اذكر صفتين من صفات أبي سعيد الخدري ، أبي سعيد الخدري هو سعد بن مالكٍ بن سنان بن ثعلبةٍ بن عبيدٍ بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن الصحابي الجليل مالك بن سنان ووالدته هي أنيسة بنت أبي حارثة وقد عرف عنها أنها بايعت النبي صلى الله عليه وسلم، ولد أبي سعيد الخدري في العام العاشر قبل الميلاد وقبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب بحوالي عشر سنوات، وولد بالمدينة المنورة ويكني بأبي سعيد، يعد أبي سعيد أحد فقهاء المسلمين وأحد المجاهدين في سبيل الله، تزوج أبي سعيد الخدري من زينب بنت كعب بن عجزة ، وكان لأبي سعيد خمس أولاد وهم : حمزة، وعبد الله، و عبد الرحمن، وبشير، وسعيد، وكان أبي سعيد الخدري أحد معلمي القرآن الكريم وكان يتبع طريقة مميزة لطلابه فكان يحفظهم خمس آيات في الصباح، وخمس آيات في المساء حتى يتقنوا حفظه ، عروس يقدم لك أهم وأفضل صفات أبي سعيد الخدري .

صفتين من صفات أبي سعيد الخدري

أبي سعيد أحد صحابة رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم، وقد روى الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لأبي سعيد العديد من الصفات الخلقية ومن هذه الصفات ما يلي :
• الصفة الأولى : الشجاعة
الشجاعة كانت من أبرز الصفات التي كان يعرف بها أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، اتسم بالشجاعة الشديدة والتي دائما ما كانت تظهر في الكثير من مواقفه حيث أنه كان معروفا عنه قول الحق وعمل الصواب مهما نتج عن هذا الأمر، كما شارك أبي سعيد الخدري بالكثير من الغزوات التي أبلى فيها بلاء حسنا وظهرت في هذه الغزوات شجاعته وقوته والوقوف في وجه الباطل وحرصه الشديد على إحقاق الحق وأن تكون كلمة الله عز وجل هي العليا، ولأبي سعيد الخدري الكثير من المواقف التي برزت فيها شجاعته منها إصراره على الجهاد في سبيل الله مع النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن كان صغير السن، كان لا يتوقف عن قول الحق دون خوف أو رهبة من أي شخص أيا كان، ومن مظاهر شجاعة أبي سعيد الخدري ما ورد في الحوار الذي دار بينه وبين مروان والذي كان كالتالي: (أَوَّلُ مَن بَدَأَ بالخُطْبَةِ يَومَ العِيدِ قَبْلَ الصَّلاةِ مَرْوانُ. فَقامَ إلَيْهِ رَجُلٌ، فقالَ: الصَّلاةُ قَبْلَ الخُطْبَةِ، فقالَ: قدْ تُرِكَ ما هُنالِكَ، فقالَ أبو سَعِيدٍ: أمَّا هذا فقَدْ قَضَى ما عليه سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ).
• الصفة الثانية : العفّة والحياء
كانت العفة والحياء من أبرز الصفات التي كان يعرف بها أبي سعيد الخدري، فكان أبي سعيد عفيف النفس ودائما ما كان يسارع في الامتثال لأوامر الله عز وجل، فقد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (أنَّ أُنَاسًا مِنَ الأنْصَارِ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أحَدٌ منهمْ إلَّا أعْطَاهُ حتَّى نَفِدَ ما عِنْدَهُ، فَقالَ لهمْ حِينَ نَفِدَ كُلُّ شيءٍ أنْفَقَ بيَدَيْهِ: ما يَكُنْ عِندِي مِن خَيْرٍ لا أدَّخِرْهُ عَنْكُمْ، وإنَّه مَن يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، ولَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)، بعد أن سمع أبي سعيد الخدري هذا الحديث طبقة، فكان عفيف النفس وبجانب هذا الأمر كان يتسم بالإيثار فكان بذل العطاء للفقراء والمحتاجين من أحب الأعمال المحببة إلى أبي سعيد الخدري بالإضافة إلى حبه الشديد للفقراء والمحتاجين وتقربه إليهم، وكان يحب أن يكون من ضمن من قال عنهم الله عز وجل في كتابه العزيز : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
وكان لأبي سعيد الخدري العديد من الصفات الأخرى منها الصبر والذي كان واحد من ضمن الصفات التي يتسم بها أبي سعيد رضي الله عنه، كما كان يتسم أيضا أبي سعيد بعلمه الواسع وتفقه الكبير في العلم بالإضافة إلى روايته للكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه كان من أكثر الصحابة رواية الحديث، وكان لأبي سعيد الكثير من الشيوخ الذين كان يروي عنهم الأحاديث وأولهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعد النبي الخلفاء الراشدين الأربعة وهم أبو بكر الصديق، وعُمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب، بالإضافة للكثير من الشيوخ في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة.

