Om-Bashar
04/02/2003, 07:05 AM
الشباب هو: أن يضع الكاتب المخضرم صورتهُ الفتيـة جداً، القديمة جداًً، فوق مقالته الجديدة جداً).
(الشباب هو: وضع عصبي يعتبر منقصة عندما يصيبك أنت، وميزة تثير الحسد عندما تخسره ويمتلكه غيرك). و(الشباب هو: مرضٌ يتلهف الكهول أحياناًعلى ادّعاء أعراضه ... أعراضه فقط ) .
هذه تعاريف من عندي، وهي غير صائبة نظرياً، وهي حقيقية على الرغم من ذلك، وعلى هذا النهج يمكنني صف كتاب من التعاريف لكلمة الشباب وحدها استناداًً إلى مسرحية حياتنا العامة والاجتماعية، لكن صدقا: ماذا تعني كلمة الشباب؟
منتجو الميديا مغرمون لسبب ٍ ما والله أعلم بصناعة أشياء تحتوي كلمة الشباب مضافة غالباً إلى تنويعاتٍ أخرى مختلفة: الشباب والرياضة - الشباب والصيف - الشباب والبطالة - مشاكل الشباب - قضايا الشباب - مطالب الشباب - شباب . نت - شباب . كوم - الأغنية الشبابية - سينما الشباب ... إلخ .
محرك البحث google سيعطيك 156000 نتيجة من هذا النوع باللغة العربية، هذا على الشبكة العنكبوتية فقط .
وهناك أشياء أخرى مشابهة على الخارطة البرامجية للتلفزيونات الناطقة بالعربية، وعلى حامل المجلات في السوبر ماركت، بالإضافة للإلحاقيات في الصحافة اليومية والإصدارات على أرفف المكتبات البصرية والسمعية .
كلمة شباب المستخدمة هنا - لغوياً - ليست المصدر بل الجمع والذي مُفرده شاب، أي إن الحديث هنا عن الـفئة، لا عن الـمفهوم. كيف تُحدد فئة الشباب هذه؟
أولا: هناك ماذا.
ماذا يأكل الشباب؟ ماذا يلبس الشباب؟ ماذا يشاهد الشباب؟ ماذا يسمع الشباب؟ واعلم - رحمك الله - أن هذا النوع من الأسئلة يطرحهُ عليك الباعة أصحاب البسطات وحتى أصحاب المتاجر، من يملكون أشياء لتسويقها أو ثروات لاستثمارها.
ثانياً: هناك كيف.
كيف يفكر الشباب؟ كيف يعبر الشباب؟ كيف يقضي الشباب أوقاتهم؟ وأسئلة الكيفية هذه متعلقة بالآليات وهي أسئلة يطرحها غالباً المفاتيح الانتخابية المشغولون بالترويج لـمرشح ما: فكرة أو نظرية... الوضع مُربك قليلاً... لكن لا يزال الأمر حتى هذه المنطقة في يدك، نسبيا.
ثالثاً: هناك لماذا.
وعندما يتعلق الأمر بالـلماذا ستكتشف أنك خرجت من اللعبة تماماً على الرغم من أنك محورها! سيرتكز على المسرح أمامك شخص ما بأناقة مثل دايفد كوبر فيلد - الساحر الذي يستطيع أن يكذب كذبات بحجم تمثال الحرية ويقنعك أن سور الصين العظيم تـُهمة لفقها الأعداء - ويقول لك: أنا وحدي أعرف لماذا وأعرف دوافعك وأغراضك وحاجاتك وأملـِكُ الجواب النهائي لكل أسئلتك على الرغم من أنني لست جورج قرداحي (يضحك بتواضع) ثم يقول: ثـِق بي .. تادادا! .. هذا سيئ، أليس كذلك؟ لقد فقدت التحكم تماما، لكن .. انتظر حتى ترى البقية.
هناك رابعاً متى، ومتى هذه تسألها أنت وحدك لأنك الوحيد المعني بمرور الوقت، ولا يبدو أن أحداً سواك يهتم: بالطبع، ألست الشاب الوحيد هنا؟! وهناك أخيراً من، وهي أداة التساؤل التي سترددها أنت لنفسك بصوت خافت وبحرقة: (يا رب .. أريد أن أعرف .. فعلاً فعلاً فعلاً .. من أنا؟ ) .
