَ المُسُنَدِ
بأيِّ علاقتنا ترغبونَ
أعَنْ دَمِ عَمْرٍو على مَرْثَدِ؟
فإنْ تَدْفِنوا الداءَ لا نُخْفِهِ
وَإنْ تَبْعَثُوا الحرْبَ لا نَقْعُدِ
فإنْ تَقُتُلُونا نُقَتِّلْكُمُ
وَإنْ تَقْصِدُوا لِدَم نَقْصِدِ
متى عَهْدُنا بطِعانِ الكُما
ة ِ، وَالحَمدِ والمَجْدِ وَالسُّؤدُدِ
وَبَنْيِ القِبابِ، وَمَلْءِ الجِفا
نِ والنَّارِ والحَطَبِ المُفْأدِ
وَأعْدَدْتُ، لِلْحَرْبِ، وَثَّابَة ً،
جوادَ المحَثَّة ِ والمَرْوَدِ
سَبُوحاً، جَمُوحاً، وَإحْضارُها
كَمَعْمَعَة ِ السَّعَفِ المُوقَدِ
وَمَشدُودَة َ السَّكِّ مَوْضُونَة ً
تَضاءَلُ في الطَّيِّ، كالمِبْرَدِ
تَفِيضُ عَلى المَرْءِ أرْدانُها،
كفَيْضِ الأتِيِّ على الجَدْجَدِ
وَمُطّرِداً كَرِشاءِ الجَرُو
رِ، مِنْ خُلُبِ النَّخْلَة ِ الأجْرَدِ
وذا شُطَبٍ غامضاً كَلْمُهُ
إذا صالَ بِالعظْمِ لَم يَنْأدِ
سمو داعية
04/08/2010, 11:15 AM
لَقِيْتُ أبا شأسٍ وشأساً ومالكاً
وقيساً فجاشَتْ من لقائِهِمُ نفسي
لَقُوْنا فضمُّوا جانبَيْنا بصادقٍ
من الطَّعنِ حَشّ النارِ في الحطبِ اليَبْس
كأنَّ جُلُودَ النُّمْرِ جِبيَتْ عليهِمُ
إذا جَعْجَعُوا بينَ الإناخة والحَبْسِ
ولمّا دخلنا تحت فِيْءِ رماحهمْ
خَبَطْتُ بكفّي أطلبُ الأرْض باللّمسِ
فأُبْتُ سَليماً لم تُمَزَّقْ عِمامتي
ولكنّهم بالطّعنِ قد خرّقوا تُرْسي
وَليسَ يُعابُ المرْءُ من جُبنِ يوْمِهِ
إذا عُرِفَتْ منه الشجاعة ُ بالأمسِ