مصرقعه
05/02/2003, 10:57 PM
مرحباااااااااا ...
وصلتني هذي القصة عبر الاميل ...اقروووووووها الله يخليكم وايد حزينه ..
سلمها صديقه وأصطحب أخرى ليقضي أجمل أوقاته معها.. !!!
صاح بأعلى صوته... ( حينما تسمعون قصتي.. أرجوكم أدعوا لي بأن يغفر الله لي ما فعلت بها..) !!! قال الله تعالى: (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين ))... قبل أن أسرد عليكم الحادثة يجب أن تعرفوا خلفياتها كاملة... فتعالوا أحكي لكم هذا الحادثة... هي حادثة حقيقية وقعت لصديق عزيز علي جداً، بل لا أبالغ إن قلت لكم هو أعز لدي من أخي ولن أقول أبي أو أمي.. هو شقيقي الذي لم تلده أمي.. عشت معه الطفولة كلها والشباب أعيشه اليوم معه بحلاوة الحياة ومرارتها.. أشاركه الهموم والأحزان ويجبرني على مشاركته الأفراح حتى وإن كانت عائلية خاصة، منذ أن خرجت للحياة وأنا التصق به لأنه كان وأسرته جارنا الأول والأقرب... حتى أن أمه أرضعتني معه فأصبحت أخوه من الرضاعة.... فأي التصاق جسدي وروحي تتوقعون أن نكون عليه.
هذه المقدمة كانت واجبه حتى تعلموا مدى قربي لصاحب الحكاية والذي سأرمز لشخصه بحرف لن يكون في اسمه حتى لا تعرف شخصيته واخترت الرمز ( ف ).. وحكايته هذه حصلت بعد أن تفارقنا لسفري للدراسة في أمريكا... وبعد عودتي بعد غيبة دامت ( 4 ) سنوات حضر لمنزلي مهنئا بالسلامة وكأنني رأيت قطعة من جسدي فارقتني فضممتها حتى بكيت وبكى بين يدي بكاءً أليماُ شعرت أنه يفوق الإحساس بالمحبة لي والود لي ويفوق الموقف كله.. ولكني لم أستطع مناقشته عنه في تلك اللحظة وقد بقت في ذهني علامات الاستفهام والتعجب لأيام..... وبعد عدة زيارات... صارحني بحكايته الأليمة التي مزقت قلبي وقطعت روحي ألماً وحزناً.... وبعد أن أصغيت لحكايته طلب من وألح إلحاحا شديداً على نشرها في المنتدى باسمي أنا... وقد حاولت أن أثنيه عن ذلك مبرراً له أن الاسم يعني أنني صاحب القصة وأن شاركت في المنتدى عرفت الناس بشخصي وليس من المناسب أن أحكي للناس حكاية مؤلمة كهذه قد يعتقدون أنني صاحبها... ولكنه أصّر وألـّح الحاحاً كبيراً لم أستطع معه أن أثنية عنه بعد أن فهمت منه أن هدفه أن يأخذ الناس العبرة من القصة وأن يدعو الله له أن يغفر ذنبه العظيم.... وعندها أشرت عليه أن أرويها للناس على لسانه فوافق على ذلك...... وأليكم الحادثة على لسانه:
اسمي (ف) أبلغ من العمر (29) سنه أحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية وقد عشت مع أبي وأمي وكنت بكرهما وجاء خلفي ابن وبنت... ولما كنت بكر والدي كان أبي لا يرفض لي طلباً ولا أبالغ إن قلت لكم أنه كان يكاد يبذل نفسه لتحقيق ما في نفسي... ولم أقدر ذلك لجهلي... وقد بدأت حكايتي حينما شاهدت إحدى الفاتنات وقت خروجي من بوابة الجامعة وكانت خلف سيارة أجرة خاصة فلم أستطع مقاومة إغراءها فقد أحسست أن قلبي ودع صدري وأصبح رهينتها وتعلقت روحي بها من تلك النظرة التي كانت بداية