روبينــــا
31/12/2002, 08:26 PM
أتعجب كثيراً كلما سمعت أية فتاة وهي تنعي حظها لكونها بنتاً وتتمنى لو صارت ولداً كي يتسنى لها المزيد من الحرية . وقد قادتني الصدفة منذ عدة أيام إلى الإلتقاء بمجموعة من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين الرابعة عشر و الثامنة عشر و دار بيننا حوار طويل حول أحوال الفتاة العربية و مدى ما حصلت عليه من حرية حتى يومنا هذا . و أكثر ما لفت إنتباهي خلال هذه المناقشة هو إصرار معظم الفتيات على أن البنت العربية لا تزال في المراحل الأولى من الحرية فيما أسمينه بمرحلة الكفاح و المعاناة . ليس هذا فحسب بل لقد وصل الأمر ببعضهن إلى درجة أنهن يتمنين أن يصبحن ذكوراً فقد شكت إحداهن من أسلوب معاملة أمها لها مقارنة بأخيها الاصغر منها حيث قالت أن أمها تعطي لأخيها الحرية الكاملة في الخروج و الدخول للبيت بينما قالت أخرى أنها لا تستطيع ممارسة هوايتها الرياضية بحجة أنها بنت و أن الرياضة للأولاد فقط . كل هذا وغيرها من القصص التي سمعتها ولد بداخلي إحساس قوي بأننا بالفعل لا نزال في البداية . ولكني أتساءل هل يعد ذلك كله كافيا لأن تلعن الفتاة أنوثتها و تحاول أن تحتمي بستار الذكورة ظنا منها أن هذا يكفل لها حريتها ؟ كنت أظن أن هذا الزمن قد ولى ، و أن الفتاة اليوم أصبحت أكثر تشبثا بأنوثتها نظرا للوضع الذي صارت إليه لذا فقد رأيت أن نفسح لهذا الموضوع مجالا للمناقشة و الحوار لعل و عسى .. تعالوا أولا نقلب سويا في أوراق الحياة اليومية للفتاة العربية و نستعرض معا ما آلت اليه أحوالها لن اقول لكن الكلام التقليدي الذي اعتدنا ترديده في مثل هذه المواقف من ان البنات اصبحن اكثر تفوقا من اقرانهن الذكور في الدراسة إلى ما شابه ذلك .. و لكني سأتناول الموضوع من زاوية مختلفة تماما إنها الزاوية التي تخص حياتك و مستقبلك فأنت الآن الفتاة الجميلة في عمر الزهور التي ينتظرها مستقبل باهر بإذن الله . من الناحية العائلية و الأسرية فقد أثبتت الفتاة أنها مصدر الحنان لوالديها فنرى الفتاة لا تتوان لحظة واحدة عن مد يد العون لأبيها أو أمها مؤدية بذلك حق ربها في والديها . إنك فتاتي مصدر البهجة و السرور تشعين إشراقتك في كل أرجاء البيت و تملئينه سعادة و فرحاً . وبعد سنوات قليلة بإذن الله ستصبحين الزوجة ، و ما أعظم ذلك الدور في حياة كل أنثى فأنت التي ستكونين السند لزوجك تشاركينه كل أحلامه و طموحاته تتولين أموره صغيرها و كبيرها ثم تكونين الأم مربية الأجيال القادمة . وأتذكر كم من رجال وقفوا على منصة التتويج ليهدوا لزوجاتهم و أمهاتهم نجاحاتهم و يعترفوا بفضلهن فيما وصلوا إليه . وكلمة حق أنت الجندي المجهول الذي يدفع بالآخرين إلى الأمام . وما أعظم ما قيل في حق كل أم و زوجة لقد أحست و كأن كل التعب الذي بذلته قد راح و حل محله شعور بالفخر و الإعتزاز لأن قدرها هيأ لها أن تصير إلى هذه المكانة بحكم أنها أنثى . و أما مستقبلك العملي فهو خير بإذن الله فلقد وصلت المرأة في بلانا إلى منصب الوزيرة و السفيرة فلم لا تصبحي واحدة من هؤلاء و تنضمي الى قافلة كل من يخدمن أوطانهن . كل ما عليك هو أن تجتهدي لتثبتي للجميع أنك قادرة على تحقيق ما قد يعجز عن تحقيقه الذكور . و أخيراً أقول لك فتاتي أن الله سبحانه و تعالى قد أودع داخلك نبعا فياضا جياشا من الحنان و المشاعر النبيلة التي تجعل منك رمزا للعطاء و الوفاء و الإخلاص لكل من حولك . و بإمكانك أن تجعلي أن ينظروا إليك بعين الإحترام و أن تجعلي من نفسك مصدر فخر والديك بك . إجعلي الثقة بالنفس شعارك في حياتك .. ومن النجاح السلاح الذي تواجهين به تحديات الزمن الرهيب الذي نعيش فيه لأن زمننا لم يعد زمن الولد و البنت فالكل يتسابق و الغلبة لمن يثبت تفوقه وبراعته . أليس كل ماسبق داعيا لك كي تتمسكي بأنوثتك و أن تجعليها مصدر الفخار لك . ولنرفع جميعا شعار إحنا البنات سكر نبات .. :cool:
منقول
منقول