ماذا حدث لقوم الرجل الصالح بعد وفاته؟ ، القرآن الكريم مليء بالعديد من القصص القرآنية التي حدثت للأنبياء والمرسلين، والأقوام الذين صدقوا الرسل ونالوا محبة الله عز وجل والثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، والأقوام الذين كذبوا الرسل وأنزل الله عز وجل عليهم غضبه نتيجة تكذيبهم وكفرهم بما أنزل الله عز وجل، كما سرد لنا القرآن الكريم قصص الصالحين مثل قصة الرجل الصالح الذي جاءت قصته في سورة يس، والهدف من ذكر كل هذه القصص هي أن يأخذ الإنسان العبر والمواعظ من هذه القصص حتى لا يقع الإنسان في الأخطاء التي وقع فيها غيره، واليوم سنسرد لكم قصة رائعة عن أحد الصالحين الذين تحدث القرآن الكريم عنهم وذكر قصته في سورة يس، عروس يقدم لك كل ما تحتاج للتعرف عليه عن ماذا حدث لقوم الرجل الصالح بعد وفاته؟

من هو هذا الرجل الصالح؟

الرجل الصالح التي وردت قصته في سورة يس هو رجل عاديا ليس من الرسل ولم يرسله الله عز وجل برسالة، ومع ذلك فقد أكرمه الله وعز بذكر قصته بالقران الكريم، قيل أن هذا الرجل هو "حبيب بن مرة"، ومنهم من قال أنه "سمعان"، والبعض قال أنه ليس حبيب وأنه شخص غيره، وذكر أيضا أن هذا الرجل كان يعمل نجارا، كان هذا الرجل الصالح يقف بكل ثبات وقوة ضد وقوع الأخطاء والمنكرات، كان قومه كلما جاءهم رسول من الله عز وجل كانوا يقومون بتعذيبهم أو يقوموا برجمهم، عندما رأى الرجل الصالح هذه الأفعال من قوله جاء مسرعا حتى يحاول ايقافهم عن هذه الأفعال السيئة عن طريق نصحهم، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ»، وهذا يعد من سمات المؤمن التقي الذي يبادر في ايقاف المنكرات بكل مايستطيع من قوة ، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).
القرآن الكريم لم يذكر اسم هذا الرجل ولهذا تم إطلاق عليه اسم الرجل الصالح، فضرب هذا الرجل مثل كبير في الشجاعة والسعي في تغير المنكرات بدون خوف من قوه أن يؤذوه مثلما فعلوا مع الرسل، وإظهاره لهم بأنه يبعد الله عز وجل ولا يعبد هذه الأوثان التي يعبدونها من دول الله.

ماذا حدث لقوم الرجل الصالح بعد وفاته؟

عاقب اللع عز وجل قوم الرجل الصالح الذين تمادوا في كفرهم للأنبياء والمرسلين وليس هذا فحسب بل أنهم قاموا بتعذيب الرسل ورجمهم، ولهذا أرسل الله عز وجل جبريل عليه السلام وأمره أن يصيح فيهم صيحة واحدة، فعندما سمعوا الصيحة سكتوا ووقفت حركتهم حتى أنهم لم يتمكنوا من حركة أعينهم، فهذا ما ورد من عقاب الله عز وجل لهم، فقال المولى عز وجل في كتابه العزيز: "إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون"، بعد وفاة هذا الرجل ودخوله الجنة كان يفكر في قومه أيضا ويتمني أن يعبدوا الله عز وجل ويعرفون المكانة الكبيرة التي نالها هذا الرجل في الجنة قال تعالى: «قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ».

قصة الرجل الصالح

منذ خلق الله عز وجل للبشر وهو يدعوهم إلى الإيمان به وقد جاءت جميع الأديان السماوية منذ خلق البشرية وهي تدعو إلى ذلك، فأرسل الله عز وجل لقوم الرجل الصالح رسولان يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد و يأمرونهم بترك عبادة الأصنام التي يعبدونها من دون الله وأنها لاتضر ولا تنفع، فما كان من أهل هذه القرية إلا تكذيبهم فأرسل الله عز وجل لهم رسول ثالث لكي يدعوهم الى عبادة الله عز وجل مع الرسولين قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}، وعلى الرغم من ذلك ازداد هؤلاء القوم عنادا وتكبر وكانوا يقولون لرسل الله عز وجل أنتم مثلنا بشر ولستم رسل، ألتقي الرجل الصالح بالرسل الثلاثة في مدينة أنطاكيا، وعندما سألهم الرجل الصالح وقال لهم من أنتم؟ أجابوا عليه بأنهم رسل الله عز وجل، فتحدث اليهم وأمن بهم وقد تعلم التفقه في الدين على أيدي الرسل الثلاث، أما أهله فلم يؤمنوا بهم واستمروا في تكذيبهم وأذاهم ورجمهم، فعندما علم بما يفعله قومه بالرسل جاء اليهم مسرعا ينهاهم عما يفعلون به مع رسل الله عز وجل، وصف القران الكريم مافعله هذا الرجل الصالح في قوله تعالي: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ)، لم يستمع اليه قومه وأقبلوا على قتله كما قتلوا الأنبياء من قبله، ومع ذلك عندما صعدت روحه الى خالقها ورأى نعيم الجنة تمني أن يري قومه النعيم الذي فاز به في الجنة، قال تعالي:{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}.
نستفاد من قصة الرجل الصالح أن المسلمين يجب عليهم أن يتعلموا من هذه القصة أن المسلم يجب عليه أن يسرع في تغيير المنكر دون خشية من مخلوق، وعلى المسلم أن يتسم بالإيجابية ويرى أن يستطيع تغيير الباطل حتى وإن لم ينجح من سبقه، على المسلم أن يتحلى بالشجاعة في قول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم .