المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((هل يمكن تمديد شهر العسل إلى مدى العمر)) ؟؟!!!



شمس البحرين
07/02/2003, 03:12 PM
(l)هل يمكن تمديد شهر العسل الى مدى العمر


شهر العســل ..أيمكن أن يستمر ..ويتخطى الصعوبات والمشاكل ، أحقاً يضفى على الزواج قوة وسعادة..ومرور الأيام هل يزيد الزوجين تقارباً وسعادة أم تباعداً وتنافراً ؟ وطريق الحياة طويل حافل بالمصاعب والمشاكل ، فى حياة كل إنسان وحياة عائلته ومجتمعه ، ويرى العلماء أن الحياة بين أكثر الأزواج توفيقاً وسعادة تمر عادة بمراحل ثلاث ..بداية هناك شهر العسل ورحلته القصيرة ، والتى تتميز بما يبديه الزوجان من ثقة وتسامح وسعة أفق ، وعواطف ملتهبة ، هذه الفترة الرقيقة الرائعة الملأة بالحب مؤقتة ولاتستمر طويلاً ، إذ سرعان ما تعقبها تلك المرحلة البغيضة من الخلافات والصراعات والروتين الممل ، وهى مرحلة شاقة كئيبة لاتحتملها كثير من الزيجات وتنتهى بالفراق والطلاق ، فى حين تصمد أمامها زيجات أخرى وتخرج من الصراع أكثر خبرة وأكثر قوة وتفهم ..وهذه المراحل الثلاث هى :
شهر العسل
إنه مهلة الحب والثقة، فيه يشعر الزوجان أنهما يحققان ذاتيهما ، ويمارس كل منهما الحياة كما تخيلها وتمناها ..فهو محب و محبوب وهذا أروع مافى الوجود، والحب أعمى ولذا فإن كلاً منهما يركز على مزايا الآخر دون الإلتفات لعيوبه التى لايراها ، بل أن خياله قد يصورها له مزايا ما بعدها مزايا ، ويتغاضى كل منهما عن هفوات وأخطاء الآخر فى رضا وتسامح ، ولا يخطر بباله لحظة أن مايفعله إنما هو تضحية وإيثار، الأحاديث بينهما طويلة لاتنتهى ، لكن ما من أحد منهما يكتشف الآخر أو يفطن إلى عاداته وطباعه ، ولو ظهر خلاف فى الرأى إستخفا به ...ولو ظهرت مشكلة أسرعا بالتغاضى عنها ، يهمشان كل شيء ويتغاضيان عن أى شيء فما من شيء يهم الآن ، بيد أن الأحاديث المعسولة إلى زوال، وتناجيات الغرام لابد وأن تنتهى ، ليحل محلها ذاك الصمت الثقيل الكئيب ، فيشعر أحدهما أو كلاهما بشيء من خيبة الأمل، فما هكذا تخيل شريكه فى الحياة وما هكذا تخيل حياته معه..وما هكذا كان... وهنا تبدأ المرحلة الثانية.
مرحلة الصراع
حين يدرك أحدهما أن الزواج لم يحقق له الإشباع العاطفى والتفهم الكافى يبدأ الصراع بينهما ، وتنتابه خيبة الأمل ويحاول أن يفرض وجهة نظره على الآخر، وأن يغير عاداته وطبائعه ، وبالطبع يرفض الآخر كل ذلك ، أو لايرى عيوبه كما يراها شريكه ، ثم أنه قد لايتقبل هذا التغيير المفاجيء فى الطرف الآخر ، الذى أحبه كما هو بعيوبه ومزاياه وهاهو الآن يطالبه بالتغيير الذى قد لا يقدر عليه ، فلما يريد منه اليوم أن يغير نفسه ، ثم أن تغيير الطبائع ووجهات النظر حكاية ما بعدها حكاية ، وهى ليست سهلة فليس المرء حرباء تغير جلدها، حتى لو عزمنا على ذلك جادين ، فالطبع دوماً يغلب التطبع ، فتأخذ هى ويأخذ هو بإستعادة ماألف عليه من عادات ، فيستطيب أطعمته القديمة وطريقته فى الجلوس والأكل والتعبير ، لا مايعجب الشريك ويرضيه ، ويميل لصحبة أهله وأصحابه شان الأيام الخوالى ..لا أهل شريكه وأصحابه ، ويصر على أفلام بطله المفضل عنده لاعند شريكه ، كانا فى شهر العسل واحداً وأمسيا عقب ذلك إثنين ، إمرأة ورجل ، لكل شخصيته ، ولكل أفكاره وميوله وطبائعه ..
