المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل القرآن



محبه لله الواحد 444
11/07/2005, 06:48 AM
من كتاب عبادات المؤمن

للاستاذ /عمرو خالد



http://www.3roos.com/upload/excellent_post_ani.gif

أيها الأحباب: القرآن العظيم هو كتاب الله الخالد ودستوره السماوي الجامع.. ولو اردنا أن نتحدث عن بعض فضله لما استطعنا ولضاق بنا المقام. والسؤال: كيف نفهم القرآن؟ وكيف نتعامل معه؟ كيف نتأثر به؟ كيف نعمل به؟..
معلوم أن القرآن هو آخر كتاب سماوي انزله الله لأهل الأرض، وهو كلام الله الموحي الى نبيه صلى الله عليه وسلم.. خاتم النبيين.. فلذي يقرأ القرآن يجب ان يستحضر أنه يسمع كلام الله مباشرة.
ان القرآن يشكونا الى الله لأننها هجرناه ووضعناه فوق الأرفف وفي السيارات.. تعالوا بنا نتعرف على بعض فضل القرآن العظيم.
يقول تعالى:{ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا} الاسراء 82.
ويقول سبحانه:{ وإنه لكتاب عزيز* لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} فصلت 41-42.
ويقول جل وعلا:{ ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} النحل 89.
ويقول تعالى:{ قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء} فصلت 44.
والآيات غير هذه في فضل القرآن لكثيرة.. فالقرآن شفاء وهداية ورحمة ونور وفرقان وتبيان لكل شيء وبرهان.. فهل يستشعر المسلم كل هذه المعاني عندما يقرأ القرآن؟

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:" انها ستكون فتنة – أي ستحدث فتن شديدة _ يقول علي رضي الله عنه: قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال:" كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.. هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم.. من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم.. لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة.. ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأنقياء، ولا يبلى على كثرة الرد" رواه الدارمي 2\435.
سبحان الله!! لا أحد يمل من قراءة القرآن مهما قراه، ولو قرأه بقلب حاضر وفكر ثاقب لخرج في كل مرة بمعان جديدة.. وفوائد جمة.. لا تنقضي عجائبه،، وهو الذي لم تنته الجن اذ سمعته حتى قالوا:{ انا سمعنا قرآنا عجبا* يهدي الى الرشد فآمنّا به} الجن 1-2.. سبحان الله!. الجن لما سمعت القرآن آمنت به! والناس الآن يرمون كل مصائبهم وكل أمراضهم على الجن!! هذا عن فضل القرآن.. فماذا عن فضل قراءته؟!..

فضل قراءة القرآن من السنة المطهرة:

يقول النبي صلى الله عليه وشلم:" اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" رواه مسلم 1871 والامام أحمد5\249. فتخيّل أن القرآن العظيم هو شفيعك يوم القيامة، لا أبوك ولا أمك ولا أخوك، ولا أحد من الصالحين.. بل ان شفيعك هو القرآن.. ونعم الشفيع القرآن.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة وآل عمران تحاجان هن صاحبهما" رواه مسلم 1873 والامام أحمد 4\183. أي تدافعان عنه وتشفعان فيه.

وفي حديث آخر..:" تأتي سورة البقرة وآل عمران كغمامتان أو أو كغيايتان أو كفرقان من طير صواف". رواه مسلم1871.. أي كالطيور المتراصة تحمي صاحبها من حر الشمس يوم القيامة.

ويقول سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم:" لا حسد ( أي لا غبطة) الا في اثنتين ( أي لا يتمنى المسلم أن يكون الا كمثل أحد الرجلين): رجل أتاه الله القرآن، فهو يقرؤه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار" رواه البخاري 7529 ومسلم 1891 والترمذي 1936.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" ان الذي ليس ي جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".. فهل يرضى أحد بالخراب؟! وهل يتصور ان يمر على مسلم يوم لايقرأ فيه شيئا من القرآن؟! وإذا حدث هذا فما دليل ارتباطه بهذا الدين اذن؟ّ هل مجرد الاسم؟!

ويقول صلى الله عليه وسلم:" من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" رواه الترمذي 2910. وقوله تعالى:{ بسم الله الرحمن الرحيم} به 19 حرفا، اذن بتسع عشرة حسنة! إذن فكم من ثواب الربع وكم ثواب الجزء وكم ثواب القرآن الكريم كله؟! بحسبة بسيطة يمكن أن تحصّل 700 ألف حسنة في 35 دقيقة تقرأ فيها جزءا من القرآن!! فياله من فضل عظيم نحن عنه غافلون!

