كيفية صلاة الجنازة عند المالكية ، لقد كرم الله عز وجل الإنسان بحياته ومماته ، فقد أمر الله عزوجل المسلمين أن يكونوا الميت أن كان مسلما ويؤمن بالله عزوجل فأمر المسلمين أن يصلوا عليه ويدعوا له ، وصلاة الجنازة هي الصلاة التي يؤديها المسلمين علي المتوفي بعد أن يتم تغسيله وقبل أن يتم دفنه ، وتعد صلاة الجنازة فرض كفاية اى إذا فعله البعض سقط الإثم عن الآخرين ، ويستحب للمسلمين أن يذهبوا للصلاة علي المتوفي ولكي يدعوا له بأن يرحمه الله عز وجل ويتجاوز عن سيئاته ، عروس يقدم لك ما تحتاج إلي معرفته عن طرق صلاة الجنازة عند المالكية.

شروط صلاة الجنازة :
• يشترط لأداء صلاة الجنازة أن يكون الإنسان علي طهارة وجميع شروط الصلاة المفروضة سواء كانت شروط الثوب أو بدن المسلم أو غير ذلك .
• يشترط علي المسلم أن يستقبل القبلة لصلاة الجنازة ، كما يجب أن يستر المسلم لعورته .
• أن يكون المتوفي مسلم فإذا كان غير ذلك فلا يصلي عليه لقول الله عز وجل ((ولا تصل علي أحد منهم مات أبدا )). ، كما يشترط علي المسلمين أن يكون الميت في الأمام والمصلين خلفه ولايصح عكس ذلك .

كيفية أداء صلاة الجنازة في المذهب المالكي :

يري المالكية أن صلاة الجنازة تتم علي النحو الآتي :
اذا كان المتوفي رجل فعلي المصلي أن يكون واقفا علي رجلا في وسط الجنازة ، وفي حالة ان كانت المتوفاه امراه فعلي المصلي أن يقف علي منكبية ، ثم ينوى المسلم أن يصلي صلاة الجنازة والنية تكون محلها القلب ، ثم يقوم المسلم بالتكبير اربع تكبيرات ، الكبيرة الأولي تعرف لتكبير الإحرام والتي يرفع فيها المسلم يديه عندما يكبر ، بينما التكبيرات الثلاثة الآخرى لايقوم المسلم برفع يديه فيهم .
علي المسلم آثناء التكبيرات أن يحمد الله عز وجل وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعوا للمسلمين جميعا ، والصلاة الجنازة يسلم المسلم تسليمة واحدة وتكون نيته هو الخروج من صلاة الجنازة ويضاف الي ذلك أن صلاة الجنازة تكون سرية بإستثناء التكبير والتسليم يقولهم الإمام جهرا .

أركان صلاة الجنازة :

كل صلاة لها أركانها والتي يجب أن تتوفر جميع الأركان حتي تتحقق الصلاة فبسقوط ركن من هذه الأركان تبطل الصلاة ويجب علي الإنسان أن يقوم بإعادتها وصلاة الجنازة كذلك لها أركان ويجب علي المسلم أن يستوفي كل أركانها حتي تكون صلاته صحيحة وأركان صلاة الجنازة هي :
  • الركن الأول لصلاة الجنازة : النية

تعد النية إحدى اركان صلاة الجنازة عند جمهور الفقهاء بإستثناء الحنابلة حيث أنهم يذكروا أن النية تعتبر شرط من شروط صلاة الجنازة وليست ركن من أركانها حيث اختلفت آراء العلماء في صفتها كما يلي :
المالكية : يرى المالكية أن المسلم عليه أن يكتفي بأن يكون قاصدا أن يصلي علي الميت صلاة الجنازة من غير أن يقوم بتحديد صفة الميت أو جنسه .
الحنفية : الحنفية يرون أن للمسلم الذي يصلي صلاة الجنازة أن يذكر جنس الميت إذا كان يعرفه سواء كان ذكر او أنثى او طفل ، وفي حالة عدم معرفة المسلم جنسه فعليه أن ينوي ويقول : " نويت أن أصلي على الميت الذي يصلّي عليه الإمام".
الشافعية : يريد الشافعية أن المسلم يجب عليه أن ينوي لتحديد صلاة الجنازة ، كما أنهم لايشترطوا أن يقوم المسلم بتحديد جنس المتوفي ، فإذا قام المسلم بتحديدها وكان تحديده خطأ فصلاته لم تصح .
الأحناف : يرون أن المسلم أن يحدد صلاة الجنازة بقوله على "هذا الميت" ، واذا كانوا مجموعة فيقول المسلم "هؤلاء الأموات".
  • الرُكن الثاني من أركان صلاة الجنازة : التكبيرات

تعد التكبيرات هي الركن الثاني من أركان صلاة الجنازة وقد اتفق الفقهاء جميعا علي انها أربع تكبيرات ، قاعد كل تكبيرة من هذه التكبيرات بمثابة ركعة .
  • الركن الثالث : الدُعاء للميت

يعتبر الدعاء للميت من أركان صلاة الجنازة ولكن العلماء قد اختلفوا في محله :
  • اولا: رأي المالكية

