المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبن زيدون ..



أمانيـــز
17/04/2010, 07:07 PM
ابن زيدون
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.

أمانيـــز
17/04/2010, 07:10 PM
أضْحى التـَّنائِي بَدِيلا مِنْ تـَدانِينا
ونابَ عَنْ طِيبِ لقيانا تـَجافِينا
ألا وقد حانَ صُبْحُ البَيْن صَبَّحَنا
حَيْنٌ فقامَ بنا لِلحَيْن داعِينا
مَن مُبْلِغُ المُلبسِينا بانتزاحِهمِ
حُزْنا مَعَ الدَّهْر لا يبلى ويُبْلِينا
أنَّ الزَّمانَ الـَّذِي مازالَ يُضْحِكـُنا
أنسا بقربهمُ قد عاد يُبْكِينا
غِيظ العِدَى مِنْ تساقِينا الهَوَى فدَعَوْا
بأن نـَغُصَّ فقالَ الدَّهْرُ آمِينا
فانحَلَّ ما كانَ مَعْقـُودًا بأنفسنا
وانـْبَتَّ ما كان مَوْصُولا بأيْدِينا
وقد نكونُ وما يُخْشَى تفرُّقـُنا
فاليَوْمَ نحنُ وما يُرْجَى تلاقِينا
يا ليتَ شِعْري ولم نعتِبْ أعادِيَكـُمْ
هل نالَ حَظـًّا مِنَ العُتبى أعادينا
لم نعتقِدْ بَعْدَكـُمْ إلا الوَفاءَ لكم
رأيا ولم نتقلـَّدْ غَيْرَهُ دينا
ما حَقـُّنا أن تـُقِرُّوا عَيْنَ ذِي حَسَدٍ
بنا ولا أن تـَسُرُّوا كاشِحا فِينا
كـُنـَّا نرى اليَأسَ تـُسْلِينا عَوَارضُهُ
وقد يَئِسْنا فما لليأس يُغرينا
بـِنتـُمْ وبـِنـَّا فما ابْتـَلـَّتْ جَوَانِحُنا
شَوْقا إليْكـُمْ ولا جَفـَّتْ مآقِينا
نكادُ حِينَ تـُناجيكمْ ضَمائِرُنا
يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
حالت لِفقدِكـُمُ أيَّامُنا فغدَتْ
سُودا وكانت بكم بيضا ليالينا
إذ جانِبُ العَيْش طلقٌ مِنْ تـَألـُّفِنا
ومَرْبَعُ اللـَّغو صافٍ مِنْ تصافينا
وإذ هَصَرْنا فـُنونَ الوَصل دانِيَة
قِطافها فجنينا مِنهُ ماشينا
لِيُسْقَ عَهْدُكـُمُ عَهْدُ السُّرُور فما
كـُنـْتـُمْ لأرْوَاحِنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نأيكم عَنـَّا يُغَيِّرُنا
أنْ طالما غَيَّرَ النـَّأيُ المُحِبِّينا
واللهِ ما طلبَتْ أهواؤُنا بَدَلا
مِنكـُمْ ولا انصرفت عَنكم أمانينا
يا ساري البَرق غادِ القصرَ واسق به
من كان صِرْفَ الهَوَى والوُدِّ يَسْقِينا
واسْألْ هُنالِكَ هل عَنـَّى تذكـُّرنا
إلفا تذكـُّرُهُ أمْسَى يُعَنـِّينا
ويا نسيمَ الصَّبا بَلـِّغْ تـَحِيَّتنا
من لو على القرب حَيًّا كانَ يُحْيينا
فهل أرى الدَّهْرَ يَقضينا مُسَاعَفة
مِنهُ وإن لم يكن غِبًّا تقاضينا
رَبيبُ مُلكٍ كأنَّ اللهَ أنشأهُ
مِسْكا وقدَّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينا
أو صاغَهُ ورقا محضا وتـَوَّجَهُ
مِنْ ناصع التـِّبْر إبْدَاعا وتحسينا
إذا تأوَّدَ آدَتهُ رفاهية
تومُ العُقودِ وأدْمَتهُ البُرَى لِينا
كانت لهُ الشَّمْسُ ظِئرًا في أكِلـَّتِه
بل ما تـَجَلـَّى لها إلا أحايينا
كأنـَّمَا أثبتـَتْ في صَحن وَجْنتِهِ
زُهْرُ الكواكِبِ تعويذا وتزيينا
ما ضَرَّ أنْ لمْ نكنْ أكفاءَهُ شَرَفا
وفي المَوَدَّةِ كافٍ مِنْ تكافِينا
يا روضة طالما أجنت لواحظنا
وَرْدًا جَلاهُ الصِّبا غَضًّا ونسرينا
ويا حياة تـَمَلـَّيْنا بزهرَتِها
مُنى ضُرُوبا ولذاتٍ أفانينا
ويا نعيما خطرنا من غَضارَتِهِ
في وَشْي نـُعْمَى سَحَبْنا ذيْلهُ حِينا
لسنا نـُسَمِّيكِ إجلالا وتكرمة
وقدرُكِ المُعْتلي عن ذاكَ يُغنينا
إذا انفرَدْتِ وما شُوركتِ في صِفةٍ
فحسبُنا الوَصْفُ إيضاحا وتبيينا
يا جَنـَّة الخُلدِ أبدِلنا بسدرتها
والكوثر العَذبِ زَقـُّوما وغِسْلينا
كأنـَّنا لم نبت والوَصْلُ ثالثنا
والسَّعدُ قد غَضَّ مِنْ أجفان واشينا
(إنْ كانَ قد عَزَّ في الدُّنيا اللـِّقاءُ ففي
مَوَاقِفِ الحَشر نلقاكم ويكفينا)
سِرَّان في خاطر الظـَّلماءِ يَكتمنا
حَتـَّى يَكادَ لِسَانُ الصُّبْح يُفشينا
لا غَرْوَ في أن ذكرنا الحُزْنَ حِينَ نهتْ
عَنهُ النـُّهَى وتركنا الصَّبْرَ ناسينا
إنـَّا قرَأنا الأسَى يَوْمَ النـَّوَى سُوَرَا
مَكتـُوبَة وأخذنا الصَّبْرَ تلقينا
أمَّا هَواكِ فلم نعدِلْ بمنهَلِهِ
شِرْبا وإنْ كانَ يُروينا فيظمينا
لم نجفُ أفقَ جَمَال أنتِ كوكبُهُ
سالِينَ عَنه ولم نهجُرْهُ قالينا
ولا اخْتِيارًا تـَجَنـَّبْناهُ عَنْ كثبٍ
لكن عَدتنا على كرهٍ عَوادينا
نأسى عَليكِ إذا حُثـَّتْ مُشَعْشَعَة
فينا الشَّمُولُ وغَنـَّانا مُغَنـِّينا
لا أكؤُسُ الرَّاح تبدي من شمائِلِنا
سِما ارتياح ولا الأوْتارُ تلهينا
دُومي على العَهْدِ ما دُمْنا مُحَافظة
فالحُرُّ من دان إنصافا كما دينا
فما اسْتـَعَضْنا خَلِيلا مِنكِ يحبسنا
ولا اسْتفدْنا حَبيبا عَنكِ يَثنِينا
ولو صبا نحونا من عُلو مَطلعِهِ
بَدْرُ الدُّجَى لم يَكنْ حاشاكِ يُصْبينا
أبكي وَفاءً وإنْ لمْ تبذلِي صِلة
فالطـَّيْفُ يُقنِعُنا والذكرُ يَكفينا
وفي الجَوابِ مَتاعٌ إن شفعتِ به
بيضَ الأيادي الـَّتي مازلتِ تولينا
عَليْكِ مِنـَّا سَلامٌ اللهِ ما بَقِيَتْ
صَبَابة بكِ نخفيها فتخفينا

