مشاهدة النسخة كاملة : الـــفــــرزدق....
سمو داعية
18/04/2010, 01:10 AM
هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس وهو شاعر من النبلاء من أهل البصرة في العراق ولد الفرزدق عام 38هـ - 658م في البصرة وبها نشأ، وهو شاعر من شعراء الطبقة الأولى يتم تشبيهه بزهير بن أبي سلمى وهو من شعراء الطبقة الأولى مثل الفرزدق، فزهير في الجاهليين والفرزدق في الإسلاميين.
له العديد من الأخبار مع كل من جرير والأخطل وله العديد من المهاجاة معهم، كما عرف عن الفرزدق حبه لآل البيت ومدحه لهم وكانت له عدد من المواقف لنصرتهم ,,,
ويعد فرزدق واحداً من أبرز شعراء العصر الأموي، نظم جميع أنواع الشعر من مدح وهجاء وفخر وغيرها وكان أكثر شعره في الفخر فكان دائم التفاخر بنسبه وشرف أجداده وآبائه، لقب بالفرزدق نظراً لجهامة وجهه وغلظته ويقال أن لفظ الفرزدق يطلق على العجين أو الرغيف الضخم، عرف الفرزدق بكونه شريف في قومه عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.
كان الفرزدق يعيش حياته بين الأمراء والولاة متنقلاً بين الهجاء والمدح فأحياناً يهجوهم وأحياناً أخرى يمدحهم، فعمل على العيش في الحياة كما يحلو له فقضى عمره ينهل من ملذاتها وترفها.
توفى عام 110هـ - 728م في بادية البصرة.
سمو داعية
18/04/2010, 01:13 AM
مُـقَـدَّمٌ بَـعـدَ ذِكـرِ اللَهِ ذِكرُهُمُ
فـي كُـلِّ بِـدءٍ وَمَختومٌ بِهِ iiالكَلِمُ
إِن عُـدَّ أَهـلُ الـتُقى كانوا iiأَئمَّتَهُم
أَو قيلَ مَن شَيرُ أَهلِ الأَرضِ قيلَ هُمُ
لا يَـسـتَـطـيعُ جَوادٌ بَعدَ iiجودِهِمُ
وَلا يُـدانـيـهِـمُ قَومٌ وَإِن iiكَرُموا
هُـمُ الـغُـيوثُ إِذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت
وَالأُسـدُ أُسدُ الشَرى وَالبَأسُ مُحتَدِمُ
لا يُـنقِصُ العُسرُ بَسطاً مِن iiأَكُفِّهِمُ
سِـيّـانِ ذَلِكَ إِن أَثرَوا وَإِن عَدِموا
يُـسـتَـدفَعُ الشَرُّ وَالبَلوى iiبِحُبِّهِمُ
وَيُـسـتَـرَبُّ بِـهِ الإِحسانُ iiوَالنِعَمُ...
سمو داعية
20/04/2010, 05:29 PM
آلَ تَمِيمٍ ألاَ لله أُمُّكُمُ!
لَقَدْ رُمِيتُمْ بإحدى المُصْمَئِلاّتِ
فاستَشعِرُوا بثِيابِ اللّؤم وَاعتَرِفُوا
إنْ لمْ تَرُوعُوا بَني أفَصَى بغارَاتِ
وَتَقْتُلُوا بِفَتى الفِتْيَانِ قَاتِلَهُ،
أوْ تُقْتَلُونَ جَميعاً غَيرَ أشْتاتِ
لله دَرُّ فَتىً مَرّوا بِهِ أُصُلاً،
مُهَشَّمَ الوَجْهِ مَكْسُورَ الثَّنِيّاتِ
رَاحُوا بأبْيَضَ مثلِ البَدرِ يَحمِلُهُ
غُتْمُ العُلُوجِ بِأقْيَادٍ مُذِلاّتِ
سمو داعية
23/04/2010, 10:19 AM
أمّا قُرَيشٌ أبَا حَفصٍ فَقدْ رُزِئَتْ
بالشامِ إذ فارَقَتكَ البأسَ وَالمَطَرَا
إنّ الأرَامِلَ وَالأيتامَ إذْ هَلَكُوا،