الشرارة التي أحرقتني وإياها... تابعتها حتى عرفت المنزل فأصبحت أتردد عليه يومياً أراقبها من بعيد دون أن تحس... ولا أبالغ إن قلت أنني كنت أحياناً أتردد عليه في اليوم أكثر من مره... لقد رأيت فيها حلم الشباب والطفولة معاً.. واعتقدت أن حصولي عليها يعني حصولي على الدينا بأسرها.. بذلت الغالي والرخيص من أجل ذلك خسرت الكثير من المال والوقت والأصدقاء لتكون لي وحدي... ذللت الصعاب تحملت الإهانة من أجلها إلى أن أصبحت ملكي وحدي... فهتفت روحي.. يا الهي لا أصدق هل هو حلم أم واقع... أحقاً أصبحت يا حياتي لي وحدي. !!! كنت أقضي معها الوقت ليلاً كانت أرق وأعذب ما يمكن أن يتصوره بشر تحنو علي حنو يفوق حنو الأم على ابنها... هل تصدقون أنها كانت إذا مشينا في مكان مشمس تظللني عن أشعة الشمس الحارقة.. لن تصدقون ولكنها الحقيقة.. تحرق نفسها لكي أنعم بالسعادة.. تحملني على كفوف الراحة وهي تئن وتتعب من أجلي.. أحببتني حباً خيالياً فاق حبي لها.. كانت ترى في الشاب المناسب أو قولوا فارس الأحلام.. لم أسمعها تشكي يوماً أو تتبرم يوماً... بذلت في السنوات الأولى التي عشتها معها كل ما بوسعها وأكبر من ذلك.. ولكن ما حدث بعد ذلك !؟ ويا لهول ما حدث !! بعد مضي (5) سنوات معها أحسست بتسرب الكره لها دون سبب... في البداية أحسست بالملل منها.. أصبحت لا أتحمل الجلوس بالقرب منها أو حولها أتبرم من أي شئ وأتذمر من أي شئ حتى صرت أختلق الأعذار لمفارقتها.. ووصل الأمر إلى أن أهينها أمام أهلي وجماعتي وفي أحدى المرات قلت على مسمع منها ومسمع من أهلي (أنت الخطأ الوحيد في حياتي الذي ارتكبته أظنني كنت مجنوناً حينما أحببتك يوماً وأخذتك).. عقدت الدهشة لسان أهلي ولسان من سمعني من قريب أو غريب ولم يتغير شئ في تلك اللحظة ولم ترد علّي ولن تستطع الرد.. !!! لا أعلم ماذا غيّر شعوري نحوها بعد كل هذا العشق الحالم.. ولا أخفيكم أنني أذهبت إلى طبيب نفسي أعرض عليه مشكلتي فلم أجد جواباً أو علاجاً شافياَ.. فقالوا لي أهلي قد تكون (مسحوراً) من خادمتك أو من يقصد التفرقة بينكما لغرض دنئ أو من امرأة تريد الانتقام منك أو قريبة أحست بالغيرة تجاهها لأنها شغفت قلبك وأصبحتما مثالاً للعشق الصادق والحب الذي يعتقد الكل أن لن ينتهي إلا بانتهاء الحياة !!! لم أجد تفسيراً منطقياً لتغير شعوري تجاهها بهذه الدرجة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.. لا لدى الطبيب ولا لدى الطب الشعبي ولا لدى أهلي.. كل ما أحس به أنني مع الأيام أصبحت أكرهها كرهً شديداً... بل أنه أخذ يكبر يوماً بعد يوم حتى أصبحت لا أطيقها.. لم أعد أتحمل رؤيتها أو القرب منها... كنت أشعر بحالة إكتآب حينما أشاهدها أو أقترب منها ولم يتوقف الأمر على الكرهـ فقط بل تطور الأمر إلى حد السب والشتم لها وعلى مسمع منها ومسمع من أهلي وكل أقربائي.. بل أنني أخذت اسبها في كل مكان... وأذكر مرة أنني قلت لها في السوق عندما احرجتني.. وأمام