ام شهاب
05/02/2003, 08:26 AM
جاء العيد وذهب، وذهبت معه حلاوته، ولكل شيء جميل في هذه الدنيا حلاوته; فالصبا والغنى والجاه والسلطان ومعاملة الناس بالحسنى وحب المساكين وفعل الخير. أشياء لها مذاقها الخاص الذي لايعرفه الكثير من الناس .
وأطيب حلاوة في الحياة هي حلاوة الإيمان، فمن ذاقها ذاق فيها كل حلو في الدنيا، ومن حرمها فقد حرم الخير كله، والدنيا يوم حلو وستة أيام مرة، ومن كانت أيامه كذلك، فهو في نعمة كبرى. وفي خضم الحياة من لم يذق طوال عمره يوماً واحداً حلوا و يقال إنه يؤتى بمثل هذا الشخص يوم القيامة، فإن كان من أهل الجنة يُغمس غمسة واحدة في الجنة ثم يُسأل أَمَرّ بك بؤس قط؟ فيقول لا يارب، ما مر بي بؤس قط. ولكن الطامة الكبرى من كان في الدنيا محروماً، ثم كانت عاقبته في الاَخرة النار، فهذا هو الخاسر الأكبر. وإني لأعجب من إنسان يترك حلاوة الخير وفعله، ويذيق نفسه مرارة الشر الذي يذيقه للناس من حوله. . فماذا كان سيخسر لو أنه أسعد الدائرة المحيطة به، وكان كالشجرة الوارفة الظل الطيبة الثمر، بدل أن يكون العوسج الذي يدمي الأكفّ؟! ولماذا يختار الإنسان طريق الشر الوعر والمليء بالحفر، والعاجّ بالثعابين والأفاعي، متنكباً طريق الخير المليء بالورد والعطر والظلال والأزهار، وهو يعلم علم اليقين نهاية كل طريق منهما، وما يؤديان إليه؟! . .
ومادامت الحلاوة من الناحية العلمية البحتة هي السعرات الحرارية التي تزوّد أجسامنا بالطاقة وتمدها بالقوة، فإن للحلاوة في عمل الخير نفس المفعول لأرواحنا، إذ تمدّنا أيضاً بالطاقة التي نحتاج إليها في هذه الحياة، بل إن حاجتنا إلى الطاقة الروحية أكبر بكثير من حاجتنا الحرارية التي إن زادت في مجال الغذاء المادي، فإنها تؤدي للسمنة وقائمة طويلة من الأمراض . . ولكنها إن زادت في الناحية الروحية، زاد معها عطاؤنا وبذلنا. . ومن الطرف التي تُروى أن اليابان استوردت في أحد الأعوام كمية كبيرة من التمور العراقية، ثم عمدت بعد ذلك غرفة التجارة في طوكيو إلى إرسال رسالة إلى العراقيين، تمتدح فيها تمورهم اللذيذة، ولكنها تطالبهم في الشحنة التالية بتخفيض السعرات الحرارية فيها بنسبة خمسين في المئة! . .
وهناك من الناس من لديه وساوس حول موضوع السعرات الحرارية وزيادة الوزن ونقصانه، فتراه وقد وضع ميزاناً عند مدخل باب بيته ليزن نفسه في اليوم عدة مرات، ولايشرب الشاي إلا من دون سكر، ثم ينتهي به المطاف إلى أن يصاب بمرض اَخر لاعلاقة له بما أخذ حذره منه، وكما يقولون (من مأمنه يؤتى الحذر). . .