ويقول صلى الله عليه وسلم:".. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده". رواه مسلم 6793 وابو داود 1455. ويقول العلماء: وهذا الفضل ليس قاصرا على مجالس القرآن في المساجد فقط بل وفي البيوت أيضا! فما المانع أن نخصص ربع ساعة فقط أو نصف ساعة للقرآن وبقية وقت الزيارات المنزهة للحديث؟ّ.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه الامام أحمد 3\138. يعني أولياء الله.. ومعنى أهل القرآن أي: الذين يحفظونه ويقرأونه دوما..

يقول صلى الله عليه وسلم:" يقال لصاحب القرآن: اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" رواه أبو داود 1464 والترمذي 2914 والامام أحمد 2\192. وهذا الترقي يكون في درجات الجنة على قدر ما يحفظ من كتاب الله تعالى: والقراءة في الجنة تكون بتأن وترتيل وتمهل؛ لأنه لا عجلة كما كان العض يتعجل عند قراءة القرآن في الدنيا... وأكثر الناس قراءة للقرآن وحفظا له وعملا به في الدنيا، هم أعلى الناس درجات واسماهم منازل في الجنة.
هذه بعض وليس كل الأحاديث الواردة في فضل القرآن العظيم، والحديث الآن عن:

واجبنا نحو القرآن:

لا شك أن للقرآن حقا عظيما، بل حقوقا عظيمة علينا معشر المسلمين..
سيقتصر حديثنا على خمس واجبات، ليتنا نحصيها ونحفظها ونطبقها في حياتنا:

الأول: كثرة القراءة وتحديد ورد ثابت كل يوم:

والسؤال: هل هناك مسلم لا يمكن أن يختم القرآن في حياته؟! هذه مصيبة كبرى! وأنا أسألك أيها القارئ الكريم: أتذكر آخر مرة ختمت فيها القرآن؟! أخشى أن تكون ختمة رمضان الماضي؟!.. وأن يكون مصحفك قد وضع على الرف بعد رمضان وعلاه التراب.. واحذر أن يشهد عليك القرآن أنك هجرته يوم القيامة!! وماذا تفعل لو لم تقرأ وردك اليومي؟!

بعض الصحابة كان اذا فاته ورده يبكي.. وقد دخلوا على أحدهم ذات مرة فوجدوه يبكي بشدة، فسألوه: أتشتكي وجعا؟ قال: أشد.. أشد، قالوا: وما ذاك؟ قال: نمت بالأمس ولم أقرأ وردي، وما ذلك الا بذنب أذنبته!!

ان كثيرا من الناس يقضون أوقاتا طويلة في قراءة الجرائد.. وقد ينزلون بالليل لكي يحصلوا على صحيفة الغد بتلهف واهتمام! فلماذا لا يحظى كتاب الله ولو بمثل هذا الاهتمام؟! أتزهد في ثواب القرآن؟؟؟؟! وبعض الناس يضيع وقته في التفكير والنظر الى لا شيء وإذا سئل يقول: لا أجد شيئا أعمله!! وهل نسي المسكين كتاب الله؟.

روي أن عبدالله بن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ فقال:" في ثلاثين" أي تقرأ كل يوم جزءا؛ فقال ابن عمر: في ثلاثين! إني أطيق أكثر من ذلك! (وانظر الى هذا النهم وهذا الحب وهذه اللهفة على قراءة القرآن) فقل:" ففي عشرين" قال: اني أجد قوة ( انا أقوى من هذا) قال:" ففي عشر"، فقال: فإني أطيق اكثر من ذلك! فقال:" ففي خمس" قال: يا رسول الله: إني أطيق أكثر من ذلك! قال صلى الله عليه وسلم:" في ثلاث ولا أقل من هذا".. وقال صلى الله عليه وسلم:" من قرأه في أقل من ثلاث لم يفقهه". رواه الامام أحمد 2\164.
ولهذا أيها الأحباب، لا ينبغي أن تكون مدة ختام المسلم للقرآن في أقل من ثلاث ولا في اكثر من شهر؛ طبقا للحديث السابق ذكره.
ونحن لا نطالب بأن نكون كالصحابة.. الأمر يحتاج الى تدرج، ومن لا يقرأ القرآن وليس له ورد فليبدأ ولو بربع ثم بحزب ثم يجزء.. وإن استطاع أن يقرأ بعد ذلك جزئين أو ثلاثة في اليوم فبها نعمة وله ثواب الأجر:{ إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا} الكهف 30.