المارة (لعنة الله عليك يا بنت ال.. يا حيوانه) ولم أعبأ بنظرات المارة المندهشة أمام صمتها المطبق!! وليت الأمر توقف على الكرهـ والسب فقط بل تطور بي الأمر إلى أن بدأت في إهانتها بالفعل وليس الكلام.. بدأت أضربها وأهينها مرة لوحدي ومرة أمام أهلي ومرة في الشارع وهي وأهلي والناس تكاد تعقد ألسنتهم الدهشة وهم لا يجدون مبرراً ولو يسيراً لما أقوم به... وهي صامته فهل تصدقون..!!! وليت الأمر توقف عند الـكـره ثم السب ثم الضرب.. بل تعداه إلى ما هو أفضع من ذلك.. تعداه إلى أمر لم أصدق أنني يوماً سأقترفه أو أفعله.. ولم أجد ما يبرره... لقد أصبحت أتلذذ بتعذيبها أحس براحة غريبة بعد كل ذلك ولا أدري كيف بلغت بي الحال إلى هذا السوء.. لقد أصبحت أجبرها على الوقوف في الشمس الحارقة في عز الظهيرة ثم أضربها وأركلها وأدوس عليها بالحذاء دون رحمة.. فماذا دهاني والله لا أعلم. !! في أحدى المرات لم أشعر بنفسي إلا وأنا أحرق جسدها بالنار وذلك بعد أن أوسعتها ضرباً وركلاً بانت كدماته في كل جنباتها.. لا أصدق اليوم ما فعلت بها ولا أتصوره..!!! أما هي فلا تكاد تتبرم أو تتذكر أو تنطق بكلمة.. كانت صادقة الحب صامته تتألم ويمزقها الحزن طوال تلك السنيين المريرة..!!! وليت الأمر توقف عند الكره ثم الشتم ثم الضرب والركل وتعذيبها بإجبارها على الوقوف في الشمس الحارقة ثم الحرق بالنار... بل وصل الأمر إلى مرحلة أصبح العيش معها محالاً... لقد وصلت إلى مرحلة أصبح سكوتها وسكوت أهلي والناس على ما أفعل يعتبر مشاركة في جرائمي ضدها... بل قد يدينهم القضاء جميعاً معي أن هم سكتوا أو وقفوا متفرجين علّي وعليها. لقد بلغ بي الأمر إلى درجة لم أصدق معها اليوم أنني كنت أشعر حينها بنفسي وبما كنت أفعل... لقد كنت مسلوب الإرادة والشعور والعقل والصحيح أنني لم أكن وقتها بعقل وذلك حينما أخذتها رغماً عنها وهي لا تعلم مصيرها... لقد أخذتها وسلمتها إلى (صديقي) رغماً عنها.. نعم سلمتها إلى صديقي وقلت له وهي تسمع (أفعل بها ما تشاء هي لك وإذا تمردت عليك ولم تطعك فيما تريد فأخبرني حتى أجبرها على ما تريد حتى تخضع لك وتسلمك نفسها طائعة مجبرة راضية).... وإن كنت مجرماً في ذلك فإن صديقي السيئ كان أكثر مني إجراما حينما استغل وضعي الغير سوي وقبل فرحاً بعد تردد ظهر في عينيه غير مصدق لما أقول وأراد فقط قبل الموافقة معرفة ما إذا كنت أختر صداقته وحينما تثبت أنني أعني ما أقول قال لي بخبث (إن كان ذلك سيكون سبباً في راحتك فسأقبل حتى أخفف عنك ضيقك ولا تخف سوف أريها العين الحمرا) تخيلوا كيف سيخفف علّي حينما يغدر بصديقة ويستغل وضعه الغير طبيعي ويسلبه أغلى ما يملكه الرجل... أي خبث كان يحمل في جنباته كل تلك السنين... وطلبها لمدة يومين فقط فقد جاء اثنين من أبناء عمومته من خارج الرياض ويريدون أن يخرجوا بها وأن يتمتعوا بها جميعاً وفعلاً وافقت على ذلك.. وأخذها معه لمدة يومين في استراحته التي تبعد عن مدينة