وهما اللذان كانا يفخران بأنهما المتحدان روحاً وعقلاً ، وإذا بهما يكتشفان أنهما واهمان ، مؤكد ان هذه الحقيقة تؤذيهما وتجرحهما ، فيحاول أحدهما أن يفرض وجهة نظره على الاخر وعاداته التى تطبع بها وذوقه ، ويشتد الصراع بينهما حيناً ويتراخى حيناً آخر ، بيد أنه يظل موجوداً كونهما لم يتفاهما منذ البداية على تحليل بعضهما ذاك التحليل المنطقى الواقعى ، وتبدأ مرحلة النقد بالتفشى بين يوميات حياتهما فهو يسخر من أفكارها وهى تسخر من ذوقه فى تنسيق الألوان ، إيه ... بعد أن كانا يتبادلان الإعجاب بأفكار وسلوك بعضهما البعض إبان شهر العسل ، هذا النقد المستمر ينتهى بأن يفقد الإنسان ثقته بنفسه مهما كانت قوتها ، وإيمانه بذاته فتتوتر اعصابه ويغضب من شريكه وقد يحقد عليه ، فتتلبد أجواء حياتهما بمناخ عاصف مليء بالمتاعب والمشاكل.
جمال المرأة فى أحسن صورة
وما يزيد الأمور بينهما تعقيداً، أن أبسط الأمور تمسى ذريعة لخلاف يجرح عميقاً ويدمي..هما مدعوان من أحد الأصدقاء لحفل ساهر، هى تصفف شعرها أمام المرآة وتضع الرتوش الأخيرة على وجهها فى توتر شديد جعل سحنتها تزرق، هى غير راضية عن نفسها ربما زوجها يحسسها بذلك سواء شعر بذلك أم لم يشعر ، أو كونها فقدت الثقة بجمالها وقوامها وأناقتها، أو كون الموضوع بات يؤرقها بعد أن كان لايشغل تفكيرها ، وتتمنى أن يتأملها ..وتسأله : مارأيك بتسريحتي..؟
ـ لابأس بها ، ولكن من الأفضل لو رفعتى تلك الخصلة وضممته أكثر.
كثيراً ما تغضب الزوجة وتثور ، وتتهم زوجها آنذاك أنه لايفهم شيئاً فى أناقة السيدات وأنه بلا ذوق ، وأنه فى الحقيقة لايحبها لذا يرى كل ما تأتى به بشعاً ، وربما المسكين قد أخطأ دون قصد ، وهو الذى ظنها تسأله رأيه حقاً ، وفاته المعنى الأكبر للسؤال ألا وهو : بحثها عن التشجيع والدعم لإعادة ثقتها بنفسها ، بيد أن الرجال عادة لايكتفون بسوء الفهم الذى أبدوه بل يحبون التمادى فى الخطأ ، ويصبون الزيت على النار ، فيقول : أصبحت مملة وتعقدين الأمور ، وتخلقين من الحبة قبة ، إن الحياة معك لاتطاق .
إذن ...كيف بالله عليك ستنتهى الصراعات ما دامت بدأت من أول يوم على سوء الفهم وبطريقة رعناء؟.؟
على كل من الزوجين وضع الحد أمام كل تلك الهواجس والشكوك ، وأن يتوقف عن إتهام الآخر بالقسوة وسوء الفهم والفتور ، وأن يتعلم فن النظر لسلوك الآخر بكثير من الفهم والإدراك والتسامح ، وأن يدرك المرء أن أموراً قد تؤذى الغير دون أن يشعر أنها تؤذيهم ، صحيح أن كل إنسان مسؤول عن أعماله ولكن كثير من الأعمال والنتائج المترتبة عنها تكون غير مقصودة .
