أبو أحمد
01/01/2003, 03:35 AM
كثيرا نتحدث عن الحب ، وهذا جميل في ذاته إذا كان المحبوب جدير بهذا ، ولكن يا ترى من هو هذا المحبوب ؟؟؟!!!
هل هي من أطلقت النظر يتتبعها ، وأشغلت العقل بالتفكير فيها ؟؟!!
فلابد أن تكون إحدى اثنتين : إما زوجة أحصن بها نفسي ، أو تكون امرأة لا يربطني بها رابط !!
أو حال ثالثة : وهي أن تكون مخلوق لم أراه ولم أعرفه ؟؟!!!
ففي الحالة الأولى : إن كنت قلت هذا الكلام لها فأنت نعم الزوج ، ولقد أسرت قلبها ولملكت كيانها ...
كيف لا والعسل يقطر من لسانك ، ومشاعر الود والحب تتأجج بين جوانحك لمن وهبت نفسها لك ، ورضيت بك زوجا ..
وفي الحالة الثانية : وهو الحب لمن لا تربطك بها رابطة ، فكيف تجرؤ على الحديث والتغزل بفتاة لا تحل لك ، فهل يسرك أن تكون أختك أو بنتك هدفا لكلام العاشقين ؟؟؟!! ثم كيف وصلت صورة تلك الفتاة إلى مخيلتك ؟؟؟!!!
إما بالنظر أو بالسماع أو بهما معا ..
فإن كان بالنظر فالنظر مقنن في شرع الله " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" و " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " ولذا أباح الشرع المطهر الرؤية لمن تريد خطبتها وبشروط ، ولم يبح لك النظر فيما عدها من المحرمات ، إلا للضرورة كالأطباء وبشروط .
والنظر متعب للقلب ، وهو رائد القلب ورسوله :
ومتى أرسلت طرفك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
فإذا غضضت بصرك عن الكشف والمطالعة ، فقد أرحت قلبك ، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته ، يقول ابن القيم : والنفس مولعة بحب الصور الجميلة ....... فالنظر يولد المحبة ، فتبدأ علاقة يتعلق القلب بالمنظور إليه ، ثم تقوى فتصير صبابة ينصب إليه القلب بكُلَّيته ، ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب كلزوم الغريم لغريمه ، ثم يقوى فيصير عشقا وهو الحب المفرط ، ثم يقوى فيصير شغفا ، وهو الحب الذي وصل لشغاف القلب وداخله ، ثم يقوى فيصير تتيما ، والتتيم هو التعبد ، فيصير القلب عبدا لمن لا يصلح أن يكون عبدا له ، وهذا كله جناية النظر " .
هذا النظر وهذه عجائبه ، وهو شيء لا يعلم خائنته إلا من قال " يعلم خائنة الأعين " .
فما بالك بالسمع ، الذي ليس بأقل خطرا وليس أخفى من تلك النظرات الخائنة ؟؟؟
أما من كان حبه وحديثه عنه من أصحاب الحال الثالثة ( وهي أن تكون مخلوق لم أراه ولم أعرفه ) ، فكيف يجرؤ عاقل أن يتعلق بسراب ، يحسبه الظمآن ماء ، وليس هو في حقيقته الماء ، بل إنه لا شيء .....
ولازال الكلام عن الحب ، الحب أجمل القيم وهو درجات ودركات ، فمن شاء الرقي في درجاته وصل به درجات العليين ، ومن أراد الدركات ( والعياذ بالله ) فهو في أسفل الدركات !!!
جميل أن نبدع ، وجميل أن نكتب ، ونطلق العنان لأنفسنا ، ونسخر أقلامنا لعقولنا وقلوبنا ، وأن نرسم على الشفاه ابتسامة عريضة ، وأن نضحك ونلهو ونلعب .........
ولكن كيف لنا أن نكتب عن الحب ونحن نرى مناظر إخواننا يصرخون ويتألمون ؟؟؟!!!!
كيف نكتب عن الحب ونحن نراهم يُقَتَلون ويُذبحون ؟؟؟؟!!!!
كيف أغمضنا عيوننا عنهم ؟؟؟؟؟ أم كيف استطاع المحبوب أن يحجبهم عنا ؟؟؟
مناظر أبكت العدو ، وأسالت أقلامهم ؟؟؟؟
ولكن هذه المناظر لم تسيل دمعة عيوننا ، ولم تسيل أقلامنا بغير ( أحبك يا عزيزتي ) !!!!