الرياض حوالي ( 80 كم ) وهي لا حول لها ولا قوة..!! وتركتها تواجه مصيرها وذهبت أنا واصطحبت واحده أخرى إلى منزلي كانت أجمل منها بكثير قضيت فيه معها يومين أحسست فيهما بسعادة غامرة ومتعة كبيرة جعلتني أتوهم أنني خرجت من جحيم إلى نعيم ولكنه وهم عرفت اليوم حقيقته الزائفة...!! وبعدما عاد صديقي وهي بصحبته وأراد إيصالها لمنزلي وقفت في الباب لتقابل تلك التي اصطحبتها معي لتزود صدمتها صدمتين وجرحها جرحين غائرين لا يمكن أن يندملا مع الزمن..!!! ولا أخفيكم أن كنت وقتها سعيداً جداً بحزنها وصدمتها تلك.. !!! لن تصدقوا ولكنها الحقيقة التي أشعر مرارتها في حلقي حتى اليوم.. وحيمنا أراد الله عز وجل عقابي على كل ما فعلت بها جاء الجزاء بأمر جلل تحملت هي فيه أكبر الألم.. وتحملت أنا فيه صدمته نفسية جعلتني أعود إلى عقلي واصحوا من سباتي العميق.. جعلني أشعر بحجم جرمي الكبير.. وقد حدث ذلك حينما كان أحد المراهقين في حارتنا يسمع ما يحدث بيني وبينها من عذاب وقد أشفق عليها أو قل أنه أراد الاصطياد في الماء العكر فأخذ يراقبها يومياً ويحاول الاقتراب منها ويتعرض لها حتى في الشارع ويتمنا لو يصل إليها بأي ثمن وحينما علم أن معدنها أصيل وأنها ليست كما يتصور.. حاك في ليل مظلم جريمة بشعة كانت الناقوس الذي أشع النور في رأسي المظلم ولكن بعد ماذا ؟ فقد حصل ذات يوم أنها كانت في أوج زينتها متهيئة لحضور حقل زفاف.. كانت كالبدر في السماء المظلمة.. ساطعة كأشعة الشمس الذهبية حينما تتسلل بين الغيوم.. ولكن ماذا حدث جاء ذلك الوحش الإنسان المراهق ومعه مجرم آخر وفي غفلة منها وإهمال مني حيث أني تركتها لمدة طويلة تنتظرني في الخارج.. جاءا في غفلة وخطفاها من أمام المنزل.. نعم خطفاها.. . وستعتقدون أنني حينما خرجت ولم أجدها أنني حزنت عليها.. ولكن أصدقكم القول أنني (فرحت) فوالله لا أعلم لماذا ؟! ولا لأي سبب ؟ ولكن كما قلت لكم كنت أعيش دون عقل بالتأكيد !! بعد أن غابت عني ذلك اليوم.. بدأت أشعر بألم لم أعتده من قبل... فبعد مضي شهر الآن لم أذق فيه النوم إلا لدقائق ثم أصحوا فزعاً وفي صدري ناراً لا تنطفئ وحرارة تلهب جنبات أضلعي حزناً وتأنيب ضمير وآهات وألم وأحاسيس مختلفة يصعب وصفها لكم... ولكني أختصرها في أنها جعلت أيامي جحيماً وحرمتني النوم ولم أذق فيه الأكل والشرب إلا ما يبقيني على قيد الحياة.. بالله ما هذه الحسرة والألم ما هذا الحزن ما هذا العشق والحب ما هذا التأنيب من ضمير بدأ يصحو.. أين كان يغفو يا ترى ؟!!! أين كان حينما كنت أكيل لها كل تلك الاهنات والشتم والضرب والحرق بالنار وأعرضها لصديقي ليأخذها..! أخيراً صحت مشاعري ولكن بعد فوات الأوان فهل كنت مسحوراً فأفقت ؟ أم تراني كنت نائماً فصحوت ؟ أم كنت مجنوناً فعقلت ؟ والله لا أعلم ولكن أرجو أن تدعو لي الله بالعفو والمغفرة لما فعلته فما أحسست بجرم ما فعلته إلا اليوم... لقد حجب عقلي عني.. أعترف لكم أنني كنت شبه مجنون.
