من أهم موروثات الشعر المعلقات السبع بالتأكيد ، كان العرب قديما يهتمون بالشعر بصورة كبيرة، وكان العرب هم أهل البلاغة والفصاحة، وكان الشعر الجاهلي يدل على مدى إتقان العرب للغة العربية القديمة، وأن العرب كانوا يحرصون على اتقان الشعر والتفنن فيه فكان الشاعر يسرح بخياله ويخرج لنا أجمل القصائد، وتعد دواوين الشعر التي تم تدوينها للشعر الجاهلي هي خير دليل على بلاغة وفصاحة العرب، تعد المعلقات السبع من أجمل الأشعار التي كتبها العرب في الجاهلية، وتعد كنز من كنوز الشعر والأدب، تعود المعلقات السبع الى سبع شعراء من شعراء الجاهلية وهم لبيد بن ربيعة العامري، عمرو بن كلثوم ، امرؤ القيس، طرفة بن العبد، عنترة بن شدّاد، الحارث بن حلزة، زهير بن أبي سلمى، عروس يقدم لك كل ما تحتاج للتعرف عليه عن أهم موروثات الشعر المعلقات السبع بالتأكيد .

المعلقات السبع

المعلقات السبع هي من أفضل ما قام العرب بكتابته في الشعر قديما، وهذه المعلقات تتكون من سبع قصائد، ويوجد من يقول أنها عشرة ففي الحقيقة أن المعلقات سبعة وليس عشرة ويعود ذلك الى أن هذه المعلقات عندما كان يتم تدوينها كان البعض يغفل عن ذكر إحدى القصائد، فيقوم الآخر أثناء التدوين بكتابة القصيدة التي غفل الآخر عن كتابتها ويدونها، فلهذا يظن البعض أنها عشرة قصائد، المعلقات السبع ترجع الى سبعة من أشهر الشعراء الذين كانوا يعيشون في العصر الجاهلي وقبل أن يظهر الاسلام.
حرص كل من ابن عبد ربه، وابن الكلبي على دراسة المعلقات السبع دراسة وافية، حماد الراوية هو أول شخص قام بجمع المعلقات السبع الطوال، وقد أطلق عليها أسم (السموط)، حرص العديد من الشعراء والأدباء على شرح المعلقات السبع وكان من هؤلاء محمد على طه الدرة، الذي شرح المعلقات في كتابه (فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال)، وأيضا شرح الحسين بن أحمد الزوزني المعلقات السبع في كتابه (شرح المعلّقات السبع)، كما تم شرح المعلقات السبع في كتاب(منتهى الأرب)، شرح كل هؤلاء العلماء المعلقات السبع نظرا لأهميتها ، كانت المعلقات السبع تبدأ بالأطلال والحنين الى محبوبته والديار التي تعيش فيها، وقد اتسمت هذه المعلقات بالألفاظ القوية والمتينة التي كانت تتسم بها اللغة العربية في الجاهلية، بالاضافة الى جمال الأسلوب وخيال الشاعر، كان شعراء المعلقات السبع يتميزون بالصفات الحسنة، والشجاعة، والحلم.
سبب تسمية المعلقات السبع بهذا الاسم
كانت المعلقات السبع يتم تعليقها على ستائر الكعبة قبل ظهور الإسلام ولهذا أطلق عليها المعلقات السبع، وتسمي أيضا بالمذهبات ويقول البعض بأن هذه القصائد قد كتبت بماء الذهب وكان هذا سبب تسميتها بالمذهبات، وتعتبر المعلقات السبع كنز من الكنوز وكانت تتسم بتميزها وجمالها ولهذا فكانت هذه المعلقات تحفظ في الأذهان ولا تنسي بسهولة، وقد أهتم الناس بهذه المعلقات ورغبوا أن تبقي للأبد ولهذا حرصوا على تدوينها.
شعراء المعلقات السبع
فيما يلي أورد أسماء شعراء المعلّقات السبع، ومطالع أولى القصائد المعلّقة:
معلقة امرؤ القيس
امرؤ القيس هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث ينتمي الى قبيلة كندة، ولد امرؤ القيس عام 501، أحد شعراء الجاهلية وكانت يتمتع بشعره المتميز والذي يدل على قوة فصاحته، لأمرؤ القيس معلقة من أشهر المعلقات التي دونت في العصر الجاهلي، وتنتمي القصيدة الى بحر الطويل، وتتكون معلقة امرؤ القيس من 77 بيت، وذكر اخرين أنها تتكون من 92 بيت.
ما ورد في مطلع قصيدة أمرؤ القيس
“قفا نبكِ من ذِكرَى حبيبٍ ومنزلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ “[3]