الثاني: تعلم قراءة القرآن:

وهذا الأمر ليس صعبا، فمعظم الناس قد يتعلمون الانجليزية أو الفرنسية، فلماذا يصعب عليهم تعلم القرآن الذي نزل بلغتهم وحديثهم اليومي؟! ولاذا يصير كلام الله الذي يقول عنه تعالى:{ ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مّدّكر} القمر 17 لماذا يصير صعبا عليك!!
لا شك أن كل واحد يعرف الاجابة عن هذا السؤال.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" رواه البخاري 5027 وأبو داود 1452 والامام أحمد 1\58. فأحسن المسلمين من تعلم كيف كيف يقرأ القرآن ثم علمه لغيره..
ويقول صلى الله عليه وسلم:" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" رواه البخاري 4937 ومسلم 1859 والترمذي 2904. (اجر القراءة وأجر المشقة)! ومعنى يتتعتع: أي يتلجلج ويضطرب.

محبه لله الواحد 444
11/07/2005, 06:50 AM
وهناك سؤال: ما معنى تعلم القرأن؟!
معنى تعلم القرآن أن يقرأ المسلم القرآن بأحكامه: يمد الممدود وغن الغنة ويقلل القلقلة..؛ لأن المسلم مطالب أن يقرأ القرآن كما كان يقرؤه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

والسؤال: أين تتعلم تجويد القرآن؟!
والاجابة على يد الشيخ في المسجد أو في بيتك أو في بيته.. والأمر كله لا يستغرق أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر!! وبها تصير مع الملائكة الكرام البررة، وبهذا يرقى المسلم وتزداد منزلته عند الله تعالى!
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه:" أيكم يحب أن يغدو الى السوق فيأتي بناقتين زهراوتين" (أي جميلتين عظيمتين) " من غير إثم أو قطيعة رحم" ( من غير إسراف أو شجار مع أحد)؟ فقالوا: كلنا نحن ذلك يا رسول الله، فقال:" لئن تغدو الى المسجد فتتعلم الآيتين من القرآن كل يوم خير لك من أن تذهب الى السوق فتأخذ كذا وكذا" رواه مسلم 1870 وأبو داود 1456.، أي أن تعلم آيتين أفضل بمقاييس اليوم من الف جنيه على الأقل! فمن منا يعزف عن هذا الفضل وهذا الكرم العظيم؟!.

الثالث: التأثر عند قراءة القرآن:

يجب على المسلم أن يتأثر بالقرآن عند تلاوته ويتفاعل معه فيضطرب أو يهتز قلبه، ويشعر أن القرآن يتنزل عليه هو وفي لحظة قراءته، كما حكى الشاعر الكبير محمد إقبال قال: كان أبي يقول لي: يا بني اقرأ القرآن وكأنما عليك أنزل!! وبهذا يذوق المسلم حلاوة القرآن ويستشعر عظمته..

وهذا هو الرسول الأكرم والمعلم الأعظم يضرب المثل والقدوة في التأثر بالقرآن والتجاوب مع آياته الكريمة، قال يوما لعبدالله بن مسعود:" اقرأ عليّ القرآن"، فيقول ابن مسعود: يا رسول الله: أأقرأ عليك وعليك انزل؟ فقال:" إني أحب أن أسمعه من غيري" رواه البخاري 5049 ومسلم 1864 وأبوداود 3668، فجلست أقرأ عليه سورة النساء، حتى وصلت الى قول الله عز وجل:" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} النساء 41، فقال له صلى الله عليه وسلم:" حسبك الآن" أي كفى، فنظرت اليه فإذا عيناه تذرفان (أي يبكي من التأثر بالقرآن والتعايش معه؛ إذ علم أنه صلى الله عليه وسلم المقصود والمعني بهذه الأية).
وأنا أسألك أخي القارئ العزيز: هل بكيت وأنت تقرأ القرىن ذات مرة؟!.
وهذا صحابي آخر يقول: كنا نسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن في الصلاة أزيزا كأزيز المرجل من البكاء (أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يحدث مثل الهزة عند القراءة لشدة تأثره بها، وأزيز المرجل هو صوت الاناء الذي يغلي به الماء)!!

