egyfairy
22/02/2005, 12:37 AM
قرأت هذه القصه فأحببت أن أشارككم بها نفعني الله و إياكم بها:
( قال ثنا الحسن بن ابي مريم العسكري ، حدثني جعفر ابن سليمان ، قال : مررت أنا و مالك بن دينار بالبصرة ، فبينما نحن ندور فيها مررنا بقصر يعمر . و إذا شاب جالس ما رأيت أحسن وجها منه ، و إذاهو يأمر ببناءويقول: افعلوا و اصنعوا . فقال لي مالك : ما ترى إلى هذا الشاب و إلى حسن وجهه و حرصه على هذا البناء ؟ ما أحوجني إلى ان أسأل ربي أن يخلصه ، فلعله يجعله من شباب الجنه ! يا جعغر ادخل بنا إليه . قال جعفر فدخلنا و سلمنا ، فرد السلام و لم يعرف مالكا . فلما عرفوه إياه قام أليه فقال : حاجه؟ قال: كم نويت أن تنفق على هذا القصر ؟ قال : مائه ألف درهم. قال : ألا تعطيني هذا المال فأضعه في حقه . و أضمن لك على الله تعالى قصرا خيرا من هذا القصر ، بولده و خدمه ، و قبابه و خيمه من ياقوته حمراء ، مرصع بالجواهر ، ترابه الزعفران ، و ملاطه المسك ؛ أفيح من قصرك هذا ، لا يخرب ، لا تمسه يدان و لم يبنه بناء ، قال له الجليل : كن فكان ؟ قال: أجلني الليله و بكر علي غدوة . قال جعفر : فبات مالك و هو يفكر في الشاب ، فلما كان وقت السحر دعا و أكثر من الدعاء . فلما أصبحنا غدونا ، فإذا بالشاب جالس، فلما عاين مالكا هش إليه ، ثم قال: ما تقول فيما قلت أمس؟ قال : تفعل؟ قال : نعم. فأحضر البدر و دعا بدواة و قرطاس ، ثم كتب :
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلان بن فلان : إني ضمنت لك على الله قصرا بدل قصرك كما وصفت و الزيادة على الله ؛ واشتريت لك بهذا المال قصرا في الجنه أفيح من ظل ظليل بقرب العزيز الجليل . ثم طوى الكتاب و دفعه إلى الشاب و حملنا المال، فما أمسى مالك و قد بقي عنده مقدار قوت ليلة . فما أتى على الشاب أربعون ليله ، حتى صلى مالك ذات يوم الغداة ، فلما انفتل ، فإذا بالكتاب في المحراب موضوع ، فأخذه مالك فنشره، فإذا في ظهره مكتوب بلا مداد :
هذه براءة من الله العزيز الحكيم لمالك بن دينار : إنا وفينا الشاب القصر الذي ضمنت له و زياده سبعين ضعفا . قال فبقى مالك متعجبا ، و أخذ الكتاب ، فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب ، فأقبلنا، فإذا بالباب مسود و البكاء في الدار ، فقلنا : ماذا فعل الشاب؟ قالوا : مات بالأمس . فأحضرنا الغاسل ، فقلنا : أنت غسلته؟ قال : نعم . قال مالك : حدثنا كيف صنعت ؟ قال : قال لي قبل الموت : إذا أنا مت و كفنتني اجعل هذا الكتاب بين كفني و بدني . فجعلت الكتاب بين كفنه و بدنه و دفنته معه، فأخرج مالك الكتاب ؛ فقال الغاسل: هذا الكتاب بعينه والذي قبضه ، لقد جعلته بين كفنه و بدنه بيدي ، قال : فكثر البكاء ؛ فقام شاب فقال : يا مالك خذ مني مائتي ألف درهم واضمن لي مثل هذا ، قال : هيهات ! كان ما كان ، و فات ما فات ؛ و الله يحكم ما يريد، فكلما ذكر مالك الشاب بكى و دعا له.