وَالخَيلَ إذْ هُزِمتْ تَبكي على عُمرَا
ما مات مثلُ أبي حَفْصٍ لمَلْحَمَةٍ،
وَلا لطالِبِ مَعرُوفٍ إذا افتَقَرَا
كَمْ منْ فَوَارِسَ قَد نادوا إذا لحقوا
بالخيلِ باسمِكَ حتى يُطعَموا الظَّفرَا
لَقَدْ رُزِئْتُمْ بَني تَيْمٍ وَغَيْرُكُمُ
عَلى بَوائِبِها الخَيْرَينِ مِنْ مُضَرَا
وَالأكْرَمَيْنِ إذا عُدّتْ فُروُعُهما،
والأنْعَشَيْنِ إذا مَوْلاهُمَا عَثَرَا
فابْكي هُبِلْتِ أبا حَفْص وَصَاحبَهُ
أبَا مُعَاذ، إذا شُؤبُوبُها اسْتَعَرَا
حَرْبٌ إذا لَقِحَتْ كانَ التّمامُ لهَا
مِنهُ، إذا نُتِجَتْهُ، الأبْلَقَ الذّكرَا
كَمْ من جَبانٍ لَدى الهَيجا دَنَوْتَ به
إلى القِتَالِ، ولَوْلا أنتَ مَا صَبَرَا
مِنْهُنّ أيّامُ صِدْقٍ قَدْ بُليتَ بهَا،
أيّامُ فارِسَ وَالأيّامُ مِنْ هَجَرَا
يَا أيّها النّاسُ لا تَبكوا على أحَدٍ
بَعْدَ الّذي بضُمَير وَافَقَ القَدَرَا
كَانَتْ يَداهُ يَداً، سَيْفاً يُعَاذُ بهِ
مِنَ العَدوّ وَغَيْثاً يُنبِتُ الشّجَرَا
تَستَخِبرُ الخَيْلَ في الهَيجا إذا لحِقتْ
وَالمُعتَرُونَ قُدورَ النّاسِ وَالحَجَرَا
مَن يَقتلُ الجوعَ بعد ابنِ الشهيدِ وَمن
بالسّيفِ يَقتلُ كبشَ القوْم إذا عكرَا
إنّ النّوائِحَ لا يَعْدُونَ في عُمَرٍ
ما كانَ فيهِ ولا المَوْلى إذا افتَخَرَا
إذا عَدَدْنَ فَعَالاً أوْ لَهُ حَسَباً،
أوْ يَوْمَ هَيجَاءَ يُعشِي بأسُهُ البصرَا
القائِلَ الفاعِلَ الحامي حقيقَتُه،
وَالوَاهِبَ المائَةَ المِعَكَاءَ وَالغُرَرَا
لا يُلْقِيَنْ بيَدَيْهِ الدّهَر ذو حَسَبٍ
يَرْجُو الفِداءَ إذا ما رُمحُهُ انكَسَرَا
سمو داعية
13/05/2010, 12:21 AM
ألمْ تَذْكُروا يا آلَ مَرْوَانَ نِعْمَةً
لمَرْوَانَ عِندي مِثلُها يَحقُنُ الدَّمَا
بِها كانَ عَني رَدَّ مَرْوَانُ، إذْ دَعَا
عَليّ زِيَاداً، بَعْدَما كانَ أقْسَمَا
ليَقْتَطِعَنْ حَرْفَيْ لِسَاني الذي بِهِ
لخِنْدِفَ أرْمي عَنْهُمُ مَن تكَلّمَا
وَكُنْتُ إلى مَرْوَانَ أسْعَى إذا جَنَى
عَليّ لِسَاني، بَعدَما كانَ أجْرَمَا
وَمَا باتَ جارٌ عِندَ مَرْوَانَ خَائِفاً،
وَلَوْ كَانَ مِمّنْ يَتّقي كان أظَلَمَا
يَعْدّونَ للجَارِ التَّلاء، إذا التَوَى،
إلى أيّ أقْتَارِ البَرِيّةِ يَمّمَا
وَقدْ عَلِمُوا كانَ مَرْوَانُ يَنتهي
إذا دَأبَ الأقْوَامُ حتى تُحَكَّمَا
وأيَّ مُجِيرٍ بَعْدَ مَرْوَانَ أبْتَغي
لنَفْسِيَ أوْ حَبْلٍ لَهُ حِينَ أجْرَمَا
وَلمْ تَرَ حَبْلاً مِثْلَ حَبْلٍ أخَذْتُهُ
كمَرْوَانَ أنْجَى للمُنادي وأعْصَمَا
وَلا جَارَ إلاّ الله، إذْ حَالَ دُونَهُ،
كمَرْوَانَ أوْفَى للجِوَارِ وَأكْرَمَا
فَلا تُسْلِمُوني آلَ مَرْوَانَ للّتي
أخَافُ بِهَا قَعْرَ الرّكِيّةِ وَالفَمَا