وهذا هو الصديق رضي الله عنه تلميذ النبي الأول ورفيقه في حياته وبعد مماته، لما اشتكى النبي صلى الله عليه سلم مرضه الذي مات فيه قال لآل بيته:"مروا أبا بكر فليصل باناس" رواه البخاري 664 ومسلم 940 وأبوداود 1232 والامام أحمد الحديث 4\412.، فكأنهم تعجبوا من ذلك وقالوا يا رسول الله:" غن أبا بكر رجل أسيف ( شديد التأثر بالقرآن ) إذا قرأ القرآن بكى!!

وهذا سيدنا عمر رضي الله عنه كان يسير في الطريق ذات يوم فسمع رجلا يقرأ قوله تعالى من سورة الطور:{ إنّ عذاب ربك لواقع*ماله من دافع}.. فسقط مغشيّا عليه، فحمله الناس الى بيته وظلوا يزرونه شهرا، يظنون أن به مرضا، وما به مرض بل شدة الخوف من الله تعالى واستحضار لمشهد يوم القيامة العظيم، وشدة عذاب الله تعالى للكافرين.

وجاء وفد اليمن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعوا قرآنا فبكوا كلهم، فنظر اليهم الصديق رضي الله عنه وقال: كنا كذلك قبل ان تقسو القلوب! الصديق رضي الله عنه يتحدث عن قسوة القلوب! فماذا نحن قائلون؟ وماذا نحن فاعلون؟!

وهذا عبّاد بن بشر رضي الله عنه يقف على حراسة المسلمين ذات ليلة ومعه عمار بن ياسر؛ فقام عبّاد يصلي، فبينما هو كذلك أتىأحد الكفار فضربه بسهم في كتفه فلم يخرج من صلاته، بل نزع السهم واستغرق في صلاته وتلذذه بالقرآن المجيد، فرماه الكافر بسهم آخر فنزعه وعاد الى صلاته وقراءته! فرماه بثالث فلم يستطع ان يتحمل شدة الجروح وكثرة الدماء فركع وسجد ثم أيقظ عمارا رضي الله عنه، فساله عمار: لما لم توقظن من أول سهم! فقال : كنت في سورة من القرآن، لخروج روحي أحب اليّ من أن أدعها!!
فهل شعر أحد منكم بلذة القرآن وحلاوته؟ هل دخل أحدكم مرة في صلاة لقيام وكان ينوي أن يصلي بربع فإذا به لا يستطيع مقاومة حلاوة القرآن فقرأ أكثر من ذلك واستمتع بالقرآن ومناجاة الرحمن؟!.

وهذا التابعي الجليل الأحنف بن قيس رحمه الله كان يقرأ قوله تعالى:{ لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون} النبياء 10 أي فيه أخباركم وصفاتكم وافعالكم، يقول: فأفتح القرآن وأنظر واقول: أرى بماذا يذكرني ربي اليوم.. فيقرأ ويقرأ حتى يمر بقوله تعالى:{ إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار} النساء 145، فيقول: لست من هؤلاء، لست من هؤلاء.. وعندما يقرأ قوله تعالى:{ إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} الأنفال 2. فيندم ويقول: لست من هلاء!
ويقرأ قوله تعالى:{ وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم} التوبة 102 فيقول: أنا من هؤلاء، أنا من هؤلاء!.
فانظر الى تفاعل هذا التابعي الجليل مع القرآن العظيم، وهكذا يجب أن أدب المسلم مع القرآن دائما. وقد قيل إذا سمعت قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا} فأنصت، فإنه إما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه.

والناس يتفاوتون في التجاوب مع القرآن، ونرى هذا واضحا في شهر رمضان، لا سيما في صلاة التهجد، فبعضهم يتأثر ولا يبكي وبعضهم لا يتأثر ولا يبكي، والعجب أنك قد ترى رجلا غير عربي باكستانيا أو بنغاليا مثلا، ومع ذلك يبكي عند سماع القرآن، وسبحان الله.. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والقلب إذا قسا لا يتأثر بالقرآن. يقول تعالى عن اليهود في سورة البقرة:{ ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} البقرة 74 الى آخر الآية.