أبو أحمد
هل هي من أطلقت النظر يتتبعها ، وأشغلت العقل بالتفكير فيها ؟؟!!
فلابد أن تكون إحدى اثنتين : إما زوجة أحصن بها نفسي ، أو تكون امرأة لا يربطني بها رابط !!
أو حال ثالثة : وهي أن تكون مخلوق لم أراه ولم أعرفه ؟؟!!!
ففي الحالة الأولى : إن كنت قلت هذا الكلام لها فأنت نعم الزوج ، ولقد أسرت قلبها ولملكت كيانها ...
كيف لا والعسل يقطر من لسانك ، ومشاعر الود والحب تتأجج بين جوانحك لمن وهبت نفسها لك ، ورضيت بك زوجا ..
وفي الحالة الثانية : وهو الحب لمن لا تربطك بها رابطة ، فكيف تجرؤ على الحديث والتغزل بفتاة لا تحل لك ، فهل يسرك أن تكون أختك أو بنتك هدفا لكلام العاشقين ؟؟؟!! ثم كيف وصلت صورة تلك الفتاة إلى مخيلتك ؟؟؟!!!
إما بالنظر أو بالسماع أو بهما معا ..
فإن كان بالنظر فالنظر مقنن في شرع الله " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" و " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " ولذا أباح الشرع المطهر الرؤية لمن تريد خطبتها وبشروط ، ولم يبح لك النظر فيما عدها من المحرمات ، إلا للضرورة كالأطباء وبشروط .
والنظر متعب للقلب ، وهو رائد القلب ورسوله :
ومتى أرسلت طرفك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
فإذا غضضت بصرك عن الكشف والمطالعة ، فقد أرحت قلبك ، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته ، يقول ابن القيم : والنفس مولعة بحب الصور الجميلة ....... فالنظر يولد المحبة ، فتبدأ علاقة يتعلق القلب بالمنظور إليه ، ثم تقوى فتصير صبابة ينصب إليه القلب بكُلَّيته ، ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب كلزوم الغريم لغريمه ، ثم يقوى فيصير عشقا وهو الحب المفرط ، ثم يقوى فيصير شغفا ، وهو الحب الذي وصل لشغاف القلب وداخله ، ثم يقوى فيصير تتيما ، والتتيم هو التعبد ، فيصير القلب عبدا لمن لا يصلح أن يكون عبدا له ، وهذا كله جناية النظر " .
هذا النظر وهذه عجائبه ، وهو شيء لا يعلم خائنته إلا من قال " يعلم خائنة الأعين " .
فما بالك بالسمع ، الذي ليس بأقل خطرا وليس أخفى من تلك النظرات الخائنة ؟؟؟
أما من كان حبه وحديثه عنه من أصحاب الحال الثالثة ( وهي أن تكون مخلوق لم أراه ولم أعرفه ) ، فكيف يجرؤ عاقل أن يتعلق بسراب ، يحسبه الظمآن ماء ، وليس هو في حقيقته الماء ، بل إنه لا شيء .....
ولازال الكلام عن الحب ، الحب أجمل القيم وهو درجات ودركات ، فمن شاء الرقي في درجاته وصل به درجات العليين ، ومن أراد الدركات ( والعياذ بالله ) فهو في أسفل الدركات !!!
جميل أن نبدع ، وجميل أن نكتب ، ونطلق العنان لأنفسنا ، ونسخر أقلامنا لعقولنا وقلوبنا ، وأن نرسم على الشفاه ابتسامة عريضة ، وأن نضحك ونلهو ونلعب .........
ولكن كيف لنا أن نكتب عن الحب ونحن نرى مناظر إخواننا يصرخون ويتألمون ؟؟؟!!!!
كيف نكتب عن الحب ونحن نراهم يُقَتَلون ويُذبحون ؟؟؟؟!!!!
كيف أغمضنا عيوننا عنهم ؟؟؟؟؟ أم كيف استطاع المحبوب أن يحجبهم عنا ؟؟؟
مناظر أبكت العدو ، وأسالت أقلامهم ؟؟؟؟
ولكن هذه المناظر لم تسيل دمعة عيوننا ، ولم تسيل أقلامنا بغير ( أحبك يا عزيزتي ) !!!!
أبو أحمد