وأقول لكل شخص يذوق حلاوة الغنى، إن عليه تذكر مرارة الفقر وما فيه الفقراء من ضنك العيش ، وعليه أن يخفّف عنهم قدر استطاعته. . وأقول للمتمتع بحلاوة العافية، إن عليه تذكر ما يمر به المرضى من اَلام وأوجاع; فإن استطاع تخفيف اَلامهم فليفعل. . وأقول لمن يذوق حلاوة السلطة أن يتذكر أنها أمانة وضعها الله في يده وهو - سبحانه - قادر على انتزاعها منه متى شاء، فليشكر الله عليها بالعدل والإحسان في الناس . . وبالشكر تدوم النعم. •
وأطيب حلاوة في الحياة هي حلاوة الإيمان، فمن ذاقها ذاق فيها كل حلو في الدنيا، ومن حرمها فقد حرم الخير كله، والدنيا يوم حلو وستة أيام مرة، ومن كانت أيامه كذلك، فهو في نعمة كبرى. وفي خضم الحياة من لم يذق طوال عمره يوماً واحداً حلوا و يقال إنه يؤتى بمثل هذا الشخص يوم القيامة، فإن كان من أهل الجنة يُغمس غمسة واحدة في الجنة ثم يُسأل أَمَرّ بك بؤس قط؟ فيقول لا يارب، ما مر بي بؤس قط. ولكن الطامة الكبرى من كان في الدنيا محروماً، ثم كانت عاقبته في الاَخرة النار، فهذا هو الخاسر الأكبر. وإني لأعجب من إنسان يترك حلاوة الخير وفعله، ويذيق نفسه مرارة الشر الذي يذيقه للناس من حوله. . فماذا كان سيخسر لو أنه أسعد الدائرة المحيطة به، وكان كالشجرة الوارفة الظل الطيبة الثمر، بدل أن يكون العوسج الذي يدمي الأكفّ؟! ولماذا يختار الإنسان طريق الشر الوعر والمليء بالحفر، والعاجّ بالثعابين والأفاعي، متنكباً طريق الخير المليء بالورد والعطر والظلال والأزهار، وهو يعلم علم اليقين نهاية كل طريق منهما، وما يؤديان إليه؟! . .
ومادامت الحلاوة من الناحية العلمية البحتة هي السعرات الحرارية التي تزوّد أجسامنا بالطاقة وتمدها بالقوة، فإن للحلاوة في عمل الخير نفس المفعول لأرواحنا، إذ تمدّنا أيضاً بالطاقة التي نحتاج إليها في هذه الحياة، بل إن حاجتنا إلى الطاقة الروحية أكبر بكثير من حاجتنا الحرارية التي إن زادت في مجال الغذاء المادي، فإنها تؤدي للسمنة وقائمة طويلة من الأمراض . . ولكنها إن زادت في الناحية الروحية، زاد معها عطاؤنا وبذلنا. . ومن الطرف التي تُروى أن اليابان استوردت في أحد الأعوام كمية كبيرة من التمور العراقية، ثم عمدت بعد ذلك غرفة التجارة في طوكيو إلى إرسال رسالة إلى العراقيين، تمتدح فيها تمورهم اللذيذة، ولكنها تطالبهم في الشحنة التالية بتخفيض السعرات الحرارية فيها بنسبة خمسين في المئة! . .
وهناك من الناس من لديه وساوس حول موضوع السعرات الحرارية وزيادة الوزن ونقصانه، فتراه وقد وضع ميزاناً عند مدخل باب بيته ليزن نفسه في اليوم عدة مرات، ولايشرب الشاي إلا من دون سكر، ثم ينتهي به المطاف إلى أن يصاب بمرض اَخر لاعلاقة له بما أخذ حذره منه، وكما يقولون (من مأمنه يؤتى الحذر). . .
وأقول لكل شخص يذوق حلاوة الغنى، إن عليه تذكر مرارة الفقر وما فيه الفقراء من ضنك العيش ، وعليه أن يخفّف عنهم قدر استطاعته. . وأقول للمتمتع بحلاوة العافية، إن عليه تذكر ما يمر به المرضى من اَلام وأوجاع; فإن استطاع تخفيف اَلامهم فليفعل. . وأقول لمن يذوق حلاوة السلطة أن يتذكر أنها أمانة وضعها الله في يده وهو - سبحانه - قادر على انتزاعها منه متى شاء، فليشكر الله عليها بالعدل والإحسان في الناس . . وبالشكر تدوم النعم. •