سمو داعية
23/04/2010, 10:08 AM
أمَوْلايَ بُلـِّغْتَ أقصى الأمَلْ
وسُوِّغْتَ دأبا نساء الأجَلْ

وعُمِّرْتَ ما شِئتَ في دَولةٍ
تـُقصِّرُ عَنها طِوالُ الدُّوَل

فأنتَ الـَّذي غَرُّ أفعالِهِ
تحلـَّى بها الدَّهْرُ بَعْدَ العَطلْ

يُشَرِّفُ مملوككَ المُسْترقَّ
نظمٌ مِنَ الكلِمِ المُنتخلْ

وراحٌ تعيدُ إلى من أسَنَّ
طِيبَ زَمان الصِّبا المُقتبلْ

أتتْ مع أمرإ ما يُغتذى
وأغرَبِ باكورَةٍ تـُنتقل

فأخجلني البرُّ من فرطِهِ
وإنَّ الجَوابَ ليُبدي الخجَلْ

وقد يقبَلُ الدَّهْرَ مولى الأنا
مِ جَهْدَ العُبَيْدِ إذا ما أقلّ

سَعِدْتَ كما سَعِدَ المُشتري
ونلتَ عُلا لم ينلها زُحَلْ

سمو داعية
08/05/2010, 03:20 AM
ألمْ ترَ أنَّ الشَّمْسَ قد ضَمَّها القبرُ
وأن قد كفانا فقدَنا القمَرُ البَدْرُ