يري المالكية أن الدعاء للميت يكون بعد كل تكبيرة من تكبيرات صلاة الجنازة الأربع ، وأقل ما يدعوا به المسلم قول: "اللهم اغفر له"، وأفضل ما يدعوا به المسلم الآتي: "اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به؛ اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته؛ اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده"، وفي حالة ان كان المتوفي أنثي فعليه أن يدعوا بهذا الدعاء ولكن بصيغة التأنيث فيقول : "اللهم إنها أمتُك، وبنت عبدك...."، أما في حالة وفاة رجل وامراه معا ويتم الصلاة علي كلاهما سويا فعلي المسلم أن يدعوا لهم بالصيغة التي تجمع كلاهما بالدعاء فيقول : "اللهم إنهما عبداك..."، وفي حالة وفاة مجموعة من الناس فعلي المسلم أن يدعوا لهم بصيغة تقوم تجمعهم جمعيا بالدعاء ، وفي حالة ان كان المتوفي طفل فعلي المسلم أن يدعوا له ويقول : "اللهم إنه عبدك، وابن عبدك أنت خلقته ورزقته، وأنت أمته وأنت تحييه؛ اللهم اجعله لوالديه سلفاً وذخراً، وفرطاً وأجراً، وثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، ولا تفتنا وإياهما بعده، اللهم ألحقه بصالح سلف المؤمنين في كفالة إبراهيم، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهله خيراً من أهله، وعافه من فتنة القبر، وعذاب جهنم".
  • ثانياً :الحنفية

أما الحنفية فيرون أن الدعاء لابد أن يكون بعد أن يكبر المسلم التكبيرة الثالثة ، فعليه أن يدعوا المتوفي وأفضل ما يدعوا به المسلم أن يقول : " اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، وعذاب النار"، ويأتي بصيغة التأنيث إن كان المتوفّى امرأة ولا يقول أثناء الدعاء: "وأبدلها زوجاً خيراً من زوجها"، أما إذا كان المتوفى طفلاً فيدعو: "اللهم اجعله لنا فرطاً؛ اللهم اجعله لنا ذخراً وأجراً؛ اللهم اجعله لنا شافعاً ومشفعاً".
  • ثالثاً : الشافعية

اما الشافعية فيرون بأن الدعاء للميت يكون بعد أن يكبر المسلم التكبير الثالثة مثل رأي الحنفية ، فعلي المسلم أن يدعوا المتوفي بأن يغفر له الله عز وجل ويرحمه وأفضل دعاء للمتوفي هو بقول: "اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه..." إلى آخر الدعاء واذا كان الميت طفل فيدعوا له المسلم ويقول : "اللهم اجعله فرطاً لأبويه، وسلفاً وذخراً وعظة واعتباراً وشفيعاً، وثقل به موازينهما، وأفرغ الصبر على قلوبهما، ولا تفتهما بعده، ولا تحرمهما أجره" واذا كانوا مجموعة من الأشخاص توفوا فيدعوا لهم المسلم بصيغة الجمع .
  • رابعاً : الحنابلة

أما الحنابلة فيرون أن الدعاء المتوفي يكون بعد أن يكبر المصلي التكبيرة الثالثة ، كما يجوز له أن يجدوا بعد الكبيرة الرابعة ، وأقل ما يدعوا به المسلم للمتوفي هو : "اللهم اغفر له"، وأفضل مايدعوا به المسلم المتوفي "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا إنك نعلم متقلبنا ومثوانا، وأنت على كل شيء قدير، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة، ومن توفيته منا، فتوفه عليهما، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله...".
  • الركن الرابع : القيام في الصلاة

اتفق جميع الفقهاء علي هذا الركن ، فيرون بأن المسلم عليه أن يصلي صلاة الجنازة قائما إذا كان يستطيع القيام ، فإذا كان يستطيع وصلي قاعدا فصلاته غير صحيحة .
  • الركن الخامس : قراءة الفاتحة

يرى الشافعية والحنابلة أن قراءة الفاتحة تعد ركن من أركان صلاة الجنازة ، فالشافعية يرون أن قراءة الفاتحة تجوز بعد اى تكبيرة من التكبيرات الأربع ، ولكن يفضل أن تكون بعد التكبير الأولي ، والحنابلة يرون أن المسلم يقرأها بعد الكبيرة الأولي ، أما كلا من المالكية والحنفية فيرون أنه يكره قراءة الفاتحة بصلاة الجنازة .
  • الركن السادس : هو الصلاة علي النبي

والتي تعتبر ركن من الأركان عند الحنابلة والشافعية ، أما المالكية فيرونها سنة بعد كل تكبيرة .
  • الركن السابع : التسليم

أجمع الفقهاء بإستثناء الحنفية وقالوا ان التسليم يكون بعد أن يكبر المسلم التكبيرة الرابعة ، والحنفية يقولوا أن التسليم بصلاة الجنازة مثل باقي الصلوات المفروضة لا تبطل الصلاة بتركها .

شروط صلاة الجنازة :

  • يشترط لأداء صلاة الجنازة أن يكون الإنسان علي طهارة وجميع شروط الصلاة المفروضة سواء كانت شروط الثوب أو بدن المسلم أو غير ذلك .
  • يشترط علي المسلم أن يستقبل القبلة لصلاة الجنازة ، كما يجب أن يستر المسلم لعورته .
  • أن يكون المتوفي مسلم فإذا كان غير ذلك فلا يصلي عليه لقول الله عز وجل ((ولا تصل علي أحد منهم مات أبدا )). ، كما يشترط علي المسلمين أن يكون الميت في الأمام والمصلين خلفه ولايصح عكس ذلك .

ما هو فضل صلاة الجنازة ؟

  • لصلاة الجنازة فضل كبير للمسلمين فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا، إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ).
  • كما أن المسلم الذي يصلي الجنازة ويتتبعها حتي يتم دفنها فإن له أجر كبير مثل جبل أحد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، وكانَ معهُ حتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ويَفْرُغَ مِن دَفْنِهَا، فإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، ومَن صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فإنَّه يَرْجِعُ بقِيرَاطٍ).