ويتحدث النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يصف احوال قلوبنا التي قلما تتأثر الآن بالقرآن فيقول:" سبيلي القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب، فيقرؤونه لا يجدون له لذة، وان قصروا قالوا: سنبلغ ( أي سنصل الى ما نريد)، وإن أساؤوا قالوا: سيفغر لنا" رواه الدرامي 2\439.

محبه لله الواحد 444
11/07/2005, 06:55 AM
الرابع: تدبر القرآن:

سبق أن ذكرنا واجبين من واجبات المسلم نحو القرآن وهما القراءة والتعلم.. والواجب الثالث هو القراءة بتدبر.. ومن فضل الله علينا أن القرآن نزل بلسان عربي مبين سهل واضح.. واسمع مثلا الى قوله تعالى:{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة الا يعلمها} الأنعام59.. آية بيّنة واضحة تتحدث عن علم الله المحيط، ومن قرأها لا بد أن يحس بعظمة الله تعالى وقدرته.. وإن لم يحس بهذا فايعلم أن لم يتدبر الآية وأنه قرأها بقلب غافل ساه.
ومن لا يتدبر القرآن لا شك أن على قلبه قفلا. قال تعالى:{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قولب أقفالها}؟! محمد 24. ويقول تعالى:{ الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله} الزمر23.
وبعض الواسائل المعينة على تدبر القرآن، قراءة بعض تفاسير القرآن لمعرفة ما قد يغمض منه من كلمات أو يدق من معان، ويفضل أن نبدأ بتفسير ابن كثير فهو تفسير بسيط، فإن أردت أن تستزيد فاقرأ في ظلال القرآن.

الخامس: مراجعة ما نحفظ من القرآن:

فلا يصح لمسلم أن يحفظ كلام الله ثم ينساه، ومما يعين على الحفظ كثرة المراجعة والصلاة بما تحفظ خاصة في قيام الليل.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" عرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أجد ذنبا أعظم من سورة أو آية أوتيها رجل ثم نسيها".. رواه أبو داود 461 والترمذي 1916... وهذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان لصعوبة موقف المسلم الذي لا يعتني بالقرآن العناية الواجبة، فينساه بعد أن يحفظه.
ويقول صلى الله عليه وسلم:" نعاهدوا هذا القرآن ( أي احرصوا على قراءته ومراجعته) فوالذي نفس محمد بيده، لهو أشد تفلتا من الابل في عقلها". رواه البخاري 5033 ومسلم 1841 والامام أحمد 4\397.
ويفضل لمن لا يحفظ شيئا من القرآن أو من يودّ الحفظ بشكل منتطم أن يبدأ من سورة الناس.. وحبذا لو حرصت على قراءة تفسير ما تقرأ أو تحفظ، لأن معرفة التفسير من الوسائل المعينة على تثبيت الحفظ وسرعة التذكر.. وأكرر نصيحتي لك بأن تحرص على أن تقوم الليل بما تحفظ من القرآن.

السادس: العمل بالقرآن:

من واجبات المسلم نحو القرآن العمل به، أي بأوامره ونواهيه، يقول صلى الله عليه وسلم:" والقرآن حجة لك أو عليك" رواه ابن ماجه 280 والنسائي 2436 والامام أحمد 5\343.. ويكون حجة عليك عندما تقرؤه فلا يتجاوز آذانك ولا ينعكس على سلوكياتك وتصرّفاتك..
ولا تنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن.. أي كان يحرص على تطبيق ما في القرآن.
واعلم أن سيدنا عمر رضي الله عنه حفظ سورة البقرة في ثماني سنوات، لأنه كان يحرص على العلم والعمل معا...
ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: كنا نتعلم العشر آيات من القرآن فلا ندعها حتى نعمل بها، أو فلا نجازوها الى غيرها حتى نعمل بها، فتعلمنا العلم والعمل جميعا.