منقول للفائده
( قال ثنا الحسن بن ابي مريم العسكري ، حدثني جعفر ابن سليمان ، قال : مررت أنا و مالك بن دينار بالبصرة ، فبينما نحن ندور فيها مررنا بقصر يعمر . و إذا شاب جالس ما رأيت أحسن وجها منه ، و إذاهو يأمر ببناءويقول: افعلوا و اصنعوا . فقال لي مالك : ما ترى إلى هذا الشاب و إلى حسن وجهه و حرصه على هذا البناء ؟ ما أحوجني إلى ان أسأل ربي أن يخلصه ، فلعله يجعله من شباب الجنه ! يا جعغر ادخل بنا إليه . قال جعفر فدخلنا و سلمنا ، فرد السلام و لم يعرف مالكا . فلما عرفوه إياه قام أليه فقال : حاجه؟ قال: كم نويت أن تنفق على هذا القصر ؟ قال : مائه ألف درهم. قال : ألا تعطيني هذا المال فأضعه في حقه . و أضمن لك على الله تعالى قصرا خيرا من هذا القصر ، بولده و خدمه ، و قبابه و خيمه من ياقوته حمراء ، مرصع بالجواهر ، ترابه الزعفران ، و ملاطه المسك ؛ أفيح من قصرك هذا ، لا يخرب ، لا تمسه يدان و لم يبنه بناء ، قال له الجليل : كن فكان ؟ قال: أجلني الليله و بكر علي غدوة . قال جعفر : فبات مالك و هو يفكر في الشاب ، فلما كان وقت السحر دعا و أكثر من الدعاء . فلما أصبحنا غدونا ، فإذا بالشاب جالس، فلما عاين مالكا هش إليه ، ثم قال: ما تقول فيما قلت أمس؟ قال : تفعل؟ قال : نعم. فأحضر البدر و دعا بدواة و قرطاس ، ثم كتب :
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلان بن فلان : إني ضمنت لك على الله قصرا بدل قصرك كما وصفت و الزيادة على الله ؛ واشتريت لك بهذا المال قصرا في الجنه أفيح من ظل ظليل بقرب العزيز الجليل . ثم طوى الكتاب و دفعه إلى الشاب و حملنا المال، فما أمسى مالك و قد بقي عنده مقدار قوت ليلة . فما أتى على الشاب أربعون ليله ، حتى صلى مالك ذات يوم الغداة ، فلما انفتل ، فإذا بالكتاب في المحراب موضوع ، فأخذه مالك فنشره، فإذا في ظهره مكتوب بلا مداد :
هذه براءة من الله العزيز الحكيم لمالك بن دينار : إنا وفينا الشاب القصر الذي ضمنت له و زياده سبعين ضعفا . قال فبقى مالك متعجبا ، و أخذ الكتاب ، فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب ، فأقبلنا، فإذا بالباب مسود و البكاء في الدار ، فقلنا : ماذا فعل الشاب؟ قالوا : مات بالأمس . فأحضرنا الغاسل ، فقلنا : أنت غسلته؟ قال : نعم . قال مالك : حدثنا كيف صنعت ؟ قال : قال لي قبل الموت : إذا أنا مت و كفنتني اجعل هذا الكتاب بين كفني و بدني . فجعلت الكتاب بين كفنه و بدنه و دفنته معه، فأخرج مالك الكتاب ؛ فقال الغاسل: هذا الكتاب بعينه والذي قبضه ، لقد جعلته بين كفنه و بدنه بيدي ، قال : فكثر البكاء ؛ فقام شاب فقال : يا مالك خذ مني مائتي ألف درهم واضمن لي مثل هذا ، قال : هيهات ! كان ما كان ، و فات ما فات ؛ و الله يحكم ما يريد، فكلما ذكر مالك الشاب بكى و دعا له.
منقول للفائده