.
وصلتني هذي القصة عبر الاميل ...اقروووووووها الله يخليكم وايد حزينه ..
سلمها صديقه وأصطحب أخرى ليقضي أجمل أوقاته معها.. !!!
صاح بأعلى صوته... ( حينما تسمعون قصتي.. أرجوكم أدعوا لي بأن يغفر الله لي ما فعلت بها..) !!! قال الله تعالى: (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين ))... قبل أن أسرد عليكم الحادثة يجب أن تعرفوا خلفياتها كاملة... فتعالوا أحكي لكم هذا الحادثة... هي حادثة حقيقية وقعت لصديق عزيز علي جداً، بل لا أبالغ إن قلت لكم هو أعز لدي من أخي ولن أقول أبي أو أمي.. هو شقيقي الذي لم تلده أمي.. عشت معه الطفولة كلها والشباب أعيشه اليوم معه بحلاوة الحياة ومرارتها.. أشاركه الهموم والأحزان ويجبرني على مشاركته الأفراح حتى وإن كانت عائلية خاصة، منذ أن خرجت للحياة وأنا التصق به لأنه كان وأسرته جارنا الأول والأقرب... حتى أن أمه أرضعتني معه فأصبحت أخوه من الرضاعة.... فأي التصاق جسدي وروحي تتوقعون أن نكون عليه.
هذه المقدمة كانت واجبه حتى تعلموا مدى قربي لصاحب الحكاية والذي سأرمز لشخصه بحرف لن يكون في اسمه حتى لا تعرف شخصيته واخترت الرمز ( ف ).. وحكايته هذه حصلت بعد أن تفارقنا لسفري للدراسة في أمريكا... وبعد عودتي بعد غيبة دامت ( 4 ) سنوات حضر لمنزلي مهنئا بالسلامة وكأنني رأيت قطعة من جسدي فارقتني فضممتها حتى بكيت وبكى بين يدي بكاءً أليماُ شعرت أنه يفوق الإحساس بالمحبة لي والود لي ويفوق الموقف كله.. ولكني لم أستطع مناقشته عنه في تلك اللحظة وقد بقت في ذهني علامات الاستفهام والتعجب لأيام..... وبعد عدة زيارات... صارحني بحكايته الأليمة التي مزقت قلبي وقطعت روحي ألماً وحزناً.... وبعد أن أصغيت لحكايته طلب من وألح إلحاحا شديداً على نشرها في المنتدى باسمي أنا... وقد حاولت أن أثنيه عن ذلك مبرراً له أن الاسم يعني أنني صاحب القصة وأن شاركت في المنتدى عرفت الناس بشخصي وليس من المناسب أن أحكي للناس حكاية مؤلمة كهذه قد يعتقدون أنني صاحبها... ولكنه أصّر وألـّح الحاحاً كبيراً لم أستطع معه أن أثنية عنه بعد أن فهمت منه أن هدفه أن يأخذ الناس العبرة من القصة وأن يدعو الله له أن يغفر ذنبه العظيم.... وعندها أشرت عليه أن أرويها للناس على لسانه فوافق على ذلك...... وأليكم الحادثة على لسانه:
اسمي (ف) أبلغ من العمر (29) سنه أحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية وقد عشت مع أبي وأمي وكنت بكرهما وجاء خلفي ابن وبنت... ولما كنت بكر والدي كان أبي لا يرفض لي طلباً ولا أبالغ إن قلت لكم أنه كان يكاد يبذل نفسه لتحقيق ما في نفسي... ولم أقدر ذلك لجهلي... وقد بدأت حكايتي حينما شاهدت إحدى الفاتنات وقت خروجي من بوابة الجامعة وكانت خلف سيارة أجرة خاصة فلم أستطع مقاومة إغراءها فقد أحسست أن قلبي ودع صدري وأصبح رهينتها وتعلقت روحي بها من تلك النظرة التي كانت بداية الشرارة التي أحرقتني وإياها... تابعتها