وأنَّ الحيا إنْ كانَ أقلعَ صَوبُهُ
فقد فاضَ للآمال في إثرهِ البَحْرُ


إسَاءَة دَهر أحسَنَ الفِعلَ بَعْدَها
وذنبُ زمان جَاءَ يَتبعُهُ العُذرُ


فلا يَتهَنَّ الكاشِحُونَ فما دَجَا
لنا الليلُ إلا رَيثما طلعَ الفجرُ


وإنْ يَكُ وَلى جَهْوَرٌ فمُحَمَّدٌ
خليفتهُ العَدلُ الرِّضَا وابنُهُ البَرُّ


لعَمْري لنِعْمَ العِلقُ أتلفهُ الرَّدَى
فبَانَ ونِعْمَ العِلقُ أخلفهُ الدَّهْرُ


(هُمَامٌ جَرَى يَتلو أباهُ كما جَرَى
مُعاويَة يَتلو الذي سَنَّهُ صَخرُ)


هَززنا به الصَّمْصَامَ فالعَزمُ حَدُّهُ
وحِليتهُ العَليا وإفرندُهُ البشرُ


فتى يَجمَعُ المجدَ المُفرَّقَ هَمُّهُ
ويُنظمُ في أخلاقِهِ السُّؤْدُدُ النَّثرُ


أهابَتْ إليهِ بالقلوبِ مَحَبَّة
هيَ السِّحْرُ للأهواءِ بل دُونها السِّحْرُ


سَرَتْ حَيثُ لا تسري مِنَ الأنفس المُنَى
ودَبَّتْ دبيبا ليس يُحْسِنُهُ الخَمْرُ


لبسنا لديهِ الأمْنَ تندى ظِلالهُ
وزهْرَةَ عَيش مِثلَ ما أينَعَ الزَّهْرُ


وعادَت لنا عاداتُ دُنيا كأنَّها
بها وَسَنٌ أو هَزَّ أعطافها سُكرُ


مَليكٌ لهُ مِنَّا النَّصيحَة والهوى
ومِنه الأيادي البيضُ والنِّعَمُ الخُضرُ


نُسِرُّ وفاءً حِينَ نُعلِنُ طاعة
فما خانهُ سِرٌّ ولا رابَهُ جَهرُ


فقل لِلحَيَارَى قد بدا عَلمُ الهُدَى
وللطامِع المَغرُور قد قضِيَ الأمْرُ


أبا الحزم قد ذابَتْ عليك مِنَ الأسى
قلوبٌ مَناها الصَّبرُ لو ساعَدَ الصَّبْرُ


دَع الدَّهْرَ يَفجعْ بالذخائِر أهلهُ
فما لنفيس مُذ طواكَ الرَّدَى قدْرُ


تهُونُ الرَّزايا بَعدُ وهيَ جَلِيلة
ويُعْرَفُ مُذ فارقتنا الحادِثُ النكرُ


فقدناك فِقدانَ السَّحَابَةِ لم يزل
لها أثرٌ يُثني بهِ السَّهلُ والوَعرُ


مَسَاعِيكَ حَليٌ لِليالِي مُرَصَّعٌ
وذكرُكَ في أردان أيَّامِها عِطرُ


فلا تبعَدَنْ إنَّ المَنِيَّة غايَة
إليها التناهي طالَ أو قصُرَ العُمْرُ


عَزَاءً فدتكَ النفسُ عنهُ فإن ثوى
فإنَّكَ لا الواني ولا الضَّرَعُ الغُمْرُ


وما الرُّزءُ في أن يُودَعَ التُّرْبَ هالِكٌ
بَل الرُّزءُ كلُّ الرُّزءِ أنْ يَهلِكَ الأجرُ


أمامَكَ مِنْ حِفظِ الإلهِ طليعَة
وحَوْلكَ مِنْ آلائِهِ عَسكرٌ مَجْرُ


وما بكَ مِنْ فقر إلى نَصر ناصِرٍ
كفتكَ مِنَ اللهِ الكلاءَةُ والنَّصْرُ


لكَ الخيرُ إنِّي واثِقٌ بكَ شاكِرٌ
لمثنى أياديكَ التي كفرُها الكفرُ


تحامى العِدَا لمَّا اعْتلقتكَ جانِبي
وقال المُناوي شبَّ عَنْ طوقِهِ عَمْرُو


يَلينُ كلامٌ كانَ يَخشنُ مِنهُمُ
ويَفترُ نحوي ذلِكَ النظرُ الشَّزْرُ


فصَدِّقْ ظنونا لي وَفِيَّ فإنني
لأهلُ اليَدِ البَيْضَاءِ مِنكَ ولا فخرُ


ومَن يَكُ للدُّنيا وللوَفر سَعْيُهُ
فتقريبُكَ الدُّنيا وإقبالكَ الوَفرُ

~الفراشة الجميلة~
26/05/2010, 11:17 AM
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،
كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ،
كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،
بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ
جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،
بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ،
فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،
وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا
إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ
فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى
وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ،
لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا
يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى
نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن،
ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا
فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ،
سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا!