مبايعة أبي سعيد الخدري للنبي صلى الله عليه وسلم

ذهب أبي سعيد الخدري إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع ستة نفر أخريين، وقد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم الوقوف بجانب النبي في دعوته إلى الله عز وجل، وعدم خوفهم من أى شئ قد يتعرضون له في سبيل دعوتهم إلى دين الحق، وبايعوا النبي أيضا على عدم الإخلاء بهذه المبايعة، وقد ظل هؤلاء النفر متمسكين بالمبايعة باستثناء نفر منهم، وظل أبي سعيد الخدري وفي بهذه المبايعة طول حياته.

الغزوات التي شهدها أبي سعيد الخدريّ

عندما كان أبي سعيد الخدري يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يسمح له بالمشاركة في الجهاد في سبيل الله وأن يكون أحد المشاركين في إعلاء كلمة الله، وبالرغم من إصرار أبي سعيد الخدري إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن يجاهد أبي سعيد الخدري في هذا السن الصغير، فهذا يبين لنا التربية الإسلامية الجميلة التي رباه بها والده وجعل هذا الطفل الصغير قلبه عامرا بالإيمان، وعندما أشتد عود أبي سعيد الخدري وأصبح رجلا شجاعا لا يخشى في الله لومة لائم شارك في العديد من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم منها:

غزوة الخندق

شارك أبي سعيد الخدري مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق، والتي كانت في العام الخامس من الهجرة، وشهد أب سعيد الكثير من المشاهد التي حدثت في هذه الغزوة والتي كانت بداية من حفر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الخندق وحتى أدائهم لصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء.

غزوة بني قريظة

كانت غزوة بني قريظة أحد الغزوات التي شهدها أبي سعيد رضي الله عنه، وقد نقل ما حدث في هذه الغزوة ومن نال الشهادة من الجنود المسلمين والذي كان على رأسهم سعد بن معاذ رضي الله عنه.
كما شهد أبي سعيد الخدري العديد من الغزوات الأخرى منها غزوة مؤتة، وغزوة تبوك وذكر العديد من المواقف التي شهدها المسلمون في هذه الغزوة ومنها حديثه عن النفر الذين غدروا بالمسلمين، وغير ذلك الكثير من الغزوات التي شهدها أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

وفاة أبي سعيد الخدري

أوصى أبي سعيد الخدري في آخر حياته ابنه عبد الرحمن وطلب منه عندما يتوفى أن يدفنه في مكان يقع أقصى البقيع، وقد نفذ ابنه عبد الرحمن وعندما توفي والده أخذه ودفنه في البقيع تنفيذا لوصية والده أبي سعيد الخدري، وقد أختلف العلماء في السنة التي توفي فيها أبي سعيد الخدري فمنهم من قال أنه توفى في عام أربعة وسبعين، ومنهم من قال أنه توفى عام ثلاث وستين، ومنهم من ذكر أن أبي سعيد توفى عام خمس وستين.