ما هي أسباب كتابة التفسير ، علم التفسير هو ذلك العلم الذي يعمل على تفسير آيات القرآن الكريم والوصول للمعنى الحقيقي لآيات القرآن الكريم،ويبين لنا التفسير الأسباب التي نزلت فيها هذه الآية والأحكام الشرعية التي تضمنها، يقوم العلماء المختصين المتعمقين في دراسة التفسير بتفسير القرآن بهذه المهمة السامية، كانت بداية معرفة المسلمين لعلم التفسير كان في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما كان الوحي ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بآيات القرآن الكريم كان بعض الآيات يحتاج الصحابة إلى تفسيرها وتوضيح النبي معناها الصحيح لهم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بهذه المهمة ويقوم بتفسير الآيات للصحابة وتوضيح معناها لهم، وتوجد الكثير من الأمثلة على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لآيات القرآن الكريم لأصحابه حتى يسهل عليه فهم آيات القرآن الكريم ومنها قولَ الله تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)فوضح الرسول صلى الله لهم قائلا فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ)، عروس يقدم لك كل ما تحتاج إلي التعرف عليه عن أسباب كتابة التفسير

تعلم الصحابة علم التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم

فعلم التفسير أهمية كبيرة لفهم آيات القرآن الكريم وتدبر معانيه، ولهذا حرص الكثير من الصحابة على تعلم علم التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم فبلغ عدد صحابة الرسول الذين تعلموا علم التفسير ستة عشر صحابيا، كانت السيدة عائشة واحدة من الصحابة الذين تعلموا تفسير القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وكان منهم علي بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، بعد أن توسعت الدولة الإسلامية وفتح المسلمين بلادا عديدة ودخل أهلها الإسلام كان لابد من وجود مدرسة للتفسير في كل هذه البلدان وبالفعل فتح الصحابة مدرسة للتفسير في كل البلدان فعلى سبيل المثال كان عالم التفسير وأبيُّ بن كعب في مدرسة التفسير بالمدينة، وكان عبد الله بن مسعود موجودا في مدرسة التفسير بالكوفة، وبهذه الطريقة لم يقتصر علم التفسير على الصحابة فقط بل أنه أنتشر إلى التابعين حتى وصل الينا، أما عن الطريقة التي كان الصحابة يفسرون بها معاني آيات القرآن الكريم فكان الصحابة يفسرون المعنى الإجمالي للآية فقط حيث أن التفسير كان يأخذ صورة رواية الأحاديث .
التفسير في عهد التابعين
تمكن الصحابة من تعلم علم التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك علم الصحابة التابعين لهم هذا العلم وكان التابعين يفسرون القران الكريم من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، فكان القرآن الكريم هو المصدر الأول الذي يتم من خلاله تفسير القرآن وبعد ذلك السنة النبوية ثم آخر مرحلة هي الاجتهاد، وكان التابعين يعلمون علم التفسير في العديد من المدارس منها مدرسة مكة المكرمة والذي كان يرأسها الصحابي الجليل عبد الله بن العباس رضي الله عنه .
أسباب كتابة التفسير
أهتم الصحابة رضوان الله عليهم بعلم التفسير ومن بعدهم التابعين وتابعي التابعين ووصولا إلى عصرنا هذا، وكان لكتابة التفسير أسباب متعددة وهي كالتالي :
· يقوم التفسير بسهولة فهم آيات القرآن الكريم ويجعل المسلم يتمكن من معرفة المعنى الصحيح للآيات القرآنية .
· تدوين المسلمين لتفسير الآيات القرآنية حتى يتم الحفاظ على التفسيرات الصحيحة التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم.
· تفسير معاني القرآن الكريم قد يجعل الكثير من غير المسلمين فهم الآيات القرآنية وقد يكون هذا من أسباب اعتناقهم للإسلام .
· تدوين تفسير القرآن يقوم بالحفاظ على تفسيرات القرآن الكريم من الوقوع في التحريف أو غير ذلك.
· ظهر فضل تدوين التفسير في وجود بعض التفسيرات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن الكريم وتم الحفاظ عليها بفضل تدوينها.