معلقة طرفة بن العبد
معلقة طرفة بن العبد واحدة من المعلقات المشهورة التي تم كتابتها في العصر الجاهلي، وتعود هذه المعلقة الى عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن بكر بن وائل، ويلقب باسم طرفة، وتتكون معلقة طرفة بن العبد مما يلي : قسم غزليّ، وقسم وصفيّ، وقسم إخباريّ، وتنتمي هذه المعلقة لبحر الطويل، تتكون معلقة طرفة بن العبد من 121 بيت.
ما ورد في مطلع قصيدة طرفة بن العبد
“لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
تَلُوحُ كَباقِي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بها صَحبي عليَّ مَطيَّهُم
يقولونَ لا تَهلِك أسىً وتَجَلَّدِ” [4]

معلقة زهير بن أبي سلمَى
معلقة زهير بن سلمى واحدة من المعلقات السبع المشهورة في الجاهلية، تعود هذه المعلقة الى زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزنيّ، وتتسم قصيدته بأنها أحد الأشعار التي اتسمت بفصاحتها وقوتها، تتكون معلقة زهير بن سلمى من 62 بيت.
ما ورد في مطلع معلقة زهير بن أبي سلمى
“أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ
بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ
ودَارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا
مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ” [5]

معلقة لبيد بن ربيعة
معلقة لبيد بن ربيعة، أحد المعلقات السبع التي اشتهرت في الجاهلية وتم تدوينها، وتعود هذه المعلقة الى كاتبها لبيد بن ربيعة، تنتمي هذه المعلقة لبحر الكامل التام، وتتكون من 89 بيتا.
ما ورد في مطلع معلقة لبيد بن ربيعة:
“عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا
بِمِنًى تَأَبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَا
فمدافعُ الرَّيَّانِ عرِّيَ رسْمُها
خلقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها” [6]

معلقة عنترة بن شداد
من معلقات الشعر الجاهلي معلقة عنترة بن شداد، تنتمي هذه المعلقة الى بحر الكامل، وتتكون من 79 بيتا.
ما ورد في مطلع قصيدة عنترة بن شداد:
“هَلْ غادَرَ الشُّعَراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ
أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ؟
عْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّمِ
حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأَصَمِّ الأَعْجَمِ” [7]
معلقة عمرو بن كلثوم
تعد معلقة عمرو بن كلثوم واحدة من المعلقات السبع، وتنتمي هذه القصيدة الى بحر الوافر والتي تتكون من 100 بيت،وجاء في مطلع معلقة عمرو بن كلثوم:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ، فَاصْبحِينَا
وَلا تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
مُشعشَعةً كأنَّ الحُصَّ فيها
إذا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا [8]

معلقة الحارث بن حلزة اليشكري
هى واحدة من المعلقات السبع التي اشتهرت في العصر الجاهلي، وتعود الى كاتبها وهو الحارث بن حلزة، وتنتمي القصيدة الى بحر الخفيف وتتألف من 82 بيت، وجاء في مطلعها:
آذَنَتْنَا بِبَيْنِهَا أسْماءُ
رُبَّ ثَاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّواءُ
بَعدَ عَهدٍ لَنا بِبُرقَةِ شَمَّاءَ
فَأَدنَى دِيَارِها الخَلصَاءُ [9]

شعراء المعلقات الثلاثة الباقية
معلقة النابغة الذبياني
كتب زياد بن معاوية هذه المعلقة ، وقد عرفت المعلقة بلقبه بالنابغة الذبياني، تنتمي المعلقة الى بحر البسيط، وتتكون من 50 بيت ، وقد جاء في مطلع هذه القصيدة:
“يَا دارَ مَيَّةَ بِالعَلْياءِ فَالسَّنَدِ
أَقْوَتْ وَطالَ عَلَيْهَا سالِفُ الْأَبَدِ
وقفتُ فيها أُصَيلانا أُسائِلُها
عَيَّتْ جَواباً وما بالرَّبعِ مِن أحَدِ” [10]
معلقة الأعشى ميمون بن قيس
كتب هذه المعلقة ميمون بن قيس بن جندل الذي يعرف بالأعشى، تنتمي القصيدة إلى بحر البسيط، وتتكون من 66 بيتا، وجاء في مطلع معلقة الأعشى ميمون بن قيس:
“وَدِّعْ هُرَيْرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرتَحِلُ
وَهَلْ تُطِيقُ وَدَاعاً أَيُّهَا الرَّجُلُ
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها
مشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ” [11]

معلقة عبيد بن الأبرص
تنتمي هذه المعلقة الى كاتبها عبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث، تنتمي المعلقة إلى بحر البسيط، وتتكون من 45 بيتا، وقد ورد في مطلعها:
“أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَّنُوبُ
فَراكِسٌ فثعَيلباتٌ
فَذاتَ فَرقَينِ فالقَلِيبُ “[12]