حتى عرفت المنزل فأصبحت أتردد عليه يومياً أراقبها من بعيد دون أن تحس... ولا أبالغ إن قلت أنني كنت أحياناً أتردد عليه في اليوم أكثر من مره... لقد رأيت فيها حلم الشباب والطفولة معاً.. واعتقدت أن حصولي عليها يعني حصولي على الدينا بأسرها.. بذلت الغالي والرخيص من أجل ذلك خسرت الكثير من المال والوقت والأصدقاء لتكون لي وحدي... ذللت الصعاب تحملت الإهانة من أجلها إلى أن أصبحت ملكي وحدي... فهتفت روحي.. يا الهي لا أصدق هل هو حلم أم واقع... أحقاً أصبحت يا حياتي لي وحدي. !!! كنت أقضي معها الوقت ليلاً كانت أرق وأعذب ما يمكن أن يتصوره بشر تحنو علي حنو يفوق حنو الأم على ابنها... هل تصدقون أنها كانت إذا مشينا في مكان مشمس تظللني عن أشعة الشمس الحارقة.. لن تصدقون ولكنها الحقيقة.. تحرق نفسها لكي أنعم بالسعادة.. تحملني على كفوف الراحة وهي تئن وتتعب من أجلي.. أحببتني حباً خيالياً فاق حبي لها.. كانت ترى في الشاب المناسب أو قولوا فارس الأحلام.. لم أسمعها تشكي يوماً أو تتبرم يوماً... بذلت في السنوات الأولى التي عشتها معها كل ما بوسعها وأكبر من ذلك.. ولكن ما حدث بعد ذلك !؟ ويا لهول ما حدث !! بعد مضي (5) سنوات معها أحسست بتسرب الكره لها دون سبب... في البداية أحسست بالملل منها.. أصبحت لا أتحمل الجلوس بالقرب منها أو حولها أتبرم من أي شئ وأتذمر من أي شئ حتى صرت أختلق الأعذار لمفارقتها.. ووصل الأمر إلى أن أهينها أمام أهلي وجماعتي وفي أحدى المرات قلت على مسمع منها ومسمع من أهلي (أنت الخطأ الوحيد في حياتي الذي ارتكبته أظنني كنت مجنوناً حينما أحببتك يوماً وأخذتك).. عقدت الدهشة لسان أهلي ولسان من سمعني من قريب أو غريب ولم يتغير شئ في تلك اللحظة ولم ترد علّي ولن تستطع الرد.. !!! لا أعلم ماذا غيّر شعوري نحوها بعد كل هذا العشق الحالم.. ولا أخفيكم أنني أذهبت إلى طبيب نفسي أعرض عليه مشكلتي فلم أجد جواباً أو علاجاً شافياَ.. فقالوا لي أهلي قد تكون (مسحوراً) من خادمتك أو من يقصد التفرقة بينكما لغرض دنئ أو من امرأة تريد الانتقام منك أو قريبة أحست بالغيرة تجاهها لأنها شغفت قلبك وأصبحتما مثالاً للعشق الصادق والحب الذي يعتقد الكل أن لن ينتهي إلا بانتهاء الحياة !!! لم أجد تفسيراً منطقياً لتغير شعوري تجاهها بهذه الدرجة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.. لا لدى الطبيب ولا لدى الطب الشعبي ولا لدى أهلي.. كل ما أحس به أنني مع الأيام أصبحت أكرهها كرهً شديداً... بل أنه أخذ يكبر يوماً بعد يوم حتى أصبحت لا أطيقها.. لم أعد أتحمل رؤيتها أو القرب منها... كنت أشعر بحالة إكتآب حينما أشاهدها أو أقترب منها ولم يتوقف الأمر على الكرهـ فقط بل تطور الأمر إلى حد السب والشتم لها وعلى مسمع منها ومسمع من أهلي وكل أقربائي.. بل أنني أخذت اسبها في كل مكان... وأذكر مرة أنني قلت لها في السوق عندما احرجتني.. وأمام المارة (لعنة الله عليك