أنت شاب. شاب طالما أنت: مراهق، جامعي، خريج تبحث عن العمل، قلق، مُحبط، غير مستقر مادياً وفكرياً، مستعد أو بالأحرى مستعدة لشراء عدد لا نهائي من سراويل الجينز والاستمتاع بمرض التسوق الجنوني، قادر على قيادة سيارتك 6 ساعات ذهاباً وإياباً في نفس الشارع طوال الليل لسبب لا يعلمه إلا الله، وعقلك أو (لا عقلك) صافٍ وأبيض مثل كلينكس جديد جاهز لاستقبال أي شيء.
إن تجاوزت مرحلة المراهقة والجامعة والبطالة، إذا كنت قد حصلت على عمل، إذا كنت مستقراً ومتصالحاً مع نفسك وقناعاتك، إذا كنت مؤهلاً لتفعل ولك رؤية شخصية مستقلة، فـعفواً: لا يوجد مكان شاغر. الشباب فقط هم الفئة القاصرة والقلقة التي لا تزال في طور التخلق الجنيني ويمكن تشكيلها بأي طريقة وحسب الحاجة ودفعها إلى أي سماء تحت الاتجاهات الأربع.
عزيزي الشاب: ابتسم بـانشكاح عندما تقول لك امرأة مـُسنة طيبة (الله يفرّحك بشبابك)، وعندما يقولها لك دايفد كوبر فيلد اسأله بخشونة: (ماذا؟).
*( الشباب هم فقط الفئة التي يمكن تعليمها، تجنيدها، توظيفها، بيعها، شراؤها، الدفاع عنها، الوصاية عليها، الحديث باسمها، لومها، تحويلها لأي شيء عند اللزوم والتخلص منها بعد ذلك مثل منديل ورقي) ... و: (أنت شاب طالما أنك قادر على واحدة منهما: الشراء ... أو الاقتناع) .
المصدر : جريدة الوطن السعودية .
________
mnqol
(الشباب هو: وضع عصبي يعتبر منقصة عندما يصيبك أنت، وميزة تثير الحسد عندما تخسره ويمتلكه غيرك). و(الشباب هو: مرضٌ يتلهف الكهول أحياناًعلى ادّعاء أعراضه ... أعراضه فقط ) .
هذه تعاريف من عندي، وهي غير صائبة نظرياً، وهي حقيقية على الرغم من ذلك، وعلى هذا النهج يمكنني صف كتاب من التعاريف لكلمة الشباب وحدها استناداًً إلى مسرحية حياتنا العامة والاجتماعية، لكن صدقا: ماذا تعني كلمة الشباب؟
منتجو الميديا مغرمون لسبب ٍ ما والله أعلم بصناعة أشياء تحتوي كلمة الشباب مضافة غالباً إلى تنويعاتٍ أخرى مختلفة: الشباب والرياضة - الشباب والصيف - الشباب والبطالة - مشاكل الشباب - قضايا الشباب - مطالب الشباب - شباب . نت - شباب . كوم - الأغنية الشبابية - سينما الشباب ... إلخ .
محرك البحث google سيعطيك 156000 نتيجة من هذا النوع باللغة العربية، هذا على الشبكة العنكبوتية فقط .
وهناك أشياء أخرى مشابهة على الخارطة البرامجية للتلفزيونات الناطقة بالعربية، وعلى حامل المجلات في السوبر ماركت، بالإضافة للإلحاقيات في الصحافة اليومية والإصدارات على أرفف المكتبات البصرية والسمعية .
كلمة شباب المستخدمة هنا - لغوياً - ليست المصدر بل الجمع والذي مُفرده شاب، أي إن الحديث هنا عن الـفئة، لا عن الـمفهوم. كيف تُحدد فئة الشباب هذه؟
أولا: هناك ماذا.