أنواع التفسير

لتفسير القرآن الكريم أنواع متعددة منها:
· التفسير بالمأثور
التفسير بالمأثور هو واحد من أنواع التفسيرات ويتم التفسير من خلال المصادر التفسيرية وله أنواع وهي كالتالي :
النوع الأول: تفسير القران بالقران
في بعض آيات القرآن الكريم تأتي مجملة وتوجد بعض الآيات الأخرى التي تفسر الموضوع وتذكره تفصيلا وهذا معنى أن يتم تفسير القران بالقران .
النوع الثاني: هو تفسير القرآن الكريم بالسنة
ويتم التفسير في هذا النوع من خلال تفسير آيات القرآن الكريم التي ذكرت إجمالا بتفسيرها من السنة النبوية مثل قول الله عز وجلالَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا)فجاءت الآية مجملة بدون تفصيل، وفي السنة النبوية فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، يَدًا بيَدٍ، فمَن زادَ، أوِ اسْتَزادَ، فقَدْ أرْبَى، الآخِذُ والْمُعْطِي فيه سَواءٌ)، ويوجد نماذج للعديد من المفسرين بالمأثور مثل ابن جرير الطبري، وابن كثير.
النوع الثالث: وهو التفسير بأقوال الصحابة والتابعين لهم
تعد أقوال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة يمكننا أن نعتد بها، وكان الصحابة يعتمدون في تفسيرهم للقرآن الكريم على القرآن الكريم، وعلى السنة النبوية، ويعتمد أيضا على اللغة العربية، وفهمهم للمسائل واجتهادهم فيها.
النوع الرابع: التفسير بالرأي
ويتم التفسير في هذا النوع من خلال النظر إلى الأدلة الموجودة وإعمال العقل فيها مع الحرص على عدم معارضة أحكام الشريعة الإسلامية في هذا التفسير، ويوجد كتب كثيرة في ذلك منها وتفسير النسفيّ، وتفسير القرطبيّ، وتفسير أبي حيان.
فضل علم تفسير القران الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو نور البشرية الذين أخرجهم من الظلمات إلى النور، وعلم تفسير القرآن الكريم له أهمية عظيمة فهو يعتبر من العلوم العظيمة في الشريعة الإسلامية، ولعلم التفسير العديد من الفضائل منها:

  1. علم تفسير القرآن الكريم هو بمثابة توضيح لمعاني الآيات التي ذكرت في القران الكريم.
  2. يجب على المسلم أن يحرص على تعلم تفسير القرآن الكريم لأن تعلمه يتمكن المسلم من فهم جميع المقاصد للايات القرائية وبفهم الآيات يتم صلاح حال الإنسان .
  3. توضيح الآيات القرآنية وتفسيرها يجعل الكثير ممن لا يفهمون اللغة العربية جيدا على فهم المعنى المقصود من الآية فيسهل عليه حفظها وفهمها .
  4. تعتبر أمة النبي محمد صل الله عليه وسلم هم خير الأمم، وقد حثنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أن نحفظ القران الكريم و نتدبره ونفهم معانيه ونعلم به غيرنا.
  5. منذ أن بدأ المسلمين بتفسير آيات القرآن الكريم منذ الوهلة الأولى، وقد دخل أعداد كبيرة إلى الدين الإسلامي من غير العرب ومما لا يتقنون اللغة العربية، ولهذا فكان لعلم التفسير فضل كبير في دخولهم إلى الإسلام .
  6. تفسير القرآن الكريم يوضح للمسلمين تفسير واضح وسهل للأمور الغير محبب للمسلم فعلها والتي لا تتناسب مع تعاليم الدين الإسلامي، والتعرف على كافة الأحكام الشرعية .
  7. القرآن الكريم تضمن كل ما فيه صلاح للبشر، ولهذا فعلى المسلمين أن يتعرفوا على تفسير آيات القرآن الكريم لأن القرآن فيه كل خير للبشرية .
  8. أنزل الله عز وجل القرآن الكريم وفيه كل الأمور التي تخص البشرية وتؤدي إلى صلاح أحوالهم، بالإضافة إلى السنة النبوية التي جاءت لتفسير وتفصيل بعض الأمور التي تحدث عنها القرآن الكريم إجمالا أوضحها النبي صلى الله عليه وسلم بصورة تفصيلية.