ولا تُورِدُوني آلَ مَرْوَان هُوّةً،
أخافُ بجارِي رَحْلِكُمْ أنْ تُهَدَّمَا
وَمن أين يَخشَى جارُ مَرْوَانَ بَعدَما
أنَاخَ وَحَلّ الرّحْلُ لمّا تَقَدّمَا
ومن أينَ يَخشَى جارُكُم وَالحصَى لكمْ
إذا خِنْدِفٌ هَزّوا الوَشِيجَ المُقَوَّمَا
فَطَامَنَ نَفْسِي بَعْدَمَا نَشَزَتْ بهَا
مَخافتُها، والرّيقُ لمْ يَبلُلِ الفَمَا
وَما تَرَكَتْ كَفّا هِشَامٍ مَدِينَةً
بها عِوَجٌ في الدِّينِ إلاّ تَقَوّمَا
يُؤدّي إليهِ الخَرْجَ مَن كانَ مُشرِكاً،
ويَرْضَى بهِ مَنْ كانَ لله مُسْلِمَا
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ يَنَجَلي
بهِ الضّوْءُ عَمَّنْ كان باللّيلِ أظْلَمَا
وَكانَتْ لَهُ كَفّانِ إحْداهُما الثّرَى
ثَرَى الغَيْث والأخرَى بِا كانَ أنعَمَا
ضَرَبْتَ بهَا النُّكَّاثَ حتى اهتَدَوْا بها
لمَنْ كان صَلّى من فَصِيحٍ وَأعجَمَا
بِسَيْفٍ بِهِ لاقَى بِبَدْرٍ مُحَمّدٌ،
إذا مَسّ أصْحَابَ الضّرِيبةِ صَمّمَا
~الفراشة الجميلة~
08/06/2010, 08:06 PM
أيَعجبُ الناسُ أنْ أضْحكتُ خَيرَهمُ
خَليفَةَ الله يُسْتَسقَى بِهِ المَطَرُ
وَما نَبا السّيفُ مِنْ جُبْنٍ وَلا دَهَشٍ
عِندَ الإمامِ ولَكِنْ أُخِّرَ القَدَرُ
وَلَوْ ضَرَبْتُ على عَمْدٍ مُقَلَّدَهُ
لَخَرّ جُثْمَانُهُ مَا فَوْقَهُ شَعَرُ
إذاً تَدَهْدأ عَنْهُ حِينَ أضْرِبُهُ،
كَما تَدَهدى عَنِ الزُّحْلوفةِ الحَجرُ
ما يُعجِلُ السّيفُ نَفساً قَبلَ مِيتَتِها
جَمْعُ اليَدَينِ وَلا الصّمصامةُ الذَّكرُ
~الفراشة الجميلة~
08/06/2010, 08:07 PM
أعَبْدَ الله! أنْتَ أحَقُّ مَاشٍ
وَسَاعٍ بِالجَمَاهِيرِ الكِبَارِ
نمَى الفَارُوقُ أُمَّك، وَابنُ أرْوَى
أبَاكَ، فَأنْتَ مُنْصَدِعُ النّهَارِ
كِلا أبَوَيْكَ عَبْدَ الله عَالٍ،
رَفِيعٌ في المَنَازِلِ بِالخِيَارِ
هُمَا قَمرَا السّمَاءِ، وَأنْتَ بَدْرٌ،
بِهِ بِاللّيْلِ يُدْلِجُ كُلُّ سَارِ
وَهَلْ في النّاسِ مِنْ أحَدٍ يُسَاوِي
يَدَيْكَ، إذَا تُنُوزِعَ للْفَخَارِ
~الفراشة الجميلة~
08/06/2010, 08:08 PM
طَرَقَتْ أُمَيّةُ في المَنَامِ تَزُورُنَا،
وَهْناً، وَقَدْ كادَ السِّماكُ يَغُورُ
طَافَتْ بِشُعْثٍ عِندَ أرْحُلِ أيْنُقٍ
خُوصٍ أُنِخْنَ وَبَيْنَهُنّ ضَرِيرُ
بُرِدَتْ عَرَائكُها بِجَوْزِ تَنُوفَةٍ،
وَبِهِنّ مِنْ أينِ الكَلالِ فُتُورُ
قالَتْ قَليلاً، فَانْتَبَهْتُ وَمَا أرَى
زَوْراً، بِهِ مَنْ زَارَهُ مَحْبُورُ
فَهَجَعتُ أرْجُو أنْ تَعُودَ لمِثْلِهِا
سَلْمَى، وَمِثْلُ طِلابِ ذاكَ عَسيرُ
رَاعَتْ فُؤادي حِينَ زَارَتْ رَوْعَةً
مِنْهَا ظَلِلْتُ كَأنّني مَخُمُورُ
إني، غَداةَ غَدَتْ بحاجَةِ ذي الهَوى
مِني وَلمْ أقْض الحَيَاةَ، صَبُورُ