ولأن الصحابة كانوا يفقهون آيات القرآن ويعيشون معها كانوا يسارعون الى طاعة أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه.. ولهذا لما نزلت آيات النهي عن شرب الخمر سكب المسلمون ما عندهم من أواني الخمر حتى امتلأت بها سكك المدينة، أي شوارعها وطرقاتها وقالوا: انتهينا يا ربنا. وكذلك آيات الحجاب.. لما نزلت سارعت نساء الأنصار الى أثوابهن وجعلن منها حجابا كما أمر الله تعالى.. وكذلك عندما نزلت آيات الزكاة والصدقة.. ومثال ذلك لما نزل قوله تعالى في سورة آل عمران:{ لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون} آل عمران 92، قام سيدنا أبو الدحداح الى أجمل حديقة عنده وأحبّها الى اليه وتصدق بها.. والفرق بيننا وبين الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يتلقون القرآن للعمل والتنفيذ، أما نحن فللأسف نتلقاه للاستماع والاعجاب فقط، وقلما يلتزم أحد الآن بواجباته كلها نحو القرآن العظيم.
ويا لسوء عاقبة من ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:{ وقال الرسول ياربّ إنّ قموي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} الفرقان 30. فهل تحب أو تتحمل أن يشكوك الرسول صلى الله عليه وسلم الى ربك وخالقك ورازقك تعالى؟! انه لموقف عصيب شديد.

كيف نفهم القرآن؟!

من فضل الله تعالى أنه أنزل القرآن بلسان عربي مبين.. ولذا فإن العرب سيكونون أشد الناس حسابا على القرآن يوم القيامة.. واللغة العربية هي لغة أهل الجنة، واللغة العربية ثرية بألفاظها ومفرداتها وتراكبيها.. وأصول الكلمات في اللغة العربية 50 ألف كلمة، بينما في الانجليزية هي فقط 20 ألفا..
فمثلا كلمة حبيب.. أقصى عدد من الاشتقاقات لها في الانجليزية اثنا عشر اشتقاقا، بينما تصل في العربية الى ما بين 40 و45 اشتقاقا..
ومعلوم أن اللغة العربية استفادت كثيرا من القرآن، ولولا ذلك لانتهت هذه اللغة أو أوشكت، فالقرآن هو الذي حفظ لهذه اللغة بقاءها ونماءها وتطورها وتجددها وحيويتها، ومعلوم أن لغات أوروبا كلها أصلها اللاتينية، ولكن لما انقسمت وتعددت دول أوروبا ظهرات عشرات اللغات فيها كالفرنسية والألمانية والبرتغالية والاسبانية..، وكلها متداخلة مع بعضها، لأنه ليس بينهما رابط، أما اللغة العربية فبقيت محفوظة ببقاء القرآن، وإن تعددت اللهجات. ولكن إذا تحدثت بالعربية الفصحى يفهمك أخوك العربي في أي مكان. ولهذا فإن علينا أن نفخر بإنتمائنا للأمة العربية وللدين الاسلامي معا.. وعلينا أن نحرص على التحدث بها، ولا نستحي منها، ولا يكون عندنا عقدة نقص فنتشدق ببعض الكلمات الأجنبية التي نحفظها ونهجر العربية، لغة القرآن.

محاور القرآن الكريم

هناك خمس محاور اي موضوعات رئيسية كبرى يدور حولها القرآن الكريم ويمكن تفصيلها كالآتي:

المحور الأول: معرفة الله عز وجل:

أي معرفة أسمائه وصفاته وقدراته وملكه، وحبه والخوف منه.. وهناك مئات الآيات التي تتحدث عن قدرة الله تعالى وتختم باسم أو اكثر من أسمائه الحسنى لترسيخ المعنى المراد في الاية الكريمة.

المحور الثاني: معرفة سبب وجودك في الحياة:

وكيف خلقت وكيف نشأت، وكيف بدأ الكون، ولهذا فإن قصة آدم عليه السلام تكررت عشرات المرات في القرآن لكي نتذكر هذا المعنى جيدا.

المحور الثالث: معرفة نعم الله وفضله علينا:

وهناك عشرات الآيات التي تتحدث في فضل الله تعالى ونعمه على عباده، وهي لا تعد ولا تحصى.

المحور الرابع: معرفة الانسان مصيره ونهايته:

وتتناول ذلك في القرآن آيات الجنة والنار والحساب والصراط والميزان..

المحور الخامس: إصلاح حياة البشر:


وتتناول ذلك الآيات التي تتحدث عن الشرائع والأخلاق وقصص الأنبياء وغيرها من الوسائل التي تضبط حياة البشر.. ومعلوم أن شريعة الاسلام وأحكامه صالحة لكل زمان ومكان وأن أهدافها خمسة هي: حفظ الدين والعرض والنسل والمال والعقل.
ومعلوم أن الغرب يعيش عيشة مترفة لأنه لا يعرف الغاية التي من أجلها خلق، ولهذا فإنه لا رقيب على أفعاله، أو بمعنى ادق لا يراقب الله ولا يخافه، هذا إن كان يعترف أن له ربا وخالقا. وبالطبع لا يمكن أن يستوعب قوله تعالى:{ وما خلقت الجنّ والانس الا ليعبدون} الذاريات 56، وقوله تعالى:{ قل انّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} الأنعام162.
ومن مميزات القرآن الكريم الشمول..

