أقسام التوحيد في سورة الفاتحة ، يعتبر التوحيد هو نوع من العباردة لله وحده وتعالي لا شريك له، حيث يتم ذلك من خلال الإعتراف بوجود الله عز وجل والتوحيد بعبادته وحده لا شريك له، سواء بالنية أو بقول الشهادتين أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد عبده ورسوله، فالإيمان بالله عز وجل يأتي من التفرد بربوبيته وعبوديته وأسمائه وصفاته، فهذه هي أصل العقيدة، حيث أرسل الله الرسل والأنبياء من أجل دعوة الناس إلى التوحيد وعبادته وحده لا شريك له، وليس هذا فقط بل الامتثال له من أجل الله عز وجل، عروس يقدم لك كل ما تحتاج إلى التعرف عليه من خلال أقسام التوحيد التي تتواجد في صورة الفاتحة.

سورة الفاتحة

أولًا وقبل أن نبدأ في بأقسام التوحيد لابد من التعرف أولًا على سورة الفاتحة، فهي من أعطم السور وأكثرها فضلًا عن الله سبحانه وتعالى، حيث تعتبر من أولى الصور التي يفتح بها القرآن الكريم، وهي أول سورة نزلت على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كاملة، بدون آيات متفرقة، حيث تهدف سورة الفاتحة إلى الدعوة الرسالة إلى توحيد بالله عز وجل، والإلهية كاملة بالرغم من أن القرآن جاء فيه الكثير من السور التي تفسر التوحيد والإلهية، إلا أن سورة الفاتحة هي فاتحة الكتاب، حيث تتضمنت الكثير من آياتها على صفات الله عز وجل والتوحيد به وذكره في اليوم الآخر والصراط المستقيم، حيث ذكرت الكثير الأحاديث النبوية عن فضل سورة الفاتحة، فلا يصح أي صلاة بدونها، فهي نوع من المناجاة بين العبد وبين ربه، وهي أيضًا يتم استخدمها كنوع من الرقية الشريعة، ونور إرسل إليها عن طريق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ذكرت السنة النبوية والقرآن الكريم أسماءً عديدة ومختلفة لسورة الفاتحة مثل ما قال عنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي أم الكتاب، وأيضًا القرآن العظيم، سورة الحمد، فاتحة الكتاب، والسبع المثاني، وغيرها العديد من الأسماء التي جاءت عن عطمة هذه السورة .

تقسيم أنواع التوحيد في سورة الفاتحة
وينقسم إلى ثلاث:

  • توحيد الألوهيه: و هو توحيد الله بأفعال العباد ، كالدعاء والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر ن وغيرها من أنواع العبادة ، كلها يجب على العباد أن يخصوا الله تعالى بها وأن لا يجعلوا فيها شريكاً..
  • توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله ، كالخلق والرزق والإحياء والإماته والتصرف في الكون ، وغير ذلك من أفعال الله التي هو مختص بها، لا شريك له فيها.
  • توحيد الأسماء والصفات : هو إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات على وج يليق بكمال الله وجلاله ، من غير تمثيل أو تكييف ومن غير تحريف أو تعطيل.

وسورة الفاتحة مشتمله على هذه الأنواع الثلاثة...

  • فأن الآية الأولي فيها ، وهي (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) مشتملة على هذه الأنواع ، فإن (( الْحَمْدُ للّهِ)) فيها توحيد ؛ لأن إضافة الحمد إليه من العباد عبادة ، وفي قوله (( رَبِّ الْعَالَمِينَ )) إثبات توحيد الربوبية ؛ وهو كون الله عز وجل رب العالمين والعالمون هم كل من سوى الله ؛ فإنه ليس في الوجود إلا خالق ومخلوق ، والله الخالق ، وكل من سواه مخلوق ، ومن أسماء الله الرب.
  • وقوله : (( لرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ )) مشتمل على توحيد الأسماء والصفات ، والرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله يدلان على صفة من صفات الله ، وهي الرَّ حمة ، وأسماء الله كلها مشتقة، وليس فيها أسم جامد ، وكل أسم يدل على صفة من صفاته.
  • و (( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )) فيه إثبات توحيد الربوبية ، وهو سبحانه مالك الدنيا والآخرة ، وإنما خص يوم الدين بأن الله مالكه ؛ لأن ذلك اليوم يخضع فيه الجميع لرب العالمين ، بخلاف الدنيا، فإنه وُجد فيها من عتا وتجبر وقال (( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ))
  • وقوله : (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) فيه إثبات توحيد الألوهية ، وتقديم المفعول وهو (( إِيَّاكَ )) يُفيد الحصر ، والمعنى : نخصك بالعبادة والاستعانه ، ولا نشرك معك أحداً
  • وقوله : (( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين )) فيه إثبات توحيد الألوهية ؛ فإن طلب الهداية من الله دعاء ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الدعاء هو العبادة " ، فيسأل العبد ربه في هذا الدعاء أن يهديه الصراط المستقيم الذي سلكه النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، الذين هم أهل التوحيد ، ويسأله أن يجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين ، الذين لم يحصل منهم التوحيد بل حصل منهم الشرك بالله وعبادة غيره معه.. "