المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يأس من رحمة الله .... إقرأوا واعتبروا ..



دمع الليل
14/09/2004, 11:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصة انقلهالكم لما لمست فيها من العظة والحكمة

روي أن شابا كان على عهد الحسن البصري كان منتهكا لحقوق الله حيث لم يترك ذنبا إلا فعله ولا معصية إلا طرقها فبينما هو كذلك .. أمرضه الله مرضا شديدا أقعده على فراش الموت ولكنه دعا الله بصوت منكسر قائلا : إلهي وسيدي أقمني من صرعتي فإني لا أعود إلى ما كنت فيه.. فأقامه الله وشفاه, والشاب نكث العهد وعاد إلى أشد مما كان فيه, فأمرضه الله ثانية , فدعا الله كما دعا سابقا, فأقامه الله وشفاه ورجع إلى أشد مما كان فيه وهكذا , فبينما هو يختال في مشيته إذ قال له الحسن : يا فتى خف الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك !! فقال الفتى : إليك عني يا أبا سعيد فإنا شباب نريد أن نذوق الدنيا وحلاوتها , فقال الحسن لأصحابه : كأنكم بالموت قد نزل بساحة هذا الشاب فرضه رضا, وبينما الحسن مع أصحابه إذ جاءه أخو الشاب وقال له إن الفتى الذي كنت تعظه هو أخي وقد وقع في سكرات الموت .. فذهب الحسن إليه و قرع الباب وفتحت أم الشاب وقالت في اندهاش : يا أبا سعيد مثلك يأتي إلى مثل ولدي !! أي شيء تعمل على باب ولدي وهو لم يترك معصية إلا فعلها وذنبا إلا ارتكبه ؟؟! فقال لها استأذني لي بالدخول فإن الله يقبل العثرات ..وعندما قالت الأم لإبنها عن الزائر قال الشاب: يا أماه أترى جاءني الحسن عائدا أم موبخا ؟ افتحي له الباب .. فلما دخل الحسن ونظر إليه وهو يعالج سكرات الموت قال له : يافتى ادع الله يشفيك .. فقال يا أبا سعيد إنه لا يفعل !! .. قال : أو تصف الله بالبخل وهو الجواد الأكرم ؟!؟ فقال الشاب : إني عصيته ودعوته فشفاني ثم عصيته ودعوته فشفاني وهذه الخامسة فلما دعوته نادى مناديا من زاوية البيت, أسمع الصوت ولا أرى الشخص قائلا: لا لبيك ولا سعديك جربناك مرارا فوجدناك غدار فخرج الحسن , وعندها قال الشاب لأمه : هذا الحسن قد أيّسني من سيدي وسيدي يقبل التوبة عن عباده ويغفر السيئات .. يا أماه لو رأيتيني قد تحول السواد بياضا, ورشح للموت جبيني, وغارت العينان, واصّفر البنان, وانقطع اللسان, فخذي المدرعة من تحت رأسي, وضعي خدي على الثرى, واستوهبيني من سيدي فإن ربي يقبل التوبة .. ففعلت ما قال لها ووضعت خده على التراب ورفعت يديها إلى السماء ثم نادت إلهي وسيدي : أسألك بالرحمة التي رحمت بها يعقوب فجمعت بينه وبين ولده وأسألك بالرحمة التي رحمت بها أيوب فكشفت عنه البلاء إلا ما رحت ولدي ووهبت له ذنبه . فسُمع الحسن هاتفا يقول إن الله تعالى قد رحم الفتى وهو من أهل الجنة فحضر الحسن وجميع أصحابه جنازته .

&&&&&&&&&&&

فيا أيها الشاب : إياك أن تسوف عن التوبة وتتكل على العفو والمغفرة وإياك أن تقول : مازلت في شبابي وسوف أتوب إذا تقدم بي السن , وتذكر أن الموت لا يعرف شابا ولا شيخا, لا رجلا ولا امرأة, لا غنيا ولا فقيرا

ولا تيأس من روح الله ومغفرته مهما كانت ذنوبك ,فقد قال تعالى : (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) ,, (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون)

أيقظنا الله وإياكم من هذه الرقدة , وذكّرنا الموت وما يأتي بعده وألهمنا شكره على النعم وحمده ,, إنه كريم لا يرد عبده

رحمنا الله وإياكم وجعل مثوانا هو الجنة

فلا تنسوني بخالص الدعاء


في أمان الله
:shy:

WHITE ROSE 2003
15/09/2004, 10:48 AM
اختي دمع الليل


جزاك الله خيرا على هذا التذكير والموضوع المفيد ...

وجعله في ميزان حسناتك ....

ومن ذا الذي يقنط من رحمته ومغفرته سبحانه وتعالى



اختك
وايت روز