يا بنت ال.. يا حيوانه) ولم أعبأ بنظرات المارة المندهشة أمام صمتها المطبق!! وليت الأمر توقف على الكرهـ والسب فقط بل تطور بي الأمر إلى أن بدأت في إهانتها بالفعل وليس الكلام.. بدأت أضربها وأهينها مرة لوحدي ومرة أمام أهلي ومرة في الشارع وهي وأهلي والناس تكاد تعقد ألسنتهم الدهشة وهم لا يجدون مبرراً ولو يسيراً لما أقوم به... وهي صامته فهل تصدقون..!!! وليت الأمر توقف عند الـكـره ثم السب ثم الضرب.. بل تعداه إلى ما هو أفضع من ذلك.. تعداه إلى أمر لم أصدق أنني يوماً سأقترفه أو أفعله.. ولم أجد ما يبرره... لقد أصبحت أتلذذ بتعذيبها أحس براحة غريبة بعد كل ذلك ولا أدري كيف بلغت بي الحال إلى هذا السوء.. لقد أصبحت أجبرها على الوقوف في الشمس الحارقة في عز الظهيرة ثم أضربها وأركلها وأدوس عليها بالحذاء دون رحمة.. فماذا دهاني والله لا أعلم. !! في أحدى المرات لم أشعر بنفسي إلا وأنا أحرق جسدها بالنار وذلك بعد أن أوسعتها ضرباً وركلاً بانت كدماته في كل جنباتها.. لا أصدق اليوم ما فعلت بها ولا أتصوره..!!! أما هي فلا تكاد تتبرم أو تتذكر أو تنطق بكلمة.. كانت صادقة الحب صامته تتألم ويمزقها الحزن طوال تلك السنيين المريرة..!!! وليت الأمر توقف عند الكره ثم الشتم ثم الضرب والركل وتعذيبها بإجبارها على الوقوف في الشمس الحارقة ثم الحرق بالنار... بل وصل الأمر إلى مرحلة أصبح العيش معها محالاً... لقد وصلت إلى مرحلة أصبح سكوتها وسكوت أهلي والناس على ما أفعل يعتبر مشاركة في جرائمي ضدها... بل قد يدينهم القضاء جميعاً معي أن هم سكتوا أو وقفوا متفرجين علّي وعليها. لقد بلغ بي الأمر إلى درجة لم أصدق معها اليوم أنني كنت أشعر حينها بنفسي وبما كنت أفعل... لقد كنت مسلوب الإرادة والشعور والعقل والصحيح أنني لم أكن وقتها بعقل وذلك حينما أخذتها رغماً عنها وهي لا تعلم مصيرها... لقد أخذتها وسلمتها إلى (صديقي) رغماً عنها.. نعم سلمتها إلى صديقي وقلت له وهي تسمع (أفعل بها ما تشاء هي لك وإذا تمردت عليك ولم تطعك فيما تريد فأخبرني حتى أجبرها على ما تريد حتى تخضع لك وتسلمك نفسها طائعة مجبرة راضية).... وإن كنت مجرماً في ذلك فإن صديقي السيئ كان أكثر مني إجراما حينما استغل وضعي الغير سوي وقبل فرحاً بعد تردد ظهر في عينيه غير مصدق لما أقول وأراد فقط قبل الموافقة معرفة ما إذا كنت أختر صداقته وحينما تثبت أنني أعني ما أقول قال لي بخبث (إن كان ذلك سيكون سبباً في راحتك فسأقبل حتى أخفف عنك ضيقك ولا تخف سوف أريها العين الحمرا) تخيلوا كيف سيخفف علّي حينما يغدر بصديقة ويستغل وضعه الغير طبيعي ويسلبه أغلى ما يملكه الرجل... أي خبث كان يحمل في جنباته كل تلك السنين... وطلبها لمدة يومين فقط فقد جاء اثنين من أبناء عمومته من خارج الرياض ويريدون أن يخرجوا بها وأن يتمتعوا بها جميعاً وفعلاً وافقت على ذلك.. وأخذها معه لمدة يومين في استراحته التي تبعد عن مدينة الرياض حوالي ( 80 كم ) وهي لا حول لها ولا قوة..!! وتركتها تواجه مصيرها وذهبت أنا واصطحبت واحده أخرى إلى منزلي كانت أجمل منها بكثير قضيت فيه معها يومين أحسست فيهما بسعادة غامرة ومتعة كبيرة جعلتني أتوهم أنني خرجت من جحيم إلى نعيم ولكنه وهم عرفت اليوم حقيقته الزائفة...!! وبعدما عاد صديقي وهي بصحبته وأراد إيصالها لمنزلي وقفت في الباب لتقابل تلك التي اصطحبتها معي لتزود صدمتها صدمتين وجرحها جرحين غائرين لا يمكن أن يندملا مع الزمن..!!! ولا أخفيكم أن كنت وقتها سعيداً جداً بحزنها وصدمتها تلك.. !!! لن تصدقوا ولكنها الحقيقة التي أشعر مرارتها في حلقي حتى اليوم.. وحيمنا أراد الله عز وجل عقابي على كل ما فعلت بها جاء الجزاء بأمر جلل تحملت هي فيه أكبر الألم.. وتحملت أنا فيه صدمته نفسية جعلتني أعود إلى عقلي واصحوا من سباتي العميق.. جعلني أشعر بحجم جرمي الكبير.. وقد حدث ذلك حينما كان أحد المراهقين في حارتنا يسمع ما يحدث بيني وبينها من عذاب وقد أشفق عليها أو قل أنه أراد الاصطياد في الماء العكر فأخذ يراقبها يومياً ويحاول الاقتراب منها ويتعرض لها حتى في الشارع ويتمنا لو يصل إليها بأي ثمن وحينما علم أن معدنها أصيل وأنها ليست كما يتصور.. حاك في ليل مظلم جريمة بشعة كانت الناقوس الذي أشع النور في رأسي المظلم ولكن بعد ماذا ؟ فقد حصل ذات يوم أنها كانت في أوج زينتها متهيئة لحضور حقل زفاف.. كانت كالبدر في السماء المظلمة.. ساطعة كأشعة الشمس الذهبية حينما تتسلل بين الغيوم.. ولكن ماذا حدث جاء ذلك الوحش الإنسان المراهق ومعه مجرم آخر وفي غفلة منها وإهمال مني حيث أني تركتها لمدة طويلة تنتظرني في الخارج.. جاءا في غفلة وخطفاها من أمام المنزل.. نعم خطفاها.. . وستعتقدون أنني حينما خرجت ولم أجدها أنني حزنت عليها.. ولكن أصدقكم القول أنني (فرحت) فوالله لا أعلم لماذا ؟! ولا لأي سبب ؟ ولكن كما قلت لكم كنت أعيش دون عقل بالتأكيد !! بعد أن غابت عني ذلك اليوم.. بدأت أشعر بألم لم أعتده من قبل... فبعد مضي شهر الآن لم أذق فيه النوم إلا لدقائق ثم أصحوا فزعاً وفي صدري ناراً لا تنطفئ وحرارة تلهب جنبات أضلعي حزناً وتأنيب ضمير وآهات وألم وأحاسيس مختلفة يصعب وصفها لكم... ولكني أختصرها في أنها جعلت أيامي جحيماً وحرمتني النوم ولم أذق فيه الأكل والشرب إلا ما يبقيني على قيد الحياة.. بالله ما هذه الحسرة والألم ما هذا الحزن ما هذا العشق والحب ما هذا التأنيب من ضمير بدأ يصحو.. أين كان يغفو يا ترى ؟!!! أين كان حينما كنت أكيل لها كل تلك الاهنات والشتم والضرب والحرق بالنار وأعرضها لصديقي ليأخذها..! أخيراً صحت مشاعري ولكن بعد فوات الأوان فهل كنت مسحوراً فأفقت ؟ أم تراني كنت نائماً فصحوت ؟ أم كنت مجنوناً فعقلت ؟ والله لا أعلم ولكن أرجو أن تدعو لي الله بالعفو والمغفرة لما فعلته فما أحسست بجرم ما فعلته إلا اليوم... لقد حجب عقلي عني.. أعترف لكم أنني كنت شبه مجنون.
.