ماذا يأكل الشباب؟ ماذا يلبس الشباب؟ ماذا يشاهد الشباب؟ ماذا يسمع الشباب؟ واعلم - رحمك الله - أن هذا النوع من الأسئلة يطرحهُ عليك الباعة أصحاب البسطات وحتى أصحاب المتاجر، من يملكون أشياء لتسويقها أو ثروات لاستثمارها.
ثانياً: هناك كيف.
كيف يفكر الشباب؟ كيف يعبر الشباب؟ كيف يقضي الشباب أوقاتهم؟ وأسئلة الكيفية هذه متعلقة بالآليات وهي أسئلة يطرحها غالباً المفاتيح الانتخابية المشغولون بالترويج لـمرشح ما: فكرة أو نظرية... الوضع مُربك قليلاً... لكن لا يزال الأمر حتى هذه المنطقة في يدك، نسبيا.
ثالثاً: هناك لماذا.
وعندما يتعلق الأمر بالـلماذا ستكتشف أنك خرجت من اللعبة تماماً على الرغم من أنك محورها! سيرتكز على المسرح أمامك شخص ما بأناقة مثل دايفد كوبر فيلد - الساحر الذي يستطيع أن يكذب كذبات بحجم تمثال الحرية ويقنعك أن سور الصين العظيم تـُهمة لفقها الأعداء - ويقول لك: أنا وحدي أعرف لماذا وأعرف دوافعك وأغراضك وحاجاتك وأملـِكُ الجواب النهائي لكل أسئلتك على الرغم من أنني لست جورج قرداحي (يضحك بتواضع) ثم يقول: ثـِق بي .. تادادا! .. هذا سيئ، أليس كذلك؟ لقد فقدت التحكم تماما، لكن .. انتظر حتى ترى البقية.
هناك رابعاً متى، ومتى هذه تسألها أنت وحدك لأنك الوحيد المعني بمرور الوقت، ولا يبدو أن أحداً سواك يهتم: بالطبع، ألست الشاب الوحيد هنا؟! وهناك أخيراً من، وهي أداة التساؤل التي سترددها أنت لنفسك بصوت خافت وبحرقة: (يا رب .. أريد أن أعرف .. فعلاً فعلاً فعلاً .. من أنا؟ ) .
أنت شاب. شاب طالما أنت: مراهق، جامعي، خريج تبحث عن العمل، قلق، مُحبط، غير مستقر مادياً وفكرياً، مستعد أو بالأحرى مستعدة لشراء عدد لا نهائي من سراويل الجينز والاستمتاع بمرض التسوق الجنوني، قادر على قيادة سيارتك 6 ساعات ذهاباً وإياباً في نفس الشارع طوال الليل لسبب لا يعلمه إلا الله، وعقلك أو (لا عقلك) صافٍ وأبيض مثل كلينكس جديد جاهز لاستقبال أي شيء.
إن تجاوزت مرحلة المراهقة والجامعة والبطالة، إذا كنت قد حصلت على عمل، إذا كنت مستقراً ومتصالحاً مع نفسك وقناعاتك، إذا كنت مؤهلاً لتفعل ولك رؤية شخصية مستقلة، فـعفواً: لا يوجد مكان شاغر. الشباب فقط هم الفئة القاصرة والقلقة التي لا تزال في طور التخلق الجنيني ويمكن تشكيلها بأي طريقة وحسب الحاجة ودفعها إلى أي سماء تحت الاتجاهات الأربع.
عزيزي الشاب: ابتسم بـانشكاح عندما تقول لك امرأة مـُسنة طيبة (الله يفرّحك بشبابك)، وعندما يقولها لك دايفد كوبر فيلد اسأله بخشونة: (ماذا؟).
*( الشباب هم فقط الفئة التي يمكن تعليمها، تجنيدها، توظيفها، بيعها، شراؤها، الدفاع عنها، الوصاية عليها، الحديث باسمها، لومها، تحويلها لأي شيء عند اللزوم والتخلص منها بعد ذلك مثل منديل ورقي) ... و: (أنت شاب طالما أنك قادر على واحدة منهما: الشراء ... أو الاقتناع) .
المصدر : جريدة الوطن السعودية .
________
mnqol