~الفراشة الجميلة~
26/05/2010, 11:18 AM
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
وأنتِ، على الزّمانِ، مدى اقتراحي
وما اعترضتْ همومُ النّفسِ إلاّ،
وَمِنْ ذُكْرَاكِ، رَيْحاني وَرَاحي
فديْتُكِ، إنّ صبرِي عنكِ صبرِي،
لدى عطشِي، على الماء القراحِ
وَلي أملٌ، لَوِ الوَاشُونَ كَفُّوا،
لأطْلَعَ غَرْسُهُ ثَمَرَ النّجَاحِ
وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدوٌّ،
رضَاكِ عليهِ منْ أمضَى سلاحِ !
وَلمَّا أنْ جَلَتْكِ ليَ، اخْتِلاساً،
أكُفُّ الدّهْرِ للحَيْنِ المُتَاحِ
رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ،
وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ
فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقاً،
وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ؟
عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ؛
وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ
وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني
بأُفْقِكِ، في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ
فُؤادي، مِن أسى ً بكِ، غيرُ خالٍ،
وقلبي، عن هوى ً لكِ، غيرُ صاحِ
وأنْ تهدِي السّلامَ إليَ غبّاً،
ولَوْ في بعضِ أنفاسِ الرّياحِ

~الفراشة الجميلة~
26/05/2010, 11:19 AM
مَتى أبُثّكِ مَا بي،
يا راحَتي وعذابي؟
مَتَى يَنُوبُ لِسَاني،
في شَرْحِه، عن كتابي؟
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي
أصْبَحْتُ فِيكِ لِمّا بي
فلا يطيبُ طعامي؛
وَلا يَسُوغُ شَرَابي
يا فِتْنَة َ المُتَقَرّي،
وحجّة َ المتصابي
الشّمسُ أنتِ، توارَتْ،
عن ناظرِي، بالحجابِ
ما البَدْرُ، شَفّ سَنَاهُ
عَلى رَقِيقِ السّحَابِ،
إلاّ كوجْهِكِ، لمّا
أضاء تحتَ النّقابِ

سمو داعية
17/07/2010, 12:10 AM
أمَّا رضاكِ فعِلقٌ مالهُ ثمنٌ
لو كانَ سامحني في وَصْلِهِ الزَّمَنُ

تبكي فِراقكِ عَيْنٌ أنتِ ناظِرُها
قد لجَّ في هَجْرها عَنْ هَجْركِ الوَسَنُ

إنَّ الزَّمَانَ الـَّذِي عَهْدِي بهِ حَسَنٌ
قد حالَ مُذ غابَ عَنـِّي وجْهُكِ الحَسَنُ

أنتِ الحَياة فإنْ يُقدَرْ فِراقكِ لي
فليُحْفر القبْرُ أو فليُحْضَر الكفنُ

واللهِ ما ساءني أني خفيت ضَنـًى
بَلْ سَاءني أنَّ سِرِّي في الهَوَى عَلنُ

لو كانَ أمْريَ في كتم الهَوى بيَدِي
ما كان يَعْلمُ ما في قلبيَ البَدَنُ

سمو داعية
17/07/2010, 12:12 AM
ألا هَلْ لنا مِنْ بَعْدِ هَذا التـَّفـَرُّق
سَبيلٌ فيشكو كـُلُّ صَبٍّ بما لقي؟

وقد كـُنتُ أوْقاتُ التـَّزَاوُر في الشِّتا
أبيتُ على جَمْر مِنَ الشَّوْق مُحْرق

فكيْفَ وقد أمْسَيْتُ في حال قِطعَةٍ؟
لقد عَجَّلَ المِقدارُ ما كنتُ أتـَّقِي

تمرُّ اللـَّيالي لا أرَى البَيْنَ يَنقضِي
ولا الصَّبْرَ مِنْ رقِّ التـَّشَوُّق مُعْتِقي

سَقى اللهُ أرضا قد غَدَتْ لكَ مَنزلا
بكـُلِّ سَكـُوبٍ هاطل الوَدْق مُغْدِق