متى يحافظ المنافق على وعوده؟ ، دائما ما يتساءل العديد من الناس عن من هو المنافق وما هي الصفات التي تجعلنا أن نقول على الشخص الذي أمامنا أنه منافق، وهل كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم منافقين؟، و متى يحافظ المنافق على وعوده، أسئلة عديدة تأتي في أذهان العديد من المسلمين وفي هذا المقال سنرد على كافة هذه الأمور بالتفصيل.
تعد صفة النفاق من أسوأ الصفات التي قد يتحلى الفرد بها، وهؤلاء المنافقين قد أظهروا الإيمان بالله عز وجل وبرسوله وهم في الباطن يكرهون الاسلام والمسلمين ويحاولون بشتى الطرق الفتك من المسلمين عندما تحين لهم الفرصة لذلك، بالاضافة إلى نشرهم في الأرض الفساد، والوقوف بجانب المشركين ومناصرتهم ضد المسلمين.

متى يحافظ المنافق على وعوده؟

يسأل الكثير من الناس عن المنافق هل يؤتمن على وعد أو سر، النفاق هى واحدة من خصال الكفار التي يعرفون بها، فدائما المنافق ما يحاول إلحاق الضرر بغيره، فالمنافق لا يحافظ على وعوده إلا في حالة واحدة وهى أن يكون له مصلحة إذا حافظ على هذا الوعد، فهذه هى الحالة الوحيدة التي يمكن للمنافق أن يحافظ فيها على وعوده، فالمنافق دائما ما يكون ظاهره بخلاف باطنه فيمكن أن يظهر أنه يحب فلان ويكون متودد له وهو في الباطن لا يحب هذا الشخص ففى هذه الحالة يطلق على هذا الشخص بأنه منافق.
  • من هم المنافقون

المنافقين هم من يظهرون خلاف ما في باطنهم مثل من يظهر الإسلام وفي الباطن يكون كافر، وهناك من يظهر أنه مسلم وهو غير ذلك فهو ينتظر أن يرى من تكون له السلطة والغلبة والفوز حتى يكون معهم، قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
  • المنافقين في عهد الرسول

كان فى عهد الرسول عدد كبير من المنافقين، كان عبدالله بن سلول على رأس الأشخاص الذين عرفوا بالنفاق وكان لهذا الرجل مكانة كبيرة عند الأوس والخزرج في الجاهلية، وكان من المنافقين أيضا جُلَاس بن سويد بن الصامت، الحارث بن سويد بن الصامت، بُجاد بن عثمان بن عامر، عمرو بن مالك بن الأوس، كعب بن الحارث بن الخزرج، الضحاك بن ثابت، رافع بن وديعة، زيد بن عمرو، عمرو بن قيس، قيس بن عمرو بن سهل، سعد بن حُنيف.
سمات المنافقين ما هي صفات المنافقين

  • الكذب

يعد الكذب من أكثر الصفات التي يعرف بها المنافقون فدائما ما يظهرون عكس ما في باطنهم، فيظهرون الحب وهم يضمرون الكره والبغضاء، يظهرون إيمانهم بالله عز وجل وهم يخفون الكفر والعداء الشديد للإسلام وأهله، قال تعالى: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}.
  • التقاعس عن الجهاد

ظهر الكثير من المنافقين في الأوقات التي أظهرت المسلمين بحق و مستعدون أن يقدموا أرواحهم في سبيل نشر الدين الاسلامي ونيل ثواب الجهاد في سبيل الله من المنافقين الذين تقاعسوا عن نصرة الإسلام فهم مسلمون بالظاهر فقط، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}.
  • خيانة الأمانة

من صفات المنافقين خيانة الأمانة، بالاضافة الى قلوبهم المريضة التي لم تتغير لأن الإسلام ليس بداخلها، تظل قلوب الكفار مليئة بالغل والحقد وكره الإسلام وأهله وتبقى واقفة لكي يقع المسلمون ولو بهفوة واحدة فقط، قال تعالى: : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}.
  • الصّد عن حكم الله

المنافقين ليسوا من الاسلام في شيء فيخفون في باطنهم أكثر مما يظهرون، بالإضافة إلى صدهم عن حكم الله عز وجل، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}.
  • عدم الوفاء بالعهد

حذرنا الله عز وجل ورسوله الكريم من خيانة المنافق وعدم وفائه بالعهد وحثنا على عدم الاطمئنان لهم مهما حدث ومهما تظاهر بوفائه بالوعد قال تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ}، وقال أيضا في موضع آخر قال تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ}.

مواقف المنافقين في عهد رسول الله
  • موقف المنافقين في غزوة تبوك

تامر المشركين اثناء عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وأرادوا أن يقوموا بقتله مستغلين عودتهم من الغزوة، علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما يضمره له هؤلاء المنافقين ولهذا قرر صلى الله عليه وسلم أن يسلك جيش المسلمون طريق واسع يعرف ببطن الوادي، وأنه سيسلك هو وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان طريق العقبة، حضر المنافقين وقرروا أن يقتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب تصدي حذيفة بن اليمان لهم وعادوا إلى أدراكهم ومن قبح أفعالهم أنهم عادوا الى جيش المسلمين مرة أخرى وكأنهم لم يقدموا على فعل شيء، عرف النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء المنافقين وذكر أسمائهم لحذيفة بن اليمان ولهذا السبب قد أطلق عليه بأنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • موقف المنافقين في غزوة أحد

عندما بدأ جيش المسلمين بالخروج متجهين الى غزوة أحد كان عبدالله بن سلول لا يريد الذهاب مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه قد أضمر ذلك بداخله ولم يظهره حتى وصل المسلمين الى قلب المعركة، ومن هنا قرر عبدالله بن سلول أن يخذل المسلمين في هذه المعركة وقرر أن ينسحب وبسبب أنه كان رجل صاحب مكانة في الأوس والخزرج لحقه عدد كبير من جيش المسلمين والذين بلغ عددهم ثلاثمائة مقاتل، وعادوا مع عبدالله بن سلول وعندما ذهب أحد المسلمون خلفهم يحثهم على الجهاد في سبيل الله ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم كان ردهم عليه لو رأيناكم ستقاتلون المشركين لاتبعناكم.
  • موقف المنافقين في حادثة الإفك

في احدى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كانت السيدة عائشة رضي الله عنها مع الرسول في الغزوة، توقف جيش المسلمين في احدى الأماكن التي تقرب المدينة المنورة، ذهبت السيدة عائشة لكي تقضي حاجتها واثناء عودتها فقدت عقد لها فعادت لتبحث عنه وفي هذه الأثناء كان جيش المسلمين قد أنطلق متخذا طريق العودة وكانوا يظنون أن السيدة عائشة رضي الله عنها معهم ولم يعلموا تخلفها عنهم، فعند عودتها وجدت جيش المسلمين ذهب فظلت في مكانها حتى يذهب إليها المسلمون، مر بالسيدة عائشة رضى الله عنها الصحابي صفوان بن معطل وكان معه بعير فحملها على بعيره وأخذها للمدينة، عندما رأي المشركين ذلك بدأوا يذكرون الافتراء والكذب على السيدة عائشة رضي الله عنها وكان على رأس هؤلاء عبدالله بن السلول الذي كان يسير في القوم ويطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها، وعندما برأ الله عز وجل السيدة عائشة رضي الله عنها قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتم اقامة حد القذف على كل من قذف السيدة عائشة، وأمر النبي صلى الله عز وجل على عدم معاقبة عبدالله بن سلول بإقامة الحد عليه والسبب في ذلك أن اقامة الحد يكفر الله به الخطايا لصاحب الذنب .