صَدَعَ الفُؤادَ غَدَادةَ بَانَتْ ظَعْنُهَا
وَأشَارَ بِالبَيْنِ المُشِتِّ مُشِيرُ
بَلْ لَنْ يَضِيرَكَ بَينُ مَنْ لمْ تَهوَهُ
بَلْ بَينُ مَنْ صَدَعَ الفُؤادَ يَضِيرُ
دَعْ ذا فَقَدْ أطنَبتَ في طَلَبِ الصِّبا
وَعَلاكَ مِنْ بَعْدِ الشّبَابِ قَتِيرُ
وَافخَرْ، فإنّ لكَ المَكارِمَ، وَالأُلَى
رَفَعُوا مَآثِرَ، مَجْدُهَا مَذْكُورُ
وَإذا فَخَرْتُ فَخَرْتُ غَيرَ مكَذَّبٍ
وَليَ العُلى وَكَرِيمُهَا المَأثُورُ
إني إذا مُضَرٌ عَليّ تَعَطّفَتْ
سامَيْتُ مَجرَى الشمسِ حينَ تَسيرُ
بَخْ بَحْ لَنَا الشّرَفُ القَدِيمُ، وَعِزُّنا
قَهَرَ البِلادَ فَمَا لَهُ تَنْكِيرُ
مِنّا الخَلائِفُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ،
وَإلَيْهِمُ مُلْكُ العِبَادِ يَصِيرُ
أحْيَاؤنَا خَيْرُ البَرِيّةِ كُلِّهَا،
وَقُبُورُنَا مَا فَوْقَهُنّ قُبُورُ
وَإذا رَفَعْتُ لِوَاءَ خِنْدِفَ قَصّرَتْ
عَنْهُ العُيُونُ، فَطَرْفُهَا مَقْصُورُ
أبْنَاءُ خِنْدِفَ إن نَسَبْتَ وَجَدْتَهم
رَهْطَ النّبيّ، لِوَاؤهُمْ مَنْصُورُ
وَكَأنّمَا الرّايَاتُ حَولَ لِوَائِهِمْ
طَيْرٌ حَوَائِمُ، في السّمَاءِ، تَدُورُ
وَالله مَا أُحْصِي تَميماً كُلَّهَا،
إلاّ العُلى، أوْ أنْ يُقَالَ كَثِيرُ
~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:46 PM
أعَيْنيّ ما بَعْدَ ابنِ مُوسَى ذَخِيرَةٌ،
فَجُودَا، إذا أنْفَدتْمَا المَاءَ، بالدّمِ
وَهِيجَا إذا نَامَ الخُلِيُّ وَأسْعِدَا
عَلَيْهِ بِنُوْحٍ مِنْكُمَا كُلَّ مأتَمِ
وَما لكُما لا تَبكِيَان، وَقد بَكَتْ
لَهُ كُلُّ عَينٍ مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمِ
فَأيُّ فَتىً بَعْدَ ابنِ مُوسَى نُعِدُّهُ
لِيَوْمِ لِقَاءٍ، أوْ حَمَالَةِ مَغْرَمِ
فَتىً، بَينَ صدّيقِ النّبيّ فُرُوعُهُ،
وَطَلْحَةَ مَحمودِ الخَلائقِ خِضرِمِ
وَلَوْ شَاءَ إذْ وَلَّى الكَتائبُ حَوْلَهُ،
تَعالى على بَاقي العُلالَةِ مِرْجَمِ
وَلَكِنْ رَأى أنّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ،
وَأنّ المَنَايَا تَرْتَقي كُلَّ سُلّمِ
وَأنّ فِرَارَ المُسْلِمِينَ خَزَايَةٌ،
وَأُحدُوثَةٌ تَنْمي إلى كُلّ مَوْسِمِ
وَعِنْدَ ابنِ مُوسَى السّالِميّ، كأنّهُ
عَتيقٌ بِكَفّيْ قَانِصٍ مُتَقَرِّمِ
وَلا حِقَةُ الآطَالِ جُرْدٌ مُتُونُهَا،
تَبُذُّ هَوَادِيهَا يَدَيْ كُلِّ مُلْجِمِ
عَنَاجيجُ مِنْ آلِ الصّرِيحِ كَأنّمَا
يَخَلْنَ التِهابَ الشّدّ أسلابَ مَغَنمِ
فَقالَ لمَنْ يَرْجُو الإيابَ استَغِثْ بها،
وَكَرَّ كَمخضُوبِ الذّراعينِ ضَيغَمِ
بِسَيْفِ أبي بَكْرٍ وَطَلْحَةَ يَختَلي
بهِ حَلَقَ المَاذِيّ عَنْ كلّ مِعصَمِ