يقول تعالى:{ ما فرّطنا في الكتاب من شيء} الأنعام 28. ويقول:{ ونزلنا عليك الكتاب بالحق تبيانا لكل شيء} النحل 89. فقد حوى القرآن الكريم كل الأمور التي تهم المسلم في حياته بل وبعدموته من زواج وطلاق وميراث.. حتى أنه تحدث عن العلاقات الدولية.. فالاسلام دين جامع لكل خصال البر. والقرآن يخاطب العقل والعاطفة معا.. ومن نماذج الخطاب العاطفي:{ يا أيها الانسان ما غرّك بربّك الكريم* الذي خلقك فسوّاك فعدلك} الانفطار 6-7.. وقال تعالى:{ ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب اليه من حبل الوريد* إذا يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد* وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} ق 16=19.
ومن نماذج الخطاب العقلاني في القرآن قوله تعالى:{ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} الأنبياء 22. وكذلك قوله تعالى:{ أفرأيتم ما تمنون* أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} الوقعة 58-59.

ان معجزات الأنبياء السابقين كانت موقوتة بحياتهم، أما معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي القرآن الكريم فهي باقية الى يوم الدين. . وقد تحدى الله الكفار أن يأتوا ولو بسورة واحدة من القرآن، وهيهات أن يفعلوا ذلك.. واعجازات القرآن متعددة، منها ما ذكرنا من استحالة إتيان أحد مثله أو بعضه أو سورة منه، مثل قوله تعالى:{ قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} الاسراء88، ومن أنواع الاعجاز كذلك الاعجاز البلاغي، والاعجاز العلمي، والاعجاز الرقمي والاعجاز التشريعي والاصلاحي

المروج
11/07/2005, 06:28 PM
http://www.3roos.com/upload/89am.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.3roos.com/upload/89.gifhttp://www.3roos.com/upload/89.gif

جــزاك الله خير وبــارك فيك

على المشاركة القيمة

جعلها الله في ميزان حسناتك

وربـي يعطيك العافية

http://www.3roos.com/upload/89.gif

أختك ..

~*¤ô§ô¤*~مـروج ذهبيه ~*¤ô§ô¤*~

http://www.3roos.com/upload/89.gif

http://www.3roos.com/upload/89am.gif

محبه لله الواحد 444
11/07/2005, 11:11 PM
جزاكى الله خيرا غاليتى

katkooota
11/07/2005, 11:55 PM
جـــــــــــــــــــــزاك ِ الله خيـــــــــــــــــــراً ,,,,,

جعلـــــــه الله في ميـــــــــــــــزان حسنـــــــــــــــاتـــــ ــــــــكِ ,,,,,

القلــღ الحنون ღ ــب
12/07/2005, 02:26 AM
http://www.7lem.com/up/images/n10bar.gif
.

.
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
اللهم من فتح مُشاركتك فافتح له باب رزقك
وأكفه ما أهمه من أمر الدنيا والاخرة ....
يعطيك العافية،،،
عسااااااااك على القوة دوم ...
وفقــك الله وسدد الله خطــــاك ،،،
ودمـــــت بخــــير ،،،
دعواتي لك بالتوفيق والتقدم ،،،
\
/
\
القلــღ الحنون ღ ــب

ارياف
13/07/2005, 06:04 AM
اسأل الله الكريم ان يجعل القرآن العظيم ربيع صدورنا ونور قلوبنا وجلاء همومنا واحزاننا
وان يذكرنا مانه مانسينا وان يرزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيه
وان يجعله شاهدا وحجه لنا لاعلينا 0000
اختي الغاليه ryad
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء على هذه المشاركه المميزه000
اسأل الله الكريم ان يجعلها في ميزان حسناتك000
وفقك الله وسدد الى دروب الخير خطاك
دمتي في حفظ الله

محبه لله الواحد 444
21/07/2005, 04:13 AM
احباتى فى الله
جزاكم وايانا
وبارك الله فيكم