وكى ينجو الزواج من أخطار مرحلة الصراع ويخرج أكثر قوة ليلج عالم المرحلة الثالثة والأخيرة ، مرحلة التفاهم ..على كل منهما أن يستعيد إتزانه العاطفى متى ما فقده ، وثقته بنفسه وبنصفه الآخر وإحترامه لذاته وتقديره لها ، ولمن إختار من الناس أن يكمل معه مشوار الحياة.
مرحلة التفاهم
هذه المرحلة..ربما هى مرحلة النضج ، إذ يتجاوز الشريكان ما غشى حياتهما من خيبات أمل ونكسات ، مستعيدين بعضاً مما فقدا من إتزان وثقة، وبديهى أن الإحساس بالقلق والضيق والثورة أحياناً ، لايزول دفعة واحدة ، بل يتضائل تدريجياً ، ولايعود وقتها يمثل خطراً على الزواج ومستقبله، ولكن وبعد كم الخلافات التى أطرت ما بعد مرحلة العسل ، كيف يستعيد الزوجان ثقتهما ببعضهما وبأنفسهما ؟ ..
ربما الكثير من الجهد الفكرى تحتاجه هذه المرحلة الدقيقة والناضجة من عمر علاقتكما ، والجهد الإرادى الواعى والمثابرة التى لاتلين ، وبالتجاوز عن الأمور التافهة، والكف عن ملاحقة الشريك نقداً وتجريحاً ، وهذا يستدعى ضبطاً كبيراً للنفس لما يسمى كرامة وتبعاتها إذ أن الزواج إتحاد، محبة، وتفهم، ولاكرامة ولاعزة نفس بينكما فأنتما الآن روح واحدة بجسدين، ومشاكل الزواج أكبر من ان نتمكن من حصرها فى أسطر أو صفحات أو حتى كتب، وهى غالباً ما تكون ناجمة عن مشاكل تعترض حياتهما أو تعترض طريق أحدهما وليست دوماً تتعلق بحياتهما الخاصة ، فعدم التوفيق بين إلتزام العمل وإلتزامات البيت،أو مرض أحد الزوجين أو إجهاده غالباً ما ينعكس على الحياة الزوجية سلباً، لذا لابد من أن يفتح الزوجان قلبهما كل للآخر على مصراعيه، مشركاً إياه فى كل أفكاره مهما بلغت تفاهتها ، أو ضخامتها ، ليبحثا عن حل لها معاً.
ثم أن الحياة رغم بساطتها صعبة، إنها صعبة بحق والأصعب منها تغير الإنسان مع كل تجربة يمر بها، وتغير مفاهيمه ، حتى يكون من المستحيل أن تجد الإنسان ذاته الذى عرفته فترة الخطوبة هو ذاته الآن الذى تزوجته منذ سنوات تسع، والمستحيل الأكبر أن تقدر على تغيير طباع الآخر مهما كانت، والصبر حلك لو كنت مصرا ً، والتقبل حلك الأفضل فى كل الحالات، الصبر الواعى المثابر الذى لايتعجل النتائج ، فالتفاهم لايأتى صدفة أو رمية بغير رامى ، وهو ليس كالحب من اول نظرة ـ والذى لاأعترف به ـ بل إنما هو من أنجبته الجهود الواعية المتصلة والتجارب الواعية، متغلبة على لحظات الضعف التى تنتاب الإنسان كثيرا ً، والتفاهم والتفهم ما من سبيل لبلوغهما إلا بالرغبة الأكيدة من كل طرف بإسعاد الآخر، وإنجاح الزواج بكثير من التغاضى والتقبل والتضحية، فالحب أخذ وعطاء ، تقبل وخوف ، وإهتمام، وربما كانت فكرة الأخذ والعطاء المتبادل والإهتمام الذى يكسو مسار أيامهم، هى سر أولائك الأزواج والزوجات الذين يحيون حياتهم الزوجية بحب وكانهم فى فترة ما قبل الخطوبة حتى ... اليد باليد، والقلب مع القلب.