فَقُلْ لِعَتاقِ الخَيْلِ تَمنَعْ ظُهُورَهَا،
فَقَدْ غِيلَ عَنها مَن يَقولُ لها اقدِمِ
على غَمَراتِ المَوْتِ تَشكُو عِتاقُها
إذا ساورَتْ وَقْعَ القَنَا والتّحَمحُمِ
يَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمثْلَهَا،
إذا غَيّرَ السِّيمَا بهِ كُلّ مُعْلَمِ
فَقَدْ نَقَضَ الأيّامُ بَعْدَ مُحَمّدٍ
على القَوْمِ مِنْ مِرّاتهِمْ كُلَّ مُبرَمِ
~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:46 PM
بحَقّ امرىءٍ أضْحَى أبُوهُ ابنَ دارِمٍ
وَضَبّةَ مِنْهَا المُنْجِبَاتُ الكَرَائِمُ
تَكُونُ لَهُ شَمسُ النِّهارِ وَيَنجَلي
لَهُ البَدرُ طَوْعاً، وَالنّجومُ التّوَائِمُ
مَكَارِمُ مَا كانَتْ كُلَيْبٌ تَنَالُهَا
إذا قَامَ مِنْهَا المُقْرِفُونَ الألائِمُ
عَطِيّةُ تَرْجُو أنْ تَكُونَ كغالِبٍ،
سَوَاءٌ كُلَيْبٌ، لا أبَاكَ، ودَارِمُ
~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:47 PM
لَعَمْرُكَ مَا لَيْثٌ بِخَفّانَ خادِرٌ،
بأشجَعَ منْ بِشْرِ بنِ عُتبَةَ مُقْدِمَا
أبَاءَ بِشَيْبَانَ الثُّؤورَ، وَقَدْ رَأى
بَني فَاتِكٍ هَابُوا الوَشيجَ المُقَوَّمَا
~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:48 PM
قال السماء كئيبة ! وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها
قلبي , فكيف أطيق أن أتبسما !
قلت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها
لقضيت عمرك كله متألما
قال: التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة
لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها
و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم
لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل
حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن
تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى
شبر, فإنك بعد لن تتبسما
~الفراشة الجميلة~
22/06/2010, 07:53 PM
لَنِعْمَ تُرَاثُ المَرْءِ أوْرَثَ قَوْمَهُ
عُميرُ بنُ عَمروٍ وَالحَصَانِ السُّلاجمِ
بَنُوهُ بَنُو غَرّاءَ قَدْ صَعّدَتْ بهِمْ
إلى بَيْتِ سَعْدٍ ذي العَلاءِ وَدارِمِ
نَمَاهُمْ إلى عِرْنينِ سَعْدٍ مُحَرِّقٌ،
وَمِنْ وَائِلٍ أهلُ النُّهَى وَالعظائِمِ
عَمَيرٌ أبوهمْ ذو المَساعي، وَجَدُّهُمْ
ضُبَيْعَةُ ضَرّابُ الطُّلى وَالجَمَاجِمِ
هُمُ الهامَةُ العَلْياءُ مِنْ آلِ وَائِلٍ،
وَفُرْسَانُهَا في المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
عَمَيرٌ أبُوكُمْ، فافخَرُوا بِفَعالِهِ،
إذا عَدّد الأقْوَامُ أهْلَ المَكارِمِ
وَجَارِيَةُ القَرْمُ النّجيبُ بَنى لهُمْ
مَآثِرَ مَجْد رَاسِيَاتِ الدّعَائِمِ