تفسير سورة القدر للاطفال ، يعتبر تعليم الأطفال وتفسيرهم لآياته هو من أهم الطريق التي تساعد الأطفال عل رسخ قيم الدين والقرآن بداخل عقولهم، حيث يعتبر تفسير القرآن هو جزء من فهمه وجفظه، وهنا عروس يقدم لك تفسير سورة القدر للأطفال للتعرف على قيمتها وقيمة ليلة القدر بالنسبة للمسلمين في رمضان.

موضوع آيات سورة القدر

  • من سور القرآن الكريم سورة القدر وهي من السور المكية،
  • وهي السورة رقم (97) في ترتيب المصحف،
  • ونزلت بعد سورة عبس، وسميت بسورة القدر لأنها عظيمة الشرف والقدر،
  • وموضوع السورة هو ليلة القدر وفضلها على سائر الليالي والأيام،
  • وعظيم الثواب الذي يناله قائم هذه الليلة المباركة،
  • فهي تساوي مايقارب (80) عام من العبادة.

سبب نزول سورة القدر

  • جاء في سبب نزولها، عن مجاهد قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
  • رجلاً من بني إسرائيل لبس سلاحه في سبيل الله ألف شهر،
  • فتعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله سبحانه وتعالى سورة القدر،
  • وقال: ليلة القدر خير من ألف شهر التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح.

سورة القدر مكتوبة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)”.

تفسير سورة القدر للأطفال

  • إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)

يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة فضل القرآن وعلو قدره ومكانته،
كما في قوله تعالى”{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (الدخان – 3)،
فالله تعالى ابتدأ إنزال القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر،
فقد رحم الله بهذه الليلة المباركة عباده رحمة عامة لا يستطيع العباد أن يشكروا الله عليها.

  • وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)

ثم فخَّم الله سبحانه شأن هذه الليلة وعظَّم مقدارها،
فقال تعالى: (وما آدراك ماليلة القدر)،
والمعنى إن هذه الليلة شأنها جليل وخطرها عظيم.

  • لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)

أي ليلة القدر تعدل في فضلها ألف شهر، فعمل الإنسان فيها خير من عمل ألف شهر(بدون ليلة القدر)،
وهذا الأمر يحير أصحاب العقول المستنيرة وتندهش معه العقول،
حيث أن الله تعالى مَنَّ على هذه الأمة الضعيفة بليلة العمل فيها
يقابل ويزيد على عمل ألف شهر، عمر رجل ثمانين سنة.

  • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

(تنزل الملائكة والروح فيها) أي تتنزل الملائكة في هذه الليلة بكثرة،
(من كل أمر سلام هي) أي سالمة من كل الآفات والشرور، لأنه لايوجد فيها إلا الخير الكثير،
(حتى مطلع الفجر) أي تبدأ من غروب الشمس وتنتهي عند طلوع الفجر،
وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضلها وأنها في العشر الآواخر من شهر رمضان،
خصوصاً في الوتر من العشر الآواخر، وهي باقية كل عام إلى أن تقوم الساعة،
وقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يكثر من العبادات في العشر الآواخر
ويعتكف رجاء نيل فضل وثواب ليلة القدر (والله أعلم).

تفسير سورة القدر للشعراوي

  • يقول شيخنا محمد متولى الشعراوي، في العلاقة بين سورة القدر والسورة التي تسبقها وهي سورة العلق،
  • أن سياق الترتيب في المصحف مختلف عن الترتيب في النزول،
  • فترتيب إنزال القرآن نزل تبعاً للأحداث التي تتطلب حكماً،
  • أما ترتيب المصحف فهو نسق محفوظي كما كان في اللوح المحفوظ،
  • ومع ذلك فإن ترتيب المصحف لا يخالف ترتيب النزول، فهناك مناسبة كتابة ومناسبة إنزال،
  • فسورة القدر أخذت موضعها الطبيعي من سورة العلق (سورة اقرأ)،
  • فسورة اقرأ لم تحدد المقروء لأن المطلوب وقتها هو إحداث القراءة من نبي أمي،
  • ومع أنها لم تحدد المقروء إلا أن المقروء واضح وهو القرآن،
  • ثم تجيء السورة بعد ذلك وتقول إنا أنزلناه في ليلة القدر.

تفسير إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ

بدأ الحق سبحانه وتعالى سورة القدر بقوله (إنا) لا بإني، فالله تعالى عندما يتحدث عن شيء يتطلب تكتل صفات الجلال أو الكمال دائماً يقول (إنا)، لكنه إذا تكلم عن ذاته ويريد من عبده أن يتوجه إليه، لا يقول (إننا نحن الله) ولكن يقول(إنني أنا الله)، فالقرآن الكريم يتعرض لمنهج الخلق إلى يوم القيامة، وهذا المنهج وضعه الله سبحانه وتعالى، فلابد أن تتكاتف فيه كل صفات الكمال والجلال، فلم يقل (إني أنزلته) ولكن قال (إنا أنزلناه)، فهي تجمع كل صفات الجلال وكل صفات الكمال.

ليلة القدر

  • اصطفى الله سبحانه وتعالى من الساعات ساعات الصلاة،
  • واصطفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة،واصطفى من الأيام يوم الجمعة،
  • واصطفى من الليالي ليلة القدر، واصطفى من الشهور شهر رمضان،
  • فإذا قال سبحانه (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، هل نالت هذه الآية الشرف بنزول القرآن فيها،
  • أم هي ليلة ذات شرف قبل إنزال القرآن فيها؟
  • هل هذه الليلة أخذت الشرف والقدر والعظمة بإنزال القرآن فيها؟
  • أم أن الله تعالى اختار نزول القرآن فيها لأنها ليلة ذات قدر وشرف وعظمة؟
  • والإجابة: ليلة القدر التي نزل فيها القرآن لم تبدأ هنا،
  • لأن الله سبحانه له قدر وتقدير للأمور من الأذل، ولأن الله سبحانه قال:
  • {فيها يفرق كل أمر حكيم} والأمور الحكيمة فُرِقَت قبل القرآن وبعد القرآن،
  • فكأن الله اختار الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم اختارها لنزول القرآن،
  • وهو أكبر فرقان، فالقرآن اختير له النزول في ليلة القدر لأن لها شرف وقدر.

أمارات وعلامات ليلة القدر

  • هي صافية مشرقة، القمر فيها ساطع، ساكنة، غير باردة ولا مظلمة،
  • والشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع، فعن ابن عباس رضي الله عنه
  • أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في ليلة القدر:
  • [ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة وتصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء]
  • وفي حديث آخر عن رسول الله قال: إني رأيت ليلة القدر فأنسيتها،
  • وهي في العشر الأواخر من لياليها وهي طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة،
  • كأن فيها قمراً لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها.
  • (طلقة: هواؤها معتدلٌ طيب، بلجة: ضوء الصباح عند طلوع الفجر)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: "إنها ليلة سابعة، أو تاسعة وعشرين، وأن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى”.
دعاء ليلة القدر

  • يستحب للمسلم أن يكثر من هذا الدعاء في العشر الأواخر من رمضان،
  • ليصيب ليلة القدر إذا جاءت في أي يوم،(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)
  • وذلك لما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت:
  • [يارسول الله: إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟
  • قال صلى الله عليه وسلم: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني]

تفسير سورة القدر تفسير الجلالين

  • (إنا أنزلناه): أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا،
  • (في ليلة القدر): أي الشرف والعظمة، (وما أدراك) أي ما أعلمك يامحمد،
  • (ما ليلة االقدر): تعظيماً لشأنها وتعجباً، (ليلة القدر خير من ألف شهر): ليس فيها ليلة القدر،
  • فالأعمال الصالحة في هذه الليلة خير منه في ألف شهر،
  • (تنزل الملائكة): أصلها تتنزل وحذفت إحدى التاءين، (والروح): أي جبريل عليه السلام،
  • (فيها) في ليلة القدر، (بإذن ربهم): بأمره، (من كل أمر): من سببية بمعنى الباء،
  • أي كل الأمور التي قضاها الله تعالى في تلك السنة، (سلام هي): خبر مقدم ومبتدأ،
  • (حتى مطلع الفجر): بكسر اللام وفتحها، أي إلى وقت طلوعه،
  • وجعلت سلاما لكثرة السلام فيها من الملائكة على المؤمنين.